Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫ثانوية بوشوشة‬

‫المختلطة‬

‫مشروع للعلوم االسالمية‬


‫حول سبب تسمية سورة البقرة‬
‫بهذا االسم‬

‫قسم‪1:‬جذع مشترك‬ ‫من تقديم ‪:‬احمد‬


‫علوم وتكنولوجيا‬ ‫ياسين قديري‬
‫تعريف بسورة البقرة‪:‬‬
‫ُتعدّ سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم‪ ،‬عدد آياتها‬
‫آية‪ ،‬وترتيبها في ال ُمصحف ال ّثانية بعد سورة الفاتحة‪،‬‬ ‫‪ً 286‬‬
‫نزلت بالمدينة‪ ،‬بل ُتع ّد ّأول سورة نزلت بالمدينة باستثناء‬
‫«وا َّتقُوا َي ْو ًما ُت ْر َج ُعونَ فِي ِه ِإ َلى هَّللا ِ» إذ نزلت في الوداع‪،‬‬
‫اآلية َ‬
‫فهي آية مك ّية حجة‬
‫سبب تسمية سورة البقرة بهذا االسم‬
‫س ّميت سورة البقرة بهذا االسم‬ ‫سبب تسمية سورة البقرة ُ‬
‫الشتمالها على قصة البقرة التي أمر هللا بني إسرائيل بذبحها‬
‫الكتشاف قاتل أحدهم‪ ،‬وبعد ذبحها عليهم أن يضربوا الميت‬
‫بجزء منها‪ ،‬فيحيا بإذن هللا و ُيخبرهم من قتله‪ ،‬والقصة تبدأ‬
‫سى لِ َق ْو ِم ِه ِإنَّ هّللا َيْأ ُم ُر ُك ْم َأن‬ ‫«وِإ ْذ َقال َ ُمو َ‬ ‫عز وجلّ‪َ :‬‬ ‫بقوله َّ‬
‫َت ْذ َب ُحو ْا َب َق َر ًة َقالُو ْا َأ َت َّت ِخ ُذ َنا ُه ُز ًوا َقال َ َأ ُعو ُذ ِباهّلل َأنْ َأ ُكونَ مِنَ‬
‫ا ْل َجا ِهلِينَ * َقالُو ْا ادْ ُع َل َنا َر َّب َك ُي َب ِّينَ َّل َنا َما هِي َقال َ ِإ َّن ُه َيقُول ُ‬
‫ض َوالَ ِب ْك ٌر َع َوانٌ َب ْينَ ذلِ َك َفا ْف َعلُو ْا َما ُتْؤ َمرونَ‬ ‫ار ٌ‬ ‫ِإ َّن َها َب َق َرةٌ الَّ َف ِ‬
‫* َقالُو ْا ادْ ُع َل َنا َر َّب َك ُي َب ِّين َّل َنا َما َل ْو ُن َها َقال َ ِإ َّن ُه َيقُول ُ ِإ َّن َها َب َق َرةٌ‬
‫س ُّر ال َّناظِ ِرينَ * َقالُو ْا ادْ ُع َل َنا َر َّب َك ُي َب ِّين َّل َنا‬ ‫ص ْف َرآ ُء َفاقِـ ٌع َّل ْو ُن َها َت ُ‬ ‫َ‬
‫آء هّللا َل ُم ْه َتدُونَ * َقال َ‬ ‫ش َ‬ ‫شا َب َه َع َل ْي َنا َوِإ َّنآ ِإن َ‬ ‫َما ه َِى ِإنَّ ال َب َق َر َت َ‬
‫ض َوالَ َت ْسقِي ا ْل َح ْر َث‬ ‫ِإ َّن ُه َيقُول ُ ِإ َّن َها َب َق َرةٌ الَّ َذلُول ٌ ُتثِي ُر ا ْالَ ْر َ‬
‫س َّل َم ٌة الَّ شِ َي َة فِي َها َقالُو ْا اآلنَ ِجْئ َت ِبا ْل َح ِّق َف َذ َب ُحوهَا َو َما َكادُو ْا‬ ‫ُم َ‬
‫سا َفا َد َرْأ ُت ْـم فِي َها َوهّللا ُم ْخ ِر ٌ‬
‫ج َّما ُكن ُت ْم‬ ‫َي ْف َعلُونَ * َوِإ ْذ َق َت ْل ُت ْم َن ْف ً‬
‫اض ِر ُبوهُ ِب َب ْعضِ َها َك َذلِ َك ُي ْحيِ هّللا ا ْل َم ْو َتى َو ُي ِري ُك ْـم‬ ‫َت ْك ُت ُمونَ * َفقُ ْل َنا ْ‬
‫آ َيا ِت ِه َل َع َّل ُك ْـم َت ْعقِلُون‪.‬‬
‫ولم ترد قصة بقرة بني إسرائيل إال في سورة البقرة‪ ،‬قصة‬
‫بقرة بني إسرائيل ُر ِوي أنَّ رجاًل من بني إسرائيل قُتِل‪،‬‬
‫فاختلف ال ّناس في القاتل‪ ،‬وحتى يستد ّلوا على القاتل أمرهم‬
‫عز وجل ّ عن طريق اإليحاء لن ّبيهمـ موسى عليه‬ ‫هللا سبحانه َّ‬
‫سالم أن يذبحوا بقر ًة‪ ،‬ولم َيذكر لهم مواصفات البقرة تخفي ًفا‬ ‫ال ّ‬
‫عليهم‪ ،‬ثم يضربوا ببعض تلك البقرة بأي جزء منها ذلك‬
‫خبر بمن قتله‪،‬‬ ‫الميت‪ ،‬فإن ذلك الميت سيتك ّلمـ بأمر هللا و ُي ِ‬
‫سالم بني إسرائيل بذلك‪ ،‬قال هللا َّ‬
‫عز‬ ‫فأخبر موسى عليه ال ّ‬
‫وسى لِ َق ْو ِم ِه ِإنَّ هَّللا َ َيْأ ُم ُر ُك ْم َأنْ َت ْذ َب ُحوا‬
‫«وِإ ْذ َقال َ ُم َ‬
‫وجلّ‪َ :‬‬
‫َب َق َر ًة»؛ فقد جاء ذكر البقرة هنا نكر ًة‪ ،‬فخ ّفف هللا عليهم‬
‫وش ّددوا هم على أنفسهم‪َ « :‬قالُواـ ادْ ُع َل َنا َر َّب َك ُي َب ِّينْ َل َنا َما‬
‫سؤال عن س ّنها‪ ،‬فبدأ االشتراط من‬ ‫ِي»‪ ،‬والمقصود هنا ال ّ‬ ‫ه َ‬
‫ض َوال ِب ْك ٌر»‬ ‫ار ٌ‬ ‫هنا لسؤالهم‪:‬ـ « َقالَـ ِإ َّن ُه َيقُول ُ ِإ َّن َها َب َق َرةٌ ال َف ِ‬
‫فرطة في السنّ وال صغيرة‪َ « ،‬ع َوانٌ َب ْينَ َذلِ َك» أي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ليست ُم‬
‫مر ًة أخرى‬ ‫بين هذين السِ َّنين‪ ،‬وهنا شدّ دوا على أنفسهم ّ‬
‫للون ُمع ّين ‪َ :‬قالُوا ادْ ُع‬ ‫ٍ‬ ‫بسؤالهم عن لونها مع عدم اشتراطه‬
‫ص ْف َرا ُء َفاقِ ٌع‬ ‫َل َنا َر َّب َك ُي َب ِّينْ َل َنا َما َل ْو ُن َهاـ َقال َ ِإ َّن ُه َيقُول ُ ِإ َّن َها َب َق َرةٌ َ‬
‫َل ْو ُن َها»‪ ،‬فلما أجابهم عن لونهاـ وعمرها سألوه عن وصفها‬
‫شا َب َه‬‫بقولهم‪َ « :‬قالُوا ادْ ُع َل َنا َر َّب َك ُي َب ِّينْ َل َنا َما ه َِي ِإنَّ ا ْل َب َق َر َت َ‬
‫شا َء هَّللا ُ َل ُم ْه َتدُونَ * َقال َ ِإ َّن ُه َيقُول ُ ِإ َّن َها َب َق َرةٌ ال‬ ‫َع َل ْي َنا َوِإ َّنا ِإنْ َ‬
‫ض َوال َت ْسقِي ا ْل َح ْر َث»‪ ،‬غير ُمذ ّللة في الحراثة‬ ‫َذلُول ٌ ُتثِي ُر اَأل ْر َ‬
‫والسقاية‪ ،‬تحرث أحيا ًنا وأحيا ًنا ال تحرث‪ ،‬نصف في كل‬ ‫ّ‬
‫شيء‪ :‬في سنها‪ ،‬وفي كونهاـ ُتثير األرض حي ًنا لك ّنهاـ ال تسقي‬
‫الحرث‪ ،‬يعني‪ :‬تعمل شيًئ ا وتترك أشياء‪ ،‬فليس هناك عيب‬
‫س َّل َم ٌة‬ ‫الصفار الذي فيها « ُم َ‬ ‫فيها‪ ،‬وقيل‪ :‬ليس هناك لون ُيداخل ّ‬
‫ال شِ َي َة فِي َها َقالُوا اآلنَ ِجْئ َت ِبا ْل َح ِّق َف َذ َب ُحوهَا َو َما َكادُوا‬
‫َي ْف َعلُونَ ‪ .‬واختلف العلماء في قوله‪َ :‬و َما َكادُوا َي ْف َعلُونَ هل هي‬
‫عائدة على أ ّنهم تعبوا ووجدوا مش ّق ًة في الحصول عليها؟ أم‬
‫كرهوا على هذا األمر إكراهًا بدليل كثرة سؤالهمـ‬ ‫أنهم كأ ّنما ُأ ِ‬
‫واعتراضهم على نب ّيهم؟ وعندما فعلوا ما أمرهم هللا به‬
‫وذبحوا البقرة ثم أخذوا جز ًءا منها ورموه على ج ّثة القاتل‬
‫«وِإ ْذ‬
‫فنطق بقدرة هللا وذكر لهم من القاتل‪ ،‬حيث كان منهم َ‬
‫لنفس‬
‫ٍ‬ ‫ارْأ ُت ْم فِي َها»‪ ،‬فكشف هللا كذبهمـ وقتلهم‬ ‫سا َفا َّد َ‬ ‫َق َت ْل ُت ْم َن ْف ً‬
‫حق‪ ،‬وفوق كل ذلك سترهم على القاتل وادعائهم‬ ‫بغير وجه ّ‬
‫لبريء ال ذنب له‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بالباطل عدم المعرفة وإلباس ال ّتهمة‬

You might also like