Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬

‫‪113‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات‬


‫‪The concept of functionalism between grammar‬‬
‫‪and linguistics‬‬
‫‪‬‬
‫جلول تهامي‬
‫معهد اآلداب واللغات‪ ،‬قسم اللغة العربية وآداهبا‪ ،‬املركز اجلامعي بآفلو‪.‬‬
‫خمرب اللسانيات التقابلية‪ ،‬جامعةعامر ثليجي باألغواط‬
‫‪TDJ179@GMAIL.COM‬‬

‫تارخي االستالم‪ 2021/12/20 :‬القبول للنرش‪ 2022/09/20 :‬تارخي النرش‪2023/01/01 :‬‬

‫ملخص‬
‫اهلدف من هذا املقال البحث يف "النحو" و"الوظيفة" و"اللسانيات"‪ ،‬إذ نسعى إىل‬
‫توطني النظرة اللسانية العربية بمختلف توجهاهتا النظرية واملنهجية يف الوسط اللساين‬
‫املتداول‪ ،‬فقد تزعم سوسري علم اللغة البنوي يف اللسانيات‪ ،‬فتعددت الرؤى التي انبثقت عنها‬
‫مدارس لسانية خمتلفة‪ ،‬فركزنا عىل النظريات ذات التوجه الوظيفي‪ ،‬وملا كان النحو مناط‬
‫البحث يف كل تراث لغوي برشي‪ ،‬صيغ له العديد من النظريات‪ ،‬ثم إن كال االجتاهني ‪-‬‬
‫البنوي أو الوظيفي‪ -‬غايتهام الكشف عن خبايا امللكة اللسانية البرشية‪ ،‬واخلالف بني‬
‫الوجهتني ينحرص يف املنطلق أهو اجلملة كبنية جمردة‪ ،‬أم اجلملة وارتباطاهتا املتعددة بام قبلها‬
‫وما بعدها وما حييط هبا من املواقف اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬الكلامت املفتاحية‪ :‬النحو‪ ،‬الوظيفة‪ ،‬اللسانيات‪ ،‬املنهج‪ ،‬اللغة‪.‬‬

‫‪ ‬المؤلف المراسل‪.‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪114‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪This article aims to research "grammar", "functionalism", and‬‬


‫‪"linguistics" in order to localise the Arabic linguistic view with its‬‬
‫‪different methodological and theoretical approaches in the‬‬
‫‪contemporary linguistic milieu. In linguistics. Saussure was a pioneer‬‬
‫‪of structural linguistics, and there were many visions from which‬‬
‫‪different linguistic schools emerged. Several theories have been‬‬
‫‪developed for grammar because it is the subject of study in every human‬‬
‫‪language history. Moreover, both directions - structural or functional -‬‬
‫‪aim at revealing the secrets of the human linguistic faculty.‬‬

‫‪Keywords: grammar, function, linguistics, method, language.‬‬

‫مقدمة‬
‫اهلدف من هذا املقال البحث يف مفهوم ظل مالزما للنحو واللسانيات يف ساحة‬
‫الدراسات اللغوية العربية‪ ،‬فـ"النحو" و"الوظيفة" و"اللسانيات" مصطلحات تتجاذهبا كتب‬
‫اللغة عىل اختالفها بمفاهيم متباينة‪ ،‬لكن احلقيقة التي ال بد أن نقف عليها هي توطني النظرة‬
‫اللسانية العربية بمختلف توجهاهتا النظرية يف الوسط اللساين املتداول عامليا‪ ،‬فقد تزعم‬
‫سوسري علم اللغة البنوي وأرسى قواعده يف علم اللسانيات‪ ،‬فهو أول من دعا يف حمارضاته‬
‫إىل دراسة اللغة من منظور علمي بحت متبعا لذلك املنهج الوصفي الذي يبحث يف قوانني‬
‫اللغة ونظامها بعيدا عن املعيارية أو الفيلولوجيا‪ ،‬ولقد كانت حمارضات سوسري دفعة قوية‬
‫حلركية الدراسات اللغوية الغربية‪ ،‬فتعددت الرؤى التي انبثقت عنها مدارس لسانية خمتلفة‪،‬‬
‫و ما ركزنا عليه من هذه املدارس هو تلك التي كان هلا توجه وظيفي‪ ،‬ويف أمريكا ومنذ ظهور‬
‫كتاب "البنى الرتكيبية" لـ"تشومسكي" سنة ‪ 1957‬تغري اجتاه البحث اللساين وتغريت أهدافه‪،‬‬
‫فأصبحت الغاية من البحث اللساين تفسري الظاهرة اللغوية بدال من وصفها‪ ،‬وملا كان النحو‬
‫حمور البحث اللغوي يف كل اللغات‪ ،‬صيغ له العديد من النظريات‪ ،‬ودارت حوله جل‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫املناقشات‪ ،‬وانصبت عليه كثري من النقودات‪ ،‬ثم إن كال االجتاهني ‪ -‬البنوي أو الوظيفي‪-‬‬
‫غايت هام واحدة وهي الكشف عن خبايا امللكة اللسانية البرشية‪ ،‬غري أن اخلالف بني الوجهتني‬
‫ينحرص يف املنطلق أهو اجلملة كبنية جمردة‪ ،‬أم اجلملة وارتباطاهتا املتعددة بام قبلها وما بعدها‬
‫وما حييط هبا من املواقف اخلارجية‪ ،‬ومن هنا وصفت معايري النحو الصوري بأهنا غري كافية‬
‫حلرص املعاين املمكنة للكالم‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫هل يمكن أن يكون البحث يف النحو الوظيفي واللسانيات الوظيفية من صميم‬
‫التحليل اللساين بمفهومه العلمي الدقيق؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫عج ْت بام يسميه أصحابه "النحو‬
‫ال شك أن حركة التأليف يف النحو واللسانيات ّ‬
‫الوظيفي" أو " اللسانيات الوظيفية"‪ ،‬وكذا البحث يف النظريات اللسانية للغات البرشية‬
‫قديمها وحديثها‪ ،‬فشد نظري مصطلح الوظيفة الذي ما لبث أن يصبح مالصقا ملصطلحي‬
‫النحو واللسانيات‪ ،‬وقد بدا يل أن الوظيفة تأيت مضافة للنحو تارة ومضافة للسانيات تارة‬
‫أخرى فأردت أن أبحث يف حيثيات الوظيفة وعالقتها بالدراسات النحوية واللسانية‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫يتناسب هذا البحث واملنهجان الوصفي واالستقرائي التحلييل‪ ،‬فأما األول فلتقيص‬
‫املاهية واملفاهيم للنحو والوظيفة واللسانيات‪ ،‬وأما الثاين فللوقوف عىل الرؤى اللغوية‬
‫واألصول اللسانية للنحو الوظيفي‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫البحث يف النحو واللسانيات مبسوط يف كتب اللغة مجيعها مبثوث يف طياهتا‪ ،‬لكن‬
‫الوظيفة ال تذكر إال يف بعضها‪ ،‬غري أن استعامل لفظ "الوظيفة" جاء عىل لسان املحدثني ممن‬

‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪116‬‬

‫كتبوا يف البنوية الوظيفية‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫هلذا البحث مقدمة‪ ،‬ومخسة مباحث‪ ،‬ثم خامتة‪ ،‬ففهرس للمصادر واملراجع‪.‬‬
‫فأما املقدمة ففيها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أهداف البحث‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشكلة البحث‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬منهج الدراسة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الدراسات السابقة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬خطة البحث‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الوظيفية البنوية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬الوظيفية التوليدية‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬النحو والوظيفة‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬اخللفية الفلسفية للنحو الوظيفي‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬املبادئ العامة للنحو الوظيفي‪.‬‬
‫خامتة‪ :‬وفيها حوصلة ما دار البحث حوله‪.‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬الوظيفية البنوية‬


‫مدرسة براغ‪:‬‬ ‫‪-01‬‬
‫ال شك أن علم اللغة البنوي قد تزعمه دي سوسري فأرسى قواعده يف علم اللسانيات‪،‬‬
‫فهو أول من دعا يف حمارضاته إىل دراسة اللغة من منظور علمي بحت متبعا لذلك املنهج‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫الوصفي الذي يبحث يف قوانني اللغة ونظامها بعيدا عن املعيارية أو الفيلولوجيا‪.‬‬


‫ولقد كانت حمارضات دي سوسري دفعة قوية حلركية الدراسات اللغوية الغربية‪،‬‬
‫فتعددت الرؤى والنظريات التي انبثقت عنها مدارس لسانية خمتلفة أمهها‪:‬‬
‫مدرسة جنيف مع شارل بايل وشاسهاي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املدرسة الروسية مع كارسفسكي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدرسة براغ مع تروبتسكوي وآخرون‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدرسة كوبنهاقن مع هلمسليف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدرسة لندن مع فريث وآخرون‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدرسة أندري مارتيني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غري إ ن ما هيمنا من هذه املدارس هو تلك الرؤى اللسانية التي كان هلا توجه وظيفي‪،‬‬
‫نفصل يف املدارس اللسانية ذات املنحى الوظيفي ال بد أن نذكّر بأن دعوات دي‬
‫وإذا أردنا أن ّ‬
‫سوسري وحمارضاته تزامنت مع نرش "بواس"‪ 1‬لكتابه "الدليل ‪ "HANDBOOK‬يف الواليات‬
‫املتحدة‪ ،‬وتزامنت أيضا مع نرش التشيكي "ماتيزيوس" دعوته األوىل ملنهج جديد غري تارخيي‪،‬‬
‫هذا األخري سبق له التدريس يف جامعة "كارولني" يف "براغ" حيث استطاع أن جيمع حوله‬
‫نخبة من العلامء ممن كانوا يشاركونه أفكاره فبدأ هؤالء عقد اجتامعات دورية منذ عام ‪1926‬‬
‫ومن ثم أطلق عليهم اسم "مدرسة براغ"‪.2‬‬
‫أصبح هذا النادي فيام بعد يعرف باملدرسة الوظيفية‪ ،‬أو املدرسة الفونيمية‪ ،‬وهي تضم‬
‫عددا من الباحثني الكبار فمن أقطاهبا‪ :‬تروبتسكوي‪ ،‬وجاكبسون‪ ،‬وكارسفسكي‪ ،‬وهولر من‬
‫النمسا‪ ،‬والفرنيس أندري مارتيني‪ ...‬وغريهم‪ ،‬وقد كان ألفكار دي سوسري األثر الكبري يف‬
‫بروز هذا االجتاه اللساين الذي متيز ((بدراسة نظام اللغة الكيل بمستوياته املختلفة النحوية‬
‫والصوتية والرصفية والداللية دراسة وظيفية حمضة))‪ ،3‬فقد حلل لسانيو هذا االجتاه اللغة‬
‫هبدف إبراز الوظائف التي كانت تؤدهيا مكوناهتا البنوية املختلفة يف استعامل اللغة بأمجعها‪،‬‬
‫ألهنم جتاوزوا التأمل والوصف إىل غاية أخرى هي السؤال عن الغاية من احلدث اللغوي‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪118‬‬

‫والبحث عن التفسري املوضوعي املقبول‪ ،‬وهذا ما ميز حلقة براغ عن غريها من املدارس‬
‫الوصفية‪( ( ،‬أما علامء مدرسة براغ فكانوا ينظرون إىل اللغة كام ينظر املرء إىل حمرك حماوال أن‬
‫يفهم الوظائف التي تؤدهيا أجزاؤه املختلفة وكيف حتدد طبيعة جزء معني طبيعة األجزاء‬
‫األخرى))‪.4‬‬
‫وسميت هذه املدرسة باملدرسة الوظيفية ألن الباحث فيها حياول دائام أن يكتشف ما‬
‫إذا كانت كل القطع الصوتية التي حيتوي عليها النص تؤدي وظيفة يف التبليغ أم ال‪ ،‬يعني أنه‬
‫يبحث عن القطع التي تلعب دورا هاما يف التمييز بني املعاين‪.5‬‬
‫أسست مدرسة براغ ملا عرف باسم الصوتيات الوظيفية‪ (( ،‬ويتوىل هذا الفرع من‬
‫اللسانيات احلديثة دراسة املعنى الوظيفي للنمط الصويت ضمن نظام اللغة الشامل‪،‬‬
‫واستخراج كل الفونيامت وضبط خصائصها وحتديد كيفية توزيع ألفوناهتا))‪.6‬‬
‫إن دراسة اللغة وظيفيا تعني يف نظر الوظيفيني البحث عن الوظائف التي تؤدهيا يف‬
‫املجتمع أثناء تواصل أفراده‪ ،‬فالباحث يسعى إىل الكشف عن القطع الصوتية التي تؤدي‬
‫وظيفة داخل الرتكيب‪ ،‬أي إنه يبحث عن ما يمكنه إحداث تغيريات عىل مستوى املعنى‪ ،‬وقد‬
‫تولد هذا االجتاه عن األعامل التي اهتمت بدراسة الظاهرة الصوتية ضمن الصوتيات الوظيفية‬
‫"الفونولوجيا"‪ ،‬ويعنى هذا التحليل الوظيفي بتحديد املميزات الصوتية الفارقة يف لغة من‬
‫اللغات‪ ،‬ووضع النظام الفونيمي للغة‪ ،‬ونظام اخلصائص التي تعرض للفونيامت‪،‬‬
‫والفونولوجيا هبذا املعنى وضع أسسها مجاعة من اللغويني أشهرهم جاكبسون‬
‫وتروبتسكوي‪ 7‬الذي قدم يف كتابه "مبادئ الفونولوجيا" ((مناهج حتليل السامت القطعية‬
‫والفوقطعية‪ ،‬ودراسات حول الفونولوجيا اإلحصائية‪ ،‬والفونولوجيا التارخيية‪ ...،‬واعتنى‬
‫بمفهوم الفونيم‪...‬بقوله‪ :‬إن الفونيم هو أوال وقبل كل يشء مفهوم وظيفي))‪.8‬‬
‫وعن وظيفة األصوات اللغوية م ّيز تروبتسكوي بني مظاهر أساسية للدراسة‬
‫الفونولوجية هي‪9:‬‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪119‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫الوظيفة التمثيلية للغة " الفونولوجيا"‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الوظيفة التعبريية والوظيفة الندائية‪ ،‬األسلوبية الصوتية‪ ،‬وهي دراسة الوظيفة‬ ‫‪-‬‬
‫التعبريية لألصوات الكالمية‪.‬‬
‫وظيفة االنفعال وهي التي تؤثر يف السامع‪.10‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن اإلنجازات الوظيفية ملدرسة براغ تطوير ماتيزيوس "ملنظور اجلملة الوظيفي"‬
‫بتمييزه بني املسند إليه واملسند‪ ،‬حيث ((يرى ماتيزيوس أن اجلملة تنقسم إىل قسمني‪:‬‬
‫املوضوع ويدل عىل يشء يعرفه السامع ألنه غالبا ما يذكر يف اجلمل السابقة‪ ،‬واخلرب ويدل عىل‬
‫حقيقة جديدة تتعلق باملوضوع املذكور‪ ،‬وبعبارة أخرى فاملوضوع هو االسم الذي خترب عنه‬
‫اجلملة أو الكلمة التي هي حمور الكالم يف مجلة ما‪ ،‬واخلرب هو كل ما يقال عن موضوع الكالم‪،‬‬
‫وعادة ما يسبق املوضوع اخلرب إال إذا كان الغرض التوكيد عىل بعض أجزاء اجلملة))‪،11‬‬
‫واملقصود باملوضوع هنا املسند إليه‪ ،‬واملقصود باخلرب املسند أو املخرب عنه فنحن عندما نصوغ‬
‫عباراتنا فال نصوغها تبعا ملا نريد أن نبلغه للسامع فحسب‪ ،‬ولكن تبعا ملا يعرفه مسبقا وتبعا‬
‫لسياق احلديث الذي بنيناه حتى تلك اللحظة‪ ،‬ومن هنا تقسم اجلملة إىل قسمني‪:‬‬
‫األول‪ :‬معروف لدى السامع وهو املسند إليه‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬هو املسند وهو ما ينص عىل حقيقة جديدة تتناول ذلك املوضوع املحدد‪. 12‬‬
‫يبدو أن املنظور الوظيفي للجملة خطوة كبرية للتوجه نحو الوظيفية‪ ،‬فهو يقرتب من‬
‫أحد أهم املفاهيم الكربى للتداولية ونعني بذلك متضمنات القول وباخلصوص االفرتاض‬
‫املسبق ((وهو أحد عنارص التداولية حيث يوجه املتكلم حديثه إىل السامع عىل أساس ما‬
‫يفرتض سلفا أنه معلوم له))‪.13‬‬
‫ومع لساين آخر هو جاكبسون يمكن أن نتلمس بعض مظاهر الوظيفية‪ ،‬فقد كان رائدا‬
‫يف توضيح مبادئ الفونولوجيا التارخيية‪ ،‬وألح جاكبسون عىل أن ((الطابع الوظيفي للغة جيب‬
‫أن يشمل ليس احلالة اآلنية للغة فحسب بل احلالة التارخيية أيضا‪ ،‬وذلك من خالل دراسة‬
‫التطور اللغوي عرب العصور‪ ،‬أو دراسة حالة معينة للغة يف وقت ما سواء تعلق األمر بوصف‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪120‬‬

‫تطور هذه احلاالت أم إعادة بناء اللغة األم والعدول عن وضع حواجز بني اآلنية‬
‫والتزامنية))‪ ،14‬وانرصف هو اآلخر إىل االهتامم بتحليل الفونيامت إىل سامهتا املكونة بدال من‬
‫اهتاممه بتوزيعها‪(( ،‬ويتمثل جوهر منهج جاكبسون يف علم األصوات الوظيفي يف فكرته التي‬
‫تقول إن هناك نظاما نفسيا بسيطا نسبيا ومنتظام وكليا من األصوات حتت اخلضم الفوضوي‬
‫الذي يضم شتى أنواع األصوات التي يلحظها عامل األصوا ت)) ‪.15‬‬
‫وقبل أن نمر ملدرسة وظيفية أخرى ال يفوتنا أن ننوه بأن تروبتسكوي وجاكبسون قد‬
‫ميزا بني الفونولوجيا والفونيتيك أي علم األصوات اللغوية يف املؤمتر اللغوي األول الذي‬
‫عقد يف الهاي سنة ‪.161928‬‬
‫‪ -02‬مدرسة لندن‪:‬‬
‫يعود تاريخ الدراسات اللغوية يف بريطانيا إىل القرن احلادي عرش امليالدي‪ ،‬حني‬
‫فرضت الظروف السياسية واالقتصادية آنذاك اختيار اللغة اإلنجليزية لغة رسمية إلنجلرتا‬
‫عىل حساب اللغات "الويلزية" و"اإلسكتلندية"‪ ،17‬وازدهرت يف إنجلرتا جوانب خمتلفة‬
‫للسانيات العملية وكان من ضمن نشاطاهتا‪ :‬تنظيم اللفظ الصحيح وتعليمه‪ ،‬وإصالح‬
‫التهجئة "نظام الكتابة"‪ ،‬واخرتاع نظام االختزال‪...،‬فكان هلذه الدراسات أثرها يف نرش ثقافة‬
‫البحث يف القضايا اللغوية‪.18‬‬
‫ومن القضايا اللغوية التي انكب لغويو هذه املدرسة عىل دراستها "الصوتيات"‪ ،‬فقد‬
‫اهتم "هنري سويت"‪ 19‬بالدراسات الصوتية وكانت له إسهامات يف تنظيم الكتابة الصوتية‬
‫وعالقتها بإصالح التهجئة وتعليم اللغات‪ ،20‬فقد بنى دراساته عىل فهم مفصل حلركة‬
‫األعضاء الصوتية‪ ،‬حتى قيل عن كتابه دليل الصوتيات الذي ألفه سنة ‪ ،1877‬قيل إنه ع ّلم‬
‫أوربا الصوتيات‪ ،‬وجعل من إنجلرتا مهدا هلذا العلم احلديث‪.21‬‬
‫وعىل خطى "هنري سويت" سار "دانيال جونز"‪ 22‬مركزا عىل أمهية تلقني املتعلمني‬
‫املهارات العملية املتعلقة بإدراك األصوات املختلفة والنطق هبا بصفة سليمة وكتابتها برموز‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫صوتية دقيقة‪ ،‬حيث أصبح لتدريب األذن يف الصوتيات دور كبري يف املقررات اجلامعية‬
‫الربيطانية‪ ،‬واالهتامم الدقيق بالتفاصيل الصوتية‪.23‬‬
‫لكن أهم النظريات اللسانية يف بريطانيا والتي وصفت بالوظيفية هي النظرية السياقية‬
‫التي ترتكز عىل املعنى من خالل السياق‪ ،24‬وأول من حاول أن يؤسس نظرية سياقية متكاملة‬
‫يف موضوع السياق هو "جون فريث" (‪ ،)1960-1890‬ليجعل بذلك من اللسانيات دراسة‬
‫علمية متميزة يف بريطانيا‪ ،‬فقد تقدم فريث برؤية جديدة يف مفهوم الداللة يف علم اللغة احلديث‬
‫تبنته مدرسته املعروفة باأللسنية االجتامعية‪(( ،25‬ومعنى الكلمة عند أصحاب هذه النظرية هو‬
‫استعامهلا يف اللغة‪ ،‬أو الطريقة التي تستعمل هبا‪ ،‬أو الدور الذي تؤديه‪ ،‬وهلذا يرصح فريث بأن‬
‫املعنى ال ينكشف إال من خالل تسييق الوحدة اللغوية أي وضعها يف سياقات خمتلفة))‪.26‬‬
‫وقد انصبت اهتاممات "فريث" عىل‪:‬‬
‫‪ o‬املكون االجتامعي‪ :‬اعتبار اللغة ظاهرة اجتامعية يلزمنا بدراستها بوصفها جزءا من‬
‫املسار االجتامعي وشكال من أشكال احلياة اإلنسانية‪ ،‬وليس كمجموعة من‬
‫العالمات االعتباطية أو اإلشارات‪.27‬‬
‫‪ o‬التحليل اللغوي‪ :‬أكد فريث عىل توازي العالقات الركنية بني عنارص البنية عىل‬
‫املستوى الصويت والرصيف والنحوي‪ ،‬والعالقات االستبدالية للمفردات ضمن‬
‫األنظمة‪ ،‬والعالقات املوقفية املوجودة ضمن سياق املوقف‪ ،‬والعالقات بني‬
‫مفردات اللغة ومكونات املوقف غري اللفظية‪ ،28‬وهذا التوازي بني السياقات‬
‫الداخلية الشكلية وبني السياقات اخلارجية للموقف قال به أيضا لوفيك فتغنشتاين‬
‫بقوله‪(( :‬هناك عمليتان يف استخدام اللغة‪ ،‬األوىل خارجية تتمثل يف التعامل مع‬
‫العالمات والثانية داخلية تتمثل يف فهم تلك العالمات وتكمن مهمة الفيلسوف يف‬
‫إحباط أالعيب اللغة والتفطن ألفخاخ النحو يف مستويي االستعامل الداخيل‬
‫واخلارجي))‪.29‬‬
‫‪ o‬الداللة‪ :‬يعادل فريث بني معنى الكلمة وجمموعة السياقات اللفظية التي ترد فيها‪،‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪122‬‬

‫حيث ((تقوم نظرية فريث السياقية عىل إعادة االهتامم باألحوال واملحيط الذي‬
‫يتضمن األحداث الكالمية‪ ،‬فالقول إن اإلدراك اللغوي واملعريف حيصالن عندما‬
‫تنتقل األفكار من رأس املتكلم إىل السامع ليس سوى خرافة مضللة))‪.30‬‬
‫‪ o‬الصوتيات الوظيفية‪ :‬بحث فريث يف وظيفة الصوت باعتباره أهم مستوى من‬
‫مستويات التحليل اللغوي‪(( ،‬إن املعنى عند األستاذ فريث كل مركب من جمموعة‬
‫من الوظائف وأهم عنارص هذا الكل هو الوظيفة الصوتية‪ ،‬ثم املورفولوجية‬
‫والنحوية والقاموسية‪ ،‬والوظيفية الداللية لسياق احلال ولكل وظيفة من هذه‬
‫الوظائف منهجها الذي يراعى عند دراستها))‪.31‬‬
‫من هنا تبنَّى فريث فكرة سياق احلال التي جاء هبا مالينوفيسكي‪ 32‬ثم طورها يف دراسته‬
‫اللغوية‪ ،‬فسياق احلال عند فريث نوع من التجريد من البيئة أو الوسط الذي يقع فيه الكالم‬
‫وهذا التجريد يقوم به اللغويون للوفاء بدراستهم‪33 .‬‬

‫وقبل أن ننهي احلديث عن فريث ال بد أن نشري إىل تقارب نظرية فريث السياقية وما‬
‫جاءت به فلسفة فتغنشتاين الذي يقول‪(( :‬ليس للكلمة معنى إال يف االستعامل‬
‫اللغوي))‪،34‬وقد بدا هذا واضحا فيام سبق ذكره حول االستخدام اخلارجي والداخيل للغة‬
‫عند فتغنشتاين والسياقات الداخلية واخلارجية عند فريث‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الوظيفية التوليدية‬


‫بدأ البحث اللساين يف أمريكا مع "بلومفيلد" وصفيا بحتا‪ ،‬فهو من األوائل الذين‬
‫أقصوا املعنى من التحليل اللساين فكانت رؤيته للغة سطحية شكلية دفعت به إىل أن يفرس‬
‫الظاهرة اللغوية تفسريا آليا خالصا‪ ،‬وانطالقا من هذا املبدأ السلوكي القائم عىل الفعل ورد‬
‫الفعل‪ ،‬فرس "بلومفيلد" الظاهرة اللغوية بأهنا استجابة ملؤثرات خارجية وساق لذلك القصة‬
‫الشهرية لـ"جاك" و"جيل" مع التفاحة‪ ،35‬وقد بذل بلومفيلد جهدا أكثر من غريه ليجعل من‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪123‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫علم اللغة دراسة مستقلة وعلمية حسب فهمه ملصطلح العلمية‪.36‬‬


‫لكن الدعوة إلبعاد املعنى عن التحليل اللساين كانت أيضا مع "هاريس" الذي يصنف‬
‫ضمن االجتاه الوصفي األمريكي "التوزيعي"‪ ،‬وهذا املنحى التوزيعي يف الفكر اللساين‬
‫األمريكي يرى رضورة وصف اللغة مستقلة عن املعنى الفضفاض وغري املحدود واعتامد بدل‬
‫ذلك العالقات املوجودة بني الكلامت‪.‬‬
‫أما "إدوارد سابري" فقد اهتم بالعالقة بني اللغة واملجتمع‪ ،‬فرغم توجهه البنوي إال أنه‬
‫حدد اللغة من حيث أهنا بنية وشكل قائم عىل عالقة العنارص ووظيفتها‪ ،‬وفرق بني املستوى‬
‫التارخيي واملستوى الوصفي‪ ،‬وبني املستوى الفونولوجي واملورفولوجي‪(( ،‬والواقع أن أول‬
‫فيلسوف استطاع أن يشمل اللسانيات وفلسفة اللغة واحلياة االجتامعية هو إدوارد سابري الذي‬
‫وضع األسس األنرتوبولوجية لدراسة اللغة))‪.37‬‬
‫غري إ نه ومنذ ظهور كتاب "البنى الرتكيبية" لـ"تشومسكي" سنة ‪ 1957‬تغري اجتاه‬
‫البحث اللساين وتغريت أهدافه‪ ،‬فأصبحت الغاية من البحث اللساين هي تفسري الظاهرة‬
‫اللغوية بدال من وصفها‪ ،‬كام متيزت آراء وأفكار "تشومسكي" يف هذه املرحلة باملرونة‬
‫واستجابة صاحبها للنقاد وكان ذلك ((نتيجة للجو العلمي املشبع باألفكار اجلديدة التي تأيت‬
‫من تبني اللسانيات للمناهج العلمية الدقيقة‪...‬فال متر سنة من غري أن يطرأ تغيري معني عىل‬
‫النظرية اللسانية العامة أو النظريات املتفرعة عنها))‪.38‬‬
‫ويعد وصول تشومسكي إىل النضج العلمي يف ظل تأثري "جاكبسون" أحد املداخل‬
‫التي تساعد عىل فهم فكره ألن "جاكبسون" كان مهتام بصورة أساسية بقضية الكليات‬
‫الصوتية الوظيفية‪ ،‬فقد نقل جاكبسون نشاطات وأفكار مدرسة براغ إىل الواليات املتحدة‬
‫موليا اهتامما كبريا ملفهوم الوظيفة‪ ،‬ونتيجة لتأثر اللسانيني األمريكيني بجاكبسون تأسس‬
‫النادي اللساين لنيويورك حيث اختذ بعض أعضائه املقاربة الوظيفية مذهبا هلم‪.39‬‬
‫فقبل تشومسكي كان التوزيع هو منطق ومنطلق التحليل اللساين إذ اشتهر مبدأ حتليل‬
‫اجلملة إىل مكوناهتا املبارشة مع بلومفيلد وهاريس وقبلهام التعليب عند هوكت‪ ،‬فجاء‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪124‬‬

‫تشومسكي برؤية أخرى للنحو مفادها‪(( :‬إن النحو التوليدي مل يعد حماكيا للنحو التقليدي‬
‫املدريس يف املفهوم واألهداف ألنه ال يرمي إىل حتديد املعايري التي متكن املتكلم من استعامل‬
‫لغته األم استعامال سليام دون أخطاء بل إن النحو عنده هو جمموعة من القواعد الكامنة يف ذهن‬
‫املتكلم الراسخة فيه واملكتسبة من حميطه االجتامعي منذ طفولته))‪.40‬‬
‫إن هذه الرؤ ية اجلديدة للنحو بمثابة نقطة فاصلة بني منهجني خمتلفني يف الدرس‬
‫اللغوي ونقلة نوعية من املرحلة التوزيعية إىل املرحلة التوليدية التحويلية‪ ،‬فالتوليد من أهم‬
‫املفاهيم التي جاءت يف نظرية تشومسكي اللغوية ويقصد به ((القواعد القادرة عىل توليد عدد‬
‫غري حمدود من اجلمل بواسطة عدد حمدود من القواعد املتكررة التي تعمل من خالل عدد‬
‫حمدود من املفردات‪ ...‬اجلمل تو ّلد عن طريق سلسلة من االختيارات تبدأ من اليسار إىل‬
‫اليمني أي عند االنتهاء من اختيار العنرص األول فإن كل اختيار يأيت عقب ذلك يرتبط‬
‫بالعنارص التي سبق اختيارها مبارشة وبناء عىل ذلك جيري الرتكيب النحوي للجملة))‪.41‬‬
‫إن التوليد هبذا املفهوم يشرتك مع التوزيع يف أن االثنني يصوران اجلملة مركبة بشكل‬
‫آيل‪ ،‬غري أن التوزيع يعمل عىل اجلمل اجلاهزة بينام التوليد يفرس الطريقة التي تصاغ هبا اجلمل‪،‬‬
‫وما يميز التوليد ليس اإلنتاج املادي للجمل وإنام القدرة عىل الفصل يف ما يقبله نحو اللغة‬
‫وما ال يقبله احتكاما لقواعد اللغة‪.‬‬
‫جدير بالذكر يف هذا املقام أن نبني املراحل الثالث التي مرت هبا القواعد التوليدية‬
‫التحويلية‪42:‬‬

‫املرحلة األوىل‪ :‬ظهور كتاب البنى الرتكيبية سنة ‪( .1957‬النظرية الكالسيكية)‪.‬‬


‫املرحلة الثانية‪ :‬ظهور كتاب مظاهر النظرية الرتكيبية سنة ‪( .1965‬النظرية النموذجية)‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬مقاالت تشومسكي حول مكانة الداللة والبنية العميقة يف نظريته والتي مجعها‬
‫يف كتاب سنة ‪( 1972‬النظرية النموذجية املوسعة)‪.‬‬
‫يف املرحلتني األوىل والثانية استطاعت أفكار تشومسكي أن جتد لنفسها مكانا عىل‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪125‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫حساب البنوية الوصفية والسلوكية‪ ،‬لكن االجتاه الوظيفي حللقة براغ يف أوروبا كان منافسا‬
‫رشسا للفكر التوليدي‪ ،‬فالنحو التوليدي يعزل الرتكيب عن ظروف ومالبسات القول وال‬
‫يرى تدخل املقام والسياق يف توجيه بنية اجلملة‪ ،‬فالقواعد النحوية املكتسبة كفيلة بضبط‬
‫سالمة اجلملة نحويا وبالتايل دالليا‪ ،‬بينام االجتاه الوظيفي يويل أمهية كربى للمقام والوظيفة‬
‫التبليغية للغة‪.‬‬
‫فالنحو التوليدي التحوييل قام يف نموذجه األول عىل املكون الرتكيبي والفونولوجي‬
‫فقط دون االهتامم باملكون املعجمي والداليل وهذا ما أدى إىل إنتاج مجل صحيحة نحويا‬
‫خاطئة دالليا‪ ،‬لكن تشومسكي طور نظريته حماوال ((بناء نموذج أو نحو كيل يمثل القدرة‬
‫املثالية لكل ذات متكلمة يف مجيع اللغات بشكل منطقي وريايض))‪ ،43‬ففكر يف املرحلة الثانية‬
‫بإرشاك املكون الداليل الذي كان له دور كبري يف تغيري نظرة تشومسكي للقواعد‪(( ،‬ويرجع‬
‫الفضل يف إرشاك هذا املكون إىل "فورد و"كاتز" و"بوستل" واهلدف منه أن يكون مكمال مع‬
‫القاعدة التوليدية يف مستوى البنية العميقة))‪ ،44‬وبالتايل جتاوز الوصف الشكيل اخلارجي للغة‬
‫واهتم بطريقة اكتساب اللغة والقدرات اإلبداعية لإلنسان يف إنتاجه للجمل يف إطار نُظم‬
‫اللغات البرشية‪.‬‬
‫ويف املرحلة الثالثة عرفت نظرية تشومسكي تطورا جديدا تأثرا بالنظرية الداللية‬
‫التفسريية لفورد وكاتز‪ ،‬والنظرية الداللية التوليدية لـ‪":‬ليكوف" و"ماكاويل" و"بوستل" ثم‬
‫"غروبر"‪ ،45‬فقدم تشومسكي جمموعة مقاالت لتقويم النظرية النموذجية‪ ،‬حوت هذه‬
‫املقاالت إضافات جديدة أبرزها إعادة النظر يف املكون الداليل لتصبح وظيفته الداللية هي‬
‫إسناد التفسري الداليل املالئم للمتواليات التي يولدها الرتكيب عىل أن يتم هذا التفسري عىل‬
‫مستوى البنية العميقة دون البنية السطحية‪ ،46‬وهذا خالفا ملا كان عليه األمر من قبل حيث‬
‫كان دور املكون الداليل يف تفسري الرتكيب مقترصا عىل الدور الفونولوجي‪.‬‬
‫كانت هذه هي أهم املحطات الوظيفية التي طبعت الدرس اللساين عرب مراحله‬
‫املختلفة‪ ،‬وكام رأينا فقد أقامت االجتاهات الوظيفية التي زامنت البنوية أسسها عىل مبدإ‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪126‬‬

‫وظيفي انطالق من رضورة عدم االكتفاء بالوصف يف نشاط اللساين‪ ،‬وإنام يتحتم عىل اللساين‬
‫جتاوز الوصف إىل التفسري‪.‬‬
‫أما االجتاهات اللسانية التي خرجت من رحم النموذج التوليدي التحوييل فقد عرفت‬
‫طريقها نحو الوظيفية انطالقا من النظرية النموذجية املوسعة لتشومسكي وإدخال املكون‬
‫الداليل يف القواعد التحويلية‪.‬‬
‫وأما اللسانيات التبليغية التواصلية فقد احتضنت نظرية النحو الوظيفي وهي مناط‬
‫بحثنا هذا فسنخصص هلا املبحث التايل لنتناوهلا ومبادئها بيشء من التحليل والتفصيل‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬النحو والوظيفة‬


‫مفهوم النحو والوظيفة‪:‬‬
‫سينصب اهتاممنا يف هذا املبحث عىل عنرصين مها "النحو" و"الوظيفة"‪ ،‬وكال‬
‫املصطلحني حيض بقدر كبري من االهتامم سواء يف الفكر اللساين الغريب أو يف الدرس اللغوي‬
‫العريب‪.‬‬
‫مفهوم النحو‪ :‬من املفاهيم التي ينطبق عليها مصطلح النحو اعتبار النحو ذلك الفرع من فروع‬
‫الدرس اللغوي الذي خيتص بالرصف أو بالرتكيب أو بجمعهام معا‪(( ،‬مثال ذلك كتب النحو‬
‫العريب نثرا كانت أم نظام‪ ،‬إال أن النحو هبذا املعنى حييل يف النظريات اللسانية احلديثة عىل‬
‫مستوى من مستويات التمثيل أو التحليل‪ ،‬ويكون مستوى التحليل هذا تارة حمصورا يف‬
‫الرتكيب‪ ،‬وتارة جامعا بني الرصف والرتكيب يف النظريات التي ال تفصل بينهام))‪.47‬‬
‫فإذا بدأنا بالنحو يف الدرس اللغوي العريب فقد أورد ابن جني يف اخلصائص يف باب‬
‫القول عىل النحو أن النحو ((انتحاء سمت كالم العرب يف ترصفه من إعراب وغريه‪ ،‬كالتثنية‪،‬‬
‫واجلمع‪ ،‬والتحقري‪ ،‬والتكسري واإلضافة‪ ،‬والنسب‪ ،‬والرتكيب‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬ليلحق من ليس‬
‫من أهل العربية بأهلها يف الفصاحة‪ ،‬فينطق هبا وإن مل يكن منهم‪ ،‬وإن ّ‬
‫شذ بعضهم عنها ُر ّد به‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪127‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫إليها‪ ،‬وهو يف األصل مصدر شائع‪ ،‬أي نحوت نحوا‪ ،‬كقولك قصدت قصدا‪ ،‬ثم خص به‬
‫انتحاء هذا القبيل من العلم)) ‪.48‬‬
‫وجاء يف التعريفات للرشيف اجلرجاين‪(( :‬النحو هو علم بقوانني يعرف هبا أحوال‬
‫الرتاكيب العربية من اإلعراب والبناء وغريها‪ ،‬وقيل النحو علم يعرف به أحوال الكلم من‬
‫حيث اإلعالل‪ ،‬وقيل علم بأصول يعرف هبا صحيح الكالم وفاسده))‪ ،49‬وال يفوتنا هنا أن‬
‫ننوه بأن النحو يف الفكر اللغوي العريب خاضع خلصوصيات أمهها األهداف التي جاء من‬
‫أجلها والظروف التي نشأ فيها‪.‬‬
‫وهناك مفهوم آخر ملصطلح النحو هو النحو يف مقابل اللسانيات إذ يقصد بالنحو يف‬
‫اللسانيات الغربية تلك األطروحات التقليدية لدراسة اللغة مطلقا‪ ،‬وهذه الدراسة ُوسمت‬
‫واتسمت بشكلها املعياري البعيد عن الوجهة املوضوعية العلمية‪ ،‬لذلك فإن النحو لدهيم ال‬
‫يذكر إال موصوفا باملعيارية "النحو املعياري"‪ ،‬أو القواعد‪ ،‬لذلك نجد يف حمارضات دي‬
‫سوسري‪ ((:‬إن علم اللغة الثابت أو وصف احلالة اللغوية هو القواعد باملفهوم الدقيق‬
‫االعتيادي الذي تستخدم فيه هذه الكلمة يف عبارات مثل "قواعد البورصة" وغريها حيث‬
‫نقصد بالقواعد شيئا نظاميا معقدا يتحكم بالعالقات املتبادلة بني القيم املوجودة يف آن‬
‫واحد‪...‬فقد جرت العادة أن يطلق عىل الرصف والنحو بالقواعد))‪.50‬‬
‫هذا ما جعل مفهوم النحو يتباين بني الدرس القديم واحلديث‪ ،‬لذا جيدر بنا االعرتاف‬
‫بأن املشتغلني بتاريخ الدرس اللغوي يميزون بني املرحلة القديمة مرحلة الدراسات النحوية‪،‬‬
‫واملرحلة احلديثة مرحلة اللسانيات‪(( ،‬ومن املمكن أن نرجع الفرق بني الفكر اللغوي القديم‬
‫والفكر اللساين احلديث إىل أربعة حماط‪ :‬ظروف اإلنتاج‪ ،‬واملوضوع‪ ،‬واهلدف‪ ،‬واملنهج))‪.51‬‬
‫((وأحدث استعامالت مصطلح النحو واكثرها انتشارا اآلن يف األدبيات اللسانية‬
‫إطالقه عىل اجلهاز الواصف نفسه وقد يتوسع يف ذلك فيطلق عىل نظرية لسانية بعينها))‪.52‬‬

‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪128‬‬

‫مفهوم الوظيفة‪ :‬إن وضعية املصطلح اللساين العريب ال ختل من التعقيد والسبب راجع إىل أن‬
‫اللسانيات العربية تتقاسم مصطلحاهتا بني تراث قديم أصيل وبني حداثة جديدة دخيلة‪ ،‬بل‬
‫العرب أنفسهم بدافع خصوصية املعرفة اللغوية‪ ،‬ومستلزمات‬
‫َ‬ ‫بلغ التشتت االصطالحي‬
‫الدقة العلمية هلذا العلم‪.‬‬
‫إن اضطرا ب املصطلح اللساين يف البيئة العربية راجع إىل تعددية املناهج املتبعة يف‬
‫صوغ مصطلحاته التي ختضع ملنظور التعريب املتبع يف هذا البلد العريب أو ذاك‪ ،‬ومن هنا نجد‬
‫من الباحثني العرب من يصوغ املصطلح اللساين عن طريق الرتمجة املبارشة‪ ،‬أو ترمجة املعنى‪،‬‬
‫وهناك من ينقل اللفظ األجنبي حماوال إخضاعه لقواعد الترصيف وخمارج احلروف لتسهيل‬
‫النطق به‪ ،‬ويضع آخرون املصطلح باعتامد االشتقاق أو التوليد أو النحت‪ ،‬بينام يرجع آخرون‬
‫للرتاث العريب قصد إحياء ما فيه من مصطلحات‪ ،‬وقد أدى هذا التعدد يف وضع املصطلح إىل‬
‫تنوع املصطلحات اللسانية العربية‪.‬‬
‫أما ما نحن بصدد دراسته يف هذا البحث فهو منقول برتمجة مبارشة عن املصطلح‬
‫األجنبي "‪"fonctionnalisme" ،"fonctionnel‬‬
‫وظيفة = ‪function‬‬
‫وظيفي = ‪functional‬‬
‫مقاربة وظيفية = ‪functional approach‬‬
‫لسانيات وظيفية = ‪linguistics‬‬

‫التعريف اللغوي للوظيفة‪:‬‬


‫جاء يف لسان العرب يف مادة (و ظ ف) الوظيفة من كل يشء ما يقدر له يف كل يوم من‬
‫رزق أو طعام‪ ،‬أو علف أو رشاب‪ ،‬ومجعها الوظائف والوظف‪ ،‬ووظفت اليشء ووظفه توظيفا‬
‫ألزمها إياه‪ ،‬وقد وظف له توظيفا عىل الصبي كل يوم حفظ آيات من كتاب اهلل عز وجل‪،‬‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪129‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫والوظيف لكل ذي أربع ما فوق الرسغ إىل مفصل الساق‪ ،‬ووظيفا يدي الفرس ما حتت ركبتيه‬
‫إىل جنبيه‪ ،‬ووظيفا رجليه ما بني كعبيه إىل جنبيه‪.53‬‬
‫نستمد من هذا الكالم معنيني اثنني للوظيفة‪:‬‬
‫األول االلتزام بتحديد مقدار معني قد يكون عينيا كالطعام والرشاب‪ ،‬وقد يكون معنويا‬ ‫✓‬
‫كاحلفظ‪ ،‬لكنه ال خيرج عن لزوم هذا املقدار كعادة يومية متكررة‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬ارتباط معنى الوظيف بمنطقة حمددة من أطراف ذوات األربع‪.‬‬ ‫✓‬

‫التعريف االصطالحي للوظيفة‪:‬‬


‫أما املعنى االصطالحي للوظيفة يف الدراسات اللغوية فقد ظهر مع استقرار التوجه‬
‫اللساين للبحث يف وظائف اللغة البرشية‪ ،‬وكان دي سوسري أول من قال بأن الوظيفة األساسية‬
‫للغة هي التواصل‪.‬‬
‫((حني يرد مصطلح الوظيفة داال عىل عالقة فاملقصود العالقة القائمة بني مكونني أو‬
‫مكونات يف املركب االسمي أو اجلملة))‪54.‬‬

‫ويف النحو الوظيفي يستخدم مصطلح الوظيفة للداللة عىل كل العالقات التي يمكن‬
‫أن تقوم داخل اجلملة‪ ،‬أو داخل املركب ((مثال ذلك أن النحو الوظيفي يميز بني ثالث‬
‫مستويات من الوظائف‪ ،‬وظائف داللية [منفذ‪ ،‬متقبل‪ ،‬مستقبل‪ ،‬زمان‪ ،‬أداة‪ ]...،‬ووظائف‬
‫تركيبية [ فاعل‪ ،‬مفعول] ووظائف تداولية [حمور‪ ،‬بؤرة]‪ ،‬تنتمي إىل هذه املستويات الوظيفية‬
‫الثالثة العالقات القائمة داخل اجلملة))‪.55‬‬
‫لقد واكب استعامل مصطلح الوظيفة مفاهيم خمتلفة‪ ،‬ويمكن إرجاع هذه املفاهيم إىل‬
‫مفهومني اثنني‪ ،‬الوظيفة كعالقة‪ ،‬والوظيفة كدور‪.‬‬
‫الوظيفة العالقة‪ :‬املقصود هبا العالقة القائمة بني مكونني أو مكونات يف املركب االسمي أو‬
‫اجلملة‪ ،‬وهذا املصطلح هبذا املعنى متداول بني جل األنحاء مع اختالف من نحو إىل آخر‪،‬‬
‫املكونات داخل بنية‬
‫ّ‬ ‫وتكون الوظائف عالقات مشتقة حني يتم حتديدها عىل أساس موقع‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪130‬‬

‫تركيبية معينة‪.‬‬
‫الوظيفة الدور‪ :‬يقصد هبا الغرض الذي تسخر الكائنات البرشية اللغات الطبيعية من أجل‬
‫حتقيقه‪.56‬‬
‫إذن فمفهومي الوظيفة كعالقة والوظيفة كدور متباينان؛ حيث أن العالقة هي رابط‬
‫بنيوي قائم بني مكونات اجلملة أو مكونات املركب‪ ،‬يف حني أن الدور خيص اللغة بوصفها‬
‫نسقا كامال‪ ،‬إال أ ن هذا التباين ال يلغي ترابطهام من حيث أن وظيفة اللغة حتقيق التواصل بني‬
‫مستعمليها تضاف إليها الوظائف الرتكيبية والداللية وظائف أخرى‪ ،‬كام يغلب أن تتخذ‬
‫الوظائف وضع وظائف أوىل غري مشتقة‪.57‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬اخللفية الفلسفية للنحو الوظيفي‬


‫وأما الوظيفة فهي من األطروحات الكربى يف َ‬
‫حقيل فلسفة اللغة‪ ،‬واللسانيات احلديثة‬
‫وقد أرشنا يف أول هذا البحث إىل الوظيفية البنوية والوظيفية التوليدية‪ ،‬إذ ((يمكن للمشتغل‬
‫بابستيمولوجيا الفكر اللساين وبتاريخ هذا الفكر واجتاهاته أن يميز بني تيارين أساسيني اثنني‪:‬‬
‫تيار صوري يقف يف مقار بته للغات الطبيعية عند بنيتها ال يكاد يتعداها‪ ،‬وتيار وظيفي حياول‬
‫وصف بنية اللغات الطبيعية بربطها بام تؤديه هذه اللغات من وظائف داخل املجتمعات‬
‫البرشية))‪.58‬‬
‫من هنا رأينا أن نبحث يف األصول الفلسفية للوظيفية‪ ،‬فأوليات النظرية األداتية‪ 59‬أو‬
‫الوظيفية للغة ترجع إىل الفلسفة‪ ،‬وبالضبط إىل فلسفة اللغة حيث تعد هذه النظرية بمثابة بديل‬
‫معريف عن البنوية التي ال تتجاوز الوصف‪ ،‬وكذا التوليدية التحويلية التي تسعى إىل بناء نحو‬
‫كيل يمكنه أن حيتوي األنحاء اخلاصة للغات املختلفة‪ ،‬لكن النظرية األداتية أو الوظيفية ترى‬
‫أن اللغة تلعب دورا أساسيا يف ظهور املعرفة املوضوعية‪ ،‬إذ ((هي التي متيز اإلنسان عن‬
‫احليوان‪ ،‬ال ألن حليوان ال يملك لغة‪ ،‬فهناك لغة احليوانات كلغة النحل عىل سبيل املثال‪ ،‬لكن‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪131‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫ألن لغة اإلنسان متلك وظائف تتجاوز وظائف لغة احليوان)) ‪.60‬‬

‫ويميز بوهلر‪ 61‬بني وظائف اللغة السفلية "الوظيفة التعبريية"‪ ،‬و"الوظيفة التواصلية"‪،‬‬
‫وبني وظائفها العلوية كالوظيفة الوصفية ((أي القدرة عىل وصف احلقائق وصياغتها يف‬
‫عبارات قابلة للحكم‪ ،‬وهلا وظيفة أخرى هي املقارنة والتفسري واالستدالل ويسميها الوظيفة‬
‫احلجاجية وهذه الوظيفة الرا بعة هي التي تقوم بعملية ربط اللغة باخلطاب بوصفه جمموع‬
‫القضايا الربهانية))‪.62‬‬
‫((إن هذه النظرية الوظيفية التي قال هبا "بوهلر" عام ‪ ،1934‬وطبقها "بوبر"‪ 63‬عام‬
‫‪ ، 1972‬تتميز أيضا بقيم ثنائية أساسية‪ ،‬حيث تتمتع الوظيفة احلجاجية بقيمة املالئمة أو عدم‬
‫املالئمة‪ ،‬والوظيفة الوصفية بقيمة الصدق أو الكذب‪ ،‬والوظيفة اإلشارية بقيمة الفعالية أو‬
‫عدم الفعالية‪ ،‬والوظيفة التعبريية بقيمة التبليغ أو عدم التبليغ))‪.64‬‬
‫واحلديث عن اللغة يف فلسفة اللغة وبالضبط يف الفلسفة التحليلية يقودنا إىل احلديث‬
‫عن نوعني من اللغة‪65:‬‬

‫اللغة املثالية‪ :‬وهي لغة رمزية تتجنب عيوب اللغة العادية‪ ،‬وتُعنى بدراسة الرتكيب الصحيح‬
‫ملفردات اللغة لبناء مجل سليمة البناء ووضع قواعد هذا الرتكيب‪ ،‬وهذه اللغة حاول بعض‬
‫الفالسفة إقامتها يف أطوار مبكرة من حياهتم الفكرية وهم‪" :‬ليبينز" يف القرن الثامن عرش‪،‬‬
‫و"فرجية" و "راسل"‪ 66‬و"فيتغنشتاين" يف القرن العرشين ومتخضت هذه اجلهود عن نظرية‬
‫الذرية املنطقية ‪. logical atomism‬‬
‫اللغة العادية‪ :‬ظل هؤالء الفالسفة قرابة العرشين عاما من سنة ‪ 1912‬حياولون الوصول إىل‬
‫اللغة املثالية لكنهم ترا جعوا عن ذلك عندما تبني هلم استحالة ذلك وعادوا إىل فلسفة اللغة‬
‫العادية‪ ،‬وهي اللغة التي يتكلمها الناس يف حياهتم اليومية‪ ،‬ويتكلمها الفالسفة والعلامء يف غري‬
‫أوقات بحثهم‪.‬‬
‫حتول إذن الفالسفة عن اللغة املثالية وعن النظرية الذرية املنطقية‪ ،‬وظهر اجتاه فلسفي‬
‫حتلييل متثل يف مدرسة "أكسفورد"‪ ،67‬يدعو هذا التوجه إىل حتليل فلسفي يقوم عىل استخدام‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪132‬‬

‫اللغة العادية‪.‬‬
‫من هنا يمكنك أن تقول‪(( :‬إن حتول فتغنشتاين من اللغة االصطناعية‪ 68‬إىل اللغة‬
‫العادية واالنتقال من االهتامم الكبري باجلانب الرتكيبي والداليل للقضايا إىل االهتامم بالوظائف‬
‫الفعلية للغة‪ ،‬وكيفية استعامهلا يعد من دون أدنى شك عالمة فارقة يف اخلط العام للفلسفة‬
‫التحليلية عموما ويف فلسفة فيتغنشتاين عىل وجه اخلصوص))‪.69‬‬
‫هذه الرؤية الفلسفية لوظائف اللغة وإن تعددت مشارهبا فإهنا جاءت كلها ناقمة عىل‬
‫النحو الشكيل‪ ،‬فهاهو لودفيك ينتقد النحو الصوري بقوله‪(( :‬ال يقول النحو شيئا عن الكيفية‬
‫التي جيب أن تنبني هبا اللغة حتى حتقق الغرض منها وحتى تؤثر يف اإلنسان بطريقة كذا أو‬
‫كذا‪ ،‬هو يصف استعامل العالمات فقط دون أن يفرسها بأية طريقة))‪.70‬‬
‫إن هذا التوجه نحو االستعامل اللغوي يف فلسفة لودفيك فتغنشتاين هزّ أركان النحو‬
‫املعياري القائم عىل التخطيء والتصويب والوصف الصوري وفقا لقواعد تركيبية ليطرح‬
‫بدال منه نموذجا يستند إىل الرشوط الفعلية لالستعامل التي تؤدي إىل حتديد الداللة أو املعنى‪،‬‬
‫((أن تفهم مدلول لفظة يعني أن تعرف اإلمكانات النحوية الستعامهلا))‪.71‬‬
‫فالنظرة الصورية الشكلية للغة ظلت تتعامل مع اللغة جتريديا‪ ،‬إذ ليست اللغة يف نظرها‬
‫سوى مجل تكونت من خالل توايل ألفاظ معينة بكيفية معينة‪ ،‬واللساين أو اللغوي مطالب‬
‫بالكشف عن القواعد التي حكمت آلية أو "ميكانيكية" إنتاج هذه البنية املكونة من سالسل‬
‫صوتية دون السؤال عن الغائية من تكوين هذه البنية املجردة‪.‬‬
‫وملا كان النحو مناط البحث يف كل تراث لغوي برشي‪ ،‬أو باألحرى حمور البحث‬
‫اللغوي يف كل اللغات‪ ،‬صيغ له العديد من النظريات‪ ،‬ودارت حوله جل املناقشات‪ ،‬وانصبت‬
‫عليه كثري من النقودات‪(( ،‬فالنحو ما هو إال نظام من القواعد واملقوالت واحلدود التي ختتص‬
‫بنظام لغة ما‪ ،‬وذلك النظام اللغوي جمرد نسبيا ويتحقق يف إطار متحدث مثايل))‪.72‬‬
‫ال شك أن كال االجتاهني ‪ -‬البنوي أو الوظيفي‪ -‬غايتهام واحدة وهي الكشف عن‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪133‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫خبايا امللكة اللسانية البرشية‪ ،‬غري أن اخلالف بني الوجهتني ينحرص يف املنطلق أهو اجلملة‬
‫كبنية جمردة‪ ،‬أم اجلملة وارتباطاهتا املتعددة بام قبلها وما بعدها وما حييط هبا من املواقف‬
‫اخلارجية‪ ،‬ومن هنا وصفت معايري النحو الصوري بأهنا غري كافية حلرص املعاين املمكنة‬
‫للكالم‪ (( ،‬إن التأرجح يف النحو بني املعايري والعوارض يوهم بوجود العوارض فقط دون‬
‫املعايري فالعوارض تعرفنا الظواهر بالتجربة‪ ،‬واملعايري تقيسها وحتددها‪ ،‬ولكن ما هو سبيلنا‬
‫إىل املعايري والعوارض يف هذا التأرجح واإلهبام إذا كان مدلول اللفظة مقرتنا باستعامهلا يف‬
‫اجلملة أو القضية التي حتددها قواعد نحو هذا االستعامل؟ يصبح من الواجب إذا إما أن نحدد‬
‫النحو أو أن نعطي قائمة بكل االستعامالت املمكنة أو غري املمكنة حتى نتبني حدود‬
‫املعنى))‪.73‬‬
‫نصل هنا إىل القول بأن ختطيء النحو الصوري والعزوف عن نتائجه ليس هو الغاية‬
‫من النقد املوجه إليه‪ ،‬وإنام الغاية من نقد النحو الصوري الشكيل احلصول عىل إجابة شافية‬
‫للسؤال اآليت‪:‬‬
‫هل اجلملة كبنية جمردة ومعزولة كافية الستكناه خصائص ظاهرة لغوية معينة‪،‬‬
‫واستنباط املعايري التي تضبط كالم الناطقني باللسان الواحد؟‬
‫هذا التساؤل جيرنا لتساؤل آخر مفاده‪ :‬ماذا بعد اجلملة إال النص؟ ((وها هنا تطرح‬
‫قضية أساسية تتعلق برشعية وجود نحو النص ‪ Grammaire de texte‬إىل جانب نحو‬
‫اجلملة ‪.74)) Grammaire de phrase‬‬
‫وملا كانت احلال هذه‪ ،‬وجدنا أنفسنا أمام نمطني من اللسانيات‪ :‬لسانيات مجلة‬
‫ولسانيات نص‪ ،‬حيث ((سلكت أغلب النظريات اللسانية املنحى األول فاختذت هلا موضوعا‬
‫اجلملة واقترصت عليها‪...،‬وتُرك ما يتعدى اجلملة إىل جماالت دراسية منها ما هو لساين‬
‫"لسانيات النص" أو "نحو النص" ومنها ما هو غري لساين وإن كان يستمد بعض املفاهيم‬
‫وبعض األدوات من اللسانيات كتحليل اخلطاب والسيميائيات والشعرية و غري ذلك))‪.75‬‬
‫وهذا الوضع املبني عىل متييز تقابيل بني نحو اجلملة ونحو النص غري مربر‪ ،‬ومن‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪134‬‬

‫الواجب رفعه بام تتيحه نظرية النحو الوظيفي من سبل‪.76‬‬

‫املبحث اخلامس‪ :‬املبادئ العامة للنحو الوظيفي‬


‫إذا أردنا حتديد احليز الزماين واملكاين للمنهج الوظيفي فإن صفوة القول أنه نشأ مع‬
‫جمموعة من الباحثني بجامعة "أمسرتدام" يرتأسهم الباحث اللساين "سيمون ديك"‪ ،‬الذي قدّ م‬
‫الرؤية األولية أو الصياغة العامة للنحو الوظيفي سنة ‪1978‬م‪ ،‬حني وضع أسسا للنحو كام‬
‫تصوره‪ ،‬وقدّ م اهليكلة العامة لرتتيب وتبويب مكوناته‪ ،‬وهلذه النظرية النحوية نامذج كثرية‬
‫توالت وتعاقبت ألهنا نظرية مل تنضج بعد واكتسبت من الطراوة ما جعلها تستجيب لرشوط‬
‫البحث العلمي والتنظري‪77 .‬‬

‫ومل تبق هذه النظرية حبيسة موطنها ومكان نشأهتا "أمسرتدام"وإنام انتقلت مفاهيمها‬
‫إىل أوربا حيث احتضنتها عواصم أخرى كبلجيكا‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬وغريها‪...‬‬
‫أما يف عاملنا العريب فقد دخلت املغرب العريب عىل يد الباحث أمحد املتوكل الذي‬
‫يقول‪(( :‬دخلت هذه النظرية العامل العريب أول ما دخلت عرب جامعة حممد اخلامس بالرباط‬
‫حيث شكلت جمموعة البحث يف التداوليات واللسانيات الوظيفية‪ ،‬وبفضل جهود الباحثني‬
‫املغاربة املنتمني إىل هذه املجموعة تسنى للمنحى الوظيفي ان يأخذ حمله يف البحث اللساين‬
‫املغريب إىل جانب مكوناته األخرى‪ ،‬وقد تم ذلك عن أربع طرق رئيسية هي التدريس والبحث‬
‫األكاديمي والنرش وعقد ندوات دولية داخل املغرب نفسه))‪78.‬‬

‫وأهم ما ساهم يف هذا االنتشار الواسع لنظرية النحو الوظيفي هو عدم اكتفائها‬
‫بوصف القدرة التواصلية‪ ،‬وإنّام جماوزهتا لكفاية الوصف ‪-‬الذي مل تستطع أن تتعداه الدراسة‬
‫البنوية التصنيفية والتوزيعية‪ -‬إىل كفاية التفسري التي حتصل حني ترتبط دراسة اللغات بثالثة‬
‫أمور أساسية هي‪(( :‬قدرة املتكلم السامع‪ ،‬اكتساب اللغة‪ ،‬النحو الكيل))‪ ،79‬بمعنى أن جوهر‬
‫الدراسة الوظيفية هو األخذ يف احلسبان الطاقات واملعارف املتعددة ملستعمل اللغة إىل جانب‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪135‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫طاقته ومعرفته اللغوية‪ ،‬فالناطقون باللسان الواحد يتواصلون فيام بينهم بخطابات‪ ،‬لكن‬
‫القدرة تواصلية املتكاملة نامجة عن جمموع مهارات أو ملكات هي امللكات اللغوية أوال‪ ،‬ثم‬
‫اإلدراكية‪ ،‬واملنطقية‪ ،‬واملعرفية واالجتامعية‪...‬وغريها‪ ،‬وال يمكن أن نصل بالنظرية التواصلية‬
‫إىل حدّ التكامل والكفاية والشمول بدون رصد هذه امللكات ك َّلها‪.‬‬
‫فامللكة اللغوية هي التي متكّن مستعمل اللغة من إنتاج عدد ال متناه من اجلمل يف‬
‫مقامات تواصلية متعددة ملعرفته بلغته معرفة معجمية وصوتية وأخرى رصفية ورابعة أخرى‬
‫تركيبية‪ ،‬وهي أساس عملية التواصل اللغوي أما غريها من املهارات أو الكفاءات فتحرض‬
‫عند احلاجة إليها‪80 :‬‬

‫▪ امللكة االجتامعية هي التي متكّن مستعمل اللغة من ضبط وضع خماطبه االجتامعي‪ ،‬وما يقوم‬
‫بينهام من عالقات أثناء التواصل‪.‬‬
‫▪ وامللكة املنطقية فهي التي متكّن مستعمل اللغة من اشتقاق معارف إضافية من معارف‬
‫متوفرة لديه بواسطة قواعد االستدالل‪.‬‬
‫▪ وامللكة اإلدراكية فهي التي متكّن مستعمل اللغة من استخدام املعارف التي يستقيها من‬
‫مواقف التواصل ذاته يف إنتاج العبارات واجلمل اللغوية‪ ،‬ويف فهمها‪.‬‬
‫▪ أما امللكة املعرفية فهي التي متكّن مستعمل اللغة من تكوين خمزون منظم من املعارف‬
‫اللغوية وغري اللغوية‪ ،‬واستخدامها يف إنتاج وتفسري وفهم املزيد من العبارات واجلمل‬
‫اللغوية‪.‬‬
‫أرشنا آنفا إ ىل التطورات التي عرفها الدرس اللساين الغريب حيث رصدنا سجاال بني‬
‫من ينترص لدراسة اللغة دراسة بنوية رصفة ومن ينعت ذلك بالقصور ويسعى لدراسة اللغة‬
‫يف استعامالهتا‪ ،‬وقد نتج عن هذا النقاش اللغوي الطويل عدد غري قليل من النظريات اللسانية‬
‫التي تنعت بالوظيفية‪ ،‬غري إن ((هناك نظريات أخرى ال حتمل هذه الصفة‪ ،‬وإنام تأخذ بنفس‬
‫املبادئ مثال ذلك نظرية األفعال اللغوية يف فلسفة اللغة العادية وما سمي يف حقبة معينة من‬
‫تاريخ النظرية التوليدية التحويلية الفرضية اإلنجازية‪ ،‬بل إننا نجد يف الدرس اللغوي القديم‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪136‬‬

‫إرهاصات واضحة للوظيفية وإن مل نجد فيه استعامل هذا املصطلح))‪.81‬‬


‫حري بنا هنا أن نقف متسائلني‪ :‬ما معامل وحدود االجتاه الوظيفي يف الدرس اللغوي؟‬
‫وكيف نميز النظرية الوظيفية من غري الوظيفية؟ وعىل أي أساس يمكن وسم نظرية ما أهنا‬
‫نظرية وظيفية؟‬
‫الذي هيمنا يف هذا املقام هو نموذج النحو الوظيفي الذي يرتكز عىل مبادئ منهجية‬
‫عامة وثابتة‪(( ،‬ويمكن تلخيص املبادئ املنهجية األساسية املعتمدة يف النحو الوظيفي فيام ييل‪:‬‬
‫وظيفة اللغات الطبيعية األساسية هي التواصل‪ ،‬موضوع الدرس اللساين هو وصف القدرة‬
‫التواصلية للمتكلم –املخاطب‪ ،‬النحو الوظيفي نظرية للرتكيب والداللة منظورا إليهام من‬
‫وجهة نظر تداولية‪ ،‬جيب أن يسعى الوصف اللغوي الطامح إىل الكفاية إىل حتقيق أنواع ثالثة‬
‫من الكفاية النفسية والتداولية والنمطية))‪.82‬‬
‫يفهم من هذا الكالم أن أهم منطلقات النحو الوظيفي البحث يف وظيفة اللغات‬
‫الطبيعية‪ ،‬إذ تركز نظرية النحو الوظيفي عىل أن للغة وظيفة أساسية تتمثل يف التواصل بني‬
‫املتخاطبني هبا‪ ،‬وظل هذا املبدأ شعارا يرفعه أعالم املدرسة الوظيفية يف األلسنية احلديثة‪ ،‬إىل‬
‫أن جاء سيمون ديك الذي عدّ كل لغة طبيعي ًة هي نظام حيتوي عىل خصائص بنيوية‪ ،‬هدفها‬
‫األسايس حتقيق عملية التواصل بني الناطقني هبا‪ ،‬يضاف إىل هذا وصف القدرة التواصلية بني‬
‫طريف اخلطاب (املتكلم واملخاطب)‪ ،‬كام هيتم النحو الوظيفي بالرتكيب والداللة من وجهة‬
‫تداولية‪ ،‬والتداولية كام أرشنا سابقا علم ظهر يف حقل الدراسات اللسانية‪ ،‬ومن خالله يسعى‬
‫النحو الوظيفي إىل حتقيق الكفاية يف االستعامل اللغوي‪ ،‬أو الكفاية التداولية إىل جانب الكفاية‬
‫النفسية والكفاية النمطية‪ ،‬إذ يندرج النحو الوظيفي من حيث أهدافه ومبادئه املنهجية يف زمرة‬
‫األنحاء املؤسسة تداوليا التي تتخذ موضوعا هلا دراسة خصائص اللسان الطبيعي البنوية يف‬
‫ارتباطها بوظيفته التواصلية‪.83‬‬
‫ويقرتح أمحد املتوكل ما سامه "النظرية الوظيفية املثىل" وهي جمموعة من املواصفات‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪137‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫نستخلصها مما تطمح إليه النظريات ذات املنحى الوظيفي وجتتهد يف حتقيقه أو حتقيق القسط‬
‫األوفر منه‪ ،‬فتكون النظرية الوظيفية املثىل هي‪84 :‬‬

‫• النظرية التي تنطلق من مبدأ أداتية اللغة مرجعة وظائفها املمكنة إىل وظيفة التواصل‬
‫وتؤسس عىل هذا املبدأ وصف بنية اللغات رصفا وتركيبا وصوتا وتطورها‪.‬‬
‫• النظرية التي جتعل من وظيفة التواصل أساسا للبحث يف إشكاالت التنظري اللساين الكربى‬
‫كإشكال اكتساب اللغة وإشكال الكليات اللغوية‪.‬‬
‫• النظرية التي تتخىل عن اهلدفني التقليديني لدراسة اللغة فتتجاوز الوصف املحض لظواهر‬
‫اللغة والتقعيد للغة تقعيدا تعليميا يتوخى احلفاظ عليها من اللحن‪.‬‬
‫• النظرية التي تتجاوز كفاية الوصف إىل كفاية التفسري وذلك حني تربط دراسة اللغة بثالثة‬
‫أمور هي‪ :‬قدرة املتكلم‪-‬السامع‪ ،‬اكتساب اللغة‪ ،‬النحو الكيل‪.‬‬
‫• النظرية التي تسعى إىل حتصيل الكفاية اللغوية والكفاية اإلجرائية‪ ،‬كفاية وصف اللغة‬
‫وتفسريها‪ ،‬وكفاية اإلسهام يف جانب مهم من قطاعات التواصل االجتامعية واالقتصادية‬
‫التي تستخدم اللغة بكيفية من الكيفيات‪.‬‬
‫إضافة إىل هذه املواصفات التي ينبغي للنظرية الوظيفية أن تتصف هبا سعى أمحد‬
‫املتوكل إىل وضع مبادئ عامة تبيانا ملا يضبط التوجه الوظيفي وتفصيال ملا ترتكز عليه املقاربة‬
‫الوظيفية وهذه املبادئ العامة هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أداتية اللغة‪ :‬يف املقاربة الصورية تعد اللغة بنية جمردة يمكن أن تدرس خصائصها يف‬
‫حد ذاهتا أي بقطع النظر عام يمكن أن تستعمل من أجله‪ ،‬بينام يف املقاربة الوظيفية‬
‫تعد اللغة أداة تسخر لتحقيق التواصل‪ ،‬فاملفردات والعبارات وسائل تستخدم‬
‫لتأدية أغراض تواصلية معينة وتقارب خصائصها البنوية عىل هذا األساس‪.85‬‬
‫ب‪ -‬وظيفة اللغة األداة‪ :‬قد تستخدم اللغة للتعبري عن الفكر أو التأثري يف الغري أو اإلخبار‬
‫عام يف الواقع‪ ،‬غري إن الوظيفة األساسية للغة هي التواصل بني أفراد اجلامعة اللغوية‬
‫الواحدة‪ ،‬غري أن التواصل يمكن أن يتم عرب قنوات أخرى كاإلشارة والصورة إال‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪138‬‬

‫أن التواصل عرب هذه القنوات ال يرقى قوة ودقة إىل التواصل املتوسل فيه باللغة‪86.‬‬

‫ج‪ -‬اللغة واالستعامل‪(( :‬يقصد بنسق االستعامل جمموعة القواعد واألعراف التي حتكم‬
‫التعامل داخل جمتمع معني‪ ...‬وهو حيدد يف حاالت كثرية قواعد النسق اللغوي‬
‫املعجمية والداللية والرصفية الرتكيبية والصوتية وهو ما يعنى به فرع اللسانيات‬
‫املسمى "اللغويات االجتامعية"))‪.87‬‬
‫د‪ -‬سياق االستعامل‪ :‬ويقصد به تطابق العبارة املنتقاة مع سياقا استعامهلا املقايل‬
‫واملقامي‪ ،‬فاملقايل كعود الضمري عىل متقدم‪ ،‬واملقامي جمموعة املعارف اآلنية من‬
‫املدركات احلسية السمعية والبرصية املتواجدة يف موقف التواصل ذاته كاستعامل‬
‫أدوات اإلشارة لإلحالة عىل ذوات حارضة يف موقف التواصل‪88 .‬‬

‫ه‪ -‬اللغة واملستعمل‪ 89:‬من العنارص التي تكون محولة العبارة اللغوية "موقف املتكلم‬
‫من الفحوى القضوي"‪ ،‬كاملوقف املعريف (يقني‪ ،‬شك‪ ،‬احتامل)‪ ،‬أو املوقف‬
‫االنفعايل ( تعجب‪ ،‬استغراب)‪ ،‬املوقف املرجعي (إسناد فحوى العبارة إىل مرجع‬
‫خارجي قصد التملص من مسؤولية تبليغه)‪ ،‬فإذا أضفنا موقف املتكلم إىل العنارص‬
‫التي تشكل محولة العبارة اللغوية (القصد‪ 90‬واملحتوى القضوي) يصبح متثيلها‬
‫اآليت‪[ :‬قصد[موقف[فحوى قضوي]]]‪.‬‬
‫و‪ -‬القدرة اللغوية‪ :‬من املنظور الصوري ال تتجاوز القدرة اللغوية املُكْنة من الضوابط‬
‫الرصفية والصوتية والرتكيبية والداللية‪ ،‬أما من املنظور الوظيفي فيستحرض‬
‫املتكلم‪ -‬السامع اثناء إنتاج عبارات لغته أو فهمها كل املعارف السياقية اآلنية‬
‫واملعارف السياقية العامة‪ ،‬وإن كان استحضارها يتفاوت باختالف موقف التواصل‬
‫ومالبساته ونمط اخلطاب املنتج‪ ،‬وإن كانت املعرفة النحوية الرصف تقوم بالدور‬
‫املركزي يف حاالت التخاطب العادية‪.91‬‬
‫ز‪ -‬األداتية وبنية اللغة‪ :‬مرشوعية الوظيفة‪ :‬ينطلق منكرو مرشوعية الوظيفة من كون‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪139‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫بنية اللغة نسق جمرد حتكمه قواعد ومبادئ خاصة تسمح بدراسة ووصف اللغة‬
‫بمعزل تام‪ .‬لكن أهم ما حيتد به القائلون بمرشوعية الوظيفة هو أن بنية اللغة تأخذ‬
‫اخلصائص التي ختدم إنجاح التواصل وأهدافه وخمتلف أنامطه‪.92‬‬
‫ح‪ -‬البنية والتواصل األمثل‪ :‬تقوم عملية التواصل عىل متكلم (منتج للخطاب)‪،‬‬
‫(مؤول للخطاب الناتج)‪ ،‬والتواصل األمثل‬
‫ِّ‬ ‫وخطاب (فحوى القول)‪ ،‬وخما َطب‬
‫متوقف عىل سالمة البنية من عوائق حسن اإلفهام‪(( ،‬ويمكن إرجاع العوائق البنوية‬
‫إىل ما ينتج عن ثالث عمليات هي احلذف واإلضافة والنقل))‪.93‬‬
‫احلذف‪ :‬حذف ركن أسايس من اجلملة يف الكالم االبتدائي‪.‬‬
‫اإلضافة‪ :‬تعدد اإلدماج يف نفس اجلملة مثل‪ :‬قرأت الكتاب الذي اشرتاه أيب من املكتبة التي‬
‫زارها جارنا مع صديقه يف موسم احلج املايض‪.‬‬
‫النقل‪ :‬التقديم والتأخري غري املربر تداوليا يتسبب يف التشويش عىل فهم السامع‪.‬‬
‫ط‪ -‬البنية وأهداف التواصل‪ :‬تتحدد بنية اجلملة حسب هدف التواصل فإذا كان اهلدف‬
‫من التواصل إضافة معلومة جديدة ملخزون املخاطب يظل املكون احلامل للمعلومة‬
‫حمتال موقعه األصيل داخل اجلملة‪ ،‬وإذا كان اهلدف من التواصل تقييد معلومة أو‬
‫تصحيحها يرد املكون احلامل للمعلومة مشفوعا بإحدى أدوات التقييد (لقد‪ ،‬ما‪،‬‬
‫إنام‪.94)...‬‬
‫ي‪ -‬البنية وأنامط التواصل‪ :‬حيدد نمط اخلطاب تضافر (موضوع اخلطاب‪ ،‬وهدفه‪،‬‬
‫وبنيته‪ ،‬وأسلوبه)‪ ،‬فيأخذ اخلطاب البنية واألسلوب اللذين يناسبان وخيدمان‬
‫موضوعه وهدفه‪ ،‬فليس للخطاب احلجاجي بنية وأسلوب اخلطاب الرسدي‪.95‬‬
‫ك‪ -‬األداتية والكليات اللغوية‪ :‬ما جيمع بني اللغات جمموعة من الوظائف‪ ،‬تأتلف‬
‫اللغات أو ختتلف يف الرتاكيب التي يتوسل هبا يف حتقيق هذه الوظائف‪ ،‬مثال ذلك‬
‫"تصحيح املعلومات" وظيفة من الوظائف الكلية تتحقق حسب أنامط اللغات عن‬
‫طريق الرتبة أو رصفات معينة أو تراكيب خمصوصة‪.96‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪140‬‬

‫ل‪ -‬األداتية واكتساب اللغة‪(( :‬حسب املقاربة الوظيفية ال يكتسب الطفل قدرة لغوية‬
‫حمضة‪ ،‬بل قدرة عىل التواصل مع حميطه االجتامعي‪ ،‬ال يتعلم أصوات لغته وقواعد‬
‫رصفها وتركيبها بل يتعلم معها ما تؤديه من أغراض تواصلية))‪.97‬‬
‫هذه هي املبادئ العامة التي تتبلور يف سياقها األسس املنهجية لنظرية النحو الوظيفي‪،‬‬
‫حيث حتاول نظرية النحو الوظيفي جتميع املبادئ الوظيفية التي تتعلق بوظيفة اللغة‪ ،‬وعالقة‬
‫الوظيفة بالبنية‪ ،‬ومفهوم القدرة اللغوية‪ ،‬ومفهوم الكليات اللغوية‪ ،‬وعالقة الوظيفة بموضوع‬
‫الوصف اللغوي‪ ،‬وعالقة الوظيفة باملفاضلة بني األنحاء‪.‬‬
‫وقد نتج عن مترس نظرية النحو الوظيفي بمعطيات لغات متباينة النمط تطورا مس‬
‫صياغة النموذج دون األسس املنهجية‪ ،‬إذ ختتلف النظريات الوظيفية يف مدى جتميعها‬
‫للمبادئ الوظيفية العامة‪ ،‬أي يف اقرتاهبا أو ابتعادها عام اصطلحنا عىل تسميته النظرية الوظيفية‬
‫املثىل‪(( ،98‬وختتلف نفس املبادئ و ترتيبها وربط بعضها ببعض حيث نجد نفس املبدأ معربا‬
‫عن مضمونه ومربوطا بباقي املبادئ األخرى بطريقة ختتلف من نظرية إىل نظرية أخرى‪،...‬‬
‫وختتص بربط هذه املبادئ بمفهوم الكفاية التفسريية‪ ،‬والكفاية التفسريية يف هذه النظرية كام‬
‫هو معلوم ثالث كفايات مرتابطة متكاملة الكفاية التداولية والكفاية النفسية والكفاية‬
‫النمطية))‪99.‬‬

‫خامتة‬
‫مل تكن نظرية النحو الوظيفي التي أرسى قواعدها ووضع مبادئها سيمون ديك النظرية‬
‫املتفردة باالجتاه النحوي الوظيفي‪ ،‬ومل تكن األوىل يف َطرق هذا االجتاه‪ ،‬بل سبقها يف ذلك‬
‫مدارس ونظريات خمتلفة مهدت لظهور هذه النظرية‪ ،‬وتلتقي هذه النظريات الوظيفية يف أن‬
‫وظيفة اللغة األساس هي الوظيفة التواصلية التبليغية‪ ،‬وأن البنى الرصفية والرتكيبية والداللية‬
‫حمكومة بالوظائف التي تؤدهيا‪.‬‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫وتعود بدايات االهتامم باالجتاه النحوي الوظيفي إىل مدرسة براغ‪ ،‬ففي عام ‪1926‬م‬
‫أسس العامل التشيكي ماتيزيوس نادي براغ اللساين الذي عرف بعد ذلك بمدرسة براغ‪،‬‬
‫وطورت من قبل علامء مثل تربسكوي وجاكبسون وكارسفسكي‪ ،‬وقد صاغوا نظرية الوجهة‬
‫الوظيفية للجملة‪.‬‬
‫وقد عرف العامل العريب هذه النظرية عرب املغرب العريب من خالل تشكيل جمموعة‬
‫البحث يف التداوليات واللسانيات الوظيفية يف جامعة حممد السادس‪ ،‬وقد أخذ املنحى‬
‫الوظيفي حمله يف املغرب من طريق التدريس والبحث األكاديمي والنرش وعقد ندوات دولية‬
‫داخل املغرب‪ ،‬واتسمت مرحلة التعديالت التي أجرا ها املتوكل وغريه عىل النظرية بالدعوة‬
‫إىل نحو وظيفي موحد‪ ،‬يشمل توحيد اآلليات لوصف وتفسري أقسام اخلطاب يف خمتلف‬
‫اللغات املتباينة نمطيا‪ ،‬لتكون النظرية الوظيفية بديال للنظرية التوليدية التحويلية بكل‬
‫نامذجها‪.‬‬
‫ولقد كان اهتاممنا يف هذا البحث تتبع وفحص ثنائية النحو الوظيفي واللسانيات يف‬
‫ضوء مستجدات نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬وقد قمنا ببيان األسس التي قامت عليها نظرية النحو‬
‫الوظيفي يف إطار اللسانيات الوظيفية‪.‬‬
‫وأوردنا املبادئ الكافية التي تثبت أن نظرية النحو الوظيفي مل تكن يوما منخرطة ضمن‬
‫لسانيات اجلملة حتى نقبل احلديث عن االنتقال هبذا النحو من نحو مجلة إىل نحو خطاب‪،‬‬
‫وقدمنا املعطيات التي توضح بجالء األساس اخلطايب هلذا النحو‪.‬‬

‫اهلوامش‪:‬‬

‫‪ )1‬فرانز بواس‪ ،)1942-1858( :‬األب املؤسس لألنرتوبولوجيا احلديثة‪ ،‬أملاين األصل‪.‬‬


‫‪ )2‬جفري سامسون‪ ،‬مدارس اللسانيات التسابق والتطور‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد زياد كبة‪ ،‬مطابع جامعة امللك سعود‪،‬‬
‫دون ط‪ .‬السعودية‪ ،1980 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ ) 3‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 2005‬ص‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬
‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪142‬‬

‫‪.136‬‬
‫‪ )4‬جفري سامسون‪ ،‬مدارس اللسانيات التسابق والتطور‪ ،‬ص ‪.106/105‬‬
‫‪ )5‬خولة طالب اإلبراهيمي‪ ،‬مبادئ يف اللسانيات‪ ،‬دار القصبة للنرش‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2006 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ ) 6‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 2005‬ص‬
‫‪..137‬‬
‫‪ )7‬حممود السعران‪ ،‬علم اللغة ‪ -‬مقدمة للقارئ العريب‪ ،-‬دار النهضة العربية للطباعة والنرش‪ ،‬بريوت‪ ،‬دون‬
‫ط‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ )8‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ )9‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ )10‬جفري سامسون‪ ،‬مدارس اللسانيات التسابق والتطور‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ )11‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ )12‬جفري سامسون‪ ،‬مدارس اللسانيات التسابق والتطور‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ )13‬نادية رمضان النجار‪ ،‬االجتاه التداويل والوظيفي يف الدرس اللغوي‪ ،‬الطبعة‪ ،2013 ،1‬ص ‪.98‬‬
‫‪ )14‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ )15‬جفري سامسون‪ ،‬مدارس اللسانيات التسابق والتطور‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ )16‬حممود السعران‪ ،‬علم اللغة ‪ -‬مقدمة للقارئ العريب‪ ،-‬ص ‪.344‬‬
‫‪ )17‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ )18‬جفري سامسون‪ ،‬مدارس اللسانيات التسابق والتطور‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ )19‬هنري سويت ‪ ،)1912-1845( :‬لساين بريطاين‪ ،‬متخصص يف الصوتيات‪.‬‬
‫‪ )20‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪ )21‬جفري سامسون‪ ،‬مدارس اللسانيات التسابق والتطور‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪ )22‬دانيال جونز‪ ،)1967-1881( :‬لساين بريطاين ختصص يف الصوتيات‪.‬‬
‫‪ )23‬انظركل من‪ :‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور ص ‪ ،171‬جفري سامسون‪ ،‬مدارس اللسانيات‬
‫التسابق والتطور ص‪.227‬‬
‫‪ )24‬اعتمد هذا االجتاه من اجتاهات املدرسة اإلنجليزية اعتامدا كبريا عىل آراء "برونسالو مالينوفسكي" العامل‬
‫األنرتوبولوجي البولندي الذي ترك أثرا كبريا عىل املدرستني اإلنجليزيتني األنرتوبولوجية واللغوية‪.‬‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪143‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫‪ )25‬حممد إسامعيل بصل وفاطمة بلة‪ ،‬مالمح نظرية السياق يف الدرس اللغوي احلديث‪ ،‬جملة دراسايف اللغة‬
‫العربية وآداهبا‪ ،‬فصلية حمكمة‪ ،‬السنة اخلامسة‪ ،‬العدد ‪ ،18‬صيف ‪ ،20014‬ص ‪.04‬‬
‫‪ )26‬أمحد خمتار عمر‪ ،‬علم الداللة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،1998 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ )27‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ص ‪.175/174‬‬
‫‪ )28‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ ) 29‬لودفيك فتغنشتاين‪ ،‬حتقيقات فلسفية‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبد الرزاق بنور‪ ،‬املنظمة العربية للرتمجة‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪ ،2007‬ص ‪.64‬‬
‫‪ )30‬شفيقة العلوي‪ ،‬حمارضات يف املدارس اللسانية املعارصة‪ ،‬أبحاث للرتمجة والنرش والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،2004 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ )31‬حممود السعران‪ ،‬علم اللغة ‪ -‬مقدمة للقارئ العريب‪ ،-‬ص ‪.312‬‬
‫‪ )32‬انظر أمحد خمتار عمر‪ ،‬علم الداللة‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ )33‬حممود السعران‪ ،‬علم اللغة ‪ -‬مقدمة للقارئ العريب‪ ،-‬ص ‪.310‬‬
‫‪ )34‬لودفيك فتغنشتاين‪ ،‬حتقيقات فلسفية‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبد الرزاق بنور‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ )35‬حممود السعران‪ ،‬علم اللغة ‪ -‬مقدمة للقارئ العريب‪ ،-‬ص ‪.305‬‬
‫‪ ) 36‬جون ليونز‪ ،‬نظرية تشومسكي اللغوية‪ ،‬ترمجة‪ :‬حلمي خليل‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،1985 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ )37‬الزواوي بغورة‪ ،‬الفلسفة واللغة ‪ -‬نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة‪ ،-‬دار الطليعة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪،2005 ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ )38‬نعوم تشومسكي‪ ،‬اللغة ومشكالت املعرفة – حمارضات ماناجو‪ -‬ترمجة‪ :‬محزة بن قبالن املزيني‪ ،‬دار‬
‫توبقال‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1990 ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ )39‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪ )40‬شفيقة العلوي‪ ،‬حمارضا ت يف املدارس اللسانية املعارصة‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ )41‬جون ليونز‪ ،‬نظرية تشومسكي اللغوية‪ ،‬ترمجة‪ :‬حلمي خليل‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ )42‬أمحد مومن‪ ،‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪ ) 43‬عيل آيت أوشان‪ ،‬اللسانيات والبيداغوجيا نموذج النحو الوظيفي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،1998 ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪144‬‬

‫‪ )44‬خمتار درقاوي‪ ،‬نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية ‪-‬األسس واملفاهيم‪ ،-‬األكاديمية للدراسات‬
‫االجتامعية واإلنسانية‪ ،‬قسم اآلداب والفلسفة‪ ،‬العدد ‪ 13‬جانفي ‪ ،2015‬ص ‪.10‬‬
‫‪ )45‬خمتار درقاوي‪ ،‬نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية ‪-‬األسس واملفاهيم‪ ،-‬األكاديمية للدراسات‬
‫االجتامعية واإلنسانية‪ ،‬قسم اآلداب والفلسفة‪ ،‬العدد ‪ 13‬جانفي ‪ ،2015‬ص ‪.11‬‬
‫‪ )46‬خمتار درقاوي‪ ،‬نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية ‪-‬األسس واملفاهيم‪ ،-‬األكاديمية للدراسات‬
‫االجتامعية واإلنسانية‪ ،‬قسم اآلداب والفلسفة‪ ،‬العدد ‪ 13‬جانفي ‪ ،2015‬ص ‪.11‬‬
‫‪ )47‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،2006 ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ )48‬أبو الفتح عثامن ابن جني‪ ،‬اخلصائص‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عيل النجار‪ ،‬دار الكتب املرصية‪ ،‬دون ط‪ .‬ج‪ /01‬ص‬
‫‪.34‬‬
‫‪ )49‬عيل بن حممد الرشيف اجلرجاين‪ ،‬كتاب التعريفات‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬طبعة جديدة‪ ،‬بريوت‪،1985 ،‬‬
‫ص ‪.260/259‬‬
‫‪ ) 50‬فردينا ندي سوسري‪ ،‬علم اللغة العام‪ ،‬ترمجة‪ :‬يوئيل يوسف عزيز‪ ،‬دار آفاق عربية‪ ،‬بغداد‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪ ،1985‬ص ‪.154‬‬
‫‪ )51‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.37/36‬‬
‫‪ )52‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.39‬‬
‫‪ ) 53‬لسان العرب‪ ،‬مادة )و ظ ف(‪.‬‬
‫‪ )54‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.21‬‬
‫‪ ) 55‬أمحد املتوكل‪ ،‬الرتكيبات الوظيفية قضايا ومقاربات‪ ،‬مكتبة دار األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل‪،2005 ،‬‬
‫ص ‪.22‬‬
‫‪( 56‬أمحد املتوكل‪ ،‬الرتكيبات الوظيفية قضايا ومقاربات‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ ) 57‬أمحد املتوكل‪ ،‬الرتكيبات الوظيفية قضايا ومقاربات‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ )58‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.19‬‬
‫‪ )59‬صاحب هذه النظرية هو كارل بوبر صاحب كتاب منطق الكشف العلمي ‪.1934‬‬
‫‪ )60‬الزواوي بغورة‪ ،‬الفلسفة واللغة ‪ -‬نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة‪ ،-‬دار الطليعة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،2005 ،‬ص ‪.99‬‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪145‬‬ ‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬

‫‪ )61‬كارل بوهلر من علامء النفس واللغة أملاين اجلنسية‪ ،‬تكلم عن وظائف اللغة يف اللغات الغربية‪.‬‬
‫‪ )62‬الزواوي بغورة‪ ،‬الفلسفة واللغة ‪ -‬نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة‪ ،-‬ص ‪.100/99‬‬
‫‪ )63‬كارل ريموند كارل بوبر‪ ،)1994-1902( :‬فيلسوف إنجليزي متخصص يف فلسفة العلوم‪.‬‬
‫‪ )64‬الزواوي بغورة‪ ،‬الفلسفة واللغة ‪ -‬نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة‪ ،-‬ص ‪.100‬‬
‫‪ )65‬حممود فهمي زيدان‪ ،‬يف فلسفة اللغة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،1985 ،‬ص ‪.44/30‬‬
‫‪ ) 66‬بريتراند أرثر ويليام راسل‪ :‬فيلسوف وعامل منطق وريايض ومؤرخ وناقد اجتامعي بريطاين‪ ،‬يعد أحد‬
‫مؤسيس الفلسفة التحليلية إىل جانب سلفه فرجية وتلميذه فتغنشتاين‪.‬‬
‫‪ )67‬مدرسة أكسفورد ومدرسة كمربدج تعربان عن اجتاهني خمتلفني متثل األوىل اجتاه مور وراسل ومرشوع‬
‫اللغة املثالية‪ ،‬ومتثل الثانية فتغنشتاين ومدرسته اجلديدة‪.‬‬
‫‪ )68‬اللغة االصطناعية يقصد هبا اللغة املثالية‪.‬‬
‫‪ )69‬الزواوي بغورة‪ ،‬الفلسفة واللغة ‪ -‬نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة‪ ،-‬ص ‪.101‬‬
‫‪ ) 70‬لودفيك فتغنشتاين‪ ،‬حتقيقات فلسفية‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبد الرزاق بنور‪ ،‬املنظمة العربية للرتمجة‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪ ،2007‬ص ‪.76‬‬
‫‪ )71‬لودفيك فتغنشتاين‪ ،‬حتقيقات فلسفية‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبد الرزاق بنور‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ )72‬فان ديك‪ ،‬علم النص –مدخل متداخل االختصاصات‪ ،-‬ترمجة‪ :‬سعيد حسن بحريي‪ ،‬دار القاهرة‬
‫للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2001 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ )73‬لودفيك فتغنشتاين‪ ،‬حتقيقات فلسفية‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبد الرزاق بنور‪ ،‬ص ‪ ،76‬ص ‪.83/82‬‬
‫‪ )74‬األزهر الزناد‪ ،‬نسيج النص – بحث فيام به يكون امللفوظ نصا ‪ ،-‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،1993 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ )75‬أمحد املتوكل‪ ،‬الوظيفية بني الكلية والنمطية‪ ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األو‪ ،2003 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ )76‬أمحد املتوكل‪ ،‬الوظيفية بني الكلية والنمطية‪ ،‬ص ‪.18/15‬‬
‫‪ ) 77‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.60‬‬
‫‪ ( 78‬ـ ينظر‪ :‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب األصول واالمتداد‪ ،‬أمحد املتوكل‪ ،‬ص‪.60 :‬‬
‫‪ ( 79‬ـ املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب األصول واالمتداد‪ ،‬أمحد املتوكل‪ ،‬ص‪.45 :‬‬
‫‪ ( 80‬ينظر تلك امللكات يف‪ :‬آفاق جديدة يف نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬أمحد املتوكل‪ ،‬منشورات كلية اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة حممد اخلامس‪ ،‬سلسلة بحوث ودراسات رقم ‪ ،5‬اململكة املغربية‪ ،‬ط‪،01 :‬‬

‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202‬‬ ‫جامعة الوادي ـ اجلزائر ‪..............................‬‬


‫اجمللد (‪ )20‬ـ العدد (‪ )01‬ـ ‪2023‬‬
‫‪ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456‬‬
‫‪146‬‬

‫‪1993‬م‪ ،‬ص‪ 8 :‬ـ ‪ ،9‬واخلطاب وخصائص اللغة العربية دراسة يف الوظيفة والبنية والنمط‪ ،‬أمحد املتوكل‪ ،‬الدار‬
‫العربية للعلوم نارشون‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1431 ،01 :‬ـه ـ‪2010‬م‪ ،‬ص‪ 13 :‬ـ ‪.15‬‬
‫‪ )81‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.43‬‬
‫‪ ) 82‬أمحد املتوكل‪ ،‬الوظائف التداولية يف العربية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1985 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ ) 83‬أمحد املتوكل‪ ،‬من البنية احلملية إىل البنية املكونية الوظيفة املفعول يف اللغة العربية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1987 ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ )84‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.47-44‬‬
‫‪ )85‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.20/19‬‬
‫‪ )86‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.21/20‬‬
‫‪ )87‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.21‬‬
‫‪ )88‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.23‬‬
‫‪ )89‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.25/24‬‬
‫‪ )90‬القصد من إنتاج العبارة كاإلخبار أو االستفهام أو األمر‪...‬وغريها‪.‬‬
‫‪ )91‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.27/26‬‬
‫‪ )92‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.28‬‬
‫‪ )93‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.28‬‬
‫‪ )94‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.32/31‬‬
‫‪ )95‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.32‬‬
‫‪ )96‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.35‬‬
‫‪ )97‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.36‬‬
‫‪ ) 98‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد‪ ،-‬ص ‪.63‬‬
‫‪ ) 99‬أمحد املتوكل‪ ،‬املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب– األصول واالمتداد‪ ،-‬ص‪.63‬‬

‫مفهوم الوظيفية بني النحو واللسانيات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬جلول هتامي‪.‬‬

You might also like