Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 83

‫جامعــــــــــــــة أحمد دراية أدرار‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قســــم الحقوق‬

‫ضوابط ممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في قانون تسيير المؤسسات (ماستر مهني)‬

‫تحت إشـراف‪:‬‬ ‫من إع ــداد الطالبين‪:‬‬


‫د‪.‬حاج سودي حممد‬ ‫‪ -‬أباعالل حمرز‬
‫‪ -‬عزاوي مرمي وفاء‬
‫لجنة المناقشـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫االسم واللقب‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة ادرار‬ ‫كيحـل كمـال‬

‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة ادرار‬ ‫حاج سودي محمد‬

‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة ادرار‬ ‫يـامة ابراهيـم‬

‫املوسم اجلامعي ‪2018 – 2017‬م‬


‫إهداء‬
‫إىل أعظم رجل رأته عيين‪ ،‬أيب احلبيب تغمده اهلل بواسع رمحته واسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬

‫إىل نبع احلنان والطيبة أمي احلبيبة‪ .‬تغمدها اهلل بواسع رمحته واسكنها فسيح جنانه‬

‫إىل قرة عيين وانسي زوجيت الغالية "هاجر"‬

‫إىل جوهرة عائليت الصغرية "ردينة"‬

‫إىل أغلى وأعز الناس‪ ،‬إخويت مشوع حيايت‪.‬‬

‫إىل كل من علمين حرفا وسقاين من حبر العلم واملعرفة عرب مجيع مراحل مشواري الدراسي‬

‫أساتذيت األفاضل‪ ،‬حفظهم اهلل ورعاهم وسدد خطاهم‪.‬‬

‫إىل من قامست معهم أمجل األيام أصدقائي حيث ما كانو وحيث ما وجدوا‪.‬‬

‫إىل كل من ساعدين وآمن بنجاحي وأخص بالذكر السيد حممد دريسي وهو األخ الذي مل‬
‫تلده امي‪.‬‬

‫إىل كل طموح رسم أهدافا يسري عليها‪ ،‬أهدي عملي املتواضع‪.‬‬

‫محرز‬
‫إهداء‬
‫أهدي ثمرة عملي هذا إلى‪:‬‬

‫إلى أعز ما أملك في الدنيا إلى من تجلت الجنة تحت اقدامها الى *أمي* الحبيبة أسأل اهلل أن‬
‫يحفظها و يرعاها و يمد في عمرها أمين‪.‬‬
‫*******‬

‫من ناضل من أجلي ألرتاح وهيأ لي أسباب النجاح الذي سعى جاهدا إلى تربيتي و تعليمي‪،‬‬
‫وتوجيهي و الوقوف إلى جانبي بكل ما أوتي من قوة الى *أبي* العزيز حفظه اهلل و رعاه و‬
‫أطال في عمره أمين‪.‬‬

‫******‬
‫إلى النجوم التي أهتدي بها و أسعد برؤيتهم و أنسهم الذين اشتركت فيهم صفتي أختاي "فاطمة‬
‫الزهراء ‪ ،‬حليمة "‬
‫******‬
‫إلى رفيقة دربي وصديقة طفولتي " جمعة "‬
‫******‬
‫إلى كل من علمني حرفا وسقاني من بحر العلم والمعرفة عبر جميع مراحل مشواري‬
‫الدراسي‬
‫أساتذتي األفاضل‪ ،‬حفظهم اهلل ورعاهم وسدد خطاهم‪.‬‬
‫******‬
‫إلى زمالئي وزميالتي في قسم الحقوق‬
‫*******‬

‫مريم وفاء‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كر نِعمَتَ َ ِ‬ ‫ب ِ‬
‫أَعمَلَ صَالحًا تَ ْرضَاهُ‬
‫أَن ْ‬ ‫ك الَّتي أَنْعَ ْم َ‬
‫ت عَلَيَّ َوعَلَى َوالدَيَّ َو ْ‬ ‫أَش ُ َ ْ‬
‫أَن ْ‬ ‫قال اهلل تعالى‪َ {:‬ر ِّ ْ‬
‫أَوزِ ْعني ْ‬
‫ين}‬ ‫اد َ ِِ‬ ‫ك فِي عِب ِ‬ ‫أَدِخلْنِي بَِر ْحمَتِ َ‬
‫ك الصَّالح َ‬ ‫َ‬ ‫َو ْ‬
‫الفعال لما يريد أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء‬‫الحمد الولي الحميد المبدئ المعيد ّ‬
‫شهيد وهو أقرب إلى اإلنسان من حبل الوريد أحمده سبحانه على فضله المديد وأشكره طالبة‬
‫بشكره المزيد وأشهد أن ال اله اهلل وحده ال شريك له ال ضد وال نديد وأشهد أن سيدنا ونبينا‬
‫محمد عبده ورسوله اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم من‬
‫صالح العبيد و سلم تسليما كثيرا‪.‬‬
‫********‬
‫نتقدم بعميق شكرنا وامتناننا إلى األستاذ المحترم و الدكتور الموقر المشرف ‪ /‬حاج سودي محمد‬
‫على تكرمه باإلشراف على مذكرتنا المتواضعة‪ ،‬و نشكره على دعمه و تشجيعه الكبير لنا وعلى‬
‫تواضعه الال متناهي في المعاملة منذ بداية تسجيل موضوع البحث وحتى االنتهاء منه وعلى تقديمه‬
‫لنا يد العون‬
‫********‬
‫والشكر موصول لألستاذين الكريمين "يامة إبراهيم" و" الليل أحمد"‬
‫********‬
‫كما نتقدم بالشكر للسيد "الطالب محمد عبد القادر" مفتش رئيسي لمفتشية العمل لوالية أدرار‬
‫على تزويدنا بالمعلومات القيمة‬
‫********‬
‫وأخي ار أسدي عبارات العرفان لكل من ساهم سواء من قريب أو بعيد في إتمام هذا العمل المتواضع‬
‫***أشكر كل هؤالء وجزاهم اهلل عني كل خيار***‬

‫الطالبان‬
‫محرز أبا عالل‬
‫مريم وفاء عزاوي‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫لقد سعى اإلنسان منذ األزمنة القدمية إىل وقتنا احلايل إىل كسب عشيه الكرمي مبختلف‬
‫الوسائل الالزمة واملمكنة اليت تكفل ذلك ‪ ،‬حيث انه قام من أجل ذلك مبواجهة ومصارعة‬
‫الطبيعة بداية الكتساب رزقه‪ ،‬مث جاء فكر جديد مفاده ممارسة أي عمل سواء كان فكريا أو‬
‫عضليا مبقابل احلصول على أجر‪ ،‬وهذا ما يعرف بعقد العمل دون النظر إىل طبيعته‪ ،‬والقواعد‬
‫املنظمة له وبالتايل أصبح كل شخص عنده اإلمكانية يف احلصول على متطلباته من خالل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ولقد جتلى هذا التطور يف التعاون والتضامن بني األفراد ويتجسد هذا يف مقوله ابن خلدون‬
‫" إن االجتماع اإلنساني ضروري " وتتجلى هذه الضرورة يف أن الفرد ال يستطيع االنفصال‬
‫أو االنعزال عن اجلماعة وذلك بتعامله و احتكاكه بأفرادها إلشباع حاجاته واالستمرار يف‬
‫احلياة ‪.‬‬
‫وتكمن هاته الصورة يف عالقة الفرد مع مستخدمه الستمرارها وتطورها وبالتايل تصبح‬
‫أكثر تعقيدا مما يستدعي تدخل الدولة‪ ،‬حيث أصبحت انشغاالت العمال واهتماماهتم املهنية‬
‫جزءاً ال يتجزأ من انشغاالت الدولة احلديثة ذلك إميانا منها يف أن عنصر العمل هو املصدر‬
‫األساسي للطبقة العاملة‪.‬‬
‫فبعد إن أمضت الدولة فرتة زمنية طويلة منعزلة ومنفصلة متاما عن الطبقة العاملة حيث انه‬
‫مل يعد جمهودها مقتصرا على اجلانب السياسي فقط وإمنا توسع هذا اجملهود إىل جوانب أخرى‬
‫‪ ،‬فأصبحت الدولة تقرتب شيئا فشيا من هذا الفئة احليوية أي العمال باعتبارهم ميثلون القلب‬
‫النابض لكل أمة تعمل على تشييد الرقي واالستقرار واهم شيء احلياة الكرمية‪ ،‬حيث أن معيار‬
‫جناح وقوة كل أمة ( الدولة) هو جناح قوة اقتصادها باعتبار إن هذا األخري يستند يف قيامه‬
‫وازدهاره على الفئة العاملة فيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫فعلى غرار الدساتري والتشريعات العمالية املقارنة‪ ،‬فلقد أقر الدستور اجلزائري لسنة ‪1989‬‬
‫يف املادة ‪ 54‬منه و اليت نصت على انه "الحق في اإلضراب معترف به ويمارس في إطار‬
‫القانون " وكما نص أيضا دستور ‪ 1996‬يف املادة ‪ 57‬منه على إن" الحق في اإلضراب‬
‫معترف به ويمارس في إطار القانون"‪،‬كما هو احلال يف تعديل دستور ‪ 2016‬يف املدة ‪71‬‬
‫منه اليت نصت على نص املادة السابقة يف فقرهتا األوىل كما أضافت يف الفقرة الثانية منها على‬
‫انه "ميكن أن مينع القانون ممارسة هذا احلق ‪،‬أو جيعل حدودا ملمارسته يف ميادين الدفاع الوطين‬
‫و األمن أو يف مجيع اخلدمات أو األعمال العمومية ذات املنفعة احليوية للمجتمع "‪.‬‬
‫ولقد مت إخضاع ممارسة اإلضراب للتشريع الذي ينظمه ويعمل على حتديد شروط‬
‫وضوابط حق اإلضراب وكيفياته وذلك من اجل ضمان ممارسته وتكييفها وفق توجهات‬
‫وتطلعات النظام اجلديد الذي تستند عليه السياسة العامة للدولة وكذلك حرصا منها على‬
‫استمرارية األنشطة يف املرافق العمومية ذات احليوية واحلركية داخل اجملتمع وذلك بضمان‬
‫استمرارية بعض األنشطة اهلامة والضرورية يف كل قطاع ‪ ،‬على شكل توفري قدر أدىن من اخلدمة‬
‫حبسب طبيعة كل قطاع وكل نشاط أو بوضع حدود على ممارسته ومنعه يف أهم امليادين‬
‫اإلسرتاتيجية كالدفاع واألمن الوطنيني أو خمتلف األعمال واخلدمات العمومية اليت تعمل على‬
‫حتقيق املنفعة العامة ألفراد اجملتمع ‪.‬‬
‫إال أن تكريس حق اإلضراب واالعرتاف به يعترب من احلقوق اليت مل تأت إال بعد نضال‬
‫طويل وعده احتجاجات من طرف العمال اليت كانت عرب خمتلف املداخل واحلقبات التارخيية‪.‬‬
‫وبالتايل يعترب حق اإلضراب على أنه وليد ممارسة احلق النقايب الذي مل يعرتف به قانونا‬
‫وبصفة صرحية إال يف سنة ‪ 1884‬بفرنسا حيث كان قبل هذا التاريخ ممنوع عن العمال اللجوء‬
‫إليه للمطالبة حبقوقهم املهنية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫غري أن االعرتاف حبق اإلضراب واللجوء إليه من طرف العمال مل يكن مزية أو منحة من‬
‫سلطة الدولة وإمنا إجراء يلتجأ إليه العمال‪ ،‬إال انه أصبح يف أواخر الثمانيات إجراء فعلى غري‬
‫مرخص به لعمال القطاع العام‪.‬‬
‫ولقد عرف احلق يف اإلضراب عدة تطورات بأخذه عدة أمناط ومناذج خمتلفة اليت تنطوي‬
‫كلها على ارضاخ وإخضاع رب العمال للمطالب املهنية للعمال بعد أن حتصل هذا احلق على‬
‫طابع املشروعية حبيث أصبح من أهم الوسائل للحماية والدفاع عن املصاحل املهنية للفئة العمالية‬
‫من جهة ‪ ،‬وباعتباره آخر احللول وأجنعها حلل املنازعات اجلماعية من جهة أخرى ووسيلة‬
‫حصر وضغط على أرباب العمل والسلطة العامة يف وقت واحد‪.‬‬
‫ولقد مت اختيارنا هلذ املوضوع للدراسة دون غريه من املواضيع لعدة دوافع ندرجها كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الدافع الذايت ‪ :‬واملتمثل يف رغبتنا الشخصية يف معاجلة وكذا محاسنا لدراسته والفائدة‬
‫اليت قد جندها يف حياتنا العملية واملستقبلية‬
‫أما الدوافع املوضوعية‪ :‬تتجلى يف كون اإلضراب ظاهرة قانونية جاءت يف مرحلة زمنية‬
‫متأخرة وكذلك إن ممارسة هذا احلق ال غبار عليه لصاحل الطبقة العمالية سواء يف القطاعني‬
‫اخلاص والعام‪.‬‬
‫وأيضا ما شهدته الساحة املهنية للعمال من كثرة اإلضرابات يف اآلونة األخرية‪ ،‬سواء يف‬
‫القطاع العام واخلاص وخاصة يف هذه املرحلة املتأزمة اليت متر هبا البالد من الناحية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫كما إن تناول ودراسة مثل هذه القضايا مهمة للعامل وتصب يف مصلحته املهنية‪ ،‬واليت‬
‫تعترب من القضايا احليوية وتستلزم عناية بالغة ملعاجلتها إلزالة اللبس والغموض وكافة املالبسات‬
‫وتقدمي تسهيالت ملمارسة هذا احلق‪.‬‬
‫تتجلى أمهية دراستنا هلذا املوضوع يف األيت‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ .1‬حق اإلضراب يعترب ظاهرة مثرية للنقاش يف جممل اجملاالت من بينها العلمية والعملية‬
‫وذلك لألمهية البالغة اليت ينطوي عليها هذا احلق وكذا ارتباط هذا األخري بالنزاعات اجلماعية‬
‫للعمال‪.‬‬
‫‪ .2‬مدى تأثري حق اإلضراب على سري املرافق العامة من جهة وكذا تأثريه على إنتاج‬
‫ومرودية املؤسسة من جهة أخرى‪.‬‬
‫ولقد اعتمدنا اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫_ ما هي الضوابط الشرعية ملمارسة حق اإلضراب يف التشريع اجلزائري؟‬
‫كما قد تعرضنا لعدة صعوبات خالل دراستنا للموضوع وتتجلى فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬نقص الدراسات السابقة واملتخصصة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ .2‬قلة املراجع اليت قامت بدراسة هذا املوضوع يف القانون اجلزائري‪.‬‬
‫من خالل تناولنا ودراستنا هلذا املوضوع وجدنا قلة معاجلة للمواضيع املتعلقة حبق‬
‫اإلضراب ‪ ،‬ومل جند من قام بدراسته برسائل الدكتوراه واملاجستري وخصوصا يف التشريع‬
‫اجلزائري‪ ،‬ألن هذا احلق مل يضبطه املشرع اجلزائري بتقنني خاص إال يف السنوات األخرية‪.‬‬
‫واقتصرت دراسته يف مذكرات املاسرت بتناوله يف إطار موضوع املنازعات اجلماعية للعمال‬
‫حيث أن هذه األخرية مل تقم بدراسته دراسة شاملة بكافة التفاصيل‪.‬‬
‫واعتمدنا يف دراستنا يف هذا املوضوع على عدة رسائل ماجستري ودكتوراه ببعض التشريعات‬
‫ملعظم الدول العربية واليت متثلت يف مذكرة اإلضراب يف املواقف العامة وفق التشريع الفلسطيين‬
‫للطالبة هبة اهلل عيسى الداهوك ومن بني أهم املراجع والكتب القانونية اليت تطرقنا إليها هلذا‬
‫املوضوع يف التشريع اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -‬الوجيز يف القانون عالقات العمل يف التشريع اجلزائري للدكتور امحيه سليمان ‪.‬‬
‫‪ -‬منازعات العمل الفردية واجلماعية يف ظل اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر لرشيد‬
‫واضح‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬مذكرة املاسرت للطالب عويسات حلسن املعنونة حتت عنوان ‪:‬الضمانات والضوابط‬
‫القانونية ملمارسة حق اإلضراب يف الوظيفة العامة‬
‫لقد اعتمدنا يف دراستنا هلذا املوضوع املنهج التحليلي والذي يتناسب مع طبيعة دراسة‬
‫املوضوع ‪ ،‬ألنه أنسب منهج ميكننا تسليط الضوء على كافة عناصر املوضوع‪ .‬وأيضا نقوم من‬
‫خالله إىل كيفية ممارسة حق اإلضراب بدراسة التطور التارخيي حلق اإلضراب‪ ،‬كما تقوم أيضا‬
‫بدراسة األسباب اليت دعت إىل نشوب اخلالفات والنزاعات العالية اليت تدفع العمال إىل‬
‫اللجوء إىل ممارسة احلق يف اإلضراب ‪.‬‬
‫ولقد تناولنا يف حبثنا هذا فصلني سوف نعرضهما كما يلي‪:‬‬
‫الفصل األول الذي كان حتت عنوان اإلطار املفاهيمي ملمارسة حق اإلضراب‬
‫والذي يندرج حتته مبحثني حيتوي كل منهما على مطالب والفصل الثاين حتت عنوان اإلطار‬
‫القانوين ملمارسة حق اإلضراب والذي يقسم أيضا بدوره إىل مبحثني يندرج حتت كل منهما إىل‬
‫مطالب وسنفصل خطة دراستنا كاآليت‪:‬‬
‫الفصل األول تناولنا اإلطار املفاهيمي للممارسة حق اإلضراب وقد اندرج خالله مبحثني‬
‫املبحث األول بعنوان مفهوم حق اإلضراب أما املبحث الثاين فتناولنا فيه الصيغة القانونية‬
‫ملمارسة حق اإلضراب ‪ ،‬أما الفصل الثاين فقد عرجنا فيه على اإلطار القانوين ملمارسة حق‬
‫اإلضراب يف التشريع اجلزائري ويندرج حتته مبحثني املبحث األول حتت عنوان كيفيات ممارسة‬
‫حق اإلضراب أما املبحث الثاين بعنوان األحكام التنظيمية ملمارسة حق اإلضراب يف القانون‬
‫اجلزائري وخلصنا ببحثنا خبامتة كخالصة عامة لضوابط حق اإلضراب يف التشريع اجلزائري‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫اإلطار المفاهيمي لممارسة حق اإلضراب‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعترب حق اإلضراب من املسائل اليت حضت بعناية كبرية يف معظم تشريعات دول العامل ‪،‬كما أنه‬
‫من احلقوق الدستورية اليت يتمتع هبا العامل واملوظف على حد سواء ‪ ،‬إال أن هذا احلق أعترب من‬
‫املفاهيم تعقيدا وغموضا وإثارة للجدل ‪ ،‬خاصة فيما تعلق بنطاق ممارسته يف القطاع العام واخلاص‪،‬‬
‫مما جعل منه جماال الختالف الفقهاء ورجال القانون بشأن إعطاء تعريف جامع مانع له‪ ،‬ألن كان‬
‫اإلضراب سابقاً و لفرتة طويلة على انه وسيلة للفوضى و العنف قبل ان يصبح وسيلة للتعبري عن‬
‫‪1‬‬
‫اختالف يف املصاحل‬
‫وهلذا جند معظم الدساتري العربية والغربية تضمنت حق اإلضراب كأحد احلقوق األساسية للطبقة‬
‫‪2‬‬
‫العمالية‬
‫ولقد قسمنا هذا الفصل إىل مبحثني ‪ .‬املبحث األول مفهوم حق اإلضراب‪ ،‬أما املبحث الثاين‬
‫معنون بالصيغة القانونية ملمارسة حق اإلضراب ‪.‬‬

‫‪-1‬سامر موسى ‪،‬إضراب عمال و موظفي املوافق العامة ‪ ،‬بدون طبعة ‪،‬دون سنة‪ ،‬دون بلد ‪ ،‬ص ‪09‬‬
‫‪-2‬راشد واضح ‪،‬منازعات العمل الفردية واجلماعية ‪،‬يف ظل اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر ‪،‬دار هومة ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪،2003‬ص ‪112‬‬

‫‪8‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم حق اإلضراب ‪:‬‬


‫إن حق اإلضراب الذي ينظمه قانون ‪ 102 /90‬هو ذلك الذي يكون سببه نزاع عمايل مجاعي‬
‫باعتبار أن حق اإلضراب أهم سالح بيد العمال ضد أصحاب العمل حيملهم على االستجابة إىل‬
‫مطالب الفئة العمالية حبيث جيد صاحب العمل نفسه قد تعطل العمل لديه‪ ،‬مما يؤثر سلبا على‬
‫ارتباطاته مع عمالء املؤسسة حبيث جيد نفسه عاجزاً عن تلبية طلباهتم أو الوفاء بالعقود اليت تكون قد‬
‫ابرمها معهم ‪،‬كما أن امتناع العمال عن العمل باإلضراب يعين أن يكون هذا األخري قراراً واعيا حيمل‬
‫معىن االتفاق بني العمال أو بني جمموعة منهم على التوقف عن العمل كوسيلة حلمل صاحب العمل‬
‫على تلبية مطالبهم املتعلقة بالعمل‪ ،‬وليس اإلضراب السياسي الذي يكون هدفه الضغط على السلطة‬
‫العامة حلملها على اختاذ قرار سياسي معني أو احتجاجاً على قرار سياسي اختذنه هذه السلطة‪ .2‬هذا‬
‫وسنحاول يف هذا املطلب التطرق إىل ما يلي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف حق اإلضراب‬
‫إن خمتلف التعاريف اليت تناولت حق اإلضراب فقهيا و قضائيا قد بينت صعوبة تعريف أو وضع‬
‫تعريف جامع مانع ملفهوم اإلضراب فهو يعد عنصرا من عناصر احلريات العامة األساسية وهلذا جند‬
‫معظم الدساتري العربية منها او الغريبة تضمنت حق اإلضراب كأحد احلقوق األساسية للفرد‪.3‬‬
‫مل يهتم املشرع يف غالبية تشريعات الدول" كفرنسا ومصر " اليت تعرتف حبق اإلضراب بتعريف‬
‫اإلضراب و إمنا يكتفي فقط بالنص على مشروعيته و يرتك التعريف للفقه و القضاء حيث ختتلف‬
‫التعريفات الفقهية أو القضائية‪ ،4‬فيما بينها حسب الزاوية اليت ينظر من خالهلا لإلضراب و لتعريفه‬

‫‪ - 1‬قانون ‪ 02/90‬املؤرخ يف ‪ 1990/02/06‬املعدل واملتمم بالقانون ‪ 27/91‬املتعلق بالوقاية من النزاعات اجلماعية يف العمل وكيفية‬
‫تسويتها وممارسة حق اإلضراب ‪ ،‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية العدد ‪ 06‬الصادرة بتاريخ ‪ 07‬فرباير ‪1990‬‬
‫‪ - 2‬امحد عبد الكرمي ابوشنب‪ ،‬شرح قانون العمل اجلديد‪، ،‬كلية احلقوق –جامعة اإلسراء‪ ،‬مكتبة الثقافة للتفسري و التوزيع‪ ،‬املكتبة القانونية‪،‬‬
‫الطبعة االوىل ‪،‬االردن‪ ،2003،‬ص‪.295،294،‬‬
‫‪ -3‬سامر امحد موسى ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪.31،30‬‬
‫‪ - 4‬رمضان عبد اهلل صابر النقابات العمالية و ممارسة االضراب دار النهضة العربية القاهرة سنة ‪2004‬م‪،‬ص ‪.38‬‬

‫‪9‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جيب علينا أن نتطرق إىل تعريف حق اإلضراب لغة وفقها وكذا تعريفه اصطالحا "لدى املشرع‬
‫اجلزائري " وسندرج هذه العناصر كمايلي ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف حق اإلضراب لغة ‪:‬‬
‫يقصد به الرتك فيقال اضرب أي اعرض‪ ،‬واترك ‪ ،‬وامتنع و يعرف أيضا بأنه الكف و اإلعراض‬
‫فيقال أضربت عن الشيء أي كففت و أعرضت عنه فاإلضراب يف اللغة العربية حيمل معىن اإلعراض‬
‫﴿‪‬‬ ‫و الكف و االمتناع‪ 1‬ولقد نص عليه يف القرآن الكري ـم‬
‫‪    ‬‬
‫‪2‬‬
‫‪﴾   ‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف حق اإلضراب فقها‪:‬‬
‫نظر خللو أغلب التشريعات من تعريف جامع و حمدد وواضح لإلضراب فلقد عرفه املشرع‬
‫الفرنسي يف عدة تعريفات‪" :‬توقف العمال عن العمل توقفا مجاعيا و مديرا قصد ممارسة الضغط على‬
‫صاحب العمل أو السلطات العامة" ‪،‬و لقد ركز هذا التعريف على عنصر اجلماعية و جتاهل عنصر‬
‫القصد ‪،‬كما أنه مجع بني الضغط على السلطات العامة و صاحب العمل و بالتايل فإن هذا التعريف‬
‫مشل على اإلضراب السياسي و الذي هو بعيد و مستقل متام عن املطالب املهنية للعمال‪.‬‬
‫و لقد عرف اإلضراب أيضا على انه ‪ ":‬فسخ العالقة التعاقدية من جانب العمال المضربين"‬
‫جند أن هذا التعريف مشل على أثر اإلضراب و مل يعرفه‪.‬‬
‫كما ذهب رأي ثالث على أن اإلضراب " هو رفض مجاعي و مدبر للعمل‪ ،‬يظهر قصد العمال‬
‫يف التحلل مؤقتا من شروط عقد العمل‪ ،‬و ذلك لتأبيد جناح مطالبهم وتكريسها " هذا التعريف ذكر‬
‫‪3‬‬
‫اغلب العناصر اجلوهرية املطلوبة لتوافر اإلضراب مثل اجلماعية و القصد‪.‬‬

‫‪ - 1‬مصدق عادل طالب‪ ،‬اإلضراب املهين للعمال وآثاره ( دراسة مقارنة) منشورات احلليب احلقوقية ط‪ ،1‬بريوت ‪ 2013‬ص‪.17-16‬‬
‫‪ - 2‬القرآن الكرمي ‪ ،‬سورة الزخرف ‪ ،‬رواية ورش ‪ ،‬اآلية ‪05‬‬
‫‪ - 3‬رمضان عبد اهلل صابر ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪39‬و‪40‬‬

‫‪10‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف حق اإلضراب عند المشرع الجزائري" اصطالحا"‬


‫إن تعريف اإلضراب باملفهوم االصطالحي يقتضي منا اإلشارة إىل أن هذا املصطلح "اإلضراب "‬
‫مل يستعمل و مل يكرس قانونا إال بعد صدور القانون ‪ 02/90‬املؤرخ يف ‪ 90/02/06‬بالقانون‬
‫‪1‬‬
‫‪ 27/91‬املتعلق بالوقاية من النزاعات اجلماعية يف العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب‪.‬‬
‫و أن املشرع اجلزائري مل يعرف احلق اإلضراب وإمنا اكتفى بالنص عليه كأحد احلقوق األساسية‬
‫املعرتف هبا للعامل و املوظف حيث كفل ممارسته مبوجب الدستور و قانون العمل و الوظيفة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫و لقد نص الدستور على هذا احلق يف املادة ‪ 02/61‬اليت جاء مفادها بأحقية اإلضراب يف‬
‫القطاع اخلاص‪.‬‬
‫وهذا ما كدته املادة ‪ 21‬من القانون ‪ 31/75‬املؤرخ يف ‪ 29‬افريل ‪ 1975‬املعدل باألمر‬
‫‪ 12/96‬و املتعلق بالشروط العامة بعالقات العمل يف القطاع اخلاص و اليت جاء مفادها على أهنا‬
‫‪2‬‬
‫قررت ممارسة حق اإلضراب طبقا لألحكام املادة ‪ 15‬منه‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز حق اإلضراب عن بعض المفاهيم المشابهة له ‪:‬‬
‫يعترب حق اإلضراب ظاهرة اجتماعية متواجدة يف معظم اجملتمعات جاء نتيجة تفاعل طبيعي‬
‫للزيادة يف تلبية و إشباع احلاجات و املتطلبات و حتقيق األهداف و تعكس اإلضرابات و تعمل على‬
‫تبيان الكثري من احلقائق سواء من حيث طبيعة هذه اإلضرابات و خلفيتها و أثارها‪.‬‬
‫خبالف حق اإلضراب الذي يعترب توقف عن العمل إال أن هناك عده مفاهيم أخرى مشاهبة له من‬
‫عدة جوانب و هذا ما ستناوله يف هذا املوضوع عرب فرعني سنفصلهما كاآليت ‪:‬‬

‫‪ - 1‬خليفي عبد الرمحن الوجيز يف منازعات العمل و الضمان االجتماعي ‪،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دون سنة ‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬ص‬
‫‪.26‬‬
‫‪2‬‬
‫عويسات لحسن ‪ ،‬الضمانات و الضوابط القانونية لممارسة حق اإلضراب في الوظيفة العامة ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر ‪،‬قسم الحقوق‪،‬جامعة‬
‫سعيدة‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2017-2016‬ص ‪20-19‬‬

‫‪11‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التمييز بين حق اإلضراب و االمتناع و الترك‪:‬‬


‫اإلضراب واالمتناع يتفقان من حيث اللغة يف أن كالمها يراد منه الكف من الشيء و خيتلفان يف‬
‫إن االمتناع يشمل الكف عن العمل و غري العمل أما اإلضراب فيقتصر عن الكف عن العمل فقط‬
‫و أيضا االمتناع ميتاز بالعموم على خالف اإلضراب الذي ميتاز باخلصوص أي أن االمتناع أكثر‬
‫عموما من اإلضراب‪.1‬‬
‫أما عالقة اإلضراب بالرتك تظهر جليا يف كوهنا حق فردي العامل و خيتلفان من حيث اللجوء إليه‬
‫و األثر املرتتب على كل منهما‪ ،‬فاألوىل ال بد من صفة اجلماعية للقيام به على عكس الرتك أما‬
‫‪2‬‬
‫الثانية فاإلضراب معد إىل الغري و لكن األثر املرتتب على الرتك قاصر على املرء نفسه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التمييز بين حق اإلضراب و المظاهرة و العصيان‪:‬‬
‫و تتجلى العالقة بينهما يف أن هدف اإلضراب و الغاية منه غالبا ما يكون خاص على عكس‬
‫املظاهرة يتجلى اهلدف منها ما يكون يف الغالب عاما الذي قد يكون من شخص مبفرده خبالف‬
‫املتظاهر‪.‬‬
‫أما العصيان فيعرف على انه االمتناع لغرض تغيري قانون معني أو نظام معني و يستمر حىت يتم‬
‫تغري القوانني و لكن اإلضراب هو امتناع عن العمل مدة معينة هبدف حتسني ظروف العمل‪.3‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التطور التاريخي لحق اإلضراب ‪:‬‬
‫يعترب حق اإلضراب من احلقوق املتأخرة يف جمال قانون العمل‪ ،‬حيث يعد اإلضراب من احلقوق‬
‫اليت جاءت بعد معاناة طويلة عرب املراحل التارخيية كما يؤكد املؤرخون أن اإلضرابات االجتماعية كافة‬
‫كثرياً ما حتصل و يعترب أول إضراب يف التاريخ يرجع إىل مصر و حتديداً يف احلضارة الفرعونية فرتة‬

‫‪ - 1‬جدي نرميان ‪ ،‬حق االضراب يف املؤسسات العمومية االقتصادية ‪،‬مذكرة ماسرت ‪،‬قسم احلقوقو ‪،‬كلية احلقوق و و العلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة ‪ ،2013 ،2012 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ - 2‬بن الشيخ مصطفى ‪،‬خليفي سعاد ‪،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت حق يف االضراب يف التشريع اجلزائري " " جامعة العقيد أمحد دراية ادرار‬
‫‪ ، 2015-2014-‬ص ‪.24‬‬
‫‪ - 3‬شطابة خدجية االضراب كوسيلة قانونية ملمارسة حق النقايب ‪ ،‬مذكرة ماسرت جامعة صاحلي امحد النعامة معهد احلقوق و العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم احلقوق‪،2015 ،2014 ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪12‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حكم امللك " رمسيس الثالث" عامي ‪1156-1187‬قبل امليالد ‪1‬و الذي قام به العمال الذين‬
‫كانوا يشيدون قرب الفراعنة من اجل تسديد أجورهم و أيضا ضد ظروف العمل‪ ،‬أما يف البلدان‬
‫األوربية مل يتم االعرتاف حبق اإلضراب بصورة صرحية و قانونية إال ابتداء من أواسط القرن العشرين و‬
‫هذا ما سنتطرق إليه يف هذا املطلب من خالل التطور التارخيي لإلضراب لكال من فرنسا وبعض‬
‫‪2‬‬
‫الدول األوروبية كفرع أول ويف اجلزائر كفرع ثاين‪ ،‬سنفصلهما كااليت ‪.:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التطور التاريخي لحق اإلضراب في فرنسا وبعض البلدان األوربية‬
‫أن اإلضراب كان يرتتب عليه عقوبات جنائية يف املراحل السابقة يف فرنسا دائما وبعض البلدان‬
‫األوربية األخرى حيث أنه مل يعرتف للعمال مبمارسة حق اإلضراب فيها بصورة صرحية دستوريا‬
‫وقانونيا إال ابتداء يف أوائل هذا القرن‪ ،‬حيث ظل اإلضراب من األمور املمنوعة اليت تعاقب عليها‬
‫قوانني العقوبات بل وحىت التحالفات واالتفاقات العمالية كانت ممنوعة يف كل من فرنسا وأملانيا‬
‫وبريطانيا ومل ينتهي هذا املنع يف فرنسا مثال إال مبقتضى قانون‪25‬ماي‪ 31864 .‬والذي مسي بقانون‬
‫عقود العمل اجلماعية والوساطة والتحكم الذي ذكر فيه اإلضراب بألفاظ عدة إال لفظ "إضراب"‬
‫فسمي مره "التوقف عن العمل" ومرة أخري "بالتوقف الجماعي عن العمل" وغريها من العبارات‬
‫‪،‬ولقد حتدث هذا القانون يف طياته عن اإلضراب املشروع والتوقف عن العمل الغري مشروع ومىت‬
‫تدفع الرواتب للمتوقفني عن العمل ومىت ال تدفع وما هي مدة اإلضراب وغريها من األمور املتعلقة‬
‫باإلضراب ورغم آن اإلضراب هو من احلريات املعرتف هبا لألجراء إال أن له خصائص حىت نسميه‬
‫هبذا االسم وإذا توافرت اخلصائص وقام اإلضراب فانه يرتب أثارا بعد انقضاءه وأثناءه جلهة األجراء‬
‫‪4‬‬
‫أو أرباب العمل أو األشخاص الثالثني‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد السالم ديب ‪ ،‬قانون العمل اجلزائري و التحوالت االقتصادية ‪،‬دار القضية ‪ ،‬اجلزائر‪2003 ،‬م‪،‬ص ‪.356‬‬
‫‪ 2‬بن الشيخ مصطفي ‪ ،‬خليفي سعاد ‪ ،‬املرجع سابق‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪ - 3‬بن الشيخ مصطفي ‪ ،‬خليفي سعاد ‪ ،‬املرجع سابق‪،‬ص‪.11-10‬‬
‫‪- 4‬عبد العزيز مجعة‪ ،‬احلق يف االضراب‪، ،‬ص‪03‬‬

‫‪13‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما يعترب حق اإلضراب من احلقوق اليت مل تأيت إال بعد نضال طويل ومرير للعمال عرب خمتلف‬
‫املراحل واألزمنة التارخيية وهو بذلك وليد احلق النقايب والذي مل يعرتف به للعمال بصفة قانونية‬
‫‪1‬‬
‫صرحية إال يف سنة‪1884‬حيث إن جمرد أن االتفاق أو التحالف بني العمال كان ممنوعا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التاريخي لحق اإلضراب في الجزائر‬
‫لقد اعرتفت اجلزائر علي غرار نظرياهتا من الدول األخرى حبق اإلضراب كونه حق من احلقوق‬
‫واحلريات األساسية للعمال حيث كرسته يف وثيقتها الدستورية وتركت مسألة تنظيمه وحتديد كيفية‬
‫ممارسته إيل النصوص التشريعية وبذلك يكون املشرع قد وفر احلماية القانونية لإلضراب على مستوى‬
‫‪2‬‬
‫النص كضمانه ملمارسته‪.‬‬
‫من املعلوم أن حق العمال اجلزائريني يف اللجوء إىل اإلضراب كان مهضوما من قبيل االستعمار‬
‫الفرنسي الذي كان مينع العمال اجلزائريني من ممارسة هذا احلق ويقتصره على العمال الفرنسيني مما‬
‫أدى ذلك إىل بروز احلركة العمالية والنقابية يف اجلزائر وذلك كرد فعل على الواقع االقتصادي‬
‫‪3‬‬
‫واالجتماعي والسياسي للجزائر الذي فرضه املستعمر منذ االحتالل إىل غاية االستقالل‪.‬‬
‫ورغم ذلك فقد ظل العمال ميارسون هذا احلق إىل أن مت إقراره والتنصيص عليه يف الدستور بدءا‬
‫من دستور ‪ 1989‬والسيما املادة ‪ 54‬انتهاء بدستور بتعديل دستور ‪ 2016‬والذي نص يف املادة‬
‫‪71‬يف الفقرة األوىل منها على ما يلي "إن احلق يف اإلضراب معرتف به وميارسه يف إطار القانون"‬
‫وجاء القانون رقم ‪ 02-90‬املؤرخ يف ‪ 10‬رجب عام ‪ 1410‬املوافق ل‪ 6‬فرباير‪ 1990‬واملتعلق‬
‫بالوقاية من النزاعات اجلماعية يف العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب ليكرس هذه املمارسة‬
‫ويؤكدها وقد ترسخ هذا احلق أكثر مع صدور األمر رقم ‪ 03-06‬املؤرخ يف مجادي الثانية عام‬
‫‪ 1427‬املوافق ل‪ 15‬جويلية ‪ 2006‬واملتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية حيث أن‬

‫‪ - 1‬صويدق أم اللة ونوضاله زينب حلق يف االضراب يف التشريع اجلزائري مذكرة خترج ‪،‬جامعة التكوين املتواصل أدرار ‪2015،1014‬‬
‫‪،‬ص‪05‬‬
‫‪ - 2‬عوسيات حلسن ‪ ،‬املرجع سابق‪،‬ص ‪.46‬‬
‫‪- 3‬بن الشيخ مصطفي ‪ ،‬خليفي سعاد ‪،‬املرجع سابق‪،‬ص‪10:‬‬

‫‪14‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املادتني ‪36‬و‪ 37‬منه منحت املوظف ممارسة احلق النقايب واحلق يف اإلضراب يف إطار التشريعات‬
‫‪1‬‬
‫املعمول هبا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الصيغة القانونية لممارسة حق اإلضراب ‪:‬‬
‫سنتناول يف املطلب األول العناصر املكونة حلق اإلضراب واملتمثل يف العنصر املادي والعنصر‬
‫املعنوي أما املطلب الثاين يتمثل يف إشكال حق اإلضراب واملتمثل يف اإلضراب التقليدي والدائري‪،‬‬
‫واإلضراب القصري أو املتكرر‪ ،‬اضربا إنتاجية واضرب احلماس ونتناوهلا كما يلي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عناصر حق اإلضراب ‪.‬‬
‫حلق اإلضراب عنصرين جوهرين البد من توافرها لكي نضفي على التوقف عن العمل صفة‬
‫اإلضراب املشروع فغياب ‪ ،‬أي عنصر من هذه العناصر يؤدي إىل انتفاء هذه الصفة أي صفة‬
‫اإلضراب و يتمثل هذان العنصرين يف‪ 2:‬العنصر املادي كفرع أول والعنصر املعنوي كفرع ثان وسنقوم‬
‫بدراستهما كما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬العنصر المادي لحق اإلضراب‬
‫و هذا العنصر ميثل العنصر اجلوهري حلق اإلضراب حيث يؤدي ختلفه إىل عدم إضفاء صفة‬
‫اإلضراب على التصرف الصادر عن العمال و يتمثل التوقف عن العمل يف امتناع العمال عن‬
‫الذهاب إىل أماكن العمل‪ ،‬و بالتايل عدم تنفيذ العمل العادي الذي كلفوا به‪ ،‬و هذا يقتضي إن‬
‫يكون العمال املضربني ملتزمون أصال يف تنفيذ العمل الذي امتنعوا عن تنفيذه سواء كان هذا االلتزام‬
‫الصادر بنص قانوين أم بشرط من شروط العمل فرديا أو مجاعيا أو الئحة داخلية أما إذا امتنع العمال‬
‫‪3‬‬
‫عن تنفيذ عمل غري ملزمني بأدائه مثل ساعات العمل اإلضافية فال يعترب ذلك إضرابا‪.‬‬

‫‪- 1‬ابوحيدة التومي‪ ،‬بكوش قدور‪ ،‬النقابة يف تنمية االجتماعية واالقتصادية ‪، ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة دراسات جامعة تطبيقية جلامعة‬
‫التكوين املتواصل ‪،2006/2007،‬ص‪23‬‬
‫‪ -2‬مصدق عادل طالب ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬د صالح علي على حسن ‪ ،‬تنظيم احلق يف اإلضراب دراسة يف التشريعات العربة و املقارنة ‪،‬دار اجلامعة اجلديدة طبعة ‪ ،2012‬ص ‪27‬‬

‫‪15‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما ال يعد إضرابا التوقف عن العمل برضا صاحب العمل الصريح أو الضمين كما أنه ال يشكل‬
‫إضرابا التوقف عن العمل يف األوقات اليت جرت العادة يف أن يتوقف العمل فيها مثل يف عيد العمال‬
‫‪1‬‬
‫يوم ‪ 1‬ماي‪.‬‬
‫و العنصر المادي لحق اإلضراب يتوافر على شرطني‪:‬‬
‫أوال‪ _:‬الشرط األول ‪ :‬التوقف الفعلي عن العمل‪ :‬يعترب هذا الشرط هو األهم لتحديد مفهوم‬
‫اإلضراب و يشتمل أساسا يف انقطاع العمال عن أداء العمل امللزمني به كما أنه جيب أن يكون‬
‫التوقف عن العمل كامال حيث وإن االستمرار يف العمل و لو بصورة بطيئة أ‪ ،‬العمل بغري الوترية‬
‫العادية ال يعترب إضرابا إال أننا نستثين الفئات املكلفة باحلد األدىن من اخلدمة و هذا ملا تنص عليه‬
‫القوانني و التنظيمات اخلاصة مبمارسة حق اإلضراب ‪.‬‬
‫و خيرج عن نطاق هذا الشرط امتناع العمال عن القيام بالعمل غري امللزمني به مثل العمل‬
‫الساعات إضافية‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬الشرط الثاين ‪ :‬التوقف الجماعي عن العمل‪ :‬و يقصد به أن يكون التوقف جلميع العمال‬
‫املعنيني باإلضراب و يعين هذا إن توقف عامل مبفرده عن أداء العمل ال يعد إضرابا فاإلضراب وكما‬
‫قلنا انه حق للعامل إال أنه ال يتم ممارسته إال بصورة مجاعية و يكفي فقط لتحقيق صفة اجلماعة و‬
‫هذا لكوهنا صفة أساسية يف اإلضراب امتناع عدد من العمال عن أداء عملهم امللزمني به‪.3‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم صاحل الصرايرة ‪ ،‬مشروعية اإلضراب وأثاره يف العالقة التعاقدية( دراسة مقارنة )‪ ،‬دار وائل‪ ،‬ط‪2012، 1‬ص ‪33‬‬
‫‪ - 2‬امحيه سليمان ‪ ،‬آليات تسوية منازعات العمل و الضمان االجتماعي يف القانون اجلزائري الطبعة ‪ ،5‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.139‬‬
‫‪ – 3‬بن الشيخ مصطفى ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪.17‬‬

‫‪16‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العنصر المعنوي لحق اإلضراب ‪:‬‬


‫ال يكفي إلضفاء صفة اإلضراب على توقف العمال عن العمل و أن يتم التوقف بصورة مجاعية‬
‫بل البد إضافة لذلك توافره عدة عناصر معنوية امجع الفقه على ثالثة(‪ )03‬منها تتمثل يف قصد‬
‫اإلضراب أو نية اإلضراب ‪-‬و تدبير اإلضراب ‪ -‬و السعي لتحقيق المطالب المهنية‪.1‬‬
‫أوال _ قصد اإلضراب ‪ :‬يعين انصراف إرادة العمال إىل التحلل املؤقت من تنفيذ شروط عقد‬
‫العمل و ذلك بامتناعهم عن أداء العمل املكلفني بأدائه‪ ،‬و مؤدى ذلك أن العامل املضرب يدرك‬
‫مسبقاً أنه ملتزم بأداء العمل أو أداء عمل معني و مع ذلك تتجه إرادته إىل التوقف عن أداء العمل و‬
‫هكذا فإنه ال يعد إضرابا رفض العامل أداء ساعات العمل اإلضافية غري امللزمة املفروضة من جانب‬
‫صاحب العمل بإرادته املنفردة و يرجع ذلك إىل أن قصد اإلضراب يعين نية اإلضراب على صاحب‬
‫العمل حبيث يكون وسيلة ضغط عليه حىت يستجيب ملطالب العمال املهنية‪.2‬‬
‫ثانيا _ تدبير اإلضراب " التواطئ"‪ :‬يقصد به أن يكون التوقف اجلماعي عن أداء العمل‬
‫املكلف بأدائه من طرف العمال ناتج عن اتفاق سابق أو الحق بني العمال لتحقيق مطالب مهنية‬
‫ختصهم مجيعا و عليه فإنه ال يتحقق اإلضراب باملفهوم الدقيق إذا يتعلق األمر مبجرد تزامن حاالت‬
‫‪3‬‬
‫التوقف فردية ألسباب خمتلفة‬
‫أ‪ .‬السعي لتحقيق مطالب مهنية‪ :‬و يقصد هبا أن يكون لإلضراب سبب أو أسباب مهينة أو‬
‫ذات صلة أو تأثري عن احلياة املهنية للعمال و يقتضي لتحقيق هذا الشرط التحديد املسبق للمطالب‪.‬‬
‫أما االمتناع عن العمل بدون أي هدف أو ألسباب سياسية فإنه يكيف على أنه غري مشروع‪ ،‬إال‬
‫أن القضاء الفرنسي يعترب اإلضراب مشروعا إذا كان سببه سياسي له تأثري أو عالقة بظروف العمل‬

‫‪ - 1‬ابرهيم صاحل الصرايرة ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.46-45‬‬


‫‪ - 2‬صاحل على حسن املرجع السابق‪،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ - 3‬ابرهيم الصرايرة ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.53 ،52‬‬

‫‪17‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مثال قرار سياسي خاص برفع األسعار أو قرار سياسي خاص بزيادة الضرائب على العمال‪.1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أشكال حق اإلضراب ( أنواعه)‬
‫ميكن تقسيم حق اإلضراب إىل أنواع خمتلفة و ذلك حبسب الزواية اليت يتم من خالهلا النظر إليه‬
‫فحق اإلضراب من حيث املشروعية قد يكون إضرابا مشروعاً أي يوافق األحكام و القيود اليت‬
‫فرضها املشروع للقيام به كما انه قد يكون إضرابا غري مشروع يتم مبخالفة القانون‪.‬‬
‫كما انه يتخذ حق اإلضراب صوراً و أشكاال خمتلفة إذا ما مت النظر إليه من حيث درجة شدته او‬
‫خطورته إذ ميكن تقسيمه إىل األنواع اآلتية‪ 2‬واليت أدرجناها عرب ثالث فروع ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلضراب التقليدي واإلضراب الدائري‬
‫أوال‪ :‬اإلضراب التقليدي‪:‬‬
‫و يقصد به أن ينقطع املضربون عن نشاطهم يف نفس الوقت و يرتكوا أماكن العمل أو أن يتغيبوا‬
‫عن الذهاب إليها و حىت هذا الشكل التقليدي‪ ،‬يكون يف غالب األحيان حمل خمطط موضوع و‬
‫مدروس مسبقاً و التحضري له يشمل يف آن واحد مسألة اندالعه و مدته احملتملة‪.3‬‬
‫و قد يطلق على هذا الشكل كذلك جمموعة التحريض على اإلضراب ‪Les piques de‬‬
‫‪ Greve‬حبيث تتبىن جمموعة من العمال اإلضراب و هم على العموم ممثلي العمال النقابني أو‬
‫املنتخبني خصيصاً هلذا الغرض و تقوم هذه اجملموعة بإقناع و محل باقي العمال على املشاركة يف‬
‫اإلضراب مستعملة كل الوسائل ما عدا ما كان منها ممنوعا كالتهديد و احتالل أماكن العمل‬
‫واستعمال العنف‪.‬‬

‫‪- 1‬بن الشيخ مصطفي – خليفي سعاد‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪17‬‬


‫‪- 2‬هيثم حامد املصاروة ‪،‬املتقي يف شرح قانون العمل "دراسة املقارنة" طبعة األوىل ‪،‬دار احلاهد للنشر و التوزيع‪ ،،‬عمان االردن‪،2008‬‬
‫ص ‪.324‬‬
‫‪- 3‬راشد راشد ‪ ،‬شرح عالقات العمل الفردية و اجلماعية يف ضوء التشريع اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪،‬اجلزائر‪،‬ص ‪.294‬‬

‫‪18‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و جيب أن يعمل منظمو اإلضراب على ضمان احلد األدىن من اخلدمة و احملافظة على‬
‫‪1‬‬
‫املمتلكات و امن املؤسسة مع وجوب تشكيل جلنة من العمال تتكفل هبذا العمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلضراب الدائري (بالتناوب)‬
‫ميس هذا النوع من اإلضراب أقسام و مصاحل املؤسسة بصورة دورية حيث يتطلب انسجاما‬
‫وختطيطا حمكما‪ ،‬و يتم هذا اإلضراب بالتناوب بني جمموعة من العمال يف مصلحة معينة يقومون‬
‫بالتوقف عن العمل‪.‬‬
‫مث يأيت دور مصلحة أخرى و ملدة زمنية معينة هبدف عرقلة النشاط داخل املؤسسة فهذا النوع من‬
‫اإلضراب ميثل الرد على تقسيم العمل اذ يستلزم خمطط التحرك األكثر دقة ‪2‬واألكثر تنظميها ألنه‬
‫يتطابق مع منطق التوقف عن العمل يف شكل إضرابات دائرية متتالية دون شل حركات النشاط و‬
‫املردودية يف املؤسسة و هو يف نفس الوقت متهيد لتهيئة العمال لالنقطاع التام عن العمل و هو أكثر‬
‫ضرراً من االنقطاع اجلماعي عن العمل يكلف صاحب العمل مصاريف باهضة‬
‫السيما أجور العمال املاكثني يف مراكز عملهم رغم ما تتكبده املؤسسة من خسائر جراء نقص‬
‫املوارد الناجتة عن نشاط العمال املضربني و لو استمر ذلك وقتا أطول‪.‬‬
‫كما أن هناك نوعني من اإلضراب الدائري يسمى "النوع األول‪ :‬باإلضراب األفقي"‬
‫و خيتص هذا النوع مبمارسة عمال صنف مهين معني و ينعكس سلبا على عمال صنف آخر تابع‬
‫للعمال‪ ،‬و"النوع الثاني‪ :‬اإلضراب العمودي" الذي جيمد العمل يف قطاع حمدد من املؤسسة دون‬
‫‪3‬‬
‫ميس القطاعات األخرى اجملاورة‪.‬‬

‫‪ -1‬خليفي عبد الرمحن ‪ ،‬الوجيز يف منازعات العمل و الضمان االجتماعي ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،2008 ،‬عنابة‪،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -2‬بن الشيخ مصطفي و خليفي سعاد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪..19‬‬
‫‪ -3‬رشيد واضح ‪،‬املرجع السابق ص ‪121-120‬‬

‫‪19‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلضراب القصير و المتكرر‬


‫هو عبارة عن توقف عن العمل بصفة متكررة و ملرات عديدة مع إبقاء العمال املضربني يف أماكن‬
‫عملهم يتخللها انقطاع تام عن العمل يف بعض األحيان ميتنع فيه العمال عن االلتحاق مبراكز‬
‫عملهم‪ ،‬أو يتأخر عن ذلك يف أوقات منتظمة ليستأنفوا العمل بعد ذلك‪ 1‬فهذا النوع من اإلضرابات‬
‫يتميز بأنه إضراب مفاجئ و خمطط بالنسبة ملنظميه حيتاج إىل نوع من الدقة و األحكام أي يكون له‬
‫‪2‬‬
‫دراسة مسبقة فيما يتعلق بفرتة االنقطاع فيه و مده استمراره و األهداف اليت يسعى من اجلها‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إضراب اإلنتاجية (اإلضراب البطيء) وإضراب االندفاع( الحماس)‬
‫أوال‪ : :‬إضراب اإلنتاجية (اإلضراب البطيء)‬
‫و يلتجأ العمال إىل هذا النوع من اإلضراب حبيث أهنم ال يتوقفون عن العمل و إمنا ينقصون من‬
‫فعاليتهم بالتخفيض إراديا و بصورة ملموسة من وترية اإلنتاج حبيث قد يصل النقص إىل ‪ %50‬أو‬
‫أكثر و قد تدوم احلركة اإلضرابية لعدة أيام مع اخنفاض يف اإلنتاج خيتلف حبسب أيام اإلضراب‬
‫‪3‬‬
‫البطيء فيوجد هنا أيضا خمطط لتخفيض اإلنتاج موضوع مسبقاً‬
‫فهذا النوع من اإلضراب له تأثري على أهم عنصر مكون له و هو التوقف الكامل عن أداء العمل‬
‫فالتخفيض من اجلهد يف هذه املرحلة يرتكز أساسا على بعض العمال ممن حيتلون مواقع ومناصب‬
‫حساسة يف املؤسسة اليت يعملون فيها كما ان هذا النوع من اإلضراب ميس مبدأ النية عند تأدية و‬
‫تنفيذ العمل‪.4‬‬

‫‪ -1‬سامر امحد موسي‪ ،‬تعريف اإلضراب العام و اخلاص و إشكاله املوقع االلكرتوين‪htt\\:google drive com:‬على الساعة‬
‫‪ 22:00‬يوم ‪2018/04/07‬‬
‫‪ - 2‬مربوكي سامل ‪،‬اجلديد امحد ‪،‬اآلليات القانونية املنظمة حلق اإلضراب ‪ ،‬مذكرة ماسرت ‪،‬قسم احلقوق جامعة أدرار‪ ،2016/2015‬ص‬
‫‪13‬‬
‫‪- 3‬راشد راشد‪، ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.299‬‬
‫‪ -4‬رشيد واضح ‪،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪122‬‬

‫‪20‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و يتم هذا النوع من اإلضراب أيضا يف إطار ختفيضي لوترية اإلنتاج بشكل إداري و يعد هذا‬
‫النوع األقل حدوثا ألنه ال يتناسب إال مع عدد قليل من األنشطة و األعمال‪ ،‬و يؤدي على أي‬
‫‪1‬‬
‫حال إىل حدوث أضرار مبؤسسة صاحب العمل‬
‫ثانيا ‪:‬إضراب الحماس أو االندفاع‬
‫كما يسمى أيضا بإضراب املبالغة يف النشاط و اإلضراب اإلداري و يتميز هذا الشكل بالزيادة و‬
‫التصعيد يف النشاط عن طريق املراعاة الدقيقة جلميع اإلجراءات اإلدارية اليت يتمسك هبا العمال‬
‫‪2‬‬
‫املضربون مما يؤثر سلبا على عالقة املستخدم مبتعامليه‬
‫كما يتخذ اإلضراب صبغة إدارية تتمثل يف عدم إمتام اإلجراءات اإلدارية خالل احلركة‬
‫االحتجاجية مع بقاء النشاط األساسي للمضربني مستمر‪.3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب نشوء حق اإلضراب و خصائصه‬
‫ويتضمن على فرعني األول أسباب نشوء اإلضراب والثاين خصائصه سنتناوهلا كما يلي ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسباب نشوء حق اإلضراب‬
‫هناك عدة أسباب خمتلفة و متنوعة لنشوب النزاعات اجلماعية من بينها اإلضراب ‪ .‬وتتلخص هذه‬
‫األسباب فيما يلي‪:‬‬
‫*ضعف اإلدارة في تجنب مواجهة هذه النزاعات" اإلضراب " و عدم حسم المشاكل و‬
‫تباين المواقف "الظلم" أي عندما ال تتخذ اإلدارة قرارات حامسة اجتاه اخلروج عن أسلوب احلوار‬
‫املقبول ‪ ،‬فإن النزاعات العمالية تتحول إىل مشاجرات و مؤامرات و عندما ال يتوفر العدل من طرف‬

‫‪ -1‬بشري هديف ‪،‬الوجيز يف شرح قانون العمل ‪(،‬عالقات العمل الفردية واجلماعية) جسور للنشر والتوزيع طبعة ‪، 2‬اجلزائر‪ ،2003،‬ص‬
‫‪.203-202‬‬
‫‪ -2‬خليفي عبد الرمحن ‪ ،‬الوجيز يف منازعات و الضمان االجتماعي ‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.68‬‬

‫‪21‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫صاحب العمل اجتاه بعض العمال على حساب غريهم فإن اخلالفات تزيد و بالتايل تؤدي إىل نشوء‬
‫حالة اإلضراب ‪.1‬‬
‫*عدم وضوح نظم العمل تؤدي إىل الكثري من النزاعات حول مسؤوليات العمل و كيفية تأدية‬
‫العمل ينشر الغموض يف تأدية املهام‪.‬‬
‫*عدم وجودا اتصاالت ناتجة و عدم تنوع وسائل االتصال وبالتايل فإن االتصال املباشر بني‬
‫صاحب العمل والعمال ( لغة احلوار) يقلل سوء الفهم الذي قد حيدث أو يلغيه‪.‬‬
‫و قد ينشأ اإلضراب بسبب عدم حتديد املسؤوليات بني العمال داخل املؤسسة‪.‬‬
‫*عدم استخدام الموارد بشكل منتظم‪ :‬يعد من أسباب نزاعات العمل و التنازع على موارد‬
‫العمل مثل األجهزة و املعدات و أدوات النقل و كل اخلدمات العامة لذلك فإن وضع نظم‬
‫الستخدام فعده املوارد يقلل من النزاعات‪.2‬‬
‫*عدم تحقيق العدل‪ :‬الشعور بالظلم واالهانة من أقوى األسباب املؤدية للنزاع و بالتايل البد من‬
‫حتقيق من طرف املدير أو رب العمل إىل املشرفني و املساعدين و املرؤوسني‬
‫*الترقية‪ :‬تعترب الرتقية من األسباب اليت تؤدي إىل حدوث نزعات فقد يكون قيام نظام الرتقية‬
‫يأخذ بعض الطرق امللتوية تسودها احملسوبية و هذا عدم قيامه برتقية شخص على حساب شخص‬
‫آخر‪.‬‬
‫األجر‪ :‬من بني أهم األسباب الرئيسية و املهمة اليت تؤدي إىل حدوث "اإلضراب " و هذا راجع‬
‫إىل غالء املعيشة و زيادة احتياجات العمال‪.‬‬
‫ظروف العمل‪ :‬و هي كذلك احد أسباب وجود نزاعات باملؤسسات اخلاصة إذا كانت املؤسسة‬
‫مبناطق نائية أو معزولة ألهنا حتتاج إىل وسائل نقل و مواصالت مثل مناطق اجلنوب ألهنا تستدعي‬
‫وجود إمكانيات هتيئ ظروف العمل لتتالءم مع جهود العمال‬

‫‪ -1‬تقليل من نزاعات العمل على الربط‪http\\www.dz.com\froum\show thread;php?t.764:‬يوم ‪10‬مارس‬


‫‪ 2018‬على الساعة ‪22:33‬‬
‫‪-2‬جدي نرميان ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪24‬‬

‫‪22‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫*إضافة إىل هذه األسباب هناك أسباب أخرى منها التسريح لبعض العمال‪ ،‬و ها جيعل اآلخرين‬
‫يرفضون هذا التصرف و بالتايل خيلق نوع من النزاع يعرب عنه بالقيام مصرفات ممثل اإلضراب‬
‫باإلضافة للتسريح اجلماعي للعمال قد يكون سببه صاحب العمل و لكن العمال يرفضون و يعربون‬
‫‪1‬‬
‫عنه باإلضراب اجلماعي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص حق اإلضراب‬
‫لقد تضمنت نصوص القوانني االجتماعية لسنة ‪ 1990‬مببدأ االعرتاف حبق اإلضراب و ذلك‬
‫على أساس أحكام القانون الدويل إذ أن قانون ‪ 02/90‬املؤرخ يف ‪ 1990/02/06‬واملتضمن‬
‫الوقاية من النزاعات اجلماعية يف العمل و كيفية تسويتها وممارسة حق اإلضراب كان متماشيا مع‬
‫‪2‬‬
‫املبادئ اليت جاءت هبا االتفاقيات الدولية للمنظمة العاملية للعمل‪.‬‬
‫فإن القانون اجلزائري للعمل حدد يف إطار التكفل حباالت خرق اإلجراءات اخلاصة باإلضراب‬
‫عقوبات ترتاوح بني الغرامة و احلبس أو االثنني معا‬
‫و تتمثل احلاالت اليت يعتربها املشرع كحاالت من شأهنا أن تعرض مرتكبها إىل عقوبات جزائية‪:‬‬
‫التسبب أو حماولة التسبب يف التوقف اجلماعي و التشاوري للعمل املخالف األحكام القانون‬
‫‪ 02/90‬املذكور أعاله‪.‬‬
‫اصطحاب التوقف اجلماعي عن العمل للعنف أو االعتداء على األشخاص أو املمتلكات‬
‫ممارسة املناورة االحتيالية أو التهديد أو العنف أو االعتداء املستهدف عرقلة حرية العمل مبفهوم‬
‫القانون ‪ 02/90‬املذكور أعاله‪.3‬‬

‫‪ -1‬الشايب امال‪ ،‬أثر النزاعات العمل اجلماعية على انتجاية املؤسسة االقتصادية العمومية اجلزائرية مذكرة ماسرت‪،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪،‬ورقلة‪ 2013/2012،‬ص ‪27،26‬‬
‫‪ -2‬صويدق امي الله ‪ ،‬نوضالة زينب ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪16‬‬
‫‪- 3‬موسى أمحد سامر ‪،‬حق االضراب ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬بن عكنون اجلزائر‪ ،‬جوان‪ ،2006 ،‬ص‪11‬‬

‫‪23‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األساس القانوني لحق اإلضراب وأهميته‪:‬‬


‫ويتضمن هذا املطلب على فرعني الفرع األول األساس القانوين حلق اإلضراب أما الفرع الثاين يتضمن‬
‫‪:‬‬ ‫أمهية حق اإلضراب وسنتناوهلا يف فرعني وسنتناوهلا كما يلي‬

‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوني لحق اإلضراب‬


‫يتجلى أساس حق اإلضراب باعتباره أحد أهم نتائج النضاالت النقابية باستناده على عدة أسس‬
‫و مصادر خمتلفة سواء كانت داخلية و دولية دستورية و قانونية ‪ ،‬و اتفاقية و ان هذه األسس هي‬
‫اليت تشكل مصادر تكريسه يف خمتلف النظم القانونية السيما الدميقراطية منها حيث ال نكاد جند‬
‫دستوراً من الدساتري احلديثة للدول األوربية كفرنسا و بريطانيا و أملانيا و الواليات املتحدة األمريكية‬
‫ال يعرتف حبق اإلضراب‪..1‬‬
‫تاركا مسألة حتديد كيفيات ممارسة للنصوص التشريعية و االتفاقية و كما نص املشرع اجلزائر يف‬
‫الدساتري السابقة ‪1989‬و ‪ 1996‬وكاد القانون احلايل و اعتربه حقا من احلقوق الدستورية‪.2‬‬
‫كما جسدته القوانني االقتصادية و االجتماعية الصادرة السيما قانون ‪ 02-90‬املؤرخ يف ‪06‬‬
‫فيفري ‪ 1990‬و املتعلق بالوقاية من النزاعات اجلماعية يف العمل و تسويتها و ممارسة حق يف‬
‫اإلضراب الذي نصت عليه املادة ‪ 24‬منه إىل نصت على انه " إذا استمر اخلالف بعد استفاد‬
‫إجراءات املصاحلة و الوساطة و يف غياب طرق أخرى للتسوية قد نرد يف عقد أو اتفاقية بني الطرفني‬
‫ميارس حق العمال يف اللجوء إىل اإلضراب وفقا للشروط والكيفيات احملددة يف أحكام هذا‬
‫القانون‪.3‬‬

‫‪-1‬امحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪138،137‬‬


‫‪- 2‬حق يف اإلضراب ‪ ،www.mactaba.com ،‬يف يوم األحد ‪ 25‬أكتوبر ‪10:47 ، 2017‬‬
‫‪- 3‬تصت املادة ‪ 71‬من دستور ‪ " 2016‬احلق يف اإلضراب معرتف به و ميارس يف إطار القانون ‪ ،‬ميكن أن يصبح القانون هذا احلق أو‬
‫جيعل حدوداً ملمارسة يف ميدان الدفاع الوطين و األمن و يف مجيع اخلدمات أو األعمال العمومية ذات املنفعة احليوية للمجتمع"‬

‫‪24‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية الحق في اإلضراب‬


‫يعترب احلق يف اإلضراب هنج تتعلم فيه الفئة العمالية كيف تطالب فيه حبقوقها و الدفاع عنها‬
‫فحق اإلضراب يقوم بتقوية و تدعيم مطالب العمال باإلضافة إىل بفتح عيون العمال و يكشف هلم‬
‫واقع احلياة العملية من خالل األمهية اليت يعكسها و نظراً ملا هلذا احلق من دور مؤثر ‪ ،‬وسيتم توضيح‬
‫أمهية احلق يف اإلضراب من خالل اإلشارة إىل عدة جوانب قانونية و اجتماعية‪ 1.‬سندرسها كما يلي‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬أهمية حق اإلضراب من الناحية القانونية‪:‬‬
‫يثري احلق يف اإلضراب جدال كبرياً رغم أن األغلبية تتفق على انه من احلقوق األساسية و اليت‬
‫نظمتها املعاهدات و االتفاقيات الدولية و اعرتفت هبا الدول مبجرد التوقيع عليها واالنضمام هلا و‬
‫هلذا يشرتط تنظيمه حبيث ال يؤثر على املواطنني و ال يضر يف نفس الوقت االقتصاد الوطين و هكذا‬
‫يتبني لنا و يتضح إن حق اإلضراب مكفول لعمال املرافق العامة و القطاع اخلاص يف إطار القانون و‬
‫الذي ميكن حظره و تقيده بالنسبة لبعض العاملني مبا يضمن عدم اإلخالل باألمن القومي و النظام‬
‫‪2‬‬
‫العام‬
‫و مبا أن الدولة ملتزمة بأحكام املعاهدات اليت صادقت عليها فإن حق اإلضراب مكفول و مينع‬
‫اختاذ أي إجراء من شأنه حرمان ممارسة هذا احلق فال يتصور ان بلداً يتجه حنو األخذ بنظم‬
‫الدميقراطية اليت حترص كل احلرص على احلريات الفردية و اجلماعية ان حترم الطبقة العاملة من الظفر‬
‫حبقوقها و اليت هي مكفولة و لو من الناحية النظرية‬

‫‪ 1‬بن الشيخ مصطفي ‪،‬خليفي سعاد‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪22‬‬


‫‪ 2‬حممد الشرقاين مدى مشروعية االضراب العمايل اطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية ‪ ،‬جامعة‬
‫حممد اخلامس ‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الدراسية‪ ،1991،1990 ،‬ص ‪28‬‬

‫‪25‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و يؤدي حق اإلضراب إىل أمهية إعادة التوازن بني العمال و أرباب العمل يف عالقة العمل أو‬
‫املؤسسات و من جهة أخرى القيام باإلضراب يؤدي إىل إجياد قواعد قانونية اتفاقية تكفل محاية‬
‫‪1‬‬
‫العمال و تعطيهم مزايا أفضل‪.‬‬
‫_ ثانيا‪ :‬أهمية حق اإلضراب من الناحية االجتماعية‪:‬‬
‫يعترب حق اإلضراب على انه رد فعل عن حالة واقعية تعرب عن مصاحل و مطالب العاملني يف‬
‫مواجهة مستخدميهم و رؤسائهم و ملا كان اجملال الطبيعي هلذه املصاحل هو اجملال االجتماعي فإن‬
‫العالقة بني حق اإلضراب و تلك املصاحل تدخل ضمن احلريات العامة املعرتف هبا و ذلك هبدف‬
‫‪2‬‬
‫إعادة التوازن االجتماعي و عالوة على أن حق اإلضراب يعد احد هاته احلقوق االجتماعية‪.‬‬
‫إذا مت إغفال حق اإلضراب قد يكون له أضرارا و عواقب و خيمة تتوضح يف صورتني‪:‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬األداء السليب للعمال من خالل التكاسل يف األداء و اإلمهال و كثرة الغياب و‬
‫عدم مراعاة قواعد العمل و هذا كله للتعبري عن سخطهم‬
‫الصورة الثانية‪ :‬حدوث إضرابات و فوضى غري حمددة بقواعد و أنظمة و هذا ما يرتك اثر على‬
‫العالقات االجتماعية و على مستوى اإلنتاج‬
‫فاإلضراب حيقق متطلبات اجملتمع من خالل ضمان مستوى مقبول من األجور و الذي ينعكس‬
‫بدوره على اإلنتاج‪ ،‬حيث أن حق اإلضراب يسعى إىل تنظيم و متاسك العمال داخل املؤسسة و‬
‫العالقات املهنية‪ 3‬و االجتماعية بني األشخاص و ملختلف طبقات اجملتمع وهوما يضمن احلركة‬
‫املستمرة للمؤسسة‪ ،‬وحتقيق أهدافها و رفع إنتاجها‪ ،‬وهذا كله من خالل التنظيم والتخطيط اجليد و‬
‫ذلك الن املؤسسة تسعى إىل االبتعاد عن الوقوع يف املشاكل و خاصة يف اجملال االقتصادي واملايل و‬
‫هذا يؤدي إىل تلبية حاجيات ورغبات اجملتمع وذلك من خالل رفع اإلنتاج من طرف العمال ‪.‬‬

‫‪ 1‬كمال خملوف اإلطار التنظيمي االتفاقية العمل اجلماعية يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬املركز اجلامعي ‪،‬البويرة‪ ،‬اجلزائر‪،‬العدد‪ ، 2011 ،04،‬ص‬
‫‪.89‬‬
‫‪ 2‬علي عوض حسني ‪ ،‬الوحيز يف شرح قانون العمل اجلديد‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬مصر ‪ ،2003‬ص ‪.797‬‬
‫‪ 3‬كمال خملوف‪ ،‬نفس املرجع‪،‬ص ‪.90‬‬

‫‪26‬‬
‫االطار المفاهيمي لممارسة حق االضراب‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما أن حق اإلضراب يقلل من املنافسة مما يضمن جتنب العمال لألضرار الناجتة عن العمل‬
‫املؤدى داخل املؤسسة املستخدمة و أيضا يعمل اإلضراب على تكريس و حتقيق املساواة بني العمال‬
‫من قبل أرباب العمل‪ ،‬وهذا اهلدف الذي كافحت و سعت الطبقة العاملة طويال لتحقيقه و‬
‫تكريسه‪.1‬‬

‫‪ 1‬على عوض حسني املرجع السابق‪،‬ص ‪.799‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب‬
‫في التشريع الجزائري‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يقصد به جمموعة القواعد و األحكام القانونية و التنظيمية اليت حتدد كيفيات ممارسة هذا‬
‫احلق و تفادي ألية ممارسة تعسفية له‪ ،‬و كذا محاية حلقوق و مصاحل أصحاب العمل و اجملتمع من‬
‫النتائج السلبية الناجتة عن املمارسة التعسفية والفوضوية على احلق املكفول دستوريا سنتطرق يف‬
‫هذا الفصل إىل مبحثني‪ :‬املبحث األول نتناول فيه كيفيات ممارسة حق اإلضراب وتندرج حتته‬
‫ثالث(‪ )03‬مطالب واملبحث الثاين حتت عنوان األحكام التنظيمية ملمارسة حق اإلضراب‬
‫وتندرج أيضا حتته ثالث(‪ )03‬مطالب سنتناول دراستها بالتفصيل كما يلي‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬كيفيات ممارسة حق اإلضراب‬


‫لكي يكون اإلضراب مشروعا ضمن احلقوق ال بد من إلزامية إسناده إىل عدة مصادر قانونية‬
‫سواء كانت داخلية أو خارجية مع مراعاة و حتديد كيفيات ممارسة بالنصوص و القوانني املنظمة‬
‫هلذا احلق "اإلضراب " و كذا مع حتديد اجملال الذي سينصب و ميارس فيه ‪،‬فحق اإلضراب هو‬
‫عبارة عن طريق يسمح به القانون هبدف املصلحة االجتماعية و املهنية للعمال و يف هذا املبحث‬
‫سوف نتطرق إىل ‪ 3‬مطالب سندرجها كما يلي ‪:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط القانونية لممارسة الحق في اإلضراب في القانون الجزائري‬
‫تبعاً ملا يتميز به حق اإلضراب عن أمهية يف مسرية العالقات املهنية و ما قد يرتتب عنه من‬
‫أخطار و أضرار يف خمتلف اجملاالت أمهها االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬فقد مت أحاطته من طرف‬
‫التشريعات و االتفاقيات بعناية كبرية حيث خصصت هذه األخرية حلق اإلضراب جمموعة من‬
‫الشروط و اإلجراءات ملمارسة و تكريس ‪ ،‬بالرجوع إىل القانون رقم ‪ 02/90‬جند أن املشرع‬
‫اجلزائري وضع جمموعة من الشروط و الضوابط اإلجرائية املنظمة لكيفيات ممارسة حق اإلضراب‬
‫و حىت ميارس يف إطار قانوين منتظم ‪ ،‬و تتمثل هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أن يكون تحت إشراف هيئة نقابية‬
‫ويتجلى ذلك يف التزام مجيع العمال واملوظفني املستخدمني باملشاركة يف تنظيم وتسيري املرافق‬
‫العمومية ألنه جوهر مبدأ الدميقراطية اإلدارية ويتمثل ذلك يف حق املراقبة واملشاركة يف إدارة املرفق‬
‫وتسيري شؤونه الوظيفية‪ 1،‬وكذا السماح للموظفني بتشكيل أو إنشاء نقابات وظيفية لإلحساس‬
‫هبذه املسؤولية اليت أصبحت وسيلة ضغط على السلطة العامة يف الدولة للتعبري عن مطالبهم املهنية‬
‫من خالل أجهزة تتوىل الدفاع عن حقوقهم املكفولة قانونا ويتعلق األمر هنا حبق العمال أو‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف ‪،‬الوظيفة العامة يف التشريع اجلزائري ‪،‬دراسة يف ظل االمر ‪،03/06‬والقوانني األساسية اخلاصة ‪،‬مدعمة باجتهادات‬
‫جملس الدولة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع ‪،‬الطبعة االوىل‪،‬اجلزائر‪،2015،‬ص ‪124‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املوظفني بإنشاء نقابات واالنضمام إليها وهو حق مجاعي يهدف إىل الدفاع عن املصاحل املهنية‬
‫‪1‬‬
‫للعامل أو املوظف العمومي وتنظيمه وإيصال صوته وتبليغه للجهات املعنية‬
‫وتعرف النقابة‪ :‬لغة على أهنا كلمة مشتقة من الفعل نقب برفع النون ويقال نقب على القوم‬
‫مبعىن صار نقيبا عليهم وكلمة نقيب هنا تعين كبري القوم أو العميد ‪ ،‬أما يف االصطالح النقيب هو‬
‫ذلك الشخص الذي ينتخب من طرف فئة أو مجاعة هبدف االهتمام بشؤوهنم ومحاية مصاحلهم‬
‫‪2‬‬
‫والدفاع عنها‬
‫أما املعىن القانوين فيمكن تعريف النقابة على أهنا تلك املنظمة اليت تتكون بطريقة حرة من‬
‫مجاعة من العمال لتمارس نشاطها مهنيا بقصد الدفاع عن مصاحل أعضائها وترقية أحواهلم والتعبري‬
‫‪3‬‬
‫عنهم على الصعيد املهين والوطين باملنازعة واملسامهة‬
‫أما املشرع اجلزائري مل يعط تعريفا للنقابة وإمنا اكتفى بذكر حق العمال وأرب العمل يف تكوينها‬
‫وذلك من خالل املادتني ‪ 02‬و‪ 03‬من القانون ‪ 14/90‬املعدل واملتمم بالقانون رقم ‪30/91‬‬
‫‪4‬‬
‫املؤرخ يف ‪1991/12/21‬‬
‫وبالرجوع إىل القانون ‪ 14/90‬املذكور أعاله الذي حدد اهلدف من وراء تشكيل منظمات‬
‫نقابية واملتمثل يف الدفاع عن املصاحل املادية واملعنوية للعمال األجراء نستنتج ضرورة إشراف النقابة‬
‫على تنظيم ممارسة حق اإلضراب هذا األخري الذي ميارس هبدف املطالبة بتحقيق املطالب املهنية‬
‫املشروعة للعمال باعتبارها ضمانة هامة حلماية حق اإلضراب الن العامل أو املوظف ضعيف‬
‫مبفرده قوي مع اجلماعة السيما أن املشرع اجلزائري وفر احلماية ملمارسة احلق النقايب من خالل منع‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪125 -124‬‬


‫‪2‬عويسات حلسن ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪68‬‬
‫‪3‬بورزيق خرية احلق النقايب بني قانون العمل يف اجلزائر واالتفاقيات الدولية للعمل ‪،‬مذكرة ماسرت ‪ ،‬قسم احلقوق ‪،‬جامعة الطاهر موالي‬
‫‪،‬سعيدة‪،2014/2013 ،‬ص‪16‬‬
‫‪4‬القانون ‪ 14/90‬املؤرخ يف ‪02‬جوان‪ 1990‬يتعلق بكيفيات ممارسة احلق النقايب املعدل واملتمم بالقانون ‪ 30/91‬املؤرخ يف‬
‫‪21‬ديسمرب‪ 1991‬واألمر رقم ‪ 12/96‬املؤرخ يف جوان ‪1996‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ممارسة الضغوطات والتهديدات تعارض املنظمات النقابية أو توقيع تأديبية فضل على توقيع غرامة‬
‫‪1‬‬
‫مالية على أية عرقلة من شأهنا متس حرية ممارسة احلق النقايب‬
‫ولقد منحت املادة ‪ 38‬من القانون ‪ 14/90‬السالف الذكر للمنظمات النقابية صالحية‬
‫املشاركة يف املفاوضات والعمل على الوقاية من خالفات العمل وتسويتها وممارسو حق اإلضراب ‪،‬‬
‫كما تنص املادة ‪ 42‬من نفس القانون على أنه عندما ال تتوفر يف أي منظمة نقابية الشروط‬
‫املنصوص عليها يف املادتني ‪35‬و‪ 40‬من هذا القانون يتكفل متثيل العمال األجراء ممثلون‬
‫ينتخبهم مباشرة جمموع هؤالء العمال لضرورة التفاوض اجلماعي والوقاية من النزاعات اجلماعية يف‬
‫‪2‬‬
‫العمل وتسويتها وذلك حسب ما هو منصوص عليه يف املادة ‪ 41‬من نفس القانون‪.‬‬
‫وبالرجوع إىل القانون رقم ‪ 02/90‬املتعلق بالوقاية من نزاعات اجلماعية يف العمل وتسويتها‬
‫وممارسة حق اإلضراب السالف الذكر جنده قد نص على أن تدرس وضعية العالقات االجتماعية‬
‫واملهنية داخل اإلدارة العمومية يف اجتماعات دورية بني ممثلي العمال وممثلي اإلدارة يف إطار الوقاية‬
‫من النزاع اجلماعي يف العمل‪ ،‬كما تستدعي محاية العمال مببادرة من ممثلي العمال لعقد مجعية‬
‫‪3‬‬
‫عامة وهذا حسب نص املادتني ‪ 15‬و‪ 27‬من القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر‬
‫ولقد جاءت املادة ‪ 04‬من هذا القانون باملقصود بعبارة "ممثلي العمال" واليت تدل على‬
‫املمثلني النقابيني‬

‫‪1‬انظر املادتني ‪ 34‬و‪ 35‬من القانون ‪ 14/90‬املرحع السابق ‪،‬‬


‫‪2‬عويسات حلسن ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪72‬‬
‫‪3‬عبد اجمليد صغري بريم‪ ،‬احلق النقايب يف معايري العمل الدولية والقانون اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل املاجيستري ‪،‬قسم احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‬
‫‪،2004/2003،‬ص ‪96‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إذن لقد نظم املشرع اجلزائري احلق النقايب الذي يكفل ممارسة حق اإلضراب وذلك من خالل‬
‫مشاركة املنظمة النقابية يف تسوية النزاعات اجلماعية يف املؤسسات واإلدارات العمومية وتنظيم‬
‫‪1‬‬
‫ممارسة هذا احلق‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروع في اإلضراب إال بعد استنفاذ كافة وسائل التسوية الودية‬
‫نصت املادة ‪ 24‬من القانون ‪ 02/90‬و املتعلق بالوقاية من النزعات اجلماعية يف العمل و‬
‫تسويتها و ممارسة احلق يف اإلضراب على انه "إذا استمر اخلالف بعد استنفاذ إجراءات املصاحلة‬
‫و الوساطة املنصوص عليها أعاله‪ ،‬و يف غياب طرق أخرى للتسوية قد ترد يف عقد أو اتفاقية بني‬
‫طرفني ‪ ،‬ميارس حق العمال يف اللجوء إىل اإلضراب وفقا للشروط و الكيفيات احملددة يف أحكام‬
‫هذا القانون" وبذلك يكون املشرع اجلزائري قد جعل من الوسائل التسوية الودية حلل نزاعات‬
‫العمل اجلماعية شرط إلزامي إلحالل مبدأ السلم االجتماعي‪ ،‬و عليه فإن املشرع هبدف بفرضه‬
‫على أطراف عالقة العمل هذه اآلليات كإجراء إلزامي من خالله التوجه إىل التفاوض و احلوار و‬
‫‪2‬‬
‫استبعاد قد اإلمكان منطق املواجهة بني إطراف النزاع‪.‬‬
‫كما جيب أن يسبق قرار اإلضراب اتفاق الطرفني على اللجوء إىل التحكيم حيث ان هذا‬
‫بل و يقف إذا كان قد شرع فيه ‪،‬حيث نصت املادة ‪ 25‬من‬ ‫األخري يوقف قرار اإلضراب‬
‫القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر هبذا الشأن بأنه " ال ميكن اللجوء إىل ممارسة اإلضراب و يوقف‬
‫اإلضراب الذي شرع فيه مبجرد اتفاق الطرفني يف اخلالف اجلماعي يف العمل على عرض‬
‫خالفهما على التحكيم " و معين هذا أن اللجوء إىل التحكيم كما سبق تبينه يفرض تطبيقه و‬
‫االلتزام به من قبل الطرفني حبكم القانون وفق إلحكام نص املادة ‪ 13‬الفقرة ‪ 02‬من القانون‬
‫‪ 02/90‬السالف الذكر‪ ،‬و ذلك الن أمر اللجوء إىل التحكيم أمراً اختياراً من حيث املبدأ إال أن‬

‫‪1‬عويسات حلسن ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪73‬‬


‫‪2‬كمال خملوف ‪ ،‬مبدأ السلم االجتماعي يف تشريع العمل اجلزائري بني آلية التفاوض كأساس لتكريس املبدأ و االضراب كوسيلة ضغط‬
‫‪ ،‬رسالة نيل شهادة دكتواره يف العلوم ‪ ،‬كلية احلقوق جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬اجلزائر ‪،2014 ،‬ص ‪.274‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جمرد االتفاق على اللجوء إليه يفقد املتنازعني هذه احلرية و يلزم مسبقاً باالمتثال لقرار التحكيم و‬
‫االلتزام بتنفيذه و هو ما يؤدي بنا القول بأن اللجوء إىل التحكيم هو وسيلة من وسائل تفادي‬
‫‪1‬‬
‫اإلضراب‬
‫الفرع الثالث‪ :‬موافقة جماعة العمال على اإلضراب‬
‫و يقصد به أن يتم استدعاء مجاعة العمال املعنيني إىل مجعية عامة يف مواقع العمل املعتادة بعد‬
‫إعالم املستخدم‪ ،‬قصد إعالمهم بنقاط اخلالف املستمر و البث يف احتمال التوقف اجلماعي عن‬
‫العمل املتفق عليه‪.2‬‬
‫وهذا ما جاءت به املادة ‪ 27‬من القانون ‪ 02/90‬و املتعلق بالوقاية من النزعات اجلماعية يف‬
‫العمل و تسويتها و ممارسة حق يف اإلضراب على انه " تستدعى يف احلاالت املنصوص عليها يف‬
‫املادة ‪ 04‬أعاله‪ ،‬مجاعة العمال املعنيني مببادرة من مثلي العمال‪ ،‬كما حتددهم املادة ‪02/ 04‬‬
‫من هذا القانون إىل مجعية عامة يف مواقع العمل املعتادة و ذلك بعد إعالم املستخدم قصد‬
‫إعالمهم بنقاط اخلالف املستمر و البت يف احتمال التوقف اجلماعي عن العمل املتفق عليه و‬
‫تستمع مجاعة العمال إىل ممثلي املستخدم أو السلطة اإلدارية املعينة بناء على طلبهم‪.3‬‬
‫و ان يكون التعبري عن اإلرادة لكل حرية خبصوص اللجوء إىل اإلضراب و دون أكراه أو‬
‫ضغط أو انفعال و يتم ذلك يف مجعية عامة تضم كافة العمال أو أغلبيتهم على اقل تقدير يعربون‬
‫عن رغبتهم أو عدم رغبتهم يف اإلضراب عن طريف االقرتاع السري املباشر و هذا ما نصت عليه‬
‫املادة ‪ 28‬من القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر" يوافق على اللجوء إىل اإلضراب عن طريف‬
‫االقرتاع السري و تكون املوافقة بأغلبية العمال اجملتمعني يف مجعية عامة تضم نصف عدد السري‬
‫العمال الذين تتكون منهم مجاعة العمال املعنية على األقل"‬

‫‪- 1‬أمحية سليمان ‪، ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.149،148‬‬


‫‪- 2‬مربوكي سامل ‪ ،‬اجلديد امحد ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪22‬‬
‫‪- 3‬نيل صفر‪ ،‬تشريعات العمل نصا و تطبيقاً‪ ،‬دار اهلدي ‪ ،‬اجلزائر‪،2009 ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما قليلة العمال الرافضني لإلضراب فيحق هلم متابعة العمل و ال جيوز للعمال املضربني إجبار‬
‫العمال الغري مضربني عن التوقف عن العمل فإن كان القانون حيمي حق العامل يف اللجوء إىل‬
‫اإلضراب فإنه حيمي يف املقابل حق و حرية العامل يف ممارسة عمله‪ ،‬لذا تنص املادة ‪ 34‬من‬
‫القانون ‪ 02/90‬على أنه" يعاقب القانون عرقلة حرية العمال و نقد عرقلة حرية العمال كل‬
‫فعلمن شأنه ان مينع العامل أو املستخدم أو ممثليه هي االلتحاق مبكان عمله املعتاد أو مينعهم من‬
‫استئناف ممارسة نشاطهم املهين أو مواصلته بالتهديد أو املناورات االحتيالية أو العنف و االعتداء‬
‫" مبعىن ان العامل الذي ال يتفق و اإلضراب يبقي حراً يف تأدية عمله و ال يعترب ملزما باالتفاق‬
‫الذي اختذ باألغلبية و هذا ما يتناىف و القواعد الدميقراطية املعمول هبا‪.1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أن يسبق الشروع في اإلضراب منح صاحب العمل مهلة إخطار مسبقة‬
‫و يقصد هبا إعالم صاحب العمل و إخباره بقرار اللجوء إىل اإلضراب مع حتديد مدته و‬
‫تاريخ بدايته‪.2‬‬
‫و ال جييز القانون اللجوء إىل اإلضراب مباشرة بعد إقراره على حنو السالف الذكر بل يلزم‬
‫العمال بوجوب إخطار صاحب أو أصحاب العمل مسبقاً هبذا القرار و منحه مهلة فاصله بني‬
‫تاريخ قرار اللجوء إىل اإلضراب و تاريخ دخوله حيز التنفيذ‪ 3‬حتدد عن طريق االتفاقيات اجلماعية‬
‫و يف حالة عدم وجود اتفاق بشأهنا بني الطرفني فال تقل عن ‪ 08‬أيام ابتداءاً من تاريخ إبداع‬
‫اإلشعار املسبق لدى مصاحل العمل‪ ،‬كما تنص املادة ‪ 30‬من القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر‬

‫‪- 1‬امحد موسى ‪ ،‬اضراب عمال و موظفي املرافق العامة ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪- 2‬جدي ترميان ‪ ،،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.63‬‬
‫‪- 3‬امحية سلميان ‪ ،‬الوجيز يف قانون عالقات العمل يف التشريع اجلزائري ‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬اجلزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.376‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على أنه " حتدد هذه املدة عن طريق املفاوضة وال ميكن أن تقل عن ‪8‬أيام ابتداء من تاريخ‬
‫‪1‬‬
‫إيداعه" و إال أعترب اإلضراب غري شرعي"‬
‫و تعترب هذه املهلة فرصة ألطراف النزاع و خاصة صاحب أو أصحاب العمل لتصحيح و‬
‫مراجعة مواقفهم و العمل جبدية أكثر إلجياد احللول السليمة للنزاع من جهة‪ ،‬و دليل قاطع يقدمه‬
‫العمال أو من ميثلهم لصاحب العمل على جديتهم يف السري يف مطالبهم إىل آخر إجراء يسمح به‬
‫القانون و ممارسة كافة الضغوط القانونية من اجل حتقيقها‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية القانونية لممارسة حق اإلضراب‬
‫يعترب احلق يف اإلضراب من بني احلقوق واحلريات معرتف هبا لإلنسان واملوطن ومكرسة يف‬
‫خمتلف الدساتري املعاصرة ‪،‬وحتكم ممارسته قوانني تضمن التوازن بني مصاحل العمال من جهة‬
‫ومصاحل اجملتمع من جهة أخرى الذي يضفي عليه احلماية القانونية الكافية ضد عرقلة أو أي‬
‫مساس به‪ 3‬وعلى خالف القوانني السابقة فقد منح القانون‪ 02/90‬حمور خاص يتعلق حبماية‬
‫احلق يف اإلضراب عند ممارسته وفق الضوابط واإلجراءات القانونية أي انه كل جلوء إىل إضراب‬
‫مع احرتام الشروط القانونية بعد إضرابا شرعيا ولقد كفل املشرع هذا محاية ومحاية ممارسيه من كل‬
‫هتديد او جتاوز وتتجلي أهم مظاهر احلماية إىل أضفاها املشرع فيما يلي‪:4‬‬
‫الفرع األول ‪:‬منع استخالف العمال المضربين خالل فترة اإلضراب ‪:‬‬
‫املظهر األوىل يتجلى يف نص املادة ‪ 32‬من القانون ‪ 02-90‬املتعلق بالوقاية من النزعات‬
‫اجلماعية يف العمل وتسويتها وممارسة احلق يف اإلضراب على انه "حيمي القانون حق اإلضراب‬
‫الذي ميارس مع احرتام أحكام هذا القانون‪ ،‬وال يقطع الذي شرع فيه حسب هذه الشروط لعالقة‬

‫‪- 1‬سهيل امحد و على أبو مارية ‪ ،‬مذكرة اإلضراب عن العمل " دراسة مقارنة " مذكرة ماجستري قسم احلقوق ‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫لألحباث ‪ ،‬فلسطني‪،‬ص ‪.15‬‬
‫‪- 2‬الدكتور الياس يوسف ‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪ ،‬معهد االدارة‪،1989-1988 ،‬ص ‪.230‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 3‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع سابق ‪،‬ص‪379‬‬
‫‪ 4‬خليفي عبد الرمحان ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪153‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العمل ‪،‬ويوقف حق اإلضراب بآثار عالقة العمل طوال مدة التوقف اجلماعي عن العمل‪ ،‬ما عدا‬
‫فيما اتفق عليه طرفا اخلالف بواسطة اتفاقيات و عقود يوقعاهنا" ‪ ،‬و معىن هذا االستخالف و‬
‫مدته ‪ ،‬إال إذا رفض العمال أمر التسخري الصادر من اجلهات املختصة ‪،‬و يعترب أي تصرف من‬
‫هذا القبيل يقوم به صاحب العمل أو املؤسسة املستخدمة و يكون هذا طيلة مدة اإلضراب مهما‬
‫كان شكل و هدف هذا االستخالف و مدته‪ 1‬سواء بتوظيف عمال آخرين جدد او من خالل‬
‫حتويل عمال وحدة أو ورشة أخرى غري مضربة إىل الوحدة أو الورشة اليت يقوم فيها اإلضراب و‬
‫يعترب أي تصرف من هذا القبيل مساسا حبق اإلضراب و تعرض صاحبها للعقوبات اجلزائية‬
‫‪2‬‬
‫املنصوص عليها قانوناً‬
‫اليت يؤثر انقطاعها التام على استمرارية املرافق أو ميس األنشطة االقتصادية احليوية فيعني‬
‫مواصلة األنشطة الضرورية من خالل القيام باحلد األدىن من اخلدمة كما نصت على ذلك املادة‬
‫‪ 39‬من ‪ 02-90‬من القانون السابق الذكر" حيدد القدر األدىن من اخلدمة يف ميادين النشاط‬
‫املنصوص عليها يف اتفاقية أو عقد مجاعي‪ ،‬دون املساس باألحكام الواردة يف املادة ‪ 38‬أعاله‬
‫وإذا مل يكن ذلك حيدد املستخدم أو السلطة اإلدارية املعنية بعد ممثلي العمال مليادين النشاط اليت‬
‫‪3‬‬
‫تتطلب القدر األدىن من اخلدمة والعمال الضروريني للتكفل به"‬
‫ولقد نصت املادة ‪ 40‬من القانون ‪" 02-90‬يعد رفض العامل املعين القيام بالقدر األدىن من‬
‫اخلدمة املفروض عليه يعد خطأ مهنيا جسيما"‪ ،‬ومعىن نص املادة أن القانون مسح لرب العمل أو‬
‫املؤسسة املستخدمة وهذا بعد استشارة ممثلي العمال بتحديد األعمال والنشاطات اليت تتطلب‬

‫‪-1‬خملوف كمال ‪ ، ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪294‬‬


‫‪-2‬أمحية سليمان ‪ ،‬قانون العالقات العمل اجلماعية يف التشريع اجلزائري املقارن‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪-409‬‬
‫‪ 3‬بن الشيخ مصطفى وخليفي سعاد‪ ،‬املرجع السابق ‪.45-44‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫القدر األدىن من اخلدمة وعلى العمال املضربني التكفل به حبيث اعترب اي رفض من قبل العمال‬
‫املعنيني خطا مهين جسيما‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬منع تسليط أي عقوبة على العمال المضربين‬
‫إن القانون اعترب أن اإلضراب هو حق فإنه مينع تسليط أية عقوبة على أي عامل بسبب‬
‫مشاركته يف إضراب شرعي وقانوين ولقد اعترب على أن أي تصرف صادر يف هذا الشأن من طرف‬
‫صاحب العمل وممثليه يعترب باطال وال اثر له على إال إذا قام العامل املضرب بارتكاب خطا‬
‫جسيما أثناء ممارسته لإلضراب وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 33‬الفقرة ‪ 02‬من القانون ‪02-90‬‬
‫السالف الذكر على انه" ‪.....‬كما انه ال ميكن تسليط أية عقوبة على العمال بسبب مشاركتهم‬
‫يف إضراب قانوين شرع فيه وفق للشروط املنصوص عليها يف القانون" على الرغم من أن املشرع اقر‬
‫احلماية للعمال املضربني لكنه مل ينص صراحة على العمال املرتبصني يف إمكانية حق اإلضراب يف‬
‫القانون ‪ 02-90‬محاية هلم من فقدان مناصبهم إال انه وبالرجوع ألمر ‪ 03-06‬واملتعلق‬
‫بالقانون األساسي للوظيفة العمومية يف املادة ‪ 87‬منه اليت جاءت ب‪ ...." :‬خيضع املرتبص إىل‬
‫نفس واجبات املوظفني ويتمتع بنفس حقوقهم مع مراعاة أحكام القانون األساسي" ومبا انه مل يرد‬
‫نص قانوين أو مادة متنع أو تقيد ذلك فبالتايل فان العامل املرتبص من حقه ممارسة حق اإلضراب‬
‫باعتبار أن له نفس احلقوق أو يتمتع بنفس احلقوق والواجبات املوظف العادي ماعدا احملددة‬
‫‪2‬‬
‫بعينها‬

‫‪ 1‬نبيل صقر‪ ،‬املرجع السابق ص‪.46‬‬


‫‪ - 2‬غريب مونية عالقات العمل والتعلم الثقايف باملؤسسات الصناعية ( الدراسة امليدانية مبركب (مسيدال – عنابة) جامعة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬اطروحة لنيل شهادة دكتوراه علم االجتماع سنة ‪،.2017-2006‬ص ‪.175‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬اآلثار القانونية لممارسة حق اإلضراب ‪:‬‬


‫يرتتب عن ممارسة احلق يف اإلضراب والشروع فيه حسب اإلجراءات اليت حيددها القانون‬
‫املنظم له أو املعمول به جمموعة من اآلثار اليت ختتلف حسب مشروعية هذا احلق‪1‬وتتحلى هاته‬
‫اآلثار فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬بالنسبة للعمال المضربين‪:‬‬
‫أوال _ وقف عالقة العمل‪:‬‬
‫مبا أن احلق يف اإلضراب عبارة عن ممارسة حق فال ميكن للعامل خسارة منصب عمله بنسبة‬
‫وإمنا حيرمه هذا احلق من تقاضي األجر وذلك الن احلق يف اإلضراب يعترب من جممل األسباب‬
‫اليت حددها املشرع يف إطار القوانني واليت توقف عالقة العمل فعالقة العمل اليت جتمدت خالل‬
‫فرتة اإلضراب تعود للسريان من جديد بعد انتهاء هذا اإلضراب ‪2‬وهذا ما نصت عليه املادة‬
‫‪32‬الفقرة ‪ 02‬على أنه "ويوقف اإلضراب أثار عالقة العمل طوال مدة التوقف اجلماعي عن‬
‫العمل ماعدا فيما اتفق عليه طرف اخلالف بواسطة اتفاقيات وعقود يوقعوهنا واملالحظ أن املشرع‬
‫أوقف ترتب هذا األثر على أن يكون اإلضراب مشروعا والذي يعد يف نفس الوقت شكل من‬
‫‪3‬‬
‫أشكال احلماية القانونية اليت وضعها املشرع‬
‫وبالتايل يوجب على صاحب العمل االحتفاظ مبناصب العمال املضربني واقدميتهم يف العمل‬
‫وعدم تغيري وقتهم إضافة إىل االمتناع عن تعيني عمال آخرين قصد االستخالف إال يف حاالت‬
‫التسيري واملتابعة اليت تأمر هبا السلطة يف املؤسسة العمومية االقتصادية أو يف حالة ضمان احلد‬
‫األدىن من اخلدمة وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 33‬من القانون ‪ 02/90‬السلطة الذكر على انه "‬

‫‪1‬عجة اجلياليل ‪ ،‬الوجيز يف قانون العمل واحلماية االجتماعية النظرية العامة للقانون االجتماعي يف اجلزائر ‪ ،‬دون طبعة ‪،‬اجلزائر‬
‫‪ ،2005،‬ص‪223.‬‬
‫‪2‬راشد ‪ ،‬راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.302‬‬
‫‪ 3‬بن ارجم سناء وعمران عائشة‪ ،‬ممارسة حق اإلضراب يف القطاع االقتصادي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املدرسة العليا للقضاء ‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫الدفعة ‪ ،16‬لسنة ‪ 2005‬و‪، 2006‬ص ‪.41‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مينع أي تعيني للعمال عن طريق التوظيف أو غريه قصد استخالف العمال املضربني ما عدا‬
‫حاالت التسخري الذي تأمر به السلطات اإلدارية أو إذا رفض العمال تنفيذ االلتزامات النامجة‬
‫‪1‬‬
‫على ضمان القدر األدىن املضربني عليه يف املادتني ‪39‬و‪ 40‬أدناه"‬
‫وعليه ال جيوز لصاحب العمل فرض أي تسريح أو عقوبة تأديبية على العمال بسبب ممارسة‬
‫إضراب مشروع مبن فيهم ممثلي العمال الذين يقومون بدور املفاوضات‪ ،‬وتتسىن من ذلك حاالت‬
‫اخلطأ اجلسيم اليت ستوجب توقيع عقوبات تأديبية وفقا ملن هو منصوص عليه يف النظام الداخلي‬
‫للمؤسسة العمومية االقتصادية كما هو الشأن بالنسبة للقيام بأعمال العنف ضد األشخاص أو‬
‫اإلتالف العمدي لألشياء واملمتلكات أو اإلخالل بنظام األمن ‪....‬اخل وغريها من احلاالت وما‬
‫عدا ذلك فان حاالت اإلهناء املتخذة من طرف صاحب العمل ال متثل فسخا تعسفيا فحسب‬
‫وإمنا تسرحيا غري مشروعا أيضا ‪ 2‬وهذا كما نصت املادة ‪ 02/33‬من القانون ‪ 02/90‬السالف‬
‫الذكر» ‪..‬كما انه ال ميكن فرض أية عقوبة على العمال بسبب مشاركتهم يف إضراب قانوين شرع‬
‫فيه وفقا لشروط املنصوص عيها يف القانون»‬
‫ووفقا ملا توصل إليه القضاء الفرنسي فانه يرتتب على وقف عالقة العمل هو حترر صاحب‬
‫العمل من مسؤولية املتبوع عن األضرار اليت يتسبب فيها العمال للغري أثناء فرتة اإلضراب حيث‬
‫ختتفي عالقة التبعية خالل هذه الفرتة مما جيعل التعويض عن األضرار يقع على عاتق ومسؤولية‬
‫العمال املتسببني فيها‪ ،‬كما أن هؤالء العمال يتحملون نتائج األضرار تكف هبم كما هو احلال‬
‫حلوادث العمل وحوادث الطريق اليت ال تكون مضمونة من صندوق الضمان االجتماعي إضافة إىل‬
‫‪3‬‬
‫عدم احتساب أيام اإلضراب ضمن العطلة السنوية وكذا التعويض عن عدم التمتع هبا‬
‫ثانيا ‪ :‬اثر ممارسة حق اإلضراب على األجر‪:‬‬

‫‪ 1‬بشري هديف ‪،‬املرجع السابق ص ‪87/86‬‬


‫‪ 2‬راشد ‪،‬راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.303‬‬
‫‪ 3‬جدي نرميان‪ ، ،‬املرجع السابق ص ‪.45‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن عقد االستخدام أو العمل هو من قبيل العقود القائمة على املوجبات املتقابلة وعلى ذلك‬
‫فهو مبثابة ميزان ذو كفتان ‪:‬‬
‫الكفة األولى تتمثل يف‪ :‬عمل األجري والكفة الثانية تتمثل يف‪ :‬األجر‪ ،‬وبالعودة إىل القواعد‬
‫القانونية العامة اليت ترعى العقود بشكل عام جند أن كل طرف ميكنه أن ميتنع عن تنفيذ واجباته‬
‫‪1‬‬
‫متذرعا أو متحججا بعدم قيد املوجبات املتقابلة‬
‫وتتوقف عالقة العمل خالل مدة اإلضراب عن إنتاج أثارها مما يستتبع عدم تنفيذ االلتزام يدفع‬
‫األجر من طرف صاحب العمل انطالقا من الصفة التبادلية لاللتزامات يف عقد العمل ومن مثة‬
‫يكون االقتطاع من األجر بقدر األيام اليت مت فيها اإلضراب عن العمل‪ ،‬كما يكون أيضا بقدر‬
‫حجم اخلسارة اليت حلقت بصاحب العمل إذا كان اإلضراب غري مشروع أي خمالف لألحكام‬
‫الواردة يف التنظيم املعمول به‪ 2‬وهذا ما نصت عليه املواد ‪28‬اىل ‪ 30‬من القانون ‪ 02/90‬على‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استكمال مجيع شروط التسوية الودية للنزاع ‪.‬‬
‫‪ -‬موافقة العمال على اإلضراب يف إطار مجعية عامة تعقد هلذا العرض حبضور نصفهم على‬
‫األقل‪.‬‬
‫‪ -‬انتهاء اجل اإلشهار املسبق الذي جيب ال يقل عن ‪ 8‬أيام ابتداء من تاريخ بداية املدى‬
‫املستخدم‪.‬‬
‫هذا وميكن أن يكون األجر يف فرتة اإلضراب مستحق الدفع إذا وقع اتفاق بني طريف عالقة‬
‫العمل بعد انتهاء اإلضراب حيث احلكم الوارد يف نصت املدة ‪ 02/33‬من القانون ‪02/90‬‬
‫السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ 1‬احملامى عبد العزيز مجعة‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪19‬‬


‫‪ 2‬خالد حامد‪ ..‬نزاعات العمل يف ظل التحوالت السيسو اقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪،‬اجلزائر‪.2011،‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬وان كان سبب القيام باإلضراب خطا ارتكبه صاحب العمل مثل التأخريات املتكررة يف‬
‫‪1‬‬
‫تسديد األجر املطالبة يف الوقاية واألمن‬
‫إال هناك حاالت يتم فيها اخلروج عن القاعدة اليت تقضي بعدم قيام رب العمل بدفع األجر‬
‫للعامل املضرب حبيث أن العامل يستحق األجر يف فرتة التوقف عن العمل بالرغم انه مل يقم‬
‫بالتزاماته وهو املشار إليه يف املادة ‪ ... " 02/32‬أداء الخدمة العسكرية اإلجبارية" وما يفهم‬
‫من ان القاعدة اليت تقر حبرمان العامل من األجر هي قاعدة مكملة جيوز لألشخاص االتفاق على‬
‫خمالفتها ‪2‬وإذا كان اإلضراب عامل حلرمان العامل أجره ومن اللواحق املرتبطة به من منح‬
‫وعالوات ومكافآت فاهو حيرمه من حقوقه كاالنتساب لصندوق الضمان االجتماعي واحلصول‬
‫‪3‬‬
‫على التعويضات العائلية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أثر حق اإلضراب بالنسبة للمؤسسة المستخدمة‪:‬‬
‫وميكن تلخيصها يف النقاط التالية وهذا حسب نص املادة ‪ 33‬الفقرة األوىل من القانون‬
‫‪ 02/90‬السالف الذكر واليت نصت على ما يلي ‪:‬‬
‫_االلتزام بعدم املساس حبق اإلضراب‬
‫_منع توظيف العمال اجلدد بغرض استخالف العمال املضربني‬
‫_ ونصت الفقرة الثانية من املادة املذكورة أعاله من نفس القانون على أنه‪:‬‬
‫_ عدم إمكانية تسليط أي عقوبة على العمال بسبب مشاركتهم يف اإلضراب املشروع أي‬
‫املطابق للشروط املنصوص عليها قانونا‬
‫_حق اهليئات املستخدمة يف اللجوء إىل التسخري ما إن توفرت الشروط املنصوص عليها يف‬
‫املادة ‪ 41‬من القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر‬

‫‪ 1‬الطيب بلولة‪ ،‬انقطاع عالقة العمل ‪ ،‬منشورات برييت‪،‬دون طبعة‪ ،‬اجلزائر ‪، 2002 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 2‬بن ارجم سناء وعمران عائشة املرجع السابق ص ‪43.‬‬
‫‪ 3‬راشد‪ ،‬راشد ‪،‬املرجع السابق ص‪.307‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫_ حظر استعمال أسلوب الغلق من طرف رب العمل كطريقة ملواجهة العمال املضربني ويعرف‬
‫الغلق على أنه ‪:‬قرار يتخذه صاحب العمل بقفل أبواب املؤسسة بسبب أو مبناسبة نزاع مع العمال‬
‫املضربني ينجر عنه رفض وسائل العمل حتت تصرف العمال واالمتناع عن دفع أجورهم هبدف‬
‫‪1‬‬
‫الضغط عليهم كرد فعل للتنازل عن مطالبهم‬

‫‪ 1‬شطابة خدجية ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪85‬و‪.86‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األحكام التنظيمية لممارسة حق اإلضراب‬


‫سنتناول يف مبحثنا ‪ 03‬ثالث مطالب يف املطلب عرجنا على القيود الواردة على ممارسة حق‬
‫اإلضراب واملطلب الثاين تناولنا فيه موانع وطرق تسوية حق اإلضراب واملطلب الثالث درسنا فيه‬
‫آليات احلد من اإلضراب اجلزاءات املرتتبة على ممارسته وسندرسها بالتفصيل كما يلي ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القيود الواردة على ممارسة الحق في اإلضراب ‪.‬‬
‫أن القيود الواردة علي ممارسة احلق يف اإلضراب ال تقلل من أمهية استعمال هذا احلق و أهنا‬
‫جتعل من ممارسة هذا احلق طبقا للقانون مما جعل املشرع بفرض قيودا وحدودا على ممارسته‪1.‬حتول‬
‫‪2‬‬
‫دون تعسف اجلهة القائمة به وكذا لتجنب العواقب الوخيمة اليت قد تنجم عن هذا احلق‬
‫وتتمثـل هذه القيود يف القيود الكلية كفرع أول والقيود اجلزئية كفرع ثان وسنتناوهلا كما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القيود الكلية على ممارسة الحق في اإلضراب ‪:‬‬
‫علي الرغم من أن حق اإلضراب هو حق مكفول دستوريا إال أن مبدأ ممارسة يف بعض‬
‫القطاعات هو مبدأ دستوري كذلك حيث نصت املادة ‪ 57‬من دستور ‪ 1996‬املعدل واملتمم‬
‫بالقانون ‪ 01-16‬السالف الذكر على أن‪" ":‬احلق يف اإلضراب معرتف به وميارس يف إطار‬
‫القانون ميكن أن مينع القانون ممارسة هذا احلق أو يضع حدودا ملمارسته يف ميادين الدفاع الوطين‬
‫‪3‬‬
‫ـاألمن‪ ،‬أو يف مجيع اخلدمات أو األعمال العمومية ذات املنفعة احليوية للمجتمع"‪.‬‬
‫كما نصت املادة‪43‬من القانون ‪ 02-90‬واملتعلق بالوقاية من النزاعات اجلماعية يف العمل‬
‫وتسويتها وممارسة حق اإلضراب على انه "مينع اللجوء إىل اإلضراب يف ميادين األنشطة احليوية‬
‫اليت قد يعرض توقفها حياة أو أمن أو صحة املواطن أو االقتصاد الوطين للخطر وهبذه الصفة مينع‬
‫اللجوء إىل اإلضراب على ‪:‬القضاة‪-‬املوظفني املعينني مبرسوم أو املوظفني الذين يشغلون مناصب‬

‫‪- 1‬أمحية سليمان‪،،‬املرجع السابق‪376‬‬


‫‪- 2‬عبد السالم ذيب‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪387‬‬
‫‪- 3‬مربوكي سامل واجلديد امحد ‪، ،‬املرجع سابق‪،‬ص‪25‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يف اخلارج –أعوان مصاحل األمن‪-‬األعوان امليدانيني العاملني يف مصاحل احلماية املدنية‪-‬أعوان‬
‫مصاحل استغالل شبكات اإلشارة الوطنية يف وزاريت الداخلية والشؤون اخلارجية‪-‬األعوان املدنيني‬
‫‪1‬‬
‫العاملني يف اجلمارك‪-‬عمال املصاحل اخلارجية إلدارة السجون"‪.‬‬
‫ويالحظ أن املشرع اجلزائري قد اعتماد مبدأ إباحة اإلضراب يف عمال قطاع الوظيفة العامة إال‬
‫انه منع بعض الفئات من املوظفني انطالق من معيار وظيفي‪ ،‬إن لإلدارة السلطة التقديرية يف‬
‫تكييف إي فئة عمالية ممنوعة من ممارسة حق اإلضراب خاصة الفئات العمالية اليت قد يعرض‬
‫‪2‬‬
‫توقفها عن العمل املصاحل االقتصادية أو األمنية للبالد إىل أخطار وأضرار كبرية‪.‬‬
‫عدم عرقلة حرية العمل و ضمان سالمة وسائل و أماكن العمل‪:‬‬
‫إذا كان احلق يف اإلضراب حقاً للعمال فإن هؤالء اآلخرين ال ميكنهم التعسف يف استعماله‬
‫بالشكل الذي يعرقل حرية استمرار العمل بالنسبة للفئات الغري معنية به و إرغامهم على توقيف‬
‫‪3‬‬
‫العمل‪.‬‬
‫كما مينع على العمال احتالل أماكن العمل بالقوة بل عليهم اختاذ كافة االحتياطات‬
‫اإلجراءات الالزمة لضمان األمن‪ 4‬و احملافظة على أمالك املستخدم و عدم تعريضها للخطر‬
‫كالسرقة و التخريب و اإلتالف سواء كانت أمالكا عقارية أو منقولة و كل إخالل هبذا الشرط‬
‫من طرف العمال املضربني عليهم املسؤولية املدنية و اجلزائية‪.5‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 34‬من نفس القانون أي ‪ 02/90‬على انه" مينع العمال املضربني عن‬
‫اختالل األماكن املهنية للمستخدم عندما يهدف هذا االحتالل عرقلة حرية العمل‪ ،‬و يف هذه‬
‫احلالة ميكن إصدار أمرا قضائي بإخالء احملالت بناءاً على طلب املستخدم" و ما تفهمه من نص‬

‫‪ 1‬نبيل صقر‪،‬تشريعات العمل نصا وتطبيقا ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪55‬‬


‫‪ 2‬هبة اهلل عيسى الداهوك‪،‬ا إلضراب يف املرافق العامة وفق التشريع الفلسطين‪،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة اإلسالمية ‪،‬غزة‪2015،‬‬
‫ص‪120‬‬
‫‪ 3‬صوبدق أم اللة و نوضالة زينب ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪19‬‬
‫‪ 4‬شطابة خدجية‪ ، ،‬املرجع السالف ‪،‬ص ‪74‬‬
‫‪ 5‬سامر امحد موسى ‪، ،‬املرجع السابق ص‪86‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذه املادة أنه يف حالة اختالل العامل ألماكن و وسائل العمل رغم صدور أمر قضائي بعدم‬
‫‪1‬‬
‫التعرض يعرضه إىل عقوبات مدينة و جزائية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬القيود الجزئية الواردة على ممارسة الحق في اإلضراب‬
‫ينطوي هذا النوع من القيود يف إلزام العمال املضربني يف بعض القطاعات واملرافق واملؤسسات‬
‫احليوية وخاصة تلك اليت تضمن متويل اجملتمع ببعض اخلدمات واملصاحل احليوية أو تلك اليت تضمن‬
‫محاية وامن األشخاص واملمتلكات أو تلك اليت يؤثر توقفها تأثري مباشر على مصاحل اجملتمع‬
‫باعتبارها تستهدف إشباع احلاجات احليوية للمجتمع وإلزامهم بضمان تقدمي احلد األدىن من‬
‫‪2‬‬
‫اخلدمة الدائمة يف حالة اإلضراب وعدم التوقف الكلي للنشاط‪.‬‬
‫أوال_ الحد األدنى من الخدمة ‪:‬إذا كان اإلضراب ميس األنظمة اليت ميكن أن يضر‬
‫انقطاعها التام استمرار املرافق العمومية األساسية أو ميس األنشطة االقتصادية احليوية او متوين‬
‫املواطن أو احملافظة علي املنشآت واألمالك املوجودة فيتعني تنظيم مواصلة األنشطة الضرورية يف‬
‫‪3‬‬
‫شكل قدر أدىن من اخلدمة إجباريا و ناتج عن اتفاقيات أو عقود‪.‬‬
‫لذا يتعني علي العمال وفقا ألحكام القانون ‪ 02-90‬السابق الذكر ضمان حد أدىن من‬
‫اخلدمة جتسيدا ملبدأ سري املرافق بانتظام واضطراد وأيضا تطبيق مبدأ االستمرارية ‪4‬كما أنه ينظم‬
‫‪5‬‬
‫احلد األدىن من النشاط مبوجب القانون فيكون إجباريا أو اتفاقيا مبوجب التفاوض‬
‫وتتمثل أمهية وضرورة توفري القدر الالزم من اخلدمة يف تلبية حاجات املواطنني من خدمات‬
‫‪6‬‬
‫مما استوجب على‬ ‫املرافق العامة واليت تظهر حساسيتها أثناء ممارسة موظفيها حلق اإلضراب‬
‫املشرع اجلزائري بإلزامهم صراحة وفق قيد حيدد القدر األدىن من اخلدمة يف القانون ألنه مبدأ عام‬

‫‪ 1‬امحية سليمان ‪،‬آليات تسوية املنازعات العمل و الضمان االجتماعي يف القانون اجلزائري‪ ،‬املرجع السابق ص ‪.131‬‬
‫‪ 2‬شطابة خدجية ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪76‬و‪77‬‬
‫‪ 3‬مربوكي ىسامل‪،‬اجلديد امحد‪،‬مذكرة ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪26‬‬
‫‪ 4‬عمار بوضياف‪ ،‬النشاط االداري‪،‬حماضرات قسم القانون العام‪،‬األكادميية العربية املفتوحة ‪ ،‬الدامنرك‪،‬ص‪42‬‬
‫‪ 5‬شطاية خدجية‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪77‬‬
‫‪ 6‬عويسات حلسن ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪94‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يفرضه الدستور اجلزائري والذي يتمثل يف مبدأ االستمرارية للمرفق العام فلقد نصت املادة ‪ 37‬من‬
‫القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر على أنه "إذا كان اإلضراب ميس األنظمة اليت ميكن أن يضر‬
‫انقطاعها التام استمرار أنشطة املرفق العمومي األساسية أو ميس األنشطة االقتصادية احليوية أو‬
‫متوين املواطنني أو احملافظة على املنشآت واألمالك فيتعني تنظيم مواصلة األنشطة الضرورية يف‬
‫شكل قدر أدىن من اخلدمة إجباري أو ناتج عن مفاوضات أو اتفاقيات أو عقود كما نصت على‬
‫ذلك املادتان‪38‬و‪ 39‬أدناه"‬
‫ولقد تناول املشرع اجلزائري حتديد املرافق العمومية باحلد األدىن من اخلدمة يف املرافق احليوية‬
‫وإسرتاتيجية يف املادة ‪ 38‬من القانون ‪ 02-90‬السالف الذكر‪ 1‬واليت نصت علي انه "ينظم‬
‫قدر ادين من اخلدمة اإلجبارية يف اجملاالت التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬املصاحل االستشفائية‪ ،‬املناوبة ومصاحل االستعجاالت وتوزيع األدوية‪.‬‬
‫‪ )2‬املصاحل املرتبطة بسري الشبكة الوطنية للمواصالت السلكية والالسلكية واإلذاعة والتلفزة‪.‬‬
‫‪ )3‬املصاحل املرتبطة بإنتاج الكهرباء والغاز واملواد البرتولية واملاء ونقلها وتوزيعها‪.‬‬
‫‪ )4‬املصاحل البلدية لرفع القمامة من اهلياكل الصحة املساخل ‪،‬ومصاحل املراقبة الصحية مبا فيها‬
‫الصحة النباتية احليوانية يف احلدود واملطارات واملوانئ واملصاحل البيطرية العامة واخلاصة وكذا مصاحل‬
‫التطهري‪.‬‬
‫‪ )5‬املصاحل املرتبطة مباشرة بإنتاج الطاقة املخصصة لتزويد شبكة املواصالت السلكية‬
‫والالسلكية الوطنية وصيانة الشبكة الوطنية‪.‬‬
‫‪ )6‬املصاحل املكلفة بإنتاج احملروقات ونقلها عرب قنوات الشحن والنقل البحري‬
‫‪2‬‬
‫‪ )7‬نقل احملروقات بني السواحل الوطنية‪.‬‬

‫‪ 1‬مربوكي سامل‪،‬اجلديد امحد‪،‬مذكرة االليات القانونية املنظمة حلق االضراب يف اجلزائر ‪،‬مرجع السابق‪،‬ص‪26‬‬
‫‪ 2‬نبيل صقر‪،‬مرجع السابق‪،‬ص‪55‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ )8‬املصاحل املكلفة بالعالقات املالية مع اخلارج يف البنك والبنوك العمومية‪.‬‬


‫‪ )9‬مصاحل الشحن والتفريغ املينائية واملطارية ونقل املنتجات املعرتف خبطورهتا والسريعة التلف‬
‫أو املرتبطة حباجيات الدفاع الوطين‪.‬‬
‫املصاحل املرتبطة بأمن وسائل النقل لألرصاد اجلوي واإلشارة البحرية والسكة‬ ‫‪)10‬‬
‫احلديدية ومنها حراس حواجز املقاطع‬
‫مصاحل النقل واملواصالت السلكية والالسلكية املرتبطة حبماية االرواح وعمليات‬ ‫‪)11‬‬
‫الشحن وإنقاذ السفن مباشرة‪.‬‬
‫مصاحل الدفن واملقابر‪.‬‬ ‫‪)12‬‬
‫املصاحل املكلفة مبراقبة املرور اجلوي ملراكز املراقبة اجلوية واالستعداد للبرتول وأبراج‬ ‫‪)13‬‬
‫املراقبة‪.‬‬
‫مصاحل كتابة الضبط يف اجمللس واحملاكم‬ ‫‪)14‬‬
‫األنشطة املرتبطة بامتحانات التعليم الثانوي ذات الطابع الوطين وذلك فرتة‬ ‫‪)15‬‬
‫اجراءها‪.‬‬
‫مصاحل اإلدارة العمومية اليت تتويل األنشطة الديبلوماسية‪.‬‬ ‫‪)16‬‬

‫وقد اعترب املشرع خمالفة ذلك القدر األدىن من اخلدمة يشكل خطا جسيما‪،‬أي مبعىن أن رفض‬
‫العامل املهين القيام بالقدر األدىن من اخلدمة‪ 1‬املفروضة عليه يعد خطا مهنيا حسيبا وهذا مبوجب‬

‫‪ 1‬نبيل صقر‪،‬مرجع السابق ص‪53‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املادة ‪ 40‬من القانون ‪ 02-90‬السالف الذكر "يعد رفض العامل املهين القيام بالقدر األدىن من‬
‫‪1‬‬
‫اخلدمة املفروض عليه خطا مهنيا جسيما"‬
‫ثانيا‪ :‬التسخير‪:‬‬
‫إضافة إىل القيد السابق أي القدر األدىن يوجد قيد أخر قرره املشرع اجلزائري فهو حالة‬
‫التسخري الذي تأمر به السلطات اإلدارية يف حالة رفض بعض العمال القيام بالقدر األدىن من‬
‫‪2‬‬
‫اخلدمة‪.‬‬
‫ويعرف التسخير على انه ‪ :‬العملية اليت تلجا إليها اإلدارة من خالل إجراءات تسمح هلا أن‬
‫جترب أي شخص أن يسمح هلا أو يقوم بالتزام‪،3‬وعمال بالتشريع الساري املفعول ميكن أن يؤمر‬
‫بالتسخري للعمال املضربني الذين يشغلون يف اهليئات واإلدارات واملؤسسات العمومية مناصب‬
‫عمل ضرورية ألمن األشخاص واملنشآت واألمالك وهذا الضمان استمرار املصاحل العمومية‬
‫األساسية يف توفري احلاجيات احليوية للبالد والذين ميارسون أنشطة الزمة لتمويل السكان وهذا ما‬
‫نصت عليه املادة‪41‬من القانون‪02-90‬السالف الذكر "‪ 4.‬إذن يعترب قرار التسخري قرارا إداريا‬
‫يبلغ لألطراف املعنية من أجل االمتثال له ويف حالة عد االستجابة ميكن لإلدارة اختاذ اإلجراءات‬
‫الالزمة مبا هلا من امتيازات السلطة اإلدارية غري أن عدم حتديد املشرع اجلزائري لكيفيات وإجراءات‬
‫‪5‬‬
‫القيام بعملية التسخري ينتج عنه ثغرة قانونية يتسرت هبا املتضرر من اإلضراب لكسره‬

‫‪ 1‬طهري عبد الرحيم احلق يف العمل بني املواثقني الدولية والتشريع اجلزائري ‪،‬مذكرة نيل شهادة املاجستري يف القانون‬
‫العام‪،‬كليةاحلقوق‪،‬جامعة ايب بكر بلقايد‪،‬تلمسان‪،2011،‬ص‪204‬‬
‫‪ 2‬جدي نرميان ‪،‬باملرجع سابق ‪،‬ص‪39‬‬
‫‪ 3‬شايب الراس حياة‪،‬مذكرة حق االضراب يف القانون اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماسرت‪،‬قسم احلقوق ‪،‬جامعة حممد بوضياف ‪،‬املسيلة ‪،‬‬
‫‪،2017/2016‬ص‪32‬‬
‫‪ 4‬سهام بن جبل‪،‬اإلضراب يف املرافق العامة‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬جامعة اجلزائر ‪،1988‬ص‪103‬‬
‫‪ 5‬خليفي عبد الرمحان ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪84‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما يعد عدم االمتثال ألمر التسخري من طرف العامل خطأ جسيما حيث يعرض صاحبه‬
‫للتسريح وذلك من اجل ضمان استمرار نشاط املرافق لنا حتقق من محاية واستقرارا نظام العمل "‬
‫وهذا طبقا ملا جاءت به املادة ‪ 42‬من القانون‪ 90-02‬السالف الذكر يف الفقرة األويل منها‬
‫أما الفقرة الثانية منها فقد جاء مفادها"‪...‬دون املساس بالعقوبات املنصوص عليها يف القانون‬
‫اجلزائي" واملقصود من هذه الفقرة الثانية إىل الشق اجلزائي والذي نصت عليه املادة ‪ 244‬مكرر‬
‫من القانون العقوبات اجلزائرية واليت جاء مفادها علي انه "يعاقب بالسجن من شهرين إىل‬
‫‪06‬اشهر وبغرامة مالية من ‪500‬ايل‪ 5000‬دج او بإحدى هاتني العقوبتني كل من ال ميتثل‬
‫‪1‬‬
‫ألمر التسخري صادر ومبلغ له وفقا ألشكال تنظيمه"‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موانع حق اإلضراب وطرق تسويته‬
‫الفرع االول‪ :‬موانع حق اإلضراب‬
‫نعلم أن حق اإلضراب هو حق مكفوال دستوريا وهذا أمر مفروغ منه إال أن مبدأ منع ممارسته‬
‫يف بعض القطاعات مبدأ دستوري كذلك وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 57‬من دستور ‪ 1996‬يف‬
‫‪2‬‬
‫الفقرة األوىل منها على انه‪" :‬احلق يف اإلضراب معرتف به وميارس يف إطار القانون"‪.‬‬
‫فقد منع املشرع اجلزائري بعض الفئات من العمال واملوظفني من ممارسة احلق يف اإلضراب‬
‫وذلك بسبب إسرتاتيجية و حساسية املناصب اليت يشغلها هؤالء العمال وأيضا بالنظر إىل خطورة‬
‫األضرار الناجتة عن إضراب هذه الفئات حيث جيد هذا املنع مصدره وشرعيته يف املبادئ الدستورية‬
‫نفسها اليت جعلت اإلضراب حق من حقوق اإلنسان واملوطنني ولكن تقيده يف بعض احلاالت يف‬
‫هذا الشأن وهذا ما نصت عليه الفرتة الثانية من املادة ‪57‬من دستور ‪1996‬اليت جاءت ب‪:‬‬

‫‪- 1‬شطابة خدجية‪،،‬املرجع السابق‪،‬ص‪80‬‬


‫‪- 2‬امحية سليمان‪، ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪376‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫"ميكن ان مينع القانون ممارسة هذا احلق او يضع حدودا ملمارسة يف ميادين الدفاع الوطين ‪،‬األمن‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أو يف مجيع اخلدمات أو األعمال العمومية ذات املنفعة احليوية للمجتمع"‪.‬‬
‫وتطبيق هلذا املبدأ الدستوري تضمنت قواعد القانون ‪ 02-90‬املتعلق بالوقاية من النزعات‬
‫اجلماعية يف العمل وتسويتها وممارسة احلق يف اإلضراب فلقد نصت املادة ‪43‬منه على جمموعة‬
‫القطاعات اليت ال ميكن ممارسة احلق يف اإلضراب فيها فلقد قضت على انه" مينع اللجوء إىل‬
‫اإلضراب يف ميادين األنشطة األساسية اليت قد تعرض توقفها حياة وامن و صحة املوطنني أو‬
‫االقتصاد الوطين للخطر وهبذه الصفقة مينع اللجوء إىل اإلضراب علي‪:‬‬
‫‪ -‬القضاة‬
‫‪ -‬املوظفني املعنيني مبرسوم أو املوظفني الذين يشغلون مناصب يف اخلارج‬
‫‪ -‬أعوان مصاحل األمن‬
‫‪ -‬األعوان امليدانني العاملني يف مصاحل احلماية املدنية‬
‫‪ -‬أعوان مصاحل االستغالل شبكات اإلشارة الوطنية يف وزاريت الداخلية والشؤون اخلارجية‬
‫‪ -‬األعوان امليدانني العاملني يف اجلمارك‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمال املصاحل اخلارجية إلدارة السجون‪.‬‬
‫ونالحظ أن املشرع اجلزائري قد اعتمد مبدأ إباحة حق إلضراب يف عمال قطاع الوظيفة العامة‬
‫إال انه منح بعض الفئات من املواطنني انطالقا من معيار وظيفيت كما أن لإلدارة السلطة التقديرية‬
‫يف تكييف اي فئة عمالية ممنوعة من ممارسة احلق يف اإلضراب خاصة الفئات العمالية اليت قد‬
‫‪3‬‬
‫يعرض توقفها عن العمل املصاحل االقتصادية او األمنية للبالد إىل أخطار وأضرار كبرية‪.‬‬

‫‪ 1‬شطايةخدجية‪،‬االضراب املرجع السابق‪،‬ص‪75‬‬


‫‪ 2‬مربوكي سامل ‪،‬اجلديد امحد ‪، ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪25‬و‪26‬‬
‫‪ 3‬عوسيات حلسن‪، ،‬املرجع سابق‪،‬ص‪66‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما ختضع اخلالفات اجلماعية يف العمل اليت يكون العمال اخلاضعون للمادة السابقة طرفا فيها‬
‫إلجراءات املصاحلة املنصوص عليها يف املواد ‪ 16‬اىل‪ 20‬يف نفس القانون ولدراسته من طرف‬
‫‪1‬‬
‫جلنة التحكيم الوطنية أن اقتضي األمر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق تسوية حق اإلضراب‬
‫لقد اهتمت خمتلف التشريعات بوضع إجراءات و آليات تسوى هبا النزاعات بغض النظر عن‬
‫النظام السياسي و االقتصادي السائد فيها يشرتك يف وضعها و تنظيمها أطراف عالقة العمل‪.2‬‬
‫فلقد نص القانون ‪ 02/90‬واملتضمن الوقاية من النزاعات اجلماعية للعمل وتسويتها وممارسة‬
‫‪3‬‬
‫حبيث أن املشرع اجلزائري خصص‬ ‫حق اإلضراب على الطرق املتبعة يف تسوية حق اإلضراب‬
‫‪4‬‬
‫نظام إجرائي لتسوية هذا احلق وذلك عرب املراحل التالية‬
‫أوال‪ :‬التفاوض الجماعي‬
‫يعرف الفقيه "ديميتري وايس" املفاوضات على أهنا ‪" :‬مناقشات حول شروط العمل بني‬
‫املستخدم أو عدة مستخدمني أو منظمة أو عدة منظمات ألرباب العمل من جهة ومنظمة أو‬
‫‪5‬‬
‫عدة منظمات من جهة أخرى من أجل التوصل إىل اتفاق ما "‬
‫ولقد اعترب املشرع اجلزائري التفاوض اجلماعي بأنه التزام يقع على عاتق أطراف اخلالف حسب‬
‫نص املادة ‪ 45‬من القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر على أنه" جيب على طريف اخلالف اجلماعي‬
‫يف العمل خالل فرتة اإلشعار املسبق وبعد الشروع يف اإلضراب أن يواصلوا مفاوضاهتم لتسوية‬

‫‪ 1‬عبد القادر زيان‪،‬مدونة ممارسة حق االضراب املوقع‬


‫االلكرتوين‪،‬يوم‪،wwwzianeprof.plogspot.com،2017/04/12‬علي ساعة‪11.15‬‬
‫‪- 2‬رشيد واضح ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.87‬‬
‫‪- 3‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 06‬الصادرة يف ‪ 7‬فيفري ‪،1990‬ص ‪.231‬‬
‫‪ 4‬أمحية سليمان ‪ ،‬املرجع السابق ‪159 ،‬‬
‫‪ 5‬خالد حامد ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪130‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اخلالف الواقع بينهما"‪1‬ويفهم من نص املادة السالفة الذكر جيب أن تكون مباشرة التفاوض خالل‬
‫فرتة اإلشعار املسبق وحىت عند الشروع اإلضراب و يف حالة عدم وصول األطراف إىل نتيجة‬
‫‪2‬‬
‫يعرض اخلالف على جلنة الوساطة‬
‫وعادة ما يربز هذا التفاوض يف إطار اجتماعات دورية بني طريف اخلالف يتم فيها طرح شروط‬
‫العمل وظروف العمل واملشاكل املهنية واالجتماعية اليت قد حتدث داخل اهليئة املستخدمة وهذا ما‬
‫جاءت به املادة ‪ 04‬من القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر بقوهلا‪ ":‬يعقد املستخدمون و ممثلو‬
‫العمال اجتماعات دورية يدرسون فيها وضعية العالقات االجتماعية واملهنية وظروف العمل العامة‬
‫داخل اهليئة املستخدمة"‬
‫وتدل عبارة ممثلي العمال يف مفهوم هذا القانون على الممثلين النقابيين للعمال أو املمثلني‬
‫الذين ينتخبهم العمال يف حالة عدم وجودة املمثلني النقابيني‬
‫وحتدد كيفيات تطبيق هذه املادة السيما دورية االجتماعات يف االتفاقيات اليت تربم بني‬
‫‪3‬‬
‫املستخدمني وممثلي العمال‬
‫ثانيا ‪ :‬مرحلة الوساطة‬
‫يف حالة فشل أطراف اخلالف يف تسوية اإلضراب ميكن للوزير املكلف بالقطاع أو الوايل أو‬
‫رئيس اجمللس الشعيب البلدي أن يعني وسيطا كفئا يعرض على طريف اخلالف اقرتاحات لتسوية‬
‫خالفهما إذا بدت من مواقفهما صعوبات يف املفاوضات املباشرة وهذا ما نصت علية املادة ‪46‬‬
‫من القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر يف الفقرة األوىل منها ‪ ،‬وميكن للهيئة اليت قامت بتعيني‬

‫‪ 1‬نبيل صقر ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪36‬‬


‫‪ 2‬عجة اجلياليل ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪53‬‬
‫‪ 3‬بن الشيخ مصطفى ‪،‬خليفي سعاد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪53‬‬

‫‪53‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوسيط أن حتدد له املدة الزمنية لتقدمي مقرتحاته وهذا حسب ما جاءت به الفقرة الثانية من املادة‬
‫‪1‬‬
‫املذكورة أعاله‪.‬‬
‫كما ميكن نشر تقرير الوسيط بطلب من أحد طريف اخلالف اجلماعي يف العمل وال تكون‬
‫مقرتحات الوسيط بطلب قابلة للتنفيذ إال بعد قبوهلا من طرف املعنيني باخلالف وهذا حسب ما‬
‫نصت عليه املادة ‪ 47‬من القانون‪ 02/90‬السالف الذكر‬
‫وإذا استمر اإلضراب رغم الوساطة ميكن للوزير أو الوايل أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي أن‬
‫حييل اخلالف مبقتضى ضرورات اقتصادية واجتماعية قاهرة على اللجنة الوطنية للتحكيم بعد‬
‫استشارة طريف اخلالف أي املستخدم وممثلي العمال وهذا حسب ما نصت عليه املادة ‪ 48‬من‬
‫‪2‬‬
‫القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة اللجوء إلى اللجنة الوطنية للتحكيم ‪:‬‬
‫كثريا ما يصعب التوصل حلل يهدف إىل تسوية النزاع رغم املساعي املختلفة اليت يتم بذهلا من‬
‫الطرفني ‪،‬األمر الذي ينتج عنه استمرار اإلضراب ويف هذه احلالة وبالنسبة لبعض النزاعات املعقدة‬
‫واليت قد تؤثر على بعض اجلوانب االقتصادية أو األمنية أو االجتماعية‪ 3‬يف هذه احلالة يتم اللجوء‬
‫إىل نظام التحكيم والذي يتميز بالطابع اإلجباري‪ ،‬ويكون من خالل جلنة يطلق عليها اسم‬
‫"اللجنة الوطنية للتحكيم " وهذا ماجاء به نص املادة ‪ 48‬من القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر‬
‫ويتجلى اختصاص اللجنة الوطنية للتحكيم حسب نص املادة ‪ 49‬من القانون ‪02/90‬‬
‫السالف الذكر يف األعمال اآلتية‪:‬‬
‫_ اخلالفات اليت تعرض تعين املستخدمني الذين مينعون اللجوء اىل اإلضراب‬

‫‪ 1‬جدي نرميان ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪41‬‬


‫‪ 2‬عجة اجلياليل ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫‪ 3‬أمحية سليمان ‪ ،‬قانون عالقات العمل اجلماعية يف التشريع اجلزائري املقارن ‪،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪410‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫_ اخلالفات اليت تعرض عليها حسب الشروط املنصوص عليها يف املادة ‪ 48‬السالفة الذكر‬
‫وتفصل اللجنة الوطنية للتحكيم يف خالفات اجلماعية يف العمل اليت حييلها اليها الوزير املعين أو‬
‫الوايل أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي أو الوزير املعين أو ممثلو العمال فيما خيص املستخدمني‬
‫حسب الشروط احملددة يف املادة ‪ 48‬املشار إليها سابقا‪ ،‬كما تتلقى هذه اللجنة مجيع املعلومات‬
‫اليت هلا عالقة باخلالفات اجلماعية يف العمل ‪ ،‬كما تتلقى أية وثيقة أعدت يف إطار املصاحلة‬
‫‪1‬‬
‫والوساطة وهذا حسب نص املادة ‪ 50‬من القانون‪ 02/90‬السالف الذكر‬
‫ولقد تناولت املادة ‪ 51‬من نفس القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر على تشكيلة اللجنة بقوهلا"‬
‫يرأس اللجنة الوطنية للتحكيم قاضي من احملكمة العليا وتتكون من عدد يتساوى فيه عدد املمثلني‬
‫الذين تعينهم الدولة وعدد ممثلي العمال ‪ .‬حيدد تكوين هذه اللجنة وكيفيات إجراءات أعضاءها‬
‫وطريقة تنظيمها وتسيريها عن طريق التنظيم" ‪2‬وتطبيقا هلاته املادة فلقد جاء املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 418/90‬الصادر يف ‪ 31990/12/22‬املتضمن تشكيلة اللجنة الوطنية للتحكيم واليت حدد‬
‫عددهم ب‪ 14‬عضوا دائما يرأسها قاض من احملكمة العليا ‪ ،‬منهم أربعة (‪ )04‬ممثلني تعينهم‬
‫الدولة وهم ‪ (:‬الوزير املكلف بالعمل ‪،‬ممثل الوزير املكلف بالعدل ‪،‬ممثل الوزير املكلف باملالية‬
‫‪،‬ممثل الوزير املكلف بالداخلية) ومخسة (‪ )05‬ممثلي للعمال ‪ ،‬ومخسة (‪ )05‬ممثلي مستخدمني ‪،‬‬
‫منهم ممثل السلطة املكلفة بالوظيفة العمومية ‪ ،‬تعينهم املنظمات النقابية للعمال اإلجراء‬
‫ومستخدميهم ‪ ،‬األكثر متثيال على الصعيد الوطين بالتناسب مع صفتهم التمثيلية باستثناء ممثل‬
‫السلطة املكلفة بالوظيفة العمومية ‪ 4‬وباعتبارها هيئة دائمة فإن مقرها احملكمة العليا ويتم اللجوء‬
‫إىل هاته اللجنة مبقتضى عريضة تودع لدى أمانة اللجنة كما تكون العريضة مصحوبة بتقرير مبني‬

‫‪ 1‬بن الشيخ مصطفى ‪،‬خليفي سعاد ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪65‬‬


‫‪ 2‬نبيل صقر ‪ ،‬نفس املرجع ‪،‬ص ‪57‬‬
‫‪ 3‬مرسم التنفيذي رقم ‪ 418/90‬املؤرخ يف ‪ 1990/12/22‬املتعلق بتنظيم وعمل اللجنة الوطنية للتحكيم املختصة يف النزاعات‬
‫اجلماعية للعمل ‪،‬اجلريدة الرمسية رقم‪ 01‬الصادرة بتاريخ ‪02‬يناير ‪ 1991‬ص ‪05‬‬
‫‪ 4‬منتدى اجللفة لكل اجلزائريني والعرب‪http: //www- Djelfa- ;info -،‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فيه الضرورة القصوى يف اجملالني االقتصادي واالجتماعي وحمضر عدم املصاحلة ‪ ،‬وجتتمع اللجنة‬
‫خالل مخسة عشر يوما (‪ )15‬من تاريخ إيداع العريضة بدعوة من رئيسها للشروع يف دراسة‬
‫‪1‬‬
‫القضية املعروضة أمامها‬
‫أما القرارات اليت تصدرها هذه اللجنة فقد نصت عليها املادة ‪ 19‬من املرسوم التنفيذي‬
‫السالف الذكر على أن" تقرر اللجنة الوطنية للتحكيم عن طريق إصدار حكم معلل يتخذ بأغلبية‬
‫األعضاء احلاضرين ويف حالة تعادل األصوات يكون صوت الرئيس مرجح" وينفذ احلكم الصادر‬
‫عن اللجنة مبقتضى أمر صادر عن الرئيس األول للمحكمة العليا يصدره خالل ثالث (‪ )03‬أيام‬
‫‪2‬‬
‫من املوالية لصدور احلكم ‪ ،‬ويتم تبليغه من طرف رئيس اللجنة إىل األطراف املعنية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آليات الحد من اإلضراب و الجزاءات المترتبة على ممارسته‪.‬‬
‫ولقد قسمنا هذا املطلب إىل فرعني ‪ :‬الفرع األول يتضمن آليات احلد من اإلضراب أما الفرع‬
‫الثاين يتضمن اجلزاءات املرتتبة على ممارسته وسنفصلهما كما يلي ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬آليات الحد من اإلضراب‬


‫يعترب القانون املهين هو املنظم ألغلب وخمتلف جوانب عالقات العمل الفردية واجلماعية‬ ‫‪-‬‬
‫إال ن الواقع يرى أن هذا القانون عادة ما يصطدم مبجموعة من اإلشكاليات التنفيذية مل يتوقعها‬
‫األطراف وال يتصوروهنا أو يتربؤون هبا‪ ،‬لذلك كان من الضروري اجتاه كافة االحتياطات ملواجهتها‬
‫والتصدي هلا‪ 3‬مبوجب آليات نعرضها كاأليت‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬إقامة آليات للتفاوض والتشاور الجماعي‪:‬‬
‫تقوم هذه اآللية استنادا إىل التزام قانوين فرضه املشرع على أطراف العالقة االجتماعية‬

‫‪ 1‬امحيه سليمان ‪ ،‬ألية تسوية املنازعات العمل والضمان االجتماعي يف القانون اجلزائري ‪ ،‬املرجع السابق ؛ ص ‪133‬‬
‫‪ 2‬بن الشيخ مصطفى‪ ،‬خليفي سعاد ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪66‬‬
‫‪ 3‬مربوكي سامل‪ ،‬اجلديد امحد ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫( العامل ورب العمل)وهذا مبقتضى نصت املادة ‪ 04‬من القانون ‪ 02-90‬واملتعلق بالوقاية‬
‫من النزاعات اجلماعية يف العمل و تسويتها وممارسة حق اإلضراب على انه" بعقد املستخدمون‬
‫وممثلو العمال اجتماعات دورية ويدرسون فيها وضعية العالقات االجتماعية واملهنية وظروف‬
‫العمل داخل اهليئة املستخدمة" وذلك لتدارك وختطي أي إشكاالت او عراقيل قد تطرأ أو إمكانية‬
‫حدوثها أثناء تنفيذ االتفاقات اجلماعية وتطويقها قبل أن تتحول إىل نزاعات تؤدي إىل عرقلة‬
‫‪1‬‬
‫استمرار السلم االجتماعي واملهين داخل املؤسسة‬
‫ثانيا‪ :‬وضع أجهزة التنفيذ والمتابعة‬
‫ومعىن هذا أن يتم ذلك بوضح اطر واليات أكثر ثبات واستقرارا بضمان توفري احلد األدىن من‬
‫األمن والسلم االجتماعي واملهين يف العالقات بني أطراف االتفاقيات اجلماعية وهذه األطراف‬
‫الدعامات اليت كثريا ما يعرب عنها أو تعرف على أهنا اجلان التفاوض املتساوية األعضاء سواء على‬
‫املستوى القطاعي أو على مستوى املؤسسات وهذه اللجان هي جلان دائمة مشكلة بصفة‬
‫متساوية من ممثلني عن النقابة أو النقابات املوقعة لالتفاقيات وممثلي عن إدارة أو إدارات‬
‫املؤسسات املستخدمة األطراف يف االتفاقية كذلك وهذه اللجان اليت عادة ما يعتمد هلا بتفسري‬
‫‪2‬‬
‫أي غموض أو خالف يف التأويل أي نص من نصوص االتفاقية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات المترتبة عن ممارسة حق اإلضراب ‪:‬‬
‫إن أي نشاط يؤدي إىل عرقلة حرية العمل يعرض األطراف الذين سامهوا بتوقيعها إىل عقوبات‬
‫‪3‬‬
‫منصوص عليها يف التشريع والتنظيم املعمول هبما يف هذا اجملال إىل جانب العقوبات اجلزائية‬

‫أوال ‪ :‬شرعية اإلضراب‬

‫‪ 1‬امحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق ص ‪412‬‬


‫‪ 2‬امحية سليمان‪: ،‬املرجع السابق ‪.415‬‬
‫‪ 3‬جدي نرميان ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪46‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إنه من الثابت فقها وقضاءا أن التوقف اجلماعي عن العمل دون احرتام اإلجراءات القانونية‬
‫املنصوص عليها مبوجب القانون رقم‪ 02/90‬السالف الذكر يعد اضرابا غري شرعيا وبالتايل يكون‬
‫خطأ جسيما من الدرجة الثالثة يستوجب الطرد دون التعويض واإلخطار املسبق طبقا لنص املادة‬
‫‪73‬الفقرة ‪ 04‬من القانون ‪ 29/90‬واحتالل اماكن العمل من طرف العمال يعترب عرقلة حرية‬
‫العمل يستوجب إصدار أمرا قضائيا من شأنه يطلب من اهليئة املستخدمة قصد افراغ اماكن العمل‬
‫‪1‬‬
‫املهنية طبقا ملا نصت عليه املادة ‪ 35‬من القانون ‪ 02/90‬السالف الذكر‬
‫وتبث واقعة اإلضراب غري الشرعي املكونة للخطأ اجلسيم املستوجب الطرد حكم قضائي طبقا‬
‫للقرارات احملكمة العليا منها القرار رقم ‪ 193797‬المؤرخ في ‪ :2000/04/11‬الصادر‬
‫‪2‬‬
‫على إثر الطعن بالنقض فري حكم القاضي برفع دعوى‬
‫وبذلك جتنبا لكل التفسريات اخلاطئة وللتعسف فإن الوحيد الذي ميتلك أهلية احلكم مبشروعية‬
‫أو عدم مشروعية اإلضراب هو القضاء املختص ألنه ولو فتح باب وصالحية احلكم على‬
‫مشروعية اإلضراب وخول احلكم هباته األهلية لإلدارة سينجر عن ذلك تعسف كبري ويتم‬
‫التضييق من ممارسة حق اإلضراب ‪ ،‬ومن مث فكل خمالفة إلجراءات شن اإلضراب من ناحية‬
‫وجوب مشاركة أغلبية العمال وكذا احرتام اإلشعار املسبق جيعل من اإلضراب غري شرعي‬
‫ويتحمل القائمون به واملشاركون فيه تبعات ذلك ‪،‬لكن يبقى القاضي املختص هو الذي يقدر‬
‫شرعية اإلضراب من عدمه وحبكم مستقل وتبعا لذلك يسوغ للهيئة املستخدمة أي جيوز هلا‬
‫معاقبة العمال املعنيني‪ 3‬فإن كل توقف مجاعي عن العمل ناتج عن نزاع مجاعي للعمل يقع خرقا‬
‫لألحكام املذكورة سابقا يعترب خطأ جسيما بالنسبة لكل العمال املشاركني فيه حيث يتحمل‬
‫املسؤولية كل شخص يساهم فيه بنشاطه املباشر‬

‫‪ 1‬عبد السالم ذيب ‪،‬املرجع السابق ص ‪379‬‬


‫‪ 2‬عبد السالم ذيب ‪،‬املرجع السابق ص ‪385‬‬
‫‪ 3‬رشيد واضح ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪128‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبذلك يتبني انه اذا كان حق اإلضراب من احلقوق املنصوص عليها دستوريا فإن ممارسته‬
‫وتكريسه تبقى خاضعة جملموعة من الضوابط والشروط األساسية وكل خمالفة ألحد إجراءات هذه‬
‫األخرية ينتج عنها إضرابا غري مشروع مما يقتضي اختاذ إجراءات تأديبية يف إطار التشريع والتنظيم‬
‫املعمول هبما ‪ 1‬مع إمكانية إخضاع املخالفني للمتابعة اجلزائية وهذا حسب ما نصت عليه املادة‬
‫‪55‬من القانون ‪ 02/ 90‬السالف الذكر ‪ ،‬وأما إذا التزم العمال بكافة اإلجراءات املنصوص‬
‫عليها قانونا ومث ممارسة حق اإلضراب بصفة مشروعة قانونا فإن القانون حيميهم ويكفلهم من كل‬
‫‪2‬‬
‫أشكال التعسف والتجاوز‬
‫ثانيا‪ :‬األحكام الجزائية‬
‫‪ :‬أحكام الجزائية الواردة في القانون ‪ 02/90‬المعدل والمتمم سالف الذكر‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫خيضع العامل املضرب للمسائلة اجلزائية يف حالة اإلضراب املمنوع بنص قانوين أو يف حالة‬
‫اإلضراب الذي مل يستويف الشروط القانونية املنصوص عليها قانونا ومن بني هذه احلاالت مثال‬
‫عدم حضور أحد طريف اخلالف يف املفاوضات وجلسات املصاحلة واجتماعاهتا اليت تنظم طبقا‬
‫‪3‬‬
‫ألحكام القانون ‪،‬كذلك التحريض على اإلضراب غري املشروع ‪.‬‬
‫اذن يعاقب العامل أو املتعاقد املضرب جزائيا يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ _ 1‬يف حالة تغيب أحد أطراف النزاع اجلماعي بدون عذر عن جلسة أو اجتماع املصاحلة‪،‬‬
‫حيث تنص املادة ‪ 53‬من القانون‪ ":‬يعاقب بغرامة مالية تتراوح ما بين ‪500.00‬دج‬
‫و‪2.000.00‬دج كل من يتغيب من طرفي الخالف الجماعي في العمل دون سبب شرعي‬
‫عن جلسات المصالحة واجتماعاتها‪ ،‬التي تنظم طبقا ألحكام هذا القانون ‪.‬ويمكن أن ترفع‬
‫هذه الغرامة المالية إلى ‪ 5.000.00‬دج في حالة العود"‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ ، 02/90‬السالف الذكر‬


‫‪ 2‬جدي نرميان ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪ 3‬مصدق عادل طالب ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪220‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ _2‬يف حالة منح احلكام أو الوسطاء بوثائق مزورة أو الضغط عليهم هبدف تغيري قراراهتما ‪،‬‬
‫حيث تنص املادة ‪ 54‬من نفس القانون على‪" :‬يعاقب بغرامة مالية تتراوح ما بين‬
‫‪5.000.00‬دج و‪ 20.000.00.‬دج وشهرين إلى ستة (‪)06‬أشهر حبسا أو بإحدى‬
‫هاتين العقوبتين‪ ،‬كل من زود الحكام والوسطاء المذكورين في أحكام هذا القانون بمعلومات‬
‫غير صحيحة أو وثائق مزورة أو مارس مناورات احتيالية تستهدف الضغط على أعضاء هذين‬
‫الجهازين بغية توجيه قرارهما أو توصيتهما‪".‬‬
‫‪ 3 -‬يف حالة التوقف اجلماعي عن العمل بصفة خمالفة ألحكام هذا القانون أو عمل على‬
‫استمراره أو صاحب هذا التوقف عنف أو اعتداء على األشخاص أو املمتلكات‪ ،‬حيث تنص‬
‫املادة ‪ 55‬من نفس القانون‪ " :‬يعاقب بالحبس من ثمانية أيام إلى شهرين وبغرامة مالية تتراوح‬
‫ما بين ‪ 500.00‬دج و‪ 2.000.00‬دج أو بإحدى هاتين العقوبتين " كل من تسبب في‬
‫التوقف التشاوري الجماعي عن العمل المخالف ألحكام هذا القانون‪ ،‬أو حاول أن يتسبب‬
‫في ذلك أو عمل على استمراره أو حاول من أجل استمراره ‪.‬ترفع هاتان العقوبتان من(‪)06‬‬
‫ستة أشهر إلى(‪ )03‬ثالث سنوات حبسا ومن ‪ 2.000.00‬دج إلى ‪50.000.00‬دج‬
‫غرامة مالية‪ ،‬أو ترفع إحداهما‪ ،‬إذا صاحب التوقف التشاوري الجماعي عن العمل عنف أو‬
‫اعتداء على األشخاص أو الممتلكات"‪.‬‬
‫وللحفاظ على املنشآت واملمتلكات جند أن املشرع قد حاول محايتها‪ ،‬حيث ألزم املستخدم‬
‫وممثلو العمال مبجرد إشعار اإلدارة املعنية باإلضراب بأن تشرع يف وضع التدابري الالزمة بغية‬
‫احلفاظ على املمتلكات واملنشآت وضمان أمنها‪ ،‬ويعني الطرفان العاملني الذين يتكفلون هبذه‬
‫املهام عن طريق أمر التسخري‪ ،‬وبالتايل تقوم املسؤولية اجلزائية جراء إتالف هذه املنشآت‬
‫واملمتلكات العامة عن طريق التخريب من طرف العمال املضربني ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ _4‬يف حالة عرقلة العامل املضرب حلرية العمل‪ ،‬حيث تعترب جرمية عرقلة حرية العمال غري‬
‫املضربني من اجلرائم اخلاصة بالعمل اليت ترتكب مبناسبة اإلضراب ‪ ،‬حيث يقوم العمال أو‬
‫املتعاقدين املضربني بارتكاب بعض التصرفات ضد زمالئهم غري مضربني إلجبارهم على االنضمام‬
‫لإلضراب املعلن عنه من أجل فاعلية أكثر وسرعة االستجابة ملطالبهم املهنية‪. 1‬‬
‫ويعد عرقلة حلرية العامل غري مضرب كل فعل من شأنه أن مينع العمال أو املتعاقدين أو ممثلي‬
‫العمال النقابيني من االلتحاق مبكان وظيفتهم املعتادة‬
‫أو مينعهم من استئناف ممارسة نشاطهم املهين أو من مواصلته عن طريق التهديد‬
‫أو املناورات االحتيالية أو العنف أو االعتداء‪ ،‬أو غلق مكان العمل من طرف املضربني ‪.‬كما‬
‫يعد عرقلة حلرية العمل احتالل العمال املضربني للمحالت املهنية‪ ،‬مبا يتطلب تدخل القضاء‬
‫إلخالئها مبوجب أمر قضائي بناء على طلب املستخدم‪ ،‬و يعد خطأ جسيما عدم االمتثال لتنفيذ‬
‫هذا األمر القضائي‪ .‬حيث تنص املادة ‪ 36‬من نفس القانون‪" :‬تشكل عرقلة حرية العمل كما‬
‫يشكل رفض االمتثال لتنفيذ أمر قضائي بإخالء المحالت المهنية خطأ مهنيا جسيما‪ ،‬دون‬
‫المساس بالعقوبات الجزائية ‪.".‬‬
‫واستنادا إىل ذلك تنص املادة ‪ 56‬من نفس القانون‪ ":‬يعاقب بغرامة مالية تتراوح ما بين‬
‫‪500.00‬دج و‪2.000.00‬دج وخمسة عشرة(‪ )15‬يوما إلى(‪ )02‬شهرين حبسا أو‬
‫بإحدى هاتين العقوبتين كل من مارس مناورة احتيالية أو تهديدا أو عنفا و‪/‬أو اعتداء‬
‫واستهدف بذلك عرقلة حرية العمل في مفهوم هذا القانون‪.". 1‬‬
‫ثانيا‪ _ :‬بعض األحكام الجزائية الواردة في األمر ‪156/66‬المتضمن قانون العقوبات‪:‬‬

‫‪1‬عويسات حلسن ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪122‬‬


‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 02/90‬املؤرخ يف ‪10‬رجب عام‪1410‬هـ املوافق ل‪06‬فرباير ‪ 1990‬املعدل واملتمم املتعلق بالوقاية من النزاعات‬
‫اجلماعية يف العمل وتسويتها وممارسة حق االضراب ص‪231‬‬

‫‪61‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ _1‬في حالة تزوير المحررات العمومية أو الرسمية‪:‬‬


‫ولقد نظمها األمر رقم ‪ 156-66‬املتضمن قانون العقوبات‪ ،‬املعدل واملتمم يف مواده من‬
‫‪ 214‬إىل غاية ‪ . 218‬يف الفصل السابع من هذا القانون املتضمن "التزوير" والقسم الثالث‬
‫"تزوير المحررات العمومية أو الرسمية"‪،‬‬
‫فمثال تنص املادة ‪ 215‬منه على أن‪ ":‬يعاقب بالسجن المؤبد كل قاض أو موظف أو قائم‬
‫بوظيفة عمومية قام أثناء تحريره محررات من أعمال وظيفته بتزييف جوهرها أو ظروفها‬
‫بطريق الغش وذلك إما بكتابة اتفاقات خالف التي دونت أو أمليت من األطراف أو بتقريره‬
‫وقائع يعلم أنها كاذبة في صورة وقائع صحيحة أو بالشهادة كذبا بأن وقائع قد أعترف بها‬
‫أو وقعت في حضوره أو بإسقاطه أو بتغييره عمدا اإلقرارات التي تلقاها‪.".‬‬
‫في حـالة العصيـان‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫لقد نظمها قانون العقوبات املعدل واملتمم يف مواده من ‪ 183‬إىل غاية ‪187‬مكرر‪ .‬حيث‬
‫عرفت املادة ‪ 183‬جرمية العصيان على أهنا‪" :‬كل هجوم على الموظفين أو ممثلي السلطة‬
‫العمومية الذين يقومون بتنفيذ األوامر أو القرارات الصادرة منها أو القوانين أو اللوائح أو‬
‫القرارات أو األوامر القضائية وكذلك كل مقاومة لهم بالعنف أو التعدي تكون جريمة‬
‫العصيان ‪.‬والتهديد بالعنف يعتبر في حكم العنف ذاته ‪".‬‬
‫فمثال تنص املادة ‪ 187‬منه على أنه‪ ":‬كل من يعترض بطريق االعتداء على تنفيذ أعمال‬
‫أمرت أو رخصت بها السلطة العمومية يعاقب بالحبس من (‪)03‬ثالثة أشهر إلى(‪ )01‬سنة‬
‫وبغرامة ال تتجاوز ربع التعويضات المدنية وال تقل عن ‪ 20.000‬دج"‬

‫‪62‬‬
‫اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كل من يعترض بطريق التجمهر أو التهديد أو العنف على تنفيذ هذه األعمال يعاقب‬
‫بالحبس من(‪ )03‬ثالثة أشهر إلى (‪)02‬سنتين وبالغرامة المنصوص عليها في الفقرة السابقة‬
‫‪1‬‬
‫أعاله"‬
‫وبالرجوع إىل املادة ‪ 42‬من القانون رقم ‪ 02- 90‬املعدل واملتمم السالف الذكر اليت نصت‬
‫على أنه " يعد عدم االمتثال ألمر التسخير خطأ جسيما‪ ،‬دون المساس بالعقوبات‬
‫المنصوص عليها في القانون الجزائي"‪ .‬وجند هذه املادة حتيلنا إىل قانون العقوبات يف مادته‬
‫‪ 187‬مكرر اليت تنص‪ ":‬يعاقب بالحبس من شهرين (‪)02‬إلى ستة (‪)06‬أشهر وبغرامة من‬
‫‪20.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من ال يمتثل‬
‫ألمر تسخير صادر ومبلغ له وفقا لألشكال التنظيمية‪".‬‬
‫كما يعاقب العامل أو املتعاقد املضرب بسبب ارتكابه أي جرمية من اجلرائم املنصوص عليها يف‬
‫قانون العقوبات أثناء فرتة اإلضراب ‪ ،‬كجرمية التهديد واالعتداء أو العنف املرتكب ضد‬
‫‪2‬‬
‫األشخاص وختريب املنشآت واملمتلكات اإلدارية وغريها‪.‬‬

‫‪ 1‬االمر رقم ‪ 156/66‬املؤخ يف ‪ 18‬صفر‪ 1386‬هـ املوافق ل‪08‬جوان‪1966‬املتضمن قانون العقوبات اجلزائري املعدل واملتمم ص‬
‫‪702‬‬
‫‪ 2‬عويسات حلسن‪،‬املرجع السابق‪124،‬‬

‫‪63‬‬
‫خامتة‬
‫خاتمة‬

‫ينتج عن عالقات العمل نزاعات وخالفات وذلك حبكم املصاحل املتناقضة واملتضاربة‬
‫ألطراف عالقة العمل أي العمال وا صحاب العمل‪ ،‬وأيضا حبكم املتغريات اليت قد حتدث يف‬
‫املعطيات اليت حتكم وتضبط هذه العالقة واليت كثريا ما ينجم عنها إخالل التوازن بني هذه‬
‫املصاحل ‪.‬‬
‫ويف هذه احلالة يفتح اجملال أمام الطبقة العمالية إىل اللجوء ملمارسة الضغط على صاحب‬
‫العمل وإرغامه لالستجابة ملطالبهم املهنية ويتم هذا الضغط مبمارسة حق اإلضراب حبيث‬
‫يعترب هذا األخري على انه نقطة حتول جذرية يف طريق طبيعة العالقات املهنية باعتباره الوسيلة‬
‫األجنع واليت تؤثر على أطراف عالقة العمل‪.‬‬
‫وبالنظر إىل تفاوت وتباين هذا احلق على عالقة العمل فان املشرع اجلزائري حول حبرص منه‬
‫على حتقيق التوافق والتوازن بني أطراف العالقة اخلاصة بالعمل وخصص هلذا الغرض قانونا‬
‫خاصا بتنظيم حق اإلضراب بعدما أصبح هذا احلق مكرسا دستوريا واالعرتاف به للعمال‬
‫للضغط على رب العمل وللمطالبة حبقوقهم كما خول تنظيمه بإخضاعه لقواعد وضوابط‬
‫قانونية هتدف لإلرساء حل سلمي لتخفيف التوتر القائم بني أطراف عالقة العمل وكشرط‬
‫أساسي موافقة أغلبية العمال اجملتمعني تضم على األقل نصف عدد العمال املعنيني عن طريق‬
‫االقرتاع السري إىل جانب شرط اإلشعار املسبق وضبطه مبدة مقررة قانونا لصاحل صاحب‬
‫العمل بغية اختاذ اإلجراءات الالزمة للحفاظ علي األمالك واملنشآت‪.‬‬
‫كما قام املشرع اجلزائري بتوقيع جزاءات نتيجة عدم احرتام هذه الضوابط واإلجراءات‬
‫السالفة الذكر على ممارسة حق اإلضراب واعتربه غري مشروع ومن مث فهو خطأ جسيم قد‬
‫يستوجب الطرد‪ ،‬كما حرص أيضا علي وضع قيود قانونية ملمارسة هذا احلق كإلزامية ضمان‬
‫احلد األدىن للخدمات ذات األمهية والضرورية كالصحة والنقل‬
‫كما على املشرع يف هذا اجملال إضافة جمال القدر األدىن من اخلدمة يف جمال املهن احلرة‬
‫‪،‬ولقد منع املشرع اجلزائري ممارسة احلق يف اإلضراب يف بعض املهن والقطاعات احلساسة‬

‫‪65‬‬
‫خاتمة‬

‫كالدفاع الوطين ‪،‬األمن والقضاء وتدعيما لتلك النصوص القانونية اليت أقرها املشرع اجلزائري‬
‫فإن القضاء حاول تكريس املبادئ وذلك من خالل أمر قضائي بإخالء احملالت والتأكد من‬
‫عدم احتالل أماكن العمل ‪،‬كما حاول أيضا وضع إجراءات وقائية قبل اللجوء إىل حق‬
‫اإلضراب كالتفاوض اجلماعي والوساطة واللجوء إىل اللجنة الوطنية للتحكيم‪.‬‬
‫وبالتايل فإنه من خالل ما سبق ذكره وتوضيحه فإن املشرع اجلزائري قام بتنظيم قواعد حق‬
‫اإلضراب بطريقة منظمة وحمكمة وذلك مع مراعاة للظروف واألجواء اليت صدر فيها هذا‬
‫القانون والذي جاء هذا األخري جتسيدا ملبادئ دستور ‪ 1889‬و‪ 1996‬املعدل واملتمم‬
‫بالقانون ‪ 01-16‬املتضمن تعديل دستور ‪ 2016‬واللذان تضمنا احرتام حق اإلضراب‬
‫ومحايته كونه حق دستوري‪ .‬وعليه خيضع العامل املضرب للمسائلة اجلزائية يف حالة اإلضراب‬
‫املمنوع بنص القانون أو إضراب مل يستويف مجيع إجراءاته القانونية قبل البدء يف اإلضراب‬
‫ويتجلى ذلك يف غياب أحد طريف النزاع عن املفاوضات وجلسات املصاحلة اليت تكون أو‬
‫حتدث طبقا ألحكام القانون وكذا التحريض على اإلضراب الغري مشروع ‪.‬‬
‫ولكن من خالل التجربة اجلزائرية‪،‬وما عانته قطاعات العمل من عدة مشاكل وإضرابات‬
‫نقرتح‪:‬‬
‫‪-‬إعادة النظر يف القانون اإلضراب مبا جيعله أكثر مالئمة ومواكبة مع الظروف االقتصادية‬
‫احلالية واألوضاع املهنية واالجتماعية للعمال‪.‬‬
‫‪-‬تكريس ثقافة احلور العقالين أثناء فرتة اإلضراب لدى أرباب ومسريي املؤسسات‬
‫املستخدمة من خالل ضرورة فتح قنوات احلوار والتشاور مع العمال املضربني ومنظماهتم‬
‫النقابية‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة التنازل مسريي املؤسسات املستخدمة أو أرباب العمل عن أسلوب املواجهة‬
‫والتخلي عنه أمام العمال املضربني ومنظماهتم النقابية واحلكم املسبق على ممارسة احلق يف‬
‫اإلضراب بعدم املشروعية ‪،‬وأيضا علي أرباب العمال التخلي علي أسلوب التهديد بالطرد‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫خاتمة‬

‫‪-‬إتاحة ومنح العاملني فرص بتقدمي مقرتحات علمية يف جمال اإلدارة وممارسة اإلعمال‬
‫وتطبيقها يف بيئة العمل‪.‬‬
‫وخالصة ما سبق ذكره يبقي ويظل احلق يف اإلضراب سالحا ووسيلة يف يد العمال للدفاع‬
‫عن حقوقهم كما هو معلوم على أن هذا احلق هو نتيجة وليس سببا لتوقفهم عن العمل وعليه‬
‫فان الوقاية واحلد من حق اإلضراب مرتبط بالوقاية من نشوب أسبابه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المصادر القانونية ‪:‬‬


‫القرءان الكرمي‬
‫‪ -1‬املرسوم الرئاسي رقم ‪ 438/96‬املؤرخ يف ‪ 07‬ديسمرب ‪ 1996‬يتعلق بإصدار نص‬
‫تعديل الدستور املصادق يف استفتاء ‪ 28‬نوفمرب ‪ 1996‬للجريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‬
‫الدميقراطية الشعبية العدد‪ 76‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬ديسمرب‪.1996‬املعدل واملتمم بالقانون‬
‫‪ 01/16‬املؤرخ يف ‪ 26‬مجادى األوىل عام ‪ 1437‬ه املوافق ل ‪06‬مارس ‪ 2016‬للجريدة‬
‫الرمسية للجمهورية اجلزائرية العدد ‪ 14‬الصادر بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬
‫‪ -2‬املرسوم الرئاسي رقم ‪ 18/89‬املؤرخ يف ‪22‬رجب عام‪1409‬ه املوافق ل‪ 28‬فرباير‬
‫‪ 1989‬املتعلق بنشر تعديل الدستور املوافق عليه يف استفتاء ‪23‬فرباير‪ 1989‬للجريدة‬
‫الرمسية للجمهورية اجلزائرية ألدميقراطيه الشعبية العدد‪ 09‬الصادر ب‪01‬مارس ‪.1989‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 156/66‬املؤرخ يف ‪ 18‬صفر ‪ 1383‬ه ـ املوافق ل‪ 08‬جوان ‪1966‬‬
‫املتضمن قانون العقوبات للجريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية العدد‪49‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪11‬جوان ‪.1966‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 02/90‬املؤرخ يف ‪06‬فرباير ‪ 1990‬يتعلق بالوقاية من النزاعات اجلماعية‬
‫يف العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب اجلريدة الرمسية للجمهورية الدميقراطية العدد‪06‬‬
‫الصادر يف ‪ 07‬فرباير ‪1990‬‬
‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 14/90‬املؤرخ يف يف ‪02‬جوان ‪ 1990‬املتعلق بكيفيات مماريسة احلق‬
‫النقايب املعدل واملتمم اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية العدد ‪23‬الصادر يف ‪06‬‬
‫جوان ‪1990‬‬
‫قائمة الكتب ‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-1‬أمحد عبد الكرمي أبو شنب ‪،‬شرح قانون العمل اجلديد ‪ ،‬كلية احلقوق ‪ ،‬مكتبة الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬جامعة اإلسراء ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬االردن ‪.2003،‬‬
‫‪-2‬أمحية سليمان ‪،‬آليات تسوية ‪،‬منازعات العمل والضمان االجتماعي ‪،‬يف القانون اجلزائري‬
‫‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪،‬الطبعة اخلامسة ‪،‬اجلزائر‪.2012،‬‬
‫‪ -3‬أمحية سليمان ‪،‬الوجيز يف قانون عالقات العمل اجلماعية يف التشريع اجلزائري املقارن‪،‬‬
‫القانون االتفاقي‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪.2012،‬‬
‫‪-4‬أمحية سليمان ‪،‬الوجيز يف شرح قانون العمل ‪،‬معهد اإلدارة ‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫اجلزائر‪2012،‬‬
‫‪-5‬الطيب بلولة‪ ،‬انقطاع عالقة العمل ‪،‬منشورات برييت ‪،‬اجلزائر‪2005 ،‬‬
‫‪-6‬إبراهيم صاحل الصرايرة ‪،‬مشروعية اإلضراب وأثره يف العالقة التعاقدية‪(،‬دراسة مقارنة)‪،‬دار‬
‫وائل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬دون بلد‪2012 ،‬‬
‫‪-7‬الياس يوسف‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪،‬معهد االدارة‪ ،‬دون طبعة ‪،‬دون بلد‪-1988،‬‬
‫‪1989‬‬
‫‪-8‬بشري هديف ‪،‬الوجيز يف شرح قانون العمل ‪،‬عالقات العمل الفردية واجلماعية ‪،‬جسور للنشر‬
‫والتوزيع ‪،‬طبعة الثانية ‪،‬اجلزائر‪2003،‬‬
‫‪-9‬خالد حامد ‪،‬نزاعات العمل يف ظل التحوالت السيسو اقتصادية يف اجلزائر‪،‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية ‪،‬اجلزائر‪2011،‬‬
‫‪-10‬خليفي عبد الرمحان‪،‬الوجيز يف املنازعات العمل والضمان االجتماعي ‪،‬دار العلوم للنشر‬
‫والتوزيع ‪،‬دون طبعة ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دون سنة‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-11‬راشد راشد ‪ ،‬شرح عالقات العمل الفردية واجلماعية يف ضوء التشريع اجلزائري ‪،‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬دون طبعة اجلزائر ‪ ،‬دون سنة‬
‫‪-12‬رشيد واضح ‪ ،‬منازعات العمل الفردية واجلماعية يف ظل اإلصالحات االقتصادية يف‬
‫اجلزائر ‪،‬دار هومة دون طبعة‪ ،‬اجلزائر‪2003 ،‬‬
‫‪ -13‬رمضان عبد اهلل صابر‪،‬النقابات العمالية وممارسة اإلضراب ‪،‬دار النهضة العربية ‪،‬دون‬
‫طبعة‪ ،‬القاهرة ‪2004،‬‬
‫‪-14‬موسى أمحد سامر ‪،‬حق اإلضراب ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬بن عكنون اجلزائر‪،‬‬
‫جوان‪ ،2006 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-15‬صالح علي علي حسن ‪،‬تنظيم حق احلق يف اإلضراب ‪(،‬دراسة يف التشريعات العربية‬
‫واملقارنة)‪،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪،‬دون طبعة‪،‬دون بلد‪2012،‬‬
‫‪-16‬عجة اجلياليل ‪ ،‬الوجيز يف قانون العمل واحلماية االجتماعية (النظرية العامة للقانون‬
‫االجتماعي يف اجلزائر)‪،‬دار اخللدونية ‪،‬دون طبعة ‪ ،‬اجلزائر ‪2005 ،‬‬
‫‪-17‬عبد السالم ديب ‪ ،‬قانون العمل اجلزائري والتحوالت االقتصادية ‪،‬دار القصبة ‪ ،‬دون‬
‫طبعة ‪ ،‬اجلزائر ‪،‬ـ‪.2003‬‬
‫‪-18‬على عوض حسني ‪،‬الوجيز يف شرح قانون العمل اجلديد ‪،‬دار املطبوعات اجلامعية ‪،‬دون‬
‫طبعة ‪،‬مصر ‪.2003 ،‬‬
‫‪-19‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوظيفة العامة يف التشريح اجلزائري ‪ (،‬دراسة يف ظل األمر‪06/03‬‬
‫والقوانني األساسية اخلاصة املدعمة باالجتهادات جملس الدولة )‪،‬جسور للنشر والتوزيع ‪،‬دون‬
‫طبعة‪،‬اجلزائر‪. 2015،‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-20‬مصدق عادل طالب ‪،‬اإلضراب املهين للعمال وآثاره‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات احلليب‬
‫احلقوقية ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،‬بريوت‪.2013،‬‬
‫‪-21‬نبيل صقر‪ ،‬تشريعات العمل نصا وتطبيقا‪ ،‬دار اهلدى ‪ ،‬دون طبعة ‪،‬اجلزائر‪2009،‬‬
‫‪-22‬هشام أمحد فؤاد أحكام اإلضراب وضوابطه بني الفقه والقانون‪ ،‬دار اليسر ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪. 2013‬‬
‫‪ -23‬هيثم حامد املصاروة‪ ،‬املنتقي يف شرح قانون العمل ‪(،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬دار حامد للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬طبعة أوىل‪ ،‬عمان ‪ ،‬دون سنة ‪.‬‬
‫األطروحات والمذكرات ‪:‬‬
‫أ‪ /‬دكتوراه‪:‬‬
‫‪ -1‬غريب مونية ‪،‬عالقات العمل والتعلم الثقايف باملؤسسة الصناعية‪ ،‬دراسة ميدانية ‪،‬أطروحة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬قسم علم االجتماع ‪،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة‪.2006/2005،‬‬
‫‪ -2‬خملوف كمال ‪ ،‬مبدأ السلم االجتماعي يف تشريع العمل اجلزائري بني آلية التفاوض‬
‫كأساس لتكريس املبدأ أو اإلضراب كوسيلة ضغط ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم‪،‬‬
‫كلية احلقوق ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬اجلزائر‪،‬دون سنة‪.‬‬
‫ب‪/‬الماجستير‪:‬‬
‫‪-3‬طهري عبد الرحيم ‪ ،‬احلق اإلضراب يف العمل بني املواثيق الدولية يف التشريع اجلزائري‬
‫‪،‬مذكرة نيل شهادة املاجستري يف القانون العام‪،‬كلية احلقوق ‪،‬جامعة أيب بكر بلقايد ‪،‬تلمسان‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪-4‬عبد اجمليد الصغري بريم‪ ،‬احلق النقايب يف معايري العمل الدولية والقانون اجلزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫املاجستري ‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2004/2003 ،‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-5‬سهام بن جبل ‪،‬اإلضراب يف املرافق العامة‪ ،‬رسالة ماجستري ‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‬
‫‪.1988،‬‬
‫عن العمل (دراسة مقارنة) ‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪ -6‬سهيل أمحد وعلي أبو مارية‪ ،‬اإلضراب‬
‫ماجستري‪،‬قسم احلقوق‪ ،‬جامعة النجاح لألحباث ‪،‬فلسطني ‪.2012،‬‬
‫‪-7‬هبة اهلل عيسى الداهوك‪ ،‬اإلضراب يف املرافق العامة وفق التشريع الفلسطيين ‪،‬مذكرة‬
‫ماجستري ‪ ،‬قانون العام ‪،‬اجلامعة اإلسالمية ‪،‬غزة‪.2015،‬‬
‫ج‪/‬الماستر‪:‬‬
‫‪-8‬الشايب أمال ‪،‬أثر نزاعات العمل اجلماعية على إنتاجية املؤسسة االقتصادية العمومية‬
‫اجلزائرية ‪،‬مذكرة ماسرت ‪ ،‬قسم احلقوق ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪2013/2012،‬‬
‫‪-9‬بن الشيخ مصطفى ‪،‬خليفي سعاد ‪ ،‬احلق يف اإلضراب يف التشريع اجلزائري ‪،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة املاسرت قسم احلقوق ‪،‬جامعة أدرار‪. 2016/2015 ،‬‬
‫‪-10‬بوزريق خرية ‪،‬احلق النقايب بني قانون العمل يف اجلزائر واالتفاقيات الدولية للعمل ‪،‬مذكرة‬
‫ماسرت ‪،‬قسم احلقوق ‪،‬جامعة طاهر موالي ‪،‬سعيدة ‪.2014/2013،‬‬
‫‪-11‬جدي نرميان حق اإلضراب يف املؤسسات االقتصادية العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاسرت ‪،‬كلية احلقوق جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة‪.2013/2012،‬‬
‫‪-12‬شطابة خدجية ‪،‬اإلضراب كوسيلة ملمارسة احلق النقايب ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت‪،‬‬
‫قسم احلقوق ‪،‬جامعة صاحلي أمحد ‪ ،‬النعامة ‪.2015/2014‬‬
‫‪-13‬شايب الراس حياة ‪ ،‬حق اإلضراب يف القانون اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت‪،‬‬
‫قسم احلقوق ‪،‬جامعة حممد بوضياف‪ ،‬املسيلة ‪. 2017/2016،‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-14‬مربوكي سامل ‪،‬اجلديد أمحد‪،‬االليات القانونية املنظمة حلق االضراب يف اجلزائر ‪،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة املاسرت ‪،‬قسم احلقوق‪،‬جامعة أدرار‪.2017/2016 ،‬‬
‫د‪ /‬مذكرات مختلفة‪:‬‬
‫‪-1‬بن أرجم سناء ‪،‬عمران عائشة ‪ ،‬ممارسة حق اإلضراب يف القطاع االقتصادي ‪ :‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة املدرسة العليا للقضاء‪ ،‬اجلزائر ‪ ،‬الدفعة ‪.2006/2005 ،16‬‬
‫‪-2‬صويدق أم اللة‪،‬نوضالة زينب ‪،‬احلق يف اإلضراب يف التشريع اجلزائري ‪،‬جامعة التكوين‬
‫املتواصل ‪ ،‬أدرار‪.2015/2014 ،‬‬
‫‪-3‬بوحيدة التومي ‪،‬بكوش قدور‪ ،‬النقابة يف التنمية االجتماعية ‪ ،‬جامعة التكوين املتواصل ‪،‬‬
‫‪.2007/2006‬‬
‫محاضرات ومقاالت ‪:‬‬
‫‪-1‬كمال خملوف اإلطار التنظيمي التفاقية العمل اجلماعية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬املركز اجلامعي‬
‫‪ ،‬البويرة ‪،‬اجلزائر ‪،‬العدد‪.2011 ،04‬‬
‫‪-2‬عمار بوضياف‪ ،‬حماضرات النشاط اإلداري‪.‬‬
‫المراجع االلكترونية‬
‫‪-1‬احملامي عبد العزيز مجعة ‪،‬حق يف اإلضراب ‪ ، PDF ،‬يف يوم األحد ‪ 25‬أكتوبر‬
‫‪.10:47 ، 2017‬‬
‫العام و اخلاص و أشكاله املوقع‬ ‫موسي‪ ،‬تعريف اإلضراب‬ ‫‪-2‬سامر امحد‬
‫االلكرتوين‪htt\\:google drive com:‬على الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪-3‬تقليل من نزاعات العمل على الربط‪http\\www dz.com\froum\show :‬‬
‫‪thread;php?t.764‬يوم ‪10‬مارس ‪ 2018‬على الساعة ‪. 22:33‬‬
‫‪1Htt:// droit-blogspot*com-12/04/2018-4‬‬

‫‪74‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫االلكرتوين‪،‬‬ ‫املوقع‬ ‫اإلضراب‬ ‫حق‬ ‫ممارسـة‬ ‫زي ـان‪،‬مدون ـة‬ ‫الق ـادر‬ ‫‪-5‬عب ــد‬
‫يوم‪،wwwzianeprof.plogspot.com،2017/04/12‬على الساعة‪11.15‬‬

‫‪75‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫مقدمة ‪1 ....................................................................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي لممارسة حق اإلضراب‬

‫المبحث األول‪:‬مفهوم حق االضراب ‪9 ............................................... :‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف حق اإلضراب ‪9 ......................................................‬‬


‫الفرع األول‪ :‬تعريف حق اإلضراب لغة ‪10 ................................................ :‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬تعريف حق االضراب فقها ‪10.........................................:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف حق اإلضراب عند املشرع اجلزائري" اصطالحاً" ‪11 ....................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬متييز حق اإلضراب عن بعض املفاهيم املشاهبة له ‪11 .........................‬‬

‫الفرع االول‪ :‬التمييز بني حق اإلضراب و االمتناع و الرتك‪12 .............................. :‬‬


‫الفرع الثاين‪ :‬التمييز بني حق اإلضراب و املظاهرة و العصيان‪12 ........................... :‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬التطور التارخيي حلق اإلضراب ‪12 ......................................... :‬‬


‫الفرع األول‪ :‬التطور التارخيي حلق اإلضراب يف فرنسا وبعض البلدان األوربية ‪13 ............‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬التطور التارخيي حلق اإلضراب يف اجلزائر ‪14 ....................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الصيغة القانونية لممارسة حق اإلضراب ‪15 .......................... :‬‬

‫املطلب االول‪ :‬عناصر حق اإلضراب ‪15 .................................................. .‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬العنصر املادي حلق اإلضراب ‪15 ..............................................‬‬


‫الفرع الثاين‪ :‬العنصر املعنوي حلق اإلضراب ‪17 ............................................. :‬‬

‫‪76‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫املطلب األول‪ :‬اشكال حق اإلضراب ( أنواعه) ‪18 ..........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلضراب التقليدي واإلضراب الدائري ‪18 ....................................‬‬


‫الفرع الثاين‪ :‬اإلضراب القصري و املتكرر ‪20 .................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إضراب اإلنتاجية (اإلضراب البطيء) واضراب االندفاع( احلماس) ‪20 .........‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أسباب نشوء حق اإلضراب و خصائصه ‪21 .................................‬‬

‫الفرع االول‪ :‬أسباب نشوء حق اإلضراب ‪21 ................................................‬‬


‫الفرع الثاين‪ :‬خصائص حق اإلضراب ‪23 ....................................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬األساس القانوين حلق اإلضراب وأمهيته ‪24 ...................................‬‬


‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوين حلق اإلضراب ‪24 .............................................‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬امهية احلق اإلضراب‪25 ........................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار القانوني لممارسة حق اإلضراب في القانون الجزائري‬

‫المبحث األول‪ :‬كيفيات ممارسة حق اإلضراب ‪30 .....................................‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الشروط القانونية ملمارسة احلق يف اإلضراب يف القانون اجلزائري ‪30 ...........‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬أن يكون حتت إشراف هيئة نقابية ‪30 .........................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الشروع يف اإلضراب إال بعد استنفاذ كافة وسائل التسوية الودية ‪33 ............‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬موافقة مجاعة العمال على اإلضراب‪34 ........................................‬‬


‫الفرع الرابع‪ :‬ان يسبق الشروع يف اإلضراب منح صاحب العمل مهلة إخطار مسبقة ‪35 .....‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬احلماية القانونية ملمارسة حق اإلضراب ‪36 ...................................‬‬


‫الفرع االول ‪:‬منع استخالف العمال املضربني خالل فرتة اإلضراب ‪36 ...................... :‬‬

‫‪77‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الفرع الثاين‪ :‬منع تسليط أي عقوبة على العمال املضربني ‪38 .................................‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬االثار القانونية ملمارسة حق اإلضراب ‪39 ................................. :‬‬


‫الفرع االول‪ :‬بالنسبة للعمال املضربني‪39 ................................................... :‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬أثر حق اإلضراب بالنسبة للمؤسسة املستخدمة‪42 ..........................:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األحكام التنظيمية لممارسة حق اإلضراب ‪44 .........................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬القيود الواردة على ممارسة احلق يف اإلضراب ‪44 ............................ .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القيود الكلية على ممارسة احلق يف اإلضراب ‪44 ............................... :‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬القيود اجلزئية الواردة على ممارسة احلق يف اإلضراب ‪46 .........................‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬موانع حق اإلضراب وطرق تسويته ‪50 .......................................‬‬


‫الفرع االول‪ :‬موانع حق اإلضراب ‪50 ........................................................‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬طرق تسوية حق اإلضراب ‪52 ..................................................‬‬


‫املطلب الثالث‪ :‬آليات احلد من اإلضراب و اجلزاءات املرتتبة على ممارسته‪56 ............... .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬آليات احلد من اإلضراب ‪56 ...................................................‬‬


‫الفرع الثاين‪ :‬اجلزاءات املرتتبة عن ممارسة حق اإلضراب ‪57 ................................ :‬‬

‫خاتمة ‪65 .........................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪69 .......................................................‬‬

‫فهرس المحتويات ‪74 .............................................................‬‬

‫‪78‬‬

You might also like