Professional Documents
Culture Documents
مفهوم الوظيفية بين النحو واللسانيات
مفهوم الوظيفية بين النحو واللسانيات
ملخص
اهلدف من هذا املقال البحث يف "النحو" و"الوظيفة" و"اللسانيات" ،إذ نسعى إىل
توطني النظرة اللسانية العربية بمختلف توجهاهتا النظرية واملنهجية يف الوسط اللساين
املتداول ،فقد تزعم سوسري علم اللغة البنوي يف اللسانيات ،فتعددت الرؤى التي انبثقت عنها
مدارس لسانية خمتلفة ،فركزنا عىل النظريات ذات التوجه الوظيفي ،وملا كان النحو مناط
البحث يف كل تراث لغوي برشي ،صيغ له العديد من النظريات ،ثم إن كال االجتاهني -
البنوي أو الوظيفي -غايتهام الكشف عن خبايا امللكة اللسانية البرشية ،واخلالف بني
الوجهتني ينحرص يف املنطلق أهو اجلملة كبنية جمردة ،أم اجلملة وارتباطاهتا املتعددة بام قبلها
وما بعدها وما حييط هبا من املواقف اخلارجية.
-الكلامت املفتاحية :النحو ،الوظيفة ،اللسانيات ،املنهج ،اللغة.
المؤلف المراسل.
https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202 جامعة الوادي ـ اجلزائر ..............................
اجمللد ( )20ـ العدد ( )01ـ 2023
ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456
114
Abstract:
مقدمة
اهلدف من هذا املقال البحث يف مفهوم ظل مالزما للنحو واللسانيات يف ساحة
الدراسات اللغوية العربية ،فـ"النحو" و"الوظيفة" و"اللسانيات" مصطلحات تتجاذهبا كتب
اللغة عىل اختالفها بمفاهيم متباينة ،لكن احلقيقة التي ال بد أن نقف عليها هي توطني النظرة
اللسانية العربية بمختلف توجهاهتا النظرية يف الوسط اللساين املتداول عامليا ،فقد تزعم
سوسري علم اللغة البنوي وأرسى قواعده يف علم اللسانيات ،فهو أول من دعا يف حمارضاته
إىل دراسة اللغة من منظور علمي بحت متبعا لذلك املنهج الوصفي الذي يبحث يف قوانني
اللغة ونظامها بعيدا عن املعيارية أو الفيلولوجيا ،ولقد كانت حمارضات سوسري دفعة قوية
حلركية الدراسات اللغوية الغربية ،فتعددت الرؤى التي انبثقت عنها مدارس لسانية خمتلفة،
و ما ركزنا عليه من هذه املدارس هو تلك التي كان هلا توجه وظيفي ،ويف أمريكا ومنذ ظهور
كتاب "البنى الرتكيبية" لـ"تشومسكي" سنة 1957تغري اجتاه البحث اللساين وتغريت أهدافه،
فأصبحت الغاية من البحث اللساين تفسري الظاهرة اللغوية بدال من وصفها ،وملا كان النحو
حمور البحث اللغوي يف كل اللغات ،صيغ له العديد من النظريات ،ودارت حوله جل
املناقشات ،وانصبت عليه كثري من النقودات ،ثم إن كال االجتاهني -البنوي أو الوظيفي-
غايت هام واحدة وهي الكشف عن خبايا امللكة اللسانية البرشية ،غري أن اخلالف بني الوجهتني
ينحرص يف املنطلق أهو اجلملة كبنية جمردة ،أم اجلملة وارتباطاهتا املتعددة بام قبلها وما بعدها
وما حييط هبا من املواقف اخلارجية ،ومن هنا وصفت معايري النحو الصوري بأهنا غري كافية
حلرص املعاين املمكنة للكالم.
مشكلة البحث:
هل يمكن أن يكون البحث يف النحو الوظيفي واللسانيات الوظيفية من صميم
التحليل اللساين بمفهومه العلمي الدقيق؟
أهداف البحث:
عج ْت بام يسميه أصحابه "النحو
ال شك أن حركة التأليف يف النحو واللسانيات ّ
الوظيفي" أو " اللسانيات الوظيفية" ،وكذا البحث يف النظريات اللسانية للغات البرشية
قديمها وحديثها ،فشد نظري مصطلح الوظيفة الذي ما لبث أن يصبح مالصقا ملصطلحي
النحو واللسانيات ،وقد بدا يل أن الوظيفة تأيت مضافة للنحو تارة ومضافة للسانيات تارة
أخرى فأردت أن أبحث يف حيثيات الوظيفة وعالقتها بالدراسات النحوية واللسانية.
منهج الدراسة:
يتناسب هذا البحث واملنهجان الوصفي واالستقرائي التحلييل ،فأما األول فلتقيص
املاهية واملفاهيم للنحو والوظيفة واللسانيات ،وأما الثاين فللوقوف عىل الرؤى اللغوية
واألصول اللسانية للنحو الوظيفي.
الدراسات السابقة:
البحث يف النحو واللسانيات مبسوط يف كتب اللغة مجيعها مبثوث يف طياهتا ،لكن
الوظيفة ال تذكر إال يف بعضها ،غري أن استعامل لفظ "الوظيفة" جاء عىل لسان املحدثني ممن
خطة البحث:
هلذا البحث مقدمة ،ومخسة مباحث ،ثم خامتة ،ففهرس للمصادر واملراجع.
فأما املقدمة ففيها:
أوال :أهداف البحث.
ثانيا :مشكلة البحث.
ثالثا :منهج الدراسة.
رابعا :الدراسات السابقة.
خامسا :خطة البحث.
املبحث األول :الوظيفية البنوية.
املبحث الثاين :الوظيفية التوليدية.
املبحث الثالث :النحو والوظيفة.
املبحث الرابع :اخللفية الفلسفية للنحو الوظيفي.
املبحث اخلامس :املبادئ العامة للنحو الوظيفي.
خامتة :وفيها حوصلة ما دار البحث حوله.
قائمة املصادر واملراجع.
والبحث عن التفسري املوضوعي املقبول ،وهذا ما ميز حلقة براغ عن غريها من املدارس
الوصفية( ( ،أما علامء مدرسة براغ فكانوا ينظرون إىل اللغة كام ينظر املرء إىل حمرك حماوال أن
يفهم الوظائف التي تؤدهيا أجزاؤه املختلفة وكيف حتدد طبيعة جزء معني طبيعة األجزاء
األخرى)).4
وسميت هذه املدرسة باملدرسة الوظيفية ألن الباحث فيها حياول دائام أن يكتشف ما
إذا كانت كل القطع الصوتية التي حيتوي عليها النص تؤدي وظيفة يف التبليغ أم ال ،يعني أنه
يبحث عن القطع التي تلعب دورا هاما يف التمييز بني املعاين.5
أسست مدرسة براغ ملا عرف باسم الصوتيات الوظيفية (( ،ويتوىل هذا الفرع من
اللسانيات احلديثة دراسة املعنى الوظيفي للنمط الصويت ضمن نظام اللغة الشامل،
واستخراج كل الفونيامت وضبط خصائصها وحتديد كيفية توزيع ألفوناهتا)).6
إن دراسة اللغة وظيفيا تعني يف نظر الوظيفيني البحث عن الوظائف التي تؤدهيا يف
املجتمع أثناء تواصل أفراده ،فالباحث يسعى إىل الكشف عن القطع الصوتية التي تؤدي
وظيفة داخل الرتكيب ،أي إنه يبحث عن ما يمكنه إحداث تغيريات عىل مستوى املعنى ،وقد
تولد هذا االجتاه عن األعامل التي اهتمت بدراسة الظاهرة الصوتية ضمن الصوتيات الوظيفية
"الفونولوجيا" ،ويعنى هذا التحليل الوظيفي بتحديد املميزات الصوتية الفارقة يف لغة من
اللغات ،ووضع النظام الفونيمي للغة ،ونظام اخلصائص التي تعرض للفونيامت،
والفونولوجيا هبذا املعنى وضع أسسها مجاعة من اللغويني أشهرهم جاكبسون
وتروبتسكوي 7الذي قدم يف كتابه "مبادئ الفونولوجيا" ((مناهج حتليل السامت القطعية
والفوقطعية ،ودراسات حول الفونولوجيا اإلحصائية ،والفونولوجيا التارخيية ...،واعتنى
بمفهوم الفونيم...بقوله :إن الفونيم هو أوال وقبل كل يشء مفهوم وظيفي)).8
وعن وظيفة األصوات اللغوية م ّيز تروبتسكوي بني مظاهر أساسية للدراسة
الفونولوجية هي9:
تطور هذه احلاالت أم إعادة بناء اللغة األم والعدول عن وضع حواجز بني اآلنية
والتزامنية)) ،14وانرصف هو اآلخر إىل االهتامم بتحليل الفونيامت إىل سامهتا املكونة بدال من
اهتاممه بتوزيعها(( ،ويتمثل جوهر منهج جاكبسون يف علم األصوات الوظيفي يف فكرته التي
تقول إن هناك نظاما نفسيا بسيطا نسبيا ومنتظام وكليا من األصوات حتت اخلضم الفوضوي
الذي يضم شتى أنواع األصوات التي يلحظها عامل األصوا ت)) .15
وقبل أن نمر ملدرسة وظيفية أخرى ال يفوتنا أن ننوه بأن تروبتسكوي وجاكبسون قد
ميزا بني الفونولوجيا والفونيتيك أي علم األصوات اللغوية يف املؤمتر اللغوي األول الذي
عقد يف الهاي سنة .161928
-02مدرسة لندن:
يعود تاريخ الدراسات اللغوية يف بريطانيا إىل القرن احلادي عرش امليالدي ،حني
فرضت الظروف السياسية واالقتصادية آنذاك اختيار اللغة اإلنجليزية لغة رسمية إلنجلرتا
عىل حساب اللغات "الويلزية" و"اإلسكتلندية" ،17وازدهرت يف إنجلرتا جوانب خمتلفة
للسانيات العملية وكان من ضمن نشاطاهتا :تنظيم اللفظ الصحيح وتعليمه ،وإصالح
التهجئة "نظام الكتابة" ،واخرتاع نظام االختزال...،فكان هلذه الدراسات أثرها يف نرش ثقافة
البحث يف القضايا اللغوية.18
ومن القضايا اللغوية التي انكب لغويو هذه املدرسة عىل دراستها "الصوتيات" ،فقد
اهتم "هنري سويت" 19بالدراسات الصوتية وكانت له إسهامات يف تنظيم الكتابة الصوتية
وعالقتها بإصالح التهجئة وتعليم اللغات ،20فقد بنى دراساته عىل فهم مفصل حلركة
األعضاء الصوتية ،حتى قيل عن كتابه دليل الصوتيات الذي ألفه سنة ،1877قيل إنه ع ّلم
أوربا الصوتيات ،وجعل من إنجلرتا مهدا هلذا العلم احلديث.21
وعىل خطى "هنري سويت" سار "دانيال جونز" 22مركزا عىل أمهية تلقني املتعلمني
املهارات العملية املتعلقة بإدراك األصوات املختلفة والنطق هبا بصفة سليمة وكتابتها برموز
صوتية دقيقة ،حيث أصبح لتدريب األذن يف الصوتيات دور كبري يف املقررات اجلامعية
الربيطانية ،واالهتامم الدقيق بالتفاصيل الصوتية.23
لكن أهم النظريات اللسانية يف بريطانيا والتي وصفت بالوظيفية هي النظرية السياقية
التي ترتكز عىل املعنى من خالل السياق ،24وأول من حاول أن يؤسس نظرية سياقية متكاملة
يف موضوع السياق هو "جون فريث" ( ،)1960-1890ليجعل بذلك من اللسانيات دراسة
علمية متميزة يف بريطانيا ،فقد تقدم فريث برؤية جديدة يف مفهوم الداللة يف علم اللغة احلديث
تبنته مدرسته املعروفة باأللسنية االجتامعية(( ،25ومعنى الكلمة عند أصحاب هذه النظرية هو
استعامهلا يف اللغة ،أو الطريقة التي تستعمل هبا ،أو الدور الذي تؤديه ،وهلذا يرصح فريث بأن
املعنى ال ينكشف إال من خالل تسييق الوحدة اللغوية أي وضعها يف سياقات خمتلفة)).26
وقد انصبت اهتاممات "فريث" عىل:
oاملكون االجتامعي :اعتبار اللغة ظاهرة اجتامعية يلزمنا بدراستها بوصفها جزءا من
املسار االجتامعي وشكال من أشكال احلياة اإلنسانية ،وليس كمجموعة من
العالمات االعتباطية أو اإلشارات.27
oالتحليل اللغوي :أكد فريث عىل توازي العالقات الركنية بني عنارص البنية عىل
املستوى الصويت والرصيف والنحوي ،والعالقات االستبدالية للمفردات ضمن
األنظمة ،والعالقات املوقفية املوجودة ضمن سياق املوقف ،والعالقات بني
مفردات اللغة ومكونات املوقف غري اللفظية ،28وهذا التوازي بني السياقات
الداخلية الشكلية وبني السياقات اخلارجية للموقف قال به أيضا لوفيك فتغنشتاين
بقوله(( :هناك عمليتان يف استخدام اللغة ،األوىل خارجية تتمثل يف التعامل مع
العالمات والثانية داخلية تتمثل يف فهم تلك العالمات وتكمن مهمة الفيلسوف يف
إحباط أالعيب اللغة والتفطن ألفخاخ النحو يف مستويي االستعامل الداخيل
واخلارجي)).29
oالداللة :يعادل فريث بني معنى الكلمة وجمموعة السياقات اللفظية التي ترد فيها،
https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202 جامعة الوادي ـ اجلزائر ..............................
اجمللد ( )20ـ العدد ( )01ـ 2023
ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456
122
حيث ((تقوم نظرية فريث السياقية عىل إعادة االهتامم باألحوال واملحيط الذي
يتضمن األحداث الكالمية ،فالقول إن اإلدراك اللغوي واملعريف حيصالن عندما
تنتقل األفكار من رأس املتكلم إىل السامع ليس سوى خرافة مضللة)).30
oالصوتيات الوظيفية :بحث فريث يف وظيفة الصوت باعتباره أهم مستوى من
مستويات التحليل اللغوي(( ،إن املعنى عند األستاذ فريث كل مركب من جمموعة
من الوظائف وأهم عنارص هذا الكل هو الوظيفة الصوتية ،ثم املورفولوجية
والنحوية والقاموسية ،والوظيفية الداللية لسياق احلال ولكل وظيفة من هذه
الوظائف منهجها الذي يراعى عند دراستها)).31
من هنا تبنَّى فريث فكرة سياق احلال التي جاء هبا مالينوفيسكي 32ثم طورها يف دراسته
اللغوية ،فسياق احلال عند فريث نوع من التجريد من البيئة أو الوسط الذي يقع فيه الكالم
وهذا التجريد يقوم به اللغويون للوفاء بدراستهم33 .
وقبل أن ننهي احلديث عن فريث ال بد أن نشري إىل تقارب نظرية فريث السياقية وما
جاءت به فلسفة فتغنشتاين الذي يقول(( :ليس للكلمة معنى إال يف االستعامل
اللغوي))،34وقد بدا هذا واضحا فيام سبق ذكره حول االستخدام اخلارجي والداخيل للغة
عند فتغنشتاين والسياقات الداخلية واخلارجية عند فريث.
تشومسكي برؤية أخرى للنحو مفادها(( :إن النحو التوليدي مل يعد حماكيا للنحو التقليدي
املدريس يف املفهوم واألهداف ألنه ال يرمي إىل حتديد املعايري التي متكن املتكلم من استعامل
لغته األم استعامال سليام دون أخطاء بل إن النحو عنده هو جمموعة من القواعد الكامنة يف ذهن
املتكلم الراسخة فيه واملكتسبة من حميطه االجتامعي منذ طفولته)).40
إن هذه الرؤ ية اجلديدة للنحو بمثابة نقطة فاصلة بني منهجني خمتلفني يف الدرس
اللغوي ونقلة نوعية من املرحلة التوزيعية إىل املرحلة التوليدية التحويلية ،فالتوليد من أهم
املفاهيم التي جاءت يف نظرية تشومسكي اللغوية ويقصد به ((القواعد القادرة عىل توليد عدد
غري حمدود من اجلمل بواسطة عدد حمدود من القواعد املتكررة التي تعمل من خالل عدد
حمدود من املفردات ...اجلمل تو ّلد عن طريق سلسلة من االختيارات تبدأ من اليسار إىل
اليمني أي عند االنتهاء من اختيار العنرص األول فإن كل اختيار يأيت عقب ذلك يرتبط
بالعنارص التي سبق اختيارها مبارشة وبناء عىل ذلك جيري الرتكيب النحوي للجملة)).41
إن التوليد هبذا املفهوم يشرتك مع التوزيع يف أن االثنني يصوران اجلملة مركبة بشكل
آيل ،غري أن التوزيع يعمل عىل اجلمل اجلاهزة بينام التوليد يفرس الطريقة التي تصاغ هبا اجلمل،
وما يميز التوليد ليس اإلنتاج املادي للجمل وإنام القدرة عىل الفصل يف ما يقبله نحو اللغة
وما ال يقبله احتكاما لقواعد اللغة.
جدير بالذكر يف هذا املقام أن نبني املراحل الثالث التي مرت هبا القواعد التوليدية
التحويلية42:
حساب البنوية الوصفية والسلوكية ،لكن االجتاه الوظيفي حللقة براغ يف أوروبا كان منافسا
رشسا للفكر التوليدي ،فالنحو التوليدي يعزل الرتكيب عن ظروف ومالبسات القول وال
يرى تدخل املقام والسياق يف توجيه بنية اجلملة ،فالقواعد النحوية املكتسبة كفيلة بضبط
سالمة اجلملة نحويا وبالتايل دالليا ،بينام االجتاه الوظيفي يويل أمهية كربى للمقام والوظيفة
التبليغية للغة.
فالنحو التوليدي التحوييل قام يف نموذجه األول عىل املكون الرتكيبي والفونولوجي
فقط دون االهتامم باملكون املعجمي والداليل وهذا ما أدى إىل إنتاج مجل صحيحة نحويا
خاطئة دالليا ،لكن تشومسكي طور نظريته حماوال ((بناء نموذج أو نحو كيل يمثل القدرة
املثالية لكل ذات متكلمة يف مجيع اللغات بشكل منطقي وريايض)) ،43ففكر يف املرحلة الثانية
بإرشاك املكون الداليل الذي كان له دور كبري يف تغيري نظرة تشومسكي للقواعد(( ،ويرجع
الفضل يف إرشاك هذا املكون إىل "فورد و"كاتز" و"بوستل" واهلدف منه أن يكون مكمال مع
القاعدة التوليدية يف مستوى البنية العميقة)) ،44وبالتايل جتاوز الوصف الشكيل اخلارجي للغة
واهتم بطريقة اكتساب اللغة والقدرات اإلبداعية لإلنسان يف إنتاجه للجمل يف إطار نُظم
اللغات البرشية.
ويف املرحلة الثالثة عرفت نظرية تشومسكي تطورا جديدا تأثرا بالنظرية الداللية
التفسريية لفورد وكاتز ،والنظرية الداللية التوليدية لـ":ليكوف" و"ماكاويل" و"بوستل" ثم
"غروبر" ،45فقدم تشومسكي جمموعة مقاالت لتقويم النظرية النموذجية ،حوت هذه
املقاالت إضافات جديدة أبرزها إعادة النظر يف املكون الداليل لتصبح وظيفته الداللية هي
إسناد التفسري الداليل املالئم للمتواليات التي يولدها الرتكيب عىل أن يتم هذا التفسري عىل
مستوى البنية العميقة دون البنية السطحية ،46وهذا خالفا ملا كان عليه األمر من قبل حيث
كان دور املكون الداليل يف تفسري الرتكيب مقترصا عىل الدور الفونولوجي.
كانت هذه هي أهم املحطات الوظيفية التي طبعت الدرس اللساين عرب مراحله
املختلفة ،وكام رأينا فقد أقامت االجتاهات الوظيفية التي زامنت البنوية أسسها عىل مبدإ
https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202 جامعة الوادي ـ اجلزائر ..............................
اجمللد ( )20ـ العدد ( )01ـ 2023
ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456
126
وظيفي انطالق من رضورة عدم االكتفاء بالوصف يف نشاط اللساين ،وإنام يتحتم عىل اللساين
جتاوز الوصف إىل التفسري.
أما االجتاهات اللسانية التي خرجت من رحم النموذج التوليدي التحوييل فقد عرفت
طريقها نحو الوظيفية انطالقا من النظرية النموذجية املوسعة لتشومسكي وإدخال املكون
الداليل يف القواعد التحويلية.
وأما اللسانيات التبليغية التواصلية فقد احتضنت نظرية النحو الوظيفي وهي مناط
بحثنا هذا فسنخصص هلا املبحث التايل لنتناوهلا ومبادئها بيشء من التحليل والتفصيل.
إليها ،وهو يف األصل مصدر شائع ،أي نحوت نحوا ،كقولك قصدت قصدا ،ثم خص به
انتحاء هذا القبيل من العلم)) .48
وجاء يف التعريفات للرشيف اجلرجاين(( :النحو هو علم بقوانني يعرف هبا أحوال
الرتاكيب العربية من اإلعراب والبناء وغريها ،وقيل النحو علم يعرف به أحوال الكلم من
حيث اإلعالل ،وقيل علم بأصول يعرف هبا صحيح الكالم وفاسده)) ،49وال يفوتنا هنا أن
ننوه بأن النحو يف الفكر اللغوي العريب خاضع خلصوصيات أمهها األهداف التي جاء من
أجلها والظروف التي نشأ فيها.
وهناك مفهوم آخر ملصطلح النحو هو النحو يف مقابل اللسانيات إذ يقصد بالنحو يف
اللسانيات الغربية تلك األطروحات التقليدية لدراسة اللغة مطلقا ،وهذه الدراسة ُوسمت
واتسمت بشكلها املعياري البعيد عن الوجهة املوضوعية العلمية ،لذلك فإن النحو لدهيم ال
يذكر إال موصوفا باملعيارية "النحو املعياري" ،أو القواعد ،لذلك نجد يف حمارضات دي
سوسري ((:إن علم اللغة الثابت أو وصف احلالة اللغوية هو القواعد باملفهوم الدقيق
االعتيادي الذي تستخدم فيه هذه الكلمة يف عبارات مثل "قواعد البورصة" وغريها حيث
نقصد بالقواعد شيئا نظاميا معقدا يتحكم بالعالقات املتبادلة بني القيم املوجودة يف آن
واحد...فقد جرت العادة أن يطلق عىل الرصف والنحو بالقواعد)).50
هذا ما جعل مفهوم النحو يتباين بني الدرس القديم واحلديث ،لذا جيدر بنا االعرتاف
بأن املشتغلني بتاريخ الدرس اللغوي يميزون بني املرحلة القديمة مرحلة الدراسات النحوية،
واملرحلة احلديثة مرحلة اللسانيات(( ،ومن املمكن أن نرجع الفرق بني الفكر اللغوي القديم
والفكر اللساين احلديث إىل أربعة حماط :ظروف اإلنتاج ،واملوضوع ،واهلدف ،واملنهج)).51
((وأحدث استعامالت مصطلح النحو واكثرها انتشارا اآلن يف األدبيات اللسانية
إطالقه عىل اجلهاز الواصف نفسه وقد يتوسع يف ذلك فيطلق عىل نظرية لسانية بعينها)).52
مفهوم الوظيفة :إن وضعية املصطلح اللساين العريب ال ختل من التعقيد والسبب راجع إىل أن
اللسانيات العربية تتقاسم مصطلحاهتا بني تراث قديم أصيل وبني حداثة جديدة دخيلة ،بل
العرب أنفسهم بدافع خصوصية املعرفة اللغوية ،ومستلزمات
َ بلغ التشتت االصطالحي
الدقة العلمية هلذا العلم.
إن اضطرا ب املصطلح اللساين يف البيئة العربية راجع إىل تعددية املناهج املتبعة يف
صوغ مصطلحاته التي ختضع ملنظور التعريب املتبع يف هذا البلد العريب أو ذاك ،ومن هنا نجد
من الباحثني العرب من يصوغ املصطلح اللساين عن طريق الرتمجة املبارشة ،أو ترمجة املعنى،
وهناك من ينقل اللفظ األجنبي حماوال إخضاعه لقواعد الترصيف وخمارج احلروف لتسهيل
النطق به ،ويضع آخرون املصطلح باعتامد االشتقاق أو التوليد أو النحت ،بينام يرجع آخرون
للرتاث العريب قصد إحياء ما فيه من مصطلحات ،وقد أدى هذا التعدد يف وضع املصطلح إىل
تنوع املصطلحات اللسانية العربية.
أما ما نحن بصدد دراسته يف هذا البحث فهو منقول برتمجة مبارشة عن املصطلح
األجنبي ""fonctionnalisme" ،"fonctionnel
وظيفة = function
وظيفي = functional
مقاربة وظيفية = functional approach
لسانيات وظيفية = linguistics
والوظيف لكل ذي أربع ما فوق الرسغ إىل مفصل الساق ،ووظيفا يدي الفرس ما حتت ركبتيه
إىل جنبيه ،ووظيفا رجليه ما بني كعبيه إىل جنبيه.53
نستمد من هذا الكالم معنيني اثنني للوظيفة:
األول االلتزام بتحديد مقدار معني قد يكون عينيا كالطعام والرشاب ،وقد يكون معنويا ✓
كاحلفظ ،لكنه ال خيرج عن لزوم هذا املقدار كعادة يومية متكررة.
الثاين :ارتباط معنى الوظيف بمنطقة حمددة من أطراف ذوات األربع. ✓
ويف النحو الوظيفي يستخدم مصطلح الوظيفة للداللة عىل كل العالقات التي يمكن
أن تقوم داخل اجلملة ،أو داخل املركب ((مثال ذلك أن النحو الوظيفي يميز بني ثالث
مستويات من الوظائف ،وظائف داللية [منفذ ،متقبل ،مستقبل ،زمان ،أداة ]...،ووظائف
تركيبية [ فاعل ،مفعول] ووظائف تداولية [حمور ،بؤرة] ،تنتمي إىل هذه املستويات الوظيفية
الثالثة العالقات القائمة داخل اجلملة)).55
لقد واكب استعامل مصطلح الوظيفة مفاهيم خمتلفة ،ويمكن إرجاع هذه املفاهيم إىل
مفهومني اثنني ،الوظيفة كعالقة ،والوظيفة كدور.
الوظيفة العالقة :املقصود هبا العالقة القائمة بني مكونني أو مكونات يف املركب االسمي أو
اجلملة ،وهذا املصطلح هبذا املعنى متداول بني جل األنحاء مع اختالف من نحو إىل آخر،
املكونات داخل بنية
ّ وتكون الوظائف عالقات مشتقة حني يتم حتديدها عىل أساس موقع
https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202 جامعة الوادي ـ اجلزائر ..............................
اجمللد ( )20ـ العدد ( )01ـ 2023
ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456
130
تركيبية معينة.
الوظيفة الدور :يقصد هبا الغرض الذي تسخر الكائنات البرشية اللغات الطبيعية من أجل
حتقيقه.56
إذن فمفهومي الوظيفة كعالقة والوظيفة كدور متباينان؛ حيث أن العالقة هي رابط
بنيوي قائم بني مكونات اجلملة أو مكونات املركب ،يف حني أن الدور خيص اللغة بوصفها
نسقا كامال ،إال أ ن هذا التباين ال يلغي ترابطهام من حيث أن وظيفة اللغة حتقيق التواصل بني
مستعمليها تضاف إليها الوظائف الرتكيبية والداللية وظائف أخرى ،كام يغلب أن تتخذ
الوظائف وضع وظائف أوىل غري مشتقة.57
ألن لغة اإلنسان متلك وظائف تتجاوز وظائف لغة احليوان)) .60
ويميز بوهلر 61بني وظائف اللغة السفلية "الوظيفة التعبريية" ،و"الوظيفة التواصلية"،
وبني وظائفها العلوية كالوظيفة الوصفية ((أي القدرة عىل وصف احلقائق وصياغتها يف
عبارات قابلة للحكم ،وهلا وظيفة أخرى هي املقارنة والتفسري واالستدالل ويسميها الوظيفة
احلجاجية وهذه الوظيفة الرا بعة هي التي تقوم بعملية ربط اللغة باخلطاب بوصفه جمموع
القضايا الربهانية)).62
((إن هذه النظرية الوظيفية التي قال هبا "بوهلر" عام ،1934وطبقها "بوبر" 63عام
، 1972تتميز أيضا بقيم ثنائية أساسية ،حيث تتمتع الوظيفة احلجاجية بقيمة املالئمة أو عدم
املالئمة ،والوظيفة الوصفية بقيمة الصدق أو الكذب ،والوظيفة اإلشارية بقيمة الفعالية أو
عدم الفعالية ،والوظيفة التعبريية بقيمة التبليغ أو عدم التبليغ)).64
واحلديث عن اللغة يف فلسفة اللغة وبالضبط يف الفلسفة التحليلية يقودنا إىل احلديث
عن نوعني من اللغة65:
اللغة املثالية :وهي لغة رمزية تتجنب عيوب اللغة العادية ،وتُعنى بدراسة الرتكيب الصحيح
ملفردات اللغة لبناء مجل سليمة البناء ووضع قواعد هذا الرتكيب ،وهذه اللغة حاول بعض
الفالسفة إقامتها يف أطوار مبكرة من حياهتم الفكرية وهم" :ليبينز" يف القرن الثامن عرش،
و"فرجية" و "راسل" 66و"فيتغنشتاين" يف القرن العرشين ومتخضت هذه اجلهود عن نظرية
الذرية املنطقية . logical atomism
اللغة العادية :ظل هؤالء الفالسفة قرابة العرشين عاما من سنة 1912حياولون الوصول إىل
اللغة املثالية لكنهم ترا جعوا عن ذلك عندما تبني هلم استحالة ذلك وعادوا إىل فلسفة اللغة
العادية ،وهي اللغة التي يتكلمها الناس يف حياهتم اليومية ،ويتكلمها الفالسفة والعلامء يف غري
أوقات بحثهم.
حتول إذن الفالسفة عن اللغة املثالية وعن النظرية الذرية املنطقية ،وظهر اجتاه فلسفي
حتلييل متثل يف مدرسة "أكسفورد" ،67يدعو هذا التوجه إىل حتليل فلسفي يقوم عىل استخدام
https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202 جامعة الوادي ـ اجلزائر ..............................
اجمللد ( )20ـ العدد ( )01ـ 2023
ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456
132
اللغة العادية.
من هنا يمكنك أن تقول(( :إن حتول فتغنشتاين من اللغة االصطناعية 68إىل اللغة
العادية واالنتقال من االهتامم الكبري باجلانب الرتكيبي والداليل للقضايا إىل االهتامم بالوظائف
الفعلية للغة ،وكيفية استعامهلا يعد من دون أدنى شك عالمة فارقة يف اخلط العام للفلسفة
التحليلية عموما ويف فلسفة فيتغنشتاين عىل وجه اخلصوص)).69
هذه الرؤية الفلسفية لوظائف اللغة وإن تعددت مشارهبا فإهنا جاءت كلها ناقمة عىل
النحو الشكيل ،فهاهو لودفيك ينتقد النحو الصوري بقوله(( :ال يقول النحو شيئا عن الكيفية
التي جيب أن تنبني هبا اللغة حتى حتقق الغرض منها وحتى تؤثر يف اإلنسان بطريقة كذا أو
كذا ،هو يصف استعامل العالمات فقط دون أن يفرسها بأية طريقة)).70
إن هذا التوجه نحو االستعامل اللغوي يف فلسفة لودفيك فتغنشتاين هزّ أركان النحو
املعياري القائم عىل التخطيء والتصويب والوصف الصوري وفقا لقواعد تركيبية ليطرح
بدال منه نموذجا يستند إىل الرشوط الفعلية لالستعامل التي تؤدي إىل حتديد الداللة أو املعنى،
((أن تفهم مدلول لفظة يعني أن تعرف اإلمكانات النحوية الستعامهلا)).71
فالنظرة الصورية الشكلية للغة ظلت تتعامل مع اللغة جتريديا ،إذ ليست اللغة يف نظرها
سوى مجل تكونت من خالل توايل ألفاظ معينة بكيفية معينة ،واللساين أو اللغوي مطالب
بالكشف عن القواعد التي حكمت آلية أو "ميكانيكية" إنتاج هذه البنية املكونة من سالسل
صوتية دون السؤال عن الغائية من تكوين هذه البنية املجردة.
وملا كان النحو مناط البحث يف كل تراث لغوي برشي ،أو باألحرى حمور البحث
اللغوي يف كل اللغات ،صيغ له العديد من النظريات ،ودارت حوله جل املناقشات ،وانصبت
عليه كثري من النقودات(( ،فالنحو ما هو إال نظام من القواعد واملقوالت واحلدود التي ختتص
بنظام لغة ما ،وذلك النظام اللغوي جمرد نسبيا ويتحقق يف إطار متحدث مثايل)).72
ال شك أن كال االجتاهني -البنوي أو الوظيفي -غايتهام واحدة وهي الكشف عن
خبايا امللكة اللسانية البرشية ،غري أن اخلالف بني الوجهتني ينحرص يف املنطلق أهو اجلملة
كبنية جمردة ،أم اجلملة وارتباطاهتا املتعددة بام قبلها وما بعدها وما حييط هبا من املواقف
اخلارجية ،ومن هنا وصفت معايري النحو الصوري بأهنا غري كافية حلرص املعاين املمكنة
للكالم (( ،إن التأرجح يف النحو بني املعايري والعوارض يوهم بوجود العوارض فقط دون
املعايري فالعوارض تعرفنا الظواهر بالتجربة ،واملعايري تقيسها وحتددها ،ولكن ما هو سبيلنا
إىل املعايري والعوارض يف هذا التأرجح واإلهبام إذا كان مدلول اللفظة مقرتنا باستعامهلا يف
اجلملة أو القضية التي حتددها قواعد نحو هذا االستعامل؟ يصبح من الواجب إذا إما أن نحدد
النحو أو أن نعطي قائمة بكل االستعامالت املمكنة أو غري املمكنة حتى نتبني حدود
املعنى)).73
نصل هنا إىل القول بأن ختطيء النحو الصوري والعزوف عن نتائجه ليس هو الغاية
من النقد املوجه إليه ،وإنام الغاية من نقد النحو الصوري الشكيل احلصول عىل إجابة شافية
للسؤال اآليت:
هل اجلملة كبنية جمردة ومعزولة كافية الستكناه خصائص ظاهرة لغوية معينة،
واستنباط املعايري التي تضبط كالم الناطقني باللسان الواحد؟
هذا التساؤل جيرنا لتساؤل آخر مفاده :ماذا بعد اجلملة إال النص؟ ((وها هنا تطرح
قضية أساسية تتعلق برشعية وجود نحو النص Grammaire de texteإىل جانب نحو
اجلملة .74)) Grammaire de phrase
وملا كانت احلال هذه ،وجدنا أنفسنا أمام نمطني من اللسانيات :لسانيات مجلة
ولسانيات نص ،حيث ((سلكت أغلب النظريات اللسانية املنحى األول فاختذت هلا موضوعا
اجلملة واقترصت عليها...،وتُرك ما يتعدى اجلملة إىل جماالت دراسية منها ما هو لساين
"لسانيات النص" أو "نحو النص" ومنها ما هو غري لساين وإن كان يستمد بعض املفاهيم
وبعض األدوات من اللسانيات كتحليل اخلطاب والسيميائيات والشعرية و غري ذلك)).75
وهذا الوضع املبني عىل متييز تقابيل بني نحو اجلملة ونحو النص غري مربر ،ومن
https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202 جامعة الوادي ـ اجلزائر ..............................
اجمللد ( )20ـ العدد ( )01ـ 2023
ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456
134
ومل تبق هذه النظرية حبيسة موطنها ومكان نشأهتا "أمسرتدام"وإنام انتقلت مفاهيمها
إىل أوربا حيث احتضنتها عواصم أخرى كبلجيكا ،وإسبانيا ،وغريها...
أما يف عاملنا العريب فقد دخلت املغرب العريب عىل يد الباحث أمحد املتوكل الذي
يقول(( :دخلت هذه النظرية العامل العريب أول ما دخلت عرب جامعة حممد اخلامس بالرباط
حيث شكلت جمموعة البحث يف التداوليات واللسانيات الوظيفية ،وبفضل جهود الباحثني
املغاربة املنتمني إىل هذه املجموعة تسنى للمنحى الوظيفي ان يأخذ حمله يف البحث اللساين
املغريب إىل جانب مكوناته األخرى ،وقد تم ذلك عن أربع طرق رئيسية هي التدريس والبحث
األكاديمي والنرش وعقد ندوات دولية داخل املغرب نفسه))78.
وأهم ما ساهم يف هذا االنتشار الواسع لنظرية النحو الوظيفي هو عدم اكتفائها
بوصف القدرة التواصلية ،وإنّام جماوزهتا لكفاية الوصف -الذي مل تستطع أن تتعداه الدراسة
البنوية التصنيفية والتوزيعية -إىل كفاية التفسري التي حتصل حني ترتبط دراسة اللغات بثالثة
أمور أساسية هي(( :قدرة املتكلم السامع ،اكتساب اللغة ،النحو الكيل)) ،79بمعنى أن جوهر
الدراسة الوظيفية هو األخذ يف احلسبان الطاقات واملعارف املتعددة ملستعمل اللغة إىل جانب
طاقته ومعرفته اللغوية ،فالناطقون باللسان الواحد يتواصلون فيام بينهم بخطابات ،لكن
القدرة تواصلية املتكاملة نامجة عن جمموع مهارات أو ملكات هي امللكات اللغوية أوال ،ثم
اإلدراكية ،واملنطقية ،واملعرفية واالجتامعية...وغريها ،وال يمكن أن نصل بالنظرية التواصلية
إىل حدّ التكامل والكفاية والشمول بدون رصد هذه امللكات ك َّلها.
فامللكة اللغوية هي التي متكّن مستعمل اللغة من إنتاج عدد ال متناه من اجلمل يف
مقامات تواصلية متعددة ملعرفته بلغته معرفة معجمية وصوتية وأخرى رصفية ورابعة أخرى
تركيبية ،وهي أساس عملية التواصل اللغوي أما غريها من املهارات أو الكفاءات فتحرض
عند احلاجة إليها80 :
▪ امللكة االجتامعية هي التي متكّن مستعمل اللغة من ضبط وضع خماطبه االجتامعي ،وما يقوم
بينهام من عالقات أثناء التواصل.
▪ وامللكة املنطقية فهي التي متكّن مستعمل اللغة من اشتقاق معارف إضافية من معارف
متوفرة لديه بواسطة قواعد االستدالل.
▪ وامللكة اإلدراكية فهي التي متكّن مستعمل اللغة من استخدام املعارف التي يستقيها من
مواقف التواصل ذاته يف إنتاج العبارات واجلمل اللغوية ،ويف فهمها.
▪ أما امللكة املعرفية فهي التي متكّن مستعمل اللغة من تكوين خمزون منظم من املعارف
اللغوية وغري اللغوية ،واستخدامها يف إنتاج وتفسري وفهم املزيد من العبارات واجلمل
اللغوية.
أرشنا آنفا إ ىل التطورات التي عرفها الدرس اللساين الغريب حيث رصدنا سجاال بني
من ينترص لدراسة اللغة دراسة بنوية رصفة ومن ينعت ذلك بالقصور ويسعى لدراسة اللغة
يف استعامالهتا ،وقد نتج عن هذا النقاش اللغوي الطويل عدد غري قليل من النظريات اللسانية
التي تنعت بالوظيفية ،غري إن ((هناك نظريات أخرى ال حتمل هذه الصفة ،وإنام تأخذ بنفس
املبادئ مثال ذلك نظرية األفعال اللغوية يف فلسفة اللغة العادية وما سمي يف حقبة معينة من
تاريخ النظرية التوليدية التحويلية الفرضية اإلنجازية ،بل إننا نجد يف الدرس اللغوي القديم
https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202 جامعة الوادي ـ اجلزائر ..............................
اجمللد ( )20ـ العدد ( )01ـ 2023
ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456
136
نستخلصها مما تطمح إليه النظريات ذات املنحى الوظيفي وجتتهد يف حتقيقه أو حتقيق القسط
األوفر منه ،فتكون النظرية الوظيفية املثىل هي84 :
• النظرية التي تنطلق من مبدأ أداتية اللغة مرجعة وظائفها املمكنة إىل وظيفة التواصل
وتؤسس عىل هذا املبدأ وصف بنية اللغات رصفا وتركيبا وصوتا وتطورها.
• النظرية التي جتعل من وظيفة التواصل أساسا للبحث يف إشكاالت التنظري اللساين الكربى
كإشكال اكتساب اللغة وإشكال الكليات اللغوية.
• النظرية التي تتخىل عن اهلدفني التقليديني لدراسة اللغة فتتجاوز الوصف املحض لظواهر
اللغة والتقعيد للغة تقعيدا تعليميا يتوخى احلفاظ عليها من اللحن.
• النظرية التي تتجاوز كفاية الوصف إىل كفاية التفسري وذلك حني تربط دراسة اللغة بثالثة
أمور هي :قدرة املتكلم-السامع ،اكتساب اللغة ،النحو الكيل.
• النظرية التي تسعى إىل حتصيل الكفاية اللغوية والكفاية اإلجرائية ،كفاية وصف اللغة
وتفسريها ،وكفاية اإلسهام يف جانب مهم من قطاعات التواصل االجتامعية واالقتصادية
التي تستخدم اللغة بكيفية من الكيفيات.
إضافة إىل هذه املواصفات التي ينبغي للنظرية الوظيفية أن تتصف هبا سعى أمحد
املتوكل إىل وضع مبادئ عامة تبيانا ملا يضبط التوجه الوظيفي وتفصيال ملا ترتكز عليه املقاربة
الوظيفية وهذه املبادئ العامة هي:
أ -أداتية اللغة :يف املقاربة الصورية تعد اللغة بنية جمردة يمكن أن تدرس خصائصها يف
حد ذاهتا أي بقطع النظر عام يمكن أن تستعمل من أجله ،بينام يف املقاربة الوظيفية
تعد اللغة أداة تسخر لتحقيق التواصل ،فاملفردات والعبارات وسائل تستخدم
لتأدية أغراض تواصلية معينة وتقارب خصائصها البنوية عىل هذا األساس.85
ب -وظيفة اللغة األداة :قد تستخدم اللغة للتعبري عن الفكر أو التأثري يف الغري أو اإلخبار
عام يف الواقع ،غري إن الوظيفة األساسية للغة هي التواصل بني أفراد اجلامعة اللغوية
الواحدة ،غري أن التواصل يمكن أن يتم عرب قنوات أخرى كاإلشارة والصورة إال
https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202 جامعة الوادي ـ اجلزائر ..............................
اجمللد ( )20ـ العدد ( )01ـ 2023
ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456
138
أن التواصل عرب هذه القنوات ال يرقى قوة ودقة إىل التواصل املتوسل فيه باللغة86.
ج -اللغة واالستعامل(( :يقصد بنسق االستعامل جمموعة القواعد واألعراف التي حتكم
التعامل داخل جمتمع معني ...وهو حيدد يف حاالت كثرية قواعد النسق اللغوي
املعجمية والداللية والرصفية الرتكيبية والصوتية وهو ما يعنى به فرع اللسانيات
املسمى "اللغويات االجتامعية")).87
د -سياق االستعامل :ويقصد به تطابق العبارة املنتقاة مع سياقا استعامهلا املقايل
واملقامي ،فاملقايل كعود الضمري عىل متقدم ،واملقامي جمموعة املعارف اآلنية من
املدركات احلسية السمعية والبرصية املتواجدة يف موقف التواصل ذاته كاستعامل
أدوات اإلشارة لإلحالة عىل ذوات حارضة يف موقف التواصل88 .
ه -اللغة واملستعمل 89:من العنارص التي تكون محولة العبارة اللغوية "موقف املتكلم
من الفحوى القضوي" ،كاملوقف املعريف (يقني ،شك ،احتامل) ،أو املوقف
االنفعايل ( تعجب ،استغراب) ،املوقف املرجعي (إسناد فحوى العبارة إىل مرجع
خارجي قصد التملص من مسؤولية تبليغه) ،فإذا أضفنا موقف املتكلم إىل العنارص
التي تشكل محولة العبارة اللغوية (القصد 90واملحتوى القضوي) يصبح متثيلها
اآليت[ :قصد[موقف[فحوى قضوي]]].
و -القدرة اللغوية :من املنظور الصوري ال تتجاوز القدرة اللغوية املُكْنة من الضوابط
الرصفية والصوتية والرتكيبية والداللية ،أما من املنظور الوظيفي فيستحرض
املتكلم -السامع اثناء إنتاج عبارات لغته أو فهمها كل املعارف السياقية اآلنية
واملعارف السياقية العامة ،وإن كان استحضارها يتفاوت باختالف موقف التواصل
ومالبساته ونمط اخلطاب املنتج ،وإن كانت املعرفة النحوية الرصف تقوم بالدور
املركزي يف حاالت التخاطب العادية.91
ز -األداتية وبنية اللغة :مرشوعية الوظيفة :ينطلق منكرو مرشوعية الوظيفة من كون
بنية اللغة نسق جمرد حتكمه قواعد ومبادئ خاصة تسمح بدراسة ووصف اللغة
بمعزل تام .لكن أهم ما حيتد به القائلون بمرشوعية الوظيفة هو أن بنية اللغة تأخذ
اخلصائص التي ختدم إنجاح التواصل وأهدافه وخمتلف أنامطه.92
ح -البنية والتواصل األمثل :تقوم عملية التواصل عىل متكلم (منتج للخطاب)،
(مؤول للخطاب الناتج) ،والتواصل األمثل
ِّ وخطاب (فحوى القول) ،وخما َطب
متوقف عىل سالمة البنية من عوائق حسن اإلفهام(( ،ويمكن إرجاع العوائق البنوية
إىل ما ينتج عن ثالث عمليات هي احلذف واإلضافة والنقل)).93
احلذف :حذف ركن أسايس من اجلملة يف الكالم االبتدائي.
اإلضافة :تعدد اإلدماج يف نفس اجلملة مثل :قرأت الكتاب الذي اشرتاه أيب من املكتبة التي
زارها جارنا مع صديقه يف موسم احلج املايض.
النقل :التقديم والتأخري غري املربر تداوليا يتسبب يف التشويش عىل فهم السامع.
ط -البنية وأهداف التواصل :تتحدد بنية اجلملة حسب هدف التواصل فإذا كان اهلدف
من التواصل إضافة معلومة جديدة ملخزون املخاطب يظل املكون احلامل للمعلومة
حمتال موقعه األصيل داخل اجلملة ،وإذا كان اهلدف من التواصل تقييد معلومة أو
تصحيحها يرد املكون احلامل للمعلومة مشفوعا بإحدى أدوات التقييد (لقد ،ما،
إنام.94)...
ي -البنية وأنامط التواصل :حيدد نمط اخلطاب تضافر (موضوع اخلطاب ،وهدفه،
وبنيته ،وأسلوبه) ،فيأخذ اخلطاب البنية واألسلوب اللذين يناسبان وخيدمان
موضوعه وهدفه ،فليس للخطاب احلجاجي بنية وأسلوب اخلطاب الرسدي.95
ك -األداتية والكليات اللغوية :ما جيمع بني اللغات جمموعة من الوظائف ،تأتلف
اللغات أو ختتلف يف الرتاكيب التي يتوسل هبا يف حتقيق هذه الوظائف ،مثال ذلك
"تصحيح املعلومات" وظيفة من الوظائف الكلية تتحقق حسب أنامط اللغات عن
طريق الرتبة أو رصفات معينة أو تراكيب خمصوصة.96
https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/202 جامعة الوادي ـ اجلزائر ..............................
اجمللد ( )20ـ العدد ( )01ـ 2023
ISSN: 1112-4938, EISSN: 2600-6456
140
ل -األداتية واكتساب اللغة(( :حسب املقاربة الوظيفية ال يكتسب الطفل قدرة لغوية
حمضة ،بل قدرة عىل التواصل مع حميطه االجتامعي ،ال يتعلم أصوات لغته وقواعد
رصفها وتركيبها بل يتعلم معها ما تؤديه من أغراض تواصلية)).97
هذه هي املبادئ العامة التي تتبلور يف سياقها األسس املنهجية لنظرية النحو الوظيفي،
حيث حتاول نظرية النحو الوظيفي جتميع املبادئ الوظيفية التي تتعلق بوظيفة اللغة ،وعالقة
الوظيفة بالبنية ،ومفهوم القدرة اللغوية ،ومفهوم الكليات اللغوية ،وعالقة الوظيفة بموضوع
الوصف اللغوي ،وعالقة الوظيفة باملفاضلة بني األنحاء.
وقد نتج عن مترس نظرية النحو الوظيفي بمعطيات لغات متباينة النمط تطورا مس
صياغة النموذج دون األسس املنهجية ،إذ ختتلف النظريات الوظيفية يف مدى جتميعها
للمبادئ الوظيفية العامة ،أي يف اقرتاهبا أو ابتعادها عام اصطلحنا عىل تسميته النظرية الوظيفية
املثىل(( ،98وختتلف نفس املبادئ و ترتيبها وربط بعضها ببعض حيث نجد نفس املبدأ معربا
عن مضمونه ومربوطا بباقي املبادئ األخرى بطريقة ختتلف من نظرية إىل نظرية أخرى،...
وختتص بربط هذه املبادئ بمفهوم الكفاية التفسريية ،والكفاية التفسريية يف هذه النظرية كام
هو معلوم ثالث كفايات مرتابطة متكاملة الكفاية التداولية والكفاية النفسية والكفاية
النمطية))99.
خامتة
مل تكن نظرية النحو الوظيفي التي أرسى قواعدها ووضع مبادئها سيمون ديك النظرية
املتفردة باالجتاه النحوي الوظيفي ،ومل تكن األوىل يف َطرق هذا االجتاه ،بل سبقها يف ذلك
مدارس ونظريات خمتلفة مهدت لظهور هذه النظرية ،وتلتقي هذه النظريات الوظيفية يف أن
وظيفة اللغة األساس هي الوظيفة التواصلية التبليغية ،وأن البنى الرصفية والرتكيبية والداللية
حمكومة بالوظائف التي تؤدهيا.
وتعود بدايات االهتامم باالجتاه النحوي الوظيفي إىل مدرسة براغ ،ففي عام 1926م
أسس العامل التشيكي ماتيزيوس نادي براغ اللساين الذي عرف بعد ذلك بمدرسة براغ،
وطورت من قبل علامء مثل تربسكوي وجاكبسون وكارسفسكي ،وقد صاغوا نظرية الوجهة
الوظيفية للجملة.
وقد عرف العامل العريب هذه النظرية عرب املغرب العريب من خالل تشكيل جمموعة
البحث يف التداوليات واللسانيات الوظيفية يف جامعة حممد السادس ،وقد أخذ املنحى
الوظيفي حمله يف املغرب من طريق التدريس والبحث األكاديمي والنرش وعقد ندوات دولية
داخل املغرب ،واتسمت مرحلة التعديالت التي أجرا ها املتوكل وغريه عىل النظرية بالدعوة
إىل نحو وظيفي موحد ،يشمل توحيد اآلليات لوصف وتفسري أقسام اخلطاب يف خمتلف
اللغات املتباينة نمطيا ،لتكون النظرية الوظيفية بديال للنظرية التوليدية التحويلية بكل
نامذجها.
ولقد كان اهتاممنا يف هذا البحث تتبع وفحص ثنائية النحو الوظيفي واللسانيات يف
ضوء مستجدات نظرية النحو الوظيفي ،وقد قمنا ببيان األسس التي قامت عليها نظرية النحو
الوظيفي يف إطار اللسانيات الوظيفية.
وأوردنا املبادئ الكافية التي تثبت أن نظرية النحو الوظيفي مل تكن يوما منخرطة ضمن
لسانيات اجلملة حتى نقبل احلديث عن االنتقال هبذا النحو من نحو مجلة إىل نحو خطاب،
وقدمنا املعطيات التي توضح بجالء األساس اخلطايب هلذا النحو.
اهلوامش:
.136
)4جفري سامسون ،مدارس اللسانيات التسابق والتطور ،ص .106/105
)5خولة طالب اإلبراهيمي ،مبادئ يف اللسانيات ،دار القصبة للنرش ،اجلزائر ،الطبعة الثانية ،2006 ،ص .86
) 6أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،الطبعة الثانية ، 2005ص
..137
)7حممود السعران ،علم اللغة -مقدمة للقارئ العريب ،-دار النهضة العربية للطباعة والنرش ،بريوت ،دون
ط ،دون سنة ،ص .199
)8أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .142
)9أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .143
)10جفري سامسون ،مدارس اللسانيات التسابق والتطور ،ص .113
)11أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .139
)12جفري سامسون ،مدارس اللسانيات التسابق والتطور ،ص .106
)13نادية رمضان النجار ،االجتاه التداويل والوظيفي يف الدرس اللغوي ،الطبعة ،2013 ،1ص .98
)14أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .148
)15جفري سامسون ،مدارس اللسانيات التسابق والتطور ،ص .122
)16حممود السعران ،علم اللغة -مقدمة للقارئ العريب ،-ص .344
)17أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .170
)18جفري سامسون ،مدارس اللسانيات التسابق والتطور ،ص .225
)19هنري سويت ،)1912-1845( :لساين بريطاين ،متخصص يف الصوتيات.
)20أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .171
)21جفري سامسون ،مدارس اللسانيات التسابق والتطور ،ص .226
)22دانيال جونز ،)1967-1881( :لساين بريطاين ختصص يف الصوتيات.
)23انظركل من :أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ص ،171جفري سامسون ،مدارس اللسانيات
التسابق والتطور ص.227
)24اعتمد هذا االجتاه من اجتاهات املدرسة اإلنجليزية اعتامدا كبريا عىل آراء "برونسالو مالينوفسكي" العامل
األنرتوبولوجي البولندي الذي ترك أثرا كبريا عىل املدرستني اإلنجليزيتني األنرتوبولوجية واللغوية.
)25حممد إسامعيل بصل وفاطمة بلة ،مالمح نظرية السياق يف الدرس اللغوي احلديث ،جملة دراسايف اللغة
العربية وآداهبا ،فصلية حمكمة ،السنة اخلامسة ،العدد ،18صيف ،20014ص .04
)26أمحد خمتار عمر ،علم الداللة ،عامل الكتب ،القاهرة ،الطبعة اخلامسة ،1998 ،ص .68
)27أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .175/174
)28أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .175
) 29لودفيك فتغنشتاين ،حتقيقات فلسفية ،ترمجة :عبد الرزاق بنور ،املنظمة العربية للرتمجة ،لبنان ،الطبعة
األوىل ،2007ص .64
)30شفيقة العلوي ،حمارضات يف املدارس اللسانية املعارصة ،أبحاث للرتمجة والنرش والتوزيع ،لبنان ،الطبعة
األوىل ،2004 ،ص .20
)31حممود السعران ،علم اللغة -مقدمة للقارئ العريب ،-ص .312
)32انظر أمحد خمتار عمر ،علم الداللة ،ص .71
)33حممود السعران ،علم اللغة -مقدمة للقارئ العريب ،-ص .310
)34لودفيك فتغنشتاين ،حتقيقات فلسفية ،ترمجة :عبد الرزاق بنور ،ص .74
)35حممود السعران ،علم اللغة -مقدمة للقارئ العريب ،-ص .305
) 36جون ليونز ،نظرية تشومسكي اللغوية ،ترمجة :حلمي خليل ،دار املعرفة اجلامعية ،اإلسكندرية ،الطبعة
األوىل ،1985 ،ص .66
)37الزواوي بغورة ،الفلسفة واللغة -نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة ،-دار الطليعة ،بريوت،
الطبعة األوىل،2005 ،ص .139
)38نعوم تشومسكي ،اللغة ومشكالت املعرفة – حمارضات ماناجو -ترمجة :محزة بن قبالن املزيني ،دار
توبقال ،الدار البيضاء ،الطبعة األوىل ،1990 ،ص .03
)39أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .146
)40شفيقة العلوي ،حمارضا ت يف املدارس اللسانية املعارصة ،ص.40
)41جون ليونز ،نظرية تشومسكي اللغوية ،ترمجة :حلمي خليل ،ص .103
)42أمحد مومن ،اللسانيات النشأة والتطور ،ص .205
) 43عيل آيت أوشان ،اللسانيات والبيداغوجيا نموذج النحو الوظيفي ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،الطبعة
األوىل ،1998 ،ص .38
)44خمتار درقاوي ،نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية -األسس واملفاهيم ،-األكاديمية للدراسات
االجتامعية واإلنسانية ،قسم اآلداب والفلسفة ،العدد 13جانفي ،2015ص .10
)45خمتار درقاوي ،نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية -األسس واملفاهيم ،-األكاديمية للدراسات
االجتامعية واإلنسانية ،قسم اآلداب والفلسفة ،العدد 13جانفي ،2015ص .11
)46خمتار درقاوي ،نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية -األسس واملفاهيم ،-األكاديمية للدراسات
االجتامعية واإلنسانية ،قسم اآلداب والفلسفة ،العدد 13جانفي ،2015ص .11
)47أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-دار األمان ،الرباط،
الطبعة األوىل ،2006 ،ص .38
)48أبو الفتح عثامن ابن جني ،اخلصائص ،حتقيق :حممد عيل النجار ،دار الكتب املرصية ،دون ط .ج /01ص
.34
)49عيل بن حممد الرشيف اجلرجاين ،كتاب التعريفات ،مكتبة لبنان ،طبعة جديدة ،بريوت،1985 ،
ص .260/259
) 50فردينا ندي سوسري ،علم اللغة العام ،ترمجة :يوئيل يوسف عزيز ،دار آفاق عربية ،بغداد ،الطبعة الثالثة،
،1985ص .154
)51أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .37/36
)52أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .39
) 53لسان العرب ،مادة )و ظ ف(.
)54أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .21
) 55أمحد املتوكل ،الرتكيبات الوظيفية قضايا ومقاربات ،مكتبة دار األمان ،الرباط ،الطبعة األوىل،2005 ،
ص .22
( 56أمحد املتوكل ،الرتكيبات الوظيفية قضايا ومقاربات ،ص 23
) 57أمحد املتوكل ،الرتكيبات الوظيفية قضايا ومقاربات ،ص . 23
)58أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .19
)59صاحب هذه النظرية هو كارل بوبر صاحب كتاب منطق الكشف العلمي .1934
)60الزواوي بغورة ،الفلسفة واللغة -نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة ،-دار الطليعة ،بريوت،
الطبعة األوىل ،2005 ،ص .99
)61كارل بوهلر من علامء النفس واللغة أملاين اجلنسية ،تكلم عن وظائف اللغة يف اللغات الغربية.
)62الزواوي بغورة ،الفلسفة واللغة -نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة ،-ص .100/99
)63كارل ريموند كارل بوبر ،)1994-1902( :فيلسوف إنجليزي متخصص يف فلسفة العلوم.
)64الزواوي بغورة ،الفلسفة واللغة -نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة ،-ص .100
)65حممود فهمي زيدان ،يف فلسفة اللغة ،دار النهضة العربية ،بريوت ،د .ط ،1985 ،ص .44/30
) 66بريتراند أرثر ويليام راسل :فيلسوف وعامل منطق وريايض ومؤرخ وناقد اجتامعي بريطاين ،يعد أحد
مؤسيس الفلسفة التحليلية إىل جانب سلفه فرجية وتلميذه فتغنشتاين.
)67مدرسة أكسفورد ومدرسة كمربدج تعربان عن اجتاهني خمتلفني متثل األوىل اجتاه مور وراسل ومرشوع
اللغة املثالية ،ومتثل الثانية فتغنشتاين ومدرسته اجلديدة.
)68اللغة االصطناعية يقصد هبا اللغة املثالية.
)69الزواوي بغورة ،الفلسفة واللغة -نقد املنعطف اللغوي يف الفلسفة املعارصة ،-ص .101
) 70لودفيك فتغنشتاين ،حتقيقات فلسفية ،ترمجة :عبد الرزاق بنور ،املنظمة العربية للرتمجة ،لبنان ،الطبعة
األوىل ،2007ص .76
)71لودفيك فتغنشتاين ،حتقيقات فلسفية ،ترمجة :عبد الرزاق بنور ،ص .76
)72فان ديك ،علم النص –مدخل متداخل االختصاصات ،-ترمجة :سعيد حسن بحريي ،دار القاهرة
للكتاب ،القاهرة ،الطبعة األوىل ،2001 ،ص .39
)73لودفيك فتغنشتاين ،حتقيقات فلسفية ،ترمجة :عبد الرزاق بنور ،ص ،76ص .83/82
)74األزهر الزناد ،نسيج النص – بحث فيام به يكون امللفوظ نصا ،-املركز الثقايف العريب ،بريوت ،الطبعة
األوىل ،1993 ،ص .14
)75أمحد املتوكل ،الوظيفية بني الكلية والنمطية ،دار األمان ،الرباط ،الطبعة األو ،2003 ،ص .16
)76أمحد املتوكل ،الوظيفية بني الكلية والنمطية ،ص .18/15
) 77أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .60
( 78ـ ينظر :املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب األصول واالمتداد ،أمحد املتوكل ،ص.60 :
( 79ـ املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب األصول واالمتداد ،أمحد املتوكل ،ص.45 :
( 80ينظر تلك امللكات يف :آفاق جديدة يف نظرية النحو الوظيفي ،أمحد املتوكل ،منشورات كلية اآلداب
والعلوم اإلنسانية ،جامعة حممد اخلامس ،سلسلة بحوث ودراسات رقم ،5اململكة املغربية ،ط،01 :
1993م ،ص 8 :ـ ،9واخلطاب وخصائص اللغة العربية دراسة يف الوظيفة والبنية والنمط ،أمحد املتوكل ،الدار
العربية للعلوم نارشون ،بريوت ،ط1431 ،01 :ـه ـ2010م ،ص 13 :ـ .15
)81أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .43
) 82أمحد املتوكل ،الوظائف التداولية يف العربية ،دار الثقافة ،الطبعة األوىل ،1985 ،ص .10
) 83أمحد املتوكل ،من البنية احلملية إىل البنية املكونية الوظيفة املفعول يف اللغة العربية ،دار الثقافة ،الدار
البيضاء ،الطبعة األوىل ،1987 ،ص .05
)84أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .47-44
)85أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .20/19
)86أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .21/20
)87أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .21
)88أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .23
)89أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .25/24
)90القصد من إنتاج العبارة كاإلخبار أو االستفهام أو األمر...وغريها.
)91أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .27/26
)92أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .28
)93أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .28
)94أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .32/31
)95أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .32
)96أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .35
)97أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .36
) 98أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب – األصول واالمتداد ،-ص .63
) 99أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب– األصول واالمتداد ،-ص.63