Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
يتم تناول هذا المحور من خالل جزئيين أساسيين يتعلق األول بهياكل النظام القضائي الجزائري ،الثاني
بقواعد االختصاص التي تحكم سير تلك الهياكل من خالل :
بالرغم من أن النظام القضائي يشمل من جهة الهيئات القضائية التي تنقسم للقضاء العادي و القضاء
اإلداري ،و الهياكل البشرية من جهة أخرى ،غير أنه بحكم أن دراسة هذا النظام يستوجب اإللمام
بالهيئات القضائية بحكم عالقتها المباشرة بسير إجراءات القضائي ،فإننا سنكتفي في تقسيم هذا المبحث
بالهيئات القضائية و فقا لما نظمه القانون العضوي= رقم 05/11 :المؤرخ في 1 17/07/2005 :و
التي تشمل النظام القضائي العادي و النظام القضائي اإلداري و محكمة التنازع ،و تعتبر محكمة
الجنايات و المحكمة العسكرية جهات قضائية متخصصة .
تشمل هيئات القضاء العادي كل من المحاكم و المجالس القضائية و المحكمة العليا .
أوال :المحاكم :تعد المحكمة الدرج األولى للتقاضي ،و هي قاعدة الهرم القضائي ،تعمل استنادا لمبدأ
التقاضي على درجتين وفقا لمبدأ التقاضي الفرد باستثناء بعض الحاالت التي نص فيها القانون على
1
تشكيلة جماعية .
يوجد بالمحكمة عشرة أقسام= هي :القسم المدني ،قسم الجنح ،قسم المخالفات ،القسم االستعجالي= ،قسم
شؤون األسرة ،قسم األحداث ،القسم االجتماعي ،القسم العقاري ،القسم البحري و القسم التجاري= .2
غير أن المشرع جعل وجود هذه االقسام= ليس باألمر اإللزامي ،إذ خول الصالحية لرئيس المحكمة بعد
استطالع رأي وكيل الجمهورية ،أن يقلص من عدد األقسام= أو يقسمها إلى فروع حسب أهمية وحجم
النشاط القضائي .
أما األقطاب المتخصصة فهي هيئات تنعقد على مستوى بعض المحاكم بتشكيلة جماعية و لها
اختصاصات= خاصة ،غير أنه بالرغم من مرور= أكثر من 12سنة منذ سريان قانون اإلجراءات المدنية
و اإلدارية لم يتم تكريس األقطاب المدنية المتخصصة ،على شاكلة األقطاب الجزائية المتخصصة التي
تم تجسيدها واقعيا على مستوى= 5خمسة مناطق من الوطن .
يعد المجلس القضائي درجة ثانية للتقاضي ينظر في االستئنافات= المرفوعة ضد أحكام المحاكم ،إذا
نصت المادة 333من ( ق إ م إ ) على أنه " ،تكون األحكام الصادرة في جميع المواد قابلة
-أنظروا نص المادة 255و المواد /32ف 9و المواد 502و 533من ( ق إ م إ ) . 1
1
لالستئناف= ،عندما تفصل في موضوع النزاع أو في دفع شكلي أو في دفع بعدم القبول أو في أي دفع
3
عارض آخر ينهي الخصومة ،ما لم ينص القانون على خالف ذلك "...
يعمل المجلس القضائي وفقا لمبدأ القضاء الجماعي إذا نصت المادة 255/2على ما يلي .... " :
وتصدر قرارات جهة االستئناف بتشكيلة مكونة من ثالث قضاة ،ما لم ينص القانون خالف ذلك ."....
تعد المحكمة العليا هيئة قضائية تأتي في قمة هرم التنظيم القضائي الجزائري= ،و هي تختص بالرقابة
القانونية على أعمال المحاكم و المجالس القضائية فيما تصدره من أحكام و قرارات ،فهي بذلك محكمة
نقض و ليست درجة ثالثة للتقاضي ،غير أنه يمكن أن تتحول إلى محكمة موضوع بصفة استثنائية في
حالتين نصت عليهما المادة / 374ف 5و 4من ( ق إ م إ ) تتشكل المحكمة العليا على سبع غرف
هي :غ المدنية ،غ التجارية و البحرية ،غ العقارية ،غ األحوال الشخصية ،غ االجتماعية ،غ
الجنائية ،غ الجنح و المخالفات ،غرفة العرائض ،وذلك طبقا للمادة 13من القانون العضوي=
، 11/12ونصت المادة 15من نفس القانون على إمكانية انعقاد المحكمة العليا في غرف موسعة و ذلك
في صورتين و هما :
-صورة غرف مختلطة تتشكل من غرفتين إلى 3غرف يعينهم الرئيس األول للمحكمة العليا و هي
تنعقد للنظر في اإلشكاالت التي من شأنها أن تؤدي إلى تناقض في االجتهاد= القضائي ،و يكون تشكيلها
صحيحا بحضور 09أعضاء .
-و إذا كان االشكال القانوني من شأنه أن يؤدي إلى تغيير= في االجتهاد القضائي يجوز للغرف المختلطة
أن تقرر إحالة القضية أمام المحكمة العليا في هيئة الغرف المجتمعة ( ،اجتماع الغرف الثمانية للمحكمة
4
العليا ) ،فتباشر= هذه الهيئة عملها بحضور= 25عضو على األقل و تتخذ قراراتها= باألغلبية العادية . .
يتكون هيكل القضاء االداري من هيئتين أساسيتين تمثل درجتي التقاضي في القضاء اإلداري في:
المحكمة االدارية ،مجلس الدولة .
أنشأت المحاكم االدارية بمقتضى القانون رقم 98/02المؤرخ في 5 1998 /30/5 :و قبل هذا التاريخ
كانت المنازعات اإلدارية تختص بها الغرف االدارية التابعة للمجالس القضائية .
-و تتشكل المحكمة االدارية من تشكيل جماعي 3قضاة ( رئيس و مساعدين ،مستشار= )
-تنظم هذه المحاكم في شكل غرف ،و يمكن تقسيم الغرف إلى أقسام .
-القانون العضوي رقم 11/12 :المؤرخ في 26يوليو 2011الذي يحدد تنظيم المحكمة العليا عملها واختصاصها. 4
2
-يمثل النيابة العامة لدى المحكمة االدارية محافظ= الدولة يساعده محافظين مساعدين ،تطبق= المحمة
االدارية قانون االجراءات المدنية و االدارية و تكون أحكامها قابلة الستئناف أمام مجلس الدولة مالم
ينص القانون على خالف ذلك .
أنشأ مجلس الدولة بمقتضى المادة 152من دستور ،6 1996و ثم تنظيمه بمقتضى القانون رقم= :
98/01المؤرخ في ، 730/05/1998 :يتشكل من خمس غرف كل غرفة مقسمة إلى قسمين على
األقل .
و يعد تقسيم مجلس الدولة إلى غرف و اقسام= مجرد تقسيم داخلي للعمل ،و تكون جلساته صحيحة
بحضور ( )03قضاة.
يمكن أن ينعقد مجلس الدولة في هيئة غرف مجتمعة تتكون من جميع الغرفة ،عندما يتطلب األمر اتخاذ
قرار= يهدف تعديل اجتهاد قضائي= سابق= أو التراجع عنه .
في هذه الحالة ينعقد مجلس الدولة تحت رئاسة رئيسة و عضوية رؤساء الغرف و عمداء رؤساء األقسام=
،و بحضور محافظ الدولة .
-النوع األول من االختصاص يهتم بطبيعة النزاعات التي تعرض على كل جهة قضائية و يسمى
االختصاص النوعي ،و النوع الثاني يهتم بالنطاق الجغرافي= الذي تمتد إليه سلطة كل هيئة قضائية و
8
يسمى االختصاص االقليمي أو المحلي كما كان يسمى سابقا في ظل قانون االجراءات المدنية الملغى .
كم==ا يقص==د ب==ه تقس==يم االختص==اص في إط==ار الطبق==ة الواح==دة بحس==ب طبيع==ة القض==ية و نوعه==ا مث==ل :
االختصاص المقرر للقضاء الجزائي و االختصاص المقرر للقضاء الم==دني بوج==ه ع==ام ،و االختص==اص
المقرر لألقطاب القضائية ،و من ثم يمكن تناول هذا النوع من االختصاص من خالل :
3
أوال :االختصاص النوعي للمحكمة :
اعتبارا لما نصت عليه المادة 32من ( ق إ م إ ) تعد المحكمة جهة التقاضي ذات الوالية العامة ،أي
جهة التقاضي األصلية أو األساسية التي يلجأ إليها المتقاضي دائما عندما يدخل في نزاع قضائي= إال إذا
9
أحاله القانون إلى غيرها .
غير أن المحكمة ال تكون مختصة بالفعل في موضوع النزاع إذا كانت الخصومة التحكيمية قائمة ،أو إذا
10
وجد اتفاق مسبق على التحكيم ،على أن يتمسك أحد األطراف= بذلك .
و يطرح التساؤل= حول طبيعة التقسيم الموجود= داخل المحكمة ،هل يشكل تقسيما لالختصاص أم هو
مجرد تقسيم داخلي للعمل .
-و في هذا الخصوص يمكن قراءة الترتيب و التقسيم المنهجي لقانون اإلجراءات المدنية و االدارية ،إذ
نجده خصص المواد من 13إلى 422إلى األحكام المشتركة لجميع الجهات القضائية ( محاكم و
مجالس ) ،و خصص المواد من 423إلى 583لألحكام الخاصة بكل جهة قضائية على مستوى
المحاكم و المجالس و المحكمة العليا ،و أورد نصوصا= خاصة بقسم شؤون األسرة ( م 423إلى
) 499و نصوصا خاصة بالقسم االجتماعي ( م 500إلى ، ) 510و نصوصا خاصة بالقسم العقاري
( م 511إلى ، ) 530و نصوصا أخرى خاصة بالقسم التجاري ( م 531إلى . ) 536
إن تنظيم هذه النصوص بالشكل الخاص بكل قسم على حدى يوحي بأن التقسيم هو تقسيم لالختصاص
النوعي و ليس مجرد تقسيم داخلي للعمل ،السيما و أن هذه الفكرة تدعمها المادة 32من نفس القانون
التي تنص أن المحاكم " ....يمكن أن تتشكل من أقطاب متخصصة " و تنص أيضا أنه " :تتم جدولة
القضايا أمام األقسام حسب طبيعة النزاع " .11
-غير أنه بالمقابل نجد أن نص نفس المادة 32من ( ق إ م إ ) تقرر أحكام أخرى تفيد بأن التقسيم
المقصود هو مجرد تقسيم داخلي تنظيمي و األمر يتضح من خالل النقاط التالية :
أ /أن المحكمة تعد الجهة القضائية ذات االختصاص العام و تتشكل من أقسام= .
ب /أن المشرع= قرر= بشأن المحاكم التي لم تنشأ فيها بعض األقسام= فإن القسم المدني هو الذي ينظر في
جميع المنازعات باستثناء القضايا االجتماعية .
أنه في حالة جدولة قضية أمام قسم غير معني يحال الملف إلى القسم المعني ،بمعنى أن القسم غير
المعني ال يقضي بعدم االختصاص ،بل يكتفي بإحالة الملف داخليا إلى القسم المعني .
إن أهم ما يستخلص من مجمل هذه النصوص أن المشرع يعتبر التقسيم بين فروع= المحاكم في وضعه
الحالي تقسيما داخليا للعمل لكنه يمهد إلنشاء هيئات قضائية متخصصة في مجاالت شؤون األسرة و
12
منازعات العمل و القضايا التجارية و العقارية .
- 9د /فاضل أحمد ،المرجع السابق ص .41
- 10أنظروا نص المادة 1045من ( ق إ م إ )
- 11أنظروا نص المادة 32من ( ق إ م إ ) .
- 12د /أحمد فاضل ،المرجع السابق ص . 15
4
:1االختصاص األصيل للمحكمة ،و ينقسم الى :
استنادا للمبدأ القانوني التقاضي على درجتين ،13فإن المحكمة تفصل في جميع القضايا السيما المدنية و
التجارية و االجتماعية و العقارية و قضايا= شؤون األسرة التي تختص بها إقليميا بأحكام في أول درجة
قابلة لالستئناف طبقا ( للمادة /33ف 3من ق إ م إ ) .14
يعد هذا االختصاص استثناءا على القاعدة و ال يقوم هذا االستثناء إال في حالة وجود= نص خاص يقضي
بذلك و من أهمها :
أ /دعاوى الطالق و التطليق و الخلع فيما عدا الجوانب المادية ،طبقا لنص المادة ( 57من ق إ م إ ) .15
ب /بعض الدعاوى المتعلقة بمنازعات العمل ،كتلك المتعلقة بإلغاء قرارات من العمل أو بإعادة إدراج
العامل في منصبه أو بمنحه التعويض عن التسريح التعسفي ( م 73/3من ق 90/11المؤرخ في
21/04/1990المنظم لعالقات العمل المعدل و المتمم ) .16
جـ /كما يدخل في حكم تطبيق= هذا االختصاص األوامر الصادرة في إشكاالت التنفيذ لكونها غير قابلة
17
ألي طعن ( طبقا للمادة 633من ق إ م إ ).
د /و نفس القاعدة المتضمنة عدم جواز الطعن تطبق= على األوامر= الصادرة في طلبات اإلحالة بسبب
18
الشبهة المشروعة ( م 250من ق إ م إ ).
هـ /بالرغم من أن الدعاوى المحدودة القيمة طبقا /33ف 1من ( ق إ م إ ) كانت تدخل ضمن هذا
االختصاص غير أنه منذ صدور= قرار المجلس الدستوري بتاريخ 10 :فبراير= 2020تحت رقم= :
19
. 03/2020
فقد أقرت هذه الهيئة بعدم دستورية المادة /33ف 1من ( ق إ م إ ) اعتبارا ألنها تخل بمبدأ التقاضي
على درجتين و مبدأ المساواة أمام القانون .
نتناول هذا النوع من االختصاص من خالل شقين األول يتعلق باالختصاص االستثنائي و هو اختصاص
قضاء االستعجال و اآلخر يخص االختصاص اإلضافي= و هو اختصاص محكمة مقر المجلس و
اختصاص األقطاب القضائية .
-نصت المادة 33فقرة أخيرة " تفصل المحكمة ...و تفصل في جميع الدعاوى األخرى بأحكام قابلة لالستئناف ". 14
-أنظروا نص المادة 73/3من القانون 90/11المؤرخ في 21/04/1990 :المنظم لعالقات العمل ،المعدل و المتمم . 16
-أنظروا قرار المجلس الدستوري الصادر بتاريخ 10/02/2021 :رقم . 03/2020 19
5
األصل أن التقاضي االستعجالي= هو إجراء تقاضي استثنائي= ال يؤخذ به إال في حاالت استعجالية معينة و
فق شروط= ثابتة ،إذ عن طريقه يمكن الحصول على حماية بسيطة و مستعجلة بأوامر مؤقتة تقضي بحل
النزاعات الطارئة دون المساس بأصل الحق ،عالوة على فصله في إشكاالت التنفيذ .
بالرغم من ذلك إال أن المشرع= تدخل في بعض الحاالت و منح اإلمكانية لقاضي االستعجال للفصل في
الموضوع ،و هنا فإن األمر المستعجل يحوز حجية الشيء المقضي فيه .
نصت عليه المادة 299من ( ق إ م إ ) 20بأنه يمكن رفع دعوى استعجالية في جميع أحوال االستعجال
أو إذا تعلق األمر الفصل في إجراء يتعلق بالحراسة القضائية أو بأي تدبير تحفظي آخر غير منظم
بإجراءات خاصة ،ذلك أن القضاء االستعجالي= تنشأ في أصله لمواجهة هذه الحاالت بإجراءات مؤقتة
21
سريعة لمنع تفاقم الضرر أو لتفادي خطر وشيك أو عمل غير مشروع= .
-في جميع أحوال االستعجال= التي يتوافر= فيها عنصر االستعجال .
-اتخاذ تدبير= تحفظي كالحفاظ على الوضع الظاهر ،أو إعادة األماكن إلى وضعها األصلي .
-في حالة وجود= إشكال في تنفيذ أحد السندات التنفيذية سواءا بناءا على محضر اإلشكال الذي يحرره
المحضر= القضائي ،أو بناءا على الدعوى التي يرفعها= المستفيد من السند التنفيذي أو المنفذ عليه أو الغير
.
* الطابع المؤقت :يعتبر من أهم خصائص االستعجال في مفهومه األصلي ،ذلك أن معظم التشريعات
تقر بهذه الخاصية ،رغم عدم تكريسها بنص عندنا و يقصد بها أن األوامر التي يصدرها= قاضي
االستعجال ال تفصل في النزاع بشكل نهائي ،بل تفصل في مسائل مؤقتة و تدابير تحفظية فقط ،و ال
تكون لها آثار نهائية ،ومن أهم ما يترتب على هذه الخاصية :
-عدم جواز الحكم بمبالغ مالية سواءا في شكل مستحقات أو تعويض ماعدا ما استثني= بنص :كالغرامة
التهديدية التي يصفيها نفس القاضي المستعجل. 22
6
-المصاريف= القضائية ،التي يقضي فيها بأحكام خاصة طبقا للمواد من 417إلى 422من ( ق إ م
إ ). 23
-التغطيات النقدية في بعض الحاالت ،كمثل حوادث العمل و األمراض المهنية و اإلهمال العائلي .
-إمكانية تغير األمر االستعجالي= في حالة تغير الوقائع= ،و يكون التغيير بأمر استعجالي جديد ،كمثل
تعيين حارس قضائي= ثم إنهاء الحراسة القضائية .
* غياب حجية الشيء المقضي فيه :األوامر االستعجالية ال تقيد قاضي= الموضوع= ،ذلك أن قاض
االستعجال محضور عليه مناقشة الموضوع= طبقا للمادة 303من ( ق إ م إ ) ،لذلك فاألمر االستعجالي=
ليس له حجية فيما يخص الموضوع ،و تبقى له حجية نسبية فيما يخص الوقائع= التي فصل فيها و هي
حجية مؤقتة .
* عدم المساس بأصل الحق :القاعدة في القضاء االستعجالي= العادي أن األوامر االستعجالية ال تفعل في
أصل الحق و ال ترتب نتائج نهائية بشأنه ألن ذلك من اختصاص قاضي= الموضوع .
* ضرورة توافر عنصر االستعجال :استنادا لما نصت عليه المادة 299من ( ق إ م إ ) فإن اللجوء
لقاضي االستعجال ،و على القاضي أن يبرره .
ذلك أن التدخل في االستعجال يتطلب اتخاذ إجراء فوري لمنع تفاقم الضرر= ،أو منع تغيير األوضاع
القائمة ،أو لتفادي خطر وشيك= ...إلخ .
فاالستعجال أمر واقع ،يكون قائما إذا تأخر الفصل لعدة أيام أو حتى لساعات قد يحدث ضررا بأحد
األطراف= ،كقطع التيار الكهربائي= من المؤجر= إضرارا بالمستأجر= ،و تقديره متروك للقاضي وال رقابة
للمحكمة العليا .24
– 2ج - /االختصاص الممنوح لقضاء االستعجال بنصوص قانونية خاصة :
جاء المشرع ألول مرة بنص قانوني هام هو نص المادة 300من (ق إ م إ)استحدث بموجبه إطارا
عاما لتمكين قضاة االستعجال الفصل في الموضوع= بقصد إنهاء النزاع غيرأنه قصر ذلك على حاالت
مقيدة بضرورة وجود= نص قانوني خاص يمنح صالحية الفصل في الموضوع لقاضي االستعجال ،وفي=
هذه الحالة يحوز األمر المستعجل حجية الشيء المقضي فيه ،و هي نتيجة حتمية للفصل في الموضوع .
وعلى هذا األساس وضعت المادتان 380و 390من (ق ا م ا) األمر االستعجالي= الفاصل في
الموضوع على قدم المساواة من األحكام الفاصلة في الموضوع بالنسبة للطعن باعتراض الغير الخارج
7
عن الخصومة وفقا للمادة 380من (ق ا م ا ) ،والطعن بالتماس إعادة النظر وفقا للمادة 390من (ق ا
25
ما).
* : /نطاق تطبيق االستعجال; القانوني :من أهم الحاالت المنصوص عليها قانونا=:
( م194/2 -االستعجال= لطلب لتعيين خبير لتقدير التعويض االستحقاقي إلنهاء إيجار تجاري
من القانون التجاري ) ،فتعيين الخبير يكون عادة بعد المصادقة على التنبيه باإلخالء و هو قضاء في
الموضوع .
-المنازعات المتعلقة بالوالية على القاصر طبقا للمادتين 453و 481من(ق ا م ا ) ،والمنازعات
المتعلقة بتعيين الوصي= طبقا ألحكام المادة 472من( ق ا م ا ).
-حاالت المطالبة بإبطال إجراءات التنفيذ :اسند قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية لقاضي
االستعجال هذا االختصاص في مجموعة من المواد أهمها:
-طلب إبطال التكليف بالوفاء م 613من( ق ا م ا ) -،طلب إبطال محضر الحجز م 691من (ق ا
م ا ) - ،إبطال إجراءات الحجز م ( 772ق ا م ا ).
ال يقتصر دور القاضي على الفصل في الخصومات= القضائية بالكشف عن الحق موضوع النزاع
وإسناده لصاحبه وتوفير= الحماية له ؛ معتمدا في ذلك اإلجراءات القضائية التي تضمن حضور طرفي
النزاع وسماع طلباتهما= ودفعوهما ،ذلك أن دوره يشمل أيضا وفي إطار وظيفته الوالئية ؛ إصدار
األوامر= إلى األفراد ال لحسم نزاع معين وإنما باتخاذ تدابير= للمحافظة على الحق أو ضماناته سواء كان
ثمة نزاع قائم بالفصل أو كان على وشك الحصول أو كان قد انتهى بل حتى وان لم يكن هناك نزاع أو
احتمال لقيامه 26؛وتحتل األوامر على العرائض مجاال واسعا ضمن أعمال القاضي الوالئية ؛ فهي األوامر=
التي يستصدرها= األفراد من القضاء بغرض اتخاذ التدابير الضرورية لحماية حقوقهم= .
2525نصت المادة 380من (ق ا م ا ) على ":يهدف اعتراض الغير الخارج عن الخصومة إلى مراجعة أو إلغاء الحكم أو القرار أو األمر
أالستعجالي الذي فصل في أصل النزاع
2626
بشير محمد ؛ مرجع سابق ؛ ص 87
8
عرف المشرع الجزائري األمر على عريضة بالمادة 310 :من (ق ا م ا ) بأنه " :أمر مؤقت يصدر
دون حضور الخصم ما لم ينص القانون على خالف ذلك " .
وتناولت= الفقرة الثانية من نص المادة شرط= " عدم المساس بحقوق األفراد " ؛ بالنسبة للطلبات إلزامية
إلى إثبات الحالة ؛ توجيه إنذار أو إجراء استجواب وقد ركز المشرع في هذا التعريف على خاصيتين
بارزتين هما :الطابع المؤقت والطابع غير الوجاهي .
أ ــ مجال األوامر على العرائض :حدد المشرع في نص المادة 310من ( ق ا م ا ) اإلجراءات المتعلقة
بثالث أنواع من األوامر هي :
-األوامر الرامية إلى إثبات الحالة ؛ ـ األوامر إلزامية إلى توجيه اإلنذار ــ األوامر المية الى اجراء
استجواب ،غير ان مجال االوامر على العرائض واسع تناوله المشرع في مواقع متفرقة من (ق ا م
ا ) ؛ فأسندت= المادة 523من ( ق ا م ا ) لرئيس القسم العقاري سلطة اتخاذ اي تدبير مستعجل بموجب
امر على عريضة ال يتطلب الوجاهية .
ومكنت المادة 479من ( ق ا م ا ) رئيس قسم= شؤون االسرة منح الترخيص المسبق لتصرف= الولي في
بأمر على عريضة والمادة 77 اموال القاضي ؛ نصت المادة 132من ( ق ا م ا ) استبدال الخبير
من نفس القانون األمر باجراء من اجراءات التحقيق ؛ و المادة 603الحصول على نسخة تنفيذية ثانية
الن في هذه الحالة اشترط الوجاهية .
3ب ــ خصائص االوامر على العرائض :ان االمر على عريضة يتمتع بطابع مؤقت ؛ يصدر دون
حضور= الخصوم ؛ وهو تدبير استعجالي ال يمس بحقوق االطراف= .
االمر على عريضة تدبير مؤقت :ال يحسم نزاع قائم وانما التخاذ تدبير مؤقت اما الثبات حالة -
او توجيه انذار او استجواب ؛ ويترتب على ذلك امكانية عدول القاضي عن األمر ال==ذي اص==دره
وسحبه في حالة اصداره بناءا على معطيات خاطئة .
األم==ر على عريض==ة أمرغ==ير وج==اهي :ليس هن==اك مج==ال لتط==بيق مب==دا الوجاهي==ة ال==ذي يحكم -
الخصومات= القضائية على االوامر على عرائض ؛ فهي تص==در= كقاع==دة عام==ة دون علم الط==رف
االخر بموضوعها= وال بالمستندات المدعمة لها .
ذلك أن فكرة المباغتة والطابع= الوالئي= هما اللذان يبرران عدم احترام مبدأ الوجاهية .
-االمر على عريضة تدبير استعجالي= :ان هذه الخاصية لم تنص عليها المادة 310من ( ق ا م ا )
التي تقابل المادة 172من ( ق ا م ) ؛ لكنها برزت في مقتضيات أخرى متعلقة باالمر على عريضة في
مواضيع= اخرى من هذا القانون ؛
9
اذ نصت المادة 523من ( ق ا م ا ) على " :يمكن لرئيس القسم العقاري ان يتخذ اي تدبير مستعجل
بموجب أمر على عريضة " .
ج :اجراءات اصدار االمر على عريضة والطعن فيه :نصت على هذه االجراءات المواد 310و
311و 312من ( ق ا م ا ) ؛ عالوة على وجود اجراءات خاصة نصت عليها مواد متفرقة من ( ق ا
م ا ) منها ( :م 603و 629و 649و 661و ... 667الخ ) من ( ق ا م ا ) ؛ ما يعرف بخصومة
التنفيذ .
* /سلطة االصدار :ان سلطة اصدار االوامر على العرائض ال تقتصر على رئيس المحكمة ؛ اذ تمتد
الى كل رؤساء االقسام في اطار السلطات المسندة لهم وال تخص الحاالت المنصوص عليها في المادة
310من ( ق ا م ا ) ؛ ومن اهمها :ما نصت عليه المادة 479من ( ق ا م ا ) يمنح رئيس قسم شؤون
االسرة اصدار امر الترخيص المسبق المتعلق ببعض تصرفات الولي ؛ ومنحت له المادة 57مكرر من
قانون االسرة اختصاصا الفصل على وجه االستعجال بموجب امر على خريطة في جميع التدابير المؤقتة
وال سيما ما تعلق منها بالنفقة ؛ الحضانة ؛ الزيارة والمسكن ؛ وهي اختصاصات اسندها ( ق ا م ا )
لقاضي شؤون االسرة .
كما منحت المادة 523من ( ق ا م ا ) لرئيس القسم العقاري سلطة االمر على عريضة من اجل اتخاذ
تدبير استعجالي= .
* /شكليات االصدار :استوجب نص المادة 311من ( ق ا م ا ) تقديم العريضة المعتمد عليها في االمر
المراد استصداره من الجهة القضائية ،وذلك في نسختين الى رئيس الجهة القضائية المختصة ليفصل فيها
خالل 3ايام من تاريخ ايداع الطلب طبقا للمادة /3100ق 2من ( ق ا م ا ) .
ـ كما استوجبت المادة 311من ( ق ا م ا ) ضرورة تسبيب العريضة واالشارة فيها الى الوثائق المحتج
بها والى المحكمة المعروفة امامها الخصومة اذا كانت مقدمة بشان خصومة ،أما االمر على عريضة
فيجب ان يصدر= معلال طبقا للفقرة 2من المادة 311من( ق ا م ا ) .
وبشان تنفيذ األمر على عريضة ؛ فانه ينفذ بناء على نسخته االصلية ؛ ويسقط دون ترتيب اي اذا لم ينفذ
خالل ( )03ثالث اشهر من صدوره .
* /اجراءات الطعن في االمر على عريضة :تناولت المادة 312من( ق ا م ا) اجراء االعتراض على
األمر على عريضة من طرف الشخص الذي صدر= ضده ؛ بطلب مراجعته وتعديله واجراء الطعن في
االمر بالرفض من طرف الشخص الذي طلب االمر في حالة عدم االستجابة .
10
فبالنسبة لالعتراض فانه مخول للشخص الذي صدر االمر على عريضة ضده عند االستجابة للطلب ؛
فيمكن له الرجوع للقاضي الذي أصدره للتراجع عنه او تعديله .
أما بالنسبة لالجراء الثاني ؛ فيكون في حالة عدم االستجابة للطالب استصدار= االمر يمكن له استنافه
خالل 15يوما من تاريخ رفضه امام رئيس المجلس القضائي ؛ ليفصل فيه في أقرب االجال ؛ لكن يبقى
طابع االستناف ذو طابع والئي لكونه يتم بنفس اجراءات استصدار االمر على عريضة .
يعد اجراء أمر األداء اجراء بسيط يوفر على من يسلكه االجراءات الطويلة والمعقدة المتبعة في
الخصومات= القضائية ؛ تناوله المشرع في قانون االجراءات المدنية واالدارية في القسم الثالث من الفصل
الخامس من الباب الثامن من الكتاب االول .
لم يعرف= (ق ا م ا) أمر األداء واقتصر= في المادة 306منه على االشارة الى الشروط= الواجب توافرها=
في الدين موضوع= الطلب وفي العريضة المقدمة به الى رئيس المحكمة .
ان أمر االداء هو أمر صادر= عن رئيس المحكمة ؛ بناء على عريضة من الدائن بمبلغ من النقود ؛
مستحق= وحال االداء ؛ معين االقدار وثابت بالكتابة ؛ بما فيه الكتابة العرفية الى المدينة يلزمه فيه بالوفاء
بهذا الدين .
* /ــ الشروط الواجب توافرها في الحق موضوع طلب أمر االداء :
اشترطت المادة 306من ق ا م ا توافر مجموعة من الشروط= في الحق موضوع= طلب امر االداء ؛ اذ
يجب ان يكون دينا من النقود معين المقدار ؛ ان يكون مستحقا وحال االداء ؛ ان يكون ثابتا بالكتابة .
فالعبرة في هذا المجال بطبيعة الدين ؛ واالقتصار= على الدين الذي يكون موضوعه نقودا ؛ بغض النظر
عن مقداره ؛ لكن شريطة ان يكون محددا ؛ اما اذا خرج موضوع الدين عما سبق ؛ كأن يكون الدين
النقدي غير محدد ؛ او يكون موضوع= الدين ليس نقودا.
فيجب ان يكون الدين مستحقا لصاحبه وغير معلق على اي شرط ؛ او اجل وهذا الشرط ال يخص الدين
موضوع طلب امر االداء فقط بل يشمل الديون ـ موضوع اية مطالبة قضائية اال كان الطلب سابقا الوانه
.
11
ان المادة 306من قانون االجراءات م ا اشترطت في الدين مووع الطلب عن طريق= امر االداء ان
يكون ثابتا بالكتابة ؛ مهما كان الدليل الكتابي ؛ بما فيه الكتابة العرفية ؛ المتضمنة االعتراف بدين ؛
التعهد بالوفاء او فاتورة مؤشر عليها من المدين فال يمكن استصدار= امر اداء متعلق بدين غير ثابت
طتابة
ان هذا الشرط يبرره في نظرنا= الطابع غير الوجاهي= الجراء امر االداء ؛ اذ ال يمكن للقاضي ان يصدر=
مثل هذا االمر في غياب المدين اال اذا كان ثابتا بالكتابة.
بينت المادة 306من ق ا م ا الشكليات الواجب احترامها= في طلب امر االداء والجهة المختصة بنظره .
يجب ان يقدم امر االداء في شكل العريضة على نسختين يجب ان تحتوي :
ــ ذكر تسمية وطبيعة الشخص المعنوي= ومقره االجتمالعي وصفة ممثله القانوني اة االتفاقي=
ــ عرض موجز عن سبب الدين ومقداره مع ارفاق العريضة بمستندات الدين
اسندت المادة 306من ق ا م ا اختصاص الفصل في امر االداء لرئيس المحكمة التي يوجد في دائرة
اختصاصها موطن المدين ؛ فاالختصاص الالول نوعي والثاني اقليمي .
حددت المادة 307من ق ا م ا للقاضي مدة الفصل في طلب امر االداء المرفوع امامه ؛ اذ يجب عليه
الفصل فيه خالل اجل اقصاء خمسة ايام من ايداعه .
يصدر= القاضي امرا للمدين بالوفاء بمبلغ الدين وبالمصارف= اذا كان هذا الدين ثابتا و توفرت فيه الشروط
المحددة في المادة 306السابقة الذكر .
وفي= الحالة المختلفة ؛ اي اذا لم تتوفر= في الدين الشروط المطلوبة الن يكون محل امر اداء ؛ رفض
القاضي الطلب بمقتضى امر غير قابل الي طعن ؛ ودون ان يؤثر هذا االمر على حق الدائن في رفع
دعواه امام قاضي الموضوع= للمطالبة بدينه وفق= القواعد المقررة في الدعاوي القضائية .
12
* /ــ اجراءات تنفيذ امر االداء :
تناولت المادتان 308و 309من ق ا م ا اجراءات تنفيذ امر االداء ؛ تبدا باستالم الدائن نسخة رسمية
منه من رئيس امناء الضبط بالمحكمة ؛ ليتولى تبليغها رسميا للمدين ؛ وبتكليفه باصل الدين والمصاريف=
في اجل 15يوم يجب ان يتضمن التكليف بالوفاء وتحت طائلة البطالن ؛ االشارة الى حق المدين في
امر االدار في اجل 15يوم من تاريخ التبليغ الرسمي اذا لم يقدم االعتراض في امر االداء في اجل 15
يوما مشارا اليه سابقا ؛ حاز قوة الشيء المقضي فيه ويمهر بالصيغة التنفيذية التي يمنحها رئيس امناء
الضبط للدائن بعد تقديمه شهادة عدم االعتراض اذا لم يطال الدائن امهار امر االداء بالصيغة التنفيذية
خالل سنة من تاريخ صدوره سقط هذا االخير وال يرتب اي اثر.
سمحت المادة 308السابق االشارة اليها للمدين االعتراض على امر االداء ؛ باثبات عدم قيام الدين
موضوع االمر ؛ خالل 15يوما تبدا من تاريخ تبليغه الرسمي= .
يقدم االعتراض على امر االداء عن طريق= االستعجال امام القاضي الذي اصدره ؛ وهو رئيس المحكمة
طبقا للمادة 306من ق ا م ا ؛ ويوقف= االعتراض في هذه الحالة تنفيذ امر االداء .
اسند المشرع للمجالس القضائية اختصاص عاما كدرجة قضائية ثانية ؛ تنظر بمقتضاه في الطعون
باالستئناف المرفوعة ضد االحكام االبتدائيبة الصادرة عن المحاكم
وتنظر= المجالس القضائية في طلبات رد قضاة المحاكم ؛ في طلبات االحالة بسبب الشبهة المشروعة وفي=
طلبات تنازع االختصاص بين محاكمها= .
تتمتع المجالس القضائية باختصاص اساسي وعام يمثله اختصاصها= بالنظر= في الطعون باالستئناف=
المرفوعة ضد االحكام الصادرة في اول درجة عن المحاكم ؛ فالمجالس القضائية هي بصفة اساسية
جهات قضائية استئنافية .
لكن المجالس القضائية ليست جهة استئناف بالنسبة الحكام المحاكم فقط اذ نصت المادة 55من القانون
العضوي= رقم 05/11المؤرخ في 17يوليو= 2005المتعلق بالتنظيم القضائي ،ذلك أن المجلس
القضائي هو جهة استئناف= بالنسبة لالحكام الصادرة عن المحاكم والحاالت االخرى المنصوص عليها
قانونا= ؛ ويتعلق= االمر بصفة اساسية باستئناف احكام التحكيم .
13
أ /ــ اختصاص المجلس القضائي بنظر استئناف أحكام; المحاكم; :
ورد النص على هذا االختصاص العام للمجالس القضائية في المادة 34من قانون ا م ا التي جاء فيها " :
يختص المجلس القضائي= بالنظر في استئناف االحكام الصادرة عن المحاكم في الدرجة االوللى في جميع
المواد حتى ولو كان وصفها= خاطئ= "
ان اختصاص المجالس القضائية في هذه الخصومات= عن طريق االستئناف= ينعقد ولو وجد خطأ في
وصف= االحكام الصادرة فيها من قاضي الدرجة االولى اذ ال يمكن لهذا االخير أن يقيد بخطئه اختصاص
قاضي= الدرجة الثانية كما ال يمكن ان يوسعه .
ب /ــ اختصاص المجلس القضائي بنظر استئناف احكام التحكيم :
ويدخل ضمن الحاالت التي اشارت اليها المادة 05من القانون العضوي= رقم 11 / 05تلك المنصوص=
عليها في المواد 1033من (ق ا م ا ) التي اسندت للمجلس القضائي اختصاص نظر الطعون
باالستئناف المرفوعة في أحكام التحكيم
ان االختصاص االساسي للمحكمة العليا هو النظر في الطعون بالنقض ضد االحكام والقرارات الصادرة
في موضوع= النزاع وفي= اخر درجة عن المحاكم والمجالس القضائية ؛ غير أن المشرع اسند لها
اختصاصات= أخرى تتعلق بالنظر= في تنازع االختصاص بين جهات قضائية ال تعولها جهة قضائية
مشتركة غير المحكمة العليا ؛ وفي طلبات رد القضاة و طلبات االحالة بسبب الشبهة المشروعة وطلبات
االحالة لداعي االمن العمومي.
تعتبر المحكمة العليا محكمة قانون ؛ تمارس رقابتها= القانونية عن طريق= الطعون بالنقض على االحكام
الصادرة في أول وآخر درجة عن المحاكم ؛ والقرارات الصادرة عن المجالس القضائية ،والطعن
بالنقض ال يؤدي= الى اعادة طرح النزاع للفصل فيه من جديد من حيث الواقع والقانون كما هو عليه
الحال بالنسبة للطعن باالستئناف= ؛ اذ تقتصر= المحكمة العليا على نظر الطعن المعروض أمامها من
الناحية القانونية على ضوء األوجه المحددة في المادة 58من ( ق ا م ا ) .
وتقضي المحكمة العليا في الحالة التي يكون الطعن فيها مقبوال أو مؤسسا= ؛ بنقص الحكم او القرار
المطعون فيه واحالة القضية الى الجهة التي اصدرته مشكلة تشكيال اخر ؛ وعلى هذه االخيرة تطبيق
14
قرار= االحالة فيما يتعلق بالمسائل القانونية التي فصلت فيها المحكمة العليا وقد تنقض المحكمة العليا
الحكم دون احالته اذا كان حكمها فيما فصل فيه من نقاط قانونية ال يترك من النزاع ما يتطلب الحكم فيه
بعد االحالة .
أجازت المادة 374من (ق ا م ا) في حالة عدم امتثال جهة االحالة لقرار المحكمة العليا الفاصل في
مسألة قانونية ،البت في موضوع= النزاع بمناسبة النظر في الطعن بالنقض الثاني ،كما أوجبت نفس
المادة على المحكمة العليا الفصل من حيث الوقائع= والقانون عند النظر في طعن ثالث بالنقض.
أجازت المادة 374من (ق ا م ا) في حالة عدم امتثال جهة االحالة لقرار المحكمة العليا الفاصل في
مسألة لنظر في الطعن بالنقض الثاني ،كما أوجبت نفس المادة على المحكمة العليا الفصل من حيث
الوقائع= والقانون *
يعمل المجلس القضائي وفقا لمبدأ القضاء الجماعي إذا نصت المادة 255/2على ما يلي .... " :
وتصدر قرارات جهة االستئناف بتشكيلة مكونة من ثالث قضاة ،ما لم ينص القانون خالف ذلك . "....
نص المشرع الجزائري على االختصاص االقليمي< للقضاء العادي في المواد 37الى 47من قانون
االجراءات المدنية و االدارية و ميز بين االختصاص المقرر لمحكمة موطن المدعى عليه كقاعدة عامة
ي<<ؤول االختص<<اص اإلقليمي كقاع<<دة عام<<ة للجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع في دائرته<ا< م<<وطن الم< ّ<د َعى علي<<ه( .
37إجراءات مدني<<ة وإ داري<<ة) ،لكن إذا لم يكن للم< ّ<دعى علي<ه موطن<ا< معروف<ا< ي<<ؤول االختص<<اص اإلقليمي
إلى الجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع فيه<<ا آخ<<ر م<<وطن ل<<ه ،وفي ح<<ال اختي<<ار الم< ّ<دعى علي<<ه م<<وطن ل<<ه ،ي<<ؤول
15
ينص الق<<انون على خالف ذل<<ك وفي
االختص<<اص للجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع فيه<<ا الم<<وطن المخت<<ار م<<ا لم ّ
المدعى عليهم يؤول االختصاص إلى الجهة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن أحدهم.
تعدد ّ
حالة ّ
منح المش<<رع لبعض الجه<<ات القض<<ائية اختصاص<<ا اقليمي<<ا للنظ<<ر في نزاع<<ات معين<<ة و ه<<و م<<ا ج<<اء في
نص المادتان 39و 40من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،نذكر منها مثال:
في الم<<<واد العقاري<<<ة أو األش<<<غال المتعلّق<<<ة بالعق<<<ار أو دع<<<اوى اإليج <<ارات العقاري <<ة ي <<ؤول< االختص<<<اص
اإلقليمي< للجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع في دائرته<ا< العق<<ار أو المحكم<<ة ال<<تي يق<<ع في دائ<<رة اختصاص<<ها< مك<<ان
تنفيذ األشغال.
في دع <<اوى الم <<يراث يرج <<ع االختص <<اص الى الجه <<ة القض <<ائية ال <<تي يق <<ع في دائ <<رة اختصاص <<ها م <<وطن
المتوفي<.
في م<<واد االفالس أو التس<<وية القض<<ائية للش<<ركات يرج<<ع االختص<<اص الى الجه<<ة القض<<ائية ال<<تي يق<<ع في
16
منحت المادة 46من ( ق ا م ا ) االمكانية للخصوم الحضور باختيارهم< أمام القاضي حتى ولو لم يكن
مختصا اقليميا ،كما اعتبرت المادة 45من نفس القانون كل شرط يمنح االختصاص لجهة قضائية
يعد هذا الدفع من قبيل الدفوع< الشكلية ،مما يقتضي اثارته قبل أي دفاع في الموضوع< أو دفع بعدم
القبول و اال سقط الحق في التمسك به ،وذلك طبقا للمواد 49 :و 50و 51من ( ق ا م ا).
17