Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 17

‫* المحاضرة الثالثة و الرابعة‬

‫* المحور الثاني ‪ :‬التنظيم القضائي و االختصاص ‪.‬‬

‫يتم تناول هذا المحور من خالل جزئيين أساسيين يتعلق األول بهياكل النظام القضائي الجزائري ‪ ،‬الثاني‬
‫بقواعد االختصاص التي تحكم سير تلك الهياكل من خالل ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬هياكل النظام القضائي الجزائري ‪.‬‬

‫بالرغم من أن النظام القضائي يشمل من جهة الهيئات القضائية التي تنقسم للقضاء العادي و القضاء‬
‫اإلداري ‪ ،‬و الهياكل البشرية من جهة أخرى ‪ ،‬غير أنه بحكم أن دراسة هذا النظام يستوجب اإللمام‬
‫بالهيئات القضائية بحكم عالقتها المباشرة بسير إجراءات القضائي ‪ ،‬فإننا سنكتفي في تقسيم هذا المبحث‬
‫بالهيئات القضائية و فقا لما نظمه القانون العضوي= رقم ‪ 05/11 :‬المؤرخ في ‪ 1 17/07/2005 :‬و‬
‫التي تشمل النظام القضائي العادي و النظام القضائي اإلداري و محكمة التنازع ‪ ،‬و تعتبر محكمة‬
‫الجنايات و المحكمة العسكرية جهات قضائية متخصصة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬هيئات القضاء العادي ‪:‬‬

‫تشمل هيئات القضاء العادي كل من المحاكم و المجالس القضائية و المحكمة العليا ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المحاكم ‪ :‬تعد المحكمة الدرج األولى للتقاضي ‪ ،‬و هي قاعدة الهرم القضائي ‪ ،‬تعمل استنادا لمبدأ‬
‫التقاضي على درجتين وفقا لمبدأ التقاضي الفرد باستثناء بعض الحاالت التي نص فيها القانون على‬
‫‪1‬‬
‫تشكيلة جماعية ‪.‬‬

‫يوجد بالمحكمة عشرة أقسام= هي ‪ :‬القسم المدني ‪ ،‬قسم الجنح ‪ ،‬قسم المخالفات ‪ ،‬القسم االستعجالي= ‪ ،‬قسم‬
‫شؤون األسرة ‪ ،‬قسم األحداث ‪ ،‬القسم االجتماعي ‪ ،‬القسم العقاري ‪ ،‬القسم البحري و القسم التجاري= ‪.2‬‬

‫غير أن المشرع جعل وجود هذه االقسام= ليس باألمر اإللزامي ‪ ،‬إذ خول الصالحية لرئيس المحكمة بعد‬
‫استطالع رأي وكيل الجمهورية ‪ ،‬أن يقلص من عدد األقسام= أو يقسمها إلى فروع حسب أهمية وحجم‬
‫النشاط القضائي ‪.‬‬

‫أما األقطاب المتخصصة فهي هيئات تنعقد على مستوى بعض المحاكم بتشكيلة جماعية و لها‬
‫اختصاصات= خاصة ‪ ،‬غير أنه بالرغم من مرور= أكثر من ‪ 12‬سنة منذ سريان قانون اإلجراءات المدنية‬
‫و اإلدارية لم يتم تكريس األقطاب المدنية المتخصصة ‪ ،‬على شاكلة األقطاب الجزائية المتخصصة التي‬
‫تم تجسيدها واقعيا على مستوى= ‪ 5‬خمسة مناطق من الوطن ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المجالس القضائية ‪.‬‬

‫يعد المجلس القضائي درجة ثانية للتقاضي ينظر في االستئنافات= المرفوعة ضد أحكام المحاكم ‪ ،‬إذا‬
‫نصت المادة ‪ 333‬من ( ق إ م إ ) على أنه ‪ " ،‬تكون األحكام الصادرة في جميع المواد قابلة‬

‫‪ -‬أنظروا نص المادة ‪ 255‬و المواد ‪/32‬ف‪ 9‬و المواد ‪ 502‬و‪ 533‬من ( ق إ م إ ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬أنظروا نص المادة ‪ 13‬من القانون العضوي ‪. 05/11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫لالستئناف= ‪ ،‬عندما تفصل في موضوع النزاع أو في دفع شكلي أو في دفع بعدم القبول أو في أي دفع‬
‫‪3‬‬
‫عارض آخر ينهي الخصومة ‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك ‪"...‬‬

‫يعمل المجلس القضائي وفقا لمبدأ القضاء الجماعي إذا نصت المادة ‪ 255/2‬على ما يلي ‪.... " :‬‬
‫وتصدر قرارات جهة االستئناف بتشكيلة مكونة من ثالث قضاة ‪ ،‬ما لم ينص القانون خالف ذلك ‪."....‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المحكمة العليا ‪:‬‬

‫تعد المحكمة العليا هيئة قضائية تأتي في قمة هرم التنظيم القضائي الجزائري= ‪ ،‬و هي تختص بالرقابة‬
‫القانونية على أعمال المحاكم و المجالس القضائية فيما تصدره من أحكام و قرارات ‪ ،‬فهي بذلك محكمة‬
‫نقض و ليست درجة ثالثة للتقاضي ‪ ،‬غير أنه يمكن أن تتحول إلى محكمة موضوع بصفة استثنائية في‬
‫حالتين نصت عليهما المادة ‪ / 374‬ف ‪5‬و‪ 4‬من ( ق إ م إ ) تتشكل المحكمة العليا على سبع غرف‬
‫هي ‪ :‬غ المدنية ‪ ،‬غ التجارية و البحرية ‪ ،‬غ العقارية ‪ ،‬غ األحوال الشخصية ‪ ،‬غ االجتماعية ‪ ،‬غ‬
‫الجنائية ‪ ،‬غ الجنح و المخالفات ‪ ،‬غرفة العرائض ‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 13‬من القانون العضوي=‬
‫‪ ، 11/12‬ونصت المادة ‪ 15‬من نفس القانون على إمكانية انعقاد المحكمة العليا في غرف موسعة و ذلك‬
‫في صورتين و هما ‪:‬‬

‫‪ -‬صورة غرف مختلطة تتشكل من غرفتين إلى ‪ 3‬غرف يعينهم الرئيس األول للمحكمة العليا و هي‬
‫تنعقد للنظر في اإلشكاالت التي من شأنها أن تؤدي إلى تناقض في االجتهاد= القضائي ‪ ،‬و يكون تشكيلها‬
‫صحيحا بحضور ‪ 09‬أعضاء ‪.‬‬

‫‪ -‬و إذا كان االشكال القانوني من شأنه أن يؤدي إلى تغيير= في االجتهاد القضائي يجوز للغرف المختلطة‬
‫أن تقرر إحالة القضية أمام المحكمة العليا في هيئة الغرف المجتمعة ‪ ( ،‬اجتماع الغرف الثمانية للمحكمة‬
‫‪4‬‬
‫العليا ) ‪ ،‬فتباشر= هذه الهيئة عملها بحضور= ‪ 25‬عضو على األقل و تتخذ قراراتها= باألغلبية العادية ‪. .‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬هيئات القضاء اإلداري ‪.‬‬

‫يتكون هيكل القضاء االداري من هيئتين أساسيتين تمثل درجتي التقاضي في القضاء اإلداري في‪:‬‬
‫المحكمة االدارية ‪ ،‬مجلس الدولة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المحاكم االدارية ‪.‬‬

‫أنشأت المحاكم االدارية بمقتضى القانون رقم ‪ 98/02‬المؤرخ في ‪5 1998 /30/5 :‬و قبل هذا التاريخ‬
‫كانت المنازعات اإلدارية تختص بها الغرف االدارية التابعة للمجالس القضائية ‪.‬‬

‫‪ -‬و تتشكل المحكمة االدارية من تشكيل جماعي ‪ 3‬قضاة ( رئيس و مساعدين ‪ ،‬مستشار= )‬

‫‪ -‬تنظم هذه المحاكم في شكل غرف ‪ ،‬و يمكن تقسيم الغرف إلى أقسام ‪.‬‬

‫‪ -‬أنظروا نصوص المواد ‪ 333‬و ‪ 255/2‬من ( ق إ م إ ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 11/12 :‬المؤرخ في ‪ 26‬يوليو ‪ 2011‬الذي يحدد تنظيم المحكمة العليا عملها واختصاصها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 98/02‬المؤرخ في ‪. 30/05/1998 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬يمثل النيابة العامة لدى المحكمة االدارية محافظ= الدولة يساعده محافظين مساعدين ‪ ،‬تطبق= المحمة‬
‫االدارية قانون االجراءات المدنية و االدارية و تكون أحكامها قابلة الستئناف أمام مجلس الدولة مالم‬
‫ينص القانون على خالف ذلك ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مجلس الدولة ‪:‬‬

‫أنشأ مجلس الدولة بمقتضى المادة ‪ 152‬من دستور ‪ ،6 1996‬و ثم تنظيمه بمقتضى القانون رقم= ‪:‬‬
‫‪ 98/01‬المؤرخ في ‪ ، 730/05/1998 :‬يتشكل من خمس غرف كل غرفة مقسمة إلى قسمين على‬
‫األقل ‪.‬‬

‫و يعد تقسيم مجلس الدولة إلى غرف و اقسام= مجرد تقسيم داخلي للعمل ‪ ،‬و تكون جلساته صحيحة‬
‫بحضور (‪ )03‬قضاة‪.‬‬

‫يمكن أن ينعقد مجلس الدولة في هيئة غرف مجتمعة تتكون من جميع الغرفة ‪ ،‬عندما يتطلب األمر اتخاذ‬
‫قرار= يهدف تعديل اجتهاد قضائي= سابق= أو التراجع عنه ‪.‬‬

‫في هذه الحالة ينعقد مجلس الدولة تحت رئاسة رئيسة و عضوية رؤساء الغرف و عمداء رؤساء األقسام=‬
‫‪ ،‬و بحضور محافظ الدولة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اختصاص الجهات القضائية ‪.‬‬

‫أقر القانون نوعين من االختصاصات للجهات القضائية المختلفة ‪:‬‬

‫‪ -‬النوع األول من االختصاص يهتم بطبيعة النزاعات التي تعرض على كل جهة قضائية و يسمى‬
‫االختصاص النوعي ‪ ،‬و النوع الثاني يهتم بالنطاق الجغرافي= الذي تمتد إليه سلطة كل هيئة قضائية و‬
‫‪8‬‬
‫يسمى االختصاص االقليمي أو المحلي كما كان يسمى سابقا في ظل قانون االجراءات المدنية الملغى ‪.‬‬

‫معينة للفصل في‬


‫الفرع األول ‪ :‬االختصاص النوعي ‪ :‬االختصاص النوعي هو صالحية جهة قضائية ّ‬
‫معين من الدعاوى‪ ،‬بالنظر إلى موضوع الدعوى وطبيعة النزاع‪ ،‬فاالختصاص النوعي من النظام‬
‫نوع ّ‬
‫العام ‪ ،‬يمكن الدفع به في أي مرحلة كانت عليها الدعوى كما تقضي به الجهة القضائية من تلقاء نفسها‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 36‬من ( ق ا م ا )‪.‬‬

‫كم==ا يقص==د ب==ه تقس==يم االختص==اص في إط==ار الطبق==ة الواح==دة بحس==ب طبيع==ة القض==ية و نوعه==ا مث==ل ‪:‬‬
‫االختصاص المقرر للقضاء الجزائي و االختصاص المقرر للقضاء الم==دني بوج==ه ع==ام ‪ ،‬و االختص==اص‬
‫المقرر لألقطاب القضائية ‪ ،‬و من ثم يمكن تناول هذا النوع من االختصاص من خالل ‪:‬‬

‫‪ - 6‬أنظروا دستور الجزائر لسنة ‪ 1996‬السيما نص المادة ‪ 152‬منه ‪.‬‬


‫‪ - 7‬أنظروا القانون رقم ‪ 98/01‬المؤرخ في ‪. 30/05/1998 :‬‬
‫‪ - 8‬األمر رقم ‪ 66/154 :‬المؤرخ في ‪ 8 :‬يونيو ‪ 1966‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية ‪ ، ،‬ملغى بالقانون رقم ‪ 08/09‬مؤرخ في ‪:‬‬
‫‪/25‬فبراير ‪ 2008‬يتضمن قانون االجراءات المدنية واالدارية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أوال ‪ :‬االختصاص النوعي للمحكمة ‪:‬‬

‫اعتبارا لما نصت عليه المادة ‪ 32‬من ( ق إ م إ ) تعد المحكمة جهة التقاضي ذات الوالية العامة ‪ ،‬أي‬
‫جهة التقاضي األصلية أو األساسية التي يلجأ إليها المتقاضي دائما عندما يدخل في نزاع قضائي= إال إذا‬
‫‪9‬‬
‫أحاله القانون إلى غيرها ‪.‬‬

‫غير أن المحكمة ال تكون مختصة بالفعل في موضوع النزاع إذا كانت الخصومة التحكيمية قائمة ‪ ،‬أو إذا‬
‫‪10‬‬
‫وجد اتفاق مسبق على التحكيم ‪ ،‬على أن يتمسك أحد األطراف= بذلك ‪.‬‬

‫و يطرح التساؤل= حول طبيعة التقسيم الموجود= داخل المحكمة ‪ ،‬هل يشكل تقسيما لالختصاص أم هو‬
‫مجرد تقسيم داخلي للعمل ‪.‬‬

‫‪ -‬و في هذا الخصوص يمكن قراءة الترتيب و التقسيم المنهجي لقانون اإلجراءات المدنية و االدارية ‪ ،‬إذ‬
‫نجده خصص المواد من ‪ 13‬إلى ‪ 422‬إلى األحكام المشتركة لجميع الجهات القضائية ( محاكم و‬
‫مجالس ) ‪ ،‬و خصص المواد من ‪ 423‬إلى ‪ 583‬لألحكام الخاصة بكل جهة قضائية على مستوى‬
‫المحاكم و المجالس و المحكمة العليا ‪ ،‬و أورد نصوصا= خاصة بقسم شؤون األسرة ( م ‪ 423‬إلى‬
‫‪ ) 499‬و نصوصا خاصة بالقسم االجتماعي ( م ‪ 500‬إلى ‪ ، ) 510‬و نصوصا خاصة بالقسم العقاري‬
‫( م ‪511‬إلى ‪ ، ) 530‬و نصوصا أخرى خاصة بالقسم التجاري ( م ‪ 531‬إلى ‪. ) 536‬‬

‫إن تنظيم هذه النصوص بالشكل الخاص بكل قسم على حدى يوحي بأن التقسيم هو تقسيم لالختصاص‬
‫النوعي و ليس مجرد تقسيم داخلي للعمل ‪ ،‬السيما و أن هذه الفكرة تدعمها المادة ‪ 32‬من نفس القانون‬
‫التي تنص أن المحاكم " ‪ ....‬يمكن أن تتشكل من أقطاب متخصصة " و تنص أيضا أنه ‪ " :‬تتم جدولة‬
‫القضايا أمام األقسام حسب طبيعة النزاع " ‪.11‬‬

‫‪ -‬غير أنه بالمقابل نجد أن نص نفس المادة ‪ 32‬من ( ق إ م إ ) تقرر أحكام أخرى تفيد بأن التقسيم‬
‫المقصود هو مجرد تقسيم داخلي تنظيمي و األمر يتضح من خالل النقاط التالية ‪:‬‬

‫أ‪ /‬أن المحكمة تعد الجهة القضائية ذات االختصاص العام و تتشكل من أقسام= ‪.‬‬

‫ب‪ /‬أن المشرع= قرر= بشأن المحاكم التي لم تنشأ فيها بعض األقسام= فإن القسم المدني هو الذي ينظر في‬
‫جميع المنازعات باستثناء القضايا االجتماعية ‪.‬‬

‫ج‪ /‬أقرالمشرع= قاعدة اإلحالة بين األقسام كما يلي ‪:‬‬

‫أنه في حالة جدولة قضية أمام قسم غير معني يحال الملف إلى القسم المعني ‪ ،‬بمعنى أن القسم غير‬
‫المعني ال يقضي بعدم االختصاص ‪ ،‬بل يكتفي بإحالة الملف داخليا إلى القسم المعني ‪.‬‬

‫إن أهم ما يستخلص من مجمل هذه النصوص أن المشرع يعتبر التقسيم بين فروع= المحاكم في وضعه‬
‫الحالي تقسيما داخليا للعمل لكنه يمهد إلنشاء هيئات قضائية متخصصة في مجاالت شؤون األسرة و‬
‫‪12‬‬
‫منازعات العمل و القضايا التجارية و العقارية ‪.‬‬
‫‪ - 9‬د‪ /‬فاضل أحمد ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.41‬‬
‫‪ - 10‬أنظروا نص المادة ‪ 1045‬من ( ق إ م إ )‬
‫‪ - 11‬أنظروا نص المادة ‪ 32‬من ( ق إ م إ ) ‪.‬‬
‫‪ - 12‬د‪ /‬أحمد فاضل ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪. 15‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ :1‬االختصاص األصيل للمحكمة ‪ ،‬و ينقسم الى ‪:‬‬

‫أ‪ /‬االختصاص في أول درجة‪.‬‬

‫استنادا للمبدأ القانوني التقاضي على درجتين ‪ ،13‬فإن المحكمة تفصل في جميع القضايا السيما المدنية و‬
‫التجارية و االجتماعية و العقارية و قضايا= شؤون األسرة التي تختص بها إقليميا بأحكام في أول درجة‬
‫قابلة لالستئناف طبقا ( للمادة ‪/33‬ف‪ 3‬من ق إ م إ ) ‪.14‬‬

‫ب‪ /‬اختصاص الفصل في أول و آخر درجة ‪:‬‬

‫يعد هذا االختصاص استثناءا على القاعدة و ال يقوم هذا االستثناء إال في حالة وجود= نص خاص يقضي‬
‫بذلك و من أهمها ‪:‬‬

‫أ‪ /‬دعاوى الطالق و التطليق و الخلع فيما عدا الجوانب المادية‪ ،‬طبقا لنص المادة ( ‪ 57‬من ق إ م إ ) ‪.15‬‬

‫ب ‪ /‬بعض الدعاوى المتعلقة بمنازعات العمل ‪ ،‬كتلك المتعلقة بإلغاء قرارات من العمل أو بإعادة إدراج‬
‫العامل في منصبه أو بمنحه التعويض عن التسريح التعسفي ( م ‪ 73/3‬من ق ‪ 90/11‬المؤرخ في‬
‫‪ 21/04/1990‬المنظم لعالقات العمل المعدل و المتمم ) ‪.16‬‬

‫جـ ‪ /‬كما يدخل في حكم تطبيق= هذا االختصاص األوامر الصادرة في إشكاالت التنفيذ لكونها غير قابلة‬
‫‪17‬‬
‫ألي طعن ( طبقا للمادة ‪ 633‬من ق إ م إ )‪.‬‬

‫د ‪ /‬و نفس القاعدة المتضمنة عدم جواز الطعن تطبق= على األوامر= الصادرة في طلبات اإلحالة بسبب‬
‫‪18‬‬
‫الشبهة المشروعة ( م ‪ 250‬من ق إ م إ )‪.‬‬

‫هـ ‪ /‬بالرغم من أن الدعاوى المحدودة القيمة طبقا ‪ /33‬ف ‪ 1‬من ( ق إ م إ ) كانت تدخل ضمن هذا‬
‫االختصاص غير أنه منذ صدور= قرار المجلس الدستوري بتاريخ ‪ 10 :‬فبراير= ‪ 2020‬تحت رقم= ‪:‬‬
‫‪19‬‬
‫‪. 03/2020‬‬

‫فقد أقرت هذه الهيئة بعدم دستورية المادة ‪ /33‬ف ‪ 1‬من ( ق إ م إ ) اعتبارا ألنها تخل بمبدأ التقاضي‬
‫على درجتين و مبدأ المساواة أمام القانون ‪.‬‬

‫‪ : / 2‬االختصاص االستثنائي و اإلضافي للمحاكم ‪.‬‬

‫نتناول هذا النوع من االختصاص من خالل شقين األول يتعلق باالختصاص االستثنائي و هو اختصاص‬
‫قضاء االستعجال و اآلخر يخص االختصاص اإلضافي= و هو اختصاص محكمة مقر المجلس و‬
‫اختصاص األقطاب القضائية ‪.‬‬

‫‪ -2‬أ‪ /‬االختصاص المقرر لقضاء االستعجال ‪:‬‬


‫‪ -‬أنظروا نص المادة ‪ 6‬من ( ق إ م إ ) ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪ -‬نصت المادة ‪ 33‬فقرة أخيرة " تفصل المحكمة ‪ ...‬و تفصل في جميع الدعاوى األخرى بأحكام قابلة لالستئناف ‪".‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ -‬أنظروا نص المادة ‪ 57‬من قانون األسرة ‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ -‬أنظروا نص المادة ‪ 73/3‬من القانون ‪ 90/11‬المؤرخ في ‪ 21/04/1990 :‬المنظم لعالقات العمل ‪ ،‬المعدل و المتمم ‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪ -‬أنظروا نص المادة ‪ 633‬من ( ق إ م إ ) ‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪ -‬أنظروا نص المادة ‪ 250‬من ( ق إ م إ )‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ -‬أنظروا قرار المجلس الدستوري الصادر بتاريخ ‪ 10/02/2021 :‬رقم ‪. 03/2020‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪5‬‬
‫األصل أن التقاضي االستعجالي= هو إجراء تقاضي استثنائي= ال يؤخذ به إال في حاالت استعجالية معينة و‬
‫فق شروط= ثابتة ‪ ،‬إذ عن طريقه يمكن الحصول على حماية بسيطة و مستعجلة بأوامر مؤقتة تقضي بحل‬
‫النزاعات الطارئة دون المساس بأصل الحق ‪ ،‬عالوة على فصله في إشكاالت التنفيذ ‪.‬‬

‫بالرغم من ذلك إال أن المشرع= تدخل في بعض الحاالت و منح اإلمكانية لقاضي االستعجال للفصل في‬
‫الموضوع ‪ ،‬و هنا فإن األمر المستعجل يحوز حجية الشيء المقضي فيه ‪.‬‬

‫‪ -2‬ب ‪ /‬االختصاص األصلي لقضاء االستعجال; ‪:‬‬

‫نصت عليه المادة ‪ 299‬من ( ق إ م إ ) ‪ 20‬بأنه يمكن رفع دعوى استعجالية في جميع أحوال االستعجال‬
‫أو إذا تعلق األمر الفصل في إجراء يتعلق بالحراسة القضائية أو بأي تدبير تحفظي آخر غير منظم‬
‫بإجراءات خاصة ‪ ،‬ذلك أن القضاء االستعجالي= تنشأ في أصله لمواجهة هذه الحاالت بإجراءات مؤقتة‬
‫‪21‬‬
‫سريعة لمنع تفاقم الضرر أو لتفادي خطر وشيك أو عمل غير مشروع= ‪.‬‬

‫‪ -‬حاالت االستعجال التقليدي ‪ :‬من أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 299‬من ( ق إ م إ ) وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬في جميع أحوال االستعجال= التي يتوافر= فيها عنصر االستعجال ‪.‬‬

‫‪ -‬عندما يقتضي األمر الفصل في إجراء يتعلق بالحراسة القضائية ‪.‬‬

‫‪ -‬اتخاذ تدبير= تحفظي كالحفاظ على الوضع الظاهر ‪ ،‬أو إعادة األماكن إلى وضعها األصلي ‪.‬‬

‫* حسب نص المادة ‪ 631‬من ( ق إ م إ ) ‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة وجود= إشكال في تنفيذ أحد السندات التنفيذية سواءا بناءا على محضر اإلشكال الذي يحرره‬
‫المحضر= القضائي ‪ ،‬أو بناءا على الدعوى التي يرفعها= المستفيد من السند التنفيذي أو المنفذ عليه أو الغير‬
‫‪.‬‬

‫* بعض الحاالت التي أقرتها= التطبيقات القضائية ‪.‬‬

‫‪ -‬خصائص االستعجال التقليدي ‪ :‬من أهم هذه الخصائص هي ‪:‬‬

‫* الطابع المؤقت ‪ :‬يعتبر من أهم خصائص االستعجال في مفهومه األصلي ‪ ،‬ذلك أن معظم التشريعات‬
‫تقر بهذه الخاصية ‪ ،‬رغم عدم تكريسها بنص عندنا و يقصد بها أن األوامر التي يصدرها= قاضي‬
‫االستعجال ال تفصل في النزاع بشكل نهائي ‪ ،‬بل تفصل في مسائل مؤقتة و تدابير تحفظية فقط ‪ ،‬و ال‬
‫تكون لها آثار نهائية ‪ ،‬ومن أهم ما يترتب على هذه الخاصية ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم جواز الحكم بمبالغ مالية سواءا في شكل مستحقات أو تعويض ماعدا ما استثني= بنص ‪ :‬كالغرامة‬
‫التهديدية التي يصفيها نفس القاضي المستعجل‪. 22‬‬

‫‪ -‬أنظرو نص المادة ‪ 299‬من ( ق إ م إ ) ‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪ -‬د‪ /‬أحمد فاضل ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪. 46‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ -‬أنظروا نص المادة ‪ 305‬من ( ق إ م إ ) ‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬المصاريف= القضائية ‪ ،‬التي يقضي فيها بأحكام خاصة طبقا للمواد من ‪ 417‬إلى ‪ 422‬من ( ق إ م‬
‫إ )‪. 23‬‬

‫‪ -‬التغطيات النقدية في بعض الحاالت ‪ ،‬كمثل حوادث العمل و األمراض المهنية و اإلهمال العائلي ‪.‬‬

‫‪ -‬إمكانية تغير األمر االستعجالي= في حالة تغير الوقائع= ‪ ،‬و يكون التغيير بأمر استعجالي جديد ‪ ،‬كمثل‬
‫تعيين حارس قضائي= ثم إنهاء الحراسة القضائية ‪.‬‬

‫* غياب حجية الشيء المقضي فيه ‪ :‬األوامر االستعجالية ال تقيد قاضي= الموضوع= ‪ ،‬ذلك أن قاض‬
‫االستعجال محضور عليه مناقشة الموضوع= طبقا للمادة ‪ 303‬من ( ق إ م إ ) ‪ ،‬لذلك فاألمر االستعجالي=‬
‫ليس له حجية فيما يخص الموضوع ‪ ،‬و تبقى له حجية نسبية فيما يخص الوقائع= التي فصل فيها و هي‬
‫حجية مؤقتة ‪.‬‬

‫* عدم المساس بأصل الحق ‪ :‬القاعدة في القضاء االستعجالي= العادي أن األوامر االستعجالية ال تفعل في‬
‫أصل الحق و ال ترتب نتائج نهائية بشأنه ألن ذلك من اختصاص قاضي= الموضوع ‪.‬‬

‫* ضرورة توافر عنصر االستعجال ‪ :‬استنادا لما نصت عليه المادة ‪ 299‬من ( ق إ م إ ) فإن اللجوء‬
‫لقاضي االستعجال ‪ ،‬و على القاضي أن يبرره ‪.‬‬

‫ذلك أن التدخل في االستعجال يتطلب اتخاذ إجراء فوري لمنع تفاقم الضرر= ‪ ،‬أو منع تغيير األوضاع‬
‫القائمة ‪ ،‬أو لتفادي خطر وشيك= ‪...‬إلخ ‪.‬‬

‫فاالستعجال أمر واقع ‪ ،‬يكون قائما إذا تأخر الفصل لعدة أيام أو حتى لساعات قد يحدث ضررا بأحد‬
‫األطراف= ‪ ،‬كقطع التيار الكهربائي= من المؤجر= إضرارا بالمستأجر= ‪ ،‬و تقديره متروك للقاضي وال رقابة‬
‫للمحكمة العليا ‪.24‬‬

‫‪– 2‬ج ‪ - /‬االختصاص الممنوح لقضاء االستعجال بنصوص قانونية خاصة ‪:‬‬

‫جاء المشرع ألول مرة بنص قانوني هام هو نص المادة ‪ 300‬من (ق إ م إ)استحدث بموجبه إطارا‬
‫عاما لتمكين قضاة االستعجال الفصل في الموضوع= بقصد إنهاء النزاع غيرأنه قصر ذلك على حاالت‬
‫مقيدة بضرورة وجود= نص قانوني خاص يمنح صالحية الفصل في الموضوع لقاضي االستعجال ‪ ،‬وفي=‬
‫هذه الحالة يحوز األمر المستعجل حجية الشيء المقضي فيه ‪ ،‬و هي نتيجة حتمية للفصل في الموضوع ‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس وضعت المادتان ‪ 380‬و ‪ 390‬من (ق ا م ا) األمر االستعجالي= الفاصل في‬
‫الموضوع على قدم المساواة من األحكام الفاصلة في الموضوع بالنسبة للطعن باعتراض الغير الخارج‬

‫‪ - 23‬أنظروا نصوص المواد من ‪ 417‬إلى ‪ 422‬من ( ق إ م إ ) ‪.‬‬


‫‪ - 24‬د‪ /‬أحمد فاضل المرجع السابق ص ‪. 48‬‬

‫‪7‬‬
‫عن الخصومة وفقا للمادة ‪ 380‬من (ق ا م ا ) ‪ ،‬والطعن بالتماس إعادة النظر وفقا للمادة ‪ 390‬من (ق ا‬
‫‪25‬‬
‫ما)‪.‬‬

‫*‪ : /‬نطاق تطبيق االستعجال; القانوني ‪ :‬من أهم الحاالت المنصوص عليها قانونا‪=:‬‬

‫( م‪194/2‬‬ ‫‪ -‬االستعجال= لطلب لتعيين خبير لتقدير التعويض االستحقاقي إلنهاء إيجار تجاري‬
‫من القانون التجاري ) ‪ ،‬فتعيين الخبير يكون عادة بعد المصادقة على التنبيه باإلخالء و هو قضاء في‬
‫الموضوع ‪.‬‬

‫‪ -‬االستعجال للفصل في المعارضة المرفوعة ضد أوامر= األداء (م ‪ 308‬ق ا م ا ) ‪.‬‬

‫‪ -‬االستعجال من اجل تصفية الغرامة التهديدية (طبقا للمادة ‪ 305‬من ق ا م ا )‪.‬‬

‫‪ -‬المنازعات المتعلقة بالوالية على القاصر طبقا للمادتين ‪ 453‬و ‪ 481‬من(ق ا م ا )‪ ،‬والمنازعات‬
‫المتعلقة بتعيين الوصي= طبقا ألحكام المادة ‪ 472‬من( ق ا م ا )‪.‬‬

‫‪ -‬حاالت المطالبة بإبطال إجراءات التنفيذ ‪ :‬اسند قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية لقاضي‬
‫االستعجال هذا االختصاص في مجموعة من المواد أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬طلب إبطال إجراء من إجراءات التنفيذ طبقا للمادة ‪ 643‬من (ق ا م ا )‪.‬‬

‫‪ -‬طلب إبطال التكليف بالوفاء م ‪ 613‬من( ق ا م ا ) ‪ -،‬طلب إبطال محضر الحجز م ‪ 691‬من (ق ا‬
‫م ا )‪ - ،‬إبطال إجراءات الحجز م ‪( 772‬ق ا م ا )‪.‬‬

‫‪ -2‬د‪ /‬اختصاص إصدار األوامر على العرائض ‪:‬‬

‫ال يقتصر دور القاضي على الفصل في الخصومات= القضائية بالكشف عن الحق موضوع النزاع‬
‫وإسناده لصاحبه وتوفير= الحماية له ؛ معتمدا في ذلك اإلجراءات القضائية التي تضمن حضور طرفي‬
‫النزاع وسماع طلباتهما= ودفعوهما‪ ،‬ذلك أن دوره يشمل أيضا وفي إطار وظيفته الوالئية ؛ إصدار‬
‫األوامر= إلى األفراد ال لحسم نزاع معين وإنما باتخاذ تدابير= للمحافظة على الحق أو ضماناته سواء كان‬
‫ثمة نزاع قائم بالفصل أو كان على وشك الحصول أو كان قد انتهى بل حتى وان لم يكن هناك نزاع أو‬
‫احتمال لقيامه ‪ 26‬؛وتحتل األوامر على العرائض مجاال واسعا ضمن أعمال القاضي الوالئية ؛ فهي األوامر=‬
‫التي يستصدرها= األفراد من القضاء بغرض اتخاذ التدابير الضرورية لحماية حقوقهم= ‪.‬‬

‫‪ 2525‬نصت المادة‪ 380‬من (ق ا م ا ) على ‪ ":‬يهدف اعتراض الغير الخارج عن الخصومة إلى مراجعة أو إلغاء الحكم أو القرار أو األمر‬
‫أالستعجالي الذي فصل في أصل النزاع‬
‫‪2626‬‬
‫بشير محمد ؛ مرجع سابق ؛ ص ‪87‬‬

‫‪8‬‬
‫عرف المشرع الجزائري األمر على عريضة بالمادة ‪ 310 :‬من (ق ا م ا ) بأنه ‪ " :‬أمر مؤقت يصدر‬
‫دون حضور الخصم ما لم ينص القانون على خالف ذلك " ‪.‬‬

‫وتناولت= الفقرة الثانية من نص المادة شرط= " عدم المساس بحقوق األفراد " ؛ بالنسبة للطلبات إلزامية‬
‫إلى إثبات الحالة ؛ توجيه إنذار أو إجراء استجواب وقد ركز المشرع في هذا التعريف على خاصيتين‬
‫بارزتين هما ‪ :‬الطابع المؤقت والطابع غير الوجاهي ‪.‬‬

‫أ ــ مجال األوامر على العرائض ‪ :‬حدد المشرع في نص المادة ‪ 310‬من ( ق ا م ا ) اإلجراءات المتعلقة‬
‫بثالث أنواع من األوامر هي ‪:‬‬

‫‪ -‬األوامر الرامية إلى إثبات الحالة ؛ ـ األوامر إلزامية إلى توجيه اإلنذار ــ األوامر المية الى اجراء‬
‫استجواب ‪ ،‬غير ان مجال االوامر على العرائض واسع تناوله المشرع في مواقع متفرقة من (ق ا م‬
‫ا ) ؛ فأسندت= المادة ‪ 523‬من ( ق ا م ا ) لرئيس القسم العقاري سلطة اتخاذ اي تدبير مستعجل بموجب‬
‫امر على عريضة ال يتطلب الوجاهية ‪.‬‬

‫ومكنت المادة ‪ 479‬من ( ق ا م ا ) رئيس قسم= شؤون االسرة منح الترخيص المسبق لتصرف= الولي في‬
‫بأمر على عريضة والمادة ‪77‬‬ ‫اموال القاضي ؛ نصت المادة ‪ 132‬من ( ق ا م ا ) استبدال الخبير‬
‫من نفس القانون األمر باجراء من اجراءات التحقيق ؛ و المادة ‪ 603‬الحصول على نسخة تنفيذية ثانية‬
‫الن في هذه الحالة اشترط الوجاهية ‪.‬‬

‫‪ 3‬ب ــ خصائص االوامر على العرائض ‪ :‬ان االمر على عريضة يتمتع بطابع مؤقت ؛ يصدر دون‬
‫حضور= الخصوم ؛ وهو تدبير استعجالي ال يمس بحقوق االطراف= ‪.‬‬

‫االمر على عريضة تدبير مؤقت ‪ :‬ال يحسم نزاع قائم وانما التخاذ تدبير مؤقت اما الثبات حالة‬ ‫‪-‬‬
‫او توجيه انذار او استجواب ؛ ويترتب على ذلك امكانية عدول القاضي عن األمر ال==ذي اص==دره‬
‫وسحبه في حالة اصداره بناءا على معطيات خاطئة ‪.‬‬
‫األم==ر على عريض==ة أمرغ==ير وج==اهي ‪ :‬ليس هن==اك مج==ال لتط==بيق مب==دا الوجاهي==ة ال==ذي يحكم‬ ‫‪-‬‬
‫الخصومات= القضائية على االوامر على عرائض ؛ فهي تص==در= كقاع==دة عام==ة دون علم الط==رف‬
‫االخر بموضوعها= وال بالمستندات المدعمة لها ‪.‬‬
‫ذلك أن فكرة المباغتة والطابع= الوالئي= هما اللذان يبرران عدم احترام مبدأ الوجاهية ‪.‬‬

‫‪ -‬االمر على عريضة تدبير استعجالي= ‪ :‬ان هذه الخاصية لم تنص عليها المادة ‪ 310‬من ( ق ا م ا )‬
‫التي تقابل المادة ‪ 172‬من ( ق ا م ) ؛ لكنها برزت في مقتضيات أخرى متعلقة باالمر على عريضة في‬
‫مواضيع= اخرى من هذا القانون ؛‬

‫‪9‬‬
‫اذ نصت المادة ‪ 523‬من ( ق ا م ا ) على ‪ " :‬يمكن لرئيس القسم العقاري ان يتخذ اي تدبير مستعجل‬
‫بموجب أمر على عريضة " ‪.‬‬

‫‪ -‬األمر على عريضة ال يمس بحقوق االطراف ‪.‬‬

‫ج ‪ :‬اجراءات اصدار االمر على عريضة والطعن فيه ‪ :‬نصت على هذه االجراءات المواد ‪ 310‬و‬
‫‪ 311‬و ‪ 312‬من ( ق ا م ا ) ؛ عالوة على وجود اجراءات خاصة نصت عليها مواد متفرقة من ( ق ا‬
‫م ا ) منها ‪ ( :‬م ‪ 603‬و ‪ 629‬و ‪ 649‬و ‪ 661‬و ‪... 667‬الخ ) من ( ق ا م ا ) ؛ ما يعرف بخصومة‬
‫التنفيذ ‪.‬‬

‫*‪ /‬سلطة االصدار ‪ :‬ان سلطة اصدار االوامر على العرائض ال تقتصر على رئيس المحكمة ؛ اذ تمتد‬
‫الى كل رؤساء االقسام في اطار السلطات المسندة لهم وال تخص الحاالت المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 310‬من ( ق ا م ا ) ؛ ومن اهمها ‪ :‬ما نصت عليه المادة ‪ 479‬من ( ق ا م ا ) يمنح رئيس قسم شؤون‬
‫االسرة اصدار امر الترخيص المسبق المتعلق ببعض تصرفات الولي ؛ ومنحت له المادة ‪ 57‬مكرر من‬
‫قانون االسرة اختصاصا الفصل على وجه االستعجال بموجب امر على خريطة في جميع التدابير المؤقتة‬
‫وال سيما ما تعلق منها بالنفقة ؛ الحضانة ؛ الزيارة والمسكن ؛ وهي اختصاصات اسندها ( ق ا م ا )‬
‫لقاضي شؤون االسرة ‪.‬‬

‫كما منحت المادة ‪ 523‬من ( ق ا م ا ) لرئيس القسم العقاري سلطة االمر على عريضة من اجل اتخاذ‬
‫تدبير استعجالي= ‪.‬‬

‫* ‪ /‬شكليات االصدار ‪ :‬استوجب نص المادة ‪ 311‬من ( ق ا م ا ) تقديم العريضة المعتمد عليها في االمر‬
‫المراد استصداره من الجهة القضائية‪ ،‬وذلك في نسختين الى رئيس الجهة القضائية المختصة ليفصل فيها‬
‫خالل ‪ 3‬ايام من تاريخ ايداع الطلب طبقا للمادة ‪ /3100‬ق ‪ 2‬من ( ق ا م ا ) ‪.‬‬

‫ـ كما استوجبت المادة ‪ 311‬من ( ق ا م ا ) ضرورة تسبيب العريضة واالشارة فيها الى الوثائق المحتج‬
‫بها والى المحكمة المعروفة امامها الخصومة اذا كانت مقدمة بشان خصومة ‪ ،‬أما االمر على عريضة‬
‫فيجب ان يصدر= معلال طبقا للفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 311‬من( ق ا م ا ) ‪.‬‬

‫وبشان تنفيذ األمر على عريضة ؛ فانه ينفذ بناء على نسخته االصلية ؛ ويسقط دون ترتيب اي اذا لم ينفذ‬
‫خالل (‪ )03‬ثالث اشهر من صدوره ‪.‬‬

‫* ‪ /‬اجراءات الطعن في االمر على عريضة ‪ :‬تناولت المادة ‪ 312‬من( ق ا م ا) اجراء االعتراض على‬
‫األمر على عريضة من طرف الشخص الذي صدر= ضده ؛ بطلب مراجعته وتعديله واجراء الطعن في‬
‫االمر بالرفض من طرف الشخص الذي طلب االمر في حالة عدم االستجابة ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫فبالنسبة لالعتراض فانه مخول للشخص الذي صدر االمر على عريضة ضده عند االستجابة للطلب ؛‬
‫فيمكن له الرجوع للقاضي الذي أصدره للتراجع عنه او تعديله ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لالجراء الثاني ؛ فيكون في حالة عدم االستجابة للطالب استصدار= االمر يمكن له استنافه‬
‫خالل ‪ 15‬يوما من تاريخ رفضه امام رئيس المجلس القضائي ؛ ليفصل فيه في أقرب االجال ؛ لكن يبقى‬
‫طابع االستناف ذو طابع والئي لكونه يتم بنفس اجراءات استصدار االمر على عريضة ‪.‬‬

‫‪ - 2‬و ‪ :‬اختصاص اصدار اوامر االداء‬

‫يعد اجراء أمر األداء اجراء بسيط يوفر على من يسلكه االجراءات الطويلة والمعقدة المتبعة في‬
‫الخصومات= القضائية ؛ تناوله المشرع في قانون االجراءات المدنية واالدارية في القسم الثالث من الفصل‬
‫الخامس من الباب الثامن من الكتاب االول ‪.‬‬

‫لم يعرف= (ق ا م ا) أمر األداء واقتصر= في المادة ‪ 306‬منه على االشارة الى الشروط= الواجب توافرها=‬
‫في الدين موضوع= الطلب وفي العريضة المقدمة به الى رئيس المحكمة ‪.‬‬

‫ان أمر االداء هو أمر صادر= عن رئيس المحكمة ؛ بناء على عريضة من الدائن بمبلغ من النقود ؛‬
‫مستحق= وحال االداء ؛ معين االقدار وثابت بالكتابة ؛ بما فيه الكتابة العرفية الى المدينة يلزمه فيه بالوفاء‬
‫بهذا الدين ‪.‬‬

‫*‪ /‬ــ الشروط الواجب توافرها في الحق موضوع طلب أمر االداء ‪:‬‬

‫اشترطت المادة ‪ 306‬من ق ا م ا توافر مجموعة من الشروط= في الحق موضوع= طلب امر االداء ؛ اذ‬
‫يجب ان يكون دينا من النقود معين المقدار ؛ ان يكون مستحقا وحال االداء ؛ ان يكون ثابتا بالكتابة ‪.‬‬

‫ــ ان يكون الحق دينا من النقود معين المقدار ‪:‬‬

‫فالعبرة في هذا المجال بطبيعة الدين ؛ واالقتصار= على الدين الذي يكون موضوعه نقودا ؛ بغض النظر‬
‫عن مقداره ؛ لكن شريطة ان يكون محددا ؛ اما اذا خرج موضوع الدين عما سبق ؛ كأن يكون الدين‬
‫النقدي غير محدد ؛ او يكون موضوع= الدين ليس نقودا‪.‬‬

‫ــ ان يكون الدين مستحقا وحال االداء ‪:‬‬

‫فيجب ان يكون الدين مستحقا لصاحبه وغير معلق على اي شرط ؛ او اجل وهذا الشرط ال يخص الدين‬
‫موضوع طلب امر االداء فقط بل يشمل الديون ـ موضوع اية مطالبة قضائية اال كان الطلب سابقا الوانه‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬ان يكون الدين ثابتا بالكتابة ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫ان المادة ‪ 306‬من قانون االجراءات م ا اشترطت في الدين مووع الطلب عن طريق= امر االداء ان‬
‫يكون ثابتا بالكتابة ؛ مهما كان الدليل الكتابي ؛ بما فيه الكتابة العرفية ؛ المتضمنة االعتراف بدين ؛‬
‫التعهد بالوفاء او فاتورة مؤشر عليها من المدين فال يمكن استصدار= امر اداء متعلق بدين غير ثابت‬
‫طتابة‬

‫ان هذا الشرط يبرره في نظرنا= الطابع غير الوجاهي= الجراء امر االداء ؛ اذ ال يمكن للقاضي ان يصدر=‬
‫مثل هذا االمر في غياب المدين اال اذا كان ثابتا بالكتابة‪.‬‬

‫*‪ /‬ــ اجراءات طلب امر االداء ‪:‬‬

‫بينت المادة ‪ 306‬من ق ا م ا الشكليات الواجب احترامها= في طلب امر االداء والجهة المختصة بنظره ‪.‬‬

‫* ‪ /‬شكليات طلب امر االداء ‪:‬‬

‫يجب ان يقدم امر االداء في شكل العريضة على نسختين يجب ان تحتوي ‪:‬‬

‫ــ اسم ولقب الدائن وموطنه الحقيقي او المختار في الجزائر‬

‫ــ اسم ولقب المدين وموطنه الحقيقي او المختار في الجزائر‬

‫ــ ذكر تسمية وطبيعة الشخص المعنوي= ومقره االجتمالعي وصفة ممثله القانوني اة االتفاقي=‬

‫ــ عرض موجز عن سبب الدين ومقداره مع ارفاق العريضة بمستندات الدين‬

‫*‪ /‬الجهة المختصة بالفصل في امر االداء ‪:‬‬

‫اسندت المادة ‪ 306‬من ق ا م ا اختصاص الفصل في امر االداء لرئيس المحكمة التي يوجد في دائرة‬
‫اختصاصها موطن المدين ؛ فاالختصاص الالول نوعي والثاني اقليمي ‪.‬‬

‫*‪ /‬ــ اجراءات الفصل في امر االداء ‪:‬‬

‫حددت المادة ‪ 307‬من ق ا م ا للقاضي مدة الفصل في طلب امر االداء المرفوع امامه ؛ اذ يجب عليه‬
‫الفصل فيه خالل اجل اقصاء خمسة ايام من ايداعه ‪.‬‬

‫يصدر= القاضي امرا للمدين بالوفاء بمبلغ الدين وبالمصارف= اذا كان هذا الدين ثابتا و توفرت فيه الشروط‬
‫المحددة في المادة ‪ 306‬السابقة الذكر ‪.‬‬

‫وفي= الحالة المختلفة ؛ اي اذا لم تتوفر= في الدين الشروط المطلوبة الن يكون محل امر اداء ؛ رفض‬
‫القاضي الطلب بمقتضى امر غير قابل الي طعن ؛ ودون ان يؤثر هذا االمر على حق الدائن في رفع‬
‫دعواه امام قاضي الموضوع= للمطالبة بدينه وفق= القواعد المقررة في الدعاوي القضائية ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫*‪ /‬ــ اجراءات تنفيذ امر االداء ‪:‬‬

‫تناولت المادتان ‪ 308‬و ‪ 309‬من ق ا م ا اجراءات تنفيذ امر االداء ؛ تبدا باستالم الدائن نسخة رسمية‬
‫منه من رئيس امناء الضبط بالمحكمة ؛ ليتولى تبليغها رسميا للمدين ؛ وبتكليفه باصل الدين والمصاريف=‬
‫في اجل ‪ 15‬يوم يجب ان يتضمن التكليف بالوفاء وتحت طائلة البطالن ؛ االشارة الى حق المدين في‬
‫امر االدار في اجل ‪ 15‬يوم من تاريخ التبليغ الرسمي اذا لم يقدم االعتراض في امر االداء في اجل ‪15‬‬
‫يوما مشارا اليه سابقا ؛ حاز قوة الشيء المقضي فيه ويمهر بالصيغة التنفيذية التي يمنحها رئيس امناء‬
‫الضبط للدائن بعد تقديمه شهادة عدم االعتراض اذا لم يطال الدائن امهار امر االداء بالصيغة التنفيذية‬
‫خالل سنة من تاريخ صدوره سقط هذا االخير وال يرتب اي اثر‪.‬‬

‫*‪ /‬ــ االعتراض على أمر االداء‪.‬‬

‫سمحت المادة ‪ 308‬السابق االشارة اليها للمدين االعتراض على امر االداء ؛ باثبات عدم قيام الدين‬
‫موضوع االمر ؛ خالل ‪ 15‬يوما تبدا من تاريخ تبليغه الرسمي= ‪.‬‬

‫يقدم االعتراض على امر االداء عن طريق= االستعجال امام القاضي الذي اصدره ؛ وهو رئيس المحكمة‬
‫طبقا للمادة ‪ 306‬من ق ا م ا ؛ ويوقف= االعتراض في هذه الحالة تنفيذ امر االداء ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االختصاص النوعي للمجالس القضائية‬

‫اسند المشرع للمجالس القضائية اختصاص عاما كدرجة قضائية ثانية ؛ تنظر بمقتضاه في الطعون‬
‫باالستئناف المرفوعة ضد االحكام االبتدائيبة الصادرة عن المحاكم‬

‫وتنظر= المجالس القضائية في طلبات رد قضاة المحاكم ؛ في طلبات االحالة بسبب الشبهة المشروعة وفي=‬
‫طلبات تنازع االختصاص بين محاكمها= ‪.‬‬

‫‪ : /1‬اختصاص المجالس القضائية كجهات استئنافية ‪.‬‬

‫تتمتع المجالس القضائية باختصاص اساسي وعام يمثله اختصاصها= بالنظر= في الطعون باالستئناف=‬
‫المرفوعة ضد االحكام الصادرة في اول درجة عن المحاكم ؛ فالمجالس القضائية هي بصفة اساسية‬
‫جهات قضائية استئنافية ‪.‬‬

‫لكن المجالس القضائية ليست جهة استئناف بالنسبة الحكام المحاكم فقط اذ نصت المادة ‪ 55‬من القانون‬
‫العضوي= رقم ‪ 05/11‬المؤرخ في ‪ 17‬يوليو= ‪ 2005‬المتعلق بالتنظيم القضائي ‪ ،‬ذلك أن المجلس‬
‫القضائي هو جهة استئناف= بالنسبة لالحكام الصادرة عن المحاكم والحاالت االخرى المنصوص عليها‬
‫قانونا= ؛ ويتعلق= االمر بصفة اساسية باستئناف احكام التحكيم ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أ‪ /‬ــ اختصاص المجلس القضائي بنظر استئناف أحكام; المحاكم; ‪:‬‬

‫ورد النص على هذا االختصاص العام للمجالس القضائية في المادة ‪ 34‬من قانون ا م ا التي جاء فيها ‪" :‬‬
‫يختص المجلس القضائي= بالنظر في استئناف االحكام الصادرة عن المحاكم في الدرجة االوللى في جميع‬
‫المواد حتى ولو كان وصفها= خاطئ= "‬

‫ان اختصاص المجالس القضائية في هذه الخصومات= عن طريق االستئناف= ينعقد ولو وجد خطأ في‬
‫وصف= االحكام الصادرة فيها من قاضي الدرجة االولى اذ ال يمكن لهذا االخير أن يقيد بخطئه اختصاص‬
‫قاضي= الدرجة الثانية كما ال يمكن ان يوسعه ‪.‬‬

‫ب‪ /‬ــ اختصاص المجلس القضائي بنظر استئناف احكام التحكيم ‪:‬‬

‫ويدخل ضمن الحاالت التي اشارت اليها المادة ‪ 05‬من القانون العضوي= رقم ‪ 11 / 05‬تلك المنصوص=‬
‫عليها في المواد ‪ 1033‬من (ق ا م ا ) التي اسندت للمجلس القضائي اختصاص نظر الطعون‬
‫باالستئناف المرفوعة في أحكام التحكيم‬

‫ثالثا ‪ :‬االختصاص النوعي للمحكمة العليا ‪.‬‬

‫ان االختصاص االساسي للمحكمة العليا هو النظر في الطعون بالنقض ضد االحكام والقرارات الصادرة‬
‫في موضوع= النزاع وفي= اخر درجة عن المحاكم والمجالس القضائية ؛ غير أن المشرع اسند لها‬
‫اختصاصات= أخرى تتعلق بالنظر= في تنازع االختصاص بين جهات قضائية ال تعولها جهة قضائية‬
‫مشتركة غير المحكمة العليا ؛ وفي طلبات رد القضاة و طلبات االحالة بسبب الشبهة المشروعة وطلبات‬
‫االحالة لداعي االمن العمومي‪.‬‬

‫‪ : /1‬اختصاص المحكمة العليا كجهة نقض‪.‬‬

‫تعتبر المحكمة العليا محكمة قانون ؛ تمارس رقابتها= القانونية عن طريق= الطعون بالنقض على االحكام‬
‫الصادرة في أول وآخر درجة عن المحاكم ؛ والقرارات الصادرة عن المجالس القضائية ‪،‬والطعن‬
‫بالنقض ال يؤدي= الى اعادة طرح النزاع للفصل فيه من جديد من حيث الواقع والقانون كما هو عليه‬
‫الحال بالنسبة للطعن باالستئناف= ؛ اذ تقتصر= المحكمة العليا على نظر الطعن المعروض أمامها من‬
‫الناحية القانونية على ضوء األوجه المحددة في المادة ‪ 58‬من ( ق ا م ا ) ‪.‬‬

‫وتقضي المحكمة العليا في الحالة التي يكون الطعن فيها مقبوال أو مؤسسا= ؛ بنقص الحكم او القرار‬
‫المطعون فيه واحالة القضية الى الجهة التي اصدرته مشكلة تشكيال اخر ؛ وعلى هذه االخيرة تطبيق‬

‫‪14‬‬
‫قرار= االحالة فيما يتعلق بالمسائل القانونية التي فصلت فيها المحكمة العليا وقد تنقض المحكمة العليا‬
‫الحكم دون احالته اذا كان حكمها فيما فصل فيه من نقاط قانونية ال يترك من النزاع ما يتطلب الحكم فيه‬
‫بعد االحالة ‪.‬‬

‫‪ : /2‬االختصاصات االضافية ‪.‬‬

‫أجازت المادة ‪ 374‬من (ق ا م ا) في حالة عدم امتثال جهة االحالة لقرار المحكمة العليا الفاصل في‬
‫مسألة قانونية ‪ ،‬البت في موضوع= النزاع بمناسبة النظر في الطعن بالنقض الثاني‪ ،‬كما أوجبت نفس‬
‫المادة على المحكمة العليا الفصل من حيث الوقائع= والقانون عند النظر في طعن ثالث بالنقض‪.‬‬

‫أجازت المادة ‪ 374‬من (ق ا م ا) في حالة عدم امتثال جهة االحالة لقرار المحكمة العليا الفاصل في‬
‫مسألة لنظر في الطعن بالنقض الثاني‪ ،‬كما أوجبت نفس المادة على المحكمة العليا الفصل من حيث‬
‫الوقائع= والقانون *‬

‫يعمل المجلس القضائي وفقا لمبدأ القضاء الجماعي إذا نصت المادة ‪ 255/2‬على ما يلي ‪.... " :‬‬
‫وتصدر قرارات جهة االستئناف بتشكيلة مكونة من ثالث قضاة ‪ ،‬ما لم ينص القانون خالف ذلك ‪. "....‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص االقليمي في القضاء العادي‪.‬‬

‫نص المشرع الجزائري على االختصاص االقليمي< للقضاء العادي في المواد ‪ 37‬الى ‪ 47‬من قانون‬

‫االجراءات المدنية و االدارية و ميز بين االختصاص المقرر لمحكمة موطن المدعى عليه كقاعدة عامة‬

‫و االختصاص المقرر بنصوص خاصة لجهات قضائية مينة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االختصاص اإلقليمي لمحكمة موطن المدعى عليه‪.‬‬

‫ي<<ؤول االختص<<اص اإلقليمي كقاع<<دة عام<<ة للجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع في دائرته<ا< م<<وطن الم< ّ<د َعى علي<<ه‪( .‬‬

‫‪ 37‬إجراءات مدني<<ة وإ داري<<ة)‪ ،‬لكن إذا لم يكن للم< ّ<دعى علي<ه موطن<ا< معروف<ا< ي<<ؤول االختص<<اص اإلقليمي‬

‫إلى الجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع فيه<<ا آخ<<ر م<<وطن ل<<ه‪ ،‬وفي ح<<ال اختي<<ار الم< ّ<دعى علي<<ه م<<وطن ل<<ه‪ ،‬ي<<ؤول‬

‫‪15‬‬
‫ينص الق<<انون على خالف ذل<<ك وفي‬
‫االختص<<اص للجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع فيه<<ا الم<<وطن المخت<<ار م<<ا لم ّ‬

‫المدعى عليهم يؤول االختصاص إلى الجهة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن أحدهم‪.‬‬
‫تعدد ّ‬
‫حالة ّ‬

‫ثانيا ‪ :‬الحاالت االستثنائية لالختصاص االقليمي‪.‬‬

‫منح المش<<رع لبعض الجه<<ات القض<<ائية اختصاص<<ا اقليمي<<ا للنظ<<ر في نزاع<<ات معين<<ة و ه<<و م<<ا ج<<اء في‬

‫نص المادتان ‪ 39‬و ‪ 40‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬نذكر منها مثال‪:‬‬

‫في الم<<<واد العقاري<<<ة أو األش<<<غال المتعلّق<<<ة بالعق<<<ار أو دع<<<اوى اإليج <<ارات العقاري <<ة ي <<ؤول< االختص<<<اص‬

‫اإلقليمي< للجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع في دائرته<ا< العق<<ار أو المحكم<<ة ال<<تي يق<<ع في دائ<<رة اختصاص<<ها< مك<<ان‬

‫تنفيذ األشغال‪.‬‬

‫في دع <<اوى الم <<يراث يرج <<ع االختص <<اص الى الجه <<ة القض <<ائية ال <<تي يق <<ع في دائ <<رة اختصاص <<ها م <<وطن‬

‫المتوفي‪<.‬‬

‫في م<<واد االفالس أو التس<<وية القض<<ائية للش<<ركات يرج<<ع االختص<<اص الى الجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع في‬

‫دائرة اختصاصها< مكان افتتاح االفالس أو التسوية القضائية‪.....‬و غيرها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االختصاص االقليمي ليس من النظام العام‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫منحت المادة ‪ 46‬من ( ق ا م ا ) االمكانية للخصوم الحضور باختيارهم< أمام القاضي حتى ولو لم يكن‬

‫مختصا اقليميا ‪ ،‬كما اعتبرت المادة ‪ 45‬من نفس القانون كل شرط يمنح االختصاص لجهة قضائية‬

‫غير مختصة الغيا‪ ،‬اال اذا تم بين التجار ‪.‬‬

‫يعد هذا الدفع من قبيل الدفوع< الشكلية ‪،‬مما يقتضي اثارته قبل أي دفاع في الموضوع< أو دفع بعدم‬

‫القبول و اال سقط الحق في التمسك به ‪ ،‬وذلك طبقا للمواد ‪ 49 :‬و‪ 50‬و‪ 51‬من ( ق ا م ا)‪.‬‬

‫‪17‬‬

You might also like