Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫المقدمة‬

‫العديد من األدوات لفهم اآليات أو حىت سلسلة من اآليات يف القرآن‪ .‬مثل استخدام‪ ،‬علم العرب‬

‫الق رآن‪ ،‬إمل غ ريب الق رآن‪ ،‬علم عق ول ال نزول‪ ،‬علم أس نب ال نزول‪ ،‬وم ا إىل ذل ك‪ .‬علم أس باب‬

‫ال نزول من أهم الط رق لفهم الق رآن وتفس ريه‪ .‬فكم ا ق ّرر العلم اء أن الق رآن ن زل إىل ج زأين‪ .‬مت‬

‫الكشف عن جزء واحد مباشرة ‪ ،‬وهذا اجلزء يشكل غالبية القرآن‪ .‬يتم الكشف عن اجلزء الثاين‬

‫عام ا‪ .‬سيتم مناقشة هذا اجلزء الثاين‬


‫بعد حدث أو طلب‪ ،‬ينزل خالل الوحي‪ ،‬أي ملدة ثالثة عشر ً‬
‫بن اء على س بب االخنف اض‪ .‬ألن ‪ ،‬معرفة س بب الس قوط وال دقائق احمليط ة ب النص ‪ ،‬سيس اعد على‬

‫فهم وما هو املطلوب من النص‪.‬‬

‫جيب التأكيد على أن أسباب النزول ال يرتبط سبباً باملواد املعنية‪ .‬أي أنه مل يتم تلقي أي بيان بأنه‬

‫إذا مل يكن هناك سبب ‪ ،‬فلن تنخفض اآلية‪ .‬يف هذه المقالة ستناقش بأسباب النزول سورة البقرة‬

‫اآلية ‪ 115‬اليت توضح عن اهلل مالك املشرق و املغرب و اهلل ىف كل جهة‬

‫البحث‬

‫سورة البقرة اية ‪115‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ ِإ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأي نَ َم ا ُت َو ل وا َف ثَ َّم َو ْج هُ اللَّ ه ۚ َّن اللَّ هَ َو اس ٌع َع ل يمٌ‬ ‫َو ل لَّ ه الْ َم ْش ِر ُق َو الْ َم ْغ ِر ُ‬
‫ب ۚ فَ ْ‬

‫روايا بأسباب النزول‬


‫فأخربنا أبو املنصور املنصوري‪ ،‬أخبونا علي بن عمر احلافظ‪ ،‬حدثنا أبو حممد إمساعيل بن‬ ‫‪.1‬‬

‫علي‪ ،‬حدثنا احلسن بن علي بن شبيب العمري‪ ،‬حدثنا أمحد بن عبد هلل بن حسن العنربي‪،‬‬

‫حدثنا عيد امللك العرزمي‪ ،‬حدثنا عطان بن أيب رباح بن عبد اهلل‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫بعث الرسول اهلل‪ ،‬سرية كنت فيها‪ ،‬فأصبتنا ظلمة فلم نعرف القبلة‪ ،‬فقالت طائفة منا ‪ :‬قد‬

‫عرفن ا القبل ة هي ههن ا قب ل الش مال‪ ،‬فص لوا و خط وا خطوط ا‪ .‬ق ال بعض نا‪ :،‬القبل ة ههن ا قب ل‬

‫اجلنوب‪ ،‬فصلوا و خطوا خطوطا‪ ،‬فلما أصبحوا و طلعت الشمس أصبحت تلك احلطوط لغري‬

‫القبل ة‪ ،‬فلم ا فقلن ا من س رفنا س ألنا الن يب عن ذل ك فس كت ف أنزل اهلل تع اىل ‪َ :‬و لِلَّ ِه اامل ْش ِر ِق‬
‫َ‬
‫ِ‪1‬‬
‫ب فَ َْأينَ َما تُ َولُّوا َفثَ َّم َو ْجهُ اهلل‬
‫َواملَْغ ِر ُ‬

‫و أخربن ا اب و منص ور‪ ،‬أخربن ا علي‪ ،‬ح دثنا حيي بن ص اعد‪ ،‬ح دثنا حمم د بن إمسائيل‬ ‫‪.2‬‬

‫األمحسي‪ ،‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا أشعث السمان‪ ،‬عن عاصم بن عبيد اهلل‪ ،‬عن عبد اهلل بن‬

‫عامر بن ربيعة عن أبيه فقال‪:‬‬

‫كنا نصلي مع النيب يف السفر يف ليلة مظلمة‪ ،‬فلم ندر كيف القبلة‪ ،‬فصلى كل رجل منا‬
‫على حيال فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنيب فنزلت ‪ :‬فََأينَما ُتولُّوا َفثَ َّم وجه ِ‬
‫اهلل‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ َْ‬
‫‪2‬‬
‫ومذهب ابن عمر ‪ :‬أن اآلية نازلة يف التطوع بالنافلة‬

‫‪ 1‬أسباب النزول‪ ،‬أحمد الواحدي‪40 ،‬‬


‫‪ 2‬نفس المراجع‪41 ،‬‬
‫أخربن ا أب و القاس م بن عب دان ح دثنا حمم د بن عب د اهلل احلاف ظ‪ ،‬ح دثنا حمم د بن يعق وب‪،‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ح دثنا ال و البخ رتي عب د اهلل بن حممح د بن ش اكر‪ ،‬ح دثنا اب و اس امة‪ ،‬عن عب د املل ك بن‬

‫سليمان‪ ،‬عن سعيد بن حبري عن ابن عمر‪ ،‬قال‪:‬‬


‫‪3‬‬ ‫أنزلت ‪ :‬فََأينَما ُتولُّوا َفثَ َّم وجه ِ‬
‫اهلل أن تصلى حيثما توجهت بك راحلتك يف التطوع‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ َْ‬

‫تحليل التاريخ والتحرير‬

‫حتتوي هذه اآلية على ترفيه لرسول اهلل وأصحابه الذين ط ردوا من مكة وفصلوا عن مساجدهم‬

‫وأماكن الصالة‪ .‬أوالً صلى رسول اهلل يف مكة مبواجهة بيت املقدس ‪ ،‬بينما كانت الكعبة أمامه‪.‬‬

‫شهرا‪ .‬وبعد ذلك أمره اهلل‬


‫وعندما انتقل إىل املدينة ‪ ،‬واجه مباشرة بيت املقدس ملدة ‪ 16‬أو ‪ً 17‬‬
‫تعاىل مبواجهة الكعبة‪ ،‬ة لذالك نزل هذه آية‪.‬‬

‫كتب يف كتاب النسيخ ساملنسوخ‪ ،‬ايو عبعيد‪ ،‬قسم بن سلم يروى من ابن عباس قال ‪ :‬أول نص‬

‫اآلية القرآن و قد صقصنا الينا هي مسألة القبلة‪ ،‬و قال اهلل يف سورة البقرة ‪َ : 150‬و ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث‬
‫ِِ‬
‫وه ُك ْم‬ ‫ك َش طْ َر الْ َم ْس ج د ا حْلَ َر ِام ۚ َو َح ْي ُ‬
‫ث َم ا ُك ْن تُ ْم َف َو لُّ وا ُو ُج َ‬ ‫ت َف َو ِّل َو ْج َه َ‬
‫َخ َر ْج َ‬
‫ين ظَ لَ ُم وا ِم ْن ُه ْم فَ اَل خَت ْ َش ْو ُه ْم‬ ‫ِإ َّ ِ‬ ‫ون لِ لنَّ ِ‬
‫َش طْ َر هُ لِ َئ اَّل يَ ُك َ‬
‫اس َع لَ ْي ُك ْم ُح َّج ةٌ اَّل ال ذ َ‬
‫مِت‬
‫اخ َش ْو يِن َو ُأِل َّ نِ ْع َم يِت َع لَ ْي ُك ْم َو لَ َع لَّ ُك ْم َت ْه تَ ُد َ‬
‫ون ‪.‬‬ ‫َو ْ‬

‫ق ال ابن جري ر ‪ ،‬ق ال العلم اء اآلخ رون‪" :‬ن زلت ه ذه اآلي ة على رس ول اهلل ب إذن من ب اري اهلل ‪،‬‬

‫الس نَّة ‪ ،‬مبواجهة أينما واجهها ‪ ،‬غرب اً وشرقاً ‪ ،‬حبسب اجتاه رحلته ‪ ،‬يف حالة حرب‪.‬‬
‫ألداء صالة ُ‬
‫‪ 3‬نفس المراجع‪41 ،‬‬
‫مس تعرة ويف حال ة خوف ش ديد "‪ .‬أخربن ا أب و ك ريب ذات م رة من ابن عم ر ‪" ،‬أن ه ك ان يص لي‬
‫‪4‬‬
‫ذات مرة يف أي اجتاه يواجه احليوان"‪.‬‬

‫العبرة من اللفظ العام و اللفظ الخاص‬

‫تفسير آية‬

‫ا‪ .‬العص ور الش رقية والغربي ة ومجيعهم ينتم ون إىل اهلل‪ .‬يس تطيع أن ي أمر عبي ده ب أي ش يء‪.‬‬

‫فأينما كنت تواجه اهلل فعليً ا‪ .‬إنه شامل جلميع خملوقاته‪ .‬لذلك إذا أخربك أن تواجه بيت‬

‫املقدس أو الكعبة ‪ ،‬أو كنت خمطًئا يف مواجهة القبلة ‪ ،‬أو كنت تواجه صعوبة يف مواجهة‬
‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫القبل ة ‪ ،‬فال يهم ك ح ًق ا‪ .‬ألن مجي ع اجتاه ات البوص لة هي توجيه ات اهلل‪َّ .‬ن اللَّهَ َعظ ٌ‬
‫يم‬
‫‪5‬‬
‫وه بِ َسلِ ِم ِه َوالَْرفَ ِاء الَّ ِذي َي ْر َفعُهُ‪.‬‬
‫يَ ْش َم ُل ُك َّل خَمْلُ َ‬
‫ب‪ .‬وهو اجتاه اهلل لشرق وغ روب الشمس وما يقع بينهما‪ .‬مث هو صاحب ك ل األرض‪ .‬لذا‬

‫أينما واجهت يف الصالة حسب أمر اهلل لك ‪ ،‬فمن املؤكد أنك توقعت وجه اهلل‪ .‬ال خترج‬
‫‪6‬‬
‫س ُه َو َش ْيءٌ‪.‬‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫َ‬‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬‫هَل‬‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َأع‬
‫ْ‬ ‫وا‬‫ف‬
‫ُ‬ ‫ين َأ ْن َي ْع ِ‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫ر‬‫من اململكة وتطيعه‪ِ .‬إ َّن اللَّهَ َي ْر َحم ِعبَ َاد ِه ال َقاِئِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ج‪َ .‬و ل لَّ ه الْ َم ْش ِر ُق َو الْ َم ْغ ِر ُ‬
‫ب "ي ذكر اهلل على وج ه التحدي د ‪ ،‬ألهنم ا حمور آي ات اهلل‬

‫العظيمة يف مك ان النور والغ روب ‪ ،‬إذا ك ان رب االجتاهني ‪ ،‬فيجب أن يكون رب مجي ع‬

‫َأي نَ َم ا ُت َو لُّ وا ‪ ،‬إذا ك ان وجه ك بس بب قيادت ه ‪ ،‬إم ا‬


‫االجتاه ات ‪" ،‬مث أينم ا واجهت‪ .‬فَ ْ‬

‫‪ 4‬تفسير ابن كثير‪ ،‬ابن كثير‪،‬‬


‫‪ 5‬تفسير المختسر‪ ،‬صالح بن عبد هللا بن حمئد‬
‫‪ 6‬تفسير الميسر‪ ،‬وزارة الدين السعودي‬
‫ب أمره مبواجه ة الكعب ة بع د أن أم رت مبواجه ة بيت املق دس أو أم رت ل دعم الص الة على‬

‫مركبة ترانزيت أو ما شابه ‪ ،‬القبلة أينما واجه اخلادم وجهه ‪ ،‬أو القبلة غري واضحة لذلك‬

‫قرر بأقوى شك يف مواجهته ‪ ،‬مث يتضح بعد ذلك خطأ ختمينه ‪ ،‬أو يصاب بالودر بسبب‬

‫املرض أو البعض اآلخ ر ‪ ،‬مث يف ه ذه احلال ة ميكن أن ي أمر اخلادم عب ده غف ر ل ك‪ .‬م ا ه و‬

‫واض ح ‪ ،‬أن ه ال ميكن لش خص أن يواج ه يف اجتاه من االجتاه ال ذي خيرج من ملك وت اهلل‪.‬‬

‫اس ٌع َع لِ يمٌ ‪ .‬ه ذه اآلي ة هي احلج ة ح ول حتدي د وج ه اهلل‬


‫َف ثَ َّم و ج ه اللَّ ِه ۚ ِإ َّن اللَّ ه و ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫وفقا له‪ .‬لذلك اهلل له وجه ‪ ،‬كل الوجوه ليست مثله وهو واسع جدا يف مواهبه وصفاته ‪،‬‬

‫وأعظمها هو كلي العلم مبا ختفيه وتنوي ‪ ،‬وبني مواهبه ومعرفته يسهل األمور عليك يقبل‬
‫‪7‬‬
‫ما يقال لك ‪ ،‬مث كل احلمد والشكر هو فقط له‬

‫اإلختتام‬

‫األمر مبواجهة القبلة هو أنه ليس لدى ال ُكتاب واملشركني سبب آخر ملعارضة النيب صلى اهلل‬

‫علي ه وس لم‪ .‬ه ذا ألهنم إذا اس تمروا يف مواجه ة بيت املق دس ‪ ،‬طبع اً ف إن أه ل الكت اب‬

‫سيفرضون الدليل على النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬ألن ما ورد يف كتبهم هو أن القبلة الثابتة‬

‫ل ه هي الكعب ة بيت اهلل احلرام‪ .‬يف حني أن ال دليل على املش ركني عن دما ال ي زال يواج ه بيت‬

‫املق دس ه و الكلم ات ال يت ستنش أ منهم ‪" ،‬كي ف ه و ف وق دين حتي ات الن يب إب راهيم علي ه‬

‫تفسير السأد‪ ،‬عبد الرحمن بن نصر السأد‬ ‫‪7‬‬


‫السالم ‪ ،‬مبا يف ذلك أحفاده ‪ ،‬على الرغم من أنه ال يواجه القبلة!"‪ .‬وهكذا ‪ ،‬بعد انتقال القبلة‬

‫‪ ،‬مل يعد لدى أهل الكتاب واملشركني الدليل ملعارضته‪.‬‬

‫أي أن األشخاص الذين خيطئون فقط هم الذين حياولون العبادة ‪ ،‬لكن حجةهم ال تعتمد على‬

‫غ ري الش هوة ‪ ،‬ل ذلك ال حيت اجون إىل اخلدم ة ‪ ،‬ألن ه ال فائ دة من اجلدال معهم‪ .‬لس نا حباج ة‬

‫للخوف منهم ألن باطلهم باطل ‪ ،‬ونأمر بأن خناف اهلل سبحانه وتعاىل فقط ‪ ،‬ألن اخلوف منه‬

‫هو مبدأ كل خري‪ .‬لذلك ‪ ،‬أولئك الذين ال خيافون اهلل عز وجل ‪ ،‬لن يتوقف عن التمثيل وال‬

‫يزال ال يريد اتباع أوامره‪ .‬وهي من خالل االستمرار يف تنفيذ أوامره واالبتعاد عن احملظورات‪.‬‬

You might also like