Professional Documents
Culture Documents
بحث التخطيط
بحث التخطيط
وفي أواخ ر الس تينات واج ه التخطيـط طويـل األجـل االنتق ادات بس بب تجاهل ه
للوس ائل واألدوات الالزم ة لتط بيق التخطي ط ،وهن ا ظهـر التخطي ط االس تراتيجي
ليحل محل التخطيط طويل األجل)٢(.
وتع ود ج ذور التخطي ط االس تراتيجي بمفهوم ه الح ديث والمعاصـر إلـى أواخ ر
الخمسينيات من القرن العشرين .وتبعا ً لذلك فإن التخطيط االستراتيجي تط ور عبـر
مروره بالمراحل اآلتية:
أوالً :مرحلة الموازنات والرقابة
تعود هذه المرحلة إلى بداية العشرينيات من الق رن العش رين ،وخالل ه ذه المرحل ة
كان تركيز المنظمات ينصب على كمية اإلنتاج ،وعلى اتخاذ الق رارات ال تي تعكس
الوضع الحالي الداخلي للمنظمة ،وذلك عن طريق إعداد الميزانيات الس نوية والتنب ؤ
بالمبيعات والتدفقات النقدية)٣(.
تشكلت هذه المرحلة في الخمسينيات من القرن العش رين ،وفي ه ذه المرحل ة يرك ز
التخطيط طويل األجل على التنبؤ بالمستقبل ،باستخدام األدوات االقتص ادية والتقني ة
في وضـع الخطط طويلة األمد وتحديد األهداف .وه ذا الن وع من التخطي ط يف ترض
أن األداء في المس تقبل أفض ل من الماض ي ،على ال رغم من أن ه امت داد ل ه .ل ذلك
يتصف باإلسراف في التفاؤل ،علـى اعتب ار األداء في المس تقبل س يكون أفض ل من
األداء في الماضي)٤(.
ظهرت هذه المرحلة في المدة ما بين الستينيات والسبعينيات مـن القـرن العـشرين،
وذلك لكون البيئ ة الخارجي ة أص بحت أك ثر تعقي داً مم ا ك انت علي ه .ونتيج ة ل ذلك
ظهـرت هـذه المرحل ة الموص وفة بالتخطي ط االس تراتيجي اس تجابة للمتغ يرات
المتجددة ،األمر الـذي سـاعد المنظمات على التكيف م ع بيئته ا الخارجي ة ،وتط وير
قدراتها الداخلية والتنافسية .وأدى ذلك إلى تطور التخطيط االستراتيجي في منتصف
السبعينيات إلى ما يسمى باإلدارة اإلستراتيجية التي أصبحت أكثر شموالً)٥(.
ويرى روبنس وكول تر أن التخطي ط االس تراتيجي عملي ة تتعل ق في تحدي د الرس الة
واأله داف واالس تراتيجيات الحالي ة للمؤسس ة ،وتحلي ل البيئـة ،وتحدي د الف رص
والمخ اطر ،وتحلي ل م وارد المؤسس ة ،وتحدي د نق اط الق وة والض عف ،وص ياغة
االستراتيجيات)٧(.
ويعرف التخطيط االستراتيجي على أنه " :العملية المنظمة التي ته دف إلـى تحديـد
استراتيجية المؤسسة وتوجهها ،ويكون التركيز فيه ا على تحلي ل ( ،)SWOTوه و
نق اط الق وة والض عف والف رص والتهدي دات .وتحلي ل ( )PESTالمتعل ق بالتحلي ل
التكنولوجي ،واالجتماعي ،واالقتصادي ،والسياسي)٨(.
وهذا يعني أن األهداف التي تتحدد في مرحلة التخطيط االستراتيجي هي التـي تحـدد
عـدد ونوعي ة األف راد الالزمين إلنجازه ا .وبالنتيج ة ف إن هيك ل التنظيم اإلداري
المطلوب يتشكل طبقا لهذه األهداف.
وذكر تامبو أنه نتيجة لظهور العولمة وظهور ما يسمى بالش ركات ع ابرة الق ارات،
ب رزت أهمي ة التخطي ط االس تراتيجي ل دوره في تمكين المخط ط من استش راف
المستقبل ورؤيته بوضوح ،وتحديد مسارات العمل في المجاالت المختلفة ،واختصار
الوقت والجهد والحد من الهدر ،واختصار الزمن في عمليات التطوير)١٠(.
ويرى ليفي أن أهمية التخطيط االستراتيجي تكمن في كونه المفتـاح ال رئيس للكف اءة
اإلدارية ،وأنه الرد السليم للتغيرات التي تؤثر في سوق العمل ،وفـي تمكين المنظمة
من التكي ف م ع بيئ ات العم ل المختلف ة .وأن التخطي ط االس تراتيجي في مؤسس ات
التعليم يمكنها من التأقلم مع ثورة المعلومات والتطورات المعرفية المحيطة)١١(.
تشجيع القادة على وضع رؤية مشتركة للمستقبل ،وعلى االشتراك في .1
االستراتيجيات المحورية .
وضع مجموعة من المقاييس المحددة تساعد على تحقيق النجاح عاما بعد آخر. .2
التكيف المسبق مع العالم المتغير بشكل واسع. .3
يوجه فريق التخطيط اإلستراتيجي كيف يعمل كفريق تنفيذي مؤثر عن طريق تدعيم .4
خططه اإلستراتيجية.
التخلص من استراتيجيات العمل الراهنة التي تعمل على إثارة االلتباس لدى .5
العـاملين عليها.
يعد أسلوبا جديدا لتفكير واسع النطاق على المستوى االستراتيجي بخالف المستوى .6
العلمي محدود النطاق فقط.
يشهد العالم اليوم ظروفا ً ومتغيرات متسارعة ،ومن ذلك العولمة وث ورة االتص االت
والمعلومات ،واالنفجار العلمي والتكنولوجي ،التي أصبح العالم معهـا يواجـه مزيـدا
مـن التحديات ال تي تف رض مزي داً من االس تجابة والتكي ف له ذه المتغ يرات ،لك ون
العالم أصبح أصغر من حجمه الجغرافي.
يقوم التخطيط االستراتيجي على االهتمام بالمس تقبل ،واس تقرائه ب دءا من الحاض ر،
مع ضرورة تحديد ب دائل يمكن إتب اع أي منه ا مس تقبال .فه و يهتم بتحدي د األه داف
طويل ة األم د ،والوس ائل المس تخدمة لتحقيقه ا .والتخطي ط االس تراتيجي تح د منظم
للفرص والتهديدات التي يمكن أن تك ون مس تقبال معتم دة على قاع دة بيان ات ،ح تى
يصبح قرار المؤسسة أكثر استمرارية)١٣(.
ثانياً :العملية
التخطي ط االس تراتيجي عملي ة تب دأ من تحدي د األه داف في ض وء رؤي ة ورس الة
المنظمة ،ثم االستراتيجيات ،يتبعها تحديد السياسات ،واإلجراءات المحقق ة لأله داف
وتشمل هذه العمليـة الجه ود التخطيطي ة ال تي يجب أن تؤخ ذ في الحس بان ،م ا هي
األعمال الواجب تنفيذها؟ متـى سننفذها؟ كيف س ننفذها؟ من ال ذي س يقوم بالتنفي ذ؟(.
)١٤
ثالثاً :الفلسفة
يعد التخطيط االستراتيجي فلسفة وطريقة ،وهو تفكير وتأمل في المس تقبل ،إذ ال بـد
من ه لإلدارة العلي ا والع املين في المؤسس ة ،وممارس ته في جمي ع األنش طة في
ً
فلسفة ومنهاج حياة)١٥(. المؤسسة .وهذا ال يكون إال باعتماد التخطيط االستراتيجي
رابعاً :الشمولية
يعد التخطيط االستراتيجي نش اطا ً يش مل المؤسس ة عام ة ،وليس ج زءاً منه ا .وه و
نظام متكامل يتم بشكل متعمد ،بخطوات متعارف عليها ،وهو أيضا ً نظام يج ري ب ه
تحديد مجاالت التميز للمؤسس ة ،وتحدي د أعماله ا وأنش طتها في المس تقبل ،وتعم ل
شمولية هـذا النظـام علـى زي ادة فعالي ة الع املين ،وتوج د ل ديهم الرغب ة في تحس ين
مستقبل تلك المؤسسات ،مما يولد الشعور بالمسؤولية تجاه تحقيق أهداف المؤسسات
التي يعملون فيها)١٦(.
يب نى التخطي ط االس تراتيجي على حال ة ع دم التحق ق ،إذ إن المتغ يرات المس تقبلية
يكتنفها الغموض ،وتحوي األخطار وحاالت عدم التحق ق ،وم ا يملك ه من معلوم ات
قليلة بشأنها ،مـع ص عوبة التنب ؤ المس تقبلي به ا ،األم ر ال ذي يس تلزم تع اون جمي ع
المستويات اإلدارية ذات العالقة ومشاركتها ،لتوض يح المش اكل والقي ود المس تقبلية،
وذلك بتحليل نقاط القوة والضعف فـي أداء المؤسس ة والف رص والتهدي دات البيئي ة،
وال يكون ذلك إال بـالتخطيط االستراتيجي لمواجهة حاالت عدم التحقق)١٧(.
سادساً :المرونة
وهي أن تكون المؤسسة قادرة على التحول من إس تراتيجية إلى أخـرى عنـد تغيـر
الظ روف البيئي ة .وه ذا يتطلب المرون ة اإلس تراتيجية لتط وير المـوارد المختلفـة
وتنميته ا ،ويتطلب أن تك ون المؤسس ة متعلم ة ،تع رف ب أن المعلوم ات والتغ يرات
البيئية يمكـن أن تغيـر السلوك ،وتدعو إلى إعادة التنظيم مرة أخرى)١٨(.
وهو يقوم علـى مبـدأ النظم :أي أنه يتعامل مع التنظيم بوصفه نظاما ً فرعيا ً من نظام
أك بر يش مل جمي ع المؤسـسات اإلداري ة والمؤسس ات األخ رى بأنواعه ا المختلف ة.
ويتكون النظام الفرعي من مجموعة أنظمـة صغيرة ترتبط ببعضها البعض بعالق ات
متبادلة وتغذية راجعة ،وكذلك الحـال مـع البيئـة المحيطة)١٩(.
الخطة اإلستراتيجية :وهي خطة إنمائية طويلة األجل ،يح دد فيه ا فلس فة المؤسـسة، .1
واألهداف التي تسعى إلى تحقيقها والبرامج الزمني ة لتحقي ق ه ذه األه داف ،وتتم يز
هذه الخطة بأنها طويلة األجل ،وذات خطوط عريضة ،وتجري في المستويات العليا
مـن التنظيم ،وتتم يز بالمرون ة ،و ُتع د كمظل ة ترب ط بين الخط ط على المس تويات
التنظيمية المختلفة ،ووضع اإلطار لترشيد القرارات الخاصة بها.
الخطط متوسطة األجل :يجري إعداد هذه الخطط على مس توى التنس يق أو مس توى .2
اإلدارة الوسطى في مدة متوس طة األج ل من (س نة إلى ثـالث سـنوات ،أو خمـس
سنوات) ،بحسب طبيعة عمل المؤسسة .ومج ال الخط ط هن ا يكـون محـدداً بمج ال
ً
مقارنـة بالخط ة وظيفي معين ،مع تركيز أكبر على التفاصيل ،وتتميز بالثبات نسبيا ً
اإلستراتيجية.
الخطط قصيرة األجل :وتتميز بأنها تفصيلية ،وتوفر خطوطا ً مرشدة ألوجه النـشاط .3
كافة في المدى القصير)٢٠(.
أبعاد التخطيط االستراتيجي
الرؤية :هي الصورة المستقبلية للمنظمة وتعد العنص ر األساس ي ال تي تعكس بش كل .1
واضح فهم الوضع الحالي والوض ع المس تقبلي المس تهدف وتح دد ه دف المنظم ة (
.)٢١فيما أشار Daftالرؤية بأنها النجم الدليل لكل فرد في المنظمة باتجاه طري ق
المستقبل)٢٢(.
الرسالة :هي عنصر نجاح عملية االدارة االس تراتيجية ألنه ا توض ح الس بب األولي .2
لوجود المنظمة ( ،)٢٣كما يصفها كل من Borah & chungyaipa على أنها
وص ف األعم ال الحالي ة للمنظم ة وتس تخدم كأس اس لكيفي ة توج ه المنظم ة نح و
المستقبل)٢٤(.
الهدف :هو التعبير العام عن النت ائج النهائي ة المرج وة ( ،)٢٥كم ا أن اله دف يمث ل .3
الغرض من الجهد المبذول الذي يتم اجراؤه في كافة المستويات التنظيمية س واء ق ام
به موظف واحد او فريق عمل أو قسم محدد)٢٦(.
التخطيط االستراتيجي يمثل للمنظمات كافة أم راً مهم ا ً وض رورياً ،بوص فه رك يزة
مهمة في التوجه التطويري الجديد .فهو يبين كي ف يمكن له ذه المنظم ات أن تس تفيد
من عناصر قوتها ومن ظروفها الخارجية ،وتطبيق أساليب تحليل أوضاعها الداخلية
و الخارجية .
وه و أيض ا يوض ح أس اليب بن اء مس ارات األح داث المس تقبلية البديل ة ،وكيفي ة
استخدامها عملياً ،ويوض ح المش كالت والعقب ات ال تي يمكن أن تص ادف المنظم ات
إزاء تطبيق هذا المنهج)٢٧(.
قائمة المراجع:
-١بس ام محم د عب د هللا أب و خض ير ،درج ة تط بيق التخطي ط االس تراتيجي في
الجامعات األردنية ،اطروحة دكتوراه ،عمان ،األردن.٢٠١٠ ،
. -٢زاهر ،ضياء الدين ( ،)2000جامعتنا العربية في مطلع األلفية الثالثة ،تح ديات
وخيارات ،الكويت :كراسات مستقبلية (سلسلة غير دورية).
-٦الخف اجي ،عبــاس ،)2004( ،اإلدارة اإلس تراتيجية :الم داخل والمف اهيم
والعمليات(الطبعة األولى) ،عمان :مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع.
التخطيط االستراتيجي الن اجح (رف اعي أحم د وس يد،)2001( ، ستيفن، هاينز-١٢
. دار الفاروق للنشر والتوزيع: القاهرة.) مترجم،عبد المتعال
دار: عم ان،) التخطي ط االس تراتيجي (الطبع ة الثاني ة،)1999( ، أحمد، ماهر-١٧
.مجدالوي للنشر والتوزيع
،) التخطي ط أس س ومب ادئ عام ة(الطبع ة الرابع ة،)2008( ، عثم ان، غ نيم-١٩
. دار صفاء للنشر والتوزيع:عمان
مجل ة. البعد االستراتيجي لعملية اتخ اذ الق رارات،)1994( ، نبيل، عبد الفتاح-٢٧
.١٨٨-١٥٩ :)٢٥( ١٦ ،اإلداري
* انظر للمرجع الرئيسي :بسام محمد عبد هللا أب و خض ير ،درج ة تط بيق التخطي ط
االستراتيجي في الجامعات األردنية ،تم االطالع عليه بتاريخ .٢٠٢٢/٤/١٩