Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫االساليب النبوية في حل المشكالت االسرية‬

‫عمل الطالبات‪:‬‬
‫أفنان جبر الديرية‬
‫تيماء اياد فرج هللا‬
‫ايناس هيثم عادي‬
‫حنين غسان شاللدة‪,‬‬
‫أية كايد ابو جويعد‬
‫رقم الشعبة ‪)3( :‬‬
‫بإشراف الدكتور ‪ :‬حازم زيود‪.‬‬
‫تعتبر األسرة النواة التي يقوم عليها المجتمع ‪،‬حيث يتأثر بصالحها أو فسادها ‪،‬‬
‫وبالتالي تولى األسرة أهمية بالغة من طرف العلوم االجتماعية واإلنسانية على حد‬
‫سواء ‪ ،‬بمختلف الدراسات التي لها عالقة باالستقرار األسري والتوافق بين‬
‫إطراف األسرة للخروج بأجيال‪  ‬متماسكة تعمل على ازدهار المجتمعات‪ ,‬وتقدمها‬
‫وكان النبي صلى هللا عليه وسلم مثَّل قمةَ الخيرية في التعامل األفضل مع أهله‪،‬‬
‫وقد ظهر ذلك من خالل تعامله مع زوجاته في جميع المفردات السلوكية التي‬
‫انتظم منها عق ُد الحياة الزوجية لهذه األسرة النبوية الكريمة‪ ،‬على صاحبها أفضل‬
‫ين ِإ ْذ بَ َع َ‬
‫ث‬ ‫الصالة والسالم وال ّدليل على ذلك قوله تعالى‪( :‬لَقَ ْد َم َّن هَّللا ُ َعلَى ْال ُمْؤ ِمنِ َ‬
‫اب َو ْال ِح ْك َمةَ َوِإن‬ ‫فِي ِه ْم َر ُسواًل ِّم ْن َأنفُ ِس ِه ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آيَاتِ ِه َوي َُز ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ْال ِكتَ َ‬
‫ضاَل ٍل ُّمبِي ٍن)‬ ‫‪َ .‬كانُوا ِمن قَ ْب ُل لَفِي َ‬

‫‪:‬وقد تم توضيح ذلك في احاديث وكتب كثيرة نلخصها في االساليب التالية‬


‫أسلوب االبتسامة والدعابة؛ ألن بعض المشكالت ليس لها من حل سوى‪ 1-‬‬
‫‪.‬االبتسامة التي تضفي عليها طابع المرح‬
‫عيوب زوجته‪ ،‬وال يترصد‬
‫َ‬ ‫أسلوب التغاضي؛ وذلك بأال يستقصي الزوج‬
‫أخطاءها‪2-.‬‬
‫َّ‬
‫وحذر‪3-‬‬ ‫أسلوب الحوار الهادف واإلقناع في كثير من شؤون األسرة وأمورها‪،‬‬
‫من االستبداد الذي يُ َع ُّد من األمراض الخطيرة التي تعصف باُألسرة‪ ،‬فتقضي على‬
‫‪.‬حاضرها ومستقبلها‬
‫العظَة والتذكير عند الخطأ المتع َّمد‪ ،‬والتقصير المبيَّت‪4-‬‬
‫‪.‬أسلوب ِ‬
‫أسلوب العتاب‪ ،‬ويستعمل في موقف ال ينبغي أن يمر دونما حساب‪ ،‬أو في‪5-‬‬
‫‪.‬مشكلة طالما ُكرِّ رت؛ للحيلولة دون وقوعها مرة ثانية‬
‫أسلوب التر ِّوي والتثبت والتحقيق قبل إصدار األحكام‪ ،‬وهذا األسلوب نافع في‪ 6-‬‬
‫كل الخالفات‪ ,‬التي تقع في األسرة‪ ،‬ال سيما تلك التي لها مساس باألعراض‪ ،‬وقد‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم في معالجة مشكلة حادثة اإلفك التي عرضت‬ ‫ُّ‬ ‫استعمله‬
‫ُ‬
‫البحث عشرين درسًا تم‬ ‫للسيدة عائشة رضي هللا عنها من قِبَل المنافقين‪ ،‬وقد كشف‬
‫‪.‬استنباطُها من ثنايا هذا الحدث‬
‫أسلوب التأديب بالدفع‪ ،‬وهو تعبير عن خطأ وقعت فيه الزوجة‪ ،‬وال يمكن‪7-‬‬
‫‪.‬السكوت عنه‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم في معالج ِة‪8-‬‬
‫ُّ‬ ‫أسلوب القضاء‪ ,‬العادل‪ ،‬وقد استعمله‬
‫‪.‬مشكلة لها تعلُّ ٌ‬
‫ق بح ِّ‬
‫ق الغير‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم في مواجهة مشكالت‪9-‬‬ ‫ُّ‬ ‫أسلوب الهجر‪ ،‬استعمله‬
‫متكرِّ رة‪ ،‬كان آخرها إفشاء ِسرِّه من قِبَل حفصة رضي هللا عنها‪ ،‬وقد ُعرفت هذه‬
‫القصة بقصة التحريم وقد تم استنباط عشرين درسًا منها‪ ،‬وهي دروس نافعة‬
‫‪.‬لألسرة‬
‫أسلوب التخيير والتشاور‪ ،‬وهو أسلوبٌ استعمله النبي صلى هللا عليه وسلم‪10-‬‬
‫لمعالجة المشكالت االقتصادية التي تنشأ داخل األسرة بسبب المطالبة بزيادة‬
‫النفقات المؤدِّية إلى اإلسراف‪ ،‬وقد بيَّن البحث أن هذا األسلوب صورةٌ مشرقة من‬
‫صور مبدأ الشورى‪ ،‬وكيف يمكن االستفادة منه في نظام األسرة‪ ،‬وقد عرض‬
‫‪.‬البحث لخمسة عشر درسًا تم استنباطها من قصة التخيير‬
‫أسلوب الطالق‪ ،‬وقد استعمل النبي صلى هللا عليه وسلم هذا األسلوب مرتين‪11-،‬‬
‫مرة مع حفصة بنت عمر رضي هللا عنها‪ ،‬ولكنه را َجعها‪ ،‬ومرة ثانية مع أميمة‬
‫‪.‬بنت النعمان ‪ ،‬ولم يراجعها؛‪ ,‬لِ َما كانت تتصف به من غرور‬

‫ولقد تبيَّن أن أسلوب الطالق قد يضع ح ًّدا لمشكالت ربما ال تنتهي إال باتباع هذا‬
‫األسلوب‪ ،‬وهو معالجة لمشكلة متفاقمة‪ ،‬وإنهاء لعالقة ليس فيها أمارات‪ ,‬النجاح‬
‫‪.‬وال عالمات التقدم‬
‫‪:‬وفي يلي نماذج مشرقة من العالج النبوي الناجع للمشاكل األسرية‬
‫‪.‬النموذج األول ‪ :‬مشكلة قلة النفقة وشظف العيش‬
‫لم يكن رسول هللا‪  ‬صلى هللا عليه و سلم ملكا من الملوك حيزت له الدنيا وما فيها ‪،‬‬
‫ولم يكن بيته قصرا مملوء بصنوف المتع والملذات ‪ ،‬فقد اختار‪  ‬صلى هللا عليه و‬
‫سلم أن يكون عبدا رسوال على أن يكون ملكا رسوال‪ ‬عن أبي هريرة جلس جبريل‬
‫إلى النبي‪  ‬صلى هللا عليه و سلم‪   ‬فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل ‪ ،‬فقال جبريل ‪:‬‬
‫إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة ‪ ،‬فلما نزل قال يا محمد أرسلني‬
‫إليك ربك ‪ ،‬قال ‪ :‬أفملكا نبيا يجعلك ‪ ،‬أو عبدا رسوال ؟ قال جبريل ‪ :‬تواضع لربك‬
‫‪ )) .‬يا محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬بل عبدا رسوال‬

‫ولشدة الفقر وشظف العيش في بيت النبي‪  ‬صلى هللا عليه و سلم كان بعض أهله‬
‫يطالبنه بالتوسعة عليهن في النفقة ‪ ،‬طالبته بعض نسائه يوما بالتوسعة عليهن في‬
‫النفقة ‪ ،‬وسألنه شيئا من متاع الدنيا ‪ ،‬و قيل سألنه ذهبا ‪ ،‬ولم يكن عنده‪  ‬صلى هللا‬
‫عليه و سلم ‪ ،‬فانزعج من ذلك واهتم ‪ ،‬فنزل قوله تعالى ‪( :‬يَا َأيُّهَا النَّبِ ُّي قُل‬
‫ك ِإن ُكنتُ َّن تُ ِر ْد َن ْال َحيَاةَ ال ُّد ْنيَا َو ِزينَتَهَا فَتَ َعالَي َْن ُأ َمتِّ ْع ُك َّن َوُأ َسرِّ حْ ُك َّن َس َراحا ً‬
‫َأِّل ْز َوا ِج َ‬
‫رضي هللا عنهما قال ‪ :‬دخل أبو بكر على رسول هللا‪  ‬صلى‬ ‫َ‬ ‫َج ِميالً )‪  ،‬وعن جابر‬
‫هللا عليه و سلم يستأذن على رسول هللا‪  ‬صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬فوجد الناس جلوسا‬
‫ببابه لم يؤذن ألحد منهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فأذن ألبي بكر فدخل ‪ ،‬ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن‬
‫له ‪ ،‬فوجد النبي‪  ‬صلى هللا عليه و سلم جالسا حوله نسائه واجما ساكتا ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال‬
‫‪ :‬ألقولن شيئا أضحك النبي‪  ‬صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول هللا لو رأيت‬
‫بنت خارجة سألتني النفقة ‪ ،‬فقمت إليها ‪ ،‬فوجئت عنقها ‪ ،‬فضحك رسول هللا‪  ‬صلى‬
‫هللا عليه و سلم وقال ‪:‬هن حولي كما ترى يسألنني النفقة )) ‪ ،‬فقام أبو بكر إلى‬
‫عائشة يجأ عنقها ‪ ،‬وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها ‪ ،‬كالهما يقول ‪ :‬تسألن رسول‬
‫هللا‪  ‬صلى هللا عليه و سلم ما ليس عنده ؟ فقلن ‪ :‬وهللا ال نسأل رسول هللا‪  ‬صلى هللا‬
‫عليه و سلم شيئا أبدا ليس عنده ‪ ،‬ثم اعتزلهن شهرا ‪ ،‬أو تسعا وعشرين يوما ‪ ،‬ثم‬
‫ت ِمن ُك َّن َأجْ راً‬
‫ك ) حتى بلغ ( لِ ْل ُمحْ ِسنَا ِ‬ ‫اج َ‬‫نزلت هذه اآلية ( يَا َأيُّهَا النَّبِ ُّي قُل َأِّل ْز َو ِ‬
‫َع ِظيما ً ) ‪ ،‬قال ‪ :‬فبدأ بعائشة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا ‪،‬‬
‫أحب أن ال تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ) ‪ ،‬قالت ‪ :‬وما هو يا رسول هللا‪ ‬‬
‫صلى هللا عليه و سلم ؟ فتال عليها اآلية ‪ ،‬قالت ‪ :‬أفيك يا رسول هللا أستشير أبوي ‪،‬‬
‫بل أختار هللا ورسوله والدار اآلخرة ‪ ،‬وأسألك أن ال تخبر امرأة من نسائك بالذي‬
‫قلت ‪ ،‬قال ‪   :‬ال تسألني امرأة منهن إال أخبرتها ‪ ،‬إن هللا لم يبعثني معنتا وال متعنتا‬
‫‪ ،)).‬ولكني بعثني معلما ميسرا‬

‫‪:‬وفي القصة دروس وعبر كثيرة منها ما يلي‬


‫‪ -‬اتباع الوحي اإللهي في معالجة المشكالت العائلية ‪ :‬‬
‫إن النبي‪  ‬صلى هللا عليه و سلم كان يدرك تماما ما اختاره وعاهد ربه عليه من أن‬
‫يجعله عبدا رسوال ‪ ،‬ومعنى ذلك أن هللا تعالى لن يجعل حياته‪  ‬صلى هللا عليه و‬
‫سلم كحياة الملوك المترفين ‪ ،‬ولن يعيش نسائه كنسائهم وال أوالده كأوالدهم ‪ ،‬وهذا‬
‫ما يجب أن يفهمه أهله ويستعدون للصبر عليه رجاء ما عند هللا تعالى من‬
‫الرضوان والنعيم المقيم‪ ،‬ولما حصل من أهله‪  ‬صلى هللا عليه و سلم‪   ‬ما يخالف‬
‫ذلك الصبر واالحتساب لم يتعجل في اتخاذ موقف نحو تصرفهن هذا ‪ ،‬بل انتظر‬
‫أمر ربه وجلس واجما ساكتا وحوله نسائه ‪ ،‬حتى نزل الوحي من هللا بتخييرهن هللا‬
‫ورسوله والدار اآلخرة ‪ ،‬أو الدنيا ومتاعها الفاني ‪ ،‬فاخترن هللا ورسوله والدار‬
‫‪.‬اآلخرة رض َي هللا عنهن أجمعين‬

‫وفي هذا إرشاد لجميع األزواج أن يستفيدوا الحلول الناجعة والمواقف الصارمة‬
‫مما يحدث في بيوتهم من شرع هللا تعالى من هداية القرآن والسنة ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫ت َأ َّن‬ ‫آن ِي ْه ِدي لِلَّتِي ِه َي َأ ْق َو ُم َويُبَ ِّش ُر ْال ُمْؤ ِمنِ َ‬
‫ين الَّ ِذ َ‬
‫ين يَ ْع َملُ َ‬
‫ون الصَّالِ َحا ِ‬ ‫(ِإ َّن هَـ َذا ْالقُرْ َ‬
‫‪.‬لَهُ ْم َأجْ راً َكبِيراً )‬

‫وأما ما نراه ونسمع من نشر مشاكل األسر في وسائل اإلعالم المختلفة ‪ ،‬لكي‬
‫يتحدث عنها من ال يعرف عنها وال عن الواجب فيها شيئا ‪ ،‬فليس إال فضحا من‬
‫‪.‬اإلنسان لنفسه وصبا للزيت على النار الملتهب‬

You might also like