Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 23

‫تمهيد‬

‫تعريف القلق‬ ‫‪-1‬‬


‫أعراض القلق‬ ‫‪-2‬‬
‫أسباب وعوامل القلق‬ ‫‪-3‬‬
‫انواع القلق‬ ‫‪-4‬‬
‫التمييز بين الخوف والقلق‬ ‫‪-5‬‬
‫مراحل اإلصابة بمرض القلق‬ ‫‪-6‬‬
‫انتشار القلق‬ ‫‪-7‬‬
‫مستويات القلق‬ ‫‪-8‬‬
‫نظريات المفسرة للقلق‬ ‫‪-9‬‬
‫عالج القلق‬ ‫‪-10‬‬
‫تشخيص القلق‬ ‫‪-11‬‬
‫خاتمة‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫يحلو لكثير من الفالسفة المعاصرين ‪ ،‬وشعراء هذا العصر وأدبائه أن يص‪33‬فوا عص‪33‬رنا ه‪33‬ذا‬
‫أنه عصر القلق ‪ .‬لكن الحقائق التاريخية تبين لن‪33‬ا أن القل‪33‬ق ش‪33‬عور ق‪33‬د عرف‪33‬ه األق‪33‬دمون كم‪33‬ا‬
‫عرفناه ‪ .‬كذلك أختبر األقدمون المخاوف المرضية وعانوا منها نع‪33‬اني نحن ‪ .‬فمفه‪33‬وم القل‪33‬ق‬
‫إذن ليس جديداً من صنع علم‪33‬اء النفس المعاص‪33‬رين ‪.‬ومايرتب‪33‬ط ب‪33‬القلق من مف‪33‬اهيم ك‪33‬الجزع‬
‫والخوف والهم والتوجس أشياء سادت أفك‪33‬ار الن‪33‬اس وس‪33‬يطرت على مش‪33‬اعرهم في مختل‪33‬ف‬
‫عص‪33‬ورهم الحض‪33‬ارية ‪ .‬وح‪33‬اولوا مثلن‪33‬ا أن يفس‪33‬روها ‪ ،‬وح‪33‬اولوا مثلن‪33‬ا أن يج‪33‬دوا طريق‪33‬ا ً‬
‫لعالجها ‪ .‬ويؤكد لنا علماء التاريخ مثالً أن فكرة الخلود التي ملكت عقول الفراعنة ودفعتهم‬
‫لبناء األهرامات الش‪33‬امخة والمعاب‪33‬د المهيب‪33‬ة ق‪33‬د ق‪33‬امت على ه‪33‬ذا الش‪33‬عور األب‪33‬دى ب‪33‬القلق من‬
‫الموت والخوف من الفناء ‪.‬‬
‫ويبدو أن العرب لم يكتفوا بوصف القلق وشرحه ‪ ،‬بل اهتموا أيضا بعالجه كما ك‪3‬انت تع‪3‬الج‬
‫الهموم والمشكالت النفسية األخرى بالطرق الطبية المعروفة لهم أنذاك ‪ .‬وقد تف‪33‬وق الط‪33‬بيب‬
‫الفيلسوف « ابن سيناء على غيره من األطباء في الشرق والغرب عندما تنبه إلى م‪33‬ا يترك‪33‬ه‬
‫القلق واالنفعاالت على الجسم ووظائفه من تغيرات ‪.‬‬
‫تعريف القلق ‪:‬‬
‫تع‪33‬دد تع‪33‬اريف القل‪33‬ق نظ‪33‬را الختالف وجه‪33‬ات النظ‪33‬ر و آراء الب‪33‬احثين ال‪33‬ذين تن‪33‬اولوا ه‪33‬ذا‬
‫الموضوع‪3:‬‬
‫بحيث يرجع رسوخ اس‪3‬تعمال مفه‪3‬وم القلـق في علـم النفس إلى س‪33‬يغموند فروي‪33‬د ‪Freud.S‬‬
‫)‪ (1894‬حين فصل عصاب القلق عن مجموعـة أمـراض ال‪33‬وهن العص‪33‬ابي ‪،‬واعت‪33‬بر القل‪33‬ق‬
‫أساس ك‪3‬ل األم‪3‬راض العص‪33‬ابية وه‪3‬و في نظ‪33‬ره الظ‪3‬اهرة األساس‪33‬ية والمش‪33‬كلة الرئيس‪3‬ية في‬
‫العصاب‪ ،‬ويعرفه على أنه (هو حالـة الخـوف الغامض الشديد الذي يتملك الفرد ويس‪33‬بب ل‪33‬ه‬
‫الكثير من االنقباض والضيق واأللم ‪ .‬نالحظ أن هذا في مايخص القل‪33‬ق العص‪33‬ابي ام‪33‬ا القل‪33‬ق‬
‫العادي فعرفه فرويد "خوف من خطر خارجي معروف ك‪33‬الخوف من حي‪33‬وان مف‪33‬ترس و من‬
‫أمور معقولة "‪.‬‬
‫أي أن القلق سببه مجهول يؤثر علـى الفـرد ‪ .‬يسبب له حال‪33‬ة من التش‪33‬تت وع‪33‬دم االطمئن‪33‬ان‬
‫ويعرف‪33‬ه فخ‪33‬ري ال‪33‬دباغ (‪ )1983‬بأن‪33‬ه ش‪33‬عور ع‪3‬ام مبهم ب‪33‬الخوف والت‪33‬وجس والت‪33‬وتر‪ ،‬دون‬
‫إدراك المص‪33‬در الخ‪33‬وف‪ ،‬ويك‪33‬ون مص‪33‬حوب بأحاس‪33‬يس حس‪33‬مية تتك‪33‬رر بين الحين و اآلخ‪33‬ر‬
‫يشكل في الصدر أو التنفس أو تسرع في نبضات القلـب ) (‪)-96‬‬
‫ويعرفه احمد عكاشة على انه‪( :‬شعور عام غامض غير مسار بالتوجس والخ‪33‬وف و التحف‪33‬ز‬
‫و التوتر مصحوب عادة ببعض األحاس‪3‬يس الجس‪3‬مية خاص‪3‬ة زي‪3‬ادة نش‪3‬اط الجه‪3‬از العص‪3‬بي‬
‫اإلرادي) هذا يعني أن الشخص المصاب بهذا االض‪33‬طراب ال ي‪33‬درك مص‪33‬در القل‪33‬ق و تك‪33‬ون‬
‫حالته النفسية غير مستقرة كما تصاحبه تغيرات غ‪33‬ير طبيعي‪33‬ة تش‪33‬مل بعض األحاس‪33‬يس على‬
‫مستوى المعدة ‪ ،‬الصدر ‪ ،‬القلب ‪ ،‬مع صداع على مستوى الرأس‪" .‬القلق بأنه اتزعاج نفسي‬
‫حسبي في النفس مميز بالتخوف من ‪ G.M Taylor‬يعرف تايلر الخطر مع االحساس بع‪33‬دم‬
‫الطمأنينة و مصيبة على وشك الوقوع"‪(... .‬نعيم الرفاعي ص ‪.)261‬‬
‫أما راجح أحمد عزت فيعرفه ‪( :‬القلق حالة من االنفع‪33‬ال يش‪33‬ير إلى وج‪33‬ود خط‪33‬ر داخلي أو‬
‫خارجي شعوري أو الشعوري يهدد الذات وج‪33‬وهره في‪33‬ه ‪ ،‬االنتظـار والتوق‪33‬ع و العج‪33‬ز عن‬
‫الهرب‪ ،‬والقلق الفعال مركب من الخوف واأللم وتوقع الشر)‪19933(.‬ص‪)18‬‬
‫ويعرف مسمرمان (‪ )Masserman‬القلق بأنـه (حالـة مـن التوتر الشامل ال‪33‬ذي ينش‪33‬أ خالل‬
‫صراعات الدوافع ومحاوالت الفرد للتكيـف‪ ،‬ومعنى ذلك أن القلق ما هو إال مظهر للعمليات‬
‫االنفعالية المتداخلة التي تحدث خالل اإلحباط والصراع‪( 3.‬غيث‪)2006 ،‬‬
‫وباحث آخـر يعـرف القلـق ‪ :‬بأنه إشـارة إنذار بكارثة توشك أن تقـع وإحس‪33‬اس بالض‪33‬ياع في‬
‫موقف شـديد الدافعيـة‪ ،‬مـع عـدم القـدرة على التركيز‪ ،‬والعجز عن الوصول إلى حل مثم‪33‬ر‪،‬‬
‫هذا باإلضافة إلى ما يرافق ذلك مـن مـظـاهر االضطراب‪ 3‬البدني‪( .‬العناني‪)2005 ،‬‬
‫و معنى ذلك أن القلق ما ه‪33‬و اال مظه‪33‬ر للعملي‪33‬ات االنفعالي‪33‬ة المتداخل‪33‬ة و ال‪33‬تي تح‪33‬دث خالل‬
‫االحباط و الصراع‪3.‬‬
‫أما عن المعجم النفسي في جزئه الخامس فيرى "أن القلق حالة و جدائي‪33‬ة تتم‪33‬يز بعاطف‪33‬ة من‬
‫شغال البال و فقدان األمن و االضطراب الجسمي و النفسي و توقع خط‪33‬ر غ‪33‬ير مح‪33‬دد يق‪33‬ف‬
‫الفرد أمامه حائر"‪(... . .‬سيغموند‪ 3‬فروید ط‪ 4.1989‬ص‪ .)04‬كما يرى هلج‪33‬رد ‪Helgerd‬‬
‫"أن القلق هو عبارة من العبارات اللغوية العامة يشير الى حالة من توقع الش‪33‬ر أو الخط‪33‬ر و‬
‫االهتمام الزائد و عدم الراح‪33‬ة و االس‪33‬تقرار في حي‪33‬اة الف‪33‬رد الداخلي‪33‬ة و ه‪33‬و ن‪33‬وع خ‪33‬اص من‬
‫الخوف تجاه موضوع غامض و مهم‪(... .‬کمال‪ 3‬الدسوقي ‪ 1974‬ص‪.)263‬‬
‫القلق خطر ذاتي رمزي‪ ،‬توقع عام بتهدي‪33‬د أو خط‪33‬ر ش‪33‬ائع وغ‪33‬ير مؤك‪33‬د‪ ،‬كم‪33‬ا أن‪33‬ه استش‪33‬ارة‬
‫متزايدة وتيقظ‪ ،‬لكنه ليس طارنا‪ ،‬وشديد وترتفع فيه االستثارة بشكل حاد‪.‬‬
‫كما يعرف على أنه‪ :‬هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهدي‪33‬د خط‪33‬ر فعلي أو رم‪33‬زي‬
‫قد يحدث‪ ،‬ويصاحبها أعراض نفسية جس‪33‬مية‪ .‬القل‪3‬ق عب‪33‬ارة على مش‪3‬اعر وأحاس‪33‬يس غريب‪3‬ة‬
‫مؤلمة‪ ،‬تنجم عن ع‪33‬دم االنس‪33‬جام والتواف‪33‬ق‪ .‬وت‪33‬رد عن الم‪33‬رء حين ال يس‪33‬تطيع أن يوف‪33‬ق بين‬
‫دوافعه وحاجاته والواقع الذي يعيش فيه والظروف المحيطة به‪.‬‬
‫نستنتج من كل ما سبق من التعاريف أن فرويد يعتبر القلق احساس غير واضح أم‪33‬ا ه‪33‬رري‬
‫فيميزه بالصيغة الذاتية و أنه يهدد مكونات الشخصية‪.‬‬
‫أما ماسرمان فهو يرى أن للقلق عالقة بالصداع فيما يخص عملي‪33‬ة التكي‪33‬ف و بالنس‪33‬بة ليون‪33‬غ‬
‫فهو يركز على فكرته حول الشعور الجمعي‪.‬‬
‫تالحظ أيضا من خالل هذه التعاريف أن مفهوم القلق ليس محددا تحدي‪33‬دا دقيق‪33‬ا و ه‪33‬ذا نتيج‪33‬ة‬
‫اختالف وجهات النظر للباحثين و صعوبة موضوع القلق و تداخل عناصره‪.‬‬
‫‪ -2‬أعراض القلق ‪:‬‬
‫هناك أعراض متعددة للقلق نذكر منها ‪:‬‬
‫ا – أعراض جسمية ‪ :‬إن األعراض الجسمية للقلق المرضي هي أكثر األع‪33‬راض انتش‪33‬ارا‬
‫حيث أن جمي‪33‬ع أعض‪33‬اء الجس‪33‬م الداخلي‪33‬ة مرتبط‪33‬ة بالجه‪33‬از العص‪33‬بي اإلرادي ال‪33‬ذي يحرك‪33‬ه‬
‫الهيبوتلالموس المتصل مراكز االنفعال وقد ي‪33‬ؤدي االنفع‪33‬ال إلى تنبي‪33‬ه ه‪33‬ذا الجه‪33‬ار وظه‪33‬ور‬
‫أعراض عضوية في الجسم‪ ،‬كم‪33‬ا أن الم‪33‬ريض ق‪33‬د يكبت االنفع‪33‬ال وال يظه‪33‬ر إال األع‪33‬راض‬
‫العضوية ‪ ،‬وأهم هذه األعراض ‪:‬‬
‫‪ -‬أعراض مرتبطة جهاز القلب الدوري‪ :‬مثل أالم عصية فوق القلب أو في الناحي‪33‬ة اليس‪33‬رى‬
‫من الصدر فرط الحساسية لسرعة كل من دقات القلب ‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -‬أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي ‪ :‬فقدان الشهية عسر الهضم‪ ،‬صعوبات األكل ص‪33‬عوبة‬
‫البلع االنتفاخ وأحيانا الغثيان واإلسهال ‪،‬أو اإلمساك وألم في المعدة‪.‬‬

‫أعراض مرتبطة بالجهاز التنفسي‪ :‬الش‪3‬كوى من س‪3‬رعة النفس ‪ ،‬التح‪3‬ال و التنهي‪3‬دات‬ ‫‪-‬‬
‫المتكررة‪ ،‬الشعور بضيق الصدر وعدم القدرة على استنشاق الهواء‪.‬‬
‫– أعراض مرتبط‪33‬ة بالجه‪33‬از العض‪33‬لي ولكي ‪ :‬آالم عض‪33‬لية في الس‪33‬اقين وال‪33‬ذراعين‬ ‫‪-‬‬
‫والظه‪33‬ر والرقب‪33‬ة‪ ،‬اإلعي‪33‬اء واإلهم‪33‬اك الحـدي ‪ ،‬الت‪33‬وتر وظرك‪33‬ات العص‪33‬ية الرعش‪33‬ة‬
‫واالرتجاف في الصوت‪3.‬‬
‫أعراض مرتبطة بالجهاز البولي التناسلي ‪ :‬كثرة التبول‪ ،‬اإلحـــاس الـدال بض‪33‬رورة‬ ‫‪-‬‬
‫إفراغ المثالية أو االحتباس البولي ‪،‬اضطرابات حسية مختلفة‪.‬‬
‫– أعراض جلدية‪ :‬غالبا م‪3‬ا يك‪33‬ون القل‪33‬ق النفس‪33‬ي ع‪33‬امال أساس‪33‬يا في نش‪3‬أة الكث‪33‬ير من‬ ‫‪-‬‬
‫األمراض الجلدية كحب الشباب ‪ ،‬األكزيما ‪ ،‬الصدفية ‪ ،‬سقوط الشعر‪.‬‬
‫ب – األعراض النفسية و أهمها‪:‬‬
‫الخوف المهم الذي ال مصدر له و ال مبرر وال تفس‪3‬يره حساس‪3‬ية س‪3‬ريعة الهيج ألتف‪3‬ه‬ ‫‪-‬‬
‫األسباب وربما النفور من األصوات و الضوضاء ‪.‬‬
‫– صعوبة في التركيز و النسيان و أحيانا اختالل اآلنية‪ ،‬أي يش‪33‬عر أن‪3‬ه ق‪3‬د تغ‪3‬ير عن‬ ‫‪-‬‬
‫سابق عهده وأن العالم قد تغير من حوله‪.‬‬
‫فقدان الشهية للطعام مع فقدان الوزن وحاالت أخرى من السمنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األرق واضطرابات النوم و الكوابيس ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخ‪33‬وف من الجن‪33‬ون ‪ ،‬وخاص‪33‬ة عن‪33‬دما تك‪33‬ون حالت‪33‬ه مص‪33‬حوبة ب‪33‬أعراض الحــــر‬ ‫‪-‬‬
‫القه‪333‬ري ق‪333‬د ت‪333‬ؤدي حال‪333‬ة القل‪333‬ق الم‪333‬ؤمن و المتك‪333‬رر إلى اإلعي‪333‬اء و الكآب‪333‬ة و‬
‫القنوط ‪،‬ومحاولته اله‪33‬روب من الواق‪33‬ع المري‪33‬ر ق‪33‬د يلج‪33‬أ إلى الخم‪33‬ر وتن‪33‬اول العق‪33‬اقير‬
‫المنومـة والمهدئة‪.‬‬
‫األعراض السيكوسوماتية‪:‬‬
‫ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬الذبحة الصدرية جلط‪33‬ة الش‪33‬رايين ‪ ،‬الرب‪33‬و الروم‪33‬اتيزم ‪ ،‬الب‪33‬ول الس‪33‬كري‬
‫زي‪33‬ادة اف‪33‬راز و اض‪33‬طرابات الغ‪33‬دة الدرقي‪33‬ة قرح‪33‬ة المع‪33‬دة و األن‪33‬ثى عش‪33‬ر‪ ،‬الته‪33‬اب القول‪33‬ون‬
‫القرحي‪ ،‬االمساك المزمن و االسهال المزمن ‪ ،‬الص‪33‬داع النص‪33‬في ‪ ،‬الس‪33‬منة ‪ ،‬فق‪33‬دان الش‪33‬هية‬
‫األمراض الجلدية ‪ ،‬حاالت الهستيرية التحويلية ‪ ،‬الصداع و وج‪33‬ع الظه‪33‬ر ‪ ،‬التعب ‪ ،‬ال‪33‬برود‬
‫الجنس‪333‬ي و اض‪333‬طرابات الطمث و العقم و الس‪333‬رطان ‪ ،‬و التع‪333‬رض لالختن‪333‬اق‪(... .‬نفس‪3‬‬
‫المرجع‪ .‬ص ‪.)252‬‬
‫‪ .3‬أسباب القلق‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن أحد مصادر القلق هو ك‪3‬ون االنس‪3‬ان كائن‪3‬ا مفك‪3‬را واعي‪3‬ا بوج‪3‬وده و فنائ‪3‬ه‬
‫فوجود االنسان في الحياة يعتبر مصدر للقلق فال يسلم منه و انما هناك فروق بين الن‪33‬اس في‬
‫الدرجة و المعاناة و األسباب التي جعلتهم يص‪3‬ابون ب‪3‬ه‪ .‬و على ال‪33‬رغم من وج‪3‬ود اختالف‪3‬ات‬
‫وجوه النظر حول تفسیر مصدر و س‪33‬بب القل‪33‬ق و منش‪33‬أه اال أن هن‪33‬اك اتف‪33‬اق في ال‪33‬رأي ب‪33‬أن‬
‫القلق يرجع منشأه الى عدة أسباب وأسس رئيسية و هي‪:‬‬
‫األساس الوراثي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تشير نتائج الفحوص الطبية و نتائج الدراسات الكالسيكية ال‪33‬تي ق‪33‬ام به‪33‬ا المختص‪33‬ون بوج‪33‬ود‬
‫اساس جيني الضطرابات القلق و ذلك أن نسبة (‪ 75-15‬بالمائة) من أقارب مرض‪33‬ي القل‪33‬ق‬
‫هم أيض‪33‬ا مص‪33‬ابون ب‪33‬القلق أو يحمل‪33‬ون بعض ص‪33‬فات القل‪33‬ق و بالمقارب‪33‬ة ف‪33‬إن مع‪33‬دل اص‪33‬ابة‬
‫التوائم المتماثلة هو (‪ 90-80‬بالمائ‪33‬ة) و من (‪ )15-10‬من الت‪33‬وائم الغ‪33‬ير الحقيق‪33‬يين‪ .‬ك‪33‬ذلك‬
‫أوضحت دراسة العائالت أن ‪ 15‬بالمائة من أباء و اخوة المصابين ب‪33‬القلق يع‪33‬انون من نفس‬
‫الم‪33‬رض و ق‪33‬د وج‪33‬د ك‪33‬ل من سيلتروش‪33‬يلير (‪ )1969-1962‬أن نس‪33‬بة القل‪33‬ق في الت‪33‬وائم‬
‫المتشابهة تصل الى ‪ 50‬بالمائ‪33‬ة و أن ‪ 65‬بالمائ‪33‬ة يع‪33‬انون من بعض س‪33‬مات القل‪33‬ق أم‪33‬ا عن‪33‬د‬
‫الت‪33‬وائم غ‪33‬ير الحقيقي‪33‬ة فك‪33‬انت ‪ 4‬بالمائ‪33‬ة فق‪33‬ط أم‪33‬ا س‪33‬مات القل‪33‬ق فق‪33‬د ظه‪33‬رت بح‪33‬والي ‪13‬‬
‫بالمائة‪(... .‬أديب‪ 3‬محمد الخالدي ‪ 12006‬ص‪.)201‬‬
‫و لهذه العوامل و االحصائيات قدر علماء النفس أن الوراث‪3‬ة تلعب دورا فع‪3‬اال في االس‪3‬تعداد‬
‫لإلص‪33‬ابة ب‪33‬المرض حيث يول‪33‬د الف‪33‬رد باس‪33‬تعداد وراثي في جه‪3‬ازه العص‪33‬بي لإلص‪33‬ابة ب‪3‬القلق‬
‫النفسي و تظهر أعراض المرض عند تعرضه لإلجهاد أو شدة االنفع‪33‬ال أو ح‪33‬االت االحب‪33‬اط‬
‫أو فقدان األمن النفسي أو غيرها من العوامل المؤدية لظهور أو بروز القل‪33‬ق و احكام‪33‬ه على‬
‫االفرد‪.‬‬
‫األسس الفيزيولوجية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تنشأ أسباب القلق النفسي من زيادة في نشاط الجهاز العصبي الالإرادي بنوعيه السمبتاوي و‬
‫الباراسمبتاوي و من ثم تزيد نسبة األدرينالين و دورها في الدم و من عالمات تنبي‪33‬ه الجه‪33‬از‬
‫السمبثاوي أن يرتفع ضغط الدم و تزاي‪33‬د ض‪33‬ربات القلب تجح‪33‬ظ العي‪33‬نين و ي‪33‬ترك الس‪33‬كر في‬
‫الكبد و تزيد نس‪33‬بته في ال‪33‬دم‪(... .‬محم‪33‬د أديب‪ ،‬مرج‪33‬ع س‪33‬ابق ص‪ .)199‬ان المرك‪33‬ز األعلى‬
‫لتنظيم الجهاز العصبي الالإرادي هو الهيبوثالموس‪ 3‬و ه‪33‬و مرك‪33‬ز التعب‪33‬ير عن االنفع‪33‬االت و‬
‫على اتص‪33‬ال دائم ب‪33‬المخ الحش‪33‬وي و ال‪33‬ذي ه‪33‬و مرك‪33‬ز االحس‪33‬اس باالنفع‪33‬ال ك‪33‬ذلك ف‪33‬إن‬
‫الهيبوتالم‪33‬وس‪ 3‬على اتص‪33‬ال بقش‪33‬رة المخ لتلتفي التعليم‪33‬ات منه‪33‬ا للتكي‪33‬ف بالنس‪33‬بة للمنبه‪33‬ات‬
‫الخارجية كل هذا يجعلنا نؤمن أنه من الممكن التأثير في االنفعاالت المختلفة خصوصا القلق‬
‫و االكتئاب بايجاد نوع من التوازن في هذه المواصالت‪ 3‬و ذل‪33‬ك ه‪33‬و م‪33‬ا يح‪33‬دث م‪33‬ع العق‪33‬اقير‬
‫المضادة للقلق بل ان الجلسات الكهربائية تحدث تأثيرها بتغير الشحنات الكهربائية و بالت‪33‬الي‬
‫الى المواص‪33‬الت‪ 3‬العص‪33‬بية و أحيان‪33‬ا يلج‪33‬أ األطب‪33‬اء النفس‪33‬يون الى قط‪33‬ع األلي‪33‬اف العص‪33‬بية‬
‫الموصلة بين قشرة المخ و الهيبوثالموس و المخ الحشري لتقليل االنفعاالت الش‪33‬ديدة و ذل‪33‬ك‬
‫عن طريق عملية جراحية كما يؤكد محمود حمودة أن للقلق عوامل بيولوجية مسببة لحدوث‪33‬ه‬
‫و نفسر ذلك بأن نجاح عالج الهلع بمضادات االكتئاب شجع البحث في الن‪33‬واحي البيولوجي‪33‬ة‬
‫و الحظ اآلتي‪:‬‬
‫‪ _1‬تبل‪3‬د في اس‪3‬تجابة هرم‪3‬ون النم‪3‬و عن‪3‬د التنش‪3‬يط بواس‪3‬طة الكاون‪3‬دين و نقص في هرم‪3‬ون‬
‫البروالكتين و نقص االستجابة بهرمون منشط الغدة الدرقية‪.‬‬
‫‪ _2‬حقن الكتئاب الصوديوم وريديا يحدث نوبات هلع في ‪ 70‬بالمائة من مرض القلق الحاد‬
‫و ‪ 5‬بالمائة فقط من األسوياء حيث أن االكتئاب يحدث زيادة غير عادية في النمو ادرين‪33‬الين‬
‫للمرض الذين لديهم قابلية و استوحت هذه الفكرة من أن مرض القلق لديهم ق‪33‬در ض‪33‬عيفة في‬
‫أداء التمارين الرياضية و يكون لديهم حمض األكتيك أكثر من األسوياء و أحيانا يحدث لهذه‬
‫نوبات هلع بعد التمارين الرياضية‪.‬‬
‫‪ _3‬استنشاق ثاني أكسيد الكربون بواس‪33‬طة األش‪33‬خاص ذو القابلي‪33‬ة للقل‪33‬ق و الهل‪33‬ع و رغم أن‬
‫اآللي‪33‬ة في ذل‪33‬ك غ‪33‬ير محدوف‪33‬ة إال أن ث‪3‬اني أكس‪3‬يد الكرب‪3‬ون يزي‪3‬د من نش‪3‬اط خالي‪33‬ا الموض‪33‬ع‬
‫األزرق‪.‬‬
‫‪ _4‬دراسة تدفق المخ كشفة زيادة الدم المت‪33‬دفق لنص‪33‬ف المخ األيمن غ‪33‬ير الس‪33‬ائد و المنطق‪33‬ة‬
‫المجاورة لغدة أمون في مرض اضطراب الهلع ال‪33‬ذين ل‪33‬ديهم نت‪33‬ائج موجب‪33‬ة في اختي‪33‬ار حقن‬
‫االكتئاب كما لوحظ أن زيادة أيض المخ لدى هؤالء المرضى و هذه النت‪33‬ائج ليس‪33‬ت موج‪33‬ودة‬
‫في مرض‪33‬ى اض‪33‬طراب الهل‪33‬ع الس‪33‬الين في اختب‪33‬ار االكتئ‪33‬اب و األس‪33‬وياء أيض‪33‬ا‪(... .‬أحم ‪3‬د‪3‬‬
‫عكاشة(‪206‬‬
‫‪ -5‬لوحظ بروز الصمام المترالي في ‪ 50‬بالمائة من مرضى القلق بينم‪33‬ا وج‪33‬وده في عام‪33‬ة‬
‫الناس ‪ 5‬بالمائة فتج و يبدو أن الصمام الميترالي و اضطراب الهلع لهما أساس جي‪33‬ني واح‪33‬د‬
‫وهما أكثر لدى اآليات منهما لدى الذكور و عند فحص المريض و فحص قلبه عند المريض‬
‫بالقلق الحاد يرسم المعول الكهربائي للقلب و ب‪33‬روز الص‪33‬مام و ل‪33‬ذا يجب عم‪33‬ل استقص‪33‬اءات‬
‫للغدة الدرقية كما أكدت النتائج التحارب المخبرية وجود أساس فيزيولوجي للقل‪33‬ق إذ أش‪33‬ارت‬
‫بحوث زيادة في افرازات مواد معينة في نهاي‪33‬ات األعص‪33‬اب تس‪33‬مى عن‪33‬دما يك‪33‬ون الف‪33‬رد في‬
‫حالة القلق‪(... .‬محمد حمودة‪ Cati-Cholamine‬كاتيكوالمين‪ 1998‬ص‪.)82‬‬
‫و يوك‪33‬د (ش‪33‬يهام ) على أن القل‪33‬ق ن‪33‬اتج عن اف‪33‬راط نهاي‪33‬ات األعص‪33‬اب في الجه‪33‬از العص‪33‬بي‪3‬‬
‫المرك‪33‬زي في نش‪33‬اطها الكهرب‪33‬ائي حين تعم‪33‬ل بس‪33‬رعة بالغ‪33‬ة و اس‪33‬راف في انت‪33‬اج التنبيه‪33‬ات‬
‫العصبية‪3.‬‬
‫من هنا يظهر أن األساس الف‪3‬يزيولوجي‪ 3‬يلعب دورا رئيس‪3‬يا في ظه‪3‬ور االض‪3‬طراب القل‪3‬ق و‬
‫استحاله عند األفراد ‪ (...‬أحمد األديب الخالدي ص‪.)202-201‬‬
‫كما يوجد سبب آخر و هو األساس السيكولوجي النفسي الذي يعد هو أيضا أساس‪3‬ا هام‪3‬ا كم‪3‬ا‬
‫سنرى فيما يلي‪:‬‬
‫األساس السيكولوجي‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تشير كتابات المتحدثين عن اضطراب القلق و تؤك‪33‬د نت‪33‬ائج الدراس‪33‬ات النفس‪33‬ية و االكلينيكي‪33‬ة‬
‫بأن أسباب مرض القلق تزهر في صورة نوبات تزداد شدتها عبر مراح‪33‬ل مختلف‪33‬ة يم‪33‬ر به‪33‬ا‬
‫الفرد المصاب ب‪33‬القلق و أن ه‪33‬ذه النوب‪33‬ات هي بمثاب‪33‬ة دفاع‪33‬ات غ‪33‬ير ناض‪33‬جة ض‪33‬د النزع‪33‬ات‬
‫البعصية أو الباعثة للقلق مقترنة بحيرات مؤلمة كفقدان األمن النفسي كم‪33‬ا ب‪33‬ری ب‪33‬یر داك‪33‬ور‬
‫أنه عادة ما يحدث الصداع الداخلي نوعا من القلق ‪ ،‬و يمكن أن يكون هذا الص‪33‬داع موج‪33‬ودا‬
‫في الش‪33‬عور التح‪33‬تي فالش‪33‬خص يالح‪33‬ظ قلق‪33‬ه لكن ال يس‪33‬تطيع اعطائ‪33‬ه أي س‪33‬بب اذن ال يجب‬
‫ترشيد هذا النوع من القلق و لكن البد من البحث عن األسباب العميقة هذا أوال‪.‬‬
‫و ثاني‪33‬ا ان الض‪33‬غينة المكتوب‪33‬ة ك‪33‬ذلك س‪33‬بب ينتج عن‪33‬ه القل‪33‬ق و هي تظه‪33‬ر ع‪33‬ادة في المحي‪33‬ط‬
‫العائلي و المهني اذا كان األب مهيمنا و مسيطرا و مسلطا فمن الطبيعي أن ينشأ عن‪33‬د الف‪33‬رد‬
‫الضغينة و الحقد و لكن س‪33‬رعان م‪33‬ا تكبت ه‪3‬ذه المش‪3‬اعر قب‪33‬ل وص‪33‬ولها الى الش‪3‬عور بس‪33‬بب‬
‫وجود األعلى الذي يمنع التمرد على الوالدين منتج عنه القلق‪.‬‬
‫ثالثا يولد القلق عندما يهدد االندفاع حاجة حيوية بيولوجية كالجنس مثال عدم اشباعه برغبته‬
‫البيولوجي‪33‬ة أو تمدي‪33‬د تل‪33‬ك الرغب‪33‬ة ينتج عن‪33‬ه قل‪33‬ق ش‪33‬ديد ال ينتمي إال بإش‪33‬باع تل‪33‬ك الرغب‪33‬ة‪...‬‬
‫(بوجاي محمد الشريف ص‪.)263‬‬
‫بينما تحدد النظرية السلوكية األساس النفسي للقلق على أنه استجابة متكاملة أما من النم‪33‬وذج‬
‫والدي أو من اشراط كالسيكي‪.‬‬
‫يشير (شید و انذلر ‪ )1974‬الى أنواع معين‪33‬ة من الج‪33‬وانب و المواق‪33‬ف النفس‪33‬ية ال‪33‬تي تك‪33‬ون‬
‫مسؤولية عن اثارة مشاعر القلق لدى الفرد كالعالقات الشخص‪33‬ية الخاص‪33‬ة‪ .‬و توض‪33‬ح نت‪33‬ائج‬
‫البح‪33‬وث الى التمي‪33‬يز بين أن‪33‬واع القل‪33‬ق من ش‪33‬دته‪ .‬و تك‪33‬راره )‪Shedltshrys endter, 3...‬‬
‫‪(.1974.p30‬‬
‫القلق والعمر‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫هنـاك تناقص مستمر ومتسـق للقـلـق مـن المراهق‪33‬ة ح‪33‬تى المراح‪33‬ل المبك‪33‬رة من النض‪33‬ج‪ ،‬ثم‬
‫المي‪33‬ل إلى االرتف‪33‬اع بع‪33‬د عم‪33‬ر (‪ )65‬عام‪33‬ا‪ ،‬أمـا القـلـق المرض‪33‬ي فينتش‪33‬ر في الطفول‪33‬ة‬
‫والمراهقة‪ ،‬ويأخذ القلق في الطفولة أشكال تختلف عن الرشد‪ ،‬وفي القلق المزمن ي‪33‬ؤدي إلى‬
‫اضطراب في العادات مثل قضم األظافر‪،‬مص اإلصبع‪،‬التبول الالإرادي‪3.‬‬
‫الفروق بين الجنسين في القلق‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ال يوجد دراسات توضع القلق بين الجنسين‪ ،‬ولكن يحتمل أن اإلناث أعلى في مستوى القل‪33‬ق‬
‫من الذكور‪ .‬أما لي‪3‬ف ي‪33‬ذكر أن انتش‪33‬ار االض‪33‬طرابات النفس‪33‬ية بم‪3‬ا فيه‪33‬ا القلـق يختل‪3‬ف تبعـا‬
‫للجنس‪ ،‬فالنساء أكثر عرضة واستعداد للقلق المرضي من الرجال‪ ،‬ولكن مستوى م‪33‬ا يحدث‪33‬ه‬
‫القلق لديهن من آثار وعجز أعلى قليال من الرجال‪ ،‬وأنواع القلق مرتبطة ب‪33‬الحيض والحم‪33‬ل‬
‫والوالدة وسن اليأس‪ ،‬باإلضافة إلى أن المجتمع قد فرض صراع األدوار بالنسبة للم‪33‬رأة‪ ،‬أو‬
‫عرضها للعديد من الضغوطات أكثر من الرجال‪.‬‬
‫‪ -4‬أنواع القلق‪:‬‬
‫‪ -1‬القلق العصابي‪:‬‬
‫هو خوف غ‪33‬امض يكمن داخ‪33‬ل الش‪33‬خص وينت‪33‬ا من ص‪33‬راعات ال ش‪33‬عورية داخ‪33‬ل الف‪33‬رد بين‬
‫دوافع الهوا وبين القيود المفروضة من قبل األنا واألنا األعلى ويقس‪33‬م فري‪33‬د القل‪33‬ق العص‪33‬ابي‬
‫إلى ثالثة أنواع‪ :‬القلق الهائم الطلي‪33‬ق‪ ،‬وقل‪33‬ق المخ‪33‬اوف المرض‪33‬ية‪ ،‬وقل‪33‬ق المس‪33‬تقبل‪( .‬ص‪33‬الح‬
‫ظافر العمري‪ ،2011 ،‬ص ص‪)13‬‬
‫و يميز فرويد ثالث أشكال من القلق العصبي‪3:‬‬
‫أ_ القلق العام‪ :‬صورة القلق واضحة فهو ليس له عالقة بموضوع محدد وهو يرتب‪33‬ط بخ‪33‬برة‬
‫مقلقة أو مزعجة يسميه المعالجون النفسيون حالة القلق العام‪.‬‬
‫ب_ المخاوف المرضية‪ :‬و هي استجابة مقلقة ليس لها صلة بالموضوع الذي أث‪33‬اره الخط‪33‬ر‬
‫الحقيقي المتوقع من موضوع المخاوف هذه و هذا النوع يشبه القلق العام‪.‬‬
‫ت_ قلق التهديد‪ :‬هذا النوع من القلق يرافق بعض اإلنحرافات العصبية كالهيستيريا مثال‬
‫أما سبيلبرجر فيتحدث عن سمة القلق كسمة من سمات الشخصية و هي استعداد ثابت نسبيا‬
‫‪( 3...‬کاستاندا ماك بالرمو‪ ،‬ص‪)6‬‬
‫‪ -2‬القلق الخلقي‪:‬‬
‫وهو قلق نتيجة خطر داخلي من جانب األنا األعلى‪( .‬أسامة فاروق مص‪33‬طفى‪ ،2011 ،‬ص‬
‫‪)333‬‬
‫‪ -3‬القلق الموضوعي‪3:‬‬
‫يراه مقدما هو عبارة عن رد فعل إلدراك خطر خارجي يتوقعه الفرد أو يشعر به أو كما هو‬
‫الحال في قلق التلمي‪33‬ذ المتعل‪33‬ق بالتحص‪33‬يل‪ ،‬أو قل‪33‬ق الف‪33‬رد المتعل‪33‬ق بالنج‪33‬اح في عم‪33‬ل جدي‪33‬د‪.‬‬
‫ويسمى بالقلق الواقعي‪ ،‬أو القلق الص‪33‬حيح أو الس‪33‬وي وه‪33‬و أق‪33‬رب إلى الخ‪33‬وف‪( .‬ه‪33‬دير ع‪33‬ز‬
‫الدين صالح اإلسي‪ ،2014 ،‬ص‪)57‬‬
‫أطلق فرويد في بعض مؤلفاته األخيرة على ذل‪33‬ك الن‪33‬وع من القل‪33‬ق أس‪33‬ماء القل‪33‬ق ال‪33‬واقعي و‬
‫القلق الصحيح و القلق السوي‪ .‬وهذا النوع من القلق أقرب الى الخ‪33‬وف ألن‪3‬ه مص‪3‬دره يك‪3‬ون‬
‫واضح المعالم لدى المصاب فالفرد مثال يش‪33‬عر ب‪33‬القلق (الخ‪33‬وف) اذا م‪33‬ا أق‪33‬ربت من‪33‬ه س‪33‬يارة‬
‫مسر‪ :‬عة أثناء سیر ها في الطريق و هذا ما أرادت أن تبينه كارن هورني عندما اس‪33‬تخدمت‬
‫كلمة الخوف في نفس المع‪33‬نى الس‪33‬ابق‪(... .‬د‪.‬کم‪33‬ال الدوس‪33‬قي‪ ،‬ص‪ .)263‬كم‪33‬ا يعت‪33‬بر بعض‬
‫األخصائيين النفسانيين أن الخوف و القلق العادي غير مرضي ه‪33‬و ذل‪33‬ك القل‪33‬ق ال‪33‬ذي ل‪33‬ه م‪33‬ا‬
‫يبرزه أو له سبب ظاهر معروف يكون هذا المثير خارجيا عن االنسان‪.‬‬
‫فيتحدث عن القلق كحالة عادية تمثل حالة انفعالية مؤقتة هو قضية تنشط‪ Spieleger‬أما في‬
‫مواقف الضغط و الشدة التي ي‪33‬دركها الف‪33‬رد كمواق‪33‬ف لذات‪33‬ه و تنخفض و تختفي ه‪33‬ذه الح‪33‬الى‬
‫التي يدركها الفرد بقدر زوال مصدر التهديد أو امارة التهديد‪.‬‬
‫و من كل هذا نخلص الى القلق ظاهرة انسانية و محرك أولي بسلوك وطاق‪33‬ة دفاعي‪33‬ة للحي‪33‬اة‬
‫النفسية‪ ،‬و هو من ناحية أخرى مكون أساسي الضطرابات الشخصية و لخرافات السلوك‪.‬‬
‫التمييز بين الخوف والقلق‪:‬‬
‫هناك أوجه تشابه بين القلق والخ‪33‬وف ل‪33‬ذا يص‪33‬عب التمي‪33‬يز بينهم‪33‬ا في حـاالت كث‪33‬يرة‪ ،‬وهن‪33‬ا‬
‫نوضح أوجه التشابه بينهما‪:‬‬
‫في كل من الخوف والقلق يشعر الفرد بوجود خطر يهدده‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬كل من الخوف والقلق حالة انفعالية تنطوي على التوتر والضغط‪3.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كل منهما يحفز الفرد لبذل الطاقة لحماية نفسه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كل منهما يصاحبه عدد من التغيرات الجسمية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ويطرح إشكال في التفرقة بين الخوف والقلق‪ ،‬لكن معرفتنا التام‪33‬ة بأنهمـا ع‪33‬ادة م‪33‬ا يكون‪33‬ان‬
‫وحدة ملتصقة‪ ،‬وأن شعور الفرد بالخوف يكون مثال عندما يج‪33‬د س‪33‬يارة مس‪33‬رعة في اتجاه‪33‬ه‬
‫في وسط الطريق يختلف تماما عن شعوره بالقلق‪ ،‬فالخوف فه‪33‬و ذو خط‪33‬ر خ‪33‬ارجي واض‪33‬ح‬
‫المعالم محدود الزم‪33‬ان و المك‪33‬ان ففي حال‪33‬ة الخ‪33‬وف يفض‪33‬ل االنس‪33‬ان أن يك‪33‬ون وس‪33‬ط الن‪33‬اس‬
‫عكس القلق يفضل االنسان الفرد البقاء لوحده‪ 3(... .‬األزرق بوعلو‪،‬ط‪،1989 .1‬ص‪.)86‬‬
‫و القلق عندما يقابل بعض الغرباء الذين ال يستريح لرؤيتهم ‪ ،‬كذلك من الناحيـة الفسيولوجية‬
‫(ف‪333‬الخوف الش‪333‬ديد يص‪333‬احبه نقص في ض‪333‬غط ال‪333‬دم ‪ ،‬وض‪333‬ربات القلب و ارتخ‪333‬اء في‬
‫العضالت ‪،‬مما يؤدي أحيانا إلى حالة إغماء‪ ،‬أما القلق الشديد فيصاحبه زيادة في ضغط الدم‬
‫وضربات القلب ‪ ،‬وتوثر بالعضالت مع تحفز وعدم استقرار وك‪3‬ثر فحرك‪3‬ة ‪ ،‬ف‪3‬القلق انفع‪3‬ال‬
‫شديد مركب من الخوف لكنه مختلف عنه فالقلق ال يعرف مصدره بدقة ألنه شعور غ‪33‬امض‬
‫متشعب و خوف أعمى يحيط باإلنسان من جهة ‪ ،‬لكن ليس له و ألسبابه وجود ملموس ‪.‬‬
‫وتستطيع تلخيص االختالف السيكولوجي بين القلق و الخـوف في الحـدول التالي‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ )01‬يوضح االختالف السيكولوجي بين القلق والخوف ‪:‬‬
‫الخوف‬ ‫القلق‬ ‫وجه المقارنة‬
‫معروف‬ ‫غير معروف‬ ‫الموضوع‬
‫خارجي‬ ‫داخلي‬ ‫التهديد‬
‫محدد‬ ‫غامض‬ ‫التعريف‬
‫غير موجود‬ ‫موجود‬ ‫الصراع‬
‫حاد‬ ‫مزمن‬ ‫الديمومة‬

‫‪ .5‬مراحل االصابة بمرض القلق‪:‬‬


‫يمر القلق بمراحل سنة كل مرحلة تتميز بصفات و خاصيات معينة و محددة فيما يلي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪:‬‬
‫حيث تأخذ النوبات في هذه المرحل‪33‬ة من االص‪33‬ابة ‪ Spells‬و هي مرحل‪33‬ة النوب‪33‬ات ب‪33‬المرض‬
‫صورا مختلفة ال تنتاب جميعها الفرد المريض ‪ ،‬أو تجعل حالت‪33‬ه المرض‪33‬ية ينتق‪33‬ل بينهم‪33‬ا‪ ،‬و‬
‫انما بواحدة أو أكثر حسب شدتها و موقع الضعف في تكوينه الفس‪33‬يولوجي مص‪33‬در ش‪33‬كواه و‬
‫هذه النوبات هي‪ -1 :‬نوبات الدوار‪: Dizzyspells‬‬
‫و هي شكوى شائعة في هذه المرحلة من مراحل اصابة الفرد بمرض القلب اذ يص‪33‬ف نفس‪33‬ه‬
‫بأنه على وشك االغماء و فقدان الوعي و يصاحبه الشعور بالغثيان و أحيانا يشعر بالض‪33‬عف‬
‫في األطراف‪.‬‬
‫فقدان التوازن ‪ Imbalance‬‬ ‫‪-2‬‬
‫في ه‪33‬ذه النوب‪33‬ة يحس المص‪33‬اب ب‪33‬القلق و بفق‪33‬دان التثبت و االس‪33‬تقرار على الق‪33‬دمين يمش‪33‬ي‬
‫مترنحا فيضطر الى االستناد الى الحائط أو أي شيء يصادقه ‪ ،‬وت‪33‬زداد النوب‪33‬ة أك‪33‬ثر فيش‪33‬عر‬
‫آن قدميه تلمس األرض على مستويات مختلفة مم‪33‬ا يتوقع‪33‬ه‪ ،‬بحيث تص‪33‬ل الحال‪33‬ة أحيان‪33‬ا الى‬
‫خفض رأسه حتى يرقب مستوى األرض عن كتب يضمن سالمته أثناء الس‪33‬ير و التنق‪33‬ل‪... .‬‬
‫(د نعيم الرفاعي‪ ،‬ص‪.)204‬‬
‫صعوبة التنفس ‪Diffieuculty Breathing‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ينتاب المريض الشعور بصعوبة في التنفس‪ ،‬كصعوبة ادخال القدر المناس‪33‬ب من اله‪33‬واء الى‬
‫الرئتين و احساسه و كأنه الهواء ينفذ أو يتغلغ‪33‬ل ح‪33‬تى يبل‪33‬غ عن‪33‬د البعض من المص‪33‬ابين أنهم‬
‫يحسون بخوف مفاجئ من نسيان كيفية التنفس و الفرد في ه‪33‬ذه الحال‪33‬ة يب‪33‬الغ في التهوي‪33‬ة في‬
‫المكان الذي يوجد فيه فيأخذ قسطا كبيرا من الهواء و يطرد كمية كبيرة من الزفير‪.‬‬
‫خفقات القلب‪Palpitation: ‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الغالبية من المصابين بمرض القلق يشعرون به‪33‬ذا االحس‪33‬اس و هي نوب‪33‬ة تظه‪33‬ر في ص‪33‬ورة‬
‫زيادة في معدل ضربات القلق و سرعاتها و يطلق على هذه الحالة (انقباضات قبل األلوان)‪.‬‬
‫كما أن الغرفتان الرئيس‪33‬يتان في القلب و البطني‪33‬ان و يحص‪33‬ل فيه‪33‬ا اض‪33‬طراب و لكن عض‪33‬لة‬
‫القلب في ه‪3‬ذه النوب‪3‬ة بم‪3‬رض القل‪3‬ق تك‪3‬ون متعجل‪3‬ة و يح‪3‬دث اض‪3‬طراب‪ 3‬خ‪3‬ارج القلب يق‪3‬وم‬
‫بضربتين تعتيهما فترة أطول من المعتاد‪(... .‬د نعيم الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪)204‬‬
‫آالم الصدر‬ ‫‪-5‬‬
‫يشعر المصاب بالقلق من جراء األلم و الضغط على منطق‪33‬ة القلب و غالب‪33‬ا م‪33‬ا يك‪33‬ون عميق‪33‬ا‬
‫داخل صدره من الجهة اليسرى و أسفل الثدي األيسر و قد ينفذ األلم من مكان الثدي األيس‪33‬ر‬
‫الى باطن الصدر و قد يصل الى الظهر‪ ،‬و هن‪33‬اك ن‪33‬وع ث‪33‬اني من األلم يص‪33‬يب أعلى الناحي‪33‬ة‬
‫اليمنى من الصدر و يغوص الى األسفل حتى يصل الى أسفل الثدي األيمن و عن‪33‬دما يص‪33‬ف‬
‫المصاب نفسه جراء هذا األلم فان شكواه تأخذ الصورة التالية‪ :‬انا متضايق و أشعر بالم دائم‬
‫و عمیق و حاد في الصدر‪ ،‬و هذه الحالة أشبه بإصابة حقيقية في القلب‪.‬‬
‫توهج الحرارة ‪Hot Flashes‬‬ ‫‪-6‬‬
‫يشعر المصابون بالقلق بنوية من االحساس بالحرارة و التوهج يسري في أجس‪33‬امهم تب‪33‬دأ من‬
‫أسفل البطن و تأخذ باالمتداد نحو األعلى‪ ،‬فتشمل منطقة الصدر و الرقبة ثم الوج‪33‬ه ة تظه‪33‬ر‬
‫أحيانا ل‪33‬دى البعض منهم بق‪33‬ع حم‪33‬راء في أعلى ص‪33‬دورهم بع‪33‬د ه‪33‬ذه النوب‪33‬ة و تنت‪33‬اب البعض‬
‫اآلخر نوبة من الرعشة الباردة تسري في الجسم و خاص‪33‬ة في منطق‪33‬ة أس‪33‬فل الظه‪33‬ر و تبل‪33‬غ‬
‫نسبة الذين يشعرون بتوهج الحرارة ‪ 70‬بالمائة من المصابين بالقلق‪.‬‬
‫غصة الحلق ‪ Choking Sansation‬‬ ‫‪-7‬‬
‫تنتاب المصابين بمرض القلب نوبات من االحساس بغص‪33‬ة الحل‪33‬ق و تس‪33‬يطر عليهم مش‪33‬اعر‬
‫الخوف الشديد من تناول الطعام و لكنهم يقلقون بشدة اذا ما حاولوا تناوله و المصاب يص‪33‬ف‬
‫نفيه جراء هذه النوبة في الصورة‪ 3‬التالي‪33‬ة‪ :‬ل‪3‬و تن‪33‬اولت الطع‪33‬ام ف‪3‬ان حلقي س‪3‬يتغلق أني أش‪33‬عر‬
‫بوجود شيء منحش‪33‬ر في حلقي فأض‪33‬طر الى أن أش‪33‬هق كي أفتح المس‪33‬الك الهوائي‪33‬ة و أخ‪33‬اف‬
‫أكثر اذا كان الطعام في فمي ألتي اختنق‪ .‬هذا و تبل‪3‬غ نس‪3‬بة ال‪3‬ذين يق‪3‬ررون أنهم يع‪3‬انون من‬
‫نوبة االحساس بغصة القلق أكثر من ‪ 70‬بالمائة من المصابين بالقلق‪.‬‬

‫‪ _8‬الغثيان ‪Nausea‬‬
‫تنش‪33‬ر ه‪33‬ذه النوب‪33‬ة بين المص‪33‬ابين بم‪33‬رض القل‪33‬ق ح‪33‬تى تص‪33‬ل الى نس‪33‬بة ‪ 80‬بالمائ‪33‬ة منهم‬
‫فيشعرون بحالة من الغثيان أشبه بدوار البحر كما أنهم يفقدون السيطرة عليها و يصف الفرد‬
‫المصاب مشاعره من األلم الناجم عن هذه النوب‪33‬ة ب‪33‬أن ش‪33‬يء م‪33‬ا يغ‪33‬وص في معدت‪33‬ه و يحس‬
‫بثقله مما يؤدي افرازات اللعاب في فمه و لسانه و رغبته في التقيؤ و يشعر المصاب اذا م‪33‬ا‬
‫بدأ التقير بأن النوبة قد انتهت‪ 3(... .‬د‪.‬نعيم الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.)206-205‬‬
‫‪ _9‬التنميل و الخدر‪Paresthesia‬‬
‫عندما تنتاب هذه النوبة الفرد المريض ب‪33‬القلق فان‪33‬ه يش‪33‬عر أن حال‪33‬ة الخ‪33‬در تنتش‪33‬ر في أنح‪33‬اء‬
‫جسمه و يحس بثقل األعضاء و تتع‪33‬دد أحاسيس‪33‬ه في ال‪33‬ذارعين ثم يمت‪33‬د الح‪33‬ذر الى الوج‪33‬ه و‬
‫يهبط هذا االحساس نحو األرجل فيشعر بثقلها و يصف المصاب نفسه بأنه يش‪3‬عر أن ذراع‪3‬ه‬
‫في حذر شديد و كانهما ميتتان و أني أفقد السيطرة عليهما بالحركة و النشاط و فقدان الصلة‬
‫بينهما‪.‬‬
‫‪ _10‬االسهال‪Diarrhea‬‬
‫يعاني المريض بالقلق من نوبة االسهال فيشعر بانعدام الثقة بأمعائ‪33‬ه و أن حال‪33‬ة االس‪33‬هال ق‪33‬د‬
‫تأتي‪33‬ه باي‪33‬ة لحظ‪33‬ة و لم‪33‬دة قص‪33‬يرة فياخ‪33‬ذ المص‪33‬اب و يش‪33‬عر بمغص في المع‪33‬دة و س‪33‬رعات‬
‫نبضات القلب و اضطراب نفسيته و كذا الشعور بنوع من الدوران‪.‬‬
‫‪_11:‬الصداع‪Headache‬‬
‫و تعتبر هذه النوبة المؤلمة األكثر انتشارا لدى المصابين بمرض القلق و ق‪33‬د تص‪33‬ل الى ‪90‬‬
‫بالمائ‪33‬ة و للتخلص من ارج‪33‬اع ال‪33‬رأس نالح‪33‬ظ يس‪33‬روقون بتن‪33‬اول الحب‪33‬وب المس‪33‬كنة من‪33‬ا أن‬
‫الصداع الذي يعانون منه أعنف من الصداع العادي و مصحوب بحال‪33‬ة من الت‪33‬وتر و انع‪33‬دام‬
‫الراحة و فقدان ن‪33‬وع من الطمانين‪33‬ة‪ .‬تالح‪33‬ظ أن ه‪33‬ذه النوب‪33‬ات ليس‪33‬ت بالض‪33‬رورة‪ 3‬أن تص‪33‬يب‬
‫بمجموعها مرضى القلق و انما قد يعاني البعض منهم من نوبة معينة و آخ‪33‬رون يع‪33‬انون من‬
‫نوبات أخرى و قد يعاني البعض من غالبية النوبات و بدرجة متفاوتة‪ (... .‬د نعيم الرفاعي‪،‬‬
‫مرجع سابق ‪،‬ص‪)207-206‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬الهلع‪Panic‬‬
‫في هذه المرحل‪33‬ة من االص‪33‬ابة بم‪3‬رض القلب ينتق‪3‬ل اليه‪3‬ا المص‪33‬اب بف‪3‬ترة ال تتج‪33‬اوز أربع‪33‬ة‬
‫اشهر فيكون فيها أكثر رعب‪33‬ا ف‪33‬الهلع حال‪33‬ة مؤلم‪33‬ة و عميق‪33‬ة من النوب‪33‬ات غ‪33‬ير عادي‪33‬ة تنت‪33‬اب‬
‫المريض فجأة بحيث يصعب السيطرة على نفسه و غالبا ما يصاحبها فقدان مؤقت للبص‪33‬ر و‬
‫الدوار و اختالل في التوازن الحركي فضال عن شعوره بهلوسة سمعية و تصيب ب‪33‬العرق و‬
‫قصور في التنفس و ضيق في الص‪33‬در و ق‪33‬د يص‪33‬ل ع‪33‬دد النوب‪33‬ات ال‪33‬تي يتع‪33‬رض له‪33‬ا الى ‪6‬‬
‫نوبات أسبوعيا‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬التوهم المرضي‪Hypochondriosis‬‬
‫و تعتبر هذه المرحلة من االصابة بمرض القلق امتداد للمرحلة السابقة و يتص‪33‬ف المص‪33‬اب‬
‫بهذه الحالة بفقدان السيطرة على بعض أعضاء جسمه من جراء الحوف الشديد على ص‪33‬حته‬
‫و التوهم باإلصابة ب‪33‬أمراض عض‪33‬وية و تس‪33‬يطر علي‪33‬ه مش‪33‬اعر الي‪33‬اس من الش‪33‬فاء و أن‪33‬ه في‬
‫طريقه الى الموت فيعتقد بأنه مصاب بسرطان الدم أو غيره من األمراض‪ ،‬فيراجع األطب‪33‬اء‬
‫و ينتقل بين عياداتهم دون جدوى حتى اذا أكدوا ل‪3‬ه ع‪3‬دم ص‪3‬حت أعراض‪3‬ه‪ 3‬المرض‪3‬ية و أن‪3‬ه‬
‫خال مهنا يبدأ مباشرة بمراجعة العيادات النفسية و يلجأ الى األخصائيين النفسيين حتى يؤك‪33‬د‬
‫أنه يعاني من اضطراب القلق‪.‬‬
‫ان مرضى القلق الذين يعانون من االم ه‪33‬ذه المرحل‪33‬ة يميل‪33‬ون الى س‪33‬ماع األح‪33‬اديث المتعلق‪33‬ة‬
‫بالحياة والموت و يتصفون بالتشاؤم و انع‪33‬دام التف‪33‬اؤل في س‪33‬لوكهم و يص‪33‬احب ذل‪33‬ك ض‪33‬عف‬
‫طاقاتهم‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬المخاوف المرضية‪Pattaophobia‬‬
‫و هي امت‪33‬داد لالالم الناجم‪33‬ة من االص‪33‬ابة بالمراح‪33‬ل الس‪33‬ابقة حيث تنت‪33‬اب الم‪33‬ريض تي‪33‬ارات‬
‫متض‪33‬اربة من األفك‪33‬ار التش‪33‬اؤمية و توق‪33‬ع ح‪33‬دوث أذى يص‪33‬يبه مم‪33‬ا ي‪33‬ؤدي ب‪33‬ه إلى االص‪33‬ابة‬
‫بنوعين من النوبات هما‪:‬‬
‫نوبات القلق التلقاني غير المتوقع‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نوبة القلق التلق‪33‬ائي المتوق‪33‬ع‪(... .‬د‪.‬احم‪3‬د‪ 3‬أديب الخال‪33‬دي‪،‬ص‪Sacialphobia 3)208‬‬ ‫‪-2‬‬
‫المرحلة الخامسة‪ :‬المخ‪33‬اوف المرض‪33‬ية االجتماعي‪33‬ة في ه‪33‬ذه المرحل‪33‬ة بم‪33‬رض القل‪33‬ق‬
‫ينتقل المريض من المجال الشخصي الى االجتماعي فينظ‪33‬ر الى نفس‪33‬ه كف‪33‬رد منع‪33‬زل‬
‫عن الناس حتى يتجنب مراقبتهم له أو حديثهم عنه و ه‪33‬و عالي‪33‬ا م‪33‬ا يحس بإحساس‪33‬ات‬
‫اجتماعية غير عادية بسبب انعدام الثقة بنفسه فيظن أن الناس ينظرون اليه بحال‪33‬ة من‬
‫الشك و االرتي‪3‬اب و ب‪3‬رون ب‪3‬أن الزم‪33‬ان س‪33‬يفلت من‪3‬ه فتدفع‪3‬ه ه‪3‬ذه األفك‪3‬ار الى القي‪33‬ام‬
‫بتص‪33‬رفات تع‪33‬بر عن االح‪33‬راج ال‪33‬ذي ع‪33‬انى من‪33‬ه كاإلغم‪33‬اء و غ‪33‬یره و من األنم‪33‬اط‬
‫السلوكية السيرية و تزداد هذه المواقف المرضية االجتماعية و تتنوع بم‪33‬رور ال‪33‬زمن‬
‫مع زيادة المواقف المثيرة لها حتى تصل الى درجة الشعور بالوح‪3‬دة النفس‪3‬ية أو يج‪3‬د‬
‫المريض نفسه في حالة اغتراب‪.‬‬
‫المرحلة السادسة‪ :‬االكتئاب‪Depression‬‬
‫في هذه المرحلة المعقدة لحالة المريض النفسية يعاني من المش‪33‬اعر االض‪33‬طرارية في حالت‪33‬ه‬
‫المزاجية و المبالغة في االستجابات ازاء أي موقف مثير أو جديد‪ ،‬لم يكن قد خ‪33‬بره من قب‪33‬ل‬
‫و يسيطر عليه و يفقده الشعور باأللم في الحياة و يكون وسط رياح الحي‪33‬اة و الم‪33‬وت فيش‪33‬عر‬
‫بالرغبة بالموت و الرغب‪33‬ة في الحي‪33‬اة (ص‪33‬داع بين األلم و األم‪33‬ل)‪ .‬إال أن رغبت‪33‬ه في الحي‪33‬اة‬
‫تك‪33‬ون يائس‪33‬ة ثم ين‪33‬دفع في س‪33‬لوكه من النقيض الى النقيض و أن حال‪33‬ة االكتئ‪33‬اب ت‪33‬زداد عن‪33‬د‬
‫أعبائه‪33‬ا في محي‪3‬ط األس‪3‬رة أو العم‪3‬ل اض‪33‬افة الى ش‪33‬عوره بالن‪33‬درة في الحص‪33‬ول على العالج‬
‫الوافي و صعوبة شفائه‪.‬‬
‫مستويات القلق‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ -1‬المستويات المنخفضة للقلق‪:‬‬
‫يحدث التنبيه العام للفرد مع ارتفاع درج‪33‬ة الحساس‪33‬ية نح‪33‬و األح‪33‬داث الخارجي‪33‬ة‪ ،‬كم‪33‬ا ت‪33‬زداد‬
‫درجة استعداده وتأهبه لمواجهة مصادر الخطر في البيئة ال‪3‬تي يعيش فيه‪3‬ا‪ ،‬وله‪3‬ذا يك‪3‬ون في‬
‫هذا المستوى إشارة إنذار لخطر وشيك الوقوع‪( .‬عصماء كوثر غرسة‪ ،2015 ،‬ص‪)18‬‬
‫‪-2‬المستويات المتوسطة للقلق‪:‬‬
‫يصبح الفرد أقل قدرة على الس‪33‬يطرة؛ حيث يفق‪33‬د الس‪33‬لوك مرونت‪33‬ه وتلقائيت‪33‬ه‪ ،‬ويس‪33‬تولي تل‪33‬ك‬
‫الجمود بوجه عام على تصرفات الفرد في مواقف الحي‪3‬اة‪ ،‬وتك‪3‬ون اس‪33‬تجاباته وعادات‪3‬ه هي ‪:‬‬
‫العادات األولية األكثر ألفة‪ ،‬وبالتالي يص‪33‬بح ك‪33‬ل ش‪33‬يء جدي‪33‬د مه‪33‬ددا‪ ،‬وتنخفض الق‪33‬درة على‬
‫االبتكار ويزداد الجهد المبذول للمحافظة على السلوك المناس‪33‬ب في مواق‪33‬ف الحي‪33‬اة المتع‪33‬دد‪.‬‬
‫(ناجية دايلي‪ ،2013 ،‬ص‪)105‬‬
‫‪ -3‬المستويات العليا القلق‪:‬‬
‫يتأثر التنظيم السلوكي بصورة سلبية أو يقوم بأساليب سلوكية غير مالئمة للمواقف المختلف‪33‬ة‬
‫وال يستطيع الفرد التمييز بين الم‪33‬يزات الض‪33‬ارة وغ‪33‬ير الض‪33‬ارة‪ ،‬ويرتب‪33‬ط بع‪33‬دم الق‪33‬درة على‬
‫التركيز واالنتباه وسرعة التهيج والسلوك العشوائي‪( .‬آية قوالجي‪33‬ة‪ ،2013 ،‬ص ‪ )14‬يمكن‬
‫تلخيص مستويات القلق في المخطط التالي‪:‬‬

‫مستويات القلق‬

‫من‬
‫يحدث تنبيه عام مع ارتفاع درجة الحساسية‪3‬‬ ‫‪‬‬
‫خف‬
‫تزداد درجة استعداده وتاهبه لمواجهة مصادر الخطر في البيئة التي يعيش فيها‬ ‫‪‬‬
‫ض‬
‫ة‬

‫الم‬
‫يسمح الفرد أقل قدرة على سيطرة حيث يفقد الفرد مرونته ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تو‬
‫س‬
‫طة‬

‫يتأثر التنظيم السلوكي بصورة سلبية‬ ‫‪‬‬ ‫العال‬


‫ال يستطيع الفرد التمييز بين الميزات الضارة والغير الضارة‬ ‫‪‬‬ ‫ية‬

‫مخطط رقم يوضح مستوى القلق‬


‫انتشار القلق‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إن التع‪33‬رف عن القل‪33‬ق كظ‪33‬اهرة تع‪33‬تري طالب الجامع‪33‬ة‪ ،‬يس‪33‬اعدنا على فهم أســــــيابها‬
‫والعوامل التي تؤثر فيها‪ ،‬إن ارتباط القلق بالطالب الجامعي يرجع إلى أسباب كثيرة منها أن‬
‫الطالب في المرحلة الجامعية يمر بمرحلة تعرف مرحل‪33‬ة تحدي‪33‬د الهوي‪33‬ة‪ ،‬وق‪33‬د أطل‪33‬ق "اري‪33‬ك‬
‫سون ‪ " 1968‬على هذه المرحلة "أزمة الهوية"‪( .‬ف‪33‬اروق الس‪33‬يد عثم‪33‬ان‪2001 ،‬ء (‪)115‬‬
‫بعد القلق جزءا من الحياة اليومية للكثيرين‪ ،‬هناك حوالي من األفراد ال‪33‬ذين يع‪33‬انون في وقت‬
‫إلى آخر من اضطرابات القلق التي يمكن عالجه‪ .‬النسبة المئوية لألشخاص البالغين (ما بين‬
‫عمر ‪ 16‬و‪ 64‬سنة) من نوع القلق أما م‪33‬زيج من القل‪33‬ق واالكتت‪33‬اب الع‪33‬ام ‪ 8( 8%‬من بين‬
‫‪100‬شخص) أي النسبة اإلجمالية‪ 14( :‬من بين ‪ 100‬شخص)‪( ،‬ك‪33‬وام مك‪33‬نري‪،2013 ،‬‬
‫ص ‪ )9-10-11‬وتشير بعض اإلحصائيات إلى أن القلق يصيب واحد من ك‪33‬ل تس‪33‬عة أف‪33‬راد‬
‫في المجتمع وفي بعض الدراسات الحديثة إلى أن القلق العصبي يصيب من ‪ 10-‬من الن‪33‬اس‬
‫وي‪33‬زداد من ف‪33‬ترات االنتقالي‪33‬ة من عم‪33‬ر من مرحل‪33‬ة طفول‪33‬ة للمراهق‪33‬ة لش‪33‬يخوخة وتقاع‪33‬د عن‬
‫العمل وعند انقطاع الطمث لدى النس‪33‬اء‪ ،‬كم‪33‬ا أظه‪33‬رت الدراس‪33‬ات أن نس‪33‬بة اإلص‪33‬ابة ب‪33‬القلق‬
‫العصابي عند النساء أعلى بكثير عنها عند الرجال‪( .‬عالء عبد الباقي إبراهيم‪ ،2010 ،‬ص‬
‫‪ )174-148‬تختلف اإلحصائيات من بلد إلى آخر‪ ،‬فنسبة انتشار أضطراب‪ 3‬القلق الع‪33‬ام ه‪33‬و‬
‫‪ .20‬في الدول األوروبية في العام‪ ،‬امرأتين مقابل رجل‪ ،‬كما أن اض‪33‬طراب‪ 3‬القل‪33‬ق يمث‪33‬ل من‬
‫االضطرابات النفسية التي يتم تسجيلها ض‪33‬من االستش‪3‬ارات الخارجي‪33‬ة‪ ،‬كم‪3‬ا أن اق‪33‬ل من ‪10‬‬
‫من المرضى يحصلون على العالج المناسب‪ ،‬ويتراوح عمر بداي‪33‬ة االض‪33‬طراب م‪33‬ا بين ‪18‬‬
‫و‪ 35‬سنة‪ ،‬غالبا بداية من سن ‪ ،20‬ففي بلجيكا‪ ،‬بلغت نسبة اإلص‪33‬ابة س‪33‬نة ‪19 3،2002 8‬‬
‫أما في سنة ‪ 2003‬فقد ارتفعت إلى ‪ ،39 3،10‬أما في الواليات المتح‪33‬دة األمريكي‪33‬ة فق‪33‬درت‬
‫النسـبة يـ ‪ ،7%‬سنة ‪( .1994‬فوزية بن عبد هللا‪ ،‬العدد ‪)6272‬‬
‫‪ -2‬النظريات المفسرة للقلق‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية التحليل النفسي‪:‬‬
‫أشارت كارين ه‪3‬ورني إلى أن الش‪3‬عور بع‪33‬دم األمن النفس‪33‬ي ي‪3‬ؤدي إلى القل‪3‬ق األساس‪33‬ي وق‪33‬د‬
‫أطلقت عليه القلق األساسي ألنها أساس القلق وألنه ينشأ في المرحلة األولى من حياة الطف‪33‬ل‬
‫نتيجة الض‪3‬طراب العالق‪3‬ة بين الطف‪3‬ل والدي‪3‬ه‪ ،‬ون‪3‬رى ه‪3‬ورني أن القل‪3‬ق يرج‪3‬ع إلى الش‪3‬عور‬
‫ب‪33‬العجز والع‪33‬زة‪ ،‬وهي العوام‪33‬ل ناش‪33‬ئة عن الش‪33‬عور بع‪33‬دم األمن النفس‪33‬ي‪( .‬أس‪33‬امة ف‪33‬اروق‬
‫مصطفى‪ ،2011 ،‬ص‪)333‬‬
‫كان آدلر يؤمن بالتفاعل الدينامي بين الفرد والمجتمع‪ ،‬وهذا التفاعل يؤدي إلى نشـأة القل‪33‬ق‪،‬‬
‫ويرى أن الطفل يشعر عادة بضعف وعجز بالنسبة للكب‪33‬ار والب‪33‬الغين بص‪33‬فة عام‪33‬ة‪ ،‬وللتغلب‬
‫على العجز يسلك طريق السوية‪ .‬فاإلنس‪3‬ان الس‪3‬وي يتغلب على ش‪3‬عوره ب‪3‬النقص والقل‪3‬ق عن‬
‫طريق تقوية الروابط االجتماعية التي ترب‪33‬ط الف‪33‬رد ب‪33‬اآلخرين المحيطين ب‪33‬ه‪( .‬ف‪33‬اروق الس‪33‬يد‬
‫عثمان‪ ،2001 ،‬ص‪)22‬‬
‫‪ -2‬النظرية السلوكية‪:‬‬
‫تنظر المدرسة السلوكية إلى القلق على أنه سلوك متعلم من البيئة ال‪33‬تي يعيش وس‪33‬طها الف‪33‬رد‬
‫تحت شروط التدعيم اإليجابي والتدعيم السلبي ؛ وهي وجهة نظر مخالفة تماما ً لوجه‪33‬ة نظ‪33‬ر‬
‫التحلي‪33‬ل النفس‪33‬ي؛ فالس‪33‬لوكيون ال يؤمن‪33‬ون بال‪33‬دوافع الالش‪33‬عورية وال يتصـورت ال‪33‬ديناميات‬
‫النفسية أو القوى الفاعلة في الشخصية على صــورة منظمات الهو (الغرائز)‪ 3‬واألن‪33‬ا (ال‪33‬ذات‬
‫الواعية) واألنا األعلى (الضمير) كما يفعل التحليليون ب‪33‬ل إنهم ؛ يفس‪33‬رون القل‪33‬ق في ضـوء‬
‫االشتراط الكالسيكي؛ وهو ارتباط منب‪33‬ه جدي‪33‬د بالمنب‪33‬ه األص‪33‬لي ويص‪33‬بح ه‪33‬ذا المث‪33‬ير الجدي‪33‬د‬
‫قادراً على استدعاء االستجابة الخاصة بالمنيه األصلي‪( .‬إيهاب الببالوي‪ ،2011 ،‬ص‪)41‬‬
‫وقد أشار "ميلر ‪ :"Miller‬أن اضطراب السلوك عامة واضطراب القل‪33‬ق خاص‪33‬ة يرج‪33‬ع إلى‬
‫تعلم سلوكيات خاطئة في البيئة التي يعيش فيها الفرد وتسهم الظروف االجتماعية ال‪33‬تي ينش‪33‬أ‬
‫فيها إلى تدعيم تلك السلوكيات والعم‪33‬ل على اس‪3‬تمرارها وبقائه‪3‬ا‪(.‬بك‪33‬ار س‪3‬ارة‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪)71‬‬
‫النظرية المعرفية‪:‬‬
‫يركز أصحاب هذا االتجاه على المعتقدات والتوقعات والتفس‪33‬يرات والتح‪33‬يزات المعرفي‪33‬ة في‬
‫نمو واستمرار القلق؛ كما ويرى أصحاب هذا االتجاه أن األفراد ال‪33‬ذين اس‪33‬تحوذ عليهم القل‪33‬ق‬
‫باإلفالس في مجال المفاهيم المتجددة والقابلية للتطور والتجدي‪33‬د وب‪33‬دون المف‪33‬اهيم ال‪33‬تي تمكن‬
‫من إصدار الحكم السليم على وقائع الحياة المعاشة‪ ،‬فإن الم‪33‬رء يعج‪33‬ز عن اس‪33‬تياق األح‪33‬داث‬
‫والتصــدي‪ 3‬للمشاكل بكفاءة؛ فالقلق ي‪3‬أتي نتيج‪3‬ة ع‪3‬دم وعي الف‪3‬رد ب‪3‬أن مفاهيم‪3‬ه لم تع‪3‬د قابل‪3‬ة‬
‫للتطبيق أو مالئم‪3‬ة للعيش واألش‪3‬خاص القلق‪3‬ون من وجه‪3‬ه النظ‪3‬ر المعرفي‪3‬ة ل‪3‬ديهم تح‪3‬ير في‬
‫النظ‪33‬ام المع‪33‬رفي نتيج‪33‬ة ارتف‪33‬اع حال‪33‬ة التجنب والح‪33‬ذر واليقظ‪33‬ة كاس‪33‬تجابة قوي‪33‬ة لإلحس‪33‬اس‬
‫بالتهديد‪ ،‬وبناءا عليه فإن متحيزات االنتباه وانحرافه والعمليات المعرفي‪33‬ة يمكن أن تس‪33‬هم في‬
‫اس‪33‬تمرار حال‪33‬ة القل‪33‬ق‪( .‬ه‪33‬دير ع‪33‬ز ال‪33‬دين ص‪33‬الح اإلس‪33‬ي‪ ،2014 ،‬ص‪ )71‬يمكن تلخيص‬
‫النظريات المفسرة للقلق في المخطط التالي‪:‬‬

‫نظريات مفسرة للقلق‬

‫نظرية التحليل النفسي‬ ‫النظرية السلوكية‬ ‫النظرية المعرفية‬

‫ت‪3‬رى ه‪3‬وني ان القل‪3‬ق يرج‪3‬ع تنظ‪333‬رالى القل‪333‬ق على ان‪333‬ه ي‪33‬رى اص‪33‬حاب ه‪33‬ذا االتج‪33‬اه‬
‫الى الشعور بالع‪3‬دس والع‪33‬زه س‪3‬لوك متعلم من البيئ‪3‬ه ال‪3‬تي ان القل‪33‬ق ي‪33‬اتي نتيج‪33‬ه ع‪33‬دم‬
‫الوعي الفرد بان مفاهيم‪33‬ه لم‬ ‫يعيش وسطها الفرد كم‪33‬ا ان‪33‬ه‬ ‫وهي عوام‪33333‬ل ناش‪33333‬ئه عن‬
‫تعد قابله للتطبيق او مالئم‪33‬ه‬ ‫س‪333333‬لوك متعلم من البيئ‪333333‬ه‬ ‫الش‪33‬عور بع‪33‬دم االمن النفس‪33‬ي‬
‫للعيش وان االش‪33‬خاص ق‪33‬ال‬ ‫وش‪33‬روط الت‪33‬دعيم االيج‪33‬ابي‬ ‫اما يؤمن بالتفاع‪33‬ل ال‪33‬دينامي‬
‫يقول لديهم التحيز في النظام‬ ‫والتدعيم السلبي‪.‬‬ ‫بين الف‪33‬رد والمجتم‪33‬ع وه‪33‬ذا‬
‫المعرفي نتيجه ارتف‪33‬اع حال‪33‬ه‬ ‫أش‪333‬ار ميل‪333‬ر ان اض‪333‬طراب‪3‬‬ ‫يؤدي الى نشاه القلق‬
‫التجنب والح‪3333‬ذر واليقظ‪3333‬ه‬ ‫الس‪33‬لوك الع‪33‬ام واض‪33‬طراب‬
‫كاس‪333‬تجابه قوي‪333‬ه الحس‪333‬اس‬ ‫الخ‪3333‬اص يرج‪3333‬ع الى التعلم‬
‫بالتهديد‬ ‫س‪33‬لوكيات خاطئ‪33‬ه في البيئ‪33‬ه‬
‫التي يعيش فيها الفرد‬

‫تشخيص القلق‪:‬‬ ‫‪-7‬‬


‫نظرا لوج‪33‬ود تش‪33‬ابه كب‪33‬ير في األع‪33‬راض بين االض‪33‬طرابات النفس‪33‬ية‪ ،‬ف‪33‬إن هن‪33‬اك بعض امن‬
‫المحكات التشخيصية الخاصة بكل اضطرابات‪ ،‬والتي تميزه بصورة أدق عن االض‪33‬طرابات‬
‫األخ‪33‬رى‪ ،‬وفي التش‪33‬خيص يجب‪( :‬ناجي‪33‬ة دايلي‪ ،2013 ،‬ص‪ • )119‬فحص ط‪33‬بي ش‪33‬امل‪،‬‬
‫والغرض من ه‪33‬ذا اس‪33‬تبعاد أي أم‪33‬راض طبي‪33‬ة أو مش‪3‬اكل جس‪33‬مية تس‪33‬بب ه‪33‬ذه األع‪33‬راض‪ .‬ه‬
‫استبعاد الحاالت النفسية المرضية األخرى التي قد تظهر بصورة مشابهة مثل االض‪3‬طرابات‬
‫الذهانية كال فصام‪ ،‬الهوس االكتئابي‪ • .‬التأكد من األعراض من خالل المعايير المس‪33‬تخدمة‬
‫في المقاييس‪.‬‬
‫• تشخيص حاالت الفوبيا إن وجدت‪( .‬عصماء كوثر غرسة‪ ،2015 ،‬ص ‪)19‬‬
‫• ‪ -‬تشخيص القلق حسب ‪:dsm5‬‬
‫لكي يتم تشخيص اإلصابة باضطراب القلق يجب أن يتوفر تطابق مع المعايير المنشورة في‬
‫"الدليل اإلحص‪33‬ائي التشخيص‪33‬ي لالض‪33‬طرابات النفس‪33‬ية ( ‪Diagnostic and Statistical‬‬
‫‪ )Manual of Mental Disorders – DSM‬ال‪33‬ذي تنش‪33‬ره الجمعي‪33‬ة األمريكي‪33‬ة للطب‬
‫النفسي‪ .‬لكي يتم تشخيص إص‪33‬ابة ش‪33‬خص م‪3‬ا باض‪33‬طراب القل‪33‬ق‪ ،‬يجب أن تتالءم حالت‪33‬ه م‪33‬ع‬
‫المعايير التالية‪ :‬تعامل أو ش‪33‬عور بالتقي‪33‬د‪ ،‬س‪33‬هولة التعب‪ ،‬ص‪33‬عوبة الترك‪33‬يز أو ف‪33‬راغ العق‪33‬ل‪،‬‬
‫استثارة‪ ،‬توتر عض‪33‬لي‪ ،‬اض‪33‬طراب الن‪33‬وم‪ .‬اض‪33‬طرابات القل‪33‬ق في تل‪33‬ك ال‪33‬تي تتم‪33‬يز ب‪33‬الخوف‬
‫المفرط والمستمر والقلق والرهاب واالضطرابات الس‪33‬لوكية ذات الص‪33‬لة‪ 3.‬وينط‪33‬وي الخ‪33‬وف‬
‫على استجابة "الفعالية" للتهديد‪ ،‬سواء ك‪33‬ان ذل‪33‬ك التهدي‪33‬د حقيقي‪33‬ا أو منصـورا‪ ،‬كم‪33‬ا ينط‪33‬وي‬
‫القل‪33‬ق على احتم‪33‬ال ظه‪33‬ور تهدي‪33‬د في المس‪33‬تقبل‪ .‬وتش‪33‬مل أن‪33‬واع اض‪33‬طرابات القل‪33‬ق م‪33‬ا يلي‪:‬‬
‫رفاهية الشخص وعمله‪.‬‬
‫• اضطراب القلق العام ‪ Generalized anxiety disorder‬أو (‪ :)GAD‬الذي يتسم بالقلق‬
‫المف‪33‬رط بش‪33‬أن األح‪33‬داث اليوس‪33‬ية‪ ،‬فعلى ال‪33‬رغم من أن بعض الت‪33‬وتر والقل‪33‬ق يش‪33‬كالن ج‪33‬زءا‬
‫طبيعي‪3‬ا وشـــــــائعا من الحي‪3‬اة‪ ،‬إال أن (‪ )CAD‬تنط‪3‬وي على مخ‪3‬اوف مغرط‪3‬ة لدرج‪3‬ة أنه‪3‬ا‬
‫تتداخل مع‬
‫‪ .‬رهاب الميادين ‪ :Agoraphobia‬يتميز بالخوف من األماكن العامة‪ .‬واألشخاص الذين‬
‫يعانون من هذا االضطراب غالبا ما يخشون التعرض لنوبة الذعر في بيئة قد يصعب فيها‬
‫الهرب‪ ،‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬يمكن أن يصـل سـلوك التجنب هذا إلى نقطة ال يستطيع فيها‬
‫الفرد حتى مغادرة منزله‪.‬‬
‫• اضطراب القلق االجتماعي ‪ :Social anxiety disorder‬هو اضطراب نفسي شائع إلى‬
‫حد م‪33‬ا يتض‪33‬من خوف‪33‬ا غ‪33‬ير منطقي من إحــــاس الف‪33‬رد بمراقبت‪33‬ه أو الحكم علي‪33‬ه من ط‪33‬رف‬
‫اآلخ‪33‬رين‪ ،‬يمكن أن يك‪33‬ون القل‪33‬ق الن‪33‬اجم عن ه‪33‬ذا االض‪33‬طراب ت‪33‬أثير كب‪33‬ير على حي‪33‬اة الف‪33‬رد‬
‫ويجعل من الص‪33‬عب علي‪33‬ه العم‪33‬ل في المدرس‪33‬ة والعم‪33‬ل وغيره‪33‬ا من البيئ‪33‬ات االجتماعي‪33‬ة‪• .‬‬
‫اإلرهاب المحدد ‪ :Specific phobias‬تنطوي على خوف شديد من كائن معين أو الوض‪33‬ع‬
‫في البيئة‪ .‬تتضمن بعض األمثلة الخوف من العن‪33‬اكب أو الخ‪33‬وف من المرتفع‪33‬ات أو الخ‪33‬وف‬
‫من الثعابين‪ ،‬واألن‪33‬واع األربع‪33‬ة الرئيس‪33‬ية من الره‪33‬اب المح‪33‬دد تش‪33‬مل‪ • :‬األح‪33‬داث الطبيعي‪33‬ة‬
‫(الرعد‪ ،‬البرق‪ ،‬األعاصير)‪ • .‬الطبية (اإلجراءات الطبية‪ ،‬إجراءات طب األسنان‪ ،‬المع‪33‬دات‬
‫الطبي‪33‬ة)‪ • .‬الحيوان‪33‬ات (الكالب‪ ،‬الثع‪33‬ابين‪ ،‬الحش‪33‬رات)‪ • .‬الظرفي‪33‬ة (المس‪33‬احات الص‪33‬غيرة‪3،‬‬
‫مغادرة المنزل‪ ،‬القيادة)‪ .‬عند مواجهة موقف رهابي‪ ،‬قد يتعرض الف‪33‬رد للغثي‪33‬ان واالرتع‪33‬اش‬
‫وتسارع ضــريات‬
‫القلب‪ ،‬وأعراض أخرى‪.‬‬
‫• اضطراب الهلع ‪ :Panic disorder‬هو اضطراب نفسي يتسم بنوبات ال‪33‬ذعر ال‪33‬تي غالب‪3‬ا ً‬
‫ما تظهر من دون سبب على اإلطالق‪ .‬ولهذا‪ ،‬فإن األشخاص الذين يع‪33‬انون من اض‪33‬طرابات‬
‫الهلع غالبا ً ما يشعرون بالقلق واالنشـغـال بـأنـه احتمال ح‪33‬دوث نوب‪33‬ة ف‪33‬زع أخ‪33‬رى‪ .‬ق‪33‬د يب‪33‬دأ‬
‫األشخاص في تجنب األم‪33‬اكن ال‪33‬تي وقعت به‪33‬ا النوب‪33‬ات في الماض‪33‬ي أو حيث ق‪33‬د تح‪33‬دث في‬
‫المستقبل‪ ،‬ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث عيوب كبيرة في العديد من مناحي الحياة اليومية‬
‫ويجعل من الصعب على الفرد ممارس‪3‬ة حيات‪33‬ه بش‪33‬كل ط‪33‬بيعي‪ • .‬اض‪33‬طراب قل‪3‬ق االنفص‪3‬ال‬
‫‪ Separation anxiety disorder‬أو (‪ :)SAD‬هو نوع من اضطرابات القلق التي تنطوي‬
‫على مقدار مفرط من الخوف أو القلق المتعلق باالنفصال عن األش‪33‬خاص‪ ،‬وغالب‪33‬ا م‪33‬ا يك‪33‬ون‬
‫األفراد على دراية بفكرة قلق االنفصال ألنها تتعلق بخوف‬
‫األطفال الصغار من أن يكونوا منفصلين عن والديهم‪ ،‬ولكن األطف‪33‬ال األك‪33‬بر س‪33‬نا والب‪33‬الغين‬
‫يمكنهم تجربة ذلك أيضـاء وعن‪33‬دما تص‪33‬بح األع‪33‬راض ح‪33‬ادة لدرج‪33‬ة أنه‪33‬ا تت‪33‬داخل م‪33‬ع األداء‬
‫الطبيعي‪ ،‬قد يتم تشخيص اضطراب‪ 3‬قل‪33‬ق االنفص‪33‬ال‪ ،‬وتتض‪33‬من األع‪33‬راض خوف‪33‬ا ش‪33‬ديدا من‬
‫االبتعاد عن اآلباء أو أشخاص تربطه بهم عالقة‪ ،‬وقد يتجنب الشخص ال‪33‬ذي يع‪33‬اني من ه‪33‬ذه‬
‫ترحله له على زوق يتج األعراض االبتعاد عن المنزل‪ ،‬أو الذهاب إلى المدرس‪33‬ة‪ ،‬أو رفض‬
‫فكرة الزواج من أجل البق‪33‬اء على مقرب‪33‬ة من األه‪33‬ل‪( .‬عص‪33‬ماء ك‪33‬وثر غرس‪33‬ة‪ ،2015 ،‬ص‬
‫‪)93-94-97-98‬‬
‫المؤثرات على شدة القلق‪:‬‬
‫‪-1‬إن الخبرات المؤلمة والخطر المسبب للقلق في الطفولة ترتبط بمستوى القلق‪.‬‬
‫‪-2‬إن درجة القلـق تختلف عنـد البشر وإن شـدة القلق يعتمـد علـى األفكـار‬
‫والمدركات‪ ،‬إن التحكم باألفكار والمدركات هذه يقـلـل مـن القلـق وتساعد‬
‫الناس على التعامل مع الضغوط‪ 3‬أيضا‪.‬‬
‫إن مساعدة اإلفراد في التحكم في مخاوفهم غالبا ما يقلل من القلق‪ ،‬فإذا أعـد‬ ‫‪-4‬‬
‫المريض للجراحة قبل إجرائها فإنه يتأقلم بسهولة أكثر‪.‬‬
‫آثار القلق على التعلم‪ ،‬إن كثير من الطلبة القلقين يقولون أنهم عج‪33‬زوا أو تع‪33‬ثروا في‬ ‫‪-5‬‬
‫اإلجابة على االختبارات ولم يستطيعوا استرجاع المعلومـات الـتي يعرفونه‪33‬ا‪ ،‬ف‪33‬القلق‬
‫يؤثر في التعلم على مراحل مختلفة‪.‬‬
‫هناك عدد من الوسائل التي قد تساعد الطالب القلقين على التعامل م‪33‬ع الت‪33‬وتر ومنه‪33‬ا‬ ‫‪-6‬‬
‫اإلعداد المسبق لالمتحان‪.‬‬
‫‪-7‬هناك تأثير من القلق على الصحة فهو يزيد من إفراز األدرين‪3‬الين ال‪3‬تي تتـلـف األعض‪3‬اء‬
‫وتؤدي إلى اآلالم في الرأس واألنف وارتفاع درج‪33‬ة الض‪33‬غط وقرح‪33‬ة المع‪33‬دة (ش‪33‬عبان وتيم‪،‬‬
‫‪.)1999‬‬
‫عالج القلق‪:‬‬
‫تعدد أساليب عالج القلق حسب كل نظرية و اعتمادا على طرق و خلفيات‬
‫نظرية و توجهات عيادية و من بينها ما يلي‪:‬‬
‫العالج الطبي‪:‬‬
‫أحيانا يعاني المرضى من الكدر من جراء معاناتهم القاسية للقلق و باألخص من يعانون‬
‫من نوبات الهلع لدرجة يجدون من الصعب المشاركة في العالج النفسي و بالنسبة لهم قد‬
‫يخفقون بعض الفائدة من خالل محاولة التحكم في المشكلة بواسطة العقاقير مثل‬
‫( البرازومال ) و هو أحد أنواع األدوية ‪.‬‬
‫و كذلك من أنواع معينة من أدوية اإلكتئ‪33‬اب منه‪33‬ا على وج‪33‬ه الخص‪33‬وص ( الس‪33‬يرامين )‬
‫الذي يمكن به ضبط نوبات الهلع غير أن الخطورة تتمثل في أن نوبات الهلع سوف تعود‬
‫بمج‪33‬رد وق‪33‬ف ال‪33‬دواء و يس‪3‬تطيع بعض المرض‪3‬ى‪ 3‬أن يط‪3‬ور بوب‪33‬ات الهل‪33‬ع إذا وج‪3‬دوا أن‬
‫عليهم مثال‪ :‬ترك المنزل دون تناول الدواء و على أي حال يتعين إعطاء ( ال‪33‬براز الن )‬
‫لف‪33‬ترة قص‪33‬يرة فق‪33‬ط‪ ،‬ح‪33‬تى ال يتس‪33‬بب مخ‪33‬اطر الس‪33‬ليمة واالعتمادي‪33‬ة‪ ( ..‬د‪ .‬أديب محم‪33‬د‬
‫الخالدين‪ ،‬ص ‪) 224/223‬‬
‫و يوصي أطب‪33‬اء النفس بتن‪33‬اول مض‪33‬ادات االكتئ‪33‬اب ثالثي‪33‬ة الحلق‪33‬ات أو مثبط‪33‬ات األن‪33‬زيم‬
‫المؤكسد ألمني‪33‬ات األحادي‪33‬ة في عالج الهل‪33‬ع‪ ،‬و يؤك‪33‬دون على أن عق‪33‬ار ( االيم‪33‬يرامين )‬
‫أكثر العقاقير مالئمة لعالج القل‪33‬ق و نوب‪3‬ات الهل‪3‬ع ‪ ،‬و لكن هن‪3‬اك دراس‪3‬ات تش‪33‬ير إلى أن‬
‫عقار الدبيسرامين أكثر فعالية و أقل أعراض جانبية و يمكن إعطاء ( البراز الم )‬
‫في الحاالت التي ال تستجيب للعقاقير السابقة‪ ( ... .‬د‪ .‬محمود حم‪33‬ودة‪ ،1998 ،‬ص ‪.) 43‬‬
‫وحدينا تستخدم مجموعة منشطات إلعادة أخذ ( الس‪33‬يروتين ) و من أمثلته‪33‬ا ( الفلوكس‪33‬يتين )‬
‫و بعد الشفاء يجب أن يستمر العالج لمدة ستة أشهر إلى سنة ثم يتوقف العالج تدريجيا‪.‬‬
‫و الجدير بالمالحظة أن عالج القلق يتطلب معرفة العوامل المؤثرة في سير المرض و فيم‪33‬ا‬
‫يلى العوامل التي تؤدي إلى تحسين المريض‪:‬‬
‫تاريخ عائلي سوي‪ ،‬مع خلو العائلة من األمراض العصبية‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬شخصية سوية قبل المرض و عدم تعرض المريض الضطرابات نفسية سابقة‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬حدة بدأ المرض أي أن األعراض بدأت فجاة ‪ -4‬ذكاء فوق المتوسط‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أما العوامل التي تسيء لحال المرض فهي كالتالي‪:‬‬
‫تاريخ ع‪3‬ائلي والش‪33‬ح المص‪3‬اب م‪33‬ع شخص‪33‬ية عص‪33‬بية معرض‪33‬ة لنوب‪3‬ات متك‪33‬ررة من‬ ‫‪-1‬‬
‫االضطرابات النفسية‬
‫زحف المرض ببطء على المريض‬ ‫‪-2‬‬
‫طول مدة المرض كلما طالت فترة األعراض من األمل بالشفاء‬ ‫‪-3‬‬
‫وجود بعض األعراض االكلينيكية مثل‪ :‬توهم العلل الجسدية‪ ،‬اختالالت آنية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ ( 3...‬د‪ .‬احد عكاشة‪ ،‬من ‪.) 213‬‬
‫العالج السلوكي‪:‬‬
‫يتم بتدريب المريض على عملية اإلسترخاء ثم إعطاء المنبه المشير المعلق بدرجات متفاوتة‬
‫من الش‪33‬دة‪ ،‬ح‪33‬تى ينطلق‪33‬ا الفع‪33‬ل المنعكس‪ ،‬لق‪33‬د حققت أس‪33‬اليب العالج الس‪33‬لوكي ت‪33‬أثير ن‪33‬اجح‬
‫لمعالجة المخاوف الش‪33‬ديدة و ق‪33‬د أوال على المخ‪33‬اوف البس‪33‬يطة ثم امتالك بع‪33‬دها إلى معالج‪33‬ة‬
‫مخاوف األماكن المفتوحة ‪ ( ...‬د‪ .‬فيصل محمد خير زراد‪ ،‬ص ‪.) 55‬‬
‫و قد شهدت الثمانينات تطورا واضحا للعالج السلوكي خصوصا األساليب المعرفية‬
‫المخاوف األكثر تعقيدا و القلق العام واض‪3‬طراب البل‪3‬ع‪ .‬كم‪3‬ا ينص العالج الس‪3‬لوكي أس‪3‬اليب‬
‫أخرى كاالسترخاء التطبيقي المتمث‪33‬ل فيم‪33‬ا يلي‪ -1 :‬تطلب من‪33‬ه االحتف‪33‬اظ بمالحظ‪33‬ات يومي‪33‬ة‬
‫لخبراته المؤلمة‪.‬‬
‫‪ -2‬الدرب المريض على االسترخاء التدريجي لتحرر من التوتر‪.‬‬
‫‪ -3‬تدرب المريض على تركيز االنتباه الذي يدور حول النفس و استخدام ( شهيق )‬
‫( استرخي ) أثناء التدريب‪.‬‬
‫‪4‬ـ يمارس االسترخاء السريع في المواقف العادية الحالية من التوتر و يتحقق ذلك بصورة‬
‫أسرع فاسرع‪.‬‬
‫العالج النفسي التعليلي للقلق‪:‬‬
‫يتمثل في إظهار الذكريات الالشعورية و تحديد أسباب القلق المخيفة في الالش‪33‬عور و الكبت‬
‫و حل الصراعات األساسية‪ ،‬فرغم أهميته إال أن‪3‬ه يحت‪3‬اج لكث‪3‬ير من ال‪3‬وقت والجه‪33‬د و الم‪33‬ال‬
‫ألن مداه يطول ‪ ( 3...‬حامد عبد السالم زهران‪) 1978 ،‬‬
‫‪ .‬العالج االجتماعي‪:‬‬
‫يعتمد على ابعاد المريض عن مكان الصراع‪ 3‬النفسي و المث‪33‬يرات المس‪33‬ببة ‪ ...‬و انفعاالت‪33‬ه و‬
‫ينصح عادة بتغيير الوضع كالوسط االجتماعي العائلي أو مكان العمل‪.‬‬
‫العالج الجراحي‪:‬‬
‫في حالة فشل األساليب السابق يلجأ المع‪33‬الج إلى العملي‪33‬ات الجراحي‪33‬ة‪ ،‬و ه‪33‬ذا يخص ح‪33‬االت‬
‫ناذرة من الفلق كحالة القلق التي تكون مصحوبة بالتوتر الشديد و االكتئ‪33‬اب تتم ه‪33‬ذه العملي‪33‬ة‬
‫في المخ للتقليل من شدة القلق عن طريق قطع األلياف الخاصة باالنفعال في المخ الحش‪33‬وي‪،‬‬
‫اذ يقطعها تتوقف الدارة الكهربائية و العصبية و الكيميائي‪3‬ة الخاص‪3‬ة باإلنفع‪3‬ال‪ ( 3.....‬فيص‪3‬ل‬
‫محمد خير زراد‪ ،‬ص ‪.) 88/62‬‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫من خالل كل النقاط التي تطرقت لموضوع القلق‪ ،‬نرى أنه شمل مكانة كب‪33‬يرة في علم النفس‬
‫المرضي‪ ،‬حيث تطرقت لشرحه الكثير من النظريات النفسية رغم اختالفها من حيث الس‪33‬بب‬
‫و العرض‪.‬‬
‫للقل‪33‬ق أع‪33‬راض واض‪33‬حة نفس‪33‬ية وجس‪33‬دية‪ ،‬وق‪33‬د ق‪33‬دمت ع‪33‬دة تفس‪33‬يرات ح‪33‬ول القل‪33‬ق و كيفي‪33‬ة‬
‫ظهوره‪ ،‬و استنادا على كل ما قبل تعت‪33‬بر أن القل‪33‬ق تحظى بمكان‪33‬ة كب‪33‬يرة لم‪33‬ا يمت‪33‬از ب‪33‬ه ه‪33‬ذا‬
‫العصر من توتر‪ ،‬حتى أصبح المظهر األساسي المميز لإلنسان فيه‪.‬‬

You might also like