Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫كلية معارف الوحي والرتاث‬

‫املادة ورمز املادة‪ :‬املدخل إىل الفقه اإلسالمي (‪)RKFQ1311‬‬

‫املوضوع‪ :‬مدرسة اهل احلديث ابلتفصيل‪ :‬نشأته‪ ،‬ومصادر تشريعه وأسس مذهبه ومؤلفاته األساسية‬
‫واختالفه الفقهية مع اهل احلديث‬

‫أمساء الطالب ورقم التسجيل‪:‬‬

‫‪2210175‬‬ ‫أمحد فارس بن أمحد زيالين‬

‫‪2212649‬‬ ‫فاهيم فواز بن لطفي أمان‬

‫‪2219549‬‬ ‫أمين شاهم بن إبراهيم‬

‫‪2211559‬‬ ‫أمحد مظ ّفر بن ميسزيري‬

‫الشعبة ‪7 :‬‬

‫اسم املشرفة‪ :‬فضيلة األستاذ املساعد الدكتور خري الفهمي بن مجال الدين‬

‫الفصل الدراسي‪ /‬العام الدراسي‪2023/2022 ,1 :‬‬

‫‪1‬‬
‫احملتوايت‬

‫املقدمة‪3..............................................................................‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬تعريف مدرسة اهل احلديث ومن هم أهل احلديث‪4.........................‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬مركز ونشاة مدرسة أهل احلديث‪7.........................................‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬مصادر التشريع‪8.......................................................‬‬

‫املبحث الرابع ‪ :‬أسس املذهب أهل احلديث‪11............................................‬‬

‫املبحث اخلامس ‪ :‬مؤلفات األسسية‪11...................................................‬‬

‫املبحث السادس ‪ :‬خصائص مدرسة أهل احلديث‪12.......................................‬‬

‫املبحث السابع ‪ :‬مقارنة بني مدرسة أهل احلديث وأهل الرأي‪13.............................‬‬


‫اخلامتة‪19...............................................................................‬‬

‫املراجع واملصادر‪20......................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫املقدمة‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده هللا فال‬
‫مضل له من يضلله فال هادي له أشهد أن ال إله إال هللا وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‪.‬‬

‫املوضوع هلذا البحث هو مدرسة أهل احلديث‪ .‬هذا البحث تكلم عن نشأت أهل احلديث‪،‬‬
‫ومصادر تشريعه‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬هذا البحث تبني لنا عن اسس مذهب أهل احلديث ومؤلفاته األساسية‬
‫واختالفه الفقهية مع اهل الرأي‪.‬مث تتحدث عن مدرسة أهل احلديث يف عصرهم وما هو نشأته ومصادره‬
‫وأسس مذهبه ومؤلفاته وما أشبه ذلك‪.‬‬

‫أما وقد وقفنا هللا سبحانة وتعاىل إلكمال هذا العمل‪ ،‬فاءننا نقدم خبالص الشكر وأجزل العرفان‬
‫ألستاذي احلبييب‪ ،‬العامل اجلليل‪ ،‬والفضيلة األستاذ ألنه ساعدتنا يف تتم البحث حالل الفرتة احملددة‪.‬‬
‫وكذا على الذين تعاونوان يف إعداد وتقدمي هذا البحث‪.‬‬

‫وخامتا‪ ،‬فإن هذا العمل جيد علما‪ ،‬وعسى أن يسر هللا لألستاذ خري الفهمي بن مجال الدين ‪،‬أبن‬
‫تعلمنا عن هذا اجملال‪ ،‬ساءال هللا هلا التوفيق واهلدى والرشاد والسداد‪ .‬وجزاها هللا خري اجلزاء‪ ،‬فاءنه ولنا‬
‫ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تعريف مدرسة اهل احلديث ومن هم أهل احلديث‬

‫مدرسة أهل احلديث هي امتداد ملدرسة أولئك الصحابة الذين كان حيملهم اخلوف واحلذر‬
‫من خمالفة النصوص على الوقوف عندها أمثال‪ :‬الصحابة ( ابن عمر‪ ،‬عبد هللا بن عمرو بن العاص‪،‬‬
‫والزبري وابن عباس) رضي هللا عنهم‪ .‬أصحاب احلديث هم الذين يعتمدون يف استنباط األحكام الشرعية‬
‫على النصوص الشرعية(الكتاب والسنة)‪ ،‬وال يرجعون إىل االجتهاد والقياس إذا ما وجدوا خربا أو أثرا‪.‬‬
‫وأهل احلديث هم أصحاب مدرسة اإلمام مالك بن أنس‪ ،‬وتالميذه وهم ( الشافعي وأمحد بن حنبل‬
‫‪1‬‬
‫وسفيان الثوري وداود األصفهاين)‪.‬‬

‫فاحلديث لغة‪ :‬ضد القدمي‪ ،‬واصطالحا‪ ":‬هو ما أضيف إىل النيب صلى هللا عليه وسلم من‬
‫قول أو فعل أو تقرير أو وصف خلقي أو خلقي"‪2 .‬وأهل احلديث هم املتبعون لصحابة رسول هللا‬
‫(صلى هللا عليه وسلم) فهم " أهل اآلاثر النبوية وهم أهل احلديث والسنة العاملون بطريقة (أي الصحابة)‬
‫املتبعون هلا وهم أهل العلم ابلكتاب والسنة يف كل عصر ومصر فهؤالء الذين هم أفضل اخللق من‬
‫األولني واآلخرين"‪3 .‬فأهل احلديث‪ :‬هم أخص الناس به وأكثرهم متسكاً به‪ ،‬واتباعاً له قوالً وعمالً يف‬
‫األخالق والسلوك والعبادة واملعاملة‪ ،‬ويف االعتقاد ظاهراً وابطناً‪ ،‬ويدخل فيهم دخوالً أولياً من كان‬
‫‪4‬‬
‫مشتغالً به مساعاً ومجعاً وكتابةً وتعليماً‪ ،‬رواية ودراية‪ ،‬تصحيحاً وتضعيفاً‪.‬‬

‫وبعد ذلك‪ ،‬تعريف أهل احلديث يف كتاب مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية أي وهم الذين‬
‫سلكوا طريق الصاحلني واتبعوا آاثر السلف من املاضني‪ ،‬وكان هلم عناية خاصة أبحاديث النبيصلى هللا‬

‫‪ 1‬د‪ .‬حممد إبراهيم أبو مسامح‪ 30 ,‬يناير ‪2021‬م‪ ,‬املوقع ‪shorturl.at/iuEIP‬‬


‫‪ 2‬الدكتور نور الدين عرت‪ ,‬منهج النقد يف علوم احلديث ‪( ،‬دار الفكر دمشق‪ ،‬ط ‪1399 ،2‬هـ‪1979 /‬م)‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 3‬ابن تيمية‪ ,‬شرح العقيدة األصفهانية (مكتبة الرشد سنة النشر ‪ ,1995– 1415‬ط‪ .‬الرشد) ج‪ 1.‬ص‪156.‬‬
‫‪ 4‬الشيخ الفاضل علوي بن عبدالقادر السقاف‪ ,‬دون اتريخ‪ ,‬املوقع‬
‫‪http://www.saaid.net/arabic/ar92.htm‬‬
‫‪4‬‬
‫عليه وسلم‪ -‬مجيعا وحفظا ورواية‪ ،‬وفهما وعمال يف الظاهر والباطن‪5 .‬مث‪ ،‬قال شيخ اإلسالم ‪ ( :‬وحنن‬
‫ال نعين أبهل احلديث املقتصرين على مساعه أو كتابته أو روايته بل نعين هبم‪ :‬كل من كان أحق حبفظه‬
‫‪6‬‬
‫ومعرفته وفهمه ظاهرا‪ ،‬وابطنا‪ ،‬واتباعه اب طنا و ظاهرا وكذلك أهل القرآن‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬تعترب مدرسة أهل احلديث من املدارس السنية اإلسالمية اليت متيزت‬
‫ابالهتمام ابحلديث النبوي الشريف‪ ،‬واليت نشأت وتبلورت على يد علماء احلديث‪ .‬ويف التعريف أبهل‬
‫احلديث‪ ،‬تتابعت اآلاثر عن العلماء واألئمة أن الطائفة املنصورة أو الناجية يف حديث معاوية ‪ -‬رضي‬
‫هللا عنه ‪ -‬عن النيب صلى هللا عليه وسلم قال‪ " :‬ال تزال طائفة من أميت ظاهرين على احلق‪ ،‬ال يضرهم‬
‫من خذهلم أو خالفهم حىت أييت أمر هللا وهم ظاهرون على الناس" ‪7‬هم أهل احلديث‪ ،‬قال علي بن‬
‫املديين (‪ 234‬هـ) إن املقصود ابلطائفة‪ :‬أهل احلديث الذين يتعاهدون مذاهب الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم ويذبون عن العلم‪ ،‬لوالهم مل جتد عند املعتزلة والرافضة واجلهمية وأهل اإلرجاء والرأي شيئًا من‬
‫السنن‪ ،‬ويقول اإلمام أمحد (‪241‬هـ) ملا سئل عن اجلماعة‪" :‬إن مل يكونوا أصحاب احلديث فال أدري‬
‫من هم"‪8 ،‬وقال ابن قتيبة (‪276‬هـ)‪" :‬فأما أصحاب احلديث فإهنم التمسوا احلق من وجهته‪ ،‬وتتبعوا‬
‫‪9‬‬
‫مظانه‪ ،‬وتقربوا من هللا تعاىل ابتباعهم سنن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ 5‬د‪ .‬عثمان مجعة ضمريية‪ ،‬مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية‪ ( ,‬مكتبة السوادي للتوزيع الطبعة‪ :‬الثانية ‪١٤١٧‬هـ‪-‬‬
‫‪١٩٩٦‬م)ص‪154.‬‬
‫‪ 6‬شيخ اإلسالم أمحد بن تيمية‪ ،‬جمموع الفتاوى‪( ,‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف عام النشر‪١٤٢٥ :‬هـ ‪٢٠٠٤ -‬م)‬
‫ج‪ 4.‬ص‪95.‬‬
‫‪ 7‬أبو عبد هللا حممد بن إمساعيل بن إبراهيم البخاري‪ ,‬اجلامع الصحيح املسند املختصر من حديث رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪-‬وسننه وأايمه‪ ،‬حتقيق حممد زهري بن انصر الناصر‪( ،‬دار طوق النجاة‪ ،‬ط ‪1422 1‬هـ) رقم ‪ ، .71‬مسلم بن احلجاج‬
‫أبو احلسني القشريي النيسابوري‪ ,‬صحيح مسلم ‪ ،‬حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي‪( ،‬دار إحياء الرتاث العريب بريوت) رقم ‪.1524‬‬
‫‪ 8‬احلافظ أيب بكر أمحد بن علي بن اثبت اخلطيب البغدادي (ت ‪463‬هـ )‪ ,‬شرف أصحاب احلديث ‪ ،‬حتقيق حممد سعيد‬
‫أوغلي‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 9‬أبو حممد عبد هللا بن مسلم ابن قتيبة‪ ،‬أتويل خمتلف احلديث والرد على من يريب يف األخبار املدعى عليها التناقض‪ ,‬حتقيق‬
‫أبو أسامة سليم بن عيد اهلاليل السلفي األثري‪( ،‬دار ابن القيم ودار ابن عفان)‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪5‬‬
‫قال احلاكم‪ :‬أحسن اإلمام أمحد بن حنبل يف تفسري هذا اخلرب أن الطائفة املنصورة اليت‬
‫يرفع اخلذالن عنهم إىل قيام الساعة هم " أصحاب احلديث " ‪ ،‬ومن أحق هبذا التأويل من ٍ‬
‫قوم سلكوا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حمجة الصاحلني ‪ ،‬واتبعوا آاثر السلف من املاضني ‪ ،‬ودمغوا أهل البدع واملخالفني بسنن رسول هللا‬
‫‪10‬‬
‫صلى هللا عليه وعلى آله أمجعني ‪ " .‬معرفة علوم احلديث " للحاكم النيسابوري ( ص ‪.) 3 ، 2‬‬

‫إذن‪ ،‬هم أهل احلديث العاملون حبديث النيب صلى هللا عليه وسلم رواية ودراية‪ .‬أهل‬
‫احلديث ابجلانب الفقهي‪ ،‬على سبيل املثال اإلمام البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأصحاب السنن‪ ،‬والدارمي‪،‬‬
‫فسمي احملدثني أبهل‬
‫وأمحد بن محبل وغريهم‪ .‬مث بعد ذلك‪ ،‬انفصل علماء احلديث عن علماء الفقه‪ّ ،‬‬
‫‪11‬‬
‫احلديث‪.‬‬

‫‪10‬دون اسم‪ 3 ,‬سبتمرب ‪2002‬م‪ ,‬املوقع ‪shorturl.at/hmRU5‬‬


‫‪ 11‬عبد اجمليد حممود (‪ ،)1979‬االجتاهات الفقهية عند أصحاب احلديث يف القرن الثالث اهلجري‪( ،‬مصر‪ ،‬مكتبة اخلاجني)‪،‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫صفحة ‪ّ .642-641‬‬
‫‪6‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬مركز ونشاة مدرسة أهل احلديث‬

‫مركز ونشأة مدرسة أهل احلديث‬

‫مسيت هذه املدرسة مبدرسة احلديث ومدرسة احلجاز ومدرسة أهل احلجاز ومدرسة أهل احلديث‬
‫وكلها راجعة إىل مدلول واحد إال أن الغالب هو األول‪ .12‬ونشأت مدرسة احلديث ابملدينة املنورة‪،‬‬
‫حيث كان للمدينة منزلة خاصة ابعتبارها دار اهلجرة‪ ،‬اليت نزل التشريع فيها واستقر‪ ،‬وشهدت ما كان‬
‫من رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قوال وفعال‪ ،‬وعاش فيها اخللفاء الراشدون‪ ،‬فأصبحت مهد‬
‫السنة ومنبع احلديث الشريف‪ ،‬وملتقى الصحابة‪ ،‬وهذا جيعل أهلها أثبت الناس ابلفقه‪ ،‬وأشدهم متسكا‬
‫ابلرواية ووقوفا عند اآلاثر‬

‫ومدرسة أهل احلديث تستقي منهجها من شيوخها األوائل ويف مقدمتهم زيد بن اثبت وعبد هللا بن‬
‫عباس‬

‫وعبد هللا بن عمر ‪-‬رضي هللا عنهم أمجعني‪ ،-‬وقد عرف عبد هللا بن عمر حبرصه الشديد على تتبع‬
‫آاثر الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬واالعتزاز به‪.‬‬

‫وكان مذهب مدرسة أهل احلديث أهنم إذا سئلوا عن شيء فإن عرفوا فيه آية أو حديثا أفتوا‪،‬‬
‫وإال توقفوا‪ .‬وكان يرأس هذه املدرسة فيما بعد اإلمام مالك ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬ومن قبله من األعالم‬
‫‪13‬‬
‫التابعني سعيد بن املسيب وعروة بن الزبري والقاسم بن حممد وغريهم‪.‬‬

‫عوامل نشأة مدرسة أهل احلديث‬

‫أتثر مدرستهم ابملنهج الذي التزمه علماؤهم يف حرصهم على األحاديث اآلاثر‪ ،‬وجتنبهم اأخلذ‬
‫ابلرأي وإعمال القياس؛ إال إذا كان هناك ضرورة ملجئة‪ ،‬ورمبا امتنعوا عن اإلفتاء يف املسألة اليت ال‬

‫‪12‬حممد فؤاد حممد سواري‪ ،‬كتاب مدخل إىل دراسة الفقه اإلسالمي ‪2022‬طبعة اثنية منقحة‬
‫‪ 13‬مناع القطان‪ ،‬اتريخ التشريع اإلسالمي‪ ،‬سنة النشر‪2001 :‬‬
‫‪7‬‬
‫يوجد هلا دليل من الكتاب أو السنة أو األثر‪ .‬ومث ما لديهم من ثروة كبرية لدى الصحابة الذين استوطن‬
‫أكثرهم احلجاز عامة واملدينة خاصة من أحاديث وآاثر تفي حباجتهم يف االستدالل‪ ،‬وتغنيهم عن‬
‫إعمال الرأي‪ .‬ويسر احلياة لدى أهل احلجاز وقلة مشاكلهم‪ ،‬حيث كانوا على الفطرة األوىل‪ ،‬مبنأى‬
‫عما حتدثه املدينة الفارسية أو اليواننية من تفريع للمسائل‪ ،‬وكان الناس يعيشون على احلالة اليت كانوا‬
‫يعيشون عليها يف عهد رسول هللا وليس هناك من احلوادث املستجدة سوى القليل النادر‪ .‬وبعدهم‬
‫عن مواطن الفتنة‪ ،‬وبواعث النزاع ابملوازنة ملا كان عليه األمر يف العراق؛ فقد سلموا من بدعة اخلوارج‬
‫والتشيع وأهل األهواء‪ ،‬وظل تراث احلديث األثر حمفوظا لديهم ال تشوبه ريبة‪ ،‬وال تتطرق إليه هتمة‬
‫‪14‬‬
‫الوضع‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬مصادر التشريع‬

‫أهل احلديث استخدموا املصادر األربعة اليت متفق عليهم وهي القرآن والسنة واإلمجاع والقياس‪ .‬هناك‬
‫التفصيل هلذه القضية ‪:‬‬

‫القرآن هو كالم هللا املنزل على حممد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬بلسان عريب مبني‪ ،‬واملكتوب بني دفيت‬
‫املصاحف‪ ،‬واملنقول إلينا تواتراً‪ .‬وعرفه الزرقاين أبنه "اللفظ املنزل على النيب صلى هللا عليه وسلم املنقول‬
‫عنه ابلتواتر‪ ،‬املتعبد بتالوته‪ .‬وهذا التعريف الذي استقر عليه األمر واشتهر عن املؤلفني‪ .‬ومن خصائص‬
‫القرآن الكرمي أنه معجز للبشر عن أن أيتوا مبثله‪ ،‬وإذا ثبت العجز من اجلميع‪ ،‬ثبت أن القرآن من عند‬
‫هللا ‪-‬عز وجل‪ ،-‬وإذ ثبت ذلك وجب على الناس اتباعه‪ ،‬وعلى هذا فالقرآن الكرمي حجة على مجيع‬

‫‪ 14‬مناع القطان‪ ،‬اتريخ التشريع اإلسالمي‪ ،‬سنة النشر‪2001 :‬‬


‫‪8‬‬
‫اختِالفاً‬ ‫ِِ‬ ‫الناس؛‪ 15‬قال تعاىل مبيناً ذلك‪ :‬أَفَال يـت َدبـَّرو َن الْ ُقرآ َن ولَو َكا َن ِمن ِعْن ِد َغ ِري َِّ‬
‫اَّلل لََو َج ُدوا فيه ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِ ‪16‬‬
‫َكثرياً‪.‬‬
‫اَّللِ‬
‫السنة النبوية هي املصادر الثاين بعد القرآن‪ .‬السنة يف اللغة‪ :‬الطريقة املتكررة‪ ،‬قال هللا تعاىل‪ُ :‬سنَّةَ َّ‬
‫يعرف هذا‪.‬‬ ‫ِيف الَّ ِذين خلَوا ِمن قَـبل ولَن َِجت َد لِسن َِّة َِّ ِ‬
‫اَّلل تَـْبد ًيال‪ .‬يف االصطالح هناك آراء العلماء يف ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ ْ ُْ َ ْ‬
‫ففي اصطالح أهل العقيدة السنة هي‪ :‬خالف البدعة ونقيضها‪ .‬وأما السنة عند الفقهاء فهي مبعىن‪:‬‬
‫النافلة‪ ،‬أي‪ :‬غري الواجب‪ ،‬مثل السنن الراتبة اليت نصليها أو غريها‪ .‬وأما السنة عند احملدثني فهي‪ :‬كل‬
‫ما أسند أو أُضيف إىل النيب صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة َخلقية أو ُخلقية‪.‬‬
‫وأما السنة عند األصوليني ‪-‬وهذا هو مبحثنا‪ :-‬فهي كل ما أضيف أو كل ما أسند إىل النيب صلى هللا‬
‫عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير‪ .‬إذاً‪ :‬الفرق بني تعريف األصوليني وتعريف احملدثني هو‪ :‬الزايدة‬
‫يف قول احملدثني‪ :‬كل صفة َخلقية أو ُخلقية؛ ألن السنة عند األصوليني هو‪ :‬كل ما أسند أو أضيف‬
‫‪17‬‬
‫إىل النيب صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير فقط‪.‬‬

‫اإلمجاع لغة يطلق مبعنيني‪ :‬أحدمها‪ :‬العزم على الشيء واإلمضاء‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪{ :‬فأمجعوا أمركم}‬
‫[يونس‪ ]71 :‬أي اعزموا‪ .‬وأما يف االصطالح‪ :‬فهو اتفاق جمتهدي أمة حممد ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ -‬بعد وفاته يف حادثة على أمر من األمور يف عصر من األعصار‪ 18.‬اإلمجاع نوعان‪ ,‬وهو إمجاع صرحيا‬
‫وإمجاع السكويت‪ .‬فالصريح هو أن يتفق مجيع اجملتهدين على حكم املسألة بصورة صحيحة كأن يبدي‬

‫‪ 15‬حممد بن عبد هللا ابمجعان‪ ,‬السنة النبوية املصدر الثاين للتشريع اإلسالمي ومكانتها من حيث اإلحتجاج والعمل‪( ,‬جممع‬
‫امللك فهد لطباعة املصحف الشريف ابملدينة املنورة‪ ,‬دون طبعة)ص‪.14 .‬‬
‫‪ 16‬القرآن الكرمي‪ ,‬سورة النساء‪.82:4 ,‬‬
‫‪ 17‬حممد حسن عبد الغفار‪ ,‬تيسري أصول الفقه للمبتدئني‪( ,‬دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة اإلسالمية‪,‬‬
‫دون طبعة) ج‪ 8 .‬ص‪.2 .‬‬
‫‪ 18‬أبو عبد هللا بدر الدين حممد بن عبد هللا بن هبادر الزركشي‪ ,‬البحر احمليط يف أصول الفقه‪( ,‬دار الكتيب‪ ,‬ط‪.‬‬
‫األوىل‪١٤١٤ ،‬هـ ‪١٩٩٤ -‬م) ج‪ 6 .‬ص‪.382 .‬‬
‫‪9‬‬
‫كل جمتهد رأيه‪ ،‬وتكون اآلراء متفقة على حكم املسألة‪ .‬أما السكويت هو أن يبدي بعض اجملتهدين‬
‫‪19‬‬
‫رأيه يف مسألة‪ ،‬ويعلم به الباقون فيسكتون‪ ،‬وال يصدر عنهم صراحة اعرتاف‪ ،‬وال إنكار‪.‬‬

‫القياس يف اللغة‪ :‬التقدير واملساواة‪ .‬ويف اصطالح األصوليني‪ :‬هو إثبات مثل حكم معلوم يف معلوم‬
‫آخر الشرتاكهما يف علة احلكم عند املثبِت‪ 20.‬القياس له أركان أربعة‪ :‬األصل‪ ,‬الفرع‪ ,‬احلكم‪ ,‬والعلة‪.‬‬
‫فالركن األول هو األصل‪ ،‬وهو املقيس عليه‪ ،‬ويشرتط يف األصل‪ :‬أن يثبت ابلنص‪ ،‬والنص‪ :‬كتاب أو‬
‫سنة أو إمجاع‪ .‬الركن الثاين‪ :‬الفرع‪ ،‬وهو املقيس الذي نقيسه على األصل‪ .‬الركن الثالث هو احلكم‪،‬‬
‫واملراد به األحكام اخلمسة‪ :‬واجب أو حمرم‪ ،‬فاملراد احلكم الذي اقتضاه الدليل الشرعي‪ ،‬فإذا قال النيب‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪( :‬الذهب ابلذهب راب إال مثالً مبثل يداً بيد) فهذا معناه‪ :‬أن الذهب ابلذهب مع‬
‫التفاضل أو عدم التقابض راب‪ .‬فيكون حكمه هنا أنه حرام‪ ،‬فيكون احلكم هو‪ :‬ما اقتضاه الدليل‬
‫الشرعي من إابحة أو استحباب أو حترمي أو وجوب‪.‬‬

‫الركن الرابع‪ :‬العلة‪ ،‬وهي الوصف املناسب الذي من أجله وجد احلكم طرداً وعكساً‪ .‬كأن تقول مثالً‪:‬‬
‫حرمت اخلمر للوهنا األصفر‪ ،‬يعين‪ :‬لو وجدت مخر لوهنا أمحر أو أبيض فهل حتل؟ ال حتل‪ ،‬بل هي‬
‫حمرمة‪ ،‬إذاً‪ :‬هذه ليست علة؛ ألن العلة تكون وجوداً وعدماً طرداً وعكساً‪ ،‬والوصف املناسب هو‬
‫اإلسكار‪ ،‬فاإلسكار هو العلة لتحرمي اخلمر‪ .‬ومعىن‪( :‬طرداً وعكساً) أي‪ :‬إذا وجد اإلسكار وجد‬
‫‪21‬‬
‫التحرمي‪ ،‬وإذا انتفى اإلسكار انتفى التحرمي‪.‬‬

‫‪ 19‬علي مجعة حممد عبد الوهاب‪ ،‬مفيت الداير املصرية‪ ,‬املدخل إىل دراسة املذاهب الفقهية‪( ,‬دار السالم –‬
‫القاهرة‪ ,‬ط‪ .‬الثانية‪ ١٤٢٢ ،‬هـ ‪ ٢٠٠١ -‬م) ص‪.310 .‬‬
‫‪ 20‬علي مجعة حممد عبد الوهاب‪ ،‬مفيت الداير املصرية‪ ,‬املدخل إىل دراسة املذاهب الفقهية‪( ,‬دار السالم –‬
‫القاهرة‪ ,‬ط‪ .‬الثانية‪ ١٤٢٢ ،‬هـ ‪ ٢٠٠١ -‬م) ص‪.311 .‬‬
‫‪ 21‬حممد حسن عبد الغفار‪ ,‬تيسري أصول الفقه للمبتدئني‪( ,‬دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة اإلسالمية‪ ,‬دون طبعة) ج‪.‬‬
‫‪ 10‬ص‪.3 .‬‬

‫‪10‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬أسس املذهب أهل احلديث‬

‫أسس املذهب أهل احلديث هو اتباع القرآن والسنة النبوية‪.‬‬

‫املبحث اخلامس ‪ :‬مؤلفات األسسية‬

‫هناك مؤلفات ألهل احلديث‪-:‬‬

‫‪ – 1‬املوطأ لإلمام مالك بن أنس‬

‫‪ – 2‬الرسالة لإلمام الشافعي (أبو عبد هللا حممد بن إدريس القرشي املطليب الشافعي املكي)‬

‫‪ – 3‬مسند لإلمام أمحد بن حنبل‬

‫‪ – 4‬صحيح البخاري لإلمام حممد بن إمساعيل البخاري‬

‫‪ – 5‬صحيح مسلم لإلمام مسلم بن احلجاج‬

‫‪ – 6‬سنن أربعة (سنن أبو داود‪ ,‬سنن الرتمذي‪ ,‬سنن ابن ماجه‪ ,‬سنن النسائي)‬

‫‪ – 7‬األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه الشافعية لإلمام عبد الرمحن بن أبو بكر‪ ,‬جالل الدين‬
‫السيوطي‪.‬‬

‫‪ – 8‬الفروق لإلمام أسعد بن حممد بن احلسني الكرابيسي النيسابوري احلنفي‪.‬‬

‫‪ – 9‬اللمع يف أصول الفقه لإلمام أبو اسحاق إبراهيم بن علي الشريازي‪.‬‬

‫‪ – 10‬املستصفى لإلمام حممد بن حممد أبو حامد الغزايل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫املبحث السادس ‪ :‬خصائص مدرسة أهل احلديث‬

‫أوال‪ ،‬اجتاه فقهاء املدرسة إىل حفظ أحاديث الرسول صلى هللا عليه وسلم وفتاوى الصحابة‬
‫وموقف من كثرة الفتاوى عند كثرة األحاديث وتقليل استخدام األقوال يف الشريعة وكراهيتهم لسؤاهلم‬
‫عن قضية وأتثريها‪ .‬احلكم قائم على قضية حقيقية ال صورية‪ ،‬والنص يدل على احلكم‪ ،‬فيكون موضوع‬
‫‪22‬‬
‫النص سببا للحكم عليه‪ ،‬سواء كان موجودا أم ال‪.‬‬
‫اثنيا‪ ،‬صحة األحاديث اليت رواها إلمياهنم به‪ .‬يرون أن األحاديث املروية أفضل من أحاديث‬
‫علماء العراق والشام‪ ،‬وقد وصلوا إىل درجة االعتماد على صحة أحاديثهم لدرجة أهنم ال يقبلون‬
‫أحاديث غريهم‪ ،‬أي الرواة وحدهم دون سند من الراوي‪ .‬العلم عندهم هو معرفة الكتاب والسنة والسنة‬
‫واحلفاظ على أصول الفقه ومصادره والواجبات الدينية تلزمهم ابحملافظة على هذا الرتاث‪.‬‬
‫اثلثا‪ ،‬مدرسة احلديث مبثابة حصن مينع دخول الفكر اخلرايف وانتشار البدعة يف احلياة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهم دائما يف حركة التصحيح ومسؤوليتهم إعادة األمة إىل طريقها الصحيح‪ ،‬وهم دائما‬
‫مشاهدة كل ابحث أو عابد ضل عن الطريق‪ .‬واملقصود به أن ال جيرؤ أحد على احلديث عن الدين‬
‫دون حتقيق وأساس العلم‪.‬‬

‫‪ 22‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث (غزة‪ ،‬فلسطني‪ :‬جملة جامعة الزيتونة االردنية‬
‫للدراسـات القانونية‪2021 ،‬م)‪ ،‬ص ‪193‬‬
‫‪12‬‬
‫املبحث السابع ‪ :‬مقارنة بني مدرسة أهل احلديث وأهل الرأي‬

‫مدرسة أهل احلديث يف احلجاز (املدينة)‬


‫‪ .1‬غناهم ابحلديث وكثرة وجود حفاظ احلديث فيها‪:‬‬
‫ما لديهم من ثروة كبرية ‪-‬لدى الصحابة الذين استوطن أكثرهم احلجاز عامة واملدينة خاصة‪-‬‬
‫من أحاديث وآاثر تفي حباجتهم يف االستدالل‪ ،‬وتغنيهم عن إعمال الرأي‪ 23.‬أما السبكي وزمالؤه‬
‫فإهنم قد أضافوا إىل ما سبق أتثر كال الفريقني أبساتذهتم من الصحابة كعبد هللا بن عمر ابلنسبة‬
‫للحجازيني وابن مسعود ابلنسبة للعراقيني‪ ،‬كما يرون أن حجم األحاديث واآلاثر يف احلجاز أكثر من‬
‫حجمها يف العراق‪ .‬ونظروا إىل البيئة فهناك البداوة يف احلجاز واليت جتعل العامل ال حيتاج إىل النظر يف‬
‫مسائل جديدة بعكس الوضع يف العراق وبيئته احلضارية‪ 24.‬علماء املدينة حيفظ أثرا أو حديثا عن‬
‫رسول هللا (ص) مسعه من صحايب موجود يف احلجاز مل تسمح الفرصة لعامل العراق أن أيخذ هذا احلديث‬
‫عنه‪ .‬واشتهر ابحلديث وبرز فيه علماء أجالء طبقت شهرهتم اآلفاق يف جمال حفظ األحاديث وروايتها‪،‬‬
‫وكان الطابع الغالب عليهم هو االهتمام ابلرواية ونقل اآلاثر‪ .‬وكان هلؤالء العلماء جهود كبرية يف حفظ‬
‫‪25‬‬
‫سنة الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬بدليل ثناء علماء التابعني ابملدينة على جهودهم‪.‬‬
‫‪ .2‬قلة املسائل واملشاكل واألمور احلديثة وبقاء األمور نسبيا على ما كانت عليه يف عهد رسول هللا‬
‫(ص) فلم يكونوا حباجة ماسة إىل االجتهاد يف الرأي‪:‬‬
‫تسر احلياة لدى أهل احلجاز وقلة مشاكلهم‪ ،‬حيث كانوا على الفطرة األوىل‪ ،‬مبنأى عما‬
‫حتدثه املدينة الفارسية‪ .‬أو اليواننية من تفريع للمسائل‪ ،‬وكان الناس يعيشون على احلالة اليت كانوا‬
‫‪26‬‬
‫يعيشون عليها يف عهد رسول هللا (ص)‪ ،‬وليس هناك من احلوادث املستجدة سوى القليل النادر‪.‬‬

‫‪ 23‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث‪ ،‬ص ‪192‬‬
‫‪ 24‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي» ‪ :‬قراءة نقدية‬
‫يف مراجع اتريخ الفقه اإلسالمي احلديثة (اململكة العربية السعودية‪ :‬جملة جامعة امللك سعود ‪1992‬م)‪ ،‬ص ‪86‬‬
‫‪ 25‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪96-95‬‬
‫‪ 26‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث‪ ،‬ص ‪192‬‬
‫‪13‬‬
‫وإن تقدير املسائل وفرضها كان غري موجود لدى احلجازيني ألهنم مل يشغلوا أنفسهم يف البحث عن‬
‫حلول املسائل اليت مل توجدا بينما يفعل العراقيون ذلك‪ .‬ولكن مىت حدثت هذه النقلة من كوهنا جمرد‬
‫استجابة من فقهاء العراق على أسئلة السائلني إىل كوهنا فرضا وتقديرا املسائل مل حتدث ال جند لذلك‬
‫إجابة فيما ذكره الباحث‪ ،‬وال أدلة تؤيد هذا القول‪ .‬فإذا كان ال يتكلم حىت يسأل فأين الفرض والتقدير‬
‫يف ذلك‪ ،‬لقد كان بعيدا عن الفرض وتقدير املسائل‪ ،‬مثله مثل بقية العلماء من التابعني يف هذه املرحلة‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫الذين كانوا يدركون خطورة الفتوى وما قد ينتج عن االجتهاد من أخطاء‪.‬‬
‫‪ .3‬هتيب هؤالء العلماء ‪-‬علماء احلجاز‪ -‬من االقتحام إىل األحكام الشرعية دون دليل من النص فلم‬
‫يقتحموا أبواب االجتهاد والرأي حفظا على احلديث والقرآن‪:‬‬
‫هذا إىل جانب أن درايتهم بقواعد استنباط األحكام من النصوص مل تكن قد نضجت بعد‪،‬‬
‫فلم يتمرسوا بعد على أصول االجتهاد‪ 28.‬أتثر مدرستهم ابملنهج الذي التزمه علماؤهم يف حرصهم على‬
‫األحاديث واآلاثر‪ ،‬وجتنبهم األخذ ابلرأي وإعمال القياس‪ ،‬إال إذا كان هناك ضرورة ملجئة‪ ،‬ورمبا امتنعوا‬
‫عن اإلفتاء يف املسألة اليت ال يوجد هلا دليل من الكتاب أو السنة أو األثر‪ 29.‬فأهل احلجاز يقفون عند‬
‫النصوص‪ ،‬حيث يقول واصفا منهجهم‪ ،‬وجد منهم من يقف عند الفتوى على احلديث وال يتعداه يفيت‬
‫يف كل مسألة مبا جيده من ذلك وليس هناك روابط تربط املسائل بعضها ببعض‪ ،‬ووجد فريق آخر برى‬
‫‪30‬‬
‫أن الشريعة معقولة املعىن‪.‬‬
‫‪ .4‬بعدهم عن مواطن الفتنة‪ ،‬وبواعث النزاع ابملوازنة ملا كان عليه األمر يف العراق‪:‬‬
‫فقد سلموا من بدعة اخلوارج والتشيع وأهل األهواء‪ ،‬وظل تراث احلديث واألثر حمفوظا لديهم‬
‫ال تشوبه ريبة‪ ،‬وال تتطرق إليه هتمة الوضع‪ 31.‬وألن العراق منبع الشيعة‪ ،‬ومقر اخلوارج ودار الفتنة وقد‬
‫شاع فيها الوضع والكذب على رسول هللا (صلى) اشرتط علماؤها يف قبول احلديث شروطا ال يسلم‬

‫‪ 27‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪-112‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ 28‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪-‬‬
‫‪ 29‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث‪ ،‬ص ‪192‬‬
‫‪ 30‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪85‬‬
‫‪ 31‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث‪ ،‬ص ‪193‬‬
‫‪14‬‬
‫معها إال القليل‪ .‬ظهور الفرق السياسية كالشيعة واخلوارج أو االعتقاد به كاملعتزلة وغريها وإن كان‬
‫‪32‬‬
‫ظهورها يف العراق أكثر وضوحا إال أن أتثريها كان ملموسا يف احلجاز كذلك‪.‬‬

‫‪ 32‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪-99‬‬
‫‪100‬‬
‫‪15‬‬
‫مدرسة أهل الرأي يف العراق (الكوفة)‬
‫‪ .1‬قلة األحاديث اليت بوسعهم أن يعتمدوا عليها فقد كانت األحاديث الكثرية يف احلجاز حيث النبوة‬
‫أما علماء العراق فقد كانوا فقراء ابلنسبة لعلماء احلجاز ابلنسبة للحديث‪:‬‬
‫قلة احلديث يف العراق إذا قيس إىل ما لدى أهل احلجاز‪ ،‬موطن الرسول هللا (صلى) وكبار‬
‫الصحابة ‪-‬رضوان هللا عليهم‪ ،-‬كما أن عدد الصحابة الذين وفدوا إىل العراق كان قليال ابلنسبة ملن‬
‫بقوا يف احلجاز‪ 33.‬وبداوة احلجاز وحضارة العراق‪ ،‬والتأثر ابألساتذة‪ .‬يشارك الشرابصي اآلخرين رأيهم‬
‫يف أن السبب الرئيس هو املوقف من النص والرأي‪ ،‬فعلى حني أتخذ املدرسة احلجازية أهل احلديث‬
‫ابلنص فقط وال تلجأ إىل الرأي‪ ،‬فإن املدرسة العراقية أهل الرأي تستخدم الرأي يف عالجها للمشكالت‬
‫الفقهية ويشري أيضا إىل التأثر ابألساتذة‪ ،‬وقلة احلديث وكثرته وكذلك يشري إىل حجم املسائل املستجدة‬
‫يف كل من القطرين حيث تكثر يف العراق وتقل يف احلجاز‪ ،‬وأن ذلك من األسباب اليت أدت إىل‬
‫اختالف املنهجني‪ 34.‬كثرة اآلاثر يف احلجاز وقلتها يف العراق‪ 35.‬والشك تعود لعصر متأخر عن عصر‬
‫التابعني‪ ،‬وحىت ما قيل من أن بعض أتباع التابعني قد قلل من شأن مكانة العراق يف احلديث‪ .‬الصلة‬
‫‪36‬‬
‫مقطوعة بني علماء العراق وعلماء احلجاز‪.‬‬
‫‪ .2‬كثرة املشاكل واألمور املستجدة ألهنا مل تكن بالد إسالمية وإمنا دخلها اإلسالم وانتشر فيها‪:‬‬
‫كثرة املسائل اليت حيتاج إىل معرفة أحكامها‪ ،‬إذ إن بيئة العراق ختتلف كليا عن بيئة احلجاز‪،‬‬
‫ألن دولة الفرس قد خلقت يف العراق أنواعا من املعامالت والعادات والنظم مما ال يعهد مثله يف‬
‫احلجاز‪ 37.‬فعلى حني يبحث احلجازيون عن اآلاثر ويقفو عندها ويكرهون اخلوض ابلرأي‪ ،‬فإن العراقيني‬
‫ال يكرهون املسائل وال يهابون الفتيا حىت انساقوا وراء الفروض فسموا ابآلرائيني‪ ،‬ولذلك فهم أهل‬

‫‪ 33‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث‪ ،‬ص ‪191‬‬
‫‪ 34‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪87‬‬
‫‪ 35‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪95‬‬
‫‪ 36‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪-99‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ 37‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث‪ ،‬ص ‪191‬‬
‫‪16‬‬
‫الرأي‪ 38.‬كما أن االهتمام ابإلسناد مل يكن معروفا يف عصر كبار التابعني ومل يظهر إال يف أواخر هذه‬
‫املرحلة‪ .‬ونظرا ألن االهتمام ابلرواية واإلسناد ونقد احلديث مل يظهر إال متأخرا‪ .‬وإن كان هناك وضع‬
‫يف احلديث فهو ال يزال يف بدايته‪ ،‬ومل يصل للدرجة اليت جتعله يؤثر على احلركة الفقهية سواء يف العراق‬
‫‪39‬‬
‫أو يف احلجاز‪.‬‬
‫‪ .3‬هذا الوضع الذي كانوا يعيشون فيه جعلهم يتمرسون بطرق االجتهاد ابلرأي وبقواعد استنباط‬
‫‪40‬‬
‫األحكام ‪:‬‬
‫من مصادرها فقد ال يكون فيها نصوصا هناك شيئا امسه (االستحسان وسد الذرائع‬
‫دل عليها بشكل إمجايل كتاب هللا تعاىل‪ 41،‬هناك شك‬
‫واالستصالح) وهذه كلها كمصادر للتشريع ّ‬
‫‪42‬‬
‫حول بعض األحاديث العراقية‪.‬‬
‫اضطر هؤالء العلماء أن حيتاطوا يف الرواية‪:‬‬
‫‪ .4‬ظهور الكذابني على رسول هللا (صلى) يف العراق ّ‬
‫وكان العراق موطن الشيعة واخلوارج‪ ،‬وعلى أرضه دارت الفتنة‪ ،‬مث شاع الوضع يف احلديث‬
‫أتييدا للمذاهب السياسية‪ ،‬وهذا ما جعل العلماء يف مدرسته يقلون من رواية احلديث ويتحفظون فيها‬
‫حترزا من الوضع‪ ،‬فكانت األحاديث اليت يعول عليها لديهم قليلة‪ ،‬وهذا يدعوهم عند النظر يف املسائل‬
‫إىل القول ابلرأي حيث ال نص‪ 43.‬بشكل موجز إىل ما قيل عن أسباب ظهور الوضع يف احلديث ومىت‬
‫ظهر ‪ .‬يتحدث الباحثون عن ظهور الفرق اإلسالمية كالشيعة واخلوارج‪ ،‬والفتنة بني املسلمني والتفرق‬

‫‪ 38‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪88-87‬‬
‫‪ 39‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪-100‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ 40‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪،‬‬
‫‪ 41‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث‪ ،‬ص ‪-‬‬
‫‪ 42‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪100 ،‬‬
‫‪ 43‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث‪ ،‬ص ‪191‬‬
‫‪17‬‬
‫السياسي كمسببات للوضع ابلنسبة للفتنة‪ .‬فتنة ابن األشعث يف العراق‪ .‬والشك يف صحة األحاديث‬
‫‪44‬‬
‫ابلنسبة لفقهاء العراق له ما يربره ألن احتمال عدم صدق الرواة وارد‪.‬‬

‫‪ 44‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و «أهل الرأي»‪ ،‬ص ‪-99‬‬
‫‪100‬‬
‫‪18‬‬
‫اخلامتة‬

‫خالصة القول‪ ،‬وضح يف هذا البحث أن مدرسة أهل احلديث هي امتداد ملدرسة أولئك الصحابة‬
‫الذين كان حيملهم اخلوف واحلذر من خمالفة النصوص على الوقوف عندها أمثال‪ :‬الصحابة ( ابن‬
‫عمر‪ ،‬عبد هللا بن عمرو بن العاص‪ ،‬والزبري وابن عباس) رضي هللا عنهم‪ .‬ونشأت مدرسة احلديث‬
‫ابملدينة املنورة‪ ،‬حيث كان للمدينة منزلة خاصة ابعتبارها دار اهلجرة‪ .‬ومن مصادر التشريع الذين‬
‫يستخدمون القرآن والسنة والقياس واإلمجاع‪ .‬ومن خصائص مدرسة أهل احلديث اجتاه فقهاء املدرسة‬
‫إىل حفظ أحاديث الرسول صلى هللا عليه وسلم و صحة األحاديث اليت رواها إلمياهنم به‪ .‬وهذا البحث‬
‫يتضمن من مقارنة بني مدرسة أهل احلديث وأهل الرأي‪ .‬وبذلك‪ ،‬نرجو أن هذا البحث يساعد لفهم‬
‫مدرسة اإلسالم يعين مدرسة أهل احلديث‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫املراجع واملصادر‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬حممد إبراهيم أبو مسامح‪ 30 ,‬يناير ‪2021‬م‪ ,‬املوقع ‪shorturl.at/iuEIP‬‬


‫‪ - 2‬الدكتور نور الدين عرت‪ ,‬منهج النقد يف علوم احلديث ‪( ،‬دار الفكر دمشق‪ ،‬ط ‪1399 ،2‬هـ‪/‬‬
‫‪1979‬م)‪.‬‬
‫‪ - 3‬ابن تيمية‪ ,‬شرح العقيدة األصفهانية (مكتبة الرشد سنة النشر ‪ ,1995– 1415‬ط‪ .‬الرشد)‬
‫‪ - 4‬الشيخ الفاضل علوي بن عبدالقادر السقاف‪ ,‬دون اتريخ‪ ,‬املوقع‬
‫‪http://www.saaid.net/arabic/ar92.htm‬‬
‫‪ - 5‬د‪ .‬عثمان مجعة ضمريية‪ ،‬مدخل لدراسة العقيدة اإلسالمية‪ ( ,‬مكتبة السوادي للتوزيع الطبعة‪:‬‬
‫الثانية ‪١٤١٧‬هـ‪١٩٩٦-‬م)ص‪154.‬‬
‫‪ - 6‬شيخ اإلسالم أمحد بن تيمية‪ ،‬جمموع الفتاوى‪( ,‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف عام‬
‫النشر‪١٤٢٥ :‬هـ ‪٢٠٠٤ -‬م)‬
‫‪ - 7‬أبو عبد هللا حممد بن إمساعيل بن إبراهيم البخاري‪ ,‬اجلامع الصحيح املسند املختصر من حديث‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬وسننه وأايمه‪ ،‬حتقيق حممد زهري بن انصر الناصر‪( ،‬دار طوق‬
‫النجاة‪ ،‬ط ‪1422 1‬هـ)‪.‬‬
‫‪ - 8‬مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشريي النيسابوري‪ ,‬صحيح مسلم ‪ ،‬حتقيق حممد فؤاد عبد‬
‫الباقي‪( ،‬دار إحياء الرتاث العريب بريوت)‪.‬‬
‫‪ - 9‬احلافظ أيب بكر أمحد بن علي بن اثبت اخلطيب البغدادي (ت ‪463‬هـ )‪ ,‬شرف أصحاب‬
‫احلديث ‪ ،‬حتقيق حممد سعيد أوغلي‪.‬‬
‫‪ - 10‬أبو حممد عبد هللا بن مسلم ابن قتيبة‪ ،‬أتويل خمتلف احلديث والرد على من يريب يف األخبار‬
‫املدعى عليها التناقض‪ ,‬حتقيق أبو أسامة سليم بن عيد اهلاليل السلفي األثري‪( ،‬دار ابن القيم ودار‬
‫ابن عفان)‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ - 11‬دون اسم‪ 3 ,‬سبتمرب ‪2002‬م‪ ,‬املوقع ‪shorturl.at/hmRU5‬‬
‫‪ - 12‬عبد اجمليد حممود (‪ ،)1979‬االجتاهات الفقهية عند أصحاب احلديث يف القرن الثالث‬

‫اهلجري‪( ،‬مصر‪ ،‬مكتبة اخلاجني)‪ ،‬صفحة ‪ّ .642-641‬‬


‫بتصرف‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ - 13‬حممد فؤاد حممد سواري‪ ،‬كتاب مدخل إىل دراسة الفقه اإلسالمي ‪2022‬طبعة اثنية منقحة‬
‫‪ - 14‬مناع القطان‪ ،‬اتريخ التشريع اإلسالمي‪ ،‬سنة النشر‪2001 :‬‬
‫‪ - 15‬حممد بن عبد هللا ابمجعان‪ ,‬السنة النبوية املصدر الثاين للتشريع اإلسالمي ومكانتها من‬
‫حيث اإلحتجاج والعمل‪( ,‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف ابملدينة املنورة‪ ,‬دون طبعة)‪.‬‬
‫‪ - 16‬حممد حسن عبد الغفار‪ ,‬تيسري أصول الفقه للمبتدئني‪( ,‬دروس صوتية قام بتفريغها موقع‬
‫الشبكة اإلسالمية‪ ,‬دون طبعة)‬
‫‪ - 17‬أبو عبد هللا بدر الدين حممد بن عبد هللا بن هبادر الزركشي‪ ,‬البحر احمليط يف أصول الفقه‪,‬‬
‫(دار الكتيب‪ ,‬ط‪ .‬األوىل‪١٤١٤ ،‬هـ ‪١٩٩٤ -‬م)‬
‫‪ - 18‬علي مجعة حممد عبد الوهاب‪ ،‬مفيت الداير املصرية‪ ,‬املدخل إىل دراسة املذاهب الفقهية‪( ,‬دار‬
‫السالم – القاهرة‪ ,‬ط‪ .‬الثانية‪ ١٤٢٢ ،‬هـ ‪ ٢٠٠١ -‬م)‬
‫‪ - 19‬خالد عبد اجلابر الصلييب‪ ،‬اإلمام الشافعي بني مدرسيت الرأي واحلديث (غزة‪ ،‬فلسطني‪ :‬جملة‬
‫جامعة الزيتونة االردنية للدراسـات القانونية‪2021 ،‬م)‬
‫‪ - 20‬محيدان بن عبد هللا بن حممد احلميدان‪ ،‬املدارس الفقهية يف عصر التابعني «أهل احلديث» و‬
‫«أهل الرأي» ‪ :‬قراءة نقدية يف مراجع اتريخ الفقه اإلسالمي احلديثة (اململكة العربية السعودية‪ :‬جملة‬
‫جامعة امللك سعود ‪1992‬م)‪.‬‬

‫‪21‬‬

You might also like