Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 67

‫‪Faculté des Sciences Juridiques‬‬

‫‪Économiques et Sociales‬‬

‫‪Rabat – Agdal‬‬
‫كلية العلوم القانونية‬

‫االقتصادية واالجتماعية‬

‫الرباط – أكدال‬

‫بحث لنيل شهادة اإلجازة األساسية‬


‫شعبة ‪ :‬الق انون العام‬
‫تخصص ‪ :‬الق انون اإلداري و المالية العامة‬

‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء‬


‫قانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط‬
‫المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫تحت إشراف الدكتور ‪:‬‬ ‫إعداد الط لب ‪:‬‬


‫مراد علوي‬
‫‪Mourad Allioui‬‬
‫عبد العزيز العروسي‬ ‫رقم التسجيل ‪17008220 :‬‬

‫رقم مسار ‪J135238635 :‬‬

‫‪2020 / 2021‬‬ ‫السـنة الـجامـعية ‪:‬‬


‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪1‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫نشكر هللا عز وجل الذي أنعم علينا إلتمام هذا العمل المتواضع‬

‫ومن ثمة يقتضي منا واجب الشكر الجزيل و التقدير العميق امتثاال لقوله‬

‫المصطفى عليه الصالة و السالم ‪ " :‬من ال يشكر الناس ال يشكر هللا " ‪.‬‬

‫بخالص الشكر و االمتنان ‪ :‬لفضيلة الدكتور ‪ :‬عبد العزيز العروسي‬ ‫إن أتقدم‬

‫الذي لم يبخل عليما بتوجيهاته و إرشاداته خالل إنجازنا لذا البحث‬

‫و نسأل هللا أن يجزيه خير الجزاء ‪.‬‬

‫كما أتقدم بجزيل شكر وامتنان إلى كل األساتذة وموظفي كلية العلوم القانونية‬

‫و االقتصادية و االجتماعية أكدال ـ جامعة محمد الخامس ـ الرباط ـ المغرب ‪.‬‬

‫و إلى كل من ساعدنا من قريب أو بعيد إلتمام هذا البحث‬

‫مراد علوي ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫إلى قرة عيني أمي ثم أمي و أبي أهدي هذا العمل ‪.‬‬

‫عرف انا و تقديرا بدورهما و محبة لهما و إخالص فيهم ‪...‬‬

‫إلى إخواني و أخواتي و إلى أسرتي صغيرة ‪...‬‬

‫إلى جدي و جدتي و إلى كل أفراد عائلتي األعزاء ‪...‬‬

‫إلى كل األصدق اء الذين جمعتني بهم دروب الحياة ‪...‬‬

‫إلى الدكتور عبد العزيز العروسي الذي أكن له كل التقدير ‪...‬‬

‫إلى هؤالء أهدي هذا العمل المتواضع ‪.‬‬

‫مراد علوي‬

‫‪3‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها شهد العالم حركة تحرر واسعة مست‬
‫جل الدول التي كانت تحت وطأة االستعمار الذي خلف إرثا ثقيال أرهق كاهل الدول‬
‫المستقلة‪ ،‬والتي وجدت نفسها أمام واقع مزري على جميع األصعدة في ظل انعدام‬
‫أجهزة إدارية كفؤة ووجود تخلف إداري وفقر وغيرها من المشاكل واألزمات ‪،‬‬
‫برزت العديد من التوجهات الراغبة في تغيير الطابع الموروث عن اإلدارة‬
‫االستعمارية المبنية على استغالل إلى إدارة تساهم في التنمية والتطوير تجاوبا مع‬
‫احتياجات وطموحات المواطنين مما دفع بهذه الدول إلى وضع استراتيجيات للنهوض‬
‫باقتصاداتها وتحقيق تنمية شاملة بغية اللحاق بركب الدول المتقدمة ‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫وجود إدارة عامة ذات كفاءة وفعالية باعتبارها الدعامة األساسية للتنمية الشاملة‬
‫وهذه إدارة في حاجة إلى تنمية إدارية حتى تكون قادرة على القيام بدورها التنموي ‪.‬‬

‫إن الدور األساسي والهام الذي تلعبه اإلدارة في عملية التنمية ‪ ،‬يستلزم أن تكون هذه‬
‫األخيرة لديها القدرة الكافية والمؤهالت واإلمكانيات الالزمة إلنجاح هذا الدور ‪.‬‬
‫لذلك يجب رفع مستوى كفاءة الجهاز اإلداري للدولة ‪ ،‬أي يجب أن يكون الجهاز‬
‫اإلداري موضوع التنمية اإلدارية وإال فسيبقى أسير التخلف وعاجزا عن إدارة‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬

‫فلقد أصبح من المؤكد اليوم أن رفع المستوى االقتصادي واالجتماعي ألي دولة‪،‬‬
‫رهين بكفاءة وقدرات اإلدارات العامة ‪ ،‬لذلك تتطلع الدول النامية إلى وجود إدارة‬
‫عمومية فعالة قادرة على تحقيق التنمية الشاملة والرفاه للمواطنين ‪ ،‬على أساس‬
‫أن إصالح اإلدارة هو مفتاح إلصالح الشمولي المتعلق بالقطاعات الحيوية األخرى ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫إن قيام القطاع العام في الدولة المعاصرة بدور فعال لتحقيق التنمية الشاملة سيما في‬
‫الدول اآلخذة بالنمو‪ ،‬يتحتم عليها األخذ بأسباب اإلصالح اإلداري والتنمية اإلدارية‬
‫وهذا يتطلب إتباع األصول العلمية وألساليب الفنية حتى تستطيع أن تكون اإلدارة‬
‫األداة الفعالة لتحقيق هذه التنمية ‪ ،‬وحيث يؤدي إصالح الجهاز الحكومي دورا هاما‬
‫في دعم التحول في السياسات االقتصادية والتنموية‪ ،‬وفي تعزيز قدرة الجهاز‬
‫الحكومي على إدارة هذه السياسات إدارة فعالة تقود إلى تحقيق غاياتها‪.‬‬

‫كما يعتبر تحسين عالقة اإلدارة بالمواطن أحد أهم مداخل إصالح اإلدارة ‪.‬‬
‫فأداء اإلدارة العمومية وفعاليتها مرتبط باألساس بمدى نجاحها في االستجابة لتطلعات‬
‫و انتظاراها للمواطن ‪ .‬وقد أكدت التوجيهات الملكية السامية في عدة مناسبات على‬
‫كون خدمة المرتفق أساس وجود اإلدارة ‪ ،‬و على ضرورة االنطالق من انشغاالته‬
‫الحقيقية و انتظرته لالرتقاء بعملها و الرفع من جودة خدماتها ‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار ‪ .‬يشكل القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية رافعة‬
‫أساسية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن و المقاولة و لتعزيز الثقة بين اإلدارة‬
‫و المرتفق ‪ .‬وكذا تقريب اإلدارة من المواطن ‪.‬‬

‫ولعل التجربة المغربية في مجال اإلصالح اإلداري والتنمية اإلدارية من التجارب‬


‫التي حققت خطوات ال بأس بها ‪ ،‬من خالل تبنيها لسياسات واستراتيجيات وبرامج‬
‫تنموية دفعت بها إلى حال أحسن بغية الحد من مظاهر التخلف اإلداري والفساد‬
‫اإلداري والمالي ‪ ،‬حيث تجدر اإلشارة إلى أن تجربة المغرب في تبني اإلصالح‬
‫اإلداري كآلية فعالة لتحقيق التنمية اإلدارية ‪ ،‬والتي أفضت إلى مخرجات ذات‬
‫فاعلية في شتى المجاالت ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ .1‬تحديد المفاهيم ‪:‬‬

‫‪ ‬اإلصالح اإلداري ‪ :‬هو جهد سياسي و إداري و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي‬


‫و إرادي هادف إلحداث تغييرات أساسية إيجابية في السلوك و النظم و العالقات‬
‫و األساليب و األدوات تحقيقا لتنمية قدرات و إمكانية الجهاز اإلداري بما يؤمن له‬
‫من درجة عالية من الكفاءة و الفعالية في إنجاز أهدافه ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلدارة العامة ‪ :‬تشمل جميع األعمال الحكومية ‪ ،‬إنما تهدف إلى تحقيق أهداف‬
‫عامة بتنفيذ السياسة العامة للدولة و على هذا األساس فإن األعمال اإلدارية‬
‫تكون عامة إذا اتصفت بالطابع الرسمي و بطابع المسؤولية تجاه المجتمع في‬
‫تقدمه المستمر ‪.‬‬
‫‪ ‬التكنولوجية ‪ :‬هي مجموعة من التقنيات و المهارات و الخبرات و المعرفة‬
‫و أساليب صنع واستخدام األدوات و األشياء المفيدة التي يمكن الحصول عليها‬
‫أو معرفتها ‪ ،‬بينما يلخص الخبراء الدوليين التكنولوجيا على أنها مجموعة من‬
‫التقنيات التي تم الحصول عليها و استيعابها ‪ ،‬في حين يشبهها الدكتور‬
‫سمير عبدة في كتابه ‪ " :‬العرب و التكنولوجية " بمسيح القرن العشرين‬
‫بينما يعتبر التقنية بمثابة الدين الجديد للعالم البورجوازية " ‪.‬‬
‫‪ ‬الفساد اإلداري ‪ :‬هو الخروج عن القانون و النظام أي ( عدم االلتزام بهما )‬
‫أو االستغالل عنهما من أجل تحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية‬
‫لفرد أو لجماعة معينة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ .2‬مشكلة البحث ‪:‬‬

‫يحتل اإلصالح اإلداري موقعا محوريا ضمن أولويات الدول بالنظر الرتباطه بالقدرة‬
‫على توفير الخدمات من جهة ‪ ,‬و ضمان احتكار الدولة لهذه الخدمات من جهة ثانية ‪.‬‬
‫ناهيك عن استحالة تحقيق أية عملية تنموية شاملة دون النجاح في إرساء سياسة‬
‫متكاملة لإلصالح اإلداري ‪ .‬إذ أن تنفيذ هذه الخطط يتم عبر األجهزة المختلفة ‪.‬‬

‫‪ .3‬إشكالية الموضوع ‪:‬‬


‫اإلشكالية الرئيسية للموضوع ‪:‬‬

‫كيف سيساهم اإلصالح اإلداري من تطوير الخدمات اإلدارة العمومية بالمغرب‬


‫على ضوء تنفيذ قانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ؟‬

‫‪ .4‬األسئلة الفرعية ‪:‬‬


‫‪ ‬و يتفرع عن هذه اإلشكالية األسئلة التالية ‪:‬‬

‫_ ما المقصود بمفهومي اإلصالح اإلداري و أهم طرق و مراحل التي يمر منها ؟‬

‫_ ما هي أهم المستجدات التي أتى بها قانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر‬
‫اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية ؟‬

‫‪ .5‬فرضية الدراسة ‪:‬‬

‫لمعالجة اإلشكالية السابقة و اإلجابة عن مختلف األسئلة الفرعية حددنا مجموعة من‬
‫الفرضيات التالية ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫_ اعتماد إصالح الهياكل اإلدارية قد يساهم في رفع من وثيرة عمل اإلدارة المغربية ‪.‬‬

‫_ كلما تم التطبيق السليم و الفعال لبرامج اإلصالح اإلداري في المغرب كلما حققت‬
‫اإلدارة العمومية نتائج متقدمة ‪.‬‬

‫_ نهج مقاربة جديدة لرفع من تطوير الخدمات المقدمة للمرتفقين ‪ ،‬مع تعزيز‬
‫و استرجاع الثقة بين اإلدارة و المواطنين ‪.‬‬

‫‪ .6‬أهداف البحث ‪:‬‬

‫يمكن إجمال أهداف هذه الدراسة في ثالثة ‪:‬‬


‫‪ ‬مقاربة مفهومية لإلصالح اإلداري و بيان أهدافه و أهم االستراتيجيات‬
‫المتبعة لتنزيله ‪.‬‬
‫‪ ‬عرض التجربة المغربية في مجال اإلصالح اإلداري ‪.‬‬
‫‪ ‬إبراز أهم المستجدات التي أتى بها قانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط‬
‫المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ .7‬منهجية البحث ‪:‬‬

‫لتفكيك عناصر الموضوع و اإلحاطة باإلشكالية أعاله ‪ ،‬سنحاول االستعانة بالمنهج‬


‫دراسة الحالة حيث يقوم هذا األسلوب على جمع البيانات و معلومات كثيرة و شاملة‬
‫على حالة فردية واحدة أو عدد محدود من الحاالت وذلك بهدف الوصول إلى فهم‬
‫أعمق للظاهرة المدروسة و ما يشببها من الظواهر ‪ ،‬وقد وقع اختيارنا على هذا المنهج‬
‫ليساعدنا في دراسة حالة المغرب قصد اإلحاطة بها في حدود ما يتطلبه موضوع‬
‫دراستنا ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ .8‬تصميم منهجي ‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف اإلصالح اإلداري و أهميته ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬ماهية اإلصالح اإلداري ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية اإلصالح اإلداري وأهدافه ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق اإلصالح اإلداري و مراحله ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬طرق اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مراحل اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء ق انون ‪. 19.55‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إصالح اإلصالح اإلداري و التبسيط اإلداري ‪.‬‬


‫الفرع الثاني ‪ :‬تقييم التجربة المغربية في مجال اإلصالح اإلداري ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬رؤية استراتجية لتطوير التجربة المغربية في مجال اإلصالح اإلداري ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬قانون رقم ‪ 55 . 19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬قراءة في قانون ‪ 19.55‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ‪.‬‬


‫الفرع الثاني ‪ :‬تفعيل مقتضيات قانون ‪ 19.55‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ‪.‬‬

‫خاتمة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫شكل اإلصالح اإلداري خالل العقود األخيرة الشغل الرأي العام الوطني‬
‫و طرح كا إشكالية في برامج الحكومات و الخطب السياسية و كذا‬
‫خطط التنمية ‪.‬‬

‫وقد أثبتت أن كل إصالح إداري لإلدارة املغربية مهما كان كامال يظل‬
‫عمال ناقصا إذا لم يوفقه تطهير و معالجة السلوكيات املنحرفة و‬
‫التنقية العقول و النفوس من الفساد ‪.‬‬

‫فاملغرب ومنذ حصوله على االستقالل السياس ي و حكوماته املتعاقبة‬


‫تنكب باستمرار على إشكالية اإلصالح و قد كان من املفروض بدال من‬
‫وضع خطة تلوى األخرى و أن توضع خطة مفصلة لتقييم املنجزات و‬
‫حصيلة الخطط السابقة و النتيجة بتالي أننا مازلنا نتكلم عن اإلصالح‬

‫ونتسأل دائما عن اإلصالح اإلداري و أن إرادتنا ما زلت في حاجة اإلصالح‬


‫عميق من حيث البنيات و املناهج في األشخاص و الهياكل و في‬
‫الوظيفة و ترشيد األموال و في تبسيط املساطر و اإلجراءات من أجل‬
‫جعل اإلدارة تساير الركب الحضاري في بالد ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪:‬‬


‫في هذا المبحث سنتطرق إلى المفاهيم المتعددة لإلصالح اإلداري بحيث سنعالج فيه‬
‫مطلبين يتضمنان العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف اإلصالح اإلداري و أهميته ‪.‬‬
‫‪ ‬طرق اإلصالح اإلداري و مراحله ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف اإلصالح اإلداري و أهميته ‪:‬‬


‫سنتناول في هذا المطلب التعريفات اللغوية و االصطالحية لإلصالح اإلداري بحيث‬
‫سنعرف كل من مفهوم اإلصالح و اإلدارة على حدا ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ماهية اإلصالح اإلداري ‪:‬‬


‫من المعلوم أن مفهوم اإلصالح اإلداري قد ارتبط بتعاريف متعددة و متنوعة تبعا‬
‫الهتمامات و مرجعيات الباحثين ‪ ،‬و المداخل التي اعتمدوها في دراسة المفهوم ‪.‬‬
‫و يجمل بنا قبل استعراض أهم التعاريف ‪ ،‬الوقوف عند الداللة اللغوية للمفهوم ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف اإلصالح ‪:‬‬

‫اإلصالح في لغة ‪ :‬كلمة مشتقة من الجذر الثالثي " ص ـ ل ـ ح " و قد جاء في لسان‬
‫العرب ‪ 1 :‬الصالح ‪ :‬ضد الفساد ‪ .‬صلح يصلح و يصلح صالحا وصلوحا و المصلحة ‪:‬‬
‫الصالح ‪ .‬و المصلحة واحدة المصالح ‪ .‬و االستصالح ‪ :‬نقيض االستفساد ‪.‬‬

‫‪ -1‬أبو فل جمال الدين ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ .‬مج ‪ ، 2‬مادة الصلح ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الصادر ‪ ،‬ب ‪ .‬س ‪ .‬ن ‪ ،‬ص ‪ 516‬ـ ‪. 517‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫و أصلح الشيء بعد فساده ‪ :‬أقامه و أصلح الدابة ‪ :‬أحسن إليها فصلحت و في التهذيب ‪:‬‬
‫تقول أصلحت إلى الدابة إذا أحسنت إليها ‪ .‬و الصلح ‪ :‬تصالح القوم بينهم ‪.‬‬
‫و الصلح ‪ :‬السلم ‪ .‬و جاء عند أبي بكر الرازي ‪ :‬الصالح ضد الفساد و أصله الفعل الثالثي‬
‫أصلح أي إعادة الشيء إلى حالة حسنة ‪ .‬و إزالة ما هو فاسد أو تلف أو عطب ‪ ،‬و قول‬
‫أصلح من عمله أي أتى بما هو صالح و نافع ‪ .‬ولكن و أمام هذا الثراء و التعدد في استعمال‬
‫اللفظ اإلصالح في التراث العربي ‪ ،‬إال أنه يفضي إلى ما يشبه التناقض غير المبرر ‪ ،‬إذ أن‬
‫كل هذا االنشغال بقضية اإلصالح في متلف أبعاده المختلفة لم يشفع الوصول إلى تعريف‬
‫إيجابي محدد لمعنى اإلصالح في مرجعتينا التراثية ‪ 2 .‬لكن يمكننا أن نخلص من خالل‬
‫يفيد إعادة تقويم الشيء و اتمام ما يعتريه من نقصان‬ ‫الداللة اللغوية لمفهوم اإلصالح أنه‬
‫قد يفسد وظيفته ‪ .‬كما يشير إلى السلم و األمن ‪ .‬ومنه فاإلصالح كل عمل يهدف إصالح‬
‫االمر بطريقة سليمة و هادئة ‪.‬‬

‫أما في اللغة الفرنسية ‪ :‬فتكون كلمة ‪ réforme‬من مقطعين ‪ ré ،‬و تفيد اإلعادة ‪،‬‬
‫و ‪ forme‬تعني الشكل أو الصيغة ‪ ،‬و منه فيراد باإلصالح إعادة التشكيل أو إعطاء‬
‫صورة جديدة للموضوع ‪ .‬أما في اللغة اإلنجليزية ‪ .‬فيقصد بكلمة ‪ réforme‬العمل الذي‬
‫من شأنه تحسين الظروف ‪ ،‬أو التغيير الذي يلحق الشيء في االتجاه األحسن دائما ‪ ،‬سواء‬
‫تعلق األمر بمجال األخالق أو العادات أو الطرق و السياسات ‪.3‬‬

‫إن مقارنة أولية بين داللة اإلصالح في اللغة العربي و داللته في اللغات األوروبية تفضي‬
‫بنا إلى استنتاج أولي مفاده أن اإلصالح في اللغة العربية مرتبط بحصول فساد في الشيء ‪.‬‬
‫مادة و صورة و هدف اإلصالح إعادته إلى حاله األولى قبل حصول الفساد ‪.‬‬

‫‪ -2‬محمد عابد الجابري ‪ ،‬في نقد الحاجة إلى اإلصالح ‪ ،‬المكتبة العصرية للطباعة و النشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.‬‬
‫‪PAUL ROBERT . DICTIONNAIRE ALPHABATIQUE & ANALOGIQUE DE LA LANGUE FRANCAISE . SOCIETE DU -3‬‬
‫‪NOUVEAU LITTRE . P 1639 .‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫أما في اللغات األوروبية فيراد باإلصالح إعطاء صورة جديدة و شكل غير الشكل الذي‬
‫كان ‪ .‬ويكون في اتجاه األحسن غالبا ‪.‬‬

‫أما على المستوى االصطالحي ‪ :‬فقد تعددت التعاريف و تباينت ‪ .‬فقد يقصد به ببساطة‬
‫يعني مجمل التحسينات التي تنطلق من إعادة تنظيم الهيكل اإلداري أو تغير أصلي في‬
‫العمل و في التنظيم اإلداري للجهاز و ما تثيره من تغير في سلوك األفراد و أساليب العمل ‪.‬‬
‫وهي عملية أساسية تعتمد على أشخاص مهيئين في حين تعتبر األمم المتحدة اإلصالح‬
‫اإلداري " حصيلة المجهودات ذات اإلعداد الخاص التي تستهدف إدخال تغييرات أساسية‬
‫في المنظمة اإلدارية من خالل إصالحات على مستوى النظام جميعه أو على األقل من‬
‫خالل معاير لتحسين واحدة أو أكثر من عناصرها الرئيسية مثل الهياكل اإلدارية و األفراد‬
‫و العمليات اإلدارية كما ذهب بعض الباحثين إلى كون اإلصالح اإلداري " جهد سياسي‬
‫و إداري و اقتصادي و ثقافي هادف إلحداث تغييرات أساسية في السلوك و النظم‬
‫و العالقات و األساليب و األدوات تحقيقا لتنمية قدرات و إمكانات الجهاز اإلداري ‪ .‬بما‬
‫يؤمن له درجة عالية من الكفاءة و الفعالية في إنجاز أهداف ‪ .‬في إشارة صريحة إلى‬
‫التالزم بين اإلصالح اإلداري و اإلصالح السياسي أو النظام السياسي ‪ .‬فاإلصالح اإلداري‬
‫يقوم على اإلصالح السياسي ‪ ،‬و غياب األخير ال معنى لألول ‪ ،‬خصوصا بالنسبة للدول‬
‫النامية ‪ ،‬فقد عرف مونت غمري اإلصالح اإلداري كونه تلك العملية السياسية التي تصيغ‬
‫من جديد العالقة ما بين السلطة اإلدارية و القوى المختلفة في المجتمع ‪.‬‬

‫اإلصالح من منظور التشريع اإلسالمية ‪ :‬ورد لفظ اإلصالح في القران الكريم في أكثر‬
‫من سورة مثل قوله تعالى ‪ ﴿ :‬وال تفسدوا يف االرض بعد إصالحها ﴾‪ ،‬و قوله تعاىل ‪ ﴿ :‬إمنا‬

‫املؤمنون إخوة فأصلحوا بني أخويكم و اتقوا هللا لعلكم ترمحون ﴾‪ ،‬فقد عرفه الشيخ اإلسالم ابن تيمية‬

‫رحمه هللا " بأن اإلصالح هو صالح العباد بأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪ ،‬فإن‬
‫اإلصالح المعاش و العباد في طاعة هللا ورسوله ‪ ،‬و ال يتم ذلك إال األمر بالمعروف‬

‫‪14‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫والنهي عن المنكر و به صارت هذه األمة خير أمة أخرجت للناس " ‪ ،‬و عليه فإن ديننا‬
‫الحنيف بدعوا إلى اإلصالح في المجتمع و على جميع األصعدة و المستويات ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف اإلدارة ‪:‬‬

‫إن اإلدارة قديمة قدم وجود اإلنسان نفسه ذلك أن اإلدارة تعني بتنظيم الجهود الجماعية‬
‫لالستفادة من الموارد المتاحة لتحقيق أهداف محددة ‪ ،‬فقد عرفت الحضارات القديمة النشاط‬
‫اإلداري و ممارسته كليا أو جزئيا فالجديد هنا هو تقنين هذا العلم و من ثمة امتهان اإلدارة‬
‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫كمهنة و فن‬

‫اإلدارة في لغة ‪ " :‬إنه مصدر لفعل أدار يدير إدارة من فعل أدار إذا تصرف و أمر " ‪.‬‬
‫اإلدارة في اصطالح ‪ :‬فيقصد بها استخدام جهد مشترك لتحقيق هدف موحد ‪ ،‬كما يعرفها‬
‫فريدريك تايلور ‪ Frederick Taylor‬في كتابه ‪ ( :‬إدارة الورشة سنة ‪: ) 1930‬‬
‫" إن فن اإلدارة هو المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال عمله ‪ ،‬ثم التأكد من أنهم يقومون‬
‫بعمله بأحسن طريقة وأرخصها " ‪ ،‬كما يعرفها هنري فيول ‪ Henry Fayol‬في كتابه‬
‫( اإلدارة العامة و الصناعية ) بقوله " يقصد باإلدارة التنبؤ و التخطيط و التنظيم و التنسيق‬
‫‪" Kuntz Aodéanol‬‬ ‫كونتز واودانول‬ ‫و إصدار األوامر و الرقابة " ‪ ،‬و عرفها‬
‫فإن اإلدارة هي ‪ :‬وظيفة تنفيذ األشياء عن طريق األخرين " ‪.‬‬

‫بعدما تطرقنا لكل من مفهوم اإلصالح و اإلدارة سننتقل إلى مفهوم اإلصالح اإلداري ‪.‬‬

‫‪ -4‬محمد مرتضى الزبيري الحسيني ‪ ،‬تاج العروس ‪ .‬ج ‪ ، 2‬مادة الصلح ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الكويت ‪ :‬مطبعة حكومة ‪ ، 2004‬ص ‪ 547‬ـ ‪. 548‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫ثالثا ‪ :‬تعريف اإلصالح اإلداري‬

‫هناك تعريفات متعددة يرجع االختالف فيها أحيانا إلى اختالف المنظومة الفكرية‬
‫و اإليديولوجية التي ينطلق منها الباحث ‪ ، 5‬حيث نجد الفكر الرأسمالي ‪:‬‬
‫يعرف اإلصالح اإلداري ‪ " :‬بأنه إحداث تغييرات مستمرة في هيكل تنظيم الدولة " ‪.‬‬

‫فالفكر اإلداري الرأسمالي يؤمن بمبدأ التجربة و الخطأ و تغيير النظر إلى الصواب والخطأ ‪،‬‬
‫و إلى التنظيم اإلداري من فترة إلى أخرى ‪ ،‬و التنظيم اإلداري في الدول الغربية يقوم على‬
‫أساس دعامتين وهما إقامة الهيكل التنظيمي ( مفهوم استاتيكي ) و إعادة بناء الهيكل‬
‫التنظيمي ( مفهوم ديناميكي ) ‪.‬‬

‫أما الفكر االشتراكي فيرى أن اإلصالح اإلداري ‪ " :‬بأنه عملية إحداث تغيير جذري في بناء‬
‫التنظيمي للدولة من النواحي المادية ثم متابعة هذا التغيير الجذري بالنوعية الثقافية اإلدارية‬
‫من أجل تنبيه المجتمع الجديد االشتراكي ‪ ،‬وهذا ما يوضح أن النظام االشتراكي يدعو إلى‬
‫اإلصالح اإلداري مفاجئ وسريع و جذري ثم يليه ذلك القيام بجمالت التغيير الثقافي ‪.‬‬

‫كما أن االختالف المواقع يؤث ار كثي ار في التعريف ألن زاوية النظر للموضوع تختلف و هذا‬
‫ما ينعكس على أسلوب المعالجة في اإلصالح اإلداري في نظر الموظف يعني ‪:‬‬

‫" الرفع من راتبه و تعويضاته وتحسين ظروف عمله " ‪.‬‬

‫أما في نظر المواطنين المستفيدين من الخدمات اإلدارة ‪ ،‬فاإلصالح اإلداري يعني ‪:‬‬
‫" وضع حد تماطل والتقاعس في عمل هذه األجهزة ‪ ،‬و تحسين خدماتها و تبسيط إجراءاتها‬

‫‪ -5‬أحمد صدام الخمايسة ‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري ‪ .‬ط ‪ 1‬االردن ‪ .‬دار العالم الكتب الحديث للنشر و التوزيع ‪2013 ،‬‬
‫ص ‪ 154‬ـ ‪. 155‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫أما في نظر المسؤولين اإلداريين فاإلصالح اإلداري يعني أن ‪ " :‬الرفع من مستوى األداء‬
‫اإلداري و تحسين المردودية اإلدارة ألنها قطب أساس من أقطاب التنمية الشاملة ال يمكن‬
‫االستغناء عنه لتحقيقيها " ‪.‬‬

‫ويأخذ اإلصالح اإلداري في نظر رافاييل توزمان ) ‪ ( Rafael Tuzmen‬بعدين ‪:‬‬

‫" فاإلصالح اإلداري قد يعني ببساطة تغير مظاهر معينة في الجهاز البيروقراطي ‪ ،‬وقد‬

‫يعني أيضا االستكشاف و اإلبداع وتطوير عالقات عديدة بين الهياكل و الوظائف الجديدة‬

‫التي تهدف إلى زيادة قدرات الجهاز البيروقراطي لتحقيق غايات مطلقة لبناء األمة " ‪.‬‬

‫ولما سبق ذكره عن مفهوم اإلصالح اإلداري ودالالته األساسية من خالل تلك المحطات‬

‫التي مررنا بها تجعل منه عن صيرورة أو مسلسل قوامه التفاعل المستمر ‪ ،‬وقدرته على‬

‫التعامل و اإلبداع داخل المعطى اإلداري المتوفر ‪ ،‬مما جعلنا نرى العملية الضرورية لالنتقال‬

‫من وضع ال يناسب المعطى العملي بمختلف تجلياته من تخلف إداري و فساد ‪...‬‬

‫إلى وضع يوافق أغراضه وأهدافه أي تغيير الجوهري الذي يتضمن تحسينات أساسية على‬

‫الجهاز اإلداري ومعالجة مشاكله بأسلوب علمي دقيق على وجه الذي يجعل هذا الجهاز‬

‫قاد ار على إنجاز مهامه بكفاءة أكبر ووقت أسرع وكلفة أقل وذلك بغية تحقيق األهداف‬

‫العامة للدولة و بلوغ الرضا العام للمواطنين " ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية اإلصالح اإلداري و أهدافه ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬أهمية اإلصالح اإلداري ‪:‬‬

‫حيث أن اإلصالح‬ ‫‪6‬‬


‫يلعب اإلصالح اإلداري دو ار أساسيا في تطوير النوعية اإلدارية‬
‫اإلداري هو أحد العوامل األساسية في المردود النوعي لإلدارة ألنه ينبغي بذل الجهد كبير‬
‫قصد تحسين فعاليته باستمرار دائم حيث يعتبر اإلصالح اإلداري مقوما رئيسيا لنجاح خطة‬
‫التنمية اإلدارية و االقتصادية و االجتماعية وال يمكن تحقيقه دون إجراء إصالح شامل في‬
‫الجهاز اإلداري وهذا متوقف على ما يحدث من إصالح للجوانب االجتماعية و جوهر عملية‬
‫اإلصالح هو إحداث تغيير يتم حصر نطاقه و تحديد مراحله تبعا ألوضاع الدولة المعنية‬
‫و ظروفها و أيديولوجيتها ‪.‬‬

‫كما يعد في الوقت الراهن خيا ار استراتيجيا يسموا إلى إعادة االعتبار لإلدارة العمومية وفق‬
‫تصرف عقالني تقدمي يراعي مطالب التنمية المستدامة الشاملة و يفسح المجال إلى انتفاء‬
‫نسبة الفوارق االجتماعية ‪ ،‬و إن اإلدارة المصالح العامة و المواطنين هدف مشروع تسعى‬
‫إلى تحقيقه كل مؤسسة كونه يعتبر من المقومات أساسية التي تقوم عليها الدولة الحديثة ‪.‬‬

‫كما يتوخى منه في المقام األول االرتقاء بجودة الخدمات العمومية و القضاء على مظاهر‬
‫التخلف اإلداري ومحاربة الفساد بمعنى تغير الجانب السلوكي و القانوني و اإلجراءات‬
‫و األنظمة المتبعة في تسيير مصالح الوطن و الشعب ‪ .‬إن اإلصالح إرادة جماعية في‬
‫شموليته يسعى إلى رفع الكفاءة و األداء المهني و تسهيل اإلجراءات و التعامالت الهادفة‬
‫و الطموحة و التشاركية ‪ ،‬يعد مدخال حقيقيا للتنمية الشاملة ‪.‬‬

‫‪ -6‬عبد الرحمان مغاري ‪ " ،‬إعادة الهيكل اإلدارية و تحقيق التنمية اإلدارية " ‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات الملتقى العربي الثاني الذي نظمته‬
‫جامعة الدول العربية المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ‪ ،‬إسطنبول ‪ ،‬الموسوم بعنوان ‪ :‬اإلصالح المالي و اإلداري – تبسيط اإلجراءات في‬
‫المعامالت المالية و اإلدارية يومي ‪ 21 – 18‬ماي ‪ ، 2014‬ص ‪. 4 :‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫ومن هنا يتضح أهمية التركيز على تطوير منظمات الجهاز اإلداري للدولة لتتولى مسؤولية‬
‫تنفيذ ما سيتقرر من خطط و برامج و مشروعات تنموية من خالل رسم استراتيجية للتنمية‬
‫واإلصالح اإلداري واضحة تحظى باالهتمام المطلوب ‪ ،‬و تنبثق عنها مجموعة من‬
‫السياسات العامة و اإلجراءات تأخذ صفة اإللزام للجهات المعنية بها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهداف اإلصالح اإلداري ‪:‬‬

‫اإلصالح اإلداري يهدف بشكل عام إلى تنظيم الجهاز اإلداري للدولة و إجراء تغييرات‬
‫مقصودة وجذرية وأساسية في الهياكل التنظيمية و بنية اإلدارة و تركيبها و أساليب اإلدارية‬
‫و سلوكيات العاملين فيها ‪ ،‬وذلك رفعا للكفاءة وفق أسس علمية لتقديم الخدمة الالزمة لسد‬
‫االحتياجات العامة للمجتمع على أفضل وجه و بأقل التكاليف بهدف ترشيد اإلنفاق العمومي‬
‫وتحسين األداء في مؤسسات الدولة ‪ ،‬و أن تحقيق أهداف اإلصالح اإلداري يختلف ما بين‬
‫الدول المتقدمة و المتخلفة من دولة إلى أخرى و من بين اإلصالح إداري جزئي و إصالح‬
‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫إداري شامل تبعا لتغير السياسات المعتمدة و الظروف التي عاشتها و تعيشها الدولة‬

‫وبذلك نعتقد بأنه ال تكون لإلصالحات اإلدارية أهداف ثابتة و إنما في تغير مستمر ودائم ‪،‬‬
‫نظ ار ألنها تتأثر و تؤثر في المحيط السياسي و االقتصادي و االجتماعي و حتى الثقافي‬
‫الذي تنمو فيه ‪ ،‬و الذي بدوره تغيير معطياته الداخلية و الخارجية سواء على المستوى‬
‫التنظيمي و الهيكلي و الفردي من جهة ‪ ،‬أو على مستوى الموارد المتاحة لمناهج التي‬
‫تسري عليها المنظومة اإلدارية و حتى اإلرادة السياسية من جهة أخرى ‪. 8‬‬

‫‪ -7‬الطيب حسن أبشر ‪ ،‬مؤسس التنمية اإلدارية أوضاعها الراهنة و افاق المستقبل ‪ ،‬المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ‪ ،‬عمان ‪ ، 1984‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ -8‬مريم مجلي ن دور اإلصالح اإلداري في تطوير اإلداري جامعة بسكرة ‪ ،‬عدد ‪ ، 13‬ص ‪. 13‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫يمكن تلخيص أهداف اإلصالح اإلداري كاالتي ‪:‬‬

‫‪ ‬العمل على تبني توجهات اإلدارة االستراتيجية في مختلف المجاالت العمل ‪،‬‬
‫من خالل تنمية القدرات منظمات الجهاز اإلداري على التعامل مع البيئة الداخلية‬
‫و الخارجية للجسم الحكومي ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على التنمية االتجاهات االيجابية نحو العمل و االنتماء إليه ( الوالء‬
‫التنظيمي) و التوسع في المجاالت التأهيل و التدريب و التطوير ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تبني األنماط و المداخل الحديثة في البناء التنظيمي ‪ ،‬و إعادة تصميم‬
‫الهياكل التنظيمية لمنظمات الجهاز اإلداري ‪ ،‬لتحقيق المرونة و االستجابة لمتطلبات‬
‫التغيير و التكيف مع عوامل و متغيرات البيئة ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على إشاعة مفاهيم لالمركزية اإلدارية و االبتعاد عن المركزية اتخاذ القرار‪،‬‬
‫و العمل على تنمية المهارات التفويض لدى القيادات اإلداري ‪ ،‬و تمكين اإلدا ارت‬
‫الوسطى و التنفيذية لتحمل المسؤولية و االضطالع بتنفيذ العمليات و اإلعمال‬
‫إلدارية ‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد الشمولية تقويم األداء لمنظمات من خالل األهداف المحددة لها ‪ ،‬مع التركيز‬
‫علة المسؤولية االجتماعية و التكاليف المالية ‪ ،‬و حجم االستثمار و أداء العاملين‬
‫وربطها بمتطلبات تطوير المجتمع ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على استيعاب المتغيرات الحاصلة و لمتوقعة في حجم الموارد البشرية من‬
‫حيث الكم و النوع على مستوى مؤسسات الجهاز اإلداري ‪ ،‬و تبني قيم العمل‬
‫الجماعي و تعزير قدرة اإلبداع و التطور ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ ‬العمل على دعم الجهود نحو االرتقاء و ارتفاع نحو المستوى اإلنتاج و اإلنتاجية‬
‫النوعية ‪ ،‬و تطبيق جميع اإلجراءات المتعلقة بالجودة ‪ ،‬و اعتبارها من مسؤولية‬
‫الجميع ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على اعتماد األساليب التي تحقق الكفاءة االقتصادية و على رأسها رفع‬
‫مستويات اإلنتاج و تقليص التكاليف و اتخاذ الق اررات المتعلقة باالستثمار و خطط‬
‫و أساليب اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تطوير الصيغ و أساليب و إجراءات العمل اإلداري و القوانين‬
‫و التشريعات ذات العالقة بما يسهم في تحقيق السرعة و الدقة في اتخاذ الق ار ارت ‪.‬‬
‫‪ ‬التوسع في االعتماد على التقنيات الحديثة وصوال إلى المنظومات اإللكترونية ‪،‬‬
‫تمهيدا إلى بناء مشاريع الحكومة اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تطوير القدرات الذاتية لمنظمات األجهزة اإلدارية في سعيها لمسايرة‬
‫التغير و التشخيص ‪ ،‬و حل المشكالت و المعوقات وضع الخطط للتطورات‬
‫المستقبلية من خالل التركيز على أهمية و ضع و تحديد األهداف العامة بأبعادها‬
‫الكمية و النوعية و الزمنية ‪.‬‬

‫كما يبين األستاذ القريوتي ‪ :‬مجموعة من األهداف التي من شأنها تعزيز القدرة‬ ‫ـ‬
‫التي تتمتع بها األجهزة الحكومية في مجال وضع السياسات العامة و تنفيذها‬
‫بشكل يضمن الكفاية و الفعالية ‪ ،‬العدالة و الخضوع للمسألة عن األداء المبنية‬
‫في النقط التالية ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ ‬تحسين مستويات األداء في الجهاز اإلداري ورفع اإلنتاجية ‪.‬‬


‫‪ ‬ترشيد اإلنفاق الحكومي و التركيز على اقتصاديات التشغيل ‪ ،‬من‬
‫خالل التخفيض حجم البرامج و األجهزة و األعداد الزائدة من العاملين ‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز عملية التحول الديمقراطي و دعم التوجهات نحو لالمركزية اإلدارية‬
‫بهدف تشجيع المشاركة السياسية في الشؤون العامة و صنع الق اررات ‪.‬‬
‫‪ ‬تبسيط اإلجراءات اإلدارية و إصالح األنظمة المالية و الضريبية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق اإلصالح اإلداري و مراحله ‪:‬‬


‫الفرع األول ‪ :‬طرق اإلصالح اإلداري ‪:‬‬
‫هناك طريقتان رئيسيتان لإلصالح لتنفيذ اإلصالح اإلداري في اإلدارة العامة هما ‪:‬‬

‫الطريقة األولى ‪ :‬طريقة الجذرية في إدخال التغييرات ‪ ،‬ثم طريقة الثانية ‪:‬‬
‫طريقة الجزئية التقليدية و هما كاالتي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الطريقة األولى ‪:‬‬

‫تقوم على إدخال تغييرات جذرية و شاملة على طريقة عمل اإلدارة العامة و تنظيمها‬
‫و تتضمن هذه الطريقة عدة اتجاهات تم تطبيقها في مؤسسات قطاع الخاص و بعض‬
‫في حين تحاول بعض الدول النامية و منها‬ ‫‪9‬‬
‫المؤسسات القطاع العام في الدول الغربية ‪،‬‬
‫العربية تطبيق بعض هذه االتجاهات و بدرجات محدودة من النجاح حتى االن‪.‬‬

‫‪ -9‬أحمد صدام الخمايسة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 157‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫و من أهم هذه المحاور هذه الطريقة ‪:‬‬

‫‪ .1‬تقليص أعداد العاملين في اإلدارة العامة ‪ :‬وهو أكثر الحلول الجذرية شيوعا و التي‬
‫بد ار يتكرر ذكرها في الدول النامية في السنوات األخيرة ‪ ،‬و مع تزايد ضغوط‬
‫مؤسسات اإلقراض الدولية ‪ ،‬و مطالبتها للدول النامية بتخفيض أعداد العاملين في‬
‫اإلدارة العامة و تخفيض حجم الموازنة المخصصة لذلك من أجل إيجاد توازن في‬
‫توزيع الموارد على مستوى المجتمع ‪ ،‬يواجه هذا االتجاه عقبات و مصاعب سياسية و‬
‫اجتماعية تجعل عملية تطبيقه محفوفة بالمخاطر النظام السياسي ‪ ،‬خاصة مع عدم‬
‫وجود فرص عمل بديلة في مؤسسات القطاع الخاص الذي لم يكن نشطا في هذه‬
‫الدول ‪ ،‬نتيجة سياستها الماضية الموازنة المخصصة لذلك من أجل إيجاد توازن في‬
‫توزيع الموارد على مستوى المجتمع ‪.‬‬
‫‪ .2‬إعادة الهندسة ‪ :‬يعد مدخال له شهرته في إدارة األعمال و المؤسسات الخاصة و‬
‫استخدامه في مجال المنظمات العامة محدود ‪ ،‬فالتنظيم اإلداري للمنظمات العامة‬
‫مبني على أساس وظيفي و ليس على أساس العمليات التي تضم أنشطة متكاملة‪.‬‬
‫ويرى كل من هامر و شامبي ‪ " :‬بأنه النظر بشكل جذري في إجراءات العمل‬
‫و إعادة تصميمها بشكل يرفع األداء و الكفاءة و يقلل الكلفة في إنجاز العمل‬
‫و تقديم الخدمات " ‪.‬‬
‫‪ .3‬إعادة الهيكلة ‪ :‬يعد أكثر الحلول الجذرية شموال في التغييرات ‪ ،‬فيتطلب التحول من‬
‫التنظيم الوظيفي إلى أسس أخرى يبنى على فئات المستفيدين من الخدمة الحكومية‬
‫إلى أسس جغرافية مثل ما أخذت به اليابان من دمج التجارة مع الصناعة في و ازرة‬
‫واحدة و ذلك من أجل ربط أهداف الصناعة و التجارة في استراتيجية واحدة مفادها‬

‫‪23‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫التصنيع من أجل التصدير أو ما قامت به مصر من دمج و ازرتي التنمية المحلية و‬


‫التخطيط ‪ ،‬وذلك إلعطاء دو ار كبي ار للمحافظات في عملية لتخطيط بما من شأنه نقل‬
‫سلطات صنع القرار في التخطيط و اإلدارة و التمويل إلى المحليات من أجل تحقيق‬
‫رغبات احتياجات المجتمع المحلي بشكل أكثر كفاءة ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫"‬ ‫الحكومة‬ ‫اختراع‬ ‫"‬ ‫األعمال‬ ‫قطاع‬ ‫بأسلوب‬ ‫الحكومية‬ ‫‪ .4‬اإلدارة‬
‫يركز هذا األسلوب على تبني عدة معايير مستمدة من اقتصاديات السوق داخل‬
‫المنظمة الحكومية مثل المن افسة و تحديد رسالة المنظمة و التركيز على النتائج‬
‫و ليس المدخالت ‪.‬‬
‫‪ .5‬التمكين ‪ :‬هو أحدث المداخل و يرمي إلى إشراك العاملين في المستويات اإلدارية‬
‫المختلفة في عملية اتخاذ القرار و التصرف بحرية في اإلبداع في حل المشاكل ‪.‬‬
‫‪ .6‬خصخصة الوحدات الحكومية ‪ :‬تعتبر من الحلول اإلصالح اإلداري و هي زيادة في‬
‫الملكية الخاصة ‪ ،‬مع دعم القطاع الخاص للقيام بدور إيجابي في التنمية ‪ ،‬كما هو‬
‫الحال في بعض الدول أوروبا و جنوب شرق اسيا ‪ ،‬و يستند من هذا األسلوب إلى‬
‫تفعيل اليات السوق ‪ ،‬و ما يؤدي إليه من تفعيل لعناصر المنافسة الحرة وزيادة األداء‪.‬‬
‫‪ .7‬تطبيق الحكومة اإللكترونية ‪ :‬وتعني ببساطة جمع و إنتاج المعلومات و البيانات‬
‫وتوزيعها عبر الخدمات اإللكترونية خالل ( ‪ ) 24‬ساعة في اليوم و سبعة أيام في‬
‫األسبوع ‪ ،‬و بطريقة ترتكز على تلبية حاجات المواطنين و األعمال ‪ ،‬عن طريق‬
‫استخدام نظم التكنولوجيا للمعلومات و االتصاالت ‪ ،‬تهتم الحكومة اإللكترونية تقنية‬
‫المعلومات لتحسين الخدمات و تسهيل الحصول عليها ‪ ،‬و الهدف من الحكومة‬
‫اإللكترونية هو تحويل المعامالت بين القطاعات و الحكومة و المواطنين و القطاع‬
‫الخاص ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫ثانيا ‪ :‬الطريقة الثانية ‪:‬‬

‫و التي تقوم على إدخال إصالحات و تغييرات محدودة بحيث يتم التركيز على‬
‫نواحي محددة و تتميز بمعالجة جزئيات معينة و هي طريقة تقليدية الخاصة ‪ ،‬و تأثيرها إما‬
‫أن تكون غير فعالة أو محدودة في تحسين أداء و إنتاجية الجهاز الحكومي ‪.‬‬

‫إن التغييرات و اإلصالحات التي يتم إدخالها بموجب هذه الطريقة تتضمن ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬إصدار قوانين و أنظمة تعكس تصورات قد تصعب تحقيقها ‪.‬‬


‫‪ -‬قد تكون ردة فهل لنكسة إدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة المؤسسات الجهاز الحكومي على تحقيق و إنجاز برامج و خطط معينة ‪،‬‬
‫أو لوجود قصور في إنجازها ‪.‬‬

‫ومن تطبيقات هذه الطريقة ‪:‬‬

‫‪ )1‬العمل على تمديد صالحية الخدمة العمومية ‪ :‬حيث يتم تمديد صالحية عض‬

‫أنواع الخدمة العمومية ( الحكومية ) مثل بعض الوثائق الصادرة عن أجهزة اإلدارة‬

‫العامة ( رخص السياقة من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات مثال ) ‪ ،‬جواز السفر ‪ ،‬شهادة‬

‫الميالد ‪ ...‬إلخ و يعد التمديد حال حاسما و سريعا لمواجهة الضغط المتزايد‬

‫للمواطن ‪ ،‬فضال عن تخفيف الضغوط و االنتقادات عن األجهزة اإلدارية ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ )2‬العمل على تبسيط و اختصار اإلجراءات ‪ :‬هو من أساليب التقليدية و األكثر‬

‫انتشا ار و تحقيقا للنجاح و يتضمن العمل على اختصارات الخطوات بخدمات معينة‬

‫و إعادة ترتيبها أو تسلسلها ‪.‬‬

‫‪ )3‬فك القيود عن النشاطات الحكومية ‪ :‬و يتضمن العمل على إعادة النظر في‬

‫القوانين و األنظمة التي تحكم العديد من النشاطات الحكومية و القيود التي تفرضها‬

‫الحكومة على هذه النشاطات مثل فك قيود عن المشاريع االستثمارية مثال ‪.‬‬

‫‪ )4‬الالمركزية في تنفيذ الخدمات و العمليات ‪ :‬تمتاز الالمركزية بأنها نظام يقوم على‬

‫المشاركة الحوار و تجنب البطء في صدور الق اررات و تتضمن الالمركزية تنفيذ‬

‫الخدمات و العمل يات مع إبقاء على مركزية اتخاذ القرار ‪ ،‬و يتم بموجب هذا‬

‫التوجه منح صالحيات أوسع في تنفيذ النشاطات و الخدمات ‪.‬‬

‫‪ )5‬تحديث المباني الحكومية ‪ :‬المقصود بالتحديث هو العمل على إنشاء مباني‬

‫و مكاتب حديثة مزودة بأحدث أجهزة و معدات ‪ ،‬بحيث تعطي انطباع جيدا وراحة‬

‫نفس ية لدى أفراد المجتمع ‪ ،‬مما ينعكس على جانب المصداقية و الثقة بين‬

‫المواطنين و الجهات الحكومية المقدمة للخدمات ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مراحل اإلصالح اإلداري ‪:‬‬


‫إن تنفيذ عملية اإلصالح اإلداري كعملية منهجية ال تختلف عن الخطوات العلمية‬
‫في تناول أي موضوع ولما كان موضوعنا هو اإلصالح اإلداري البد من نتطرق إلى‬ ‫‪10‬‬

‫مراحله و المتمثلة في الخطوات التالية ‪.‬‬

‫‪ .1‬مرحلة اإلحساس بالحاجة لإلصالح اإلداري ‪:‬‬

‫إن ضعف مستوى األداء في أجهزة اإلدارة العامة و تدني مستوى جودة الخدمات‬
‫‪11‬‬
‫المقدمة ألفراد المجتمع وشيوع المظاهر السلبية كالتسبب و عدم االنضباط و غيرها‬
‫يخلق إحساسا يستدعي ضرورة تغيير هذا الوضع الغير المرغوب فيه و الوصول للمبتغى ‪،‬‬
‫و للقيادات السياسية دور فعال في عملية اكتشاف الحاجة لإلصالح اإلداري و هي التي‬
‫تتبنى اإلصالح و تدعمه و توجه بتنفيذه ‪.‬‬

‫‪ .2‬مرحلة وضع استراتيجية الخاصة باإلصالح‪:‬‬

‫بعد تشكيل قناعة بضرورة اإلصالح البد من العمل على صياغة االستراتيجية و‬
‫بتحديد األهداف و الغايات المطلوب بلوغها ووسائل و طرق‬ ‫‪12‬‬
‫الرؤية المستقبلية له ‪،‬‬
‫تنفيذها بأعلى كفاءة ممكنة ‪ ،‬من خالل اقتراح مختلف البدائل الممكنة و الموازنة بينها ‪ ،‬و‬
‫اختيار البديل األكثر مناسبة ‪ ،‬وقد تكون هذه المرحلة صعبة للغاية نظ ار لوجود أطراف‬
‫متعددة في المجتمع كالقوى سياسية و اقتصادية و اجتماعية بحيث يكون هنالك تفاوت و‬
‫اختالف في وجهات النظر بشأن اإلصالح ووسائل تنفيذه و تلقى هذه المهمة على عاتق‬
‫مراكز و معاهد و الجامعات المتخصصة في اإلصالح اإلداري و التي يفترض أن تقوم‬

‫‪ -10‬عبد القادر كاس ‪ " ،‬إشكالية اإلصالح بين األصالة و المعاصرة ‪ ،‬دراسة مقارنة بين اإلسالمي و الغربي ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة الجزائر‬
‫‪،‬كلية العلوم السياسية ‪ ،‬قسم تنظيم سياسي و اإلداري ‪ 2013 ،‬ـ ‪ ، 2014‬ص ‪. 35‬‬
‫‪ -11‬هشام حمدي رضا ‪ ،‬اإلصالح اإلداري ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬األردن ‪ ،‬دار الراية للنشر و التوزيع ‪ ، 2011 ،‬ص ‪. 30‬‬
‫‪ -12‬عبد هللا زوبيري ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫بالتوفيق بين وجهات النظر لدوائر السياسية و الفنية المعنية إلى جانب التوفيق بين الخبراء‬
‫اإلصالح و رؤية المواطن من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪ .3‬مرحلة تطبيق اإلصالح اإلداري و تنفيذه ‪:‬‬

‫تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل بحيث أن األجهزة و القيادات العليا المسؤولة‬
‫عن برامج اإلصالح اإلداري يجب أن تسخر كافة اإلمكانيات من أجل تحويل خطط‬
‫اإلصالح إلى واقع حي و ملموس من خالل اتخاذ الق اررات الهامة ذات الصلة بهذا الشأن و‬
‫على أن تسعى األجهزة التنظيمية إلى تقوية جهاز اإلصالح اإلداري و تدعيم الثقة به‬
‫وتعزيز التنسيق بين عناصر االستشارات و الوحدات اإلدارية التنفيذية ‪ ،‬أن هذه اإلجراءات‬
‫ستقود إلى تهيئة المناخ المالئم للتعاون بين كافة عناصر برنامج اإلصالح ‪ ،‬و هذا بدوره‬
‫يذلل و يلغي المقاومة التي قد تظهر من بعض العناصر ‪.‬‬

‫‪ .4‬مرحلة الرقابة والتقويم اإلصالح اإلداري‪:‬‬

‫لنجاح عملية اإلصالح اإلداري البد من الرقابة مستمرة للتعرف على نقاط الضعف و‬
‫معالجتها باستمرار و على نفاط القوة تعزيزها ‪ ،‬ألن عملية اإلصالح ستواجه كثي ار من‬
‫الصعوبات و المقاومة ‪ ،‬فقد تكون الرقابة الحقة حيث يقاس ما تم تحقق و مقارنته مع‬
‫المعايير المستهدفة للحكم على نجاح عملية اإلصالح اإلداري أو تكون الرقابة المت ازمنة مع‬
‫جهود اإلصالح التي تقوم على تقويم االعوجاج في عملية تنفيذ الخطط له باعتماد على‬
‫التغذية العكسية للمعلومات مما يؤدي بالنهاية للوصول لما هو مطلوب و أن تتزامن الرقابة‬
‫الفنية لكل مرحلة مع الرقابة السياسية الكلية على األداء النهائي لعملية اإلصالح اإلداري ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫و منه سننتقل إلى المبحث الثاني الذي خصصنه‬


‫إلى اإلصالح اإلداري على ضوء قانون رقم ‪55.19‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪29‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء‬


‫ق انون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫يعتبر تحسين عالقة اإلدارة باملواطن أحد أهم مداخل إصالح اإلدارة ‪.‬‬

‫فأداء اإلدارة العمومية وفعاليتها مرتبط باألساس بمدى نجاحها في‬

‫االستجابة لتطلعات و انتظارات املواطن ‪.‬‬

‫و قد أكدت التوجيهات امللكية السامية في عدة مناسبات على كون‬

‫خدمة املرتفق أساس وجود اإلدارة ‪ .‬و على ضرورة االنطالق من‬

‫انشغاالته الحقيقية و انتظارته لالرتقاء بعملها و الرفع من جودة‬

‫الخدمات اإلدارة العمومية ‪.‬‬

‫و في هذا اإلطار ‪ .‬يشكل القانون ‪ 55.19‬املتعلق بتبسيط املساطر‬

‫اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية رافعة لتحسين جودة الخدمات املقدمة‬

‫للمواطن و املقاولة و لتعزيز الثقة بين اإلدارة و املرتفق ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء ق انون ‪: 55.19‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪:‬‬

‫إن اتساع مجال االختصاص اإلدارة خالل الحقب األخيرة العتبارها تمثل السلطة العامة‬
‫أدى إلى وضع تنظيمات أكثر صرامة و مضاعفة عدد األليات اإلدارية و تراكم التعقيدات‬
‫و المسالك بهدف دعم مراقبة الدولة و تنظيم نشاط االقتصادي و حماية المواطن و ضمان‬
‫استمرار أداء و نضر لكون المساطر اإلدارية تعتبر أدوات لتنفيذ القوانين و التنظيمات التي‬
‫يجب أن تكون خالية من كل تعقيد ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إصالح الهياكل اإلدارية و التبسيط اإلداري ‪:‬‬


‫لقد تشعبت الهياكل اإلدارية حيث تزايد عدد اإلدارات المركزية ‪ ،‬وذلك موازاة مع تزايد عدد‬
‫الموظفين و تزايد الترسانة القانونية ‪ ،‬ولقد أدى تضخم الهياكل اإلدارية و القواعد القانونية و‬
‫كثرة تعقد اإلجراءات اإلدارية و التسيير االنفرادي و كثرة الوثائق إلى بطء سير اإلدارة في‬
‫اتخاذ الق اررات مما جعل اإلدارة تتسم بالروتين و ضعف الخدمات‪ ،‬كما إن عدم وضوح قواعد‬
‫و معايير العمل اإلداري أدى إلى نفور المواطنين ‪ ،‬إن قضية التعقيد اإلداري تضع على‬
‫عاتق اإلدارات المركزية ‪ ،‬وذلك موازاة مع تزايد عدد الموظفين و تزايد الترسانة القانونية ‪،‬‬
‫ولقد أدى تضخم الهياكل اإلدارية و القواعد القانونية و كثرة تعقد اإلجراءات اإلدارية و‬
‫التسيير االنفرادي و كثرة الوثائق إلى بطء سير اإلدارة في اتخاذ الق اررات مما جعل اإلدارة‬
‫تتسم بالروتين و ضعف الخدمات‪ ،‬كما إن عدم وضوح قواعد و معايير العمل اإلداري‬
‫أدى إلى نفور المواطنين ‪ ،‬إن قضية التعقيد اإلداري تضع على عاتق اإلدارة تحديات كبرى‬
‫ينبغي رفعها ‪ ،‬وذلك بالتركيز على أهمية الفعالية و المرونة في الهياكل عوض التضخم‬

‫‪32‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫و التعقيد ‪ ،‬حيث انخرط المغرب في سلسلة إصالحات إدارية بغية تحديث اإلدارة و تنميتها‬

‫التي مست بالجوانب التالية ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬اإلصالحات الهياكل اإلدارية ‪ :‬عرفت اإلدارة المغربية في السنوات األخيرة‬
‫تطورات هامة حيث تم إعادة النظر في الهياكل اإلدارية من خالل عقلنة و ترشيد‬
‫و في هذا اإلطار تجذر اإلشارة إلى أن النواة األولى إلنشاء لجنة‬ ‫‪13‬‬
‫هذه األخيرة ‪،‬‬
‫المكلفة باإلصالح الهياكل اإلدارية في ‪ 26‬فبراير من سنة ‪ 1993‬تحت إشراف و ازرة‬
‫الشؤون اإلدارية بعضوية ممثلين عن و ازرة المالية و الو ازرة المعنية باألمر ‪ ،‬ستسهر‬
‫على " تطبيق التدابير المقترحة إلعادة تنظيم اإلدارات العمومية مع أهداف ترشيد‬
‫الهياكل اإلدارية و تالؤمها مع المهام المنوطة بمختلف المصالح على جميع‬
‫المستويات ‪ " ،‬وقد استطعت اللجنة ‪ ،‬من خالل عدد كبير جدا من مشاريع النصوص‬
‫المتعلقة بإصالح الهياكل اإلدارية ‪ ،‬أن تكسب خبرة في الموضوع ورصيدا مهما من‬
‫المعطيات و المعلومات حول كافة القطاعات الو ازرية و تنظيماتها على المستوى‬
‫المركزي و المحلي ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫كما إن عملية إصالح الهياكل اإلدارية تتطلب وضع معايير مرجعيا و اضحا ‪،‬‬
‫يستجيب للتطورات التي عرفها مجال التنظيم ‪ ،‬و كذا المتطلبات الملحة للقطاعات‬
‫الو ازرية في إعادة هيكلة مصالحها بالسرعة و المرونة التي تقتضيها الحاجيات في‬
‫تدبير الوحدات اإلدارية و جملة من القواعد التي يقوم عليها التدبير الحديث‬
‫كالتحسيس بالمسؤولية و القرب من المواطن و الشفافية وجودة المرفق العام ‪.‬‬

‫‪ -13‬محمد البكوري ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪ -14‬عمر عبد السالم أحرشان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 246‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫ثانيا ‪ :‬ترشيد تسيير الموارد البشرية " برنامج التقاعد طوعي المبكر " ‪:‬‬

‫الرؤية اإلصالحية على المستوى التنظيمي بأجهزة القطاع العام ‪،‬‬ ‫‪15‬‬
‫في إطار ‪،‬‬

‫الرامية إلى تطبيق سياسة جديدة لعقلنة تسيير الموارد البشرية و التحكم في كتلة‬

‫األجور و الرفع من مردودية القطاعات العامة ‪ ،‬قامت الحكومة المغربية بتصميم‬

‫برنامج التقاعد طوعي المبكر لمعالجة تضخم أعداد الموظفين في اإلدارة العامة‬

‫و تصحيح سوء توزيعهم الجغرافي و القطاعي قررت اعتماد منظور جديد لعملية "‬

‫المغادرة الطوعية من الوظيفة العمومية " ‪ ،‬إن المغادرة الطوعية هي عملية تقاعد‬

‫المبكر عن العمل لموظفي الدولة المدنيين ‪ ،‬الذين لم يبلغوا السن القانوني للتقاعد ‪،‬‬

‫المنخرطين في نظام المعاشات المدنية ‪ ،‬وتندرج في إطار البرنامج الحكومي المتعلق‬

‫بتحديث اإلدارة العمومية ‪ ،‬إن عملية المغادرة الطوعية حدث اقتصادي هام في مسار‬

‫اإلصالح اإلداري نتج عن ترجمته على أرض الواقع تحقيق بعض األهداف المسطرة‬

‫تجلى أهمها في تقليص تكاليف التسيير كنتيجة لخفض نسبة األجور ‪ ،‬تقليص‬

‫الفائض المسجل على مستوى الجهات ‪ ،‬و أيضا على مستوى بعض األسالك‬

‫و القطاعات ‪ ،‬وهو ما ساعد على إعادة هيكلة بعض القطاعات بهدف تجميع‬

‫أو حذف بعض الوحدات اإلدارية ‪ ،‬و بتالي إعادة تنظيم اإلدارة بصفة عامة ‪.‬‬

‫‪ -15‬عبد هللا زوبيري ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫ثالثا ‪ :‬تبسيط اإلداري ‪ :‬لقد شكل تبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية منذ‬
‫نهاية التسعينيات أحد أولويات عمل الحكومة المغربية ضمن برامج عملها في مجال‬
‫و يحظى بأهمية استراتيجية في مجال تطوير جودة الخدمات‬ ‫‪16‬‬
‫تحديث اإلدارة ‪،‬‬
‫العمومية و دعم شفافية العالقة بين اإلدارة و المرتفقين و تحسين مناخ األعمال ‪،‬‬
‫باعتبار هذا التبسيط هو من اإلجراءات المشجعة و المحفزة لالستثمار ‪ ،‬لذا أضحى‬
‫التبسيط اإلداري ورشا قائما بذاته يتعين إنجازه بكامل الفعالية من طرف اإلدارة التي‬
‫سيما بعد أن أصبح احتكارها إلنتاج‬ ‫‪17‬‬
‫يجب أن تبرهن عن مقدرتها و جدواها ‪،‬‬
‫الخدمات في عدة مجاالت موضع انتقاد الذع ‪ ،‬ومن ثم فإن كفاءتها أصبحت تقاس‬
‫بمدى قدرتها على النهوض بمهامها و ليس بالسلطة التي تتمتع بها ‪.‬‬
‫و منه نتطرق إلى مفهوم التبسيط اإلداري الذي يقصد به إزالة التعقيد و التكرار‬
‫و التداخل و التبذير في لوقت و الجهد و المال ‪ ،‬و يهدف إلى اإلنقاص و التخفيف‬
‫من عبء المساطر و اإلجراءات اإلدارية فهو يرمي بتالي إلى تسيير الحياة اليومية‬
‫للمرتفق بكل سهولة و يسر و يهدف إلى تغيير و تحسين العمل اإلداري ‪ ،‬فقلد‬
‫أصبح االهتمام برسم سبل تحديث األجهزة اإلدارية و الرفع من كفايتها اإلدارية و‬
‫نمائها يشكل ال محالة ضرورة من ضرورات الملحة و الحتمية لمواجهة األزمات التي‬
‫تشعبت في هذه األجهزة فأبعدتها عن تحقيق دورها المنشود ‪ ،‬كما يهدف التبسيط‬
‫اإلداري إلى إرساء الشفافية في التعامل اإلداري و بتبسيط العالقة و التواصل بين‬
‫اإلدارة و المرتفقين ‪ ،‬ورفع من جودة الخدمات اإلدارية و ضمان المساواة أمام مختلف‬
‫الخدمات اإلدارية و القضاء على السلوكيات السلبية داخل اإلدارة من الرشوة و‬
‫االستغالل النفوذ و ما شابه من ذلك ‪.‬‬

‫‪ -16‬مريم فضال ‪ " ،‬دور تبسيط المساطر اإلدارية في تحديث اإلدارة العمومية بالمغرب ‪ ، 3‬المتاح على موقع اإللكتروني ‪.‬‬
‫‪ -17‬محمد البكوري ‪ ،‬تنظيم الهياكل اإلدارية وزارة إصالح اإلدارة و الوظيفة العمومية المغربية ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫رابعا ‪ :‬تأسيس اإلدارة اإللكترونية ‪ :‬لقد اهتم المغرب مثل العديد من الحكومات‬
‫بإدخال البعد التكنولوجي في برامج اإلصالح اإلداري و التنمية اإلدارية من خالل إدخال‬
‫و استخدام الحاسوب في كافة عملياتها اإلدارية‬ ‫‪18‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات في إدارتها ‪، ،‬‬
‫خاصة مع ظهور شبكة األنترنيت في التسعينيات من القرن الماضي كوسيلة من الوسائل‬
‫اإللكترونية ‪.‬‬

‫وفي هذا السياق يأتي الحديث عن اإلدارة اإللكترونية حيث تمثل تكنولوجية‬
‫المعلومات و االتصال رافعة أساسية لتحديث القطاع العمومي ‪ ،‬فهي أداة مستجدة للقضاء‬
‫‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫على البيروقراطية و تبسيط العمليات اإلدارية و التقليص من تكلفة المعامالت‬

‫إن تعريف اإلدارة اإللكترونية حسب منظمة التعاون و التنمية االقتصادية هو ‪:‬‬
‫للوصول إلى‬ ‫" استعمال تكنولوجيات اإلعالم و التواصل خصوصا األنترنيت كأداة‬
‫إدارة جيدة " ‪.‬‬

‫وتكمن أهمية اإلدارة اإللكترونية من حيث حرصها على الرفع من اإليجابيات ‪:‬‬
‫تحسين الفعالية ‪ ،‬تحسين الخدمات ‪ ،‬المساعدة على الحصول على نتائج محددة ‪ ،‬المساهمة‬
‫في إنجاز األهداف االقتصادية ‪ ،‬التبلور كأداة مهمة لإلصالح ‪ ،‬التأسيس للثقة بين اإلدارة‬
‫و المواطن ‪ ،‬إن كل ذلك يشهد على االندماج اإليجابي للتبسيط اإلداري و اإلدارة اإللكترونية‬

‫بدأت مبادرة اإلدارة اإللكترونية في المغرب ببرنامج إداري على األنترنيت في عام‬

‫( ‪ ) 1997‬و تم التنسيق البرنامج من قبل و ازرة التحديث التي تتحمل مسؤوليات واسعة‬

‫للتصميم و الدعم و المتابعة ‪ ،‬حيث تم إطالق لبرنامج اإلدارة اإللكترونية الذي يهدف إلى‬

‫‪ -18‬مهدي محمد ناتي ‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬المتاح على الموقع االلكتروني أطلع عليه بتاريخ ‪. 10 06 /2021 :‬‬
‫‪ -19‬منظمة التعاون االقتصادي و التنمية ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪. 230‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫تنفيذ ( ‪ ) 89‬خدمة اإللكترونية ‪ ،‬حيث تم اتخاذ من المبادرات من أجل تنفيذ برنامج متكامال‬

‫لتطوير اإلدارة بالمغرب ‪ ،‬وذلك عبر تبني مناهج للتسيير اإللكتروني بغية تسهيل ولوج‬

‫المرتفقين للخدمات العمومية و تخفيف تكاليف اإلدارة ‪ ،‬و في هذا اإلطار تم تفعيل " اللجنة‬

‫الوطنية لإلدارة اإللكترونية " سنة ( ‪ ° 2004‬برئاسة و ازرة تحديث القطاعات العامة ‪ ،‬وقد‬

‫تكللت أشغال هذه اللجنة في الفترة الممتدة ما بين ( ‪ 2004‬ـ ‪ ) 2005‬بوضع البرنامج‬

‫الوطني لإلدارة اإللكترونية المسمى ‪ " :‬إدارتي " ‪ ،‬كما تم إعداد خطة العمل للفترة الممتدة‬

‫ما بين سنة ( ‪ 2005‬ـ ‪. ) 2008‬‬

‫إن هذا المنظور التحديثي ‪ ،‬يمنح اإليجابيات الكثيرة للتكنولوجيات المعاصرة ‪،‬‬

‫و تمكين اإلدارة من ميكانيزماتها في أفق نقلها من إدارة " وراقية " إلى إدارة " رقمية " ‪،‬‬

‫و هو المنظور المشار إليه في الخطاب العاهل المغربي أمام البرلمان في ‪ 14‬أكتوبر‬

‫‪ 2016‬و فق ما يلي ‪ " :‬كما يتعين تعميم اإلدارة اإللكترونية بطريقة مندمجة ‪ ،‬تتيح الولوج‬

‫المشترك للمعلومات بين مختلف القطاعات و المرافق ‪ ،‬فتوظيف التكنولوجيات الحديثة ‪،‬‬

‫يساهم في تسهيل حصول المواطن على الخدمات في أقرب اآلجال ‪ ،‬دون الحاجة إلى كثرة‬

‫التنقل و االحتكاك باإلدارة ‪ ،‬الذي يعد السبب الرئيسي النتشار ظاهرة الرشوة و استغالل‬

‫‪.‬‬ ‫‪20‬‬
‫النفوذ ‪ ،‬وهو ما سبق أن أكدنا على ضرورة محاربته في مفهومنا للسلطة "‬

‫‪ -20‬فؤاد بوعلي ‪ ،‬لغة اإلدارة ‪ ،‬المتاح على الموقع اإللكتروني و أطلع عليه بتاريخ ‪. 10/06/2021‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تقييم التجربة المغربية في مجال اإلصالح اإلداري ‪:‬‬


‫الشك أن اإلدارة المغربية قد حصدت بعض المكتسبات الهامة التي تم تحقيقها من خالل‬
‫برامج اإلصالح اإلداري و تنمية اإلدارية ‪ ،‬لكن بالرغم من المجهودات التي تم القيام بها في‬
‫هذا المجال ‪ ،‬فإنها ال ترقى إلى مستوى الطموحات و التطلعات ‪ ،‬و ذلك بالنظر إلى كون‬
‫العديد من المشاريع و البرامج المسطرة في عهد الحكومات السابقة و التي في معظمها‬
‫تتشابه مع بعضها البعض لم تجد الطريق إلى تفعيلها ‪ ،‬و هذا راجع باألساس إلى غياب‬
‫النظرة الشمولية لبرامج اإلصالح اإلداري ‪ ،‬و طغيان الحلول الترقيعية و الخلفيات السياسية‬
‫‪ ،‬إذا غالبا ما تنشغل اإلدارة بإكراهات التسيير اليومي و غيرها من الخصائص التي‬
‫سنتناولها في هذا المطلب كتقييم للتجربة المغربية في مجال إصالح اإلدارة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬غياب الرؤية الشمولية و غلبة طابع الترقيعي لإلصالح اإلداري ‪:‬‬
‫‪ .1‬غياب نظرة شمولية لإلصالح اإلداري ‪ :‬إن اإلدارة في منظورها المتكامل عملية‬
‫سياسية و اقتصادية و ثقافية و تقنية ‪ ،‬وهي عملية تهتدي بروافد متعددة من العلوم‬
‫و المعارف في تنمية قدرات و إمكانات النظام اإلداري ‪ ،‬ومن هنا نستنج أن أهمية‬
‫السياسة اإلصالحية مرتكزة على المقاربة الشمولية ‪ ،‬ألن النظام اإلداري وحدة‬
‫متكاملة ال يمكن النظر غليها أو معالجة جزئيا ‪ ،‬و لهذا أصبح الكل مقتنعا بأن‬
‫اإلصالحات العميقة و المستمرة و الشاملة وحدها كفيلة بتمكين اإلدارة من‬
‫استرجاع الفعالية و االنسجام الضروريتين للقيام بوظيفتها كمحرك للتغيير‬
‫االقتصادي و االجتماعي ‪ ،‬و بتالي فالبد من انتهاج مقاربة شمولية يندمج فيها‬
‫البعد القانوني بالسياسي و التقني و االقتصادي و االجتماعي ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ .2‬طغيان الحلول الترقيعية ‪ :‬هي نتيجة لما سبق ‪ ،‬حيث إن أهم ما يميز هذه‬
‫اإلصالحات هي محدوديتها و عدم اتسامها بالعمق و االستم اررية ‪ ،‬و لم تأتي‬
‫نتيجة برامج واضحة ‪ ،‬ولكنها كانت في سياق عمل يستجيب لبعض اإلكراهات أو‬
‫كرد فعل على بعض مشكالت الطارئة أو لتحقيق أهداف سياسية ‪ ،‬كما إن رغبة‬
‫الحكومات المتعاقبة دائما في تحقيق إنجازات عاجلة تؤمن لها موقعها ‪ ،‬غالبا‬
‫هذه اإلصالحات تكون ذات نتائج سلبية التي تكون عائقا في وجه اإلصالح‬
‫الحقيقي‪.‬‬
‫و عليه ‪ ،‬الخطأ من يتصور ان اإلصالح اإلداري عملية ظرفية ألن هذا لن يقود‬
‫إال إلى وصفات عالجية مسكنة ألوضاع تتشكل و تتجدد في صور مختلفة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تأثير الخلفيات السياسية و الهاجس األمني على اإلصالح اإلداري ‪:‬‬
‫‪ .1‬طغيان الخلفيات السياسية ‪ :‬إن المتتبع لخطاب الفاعليين السياسيين يالحظ كيفية‬
‫توظيف ملف اإلدارة المغربية إلقصاء هذا الطرف أو الدافع اخر ‪ ،‬كما يتم‬
‫استغالل موضوع اإلصالح اإلداري في الدعاية االنتخابية لهذا الطرف أو ذلك ‪ ،‬أو‬
‫في المزايدة السياسية بين هذه الفئة أو تلك حول من يتقن في وصف اإلدارة‬
‫( بأقدح النعوت ) ‪ ،‬بل أستعمل الموضوع في حاالت عديدة لالستهالك اإلعالمي‬
‫للتحريض أو اإلثارة ‪ ،‬سواء في الندوات أو اللقاءات ‪ ،‬و تستوي في ذلك السلطة و‬
‫األحزاب و النقابات و حتى بعض الجمعيات المجتمع المدني ‪ ،‬حيث أن الجميع‬
‫يردد شعارات اإلصالح و دعوات التحديث و مطالب العصرنة ‪ ،‬ويصب جم‬
‫غضبه على مساوئ اإلدارة دون أية نتيجة عملية ‪ ،‬بل إن العديد من هؤالء يتنكر‬
‫لوعوده بمجرد ما يتسلم زمام األمور ‪ ،‬و لعل عدد الحكومات التي تعاقبت على‬
‫إدارة الشأن العام بالمغرب طيلة ما يفوق نصف قرن الزمن خير مثال ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫وال حل لهذه القضية إال بالعمل على تحييد اإلدارة العمومية من الصراع السياسي و‬
‫التنافس االنتخابي لتبقى اإلدارة مؤسسة محايدة حياد إيجابيا ‪ ،‬تضمن التأقلم مع‬
‫الحكومات المتعاقبة ‪ ،‬التي يفرضها مبدا التداول على السلطة و تضمن استم اررية‬
‫الغدارة بصفتها أداة في يد السلطة السياسية ‪ ،‬فهذه األخيرة تتغير و لكن اإلدارة ال‬
‫تغيير فيجب تحييدها بقدر اإلمكان ‪ ،‬و ينبغي أن تكون مرنة بما فيه الكفاية لتكون‬
‫في خدمة أي سلطة سياسية أفرزتها االنتخابات التي تعكس إرادة الشعب ‪ ،‬و بتالي‬
‫فاإلدارة معنية بالمساهمة في تطبيق البرنامج االنتخابي لطرف السياسي الذي حاز‬
‫‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫على الثقة الشعب‬
‫‪ .2‬غلبة الهاجس األمني ‪ :‬إن العديد من التشريعات و المبادرات تسكنها الهواجس‬
‫األمنية بالدرجة األولى ‪ ،‬وقد كان لذلك انعكاس سلبي على العمل اإلداري و على‬
‫الفاعلين في المجتمع ‪.‬‬

‫لقد اختار المغرب منذ البدايات األولى لالستقالل خيار لالمركزية وهذا ما تجلى في‬

‫مرسوم ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1976‬و اشتداد التوتر السياسي و المحاوالت االنقالبية ‪ ،‬زاد‬

‫من تخوف السلطة الذي انعكس على الوصاية المفرطة على المؤسسات المنتخبة‬

‫بهاجس دواعي أمنية ‪ ،‬كما كان لطغيان هذا األخير أثر في التقسيم اإلداري مباشرة‬

‫بعد االنتفاضات الشعبية التي شهدها المغرب ( أحداث الدار البيضاء سنة ‪1989‬‬

‫و أحداث فاس سنة ‪ ، ) 1990‬بغية الضبط و االحتواء ‪.‬‬

‫‪ -21‬عمر عبد السالم أحرشان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 333‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫باإلضافة إلى األحداث المسماة الربيع العربي سنة ‪ 2011‬التي ألقت بضاللها على‬

‫المغرب باالحتجاجات و مظاهرات التي سرعان ما احتوتها السلطة بتعديالت دستورية‬

‫ال ا متصاص غضب الشارع ‪ ،‬معلنة ثورة من االصالحات السياسية و اإلدارية ‪،‬‬

‫و التي غلب عليها أيضا الهاجس األمني ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬بطء الوتيرة وضعف المردودية في األداء ‪:‬‬

‫‪ .1‬بطء الوتيرة ‪ :‬ويتجلى ذلك في بوضوح في التماطل في معالجة ملفات الفساد‬

‫فالعديد منها ال يحال على القضاء ‪ ،‬و التي تحال تستغرق سنوات في المعالجة ‪،‬‬

‫و حتى بعض القضايا التي كانت أحزاب المعارضة انداك تضعها ضمن أولويات‬

‫برامجها ‪ ،‬بل كانت من االجراءات التي يمكن أن تطبق من أول يوم ألنها ال تكلف‬

‫الميزانية شيئا نجدها بعد وصولها إلى الحكومة تتباطأ في إنجازها ‪.‬‬

‫‪ .2‬ضعف المردودية ‪ :‬اإلفراط في الخطاب و حمل الشعارات ينتج عنه فقدان ثقة‬

‫المواطنين في اإلدارة العمومية و اإلصالح مما ينجم تمييع هذا األخير ‪ ،‬إذ يفقد‬

‫داللته العملية و النظرية سواء عن المؤطرين أو السياسيين أو المواطنين ‪ ،‬فهناك‬

‫مفارقة بين الذين يتكلمون عن اإلصالح و بين أولئك الذين ينفذونه ‪ ،‬فاألوائل لهم‬

‫قناعة بضرورة اإلصالح ‪ ،‬إال إن الملزمين بتطبيقه ال يتمتعون بهذه القناعة أو ال‬

‫يتوفرون على الكفاءات الضرورية لتطبيق اإلرادة السياسية للدولة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫فكثير من القوانين و البرامج بقيت حب ار على ورق أو وضعت على الرفوف و أدراج‬

‫المكاتب و لعل أحسن مثال على ذلك ديوان المظالم ‪ ،‬الذي قام المغرب بإحداثه‬

‫كمؤسسة الرقابة على اإلدارة على غرار مؤسسات الرقابة التي تعرفها أنظمة اإلدارية‬

‫الغربية ‪ ،‬إن محدودية حصيلة ديوان المظالم لم تتجلى في عدد الشكايات و التظلمات‬

‫لديوان‬ ‫وساطة‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫الحل‬ ‫إلى‬ ‫طريقها‬ ‫عرفت‬ ‫التي‬

‫" مؤسسة الوسيط المملكة حاليا " فمثال حصيلة سنة ( ‪ 2006‬ـ ‪ ) 2007‬لم تتعد‬

‫معالجة و حل ( ‪ ) 691‬شكاية من بين ( ‪ ) 2782‬شكاية أي بمعدل ( ‪ ) 300‬في‬

‫السنة تبقى ضعيفة جدا ‪ ،‬وهذا ما يعطي صورة واضحة عن مدى استجابة اإلدارة‬

‫لمساعي ديوان المظالم ‪ ،‬و يضع المردودية على المحك ‪ ،‬مقارنة مع الخطابات‬

‫و الطموحات التي واكبت إحداث هذه المؤسسة ‪ ،‬فاإلدارة ال تستجيب لتوصيات والي‬

‫المظالم ال تتعدى القيام بالوساطة التوفيقية بين اإلدارة و المواطن من خالل توصيات‬

‫و اقتراحات ‪ ،‬و هذا ما يجعل االستجابة لتوصياتها محدودة و غير مضمونة ‪ ،‬فإذا‬

‫كانت هذه المؤسسة لم تقوى على جعل اإلدارة تتواصل معها ‪ ،‬فكيف لها أن تساهم في‬

‫فعالية تواصل اإلدارة مع المواطن ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الرؤية االستراتيجية لتطوير التجربة المغربية في مجال‬


‫اإلصالح اإلداري ‪:‬‬
‫لقد عرفت اإلدارة المغربية تطو ار حقيقيا ‪ ،‬سواء على مستوى طبيعة أنشطتها أو من حيث‬
‫حجمها و انتشارها ولكن رغم ما تحقق ‪ ،‬التزال تشكو من نقائص عديدة و ثغرات كثيرة‬
‫تؤدي إلى توتر دائم في العالقة مع المرتفقين ‪ ،‬سواء كانوا مواطنين عاديين أو فاعلين‬
‫اقتصاديين ‪ ،‬أو اجتماعيين أو مستثمرين أجانب ‪ ،‬ولذلك البد من إعادة التفكير في أهدافها‬
‫و طريقة عملها و هيكلتها حتى تتكيف مع الظرفية السياسية و االجتماعية و االقتصادية‬
‫التي تعيشها ‪ ،‬و كذا لمواكبة التحوالت الدولية التي تلقى بضغطها على المغرب ‪.‬‬

‫في هذه الفقرة سوف نتطرق إلى الرؤية االستراتيجية لتطوير التجربة المغربية في مجال‬
‫اإلصالح اإلداري من خالل طرح بعض النقط و الضوابط بغية تفعيل جهود اإلصالح‬
‫‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫اإلداري المتوخاة منه و عصرنة اإلدارة المغربية المتمثلة في ما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬خارطة الطريق نحو اإلصالح اإلداري ‪:‬‬

‫‪1‬ـ اإلرادة السياسية ‪ :‬يتضح لنا من خالل ما تناولناه في دراستنا هذه ‪ ،‬أن التجربة‬
‫المغربية قد طغت عليها المقاربة التي تميل إلى المنهج التقسيط في تنزيل اإلصالح‬
‫اإلداري ‪ ،‬و هذا ما يعكس في الواقع غياب الجدية و الجرأة السياسية الحقيقية في طرح‬
‫اإلصالحات الضرورية ‪ ،‬كما أن ضرورة اإلصالح يفرضها الواقع و تطلبها الظروف‬
‫الدولية ‪ ،‬و األفضل أن تكون وصفة ذاتية نابعة من الداخل المغربي ‪ ،‬غير الوصفات‬
‫المستوردة أو الجاهزة التي تفرضها المؤسسات الدولية ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ -22‬عمر عبد السالم أحرشان المرجع السابق‬

‫‪43‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫أن الخوض في غمار اإلصالح اإلداري يجب أن ال يظل حبيس النظرة القطاعية بل‬
‫يجب أن ينصرف إلى اعتماد النظرة الشمولية تسعى إلى عصرنة اإلدارة وفق منظور‬
‫يدمج مختلف األبعاد بما فيها البعد السياسي و االقتصادي و االجتماعي و الثقافي‬
‫‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫و التربوي و المؤسساتي‬

‫‪2‬ـ التعبئة العامة ‪ :‬لقد أضحى اإلصالح اإلداري إحدى الخيارات االستراتيجية في المغرب‬
‫و هذا ما يستدعي االتفاق و اإلجماع من قبل الجميع ‪ ،‬حيث أن جهود اإلصالح معرضة‬
‫للفشل و االنتكاس مالم تستطيع تحقيق تعبئة شاملة لكل مكونات المجتمع ليصبح التفكير‬
‫في اإلصالح وتنفيذه و متابعة تطويره مهمة الجميع و مسؤولية الجميع ‪ ،‬و ليصبح‬
‫اإلصالح قضية المجتمع يشارك فيه اإلعالم و المواطن و األحزاب و النقابات‬
‫و المجتمع المدني و السلطة ‪ ،‬وهذا سيشكل بوابة لنجاح اإلصالح ‪ ،‬ألنه تعبير‬
‫‪.‬‬ ‫‪24‬‬
‫عن تحول عميق على مستوى القناعات سواء لكل من الدولة و المجتمع‬

‫‪3‬ـ تجميع حصيلة التشخيص و المقترحات ‪ :‬أي جمع كل توصيات الندوات و التقارير‬
‫و الدراسات ‪ ،‬و كذا التقييم و االقتراحات و تحيينها و تبويبها و تصنيفها ‪ ،‬ثم البحث‬
‫عن اليات ووسائل تنفيذها مع تحديد المدة الزمنية إلنجاز و المعني بال إنجاز و توفير‬
‫كلفة اإلنجاز ‪.‬‬

‫ثم البد من تحديد الجهة التي يجب أن تبقى مواكبة للموضوع من أجل تحيينه‬
‫كلما ط أر مستجد عليه ‪.‬‬

‫‪ -23‬رضوان العنبي بن علي المرجع السابق ص ‪. 413 :‬‬


‫‪ -24‬عمر عبد السالم أحرشان المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫ثانيا ‪ :‬متطلبات تطوير التجربة المغربية في مجال اإلصالح اإلداري ‪:‬‬

‫ولنجاح عملية تطوير اإلصالح اإلداري في المغرب ‪ ،‬و تجاوز العوائق السابقة البد من‬
‫توفير جملة من المتطلبات الضرورية ‪ ،‬و هي كاالتي ‪:‬‬

‫‪ .1‬مراجعة فلسفة العمل اإلداري ‪ :‬و يكون ذلك من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫إعادة النظر في وظيفة الدولة ‪ :‬من السائد أن كل دولة حديثة االستقالل تلجأ إلى‬ ‫ـ‬
‫تبني المركزية الشديدة قصد تقوية الدولة إحكام قبضتها على مفاصل البالد كونها‬
‫حديثة النشأة ‪ ،‬و تحويلها إلى إدارة موجودة في كل مكان ‪ ،‬لكن مع التطور تغير ـ‬
‫الوضع قوة الدولة لم تعد مرتبطة بمركزتيها بل بمدى انفتاحها ‪.‬‬ ‫ـ‬
‫إصالح محيط اإلدارة و تخليق الحياة العامة ‪.‬‬ ‫ـ‬
‫الحد من فوارق األجور ‪.‬‬ ‫ـ‬
‫تبني مقتربة الشمولية في إصالح اإلدارة و تحديثها ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫توفير الدعم السياسي لجهود اإلصالح ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫توفير الشروط األساسية للمواطنة من حرية و عيش كريم ‪ ،‬وكذا تشجيع‬ ‫ـ‬
‫المجتمع المدني للقيام بوظائفه من رقابة و المساهمة و المشاركة ‪.‬‬

‫تطوير الالمركزية و الالتمركز و إعطاءها دالالتها العميقة و أبعادها الحقيقية‬ ‫ـ‬

‫االنفتاح على كل التجارب الناجحة ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫جعل اإلنسان من صلب أولوية المشروع المجتمعي ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫‪45‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ .2‬تحسين نوعية الخدمات ‪ :‬وذلك ب ‪:‬‬

‫التركيز على الخدمة العمومية ‪ :‬األخالق ‪ ،‬العدالة ‪ ،‬الشفافية ‪ ،‬إشباع الحالة ‪،‬‬ ‫ـ‬

‫دمقرطة الخدمة العمومية ‪.‬‬

‫ميثاق المواطن ‪ :‬لجعل المواطن في صلب عمل اإلدارة ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫االنفتاح و االحتراف ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫‪ .3‬تطوير القدرات التسييرية ‪ :‬من خالل ‪:‬‬

‫تجديد مناهج و أدوات التسيير العمومي ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫تحديث أنظمة المراقبة ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫إعادة النظر في تنظيم المصالح التابعة للدولة ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫خلق نظام تقصي أراء مستعملي الخدمات العمومية ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫تحسين شروط عمل الموظفين ‪ :‬وقت العمل ‪ ،‬األجور ‪ ،‬الحوافز وربطها بإنتاجية‬ ‫ـ‬

‫و المردودية ‪ ،‬الترقية ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ .4‬التكوين و التكوين المستمر ‪ :‬أن واقع التكوين المستمر في اإلدارة المغربية ينعكس‬

‫بشكل كبير على المردودية و األداء لدى الموظف ‪ ،‬و لتكوينه يجب توفر اإلمكانات‬

‫المالية و المادية و التكنولوجية ‪ ،‬بغية جعل الموظف له رغبة و حماس و الكفاءة‬

‫في القيام بمهامه قاد ار على تحمل المسؤولية كعون يسعى إلى خدمة المصلحة‬

‫العامة و بتالي خدمة المواطنين ‪.‬‬

‫فالتكوين ليس هدفا في حد ذاته ‪ ،‬بل هو وسيلة للقضاء على السلبيات التي‬

‫تعرقل تنمية اإلدارية و إصالحها كدعامة للتنمية االقتصادية و االجتماعية ‪،‬‬

‫فمن المؤكد أن العنصر البشري هو المحرك األساسي لكل تغيير ‪ ،‬لهذا فإن أي‬

‫عملية إصالح إداري ترتبط و ترتكز على تأهيل الفرد و الرفع من كفاءته المهنية‪،‬‬

‫و تكوينه على التقنيات الحديثة بشكل الذي يخول له أن يقوم بمهامه على أحسن‬

‫‪.‬‬ ‫‪25‬‬
‫وجه و في فترة زمنية قياسية‬

‫‪ -25‬محمد بوكطب ‪ ،‬اإلطار القانوني و المؤسساتي للتكوين المستمر بالوظيفة العمومية المغربية ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ق انون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية‬


‫و اإلجراءات اإلدارية ‪:‬‬
‫شكل تبسيط المساطر اإلدارية منذ نهاية التسعينيات أحد أولويات عمل و ازرة الوظيفة‬
‫كما أنه يحظى بأهمية استراتيجية في مجال تطوير‬ ‫‪26‬‬
‫العمومية في مجال تحديث اإلدارة ‪.‬‬
‫جودة الخدمات العمومية و دعم شفافية العالقة بين اإلدارة و المرتفقين و تحسين مناخ‬
‫األعمال ببالدنا ‪.‬‬

‫ويقصد ب " تبسيط المساطر اإلدارية " ‪ :‬مجموع اإلجراءات العملية التي من شأنها‬
‫تطوير العالقة بين اإلدارة و المرتفقين ‪ .‬و يتعلق األمر على الخصوص ب ‪:‬‬

‫‪ ‬وضع جرد شامل للمساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬


‫‪ ‬تدوين المساطر و دراستها من خالل مراجعة مكونات المسطرة ‪ ،‬أي الوثائق‬
‫المطلوبة المتدخلين في المسطرة ‪ ،‬تحديد المصالح المعنية فيما يخص إيداع‬
‫الطلب أو الوثائق ‪.‬‬
‫‪ ‬وضع المساطر ضمن سجل مركزي يمكن المرتفقين من الولوج إليها‬
‫و التعرف على مجمل اإلجراءات المرتبطة بالحصول على الخدمات العمومية‬

‫وفي هذا اإلطار ‪ .‬يشكل القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية رافعة‬
‫و لتعزيز الثقة بين اإلدارة‬ ‫أساسية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن و المقاولة‬
‫و المرتفق ‪ .‬وكذا تقريب اإلدارة من المواطن ‪.‬‬

‫‪ -26‬الموقع اإللكتروني لوزارة االقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة ـ ضمن بوابة قطاع اإلدارة أطلع عليه يوم ‪. 11/06/2021‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫الفرع األول ‪ :‬قراءة في قانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬نطاق تطبيق القانون رقم ‪: 55.19‬‬

‫يحدد القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬


‫الصادر بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪ . 2020‬أهم المبادئ العامة المنظمة للعالقة الجديدة التي يجب‬
‫أن تجمع اإلدارة بالمرتفق بغية خلق مناخ من الثقة بينهما ‪ .‬و ذلك اعتمادا على مبادئ‬
‫الحكامة الجيدة و مبدأ التدبير العصري ‪ ،‬و تسخير التقنيات المبتكرة في مجال المعلومات‬
‫و التواصل ‪.27‬‬

‫كما تسري مقتضيات القانون على جميع اإلدارات التي تتولى تلقي و معالجة و تسليم‬

‫الق اررات اإلدارية التي يطلبها المرتفق ‪ .‬و يتعلق األمر ب ‪:‬‬

‫اإلدارات العمومية ‪.‬‬ ‫‪.I‬‬

‫الجماعات الترابية و مجموعاتها و هيئاتها ‪.‬‬ ‫‪.II‬‬

‫المؤسسات العمومية ‪.‬‬ ‫‪.III‬‬

‫األشخاص االعتباريين االخرين الخاضعين لقواعد القانون العام ‪.‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫الهيئات المكلفة بمهام المرفق العام ‪.‬‬ ‫‪.V‬‬

‫‪ " - 27‬تبسيط " ‪ " ،‬كتابة اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية " من خالل الموقع اإللكتروني المتاح على ‪:‬‬
‫البوابة وزارة االقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة قطاع إصالح اإلدارة ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫ثانيا ‪ :‬أهداف قانون رقم ‪: 55.19‬‬

‫تتجسد أهداف هذا القانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و‬


‫اإلجراءات اإلدارية في ‪.28 :‬‬

‫‪ ‬وضع المبادئ العامة و االسس المنظمة للمساطر و اإلجراءات اإلدارية المتعلقة‬

‫بالق اررات اإلدارية المقدمة للمرتفقين بناء على طلبهم ‪.‬‬

‫‪ ‬تأطير المساطر و اإلجراءات اإلدارية المتعلقة بالق اررات المقدمة للمرتفقين بناء على‬

‫طلبهم بآجال قصوى ‪.‬‬

‫‪ ‬إرساء حق المرتفقين في تقديم الطعن اإلداري في حالتي سكوت اإلدارة أوردها السلبي‬

‫على طلباتهم ‪.‬‬

‫‪ ‬إقرار التبادل البيني للمعلومات و الوثائق و المستندات بين اإلدا ارت العمومية ‪.‬‬

‫‪ ‬اعتماد الرقمنة كألية لتبسيط المساطر و اإلجراءات المتعلقة بالق اررات اإلدارية‬

‫مبادئه العام ‪.‬‬

‫‪ " - 28‬تبسيط " ‪ " ،‬كتابة اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية " من خالل الموقع اإللكتروني المتاح على ‪:‬‬
‫البوابة وزارة االقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة قطاع إصالح اإلدارة ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫ثالثا ‪ :‬مبادئ العامة لقانون ‪: 55.19‬‬

‫أطر‬ ‫‪29‬‬
‫ضمانا لشفافية المساطر و اإلجراءات المتعلقة بالق اررات اإلدارية ‪:‬‬
‫القانون رقم ‪ : 55.19‬عالقة بين اإلدارة بالمرتفق بعشرة مبادئ أساسية ‪:‬‬

‫‪ ‬الثقة بين المرتفق و اإلدارة ‪.‬‬


‫‪ ‬شفافية المساطر و اإلجراءات المتعلقة بالق اررات اإلدارية‬
‫‪ ‬تبسيط المساطر و اإلجراءات المتعلقة بالق اررات اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد اآلجال القصوى لدراسة طلبات المرتفقين المتعلقة بالق اررات اإلدارية‬
‫و معالجتها و الرد عليها من قبل اإلدارة ‪.‬‬
‫‪ ‬اعتبار سكوت اإلدارة عن طلبات المرتفقين المتعلقة بالق اررات اإلدارية ‪ .‬بعد انصرام‬
‫االجل المحدد بمثابة موافقة ‪ .‬وذلك وفق الشروط المنصوص عليها في القانون ‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة التناسب بين الموضوع القرار اإلداري و المعلومات و الوثائق و المستندات‬
‫المطلوبة للحصول عليه في تحديد المساطر و اإلجراءات اإلدارية المتعلقة به ‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على التحسين المستمر لجودة الخدمات المقدمة للمرتفقين ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم مطالبة اإلدارة للمرتفق عند إيداع ملف مطلبه أو خالل مرحلة معالجته ‪ ،‬باإلدالء‬
‫بوثيقة أو بمستند أو بمعلومة أو بالقيام بإجراء إداري أكثر من مرة واحدة ‪.‬‬
‫‪ ‬تعليل اإلدارة لق اررتها السلبية بخصوص الطلبات المتعلقة بالق اررات اإلدارية‬
‫و إخبار المرتفقين المعنيين بذلك ‪.‬‬

‫‪ " - 29‬تبسيط " ‪ " ،‬كتابة اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية " من خالل الموقع اإللكتروني المتاح على ‪:‬‬
‫البوابة وزارة االقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة قطاع إصالح اإلدارة ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تفعيل مقتضيات قانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر‬


‫اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أهم المستجدات التي أتي بها قانون ‪: 55.19‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪30‬‬
‫تتضمن مقتضيات القانون رقم ‪ 55.19‬جملة من المستجدات ‪ ،‬أهمها ‪:‬‬

‫‪ .1‬إلزام اإلدارات بجرد و تصنيف و توثيق جميع الق اررات اإلدارية التي تدخل في مجال‬
‫اختصاصها و تدوينها في مصنفات وفق النموذج المحدد بمقتضى القرار المشترك رقم‬
‫‪ 2332‬ـ ‪ 20‬مع التقيد بقواعد التوثيق و التدوين المنصوص عليها بالقانون ‪55.19‬‬
‫و نشرها بالبوابة الوطنية للمساطر و اإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ .2‬إلزام اإلدارات بعدم مطالبة المرتفقين إال بالق اررات اإلدارية و الوثائق و المستندات التي ‪:‬‬
‫تنص عليها النصوص التشريعية أو التنظيمية الجاري بها العمل ‪.‬‬

‫تم جردها و تصنيفها وتوثيقها و تدوينها و نشرها بالبوابة الوطنية للمساطر‬


‫و اإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ .3‬تقيد اإلدارات عند إعداد مصنفات ق ارراتها اإلدارية بالقواعد التالية ‪:‬‬

‫عدم مطالبة المرتفق بتصحيح اإلمضاء على الوثائق و المستندات المكونة لملف الطلب‪.‬‬ ‫ـ‬

‫عدم مطالبة المرتفق باإلدالء بوثائق أو مستندات إدارية متاحة للعموم‬ ‫ـ‬
‫و ال تعنيه بصفة شخصية ‪.‬‬
‫عدم مطالبة المرتفق باإلدالء بنسخ مطالبة ألصول الوثائق و المستندات‬ ‫ـ‬
‫المكونة لملف الطلب ‪.‬‬

‫‪ " - 30‬تبسيط " ‪ " ،‬كتابة اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية " من خالل الموقع اإللكتروني المتاح على ‪:‬‬
‫البوابة وزارة االقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة قطاع إصالح اإلدارة ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫إمكانية التعويض بعض الوثائق بتصريح بالشرف ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫‪ .4‬منح وصل للمرتفقين مقابل إيداع طلبات الحصول على الق اررات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ .5‬تحديد اجال اإلدارات للرد على جميع طلبات المرتفقين المتعلقة بالق اررات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ .6‬تحديد اجال سكوت اإلدارة ‪ ،‬بعد انقضاء اآلجال ‪ ،‬بمثابة موافقة مع إرساء اليات مبسطة‬

‫لتقديم الطعون اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ .7‬تمكين اإلدارات من أجل أقصاه ‪ 5‬سنوات لرقمنه المساطر و اإلجراءات التي تدخل في‬

‫مجال اختصاصها ‪.‬‬

‫‪ .8‬اعتماد التبادل الرقمي للوثائق و المعلومات بين اإلدارات ‪.‬‬

‫‪ .9‬إحداث بوابة وطنية موحدة للمساطر و اإلجراءات اإلدارية تضع رهن إشارة المرتفق كل‬

‫المعلومات الالزمة حول المساطر و اإلجراءات المتعلقة بالق اررات اإلدارية ‪ .‬كما تمكنه‬

‫من إيداع طلباته ‪ .‬و من جهة أخرى ن توفر هذه البوابة خاصية التبادل البيني‬

‫للمستندات و الوثائق و البيانات بين اإلدارات التي تعتبر ضرورية لمعالجة طلبات‬

‫الق اررات اإلدارية ‪ ،‬دون الحاجة إلى مطالبة المرتفق المعني إلدالء بها عند تقديمه هذه‬

‫الطلبات ‪.‬‬

‫إحداث اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية تحت رئاسة‬ ‫‪.10‬‬

‫السيد رئيس الحكومة للسهر على تطبيق هذا القانون ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫ثانيا ‪ :‬تنزيل مقتضياته ‪:‬‬

‫انطلقت اإلجراءات الفعلية لمقتضيات القانون ‪ 55.19‬منذ شتنبر ‪ ، 2020‬تاريخ‬


‫صدور القرار المشترك بين وزير الداخلية ووزير االقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة رقم‬
‫‪ 20‬ـ ‪ ، 2332‬المتعلق بتحديد نموذج مصنفات الق اررات اإلدارية و نموذج وصل إيداع‬
‫‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫الطلبات الحصول عليها‬

‫يلزم القانون رقم ‪ 55.19‬اإلدارات العمومية ‪ ،‬داخل أجل أقصاه ‪ 6‬أشهر ‪ ،‬بجرد‬
‫جميع الق اررات اإلدارية التي تدخل في مجال اختصاصاتها و تدوينها في مصنفات وفق‬
‫النموذج المحدد ‪ ،‬مع التقيد بقواعد التدوين و التوثيق المنصوص عليها من طرف اللجنة‬
‫الوطنية لتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬

‫يمنح القانون اإلدارات العمومية مهلة ‪ 5‬سنوات ابتداء من تاريخ دخوله حيز التنفيذ‬
‫لرقمنه المساطر و اإلجراءات اإلدارية المتعلقة بمعالجة و تسليم الق اررات اإلدارية التي تدخل‬
‫في مجال اختصاصها و تلك المتعلقة بأداء المصاريف اإلدارية ذات الصلة ووضعها بالبوابة‬
‫الوطنية لتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ " - 31‬تبسيط " ‪ " ،‬كتابة اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية " من خالل الموقع اإللكتروني المتاح على ‪:‬‬
‫البوابة وزارة اإلقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة قطاع إصالح اإلدارة ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫من خالل هذه الدراسة حاولنا معالجة موضوع ‪ " :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب "‬
‫وذلك عبر مبحثين أساسيان فاألول كان نظري حيث تناولنا فيه كل من مفهوم‬
‫اإلصالح اإلداري أهميته و طرق اإلصالح و أهم مراحل التي مر منها ‪ .‬بينما‬
‫الثاني فقد خصص لدراسة تطبيقية إذ تطرقنا فيه إلى اإلصالح اإلداري على ضوء‬
‫قانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬
‫و قد تبين لنا أن اإلصالح اإلداري يعتبر مقوما رئيسيا لنجاح خطط التنمية اإلدارية‬
‫واالقتصادية و االجتماعية و ال يمكن تحقيقه دون إجراء إصالح دقيق و شامل ‪.‬‬

‫كما يعد اإلصالح اإلداري في الوقت الراهن خيارا استراتيجيا بل حتمية ال مناص‬
‫منها لمواكبة المستجدات و التحوالت الحاصلة في العالم ‪ .‬ولهذا فإن تحقيق التنمية‬
‫الشاملة قد ال يستقيم إال بوجود إدارة فعالة ‪ ،‬قادرة على قيادة قاطرتها متجسدة‬
‫في اإلصالح اإلداري ‪.‬‬

‫فبعد أن تناولنا هذا الموضوع اتضح لنا أن التجربة المغربية في مجال اإلصالح‬
‫اإلداري يتجلى في كون المغرب قد حقق بعض المكتسبات ‪ ،‬إال أنها ال ترقى إلى‬
‫مستوى الطموحات و التطلعات ‪ ،‬و لم تصبو إلى كل ما كان مرجوا منها ‪ ،‬كما ال‬
‫يمكن تجاوز بعض التطورات النسبية التي تحققت في الفترة األخيرة و خاصة في‬
‫مجال اإلصالح اإلداري ‪ .‬هذا راجع باألساس إلى غياب النظرة الشمولية لبرامج‬
‫اإلصالح اإلداري و طغيان الحلول الترقيعية ‪ .‬و أن هذه البرامج انتقائية و جزئية‬
‫و مشتتة يغلب عليها طابع اإلقطاعي و هذا ما ينعكس سلبا على األهداف المتوخاة‬
‫و يصعب تنفيذها ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ ‬و على ضوء مما سبق ذكره من نتائج ‪ .‬يمكن اقتراح جملة من‬
‫التوصيات و التي نوردها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬البد تبني برامج اإلصالح اإلداري الشامل ‪ ،‬و يكون متكامال مع اإلصالحات‬

‫المجتمعية األخرى ‪.‬‬

‫‪ ‬البد من أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية جادة في تطبيق خطط‬

‫و برامج اإلصالح اإلداري ‪.‬‬

‫‪ ‬تفعيل الرقابة اإلدارية ألنه ال يمكن تحقيق إصالح إداري فعال و ناجح في ظل‬

‫بيئة إدارية تعاني منها مظاهر الفساد المختلفة ‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة تفعيل دور الشراكة المجتمعية في جهود اإلصالح اإلداري ‪.‬‬

‫‪ ‬االهتمام باإلدارة اإللكترونية و تفعيلها في اإلدارة العمومية ‪.‬‬

‫‪ ‬تفعيل مقتضيات قانون ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ ‬تطبيق معايير الحكامة على اإلدارة العمومية لترشيد برامج اإلصالح اإلداري ‪.‬‬

‫‪ ‬التطبيق الفعال و السليم و الرشيد لبرامج اإلصالح اإلداري ‪.‬‬

‫‪ ‬الحرص على التحسين المستمر لجودة الخدمات المقدمة للمرتفقين ‪.‬‬

‫‪ ‬االعتماد على خبراء متخصصين في مجال اإلصالح اإلداري ‪.‬‬

‫‪ ‬إعطاء أهمية كبيرة لعمليات تدريب و تكوين الموارد البشرية العاملة‬

‫باإلدارات العمومية ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫وفي هذا اإلطار ‪ .‬يشكل القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية رافعة‬

‫أساسية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن و المقاولة و لتعزيز الثقة بين اإلدارة‬

‫و المرتفق ‪ .‬وكذا تقريب اإلدارة من المواطن ‪.‬‬

‫إن هذه الدراسة تؤكد على التطبيق السليم و الفعال لخطط اإلصالح اإلداري ‪ .‬ألجل‬

‫تحقيق المتطلبات اإلصالحات اإلدارية ‪ ،‬كما أن وصفة اإلصالح اإلداري تكون ذاتية‬

‫نابعة من الداخل غير مستوردة أو جاهزة ‪ .‬ألن نجاح نموذج ما في بيئة مختلفة ليس‬

‫بضرورة أن يصلح في بيئة أخرى ‪.‬‬

‫وهلل والي التوفيق ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫الئحة المراجع ‪:‬‬

‫الكتب باللغة العربية ‪ ( :‬ترتيب بالحروف األبجدية ) ‪:‬‬

‫(أ)‬

‫‪ ‬أحرشان ‪ ،‬عمر عبد السالم " اإلصالح اإلداري بين مخلفات الماضي‬

‫و إكراهات الحاضر و افاق المستقبلية " منشورات المنظمة العربية للتنمية‬

‫‪ ‬اإلدارية ‪. 2016 ،‬‬

‫‪ ‬أيوب بوطاهري ‪ " ،‬تحديد اإلداري في القانون المغربي " ‪. 2011 ،‬‬
‫‪ ‬أبو فل جمال الدين ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ .‬مج ‪ ، 2‬مادة الصلح ‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ ‬أحمد عابد الجابري ‪ ،‬في نقد الحاجة إلى اإلصالح ‪ ،‬المكتبة العصرية للطباعة و‬
‫النشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.‬‬

‫(ب)‬

‫‪ ‬بالل خلف ‪ " ،‬الفساد اإلداري " ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع ‪.2011 ،‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫(ح)‬

‫‪ ‬حمدي‪ ،‬رضا هشام " اإلصالح اإلداري " األردن ‪ ،‬دار الراية للنشر‬

‫و التوزيع سنة ‪. 2011‬‬

‫‪ ‬حريم ‪ ،‬حسين‪ " ،‬مبادئ اإلدارة الحديثة " عمان ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‬

‫سنة ‪. 2006‬‬

‫(ز)‬

‫‪ ‬زيد بن محمد الرماني ‪ " ،‬منهج ابن تيمية في اإلصالح اإلداري " ‪،‬‬
‫دار الصميعي للنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة األولى ‪.‬‬

‫(س)‬

‫‪ ‬سعيد جفري ‪ " ،‬التنظيم اإلداري بالمغرب ـ اإلدارة المركزية ـ اإلدارة المحلية "‬
‫‪ ،‬مطبعة تيسير الدار البيضاء ‪. 2006 ،‬‬

‫(ص)‬

‫‪ ‬الصيرفي محمد ‪ " ،‬الفساد اإلداري بين اإلصالح و التطوير اإلداري " اإلسكندرية‬

‫‪ ،‬مؤسسة حورس للنشر و التوزيع ‪. 2008 ،‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫(ع)‬

‫‪ ‬علي سدجاري ‪ " ،‬تصورات من أجل مشروع حداثي إلصالح اإلدارة بالمغرب‬
‫"‬
‫‪ ‬عبد الرزاق العكاري ‪ " ،‬مفارقات اإلصالح اإلدارة العمومية بالمغرب " ‪،‬‬
‫‪ 73‬يناير‪2007‬‬ ‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 72‬ـ‬
‫ص ‪. 133‬‬
‫دراسة سوسيو‬ ‫‪ ‬عبد هللا شنفار ‪ " ،‬اإلدارة المغربية ومتطلبات التنمية " ـ‬
‫قانونية وتحليلية ‪.‬‬
‫‪‬عليان ‪ ،‬ربحي مصطفى و غنيم عثمان محمد ‪ " ،‬مناهج و أساليب البحث العلمي‬

‫النظرية و التطبيق " عمان ‪ ،‬دار الصفاء للنشو و التوزيع ‪. 2000 ،‬‬

‫(ف)‬

‫‪ ‬فريج غازي محمد ‪ " ،‬اإلصالح اإلداري دراسة مقارنة بين األنظمة الوضعية‬

‫و النظرية اإلسالمية رؤية مستقبلية اإلصالح اإلدارة العامة " منشورات‬

‫الحقوقية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬سنة ‪. 2014‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫(ق)‬

‫‪ ‬القريوتي ‪ ،‬محمد قاسم ‪ " ،‬اإلصالح اإلداري بين النظرية و التطبيق " األردن ‪،‬‬

‫دار وائل للطباعة و النشر ‪ ،‬سنة ‪. 2001‬‬

‫(م)‬

‫‪ ‬محمد الداودي ‪ " ،‬اإلدارة العمومية وإشكالية التنمية االقتصادية بالمغرب " ‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪. 2017 ،‬‬
‫‪ ‬مليكة الصروخ ‪ " ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة " ‪ ،‬الشركة المغربية لتوزيع‬
‫الكتاب الطبعة السادسة ‪ ،‬نونبر ‪. 2006‬‬
‫‪ ‬محمد الداودي ‪ " ،‬اإلدارة العمومية و إشكالية التنمية االقتصادية بالمغرب " ‪.‬‬

‫معجم باللغة الفرنسية ‪:‬‬

‫‪PAUL ROBERT . DICTIONNAIRE ALPHABATIQUE & ANALOGIQUE DE LA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪LANGUE FRANCAISE . SOCIETE DU NOUVEAU LITTRE . P 1639 .‬‬

‫‪61‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫النصوص الق انونية ‪:‬‬

‫‪ ‬دستور المملكة المغربية الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬بتاريخ ‪29‬‬

‫يوليوز سنة ‪ ، 2011‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ 5964‬مكرر الصادر بتاريخ ‪28‬‬

‫شعبان ‪ 1432‬الموافق ل ‪ 30‬يوليوز ‪. 2011‬‬

‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.20.660‬صادر في ‪ 18‬سبتمبر ‪ 2020‬بتطبيق بعض المقتضيات‬

‫القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ‪.‬‬

‫الرسائل و األطروحات الجامعية ‪:‬‬

‫‪ ‬نجاة أيت باكوا تحديات اإلدارة المغربية ورهانات التنمية رسالة لنيل دبلوم‬

‫الدراسات العليا المعمقة كلية الحقوق تطوان ‪. 2014.2015‬‬

‫‪ ‬شاكر الموساوي اإلدارة المحلية المغربية وتحديات الحكامة ( قراءة نقدية ) بحث‬

‫لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬

‫واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي ‪ ،‬طنجة ‪ 2004 ،‬ـ ‪. 2005‬‬

‫‪ ‬بنغالم حياة ‪ ،‬اإلدارة المغربية في عالقتها بالمرتفقين واقع و افاق ‪ ،‬بحث لنيل دبلوم‬

‫الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية‬

‫واالجتماعية أكدال ـ الرباط ‪1997 ،‬ـ‪. 1998‬‬

‫‪62‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪ ‬لبنى الجيراري ‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في‬

‫القانون العام ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية أكدال ـ الرباط ‪،‬‬

‫‪ 2007‬ـ ‪. 2008‬‬

‫‪ ‬عبد الغني مني ‪ ،‬اإلصالح اإلداري كألية لتحقيق التنمية اإلدارية ـ المغرب نموذجا‪،‬‬

‫بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا الماستر أكاديمي تخصص إدارة و حكامة محلية ‪،‬‬

‫جامعة محمد بوضياف الجزائر ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2016 :‬ـ ‪. 2017‬‬

‫‪ ‬أمينة ملول الخياري " قراءة في قانون ‪ 19.55‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ‪.‬‬

‫الخطب الملكية ‪:‬‬

‫خطاب ‪ 20‬يوليوز‪. 2000‬‬ ‫‪‬‬

‫خطاب الملك محمد السادس في افتتاح الدورة التشريعية من السنة التشريعية الخامسة‬ ‫‪‬‬

‫من الوالية التشريعية ‪. 2004‬‬

‫‪63‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫المواقع اإللكترونية ‪:‬‬

‫‪www.sgg.ma‬‬ ‫الموقع اإللكتروني لألمانة العامة للحكومة‬ ‫‪‬‬

‫الموقع اإللكتروني للمستجدات والتقارير القانونية ‪www.mctp.ma‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلدارة‬ ‫إصالح‬ ‫و‬ ‫والمالية‬ ‫االقتصاد‬ ‫لوزارة‬ ‫اإللكتروني‬ ‫الموقع‬ ‫‪‬‬

‫‪www.finances.gov.ma‬‬

‫المغربية‬ ‫بالمملكة‬ ‫اإلدارية‬ ‫اإلصالحات‬ ‫اإللكتروني‬ ‫الموقع‬ ‫‪‬‬

‫‪www. unpan1.un.or‬‬

‫الموقع اإللكتروني تبسيط المساطر اإلدارية في تحديث اإلدارة العمومية بالمغرب‬ ‫‪‬‬

‫‪www.marocdroit.com‬‬

‫الموقع اإللكتروني اإلدارة اإللكترونية ‪www.marocdroit.com‬‬ ‫‪‬‬

‫الموقع اإللكتروني لمنتدى ستار تايمز ‪www.startimes.com‬‬ ‫‪‬‬

‫" تبسيط " ‪ " ،‬كتابة اللجنة الوطنية لتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬ ‫‪‬‬

‫" من خالل الموقع اإللكتروني المتاح على ‪ :‬البوابة وزارة االقتصاد و المالية‬

‫و إصالح اإلدارة قطاع إصالح اإلدارة ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫الفهرس ‪:‬‬
‫مقدمة ‪4..........................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪11 ................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف اإلصالح اإلداري و أهميته‪11 ............................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬ماهية اإلصالح اإلداري‪11 ...........................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية اإلصالح اإلداري وأهدافه ‪18 .................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق اإلصالح اإلداري و مراحله ‪22 ..............................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬طرق اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪22 ................................ :‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مراحل اإلصالح اإلداري بالمغرب ‪26 .............................. :‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء ق انون ‪32 .................................... 19.55‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب‪32 .......................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬إصالح اإلصالح اإلداري و التبسيط اإلداري ‪32 ...................... :‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تقييم التجربة المغربية في مجال اإلصالح اإلداري ‪38 ............... :‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬رؤية استراتجية لتطوير التجربة المغربية في مجال اإلصالح اإلداري‪43 ...:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ق انون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية ‪:‬‬
‫‪48 .............................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬قراءة في قانون ‪ 19.55‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ‪49 .... :‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تفعيل مقتضيات قانون ‪ 19.55‬المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية ‪52‬‬
‫خاتمة ‪55 .........................................................................................................................‬‬
‫ق ائمة المراجع و النصوص الق انونية و المواقع اإللكترونية ‪58 ............................................... :‬‬

‫‪65‬‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب على ضوء قانون ‪55.19‬‬
‫‪ 2021‬ـ ‪2020‬‬
‫المتعلق بتبسيط المساطر اإلدارية و اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪66‬‬

You might also like