Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
﴿ اَي د ُااوو ُد اَّنا اج اعلْنااكا اخ ِلي اف ًة ِِف ْ َاْل ْر ِض فا ْاح ُُك ب ا ْ اْي النا ِاس ِِبلْ اح ِق او اَل تات ا ِبع ِ الْه ااو ٰى
ِ
اب اش ِدي ٌد ِب اما اَّلل لاهُ ْم عا اذ ٌ
ون اعن اس ِب ِيل ا ِ اَّلل ۚ ا ان ا ِاَّل اين ي ا ِضل ُّ ا
َّل اعن اس ِب ِيل ا ِ فا ُي ِض ا ا
ِ
اب ( .﴾ )26ص اْلآية .26 ن ا ُسوا ي ا ْو ام الْ ِح اس ِ
صدق هللا العظمي
عن أيب هريرة ريض هللا عنه عن النيب صىل هللا عليه وسمل قال:
﴿ من سَّل طريق ًا يلمتس فيه علامً سهل هللا هل به طريق ًا اىل اجلنة ﴾.
(رواه مسمل)
ا إل ـه ـ ـداء
إ
أهديإثمرةإجهدي إ
إلىإأب ـ ـ ـ ـ ــي...أنتإمنإعلمنيإمعنىإالحياة،إأنتإمنإأمسكتإبيديإعلىإ
دروبها،إأجدكإمعيإفيإضيإقي،إأجدكإحوليإفيإفرحي،إفأنتإمإعلإمي ،إ
إلىإمنإتعبت،إوضحإت،إوسهرتإالليالي...إلىإمنبعإالحنانإومنهلإالدفءإ
والعطإفإأمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيإالغالية ،إ
إل ـىإروحإأجداديإالطاهرة ،إ
إلىإمنإقاسمونيإطولإالدربإوعناءإاملشوار،إإخوتي...إوكلإأفرادإعائلةإ
لعالمـ ــة ،إ
إلىإكلإأساتذتيإوزمالئيإطوالإمشواريإالدراس يإإ إوالجامعي ،إ
وإلىإكلإمنإأكإنإإلهإبالعرفانإوالجميلإولمإيتإسعإاملجالإلذكره ،إ
أهديإهذاإالعملإاملتواضع .إ
إ
كلمةإشكرإوعرفان
إهذاإالعملإإلإأنإأتقدإ إبو افرإالشكرإوجزيلإ
إ إلإسسعنيإععدإإتما
المتنانإإلىإأستاذيإالفاضلإالدكتورإ:إ إ
"إخالفإ ـف ـ ــاتح" إ
املشرفإعلىإهذهإاألطروحةإملاإقدإمهإمنإعطاءإإ إوجهدإ،إوالذيإلمإيبخلإ
بمالحظاتهإوإرشاداتهإالقإيإمة،إلهإمنيإكلإالحترا إوالتإقدير .إ
"أعضاءإلجنةإاملناقشة" إ
علىإقبولهمإمناقشةإهذهإاألطروحة،إوتكبإدهمإعناءإالطالعإعليهاإ
صويبها .إ
وتإ إ
ً
كماإلإيفوتنيإأيضاإتقديمإالشكرإلجميعإمسؤوليإوأعوانإاملكتباتإ
الجامعيةإلكلإمنإجامعات:إجيجل،إقسنطينةإ،1إبجاية،إتيزيإوزو،إ
سكيكدة،إسطيفإ،2إعنابة،إباتنةإوالجزائرإ،1إ إ
فلهمإمنيإكلإالشكرإوالتقدير.
تعد الحرية الشخصية لإلنسان أعز ما يملك ،وهي قوام حياته ووجوده ،حيث تعتبر األساس في
بناء المجتمع السليم ،فكلما كانت هذه الحرية مصانة ومكفولة كلما ازدهر المجتمع وتقدم ،وكلما تم تقييد
ممارسة هذه الحرية اهتزت ثقة الفرد في مجتمعه .ولم تختف هذه الحقيقة على مر العصور ،فلقد كانت
شعلة الثورات دائما سببها الحرية ،وهو ما يتجلى من خالل إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة 1789
في أعقاب الثورة الفرنسية ،وكذا اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي صدر عن هيئة األمم المتحدة في
سنة ،1948وتتضمن مختلف دساتير الدول في نصوصها أحكاما متعلقة بحماية الحقوق والحريات ،كما
تكرس القوانين الداخلية تلك الحماية.
تشغل مسألة حقوق اإلنسان وحرياته أهمية بالغة ،حيث تتعلق بكافة مناحي الحياة لكل الشعوب
والدول باختالف أنظمتها السياسية واالقتصادية واالجتماعية ،فالحرية ترتبط باإلنسان ،كونها االنعكاس
صرع اإلنسان المطرد في سبيل ضمان
ا الحقيقي والطبيعي إلنسانيته ،ويتجلى هذا االرتباط من خالل
الثورت واالنتفاضات التي أشعلتها الشعوب ضد أنظمة الحكم تعود أساسا إلى رغبتهم في
ا حرياته ،فجميع
انت ازع حقوق وحرياتهم .األمر الذي توج بتكريس هذه الحقوق والحريات في دساتير وتشريعات الدول.
وتعتبر فكرة الحريات العامة محور اهتمام كافة شرائح المجتمع والسلطة العامة على السواء ،ألنها
فز جوهريا لتدعيم العمل الجماعي من جهة ،ومن
تعد عامال رئيسا في تطور األفراد والمجتمعات ،وحا ا
جهة أخرى فإن وصف الحريات بأنها عامة يقتضي بأن تكون ممارستها متاحة للجميع دون تمييز أو
تفرقة بسبب الجنس أو السن أو المركز االجتماعي.
كما تتميز الحريات العامة بالنسبية وذلك بالنظر إلى تباين درجاتها فضال عن اختالف مداها
ومضمونها ،مع مالحظة أن نسبية الحرية تظهر في كون بعض الحريات أساسا للتمتع ببعض الحريات
األخرى .بل أن هذه النسبية تبدو في ترتيب أهمية الحريات بالنسبة للشخص الواحد حسب إمكانياته
وقدراته ،حيث يضع رجل األعمال حرية التجارة والصناعة في المقام األول ،بينما ينظر الكاتب أو المفكر
إلى حرية والتعبير عن الرأي باعتبارها من أهم الحريات لديه.
وإذا كانت الحريات العامة ليست مطلقة فإن مفهوم النظام العام بدوره ليس مطلقا ،فهذا األخير ال
ال يضفي صفة المشروعية على جميع أعمال السلطات اإلدارية في مجال الضبط اإلداري ،إذ أن هناك
حدودا على سلطات الضبط اإلداري ،فكل قرار أو تصرف إداري ال يكون ضروريا للمحافظة على النظام
العام يعتبر معيبا.
-2-
مقدمة
يمكن القول بأن الحقوق الحريات العامة ترتبط بعنصرين ،يتمثل أولهما في أنها ضرورية وأساسية
لألفراد سواء سميت حقوقا أو مكنات أو سلطات ،ويتمثل ثانيهما في أن إضفاء صفة العمومية على هذه
الحقوق والحريات يستوجب تدخل السلطة العامة من أجل تنظيمها ،بشكل يكفل مباشرتها من طرف األفراد
وذلك في ظل األطر القانونية المنظمة لها.
إن الفقه والقضاء يستخدم تعبير الحريات العامة ،بينما يستخدم في أحيان أخرى تعبير الحريات
األساسية ،لكن في الحقيقة فإن تعبير الحريات األساسية يختلف عن تعبير الحريات العامة ،على اعتبار
أن الحريات األساسية تشمل الحريات المكفولة بموجب الدستور واالتفاقيات الدولية أما الحريات العامة فقد
تكون مكفولة بالدستور والقانون معا ،بينما في حالة عدم النص عليها في الدستور أو المعاهدات الدولية
فال نكون بصدد حرية من الحريات األساسية ،وإنما يتعلق األمر في هذا اإلطار بحرية من الحريات
العامة .فالحريات األساسية إنما ترتبط ارتباطا وثيق الصلة بالقواعد التي تعلو مرتبة التشريع العادي لترقى
إلى مرتبة القواعد الدستورية.
تكتسي حرية التنقل أهمية كبيرة وال ت ازل إلى حد اليوم على الرغم من أنها تندرج ضمن الجيل
األول من الحريات ،حيث لم تتأثر مكانتها بالتطورات التي لحقت حقوق اإلنسان ،بفعل المتغيرات
المستجدة التي يشهدها عالمنا المعاصر ،وظهور أجيال جديدة جاءت بحقوق وحريات تساير التطور
الطبيعي لإلنسان والمجتمع.
تعتبر حرية التنقل من بين أهم الحريات التي كرسها المؤسس الدستوري الجزائري ،إذ تنص في
هذا اإلطار المادة 49من التعديل الدستوري لسنة 2020على " :يحقّّلكلّّمواطنّيتمتّعّبحقوقهّالمدنيّةّ
ةّ،أنّيختارّبحريةّموطنّإقامتهّ،وأنّيتنقّلّبحريةّعبرّالتّرابّالوطنيّ.
ّ والسياسيّ
لكلّمواطنّالحقّّفيّالدّخولّإلىّالتّرابّالوطنيّّوالخروجّمنهّ.
الّيمكنّتقييدّهذهّالحقوقّّإالّّلمدةّمحددةّ،وبموجبّقرارّمعللّمنّالسلطةّالقضائية".1
كما تضمنت المعاهدات والمواثيق الدولية مظاهر حماية حرية التنقل ،ومن ذلك ما جاء في
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،حيث تنص المادة 13منه علىّ)1( " :لكلّ ّفرد ّحق ّفي ّحرية ّ ُّ
التنقلّ
وفيّاختيارّمحلّّإقامتهّداخلّحدودّالدولة.
-1المادة 49من المرسوم الرئاسي رقم ،442-20مؤرخ في 30ديسمبر ،2020يتعلق بإصدار التعديل الدستوري ،المصادق عليه
في استفتاء أول نوفمبر سنة ،2020في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،ج ر العدد ،82صادرة في 30
ديسمبر .2020
-3-
مقدمة
(ّ)2لكلّّفردّحقّفيّمغادرةّأيّّبلدّ،بماّفيّذلكّبلدهّ،وفيّالعودةّإلىّبلده".2
كما نص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في المادة 12منه علىّ-1" :لكلّفردّ
يوجدّعلىّنحوّقانونيّداخلّإقليمّدولةّماّحقّحريةّالتنقلّفيهّوحريةّاختيارّمكانّإقامته.
-2لكلّفردّحريةّمغادرةّأيّبلدّ،بماّفيّذلكّبلدهّ.
ن
ق ّالمذكورة ّأعاله ّبأية ّقيود ّغير ّتلك ّالتي ّينص ّعليها ّالقانونّ ،وتكو ّ
-3ال ّيجوز ّتقييد ّالحقو ّ
ضرورية لحماية األمن القومي أوّالنظام ّالعام ّأو ّالصحة ّالعامة ّأو ّاآلداب ّالعامة ّأو ّحقوقّ ّاآلخرينّ
وحرياتهمّ،وتكونّّمتماشيةّمعّالحقوقّّاألخرىّّالمعترفّبهاّفيّهذاّالعهدّ.
-4الّيجوزّحرمانّأحدّ،تعسفاّ،منّحقّالدخولّإلىّبلده".3
بهذه المثابة ،تندرج حرية التنقل ضمن الحريات األساسية ،وتحظى كغيرها من الحقوق والحريات
األخرى باهتمام الدساتير والتشريعات الداخلية فضال عن النصوص والمواثيق الدولية لحقوق اإلنسان.
وتنبع أهمية هذه الحرية من كونها شرطا أساسيا لممارسة الحقوق والحريات األخرى الواردة في هذه
النصوص القانونية كحرية الصناعة والتجارة ،الحق في الصحة ،الحق في التعليم ،الحق في العمل ،الحق
في االنتخاب ،الحق في اإلضراب ،حرية التظاهر وغيرها .فال تقوم هذه الحقوق والحريات دون تحقق
الحرية في التنقل ،لذا يتعين على اإلدارة عدم تقييد ممارسة هذه الحرية دون وجود مسوغ قانوني يجيز
ذلك.
-2اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 217ألف (د ،)3-مؤرخ في 10
ديسمبر ،1948منشور على موقع منظمة األمم المتحدة ،تاريخ وزمن التصفح 28 :جانفي ،2021الساعة .13:00
https://www.un.org/ar/universal-declaration-human-rights/
صادقت عليه الجزائر بموجب المادة 11من دستور سنة .1963
Constitution de la République algérienne démocratique et populaire du 10 septembre 1963, JORA n° 64, du 10
septembre 1963.
-3العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم
المتحد رقم 2200ألف (د ،)21-مؤرخ في 16ديسمبر ،1966دخل حيز النفاذ في 23مارس ،1976منشور على موقع مكتبة
حقوق اإلنسان ،جامعة منيسوتا ،تاريخ وزمن التصفح 28 :جانفي ،2021الساعة.20:00 :
http://hrlibrary.umn.edu/arab/b003.html
صادقت الجزائر عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،67-89مؤرخ في 16مايو ،1989يتضمن االنضمام إلى العهد الدولي
الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والبروتوكول االختياري المتعلق
بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الموافق عليها من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة يوم 16ديسمبر ،1966ج
ر العدد ،20صادرة في 17مايو .1989
-4-
مقدمة
يمكن تعريف حرية التنقل بأنها إمكانية كل شخص في التحرك من مكان إلى آخر داخل إقليم
الدولة ،أو في دولة أخرى ،لدواعي اإلقامة أو السفر أو ألغارض مختلفة ،فضال عن اختيار محل اإلقامة
داخل الدولة أو في العودة إلى دولته األصلية وقتما يشاء ،ما لم يتعارض ذلك مع القانون.
صور مختلفة ،حيث تتجلى الصورة األولى من خالل ممارسة
ا الالفت أن حرية التنقل تشمل
اإلنسان لحقه في التنقل واإلقامة داخل دولته ،أما الثانية فتتجسد من خالل الحق في السفر إلى خارج
إقليم الدولة والعودة إليه .تشمل الصورة األولى حق التنقل البري والبحري والجوي ،علما بأن التنقل البري
سير على األقدام ،وهذا الشكل األخير يمثل الحالة
أهمها ،إذ أنه يمكن أن يتم عبر استعمال المركبات أو ا
األكثر ممارسة ضمن صور حرية التنقلّ ،أما الصورة الثانية فتتعلق ّبحق التنقل إلى خارج اإلقليم ،وهذا
الحق مكفول لكل من يتمتع بجنسية الدولة ،كما أنه مكفول على قدم المساواة بالنسبة لألجانب المتواجدين
في الدولة بشكل قانوني ،وذلك بالرغم من بعض القيود التي تنظم إقامتهم في إقليم الدولة المضيفةّ.
في هذا السياق ،من الواضح أن الدولة ال تقتصر على تضمين دساتيرها نصوصا تتعلق بحرية
التنقل وإنما تعمل على تقرير الضمانات التي تحميها والضوابط التي تكفل ممارستها ،حيث أن تقرير حرية
التنقل وتأكيد كفالتها في الدساتير والمواثيق الدولية ال يعني إطالقها بغير حدود أو قيود ،فالحريات إذا لم
تمارس ضمن حدود وضوابط معينة انقلبت بالضرورة إلى فوضى.
ترتيبا على ذلك ،فإن االعتراف بضرورة تمتع الفرد بحرية التنقل يجب أال يفهم منه بأن هذه
الحرية تأبى على التنظيم والتقييد ،أو أنها مطلقة الممارسة على حساب المصلحة العامة ،إنما يجب العمل
على تحقيق التوازن بين ممارسة هذه الحرية من جهة ،ومقتضيات حماية النظام العام من جهة أخرى.
فيحق للدولة أن تضع بعض القيود على ممارسة حرية التنقل ،مراعية في ذلك مختلف الضوابط المحددة
قانونا.
أهمّيّةّالدراسةّ:
يكتسي البحث في موضوع حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل أهمية بالغة ،باعتبار ارتباطه
بحرية أساسية لإلنسان من الممكن أن تتعرض لالنتهاك من طرف اإلدارة ،خصوصا وأن ممارسة هذه
الحرية ترتبط بشكل كبير بالتطور التكنولوجي الذي شهده العصر الحديث ،وتنوع وسائل التنقل في إطار
مفهوم العولمة ،وكذا ظهور عوامل معقدة تتعلق بحرية التنقل من أبرزها ظاهرة الهجرة غير الشرعية،
واللجوء اإلنساني نتيجة الحروب والصراعات المسلحة .لذا فإن أي اعتداء على هذه الحرية يشكل مساسا
-5-
مقدمة
بالحقوق والحريات الدستورية لألفراد ،كما يمس بمبدأ مشروعية الق اررات والتصرفات الصادرة عن السلطة
العامة ،األمر الذي استدعى ضرورة إقرار رقابة قضائية من شأنها حماية حرية التنقل ضد كل أشكال
االعتداءات الواقعة من طرف اإلدارة ،وهذا من خالل الدور المنوط بالقاضي اإلداري في هذا اإلطار.
على أية حال ،تعتبر حرية التنقل من الحريات التي أقرتها دساتير وتشريعات الدول المختلفة،
وكذا المعاهدات والمواثيق الدولية ،إذ حظرت هذه النصوص المساس بحرية التنقل إال وفقا لضوابط
معينة ،وهذا لتحقيق المصلحة العامة .مع مالحظة أنه يستفيد من هذه الحرية كافة األفراد سواء كانوا
وطنيين أو أجانب ،كما أنها تتعلق بجوانب أساسية تنصب على الحياة االقتصادية واالجتماعية وحتى
األمنية للدولة ،األمر الذي برر مكانتها المتميزة.
تظهر أهمية الدراسة من خالل إبراز الدور الكبير للقاضي اإلداري في حماية حرية التنقل ،وذلك
من خالل اآلليات القانونية التي يستخدمها في سبيل حماية هذه الحرية في ضوء القوانين السارية.
بالرغم من األهمية التي يشغلها موضوع البحث من الناحية الدستورية والقانونية ،فإنه لم يلقى
لدرسات التي تناولت الموضوع لم تتعرض له إال بصورة مختصرة ،رغم ما يتمتع
اهتمام أكاديمي كاف ،فا ا
لدرسة هذا الموضوع ،والذي من شأن اإلحاطة
به من خصوصية ودقة .وهذا ما خلق لدينا الدافع العلمي ا
به من الناحية القانونية أن يمكننا من إبراز حدود وقيود ممارسة حرية التنقل في ظل أحكام القانون
الجزائري على وجه الخصوص وبعض التشريعات المقارنة عموما.
أهدافّالدراسةّّ:
سيكون الهدف الرئيسي للدراسة هو إبراز دور القاضي اإلداري في تدخله لحماية حرية التنقل،
والمدى الذي وصل إليه القاضي اإلداري الجزائري في هذا الخصوص ،وبالنتيجة محاولة التعرف على
المعالم واالتجاهات التي يتبناها مقارنة بالقضاء اإلداري في الدول الرائدة في هذا المجال خصوصا في
فرنسا ومصر ،فضال عن بيان أبرز السلطات التي تم االعتراف له بها بموجب أحكام القانون رقم -08
09المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،وذلك من أجل التوصل إلى جملة من الحلول
لإلشكاالت القانونية وكذا الثغرات التي تحد من فعالية دوره في هذا السياق ،بما يكفل الموازنة بين حماية
حرية التنقل وتحقيق مقتضيات المصلحة العامة.
-6-
مقدمة
وذلك من خالل بحث أهم األحكام والق اررات واالجتهادات القضائية وكذا اآلراء الفقهية ذات الصلة
بالموضوع ال سيما على مستوى القانون والقضاء الجزائريين مع االستفادة من خبرة القانون المقارن في هذا
المجال خصوصا بفرنسا ومصر.
إشكاليّةّالدراسةّ:
تحتل حرية التنقل أهمية خاصة ،وذلك لكونها من الحريات اللصيقة بشخصية اإلنسان ،فال قيمة
للحقوق والحريات األخرى إذا لم يتم ضمان حرية الفرد في التنقل داخل الدولة وخارجها .إال أن هذا ال
يعني إطالق ممارستها دون قيد أو شرط ،وإنما يعني ضرورة ممارستها وفقا للضوابط التي تحددها
القوانين .حيث يعود للسلطات اإلدارية المختصة تنظيم ممارسة حرية التنقل ،وذلك وفق جملة من
الضوابط التي تلتزم بها ،األمر الذي يستدعي ضرورة تحقيق التوازن بين حق اإلدارة في ممارسة وظائفها
األفرد في ممارسة حرية التنقل.
ا المتعلقة بحماية المصلحة العامة ،وبين حق
نظر ألنها
إن التصرفات اإلدارية المتعلقة بتقييد ممارسة حرية التنقل تتطلب السرعة في التنفيذ ،ا
تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة من خالل حماية فكرة النظام العام كهدف لتدخل سلطات الضبط
اإلداري ،خصوصا ما تعلق منه بحماية األمن العمومي هذا من جهة ،ومن جهة أخرى نجد بأن جل
الميادين التي تتدخل فيها اإلدارة ،والتي تفرض من خاللها مختلف القيود على حرية التنقل ،تتسم بالحيوية
واألهمية القصوى لألفراد ،فالتضييق على ممارسة حرية التنقل ينعكس بشكل سلبي على الممارسة الفعالة
لباقي الحقوق والحريات.
وعليه ،فإن التطور السياسي واالقتصادي واالجتماعي ،وما أفرزه من زيادة تدخل الدولة في
النشاط الفردي ،واتساع سلطتها إلى الميادين االقتصادية واالجتماعية المختلفة ،كان من نتيجة ذلك أن
تحولت وظيفة الدولة من وظيفة ذات طابع بوليسي إلى وظيفة إيجابية متشعبة تستهدف تحقيق الرخاء
العام لألفراد .إن النتيجة الحتمية إللقاء هذه األعباء الجديدة على عاتق الدولة هي منحها مزيدا من
االمتيازات والسلطات التي تبيح لها تقييد النشاط الفردي الخاص بحرية التنقل تحقيقا لهذه األهداف.
يحق للسلطات اإلدارية ضمن إطار المحافظة على النظام واألمن العموميين ،تنظيم ممارسة
حرية التنقل ،لكن وبالنظر للنتائج السلبية ،واالنتهاك الصارخ الذي ينتج عن التقييد والمساس بهذه الحرية،
فقد كفل القانون حماية قضائية لألفراد ضد مختلف الق اررات والتصرفات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل،
ويكون ذلك عن طريق منح القضاء سلطة رقابة تلك التصرفات ،استنادا إلى أن هذه الحرية تندرج ضمن
-7-
مقدمة
الحريات العامة ،وأن تقييدها دون مبرر قانوني إنما يجرد الحرية الشخصية من مضمونها ،فاألصل هو
حرية التنقل واالستثناء هو المنع.
وهنا تظهر الحاجة إلى حماية حرية التنقل عن طريق القاضي اإلداري ،ويكون ذلك بدرجة أولى
على مستوى القضاء االستعجالي ،ثم يأتي بعد ذلك دور قاضي اإللغاء للحكم على مشروعية التصرف
اإلداري ،األمر الذي يجرنا إلى التساؤل حولّمدىّمساهمةّالقاضيّاإلداريّفيّالموازنةّبينّمقتضياتّ
حق ّالدولة ّفي ّتقييد ّممارسة ّحرية ّالتنقل ّحماي ًة ّللمصلحة ّالعامة ّوالنظام ّواألمن ّالعموميينّ ،وبينّ
كرسةّقانوًنا؟
متطلّباتّضمانّحريةّاألفرادّفيّالتنقلّالمّ ّ
وتنطوي تحت هذه اإلشكالية األسئلة الفرعية التالية:
-ما هو المعيار الذي على أساسه يمكن لإلدارة أن تفرض قيودا على حرية التنقل؟
-ما مدى فعالية دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية حرية التنقل في ضوء النصوص القانونية
واالجتهادات القضائية؟ وهل رقابة قاضي الموضوع في هذا المجال مشددة أم مخففة؟
أخير ،هل توجد رؤية مستقبلية واضحة حول وضع نموذج قانوني متكامل لتعزيز آليات حماية
ا -ثم
القاضي اإلداري لحرية التنقل؟
ال تفوتنا اإلشارة في هذا الصدد إلى أن اإلطارّالعام ّللدراسة ينصب حول بحث دور القاضي
اإلداري في حماية حرية التنقل في إطار القانون والقضاء الجزائريين ،مع االستفادة من تجارب الدول
الرائدة في هذا الشأن خصوصا القانون والقضاء اإلداريين الفرنسي والمصري .كما ستقتصر الدراسة على
تبيان دور القاضي اإلداري في حماية هذه الحرية ضمن دعوى اإللغاء والتي تندرج تحتها الدعوى
االستعجالية اإلدارية فقط ،دون التعرض للدعاوى اإلدارية األخرى مثل دعاوى القضاء الكامل.
من أجل اإللمام الجيد بموضوع الدراسة ،وتماشيا مع طبيعة الموضوع تم استخدام جملة من
المناهج ،من أبرزها :المنهجّالوصفي ،وذلك من أجل التعرف على بعض المفاهيم المطروحة في الدراسة
مثل :جواز السفر ،تأشيرة الدخول ،الحرية الفردية ،االعتقال اإلداري ،النظام العام ،المنع من السفر،
االستعجال ،عدم المساس بأصل الحق ،االعتداء المادي ،الحرية األساسية ،االنعدام ،الخطأ الواضح في
التقدير ،رقابة المالءمة.
-8-
مقدمة
كما تم استخدام المنهجّالتحليلي بغرض الشرح والتعليق وتحليل النصوص القانونية ذات الصلة
بالموضوع ،وكذا التحليل والتعليق على األحكام والق اررات القضائية الصادرة عن القضاء اإلداري الجزائري،
والمقارن ال سيما الفرنسي والمصري.
عالوة عن ذلك ،استخدمنا بعض أدوات المنهج ّالمقارنّ ّبغرض االستفادة من خبرة القانون
المقارن في هذا اإلطار ،وخاصة بفرنسا ومصر.
ونظر لألهمية التي يطرحها موضوع الدراسة سوف نتناولها حسب التقسيم اآلتي:
ا
البابّاألول :اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل.
ّّّّّّّّّّّّالفصلّاألولّ:مصادر ونطاق حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل.
ّّّّّّّّّّّّالفصلّالثاني :تدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقلّ
البابّالثاني :اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل.
ّّّّّّّّّّّّالفصلّاألول :إعمال دعاوى االستعجال اإلداري لحماية حرية التنقل
ّّّّّّّّّّّّالفصلّالثاني :دعوى اإللغاء كآلية لحماية حرية التنقل
وقد خلصنا إلى اإلجابة على إشكالية الموضوع ،حيث توجنا ذلك بجملة من النتائج والمقترحات،
وذلك وفقا لما يحقق الغرض من الدراسة.
-9-
الباب األول:
اإلطاراملوضوعي الضابط
لتدخل القاض ي اإلداري
لحماية حرية التنقل
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
حارسا للمصلحة العامة والضامن لحسن سيرً يظهر للوهلة األولى بأن القاضي اإلداري بصفته
اإلدارة العمومية ،ليس بحامي لحقوق وحريات األفراد ،إذ أن القانون اإلداري لم يظهر في البداية من أجل
إخضاع اإلدارة للقانون فقط بل من أجل الحفاظ على امتيازاتها وضمان فعالية عملها ،لكن سرعان ما رأى
مجلس الدولة الفرنسي ضرورة إحداث نوع من الموازنة بين متطلبات تحقيق المصلحة العامة وضرورات
النشاط اإلداري من جهة ،ومتطلبات حماية الحقوق والحريات العامة من جهة أخرى ،هذا التوازن يضمنه
القاضي اإلداري من خالل دعوى اإللغاء التي تهدف لرقابة مشروعية الق اررات اإلدارية التي تنتهك حقوق
وحريات األفراد.1
وتعتبر وظيفة الضبط اإلداري من أهم واجبات السلطات اإلدارية ،فهي ضرورة الزمة الستقرار
النظام العام وصيانة الحياة االجتماعية والمحافظة عليها ،فغياب هذه الوظيفة يعني انتشار الفوضى،
واختالل التوازن في المجتمع ،حيث تجد اإلدارة نفسها في مواجهة معادلة صعبة ،فالقانون حدد مهمتها
في الحفاظ على النظام العام من خالل تقييد حقوق وحريات األفراد ،وذلك عن طريق مختلف اإلجراءات
الضبطية التي تمارسها وفق ضوابط وقيود تمثل ضمانات للحفاظ على الحقوق والحريات العامة لألفراد،
وهي في هذه العملية تخضع لرقابة القاضي اإلداري.2
جدا،
إن مهمة التوفيق بين مختلف المصالح المتعارضة ألطراف هذه المنازعة اإلدارية صعبة ً
وتحتم على القاضي اإلداري ممارسة جميع السلطات والصالحيات التي منحها له القانونً ،ا
نظر للعالقة
غير المتكافئة بين اإلدارة العامة صاحبة امتيازات السلطة العامة والفرد صاحب المركز الضعيف.3
في الوقت الحاضر يظهر القاضي اإلداري كحامي للحقوق والحريات العامة ،وكوصي على
حماية حرية التنقل ،رغم أنه ليس الحامي الوحيد لها لكنه أصبح اليوم الجهة القضائية التي تضمن
الحماية األساسية لهذه الحرية ،وذلك من خالل االستقاللية والكفاءة والفعالية التي يتمتع بها ،وهو بذلك
1
- Jean-Marc SAUVÉ, « Introduction à l'occasion de la première édition des entretiens du contentieux »,
Les Entretiens du contentieux du Conseil d'État, Le juge administratif et les droits fondamentaux, Colloque
organisé par la section du contentieux et la section du rapport et des études du Conseil d’État, en partenariat avec
l’ordre des avocats au Conseil d’État et à la Cour de cassation et en association avec l’AJDA, le vendredi 4
novembre 2016, pp 1-2, consulté le 15 janvier 2021, à 13 :00. https://www.conseil-etat.fr/actualites/discours-et-
interventions/le-juge-administratif-et-les-droits-fondamentaux-premiers-entretiens-du-contentieux
-2محمد على حسونة ،الضبط اإلداري وأثره في الحريات العامة ،ط األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2014 ،ص ص -6
.7
3
- Julien PIASECKI, L’office du juge administratif des référés : Entre mutations et continuité jurisprudentielle,
Thèse pour le Doctorat de Droit public, Centre d'Études et de Recherche sur les Contentieux, Faculté de droit,
Université de Toulon, 2008, p 24.
- 11 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
1
-Florence FABERON, « Le juge administratif gardien de la liberté d’aller et de venir: un marqueur
d’efficacité », JCP A - La Semaine juridique Administration et collectivités territoriales, LexisNexis, n° 13,
2083, avril 2019, p 48.
- 12 -
الفصل األول:
مصادرونطاق حماية القاض ي
اإلداري لحرية التنقل
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
بارز في نشأة وتطور القانون اإلداري ،حيث ساهم بشكل فعال في لعب القاضي اإلداري ًا
دور ًا
التأسيس لبناء دولة القانون ،وذلك من خالل فرض استقالليته وتوفير كل الضمانات للمتقاضين ،وهذا
انطالًقا من مبدأ الموازنة بين حماية المصلحة العامة من جهة ،وحماية الحقوق والحريات من جهة أخرى.
لكن المالحظ اليوم أن العالقات القانونية بين اإلدارة العامة واألفراد شهدت تحوالت جوهرية كان لها تأثير
بارز ،األمر الذي فرض إعادة النظر في بنية القانون اإلداري ،والبحث عن تجديد دور القاضي اإلداري
في ظل هذه التحوالت ،حيث عرفت بنية الدولة بروز هياكل جديدة غريبة عن مؤسسات النظام اإلداري
التقليدي ،كما كان للقانون الدولي التأثير الكبير في القانون الداخلي.1
لهذا يسود الدولة المعاصرة مبدأ تدرج القاعدة القانونية باعتباره من أهم ضمانات قيام دولة
القانون ،حيث تغدو السيادة للقانون وحده ،وهو ما يكفل الحماية الالزمة للحقوق والحريات العامة ،ومن
المستقر عليه أن القانون ينصرف إلى كافة القواعد القانونية السارية في الدولة ًأيا كان مصدرها وشكلها
مع مراعاة التدرج في قوتها وترتيبها ضمن النظام القانوني ،حيث تشكل كلها عناصر لمشروعية العمل
اإلداري.2
بناء على ذلك ،تشكل مجموعة النصوص القانونية المنظمة لحرية التنقل المصادر التي تستمد ً
منها السلطات اإلدارية المختصة الكفاءة القانونية لممارسة مختلف اإلجراءات واتخاذ الق اررات المقيدة
لحرية التنقل ،والرامية لحماية النظام العام ،وفي الوقت نفسه تمثل بالنسبة للقاضي اإلداري األساس
القانوني للحماية التي يضمنها لألفراد عن طريق مختلف الدعاوى القضائية ،وذلك في حالة عدم
مشروعية الق اررات الصادرة عن السلطات اإلدارية (المبحث األول).
وبالنظر لتنوع صور ممارسة حرية التنقل ،وبالتالي تعدد طرق وأساليب ممارسة هذه الحرية،
األمر الذي ينطوي على إجراءات تتميز بالتعقيد الشديد واستعمال التكنولوجيات الحديثة التي ً
غالبا ما
تنطوي على مخاطر تهدد النظام العام في الدولة والمجتمع ،األمر الذي يفرض على السلطات اإلدارية
-1عادل بن عبد هللا " ،الدور المستقبلي للقاضي اإلداري في ظل تحوالت القانون اإلداري" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الدولي
الثامن حول :التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة القانون ،مخبر السياسات العامة وتحسين الخدمة العمومية ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة حمة لخضر ،الوادي ،يومي 07-06مارس ،2018ص .605
-2كريمة العارم " ،واقع مبدأ تدرج القوانين في الجزائر وسبل تعزيزه" ،مداخلة ضمن أعمال المؤتمر الدولي الموسوم ب :دولة
القانون " :التجربة الجزائرية" ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،يومي 10و 11أفريل ،2018ص
( .3غير منشور).
- 14 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المختصة فرض رقابة صارمة على تنقل األفراد ،لهذا فإن تدخل القاضي اإلداري يتحدد حسب النطاق
الذي يمارس فيه األفراد حريتهم في التنقل (المبحث الثاني).
-1شريف موفق طيب ،جمال مصالي ،فتيحة سالمي "،حرية التنقل وضوابطها الشرعية والقانونية" ،مجلة الحوار الفكري ،المجلد
،13العدد ،15جوان ،2018ص .260
2
- Yehia KERKATLY, Le juge administratif et les libertés publiques en droits libanais et français, L.G.D.J,
Paris, Point Delta, Beyrouth, 2015, p 41.
3
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 204, date de
fascicule: 30 juin 2016, date de la dernière mis à jour: 16 avril 2018, pp 3-4.
- 15 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يفصل القاضي اإلداري في المنازعات المرفوعة إليه من طرف أصحاب الصفة والمصلحة ً
بناء
على مجموع النصوص القانونية سارية المفعول من ناحية الزمان والمكان ،حيث نجد أن مبدأ تدرج القواعد
القانونية يفرض نفسه على القاضي اإلداري من خالل البحث عن القاعدة القانونية التي تنطبق على
المنازعة اإلدارية محل النظر ،وهو ما يفرض عليه احترام التراتبية التي يستلزمها هذا المبدأ .فالنصوص
الدستورية تأتي في قمة الهرم من حيث األهمية والقوة ،وذلك على اعتبار أن الدستور يمثل القانون
األسمى الذي ينظم شكل الدولة ونظام الحكم فيها ،وطبيعة العالقات بين السلطات العمومية
واختصاصاتها ،وكذا النص على الحقوق والحريات األساسية للمواطنين وضمانات ممارستها ،وفي هذا
غالبا ما يكتفي بتحديد اإلطار العام لممارسة الحقوق والحريات العامة،
الشأن ،نجد بأن النص الدستوري ً
ويحيل تنظيم تلك الحقوق والحريات للمشرع من أجل التفصيل فيها بشكل أكثر ،كما أن المشرع ًا
كثير ما
يحيل بدوره على التنظيم للتفصيل في بعض الجزئيات المتعلقة بالحقوق والحريات.
نص المؤسس الدستوري الجزائري على حرية التنقل من خالل االعتراف التدريجي بها عبر
مختلف الدساتير المتعاقبة ،كما تباين في اإلحالة على المشرع من أجل تنظيم ممارسة هذه الحرية بين
النص الصريح والسكوت عن ذلك .ونتيجة لهذه اإلحالة تولى المشرع العادي تنظيم ممارسة حرية التنقل،
وذلك عبر مجموعة من النصوص التشريعية المتعلقة بجوانب محددة من هذه الحرية ،كما ساهم التنظيم
-1عبد اللطيف الهاللي " ،القضاء اإلداري وحماية الحقو والحريات األساسية" ،المجلة المغربية للدراسات القانونية والقضائية ،العدد
،2012 ،07ص .68
- 16 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
في معالجة بعض الجزئيات التي تتميز بالتغير المستمر في نطاق ممارسة حرية التنقل ،مما يتطلب
السرعة في التدخل من جانب السلطة التنفيذية التي ال تتوافر لدى المشرع.
وعليه ،يستمد القاضي اإلداري األساس القانوني لحماية حرية التنقل من مجموع النصوص التي
تشكل القانون الداخلي ،والتي تتدرج في األهمية والدرجة ،بحيث نجد في المقدمة النصوص الدستورية
أخير النصوص التنظيمية (الفرع الثالث).
(الفرع األول) ،ثم النصوص التشريعية (الفرع الثاني) ،و ًا
أوال -المعالجة الدستورية لحرية التنقل في بعض الدساتير الغربية :من أهم وأعرق التجارب الدستورية
أيضا الدستور
في تكريس حرية التنقل على الصعيد الدولي نجد دستور الواليات المتحدة األمريكية ( ،)1و ً
الفرنسي (.)2
-1دستور الواليات المتحدة األمريكية :سبق للمحكمة الدستورية العليا في الواليات المتحدة األمريكية
التأكيد على القيمة الدستورية لحرية التنقل ،من خالل حق المواطن في الخروج والدخول لدولته ،كما أكدت
على الحق الدستوري في الحصول على جواز السفر.2
والحريات العامة بين االنتهاك الداخلي والحماية الدولية" ،مجلة صوت القانون ،العدد األول ،أفريل -1أحمد بلودنين " ،الحقو
،2014ص .9
-2محمد الشريف البسيوني ،الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان ،المجلد األول ،ط األولى ،دار الشروق ،القاهرة ،2003 ،ص
.80
- 17 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ففي سنة 1964ذهبت المحكمة الدستورية العليا إلى القول بأن حرية التنقل والسفر جزء من
حرية المواطن التي ال يمكن حرمانه منها ،كما أن حرية التنقل سواء داخل البالد أو خارجها تعتبر من
الموروثات التي يعتز بها الشعب األمريكي ،والسفر إلى الخارج مثل التنقل داخل الدولة قد يكون بالغ
األهمية للمواطن لتلبية احتياجاته ،فحرية التنقل دون أدنى شك هي حرية أساسية في إطار القيم
القانونية.1
-2الدستور الفرنسي :لم ينص الدستور الفرنسي لسنة 1958على حرية التنقل على غرار باقي الحقوق
والحريات العامة األخرى ،حيث تعتبر الحرية الفردية من الحريات القليلة المكرسة في هذا الدستور ،2وفي
هذا الشأن تنص المادة 66منه على ":ال يجوز حبس أي كان بصفة تعسفية .تكفل السلطة القضائية
باعتبارها حامية الحرية الفردية ،احترام هذا المبدأ وفق الشروط المنصوص عليها في القانون" .3لهذا
تعتبر الحرية الفردية هي الحرية الوحيدة التي نص عليها الدستور الفرنسي لسنة 1958بشكل صريح،
زيادة على حرية إدارة الجماعات اإلقليمية وحرية إنشاء األحزاب السياسية.4
لكن مفهوم الكتلة الدستورية يقوم على االعتراف لوثائق أخرى غير الدستور بالقيمة الدستورية
مثل :مقدمة دستور ،1946إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ،1789و ًا
أخير ميثاق البيئة لسنة
.2005إذ تعتبر حرية التنقل من مقومات وعناصر الحرية الفردية ،لذا تظهر ضمن الحريات العامة
قدما ،والتي كرستها بصفة ضمنية المادة الرابعة ( )04من إعالن حقوق اإلنسان والمواطن ،حيث
األكثر ً
تقوم الحرية على إمكانية فعل كل ما ال يؤذي الغير ،ولهذا فإن ممارسة الحقوق الطبيعية لكل إنسان ال
قيودا غير تلك التي تكفل ألعضاء المجتمع اآلخرين التمتع بالحقوق نفسها ،وهذه القيود ال يمكن
تعرف ً
تحدديها إال بموجب النصوص القانونية ،حيث أقر دستور 1791في الباب األول منه حرية كل إنسان
في التنقل واالستقرار والذهاب واالياب دون التعرض لالعتقال.5
-1السيد عزت سعد ،حماية حقوق اإلنسان في ظل التنظيم الدولي ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1985 ،ص .432
2
-Louis FAVOREU, Patrick GAÏA, Richard GHEVONTIAN, Jean-Louis MESTRE, Otto PFERSMANN,
André ROUX, Guy SCOFFONI, Droit constitutionnel, 19 ème éd, Dalloz, Paris, 2017, p 941.
3
-Constitution du 4 octobre 1958, JORF n° 0238, du 5 octobre 1958, elle a été modifiée à vingt-quatre reprises
depuis sa publication, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/loda/id/JORFTEXT000000571356/2019-07-01/, consulté le 15 janvier 2021, à
13 :00.
4
-Ninon MATHIEU, Le rôle du juge constitutionnel dans le cadre de la lutte contre le terrorisme au regard de la
protection des libertés individuelle et d’aller et venir. Étude comparée: France & Royaume-Uni, Master de droit
public comparée, Université Panthéon-Assas, Paris II, 2014, p 4.
5
-Gilles LEBRETON, Libertés publiques et droits de l’homme, 4 ème éd, Armand Colin, Paris, 1997, p 305; Louis
FAVOREU, Patrick GAÏA, Richard GHEVONTIAN, Ferdinand MÉLIN-SOUCRAMANIEN, Annabelle
PENA, Otto PFERSMANN, Joseph PINI, André ROUX, Guy SCOFFONI, Jérôme TREMEAU, Droit et
- 18 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
تعتبر هذه الحرية في قضاء المجلس الدستوري الفرنسي بمثابة مبدأ أساسي أقرته قوانين
الجمهورية ،حيث تستند على الحرية الفردية التي كرسها المجلس الدستوري حتى وإن لم يكن هناك ارتباط
صريح في هذا الشأن ،1حيث يفرق المجلس الدستوري بين اإلجراءات المقيدة لحرية التنقل والتي ال تمس
بالحرية الفردية ،وذلك عندما تكون هناك عوائق بسيطة لممارسة حرية التنقل كما في حالة تقديم األجنبي
لجواز سفره لشرطة الحدود دون المساس بحريته في التنقل داخل التراب الفرنسي من جهة ،واإلجراءات
التي تشل حرية التنقل بشكل كامل مثل التحقق من الهوية داخل مركز الشرطة أو وضع األجنبي في
مراكز االعتقال اإلداري من جهة أخرى.2
لكن المالحظ أنه منذ نهاية تسعينات القرن الماضي ،ضيق المجلس الدستوري بشكل كبير من
مفهوم الحرية الفردية في شقها المتعلق بحرية التنقل حسب المفهوم الوارد في نص المادة 66من
الدستور ،حيث ربطها بمفهوم الحرية الشخصية المستمدة من المادتين 2و 4من إعالن حقوق اإلنسان
والمواطن لسنة ،1789وهو ما جاء في ق ارره رقم DC 2004-492المؤرخ في 13مارس ،2003والذي
قضى بموجبه بأن المشرع ملزم بضمان الموازنة بين الوقاية من الجرائم الماسة بالنظام العام والبحث عن
مرتكبي الجرائم من جهة ،وممارسة الحريات الدستورية المضمونة ،والتي من بينها حرية التنقل المضمونة
بموجب إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة 1789من جهة أخرى .3
أساسا لتحريك الرقابة الدستورية عن طريق
أيضا ضمن الحريات التي تشكل ً تظهر حرية التنقل ً
آلية الدفع بعدم الدستورية ،أو كما تسمى في فرنسا مسألة األولوية الدستورية التي جاء بها التعديل
الدستوري لسنة ،42008وهو ما طبقه المجلس الدستوري في قضية .5Mlle Danielle
ثانيا -المعالجة الدستورية لحرية التنقل في بعض الدساتير العربية :على شاكلة معظم الدساتير في
كبير من االهتمام ،ومن
قدر ًاالعالم ،نجد بأن الدساتير العربية اعترفت بحقوق وحريات اإلنسان ،وأولتها ًا
بين تلك الحقوق والحريات نجد حرية التنقل التي تعتبر من الحريات األساسية التي يتمتع بها األفراد،
libertés fondamentales, Tome 1, 6ème éd, Dalloz, Paris, 2012, p 236, « On en trouve la trace furtive dans la
Constitution du 3 septembre 1791 qui reconnait solennellement la liberté à tout homme d’aller, de rester,
de partir, sans pouvoir être arrêté ».
1
-C.C, décision n°79-107 DC, 12 juillet 1979, Ponts à péage, cité par Louis FAVOREU, Loïc PHILIP, Patrick
GAÏA, Richard GHEVONTIAN, Éric OLIVA, André ROUX, Les grandes décisions du Conseil constitutionnel,
17ème, Dalloz, Paris, 2013, p 362.
2
-Patrick GAÏA, Richard GHEVONTIAN, Éric OLIVA, André ROUX, op.cit, p 362.
3
-Louis FAVOREU et autres, Droit constitutionnel, op.cit, p 941.
4
-Louis FAVOREU, et autres, Droit et libertés fondamentales, op.cit, p 236.
5
-C.C, décision n°2010-71, QPC du 26 novembre 2010, Mlle Danielle S, JORF n° 0275, du 27 novembre 2010.
- 19 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ولهذا ال يجوز تقييد ممارستها إال في األحوال التي تحددها القوانين داخل كل دولة ،وقد نصت الدساتير
العربية على هذه الحرية ،وأحالت تنظيمها للنصوص التشريعية.1
بالنسبة للدساتير العربية ،نجد بأن التجربة الدستورية المصرية تعتبر من أقدم التجارب على
الصعيد العربي ،حيث كان لها األثر الكبير على باقي دساتير الدول العربية ،كما نجد تجارب الدول
نظر للتشابه الكبير في الظروف السياسية والتاريخية،
المغاربية هي األقرب للدراسة والمقارنة مع الجزائرً ،ا
لهذا سنحاول البحث في التكريس الدستوري لحرية التنقل في دساتير كل من مصر ( ،)1تونس ()2
أخير المغرب (.)3
و ًا
-1الدستور المصري :تناولت الدساتير المصرية المتعاقبة حرية التنقل واإلقامة إذ نصت المادة 41من
الدستور المصري لسنة 1971على حضر أي تقييد لحرية التنقل إال لضرورة التحقيق وصيانة أمن
المجتمع ،2حيث جاء فيها " :الحرية الشخصية حق طبيعي وهي مصونة ال تمس ،وفيما عدا حالة
التلبس ال يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأي قيد أو منعه من التنقل إال
بأمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع ،ويصدر هذا األمر من القاضي المختص أو
النيابة العامة ،وذلك وفقا ألحكام القانون".3
كما نصت المادة 42من دستور 2012على" :حرية التنقل واإلقامة والهجرة مكفولة .وال يجوز
بحال إبعاد أي مواطن عن إقليم الدولة ،وال منعه من العودة إليه .وال يكون منعه من مغادرة الدولة ،وال
فرض اإلقامة الجبرية عليه إال بأمر قضائي مسبب ،ولمدة محددة".4
أخيرا ،أكد الدستوري المصري الجديد لسنة 2014على حرية التنقل ،حيث تنص المادة 62منه
و ً
على ":حرية التنقل ،واإلقامة ،والهجرة مكفولة .وال يجوز إبعاد أي مواطن عن إقليم الدولة ،وال منعه
من العودة إليه .وال يكون منعه من مغادرة إقليم الدولة ،أو فرض اإلقامة الجبرية عليه ،أو حظر
اإلقامة في جهة معينة عليه ،إال بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة ،وفي األحوال المبينة في القانون".5
-1سعدي محمد الخطيب ،حقوق اإلنسان وضماناتها الدستورية في اثنتين وعشرين دولة عربية دراسة مقارنة ،ط األولى ،منشورات
الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2011 ،ص .86
-2أحمد فتحي سرور ،الحماية الدستورية للحقوق والحريات ،دار الشروق للطباعة ،القاهرة ،2000 ،ص .122
-3دستور جمهورية مصر العربية لسنة ،1971جريدة رسمية العدد 36مكرر (أ) ،صادرة في 12سبتمبر ( 1971ملغى).
-4دستور جمهورية مصر العربية لسنة ،2012جريدة رسمية العدد 51مكرر (ب) ،صادرة في 25ديسمبر ( 2012ملغى).
-5دستور جمهورية مصر العربية المعدل لسنة ،2014جريدة رسمية العدد 3مكرر (أ) ،صادرة في 18يناير .2014
- 20 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
وبذلك يكون المؤسس الدستوري قد منح لحرية التنقل حصانة من خالل إدراجها بالقانون
األساسي ،وهذا ما يعتبر ضمانة قوية لهذه الحرية وحماية لها في حالة صدور قوانين عادية الحقة
تنتقص من الحماية الدستورية لهذه الحرية .1كما أوجد المؤسس الدستوري جهة قضائية مستقلة ،وهي
المحكمة الدستورية العليا ،وظيفتها رقابة دستورية القوانين ،فإذا صدر قانون أو مرسوم بقانون مخالف
للنصوص الدستورية المتعلقة بحماية حرية التنقل ،تقوم هذه المحكمة بأداء وظيفتها فتقرر عدم دستورية
هذا النص.2
-2الدستور التونسي :نص الدستور التونسي الصادر سنة 1959على الحقوق والحريات ضمن الباب
األول ،حيث جاء في نص المادة " :5تضمن الجمهورية التونسية الحريات األساسية وحقو اإلنسان
في كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها ،"...أما حرية التنقل فتم النص عليها في المادة 10التي جاء
فيها " :لكل مواطن حرية التنقل داخل البالد وخارجها واختيار مقر إقامته في حدود القانون" ،كما تنص
المادة 11على " :يحجر تغريب المواطن عن تراب الوطن أو منعه من العودة إليه".3
هناك من الفقه من يرى بأن المؤسس الدستوري من خالل دستور ،1959تعامل بنوع من السلبية
مع حرية التنقل ،على اعتبار أنه لم ينص على الضمانات الالزمة والضرورية ،بل اكتفى بإحالة هذه
المهمة على المشرع ،بما يدل على تنازله الصريح عن تكريس هذه الضمانات ،كما أنه قصر هذه الحرية
على المواطنين دون األجانب ،وهو بذلك يكون قد أحال إلى االتفاقيات الدولية في مسألة إقرار وتنظيم
هذه الحرية.4
أما في ظل الدستور الحالي لسنة ،2014فقد نص المؤسس الدستوري على حرية التنقل في
الفصل 24فقرة 2الذي جاء فيه " :لكل مواطن الحرية في اختيار مقر إقامته وفي التنقل داخل الوطن
-1هاني سمير عبد الرزاق ،حقوق اإلنسان في العمل والتنقل والمساواة بين المشروعية واالعتبارات األمنية ،دار النهضة العربية،
القاهرة ،2016 ،ص .331
-2لمزيد من التفاصيل حول دور المحكمة الدستورية العليا في مجال حماية الحقوق والحريات أنظر :سناء خليل ،النظام القانوني
المصري ومبادئ حقوق اإلنسان ،UNDP ،القاهرة ،2003 ،ص 71وما بعدها.
-3قانون عدد 57لسنة ،1959مؤرخ في أول جوان ،1959في ختم دستور الجمهورية التونسية وإصداره ،الرائد الرسمي العدد ،30
صادر في غرة جوان ( 1959ملغى).
4
-Chaker MZOUGHI, « La constitution tunisienne et la liberté de circulation », Revue Cahiers de
Politique et de Droit, Université Kasdi Merbah, Ourgla, volume 4, n° 7, juin 2012, pp 3 et 9.
- 21 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
وله الحق في مغادرته" ،1كما ينص الفصل 25على " :يحجر سحب الجنسية التونسية من أي مواطن
أو تغريبه أو تسليمه أو منعه من العودة إلى الوطن".
يالحظ بأن النصوص المتعلقة بحرية التنقل لم تط أر عليها الكثير من التغييرات ،حيث حافظ
المؤسس الدستوري على الخطوط العريضة لحرية التنقل كما كان ينص عليها دستور ،1959لكن
االختالف الطفيف يبرز في اإلحالة على المشرع العادي بخصوص تنظيم حرية التنقل ،حيث ارتأى
المؤسس الدستوري أن ينص عليها بشكل مجمل لكل الحقوق والحريات ،وذلك من خالل الفصل ،49
والحريات المضمونة بهذا الدستور التي جاء فيه " :يحدد القانون الضوابط المتعلقة بالحقو
وممارستها بما ال ينال من جوهرها .وال توضع هذه الضوابط إال لضرورة تقتضيها دولة مدنية ديمقراطية
الغير ،أو لمقتضيات األمن العام ،أو الدفاع الوطني ،أو الصحة العامة ،أو وبهدف حماية حقو
اآلداب العامة ،وذلك مع احترام التناسب بين هذه الضوابط وموجباتها .وتتكفل الهيئات القضائية
بحماية الحقو والحريات من أي انتهاك".2
-3الدستور المغربي :اعترف المؤسس الدستوري المغربي بحرية التنقل منذ صدور دستور سنة ،31962
حيث جاء في الفصل 9منه " :يضمن الدستور لجميع المواطنين - :حرية التجول وحرية االستقرار
بجميع أرجاء المملكة."...
حافظت دساتير 61992 ،51972 ،41970و 71996على الصياغة نفسها للمادة التاسعة في
خصوص حرية التنقل التي أسماها المؤسس الدستوري حرية التجوال ،أما الدستور المغربي الجديد لسنة
-1دستور الجمهورية التونسية لسنة ،2014الرائد الرسمي للجمهورية التونسية ،عدد خاص ،السنة ،157صادر في 10فيفري
.2014
-2أنظر المادة 49من دستور الجمهورية التونسية لسنة ،2014مرجع سابق.
-3دستور المملكة المغربية 7 ،دجنبر ،1962صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر بتاريخ 14دجنبر ،1952ج ر عدد
2616مكرر ،صادرة في 19دجنبر ( .1962ملغى)
-4دستور المملكة المغربية 24 ،جويلية ،1970صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.70.177 :صادر بتاريخ 31يوليوز
،1970ج ر عدد 3013مكرر ،صادرة في الفاتح غشت ( .1970ملغى)
-5دستور المملكة المغربية ،لفاتح مارس ،1972صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.72.061 :صادر بتاريخ 10مارس
،1972ج ر عدد ،3098صادرة في 15مارس ( .1972ملغى)
-6دستور المملكة المغربية 4 ،سبتمبر ،1992صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.92.155 :صادر بتاريخ 9أكتوبر
،1992ج ر عدد ،4172صادرة في 14أكتوبر ( .1992ملغى)
-7دستور المملكة المغربية 13 ،سبتمبر ،1996صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.96.157 :صادر بتاريخ 7أكتوبر
،1996ج ر عدد ،4420صادرة في 26أكتوبر ( .1996ملغى)
- 22 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
،2011فقد نص في الفصل 24فقرة 04على " :حرية التنقل عبر التراب الوطني واالستقرار فيه،
والخروج منه ،والعودة إليه مضمونة للجميع وفق القانون".1
ما يالحظ أن المؤسس الدستوري تراجع عن الصياغة السابقة التي كان يستعمل فيها تعبير "حرية
التجوال" إلى االستعمال الصريح لتعبير "حرية التنقل" ،كما أنه وسع من مجال تطبيق هذه الحرية إلى
جدا لألفراد في ممارسة هذه
األجانب ولم يقصره على المواطنين فقط ،وهذا ما يشكل ضمانة مهمة ً
الحرية.
ثالثا -المعالجة الدستورية لحرية التنقل في ظل أحكام الدستور الجزائري :تدرج االعتراف الدستوري:
عرفت الجزائر عبر تاريخها السياسي تطبيق العديد من الدساتير ،عبرت عن التوجه السياسي
وااليديولوجي للدولة ،حيث شهد الدستور الجزائري عدة تحوالت عبر مختلف المراحل من تاريخ الجزائر،
فقد استدعت الضرورة القيام بتعديالت بغرض مسايرة األوضاع الداخلية والخارجية ،ولو عدنا لمختلف
التعديالت الدستورية التي عرفها الدستور الجزائري سنجدها مرتبطة بمواجهة األزمات السياسية التي
واجهتها الجزائر.2
يمكن تصنيف ستة دساتير كبرى للجزائر هي :دستور 2016 ،1996 ،1989 ،1976 ،1963
أحكاما متعلقة بالحقوق والحريات العامة ،حيث عرفت حرية
ً أخير دستور ،32020وقد تضمنت جميعها
و ًا
نوعا من التدرج في االعتراف الدستوري بها من ناحية المضمون والضمانات ،في هذا اإلطار غاب
التنقل ً
مرور باالعتراف الناقص بها ضمن دستور ،)2( 1976
النص على هذه الحرية في دستور ً ،)1( 1963ا
أخير تدعيم االعتراف الكامل بها من خالل
إلى االعتراف الكامل بها بموجب دستور ،)3( 1989و ًا
التعديل الدستوري لسنة .)4( 2016
-1دستور المملكة المغربية لفاتح جويلية ،2011صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.11.91 :صادر بتاريخ 29يوليو
،2011ج ر عدد 5964مكرر ،صادرة في 30يوليو .2011
-2محمد قاضي كيبور " ،من 1963إلى 2013تعديالت أملتها األزمات الوطنية" ،مقال منشور بجريدة الحوار 11 ،جانفي
،2016تاريخ وزمن التصفح 10 :ديسمبر ،2020الساعة .22:00
http://www.elhiwardz.com/contribution/36638/
-3يعتبر المجلس الدستوري أن التعديالت الدستورية لسنتي 2016و 2020ال ترقى إلى اعتبارها دساتير جديدة ،حيث صنفها ضمن
تعديالت دستور ،1996أنظر الموقع الرسمي للمجلس الدستوري الجزائري ،تاريخ وزمن التصفح 10 :ديسمبر ،2020الساعة
.22:00
http://www.conseil-constitutionnel.dz/index.php/ar/2017-03-26-08-51-32/2018-01-20-08-35-00
- 23 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1دستور :1963الغياب الصريح لدسترة حرية التنقل :نص دستور 1963على جملة من الحقوق
والحريات تحت عنوان " الحقو األساسية" في المواد من 12إلى ،122ما يالحظ من خالل هذه المواد
غياب النص الصريح على حرية التنقل ،إذ لم ينص عليها المؤسس الدستوري ضمن الحقوق والحريات
الواردة بالوثيقة الدستورية ،لكن يمكن االستدالل على االعتراف الضمني بهذه الحرية من خالل ربطها
بالحرية الفردية ،إذ يتمتع الفرد بحقه في األمن الشخصي وحمايته من كل أشكال االعتقال التعسفي ،حيث
جاء في المادة 15من دستور " :1963ال يمكن ايقاف أي شخص وال متابعته إال في األحوال
المنصوص عليها في القانون وأمام القضاة المعينين بمقتضاه وطبقا لإلجراءات المقررة بموجبه".
وهو ما يتوافق مع التفسير الواسع الذي تبناه المجلس الدستوري الفرنسي لمفهوم الحرية الفردية ،إذ
في المرحلة األولى وسع من مفهوم الحرية الفردية لتشمل زيادة على الحق في األمن الشخصي بما
يتضمنه من الحق في الحماية من التوقيف واالعتقال خارج الحاالت المحددة في القانون ،حرية التنقل،
حرمة المسكن ،والحق في احترام الحياة الخاصة .هذا المفهوم الواسع يسمح بالتأكيد بمنح الحماية
الدستورية للحقوق والحريات التي لم ينص عليها الدستور بشكل صريح .ومع ذلك فهذا المفهوم الواسع له
بعض المساوئ ،فمجال اختصاص القاضي العادي سيعرف توس ًعا باعتباره حامي الحرية الفردية ،مما قد
ينتج عنه زيادة التعقيدات على مستوى توزيع االختصاص بين القضاء العادي والقضاء اإلداري ،ومن
أجل تقليص هذا التوسع في اختصاص القاضي العادي لجأ المجلس الدستوري إلى استعمال مفهوم الحرية
الشخصية عوض الحرية الفردية من أجل الحفاظ على اختصاص القاضي اإلداري.2
-2دستور :1976االعتراف الدستوري الناقص بحرية التنقل :اعترف المؤسس الدستوري ألول مرة
بحرية التنقل ،وذلك ضمن الفصل الرابع الموسوم ب " :الحريات األساسية وحقو اإلنسان والمواطن"،
حيث تنص المادة 57فقرة 01من دستور 1976على " :لكل مواطن يتمتع بكامل حقوقه المدنية
والسياسية ،حق التنقل بكل حرية في أي ناحية من التراب الوطني".3
-1دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ،1963منشور باللغة العربية على الموقع الرسمي لمجلس األمة ،تاريخ
وزمن التصفح 10 :ديسمبر ،2020الساعة .22:00
http://www.majliselouma.dz/index.php/ar/2016-07-19-12-56-20/2016-07-19-13-25-03/1018-1963
Constitution de la République Algérienne Démocratique et Populaire, JORA n° 64, du 10 septembre 1963.
2
-Louis FAVOREU et autres, Droit constitutionnel, op.cit, p 942.
سنعود الحقًا لدراسة مفهوم الحرية الفردية ،وذلك في الباب الثاني من هذه األطروحة.
-3أمر رقم ،97-76مؤرخ في 22نوفمبر ،1976يتضمن إصدار دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،ج ر العدد
،94صادرة في 24نوفمبر ( .1976ملغى)
- 24 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يالحظ أن المؤسس الدستوري نص على الصورة األولى من مكونات حرية التنقل ،وهي حرية
الحركة داخل التراب الوطني ،وهذه الصورة من أهم مكونات حرية التنقل ،وهي المنطلق لممارسة غيرها
من صور حرية التنقل األخرى.
أيضا بأن المؤسس الدستوري أغفل النص على الحق في اإلقامة داخل التراب
كما يالحظ ً
الوطني ،فهي الصورة الثانية التي تتجسد من خاللها حرية التنقل ،فهذه األخيرة قد تكون بهدف ممارسة
الشخص لشؤونه المعيشية مثل :التجارة ،العمل والدراسة ،كما قد يكون الهدف من ذلك هو تغيير مقر
اإلقامة من مكان إلى آخر.
نص المؤسس الدستوري في المادة 57المذكورة أعاله ،على حرية التنقل بالنسبة للمواطنين فقط،
ويظهر ذلك من خالل اشتراط التمتع بالحقوق المدنية والسياسية من أجل ممارسة هذه الحرية ،فهل هذا
يعني أن ممارسة حرية التنقل مقصورة على المواطن فقط دون األجنبي؟ على عكس بعض الدساتير
العربية مثل الدستور الكويتي لسنة ،1962حيث استعمل المؤسس الدستوري مصطلح "اإلنسان" ،وهو ما
يجعله متوافًقا مع االتفاقيات والمواثيق الدولية المختلفة.1
نص المؤسس الدستوري على حق األجنبي في ممارسة حرية التنقل بشكل ضمني ،وذلك ما
يمكن استنتاجه من نص المادة 68من دستور 1976التي جاء فيها " :يحظى كل أجنبي يقيم بصفة
قانونية على التراب الوطني ،بالحماية المخولة لألفراد واألموال ،طبقا للقانون ومراعاة لتقاليد الشعب
الجزائري في الضيافة" ،وهو ما يعني أن المؤسس الدستوري منح األجانب الموجودين في وضعية قانونية
داخل التراب الوطني الحماية المخولة لألفراد واألموال ،والتي من ضمنها حماية حريتهم في التنقل في
إطار احترام القوانين الوطنية.
وسع المؤسس الدستوري من نطاق ممارسة حرية التنقل ،وذلك من خالل النص على الصورة
الثالثة من صور هذه الحرية وهي حق السفر إلى الخارج ،حيث جاء في المادة 57فقرة " :2حق
الخروج من التراب الوطني مضمون في نطا القانون" ،لكن في المقابل ،يالحظ أن المؤسس الدستوري
-1المادة 31من الدستور الكويتي لسنة ،1962تنص على " :ال يجوز القبض على إنسان أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته
أو تقييد حريته في اإلقامة والتنقل إال وفق أحكام القانون" ،منشور على الموقع الرسمي لمجلس األمة الكويتي ،تاريخ وزمن التصفح:
10ديسمبر ،2020الساعة .22:00
http://www.kna.kw/clt-html5/run.asp?id=2024
- 25 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أغفل النص على حق الدخول إلى التراب الوطني ،فالنص على حق الخروج من التراب الوطني يستلزم
بالضرورة االعتراف لكل مواطن بالحق في العودة إلى وطنه.
يرى أحد الباحثين بأن هذا التوجه من المؤسس الدستوري يمكن تفسيره على أساس أن هناك
بعض الفئات قد تم تقيد حقها في الدخول إلى التراب الوطني بسبب المشاركة في أعمال معادية لثورة
نوفمبر مثل فئة "الحركى" ،أما بالنسبة للخروج من التراب الوطني ،فقد عرف المواطن الجزائري في تلك
نوعا من التضييق على حقه في السفر إلى الخارج ،حيث كان مطلوب عليه الحصول على
المرحلة ً
ترخيص من السلطة اإلدارية في حاالت محددة.1
رغم القفزة الكبيرة التي كرسها المؤسس الدستوري من خالل االعتراف بحرية التنقل باعتبارها حرية
ناقصا ،فلم يشمل جميع مكونات هذه الحرية
أساسية لصيقة بشخصية اإلنسان ،فإن هذا االعتراف جاء ً
وهو ما حاول دستور 1989تداركه.
منعرجا بارًاز في
ً
2
-3دستور -1989االعتراف الدستوري الكامل بحرية التنقل :يعتبر دستور 1989
معبر عن القطيعة مع نهج التسيير االشتراكي للدولة ،وهيمنة
تاريخ النظام السياسي الجزائري ،فقد جاء ًا
مناسبا
ً إطار
الحزب الواحد على الحياة السياسية ،إذ تم إقرار التعددية الحزبية ألول مرة ،وهو ما شكل ًا
لتوسيع دائرة الحقوق والحريات العامة الالزمة لالنخراط في دائرة الحياة السياسية الجديدة ،وما تستلزمه من
توسيع ضمانات ممارسة جميع الحريات الفردية والجماعية مثل حرية االجتماع ،الحق النقابي ،الحق في
اإلضراب وغيرها.
خصص المؤسس الدستوري الفصل الرابع للحقوق والحريات ،وقد نص على حرية التنقل بموجب
المادة 41فقرة 01التي جاء فيها " :يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية ،أن يختار
بحرية موطن إقامته ،وأن يتنقل عبر التراب الوطني".
يالحظ أن المؤسس الدستوري وسع من مجال ممارسة حرية التنقل ،وذلك من خالل إدراجه لحق
غائبا في دستور سنة .1976
اختيار موطن اإلقامة كصورة من صور ممارسة حرية التنقل ،وهو ما كان ً
-1صالح دجال ،حماية الحريات ودولة القانون ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1
،2010ص .265
-2مرسوم رئاسي رقم ،18-89مؤرخ في 28فبراير ،1989يتعلق بنشر نص تعديل الدستور الموافق عليه في استفتاء 23فبراير
،1989ج ر العدد ،09صادرة في أول مارس ( .1989ملغى)
- 26 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
كما تدارك المؤسس الدستوري إغفال دستور 1976النص على حق رجوع المواطن إلى دولته ،حيث جاء
في المادة 41فقرة " :02حق الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه مضمون".
االستنتاج الذي يمكن قوله أن الدستور الجزائري لسنة 1989وصل بحرية التنقل إلى أقصى
حدودها ،حيث نص على ضمان ممارسة حرية التنقل بجميع صورها ،وهو ما من شأنه أن ينعكس
باإليجاب على ممارسة باقي الحقوق والحريات األخرىً ،ا
نظر الرتباط هذه األخيرة الكبير بحرية التنقل.
محصور في فئة المواطنين دون األجانب ،حيث واصل المؤسس ًا غير أن نطاق ممارسة حرية التنقل بقي
-1مرسوم رئاسي رقم ،438-96مؤرخ في 7ديسمبر ،1996يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء 28
نوفمبر ،1996ج ر العدد ،76صادرة في 8ديسمبر ،1996معدل بموجب القانون رقم ،03-02مؤرخ في 10أبريل ،2002
يتضمن التعديل الدستوري ،ج ر العدد ،25صادرة في 14أبريل ،2002معدل بالقانون رقم ،19-08مؤرخ في 15نوفمبر ،2008
يتضمن التعديل الدستوري ،ج ر عدد ،63صادرة في 16نوفمبر .2008
-2قانون رقم ،01-16مؤرخ في 6مارس ،2016يتضمن التعديل الدستوري ،ج ر العدد ،14صادرة في 7مارس .2016
-3أنظر المادة 55فقرة 03من التعديل الدستوري لسنة ،2016مرجع سابق.
- 27 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
تشكل هذه اإلضافة ضمانة فعالة في حماية حرية التنقل ،حيث تكون مدة أي إجراء مقيد لهذه
الحرية معروفة ومحددة بموجب النصوص القانونية ،مما يقصي بشكل مبدئي التحكم والتعسف الذي
تمارسه اإلدارة في استخدام إجراءات المنع من السفر وتحديد اإلقامة لمدة غير محددة ،كما أن ممارسة
سلطة تقييد حرية التنقل تكون تحت إشراف السلطة القضائية ،أي أثناء مراحل التقاضي أمام الجهات
القضائية المختصة ،األمر الذي يعني عدم اختصاص السلطة اإلدارية في فرض أي نوع من اإلجراءات
المقيدة لحرية التنقل ،وهذا يدل على المكانة الكبيرة التي تحتلها هذه الحرية ضمن منظومة الحقوق
والحريات ،ووصولها إلى هذه الدرجة من الحماية الدستورية.
لم يحمل التعديل الدستوري لسنة 2020أي جديد بخصوص حماية حرية التنقل ،حيث أعاد
المؤسس الدستوري الصياغة نفسها التي استعملها ضمن التعديل الدستوري لسنة ،2016سواء من حيث
النص على الصور التي تشكل المرتكزات األساسية لحرية التنقل ،أو من ناحية تكريس ضمانة
االختصاص الحصري للسلطة القضائية في تقييد ممارسة حرية التنقل.1
األمر الالفت للنظر في هذا المطاف أن القاضي اإلداري في غالب األحيان ال يعتمد الدستور
كأساس معياري لمراقبة ق اررات السلطات اإلدارية ،حيث يكتفي باإلشارة الرمزية للنصوص الدستورية ًا
مبرر
ذلك بما يسميه الفقه الفرنسي " ،"La loi écranأي نظرية القانون الحاجب بمعنى أن وجود القانون العادي
كأساس للعمل اإلداري يحجب األحكام الدستورية ،حيث أن هذه األخيرة غير قابلة للتطبيق أمام القاضي،
وأن دورها ينحصر في تنظيم العالقات بين السلطات العمومية ،وهذا ما يجعل من القواعد التشريعية هي
األساس المعياري الذي يعتمد عليه القاضي اإلداري في الغالب.2
-1أنظر المادة 49من المرسوم الرئاسي رقم ،442-20مؤرخ في 30ديسمبر ،2020يتعلق بإصدار التعديل الدستوري ،المصادق
عليه في استفتاء أول نوفمبر سنة ،2020في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،ج ر العدد ،82صادرة في
30ديسمبر .2020
-2عبد اللطيف الهاللي ،مرجع سابق ص .73
- 28 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1سعاد حافظي ،التنظيم الدستوري والقانوني للحقوق والحريات األـساسية في الجزائر وآليات كفالتها ،دار هومه للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر ،2018 ،ص ص .18-17
-2عبد اللطيف الهاللي ،مرجع سابق ص .73
- 29 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ونظر لألهمية
ًا الجزائري من خالل تكريس اختصاص المشرع في تنظيم الحقوق والحريات العامة (،)1
اختصاصا أصيالً للمشرع (.)2
ً الكبيرة لمنظومة الحقوق والحريات العامة فقد جعلها المؤسس الدستوري
-1التكريس الدستوري الختصاص المشرع في تنظيم حرية التنقل :األصل أن يكون النص على
الحريات العامة في الدستور ،فهو المكان الطبيعي لها ،إال أن االعتبارات العملية والقانونية قد تحول بأن
تشمل نصوص الدستور مختلف الجزئيات والتفاصيل المرتبطة بتنظيم الحريات العامة ،لذلك تعهد
مصدر
ًا الدساتير للمشرع العادي بهذه المهمة ،فإلى جانب النصوص الدستورية تشكل النصوص التشريعية
ودعامة للحقوق والحريات العامة.1
أحال المؤسس الدستوري الجزائري على المشرع مسألة تنظيم الحقوق والحريات المضمونة بموجب
الدستور ،سواء بواسطة قوانين عضوية أو عادية ،حيث جاء في المادة 139من الدستور " :يشرع
البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور ،وكذلك في المجاالت اآلتية:
األشخاص وواجباهم األساسية ،ال سيما نظام الحريات العمومية ،وحماية الحريات -)1حقو
الفردية ،وواجبات المواطنين.2"...
وبناء عليه ،فقد تولى المشرع تنظيم ممارسة الحقوق والحريات العامة الواردة في الدستور مثل:
ً
الحق في الجنسية ،حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية ،حرية االستثمار والتجارة ،حرية االبتكار
الفكري والفني والعلمي ،الحق في حرمة الحياة الخاصة ،الحق في السكن ،حرية التظاهر ،حرية
الصحافة ،حرية إنشاء األحزاب السياسية ،الحق في األمن الشخصي ،الحق في الترشح واالنتخاب ،الحق
في المساواة في تقلد الوظائف العامة ،الحق في التعليم ،الحق في العمل والحق في اإلضراب.
ال شك أن هناك حقوق وحريات قد تتعرض أكثر من غيرها للمنع والحضر ،ومن أبرز هذه
الحريات نجد حرية التنقل واإلقامة والسفر ،لذا يلجأ المشرع إلى إصدار تشريعات تحدد بدقة صالحيات
سلطات الضبط في مجال منع وتقييد هذه الحرية ،3لكن المالحظ أن المادة 49من الدستور الجزائري
جاءت خالية من أية إشارة لإلحالة التشريعية من أجل تنظيم هذه الحرية ،على عكس ما كانت تنص عليه
1
-Stéphanie HENNETTE-VAUCHEZ, Diane BOMAN, Droit de l’Homme et liberté fondamentales,
2ème éd, Dalloz-HyperCours, Paris, 2015, pp 201-202.
-2المادة 140من التعديل الدستوري لسنة ،2020مرجع سابق.
-3أحمد بن علي ،مرفق األمن بين النظام العام والحريات العامة ،أطروحة دكتوراه ،فرع القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف
بن خدة ،الجزائر ،2009 ،ص .105
- 30 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المادة 57من دستور ،1976التي جاء فيها " :حق الخروج من التراب الوطني مضمون في نطا
القانون" ،1فنجد بأن المؤسس الدستوري نص صراحة على هذه اإلحالة.
-2مبدأ االختصاص األصيل للمشرع في تنظيم ممارسة حرية التنقل :يقتضي النظام القانوني للحريات
العامة التزام السلطات العمومية بعدم التعرض للحقوق والحريات سواء من طرف السلطة التشريعية،
التنفيذية أو القضائية ،بالمنع أو الحذف ،ألن هذا النظام القانوني فوق هذه السلطات وسابق على
وجودها ،وعندما تتدخل السلطات العمومية في مواجهة النظام القانوني للحريات العامة ،يجب أن يكون
الهدف المخصص لهذا التدخل هو تنظيم كيفية ممارسة الحريات العامة.2
إن السلطة التشريعية هي الجهة المختصة بتهيئة الحريات العامة عن طريق اخضاعها إلحدى
األنظمة ،سواء النظام القمعي أو الوقائي أو المختلط ،وتقوم السلطات اإلدارية بتنفيذ ما جاءت به السلطة
التشريعية في هذه األنظمة ،حيث تواجه بها المواطن في حالة ممارسة حقوقه وحرياته ،عن طريق إلزامه
برخصة أو تصريح ،وكل ذلك بهدف تحقيق وحماية النظام العام ،حيث يمثل هذا األخير اإلطار المقيد
للحريات العامة.3
خاضعا للرقابة ،حيث يعرف هذا الدور بعض الحدود ،إذ
ً إن تدخل المشرع في هذا المجال يبقى
أن مجال التشريع محدد من طرف الدستور ،ويحمي المجلس الدستوري _عن طريق الرقابة الدستورية_
هذا التحديد الدقيق لمجال التشريع ،حتى يتوافق هذا األخير مع الدستور أو بمعنى أكثر شموًال مع مجمل
الكتلة الدستورية ،وهذا ما يسمح بأن ال يتجاوز المشرع حدود اختصاصاه المحددة في النصوص
خصوصا تلك المتعلقة بالحقوق والحريات األساسية ،فالتشريع تعبير عن اإلرادة العامة لكن
ً الدستورية،
ذلك يكون ضمن احترام الدستور.4
تظهر سلطة المشرع في تنظيم الحقوق والحريات العامة بشكل غير مطلق ،على اعتبار أن أغلب
كاشفا لحقوق
ً الحقوق والحريات العامة هي حقوق طبيعية وجدت مع اإلنسان ،وما تنظيم المشرع لها إال
أصلية ،ولذلك نصت مختلف المواثيق وإعالنات حقوق اإلنسان على جعل الحرية هي األصل ،وأوكلت
للمشرع سلطة تنظيمها.1
وذلك على اعتبار أن الحرية التي ال ضابط لها هي فوضى وعدوان على أمن المجتمع ونظامه
العام ،حيث تكون المشكلة في إطار هذا الموضوع عندما يمارس المشرع اختصاصه في وضع النصوص
التشريعية المجسدة إلرادة السلطة التأسيسية للدستور والمكملة للنصوص الدستورية ،فإذا أقر الدستور حرية
يعا يقيد من ممارسة الحرية فنكون أمام قانون غير مطابق للدستور الذي يعلوه
ما ثم أصدر المشرع تشر ً
في المرتبة ،كما تظهر اإلشكالية عندما ينص الدستور على حق أو حرية عامة ،ويعطي للمشرع السلطة
التقديرية لتنظيم ممارسة تلك الحقوق والحريات.2
فإذا فرض المؤسس الدستوري على المشرع جملة من القيود في تنظيمه للحرية ،فإنه يجب مراعاة
تلك القيود وإال اعتبر القانون غير مطابق للدستور ،وإذا لم يفرض الدستور أي نوع من القيود على
المشرع ،فإن هذا األخير ال يتقيد سوى بمبدأ قانوني مفاده أال يلغي النص التشريعي أو يسلب الحرية
بموجب سلطته التقديرية.3
ثانيا -التنظيم التشريعي لحرية التنقل :ال يوجد قانون خاص ينظم ممارسة حرية التنقل بشكل مستقل
على شاكلة القوانين المنظمة للعديد من الحريات مثل :حرية اإلعالم والصحافة ،حرية تشكيل األحزاب
السياسية ،حرية تكوين الجمعيات ،الحق في التظاهر السلمي .حيث جاءت معالجة المشرع لهذه الحرية
من خالل تنظيم جوانب معينة من صور التنقل كوثائق السفر ،قانون المرور ،دخول وخروج األجانب إلى
اإلقليم الوطني ،أو عن طريق تنظيم جزئيات متصلة بحرية التنقل في قوانين متفرقة ،وذلك على النحو
اآلتي:
-1القانون المتعلق بسندات ووثائق السفر :نظم المشرع الجزائري حرية التنقل إلى الخارج أو بمعنى
أدق حق السفر إلى الخارج عبر ثالثة نصوص تشريعية ،النص األول كان األمر رقم 26-69المتعلق
-1عمر حطاطش ،تأثير سلطات الضبط اإلداري على الحريات العامة في التشريع الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في
القانون ،تخصص القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2018 ،ص .219
-2سعاد حافظي ،مرجع سابق ،ص .18
-3البنا محمود عاطف " ،حدود سلطات الضبط اإلداري" ،مجلة القانون واالقتصاد للبحوث القانونية واالقتصادية ،العدد 03و،04
سبتمبر وديسمبر ،1978السنة ،48ص .57
- 32 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
بإحداث جواز السفر الوطني ،1هذا النص صدر رغم أن الدستور الجزائري لسنة 1963لم ينص على
حرية التنقل ،أما النص الثاني فكان األمر رقم 1-77المتعلق بوثائق السفر للمواطنين الجزائريين ،2أما
حاليا فهو القانون رقم 03-14المتعلق بسندات ووثائق السفر ،3حيث نص النص الساري المفعول ً
المشرع الجزائري على أن الهدف من هذا القانون هو تحديد شروط وكيفيات إعداد وتسليم وتجديد سندات
ووثائق السفر.
-2القانون المتعلق بدخول وإقامة وتنقل األجانب :نظم المشرع الجزائري حرية تنقل وإقامة األجانب أوًال
وحاليا هذا المجال منظم بموجب
ً بموجب األمر رقم 211-66المتعلق بوضعية األجانب في الجزائر،4
القانون رقم 11-08المتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها.5
تضمن القانون رقم 11-08ثمانية ( )8فصول ،األول خصص لألحكام العامة ،والثاني لشروط
دخول وخروج األجانب ،والثالث لشروط إقامة األجانب غير المقيمين ،والرابع لشروط إقامة األجانب
المقيمين ،والخامس لشروط تنقل األجانب ،والسادس للتصريح بتشغيل األجانب ،والسابع لإلبعاد والطرد
إلى الحدود ،والثامن خصص لألحكام الجزائية.
رغم أن المؤسس الدستوري لم ينص على حرية تنقل األجانب عبر مختلف الدساتير المتعاقبة ،إال
أن المشرع العادي نظم ممارسة هذه الحرية ،وذلك بالنظر لما ينطوي عليه دخول وتنقل وإقامة األجانب
وكذا النظام القانوني إلخراجهم من اإلقليم الوطني من أهمية بالغة ،إذ يرتبط بمفاهيم األمن العام
والمصلحة االقتصادية واالجتماعية للدولة.
-3القانون المتعلق بتنظيم حركة المرور :يرتبط قانون المرور بحرية التنقل ارتبا ً
طا وثيًقا ،حيث يمثل
اإلطار العام لتنظيم حركة المرور ،سواء بالنسبة للراجلين أو سائقي المركبات .وقد نظمه المشرع بموجب
-1أمر رقم ،26-69مؤرخ في 12مايو ،1969يتعلق بإحداث جواز السفر الوطني ،ج ر العدد ،43صادرة في 20مايو .1969
(ملغى)
-2أمر رقم ،1-77مؤرخ في 23جانفي ،1977يتعلق بوثائق السفر للمواطنين الجزائريين ،ج ر العدد ،09صادرة في 30جانفي
( .1977ملغى)
-3قانون رقم ،03-14مؤرخ في 24فيفري ،2014يتعلق بسندات ووثائق السفر ،ج ر العدد ،04صادرة في 23مارس .2014
-4أمر رقم ،211-66مؤرخ في 21يوليو ،1966يتعلق بوضعية األجانب في الجزائر ،ج ر العدد ،64صادرة في 29يوليو
( .1966ملغى)
-5قانون رقم ،11-08مؤرخ في 25يونيو ،2008يتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها ،ج ر العدد
،36صادرة في 2يوليو .2008
- 33 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
القانون رقم ،14-01المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسالمتها وأمنها ،1حيث تنص المادة
األولى منه على " :يهدف هذا القانون إلى تحديد القواعد المتعلقة بتنظيم حركة المرور عبر الطر
وسالمتها وأمنها .ويهدف ،بهذه الصفة ،خصوصا إلى ما يأتي - :تحديد قواعد استعمال المسالك
العمومية وكيفيات ضبط حركة المرور عبر الطر وسيولتها."...
-4القانون المتعلق بالنقل البري :يعتبر قطاع النقل البري من بين القطاعات الحيوية لالقتصاد الوطني،
حيث يشكل تنقل األشخاص والبضائع أساس التقدم االقتصادي ،لهذا نجد الدول تهتم بتطوير هذا القطاع
حتى يتماشى مع متطلبات التنمية ،ويلبي احتياجات المواطنين من هذه الخدمة العمومية.
نظم المشرع هذا القطاع بموجب القانون رقم 13-01المتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه،2
حيث تنص المادة األولى من هذا القانون على " :يهدف هذا القانون إلى تحديد المبادئ والقواعد العامة
التي تحكم نشاط النقل البري لألشخاص والبضائع".3
-5قوانين الجماعات اإلقليمية :تتكون الجماعات اإلقليمية من البلدية والوالية ،وذلك على النحو اآلتي:
-1قانون رقم ،14-01مؤرخ في 19غشت ،2001يتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسالمتها وأمنها ،ج ر العدد ،46
صادرة في 19غشت ،2001معدل ومتمم بالقانون رقم ،16-04مؤرخ في 10نوفمبر ،2004ج ر العدد ،72صادرة في 13
نوفمبر ،2004معدل ومتمم باألمر رقم ،13-09مؤرخ في 22يوليو ،2009ج ر العدد ،45صادرة في 29يوليو ،2009معدل
ومتمم بالقانون رقم ،05-17مؤرخ في 16فبراير ،2017ج ر العدد ،12صادرة في 22فبراير .2017
-2قانون رقم ،13-01مؤرخ في 7غشت ،2001يتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه ،ج ر العدد ،44صادرة في 8غشت
.2001
-3المادة األولى من القانون رقم ،13-01مرجع سابق.
-4قانون رقم ،10-11مؤرخ في 22يونيو ،2011يتعلق بالبلدية ،ج ر العدد ،37صادرة في 3يوليو ،2011معدل ومتمم باألمر
رقم ،13-21مؤرخ في 31غشت ،2021ج ر العدد ،67صادرة في 31غشت .2021
-5محمد المهدي بن موالي مبارك بن السيحمو ،عبد هللا حاج أحمد " ،الضبط اإلداري البلدي والحسبة ودورهما في حفظ الصحة
العامة وجمال المدينة –دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي وقانون البلدية الجزائري ،"-مجلة الحقوق والعلوم السياسية ،العدد ،09
جانفي ،2018ص .94
-6المادة 88من القانون رقم ،10-11مرجع سابق.
- 34 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
وحفظ النظام في الطرق التي يجري فيها تجمع األشخاص ،ومنع اإلخالل باألمن والسكينة العامة في
الطرق ،وضمان سهولة السير في الشوارع والساحات والطرق.1
زيادة على ذلك ،يمارس رئيس المجلس الشعبي البلدي الضبط المتعلق بإشارات المرور التابعة
لشبكة طرقات البلدية حسب ما تنص عليه المادة 123من قانون البلدية.2
ب -قانون الوالية :3يمكن للوالي اتخاذ التدابير الالزمة من أجل ضمان تطبيق القوانين والتنظيمات
الخاصة بضبط حركة المرور عبر الطرق ،وفي مقدمتها القانون رقم 14-01المذكور سابًقا ،والنصوص
التنفيذية المتعلقة به.4
-6قانون حماية األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة :إن ممارسة ذوي االحتياجات الخاصة لحرية
التنقل تتميز بالصعوبة البالغة ،حيث تتعرض هذه الفئة من المجتمع إلى االنتقاص من ممارستها لهذه
الحرية بسبب ما تعانيه من إعاقة ،وبسبب العوائق المادية الخارجية التي تحرمهم من التمتع الفعلي
والكامل بحرية التنقل ،وعدم تكييف المحيط الخارجي مع وضعيتهم زاد من تعقيد ممارستهم لهذه الحرية.5
في هذا اإلطار ،جاء القانون رقم ،09-02المتعلق بحماية األشخاص المعوقين وترقيتهم ،6والذي
يهدف إلى تحديد المبادئ والقواعد المتعلقة بحماية هذه الفئة ،فنص المشرع على مجموعة من التدابير
تساعد وتعزز ممارستهم لحرية التنقل بغرض تشجيع إدماج هذه الفئة في الحياة االجتماعية ،وتسهيل
تنقلهم ال سيما ما يتعلق بتسهيل الوصول إلى األماكن العمومية واستعمال وسائل النقل.7
-7قانون مساهمة الجيش في مهام حماية األمن العمومي :نتيجة لألوضاع السياسية واألمنية غير
المستقرة ،وبداية تصاعد أعمال العنف في الفترة التي أعقبت االنتخابات التشريعية لسنة ،1991قام
المشرع الجزائري بسن القانون رقم ،23-91بهدف تحديد شروط مساهمة قوات الجيش الوطني الشعبي
-1الحسن كفيف " ،سلطات الضبط اإلداري في الطر العمومية" ،مجلة حوليات جامعة الجزائر ،1المجلد ،33العدد ،01مارس
،2019ص .35
-2المادة 123من القانون رقم ،10-11مرجع سابق.
-3قانون رقم ،07-12مؤرخ في 21فبراير ،2012يتعلق بالوالية ،ج ر العدد ،12صادرة في 29فبراير .2012
-4الحسن كفيف ،مرجع سابق ،ص .37
-5طيبي أمقران ،حرية التنقل في النظام القانوني الجزائري ،أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق ،فرع القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة
الجزائر ،2015 ،1ص .30
-6قانون رقم ،09-02مؤرخ في 8مايو ،2002يتعلق بحماية األشخاص المعوقين وترقيتهم ،ج ر العدد ،34صادرة في 14مايو
.2002
-7أنظر المادة 30من القانون رقم ،09-02مرجع سابق.
- 35 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
في القيام بالمهام الخاصة بحماية األمن العمومي خارج الحاالت االستثنائية المنصوص عليها في
الدستور.1
والحاالت التي تجيز تدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي نصت عليها المادتين 3و ،4والتي
من ضمنها المساس بحرية تنقل األشخاص ،حيث تنص المادة 4من القانون 23-91على " :يمكن
أيضا تجنيد وحدات الجيش الوطني الشعبي ...إذا كان المساس بالقوانين والتنظيمات يأخذ بكيفية
مستمرة طابعا ينذر بالخطر ويهدد ما يلي - :حرية تنقل األشخاص واألموال وأمنهم – ...شروط
الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه واإلقامة به".2
هذه المادة ترتبط مباشرة بممارسة حرية التنقل ،حيث أعطى المشرع لرئيس الحكومة السلطة
التقديرية في طلب تدخل الوحدات العسكرية للجيش عندما تنذر الظروف والوقائع بوجود خطر يهدد حرية
تنقل األشخاص كما في حالة غلق الطرق العمومية ،كما أضاف المشرع التهديد الذي يمس بالقوانين
والتنظيمات المتعل قة بشروط الدخول والخروج من التراب الوطني واإلقامة به ،وهنا يقصد المشرع التهديد
الذي يمس بممارسة األجانب لحرية التنقل أثناء تواجدهم باإلقليم الوطني.
رغم أن حرية التنقل مكفولة دستورًيا ،إال أنه في الحالة التي تعجز السلطات العمومية عن
مواجهة األعمال التي يقوم بها األفراد أو المجموعات في الشوارع واألماكن الحساسة ،فهذا يحتم على
السلطة التنفيذية مباشرة تطبيق القانون بهدف تفادي عرقلة السير العادي للمؤسسات ،وحماية األمن العام
وحريات األشخاص ،وهذا يكون عن طريق طلب تدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي.3
قانونيا على جميع السلطات
ً قيدا
تتفق جل األنظمة السياسية والدستورية بأن الدستور يشكل ً
العمومية ،إال أن النتيجة في النهاية هي سلطة تشريعية ال حدود لها ،خاصة في مجال تنظيم الحقوق
والحريات العامة ،كما أن مبدأ الفصل بين السلطات ال يسمح للسلطة القضائية االمتناع عن تطبيق
النصوص الصادرة عن المشرع ،وهذا ما يقلل من استقاللية القاضي اإلداري في مواجهة النصوص
-1قانون رقم ،23-91مؤرخ في 6ديسمبر ،1991يتعلق بمساهمة الجيش الوطني الشعبي في مهام حماية األمن العمومي خارج
الحاالت االستثنائية ،ج ر العدد ،63صادرة في 7ديسمبر ،1991معدل ومتمم باألمر رقم ،03-11مؤرخ في 23فبراير ،2011
ج ر العدد ،12صادرة في 23فبراير .2011
-2المادة 4من القانون رقم ،23-91مرجع سابق.
-3عبد الحفيظ بن بكاي ،الحريات العامة في الظروف الغير عادية في ظل الدستور الجزائري 28نوفمبر ،1996مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،2015 ،ص ص .102-101
- 36 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
التشريعية ،والحال أن وضع الحقوق والحريات في مجال اختصاص المشرع ال يشكل ضمانة ناجعة بصفة
حاسمة ،وخاصة في حال عدم تقيد المشرع باألحكام الدستورية المتعلقة بتنظيم الحقوق والحريات.1
الفرع الثالث :النصوص التنظيمية
تعد النصوص التنظيمية _باعتبارها من مصادر مبدأ المشروعية _ واحدة من أهم المستجدات
التي تميز الدساتير الحديثة ،حيث سارت العديد من دساتير الدول على الطريقة التي جاء بها الدستور
الفرنسي لسنة 1958في شأن تحديد مجال القانون والتنظيم ،إذ وضع مبدأ ً
عاما مقتضاه اختصاص
السلطة التشريعية في ميادين محددة على سبيل الحصر ،وما يخرج عن ذلك يكون من اختصاص المجال
التنظيمي ،وقد نتج عن ذلك بروز السلطة التنظيمية المستقلة ،إلى جانب السلطة التنظيمية في شكلها
الكالسيكي المتضمن تنفيذ النصوص التشريعية.2
وبناء عليه ،تتدخل السلطة التنفيذية في تنظيم ممارسة حرية التنقل حسب التحديد الذي ينص
ً
عليه الدستور ،وذلك من خالل ممارسة السلطة التنظيمية وسلطة إصدار لوائح الضبط اإلداري (أوال)،
وهو األمر الذي نتج عنه تنوع في النصوص التنظيمية المتعلقة بممارسة حرية التنقل (ثانيا).
أوال -السلطة المختصة بممارسة السلطة التنظيمية وسلطة الضبط اإلداري :إن المبدأ الذي بمقتضاه
محجوز للمشرع ليس بالمطلق ،حيث تمارس السلطة التنفيذية اختصاصها
ًا مجاال
ً تعتبر الحريات العامة
في المحافظة على النظام العام ،فتصدر الق ار ارت العامة والمجردة باسم الدولة ،ويقصد بالق اررات العامة
المجردة تلك الصادرة عن رئيس الجمهورية أو الوزير األول ،وكذلك الصادرة عن السلطات المحلية،
ويقصد بالق اررات الفردية تلك الصادرة تنفي ًذا للوائح.3
إن قراءة النصوص الدستورية المتعلقة بالحريات العامة تثبت بأن المؤسس الدستوري أحال هذه
الحريات إلى النصوص التشريعية ،هذه األخيرة بدورها تحيل إلى النصوص التنظيمية ،فتقييد الحريات
مقتصر على تفصيل
ًا العامة يتدرج حسب قيمة النص القانوني .فنجد أن دور السلطة التنفيذية لم يعد
وشرح وتنفيذ القواعد التشريعية فقط ،بل أصبحت تصدر القواعد المنشئة للحريات العامة في المجاالت
غير المخصصة للبرلمان وذلك بواسطة اللوائح.4
نص المؤسس الدستوري على مجال اختصاص مختلف السلطات اإلدارية في ممارسة السلطة
التنظيمية ،حيث أعطى هذا االختصاص لرئيس الجمهورية بصفة أساسية ( ،)1لكن وبالنظر لالزدواجية
التي تعرفها األنظمة الدستورية يمكن للوزير األول أن يحوز على التأهيل القانوني لممارسة هذه السلطة
( ،)2كما اعترف القاضي اإلداري لجهات إدارية أخرى بممارسة السلطة التنظيمية (.)3
-1االختصاص العام لرئيس الجمهورية في ممارسة السلطة التنظيمية وسلطة الضبط اإلداري :تنص
الدساتير عادة على اختصاص رئيس الجمهورية أو رئيس الدولة في ممارسة السلطة التنظيمية ،وحتى وإن
غاب النص على اختصاصه في ممارسة سلطة الضبط اإلداري فإن العرف الدستوري يقتضي بأن يعود
هذا االختصاص له ،وذلك على النحو اآلتي:
حرصا على عدم تداخل الصالحيات بين السلطتين ً أ -ممارسة رئيس الجمهورية للسلطة التنظيمية:
التشريعية والتنفيذية ،وتطبيًقا لمبدأ الفصل بين السلطات ،فقد حدد المؤسس الدستوري مجال التشريع ،أما
التنظيم فيكرس قواعد جديدة خارج هذا المجال ،1وفي هذا اإلطار تنص المادة 139من الدستور على
المجاالت التي يشرع فيها البرلمان والخاصة بمجال الحقوق والحريات العامة ،حيث جاء فيها " :يشرع
البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور ،وكذلك في المجاالت اآلتية:
األشخاص وواجباتهم األساسية ،ال سيما نظام الحريات العمومية ،وحماية الحريات -)1حقو
الفردية.2 "...
جديدا من القوانين التي تضاف
ً كما استحدث المؤسس الدستوري من خالل دستور ً 1996
صنفا
إلى مجال التشريع هي القوانين العضوية ،مما يؤكد أن المادة (122تقابلها المادة 139من التعديل
الدستوري لسنة )2020لم تحدد مجال التشريع إال بصفة جزئية ،فباإلضافة إلى التخصيص األولي الذي
مجاال ،تأتي المادة 123من دستور ( 1996تقابلها المادة 140
ً حصر مجال التشريع في ثالثين()30
من التعديل الدستوري لسنة )2020بتخصيص آخر لصالح مجال التشريع الذي استفاد بموجبها من
اتساعا أكثر لمجال التشريع دون أن
ً سبعة مجاالت أخرى مخصصة للقوانين العضوية ،وهذا ما يحقق
يغير ذلك في وضعيته األساسية ،إذ يبقى اختصاصه في المرتبة الثانية من حيث الحجم واألهمية
-1عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،ط الثانية ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2007 ،ص .197
-2المادة 139من التعديل الدستوري لسنة .2020
- 38 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1عمر شاشوه ،في مدى التوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في الدستور الجزائري لسنة ،1996مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون ،تخصص تحوالت الدولة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2013 ،ص .121مع
المالحظة أن التعديل الدستوري لسنة 2020أعاد ترتيب المواد الدستورية الواردة في دستور ،1996إذ نقل محتوى المادة 122من
دستور 1996لتصبح المادة ،139واألمر نفسه بالنسبة للمادة 123التي أصبحت المادة .140
-2المادة 141فقرة 01من التعديل الدستوري لسنة .2020
3
-« La constitution du 4 octobre 1958 définit donc de façon limitative le domaine de la loi, à l’article 34, et
à l’article 37 que les matières autres que celles qui sont du domaine de la loi ont un caractère
réglementaire », Martine LOMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, Droit administratif, 10ème éd,
Dalloz, Paris, 2013, p 47.
Constitution du 4 octobre 1958, op.cit.
Art 34 dispose: « La loi fixe les règles concernant :
-les droits civiques et les garanties fondamentales accordées aux citoyens pour l'exercice des libertés
publiques… » .
Art 37 dispose: « les matières autres que celles qui sont du domaine de la loi ont un caractère
réglementaire…», disponible sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr/loda/id/LEGITEXT000006071194/,
consulté le: 03 janvier 2021, à 21:00.
-3عصام علي الدبس "،أثر تحديد الطبيعة القانونية لألنظمة المستقلة على الرقابة القضائية على مشروعيتها :دراسة مقارنة"،
مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة ،العدد ،2010 ،25ص ص .304-303
- 39 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
السلطة التشريعية (البرلمان) مختصة في حدود المجاالت المبينة والمحددة لها في الدستور ،وألن المؤسس
الدستوري منع البرلمان بأن يقوم بالتشريع خارج هذه المجاالت أي في المواد التي تعود الختصاص
السلطة التنظيمية ،فهو بذلك يجعل من السلطة التنظيمية المشرع العام واألول ويعلي من مركزها على
حساب السلطة التشريعية التي يجعل منها سلطة ثانية ويمنحها االختصاص االستثنائي.1
وقد نتج عن هذه الطريقة الحديثة وجود نوعين من االختصاصات ،االختصاص التشريعي
المخول للبرلمان وسمته األساسية أنه اختصاص مقيد ،واالختصاص التنظيمي وهو مخول للسلطة
التنفيذية وهو اختصاص واسع وغير مقيد ،2وهذا ما أدى إلى تضخم سلطة رئيس الجمهورية في ممارسة
االختصاص التنظيمي عن طريق األنظمة المستقلة ،فتوسعت بذلك سلطته التنظيمية.3
لكن الشيء المالحظ ،أنه بالمقارنة مع النظام السياسي الفرنسي فإن الذي يحوز على اختصاص
ممارسة السلطة التنظيمية بعد صدور دستور 1958هو الوزير األول ،4إذ أن المادة 21من الدستور
الفرنسي تمنح االختصاص بممارسة السلطة التنظيمية للوزير األول ،وبالنتيجة فإن رئيس الجمهورية
بموجب دستور الجمهورية الخامسة ال يحوز على اختصاص ممارسة السلطة التنظيمية إال في حاالت
الظروف االستثنائية الناتجة عن تطبيق المادة 16من الدستور.5
وقبل صدور دستور الجمهورية الخامسة (دستور )1958اعترف القضاء اإلداري الفرنسي لرئيس
الدولة بممارسة السلطة التنظيمية حتى في حالة عدم وجود نص تشريعي يمنح له هذا االختصاص ،وكان
مرسوما
ً ذلك بمناسبة قرار مجلس الدولة الفرنسي الشهير في قضية Labonneإذ أصدر رئيس الدولة
بتاريخ 10مارس 1899يتعلق بمنح رخصة السياقة وسحبها ،تضرر منه السيد Labonneالذي سحبت
منه رخصة السياقة ،فرفع هذا األخير دعوى أمام مجلس الدولة الفرنسي يطالب فيها بعدم مشروعية
المرسوم الذي اتخذه رئيس الدولة ،وأسس دعواه على أن تنظيم حركة المرور من اختصاص المحافظ
إن المؤسس الدستوري المصري لم يتأثر بالوضع الوارد في الدستور الفرنسي ،وظل ً
وفيا للعالقة
1
-«… il appartient au chef de l’État, en dehors de toute délégation législative et en vertu de ses pouvoirs
propres, de déterminer celle des mesures de police qui doivent en tout état de cause être appliquées dans
l’ensemble du territoire », C.E, 8 août 1919, Labonne, cité par Marceau LONG, Prosper WEIL, Guy
BRAIBANT, Pierre DELVOLVÉ, Bruno GENEVOIS, G.A.J.A, 19ème éd, Dalloz, Paris, 2013, n°35, p 219.
-2سليمان الطماوي ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،دراسة مقارنة ،طبعة مزيدة ومنقحة ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،2006 ،ص
ص .486-480
-3عصام علي الدبس ،مرجع سابق ،ص .308
- 41 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
باتخاذ كل اإلجراءات الضرورية على الصعيد اإلداري ،1بشرط االلتزام بالقيود الموضوعية والشكلية التي
حددها الدستور.2
يمتاز هذا النوع من األنظمة بأن حق اإلدارة (رئيس الجمهورية) في استخدامها مقيد بشروط
مفصلة ترد في صلب الدستور ،وبالتالي ال تتمتع اإلدارة في اللجوء إلى تطبيقها بسلطة تقديرية كما هو
الشأن بالنسبة للتنظيمات األخرى بل إن اختصاصها في هذا الصدد مقيد إلى حد كبير ،ولكن يقابل هذا
التقييد في اختصاص اإلدارة قوة كبيرة لهذا النوع من األنظمة فهي في قوة القانون.3
-2ممارسة الوزير األول للسلطة التنظيمية وسلطة الضبط اإلداري :لم ينص المؤسس الدستوري على
اختصاص الوزير األول في ممارسة السلطة التنظيمية ،إذ حصر ممارسة هذه السلطة في رئيس
بناء على كونه الجهة اإلدارية المخول لها
الجمهورية ،لكن يمكن استنتاج المجال التنظيمي للوزير األول ً
اختصاص تنفيذ القوانين والتنظيمات ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -ممارسة الوزير األول للسلطة التنظيمية :إن ممارسة السلطة التنظيمية في ظل الدستور الجزائري ال
تعود لرئيس الجمهورية وحده ،حيث يختص الوزير األول بمقتضى المادة 125فقرة 2من دستور سنة
( 1996تقابلها المادة 141فقرة 2من التعديل الدستوري لسنة ،)2020والمادة ( 85تقابلها المادة 112
من التعديل الدستوري لسنة )2020بممارسة صالحيات في المجال التنظيمي ،4إذ تنص في هذا اإلطار
المادة 125فقرة 2من دستور 1996على " :يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود
لرئيس الحكومة " ،كما تنص المادة 85على " :يمارس رئيس الحكومة ،زيادة على السلطات التي
تخولها إياه صراحة أحكام أخرى في الدستور ،الصالحيات اآلتية -3...:يسهر على تنفيذ القوانين
والتنظيمات -4 ...،يوقع المراسيم التنفيذية ".
تظهر السلطة التنظيمية للوزير األول في تنفيذ القوانين الصادرة عن البرلمان وكذلك األنظمة
الصادرة عن رئيس الجمهورية ،5وبالتالي فالسلطة التنظيمية للوزير األول تفسر في اتجاهين ،األول يتعلق
بتنفيذ القوانين وهو الشكل الكالسيكي للسلطة التنظيمية ،واالتجاه الثاني يتعلق بالسلطة التنظيمية
المستقلة ،حيث يمارس الوزير األول اختصاصه دون أن يرتبط بتنفيذ نص تشريعي.1
بعد التعديل الدستوري لسنة 2008أصبح الوزير األول ال يمارس صالحياته التنظيمية إال
بموافقة رئيس الجمهورية ،وبالتالي أصبح يعتبر مجرد عون سياسي تابع لرئيس الجمهورية ،2لكن في
المقابل ،يالحظ بأن المؤسس الدستوري عاد من خالل التعديل الدستوري لسنة 2016ونص في المادة
99على أن الوزير األول يمارس االختصاص بالتوقيع على المراسيم التنفيذية بصفة مستقلة ،حيث حذف
عبارة " بعد موافقة رئيس الجمهورية على ذلك " التي أدرجها في التعديل الدستوري لسنة ،32008وهو
األمر نفسه المكرس في ظل التعديل الدستوري لسنة .42020
في النظام الدستوري الفرنسي نجد أن الوضع مختلف بعض الشيء عن ما هو موجود في
الجزائر ،وذلك ألن الوزير األول هو الذي يحوز على اختصاص ممارسة السلطة التنظيمية وهذا حسب
5
دائما من طرف الفقه الفرنسي بأنها اعتراف
نص المادة 21من دستور سنة ، 1958هذه المادة فسرت ً
للوزير األول بأنه هو الذي يحوز على اختصاص ممارسة السلطة التنظيمية العامة ،بمعنى سلطة البت
عن طريق قواعد عامة حتى في غياب نص قانوني يعطيه صراحة هذا االختصاص ،6وهذا ما أكده
Sté مجلس الدولة الفرنسي في ق ارره الشهير في قضية ،7Heyrièsوكذلك ق ارره في قضية
.8Rapidépannage
-1بوقفة عبد هللا ،آلية تنظيم السلطة في النظام السياسي الجزائري ،دار هومه ،الجزائر ،2005 ،ص .244
-2عمار عباس ،العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة وفي النظام السياسي الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر،
،2010ص .11
-3أنظر المادة 99من القانون رقم ،01-16مرجع سابق.
-4أنظر المادة 112من المرسوم الرئاسي رقم ،442-20مرجع سابق.
5
-La Constitution du 4 octobre 1958, op.cit, article 21 dispose : « Le Premier ministre dirige l’action du
Gouvernement. Il est responsable de la Défense nationale. Il assure l’exécution des lois .Sous réserve des
dispositions de l’article 13, il exerce le pouvoir réglementaire et nomme aux emplois civiles et militaires »,
www.Legifrance.gouv.fr
6
-«Cette formule a toujours été interprétée comme conférant à son titulaire le pouvoir réglementaire
général, c’est-à-dire le pouvoir de statuer par voie général même lorsqu’aucun texte ne vient expressément
lui donner cette compétence », Jean WALINE, Droit administratif, 25ème éd, Dalloz, Paris, 2014, p 70.
7
-C.E, 28 juin1918, Heyriès, G.A.J.A, op.cit, n°31, p 192.
8
-« Considérant qu’en donnant compétence au législateur pour fixer les règles concernant les garanties
fondamentales accordées aux citoyens pour l’exercice des libertés publiques, l’article 34 de la Constitution
;n’a pas retiré au chef du Gouvernement les attributions de police générale qu’il exerçait antérieurement
qu’à ce titre, il appartient au premier ministre d’adopter par voie réglementaire les mesures propres à
assurer la sécurité des personnes sur les autoroutes… », C.E, 25 sept 2013, Sté Rapidépannage 62, A.J.D.A,
2013, p 2506, note Clément Benelbaz.
- 44 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يمارس الوزير األول سلطاته اإلدارية واإلجرائية المحددة في المادة 21من الدستور الفرنسي لسنة
،1958ويقع في إطار هذه الصالحية ممارسة السلطة التنظيمية وذلك عن طريق اللوائح التنظيمية.1
فالمادة 21حددت نطاق السلطة التنظيمية للوزير األول مع مراعاة مقتضيات المادة 13من الدستور التي
تخص رئيس الجمهورية ،كما أن المجلس الدستوري الفرنسي أكد على وحدة السلطة التنظيمية الممنوحة
للوزير األول .2وخالصة األمر أن الوزير األول هو الذي يحوز على اختصاص ممارسة السلطة
التنظيمية عندما ال تمنح النصوص القانونية االختصاص لسلطة إدارية أخرى.3
ب -ممارسة الوزير األول لسلطة الضبط اإلداري :ال تشير األحكام الدستورية بصفة صريحة إلى
اختصاص الوزير األول في مجال الضبط اإلداري ،لكن يمكن إقرارها على أساس السلطة التنظيمية التي
تعود له بمقتضى األحكام الدستورية .4كما أن اإلدارة العمومية حين قيامها بالمهام الموكلة لها تكون تحت
سلطة الوزير األول ،ومن ثم يعود له اختصاص تنظيمها ،وله أن يصدر مختلف التعليمات لضمان حسن
تنظيم وسير العمل اإلداري في مختلف قطاعات اإلدارة العمومية .5زيادة على أن الوزير األول يملك
سلطة الضبط اإلداري أثناء سهره على الحفاظ على األمن والسكينة العامة.6
-3ممارسة الوزراء للسلطة التنظيمية :إن الوزير بصفة عامة ال يتمتع باختصاص ممارسة السلطة
التنظيمية ،ألن مثل هذه السلطة هي من اختصاص رئيس الجمهورية والوزير األول فقط ،فالوزير ال
يستطيع اتخاذ ق اررات تنظيمية إال عندما يسمح له القانون بذلك ،7فقد تتضمن النصوص القانونية في
-1الليمون عوض "،المركز الدستوري لرئيس الوزراء في النظام الدستوري األردني دراسة مقارنة" ،مجلة دراسات علوم الشريعة
والقانون ،الجامعة األردنية ،المجلد ،39العدد ،2012 ،02ص .501
2
-« Le Conseil constitutionnel pose en règle générale qu'en vertu de l'article 21 de la Constitution et sous
réserve de son article 13, le Premier ministre exerce le pouvoir réglementaire à l'échelon national. Il a
toujours interprété, notamment depuis sa décision du 2 décembre 1976, l'article 21 alinéa 1 de la
Constitution comme désignant le titulaire du pouvoir réglementaire général », Philippe LUPPI, « L'unité
du pouvoir réglementaire du Premier ministre et son caractère ab initio », A.J.D.A, 2007, p 1643.
Voir par exemple C.C, décision n° 2006-544, DC du 14 décembre 2006, loi de financement de la sécurité sociale
pour 2007, A.J.D.A, 2007, p 1643, note Phillipe Luppi.
3
-Jean WALINE, op.cit, p 70.
-4ناصر لباد ،مرجع سابق ،ص .27
-5عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص ص .207-206تنص المادة 112من التعديل الدستوري لسنة
2020على " :يمارس الوزير األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،زيادة على السلطات التي تخولها إياه صراحة أحكام أخرى
في الدستور ،الصالحيات اآلتية -7...:يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية والمرافق العمومية ".
-6فضيل كوسة ،مرجع سابق ،ص .117
7
-Bertrand SEILLER, « Acte administratif (II Régime) », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,
octobre 2015, actualisation mai 2018, n° 17, p 11.
- 45 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أحكاما توضح أنه بإمكان الوزراء اتخاذ الق اررات التنظيمية الالزمة لتطبيق النصوص
ً بعض األحيان
القانونية.1
مثال يستطيع ممارسة السلطة التنظيمية من خالل قيامه باتخاذ إجراءات متعلقة
فوزير الداخلية ً
بالضبط اإلداري على المستوى الوطني ،2إذ تنص في هذا اإلطار المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم
331-18الذي يحدد صالحيات وزير الداخلية على " :في مجال حالة األشخاص واألمالك وتنقلهم،
يكلف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بما يأتي:
-المبادرة بالتشريع والتنظيم المتعلقين بالحالة المدنية والهوية وتنقل األشخاص واألمالك واقتراحهما
والسهر على تطبيقهما.3" ...
في القانوني الفرنسي ال يتمتع الوزير بصفة عامة بامتياز ممارسة السلطة التنظيمية إال في
حالتين ،األولى عندما يوجد نص قانوني صريح يعطيه الصالحية القانونية لممارسة مثل هذه السلطة،
والثانية بصفته "رئيس مصلحة" ومسؤول عن ممارسة سلطة التنظيم داخل قطاعه الحكومي.4
في المقابل نجد أن مجلس الدولة الفرنسي اعترف منذ زمن بعيد للوزراء باالختصاص في ممارسة
السلطة التنظيمية ،وهذا من أجل ضمان السير الحسن للمصالح اإلدارية الموضوعة تحت سلطتهم ،وكان
ذلك بمناسبة ق ارره الشهير في قضية JAMARTوالذي جاء فيه " :من حيث أنه حتى في الحاالت التي
ال يستمد فيها الوزراء أية سلطة تنظيمية من أي نص تشريعي ،فلهم ككل رؤساء المصالح اتخاذ
التدابير الضرورية لضمان حسن سير المصالح الموضوعة تحت سلطتهم " ،5لكن ممارسة الوزير
للسلطة التنظيمية باعتباره "رئيس مصلحة" مقرون حسب اجتهاد مجلس الدولة الفرنسي بتوافر شرطين،
أن يكون الدافع لممارسة هذه السلطة هو ضرورة ضمان عمل المصالح العامة ،وأن تقتصر اإلجراءات
المتخذة على القطاع الوزاري الذي يشرف عليه الوزير المعني.1
في هذا المجال ،نجد أن مجلس الدولة الفرنسي قد سمح حتى لرؤساء المصالح اإلدارية في حالة
االستعجال وفي إطار ممارستهم لسلطاتهم في تنظيم مصالحهم اإلدارية -كما أقرها حكمه الشهير في
قضية -JAMARTبتعيين طرق تنظيم العقوبات اإلدارية ،2كما حدد الصالحيات التي يختص بها
مسؤول المصلحة اإلدارية من أجل تأطير عملية ممارسة حق االجتماع لنقابة العمال .3فالقاضي اإلداري
سمح حتى للمسؤول اإلداري األقل درجة من الوزير مثل المدير العام لمؤسسة عمومية أن يمارس السلطة
التنظيمية داخل المصالح اإلدارية الموضوعة تحت إشرافه ،وهذا عن طريق اتخاذ اإلجراءات الضرورية
في حالة االستعجال من أجل ضمان استم اررية عمل المرافق العامة.
في المحصلة ،نجد أن القاضي اإلداري اعترف للوزير بممارسة السلطة التنظيمية عن طريق
إصدار المناشير التنظيمية الالزمة لسير قطاعه بكل ما تحتويه من مصالح داخلية وخارجية فهو الرئيس
اإلداري األعلى ،هذا ما يفسر تمتعه بسلطة إصدار ق اررات إدارية تنظيمية في إطار القيام بنشاط و ازرته
جدا إذ تقتصر على تنظيم
كسلطة التعيين ،التنظيم ،التفويض ،الحلول والرقابة .رغم أنها سلطة محدودة ً
مصلحته الو ازرية.4
إن السلطة التنظيمية للوزراء ترتكز على أساس الهيكلية التنظيمية للو ازرة ،وما يترتب عنها من
أعمال قانونية يصدرها الوزير من أجل سيرها وتنظيمها خدمة لمصالح المواطن والمصلحة العامة.5
بناء على التحديد المتعلق بممارسة السلطة
ثانيا -النصوص التنظيمية المتعلقة بممارسة حرية التنقلً :
كثير ما تحيل القوانين على النصوص التنظيمية وكذا سلطة الضبط اإلداري المذكور سابًقا ،فإنه ًا
التنظيمية للتفصيل في الشروط واإلجراءات المتعلقة بممارسة حرية التنقل ،كما يمكن للجهات اإلدارية
المختصة التدخل مباشرة من أجل تنظيم ممارسة هذه الحرية ،يظهر ذلك بالنسبة للتنظيم المتعلق بوثائق
السفر ( ،)1التنظيم المتعلق بالطرق ( ،)2التنظيم المتعلق بدخول وإقامة وتنقل األجانب ( ،)3و ًا
أخير
التنظيم المتعلق بالظروف االستثنائية (.)4
1
-Martine LOMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, op.cit, p 129.
2
-C.E, 19 novembre 2013, Mme Roussel, req n°353691, A.J.D.A, 2013, p 2345, observation Carine Biget.
3
-C.E, 27 novembre 2013, syndicat SUD travail affaires sociales, req n°359801, A.J.D.A, 2013, p 2405.
4
- René CHAPUS, Droit administrative général, T 1, 13ème édition, Montchrestien, L.G.D.J, Paris, 1999, p 648.
5
-André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMENT op.cit, p 68.
- 47 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1التنظيم المتعلق بوثائق السفر :تتدخل السلطات اإلدارية المختصة بممارسة السلطة التنظيمية في
ممارسة الضبط المتعلق بمجال وثائق السفر والتنقل إلى خارج اإلقليم الوطني ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -المرسوم الرئاسي المحدد لشروط منح وثائق السفر الرسمية التي تسلمها وزارة الخارجية :تطبيًقا
للمادة 4من القانون رقم 03-14المتعلق بسندات ووثائق السفر ،حدد المرسوم الرئاسي رقم 02-97
أنواع الجوازات التي تصدرها و ازرة الخارجية ،وهي :جواز السفر الدبلوماسي وجواز سفر المصلحة ،حيث
تنص المادة 3منه على " :جواز السفر الدبلوماسي وثيقة هوية وسفر ،ويرتبط بما يلي - :ممارسة
نشاط دبلوماسي وفقا لالتفاقيات والمعامالت الدولية .1 "...
يتضح من نص هذه المادة أنها جعلت من جواز السفر الدبلوماسي وثيقة هوية لحامله ،أي أنه
يحتوي على المعلومات الشخصية للمعني قصد التعريف به لدى مختلف الجهات اإلدارية واألمنية ،كما
أنه وثيقة سفر تسمح لصاحبه بالخروج والتنقل إلى الخارج مع االستفادة من مختلف االمتيازات التي
يوفرها.
أما جواز السفر لمهمة فقد نصت عليه المادة 11من المرسوم الرئاسي المذكور أعاله ،حيث جاء
فيها " :جواز السفر لمهمة وثيقة هوية وسفر يسلم للقيام بمهمة أو تنقل إلى الخارج".2
هذا النوع من الجوازات يسلم للمعني من أجل القيام بمهمة في الخارج والتي تتطلب التنقل إلى
البلد المعني إلنجاز هذه المهمة ،فهذا النوع من الجوازات يرتبط بالمهمة المطلوب تنفيذها في الخارج.
ب -المرسوم التنفيذي الذي يحدد شروط إعداد وإصدار جواز السفر االستعجالي :تطبيًقا للمادة 4من
القانون رقم 03-14المتعلق بسندات ووثائق السفر ،التي أحالت على النصوص التنظيمية تحديد شروط
إعداد وإصدار سندات السفر ،صدر المرسوم التنفيذي رقم 58-16الذي يحدد شروط إعداد وإصدار
جواز السفر االستعجالي ،3مع مالحظة أن القانون رقم 03-14لم ينص على جواز السفر االستعجالي،
-1مرسوم رئاسي رقم ،02-97مؤرخ في 4يناير ،1997يحدد شروط منح وثائق السفر الرسمية التي تسلمها و ازرة الشؤون
الخارجية ،ج ر العدد األول ،صادرة في 5يناير ،1997معدل ومتمم بالمرسوم الرئاسي رقم ،26-09مؤرخ في 26يناير ،2009
ج ر العدد ،07صادرة في 28يناير ،2009متمم بالمرسوم الرئاسي رقم ،319-12مؤرخ في 27غشت ،2012ج ر العدد ،47
صادرة في 29غشت .2012
-2المادة 11من المرسوم الرئاسي رقم ،02-97مرجع سابق .يالحظ أن هذا المرسوم استعمل مصطلح "جواز السفر لمهمة" ،بينما
نجد المشرع استعمل في القانون رقم 03-14مصطلح "جواز سفر المصلحة" ،لكن في حقيقة األمر ال يوجد أي اختالف بين جواز
السفر لمهمة أو للمصلحة ،فكالهما يعبر عن التكليف بمهام في الخارج لمصلحة الدولة.
-3مرسوم تنفيذي رقم ،58-16مؤرخ في 3فبراير ،2016يحدد شروط إعداد وإصدار جواز السفر االستعجالي ،ج ر العدد ،07
صادرة في 7فبراير .2016
- 48 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
حيث اكتفى بالنص في مادته الثانية على ثالثة أنواع من الجوازات هي :جواز السفر العادي ،جواز السفر
الدبلوماسي وجواز سفر المصلحة.
نصت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 58-16على الحاالت التي يتم فيها إصدار جواز
السفر االستعجالي ،حيث ترتبط هذه الحاالت بظروف استعجالية تتطلب الحصول على جواز السفر
بشكل سريع من أجل التنقل سواء إلى الخارج أو العودة إلى اإلقليم الوطني ،وهي في مجملها تعود
ألسباب عائلية ،مهنية ،إدارية أو صحية.1
ج -الق اررات الوزارية المنظمة لجواز السفر :تطبيًقا للمادة 4من القانون رقم 03-14المتعلق بسندات
ووثائق السفر المذكور سابًقا ،وكذا المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم 331-18الذي يحدد صالحيات
وزير الداخلية ،والتي جاء فيها " :في مجال حالة األشخاص واألمالك وتنقلهم ،يكلف وزير الداخلية
والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بما يأتي - :المبادرة بالتشريع والتنظيم المتعلقين بالحالة المدنية
والهوية وتنقل األشخاص ،2 "...فقد صدرت مجموعة من الق اررات الو ازرية التي تنظم عملية إصدار
جوازات السفر الخاصة بالمواطنين الجزائريين نذكر منها :القرار الوزاري الذي يحدد المواصفات التقنية
لمستخرج عقد الميالد الخاص باستصدار بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر ،3القرار الوزاري المتعلق
بملف طلب بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر ،4القرار الوزاري الذي يحدد المواصفات التقنية لجواز
السفر الوطني البيومتري اإللكتروني ،5القرار الوزاري الذي يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر الوطني
البيومتري ،6قرار وزاري مشترك يحدد الوثائق المكونة لملف طلب جواز السفر البيومتري بالنسبة للمواطنين
الجزائريين المقيمين في الخارج ،1قرار وزاري يحدد المواصفات التقنية لجواز السفر االستعجالي ،2والقرار
الوزاري الذي يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر االستعجالي .3
-2التنظيم المتعلق بالتنقل والمرور عبر الطر :تطبيًقا لمختلف القوانين المنظمة للتنقل عبر الطرق
صدرت مجموعة من النصوص التنظيمية المتعلقة بممارسة حرية التنقل في هذا المجال ،وذلك على
النحو اآلتي:
أ -المرسوم التنفيذي المحدد لقواعد حركة المرور عبر الطر :تطبيًقا للقانون رقم 14-01المذكور
سابًقا ،صدر المرسوم التنفيذي رقم 381-04الذي يحدد قواعد حركة المرور عبر الطرق ،4وهذا للتفصيل
في المواد التي أحال المشرع على التنظيم االختصاص بإصدارها ،حيث جاء هذا المرسوم ليفصل في
األحكام الخاصة التي تطبق على سائق المركبة في الطرق الخاصة بحركة المرور العمومية مثل القواعد
المتعلقة بالسير في المسالك ،قواعد التحكم في سرعة المركبة ،قواعد التجاوز ،قواعد تقاطع الطرق ،قواعد
الوقوف والتوقف وقواعد استعمال أضواء المركبة.
ب -المرسوم التنفيذي رقم 230-12المتضمن تنظيم التنقل بواسطة سيارات األجرة :تطبيًقا ألحكام
المادة 34من القانون رقم 13-01المذكور سابًقا ،صدر المرسوم التنفيذي رقم 230-12المتضمن
تنظيم التنقل بواسطة سيارات األجرة ،5حيث حدد هذا األخير أشكال التنقل باستعمال سيارات األجرة،
وهي :التنقل بواسطة سيارات األجرة الفردية ،سيارات األجرة الجماعية الحضارية وسيارات األجرة الجماعية
غير الحضارية.
-1قرار وزاري مشترك مؤرخ في 23أبريل ،2015يحدد الوثائق المكونة لملف طلب جواز السفر البيومتري اإللكتروني بالنسبة
للمواطنين الجزائريين المقيمين في الخارج ،ج ر العدد ،24صادرة في 23مايو .2015
-2قرار وزاري مؤرخ في 8ديسمبر ،2015يحدد المواصفات التقنية لجواز السفر االستعجالي ،ج ر العدد ،67صادرة في 20
ديسمبر .2015
-3قرار وزاري مؤرخ في 10ديسمبر ،2015يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر االستعجالي ،ج ر العدد ،67صادرة في 20
ديسمبر .2015
-4مرسوم تنفيذي رقم ،381-04مؤرخ في 28نوفمبر ،2004يحدد قواعد حركة المرور عبر الطرق ،ج ر العدد ،76صادرة في
28نوفمبر ،2004معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،376-11مؤرخ في 12نوفمبر ،2011ج ر العدد ،62صادرة في 20
نوفمبر ،2011معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،239-15مؤرخ في 6سبتمبر ،2015ج ر العدد ،49صادرة في 16سبتمبر
.2015
-5مرسوم تنفيذي رقم ،230-12مؤرخ في 24مايو ،2012يتضمن تنظيم التنقل بواسطة سيارات األجرة ،ج ر العدد ،33صادرة
في 27مايو ،2012معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،82-16مؤرخ في أول مارس ،2016ج ر العدد ،13صادرة في 2
مارس .2016
- 50 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ج -القرار الوزاري المحدد للسرعة القصوى لمركبات نقل األشخاص والبضائع :تطبيًقا للمادة 24من
المرسوم التنفيذي رقم 381-04المذكور سابًقا ،صدر القرار الوزاري الذي يحدد السرعة القصوى لمركبات
نقل األشخاص والبضائع التي يتجاوز وزنها اإلجمالي المرخص به مع الحمولة ،بما في ذلك المقطورات
3.5أطنان ،1حيث حدد السرعة المفروضة على المركبات المخصصة لنقل األشخاص وكذا البضائع
عبر مختلف أنواع الطرق والمجمعات السكنية.
-3التنظيم المتعلق بدخول وإقامة وتنقل األجانب :أحال المشرع في المادة 7فقرة 02من القانون رقم
11-08المذكور سابًقا ،إلى السلطة التنفيذية تنظيم مسألة تحديد إجراءات وكيفيات منح التأشيرات
الخاصة بدخول األجانب لإلقليم الجزائري ،2لكن المالحظ أن المرسوم التنظيمي المتعلق بهذا المجال لم
يصدر بعد ،مما فسح المجال لتنظيمها بموجب ق اررات و ازرية ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -غياب المرسوم التنظيمي المتعلق بإجراءات وكيفيات منح تأشيرة الدخول :بموجب اإلحالة الصريحة
من المشرع للسلطة التنفيذية من أجل تنظيم مسألة تحديد إجراءات وكيفيات منح التأشيرات الخاصة
خصوصا أن النص التشريعي صدر منذ ،2008
ً بدخول األجانب للجزائر ،كان يجب إصدار هذا النص
لكن هذا التنظيم لم يصدر إلى حد اآلن.3
يعود السبب في عدم صدور هذا المرسوم التنظيمي للحاجة الملحة لترك سلطة تقديرية واسعة
للمصالح الديبلوماسية والقنصلية الموجودة في الخارج لدراسة ملف األجنبي طالب تأشيرة الدخول ،حيث
تخضع عملية التقدير لمجموعة من العوامل تتعلق بمدى إثبات األجنبي لقدرة مالية كافية لتغطية فترة
تواجده في الدولة األجنبية ،إضافة إلى وجود روابط عائلية أو مهنية أو علمية تبرر تواجده بالدولة ،واألهم
من ذلك عدم إدراجه ضمن قوائم األشخاص الممنوعين من الدخول أو الخطر الذي يمثله تواجد هذا
األجنبي على األمن العام في حالة دخوله لإلقليم الوطني.4
وهذا ما نصت عليه المادة 37من المرسوم الرئاسي رقم ،405-02التي جاء فيها " :يمكن
رئيس المركز القنصلي أن يمنح تأشيرات للرعايا األجانب الخاضعين إلجراءات التأشيرة ،الراغبين في
-1قرار وزاري مؤرخ في 15يونيو ،2015يحدد السرعة القصوى لمركبات نقل األشخاص والبضائع التي يتجاوز وزنها اإلجمالي
المرخص به مع الحمولة ،بما في ذلك المقطورات 3.5أطنان ،ج ر العدد ،56صادرة في 25أكتوبر .2015
-2تنص المادة 7فقرة 02من القانون رقم 11-08على " :تحدد إجراءات وكيفيات منح التأشيرات عن طريق التنظيم".
-3طيبي أمقران ،مرجع سابق ،ص .178
4
-François JULIEN-LAFERRIÈRE, Dalloz professionnels, Pratique du contentieux administratif ,dossier 440,
Contentieux du droit des étrangers, 440.110, conditions de délivrance des visas, juin 2016 , synthèse d'actualité,
novembre 2019, p 24.
- 51 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الذهاب إلى الجزائر ،إذا كانوا حاملين وثائق سفر قيد الصالحية ،1"...كما تنص المادة 5من المرسوم
الرئاسي رقم 407-02على ":يمارس رئيس المركز القنصلي في مجال اإلدارة ،الصالحيات اآلتية- :
إصدار تأشيرات لألجانب الراغبين في الذهاب إلى الجزائر".2
ما يالحظ في هذا الشأن أن القانون رقم 11-08المذكور سابًقا ،ألغى أحكام األمر رقم -66
3211المتعلق بوضعية األجانب في الجزائر دون اإلشارة إلى إلغاء النص التنظيمي المتعلق به وهو
المرسوم رقم 4212-66المتضمن تطبيق األمر رقم ،211-66وبما أن السلطة التنفيذية لم تصدر بعد
المرسوم الخاص بتنظيم وضعية األجانب في الجزائر تطبيًقا للقانون رقم ،11-08فإن أحكام المرسوم رقم
212-66تبقى سارية المفعول في جميع أحكامها إال ما يتعارض منها مع القانون رقم ،11-08والدليل
على ذلك أن الفضاء الرقمي المخصص للتأشيرة في الموقع الرسمي لو ازرة الشؤون الخارجية الجزائرية
يحدد النصوص التي تضبط إقامة وتنقل األجانب في الجزائر بالتأسيس على القانون رقم 11-08إضافة
للمرسوم الرئاسي رقم .5251-03
ب -تنظيم إجراءات منح تأشيرة التسوية وتمديد التأشيرة واإلقامة بموجب تعليمات وزارية :نصت المادة
12من القانون رقم 11-08على تأشيرة التسوية التي تمنحها شرطة الحدود في الحاالت االستعجالية
وبناء عليه
ً وبصفة استثنائية لألجنبي الذي يدخل دون تأشيرة ،وأحالت تفصيل هذه المسألة للتنظيم.6
صدرت التعليمة الو ازرية رقم ،09تتضمن تحديد شروط وكيفيات منح تأشيرة التسوية ،7حيث يمكن في
-1مرسوم رئاسي رقم ،405-02مؤرخ في 26نوفمبر ،2002يتعلق بالوظيفة القنصلية ،ج ر العدد ،79صادرة في أول ديسمبر
.2002
-2مرسوم رئاسي رقم ،407-02مؤرخ في 26نوفمبر ،2002يحدد صالحيات رؤساء المراكز القنصلية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،ج ر العدد ،79صادرة في أول ديسمبر .2002
-3أمر رقم ،211-66مؤرخ في 21يوليو ،1966مرجع سابق.
-4مرسوم رقم ،212-66مؤرخ في 21يوليو ،1966يتضمن تطبيق األمر رقم ،211-66المؤرخ في 21يوليو ،1966والمتعلق
بوضعية األجانب في الجزائر ،ج ر العدد ،64صادرة في 29يوليو ،1966معدل ومتمم بالمرسوم الرئاسي رقم ،251-03مؤرخ
في 19يوليو ،2003ج ر العدد ،43صادرة في 20يوليو .2003
-5أنظر الموقع اإللكتروني الرسمي لو ازرة الشؤون الخارجية الجزائرية تاريخ وزمن التصفح 06 :جانفي ،2021الساعة .22:00
www.mae.gov.dz/Visa.aspx
-6أنظر المادة 12من القانون رقم ،11-08مرجع سابق.
-7التعليمة الو ازرية رقم ،09مؤرخة في 15جويلية ،2019تتضمن تحديد شروط وكيفيات منح تأشيرة التسوية ،منشورة على الموقع
اإللكتروني الرسمي لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،تاريخ وزمن التصفح 06 :جانفي ،2021الساعة .22:00
https://interieur.gov.dz/index.php/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-
%D9%81%D9%8A-
- 52 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الحاالت االستعجالية أن تمنح شرطة الحدود بصفة استثنائية تأشيرة التسوية لألجنبي الذي يتقدم إلى
مراكز الحدود دون تأشيرة ،وتمنح هذه األخيرة عند توافر أسباب موضوعية ومشروعة لطلب دخول
األجنبي ،وهذه الحاالت هي:
-الوافد من بلد ال تتواجد به ممثلية دبلوماسية أو قنصلية جزائرية،
-األجنبي المدعو من طرف مؤسسات الدولة في إطار رسمي،
-الذي يمثل تواجده بالتراب الوطني مصلحة للدولة الجزائرية ،ال سيما في المجال االقتصادي،
-أفواج األجانب الوافدين إلى الجزائر ،ال سيما عبر الموانئ ،في إطار الترقية السياحية،
-األجانب الذين يتقدمون إلى مراكز الحدود الحائزين على تأشيرة قنصلية قبل بداية سريان صالحيتها
بثالثة ( )3أيام على األكثر،
-في الحاالت االستعجالية واإلنسانية حسب تقدير الحاالت.1
كما تنص المادة 13من القانون رقم 11-08المذكور سابًقا ،على إمكانية السلطات اإلدارية
إقليميا الموافقة بصفة استثنائية على تمديد التأشيرة لمدة أقصاها تسعون (ً )90
يوما لألجنبي ً المختصة
الذي يرغب في تمديد مدة إقامته باإلقليم الجزائري ألكثر من المدة المرخص بها في التأشيرة ،دون أن
يكون القصد من ذلك تثبت إقامته في الجزائر.2
بناء عليه ،صدرت التعليمة رقم 25المتعلقة بتحديد شروط وكيفيات تمديد التأشيرة أو اإلقامة
و ً
في التراب الوطني ،حيث حددت الحاالت والجهة اإلدارية المختصة في هذا المجال.3
%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1/%D8%AA%D9%80%D8%A3%D8%B4
%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9.html
-1مرجع نفسه.
-2أنظر المادة 13من القانون رقم ،11-08مرجع سابق.
-3التعليمة رقم ،25مؤرخة في 20أكتوبر ،2019متعلقة بتحديد شروط وكيفيات تمديد التأشيرة أو اإلقامة فوق التراب الوطني،
منشورة عبر الموقع اإللكتروني الرسمي لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،تاريخ وزمن التصفح 06 :جانفي ،2021الساعة
.22:00
https://interieur.gov.dz/index.php/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-
%D9%81%D9%8A-
%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1/%D8%AA%D9%85%D8%AF%D9%8
A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%B4%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA.html
- 53 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-4التنظيم المتعلق بحاالت الظروف االستثنائية :يكون المجتمع في بعض األحيان عرضة لظروف
استثنائية تتطلب من اإلدارة التعامل بالسرعة والصرامة الالزمة لمواجهة تلك الظروف ،حيث يجوز تقييد
حقوق وحريات األفراد بطريقة أكثر تشد ًدا من تلك المطبقة في الظروف العادية ،ولهذا تحوز السلطات
اإلدارية وسائل وإمكانيات كبيرة للتدخل في مواجهة هذه الظروف.
إن الحاجة إلى تعليق مشروعية الحالة العادية في أوقات األزمات أو الخطر الجسيم كانت محل
نقاش منذ مدة طويلة ،حيث يرى الفقيه الكبير Montesquieuبأن هناك حاالت تستوجب أن تحجب فيها
الحرية لبعض الوقت ،وذلك بالنظر ألن مشروعية الحالة العادية غير كافية ،وال تمنح لإلدارة القدرة على
التعامل مع الظروف االستثنائية سواء كانت من أصل بشري مثل الحروب أو طبيعية مثل الزالزل
والفيضانات ،لهذا تتحرر اإلدارة بشكل مؤقت من قيود المشروعية العادية.1
وتشكل الظروف االستثنائية الميدان العملي الذي يتعاظم فيه دور السلطة التنفيذية في تقييد
الحقوق والحريات بصفة عامة وحرية التنقل بصفة خاصة ،حيث تشكل األخيرة الحرية األكثر عرضة
للتقييد والمساس .يمكن تقسيم الظروف االستثنائية إلى حاالت متعلقة باألمن العمومي وحاالت أخرى
متعلقة بالصحة العمومية ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -الحاالت المتعلقة باألمن العمومي :نص الدستور الجزائري على مختلف صور الظروف االستثنائية
أخير حالة الحرب .وتشكل حالتي
وهي :حالة الحصار ،الطوارئ ،الحالة االستثنائية ،حالة التعبئة العامة و ًا
الحصار والطوارئ أهم األنظمة القانونية المؤثرة على حرية التنقل ،وذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -حالة الحصار :نص المؤسس الدستوري على حالة الحصار في المادة 97التي جاء فيها:
" يقرر رئيس الجمهورية ،إذا دعت الضرورة الملحة ،حالة الطوارئ أو الحصار ،لمدة أقصاها ثالثون
( )30يوما ،2 "...وقد تم إقرار حالة الحصار بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،196-91نتيج ًة لألحداث
السياسية التي أعقبت نتائج االنتخابات التشريعية صائفة .1991
1
- Sébastien PLATON, « Régimes d’exception», JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. 90, date du
fascicule: 9 Août 2012, date de la dernière mise à jour: 4 avril 2018, p 2.
-2أنظر المادة 97من التعديل الدستوري لسنة ،2020مرجع سابق.
- 54 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
تظهر صرامة حالة الحصار من خالل تحويل االختصاص في ممارسة مختلف إجراءات الضبط
اإلداري إلى السلطات العسكرية ،حيث تختص هذه األخيرة بممارسة الصالحيات المسندة للسلطات المدنية
في مجال النظام واألمن العموميين ،وهذا ما نصت عليه المادة 3من المرسوم الرئاسي رقم .1196-91
تعتبر حرية التنقل من أكثر الحريات التي تمسها اإلجراءات المتخذة في إطار حالة الحصار،
يظهر ذلك من خالل:
البند األول -إجراء االعتقال اإلداري :نصت على هذا اإلجراء المادة 4من المرسوم الرئاسي رقم -91
،196حيث جاء فيها " :يمكن السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة ،ضمن الحدود والشروط
التي تحددها الحكومة أن تتخذ تدابير االعتقال اإلداري ...ضد كل شخص راشد يتبن أن نشاطه خطير
على النظام العام وعلى األمن العمومي أو السير العادي للمرافق العامة".2
ولقد فصل المرسوم التنفيذي رقم 201-91شروط تطبيق إجراء االعتقال اإلداري ،مع المالحظة
أن هذا المرسوم استبدل عبارة " االعتقال اإلداري" الواردة في المرسوم الرئاسي رقم 196-91بعبارة
" الوضع في مركز األمن".3
البند الثاني -إجراء الوضع تحت اإلقامة الجبرية :نصت على هذا اإلجراء المادة 4من المرسوم الرئاسي
رقم ،196-91وقد صدر المرسوم التنفيذي رقم ،202-91الذي يضبط حدود الوضع تحت اإلقامة
الجبرية وشروطها.4
البند الثالث -إجراء المنع من اإلقامة :نصت على هذا اإلجراء المادة 8مطة 3من المرسوم الرئاسي
رقم ،196-91والتي جاء فيها " :يمكن السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة أن تقوم ...تمنع
إقامة أي شخص راشد يتبن أن نشاطاته مضرة بالنظام العام وبالسير العادي للمرافق العمومية،5"...
-1أنظر المادة 3من المرسوم الرئاسي رقم ،196-91مؤرخ في 4يونيو ،1991يتضمن تقرير حالة الحصار ،ج ر العدد ،29
صادرة في 12يونيو ( .1991ملغى)
-2أنظر المادة 4من المرسوم الرئاسي رقم ،196-91مرجع سابق.
-3مرسوم تنفيذي رقم ،201-91مؤرخ في 25يونيو ،1991يضبط حدود الوضع في مركز األمن وشروطه ،تطبيقا للمادة 4من
المرسوم الرئاسي رقم ،196-91المؤرخ في 4يونيو ،1991المتضمن تقرير حالة الحصار ،ج ر العدد ،31صادرة في 26يونيو
.1991
-4مرسوم تنفيذي رقم ،202-91مؤرخ في 25يونيو ،1991يضبط حدود الوضع تحت اإلقامة الجبرية وشروطها ،تطبيقا للمادة 4
من المرسوم الرئاسي رقم ،196-91المؤرخ في 4يونيو ،1991والمتضمن تقرير حالة الحصار ،ج ر العدد ،31صادرة في 26
جوان .1991
-5المادة 8من المرسوم الرئاسي رقم ،196-91مرجع سابق.
- 55 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
وتطبيًقا لهذه المادة صدر المرسوم التنفيذي رقم 203-91الذي يضبط كيفيات تطبيق تدابير المنع من
اإلقامة.1
البند الرابع :إجراء منع مرور وتجمع األشخاص في الطر واألماكن العمومية :نصت على هذا اإلجراء
المادة 8مطة 1من المرسوم الرئاسي رقم ،196-91حيث جاء فيها " :يمكن السلطات العسكرية
المخولة صالحيات الشرطة أن تقوم ...أن تضيق أو تمنع مرور أشخاص أو تجمعهم في الطر
واألماكن العمومية ،2"...يالحظ أن هذا اإلجراء لم يتم تنظيمه بموجب مرسوم تنفيذي مثل اإلجراءات
السابقة ،والسبب أنه إجراء بسيط من حيث درجة مساسه بحرية التنقل مقارنة باإلجراءات السابقة ،والتي
تنطوي على إجراءات تمس بحرية التنقل بشكل جسيم.
الفقرة الثانية -حالة الطوارئ :نص المؤسس الدستوري على حالة الطوارئ مقرونة بحالة الحصار ،وذلك
ضمن نص المادة 97التي جاء فيها " :يقرر رئيس الجمهورية ،إذا دعت الضرورة الملحة ،حالة
الطوارئ أو الحصار ،لمدة أقصاها ثالثون ( )30يوما."...
إن تأثير حالة الطوارئ على الحقوق والحريات العامة ال يختلف ًا
كثير عن تأثير حالة الحصار،
حيث يظهر ذلك بشكل واضح ومباشر بالنسبة لحرية تنقل األفراد ،وذلك عبر مختلف اإلجراءات
الضبطية التي ينظمها مرسوم إعالن حالة الطوارئ.3
لكن على عكس حالة الحصار التي تختص فيها السلطات العسكرية بممارسة االختصاصات
المسندة للسلطات المدنية في مجال حفظ النظام واألمن العموميين ،فإن حالة الطوارئ ال تسلب هذا
االختصاص من السلطات المدنية ،فوزير الداخلية على المستوى الوطني والوالي على المستوى المحلي
هما اللذان يتوليان اتخاذ التدابير الالزمة لحفظ النظام العام.4
-1مرسوم تنفيذي رقم ،203-91مؤرخ في 25يونيو ، 1991يضبط كيفيات تطبيق تدابير المنع من اإلقامة المتخذة طبقا للمادة 8
من المرسوم الرئاسي رقم ،196-19المؤرخ في 4يونيو ،1991والمتضمن تقرير حالة الحصار ،ج ر العدد ،32صادرة في 26
يونيو .1991
-2المادة 8من المرسوم الرئاسي رقم ،196-91مرجع سابق.
-3مرسوم رئاسي رقم ،44-92مؤرخ في 9فبراير ،1992يتضمن إعالن حالة الطوارئ ،ج ر العدد ،10صادرة في 9فبراير
،1992متمم بالمرسوم الرئاسي رقم ،320-92مؤرخ في 11غشت ،1992ج ر العدد ،61صادرة في 12غشت .1992
(ملغى)
-4أنظر المادة 4من المرسوم الرئاسي رقم ،44-92مرجع سابق.
- 56 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
نص المرسوم الرئاسي رقم 44-92على مجموعة من اإلجراءات التي يتم من خاللها تقييد حرية
التنقل ،وذلك على النحو اآلتي:
البند األول -الوضع في مركز األمن (االعتقال اإلداري) :نصت على هذا اإلجراء المادة 5من المرسوم
الرئاسي رقم ،44-92حيث يمكن لوزير الداخلية أن يأمر بوضع أي شخص بالغ ينطوي سلوكه على
تهديد للنظام واألمن العموميين أو على السير الحسن للمصالح العمومية في مركز أمن.1
البند الثالث -حظر التجول :نصت المادة 6من المرسوم الرئاسي رقم 44-92في النقطة رقم 01على
اختصاص وزير الداخلية على المستوى الوطني والوالي على المستوى المحلي بتحديد أو منع مرور
األشخاص والسيارات في بعض األماكن واألوقات المحددة.1
قيدا على حرية تنقل األفراد ،حيث يمنع عليهم خالل سريان الحظر التنقل
يشكل حظر التجول ً
من أو إلى المناطق المعنية بالحظر .وفي إطار تطبيق حالة الطوارئ ،صدر قرار وزير الداخلية المؤرخ
في 30نوفمبر ،1992يتضمن إعالن حظر التجول في بعض الواليات ،في هذا الشأن نصت المادة 2
من هذا القرار على " :يمنع كل تنقل لألشخاص ،طيلة حظر التجول ،في الطرقات والساحات العمومية،
ما عدا المستخدمين المنصوص عليهم أدناه والمرخص لهم بصفة استثنائية.2"...
ب -الحاالت المتعلقة باألوبئة والمخاطر الصحية :تؤثر الظروف المرتبطة باألمن والنظام العام على
حرية التنقل ،حيث تلجأ السلطات العمومية إلى تقييد ممارسة هذه الحرية بهدف حماية النظام العام نتيجة
التهديد الذي ينطوي عليه ترك األفراد يمارسون حريتهم في التنقل بكل طالقة ودون قيود ،لكن قد يكون
تهديدا على الصحة العمومية ،حيث تلجأ
ً ناتجا عن ظروف صحية طارئة تشكل
تقييد هذه الحرية ً
السلطات العمومية إلى تقييد حرية تنقل األفراد من أجل منع انشار األوبئة واألمراض عن طريق التقليل
من حركة التنقل.
تنص المادة 43فقرة 01من القانون رقم 11-18المتعلق بالصحة على " :تضع الدولة التدابير
الصحية القطاعية والقطاعية المشتركة الرامية إلى وقاية المواطنين وحمايتهم من األمراض ذات
االنتشار الدولي ،3"...والهدف من هذه التدابير حماية المواطنين من كل ما يهدد صحتهم من أمراض
وأوبئة ومخاطر العدوى ،وذلك باتخاذ كافة التدابير الالزمة لصيانة صحة اإلنسان والوقاية من كل تهديد
للصحة العمومية ،ويتجلى ذلك في مختلف أشكال الرقابة التي تقوم بها اإلدارة.4
في هذا اإلطار ،كانت جائحة فيروس كورونا ( )Covid 19التي ظهرت في الصين في نوفمبر
2019واجتاحت العالم بشكل سريع مطلع عام ،2020السبب الذي فرض على كل دول العالم تقر ًيبا
-1أنظر المادة 6نقطة رقم 01من المرسوم الرئاسي رقم ،44-92مرجع سابق.
-2قرار وزير الداخلية ،مؤرخ في 30نوفمبر ،1992يتضمن إعالن حظر التجول في تراب بعض الواليات ،ج ر العدد ،85صادرة
في 2ديسمبر .1992
-3قانون رقم ،11-18مؤرخ في 2يوليو ،2018يتعلق بالصحة ،ج ر العدد ،46صادرة في 29يوليو .2018
-4ياسين بن بريح " ،التنظيم القانوني آلليات الضبط اإلداري" ،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،جامعة البليدة ،2المجلد
،08العدد ،15جانفي ،2019ص .49
- 58 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشار هذا الوباء ،كان من أبرزها تقييد حرية التنقل سواء على المستوى
الخارجي أو الداخلي ،األمر الذي نتج عنه منع حركة التنقل والسفر إلى الخارج بشكل كلي ،وفرض
تدابير صارمة على التنقل الداخلي.
اختلفت الدول في التعامل مع جائحة كورونا من الناحية القانونية ،حيث نجد بعض الدول أوكلت
للمشرع إصدار قوانين لتنظيم حالة الطوارئ الصحية ثم تتولى الحكومة بعدها إصدار مختلف اإلجراءات
التنفيذية عن طريق المراسيم والق اررات الو ازرية ،بينما في دول أخرى نجد أن السلطة التشريعية غابت عن
ممارسة أي دور في مواجهة هذه الجائحة ،في مقابل هيمنة للسلطة التنفيذية في ضبط اإلطار القانوني
لمواجهة ومكافحة انتشار الجائحة .وقد سلكت السلطات العمومية في الجزائر الطريقة األخيرة ،وهو ما
يطرح التساؤل حول األساس القانوني لتطبيق حالة الطوارئ الصحية؟
الفقرة األولى -المرسوم التنفيذي المتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد)19 -
ومكافحته ومختلف المراسيم الملحقة به :بهدف تجسيد التدابير التي اتخذتها الدولة الجزائرية في إطار
استراتيجية محاربة وباء كورونا (كوفيد )19-على أرض الواقع ،أصدر الوزير األول المرسوم التنفيذي رقم
،69-20المتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد )19-ومكافحته ،1كما أتبعه
بالمرسوم رقم 70-20يتضمن التدابير التكميلية للوقاية من انتشار فيروس كورونا ومكافحته ،2تتابعت
بعدها المراسيم التنفيذية الصادرة عن الوزير األول ،وذلك حسب تطور وضعية انتشار وباء كورونا
(كوفيد )19-وتعزيز اإلجراءات الالزمة لمجابهته ،وكذا مراجعتها حسب الظروف.
نتيج ًة لكل هذه التدابير الضبطية المتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد ،)19-طرح
البعض مسألة توافق اإلجراءات المستحدثة مع الحقوق والحريات العامة ،3حيث تتضمن التدابير الصادرة
-1مرسوم تنفيذي رقم ،69-20مؤرخ في 21مارس ،2020يتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد ،)19
ومكافحته ،ج ر العدد ،15صادرة في 21مارس .2020
-2مرسوم تنفيذي رقم ،70-20مؤرخ في 24مارس ،2020يحدد تدابير تكميلية للوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد-
)19ومكافحته ،ج ر العدد ،16صادرة في 24مارس .2020
-3علي الصديقي " ،أزمة –كورونا :-مراجعات في الفكر القانوني المعاصر (قراءة نقدية)" ،مجلة الفقه والقانون الدولية ،مجلة
إلكترونية ،العدد ،91ماي ،2020ص .29
- 59 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1أحسن غربي " ،دور الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فيروس كورونا بالجزائر" ،مجلة كلية القانون الكويتية العالمية،
ملحق خاص ،العدد ،06جوان ،2020ص .649
-2أنظر المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،69-20مرجع سابق.
-3مرسوم تنفيذي رقم ،70-20مؤرخ في 24مارس ،2020يحدد تدابير تكميلية للوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد-
)19ومكافحته ،ج ر العدد ،16صادرة في 24مارس ،2020معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،127-20مؤرخ في 20مايو
،2020ج ر العدد ،30صادرة في 21مايو .2020
-4المادة 4فقرة 01من المرسوم التنفيذي رقم ،70-20مرجع سابق.
-5المادة 4فقرة 02من المرسوم التنفيذي رقم ،70-20مرجع سابق.
- 60 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ينتج عن تطبيق إجراء الحجر الصحي المنزلي الكلي أو الجزئي منع حركة تنقل األفراد خالل
أيضا داخل هذه المناطق طيلة فترة تطبيق إجراء
فترات الحجر من وإلى الواليات أو البلديات المعنية ،و ً
الحجر الصحي.1
بالمقابل ،نص المرسوم التنفيذي رقم 70-20على جملة من االستثناءات التي ترد على إجراء
الحجر المنزلي ،حيث يمكن الترخيص لألفراد بالتنقل على سبيل االستثناء ،وذلك ألسباب متعلقة بقضاء
احتياجات التموين من المتاجر المرخص لها ،قضاء احتياجات التموين بجواز المنزل ،لضرورات العالج
الملحة ،أو لممارسة نشاط مهني مرخص به.2
بعد ذلك صدر المرسوم التنفيذي رقم ،145-20الذي جاء في إطار االستئناف التدريجي
والمكيف لبعض األنشطة االقتصادية والتجارية والخدماتية ،حيث رخصت المادة 5من هذا المرسوم بتنقل
المستخدمين في قطاع البناء واألشغال العمومية والري ،عبر كامل التراب الوطني ،من الساعة الخامسة
مساء ،مع ضرورة التقيد بتدابير الحماية واألمن المفروضة من
ً صباحا إلى غاية الساعة السابعة ()7
ً ()5
قبل السلطات العمومية .3تحدد كيفيات تسليم رخصة التنقل االستثنائية من طرف اللجنة الوالئية المكلفة
بتنسيق النشاط القطاعي للوقاية من وباء فيروس كورونا (كوفيد )19-ومكافحته.4
كما نصت المادة 9فقرة 03من المرسوم التنفيذي رقم 70-20على الترخيص بالتنقل الضروري
لألشخاص من أجل ممارسة األنشطة المنصوص عليها في المادة 11من المرسوم التنفيذي نفسه،
وبالرجوع إلى هذه المادة األخيرة نجدها تنص على إجراء الغلق المتعلق بممارسة أنشطة التجارة بالتجزئة،
باستثناء تلك المتعل قة بضمان تموين السكان بالمواد الغذائية ،الصيانة والتنظيف والمواد الصيدالنية ،5فكل
شخص يمارس واحدة من هذه األنشطة التجارية يرخص له بالتنقل بشرط أن يكون ذلك ضرورًيا ،ويتعلق
بالنشاط التجاري المحدد في المادة أعاله.
كما سمحت المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم 70-20للباعة المتجولين للمواد الغذائية بالتنقل
من أجل ممارسة نشاطهم بالمناوبة على األحياء ،بشرط احترام تدابير التباعد الجسدي.1
تم الرفع الكلي إلجراء الحجر المنزلي الجزئي عن 15والية ،وذلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم
ليال
، 159-20وبهذا زالت كل القيود المفروضة على حرية تنقل األفراد بعد الساعة الثامنة (ً )20:00
بالنسبة لهذه الواليات ،أما بالنسبة للواليات األخرى فقد تم تعديل توقيت الحجر الجزئي المنزلي من الساعة
ليال إلى غاية الساعة الخامسة ( )05.00من صباح اليوم الموالي.2
الثامنة (ً )20:00
كما رخص المرسوم التنفيذي رقم 159-20باستئناف نشاطات النقل الحضري وشبه الحضري
للمسافرين بالحافالت ،الترامواي والنقل الفردي الحضري لسيارات األجرة عبر كامل واليات الوطن ،بشرط
التقيد الصارم بتدابير الوقاية.
بعدها جاء المرسوم التنفيذي رقم 168-20بآلية جديدة إلقرار إجراء الحجر المنزلي الكلي أو
الجزئي ،حيث تنص المادة 3من هذا المرسوم على " :يجب على الوالة ،إذا اقتضت الوضعية الصحية
ذلك وبعد موافقة السلطات المختصة ،إقرار حجر منزلي جزئي أو كلي يستهدف مكانا أو بلدية أو حيا
أو أكثر تشهد بؤر للعدوى" ،3نجد هنا أن االختصاص بفرض إجراء الحجر المنزلي تم توسيعه ليشمل
الوالة إلى جانب الوزير األول ،وذلك حسب تطور الوضعية الوبائية الخاصة بكل والية ،غير أنه يالحظ
بأن النص التنظيمي المذكور أعاله جاء بصيغة االلزام ،بمعنى أنه لم يمنح السلطة التقديرية للوالة في
فرض الحجر الصحي ،وهو ما تم تداركه الحًقا في المرسوم التنفيذي رقم .4182-20
وتنفي ًذا لذلك ،صدرت العديد من الق اررات الوالئية المتعلقة بفرض الحجر الجزئي على بلديات
معينة ،ولمدة محددة .وقد ترتب على هذه الق اررات الوالئية توقيف حركة التنقل والمرور ،وكذا حركة النقل
الجماعي والحضري والنقل الخاص خالل فترة الحجر المنزلي.1
إن اإلجراء الجديد الذي كرسه المرسوم التنفيذي رقم 182-20تمثل في منع حركة التنقل بين
الواليات المشمولة بإجراء الحجر المنزلي وهذا بموجب المادة 3فقرة 01من المرسوم التنفيذي رقم -20
،182حيث جاء فيها " :تمنع لمدة ثمانية ( )8أيام ،حركة المرور ،بما فيها السيارات الخاصة ،من
وإلى الواليات المذكورة في المادة 2أعاله .غير أنه يمكن للوالة ،إذا اقتضت الضرورة ذلك أو
للوضعيات االستثنائية ،منح تراخيص للمرور" ،2كما تم تعليق نشاط النقل الحضري لألشخاص ،بنوعيه
العمومي والخاص ،خالل أيام العطلة األسبوعية في الواليات التي حددتها المادة 2من هذا المرسوم
التنفيذي.3
تميز تسيير السلطات العمومية لمرحلة انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد )19-بالنسبة لوتيرة
تطبيق إجراء الحجر الجزئي المنزلي بالتشدد تارة والتخفيف تارة أخرى ،وذلك حسب درجة تصاعد الحالة
الوبائية المسجلة من طرف السلطات العمومية الصحية ،لهذا نجد أن تحسن الحالة الوبائية على الصعيد
الوطني وتراجع عدد اإلصابات بهذا الفيروس جعل السلطات العمومية تقرر الرفع الكلي إلجراء الحجر
المنزلي شهر أكتوبر ،2021وذلك بعد قرابة السنة ونصف من تطبيق هذا اإلجراء ،إذ تنص في هذا
اإلطار المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 398-21على ":يرفع إجراء الحجر الجزئي المنزلي عبر
كامل التراب الوطني".4
الفقرة الثانية -اإلشكال القانوني المرتبط بتطبيق حالة الطوارئ الصحية :نص المؤسس الدستوري على
مختلف التطبيقات العملية التي تندرج ضمن نطاق الظروف االستثنائية تحت عنوان " الحاالت
-1طبق هذا اإلجراء في عديد الواليات مثل :المسلية ،بسكرة ،الوادي ،تيبازة ،الجلفة ،الطارف ،تمنراست ،أدرار ،ورقلة ،مستغانم ،تبسة
وتيزي وزو ،أنظر الملحق رقم ،01 :ص .621
-2أنظر المادة 3فقرة 01من المرسوم التنفيذي رقم ،182-20مرجع سابق .تم الحًقا إلغاء إجراء منع حركة المرور من وإلى
الواليات المعنية بالحجر الجزئي ،وذلك ما نصت عليه المادة 19من المرسوم التنفيذي رقم ،225-20مؤرخ في 8غشت ،2020
يتضمن تخفيف نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد )19-ومكافحته ،ج ر العدد ،46صادرة في 9غشت .2020
-3أنظر المادة 4من المرسوم التنفيذي رقم ،182-20مرجع سابق.
-4المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،398-21مؤرخ في 18أكتوبر ،2021يتضمن تخفيف تدابير نظام الوقاية من انتشار وباء
فيروس كورونا (كوفيد )19-ومكافحته ،ج ر العدد ،80صادرة في 20أكتوبر .2021
- 63 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
االستثنائية" ،وهي :حالتي الطوارئ والحصار (المادة ،)97الحالة االستثنائية (المادة ،)98حالة التعبئة
العامة (المادة ،)99وأخي ًار حالة الحرب (المادة .)100
سبق للجزائر أن عرفت تطبيق حالة الحصار بعد زلزال األصنام ،1وبعدها في صائفة 1991
أثناء األحداث السياسية التي أعقبت نتائج االنتخابات التشريعية ،2أما حالة الطوارئ فتم اإلعالن عنها بعد
توقيف المسار السياسي مطلع سنة ،31992أما الحالة االستثنائية فقد تم اإلعالن عنها بموجب خطاب
رئيس الجمهورية إلى أعضاء المجلس الوطني بتاريخ 3أكتوبر ،1963حول وضع حيز التنفيذ المادة 59
من الدستور ،والمتعلقة بالسطات االستثنائية لرئيس الجمهورية.4
بناء على المواد الدستورية المذكورة أعاله ،نجد أن نظام حالة الطوارئ الصحية غير مكرس ،هذه
ً
األخيرة ترتبط بالخطر الذي يهدد الصحة العمومية ،بينما نجد أن حالة الطوارئ المنصوص عليها في
المادة 97من الدستور ترتبط بالخطورة التي تهدد نظام الحكم والسير العادي للمؤسسات الدستورية.
فالمعنى الوارد في صلب هذه المادة ينصرف إلى حالة تعرض األمن العام في الدولة أو في جزء منها
للخطر بسبب حدوث اضطرابات داخلية ،وهذا ما يفهم من التطبيق العملي لحالة الطوارئ المعلنة بموجب
المرسوم الرئاسي رقم 44-92المذكور سابًقا.
كما نجد أن المشرع العادي هو اآلخر لم ينظم حالة الطوارئ الصحية ،فالقانون رقم 11-18
المتعلق بالصحة ال ينص على هذه الحالة ،إذ اقتصر على النص في القسم الثاني من الفصل الثاني
الموسوم ب ":الوقاية من األمراض ذات االنتشار الدولي ومكافحتها" على التدابير المتعلقة بالوقاية على
مستوى نقاط المراقبة الصحية في المنافذ الحدودية ،5كما لم ينص المشرع من خالل القانون رقم 20-04
المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة على حالة الطوارئ
-1مرسوم رقم ،251-80مؤرخ في 13أكتوبر ،1982يتضمن اإلعالن عن المناطق المنكوبة ،ج ر العدد ،42صادرة في 14
أكتوبر .1980
-2مرسوم رئاسي رقم ،196-91مؤرخ في 4يونيو ،1991مرجع سابق.
-3مرسوم رئاسي رقم ،44-92مؤرخ في 9فبراير ،1992مرجع سابق.
-4ناصر لباد ،مرجع سابق ،ص .52
-5قانون رقم ،11-18مرجع سابق.
- 64 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الصحية ،واكتفى باإلشارة في المادة 55إلى مخططات النجدة في مرحلة االستعجال أو المرحلة "الحمراء"
ضمن المنظومة الوطنية لتسيير الكوارث.1
بتحليل المرسوم التنفيذي رقم 69-20المذكور سابًقا ،ومجموع المراسيم التنفيذية الملحقة به ،نجد
أنها تمس بصفة جسيمة بمجموعة كبيرة من الحقوق والحريات العامة المضمونة بموجب الدستور
والنصوص الدولية ،كحرية ممارسة الشعائر الدينية ،الحق في احترام الحياة الخاصة ،حرية الصناعة
والتجارة ،الحق في العمل ،الحق في الزواج .لكن تبقى حرية التنقل أكثر حرية تم المساس بها بصفة
واضحة من خالل هذه المراسيم ،حيث وصل األمر إلى درجة التقييد الكلي لها من خالل فرض إجراء
حضر التجول أو كما سماه المرسوم التنفيذي الحجر المنزلي الكلي أو الجزئي.
هذه الحقوق والحريات األساسية تم المساس بها بموجب لوائح ضبط ،رغم أن تنظيم الحقوق
والحريات العامة هو اختصاص أصيل للسلطة التشريعية ،حسب ما تنص عليه المادة 139من الدستور
التي جاء فيها " :يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور ،وكذلك في المجاالت اآلتية:
األشخاص وواجباتهم األساسية ،ال سيما نظام الحريات العمومية ،وحماية الحريات -)1حقو
الفردية ،"...وهذا ما دفع بالعديد من الدول إلى تنظيم الحالة الوبائية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا
(كوفيد )19-عن طريق نصوص تشريعية خاصة بحالة الطوارئ الصحية.
كان من األحسن وضع تشريع يضبط حالة الطوارئ الصحية ،حيث يتم االستناد عليه كأساس
قانوني إلعالن حالة الطوارئ الصحية ،وكذا مختلف لوائح الضبط اإلداري التي تصدر في إطار حالة
الطوارئ الصحية .هذا الحل تم تطبيقه في المغرب ،حيث سن المشرع قانون يضبط حالة الطوارئ
الصحية ،وذلك من خالل المرسوم بقانون رقم 2.20.292المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ
وبناء عليه تم اإلعالن عن حالة الطوارئ الصحية بموجب المرسوم
ً الصحية وإجراءات اإلعالن عنها،2
رقم .32.20.293
-1قانون رقم ،20-04مؤرخ في 25ديسمبر ،2004يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية
المستدامة ،ج ر العدد ،84صادرة في 29ديسمبر .2004
-2مرسوم بقانون رقم ،2.20.292مؤرخ في 23مارس ،2020يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات
اإلعالن عنها ،ج ر العدد 6867مكرر ،صادرة في 24مارس ،2020متمم بالمرسوم بقانون رقم ،2.20.503مؤرخ في 7
أغسطس ،2020ج ر العدد ( 6906مكرر ،)8صادرة في 8أغسطس .2020
-3مرسوم رقم ،2.20.293مؤرخ في 24مارس ،2020يتعلق بإعالن حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة
تفشي فيروس كورونا كوفيد ،19-ج ر العدد 6867مكر ،صادرة في 24مارس .2020
- 65 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
انتهج المشرع الفرنسي الطريقة نفسها ،وذلك من خالل تعديل وتتميم قانون الصحة بموجب
القانون رقم 290-2020المتعلق بحالة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد ،)19-حيث تم إضافة
الفصل األول مكرر لقانون الصحة العمومية والموسوم ب " :حالة الطوارئ الصحية" " Etat d'urgence
،"sanitaireومن خالله رخص المشرع للحكومة بإعالن حالة الطوارئ الصحية على كامل أو جزء من
التراب الوطني ،بموجب مرسوم صادر في مجلس الوزراء ،وذلك حسب ما تنص عليه المادتين L.3131-
12و L.3131-13من القانون المذكور أعاله.1
وبناء عليه ،صدر المرسوم رقم ،293-2020الذي يوضح اإلجراءات العامة لمواجهة وباءً
كورونا (كوفيد )19-في إطار حالة الطوارئ الصحية ،2رغم أنه من الناحية الزمنية نجد بأن السلطة
التنفيذية تدخلت في هذا المجال عن طريق لوائح ضبط حتى قبل صدور القانون المتعلق بحالة الطوارئ
لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد ،)19-حيث أصدر الوزير األول المرسوم رقم 206-2020المتعلق
بتنظيم التنقل في إطار مكافحة انتشار فيروس كوفيد ،319-كما صدر قرار عن وزير التضامن والصحة
يتضمن التدابير المختلفة المتعلقة بمكافحة انتشار فيروس كورونا (كوفيد.4)19-
كما نجد أن الحل القانوني الذي كان من الممكن على السلطات العمومية تطبيقه هو إعالن حالة
الطوارئ كما هي محددة في نص المادة 97من الدستور ،وذلك على أساس تكييف وضعية تفشي
فيروس كورونا (كوفيد )19-على أنها تدخل ضمن حالة الضرورة الملحة الواردة في نص هذه المادة،
1
- Loi n° 2020-290, du 23 mars 2020, d'urgence pour faire face à l'épidémie de covid-19, JORF n° 0072, du 24
mars 2020.
2
- Décret n° 2020-293, du 23 mars 2020, prescrivant les mesures générales nécessaires pour faire face à
l'épidémie de covid-19 dans le cadre de l'état d'urgence sanitaire, JORF n° 0072, du 24 mars 2020.
3
- Décret n° 2020-260, du 16 mars 2020, portant réglementation des déplacements dans le cadre de la lutte
contre la propagation du virus covid-19, JORF n° 0069, du 20 mars 2020.
4
- Arrêté du 14 mars 2020, portant diverses mesures relatives à la lutte contre la propagation du virus Covid-19,
JORF n° 0064, du 15 mars 2020.
- 66 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
هذا االلتزام يفرض على الدولة اتخاذ جميع التدابير واإلجراءات االستثنائية التي تقيد من ممارسة األفراد
لحقوقهم وحرياتهم المضمونة بموجب الدستور ،وذلك من أجل حماية الصحة العمومية ،كما أن شروط
تطبيق نظرية الظروف االستثنائية اجتمعت مع ظهور وانتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد ،)19-حيث
تحقق شرط الظرف االستثنائي المتمثل في الخطر المحدق بالصحة العمومية للمواطنين ،مما تطلب اتخاذ
تدابير متناسبة مع هذا الظرف من خالل اجراء الحجر الصحي الشامل وتقييد حرية التنقل ،ولهذا يمكن
القول بأن التكييف القانوني لمجمل النصوص التنظيمية واإلدارية التي طبقت منذ بداية انتشار فيروس
كورونا (كوفيد )19-تندرج ضمن حالة الطوارئ المنصوص عليها في الدستور.1
هذا الحل القانوني طبق في مصر ،حيث صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 768لسنة
،2020يتضمن اإلجراءات المتخذة لحماية المواطنين من تداعيات فيروس كورونا باالستناد على قرار
رئيس الجمهورية رقم 20لسنة ،2020بمد حالة الطوارئ المعلنة بقرار رئيس الجمهورية رقم 555لسنة
2019في جميع أنحاء البالد.2
-1بختة لعطب ،حمزة شواي " ،تداعيات أثار فيروس كورونا على حرية تنقل األفراد –دراسة في قوانين الحظر في الجزائر
والمغرب ،"-المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ،المجلد ،05العدد ( 03خاص) ،2020 ،ص ص .84-83
-2قرار رئيس مجلس الوزراء رقم ،768بشأن خطة الدولة الشاملة لحماية المواطنين من أية تداعيات محتملة لفيروس كورونا
المستجد ،ج ر العدد 12مكرر (ب) ،صادرة في 24مارس .2020
- 67 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1مها علي إحسان محمد العزاوي ،الحق في حرية التنقل ،دراسة مقارنة في الدساتير العربية ،ط األولى ،دار الفكر والقانون للنشر
والتوزيع ،المنصورة ،2011 ،ص .69
-2هاني سمير عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص .324
-3سارة فاضل عباس المعمار ،حرية السفر في العراق ،دراسة مقارنة ،كلية الحقوق ،جامعة النهرين ،رسالة لنيل شهادة الماجستير في
القانون العام ،2012 ،ص .122
- 68 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الفرع األول :تنوع المصادر الخارجية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل
تعتبر حقوق اإلنسان وحرياته األساسية من أكثر المجاالت التي تستقطب االهتمام الدولي في
نطاق العالقات الدولية بين الدول ،فهي من أكثر الموضوعات المطروحة في الوقت الحالي ،فمن الناحية
الفلسفية نجد أن احترام حقوق اإلنسان يعتبر من قبيل تحقيق فكرة العدل ،ومن الناحية القانونية يضفي
الشرعية على عمل السلطات العمومية في الدولة ،وأما من الناحية السياسية فإن االعتراف بحقوق اإلنسان
وكفالة احترامها يمثل ضمانة أكيدة للوصول إلى نظام سياسي قائم على الشرعية الشعبية.1
نصت االتفاقيات الدولية بشكل عام والمتعلقة بحقوق اإلنسان بشكل خاص على ضمان ممارسة
حرية التنقل ،حيث تم تكريس هذه الحرية من خالل حق اإلنسان في اختيار مكان اإلقامة داخل إقليم
أيضا حق التنقل داخل الدولة والتنقل والسفر إلى خارج اإلقليم الوطني ،وقد شددت مختلف
الدولة ،و ً
االتفاقيات واإلعالنات الدولية على عدم وضع أي قيود على هذه الحرية غير تلك التي تكون ضرورية
لحماية النظام العام وحقوق وحريات اآلخرين.2
في إطار هذه النصوص الدولية ،يمكن التمييز بين االتفاقيات الدولية السارية في مواجهة الجميع،
أخير االتفاقيات متعددة األطراف
واالتفاقيات الثنائية المبرمة بين دولتين من أجل تنظيم مجال معين ،و ًا
المعتمدة تحت رعاية منظمة دولية معينة.3
وعليه ،تتنوع المصادر الدولية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل بين مصادر ذات طابع
عالمي غير محدود (أوال) ،مصادر عالمية ذات طابع محدود (ثانيا) ،مصادر ذات طابع إقليمي (ثالثا)،
أخير مصادر ذات طابع ثنائي (رابعا).
و ًا
أوال -حرية التنقل على مستوى المواثيق ذات الطابع العالمي غير المحدود :تأخذ هذه المصادر ً
بعدا
عالميا ،وذلك من حيث أن آثارها ال تتعلق بدولة معينة أو حيز جغرافي معين ،وإنما تمتد لتشمل كل دول
ً
العالم ،وتخاطب جميع الشعوب ،وتتجسد بشكل أساسي في وثيقة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان (،)1
والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (.)2
-1طارق محمد قاسم النسور ،أثر الحماية الدولية لحقوق اإلنسان على سيادة الدولة ،مذكرة مقدمة استكماالً لمتطلبات الحصول على
درجة الماجستير في القانون العام ،كلية القانون ،جامعة عمان العربية ،2012 ،ص .13
اإلنسان في حرية الحركة والتنقل في الشريعة اإلسالمية والدستور والقانون -2محمد عبد الرحمن قرشي دفع هللا " ،حقو
واالتفاقيات الدولية" ،مجلة العدل ،و ازرة العدل ،السنة ،14العدد ،2012 ،35ص .146
3
-Danièle LOCHAK, « Droits et libertés des étrangers : Principes généraux », JurisClasseur Droit
international, Fasc. 524-50, date du fascicule : 5 Juillet 2011, date de la dernière mise à jour : 5 Juillet 2011, p 3.
- 69 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1اإلعالن العالمي لحقو اإلنسان :يتكون اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان من ديباجة وثالثين ()30
مادة ،تناولت جميع الحقوق والحريات اللصيقة باإلنسان منذ والدته وحتى وفاته ،وهو يمثل قمة الجهود
الدولية في مجال حقوق اإلنسان ،بحيث يعتبر كدستور عالمي في هذا المجال ،استلهمت منه الدول
الكثير من مبادئ حقوق اإلنسان وحرياته وصاغتها في دساتيرها الوطنية .1وافقت الجزائر على اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان بموجب المادة 11من دستور .21963
تنص المادة 13من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على )1( " :لكل فرد الحق في حرية التنقل
وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة.
( )2لكل فرد الحق في مغادرة أي بلد ،بما في ذلك بلده ،وفي العودة إلى بلده".3
من خالل نص المادة المذكورة أعاله ،يتبين أن ممارسة حرية التنقل تكون بشكل شامل لكل
شخص ،حيث يمكن التنقل سواء بالخروج من الدولة أو العودة إليها ،مع مراعاة القيود التي تنص عليها
المادة 29من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،حيث تسمح هذه األخيرة بفرض جملة من القيود على
الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا اإلعالن ،بشرط أن تنص القوانين الداخلية على هذه القيود،
وتكون مبررة بحماية األمن العام للدولة ،وضمان ممارسة األفراد لحقوقهم وحرياتهم.4
كرس اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان حرية التنقل ورفعها إلى درجة الحريات األساسية التي ال
تقبل التقييد الذي يمس بجوهرها إال بالقدر الالزم والضروري للمحافظة على النظام العام والمصلحة
العامة ،ومما ال شك فيه أن النص على حرية التنقل في هذا اإلعالن يعتبر خطوة كبيرة على مستوى
النصوص القانونية ،حيث لم تعد حقوق اإلنسان مسألة داخلية ،بل أصبح لها بعد عالمي مكرس بموجب
اإلعالن الصادر عن األمم المتحدة.1
لكن من جهة أخرى ،يتضح أن المادة 13المذكورة أعاله لم تنص على حق الدخول والتنقل إلى
دولة أخرى ،وذلك راجع لتغليب مبدأ احترام سيادة الدولة على إقليمها ،2فمن المسلم به أن الدولة حسب
استنادا لهذه السلطة فلها الحرية في تنظيم
األعراف الدولية المتفق عليها تملك سلطة مطلقة على إقليمها ،و ً
تهديدا
ً كيفية دخول األجانب إلى إقليمها ،3األمر الذي يمكنها من منع دخول األشخاص الذين يشكلون
ألمنها وسالمتها.4
إن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ليس سوى توصية صادرة عن الجمعية العامة لألمم المتحدة،
عالميا ،وال يمكن لنصوص هذا اإلعالن
ً وعليه فهو ال يعتبر قاعدة من قواعد القانون الدولي المعترف بها
أن تكون ملزم ًة للدول إال إذا جاءت في شكل معاهدة تبرم فيما بين الدول ،ولهذا يظهر اإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان وكأنه نوع من التفسير الرسمي _دون أية قيمة إلزامية_ لمبدأ احترام حقوق اإلنسان .رغم
مصدر للعديد من القواعد القانونية،5
ًا أن هذا اإلعالن له قوة معنوية وليست قانونية ،لكنه أصبح رغم ذلك
أساسيا لمختلف الجهود الوطنية والدولية الرامية لتعزيز وحماية حقوق
ً صدر
فمنذ صدوره وهو يشكل م ًا
اإلنسان وحرياته األساسية ،ويحدد االتجاه لجميع النصوص الالحقة في ميدان حقوق اإلنسان.6
المدنية والسياسية :بعد إصدار اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في 10 -2العهد الدولي للحقو
ديسمبر ،1948اتجهت الدول إلى التفكير في تحويل الحقوق والحريات الواردة فيه إلى واجبات تلزم
الدول األعضاء ،وتعمل على ضمان ممارسة تلك الحقوق لمواطنيها ،1فصدر العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية في 16ديسمبر .21966
تنص المادة 12من هذا العهد على -1 " :لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما
حق حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته.
-2لكل فرد حرية مغادرة أي بلد ،بما في ذلك بلده.
غير تلك التي ينص عليها القانون ،وتكون المذكورة أعاله بأية حقو -3ال يجوز تقييد الحقو
ضرورية لحماية األمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو اآلداب العامة أو حقو اآلخرين
وحرياتهم ،وتكون متماشية مع الحقو األخرى المعترف بها في هذا العهد.
-4ال يجوز حرمان أحد ،تعس ًفا ،من حق الدخول إلى بلده".3
بالبحث عن فعالية العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية كمصدر ذو طابع عالمي في
حماية حرية التنقل ،نجد أن المادة الثانية منه فرضت على الدول األطراف في العهد احترام الحقوق
والحريات المعترف بها فيه ،وبكفالة هذه الحقوق لجميع األف ارد المتواجدين على إقليمها دون تمييز ،كما
فرضت المادة نفسها على الدول األطراف تكييف قوانينها حتى تتوافق مع الحقوق المعترف بها في هذا
العهد في حالة كانت القوانين الداخلية للدول ال تنص على كفالة هذه الحقوق والحريات.
أجاز العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للدول أن تتحلل من القيود التي يفرضها
عليها العهد ،وذلك حسب نوعية الظروف ومقدار التدابير الواجب اتخادها لمواجهة األوضاع االستثنائية،
وهو ما ينتج عنه فرض قيود على عدد من الحقوق والحريات ،للفترة الزمنية الالزمة لحماية كيان الدولة،4
لكن رغم هذا االستثناء ،يرجع العهد الدولي ويعترف ضمن نص المادة 4فقرة 02بأن النص المتعلق
بالظروف االستثنائية ال ينطبق على مجموعة من الحقوق والحريات المحددة على سبيل الحصر ،والتي
ليس من ضمنها حرية التنقل ،بمعنى أن هذه األخيرة تقبل التقييد في إطار تطبيق حاالت الظروف
االستثنائية.
تؤكد المادة 12المذكورة أعاله ،على حق األفراد في حرية التنقل سواء كانوا من مواطني الدولة
أو األجانب الموجودين على إقليمها بشرط أن تكون إقامتهم قانونية ،وذلك حسب ما تنص عليه الدولة من
شروط وإجراءات (جواز سفر ،تأشيرة دخول ،وثيقة إقامة ،)...فال يوجد فرق بين المواطن واألجنبي ،كما
تضمن هذه المادة حرية الخروج من الدولة بما في ذلك الدولة التي يقيم بها الفرد ،1وال يجوز حرمان
نظر لكون
الشخص بشكل تعسفي من حق الدخول إلى دولته ،مع ضرورة توافر بعض الشروط التنظيمية ًا
الوضعية القانونية للشخص المعني ستتغير بانتقاله من وضع تطبق فيه قوانين الدولة التي يحمل جنسيتها
إلى وضع آخر خاص بدولة أخرى.2
تفصيال من اإلعالن العالمي لحقوق
ً يعتبر العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أكثر
اإلنسان في تنظيم أحكام حرية التنقل ،حيث أجاز وضع القيود على هذه الحرية ،وذلك بهدف حماية
األمن العام أو الصحة العامة أو حقوق وحريات اآلخرين المنصوص عليها في العهد ،وترك الحرية لكل
دولة لتحديد هذه القيود ضمن قوانينها الداخلية.3
ثانيا -حرية التنقل على مستوى المواثيق العالمية ذات الطابع المحدود :إضافة للمواثيق واإلعالنات
العالمية ذات الطابع العام ،أصدرت منظمة األمم المتحدة مواثيق قانونية ذات طابع محدود ،تخاطب فئات
محددة من األفراد تجمعهم صفات مشتركة ،هذه النصوص أعادت التأكيد على حرية التنقل بالنسبة لجميع
فئات المجتمع بغض النظر عن االختالفات العرقية أو الجنسية أو الدينية أو غيرها من الفوارق
واالختالفات ،وذلك على النحو اآلتي:
-1رشيدة عتيق ،حدود اإلتحاد األوربي في حرية تنقل األشخاص في ظل اتفاقيات تشنقن ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق،
فرع القانون الدولي والعالقات الدولية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1السنة الجامعية ،2014-2013ص .24
-2أحمد سليم سعيفان ،الحريات العامة وحقوق اإلنسان دراسة تاريخية وفلسفية وسياسية وقانونية مقارنة ،ج الثاني ،النظام القانوني
للحريات العامة في القانون المقارن ،ط األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2010 ،ص ص .117-116
-3هاني سامي الطعيمات ،حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان ،2003 ،ص .148
- 73 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري :اعتمدت هذه االتفاقية وتم التصديق
عليها في األول من ديسمبر ،1965ودخلت حيز التنفيذ في 4جانفي .11969
اعترفت هذه االتفاقية بحرية التنقل ،حيث تنص المادة 5منها على... " :تتعهد الدول األطراف
بحضر التمييز العنصري والقضاء عليه بكافة أشكاله ،وبضمان حق كل إنسان ،دون تمييز بسبب
أو اللون أو األصل القومي أو اإلثني ،في المساواة أمام القانون ،ال سيما بصدد التمتع العر
بالحقو التالية...:
د-الحقو المدنية األخرى ،وال سيما-1 :الحق في حرية الحركة واإلقامة داخل حدود الدولة.
-2الحق في مغادرة أي بلد ،بما في ذلك بلده ،وفي العودة إلى بلده.2"...
-2االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها :تم التصديق على هذه االتفاقية في
30نوفمبر ،1973بهدف وضع التدابير الالزمة على المستويين الدولي والقومي ،بغية قمع جريمة
الفصل العنصري ومعاقبة مرتكبيها.3
بالنسبة لحرية التنقل نصت المادة 2من االتفاقية المذكورة أعاله على... " :ج-اتخاذ أية تدابير،
تشريعية وغير تشريعية ،يقصد بها ...وخاصة حرمان أعضاء فئة أو فئات عنصرية من حريات
-1االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ،اعتمدت وفتح باب التوقيع والتصديق عليها بقرار الجمعية العامة
لألمم المتحدة رقم 2106ألف (د ،)21-مؤرخ في األول ديسمبر ،1965دخلت حيز النفاذ في 4جانفي ،1969منشورة على موقع
منظمة األمم المتحدة ،تاريخ وزمن التصفح 28 :جانفي ،2021الساعة .22:00
http://www.un.org/ar/events/torturevictimsday/assets/pdf/325_PDF1.pdf
صادقت الجزائر على هذه االتفاقية حسب جدول االتفاقيات المصادق عليها من طرف الجزائر المنشور على الموقع الرسمي لو ازرة
الشؤون الخارجية ،وذلك في 15ديسمبر ،1966وأشار الجدول إلى مرجع الجريدة الرسمية المنشور فيها هذا التصديق ،وهي الجريدة
الرسمية عدد ،110صادرة في 30ديسمبر ،1966لكن بالرجوع إلى هذا العدد من الجريدة الرسمية ال نجد أي إشارة للمرسوم الذي
يصادق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري! أنظر الموقع الرسمي لو ازرة الشؤون الخارجية ،تاريخ وزمن التصفح:
28جانفي ،2021الساعة.22:00 :
http://www.mae.gov.dz/Les-instruments-ratifies-par-lAlgerie.aspx
-2المادة 5من االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ،مرجع سابق.
-3االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها ،اعتمدت وعرضت للتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة
لألمم المتحدة رقم ( 3068د ،)28-مؤرخ في 30نوفمبر ،1973دخلت حيز النفاذ في 18جويلية ،1976منشورة على موقع مكتبة
الحقوق ،جامعة منيسوتا ،تاريخ وزمن التصفح 28 :جانفي ،2021الساعة.22:00 :
http://hrlibrary.umn.edu/arab/b011.html
صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم رقم ،01-82مؤرخ في 2جانفي ،1982يتضمن المصادقة على االتفاقية الدولية لقمع
جريمة الفصل العنصري ومعاقبة مرتكبيها ،ج ر العدد األول ،صادرة في 5جانفي .1982
- 74 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
اإلنسان وحقوقه األساسية ،بما في ذلك ...الحق في مغادرة الوطن والعودة إليه ،والحق في حمل
الجنسية ،والحق في حرية التنقل واإلقامة.1"...
-3االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة :تم التصديق على اتفاقية القضاء
على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في 18ديسمبر ،1979بهدف التجسيد الفعلي للمساواة بين الرجل
والمرأة في الحقوق والحريات.2
كغيرها من الصكوك الدولية المعنية بحقوق وحريات اإلنسان ،أكدت هذه االتفاقية على الطابع
العام وغير االنتقائي لحرية التنقل ،فهذه األخيرة ال تقتصر ممارستها على نوع أو جنس محدد ،لهذا فالمرأة
تماما ،وهذا ما تنص عليه المادة 15فقرة 04من هذه
تمارس حريتها في التنقل كما يفعل الرجل ً
االتفاقية ،والتي جاء فيها " :تمنح الدول األطراف الرجل والمرأة نفس الحقو فيما يتعلق بالتشريع
المتصل بحركة األشخاص وحرية اختيار محل سكناهم وإقامتهم".3
جميع المهاجرين وأفراد أسرهم :تم اعتماد هذه االتفاقية في 18 -4االتفاقية الدولية لحماية حقو
ديسمبر ، 1990بهدف حماية العمال وأفراد أسرهم في دولة المهجر ،وهذا نتيجة للصعوبات التي
تعترضهم نتيجة البعد عن دولة المنشأ.4
-1المادة 2من االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها ،مرجع سابق.
-2اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ،اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة
لألمم المتحدة رقم ،34/180مؤرخ في 18ديسمبر ،1979دخلت حيز النفاذ في 3ديسمبر ،1981منشورة على موقع مفوضية
األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان ،تاريخ وزمن التصفح 28 :جانفي ،2021الساعة .22:00
https://www.ohchr.org/ar/professionalinterest/pages/cedaw.aspx
صادقت الجزائر على هذه االتفاقية بتحفظ ،وذلك بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،51-96مؤرخ في 22جانفي ،1996يتضمن
انضمام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مع التحفظ ،إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لسنة ،1979
ج ر العدد ،06صادرة في 24جانفي .1996
-3المادة 15فقرة 04من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ،مرجع سابق.
-4االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ،اعتمدت بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ،158/45
مؤرخ في 18ديسمبر ،1990منشورة على موقع مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان ،تاريخ وزمن التصفح 28 :جانفي
،2021الساعة.22:00 :
https://www.ohchr.org/AR/ProfessionalInterest/Pages/CMW.aspx
صادقت الجزائر على هذه االتفاقية بتحفظ ،بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،441-04مؤرخ في 29ديسمبر ،2004يتضمن التصديق
بتحفظ على االتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ،المعتمدة من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم
المتحدة يوم 18ديسمبر ،1990ج ر العدد ،02صادرة في 5جانفي .2005
- 75 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
من حيث فعالية هذه االتفاقية في حماية حرية تنقل المهاجرين وكذا أفراد أسرهم ،تنص المادة 39
فقرة 01منها على " :يكون للعمال المهاجرين وأفراد أسرهم الحق في حرية االنتقال في إقليم دولة
العمل وحرية اختيار محل إقامتهم بها" ،هذه الحقوق ال تخضع ألية قيود باستثناء القيود التي ينص عليها
القانون بهدف حماية األمن العام أو الصحة العامة أو اآلداب العام أو حقوق الغير وحرياتهم المعترف بها
في هذه االتفاقية.1
كما نصت االتفاقية على ضرورة تعاون الدول األطراف في محاربة عمليات التنقل واالستخدام
غير القانوني والسري للعمال المهاجرين الذين هم في وضع غير قانوني ،وهذا عن طريق اتخاد تدابير
الكشف عن التنقالت غير القانونية للعمال المهاجرين وأفراد أسرهم.2
-5االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين :تم اعتماد هذه االتفاقية في 28جويلية ،1951نتيجة الرغبة في
-1أنظر المادة 39فقرة 02من االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ،مرجع سابق.
-2أنظر المادة 68من االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ،مرجع سابق.
-3االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين ،اعتمدها يوم 28جويلية 1951مؤتمر األمم المتحدة للمفوضين بشأن الالجئين وعديمي
الجنسية ،الذي دعت إليه الجمعية العامة لألمم المتحدة إلى االنعقاد بمقتضى قرارها رقم ( 429د ،)5-مؤرخ في 14ديسمبر ،1950
دخلت حيز النفاذ في 22أفريل ،1954منشورة على موقع مكتبة حقوق اإلنسان ،جامعة منيسوتا ،تاريخ وزمن التصفح 28 :جانفي
،2021الساعة .22:00
http://hrlibrary.umn.edu/arab/b082.html
صادقت الجزائر على هذه االتفاقية بموجب المرسوم رقم ،274-63مؤرخ في 25يوليو ،1963يضبط كيفيات تطبيق معاهدة جنيف
28جويلية ،1951المتعلقة بوضع الالجئين ،ج ر العدد ،52صادرة في 30يوليو ( .1963متوفرة فقط في النسخة الفرنسية من
الجريدة الرسمية).
-4المادة 26من االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين ،مرجع سابق.
- 76 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
كما كرست االتفاقية ضمانة مهمة لحماية حرية تنقل الالجئين ،وذلك من خالل منح االختصاص
للدول األطراف في إصدار وثائق السفر الالزمة لالجئين من أجل تمكينهم من التنقل والسفر بصورة
نظامية داخل وخارج إقليمها ،ما لم تتطلب الظروف خالف ذلك ألسباب متعلقة بالنظام العام.1
األشخاص ذوي اإلعاقة :اعتمدت هذه االتفاقية من طرف الجمعية العامة لألمم -6اتفاقية حقو
المتحدة في 13ديسمبر ،2006وتهدف إلى دعم تمتع األشخاص ذوي اإلعاقة بحقوقهم وحرياتهم
األساسية.2
اضحا العناية الكبيرة التي توليها االتفاقية لتعزيز حرية تنقل األشخاص ذوي اإلعاقة ،على
يبدو و ً
أساس أن النقص الفيسيولوجي لدى هؤالء واختالل وظائفهم الجسمانية يتطلب تدعيم التدابير الالزمة
لضمان ممارسة هذه الحرية ،وفي هذا اإلطار تنص المادة 18من االتفاقية المذكورة أعاله على-1 ":تقر
الدول األطراف بحق األشخاص ذوي اإلعاقة في التمتع بحرية التنقل ،وحرية اختيار مكان
إقامتهم...بما في ذلك ضمان تمتع األشخاص ذوي اإلعاقة بما يلي...:
(ج) -الحق في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلدهم
(د) -عدم حرمانهم تعس ًفا أو على أساس اإلعاقة من حق دخول بلدهم".3
-7اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة:
اعتمدت هذه االتفاقية من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة في 10ديسمبر ،1984وتهدف إلى زيادة
فعالية النضال ضد التعذيب وغيره من أنواع المعاملة أو العقوبة القاسية في جميع دول العالم.4
لم تنص هذه االتفاقية على حماية حرية التنقل بشكل مباشر ،لكنها جاءت بضمانات تحمي
األفراد من إجراءات الطرد والتسليم واإلعادة إلى البلدان األصلية ،حيث تنص في هذا اإلطار المادة 3
فقرة 01من هذه االتفاقية على -1 ":ال يجوز ألية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو أن تعيده أو أن
تسلمه إلى دولة أخرى ،إذا توافرت لديها أسباب حقيقة تدعو إلى االعتقاد بأنه سيكون في خطر
التعرض للتعذيب.1 "...
-8اإلعالن المتعلق بحقو اإلنسان لألفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشون فيه :اعتمد
هذا اإلعالن من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة في 13ديسمبر ،1985من أجل تأمين حماية
حقوق اإلنسان والحريات األساسية المنصوص عليها في الصكوك الدولية بالنسبة لألفراد الذين ليسوا من
مواطني البلد الذي يعيشون فيه.2
نصت المادة 5من هذا اإلعالن على ضمان ممارسة حرية التنقل بالنسبة لهذه الفئة ،حيث جاء
فيها -3... " :رهنا بمراعاة األحكام المشار إليها في الفقرة ،2يتمتع األجانب المقيمون بصورة قانونية
في إقليم دولة ما ،بالحق في حرية التنقل وحرية اختيار محل إقامتهم داخل حدود الدولة".
-9اللوائح الصحية الدولية لسنة :2005من بين المسؤوليات األساسية لمنظمة الصحة العالمية إدارة
النظام العالمي لمكافحة انتشار األمراض على الصعيد الدولي ،حيث منحت المادتين ( 21أ) و 22من
دستور المنظمة االختصاص لجمعية الصحة العالمية في إقرار األنظمة الالزمة لمنع انتشار األمراض
على الصعيد الدولي.
ونظر لزيادة حركة التنقل والسفر على الصعيد الدولي ،وازدهار التجارة الدولية ،زيادة على ظهور
ًا
تهديدات مرضية ومخاطر صحية على الصعيد الدولي ،فقد دعت جمعية الصحة العالمية في سنة 1995
تنقيحا جوهرًيا ،وبعد التشاور بين الدول األعضاء،
ً إلى تنقيح اللوائح الصحية الدولية المعتمدة سنة 1968
وبناء على ظهور فيروس سارس ( المتالزمة التنفسية الحادة الوخيمة) ،وهي أول طارئة صحية
ً
-1المادة 3من اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة ،مرجع سابق.
-2اإلعالن المتعلق بحقوق اإلنسان لألفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشون فيه ،اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة
لألمم المتحدة رقم ،40/144مؤرخ في 30ديسمبر ،1985منشور على موقع مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان ،تاريخ
وزمن التصفح 28 :جانفي ،2020الساعة.22:00 :
https://www.ohchr.org/AR/ProfessionalInterest/Pages/HumanRightsOfIndividuals.aspx
- 78 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
عمومية عالمية في القرن الحادي والعشرين ،بعدها تم إقرار التنقيح المتعلق باللوائح الصحية من طرف
جمعية الصحة العالمية في 23ماي ،2005ودخلت حيز التنفيذ في 15جويلية .12008
إن الغرض من هذه اللوائح ونطاقها يتحدد في الحيلولة دون انتشار األمراض على الصعيد
الدولي ،والحماية منها ومكافحتها باتخاذ تدابير في مجال الصحة العمومية على نحو يتناسب مع
المخاطر الصحية المحتملة ،مع تجنب التدخل غير الضروري في حركة التنقل الدولي ،حيث تفرض هذه
أساسيا على الدول األطراف أثناء تنفيذ مختلف التدابير لمواجهة األخطار الصحية ،وذلك
ً اللوائح الت از ًما
في ظل االحترام الكامل للكرامة اإلنسانية وحقوق اإلنسان وحرياته األساسية.
وبما أن اللوائح ال تقتصر على أمراض معينة وإنما تنطبق على المخاطر الصحية العمومية
الجديدة والمتغيرة على الدوام ،فإن الهدف المنشود منها هو أن تظل مالءمة لمدة طويلة في إطار
االستجابة الدولية لظهور األمراض واألوبئة وانتشارهما ،كما تشكل هذه اللوائح األساس القانوني لمختلف
الوثائق الصحية المرتبطة بحركة السفر والتنقل الدولي.2
ورغم أن هذا النص القانوني جاء تحت تسمية " اللوائح الصحية الدولية" غير أنها تعتبر اتفاقية
دولية كاملة ،حيث تخضع لكل مراحل التصديق والتحفظ والرفض.
شكلت هذه اللوائح األساس القانوني الذي اعتمدت عليه الحكومة الجزائرية في إصدارها للمراسيم
المتعلقة بمواجهة تفشي ومكافحة جائحة فيروس كورونا (كوفيد ،)19-رغم أن المرسوم التنفيذي رقم -20
69لم ينص عليها ضمن تأشيراته ،لكن المنظم تدارك هذا السهو من خالل المرسوم التنفيذي رقم -20
70ومختلف المراسيم الالحقة.
ثالثا -حرية التنقل على مستوى المواثيق ذات الطابع اإلقليمي :على غرار االتفاقيات واإلعالنات
العالمية ،جاءت االتفاقيات اإلقليمية لتأكد على ضمان ممارسة حرية التنقل ،يظهر هذا على الصعيد
اإلفريقي والعربي على اعتبار أن الجزائر دولة إفريقية في بعدها القاري ( )1وعربية في بعدها اللغوي()2
-1اللوائح الصحية الدولية ( ،)2005تم اعتمادها من طرف جمعية الصحة العالمية بجنيف في 23ماي ،2005دخلت حيز النفاذ
في 15جويلية ،2008منشورة على الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية ،تاريخ وزمن التصفح 31 :جانفي ،2021الساعة:
.20:00
https://www.who.int/ihr/publications/9789241580496/ar/
صادقت الجزائر عليها بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،293-13مؤرخ في 4غشت ،2013يتضمن نشر اللوائح الصحية الدولية
( ،)2005المعتمدة بجنيف بتاريخ 23مايو ،2005ج ر العدد ،43صادرة في 28غشت .2013
-2أنظر المادة 58من اللوائح الصحية الدولية ( ،)2005مرجع سابق.
- 79 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ومغاربية في بعدها اإلقليمي ( ،)3كما توجد نماذج رائدة في تكريس وضمان ممارسة حرية التنقل
خصوصا على الصعيد األمريكي ( ،)4واألوروبي (.)5
ً
-1الميثا اإلفريقي لحقو اإلنسان والشعوب :يعتبر الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب
اإلطار األساسي لحقوق اإلنسان في القارة اإلفريقية ،تم التوقيع عليه في جوان 1981من طرف مجلس
الرؤساء األفارقة.1
نص الميثاق على ضمان ممارسة حرية التنقل بجميع مشتمالتها والحقوق التي تتفرع عنها ،حيث
تنص في هذا اإلطار المادة 12منه على -1 " :لكل شخص الحق في التنقل بحرية واختيار محل
إقامته داخل دولة ما شريطة االلتزام بأحكام القانون.
-2لكل شخص الحق في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلده ،كما له الحق في العودة إلى بالده .وال
يخضع هذا الحق ألية قيود إال إذا نص عليها القانون وكانت ضرورية لحماية األمن القومي ،النظام
العام ،الصحة أو األخال العامة.2"...
-2الميثا العربي لحقو اإلنسان :تم اعتماد الميثاق العربي لحقوق اإلنسان من طرف القمة العربية
السادسة عشر ( )16سنة ،2004حيث أكدت ديباجته على االرتباط الوثيق بين حقوق اإلنسان والسلم
واألمن العالميين ،وأعادت التأكيد على المبادئ التي جاء بها ميثاق األمم المتحدة واإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان.3
على غرار المواثيق واالتفاقيات السابقة ،نص الميثاق العربي لحقوق اإلنسان على حرية التنقل
وكذا مختلف الضمانات المكرسة لممارسة هذه الحرية ،حيث تنص في هذا اإلطار المادة 26منه على
-1الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب ،تمت إجازته من قبل مجلس الرؤساء األفارقة بدورته العادية رقم 18في نيروبي
(كينيا) ،جوان ،1981منشور على الموقع الرسمي لالتحاد اإلفريقي ،تاريخ وزمن التصفح 28 :جانفي ،2021الساعة .23:00
https://au.int/sites/default/files/treaties/36390-treaty-0011_-_african_charter_on_human_and_peoples_rights_a.pdf
صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،37-87مؤرخ في 3فبراير ،1987يتضمن المصادقة على الميثاق اإلفريقي
لحقوق اإلنسان والشعوب ،ج ر العدد ،06صادرة في 4فبراير .1987
-2المادة 12من الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب ،مرجع سابق.
-3الميثاق العربي لحقوق اإلنسان ،اعتمد من قبل مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة السادسة عشر ،بق ارره رقم 270د.ع
( ،)16مؤرخ في 23مايو ،2004منشور على الموقع الرسمي لجامعة الدول العربية ،تاريخ وزمن التصفح 31 :جانفي ،2021
الساعة.13:00 :
http://www.lasportal.org/ar/humanrights/committee/pages/committeecharter.aspx
صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،62-06مؤرخ في 11فبراير ،2006يتضمن التصديق على الميثاق العربي
لحقوق اإلنسان ،المعتمد بتونس في مايو ،2004ج ر العدد ،08صادرة في 15فبراير .2006
- 80 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أنه -1 " :لكل شخص يوجد بشكل قانوني على إقليم دولة طرف حرية التنقل واختيار مكان إقامته في
أية جهة من هذا اإلقليم في حدود التشريعات النافذة.
-2ال يجوز ألية دولة طرف إبعاد أي شخص ال يحمل جنسيتها ومتواجد بصورة شرعية على أراضيها
إال بموجب قرار صادر وفقا للقانون ،1"...كما نصت المادة 27من الميثاق نفسه على " :ال يجوز
بشكل تعسفي أو غير قانوني منع أي شخص من مغادرة أي بلد ،بما في ذلك بلده ،أو فرض حضر
على إقامته في أية جهة ،أو إلزامه باإلقامة في هذا البلد.2"...
-3معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي :اجتمع قادة دول المغرب العربي يوم 6أكتوبر 1988وقرروا
تشكيل لجنة تضبط وسائل تحقيق وحدة المغرب العربي ،وهو الشيء الذي تحقق سنة ،1989وذلك
بالتوقيع على معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي.3
تعتبر حرية التنقل من بين األهداف الكبرى لمعاهدة اتحاد المغرب العربي ،وذلك على اعتبار أن
تنقل األشخاص والبضائع من الركائز التي يبنى عليها أي اتحاد سياسي واقتصادي ،لهذا تنص المادة 2
من هذه المعاهدة على " :يهدف االتحاد إلى -... :العمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل األشخاص
وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس األموال فيما بينها".4
من أجل تجسيد هذه األهداف على أرض الواقع ،تم التوقيع على االتفاقية الخاصة بالنقل البري
للمسافرين والبضائع وبالعبور بين دول اتحاد المغرب العربي ،5حيث تهدف هذه االتفاقية إلى تعزيز
وتسهيل حركة التنقل بالنسبة لألشخاص والبضائع ،وذلك من خالل تحديد قواعد دخول األفراد بشكل
فردي عن طريق المركبات ،6أو عن طريق النقل العمومي للمسافرين.7
رغم هذه الترسانة من النصوص القانونية التي تبرهن على وجود إرادة حقيقية لتكريس نظام للتنقل
الحر بين دول المغرب العربي ،لكن الواقع يثبت العكس ،فرغم كل عوامل االتحاد والنجاح التي تمتلكها
الدول المغاربية لكن الخالفات السياسية بينها حالت دون بلوغ األهداف المعلن عنها في اتفاقية االتحاد.
-4االتفاقية األمريكية لحقو اإلنسان :صادقت منظمة الدول األمريكية على هذه االتفاقية في مؤتمر
سان خوسيه في 22نوفمبر .11969
كغيرها من المواثيق والمعاهدات الدولية واإلقليمية ،كرست هذه االتفاقية حرية التنقل كواحدة من
أهم الحريات اللصيقة بشخصية اإلنسان ،فتم النص عليها بشكل مفصل في المادة 22التي جاء فيها:
" -1لكل شخص متواجد بصورة شرعية في أراضي دولة طرف ،حق التنقل واإلقامة فيها مع مراعاة
أحكام القانون.
-2لكل شخص حق مغادرة البلد المتواجد فيه بحرية ،بما في ذلك مغادرة وطنه.
المذكورة أعاله إال بموجب قانون وبالقدر الذي ال بد منه في -3ال يجوز تقييد ممارسة الحقو
مجتمع ديمقراطي من أجل منع الجريمة أو حماية األمن القومي أو السالمة العامة أو النظام العام أو
اآلخرين وحرياتهم ،2"...كما نصت المادة نفسها على العامة أو الصحة العامة أو حقو األخال
األحكام المتعلقة بطرد وترحيل األجانب وحق اللجوء السياسي .هذا ما يبرز بوضوح الضبط الدقيق الذي
جاءت به هذه االتفاقية بخصوص ممارسة حرية التنقل ،حيث نصت على جميع أشكال وصور هذه
الحرية ،ومختلف الضمانات الممنوحة لألفراد ،وكذا المبررات القانونية لتقييد هذه الحرية.
اتحادا فر ًيدا من نوعه من ناحية
ً -5حرية التنقل على مستوى القانون األوروبي :يشكل التكتل األوروبي
نوعا من التنوع في المصادر القانونية االتفاقية،
المؤسسات والقوانين ،وفي إطار حماية حرية التنقل نجد ً
وذلك على النحو اآلتي:
أ -االتفاقية األوروبية لحقو اإلنسان :تم التوقيع على هذه االتفاقية في مدينة روما اإليطالية من طرف
حكومات الدول األوروبية في إطار مجلس أوروبا بتاريخ 4نوفمبر .31950
-1االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان ،مصادق عليها من طرف منظمة الدول األمريكية في مؤتمر سان خوسيه ،بتاريخ 2نوفمبر
،1969منشورة على موقع مكتبة حقوق اإلنسان ،جامعة منيسوتا ،تاريخ وزمن التصفح 31 :جانفي ،2021الساعة.13:00 :
http://hrlibrary.umn.edu/arab/am2.htm
-2المادة 22من االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان ،مرجع سابق.
-3االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان ،تم التوقيع عليها من طرف حكومات الدول األوروبية األعضاء في مجلس أوروبا ،في مدينة
روما بتاريخ 4نوفمبر ،1950دخلت حيز النفاذ في 3سبتمبر ،1953مع المالحظة أن هذه االتفاقية تم تغيير اسمها إلى اتفاقية
- 82 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
بتحليل ديباجة ونصوص هذه االتفاقية نجد أنها ال تنص على حرية التنقل ،لكنه تم الحًقا التوقيع
على عديد المالحق والبروتوكوالت اإلضافية التي تم دمجها مع االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان ،وذلك
بهدف إضافة بعض األحكام الجديدة ،وكذا اإلقرار بمزيد من الحقوق والحريات كما نصت على ذلك
ديباجة االتفاقية.1
وعليه ،جاء اإلقرار الصريح بحرية التنقل باعتبارها حرية أساسية بموجب البروتوكول الرابع
الملحق باالتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان ،حيث تنص المادة 2من هذا البروتوكول على -1 " :لكل
شخص موجود قانوًنا على أراضي دولة الحق في التنقل فيها بحرية واختيار مكان إقامته فيها بحرية.
-2لكل شخص حرية مغادرة أي بلد بما فيه بلده.
-3ال يجوز وضع قيود على حرية ممارسة هذه الحقو غير تلك المنصوص عليها في القانون والتي
تشكل تدابير ضرورية في مجتمع ديمقراطي لألمن الوطني أو السالمة العامة أو الحفاظ على النظام
الغير وحرياته ،2"...كما نصت أو حماية حقو العام أو منع الجرائم أو حماية الصحة أو األخال
المادة 3من البروتوكول المذكور أعاله على حق الشخص في الدخول إلى إقليم الدولة التي يحمل
جنسيتها ،كما منعت إجراء الطرد الفردي أو الجماعي ضد المواطن الذي يحمل جنسية الدولة.3
األساسية لالتحاد األوروبي :تم التوقيع على هذا الميثاق في 7سبتمبر 2000 الحقو ب -ميثا
بمدينة نيس الفرنسية من طرف البرلمان األوروبي ومجلس االتحاد األوروبي واللجنة األوروبية ،حيث جاء
حماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية ،منشورة على الموقع الرسمي للمحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان ،تاريخ وزمن التصفح31 :
جانفي ،2021الساعة.13:00 :
https://www.echr.coe.int/documents/convention_ara.pdf
-1تم إضافة ستة عشر( )16بروتوكول ملحق باالتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان ،بداية من البروتوكول األول الموقع بتاريخ 20
مارس ،1952الذي دخل حيز التنفيذ في 18مايو 1954إلى غاية البروتوكول رقم 16الذي تم التوقيع عليه في 2أكتوبر ،2013
ودخل حيز التنفيذ في الفاتح أوت ،2018مع اإلشارة إلى أن هناك بروتوكولين لم يدخال بعد حيز التنفيذ ،األول هو البروتوكول رقم
15الموقع بتاريخ 25مارس ،1992والثاني هو البروتوكول رقم 15الذي تم التوقيع عليه في 24جوان ،2013لمزيد من
المعلومات أنظر الجدول المحين التفاقية حماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية ومختلف البروتوكوالت الملحقة بها ،منشور على
الموقع الرسمي لمجلس أوروبا ،تاريخ وزمن التصفح 31 :جانفي ،2021الساعة.13:00 :
https://www.coe.int/en/web/conventions/search-on-treaties/-/conventions/treaty/results/subject/
-2المادة 2من البروتوكول رقم 4الملحق باتفاقية حماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ،بشأن ضمان حقوق وحريات أخرى غير
تلك الواردة في االتفاقية والبروتوكول اإلضافي األول الملحق باالتفاقية ،مؤرخ في 16سبتمبر ،1963دخل حيز التنفيذ في 2مايو
،1968منشور على موقع المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان ،تاريخ وزمن التصفح 31 :جانفي ،2021الساعة.14:00 :
https://www.echr.coe.int/documents/convention_ara.pdf
-3أنظر المادة 3من البروتوكول رقم 4الملحق باتفاقية حماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ،مرجع سابق.
- 83 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
في ديباجته النص على وضع الفرد في قلب نشاط االتحاد األوروبي ،وذلك بضمان حرية الحركة بالنسبة
لألشخاص والسلع والخدمات ورؤوس األموال.1
نص الميثاق على حرية التنقل من خالل المادة 45التي جاء فيها -1 " :لكل مواطن باالتحاد
األوروبي الحق في الحركة واإلقامة بحرية داخل إقليم الدول األعضاء.
-2يجوز منح حرية الحركة واإلقامة –وفقا للمعاهدة التي شرعها المجتمع األوروبي -لمواطني الدول
األخرى المقيمين بشكل قانوني في إقليم دولة عضو".2
في األخير ،من المفيد اإلشارة إلى أن ميثاق الحقوق األساسية لالتحاد األوروبي تم دمجه في
معاهدة لشبونة لسنة ،32007وذلك بهدف إدخال مجموعة من التغييرات األساسية على عمل وتنظيم
مؤسسات االتحاد األوروبي ،وعلى وجه الخصوص توحيد مواثيق الحقوق المختلفة في دول االتحاد
األوروبي ،والمتمثلة في االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان والحريات األساسية وبروتوكوالتها الملحقة،
وميثاق الحقوق األساسية لالتحاد األوروبي ،وجمعها في وثيقة أوروبية واحدة لتصبح جزًءا من الدستور
األوروبي .4
ج -اتفاقية شينجن :تم التوقيع على هذه االتفاقية في 14جوان 1985ودخلت حيز التنفيذ في 16
مارس ،1995بين سبعة ( )07دول أوروبية هي :بلجيكا ،فرنسا ،ألمانيا ،السويد ،البرتغال ،إسبانيا
وهولندا ،وذلك بهدف إلغاء الحدود بين الدول األطراف ،ووضع سياسة مشتركة بشأن التنقل والدخول
المؤقت لألشخاص ،تضم اآلن جميع الدول األوروبية المنتمية لالتحاد األوروبي إضافة لثالثة أعضاء من
غير دول االتحاد األوروبي هي أيسلندا ،النرويج وسويس ار.5
تسمح اتفاقية شينجن حتى لألفراد األجانب من خارج االتحاد األوروبي بالدخول والتنقل المؤقت
في منطقة فضاء شينجن وفًقا لقواعد محددة بصورة مشتركة ،ويأتي االعتراف بهذا الحق الذي فرض نفسه
-1ميثاق الحقوق األساسية األوروبي ،تم التوقيع عليه في 7ديسمبر ،2000بمدينة نيس ،من طرف البرلمان األوروبي ومجلس
االتحاد األوروبي واللجنة األوروبية ،دخل حيز التنفيذ في الفاتح فبراير ،2003منشور في الجريدة الرسمية للمجموعة األوروبية ،العدد
،2000/364/01صادرة في 18ديسمبر ،2000تاريخ وزمن التصفح 31 :جانفي ،2021الساعة.15:00 :
https://www.europarl.europa.eu/charter/pdf/text_fr.pdf
-2المادة 45من ميثاق الحقوق األساسية األوروبي ،مرجع سابق.
-3الجريدة الرسمية لالتحاد األوروبي رقم ،2010/C83/02صادرة في 30مارس .2010
-4رابح منزر ،االتحاد األوروبي وحقوق اإلنسان ،ط األولى ،شركة المؤسسة الحديثة للكتاب ،طرابلس ،2017 ،ص .80
-5اتفاقية شينجن ،تم التوقيع عليها في لوكسومبورغ في 14جوان ،1985دخلت حيز التنفيذ في 16مارس ،1995منشورة على
موقع بوابة EUR-Lexلتشريعات االتحاد األوروبي ،تاريخ وزمن التصفح 31 :جانفي ،2021الساعة.16:00 :
https://eur-lex.europa.eu/legal-content/FR/TXT/HTML/?uri=CELEX:42000A0922(02)&from=GA
- 84 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
بعد أن أصبح التنقل بين الحدود الداخلية سهالً ،1األمر الذي أدى إلى نقل المراقبة إلى الحدود الخارجية
لدول فضاء شينجن ،2مع اإلشارة إلى أن المدة المسموح بها باإلقامة لهؤالء األجانب ال تتجاوز ثالثة
( )03أشهر ،وفي حالة مخالفة هذه المقتضيات تطبق القواعد القانونية الوطنية الخاصة بالهجرة وتنقل
األجانب لكل دولة.3
إن حرية تنقل األفراد في الدول األوروبية هي المحرك األساسي للتطور واالزدهار لقارة أوروبا،
فال توجد اتفاقية قامت بتأمين إزالة العراقيل بين الدول األوروبية بخصوص حرية التنقل كما فعلت اتفاقية
شينجن.4
رابعا -حرية التنقل على مستوى المواثيق ذات الطابع الثنائي :زيادة على المعاهدات ذات الطابع الدولي
واإلقليمي ،وقعت الجزائر على اتفاقيات ثنائية مع مجموعة من الدول ،وذلك بهدف تنظيم تنقل وإقامة
المواطنين ،تبرز في هذا اإلطار االتفاقيات الثنائية مع كل من المغرب ( ،)1تونس ( ،)2ليبيا (،)3
أخير فرنسا (.)5
موريتانيا ( ،)4و ًا
-1االتفاقية الجزائرية المغربية المتعلقة باإلقامة :تم التوقيع على هذه االتفاقية في 15مارس 1963
بين الحكومتين الجزائرية والمغربية ،5حيث نصت المادة األولى منها على ":يمكن لمواطني الطرفين
المتعاقدين الساميين أن يدخلوا بكل حرية وبمجرد تقديم جواز سفر ال تزال صالحيته جارية إلى تراب
الطرف اآلخر واإلقامة به والتنقل فيه والخروج منه في أي وقت مع مراعاة القوانين والتنظيمات
المتعلقة باألمن العمومي".6
تم تعديل أحكام هذه االتفاقية بموجب البروتوكول الملحق المؤرخ في 15جانفي ،1969حيث تم
تعديل نص المادة األولى من االتفاقية ،وقد شمل التعديل ضرورة إثبات وسائل العيش الكافية ،إضافة إلى
حق كل دولة في منع مواطني الدولة األخرى من الدخول أو طردهم بعد دخولهم إذا كان تواجدهم ينطوي
على تهديد لألمن العام أو كانوا من أصحاب السوابق الجنائية.1
-2االتفاقية الجزائرية التونسية الخاصة باإلقامة :تم التوقيع على هذه االتفاقية بين الحكومتين الجزائرية
والتونسية في 26يوليو ،1963حيث تنص المادة األولى منها على ":يمكن لمواطني الطرفين المتعاقدين
الساميين أن يدخلوا بكل حرية وبمجرد تقديم جواز سفر ال تزال صالحيته جارية إلى تراب الطرف اآلخر
واإلقامة به والتنقل فيه والخروج منه في أي وقت مع مراعاة القوانين والتنظيمات المتعلقة باألمن
العمومي".2
-3االتفاقية الجزائرية الليبية المتعلقة بالتنقل واإلقامة :تم التوقيع عليها بين الحكومتين الجزائرية
والليبية بطرابلس في 23مايو ،1970نصت المادة األولى منها على ":يجوز لمواطني الطرفين
المتعاقدين أن يدخلوا بكل حرية وبمجرد تقديم جواز سفر صالحيته سارية إلى تراب الطرف اآلخر وأن
يقيموا ويتجولوا ويستقروا فيه وأن يغادروه في كل وقت وذلك مع مراعاة القوانين واألنظمة المتعلقة
باألمن العام".3
الجزائري الموريتاني المتعلق باإلقامة والتنقل :تم التوقيع على االتفاق بين الحكومتين -4االتفا
الجزائرية والموريتانية بنواكشط في 6جويلية ،1996جاء في نص المادة األولى من هذا االتفاق:
" يمكن للرعايا الجزائريين والرعايا الموريتانيين الحاملين لجواز سفر ساري المفعول ،التنقل بكل حرية
إلى إقليم الجمهورية اإلسالمية الموريتانية وإقليم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،دون
-1بروتوكول ملحق يعدل ويتمم أحكام االتفاقية الخاصة باإلقامة المبرمة بين الجزائر والمغرب ،تم توقيعه بإفران في 15جانفي
1969بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة المملكة المغربية ،صادقت عليه الجزائر بموجب األمر رقم -69
،68مؤرخ في 2سبتمبر ،1969يتضمن المصادقة على االتفاقيات الجزائرية المغربية ،ج ر العدد ،77صادرة في 10سبتمبر
.1969
-2االتفاقية المبرمة بين الحكومتين الجزائرية والتونسية بمدينة الجزائر العاصمة في 26يوليو ،1963صادقت عليها الجزائر بموجب
المرسوم رقم ،450-63مؤرخ في 14نوفمبر ،1963يتضمن المصادقة على االتفاقيات واالعالنات والبروتوكوالت الموقعة بين
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والجمهورية التونسية بالجزائر في 26يوليو ،1963ج ر العدد ،87صادرة في 22نوفمبر
( .1963متوفرة فقط النسخة الفرنسية من الجريدة الرسمية)
-3اتفاقية تنقل األشخاص واإلقامة ،تم التوقيع عليها بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية العربية
الليبية بطرابلس في 23مايو ،1970صادقت عليها الجزائر بموجب األمر رقم ،37-70مؤرخ في 5يونيو ،1970يتضمن
المصادقة على االتفاقيات ا لمبرمة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية العربية الليبية والموقعة
بطرابلس في 22و 23مايو سنة ،1970ج ر العدد ،66صادرة في 4غشت .1970
- 86 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الخضوع مسبقا إلى الحصول على تأشيرة سفر ،1 "...كما تنص المادة 4من االتفاق نفسه على حق كل
دولة في رفض دخول وإقامة مواطني الدولة األخرى لألشخاص غير المرغوبين فيهم دون أن تحدد
األسباب الدقيقة لهذا الرفض.
-5االتفاقية الجزائرية الفرنسية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا :تم التوقيع على
هذه االتفاقية بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية بالجزائر العاصمة في 27ديسمبر ،21968وتجد هذه
-1اتفاق حول إقامة وتنقل األشخاص بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الموريتانية الموقع
بنواكشط في 6يوليو ،1996صادقت الجزائر عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،340-97مؤرخ في 13سبتمبر ،1997يتضمن
المصادقة على اتفاق حول إقامة وتنقل األشخاص بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الموريتانية ،الموقع
عليه بنواكشط يوم 6يوليو سنة ،1996ج ر العدد ،61صادرة في 14سبتمبر .1997
-2االتفاقية المبرمة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين
وعائالتهم إلى فرنسا وتشغيلهم وإقامتهم بها ،تم التوقيع عليها بالجزائر في 27ديسمبر ،1968صادقت عليها الجزائر بموجب
المرسوم رقم ،3-69مؤرخ في 30جانفي ،1969يتضمن نشر االتفاقية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا
وتشغيلهم وإقامتهم بها والموقع عليها بمدينة الجزائر في 27ديسمبر ،1968ج ر العدد ،17صادرة في 21فبراير .1969
تم تعديل هذه االتفاقية والبروتوكول الملحق بها في ثالث مناسبات:
-التعديل األول كان بموجب الملحق األول التفاقية 27ديسمبر 1968بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة
الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في فرنسا وبروتكولها الملحق ،والمصادق عليه بموجب
المرسوم رقم ،128-86مؤرخ في 20مايو ،1986يتضمن المصادقة على الملحق األول التفاقية 27ديسمبر 1968بين حكومة
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية الخاصة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في
فرنسا وبروتوكولها الملحق والبروتوكول الملحق بها وتبادل الرسائل الموقعة بالجزائر في 22ديسمبر ،1985ج ر العدد ،21صادرة
في 21مايو .1986
-التعديل الثاني كان بموجب الملحق الثاني التفاقية 27ديسمبر 1968الموقعة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في فرنسا والبروتوكول الملحق بها ،تم التوقيع
عليه بالجزائر في 28سبتمبر ( .1994لم نعثر على المرسوم الرئاسي المتضمن المصادقة ونشر هذا الملحق في الجريدة الرسمية
الجزائرية ،لهذا نورد معلومات الملحق الثاني من الجريدة الرسمية الفرنسية ،على اعتبار أن هذا النص القانوني يمثل اتفاق ثنائي ملزم
للبلدين).
Décret n°94-1103 du 19 décembre 1994, portant publication du deuxième avenant à l'accord du 27 décembre
1968 entre le Gouvernement de la République française et le Gouvernement de la République algérienne
démocratique et populaire, relatif à la circulation, à l'emploi et au séjour en France des ressortissants algériens et
de leurs familles et à son protocole annexe, signé à Alger le 28 septembre 1994, JORF n° 0294, du 20 décembre
1994.
-التعديل الثالث واألخير ،كان بموجب الملحق الثالث التفاقية 27ديسمبر 1968بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في فرنسا والبروتوكول الملحق بها ،تم
التوقيع عليه بباريس في 11جويلية ،2001صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،368-01مؤرخ في 13نوفمبر
،2001يتضمن التصديق على الملحق الثالث لالتفاق المؤرخ في 27ديسمبر 1968بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلق بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا وتشغيلهم وإقامتهم بها ،وكذا البروتوكول
الملحق به ،الموقع بباريس في 11يوليو ،2001ج ر العدد ،69صادرة في 18نوفمبر .2001
- 87 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
االتفاقية جدورها في اتفاقيات إفيان الموقعة بين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والحكومة الفرنسية،
حيث تطرقت لمسألة تنقل المواطنين الجزائريين إلى فرنسا ،وأكدت على مبدأ حرية التنقل لألفراد ،وبذلك
فهي أول نص قانوني وضع األساس لنظام خاص يقوم على سن اتفاقيات ثنائية بين فرنسا والجزائر،
تتحصل بموجبه هذه األخيرة على نظام خاص ومتميز عن بقية الدول األخرى ،لكن هذا االستثناء
الجزائري تم التراجع عنه بموجب الملحق الثاني الموقع سنة ،1994والذي تم بموجبه اشتراط الحصول
على تأشيرة طويلة المدة للراغبين في االستقرار بشكل دائم في فرنسا.1
تضمنت االتفاقية ثالثة محاور رئيسية تخص أنظمة اإلقامة ،العمل والتجميع العائلي للرعايا
الجزائريين في فرنسا ،وجاءت كتعبير على التعاون بين الطرفين من أجل إيجاد حلول فيما يخص تنقل
وإقامة وعمل الرعايا الجزائريين.
تعتبر االتفاقية الجزائرية الفرنسية المتعلقة بالتنقل واإلقامة للرعايا الجزائريين من أكثر األنظمة
القانونية التي تمنح امتيازات ومزايا مقارنة مع بعض االتفاقيات الثنائية األخرى الموقعة بين فرنسا وتونس
أو المغرب ،وحتى بالمقارنة مع النظام القانوني العام المطبق على كل األجانب ،مع استثناء رعايا
المجموعة األوروبية والفضاء االقتصادي األوروبي الذين يتمتعون بحرية التنقل واإلقامة دون الحاجة إلى
سند اإلقامة.2
1
- Dominique TURPIN, « Titres de séjour », Répertoire de droit international, Dalloz, août 2004, actualisation
mars 2019, p 53.
-2بن قو أمال ،دراسة االتفاقيات الثنائية الفرنكو مغاربية المتعلقة بهجرة اليد العاملة في ظل قواعد الحماية الدولية واألوروبية لحقوق
المهاجرين ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق ،تخصص القانون االجتماعي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران،
،2012-2011ص .70
- 88 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الفرع الثاني :تطبيق القاضي اإلداري للقانون االتفاقي المتعلق بحرية التنقل
إن التطور الحاصل في نطاق كل من القانون الدولي والداخلي أدى إلى التقاطع بينهما في كثير
كبير من العالقات التي كانت خاضعة لقواعد القانون من المواضيع ،فقد أصبح القانون الدولي ينظم ً
جانبا ًا
خصوصا تلك المتعلقة باألفراد ومركز األجانب ،حيث نجد القانون الدولي لحقوق اإلنسان يهتم
ً الداخلي
بتنظيم قضايا حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ،هذه األخيرة تعتبر من أهم الموضوعات التي ينظمها
فكثير ما يقع التصادم بين نشاط الضبط اإلداري وحقوق وحريات األفراد ،حيث يظهر في
ًا القانون اإلداري،
هذا المجال دور القاضي اإلداري في نطاق رقابة مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة ضد األفراد هؤالء
عادة ما يتمسكون بالمعاهدات واالتفاقيات الدولية التي تصادق عليها دولهم أمام الجهات القضائية
الوطنية.1
في هذا اإلطار ،يطرح التساؤل حول األساس القانوني إلدماج أحكام المعاهدات والمواثيق الدولية
ضمن القانون الوطني (أوال) ،وبالنتيجة تأثير ذلك على تطبيق القاضي اإلداري لهذه النصوص الدولية
(ثانيا) ،ورغم األهمية الناتجة عن استقبال النصوص الدولية ضمن القانون الوطني فإن تطبيق القاضي
محدودا (ثالثا).
ً اإلداري الجزائري لهذه النصوص يبقى
أوال -األساس الدستوري إلدماج القانون االتفاقي ضمن القانون الوطني :كرس المؤسس الدستوري مبدأ
سمو النصوص الدولية على القانون الداخلي ضمن التحديد الوارد في النص الدستوري ( ،)1كما ساهم
المجلس الدستوري في إعطاء معنى أكثر دقة لهذا المبدأ (.)2
-1المبدأ الدستوري المكرس لسمو المعاهدات الدولية على القانون الداخلي :تنص المادة 154من
عليها رئيس الجمهورية ،حسب الشروط المنصوص الدستور الجزائري على ":المعاهدات التي يصاد
عليها في الدستور ،تسمو على القانون" ،2يظهر من هذا النص أن المؤسس الدستوري اعتنق االتجاه
الذي يكرس سمو النصوص الدولية على النصوص الداخلية ،لكن من جهة أخرى نجد أنه لم يتعرض
لمسألة نشر بنود االتفاقيات الدولية في الجريدة الرسمية حتى يتم إدراجها في المنظومة القانونية الداخلية،
إذ أن هذه المادة نصت على إجراء التصديق وليس النشر.
-1أمينة رايس " ،المعاهدة الدولية أمام القاضي اإلداري" ،مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية ،جامعة سطيف ،2العدد ،21ديسمبر
،2015ص ص .179-178
-2المادة 154من التعديل الدستوري لسنة ،2020مرجع سابق.
- 89 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-2االجتهاد الدستوري المتعلق بنشر المعاهدات الدولية بعد المصادقة عليها :في هذا اإلطار ،كان
للمجلس الدستوري الجزائري اجتهاد في مسألة التصديق والنشر ،حيث أضاف شرط النشر لالتفاقية الدولية
المصادق عليها من أجل إدراجها ضمن المنظومة القانونية للدولة ،وكان ذلك بموجب ق ارره الصادر في
20أوت ،1989والذي جاء فيه ":ونظ ار لكون أية اتفاقية بعد المصادقة عليها ونشرها ،تندرج في
القانون الوطني ،وتكتسب بمقتضى المادة 123من الدستور سلطة السمو على القوانين ،وتخول كل
مواطن جزائري أن يتذرع بها أمام الجهات القضائية.1 "...
يالحظ بأن المجلس الدستوري أضاف شرط نشر االتفاقية الدولية بعد التصديق عليها حتى يتم
دمجها في القانون الداخلي ،وتكتسب صفة السمو على القانون ،وهو شرط غير موجود في كل الدساتير
الجزائرية المتعاقبة .لهذا كان من األجدر على المؤسس الدستوري أن يضيف هذا الشرط عبر مختلف
التعديالت الدستورية التي أعقبت صدور هذا االجتهاد الدستوري.2
ثانيا -تطبيق القاضي اإلداري للقانون االتفاقي :يمثل النص الدولي عنصر أجنبي يتم إدراجه في
المنظومة القانونية الوطنية ،األمر الذي جعل تطبيقه من طرف القاضي اإلداري يمر من مرحلة عدم
صالحية االعتماد على النصوص الدولية إلى مرحلة التطبيق المباشر لها ( ،)1كما لم يتوقف األمر عند
هذا الحد بل وصل إلى درجة اختصاص القاضي اإلداري بعملية تفسير النص الدولي (.)2
-1اعتراف القاضي اإلداري باألثر المباشر للقانون االتفاقي :في البداية كان هناك جدال فقهي
وقضائي حول تطبيق القاضي اإلداري للنصوص الدولية ،حيث كان االتجاه السائد يميل إلى عدم
صالحية النصوص الدولية للتطبيق من طرف القاضي الوطني ،لكن االتجاه الحالي سواء من ناحية الفقه
أو القضاء اإلداري اتجه إلى قبول تطبيق األحكام الواردة ضمن النصوص والمواثيق الدولية على
خصوصا االتفاقيات الثنائية المتعلقة بقواعد االختصاص القضائي.3
ً المنازعات الوطنية
من بين أهم االلتزامات المفروضة على قضاة المحاكم الوطنية تطبيق أحكام المعاهدات
واالتفاقيات الدولية التي تكون الدولة طرًفا فيها ،على أساس أنها تدمج ضمن النظام القانوني الداخلي
-1المجلس الدستوري ،قرار رقم -1ق .ق -مد -مؤرخ في 20غشت ،1989يتعلق باالنتخابات ،ج ر العدد ،36صادرة في 30
غشت .1989
-2بدر الدين مرغني حيزوم ،وليد زرقان " ،دور القاضي اإلداري في تطبيق المعاهدات الدولية –دراسة مقارنة ،"-مداخلة ضمن
أعمال الملتقى الثامن حول :التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة القانون ،المنظم من طرف كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ،يومي 6و 7مارس ،2018ص .414
3
- Étienne PICARD, « Droit international: compétence du juge administratif », Répertoire de contentieux
administratif, février 2008, actualisation octobre 2013, Dalloz, p 15.
- 90 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
للدولة ،األ مر الذي يفرض على القاضي الوطني تطبيق أحكام المعاهدات الدولية من تلقاء نفسه حتى لو
لم يطلب منه أطراف الخصومة ذلك .هذا االلتزام يعتبر جزًءا من وظيفة القاضي في تطبيق القانون ،ألنه
منذ لحظة التصديق على المعاهدة الدولية تصبح مثل الدستور والقوانين والنظم واللوائح المختلفة ،كما أن
هذا االلتزام يعتبر ضرورة دولية ،تنبع من االلتزام المفروض على الدولة بتطبيق محتوى النصوص
الدولية ،حيث يعتبر القاضي في هذا السياق من أهم أجهزة الدولة إلنفاذ وتطبيق المعاهدات الدولية.1
ومن حيث قابلية المعاهدة الدولية للتطبيق المباشر ،يمكن القول بأن المعاهدات الثنائية هي التي
يمكن تصور تطبيقها بشكل مباشر دون الحاجة إلى صدور قوانين من أجل تطبيق أحكامها ،وهذا على
اعتبار أنها تضم أحكام خاصة بأطراف المعاهدة ،الشيء الذي يجعل من الممكن تطبيقها بشكل مباشر
في المنازعات المتعلقة بها أمام الجهات القضائية ،كان هذا هو الحل الذي طبقه مجلس الدولة الفرنسي
في قضية GISTIالمؤرخ في 29جوان ،1990حيث استند قضاة المجلس على تطبيق أحكام االتفاقيات
الثنائية الموقعة بين الجزائر وفرنسا في 19مارس 1962و 27ديسمبر 1968وكذا البروتوكول المعدل
لالتفاقية المؤرخ في 22ديسمبر .21986
في تطور الفت ،أكد مجلس الدولة الفرنسي أن بنود المعاهدة الدولية المدرجة ضمن النظام
القانوني الوطني ،يمكن إثارة تطبيقها من أجل طلب إلغاء قرار إداري أو استبعاد تطبيق نص تشريعي أو
تنظيمي ال يتوافق مع القاعدة القانونية الدولية ،هذا يعني أنه عندما تنشئ هذه القاعدة حقوًقا لألفراد تبرر
لهم االحتجاج بها ،فيتعين على القاضي اإلداري أن يقر باألثر المباشر للمعاهدة الدولية ،بعد تحديد النية
الصريحة لألطراف المتعاقدة ،وال تحتاج لتدخل أي عمل قانوني مكمل لتوليد آثارها بالنسبة لألفراد .وعليه
فالمعاهدة الدولية تطبق بصفة مباشرة عند توافر معيارين األول ذاتي ،بأن يكون النص الدولي غير
محصور بتنظيم العالقات بين الدول ،وأن يكون قد أنشأ حقوًقا لألفراد من جهة ،ومعيار موضوعي بأن ال
يتطلب تطبيق النص الدولي سن أي نص قانوني وطني من جهة أخرى.3
هذا التحليل الفقهي اعتمده مجلس الدولة الفرنسي في ق ارره المؤرخ في 12أفريل 2012في قضية
،GISTIوالرامية لطلب إلغاء المرسوم رقم 908-2000المتعلق بشروط البقاء في اإلقامات للمستفيدين
بناء
من حق السكن الالئق والمستقل ،حيث قضى بعدم مشروعية هذا المرسوم ،واعتبر أن الطلبات المثارة ً
على أحكام االتفاقية الدولية للعمل رقم 97لسنة 1949كافية للتطبيق بحد ذاتها وبصفة مباشرة.1
-2اختصاص القاضي اإلداري بتفسير القانون االتفاقي :تختص و ازرة الشؤون الخارجية فيما يتعلق
بتفسير المعاهدات الدولية في الجزائر ،أما في فرنسا ففي البداية كانت هذا الوظيفة من اختصاص و ازرة
الخارجية ،حيث يوقف القاضي اإلداري الفصل في الدعوى إلى حين صدور تفسير الو ازرة المعنية ،لكن
هذا الموقف تغير الحًقا ،حيث أصبح للقاضي اإلداري سلطة تفسير المعاهدة الدولية دون الرجوع لو ازرة
الخارجية ،وكان ذلك في قضية جمعية GISTIحيث طلبت هذه األخيرة من القاضي اإلداري إلغاء
المنشور المتضمن النصوص الجديدة التي تنظم دخول وإقامة الرعايا الجزائريين إلى فرنسا ،على أساس
تعارض هذا المنشور مع الملحق الصادر في 22ديسمبر 1986الذي عدل االتفاقية الموقعة بين الجزائر
وفرنسا في 27سبتمبر ،1968حيث قام القاضي اإلداري بتفسير نصوص االتفاقية والبروتكول الملحق
بها دون العودة إلى و ازرة الخارجية ،وقضى بعدم تعارض المنشور مع االتفاقية الثنائية.2
ثالثا -محدودية تطبيق القاضي اإلداري الجزائري للمصادر الخارجية لحرية التنقل :رغم كثرة النصوص
الدولية التي استوفت شروط المصادقة والنشر في الجزائر ،إال أن التطبيق القضائي لها من طرف
منعدما .لكن مع تطور حركية االجتهاد القضائي خرج القاضي ً القاضي اإلداري الجزائري يكاد يكون
الوطني من جموده هذا ولو بشكل محتشم ( ،)1ومع الدفعة القوية التي حملها التعديل الدستوري لسنة
2020من المتوقع أن يزداد اعتماد القاضي اإلداري على النصوص الدولية حال فصله في النزاعات
اإلدارية (.)2
-1بشأن توكيل محام في قضية "يونيون بنك" :بداية محتشمة لتطبيق القانون االتفاقي :إن تطبيق
المعاهدات الدولية من طرف القاضي اإلداري الجزائري يتميز بالندرة ،ونتيجة لقلة األحكام والق اررات
1
- C.E, Ass, 11 avril 2012, GISTI et FAPIL, n° 322326, disponible sur le site :
https://www.conseil-etat.fr/fr/arianeweb/CE/decision/2012-04-11/322326, consulté le 31 janvier 2021, à 20 :00.
-2خير الدين زيوي ،إدماج المعاهدات الدولية في النظام القانوني الداخلي الجزائري طبًقا لدستور ،1996مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون الدولي والعالقات الدولية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،السنة الجامعية ،2004-2003ص ص .85-84
- 92 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
القضائية في هذا المجال ،فإنه من الصعب تحديد موقف القاضي اإلداري من مسألة التطبيق المباشر
للمعاهدات الدولية وكذا تفسيرها.1
من الق اررات القضائية القليلة التي عالجت مسألة تطبيق المعاهدات الدولية نجد قرار مجلس الدولة
الجزائري في قضية يونيون بنك ضد محافظ بنك الجزائر المؤرخ في 8ماي ،2000وهي قضية معقدة
ومتشعبة تدور أسا ًسا حول موضوع سحب صفة الوسيط المعتمد لبنك يونيون بنك من طرف مديرية
مراقبة الصرف لبنك الجزائر ،حيث طلب بنك يونيون بنك بإلغاء قرار اللجنة المصرفية المتضمن رفض
توكيل المحامية الفرنسية جوال موشار محامية بمجلس قضاء باريس بحجة أنها لم تقدم الترخيص المتعلق
بتمثيل األطراف أمام الجهات القضائية الجزائرية المسلم من طرف النقيب المختص ،وذلك وفق ما تنص
عليه المادة 6من القانون رقم 04-91المتضمن تنظيم مهنة المحاماة.2
تمسكت هيئة الدفاع ليونيون بنك في مذكرتها بتطبيق المادة 16من البروتوكول القضائي الموقع
بين الجزائر وفرنسا في 28أوت ،31962والتي تشير إلى إمكانية تمثيل المحاميين الفرنسيين لألطراف
موطنا في المدينة مقر الجهة القضائية ،حيث اختارت
ً أمام الجهات القضائية الجزائرية بشرط أن يختاروا
األستاذة جوال موشار توطينها لدى األستاذ عبالوي عميد محامي الجزائر ،وعليه فإن المحامي الفرنسي
معفي من تقديم الترخيص بالموافقة أمام الجهات القضائية الجزائرية.
كما أن البروتوكول القضائي المؤرخ في 28غشت 1962وبموجب المادة 16منه يمنح لكل
محام مسجل في نقابة فرنسية حرية التنقل من أجل المرافعة أمام كل الجهات القضائية الجزائرية في
الظروف نفسها التي يمارس فيها الجزائريون مهنة المحاماة.
يظهر التطبيق المباشر لبنود معاهدة دولية ،وتطبيق منهج التفسير من طرف القاضي اإلداري من
خالل ما جاء في قرار مجلس الدولة المذكور أعاله ،حيث جاء في إحدى الحيثيات ... " :أمام مجلس
الدولة ال يطلب يونيون بنك اعتمادا لمحاميته وهو الشيء الذي يفترض نشاطا دائما ،بل مجرد
الترخيص بالمرافعة ومساعدة تمثيل موكله في ملفات مضبوطة وذلك طبقا للمادة 16من البروتوكول.
بل يذهب يونيون بنك إلى أبعد من ذلك في طلباته أمام مجلس الدولة ألن األمر يتعلق بمسألة تفسير
وتطبيق في الجزائر لمعاهدة وهي مسألة تطرح بدون أدنى شك ألول مرة والتي يكتسي الجواب عليها
بعدا كبي ار.1"...
الشيء الالفت لالنتباه في هذه الحيثية هو إقرار مجلس الدولة بأن النزاع يتعلق بتفسير وتطبيق
معاهدة دولية أمام القاضي الجزائري ،وأن هذه المسألة تطرح ألول مرة ،وهو ما ينطوي على أهمية كبيرة،
غير أن القاضي اإلداري لم يصل إلى التعبير الدقيق الذي كان مطلوب منه ،فعبارة " وهي مسألة تطرح
كبير" يجب أن تصاغ بشكل دقيق ومفصل من خالل تحديد
ألول مرة والتي يكتسي الجواب عليها بعدا ا
المقصود بها .يمكن أن يكون التعبير المستعمل من طرف القاضي اإلداري غير مناسب ،لكن يفهم من
مباشرا ،غير أنه ال يوجد بهذا القرار
ً ذلك بطريقة ضمنية بأنه تصدى لمسألة تطبيق معاهدة دولية تطبيًقا
ما يشير إلى أنه قام بعملية تفسير البروتوكول القضائي.2
في األخير ،يمكن القول بأن اعتماد المعاهدات الدولية كمصدر للمشروعية اإلدارية من طرف
محتشما ،وذلك بدليل غياب االجتهاد القضائي الذي يكرس أحكام هذه المعاهدات
ً القاضي اإلداري ال يزال
-1مجلس الدولة قرار رقم ،2111مؤرخ في 8ماي ،2000قضية يونيون بنك ضد محافظ بنك الجزائر ،مجلة مجلس الدولة ،العدد
،2005 ،06ص .68
-2كمال دريد ،أمينة رايس ،مرجع سابق ،ص .286
- 94 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
واالتفاقيات بصفة تلقائية ،ألنه حتى في الحاالت القليلة التي أسس فيها القاضي اإلداري ق ارراته على
نصوص دولية كان ذلك بطلب من أطراف الخصومة.1
-2نحو تعزيز تطبيق القاضي اإلداري للقانون االتفاقي في ظل التعديل الدستوري لسنة :2020حمل
التعديل الدستوري لسنة 2020تحوًال جذرًيا في مجال عالقة القاضي اإلداري بالقانون االتفاقي ،إذ نص
المؤسس الدستوري صراحة وألول مرة على إلزامية تطبيق القاضي للنصوص الدولية ،وذلك في إطار ما
يعرف ب " :الكتلة الدستورية" ،وهذا ما جاء في المادة 171التي نصت على " :يلتزم القاضي في
عليها ،وقوانين الجمهورية وكذا ق اررات المحكمة ممارسة وظيفته بتطبيق المعاهدات المصاد
الدستورية" ،2األمر الذي يعني أن القاضي اإلداري ملزم بتطبيق المعاهدات واالتفاقيات الدولية التي
تصادق عليها الجزائر ،هذه األخيرة تعتبر مصدر مباشر في حماية حرية التنقل ،وذلك بالنظر للعدد
الكبير للنصوص الدولية التي صادقت عليها الجزائر ،والتي تنص بشكل صريح على حرية ممارسة التنقل
سواء من حيث ضمانات الممارسة أو القيود الواردة عليها.
لهذا من المنتظر أن تزداد وتيرة إعمال القاضي اإلداري للقانون االتفاقي في حمايته للحقوق
والحريات بصفة عامة وحرية التنقل بصفة خاصة ،وهو ما يفرض عليه التحكم الجيد في فهم النصوص
الدولية ،وإعطائها األولوية في التطبيق على التشريعات الوطنية ،بالنظر للدرجة السامية التي منحها لها
الدستور بموجب المادة 154المذكورة سابًقا.
الدولة دون الحاجة إلى الحصول على ترخيص من أجل التنقل ،كما تتضمن ً
أيضا إمكانية الخروج من
اإلقليم والسفر إلى البلدان األخرى والعودة إلى الوطن في أي وقت ،ومع ذلك فهي حرية تخضع لمبدأ
أحيانا الحد منها عبر مختلف اإلجراءات والتدابير ،حيث يظهر سلطان
ً سيادة الدولة ،األمر الذي يتطلب
الدولة بشكل كبير في تنظيم تنقل األفراد.1
تبعا لتنوع الظروف ،األهداف ،الوسائل والميادين التي تمارس ضمنها،
تتنوع صور حرية التنقل ً
سير
فتشمل التنقل في حاالت الظروف العادية واالستثنائية ،ألغراض شخصية أو مهنية أو اقتصاديةً ،ا
على األقدام أو باستعمال المركبات أو عن طريق أية وسيلة أخرى ،في داخل اإلقليم الوطني أو خارجه،
حيث يتمتع المواطن بحرية واسعة في التنقل سواء داخل الوطن أو في السفر إلى الخارج والعودة إلى
البالد ،وفًقا للقوانين والتنظيمات التي تنظم هذا المجال.2
في هذا اإلطار ،تنص المادة 49من الدستور على ":يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه المدنية
والسياسية ،أن يختار بحرية موطن إقامته ،وأن يتنقل بحرية عبر التراب الوطني.
لكل مواطن الحق في الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه.3"...
بناء على هذا النص الدستوري ،يتحدد النطاق الذي يتدخل فيه القاضي اإلداري لحمايته حرية
ً
التنقل ،وذلك حسب صور ممارسة هذه األخيرة ،فالجزء األكبر واألهم من اإلجراءات والق اررات التي
تتخذها السلطات اإلدارية المختصة في مواجهة حرية التنقل تظهر في نطاق التنقل داخل اإلقليم الوطني
(المطلب األول) ،وحتى تكتمل ممارسة األفراد لحرية التنقل يتطلب األمر تمكينهم من حق السفر إلى
خارج اإلقليم الوطني (المطلب الثاني).
1
- Henri OBERDORFF, op.cit, p 282.
-2أحمد سليم سعيفان ،الحريات العامة وحقوق اإلنسان دراسة تاريخية وفلسفية وسياسية وقانونية مقارنة ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص
.99
-3المادة 49من التعديل الدستوري لسنة ،2020مرجع سابق.
- 96 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
وبالنتيجة ممارسته لبقية الحقوق والحريات األخرى ،ألن اإلنسان الذي تقيد حريته في التنقل ال يمكنه ً
تبعا
لذلك ممارسة الحقوق والحريات األخرى التي كفلها له الدستور والقانون كالتعليم ،العمل ،االنتخاب،
التظاهر ،التجارة ،وغيرها ،وهو األمر الذي يتطلب التنقل إلى مختلف المرافق العمومية للدولة.1
كما أن اختيار المواطن لمحل إقامته وعدم فرض اإلقامة عليه في مكان معين داخل الدولة يعتبر
سلبيا على هذه
قيدا ً
من أهم مرتكزات حرية التنقل ،ألن اإلجبار على اإلقامة في مكان محدد يعتبر ً
الحرية ،على اعتبار أن المواطن له الحرية المطلقة في اختيار مكان إقامته ،إال إذا كانت هناك أسباب
تبرر منعه من اإلقامة في جزء معين من اإلقليم شرط أن يكون هذا المنع مؤقتًا .2كما أن القانون يفرض
على األفراد أن يحملوا معهم الوثائق التي تثبت الهوية أثناء التنقل داخل الوطن ،وهذا من أجل إظهارها
عند طلب التحقق من الهوية.3
يمارس األفراد حريتهم في التنقل دون اعتبار للوسيلة أو الطريقة المستعملة في ذلك ،فهذه الحرية
تنطبق على جميع وسائل النقل سوا ًء كان التنقل على األقدام أو باستخدام مركبة آلية ،مما يعني أن لهم
الحرية في اختيار استعمال وسيلة التنقل ،4ولهذا فإن ممارسة حرية التنقل على المستوى الداخلي تقود إلى
التمييز بين تنقل الراجلين (الفرع األول) ،والتنقل بواسطة المركبات (الفرع الثاني).
-1أمينة مرزوق " ،حرية التنقل –دراسة تحليلية للمادة 55من التعديل الدستوري لسنة ،"-2016المجلة الجزائرية للعلوم القانونية
والسياسية واالقتصادية ،المجلد ،57العدد ،2020 ،01ص .408
-2طيب شريف موفق ،جمال مصالي ،فتيحة سالمي " ،حرية التنقل وضوابطها الشرعية والقانونية" ،مجلة الحوار الفكري ،المجلد
،13العدد ،2018 ،15ص .265
-3عيسى بيرم ،الحريات العامة وحقوق اإلنسان بين النص والواقع ،دار المنهل اللبناني ،بيروت( ،د.س.ن) ،ص .297
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 28.
4
- 97 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1محمد بكر حسين ،الحقوق والحريات العامة حرية التنقل والسفر دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون ،ط األولى ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية ،2007 ،ص .9
2
- Henri OBERDOFF, op.cit, p 283.
-3أحمد سليم سعيفان ،الحريات العامة وحقوق اإلنسان ،ج الثاني ،النظام القانوني للحريات العامة في القانون المقارن ،مرجع سابق،
ص .100
-4طيبي أمقران ،مرجع سابق ،ص .27
- 98 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
العسكرية ،أو دخول بعض الرجال إلى بعض األماكن المخصصة للنساء ،كما تلزم الراجلين باستعمال
الممرات المخصصة لهم في الشوارع والطرق.1
تفرق الدول بين المواطنين واألجانب في ممارسة حرية التنقل الداخلي ،وذلك ألن المواطن يقيم
بناء على نص دستوري يخوله
داخل إقليم دولته وله حرية التنقل في كل مناطقه ألنه يمارس هذا الحق ً
ذلك ،بعكس األجانب الذين تلجأ السلطات اإلدارية المختصة إلى منعهم من االقتراب أو التنقل في بعض
األماكن كالمناطق العسكرية ،محطات الطاقة النووية والكهربائية وذلك العتبارات متعلقة باألمن القومي.2
وفًقا للنظام القانوني للحريات العامة السائد في الدول المختلفة ،نجد أن ممارسة حرية التنقل
تستبعد من حيث المبدأ نظام الترخيص المسبق ،فال يمكن فرض أي نوع من الرقابة المسبقة على ممارسة
هذه الحرية وفًقا الجتهاد القضاء اإلداري.3
ولهذا نجد أن القاضي اإلداري تصدى لكل اإلجراءات الضبطية غير المبررة بحماية النظام العام،
انتقاصا من حرية التنقل ،ففي قضية Carrierألغى مجلس الدولة الفرنسي قرار رئيس بلدية
ً والتي تشكل
تقع في منطقة جبلية ،حيث قرر المبدأ الخاص بحرية التنقل على األقدام في قضية أثارت الرأي العام
ار يقضي بمثول كل شخص من غير المقيمين
لخروجها عما هو متعارف عليه ،إذ أصدر رئيس البلدية قرًا
بالبلدية من أجل اإلدالء بمعلوماته الشخصية والرحلة المبرمجة مسبًقا ،وضرورة اصطحاب دليل سياحي
عند التنقل إلى الجبال الواقعة ضمن إقليم البلدية ،وذلك بهدف حمايتهم من المخاطر التي تنطوي عليها
تلك الرحالت .ألغى مجلس الدولة هذا القرار على أساس عدم توافق إجراء الترخيص المسبق _وما يمثله
4
أيضا قرار بلدي يتضمن منع تنقل وإقامة كل شخص
من قيد عام ومطلق_ مع حرية التنقل ،كما ألغى ً
مريض بالسل داخل إقليم البلدية ،5كما تراقب المحاكم اإلدارية بشكل مستمر الق اررات البلدية المتعلقة بمنع
تجول المتسولين وتنقل األطفال القصر.6
إن تصاعد التهديدات األمنية خالل السنوات األخيرة لم يمس بمبدأ وجوهر حرية التنقل والحركة،
نوعا من التنظيم المتشدد لهذه الحرية ،يظهر ذلك من خالل القيود التي فرضها قانون 18
لكنه فرض ً
-1أبو اليزيد علي المتيت ،النظم السياسية والحريات العامة ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية( ،د.س.ن) ،ص .186
-2محمد بكر حسين ،مرجع سابق ،ص ص .12-11
3
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 25.
4
- C.E, 13 mai 1927, Carrier, Rec. C.E 1927, p 538; D, 1928, 3, p 9, note J.J. CHEVALLIER.
5
- C.E, 17 octobre 1952, Syndicat climatique de Briançon, Rec. C.E, p 445, concl CHARDEAU.
6
- Henri OBERDOFF, op.cit, p 284.
- 99 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
1
- Henri OBERDOFF, op.cit, p 284.
يستعمل المشرع الفرنسي تعبير " " Gens de voyageوهو مصطلح إداري يقصد به مجموعة السكان الرحل الذين ال يملكون إقامة
ثابتة.
2
- Cécile CRICHTON, « Surveillance policière par drones : encadrement nécessaire », Dalloz actualité ,22
mai 2020, disponible sur le site :
https://www.dalloz-actualite.fr/flash/surveillance-policiere-par-drones-encadrement-necessaire#.YBs4lnnjLIU, consulté le:
03 février 2021, à 21:00.
3
- C.E, ord, 18 mai 2020, L’association « La Quadrature du Net » et la Ligue des droits de l’homme, n° s 440442
et 4400445, disponible sur le site du Conseil d’État :
www.conseil-etat.fr/content/download/155696/document/440442-440445, consulté le: 03 février 2021, à 21:00.
4
- Bastien LE QUERREC, « Le Conseil d’État ouvre l’espace aux drones », commentaire sur CE, ord, 18 mai
2020, Association « La Quadrature du Net » et Ligue des Droits de l’Homme, n°440442, n°440445, RDLF, n°
81, 2020, p 2, disponible sur le site :
http://www.revuedlf.com/droit-administratif/le-conseil-detat-ouvre-lespace-aux-drones-ce-ord-18-mai-2020-
association-la-quadrature-du-net-et-ligue-des-droits-de-lhomme-n440442-n440445/#, consulté le: 03 février
2021, à 21:00.
- 100 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1تنقل البدو الرحل :يعتبر التنقل بالنسبة لبعض الطوائف والمجموعات مثل البدو الرحل من مقومات
الهوية الثقافية ،حيث تقوم حياة المجموعة على التنقل المستمر ،ولهذا اعترفت المحكمة األوروبية لحقوق
اإلنسان بأن تنقل هؤالء في شكل قوافل يشكل جزًءا من عناصر الهوية.1
في فرنسا ،يميز القانون رقم 03-69بين أربع فئات من البدو الرحل ،حيث فرض عليهم حيازة
كتيب للتنقل والحركة ،وكان للمجلس الدستوري الفرصة لبحث مدى دستورية هذا الشرط في ق ارره رقم
،279-2012وذلك بعد تلقيه لمسألة أولوية دستورية من طرف مجلس الدولة حول األحكام التي جاء بها
القانون المذكور أعاله ،ومدى توافقها مع مبدأ المساواة بين المواطنين ،لكن المجلس الدستوري صرح
بدستورية الحكم التشريعي القاضي بإلزامية حيازة كتيب للتنقل بالنسبة لفئات البدو الرحل ،مع اقتراح تعديل
تسميته ب " دفتر التنقل".2
ينتقد أحد الفقهاء هذا االجتهاد الدستوري ،على أساس أنه احتفظ بشرط إلزامية حيازة دفتر التنقل
بالنسبة لكل شخص يتنقل دون أن يكون له مسكن أو إقامة ثابتة ،فمن خالل هذا الموقف حافظ المجلس
الدستوري على شرط حمل وثيقة إدارية تضع فئة البدو الرحل في موقف مهين وغير مقبول ،حيث لم
ينتهز الفرصة التاريخية إلدانة مبدأ التمييز في حد ذاته ،والذي يعكس استمرار التمييز ضد هذه الفئة.3
كما أن موضوع البدو الرحل يظهر أكثر حساسية عما كان عنه في الماضي ،لكن بسبب األزمة
االقتصادية يجب أال نتجاهل بأن الكثير من الناس يعيشون في سيارات ومنازل متنقلة دون أن يكونوا من
فئة البدو الرحل بالمعنى الدقيق للكلمة.4
كما قضى مجلس الدولة بأن العقوبات المترتبة على عدم تقديم دفتر التنقل تتنافى مع المادة
الثامنة من البروتوكول اإلضافي لالتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان الذي نص على ضمان حرية التنقل.5
في األخير ،يجب التنويه بأن القانون رقم 86-217المتعلق بالمساواة والمواطنة ،والذي عدل
بعض أحكام القانون رقم 61-2000المتعلق باستقبال وإسكان فئة البدو الرحل من أجل تسهيل سلطات
1
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 26.
2
- C.C, Décision n° 2012-279, QPC du 5 octobre 2012, M. Jean-Claude P, (Régime de circulation des gens du
voyage), JORF n° 0233, du 6 octobre 2012.
3
- Emmanuel AUBIN, « Le statut des gens du voyage devant le Conseil constitutionnel: la fin des
discriminations ? », A.J.D.A, 2012, p 2393.
4
- Michel VERPEAUX, « Gens du voyage : abrogation immédiate mais partielle de la loi du 3 janvier
1969 », Commentaire sur Cons. const, 5 oct 2012, n° 2012-279 QPC, Jean-Claude P, La Semaine Juridique
Administrations et Collectivités territoriales, n° 47, 26 Novembre 2012, 2375, p 12.
5
- C.E, 19 novembre 2014, n° 359223, cité par Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 27.
- 101 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المحافظين في تنفيذ عمليات اإلخالء القسري في حالة االحتالل غير الشرعي الذي يخل بالنظام العام،1
أدخل بعض التعديالت المتعلقة بالتزام الجماعات اإلقليمية في مجال التهيئة العمرانية لمناطق االستقبال،
كما حدد نتائج إلغاء النظام اإلداري المطبق على البدو الرحل وخاصة دفتر التنقل.2
بالنسبة للجزائر ،فهي تعرف منذ القدم ظاهرة البدو الرحل ،ورغم أن العديد من هؤالء األفراد غير
مسجلين في سجالت الحالة المدنية إال أنهم مواطنون جزائريون رغم تناقص أعدادهم بنسبة كبيرة،
وتفضيل الكثير منهم االستقرار في المدن والقرى .فبسبب تنقلهم من تراب والية إلى والية أخرى وفي
بعض الحاالت خارج الحدود الوطنية ،األمر الذي جعلهم غير مسجلين في السجالت الرسمية ،لهذا يرى
البعض أنه يجب أن تخصص مكاتب متنقلة خاصة بالحالة المدنية حتى يمكن تسجيل أوالد البدو الرحل،
وتوفير الرعاية الصحية لهم والحق في التعليم ،وتوفير منازل متنقلة مجهزة ذات مواصفات خاصة حتى
يسهل تفكيكها وإعادة تركيبها ،مع العلم أن تنقالت البدو الرحل لم تعد كبيرة مقارنة بالماضي.3
إن هذه الحلول هي أقل شيء يمكن عمله مع هؤالء المواطنين ،بالنظر إلى المبدأ الدستوري الذي
ينص على ضمان المساواة بين الجميع وعدم التمييز ألي سبب كان ،حيث أن هذه الفئة ال تتأخر عن
تأدية واجباتها الوطنية خاصة واجب االنتخاب.4
-2تنقل المرضى داخل المؤسسات الصحية ومؤسسات األمراض النفسية :يضمن القانون حرية التنقل
خصوصا في
ً للمرضى داخل المؤسسات الصحية ،ومع ذلك يمكن فرض بعض القيود على هذه الحرية
حالة اإلخالل باألمن العام.5
نظر للخطر الذي
في هذه الصورة من صور تنقل الراجلين تطرح مسألة إجبارية تلقي العالج ًا
ينطوي عليه تنقل المرضى في المحيط الخارجي ،وهو األمر الذي فصل فيه المجلس الدستوري الفرنسي
1
- Loi n° 2017-86, du 27 janvier 2017, relative à l'égalité et à la citoyenneté, JORF n° 0024, du 28 janvier 2017.
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 27.
2
-3كاهي مبروك ،مقال بعنوان " :على الدستور القادم مراعاة ظروف البلديات التي تضم البدو الرحل" ،منشور على موقع جريدة
الشروق أون الين ،بتاريخ 12جويلية ،2020تاريخ وزمن التصفح 04 :فيفري ،2021الساعة .13:00
https://www.echoroukonline.com/%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1-
%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%A9-
%D8%B8%D8%B1%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF%D9%8A/
-4أنظر المادة 132فقرة 02من األمر رقم ،01-21مؤرخ في 10مارس ،2021يتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام
االنتخابات ،ج ر العدد ،17صادرة في 10مارس ،2021معدل ومتمم باألمر رقم ،05-21مؤرخ في 22أبريل ،2021ج ر
العدد ،30صادرة في 22أبريل .2021
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 27.
5
بعد تلقيه مسألة أولوية دستورية بتاريخ 26نوفمبر ،12010حيث ضبط المشرع مفهوم " العالج النفسي
دون رضا المريض" ،والذي يطبق في ثالث حاالت كما هي محددة في المادة L.3211-22من قانون
الصحة العمومية ،في هذا اإلطار نجد حالة االستشفاء اإلجباري عن طريق المحافظ ،وهنا يعود
االختصاص للقاضي اإلداري في رقابة مشروعية هذا القرار ،أما الحالتين الثانية والثالثة فهي تخص
بناء على وجود خطر وشيك على صحة الشخص ،فيعود
بناء على طلب من الغير واالستشفاء ً
االستشفاء ً
االختصاص هنا للقاضي العادي.2
رغم الظروف االستثنائية المرتبطة بانتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد ،)19-فإن القاضي
اإلداري االستعجالي لمجلس الدولة الفرنسي أمر بوقف تنفيذ التدابير المتخذة من طرف وزير الصحة في
إطار الوقاية من انتشار فيروس كورونا المتحور ،حيث رأى بأن منع تنقل المرضى رغم ثبوت تلقيهم
للقاح المضاد للفيروس ينطوي على اعتداء جسيم وغير مشروع على حرية أساسية ،وقد جاء في األمر
االستعجالي لمجلس الدولة الصادر في 3مارس ... ":2021إن التدبير الذي يحظر بموجبه خروج
ضروريا
ً تدبير
ًا المقيمين في هذه المؤسسات ،والذي يتسم بالطابع العام والمطلق ،ال يمكن اعتباره
ومناسبا ،وبالتالي فهو ال يتوافق مع تدابير منع انتشار الفيروس...ولهذا فإن الطاعنين لديهم الحق
ً
في االدعاء بأن هذا التقييد ينطوي على اعتداء جسيم وغير قانوني على حرية التنقل".3
-3تنقل الرياضيين :فرضت الضرورة الملحة لمكافحة تعاطي المنشطات بالنسبة للرياضيين تعزيز آليات
الرقابة ،وهو ما يتطلب تقديم معلومات دقيقة ومحينة عن أماكن تواجد هؤالء ،وذلك من أجل السماح
بالكشف عن المواد المنشطة ،وقد اعتبر مجلس الدولة أن تعيين أماكن لمراقبة الرياضيين وكذا الفترات
التي يتم خاللها القيام بهذه الكشوفات ال تعتبر عائًقا أمام ممارسة حرية التنقل بالنسبة للرياضيين.4
ثانيا -األحكام المطبقة على تنقل الراجلين :يخضع تنقل الراجلين إلى مجموعة من القواعد واألحكام التي
نصت عليها القوانين والتنظيمات ،والتي تهدف إلى حماية النظام واألمن العموميين ،وتعزيز حرية اختيار
طريقة ممارسة هذه الصورة من صور حرية التنقل .تتجسد هذه األحكام من خالل منع اإلخفاء الكلي
للوجه أثناء التنقل ( ،)1وحرية الراجلين في اختيار طريقة التنقل (.)2
1
-C.C, décision n° 2010-71, QPC du 26 novembre 2010, Mlle Danielle S, (Hospitalisation sans consentement),
JORF n° 0275, du 27 novembre 2010.
2
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, pp 27-28.
3
- C.E, ord du 3 mars 2021, Mme B et autres, n° 449759, disponible sur le site : https://www.conseil-
etat.fr/Media/actualites/documents/2021/03-mars/449759.pdf, consulté le 4 mars 2021 ; à 20 :00.
4
- C.E, 24 février 2001, Union national des footballeurs professionnels et autres, Rec. C.E, 2001, p 934.
- 103 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1حظر اإلخفاء الكلي للوجه أثناء التنقل في األماكن العامة :نتج هذا المنع في فرنسا بعد صدور
القانون رقم 1192-2010المتعلق بحظر إخفاء الوجه في األماكن العامة ،1والذي أعلن المجلس
الدستوري عدم تعارضه مع الدستور ،وهو االتجاه نفسه الذي ذهبت إليه المحكمة األوروبية لحقوق
اإلنسان ،حيث ترى أن مفهوم العيش المشترك في المجتمع الفرنسي يتطلب االعتراف بالدور الذي يلعبه
الوجه في التفاعل االجتماعي ،2رغم أن أحكام القانون المذكور أعاله ال تستهدف أي دين معين ،لكن
الواضح أن المشرع الفرنسي يقصد بهذا المنع الحجاب اإلسالمي الكامل الذي يخفي الوجه أو كما يطلق
عليه النقاب أو البرقع.3
من جهة أخرى ،اعتبر مجلس الدولة الفرنسي أن إصدار هذا القانون باالستناد على مبرر حماية
الكرامة اإلنسانية للمرأة يتعارض مع المبدأ الدستوري الذي ينص على حرية المعتقد وممارسة الشعائر
الدينية ،فكل شخص له الحرية في العيش والحياة حسب معتقداته الشخصية ،وبالتالي فمن حق المرأة
ارتداء النقاب ،4ولهذا انتهى مجلس الدولة في رأيه إلى أنه ال يمكن فرض المنع الكامل لتغطية الوجه ًأيا
كانت صورته وشكله؛ ألن هذا اإلجراء من شأنه أن ينتهك مجموعة أخرى من الحقوق والحريات األساسية
كحرية التنقل والعمل وحرمة الحياة الخاصة.5
في هذا اإلطار ،أصدرت المديرية العامة للوظيفة العمومية واالصالح اإلداري في الجزائر تعليمة
مؤرخة في 4أكتوبر 2018تتعلق بواجبات الموظفين واألعوان العموميين في مجال اللباس .6تم تأسيس
هذه التعليمة على األحكام التي نص عليها األمر رقم 03-06المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة
العمومية ،الذي حدد الواجبات المهنية للموظف العمومي .لكن المالحظ أن هذه التعلمية جاءت بتحديد
جديد يتعلق باحترام قواعد ومقتضيات األمن واالتصال على مستوى اإلدارة العمومية ،والذي يتطلب تحديد
1
- Loi n° 2010-1192, du 11 octobre 2010, interdisant la dissimulation du visage dans l'espace public, JORF n°
0237, du 12 octobre 2010.
2
- C.C, décision n° 2010-613, DC du 7 octobre 2010, loi interdisant la dissimulation du visage dans l'espace
public, JORF n° 0237, du 12 octobre 2010.
3
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 28.
4
- Denys DE BÉCHILLON, « Voile intégral : éloge du Conseil d’État en théoricien des droits
fondamentaux», R.F.D.A, n° 3, mai-juin 2010, pp 467-468.
-5هبة بوكر الدين " ،مدى مشروعية إرتداء الحجاب والنقاب في فرنسا" ،مجلة التواصل في االقتصاد واإلدارة والقانون ،العدد ،38
جوان ،2014ص .218
-6المديرية العامة للوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري ،تعليمة مؤرخة في 4أكتوبر ،2018متعلقة بواجبات الموظفين واألعوان
العموميين في مجال اللباس ،أنظر الملحق رقم ،02ص .622
- 104 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
هوية الموظف العمومي بصفة آلية ودائمة ،حيث يجب أن يعكس لباس هذا الموظف القواعد العامة التي
تحكم سير المرافق العمومية وعلى وجه الخصوص مبدأ الحياد ،االستم اررية والشفافية.
انتهت التعليمة إلى التشديد على ضرورة التقيد الصارم بهذه األحكام ،واالمتناع عن ارتداء كل
منعا
لباس يعرقل ممارسة مهام المرفق العام ،وذكرت على وجه الخصوص "النقاب" الذي يمنع ارتداؤه ً
باتًا.
لم يتم الطعن باإللغاء ضد هذه التعليمة ،لكن بالمقارنة مع فرنسا قام مجلس الدولة برقابة
مشروعية مجموعة من الق اررات الضبطية البلدية المتعلقة بمنع الدخول إلى الشواطئ بلباس السباحة
المعروف ب" :البوركيني" أو لباس السباحة اإلسالمي المستعمل من طرف النساء ،وذلك في قراره الشهير
الصادر بتاريخ 26أوت 2016في قضية .1Burkini
حيث قام رئيس بلدية )Alpes-Maritimes( Villeneuve-Loubetبتاريخ 5أوت 2016بإصدار
قرار إداري مستحدثًا من خالله مادة جديدة في الئحة تنظيم الشواطئ ،منع بموجبها ارتياد الشواطئ خالل
الفترة من 25جوان إلى 15سبتمبر 2016لكل شخص ال يرتدي اللباس المناسب والمالئم لآلداب العامة
ومبادئ العلمانية وقواعد النظافة ،وقد كشفت جلسات المرافعة أن هذا القرار كان يستهدف حظر ارتداء
المالبس التي تكشف عن الهوية الدينية أثناء السباحة أو التواجد في شاطئ البحر.
تم الطعن على هذا القرار من طرف رابطة حقوق اإلنسان وجمعية الدفاع عن حقوق اإلنسان ضد
االسالموفوبيا في فرنسا ،وقد أصدر قاضي األمور المستعجلة للمحكمة اإلدارية لنيس ( )Niceبتاريخ 22
أمر في الشق العاجل ،أيد فيه قرار رئيس بلدية Villeneuve-Loubetالمتضمن حضر
أوت ً 2016ا
ارتداء لباس البوركيني في شواطئ المدينة.
اعتبرت المحكمة اإلدارية أن ارتداء مثل هذا اللباس من شأنه المساس بالقناعات الدينية الموجودة
از يؤجج التوتر بين السكان ،كما قالت
تحديا واستفزًا
ً لدى المستخدمين اآلخرين للشواطئ ،وقد تعتبر
المحكمة أن الشواطئ الفرنسية ليست المكان المناسب للتعبير عن المعتقدات الدينية ،فهي مكان فرنسي
انتهاكا
ً تنطبق عليه كل القوانين الفرنسية العلمانية ،وظهور النساء بشكل يشير التجاه ديني معين يعد
لقوانين الدولة ،وأن منع هذا النوع من اللباس ال ينطوي على أي معاملة عنصرية بل هو إجراء لحماية
النظام العام واآلداب العامة.
1
- C.E, 26 août 2016, Ligue des droits de l'homme et autres et Association de défense des droits de l'homme
;Collectif contre l'islamophobie en France n° 402742 et n° 402777,A.J.D.A, 2016, p 1599, note P Gervier
R.F.D.A, 2016, p 1227, note Pierre Bon.
- 105 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل :الباب األول
حيث،قامت رابطة حقوق اإلنسان بالطعن في هذا الحكم أمام مجلس الدولة بصفة مستعجلة
.أشارت إلى أن قرار حظر ارتداء النساء للباس البحر اإلسالمي على الشواطئ ينتهك حرية المعتقد
أشار القاضي اإلداري االستعجالي لمجلس الدولة إلى أنه إذا كان رئيس البلدية منوط به تنظيم
فإن عليه أثناء القيام بذلك احترام الحقوق والحريات التي كفلها،الشواطئ واألنشطة التي تمارس بها
وال يجوز لرئيس، ومن ثم فإنه يتعين وضع فكرة النظام العام في اإلطار الزماني والمكان المحدد،القانون
وأن التضييق على الحريات األساسية يتعين أن يتم حال،البلدية أن يؤسس ق ارره طبًقا العتبارات أخرى
.ظاهر
ًا مواجهة خطر ما يهدد النظام العام شريطة أن يكون هذا الخطر
) من شهر14( إن مشاعر الخوف والقلق لدى السكان بعد اعتداءات مدينة نيس في الرابع عشر
وال تكفي كسبب إلصدار، ال تصلح كمبرر لالعتداء على الحقوق والحريات العامة لألفراد2016 جويلية
كما وقد خلت أوراق الدعوى من إثبات الخطر الذي يمثله ارتداء األفراد لباس،القرار المطعون فيه
وعليه فإن قرار حظر ارتداء النساء للبوركينى يكون قد صدر على غير."البوركينى" على النظام العام
اعتداء على الحقوق والحريات األساسية كحرية التنقل وحرية المعتقد
ً ويمثل،سند من الواقع والقانون
.1وممارسة الشعائر الدينية
من قاضي األمور2016 أوت22 انتهى قرار مجلس الدولة إلى إلغاء الحكم الصادر بتاريخ
.Villeneuve-Loubet ووقف تنفيذ قرار رئيس بلدية،Nice المستعجلة بالمحكمة اإلدارية لمدينة
بسلطةVilleneuve-Loubet يالحظ أن قرار مجلس الدولة الفرنسي وبعد أن اعترف لرئيس بلدية
فإنه اشترط أن تكون هذه،ممارسة الضبط اإلداري من خالل تنظيم الدخول واستعمال الشواطئ
هذه االعتبارات لم تكن متوافرة في قرار رئيس،اإلجراءات في إطار حماية النظام العام والصحة العامة
1
- C.E, 26 août 2016, précité : « Il ne résulte pas de l'instruction que des risques de trouble à l'ordre public
aient résulté, sur les plages de la commune de Villeneuve-Loubet, de la tenue adoptée en vue de la
baignade par certaines personnes. S'il a été fait état au cours de l'audience publique du port sur les plages
de la commune de tenues de la nature de celles que l'article 4.3 de l'arrêté litigieux entend prohiber, aucun
élément produit devant le juge des référés ne permet de retenir que de tels risques en auraient résulté. En
l'absence de tels risques, l'émotion et les inquiétudes résultant des attentats terroristes, et notamment de
celui commis à Nice le 14 juillet dernier, ne sauraient suffire à justifier légalement la mesure d'interdiction
contestée. Dans ces conditions, le maire ne pouvait, sans excéder ses pouvoirs de police, édicter des
dispositions qui interdisent l'accès à la plage et la baignade alors qu'elles ne reposent ni sur des risques
avérés de troubles à l'ordre public ni, par ailleurs, sur des motifs d'hygiène ou de décence. L'arrêté
litigieux a ainsi porté une atteinte grave et manifestement illégale aux libertés fondamentales que sont la
liberté d'aller et venir, la liberté de conscience et la liberté personnelle. Les conséquences de l'application
de telles dispositions sont en l'espèce constitutives d'une situation d'urgence qui justifie que le juge des
référés fasse usage des pouvoirs qu'il tient de l'article L. 521-2 du code de justice administrative. Il y a
donc lieu d'annuler l'ordonnance du juge des référés du tribunal administratif de Nice du 22 août 2016 et
d'ordonner la suspension de l'exécution de l'article 4.3 de l'arrêté du maire de Villeneuve-Loubet en date
du 5 août 2016 ».
- 106 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
البلدية في تاريخ صدور القرار المطعون فيه ،كما أن هذا األخير ينطوي على مساس جسيم وعدم
مشروعية ظاهرة بالحريات األساسية لألفراد وعلى وجه الخصوص حرية التنقل وحرية المعتقد.
إن تحليل هذا االجتهاد القضائي يحيلنا إلى نتيجتين أساسيتين ،األولى هي نتيجة كالسيكية
لمفهوم النظام العام بعناصر المختلفة ،واعتباره مفهوم متطور ومتغير في الزمان والمكان ،وللقاضي
اإلداري السلطة التقديرية في إسقاط هذا المفهوم على النزاعات التي يفصل فيها حسب الظروف القائمة،
فرغم أن الجو العام السائد في مدينة نيس عقب هجمات 14أوت 2016كان يتميز باالحتقان ومشاعر
الغضب إال أنه اعتبر بأن الدخول بلباس البحر" البروكيني" ال ينطوي على أي تهديد للنظام العام،
والثانية أن المساس بحرية المعتقد ينتج عنه مباشرة المساس بحرية التنقل ،من خالل منع التنقل إلى
الشواطئ بهذا اللباس ،فنكون بالنتيجة أمام إجراء ضبطي استهدف حرية معينة ونتيجته كانت لها مفاعيل
على حرية أخرى.
هناك من الفقه من لم يستسغ قرار مجلس الدولة ،حيث يرى أن إجراء فرض لباس معين ال ينتهك
خصوصا حرية التنقل ،وهذا باالستناد على االجتهاد الدستوري المتعلق بقانون
ً الحقوق والحريات األساسية
حظر إخفاء الوجه في األماكن العامة ،والذي مفاده أن المرأة التي تغطي كامل جسمها تكون بتصرفها هذا
قد خالفت المبادئ الدستورية في المساواة والحرية.1
بعد الهجمات التي تعرضت لها مدينة Niceو Saint-Etienne-du-Rouvrayكيف أمكن
لرؤساء البلديات أن يتغاضوا عن كون أن ارتداء لباس السباحة " البروكيني" يمكن أن يعتبر من طرف
البعض كمظهر يزيد من استفزاز المواطنين؟ في إطار هذا السياق جاءت ق اررات بعض رؤساء البلديات
بمنع السباحة في الشواطئ بلباس " البوركيني" ،وهنا يطرح التساؤل حول فكرة حماية النظام العام في
2
شواطئ البحر؟
في هذا اإلطار ،ليس المقصود الدخول في الجدال حول الهوية وموقع اإلسالم في المجتمع
الفرنسي ،لكن ببساطة يكمن اإلشكال في التساؤل حول مشروعية الق اررات المتخذة من طرف رئيس البلدية
في إطار ممارسته لسلطة الضبط البلدي ،ألنه حتى تكون تلك الق اررات مشروعة يجب أن تكون الغاية
1
- Noelle LENOIR, « Droit et valeurs fondamentales À propos de l'Ordonnance du Conseil d'État du 26
août 2016 sur le burkini », La Semaine Juridique Edition Générale n° 36, 5 Septembre 2016, 910, p 4.
2
- Marc-Antoine GRANGER, « La liberté est la règle, la restriction de police l'exception: Burkini et
maintien de l'ordre public sur les rivages de la mer », A.J.C.T, 2016, p 529.
- 107 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
منها هي حماية النظام العام ،هذا األخير يشكل الهدف من ممارسة سلطات الضبط اإلداري ،فهل لباس
1
"البوركيني" يهدد النظام العام؟
الجواب يكمن في تشجيع الحل الذي اعتمده القاضي اإلداري االستعجالي على مستوى مجلس
الدولة الفرنسي ،ألنه ترفع عن الدخول في الجدال الديني ،وأكد على التقليد الليبرالي للقانون الذي حسبه
تعتبر الحرية هي القاعدة والتقييد هو االستثناء ،كما أنه يلبي حتمية األمن القانوني المتوقع من القاضي
الذي يندرج ضمن اتجاه قضائي معروف منذ قرار مجلس الدولة الشهير في قضية Benjaminفي 19
ماي ،1933خارج هذا اإلشكال القانوني ،إذا كان يجب طرح السؤال حول مكانة اإلسالم في المجتمع
الفرنسي فهذا يندرج ضمن السياق السياسي.2
قانونا من أجل التدخل لحماية
ً إن سلطات الضبط اإلداري على المستوى المحلي غير مؤهلة
المبادئ الدستورية والحقوق والحريات األساسية ،لكن دورها يقتصر على اتخاذ اإلجراءات الضبطية
الالزمة لحماية وصيانة النظام العام الذي اعتبره المجلس الدستوري كوظيفة لها قيمة دستورية ،3وعليه فإن
حماية مبدأ علمانية الدولة ال يمكن أن يكون هو نفسه الغرض المستهدف من إجراءات الضبط اإلداري
المحلي.4
-2حرية اختيار وسيلة التنقل :تمارس حرية التنقل حسب الوسيلة التي يريدها الفرد ،سواء يتنقل بواسطة
مظهر من
ًا المشي على األقدام أو باستخدام مركبة ،فنجد أن التخييم ألغراض السياحة والذي يشكل
مظاهر ممارسة حرية التنقل قد اعترف به مجلس الدولة كحرية لألفراد ،5لكن من جهة أخرى فإن إقامة
وتركيب مساحات للتخييم هو نشاط منظم بموجب قانون التهيئة العمرانية.6
1
- Pierre BON, « Le « burkini » au Conseil d'État», note sous Conseil d'État, 26 août 2016, Ligue des droits de
l'homme et autres et Association de défense des droits de l'homme Collectif contre l'islamophobie en France
n° 402742 et n° 402777, R.F.D.A, 2016, p 1227.
2
- Marc-Antoine GRANGER, op.cit, p 529.
3
- C.C, décision n° 89-261, DC du 28 juillet 1989, loi relative aux conditions de séjour et d'entrée des étrangers
en France, JORF n° 0177, du 1 août 1989.
4
- Pierre BON, op.cit, p 1228.
5
- C.E, 14 février 1958, Abisset, Rec. C.E, 1958, p 58, concl Marceau LONG.
6
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 28.
- 108 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
جهة أخرى تضاعف أرقام حوادث المرور .لهذا نجد أن القواعد القانونية المنظمة لهذا المجال تهدف ً
دائما
لخلق نوع من المدنية والتحضر لدى السائقين ،ومرونة أكثر في حركة التنقل بالمركبات ،وبشكل عام
ضمان أكبر قدر من األمان في الطرق العامة ،5وهذا ما عبر عنه المشرع الجزائري صراحة في نص
المادة األولى من القانون رقم 14-01التي جاء فيها " :يهدف هذا القانون إلى تحديد القواعد المتعلقة
بتنظيم حركة المرور عبر الطر وسالمتها وأمنها.
ويهدف ،بهذه الصفة ،خصوصا إلى ما يأتي - :تقليص وضعية انعدام األمن في الطرقات.6 "...
يظهر التشدد في تنظيم حرية التنقل بواسطة المركبات من خالل النص على جملة من الشروط
الستعمال المركبات (أوال) ،إضافة لتكريس القاضي اإلداري لمجموعة من المبادئ العامة التي تحكم
استعمال المركبات في الطرق العمومية (ثانيا).
أوال -شروط التنقل باستعمال المركبات :نص القانون على جملة من الشروط المتعلقة بسائق المركبة
( ،)1وشروط أخرى خاصة بالمركبة ذاتها (.)2
-1رامز محمد عمار ،حقوق اإلنسان والحريات العامة ،مكتبة نرجس( ،د.م.ن)( ،د.ت.ن) ،ص .225
2
- Saydou TRAORÉ, « Permis de conduire », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, fasc. n° 207, date de
fascicule : 21 octobre 2011, date de la dernière mis à jour : 8 juillet 2018, p 5.
3
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 28.
4
- C.E, 8 aout 1919, Labonne, Marceau LONG, Prosper WEIL, Guy BRAIBANT, Pierre DELVOLVÉ, Bruno
GENEVOIS, op.cit, n° 35, p 219.
5
- Henri OBERDOFF, op.cit, p 285.
-6المادة األولى من القانون رقم ،14-01مرجع سابق.
- 109 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
نظر للخطورة التي تنطوي عليها قيادة المركبات فليس بإمكان أي شخص
-1الشروط المتعلقة بالسائقً :ا
قيادتها ،لهذا يجب الستعمالها تحقق شرط القيادة المادية ،هذا الشرط ال يترجم من الناحية القانونية إال
بموجب الحصول على رخصة سياقة ،وذلك على النحو اآلتي:
رمز للحرية الفردية واالستقاللية في الحضارة الحديثة،
أ -شرط تحقق صفة السائق :تشكل المركبة ًا
وممارسة هذه الحرية تتجسد من خالل الحق في السياقة المشروط بالحصول على رخصة ،هذه األخيرة
عبارة عن ترخيص إداري يثبت القدرة على قيادة المركبة ،ولهذا نجد أن عصرنة نظام رخصة السياقة
حقيقيا لألمن المروري.1
ً طا
أصبح ضاب ً
إن قيادة المركبة ال تتم إال بوجود شخص طبيعي يقودها يدعى السائق ،ولما كان هذا األخير هو
المسؤول عن القيادة فقد خول القانون لهيئات الضبط اإلداري عملية مراقبته من خالل التحقق من صفته
كسائق ،ومدى احترامه لقواعد السالمة المرورية ،2وبالعودة للمادة الثانية من القانون رقم 14-01نجدها
تعرف السائق بأنه ":السائق ،كل شخص يتولى قيادة مركبة بما فيها الدراجات العادية والدراجات النارية
أو يسو حيوانات الجر والحمل والركوب والقطعان عبر الطر أو يتحكم فعال في ذلك.3"...
وبما أن السائق هو من يتولى القيادة المادية للمركبة ،فإن اكتساب صفة السائق ال يتحقق بمجرد
حدوث فعل القيادة ،والذي يمكن ألي شخص القيام به ،بل إن اكتساب هذه الصفة بمفهومها القانوني
يتوقف على حصول الشخص المعني على رخصة السياقة ،4وهذا ما يجعلنا أمام نظام الترخيص المسبق
حتى يمكن ممارسة حرية التنقل بواسطة المركبات.5
ب -شرط الحصول على رخصة السياقة :عرف المشرع الجزائري رخصة السياقة بأنها ":ترخيص إداري
يؤهل حائزه لقيادة مركبة في المسالك المفتوحة لحركة المرور" 6،وبمناسبة تعديل القانون رقم 14-01
المذكور سابًقا سنة ،2009استحدث المشرع نظام رخصة السياقة بالنقاط من أجل جعل السائق يتحمل
مسؤولياته ،ودعم مكافحة انعدام األمن في الطرق ،حيث عرفها المشرع بأنها ":نظام الرخصة بالنقاط أداة
1
- Saydou TRAORÉ, op.cit, p 4.
-2سعيدة لعموري " ،الوقاية من حوادث المرور في التشريع الجزائري" ،مجلة االجتهاد القضائي ،العدد ،15سبتمبر ،2017ص
.297
-3المادة 2من القانون رقم ،14-01مرجع سابق.
-4سعيدة لعموري ،مرجع سابق ،ص .297
5
- Henri OBERDOFF, op.cit, p 285.
-6المادة 2من القانون رقم ،14-01مرجع سابق.
- 110 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
معيارية وبيداغوجية ،يهدف إلى جعل السائقين يتحملون مسؤولياتهم تجاه مخالفاتهم لقواعد حركة
المرور من خالل نظام تسيير النقاط المخصصة لكل حائز رخصة سياقة".1
قبل تسليم رخصة السياقة يجب أن يخضع السائق لتكوين نظري وعملي يشمل دروس نظرية
وأخرى تطبيقية من أجل اإلحاطة بقواعد قانون المرور ،ثم تتبع هذه الدروس بمجموعة من االختبارات
التطبيقية للتأكد من كفاءته للحصول على رخصة السياقة ،2وفي هذا اإلطار تنص المادة 177من
المرسوم التنفيذي رقم 381-04على ":ال يجوز ألحد أن يسو سيارة أو مجموعة مركبات إذا لم يحمل
رخصة سياقة صالحة من الناحية القانونية سلمه إياها وباسمه والي الوالية التي يوجد بها مقر سكناه،
بعد أخد رأي بالموافقة من ممتحن رخصة السياقة" ،3وقبل الحصول على رخصة السياقة النهائية تسلم
للسائق الذي نجح في مختلف االختبا ارت التنظيمية اإلجبارية رخصة سياقة اختبارية مؤقتة صالحة لمدة
شهر .4
أربعة وعشرين (ً )24ا
يخصص لرخصة السياقة بالنقاط رصيد نهائي يحدد بأربعة وعشرين ( )24نقطة يتم تخفيضه بقوة
القانون في حالة ارتكاب صاحب الرخصة للمخالفات المنصوص عليها ،بينما يخصص لرخصة السياقة
خالل الفترة االختبارية رصيد أولي مقداره أتنثي عشر ( )12نقطة.5
اعتبر المجلس الدستوري الفرنسي أن نظام رخصة السياقة بالنقاط ومع مراعاة الغرض من هذا
هنا بالضمانات المكرسة من طرف المشرع ال ينتهك حرية التنقل ،6كما رفض مجلس الدولة
النظام ور ً
تحويل مسألة أولوية دستورية إلى المجلس الدستوري بخصوص رخصة السياقة بالنقاط ،على اعتبار أن
القاضي اإلداري يأخذ في رقابته بعين االعتبار طبيعة المخالفات المرتكبة ،والنقاط المرتبطة بها وكذا
المدة المحددة لتعليق الرخصة.7
إن الرقابة التقنية للمركبات رغم األهمية التي تنطوي عليها إال أنها ال تحقق من الناحية العملية
كل األهداف المنشودة منها ،وذلك لعدة أسباب منها ما هو راجع لقصور النصوص التشريعية حيث أن
إلزامية هذه الرقابة تقتصر على السيارات دون غيرها من المركبات ،ومنها ما يعود للمكلف بالرقابة من
خالل عدم احترام مقتضيات النصوص التشريعية والتنظيمية.1
ج -شهادة تأمين المركبة :حددت المادة 191من المرسوم التنفيذي رقم 381-04المذكور سابًقا ،أنواع
الوثائق التي يجب أن يتوافر عليها كل سائق مركبة ومن بينها شهادة التأمين ،2هذه األخيرة جعلها المشرع
وثيقة إلزامية على صاحب المركبة ،حيث تنص في هذا اإلطار المادة األولى فقرة 01من األمر رقم
15-74على ":كل مالك مركبة ملزم باالكتتاب في عقد تأمين يغطي األضرار التي تسببها تلك المركبة
للغير وذلك قبل اطالقها للسير".3
فقد اتجهت معظم التشريعات العالمية إلى فرض إجراء التأمين اإلجباري على أصحاب المركبات
ذات المحرك ،بحيث يغطي هذا التأمين األضرار التي من الممكن أن تتسبب بها المركبة .المالحظ في
هذا اإلطار أن التأمين اإللزامي في حركية مستمرة وتوسع إلى مجاالت النشاط اإلنساني الذي يعتبر
التأمين على المركبات أبرز صورة له من الناحية العملية ،وهذا راجع لالنتشار الكبير الستعمالها في
مقابل ارتفاع األخطار التي تنتج عنها.4
العمومية :يخضع استعمال الطرق العامة لثالثة مبادئ ثانيا -المبادئ التي تحكم التنقل في الطر
أساسية اعترف بها القضاء اإلداري ،وهي مبدأ الحرية ( ،)1المساواة ( )2والمجانية (.)3
-1حرية التنقل في الطر العمومية :مقتضى هذا المبدأ الحرص على تهيئة كل ما من شأنه تسهيل
الزما على وجه
ً استعمال الطرق العمومية من طرف األفراد .وتدخل السلطات اإلدارية هنا يكون
الخصوص مع اقتران استعمال الطريق العام بحرية مكفولة دستورًيا هي حرية التنقل.5
-1سليم سعيفان أحمد ،الحريات العامة وحقوق اإلنسان ،ج الثاني ،النظام القانوني للحريات العامة في القانون المقارن ،مرجع سابق
ص ص .110-109
-2خليفة ثامر الحميده ،مرجع سابق ،ص .283
3
- C.E, 15 mars 1968, Syndicat national des automobilistes, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000007636620, consulté le: 05 février 2021, à 21:00.
-4خليفة ثامر الحميده " ،دور الضبط اإلداري في حماية أمن الطر :دراسة في التشريع الكويتي" ،المجلة العربية للدراسات األمنية
والتدريب ،المجلد ،20العدد ،39فبراير ،2005ص .287
5
-C.E, 22 février 1991, Commune de Bagnères de Luchon c. Loquet, requête numéro 90381, disponible sur le
site : https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000007745788, consulté le: 05 février 2021, à 21:00.
6
- C.C, décision n° 79-107 DC du 12 juillet 1979, précité.
- 114 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
القضاء اإلداري اعترف بشرعية إنشاء المواقف المدفوعة للسيارات التي تنشئها البلديات من أجل تسهيل
حركة التنقل .هذه االستثناءات ال تؤثر على مبدأ المجانية على اعتبار أن دفع الرسوم يكون فقط في حالة
استعمال الطريق السيار أو الجسور ،أما استعمال مواقف السيارات فيرجع للحاجة لتسهيل حركة التنقل.1
-1سليم سعيفان أحمد ،الحريات العامة وحقوق اإلنسان ،ج الثاني ،النظام القانوني للحريات العامة في القانون المقارن ،مرجع سابق،
ص .109
2
- C.E.D.H, 22 mai 2001, Baumann c/ France, requête n° 33592/96, R.D.P, 2002, p 706.
3
- Cass 1er Civ, 28 novembre 1984, (3 arrêts), n° 83-16.552, n°83-14.064, Bonnet, Buisson, Lisztman, R.F.D.A,
1985, p 761.
4
- C.E, Ass, 8 avril 1987, Ministre de l’Intérieur et de la décentralisation c/ M. Peltier, R.F.D.A, 1987, p 608,
note B. Pacteau, A.J.D.A, 1987, p 327, chron M. Azibert et M. Boisdeffre.
5
- Henri OBERDOFF, op.cit, p 289.
- 115 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
مبررات تقييد حق خروج المواطن من اإلقليم الوطني وعالقتها بحماية النظام واألمن العموميين ،ويظهر
ذلك بشكل أساسي من خالل حق السلطات اإلدارية المختصة في تقييد استعمال جواز السفر.1
لقد نتج عن تطور الحياة المعاصرة تعدد وتنوع وسائل التنقل ،وفي الوقت نفسه تزايدت الهواجس
األمنية المرتبطة بظاهرة الجريمة المنظمة ،األمر الذي جعل من حق التنقل للخارج ليس بالمطلق بل
يخضع لمجموعة من القيود الصارمة ،حيث تفرض الدولة على كل مواطن يريد التنقل إلى الخارج حيازة
وثيقة جواز السفر (الفرع األول) ،كما يشترط في التنقل إلى بعض الدول الحصول على تأشيرة دخول
(الفرع الثاني) ،زيادة على اشتراط ترخيص مسبق للسفر بالنسبة لبعض الفئات والحاالت (الفرع الثالث).
بإصدار هذه الوثيقة ،بما فيها الحالة التي يكون فيها المواطن متو ً
اجدا في إقليم دولة أخرى.4
يسمح جواز السفر من حيث المبدأ ألي شخص بمغادرة اإلقليم الوطني مع استثناء األشخاص
المشمولين بإجراء المنع من مغادرة اإلقليم ،لهذا فقد ألغى مجلس الدولة الفرنسي اإلجراء المتضمن فرض
تأشيرة على األجانب للخروج من اإلقليم ،5في المقابل اعترف المجلس الدستوري الفرنسي بأن رعايا الدول
التي ال تنتمي للمجموعة االقتصادية األوروبية قد يطلب منهم اإلعالن عن نيتهم في مغادرة األراضي
الفرنسية وتقديم تأشيرة خروج عندما يكون ذلك ضرورًيا لألمن القومي.6
1
- Stéphane DOUMBÉ-BILLÉ, « La liberté de déplacement des Français à l'étrange », La Semaine Juridique
Edition Générale, n° 46, 11 Novembre 1987, doctr, 3305, p 9.
2
- Ibid, p 4.
3
- C.E, ord, 26 avril 2005, n° 279842, Said M’Lamali, Rec. C.E, 2005, p 1034.
4
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, pp 30-30.
5
- C.E, 22 mai 1992, GISTI, R.F.D.A, 1993, p 567, concl R. Abraham.
6
- C.C, décision n° 93-325, DC du 13 août 1993, loi relative à la maîtrise de l'immigration et aux conditions
d'entrée, d'accueil et de séjour des étrangers en France, JORF n° 190, du 18 août 1993.
- 116 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
إن حيازة جواز السفر هو في الحقيقة اعتراف من طرف السلطات اإلدارية المختصة للمواطن بأنه
قادر على مغادرة اإلقليم ،وعليه فإن الدولة ال يمكنها أن تمنع المواطن من ممارسة حرية التنقل ،بل
العكس عليها تسهيل عملية إصدار الوثائق الضرورية للسفر ،وأهمها جواز السفر الذي ال يمكن االستغناء
عنه في السفر إلى الخارج.1
وعليه ،تشترط جميع الدول على األفراد أثناء الخروج من إقليم الدولة استظهار وثيقة للسفر مسلمة
من طرف السلطات اإلدارية المختصة ،هذه الوثيقة تمنح لكل مواطن يتمتع بجنسية الدولة التي ينتمي
إليها ،وهو ما يقتضي تحديد مفهوم جواز السفر(أوال) ،ثم عرض نظامه القانوني (ثانيا).
أوال -تعريف جواز السفر :عرف بعض الفقه جواز السفر بأنه " :الوثيقة التي تثبت شخصية وجنسية
ومحل إقامة حاملها وتسمح له بالسفر بحرية" ،2كما عرفه البعض اآلخر بأنه ":وثيقة رسمية مكتوبة
تصدر عن الدولة ،تمكن حاملها من مغادرة البالد والعودة إليها ،وتتضمن إثبات جنسية وشخصية
حاملها ،كما تتضمن المعلومات والبيانات التي تتمتع بقوة االثبات لتوثيقها من قبل الموظف العام
3
أيضا الوثيقة التي تصدرها السلطات اإلدارية المختصة في الدولة التي يتبعها
المختص" ،ويقصد به ً
المواطن ،تبرز من خاللها شخصية حامل الجواز ،وجنسيته ،وموطنه ،وتاريخ ميالده ،باإلضافة للعالمات
الجسدية المميزة.4
هناك من يرى أن جواز السفر يمثل وثيقة هوية دولية ،حيث ال يمكن للشخص الدخول إلى إقليم
دولة أخرى دون الحصول على هذه الوثيقة التي تسلمها له الدولة التي يحمل جنسيتها ،وتعتبر بمثابة
ترخيص لمغادرة اإلقليم الوطني.5
أخيرا ،هناك من يرى بأن جواز السفر هو الوثيقة الرسمية المعترف بها على الصعيد الدولي،
ً
استعماال في تنقل األشخاص بين الدول ،تصدرها السلطة اإلدارية المختصة في الدولة ،سواء
ً واألكثر
1
- Henri OBERDOFF, op.cit, p 289.
-2طارق حسين الباقوري ،دور الشرطة في حماية حرية التنقل مع التطبيق على المنع من السفر ،الناشر المؤلف ،2006 ،ص
.194
-3محمد عودة الجبور ،مكافحة تزوير الجوازات ووثائق السفر ،ط األولى ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،المركز العربي
للدراسات األمنية والتدريب ،الرياض ،1987 ،ص ص .21-20
-4صادق هشام علي ،الجنسية والموطن ومركز األجانب ،ج الثاني ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،1977 ،ص .34
-5محمد السيد عرفة "،جواز السفر وأهميته كوثيقة أمنية" ،مجلة األمن والحياة ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،المجلد ،17
العدد ،188ماي ،1998ص 54؛ طيبة الغيالن " ،يلعب دو ار كبي ار في التعريف بحامله جواز السفر...وثيقة المرور الدولي"،
مجلة الديبلوماسي ،معهد األمير سعود الفيصل للدراسات الديبلوماسية ،العدد ،54مارس ،2011ص ص .37-36
- 117 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
اإلدارة المخولة بذلك على المستوى الداخلي أو السلطات الدبلوماسية المعتمدة في الخارج ،تثبت فيه هوية
حامله ،وتسمح له بالسفر للخارج بكل حرية.1
هذا التعريف األخير يعتبر األنسب واألكثر شمولية ،حيث تضمن جميع عناصر تعريف جواز
السفر من حيث وظيفة الجواز والسلطة المختصة بإصداره.
لم يقم المشرع الجزائري بتعريف جواز السفر ،لكنه أشار إلى وظيفة هذه الوثيقة ،فهو من جهة
وثيقة إلثبات الهوية والجنسية ،ومن جهة أخرى وثيقة سفر لمغادرة التراب الوطني والعودة إليه ،حيث
تنص في هذا اإلطار المادة 6فقرة 02من القانون رقم 03-14على ":ويثبت جواز السفر في الوقت
نفسه هوية وجنسية حامله ،ويسمح له بمغادرة التراب الوطني أو العودة إليه طبقا للتشريع والتنظيم
المعمول بهما".2
فوظيفة جواز السفر تظهر باعتباره وثيقة مرور تسمح لحامله مغادرة البالد والعودة إليها ،وذلك
وفًقا لترتيبات إدارية وتنظيمية محددة ،إضافة لكون جواز السفر وثيقة رسمية له قيمة في اإلثبات سواء
من ناحية جنسية حامله أو من ناحية البيانات والمعلومات التي يتضمنها الجواز ذاته ،فهو وثيقة إثبات
شخصية تطلبها مختلف الجهات الرسمية لتوثيق المعامالت الرسمية في مجاالت التوظيف والصحة
والتأمينات ،ويتمتع بذات القيمة في الداللة على جنسية وهوية حامله في مختلف التعامالت بين األفراد.3
وقد دفعت االعتبارات األمنية معظم الدول في العالم لتنظيم عملية سفر مواطنيها إلى الخارج،
وكذا دخول األجانب إليها بموجب قوانين وأنظمة ،بحيث يمنع مغادرة إقليم الدولة أو دخولها إال بموجب
جواز سفر أو أية وثيقة رسمية أخرى تقوم مقامه ،وذلك تحت طائلة التجريم الجنائي والمنع اإلداري ،لهذا
تولت الدولة عملية إصدار جواز السفر باعتباره الوثيقة الرسمية للسفر ،4وهو ما نص عليه المشرع
-1زروتي الطيب ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2015 ،ص
.126
-2المادة 6فقرة 02من القانون رقم ،03-14مرجع سابق .وهو األمر نفسه الذي نص عليه المشرع في األمر رقم ،36-69حيث
تنص المادة األولى فقرة 01منه على ":تثبت في وثيقة السفر هذه ،في آن واحد ،هوية وجنسية حاملها .وتمكنه من القيام بالسفر
إلى الخارج" ،وهو ما أعاد تأكيده في األمر رقم ،1-77حيث تنص المادة 2منه على ":تتضمن وثيقة السفر الدمغة الجافة لخاتم
الدولة .وهي تثبت هوية وجنسية صاحبها".
-3محمد عودة الجبور ،مرجع سابق ص ص .22-21
-4مرجع نفسه ،ص .27
Jaques ROBERT, Libertés publiques, 2ème éd, Montchrestien, Paris, 1977, p 325.
- 118 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الجزائري في المادة 2من القانون رقم 03-14التي جاء فيها ":يجب على كل مواطن يسافر إلى الخارج
أن يكون حامال ألحد سندات السفر اآلتية- :جواز السفر.1"...
ثانيا -النظام القانوني لجواز السفر :بتحليل نصوص القانون رقم 03-14المتعلق بسندات ووثائق
السفر ،يمكن تحديد النظام القانوني الذي يحكم جواز السفر ،وذلك من حيث أنواع جوازات السفر التي
تسلمها الدولة الجزائرية ( ،)1وكذا إجراءات الحصول عليها (.)2
-1أنواع جوازات السفر :تتنوع جوازات السفر التي تصدرها السلطات الجزائرية ،فهناك الجوازات العادية،
أخير جوازات المصلحة ،وهذا ما نصت عليه المادة 2فقرة 01من القانون رقم ،03-14
الديبلوماسية و ًا
التي جاء فيها ":يجب على كل مواطن يسافر إلى الخارج أن يكون حامال ألحد سندات السفر اآلتية:
-جواز السفر،
-جواز سفر ديبلوماسي،
-جواز سفر المصلحة" ،2كما تم استحداث نظام جواز السفر االستعجالي ،إضافة لجواز السفر الخاص
بالحج ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -جواز السفر العادي :يمنح هذا النوع من الجوازات لكافة المواطنين ،وهو يمثل الشكل الغالب لجوازات
السفر التي يتم إصدارها.
ب -جواز السفر الديبلوماسي :يستفيد من هذا الجواز الموظفين العاملين بالسلك الديبلوماسي والقنصلي،
وكذا بعض الشخصيات السامية في الدولة كرئيس الدولة ،الوزير األول ،الوزراء ،وكذا العاملين لدى
المنظمات الدولية .ويمنح هذا الجواز لحامله امتيازات عند الدخول والخروج من المنافذ الحدودية والتفتيش
لدى المصالح الجمركية ،ألنه في الغالب نجد أن أصحاب هذا النوع من الجوازات يتمتعون بالحصانة
الديبلوماسية.3
ج -جواز السفر لمهمة :أطلق المشرع على هذا النوع من الجوازات مصطلح "جواز سفر المصلحة"،
ويمنح لألشخاص الذين يتم إرسالهم ضمن وفود إلى الخارج في مهام رسمية لحساب الحكومة ،ويشتغلون
في مناصب رسمية في الدولة ،وهذا من أجل تمثيل الدولة في المؤتمرات واالجتماعات الدولية ،ويسري
هذا النوع من الجوازات طيلة المدة المحددة للمهمة الموفد إليها حامله.1
د -جواز السفر االستعجالي :حدد المرسوم التنفيذي رقم 58-16الحاالت التي يتم فيها إصدار هذا النوع
من جوازات السفر ،وهي في مجملها تتعلق بالحاالت االستعجالية المرتبطة بضرورة السفر إلى الخارج
ألسباب عائلية ،مهنية ،إدارية ،صحية أو في حالة ضياع جواز السفر أو تلفه أو سرقته أو الحاجة إلى
جواز سفر قيد الصالحية من أجل تسوية الوضعية اإلدارية للجزائريين في الخارج.2
تصدر الدولة هذا النوع من الجوازات للمواطنين الذين يحتاجون للسفر بشكل مستعجل ،وفي ظل
ظروف عير عادية حيث ال يمكن إصدار جواز سفر عادي كامل الصالحية ،وذلك عندما تقدر السلطات
اإلدارية المختصة أن الشخص لديه حاجة مبررة للسفر بصفة مستعجلة ،وهو عادة دفتر بحجم جواز
السفر العادي ،ولكن بعدد صفحات أقل مع وقت صالحية محدد ،وهذا من أجل تسهيل عملية العودة إلى
الدولة األصلية أو إلجراء سفر قصير األجل.3
ه -جواز السفر الخاص بالحج :يتعلق هذا النوع من جوازات السفر بعمليات التنقل ألداء مناسك الحج
في األراضي اإلسالمية المقدسة ،وهو عبارة عن كتيب غالفه باللون األزرق وأوراقه الداخلية باللون
األخضر.
دائما وثيقة السفر األساسية وهي جواز
غير أن هذه الوثيقة ليست بسند سفر بحد ذاتها بل تتبع ً
سنويا حيازة
ً السفر ،فمن بين الشروط المطلوبة للتسجيل في قرعة الحج التي تعلن عنها و ازرة الداخلية
جواز سفر بيومتري قيد الصالحية ،4بمعنى أن جواز السفر الخاص بالحج ال يكفي وحده للتنقل إلى
البقاع المقدسة.
-1حمدي أبو السيد عويس ،الحماية التشريعية والقضائية لحق الهجرة ،ط األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2011 ،ص
.44
-2أنظر المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،58-16مرجع سابق.
آليا ،وثائق السفر للطوارئ ،الجزء الثامن ،منظمة الطيران المدني الدولي ايكاو ) ،(ICAOط السابعة،
-وثائق السفر المقروءة ً
3
،2015ص .2
-4ملحق اإلعالن عن التسجيالت لقرعة الحج لموسمي 2020و ،2021يحدد شروط التسجيل في قرعة الحج ،منشور على الصفحة
الرسمية لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية على موقع التواصل االجتماعي فايسبوك .Facebook
- 120 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
حدد قرار وزير الداخلية المؤرخ في 15جويلية 2008المواصفات التقنية لجواز السفر الخاص
بالحج ،وكذا شروط إعداد وتسليمه ،كما تحدد مدة صالحيته بفترة شعيرة الحج إلى األراضي المقدسة.1
-2إجراءات الحصول على جواز السفر :اشترط المشرع الجزائري المرور على مجموعة من اإلجراءات
الضرورية من أجل الحصول على جواز السفر ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -تقديم ملف الحصول على جواز السفر :من أجل الحصول على جواز السفر يتطلب األمر توافر
مجموعة من الشروط في طالب الحصول على هذه الوثيقة ،وهذا حتى يتسنى للجهات اإلدارية المختصة
القيام بإجراء التحقيق اإللكتروني ،وذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -شروط الحصول على جواز السفر :يخضع استخراج الوثائق والمستندات الرسمية لجملة
من الشروط والمتطلبات التي يتعين على المستفيد من تلك الوثيقة إثباتها ،وتختلف تلك الشروط وتتدرج
تبعا ألهمية الوثيقة أو المستند ،فكل ما كانت الوثيقة ذات أهمية مما يعتد به في إثبات الهوية
في األهمية ً
تبعا لذلك شروط الحصول عليها أكثر صعوبة.2 واالنتماء للدولة تكون ً
سندا ضرورًيا للسفر ،حيث
لهذا يمارس القضاء رقابته حول عملية إصدار جواز السفر باعتباره ً
ترتبط هذه الوثيقة بحق التنقل خارج الدولة ،الذي اعتبرته محكمة النقض الفرنسية بمثابة حرية أساسية،3
كما اعترفت محكمة التنازع أنه ينبع من إعالن حقوق اإلنسان والمواطن.4
تمنح السلطات اإلدارية المختصة جواز السفر للمواطن الذي يتمتع بالجنسية الجزائرية ،دون
تحديد لسن معين بشرط توافر السيرة الحسنة لدى طالب الجواز ،وذلك على النحو اآلتي:
البند األول -الجنسية الجزائرية :تقوم السلطات اإلدارية المختصة بإصدار وثائق الهوية التي تسمح للفرد
بالتنقل والسفر عبر الحدود للشخص الذي يحمل جنسية الدولة ،5بمعنى أنه يشترط لحصول الشخص
على جواز السفر أن يكون من بين األشخاص الذين يحملون الجنسية الجزائرية ،وال يهم في هذه األخيرة
-1قرار مؤرخ في 15يوليو ،2008يحدد المميزات التقنية لجواز السفر الخاص بالحج إلى األراضي المقدسة اإلسالمية وشروط
إعداده وتسليمه لموسم الحج لعام 1429الموافق سنتي ،2009/2008ج ر العدد ،42صادرة في 27يوليو .2008
-2سعيد حسين فهد القحطاني ،حماية وثائق السفر في النظام السعودي الجديد والئحته التنفيذية (دراسة تطبيقية) ،رسالة مقدمة
استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العدالة الجنائية ،قسم العدالة الجنائية ،كلية الدراسات العليا ،جامعة نايف
العربية للعلوم األمنية ،2004 ،ص .61
3 er
- Cass 1 civ, 28 novembre 1984, Jean Bonnet, R.F.D.A, 1985, p 760.
4
- T.C, 9 juin 1986, Eucat, R.D.P, 1987, p 1079, note Jaques Bobert.
5
- François JULIEN-LAFERIÈRE, Dalloz professionnel pratique du contentieux administratif, Dossier 440-
Contentieux du droit des étrangers, juin 2016, synthèse d’actualité, novembre 2019, p 22.
- 121 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أن تكون أصلية أو مكتسبة ،على أن يقدم في الحالة األخيرة جميع المستندات التي تثبت حصوله على
الجنسية.
نص المشرع الجزائري على شرط الجنسية بصفة ضمنية ،وذلك عندما أشار إلى جواز السفر
مقرونا بصفة المواطنة ،حيث جاء في المادة 2من القانون رقم ":03-14يجب على كل مواطن يسافر
ً
إلى الخارج أن يكون حامال ألحد سندات السفر اآلتية ،"...كما جاء في المادة 5من القانون نفسه " :ال
يجوز ألي مواطن أن يحوز في آن واحد أكثر من سند أو وثيقة سفر من نفس النوع" ،ونصت المادة 6
فقرة 01من القانون نفسه على ":جواز السفر سند سفر فردي يمنح بدون شرط السن لكل مواطن.1"...
وقد حدد األمر رقم 86-70المتضمن قانون الجنسية شروط الجنسية الجزائرية ،حيث يتمتع
الشخص الذي يكتسب الجنسية الجزائرية بجميع الحقوق المرتبطة بصفة المواطنة الجزائرية كما يتحمل
تبعا لذلك جميع الواجبات ،وهذا حسب ما تنص عليه المادة 15من هذا القانون .ورغم تعديل قانون
ً
الجنسية الجزائرية سنة ،2005فإن المالحظة البارزة بخصوص اآلثار الفردية الكتساب الجنسية الجزائرية
هي أن المشرع أبقى على صياغة المادة 15كما كانت في ظل األمر رقم 86-70قبل تعديله ،حيث
ساوى بين الجزائري صاحب الجنسية األصلية وصاحب الجنسية المكتسبة في جميع الحقوق المدنية
والسياسية.2
فجواز السفر هو دليل على االنتماء للدولة ،ومؤشر على جنسية حامله والدولة الي يتبعها ،وهو
الوثيقة الوحيدة التي تثبت هويته على المستوى الدولي .وبالنظر لما يمثله جواز السفر من أهمية قصوى
وخاصة على المستوى الدولي ،وبما أن الدولة مكلفة بحماية مواطنيها وحماية حقوقهم على المستوى
الداخلي والخارجي بحكم تبعيتهم لها وانتمائهم إليها ،فال يمكن أن تمنح جواز السفر إال لمن تثبت له صفة
المواطن الفعلي للدولة المعنية.3
نظم المشرع قواعد إصدار وثائق السفر حيث تمنح بصفة أساسية لمن يتمتعون بجنسية الدولة،
لكن يجوز أن تمنح هذه الوثائق لغير مواطني الدولة ،ومن ضمن تلك الوثائق تذاكر المرور وهي تصدر
عن مصلحة وثائق السفر والهجرة والجنسية أو عن البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخارج ،1وهذا ما
كرسه المشرع الجزائري ،حيث اعتبر من قبيل سندات السفر رخصة المرور القنصلية التي تسلمها المراكز
الديبلوماسية أو القنصلية الجزائرية أو أي موظف قنصلي مفوض لهذا الغرض.2
إن مبدأ ارتباط جواز السفر بجنسية الفرد ترد عليه بعض االستثناءات ،حيث تصدر المنظمات
الدولية المختلفة جوازات سفر لألفراد العاملين لديها بهدف تسهيل تنقالتهم المرتبطة بممارسة وظائفهم،
ومثال ذلك جوازات السفر التي تصدرها منظمة األمم المتحدة ،كما أنه والعتبارات تاريخية تصدر بعض
الدول جوازات سفر لغير رعاياها ممن يتمتعون بصفة اإلقامة الدائمة فيها ،مثل جوازات السفر السورية،
األردنية والمصرية المسلمة إلى الفلسطينيين.3
البند الثاني -عدم اشتراط سن محدد للحصول على جواز السفر :كانت المادة 4فقرة 02من األمر رقم
26-69تنص على " :يجوز تقييد القصر البالغين من العمر 15سنة في جواز سفر أحد األبوين أو
الوصي .وبعد سن الخامسة عشر يكون جواز السفر الفردي إلزاميا" ،4وهو األمر نفسه الذي أعاد
المشرع تكرسيه في األمر رقم ،51-77بمعنى أن المشرع حدد سن السادسة عشر ( )16كعتبة زمنية
درج الطفل في جواز سفر أحد الوالدين أو
ألهلية المواطن في طلب جواز سفر فردي ،وقبل ذلك يجب إ ا
من يتولى الوصاية عليه.
بناء على إذن من
هناك بعض التشريعات نصت على إمكانية منح جواز السفر لألطفال القصر ً
الولي أو الوصي ،وإذا لم يوجد ولي أو وصي فالمحكمة بإمكانها منح اإلذن للطفل القاصر ،6كما أن
هناك بعض التشريعات من نصت على إضافة الزوجة والبنات غير المتزوجات واألبناء القصر في جواز
سفر الولي.7
-1نعيم عطية ،حسن محمد هند ،النظام القانوني للمنع من السفر ،دار الكتب القانونية ،القاهرة ،2005 ،ص .73
-2أنظر المادة 2فقرة 03من القانون رقم ،03-14مرجع سابق.
-3زروتي الطيب ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق.126 ،
-4المادة 4فقرة 02من األمر رقم ،26-69مرجع سابق.
-5أنظر المادة األولى من األمر رقم ،1-77مرجع سابق.
-6نعيم علي عبد العباس " ،تأمالت في قانون الجوازات :دراسة تحليلية لقانون جوازات السفر العراقي المرقم 32لسنة 2015
النافذ" ،مجلة دراسات البصرة ،مركز دراسات البصرة والخليج العربي ،جامعة البصرة ،العدد ،2017 ،25ص .290
-7سعيد حسين فهد القحطاني ،مرجع سابق ،ص .63
- 123 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
لكن المالحظة األساسية في هذا الشأن أنه منذ صدور التشريع الجديد المتعلق بوثائق السفر
تخلى المشرع الجزائري عن شرط بلوغ سن معينة من أجل إصدار جواز السفر ،حيث أصبح هذا األخير
قاصر فال يحتاج إلدراجه ضمن جواز سفر أحد
ًا وثيقة فردية خاصة بحامله مهما كان سنه ،وحتى لو كان
الوالدين ،كما ال يحتاج ألي إذن أو ترخيص من طرف الولي أو الوصي من أجل استخراج جواز السفر
قبل بلوغه سن الرشد ،وهذا ما نصت عليه المادة 6فقرة 01من القانون رقم 03-14التي جاء فيها:
" جواز السفر سند سفر فردي يمنح بدون شرط السن لكل مواطن .1"...
البند الثالث -شرط السيرة الحسنة :من خالل القوانين المتعاقبة المتعلقة بوثائق السفر ،نجد بأن المشرع
نص على شرط السيرة الحسنة لطالب جواز السفر ،وهذا ما يتجسد من خالل طلب وثيقة شهادة السوابق
العدلية في الملف اإلداري لجواز السفر ،والتي تتضمن بيان األحكام الصادرة عن الجهات القضائية
الجزائرية في الجنايات والجنح.
كانت المادة 14فقرة 01من األمر رقم 26-69تنص على ":يرفض تسليم جواز السفر
لألشخاص الذين هم موضوع تحقيق قضائي أو إدانات بأحكام جنائية" ،2يظهر من خالل هذا النص
التشدد الكبير من طرف المشرع في تكريس شرط حسن السيرة ،حيث يكفي أن يكون الشخص محل
تحقيق قضائي أو إدانة جزائية لرفض إصدار جواز السفر دون تمييز لنوع الجريمة المرتكبة سواء كانت
جنحة أو جناية.
أما في ظل األمر رقم 1-77فقد كانت تنص المادة 11منه على ":ال تسلم أي وثيقة سفر وال
يمنح أي تمديد لمدة صالحيتها ألي شخص - :محكوم عليه بجناية،
-محكوم عليه منذ أقل من 5أعوام ،عن جنحة ،بعقوبة الحبس لمدة ستة أشهر على األقل،3"...
يتبين من نص هذه المادة أن اإلدارة ملزمة بعدم تسليم جواز السفر أو تجديده في حالة الحكم بإدانة طالب
الجواز بسبب ارتكابه لجناية أو الحكم عليه بسبب ارتكابه لجنحة منذ خمس ( )05سنوات وأدين بسببها
بعقوبة ال تقل عن ستة ( )06أشهر.
بعد صدور القانون ،03-14نجد أن المشرع أعطى ضمانة كبيرة لألفراد في الحصول على جواز
السفر ،حيث نصت في هذا الشأن المادة 6فقرة 01من هذا القانون على ":جواز السفر سند سفر فردي
يمنح بدون شرط السن لكل مواطن ما لم يكن محكوما عليه نهائيا في جناية ولم يرد اعتباره" ،1يتبين
من نص هذه المادة أن المشرع الجزائري اكتفى بحالة واحدة فقط يمكن لإلدارة من خاللها رفض إصدار
جواز السفر ،وذلك في حالة اإلدانة النهائية الرتكاب جناية ،وهو ما كان ينص عليه األمر رقم ،1-77
جديدا وهو عدم استفادة المعني من إجراء رد االعتبار.
طا ً لكن القانون الجديد أضاف إلى ذلك شر ً
سبق للغرفة اإلدارية للمجلس األعلى أن ألغت قرار والي والية البليدة المتضمن رفض تسليم جواز
سفر لمواطن جزائري بحجة أنه صدر بحقه حكم قضائي على إثر حادث مرور ،وحكم عليه بعقوبة شهر
حبس مع وقف التنفيذ وغرامة مالية ،وهذا على أساس أن اإلدارة لم تلتزم بالتطبيق الصحيح لنص المادة
11من األمر رقم .21-77
كما حدد القاضي اإلداري مفهوم "الحكم النهائي" غير القابل ألي شكل من أشكال الطعن
كأساس قانوني لرفض اإلدارة تسليم جواز السفر ،حيث جاء في قرار مجلس الدولة الصادر في 18
سبتمبر ... ":2014غير أنه تم الطعن في القرار المذكور عن طريق الطعن بالنقض من قبل المدعي
وأنه لم يفصل فيه بعد... ،وبالتالي فإن قرار المستأنف المتضمن رفض منح جواز السفر للمستأنف
عليه مؤسس على قرار قضائي غير نهائي.3"...
نظر ألهمية جواز السفر من الناحية األمنية،
الفقرة الثانية -الجهات المختصة بإصدار جواز السفرً :ا
فإن االختصاص بإصداره تتقاسمه و ازرتي الداخلية والخارجية ،وهذا ما كرسه المشرع الجزائري من خالل
القانون رقم ،03-14فقد نصت المادة 11من هذا القانون على ":يسلم جواز السفر من قبل الوالي أو
من كل موظف مؤهل يفوضه لهذا الغرض.
يسلم جواز السفر أو رخصة المرور القنصلية ،حسب الحالة ،للمواطنين المقيمين أو الموجودين
بالخارج ،من قبل رؤساء المراكز الديبلوماسية أو القنصلية الجزائرية أو أي موظف قنصلي مفوض
لهذا الغرض".4
أما بخصوص جواز السفر الديبلوماسي ،فقد نصت المادة 8من المرسوم الرئاسي رقم 02-97
على ":يسلم جواز السفر الديبلوماسي ويمدد صالحيته وزير الشؤون الخارجية أو ممثله المخول
قانونا...غير أنه يمكن رؤساء البعثات الديبلوماسية تمديد جوازات السفر الديبلوماسية التي انتهت مدة
صالحيتها بترخيص صريح من وزير الخارجية.1"...
أما المرسوم التنفيذي رقم ،58-16فقد نص في المادة 6منه على ":يعد ويسلم جواز السفر
االستعجالي للطالبين المذكورين في الفقرات من 1إلى 4من المادة 2أعاله ،من طرف المراكز
الديبلوماسية أو القنصلية.
يعد ويسلم جواز السفر االستعجالي للطالبين المذكورين في الفقرة 5من المادة 2أعاله ،من طرف
المصالح المؤهلة للوزارة المكلفة بالشؤون الخارجية.
يعد ويسلم جواز السفر االستعجالي للطالبين المذكورين في الفقرة 6من المادة 2أعاله ،من طرف
الوالي".2
يتضح من النصوص القانونية المذكورة أعاله أن االختصاص بإصدار جواز السفر للمواطنين
الجزائريين يتحدد حسب إقامتهم داخل أو خارج الوطن ،وذلك حسب التفصيل اآلتي:
البند األول -الجهة المختصة بإصدار جواز السفر داخل الوطن :يختص والي الوالية بإصدار نوعين من
الجوازات ،جواز السفر العادي وجواز السفر االستعجالي للمواطنين المقيمين داخل إقليم الوالية ،بينما
يختص وزير الخارجية بإصدار جواز السفر الديبلوماسي إضافة لجواز السفر االستعجالي للمواطنين
الجزائريين المقيمين في الخارج.
البند الثاني -الجهة المختصة بإصدار جواز السفر خارج الوطن :يسلم جواز السفر العادي في هذه
الحالة من طرف رؤساء المراكز الديبلوماسية أو القنصلية الجزائرية في الخارج أو أي موظف مفوض لهذا
بناء على ترخيص من
الغرض ،ويختص رؤساء البعثات الديبلوماسية بتمديد جوازات السفر الديبلوماسية ً
أخير تختص المراكز الديبلوماسية أو القنصلية بإصدار جواز السفر االستعجالي فيوزير الخارجية ،و ًا
الحاالت التي حددها المرسوم التنفيذي رقم .58-16
الفقرة الثالثة -التحقيق اإللكتروني :كانت التشريعات السابقة المتعلقة بوثائق السفر تفرض على الجهات
اإلدارية المختصة بإصدار جوازات السفر إجراء بحث أو تحقيق إداري حول صاحب ملف طلب جواز
السفر ،حيث تنص في هذا اإلطار المادة 3من األمر رقم 26-69على ":يهيئ ويسلم جواز السفر
عامل العمالة لمحل اإلقامة وذلك بعد إجراء البحث ،1 "...وهو ما كرسه المشرع من جديد ضمن أحكام
األمر رقم ،1-77حيث نصت المادة 8منه على ":تعد وتسلم جوازات السفر الفردية والجماعية بعد
التحقيق ،من قبل رؤساء الدائرة ،وفي البلدان األجنبية ،من المصالح الديبلوماسية والقنصلية".2
من الناحية العملية فإن مصالح الدائرة كانت تحيل إجراء التحقيق اإلداري والبحث إلى المصالح
األمنية ،هذه األخيرة تتولى التحقيق عن الشخص صاحب ملف جواز السفر.3
الشيء الجديد في هذا اإلطار ،أن المشرع الجزائري لم ينص ضمن مواد القانون رقم 03-14
على إجراء التحقيق اإلداري ،مما يفهم منه بشكل ضمني تخليه عن هذا اإلجراء حيث لم يعد شرط
مطلوبا سواء من طرف الجهات اإلدارية داخل الوطن أو خارجه.
ً التحقيق
إن التطور التكنولوجي ساعد في تجاوز إجراء التحقيقات اإلدارية واألمنية التقليدية التي كانت
مكرسة في ظل القوانين السابقة ،حيث برز نتيجة لذلك تحقيق آخر ذو طبيعة غير تقليدية ،وهو التحقيق
اإللكتروني .لهذا نجد أن جوازات السفر اإللكترونية يتم إعدادها على مستوى مركز واحد على المستوى
الوطني وهو ما يسمح باستغالل قاعدة بيانات هذا المركز في التحقق من جميع المعلومات الخاصة
بطالب جواز السفر.4
في هذا اإلطار ،يمكن للمركز الوطني للمستندات والوثائق المؤمنة التابع لو ازرة الداخلية،
باعتباره الجهة المسؤولة عن إصدار جواز السفر البيومتري االستفادة من قواعد البيانات التي توفرها
وصا قاعدة بيانات و ازرة العدل ،وذلك من ناحية التحقق من مختلف الجرائم
مختلف الدوائر الو ازرية ،خص ً
المرتكبة من طرف صاحب ملف جواز السفر.
ب -الحصول على جواز السفر :بعد استيفاء مرحلة تقديم ملف جواز السفر ،تقوم السلطة اإلدارية
المختص ة بإصدار جواز السفر للمدة التي نص عليها المشرع ،والتي يتم تجديدها حسب الشروط المقررة
قانونا ،وذلك على النحو اآلتي:
ً
الفقرة األولى -مدة صالحية جواز السفر :حدد المشرع الج ازئري مدة صالحية جواز السفر بثالث ()03
ابتداء من
ً سنوات في ظل األمر رقم ،126-69وخمس ( )05سنوات في ظل األمر رقم ،21-77وهذا
تاريخ اإلصدار.
اضحا أن مدة صالحية جواز السفر في ظل القوانين السابقة كانت قصيرة وال تتناسب مع
يبدو و ً
أهمية ودور هذه الوثيقة ،لهذا نجد أن المشرع الجزائري استدرك هذا النقص ،وذلك بجعل مدة صالحية
نسبيا ،حيث تنص في هذا اإلطار المادة 8فقرة 10من القانون رقم 03-14على:
جواز السفر طويلة ً
" تحدد مدة صالحية جواز السفر بعشر ( )10سنوات وبخمس ( )5سنوات بالنسبة للقصر الذين يقل
سنهم عن تسع عشر ( )19سنة".3
أما مدة صالحية جواز السفر الديبلوماسي فهي محددة بأربع ( )4سنوات على األكثر ،حسب ما
نصت عليه المادة 8فقرة 01من المرسوم الرئاسي رقم ،02-97وهذا يعني أن مدة صالحية هذا النوع
من الجوازات ال يمكن أن تتجاوز أربع سنوات ويمكن أن تكون أقل من ذلك .هذا التحديد الزمني يفسر
بالمدة المعقولة التي يشغلها المستفيد من هذا النوع من الجوازات ،ففي خاللها يمكن أن ينقل المستفيد منه
أو تتم ترقيته إلى مهام أخرى أو يتم إنهاء مهامه ،الشيء الذي يستلزم بالضرورة انتفاء علة تمتعه بجواز
السفر الديبلوماسي.
وبالنسبة لجواز السفر لمهمة فمدة صالحيته ترتبط بطبيعة المهام الموكلة للمستفيد منه ،حيث
تحدد بأربع سنوات بالنسبة للموظفين المعينين في المراكز الديبلوماسية أو القنصلية ،وبحسب المدة
المطلوبة إلنجاز المهمة بالنسبة لألشخاص الذين توكل لهم مهمة في الخارج على أال تتجاوز سنة
واحدة.4
أما بالنسبة لجواز السفر االستعجالي فإن مدة صالحيته تنحصر في التاريخ الممتد من يوم
إصداره إلى غاية إصدار جواز سفر بيومتري عادي لصاحبه.5
الفقرة الثانية -شروط تجديد جواز السفر :نص المشرع الجزائري على الحاالت التي تبرر طلب تجديد
جواز السفر ،وذلك كاآلتي:
-انقضاء مدة صالحية جواز السفر ،وهنا يقدم طلب التجديد خالل األشهر الستة ( )6السابقة لتاريخ
نهاية صالحيته.
-عند استحالة وضع تأشيرات سفر جديدة على األوراق المخصصة لذلك داخل جواز السفر.
-في حالة فقدان جواز السفر بسبب الضياع أو التلف أو السرقة.1
إن رفض السلطة اإلدارية المختصة تجديد جواز السفر الخاص بالمواطن ينطوي على انتهاك
خطير لحرية أساسية هي حرية التنقل ،ومع ذلك فإن التأخر في تجديد جواز السفر ال تتحمله اإلدارة في
حالة تراخي المعني باألمر في تقديم طلب التجديد خالل الفترة التي نص عليها القانون.2
إذا كان قرار رفض إصدار أو تجديد جواز السفر لمواطن ينتهك بشكل جسيم حرية التنقل فليس
هناك نص تشريعي أو تنظيمي -تحت طائلة عدم مشروعية القرار المحتمل بالرفض -يحدد ميعاد قانوني
إلصدار أو تجديد جواز السفر ،ومع ذلك يجب على السلطة اإلدارية المختصة عند استالمها لملف طلب
إصدار أو تجديد الجواز أن تتخذ قرارها في غضون فترة زمنية معقولة ،والتي يعود للقاضي اإلداري
تحديدها حسب ظروف كل قضية على حدة .فالمدة التي يحتاجها المحافظ من أجل القيام بالتحقيق وطلب
المعلومات من مختلف الجهات اإلدارية والقضائية والقنصلية ،تجعل من عدم إصدار قرار تجديد جواز
السفر في تاريخ صدور األمر االستعجالي ال ينتهك حقوق طالب جواز السفر بشكل صارخ.3
غير أن القاضي اإلداري اعتبر بأن رفض القنصل العام إصدار جواز السفر لمواطن ،وكذا رفض
التظلم ضد قرار الرفض المقدم أمام وزير الداخلية بحجة أن صاحب الطلب مدين للخزينة العمومية بمبالغ
مالية كبيرة غير مشروع ،وذلك بالنظر إلى أن هذا المبرر لم ينص عليه القانون ،هذا األخير حصر
األسباب التي تبرر رفض إصدار أو تجديد جواز السفر في حماية أمن الدولة ،حماية األمن والنظام
العمومين ،الوقاية من الجرائم ،حماية الصحة العمومية وحقوق وحريات اآلخرين ،فهذا الرفض يمثل
اعتداء على حرية التنقل ،وال يمكن اعتباره على أنه ممارسة للسلطات الممنوحة لإلدارة ،ويعتبر فعل مادي
ً
باطل وكأنه لم يكن.4
إن القاضي اإلداري يمنح للسلطات اإلدارية المختصة الوقت الكافي إلصدار جواز السفر ،على
أساس أن القانون لم يفرض عليها االلتزام بميعاد محدد ال يمكن تجاوزه ،ويفسر ذلك بحاجة اإلدارة للقيام
بالتحقيق وطلب مختلف الوثائق المتعلقة بصاحب الجواز ،وهذا ما يتطلب تمكين اإلدارة المختصة من
مدة زمنية تخضع لتقدير القاضي اإلداري ،لكن من جهة أخرى ال يمكن لإلدارة رفض إصدار أو تجديد
جواز السفر على أساس مبررات لم ينص عليها القانون ،الشيء الذي يجعل هذا القرار مجرد تصرف
مادي ال يتعلق بممارسة اإلدارة الختصاصاتها القانونية.
1
- Nathalie VAITER-ROMAIN, « Le visa délivré par les autorités consulaires », Droit Administratif, n° 4,
Avril 2011, étude 8, p 1.
-2طارق فتح هللا خضر ،حرية التنقل واإلقامة بين المشروعية والمالءمة األمنية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2006 ،ص .111
3
- Zéhina AÏT-EL-KADI, « Délivrance des visas touristiques: une politique à géométrie variable », Juriss
tourisme, 2010, n°126, p 22.
- 130 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أصبحت تأشيرة الدخول أداة لمواجهة العديد من المشاكل التي برزت في الوقت الحاضر كظاهرة
اإلرهاب العابر للحدود والسيطرة على تدفقات المهاجرين ،ألنه وحسب المفهوم التقليدي كانت وظيفة
التأشيرة هي حماية الدولة من مختلف التهديدات الماسة باألمن العام في المقام األول ،فهنا يفسر إصدار
التأشيرة قبل كل شيء في منع األجانب ممن يمثلون خطورة في التنقل واإلقامة إلى داخل الدولة ،لهذا فقد
اعترف مجلس الدولة الفرنسي بأن التأشيرة يمكن رفضها ليس فقط لألسباب المتعلقة بالنظام العام ،ولكن
ألي سبب آخر متعلق بالمصلحة العامة بما في ذلك التحكم في حركة الهجرة.1
على هذا األساس ال يكفي الحصول على جواز السفر من أجل التنقل إلى الخارج ،فقد يتطلب
األمر الحصول على تأشيرة دخول تسلم من طرف السلطات القنصلية للدولة المراد السفر إليها ،األمر
الذي يستلزم عرض التأصيل المفاهيمي لتأشيرة الدخول (أوال) ،ثم تحديد النظام القانوني التي يحكمها
(ثانيا).
أوال -التأصيل المفاهيمي لتأشيرة الدخول :من أجل اإلحاطة بمفهوم تأشيرة الدخول فإن ذلك يتطلب
أخير عرض أنواعها (.)3
القيام بتعريفها ( ،)1وتحديد طبيعتها القانونية ( ،)2و ًا
-1تعريف تأشيرة الدخول :تأشيرة الدخول هي عبارة عن إذن صادر من سلطات الدولة المختصة،
جهودا حثيثة في االهتمام بطريقة
ً حاليا
تتضمن الموافقة على قبول دخول األجنبي إلقليمها .وتبدل الدول ً
منعا لتزويرها ،حيث تحرص على صناعتها من نوع خاص من الورق الالصق المزود إعداد التأشيرة وهذا ً
بالعديد من الرسومات المعقدة التي ال يسهل تقليدها ،مع وضع عالمات ممغنطة عليها يتم إلصاقها على
غالبا ما تكون 2
صفحات جواز السفر ،من طرف الجهات المختصة داخل الدولة المضيفة لألجنبي ،وهي ً
واحدة من السلطات السياسية أو القنصلية التابعة لها أو أية جهة أخرى يصرح لها بذلك.3
أشار المشرع الجزائري في المادة 7من القانون رقم 11-08إلى أن األجنبي الراغب في الدخول
حامال لجواز سفر مسلم له من طرف سلطات دولته ،أو كل
ً إلى اإلقليم الجزائري يجب عليه أن يكون
وثيقة أخرى قيد الصالحية معترف بها من السلطات الجزائرية كوثيقة سفر ،ممهورة عند االقتضاء
1
- Danièle LOCHAK, « Droits et libertés des étrangers : Liberté individuelle », JurisClasseur Droit
international, LexisNexis, Fasc. 524-60, date du fascicule : 5 Juillet 2011, date de la dernière mise à jour : 5
Juillet 2011, p 4.
-2عبد المنعم زمزم ،الجنسية ومركز األجانب في القانون الدولي والقانون المصري المقارن ،مركز جامعة القاهرة للطباعة والنشر،
القاهرة ،2016 ،ص .406
-3محمد السيد عرفة ،القانون الدولي الخاص للمملكة العربية السعودية ،ط األولى ،دار المؤيد للنشر والتوزيع ،الرياض ،2000 ،ص
.166
- 131 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
بالتأشيرة المشترطة من السلطات المختصة ،1هذا ما يعني أن دخول األجنبي إلى اإلقليم الجزائري يجب
أن يكون بموجب ترخيص يتجسد من خالل تأشيرة الدخول التي تسلمها السلطات الديبلوماسية أو
القنصلية الجزائرية في الخارج.2
وعليه ،يمكن القول بأن كل أجنبي ملزم بالحصول على تأشيرة دخول حتى يسمح له بالتنقل إلى
إقليم الدولة التي تطلبها ،فالتأشيرة تعني بالدرجة األولى األجانب عند دخولهم إلى دولة أخرى ،لكن
السلطات المختصة داخل الدولة تراقب مدى استيفاء مواطنيها للتأشيرة المطلوبة منهم حتى قبل سفرهم إلى
الدول التي تفرض عليهم الحصول على تأشيرة دخول.
-2الطبيعة القانونية لتأشيرة الدخول :إن منح تأشيرة الدخول لألجنبي يعني أن الدولة ستكون أمام
عنصر أجنبي له مركز قانوني معين يختلف حسب مآل منح هذه التأشيرة من عدمه ،وفي هذا الشأن
اختلف الفقه في تحديد مسألة قبول دخول األجنبي إلى إقليم الدولة ،بين من يرى في التأشيرة تعبير عن
سيادة الدولة في حين يرى البعض أنها مجرد تصرف إداري ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -تأشيرة الدخول عمل سيادي :لم يكن للفقه موقف موحد بخصوص سلطة الدولة في قبول األجانب
على إقليمها ،فانطالًقا من مبدأ السيادة المطلقة ذهب فريق إلى القول بأن الدولة لها حق مطلق في قبول
دخول األجانب إلى إقليمها ،وبالتالي ال يمكن االدعاء بوجود حق لألجنبي في الدخول إلى إقليم الدولة،
فهي عبارة عن هبة تمنحها الدولة لمن تريد وتمنعها عمن تريد.3
أسس أصحاب هذا الرأي موقفهم على أساس أن القانون الدولي العام ينظم العالقات بين الدول
مصدر من مصادر الحقوق وااللتزامات لألفراد سواء أكانوا من فئة
ًا وليس له عالقة باألفراد ،فهو ليس
المواطنين أو األجانب ،وبالتالي فإن الدولة لها الحرية في تقدير منح حق الدخول لألجانب ،وأن القول
بحق الدولة المقيد والنسبي ينتج عنه االنتقاص من سيادة الدولة .4فالدولة هي صاحبة الكلمة العليا على
إقليمها ،وعليها تقع مسؤولية المحافظة على النظام واألمن العموميين داخل هذا اإلقليم ،وما دام األمر
كذلك فمن الواجب حتى تستطيع الدولة القيام بالتزاماتها على النحو األكمل أن ال يفرض عليها أي التزام
بقبول األجانب الذين يطلبون الدخول إلى إقليمها ،وأن يتم االعتراف لها بالحرية الواسعة في تنظيم مسألة
دخول األجانب.1
هذا االتجاه الفقهي دعمه القضاء اإلداري على أساس أن لكل دولة السلطة المطلقة على إقليمها،
وأن المواطنين وحدهم دون غيرهم الذين يحق لهم اإلقامة على أراضي هذه الدولة أما األجانب فإقامتهم ال
تكون كقاعدة عامة إال على سبيل التسامح وبقرار من السلطات المختصة ،وعليه فإن الدولة لها الحرية
المطلقة في اإلذن لألجنبي بدخول البالد أو اإلقامة على أراضيها ،2ولهذا نجد أن الدول في العادة تفرض
إجراء الحصول على تأشيرة الدخول بالنسبة لرعايا بعض الدول بينما قد تعفي رعايا دول أخرى ،وذلك
وفق ما تتمتع به من سيادة مطلقة على إقليمها.3
هذا االتجاه بدأ في الزوال وهذا نتيجة لتطور العالقات الدولية ،كما أن التمسك بتطبيق
المقتضيات المذكورة أعاله يؤدي إلى العزلة ،وأنه من المبالغة التمسك بمبدأ سيادة الدولة على إقليمها
كمبرر يعطي للدولة الحق المطلق في رفض دخول األجانب إلى إقليمها.4
وعليه ،فإن هذا االتجاه لم يصمد أمام تطور وسائل التنقل والطلب المتزايد على تأشيرة الدخول
بين الدول المختلفة ،وذلك تحت ضغط إرهاصات العولمة التي جعلت من العالم قرية صغيرة ،وفتح
الحدود بين الدول الذي أصبح حتمية اقتصادية واجتماعية ،الشيء الذي جعل من تأشيرة الدخول مجرد
عمل إداري يخضع للقوانين والتنظيمات.
ب -تأشيرة الدخول عمل إداري :يرى جانب من الفقه أن تأشيرة الدخول هي عمل إداري تمارسه
السلطات المختصة وفًقا للقوانين والتنظيمات والتعليمات التي تصدر من الجهات المختصة مع مراعاة
االتفاقيات الدولية ذات الصلة والتي تكون الدولة طرًفا فيها.5
-1إسماعيل عصام نعمة ،ترحيل األجانب دراسة تحليلية في ضوء القانون واالجتهاد اللبناني والدولي ،سلسلة القانون العام ،العدد
األول ،ط األولى( ،د.د.ن) ،2003 ،ص ص .34-33
-2المحكمة اإلدارية العليا ،حكم في الدعوى رقم ،2082لسنة 48قضائية عليا ،صادر في 14جوان ،1994ذكره حمدي ياسين
عكاشة ،موسوعة القرار االداري ،ج الثاني ،ط ،2001ص .1437
-3طيبي أمقران ،مرجع سابق ،ص .76
-4نجالء عبد حسن " ،النظام القانوني لسمة الدخول" ،مجلة الفنون واألدب وعلوم اإلنسانيات واالجتماع ،كلية اإلمارات للعلوم
التربوية ،العدد ،2018 ،30ص .163
-5الحسون عبد الزهرة ،مرجع سابق ،ص .26
- 133 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
حيث يكون للسلطات اإلدارية المختصة صالحية دراسة طلب الحصول على تأشيرة الدخول،
والرد بالموافقة أو بالرفض ،وذلك حسب األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية للدولة مع مراعاة
القواعد العرفية واالتفاقيات الخاصة بتنقل األجانب.1
يمكن القول أن تأشيرة الدخول هي عمل مركب ،تختلط طبيعته بين العمل السيادي واإلداري ،فهو
عمل يعبر عن سيادة الدولة ألنها تملك السلطة التقديرية الواسعة في منح التأشيرة وفًقا لمبدأ سيادة الدولة
على إقليمها ،وهي عمل إداري ألن السلطة المختصة بمنح التأشيرة هي سلطة من السلطات اإلدارية في
الدولة ،وعادة ما تكون و ازرة الداخلية في الداخل أو السفارات والقنصليات في الخارج ،حيث تخضع عملية
منح تأشيرة الدخول لقواعد آمرة تستهدف حماية النظام العام في الدولة ،وبالتالي ال يجوز مخالفة القواعد
المنظمة لها سواء من طرف الدولة أو األفراد ،كما أن تقدير منح أو رفض منح التأشيرة يخضع للسلطة
التقديرية لإلدارة المختصة ،ولهذا تختلف إجراءات منحها بين التشدد والتخفيف حسب ظروف كل دولة.2
إذا كان التعاون الدولي يتطلب وجود عالقات مستمرة بين الدول وتكريسها باستمرار ،هذا بدوره
يحتم على الدول أال تغلق األبواب في وجه األجانب ،واالتصال بين الدول ال يتحقق إال بوجود االتصال
بين األفراد ،وهو ما يستوجب االعتراف لهم بحرية التنقل والسفر إلى الدول األخرى ،ألن إنكار هذه الحرية
هو نفي للعالقات الدولية والتجارة الخارجية ،ولفكرة المجتمع في أساسها ،كما يخالف فكرة االتحادات
الدولية التي بدأت تظهر على الساحة الدولية ويناقض جوهر فكرة العولمة.3
-3أنواع تأشيرة الدخول :نص القانون رقم 11-08المذكور سابًقا على ثالثة أنواع لتأشيرة الدخول
الممنوحة لألجانب هي :التأشيرة القنصلية ،تأشيرة تسوية الوضعية ورخصة التجوال ،غير أن المرسوم رقم
212-66المتعلق بوضعية األجانب في الجزائر نص زيادة على التأشيرات السابقة على أنواع أخرى،
وذلك على النحو اآلتي:
أ -التأشيرة القنصلية :تمنح هذه التأشيرة من طرف الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية في البلد
الذي يقيم فيه األجنبي ،وتحدد مدة صالحيتها القصوى بسنتين ،وهي تسمح لألجنبي باإلقامة لمدة تسعين
يوما كحد أقصى عند كل دخول إلى اإلقليم الجزائري ،4ويمكن للسلطات اإلدارية المختصة أن تمدد
(ً )90
-1أشرف وفا محمد ،المركز القانوني لألجانب في القانون المقارن والمصري ،مطبعة رشدي عابدين ،2003 ،ص .105
-2مرجع نفسه ،ص ص 16-15
-3إسماعيل عصام نعمة ،مرجع سابق ،ص .33
-4أنظر المادة 8من القانون رقم ،11-08مرجع سابق.
- 134 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
صالحية هذا النوع من التأشيرة بصفة استثنائية لألجنبي الذي يرغب في تمديد إقامته بالجزائر ،ألكثر من
المدة المرخص بها في التأشيرة ،دون أن يكون الغرض من ذلك هو تثبيت اإلقامة في الجزائر.1
ب -تأشيرة العبور :تسلم هذه التأشيرة لألجنبي العابر لإلقليم الجزائري على مستوى مصالح شرطة
الحدود في الموانئ والمطارات الجزائرية ،وذلك عند التوجه إلى دولة أخرى عبر اإلقليم الجزائري بشرط أن
يكون ًا
حائز لتأشيرة بلد الوجهة ،ويمتلك وسائل العيش الكافية طوال مدة عبوره لإلقليم الجزائري ،وتحدد
مدة صالحية هذه التأشيرة بسبعة ( )07أيام ،ويمكن تجديدها مرة واحدة بصفة استثنائية ،2كما تمنح
أيضا لألجنبي العابر لإلقليم الجزائري عن طريق الحدود البرية ،وهذا في حالة حيازته لتأشيرة البلد المتجه
ً
إليه عبر اإلقليم البري الجزائري ،كما يرخص عادة ألصحاب السيارات والشاحنات العابرة للحدود إذا كانت
طبيعة عملهم تتطلب المرور عبر اإلقليم البري للجزائر.3
ج -تأشيرة تسوية الوضعية :نصت المادة 12من القانون رقم 11-08على ":يمكن في الحاالت
االستعجالية أن تمنح شرطة الحدود بصفة استثنائية ،تأشيرة تسوية الوضعية لألجنبي الذي يتقدم إلى
مراكز الحدود بدون تأشيرة.
تحدد مدة صالحية هذه التأشيرة عن طريق التنظيم.
وفي هذه الحالة تقوم شرطة الحدود فو ار بإخطار السلطات اإلدارية المعنية".4
في هذا اإلطار ،تتولى شرطة الحدود على مستوى المنافذ الحدودية والمطارات منح تأشيرة الدخول
بدال من البعثات الديبلوماسية والقنصلية الجزائرية في الخارج ،وذلك بصفة استثنائية ،لرعايا الدول التي ال
ً
مضطر لدخول البالد ألسباب
ًا توجد بها بعثات ديبلوماسية أو قنصلية جزائرية ،وكذلك إذا كان األجنبي
قاهرة أو إذا كان حسن النية ويجهل اإلجراءات المطلوبة للدخول إلى الجزائر.5
لم يحدد النص المذكور أعاله مدة صالحية هذا النوع من التأشيرة ،لكن المادة 7من المرسوم رقم
212-66حددتها بثالثة ( )03أشهر كحد أقصى ،دون اإلشارة إلى إمكانية تمديد هذه المدة.
كما نصت المادة 7من المرسوم رقم 212-66على اختصاص والي الوالية أو رئيس الدائرة
لمكان وصول األجنبي في منح تأشيرة تسوية الوضعية ،إال أن القانون رقم 11-08لم ينص على هذه
الحالة ،لكن المادة 36منه نصت على إجراء طرد األجنبي الذي يدخل إلى الجزائر بطريقة غير شرعية
أو يقيم بصفة غير قانونية ،إال في حالة تسوية وضعيته اإلدارية ،األمر الذي يفهم منه إمكانية تسوية
وضعية األجنبي من طرف المصالح المختصة بدل شرطة الحدود ،ويكون ذلك عن طريق منح األجنبي
تأشيرة تسوية الوضعية كنتيجة لمنحه بطاقة المقيم.1
إقليميا ألفراد أطقم السفن
ً د -رخصة التجوال :تمنح هذه الرخصة من طرف شرطة الحدود المختصة
والطائرات األجنبية ،حيث يرخص لهم بالدخول لإلقليم الجزائري من أجل التجول ،وهذا لمدة سبعة ()07
أيام كحد أقصى.2
ه -التأشيرة الخاصة :تمنح هذه التأشيرة لبعض األشخاص من أصحاب المكانة السياسية في الدولة،
حيث تنص المادة 5مكرر 1فقرة 02من المرسوم رقم 212-66على -1 ":تسلم التأشيرة
الديبلوماسية وتأشيرة المصلحة وتأشيرة المجاملة على التوالي حائز جواز سفر ديبلوماسي وجواز سفر
لمصلحة وجواز سفر عاد قيد الصالحية".3
بتحليل هذا النص القانوني يتضح أن التأشيرة الديبلوماسية تمنح لألجنبي الذي يمارس مهمة
دبلوماسية طبًقا ألحكام القانون الديبلوماسي والقنصلي ،وهم أعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي ،أما
تأشيرة المهمة أو المصلحة فتمنح لألجنبي الذي يحمل جواز سفر المصلحة ،وعادة هم الذين يشغلون
أخير تمنح تأشيرة المجاملة لألجانب الحائزين على جواز سفر عادي ،ولكنهم مناصب عليا في بلدانهم ،و ًا
يشغلون مناصب عالية في بلدانهم أو يكونوا ممثلين لدولهم في المؤتمرات والملتقيات الدولية ،أو الموظفين
في المنظمات الدولية أو الوكاالت المتخصصة.4
و -التأشيرات الوظيفية :نص المرسوم رقم 212-66على أنواع من التأشي ارت تمنح لألجانب حسب
أيضا الهدف من طلب التأشيرة ،ويمكن إجمال هذه التأشيرات في:
الصفة الوظيفية من تلك التأشيرة ،و ً
-1الطيب زروتي ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص .131
-2المادة 14فقرة 03من القانون رقم ،11-08مرجع سابق.
-3المادة 5مكرر 1فقرة 02من المرسوم رقم ،212-66مرجع سابق.
-4الطيب زروتي ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص .134
- 136 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
التأشيرة السياحية ،تأشيرة األعمال ،تأشيرة الدراسة ،تأشيرة العمل ،التأشيرة العائلية ،التأشيرة الطبية،
أخير التأشيرة الجماعية.1
التأشيرة الثقافية و ًا
ثانيا -النظام القانوني لتأشيرة الدخول :يثير النظام القانوني لتأشيرة الدخول مسألة تحديد السلطة
أخير حاالت اإلعفاء منها (.)3
المختصة بإصدارها ( ،)1ثم عرض شروط منحها ( ،)2و ًا
-1السلطة المختصة بإصدار تأشيرة الدخول :ينص القانون عادة على منح جهات إدارية معينة
صالحية منح تأشيرة الدخول ،حيث تملك هذه الجهات االختصاص االستئثاري والحصري في هذا الشأن،
منعا لالزدواجية والتعارض إذا ما تعددت الجهات المانحة لهذه الوثيقة ،وذلك بالنظر لما تنطوي عليه
وهذا ً
تأشيرة الدخول من أهمية وخطورة على اعتبار أنها تسمح بدخول عنصر أجنبي إلقليم الدولة.2
تمنح تأشيرة الدخول بصفة أساسية من طرف الممثليات الديبلوماسية أو القنصلية في الخارج ،كما
يمنح القانون في حاالت معينة جهات أخرى داخل الوطن االختصاص في إصدارها ،وذلك على النحو
اآلتي:
أ -السلطة المختصة بإصدار تأشيرة الدخول داخل الدولة :عادة نجد أن الجهة التي تقوم بمنح التأشيرة
وتكون موجودة داخل الدولة وليس في الخارج تتواجد على مستوى المطارات والمنافذ الحدودية ،وهذا
بالنسبة لألجانب الذين يدخلون دون تأشيرة ،حيث أعطى القانون الصالحية لشرطة الحدود التابعة لو ازرة
الداخلية في منح تأشيرة الدخول ،وتبرز الفائدة العملية لهذه الوضعية في الحالة التي يكون األجنبي ً
قادما
من دولة ال يوجد بها تمثيل ديبلوماسي للدولة المراد التنقل إليها.3
نص القانون رقم 11-08على حالتين يعود االختصاص فيهما لشرطة الحدود على مستوى
المطارات والمنافذ الحدودية في إصدار تأشيرة الدخول ،الحالة األولى نصت عليها المادة 12من القانون
رقم ،11-08وتتعلق بتأشيرة تسوية الوضعية لألجنبي الذي يدخل للجزائر دون تأشيرة ،والحالة الثانية
نصت عليها المادة 14من القانون نفسه ،وتتعلق بتأشيرة العبور التي تسلم لألجنبي الذي يعبر اإلقليم
الجزائري عند توجهه إلقليم دولة أخرى ،حيث تتولى مصالح شرطة الحدود على مستوى المنافذ الحدودية
بدال من البعثات الديبلوماسية والقنصلية الجزائرية في الخارج.
والمطارات منح تأشيرة الدخول ً
نشير إلى أنه يمكن أن تكون هناك اتفاقية بين دوليتين من أجل التمثيل الديبلوماسي قد تؤثر على
توزيع االختصاصات فيما يتعلق بعملية إصدار التأشيرة ،كما هو الشأن بالنسبة لالتفاقية الفرنسية
البلجيكية ،حيث تستطيع بموجبها السلطات القنصلية لهذه األخيرة وباسم الدولة الفرنسية إصدار أو رفض
منح تأشيرة الدخول دون االستشارة المسبقة للسلطات القنصلية الفرنسية ،لكن حتى في مثل هذه الحاالت
تبقى المنازعة القضائية المتعلقة بالتأشيرة خاضعة للقوانين الفرنسية.1
ب -السلطة المختصة بإصدار تأشيرة الدخول خارج الدولة :تقوم السلطات المختصة في الخارج بمنح
تأشيرة الدخول لألجانب بنفس الشروط التي تمنح التأشيرة داخل إقليم الدولة ،هذه السلطات تنحصر في
السفارات والقنصليات أو أي هيئة تتمتع بصالحية إصدار تأشيرة الدخول ،وفي حالة غياب أي تمثيل
ديبلوماسي فإن منح تأشيرة الدخول يكون من اختصاص القائم باألعمال وفي حالة عدم وجوده تتولى دولة
أخرى رعاية مصالح الدولة المعنية ،وهذا بموجب اتفاق بين الدولتين.2
في هذا اإلطار ،تنص المادة 8فقرة 03من القانون رقم 11-08على ":تمنح الممثليات
الديبلوماسية والقنصلية الجزائرية المعتمدة في الخارج التأشيرة القنصلية".3
وفًقا لمبدأ ثابت يقضي بأنه في حالة عدم وجود أي أحكام اتفاقية أو تشريعية تحدد الحاالت التي
يمكن فيها رفض إصدار التأشيرة لألجانب ،وبالنظر إلى الطبيعة الخاصة لهذا اإلجراء ،فإن السلطات
الديبلوماسية أو القنصلية المختصة بالخارج تتمتع بسلطة تقديرية واسعة في ذلك.4
-2شروط منح تأشيرة الدخول :تتراوح شروط منح تأشيرة الدخول بين التشديد والتخفيف ،وذلك حسب
سياسة التنقل والهجرة التي تتبعها الدولة اتجاه األجانب ،هذه السياسة هي في الحقيقة انعكاس لجملة من
الظروف والمعطيات الداخلية والخارجية تجعل من منح تأشيرة الدخول عملية تمتاز بالمرونة والتغير
المستمر ،وهذا ما ينعكس على الشروط المطلوبة لمنح هذه التأشيرة والتي يمكن تقسيمها إلى شروط
موضوعية وأخرى إجرائية ،وذلك على النحو اآلتي:
1
-T.A, Nantes, 26 mai 2016, n°1400567, La semaine juridique administrations et collectivités territoriales, n°10-
11, 13 mars 2017, p 2076.
-2حسن نجالء عبد ،مرجع سابق ،ص .165
-3المادة 8فقرة 03من القانون رقم ،11-08مرجع سابق.
4
-Vincent TCHEN, « Étrangers -Entrée en France : Régime général », JurisClasseur Administratif,
LexisNixis, Fasc. 233.54, date du fascicule 1 er novembre 2017, mis à jour 11 juillet 2019, pp 40-41.
- 138 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أ -الشروط الموضوعية لمنح تأشيرة الدخول :قبل منح التأشيرة لألجنبي تتحقق السلطات اإلدارية
المختصة من توافر جملة من الشروط الموضوعية ،هذه األخيرة تهدف إلى حماية مصالح الدولة
والمجتمع ،حيث تنقسم إلى شروط متعلقة باألمن العام ،الصحة العامة والكفاية المالية ،وذلك كاآلتي:
الفقرة األولى -السالمة األمنية :عند تطبيق معيار األمن العام في عملية دخول األجانب إلى إقليم
الدولة ،نجد أن من هؤالء من ينطوي وجوده على تهديد ألمن الدولة ،وفي هذه الحالة يجب أال يسمح له
بالدخول واإلقامة على التراب الوطني ،ومنهم من ال يشكل أي تهديد على أمنها فيكون محل موافقة على
تبعا للظروف السياسية واألمنية ،فإذا كانت الدولة التي
الدخول واإلقامة .إن مقتضيات األمن العام تتغير ً
يحمل األجنبي جنسيتها تتبع سياسة معادية للدولة ،الشيء الذي قد يدفع هؤالء األجانب على القيام بأفعال
خطر اتجاه الدولة المستضيفة.1
تشكل ًا
إن حق الدولة في منع األجانب من الدخول إلى إقليمها ينبع من فكرة حماية النظام واألمن
العموميين ،وما يمس سالمتها فلها هنا أن تقرر عدم منحهم تأشيرة الدخول ،إضافة إلى أن تقديم المعني
لوثائق مزورة ينطوي على خطورة أمنية تبرر رفض طلب إصدار التأشيرة ،2وتساعد قواعد البيانات الرقمية
السلطات القنصلية في معرفة بعض المعلومات المهمة مثل :السيارات المسروقة ،األسلحة ،المستندات
البنكية ،وكذا المعلومات المتعلقة باألشخاص محل البحث والموضوعين على قوائم المنع من الدخول،3
حيث نجد على سبيل المثال بعض الدول مثل فرنسا تتوفر على عدد كبير من قواعد البيانات مثل :سجل
تسيير ملفات األجانب ،سجل األشخاص المبحوث عنهم ،سجل األجانب غير المقبولين ،سجل
المضيفين ،السجل المتعلق بالترحيل ،سجل طالبي اللجوء السياسي ،إضافة لنظام معلومات تشنجن ونظام
المعلومات حول التأشيرات.4
إن هذا الشرط يستلزم من السلطة اإلدارية المختصة التأكد من وجود تهديد النظام العام أو سبب
متعلق بالمصلحة العامة يبرر عدم إصدار تأشيرة الدخول ،فالنظام العام مفهوم مرتبط بالخطر الذي
وفًقا للتعبير الذي يستعمله القاضي اإلداري ،والتي تستنتجها اإلدارة من مؤشرات مثل :السن ،عدم وجود
روابط عائلية ،البطالة ،األمر الذي يوحي إلى احتمال بقاء األجنبي بعد انتهاء مدة التأشيرة.1
الفقرة الثانية -السالمة الصحية :تجيز قواعد القانون الدولي لكل دولة أن ترفض دخول األجانب
المصابين بأمراض معدية أو وبائية ،وهذا للمحافظة على الصحة العامة للسكان ،ويكون ذلك من خالل
اشتراط بعض اإلجراءات الوقائية ،وإجراء أنواع معينة من الفحوصات والتحاليل للتأكد من خلو األجنبي
تهديدا للصحة العمومية.
ً من األمراض التي تشكل
في هذا اإلطار ،تنص المادة 7من القانون رقم 11-08على... " :يتعين على كل أجنبي يصل
إلى اإلقليم الجزائري أن يتقدم لدى السلطات المختصة المكلفة بالمراقبة على مستوى مراكز الحدود
حامال...وكذا دفت ار صحيا طبقا للتنظيم الدولي".2
بالرجوع إلى اللوائح الصحية الدولية ( )2005نجد المادة 18تنص على التوصيات الصادرة عن
منظمة الصحة العالمية إلى الدول األطراف فيما يتعلق بتنقل األشخاص ،حيث جاء فيها... " :رفض
دخول األشخاص المشتبه في إصابتهم والمصابين ،3 "...كما تنص المادة 31من اللوائح الدولية
الصحية نفسها بخصوص التدابير الصحية المتعلقة بدخول المسافرين على... " :غير أن هذه اللوائح،
مع عدم االخالل بالمواد 32و 42و ،45ال تمنع الدول األطراف من طلب إجراء الفحص الطبي أو
التطعيم أو اتخاذ اإلجراءات االتقائية األخرى أو تقديم دليل يثبت إجراء التطعيم .4 "...
بارز في تحديد سياسة الدولة
دور ًا
الفقرة الثالثة -الكفاية المالية :تلعب االعتبارات المالية واالقتصادية ًا
في التعامل مع األجانب ،حيث تهدف هذه األخيرة إلى زيادة مواردها المالية ،ولهذا تقدم تسهيالت كبيرة
في استقبال السياح والطلبة ،وتسمح بدخول اليد العاملة األجنبية عندما تتطلب برامج التنمية ذلك نتيجة
نقص العمالة الوطنية ،وعلى العكس من ذلك عند تفشي البطالة وضعف االقتصاد تنتهج الدولة سياسة
متشددة اتجاه هجرة األجانب إليها.5
تسعى الدولة إلى حماية اقتصادها من خالل منع دخول األجانب الذين ال يملكون وسائل المعيشة
أعباء أخرى على ميزانيتها نتيجة التكفل بهم ،ولهذا تشترط الدول في
ً الكافية ،وهذا حتى ال تضيف
1
- Vincent TCHEN, « ÉTRANGERS– Entrée en France : Régime général », op.cit, p 42
-2المادة 7من القانون رقم ،11-08مرجع سابق.
-3المادة 18من اللوائح الصحية الدولية ،مرجع سابق.
-4المادة 31من اللوائح الصحية الدولية ،مرجع سابق.
-5عبد الحفيظ بن عبيدة ،مرجع سابق ،ص .268
- 140 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
تشريعاتها تقديم الدليل على توفر األجنبي على قدرة مالية كافية كشرط لمنحه تأشيرة الدخول ،وهذا حتى
يتمكن من ممارسة حياته بشكل طبيعي طيلة إقامته داخل إقليم الدولة ،هذه الوسائل يمكن أن تكون ذات
طبيعة أكاديمية كحصول األجنبي على منحة دراسية جامعية ،أو قدرات مالية تمكنه من القيام بمشاريع
استثمارية ،وهي بذلك تكون قد حققت أحد أهداف التنمية االقتصادية.1
نص المشرع الجزائري على هذا الشرط في المادة 4من القانون رقم ،11-08التي جاء فيها:
" ...ويجب على األجنبي فيما يخص إقامته ،أن يكون حائ از على وثيقة السفر وتأشيرة قيد
الصالحية...كما يجب عليه إثبات وسائل العيش الكافية له طوال مدة إقامته باإلقليم الجزائري.2"...
بناء على غش أو تزور من طرف األجنبي فمن
نشير إلى أنه في حالة صدور قرار منح التأشيرة ً
حق السلطات اإلدارية المختصة سحب التأشيرة ،فبمناسبة قضية متعلقة بحصول أحد األجانب وهو زوج
مواطنة مصرية على تأشيرة دخول ،والذي تم منعه بعد ذلك من الدخول عبر مطار القاهرة ،ولم تدعي
متعاونا مع
ً و ازرة الداخلية حدوث أي خطأ أو غش في منح التأشيرة ،وإنما المنع تم على أساس أنه كان
بناء على ذلك قضت محكمة القضاء اإلداري بأنه ال يجوز سحب
السلطات العراقية أثناء غزو الكويتً .
قرار منح التأشيرة ما لم يثبت حصول الغش من جانب األجنبي ،3أما إذا ثبت حدوث هذا الغش فمن حق
السلطات اإلدارية المختصة سحب تأشيرة الدخول.4
ب -الشروط اإلجرائية لمنح تأشيرة الدخول :يتضمن ملف طلب التأشيرة مجموعة من الوثائق اإلدارية
المتعلقة بصاحب الطلب ،زيادة على اشتراط دفع رسوم قنصلية مترتبة على دراسة ملف التأشيرة ،5وذلك
على النحو اآلتي:
مع مراعاة مبدأ المعاملة بالمثل ،تحدد هذه الرسوم طبقا ألحكام قانون المالية ،1"...وعادة ما يتم تحيين
مبلغ الرسوم القنصلية بشكل دوري ،لذلك يتم تنظيم هذه المسألة ضمن قوانين المالية.2
إن قرار منح أو رفض منح التأشيرة ال يمكن أن يؤسس إال على اعتبارات متعلقة بالنظام العام أو
المصلحة العامة للدولة ،ومع ذلك فإن محكمة العدل األوروبية أقرت بأن الدول تتمتع بقدر كبير من
السلطة التقديرية في عملية إصدار تأشيرة الدخول ،حيث يمكنها رفض ذلك لمجرد وجود شك في ملف
طلب التأشيرة أو احتمال عدم التزام األجنبي بمغادرة اإلقليم عند انتهاء مدة اإلقامة المحددة في التأشيرة.3
-3اإلعفاء من تأشيرة الدخول :األصل أن كل أجنبي يريد الدخول إلى الجزائر هو ملزم بالحصول على
التأشيرة ،لكن ترد على ذلك مجموعة من االستثناءات تصبح معها تأشيرة الدخول غير مطلوبة ،حيث
يمكن أن يعفى األجنبي من شرط الحصول على تأشيرة الدخول ،إذ تراعي الدولة من خاللها مصالحها
وارتباطاتها بالدول األخرى من خالل االتفاقيات الثنائية ،أو معاملة رعايا بعض الدول على أساس
المعاملة بالمثل.
نص القانون رقم 11-08على حاالت اإلعفاء من تأشيرة الدخول ،حيث نصت المادة 11منه
على " :يعفى من التأشيرة القنصلية:
-1األجنبي الذي يتواجد على متن سفينة راسية في ميناء جزائري،
-2البحار األجنبي العامل على متن سفينة راسية في ميناء جزائري ،والمستفيد من إجازة على
اليابسة ،طبقا لالتفاقيات البحرية التي صدقت عليها الدولة الجزائرية،
-3األجنبي العابر لإلقليم الجزائري جوا،
-4األجنبي عضو طاقم الطائرة المتوقفة بأحد مطارات الجزائر،
-5األجنبي المستفيد من أحكام االتفاقيات الدولية أو من اتفاقيات المعاملة بالمثل في هذا المجال".4
حاالت اإلعفاء الواردة في المطة األولى ،الثالثة والرابعة هي تحصيل حاصل ،نتيجة لوجود
األجنبي خارج السيطرة الفعلية ،إما ألنه لم ينزل لليابسة أو أنه متواجد بالقسم الدولي للمطارات الجزائرية،
أما الحالة المذكورة في المطة الثانية فمن الناحية العملية يحصل األجنبي الفرد في طاقم الطائرة أو
السفينة على تأشيرة تجوال عوض التأشيرة القنصلية ،تبقى الحالة الواردة في المطة الخامسة وهي األهم،
نظر ألنها تنص على إعفاء رعايا دول معينة العتبارات خاصة بمصالح الدولة الجزائرية أو الرتباطها
ًا
باتفاقيات دولية أو على سبيل المعاملة بالمثل ،ففي هذه الحاالت يكفي أن يكون األجنبي من أحد رعايا
بناء على االتفاقيات
الدولة المعنية ،فيرخص له بالدخول بمجرد حمله لجواز السفر ،وهذا ما هو مطبق ً
الثنائية المبرمة بين الجزائر ودول المغرب العربي ،إذ يسمح لرعايا هذه الدول بالتنقل إلى إقليم الدول
األخرى واإلقامة فيه بمجرد تقديم جواز سفر قيد الصالحية.1
يمكن أن يكرس هذا اإلعفاء لفائدة فئات معينة فقط وليس لعامة المواطنين ،يظهر ذلك من خالل
االتفاق المبرم بين الجزائر وأنغوال ،والمتعلق بإلغاء التأشيرة للمواطنين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية
ولمهمة ،حيث تنص المادة 2من هذا االتفاق على " :يمكن لمواطني كل من الطرفين الحاملين لجوازات
السفر الدبلوماسية أو لمهمة ،والمعتمدين لدى البعثات الدبلوماسية أو الممثليات القنصلية للبلدين،
وكذا أفراد أسرهم الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية أو لمهمة ،الدخول إلى والخروج من إقليم
الطرف اآلخر واإلقامة به طيلة مدة مهمتهم ،دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة".2
-1الطيب زروتي ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص ص .135-134
-2المادة 2من االتفاق بي ن حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية أنغوال حول إلغاء التأشيرة للمواطنين
الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية ولمهمة ،صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،186-21مؤرخ في 5مايو
،2021يتضمن التصديق على اتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية أنغوال حول إلغاء التأشيرة
للمواطنين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية ولمهمة ،الموقع بلواندا في 14مارس سنة ،2008ج ر العدد ،34صادرة في 9مايو
.2021
أيضا المادة األولى من االتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية الهند حول اإلعفاء من
أنظر ً
التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية ،لمهمة أو رسمية ،الموقع عليه بنيودلهي في 31جانفي ،2019صادقت عليه الجزائر
بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،164-21مؤرخ في 25أبريل ،2021يتضمن التصديق على اتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية الهند ،الموقع في 31جانفي ،2019ج ر العدد ،33صادرة في 5مايو .2021
- 144 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الفرع الثالث :عن ضرورة الحصول على الترخيص المسبق للسفر نحو الخارج
نص المؤسس الدستوري على حق المواطن في الخروج من التراب الوطني دون أن يقرن ممارسة
هذا الحق بأي قيد أو شرط ،لكنه وبالنظر إلى مجموعة من االعتبارات المتعلقة بحماية األمن القومي
واالقتصاد الوطني وكذا حماية بعض الفئات العمرية ،يمكن أن تشترط القوانين واألنظمة الحصول على
ترخيص مسبق من الجهة الوصية من أجل التمكن من التنقل إلى خارج اإلقليم الوطني.
يطبق الترخيص المسبق بالنسبة لمستخدمي المؤسسات العسكرية واألمنية (أوال) ،األطفال القصر
أخير الخروج االستثنائي من التراب الوطني في
(ثانيا) ،عند السفر للعمل لدى جهات أجنبية (ثالثا) ،و ًا
ظل حالة الطوارئ الصحية (رابعا).
أوال -الزامية الترخيص المسبق لمستخدمي المؤسسات العسكرية واألمنية :إن مبدأ حماية األمن العام
في الدولة _باعتباره من القيود التي ترد على حرية التنقل_ يهدف إلى حماية االستقالل السياسي ووحدة
أراضي الوطن من أية قوى داخلية أو خارجية أو تهديد باستعمال القوة ،و ً
استنادا لهذا لمبدأ يمكن للدولة أن
تمنع العسكريين الذين مازالوا في الخدمة أو يحملون أسرًا
ار عسكرية من مغادرة البالد إال بشرط الحصول
على ترخيص مسبق.1
ال شك أن العسكريين بحكم المهام والوظائف الحساسة التي يشغلونها فهم بهذه الصفة أكثر الناس
معرفة بالوطن وأس ارره ،ولهذا حرص المشرع على حماية أمن الدولة بأن منع موظفي المؤسسة العسكرية
من السفر إلى الخارج إال بعد الحصول على ترخيص مسبق ،وذلك حماية لهم من التعدي واالستهداف
وكذا حماية المصلحة العليا للدولة.2
وعليه ،فقد تضمن القانون الجزائري النص على شرط الحصول على ترخيص مسبق للخروج من
اإلقليم الوطني بالنسبة ألربع فئات هي :مستخدمي المؤسسة العسكرية ( ،)1مستخدمي األمن الوطني
( ،)2فئة المستخدمين المدنيين التابعين لمؤسسات القطاع االقتصادي للمؤسسة العسكرية ( ،)3وأخي اًر
المستخدمين الشبيهين لألمن الوطني (.)4
-1بالنسبة لمستخدمي المؤسسة العسكرية :تنص المادة 36من األمر رقم ،02-06على ":يجب أال
تمس حرية تنقل العسكري الموجود في نشاط الخدمة عبر التراب الوطني ،بأي حال من األحوال،
بممارسة وظائفه .يحدد قانون الخدمة في الجيش القواعد المتعلقة بذلك.
يخضع التنقل خارج التراب الوطني لترخيص مسبق يحدد عن طريق التنظيم".1
-2بالنسبة لمستخدمي المؤسسة األمنية :تنص المادة 33من المرسوم التنفيذي رقم 322-10على:
" ال يمكن لموظفي األمن الوطني مغادرة التراب الوطني إال برخصة كتابية مسبقة من السلطة التي لها
صالحية التعيين".2
-3بالنسبة للمستخدمين المدنيين التابعين لمؤسسات القطاع االقتصادي للمؤسسة العسكرية :تنص
المادة 22من المرسوم الرئاسي رقم 145-18على ":يخضع خروج المستخدم المدني االقتصادي من
التراب الوطني إلى رخصة مسبقة من السلطة السلمية المختصة".3
-4بالنسبة للمستخدمين الشبيهين لألمن الوطني :تنص المادة 23من المرسوم التنفيذي رقم 323-10
على ":ال يمكن المستخدمين الشبيهين لألمن الوطني مغادرة التراب الوطني إال برخصة كتابية مسبقة
من السلطة التي لها صالحية التعيين".4
يالحظ أن القانون الجزائري لم يستعمل مصطلح واحد للداللة على الترخيص المسبق ،إذ يستعمل
تارة مصطلح " الترخيص" وتارة أخرى مصطلح " الرخصة" ،لكن النتيجة واحدة ،حيث يمنع على
مستخدمي األسالك العسكرية واألمنية التنقل والسفر إلى الخارج دون الحصول على ترخيص مسبق من
قيدا على حرية تنقل هؤالء ،إذ تملك اإلدارة في
السلطة اإلدارية صاحبة صالحية التعيين ،وهذا ما يشكل ً
مثل هذه األوضاع سلطة تقديرية واسعة في منح الترخيص بالسفر أو رفض منحه ،وحتى في حالة طعن
-1أمر رقم ،02-06مؤرخ في 28فبراير ،2006يتضمن القانون األساسي العام للمستخدمين العسكريين ،ج ر العدد ،12صادرة
في أول مارس ،2006متمم بالقانون رقم ،11-19مؤرخ في 11ديسمبر ،2019ج ر العدد ،78صادرة في 18ديسمبر ،2019
متمم باألمر رقم ،06-21مؤرخ في 30مايو ،2021ج ر العدد ،39صادرة في 30مايو .2021
-2مرسوم تنفيذي رقم ،322-10مؤرخ في 22ديسمبر ،2010يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك
الخاصة باألمن الوطني ،ج ر العدد ،78صادرة في 26ديسمبر .2010
-3مرسوم رئاسي رقم ،145-18مؤرخ في 27مايو ،2018يحدد القانون األساسي للمستخدمين المدنيين التابعين لمؤسسات القطاع
االقتصادي للجيش الوطني الشعبي ،ج ر العدد ،31صادرة في 30مايو .2018
-4مرسوم تنفيذي رقم ،323-10مؤرخ في 22ديسمبر ،2010يتضمن األحكام الخاصة المطبقة على المستخدمين الشبيهين لألمن
الوطني ،ج ر العدد ،78صادرة في 26ديسمبر .2010
- 146 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المعني باألمر في قرار الرفض أمام القضاء اإلداري فمن المتوقع أن يتم رفض الطلب ،على اعتبار أن
قرار اإلدارة في مثل هذه الحاالت يتم تأسيسه على أسباب مرتبطة بحماية األمن العام الدولة.
ففي مصر ،نجد أن قرار وزير الداخلية رقم 3937لسنة 1996بشأن استثناء بعض العاملين في
الجهات ذات الطابع الخاص من إلغاء تصريح السفر ،اشترط على العاملين برئاسة الجمهورية ،و ازرة
الدفاع ،و ازرة اإلعالم ،و ازرة العدل بالنسبة لرجال القضاء والنيابة العامة ،و ازرة الداخلية بالنسبة ألعضاء
هيئة الشرطة ،تقديم ما يفيد موافقة جهة العمل عند السفر للخارج.1
غير القاضي اإلداري قلص بشكل كبير من مجال تطبيق الترخيص بالسفر بالنسبة للفئات
المذكورة أعاله ،حيث قضى بعدم مشروعية اشتراط هذا الترخيص بالنسبة لموظفي قطاع العدالة ،2وقطاع
اإلعالم.3
فمن منظور القاضي اإلداري ،أن تمتع هؤالء األعوان بحقوقهم القانونية مثل الحق في الراحة
والعطل السنوية عند اختيار قضائها خارج اإلقليم الوطني يصبح دون معنى ،وال يقبله المنطق القانوني
السليم ،وذلك عند منح هذا الحق ثم تعليقه على شرط الحصول على ترخيص مسبق من الجهة الوصية.
نظر للخطورة األمنية المترتبة على سفر األطفال
ثانيا -اشتراط رخصة الخروج بالنسبة لألطفال القصرً :ا
خصوصا في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تتميز بتزايد نشاط شبكات الجريمة
ً القصر إلى الخارج،
المنظمة العابرة للحدود واحتمال استغال األطفال في العمليات اإلجرامية أو تسهيل سفرهم للتجنيد في
حروبا وصراعات مسلحة ،فقد تشدد القانون في تنظيم عملية خروج األطفال القصر
ً المناطق التي تعرف
من اإلقليم الوطني ،يظهر هذا من خالل دراسة شرط رخصة الخروج لألطفال القصر في فرنسا ( ،)1ثم
في الجزائر (.)2
-1قرار وزير الداخلية رقم ،3937لسنة ،1996بشأن استثناء بعض العاملين في الجهات ذات الطابع الخاص من إلغاء تصريح
السفر ،ذكره هاني سمير عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص .26
-2محكمة القضاء اإلداري ،الدائرة األولى ،حكم بتاريخ 18نوفمبر ،2008في الدعوى رقم ،24734لسنة 62قضائية ،مقامة من
طرف القاضي هشام محمد عثمان البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض ضد كل من :رئيس الوزراء ،وزير الداخلية ،وزير العدل،
رئيس مجلس القضاء األعلى ورئيس محكمة النقض ،ذكره هاني سمير عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص ص .28-27
-3المحكمة اإلدارية العليا ،الدائرة األولى ،الطعن رقم ،8933لسنة 53قضائية ،المقام من طرف رئيس مجلس الوزراء ،وزير الدولة
للتنمية اإلدارية ،وزير اإلعالم ،وزير الداخلية ،ضد بثينة عادل على كامل ،سبتمبر ،2014تاريخ وزمن التصفح 14 :فيفري ،2021
الساعة.15:00 :
https://manshurat.org/file/25598/download?token=tQZym9xZ
- 147 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1حاالت اشتراط رخصة الخروج لألطفال القصر في القانون الفرنسي :تراوح تعامل المشرع الفرنسي
مع نظام رخصة الخروج من اإلقليم بالنسبة لألطفال القصر غير المصحوبين بشخص يمارس السلطة
األبوية عليهم بين التكريس واإللغاء ،لكن تزايد التهديدات األمنية المتعلقة بقضايا اإلرهاب في اآلونة
األخيرة جعله في مرحلة أولى يكرس آلية لالعتراض على خروج األطفال من اإلقليم ،وفي المرحلة الثانية
أعاد تكريس نظام الترخيص بالخروج من جديد ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -إلغاء نظام الرخصة وتكريس آلية االعتراض على الخروج في القضايا المتعلقة باإلرهاب :كان
المشرع الفرنسي يشترط على الطفل القاصر غير المصحوب بأحد والديه تقديم رخصة خروج حتى يمكنه
السفر إلى خارج اإلقليم ،هذه الرخصة تم إلغاؤها سنة ،2013غير أنه يسمح ألحد الوالدين أثناء تطبيق
حالة الطوارئ بمراسلة المحافظ من أجل طلب استصدار اعتراض على خروج الطفل القاصر من اإلقليم،
وهذا لحمايته من التوجه إلى البلدان التي تعرف حالة حرب تتسم بالطابع األيديولوجي المتطرف.1
وقد حددت التعليمة المشتركة الصادرة في 5ماي ،2014والمتعلقة باإلجراء اإلداري لالعتراض
على خروج األطفال القصر من اإلقليم دون رخصة من السلطة األبوية ،نطاق هذا اإلجراء بأنه يشمل
أيضا األطفال القصر األجانب
األطفال القصر من جنسية فرنسية والمقيمين بفرنسا أو في الخارج ،و ً
المقيمين مع والديهم بصفة قانونية بفرنسا.
يدفع طلب االعتراض على الخروج لدى مكتب المحافظ أو لدى مفتش الشرطة ،حيث يتكون
الملف من طلب خطي يتضمن االعتراض على الخروج ،وثيقة تثبت ممارسة السلطة األبوية على الطفل
القاصر ،إضافة لوثيقة هوية صاحب الطلب ووثيقة تثبت هوية الطفل القاصر ،تقوم بعدها المصالح
المختصة بفتح محضر استماع من أجل عرض مخاطر التنقل إلى الخارج.2
ينتح عن قرار االعتراض على الخروج من اإلقليم تسجيل الطفل القاصر في سجل األشخاص
المبحوث عنهم ) ،(F.P.Rوإشعار نظام المعلومات تشنجن ) ،(S.I.Sحيث تطلب مصالح التحقيق من
المديرية العامة لألمن الوطني (المصلحة المركزية للتوثيق الجنائي) تسجيل اإلجراء اإلداري لالعتراض
على الخروج ضمن األنظمة المعلوماتية المذكورة أعاله ،كما يتم إعالم وكيل الجمهورية ومصالح شرطة
الحدود.
يعتبر إجراء االعتراض على خروج الطفل القاصر من اإلقليم إجراء تحفظي في انتظار الحكم
القضائي ،وهذا في حالة اكتشاف أحد الوالدين لميول راديكالية لدى الطفل القاصر.1
ب -إعادة تكريس رخصة الخروج في جميع حاالت عدم مرافقة القاصر من طرف السلطة األبوية :أعاد
المشرع الفرنسي تكريس نظام رخصة خروج األطفال القصر من اإلقليم بمناسبة سنه للقانون رقم -2016
731المتعلق بتعزيز مكافحة الجريمة المنظمة واإلرهاب وتمويلهما وتحسين فعالية وضمانات اإلجراءات
الجزائية ،2حيث تم تتميم التقنين المدني بالمادة 6-371التي تنص على ":يمنح الطفل الذي يغادر التراب
الوطني دون مرافقة صاحب السلطة األبوية رخصة لمغادرة اإلقليم موقعة من طرف صاحب السلطة
األبوية".3
وقد فصل المرسوم رقم 1483-2016المتعلق برخصة الخروج من اإلقليم لألطفال القصر غير
المصحوبين بصاحب السلطة األبوية في شروط تطبيق رخصة الخروج من اإلقليم ،4حيث حددت المادة
ابتداء من
ً األولى منه البيانات التي تظهر في هذه الرخصة ،وكذا مدتها والتي ال يمكن أن تتجاوز السنة
تاريخ التوقيع عليها.
تطبق هذه الرخصة على جميع القصر المقيمين بصفة عادية بفرنسا مهما كانت جنسيتهم ،كما
أيضا في كل أنواع السفر الخارجي سواء كان ذلك في شكل فردي أو جماعي (رحالت مدرسية،
تطبق ً
رحالت سياحية) ،وذلك عندما يغادر الطفل القاصر اإلقليم الفرنسي دون أن يكون صاحب السلطة األبوية
مرافًقا له.
في األخير ،من المفيد التنويه إلى أن هذا اإلجراء يطبق دون المساس بالتدابير األخرى التي
تسمح بمنع السفر المحتمل وغير المرخص به للطفل القاصر إلى خارج التراب الوطني ،كالمنع القضائي
1
- Ministre de l’intérieur, le garde des sceaux, ministre de la justice, instruction du Gouvernement mesure
administrative d'opposition à la sortie du territoire d'un mineur sans titulaire de l'autorité parentale, du 5 mai
2014, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/download/pdf/circ?id=38288, consulté le 14 février 2021, à 22 :00.
2
- Loi n° 2016-731, du 3 juin 2016, renforçant la lutte contre le crime organisé, le terrorisme et leur financement,
et améliorant l'efficacité et les garanties de la procédure pénale, JORF n° 129, du 4 juin 2016.
3
- Art 49 du la loi n° 2016-731, op.cit, dispose : «Après l »article 371-5 du code civil, il est inséré un article 371-
6 ainsi rédigé : « L'enfant quittant le territoire national sans être accompagné d'un titulaire de l'autorité
parentale est muni d'une autorisation de sortie du territoire signée d'un titulaire de l'autorité parentale ».
4
- Décret n° 2016-1483, du 2 novembre 2016, relatif à l'autorisation de sortie du territoire d'un mineur non
accompagné par un titulaire de l'autorité parentale, JORF n° 0257, du 4 novembre 2016.
- 149 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
من السفر ،المنع اإلداري من مغادرة اإلقليم واإلجراء اإلداري لالعتراض على الخروج من اإلقليم ،فهي
تبقى سارية المفعول.1
-2حاالت اشتراط رخصة الخروج لألطفال القصر في القانون الجزائري :إن تنقل المواطن إلى خارج
اإلقليم الوطني حق مضمون بموجب الدستور ،حيث يتم ممارسة هذا الحق بمجرد استظهار وثائق السفر
المطلوبة ،لكن اإلشكال المطروح هنا أن القانون رقم 03-14المتعلق بوثائق وسندات السفر وكما سبقت
اإلشارة إليه ،تخلى عن شرط السن عند تقديم ملف طلب جواز السفر ،حيث أصبح هذا األخير سند سفر
قاصر فال يحتاج إلدراجه ضمن جواز سفر أحد
ًا فردي خاص بحامله مهما كان سنه حتى لو كان الطفل
الوالدين ،مما يعني أنه بإمكان فئة القصر السفر إلى الخارج بمجرد الحصول على جواز السفر.
لكن وبالنظر إلى الخطورة األمنية واألخالقية التي تنطوي عليها هذه الوضعية ،كان يجب على
السلطات اإلدارية التدخل لتنظيم إجراءات خروج األطفال القصر من اإلقليم الوطني ،بشكل يضمن
الحماية الالزمة لهم من ناحية أمنهم الشخصي والصحي واألخالقي زيادة على األمن العام للدولة ككل،
حيث أصدرت في هذا الشأن المديرية العامة لألمن الوطني مذكرة لتنظيم إجراءات سفر األطفال القصر
إلى الخارج.2
اشترطت التعليمة المذكورة أعاله على األطفال القصر الذين تقل أعمارهم عن تسع عشرة ()19
سنة تقديم رخصة أبوية من أجل التمكن من الخروج من اإلقليم الوطني ،والتي تظهر من خالل الحاالت
اآلتية:
مصحوبا بأحد والديه :في هذه الحالة تطلب نقطة المراقبة الحدودية جواز السفر
ً أ -خروج الطفل القاصر
الفردي الخاص بالطفل القاصر قيد الصالحية ،إضافة إلى وثيقة تثبت صلة القرابة ،ويكون ذلك في
الغالب عن طريق تقديم الدفتر العائلي.
1
-Le garde des sceaux, ministre de la justice, ministre de l’intérieur, circulaire NOR/INTD1638914C, relative
aux conditions de sortie du territoire national des mineurs, du 29 décembre 2016, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/download/pdf/circ?id=41689, consulté le 14 février 2021, à 22 :00.
-2المديرية العامة لألمن الوطني ،إدارة اإلعالم والعالقات العامة ،مذكرة مؤرخة في 3أوت ،2015متعلقة بإجراءات خروج القصر
من التراب الوطني ،منشورة على الموقع الرسمي للمديرية العامة لألمن الوطني ،تاريخ وزمن التصفح 14 :فيفري ،2021الساعة:
.16:00
https://www.dgsn.dz/IMG/pdf/paf_mineur_2_.pdf
أنظر نموذج من الترخيص األبوي للسفر إلى خارج اإلقليم بالنسبة لألطفال القصر ،الملحق رقم ،04ص .624
- 150 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أمر
رغم ذلك ،ال يسمح للطفل القاصر بمغادرة التراب الوطني إذا كان أحد والديه قد استصدر ًا
من الجهة القضائية المختصة يقضي بمنعه من السفر إلى الخارج ،حيث تقوم النيابة العامة بمجرد
صدور األمر القضائي بإخطار مصالح الشرطة القضائية المختصة التخاذ اإلجراءات المطلوبة لمنع
الطفل القاصر المعني من السفر.
مصحوبا بشخص آخر بالغ :في هذه الحالة تطلب مصالح المراقبة
ً ب -خروج الطفل القاصر بمفرده أو
الحدودية جواز السفر الفردي للطفل القاصر قيد الصالحية ،إضافة إلى ترخيص من طرف أحد الوالدين
المتمتع بممارسة حق الوالية القانونية على الطفل ،مصادق عليه من طرف مصالح الشرطة المختصة
إقليميا ،أو من طرف ضابط الحالة المدنية لبلدية اإلقامة ،أو من طرف الممثليات الديبلوماسية أو
ً
القنصلية الجزائرية بالخارج.
ج -خروج الطفل القاصر بكفالة :تطلب مصالح المراقبة الحدودية في هذه الحالة جواز السفر الفردي
للطفل القاصر قيد الصالحية ،إضافة لترخيص بخروج الطفل القاصر المكفول من التراب الوطني بأمر
إقليميا للقاضي الذي وافق على الكفالة ،أو المحكمة التي يقع ضمن
ً من رئيس المحكمة المختصة
اختصاصها مكتب الموثق الذي أعد عقد الكفالة.
د -خروج الطفل القاصر المكفول المتواجد بمركز لحماية الطفولة المسعفة التابع للدولة :تطلب مصالح
المراقبة الحدودية في هذه الحالة جواز السفر الفردي الخاص بالطفل القاصر قيد الصالحية ،إضافة
لترخيص بالخروج من التراب الوطني مسلم من طرف مدير مركز حماية الطفولة المسعفة ،وعند االقتضاء
إقليميا.
ً من طرف رئيس المحكمة المختصة
مصحوبا :تطلب مصالح المراقبة الحدودية في
ً ه -الطفل القاصر المقيم بالخارج المسافر بمفرده أو
هذه الحالة جواز السفر الفردي للطفل القاصر قيد الصالحية ،باإلضافة لكل المستندات التي تثبت تواجد
الطفل القاصر بالخارج بصفة منتظمة كسند اإلقامة أو شهادة مدرسية أو بطاقة تعريف وطنية صادرة عن
الممثليات الديبلوماسية أو القنصلية الجزائرية بالخارج.
ثالثا -رخصة العمل كشرط للتنقل إلى خارج اإلقليم الوطني :يشترط القانون في بعض الحاالت الخاصة
حصول الشخص ال راغب في العمل لدى هيئات ومؤسسات أجنبية على إذن من طرف اإلدارة قبل
االلتحاق بالعمل لدى الهيئات والمؤسسات بالخارج.
تنص في هذا اإلطار المادة األولى من القانون رقم 173لسنة 1958على ":يحظر على كل
شخص يتمتع بجنسية جمهورية مصر العربية أن يتعاقد أو يعمل في حكومة أو شركة أو هيئة أو
مؤسسة أو منظمة أجنبية أو فرع أو مكتب لها دون أن يحصل على إذن سابق من وزير الداخلية".1
يتضح من خالل هذا النص أن المشرع المصري أوكل لوزير الداخلية االختصاص بإصدار إذن
العمل ،مما يدل على أن هذا اإلجراء يعتبر في المقام األول بمثابة تصريح أمني بحت ،وأن الحظر هو
األصل في التحاق المواطن بالعمل لدى المؤسسات األجنبية بالخارج ،سواء كان هذا العمل بأجر أو
بالمجان.2
مانعا من
ومن حيث األثر القانوني لعدم الحصول على إذن العمل ،فهو في حد ذاته ال تعتبر ً
سببا لإلدراج على قوائم الممنوعين من السفر ،حيث أن إجراء المنع من
التنقل والسفر إلى الخارج ،أو ً
مانعا من االلتحاق
السفر هو من اختصاص السلطة القضائية ،لكن عدم الحصول على إذن العمل يعد ً
بالعمل لدى هيئة أجنبية بالخارج بعد تأكد السلطات المختصة بأن العمل بالخارج يمس بأمنها القومي،
كما أن العمل لدى هيئة أجنبية بالخارج دون الحصول على إذن يعتبر جنحة يعاقب عليها بالحبس،
وبالتالي فإن ضباط الموانئ أو الجوازات عندما يضبطون المتعاقد للعمل لدى هيئة أجنبية ،والمسافر دون
الحصول على إذن من وزير الداخلية يمارسون اختصاصهم الذي ألزمهم به القانون بوصفهم مأموري
ضبط قضائي.3
يمارس وزير الداخلية سلطة إصدار إذن العمل بهدف حماية األمن العام للدولة ،وفي سبيل ذلك
قد يلجأ إلى رفض منح اإلذن أو سحبه من المستفيد بعد إصداره ،وذلك تحت حجج ومبررات المحافظة
على المصلحة العامة واألمن القومي للبالد أو المحافظة على سمعة الدولة في الخارج ،حيث تخضع
سلطة وزير الداخلية في هذا الشأن لرقابة القضاء اإلداري للتحقق من مدى مشروعية مالءمة الق اررات
المترتبة عنها.
وعليه ،فقد قضت محكمة القضاء اإلداري برفض الدعوى المقامة ضد كل من وزير الداخلية
ورئيس مكتب تصاريح العمل ،في قضية تتلخص وقائعها في أن المدعي حصل على عقد عمل بالمملكة
-1قانون رقم ،173لسنة ،1958متعلق باشتراط الحصول على إذن قبل العمل بالهيئات األجنبية ،منشور على موقع شبكة قوانين
الشرق ،تاريخ وزمن التصفح 15 :فيفري ،2021الساعة .22:00
https://site.eastlaws.com/GeneralSearch/Home/ArticlesTDetails?MasterID=17585
-2هاني سمير عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص .7
-3مرجع نفسه ،ص .356
- 152 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
العربية السعودية ،وعليه تقدم الستخراج إذن بالعمل من اإلدارة العامة لتصاريح العمل إال أن طلبه تم
قضائيا في تهم تتعلق بالمتاجرة في المخدرات.
ً رفضه لكونه مسبوق
وقد رأت المحكمة أن االمتناع عن منح اإلذن بالعمل قام على سبب صحيح ،إذ تبث لها أن
سجل المدعي حافل بالعديد من الجنايات المتعلقة بالمخدرات ،وبذلك يكون قرار جهة اإلدارة بعدم منحه
إذن العمل بالخارج قد قام على سببه الصحيح من الواقع والقانون ،مما ينتفي معه ركن الخطأ من جانب
اإلدارة ،وتنهار أركان مسؤوليتها عن تعويض المدعي عما لحقه من أضرار.1
تم الطعن على هذا الحكم أمام المحكمة اإلدارية العليا ،حيث أحيل لهيئة مفوضي الدولة إلعداد
أن الطاعن حصل على عقد عمل بالمملكة تقرير بالرأي القانوني ،جاء فيه ..." :والثابت من األو ار
العربية السعودية ،وعند استخراجه لتصريح العمل من مكتب تصاريح العمل لوزارة الداخلية فوجئ بوقف
استخراج تصريح العمل له على سند أنه مسجل شقي خطر مخدرات وسرقات ،...ومن ثم يكون قرار
استندا إلى صدور حكم
ً الجهة اإلدارية – اإلدارة العامة لتصاريح العمل لوزارة الداخلية -برفض الطلب
قائما على سند صحيح ن ن
جنائي بالحبس ستة أشهر مع الشغل والنفاذ ،وبذلك يكو القرار المطعو فيه ً
من الواقع والقانون".2
لم ينص المشرع الجزائري على إذن العمل ،وهو ما يفهم منه بأن الجزائري الذي يرغب في العمل
بالخارج ويتحصل على عقد عمل لدى مؤسسة عمل أجنبية ،يمكنه أن يتنقل ويسافر إلى تلك الدولة
األجنبية دون اشتراط الحصول على إذن من أية جهة إدارية ،وهو ما يعتبر ضمانة لحماية لحرية التنقل
بالنسبة للمواطن الذي يرغب في العمل بالخارج ،ألنه في الحالة المعاكسة من المؤكد أن ممارسة هذه
الحرية ستتأثر بشكل كبير نتيجة اشتراط الحصول على إذن أو رخصة إدارية مسبقة.
رابعا -رخصة الخروج االستثنائية من التراب الوطني في ظل حالة الطوارئ الصحية :بعدما قامت
السلطات العمومية بغلق المجال الجوي وجميع المنافذ البرية والبحرية في وجه حركة التنقل إلى الخارج
كتدبير احترازي لمنع اتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد )19-نهاية شهر مارس ،2020عادت
-1محكمة القضاء اإلداري ،الدائرة العاشرة ،الدعوى رقم ،34954جلسة 15مارس ،2009لسنة 59قضائية ،ذكره هاني سمير
عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص ص .124-123
-2تقرير مفوض الدولة المستشار عبد المجيد أحمد حسن المتقن ،نائب رئيس مجلس الدولة ،بتاريخ ديسمبر ،2011ذكره هاني سمير
عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص ص .127-125
- 153 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
السلطات العمومية شهر فبراير 2021إلى تبني سياسة التخفيف التدريجي للمنع الكلي من التنقل إلى
خارج اإلقليم الوطني.
في هذا اإلطار ،وضعت و ازرة الداخلية منصة للتسجيل عبر موقعها الرسمي على شبكة األنترنت
من أجل الحصول على ترخيص بالخروج من اإلقليم الوطني ،حيث تم إطالق هذه الخدمة الجديدة لتمكين
المواطنين المقيمين داخل الوطن والراغبين في الخروج من التراب الوطني من تسجيل طلباتهم دون التنقل
إلى المصالح المختصة على مستوى الو ازرة.
هذا اإلجراء يستلزم من الشخص المعني أن يقوم بالتسجيل عن طريق إدخال مجموعة من
المعلومات المتعلقة بالهوية ومكان اإلقامة والبلد المزمع السفر إليه وكذا رقم الهاتف والبريد اإللكتروني،
ومن خالل هذه العملية يستطيع المعني متابعة مراحل معالجة الطلب عبر رابط متابعة الطلب في البوابة
اإللكترونية لو ازرة الداخلية ،كما يتم تبليغه بنتيجة دراسة الطلب عبر الهاتف والبريد اإللكتروني.1
يمكن تفسير توجه السلطات اإلدارية إلى تطبيق إجراء رخصة التنقل االستثنائية إلى خارج اإلقليم
الوطني ،والتي تطبق بشكل عام على كل مواطن يرغب في السفر للخارج وليست محصورة في فئة
محددة ،في تبني سياسة مرنة ومدروسة في الفتح التدريجي لحركة التنقل إلى خارج الوطن ،كما أن إعادة
العديد من الدول لحركة التنقل الخارجي إليها ورفع جميع قيود السفر التي كانت مفروضة بفعل اإلغالق
الناتج عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد ،)19-ومباشرتها لدراسة طلبات الحصول على مختلف تأشيرات
الدخول ،هذا الوضع نتج عنه حالة من التناقض ،فمن جهة نجد أن المواطن الجزائري يوجد في وضعية
قانونية بالنسبة لشروط السفر بما فيها تأشيرة الدخول إلى الدولة التي يقصدها ،ومن جهة أخرى عدم
تمكنه من الخروج من اإلقليم الوطني نتيجة استمرار غلق الحدود.
-1أنظر الموقع الرسمي لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،خانة خدمات عبر األنترنت ،تاريخ وزمن التصفح8 :
ماي ،2021الساعة .15:00
https://services.interieur.gov.dz/Home
مصاّاد ،امن ضمن هذه الماا نجّ مام الضبط منح القانون لإلاداة الاام ماا ااتصاااا
الصي تحوزها اإلاداة الاام ،االذي من تالله تسصطيع تقييّ اإلاداةي ،هذا األتير ياصبر من أهم االمصيا از
الاام لألفرااد المضمون بموجب الناوص القانوني ،1اهو ما يبنى عليه اتصااص الحقوق االحريا
اإلاداةي المصالق بمماةس الحقوق االحريا السلطا القاضي اإلاداةي في ةقاب مشراعي أعمال اق ار اة
الاام .2
يماةس األفرااد حري الصنقل ضمن مجموع من الضوابط المخصلف ،االصي تاّف إلى جال هذه
المماةس مصماشي مع األهّاف الصي ترسماا السياسي الحقوقي اداتل الّال ،اذلك من حيث ادةج الصشّاد
في تطبيق شراط تاا لمماةس هذه الحري ،اكذا القيواد الصي يجب أن تصحرك ضمناا السلطا
اإلاداةي المخصا عنّ تقييّ حري األفرااد في الصنقل ،اهو ما يسصلز تّتل القاضي اإلاداةي في مواجا
المصخذ من طرف هذه السلطا ،لكن قّ يحّث أن يفقّ هذا القاضي اتصاااه في أحوال اإلجراءا
محّاد تشكل حّاًادا لرقابصه القضائي للق ار اة المقيّ لحري الصنقل (المبحث األول).
الضبط اإلاداةي منحاا القانون اإلمكاني لصقييّ حري الصنقل، في إطاة مماةس اإلاداة لاالحيا
في هذا اإلطاة يظار االتصالف في المّى الذي من الممكن أن يبلغه هذا الصقييّ بين الوطني ااألجنبي،
فالوطني يصمصع بحماي ادسصوةي لحريصه في الصنقل األمر الذي أادى إلى انحااة سلط اإلاداة اتجاهه ،إذ
اإلاداة في تقييّ حري تنقل الوطنيين بشكل الظراف االسصثنائي الصي تصوسع فياا سلطا أنه تاةج حاال
مؤقت ابحسب ما تصطلبه الظراف ،فإن تقييّ حري تنقل الوطني في الظراف الااادي يقصار على إجراء
االسصيقاف اإلاداةي اتقييّ اسصامال ةتا السياق امناه من السفر إلى الخاةج .أما بالنسب لحري تنقل
األجانب فسلطان الّال ثابت في هذا المجال ،حيث تملك اإلاداة سلط تقّيري ااسا في تقييّ مماةس
المصالق بّتول اإقام اإتراج األجانب من اإلقليم هذه الحري ،يظار ذلك من تالل مجموع الق ار اة
الوطني (المبحث الثاني).
1
-Arlette HEYMANN-DOAT, Libertés publiques et droits de l’homme, 6 ème éd, L.G.D.J, Paris, 2000, p 281.
2
-Vincent TCHEN, « Police administrative : Théorie générale », JurisClasseur Administratif, LexisNexis,
Fasc. n° 200, date du fascicule 20 janvier 2013, p 67.
- 157 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المبحث األول :التأصيل المفاهيمي والقانوني لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل
الاام ليست بالمطلق ألناا في هذه الحال تصحول إلى فوضى، إن مماةس الحقوق االحريا
اآلترين ،فإذا ما كانت هناك تطوة في مماةس فحري اإلنسان مقيّ باّ المساس بحقوق احريا
الحري فإنه يجب على اإلاداة الصّتل لصقييّ هذه المماةس .
مجاال للصااةض بين تحقيق مصطلبا
ً الاام في الواقع ياصبر لاذا فإن تقييّ مماةس الحريا
الاام من اإلاداة في المحافظ على النظا الاا من جا ،اكفال االحص ار الواجب االضراةي للحريا
الاام سواء كان ذلك في جا أترى ،1الاذا ال بّ من اجواد ضوابط احّااد لمماةس الحقوق االحريا
الظراف الااادي أا في الظراف االسصثنائي .2
المّني ااإلاداةي يكون اتصااص القاضي طبًقا للقواعّ الاام الواةاد في قانون اإلجراءا
اإلاداةي مرتب ً
طا بوجواد جا إاداةي عام في النزاع اإلاداةي ،هذا المعياة الاضوي على بساطصه فإنه غير
المصال بحري الصنقل ،فرغم اجواد جا إاداةي كاف لصبرير اتصااص القاضي اإلاداةي بجميع المنازعا
تفلت من اتصاااه لصخضع قائم على مماةس أعمال الضبط اإلاداةي فإن الباض من هذه المنازعا
بالضراة التصااص القاضي الااادي ،هذا الخراج على القواعّ الاام يكون ً
ناتجا عن اجواد ناوص
قانوني تاا أا بفال بناء قضائي ماين (المطلب األول).
الاام ،على اعصباة أناا نظر لألهمي الكبير الصي تحصلاا حري الصنقل ضمن الحقوق االحريا
ًا
تمثل المنطلق الذي يمكن للفراد من مماةس باقي حقوقه احرياته ،فقّ تكفلت الناوص الّسصوةي االّالي
ببيان شراط اقيواد مماةس هذه الحري ،حيث انفراد المؤسس الّسصوةي بوضع شراط تاا امصميز من
الاام األترى المناوص أجل تمكين الفراد من مماةس حري الصنقل على عكس باقي الحقوق االحريا
الضبط اإلاداةي علياا في الّسصوة ،كما فرضت المواثيق الّالي مجموع من القيواد الصي تلصز سلطا
بصحقيقاا عنّ تقييّها لحري الصنقل (المطلب الثاني).
-1حاتم فاةس الطاان " ،مشروعية سلطة اإلدارة على تقييد الحريات العامة دراسة مقارنة" ،مجل كلي بغّااد للالو االقصااادي
الجاما ،الاّاد ،2009 ،22ص .19
القانون -2أحمّ بن بلقاسم ،محاضرات في الحريات العامة ،مطبوع بيّاغوجي تاا بالسن األالى ماسصر ،تخاص منازعا
الامومي ،كلي الحقوق االالو السياسي ،جاما محمّ لمين ادباغين ،سطيف ،2السن الجامعي ،2016-2015ص .17
- 158 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المطلب األول :معالجة إشكالية اختصاص القاضي اإلداري لرقابة الق اررات المتعلقة بحرية التنقل
الاام ،حيث يخصص برقاب ياصبر القاضي اإلاداةي بمثاب القاضي الطبياي للحقوق االحريا
اإلاداةي المصخذ في إطاة مماةس سلط الضبط اإلاداةي .إن اتصااص القاضي مشراعي الق ار اة
اإلاداةي هذا يجّ سنّه الّسصوةي في نص المااد 168من الّسصوة الصي جاء فياا " :ينظر القضاء في
الطعون في ق اررات السلطات اإلدارية" ،1ابالنسب لمعياة اتصااص القاضي اإلاداةي في المنازع اإلاداةي
نجّ أن المشرع كرس المعياة الاضوي باف أساسي ،حيث تنص في هذا اإلطاة المااد 800من ق إ
إ على " :المحاكم هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية.
تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف في جميع القضايا ،التي تكون الدولة أو الوالية أو
البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها" ،2هذا ياني بأن اجواد شخص
عا كطرف في النزاع يكفي لصكييف المنازع على أناا إاداةي ،اتخضع بالصالي التصااص القاضي
اإلاداةي.
االتصااص القضائي في الّال الصي تأتذ بنظا احّ امن المصااةف عليه أنه ال تثاة منازعا
الواقا بين اإلاداة الاام ااألفرااد، القضاء ،حيث توجّ جا قضائي ااحّ تطبق القانون على المنازعا
لكن بالاكس من ذلك ،فإن اجواد نظا القضاء المزاداج من شأنه تلق إشكالي تنازع االتصااص بين كل
من جاصي القضاء الااادي ااإلاداةي ،اما ادا أن نظا القضاء المزاداج من طبياصه إثاة هذا الصنازع في
تنازع االتصااص كان من الطبياي أن يكرس المشرع جا قضائي مامصاا الفال في حاال
االتصااص.3
إن مسأل االتصااص القضائي في إطاة نظا االزادااجي القضائي يبنى على عّ اعصبا اة ،
الضبط المصخذ من طرف سلطا هذه األتير تمنح االتصااص للقاضي اإلاداةي في ةقاب الق ار اة
اإلاداةي االمصالق بحري الصنقل ،فمن حيث المبّأ ياواد هذا االتصااص للقاضي اإلاداةي ،لكن في حاال
محّاد قّ يحّث تغيير في االتصااص القضائي يابح بموجبه القاضي الااادي هو المخصص برقاب
المقيّ لحري الصنقل.1 اإلجراءا
تاةيخي مرتبط بصطوة مفاو الحري الفرادي ،ابصكر القضاء نظري االعتداء نصيج العصبا اة
مخصاا برقاب الق ار اة اإلاداةي باّ توافر جمل من الشراط ،اقّ
ً المادي ،بموجباا يابح القاضي الااادي
شاّ حري الصنقل في ظل تطوة هذه النظري تناقضا على مسصوى تنازع االتصااص القضائي لم
تحسم إال في اقت قريب.2
اإلاداةي المقيّ لحري الصنقل تاضا التصااص القاضي الااادي نصيج ً لوجواد تكون الق ار اة
نص قانوني يكون هو األساس الذي يبرة سلب اتصااص القاضي اإلاداةي اتحويله للقاضي الااادي،
ادسصوةي (الفرع األول) ،اأترى تشريعي مصال بمبّأ المحاكم الااادل يفقّ القاضي فنصيج لمبر اة
اإلاداةي اتصاااه في ةقاب باض الق ار اة اإلاداةي المصالق بمماةس بحري الصنقل (الفرع الثاني).
1
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 9.
-تاةج الحاال الصي يفقّ فياا القاضي اإلاداةي اتصاااه برقاب الق ار اة اإلاداةي المقيّ لحري الصنقل ً
بناء على نص قانوني، 2
الاام األترى تأثر من الصطبيق القضائي لنظري االعصّاء الماادي ،لكن هذه النظري عرفت تر ً
اجاا احري الصنقل كغيرها من الحريا
الماصبر الصي اكصسباا القاضي اإلاداةي في مواجا اإلاداة ،األمر الذي اناكس انحااة في اآلان األتير ،اهذا نصيج للسلطا
ًا ا
الصنقل من نطاق االعصّاء الماادي. بشكل مباشر في تراج حري
االسصاجال تّم ألهّاف الّةاس اتناسقاا فضلنا تأجيل ادةاس نظري االعصّاء الماادي إلى الباب الثاني ،اذلك عنّ بحث حاال
اإلاداةي ،أنظر الحًقا من هذه األطراح ص 367اما باّها.
- 160 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الفرع األول :عدم اختصاص القاضي اإلداري نتيجة للتحديد الدستوري" :الحرية الفردية" مفهوم
دستوري ُيخرج حرية التنقل من اختصاص القاضي اإلداري
يكون تحويل االتصااص من القاضي اإلاداةي إلى القاضي الااادي نصيج ً إلةااد المؤسس
الّسصوةي ،بمانى أن الخراج عن المعياة الاضوي الضابط لالتصااص القضائي في مجال المنازعا
اإلاداةي يكون بموجب ناوص قانوني تسحب االتصااص من القاضي اإلاداةي اتحوله إلى القاضي
الااادي.
اقّ حّاد المشرع في المااد 800من ق.إ. .إ االتصااص النوعي للقاضي اإلاداةي باف ادقيق ،
الواةاد على هذا ثم عااد انص في المااد 802من القانون نفسه على مجموع من االسصثناءا
االتصااص ،فمعياة اتصااص المحاكم اإلاداةي مصوافر إال أن المشرع فضل اسنااد االتصااص بالفال
الصي يوجّ باا طرف عا للقاضي الااادي.1 في هذه المنازعا
الاام ،فإنه أما الامت الّسصوةي عن تحّيّ القاضي المخصص في مجال الحقوق االحريا
الاام ،فقّ تولى المشرع تنظيم هذا المجال ،حيث يصوزع االتصااص القضائي بين بالحقوق االحريا
االعصّاء على الحري الفرادي ، القاضي الااادي الذي يسصفيّ من أساس ادسصوةي مضمون للنظر في حاال
الاام ،ايبقى ااداتل اتصااص القاضي الااادي يبرز اداة القاضي الجزائي في حماي الحقوق االحريا
اإلاداةي المصال بالحقوق االحريا في األتير اتصااص القاضي اإلاداةي في ةقاب مشراعي الق ار اة
الاام .2
الاام اناكس بشكل مباشر على هذا الصحّيّ لالتصااص القضائي في مجال الحقوق االحريا
اإلاداةي المقيّ لاذه الحري يصقاسمه كل من حري الصنقل ،حيث نجّ أن االتصااص برقاب الق ار اة
القاضي اإلاداةي االقاضي الااادي ،فقّ اسنّ المؤسس الّسصوةي الفرنسي االتصااص بحماي الحري
-1عمر بوجاادي ،اتصااص القضاء اإلاداةي في الجزائر ،ةسال لنيل ادةج ادكصوةاه ادال في القانون ،كلي الحقوق االالو السياسي ،
جاما مولواد مامري ،تيزي ازا ،2011 ،ص 62؛ عموة سالمي ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،مطبوع بيّاغوجي ،نسخ ماّل
إ ،كلي الحقوق ،جاما الجزائر ،السن الجامعي ،2009-2008ص 20؛ امنقح طبقا ألحكا قانون 09-08المصضمن ق إ
عماة بوضياف "،المعيار العضوي وإشكاالته القانونية في ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" ،مجل مجلس الّال ،الاّاد ،10
،2012ص 43اما باّها؛ عبّ الازيز نويري" ،االستثناءات الواردة على المعيار العضوي في تحديد المنازعات اإلدارية دراسة
نظرية/تطبيقية" ،مجل مجلس الّال ،الاّاد ،2014 ،12ص ص .22-21
2
- Vincent TCHEN, « Compétence en matière de droits fondamentaux des personnes », JurisClasseur
Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 1054, date du fascicule : 21 octobre 2013, p 1.
- 161 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
1
- Yehia KERKATLY, op.cit, p 116.
2
- Constitution française du 4 octobre 1958, op.cit, art 66 dispose : « Nul ne peut être arbitrairement détenu.
L'autorité judiciaire, gardienne de la liberté individuelle, assure le respect de ce principe dans les
conditions prévues par la loi ».
- 162 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
من بين الماالم الصقليّي الصي تميز القانون الفرنسي هي اعصباة القاضي الااادي حامي للحري
الفرادي .هذا المبّأ تم تكريسه ألسباب تاةيخي مرتبط بالصطوة الايكلي للنظا القضائي المزاداج بفرنسا
انشوء القضاء اإلاداةي ،لكن في الوقت المااار ال يمكن الصسليم بشكل مطلق باذا المبّأ ،حيث عرف
جّةي في مضمونه ،األمر الذي اناكس على الحماي القضائي لألفرااد ضّ اإلاداة الاام .2 تحوال
نصج عن الصطوة الصاةيخي لمفاو الحرية الفردية اجواد مرحلصين ،األالى سااد فياا مفاو ااسع
لاذه الحري ( )1أما الثاني فصقلص فياا هذا المفاو إلى حّااد ضيق (.)2
موساا للحري الفرادي ،ال
ً تاوة
ًا -1المفهوم الواسع للحرية الفردية :تبنى المجلس الّسصوةي الفرنسي
الصي ينص علياا يصضمن فقط الحق في األمن الفرادي الذي ياني منع االعصقال االصوقيف تاةج الحاال
القانون ،لكن يمصّ ليشمل الحق في حرم المسكن ،حري الزااج ،الحق في احص ار الحيا الخاا احري
الصنقل.3
حّاد المجلس الّسصوةي شراط تّتل القاضي الااادي لحماي الحري الفرادي ،حيث يكون ذلك
بصوافر شرطين ،األال يصالق بّةج االنصااك الااةخ للحري الفرادي ،إذ يجب الصمييز بين اإلجراء الذي
يحر الفراد من كامل حريصه في الصنقل ،االثاني يصالق بمعياة مّ الحرمان من الحري ،إذ أن الحماي
القضائي الصي تمنحاا المااد 66من الّسصوة للحري الفرادي ال يمكن تحقيقاا إال من تالل سرع الصّتل
الصي يوفرها القاضي الااادي.4
غير المناوص علياا هذا المفاو الواسع من شأنه أن يمنح حماي ادسصوةي للحقوق االحريا
في الّسصوة ،لكنه في المقابل ينطوي على باض المساائ ،اذلك بالنظر إلى أن مفاو الحري الفرادي
يفصقّ للصحّيّ الّقيق ،إضاف إلى أن مجال اتصااص القاضي الااادي سيصوسع بشكل كبير ما قّ ينصج
على مسصوى توزيع االتصااص بين جاصي القضاء اإلاداةي االااادي .امن أجل عنه باض اإلشكاال
1
- Jean-Paul MARKUS, « Régimes législatifs de répartition des compétences », Répertoire de contentieux
administratif, Dalloz, juillet 2015, p 15.
2
- Michel ROUSSET, Olivier ROUSSET, Droit administratif, Le contentieux administratif, 2 ème éd, Presses
universitaires de Grenoble, Grenoble, 2004, p 98.
3
- Louis FAVOREU et autres, Droit constitutionnel, op.cit, pp 941-942.
4
- Vincent TCHE, « Compétence en matière de droit fondamentaux des personnes », op.cit, p 9.
- 163 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
كبح جماح هذا الصوسع التصااص القاضي الااادي لجأ المجلس الّسصوةي الحًقا إلى اسصخّا مفاو
"الحرية الشخصية" بّالً عن "الحرية الفردية" ،اهذا من أجل حماي مجال اتصااص القاضي اإلاداةي.1
لاذا هناك من يرى بأن الحري الفرادي لاا مانى محّاد للغاي ،اال يمكن اسصخّاماا عوض مفاهيم
الاام ،فحري الصنقل لاا مانى مسصقل ضمن المفاو الواسع األساسي أا الحريا أترى مثل :الحريا
للحري الفرادي .افيما يصالق باالتصااص القضائي ،هناك باض الجوانب من هذه الحري تقع ضمن
مجال المااد 66من الّسصوة ابالصالي تبقى تاضا التصااص القاضي الااادي ،بينما تفلت جوانب
أترى من هذا المجال.2
القرن الماضي بّأ المجلس الّسصوةي الفرنسي -2المفهوم الضيق للحرية الفردية :منذ مطلع تساينا
في اعصمااد مفاو ضيق للحري الفرادي ،حيث حارها بشكل أساسي في األمن الفرادي ،االذي يشمل
الصوقيف االحبس الصاسفي ،الصحقق من الاوي ،الصوقيف للنظر ااإلقام الجبري ،3أما بالنسب لباقي حاال
المنطوي تحت مفاو الحري الفرادي فقّ اكصسبت اسصقالليصاا ،حيث توقف المجلس الحقوق االحريا
الّسصوةي عن ةبطاا بالمااد 66من الّسصوة ،ااتجه إلى ةبطاا بالماادتين 2ا 4من إعالن حقوق اإلنسان
االمواطن لسن ،1789الاذا نجّ بأن حري الصنقل أابحت تنّةج ضمن مجال الحري الشخاي .4
الناتج عن تكريس مفاو الحرية الشخصية هو كبح اتساع اتصااص من بين اإليجابيا
القاضي الااادي الناتج عن نص المااد 66من الّسصوة ،حيث يرى الفقه أن اسصامال مفاو الحري
الفرادي ال ينصج عنه بالضراة تفضيل أي من النظامين القضائيين ،بل يصرك األمر لسلط القاضي ،حيث
أثبت االجصاااد القضائي أن مفاو الحري الشخاي كان بمثاب ادةع حقيقي إلعااد االتصااص للقاضي
اإلاداةي.5
1
- C.C, décision n° 91-294, DC du 25 juillet 1991, loi autorisant l'approbation de la convention d'application de
l'accord de Schengen du 14 juin 1985 entre les gouvernements des Etats de l'Union économique Benelux, de la
République fédérale d'Allemagne et de la République française relatif à la suppression graduelle des contrôles
aux frontières communes, JORF n° 174, du 27 juillet 1991.
2
- Francette FINES, « L’autorité judicaire, gardienne de la liberté individuelle dans la jurisprudence
constitutionnelle », R.F.D.A, 1994, p 595.
3
- Louis FAVOREU et autres, Droit constitutionnel, op.cit, p 942.
4
- C.C, décision n° 2010-13, QPC du 9 juillet 2010, M. Orient O. et autre (Gens du voyage), JORF n° 0158, du
10 juillet 2010 ; C.C, décision n° 2013-318, QPC du 7 juin 2013, M. Mohamed T (Activité de transport public de
personnes à motocyclette ou tricycle à moteur), JORF n° 0132, du 9 juin 2013.
5
- Louis FAVOREU et autres, Droit et libertés fondamentales, tome 1, op.cit, p 231.
- 164 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
هذا الصحول في تاريف الحري الفرادي يقواد إلى القول بأن المبّأ الذي بموجبه يكون القاضي
الااادي هو الحامي للحري الفرادي يقصار على حماي الفراد من االعصقال الصاسفي ،لذلك فإن هذا المبّأ
الحرمان من الحري كالصوقيف للنظر أا االعصقال أا الصوقيف.1 الّسصوةي ينحار فقط في حاال
هناك من الفقه من ذهب أباّ من ذلك عنّما طرح الصساؤل حول :هل القاضي اإلاداةي هو
الحامي الجّيّ للحري الفرادي ؟ يجيب األسصاذ Christophe DE BERNARDINISعلى ذلك بالقول بأن
الاوامل القانوني االسياسي الصي كرست في السابق مبّأ أن القاضي الااادي هو الواي على الحري
الفرادي أابحت محل شك كبير في الوقت الراهن .في إطاة السياق االسصثنائي الحالي ،االصّابير المصخذ
في إطاة حال الطواةئ ،جالت من القاضي اإلاداةي هو الضامن الرئيسي لمشراعي الصّابير الصي تنصاك
الحري الفرادي ،حيث ظار إلى السطح مجموع من الاوامل سمحت بإعااد الصوازن لوظيف القاضي
اإلاداةي ،أهماا تضييق نطاق تطبيق المااد 66من الّسصوة من طرف المجلس الّسصوةي ،إضاف إلى
االنصقاص المسصمر التصااص القاضي الااادي من طرف المشرع اكذا القضاء نفسه.2
ثانيا -الحرية الفردية في القانون الجزائري :لمارف مّى تكريس مفاو الحري الفرادي في القانون
الجزائري ،يجب البحث في الّسصوة الجزائري اهل تأثر بنظيره الفرنسي في هذا الخاوص هذا من جا
( ،)1اطريق تاامل القاضي اإلاداةي مع هذا المفاو من جا أترى (.)2
-1غياب التكريس الدستوري لمفهوم الحرية الفردية :بالرجوع إلى الّسصوة الجزائري نجّه قّ نص على
الاام المضمون لألفرااد ،لكن المالحظ األساسي هي أن المؤسس الّسصوةي لم الحقوق االحريا
نفساا في الصابير عن الحقوق االحريا ،فقّ اسصامل في الفقر 14من الّيباج يسصامل الماطلحا
فقّ جاء ماطلح "الحقوق والحريات الفردية والجماعية" ،3أما الفال المصالق بالحقوق االحريا
موسوما ب ":الحقوق األساسية والحريات العامة" ،بينما اسصامل ماطلح " الحريات العمومية والحريات
ً
الفردية" في نص المااد .4139
اضمن الفال الرابع المصالق بالسلط القضائي ،نص المؤسس الّسصوةي على عالق السلط
الاام ،حيث جاء في المااد " :164يحمي القضاء المجتمع وحريات القضائي بالحقوق االحريا
1
- Olivier LE BOT, « État d’urgence et compétence juridictionnelles », R.F.D.A, juillet 2016, p 436.
2
- Christophe DE BERNADINIS, « Le juge administratif, nouveau gardien de la liberté individuelle ? »,
Lexbase n° 429, du 15 septembre 2016, p 3.
-3أنظر الفقر 14من اديباج الصاّيل الّسصوةي لسن ،2020مرجع سابق.
-4أنظر المااد 139من الصاّيل الّسصوةي لسن ،2020مرجع سابق.
- 165 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
وحقوق المواطنين طبقا للدستور" ،1يمكن القول أن محصوى نص هذه المااد مشابه لمحصوى نص المااد
66من الّسصوة الفرنسي ،لكن عنّ الصامق في الصحليل نجّ بأن المؤسس الّسصوةي الجزائري لم يكرس
األحكا نفساا الموجواد في الّسصوة الفرنسي ،فمن جا نجّ أن المااد 164من الّسصوة الجزائري نات
احقوق المواطنين ادان تخايص محّاد للجا القضائي الصي تصولى هذه على أن القضاء يحمي حريا
المام ،سواء كانت جا القضاء اإلاداةي أا الااادي ،امن جا أترى لم يسصامل المؤسس الّسصوةي في
اشامال "حريات وحقوق المواطنين".
ً عاما
هذه المااد ماطلح " الحرية الفردية" ،بل جاء الصابير ً
مجاال للشك اناّا أي نص قانوني يحر القاضيً من تالل هذه الناوص يصضح بما ال يّع
اإلاداةي بسبب اةتباطه بالحقوق االحريا ،فحماي اإلاداةي من ةقاب أي تارف ااادة عن السلطا
حسب نص المااد ( 139المااد 164من الصاّيل الّسصوةي لسن )2020مسؤالي المجصمع االحريا
فرادي ،فبمجراد اقوع عام احريا ملقا على عاتق السلط القضائي ،فال يوجّ تمييز بين حريا
االعصّاء من قبل اإلاداة يناقّ االتصااص كقاعّ عام للقاضي اإلاداةي ،اأبرز مثال على ذلك منازعا
الصاّي ااالسصيالء االغلق اإلاداةي الصي جالاا المشرع من اتصااص القاضي اإلاداةي ،عكس ما هو
مكرس في القانون الفرنسي.2
اإلاداةي المقيّ -2االختصاص الحصري للقاضي اإلداري في رقابة حرية التنقل :تخضع جميع الق ار اة
لحري الصنقل إلى ةقاب القاضي اإلاداةي ،اهذه الحاري ما هي إال تجسيّ اريح للمعياة الاضوي
اإلاداةي . المكرس من طرف المشرع الجزائري في مجال المنازعا
المصالق بحري الصنقل في القضاء اإلاداةي الجزائري نجّه ال لكن عنّ تحليل األحكا االق ار اة
موحّ في تكييفه لحري الصنقل ،فصاة يافاا بالحري الفرادي ،اهذا ما جاء في األمر يسصامل ماطلحا
الااادة عن مجلس قضاء قسنطين ..." :إن صالحيات اإلدارة في مجال النظام العام ال ينبغي أن تمارس
إال في إطار القوانين واللوائح ،ودون المساس بالحريات الفردية .إن تصرف اإلدارة _بسحبها جواز
السفر من المدعي_ في غياب قرار يمكنه من تحريك دعوى اإللغاء.3"...
أما في قراة آتر لمجلس الّال ،ااف القاضي اإلاداةي فيه حري الصنقل بالحري األساسي ،اهذا
في ق ارةه المؤةخ في 21أكصوبر ،2009االذي جاء فيه ... ":أنه وبالنتيجة وطبقا للمادة 44من
الدستور التي تنص على ":يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية ،أن يختار بحرية موطن
إقامته ،وأن يتنقل عبر التراب الوطني ،"...يتعين القول أنه يحق للمدعي التمتع بهذه الحرية األساسية
التي تستند إلى أساس دستوري والتي تكون السلطات التنفيذية مكلفة بوضعها قيد التطبيق".1
الفرع الثاني :عدم اختصاص القاضي اإلداري نتيجة للتحديد التشريعي :اإلحالة التشريعية على
القاضي العادي بالنسبة لقرار االعتقال اإلداري
يخصلف مفاو االعصقال اإلاداةي من بلّ إلى آتر ،اذلك حسب نظر المجصمع لمفاو الحريا
الّال في انظر لخطوة هذا اإلجراء فقّ هجرته كل الّال تقر ًيبا ،الم ياّ له اجواد في تشرياا
ًا الاام ،2
الظراف االسصثنائي .3انصيج لاذا االتصالف فقّ الظراف الااادي ،حيث اقصار تطبيقه ضمن حاال
الّال ،ايظار هذا االتصالف بشكل تباينت الماالج الصشريعي إلجراء االعصقال اإلاداةي بين تشرياا
ااضح من ناحي تحّيّ الجا القضائي المخصا برقاب مشراعي هذا اإلجراء.
بناء عليه سنسصارض مفاو االعصقال اإلاداةي (أوال) ،اباّها نصطرق للماالج الصشريعي لاذا
ً
اإلجراء من ناحي االتصااص القضائي (ثانيا).
أوال -مفهوم االعتقال اإلداري :ينصج عن االعصقال اإلاداةي تقييّ الحري الشخاي بما فياا حري الصنقل،
اهذا بمقصضى قراة ااادة عن السلط اإلاداةي المخصا ،بقاّ حماي النظا ااألمن الاموميين من
الخطوة الصي ينطوي علياا الشخص الماصقل ،لاذا ياصبر هذا اإلجراء ذةا ما تملكه اإلاداة من سلطا
في مواجا األفرااد .4لاذا يصطلب األمر تاريف االعصقال اإلاداةي ( ،)1ثم تحّيّ طبياصه القانوني (.)2
المسصحّث اإلاداةي ،ج الثاني ،نظري االتصااص ،ط تامس (منقح افقا للصاّيال ذكره مساواد شياوب ،المباادئ الاام للمنازعا
المّني ااإلاداةي الجّيّ االناوص الخاا ) ،اد. .ج ،الجزائر ،2009 ،ص .158 بقانون اإلجراءا
المحلي ،مجل -1مجلس الّال ،قراة ةقم ،052342مؤةخ في 21أكصوبر ،2009قضي (ح.ط) ،ضّ ازير الّاتلي االجماعا
مجلس الّال ،الاّاد ،2012 ،10ص .164
-2تالّ الزغبي " ،شمولية عمل الحاكم اإلداري في المملكة األردنية الهاشمية إداريا وأمنيا" ،مجل ادةاسا ،المجلّ ،14الاّاد ،08
،1987ص .172
-3عبّ هللا سالم يحي الرماضين " ،االعتقال اإلداري ومدى مشروعيته في التطبيقات القضائية األردنية –دراسة مقارنة بالقضاء
المصري ،"-مجل الالو القانوني ااالقصااادي ،المجلّ ،2009 ،51ص .700
اةقاب القضاء في النظم المقاةن مع إطالل على النظا القضائي اإلنجليزي ،ط األالى ،المركز -4أشرف إبراهيم سليمان ،الصحريا
القومي لإلاّا اة القانوني ،القاهر ،2015 ،ص .270
- 167 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1تعريف االعتقال اإلداري :يمكن تاريف االعصقال اإلاداةي بأنه سلب مؤقت للحري ،تجريه السلط
اإلاداةي ادان أمر قضائي ،أا أنه تقييّ للحري الشخاي بمقصضى قراة ااادة من السلط اإلاداةي
المخصا ،باّف المحافظ على النظا ااألمن الاموميين من الخطوة النابا من الشخص الماصقل،1
كما يارف بأنه حجز الفراد في مكان ماين ،امناه من الصنقل أا االتاال بغيره إال في الحّااد الصي تسمح
باا السلط اإلاداةي المخصا ،2اذلك لمّ محّاد ادان توجيه تام إليه اادان تقّيمه للمحاكم .3
السابق نجّها تجمع على أن االعصقال اإلاداةي هو إجراء إاداةي يصالق بحفظ باسصاراض الصاريفا
النظا الاا ،موجه ضّ شخص لم تاّة أي أحكا قضائي تبرة تقييّ حريصه ،فاو عباة عن إجراء
موضوعي توقاه السلط اإلاداةي المخصا على الشخص باعصباةه حال تطر على المجصمع ،اذلك باّف
مناه من اإلتالل باألمن الاا اليس باّف ةادعه.4
ابناء عليه ،نجّ بأن تاريف االعصقال اإلاداةي يقواد إلى اسصنصاج مجموع من الاناار الصي يقو
ً
علياا هذا اإلجراء ،فاو من جا قراة ااادة عن جا إاداةي مخصا بمماةس سلط الضبط اإلاداةي،
امن جا أترى هو إجراء اقائي اليس باقوب جنائي ،األمر الذي يقوادنا إلى الصساؤل حول الطبيا
القانوني لالعصقال اإلاداةي؟
-2الطبيعة القانونية لالعتقال اإلداري :تظار األهمي الاملي لصحّيّ الطبيا القانوني إلجراء االعصقال
اإلاداةي في تحّيّ الجا القضائي المخصا برقاب مشراعي هذا اإلجراء ،باإلضاف إلى مارف حقوق
اإلاداةي المخصا بإاّاة هذا القراة. األفرااد اتجاه الجاا
يجمع الفقه اكذا القضاء على اعصباة االعصقال اإلاداةي إجراء يصم بواسط قراة إاداةي ،اهو بالصالي
يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي ،اذلك بالنظر ألن هذا القراة يصجسّ في إفااح اإلاداة عن إةاادتاا الملزم
النظا الاا ،ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه ،كلي الحقوق، -1محمّ ابري السنوسي ،الصوقيف اإلاداةي بين الحري الشخاي امقصضيا
جاما القاهر ،1996 ،ص .7
-2إسماعيل سالم ،الحبس االحصياطي ادةاس مقاةن ،ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه ،كلي الحقوق ،جاما القاهر ،1983 ،ص .32
-3شاادي أحمّ عبّ الازيز ادةايس ،الصوقيف اإلاداةي امّى ةقاب القضاء عليه ،ةسال لنيل ادةج الماجسصير في القانون ،كلي القانون،
جاما جرش ،2015 ،ص .22
علو الشريا االقانون ،المجلّ -4عبّ الرؤاف الكساسب " ،ضمانات التوقيف اإلداري (الضمانات اإلدارية والجزائية)" ،مجل ادةاسا
،42الاّاد ،2015 ،01ص .284
- 168 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
افي الشكل الذي حّاده القانون بما لاا من سلط بقاّ إحّاث أثر قانوني ،1اهذه هي المقوما
األساسي الالزم لوجواد القراة اإلاداةي.
من المؤكّ أن قراة االعصقال اإلاداةي ياصبر قرًا
اة إاداةًيا بالمانى القانوني الّقيق ،اال ياصبر من
القضائي الصي يخضع قبيل أعمال السيااد غير الخاضا للرقاب القضائي ،كما أنه ال ياصبر من الق ار اة
الجزائي ،لكنه ياصبر قراة إاداةي يخضع المناوص علياا في قوانين اإلجراءا الطان فياا لإلجراءا
لرقاب المشراعي من طرف القاضي اإلاداةي.2
اهذا ما أكّته المحكم الّسصوةي الاليا الماري ،حيث جاء في حكماا المؤةخ في 16يونيو
" :1986أنه ليس من الصعوبة إبراز الطبيعة اإلدارية لق اررات التوقيف اإلداري ،وذلك ألنها تصدر عن
السلطة التنفيذية ،وهي تمارس إحدى وظائفها اإلدارية ،لتحقيق هدف من أهداف الضبط اإلداري،
المنوط بجهة اإلدارة تحقيقه ،وهو المحافظة على النظام العام".3
اعليه ،من المفراض أن يخضع قراة االعصقال اإلاداةي التصااص القاضي اإلاداةي ،لكنه
محّاد يمكن للمشرع أن ياّل في قواعّ توزيع االتصااص القضائي ،اهذا حصى يسمح االعصبا اة
للقاضي الااادي –على عكس القواعّ الاام -برقاب ق ار اة االعصقال اإلاداةي.
ثانيا -المعالجة التشريعية إلجراء االعتقال اإلداري في القانونين الفرنسي والجزائري :ةغم أن االعصقال
اإلاداةي يكصسي طبيا إاداةي ،إال أن المشرع أسنّ االتصااص برقابصه لجا القضاء الااادي ،يظار هذا
الصوجه من تالل ادةاس المسأل في القانون الفرنسي ( ،)1اباّها مناقش الوضع في القانون الجزائري
(.)2
-1االعتقال اإلداري في القانون الفرنسي :لم ينص المشرع الفرنسي في قانون الطواةئ على إجراء
المقيّ لحري الصنقل أثناء تطبيق حال الطواةئ على منع االعصقال اإلاداةي ،1حيث اقصار اإلجراءا
السياة ،المنع من اإلقام اتحّيّ اإلقام .2
ا تنقل األشخاص ا
الحال الوحيّ الصي كرس من تاللاا المشرع الفرنسي إجراء االعصقال اإلاداةي توجّ ضمن قانون
ادتول اإقام األجانب احق اللجوء ،حيث جاء الفال الرابع من الكصاب السابع من القسم الصشرياي
موسوما ب" :االعتقال اإلداري" " ،"Rétention Administrativeإذ تنص المااد L.741-1على أن ً
األجنبي الذي ال يقّ ضمانا فاال للمثول أثناء مباشر تنفيذ إجراءا الصرحيل من اإلقليم الفرنسي الصي
يخضع لاا ،يمكن اضاه في االعصقال اإلاداةي ضمن أماكن ال تاواد التصااص إاداة السجون.3
من أجل ضمان الصنفيذ الجبري لصّابير ترحيل األجانب سواء كانت من طبيا إاداةي أا قضائي ،
اإلاداةي المخصا لصقييّ حري تنقل األجنبي ،اذلك عن طريق إجراء فقّ أعطى المشرع اإلمكاني للسلطا
ترحيل الوضع في االعصقال اإلاداةي ،فاذا اإلجراء يمثل اآللي القانوني األكثر شّ لصطبيق ق ار اة
األجانب ألنه يحر الفراد من مماةس حريصه في الصنقل ،4ايفسر ذلك بمنح اإلاداة الوقت الكافي من أجل
تنظيم عملي ترحيل األجانب.5
اقراة االعصقال اإلاداةي لألجانب هو تّبير إاداةي ااادة عن اإلاداة المخصا اليس عقوب
القضائي ،اعااد ما يصم اتخاذ هذا االجراء مباشر باّ القبض على األجنبي جنائي ااادة عن الجاا
المصواجّ في اضعي غير قانوني من طرف ةجال األمن ااسصنفااده لفصر الصوقيف للنظر.6
1
-Loi n° 55-385 du 3 avril 1955, instituant un état d'urgence et en déclarant l'application en Algérie, JORF n°
0085, du 7 avril 1955, modifiée par l’Ordonnance n°60-372, modifiant certaines dispositions de la loi n° 55-385
du 3 avril 1955 instituant un état d'urgence, JORF n°0092, du 17 avril 1960, modifiée par la loi n° 2011-525, de
simplification et d'amélioration de la qualité du droit, JORF n° 0115, du 18 mai 2011, modifiée par la loi n°
2015-1501, prorogeant l'application de la loi n° 55-385 du 3 avril 1955 relative à l'état d'urgence et renforçant
l'efficacité de ses dispositions, JORF n° 0270, du 21 novembre 2015, modifiée par la loi n° 2016-987, prorogeant
l'application de la loi n° 55-385 du 3 avril 1955 relative à l'état d'urgence et portant mesures de renforcement de
la lutte antiterroriste, JORF n° 0169, du 22 juillet 2016.
-2ميريا أكرا " ،نظام حالة الطوارئ في القانون الفرنسي". ،ج.ع.ق.س ،المجلّ ،58الاّاد ،2021 ،01ص .438
3
- Ordonnance n°2020-1733, du 16 décembre 2020, portant partie législative du code de l'entrée et du séjour des
étrangers et du droit d'asile, JORF n°0315, du 30 décembre 2020.
4
-Vincent TCHEN, « Exécution des mesures de départ forcé », JurissClasseur Administratif, LexisNexis,
Fasc. n° 223-67, date du fascicule : 7 février 2020, p 1.
5
-Denis SEGUIN, préface de Vincent TCGEN, Guide du contentieux du droit des étrangères 2019/2020, à jour
de la loi du 10 septembre 2018, LexisNexis, Paris, 2019, p 107.
6
-Ibid, p 107.
- 170 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
قبل اّاة قانون 7ماةس 2016المصالق بحقوق األجانب بفرنسا ،كان االعصقال اإلاداةي هو
اإلجراء األساسي المامول به أثناء تنفيذ تّابير الصرحيل من اإلقليم الفرنسي ،لكن باّ ادتول هذا القانون
حيز الصنفيذ ،أابح إجراء تحّيّ اإلقام هو اإلجراء الغالب الذي تلجأ إليه اإلاداة ،اال يصم اللجوء إلى
الصي يقّماا األجنبي ،كما يمكن لإلاداة تطبيق تطبيق االعصقال اإلاداةي إال في حال عّ كفاي الضمانا
المفراض عليه بموجب قراة تحّيّ اإلقام .1 االعصقال اإلاداةي في حال مخالف األجنبي لاللصزاما
ياّة قراة الوضع في مركز االعصقال اإلاداةي من طرف المحافظ لمّ ثماني اأةباون ()48
ساع ،لكن ةغم اّاة هذا القراة عن سلط إاداةي فإن المشرع الفرنسي لم يخضاه التصااص القاضي
".2"Le juge des libertés اإلاداةي بل منحه لقاضي الحريا
الوضع في مراكز االعصقال تاواد بشكل حاري لقاضي الحريا ، المصالق بق ار اة إن المنازعا
األمر الذي ياني بأن هناك تغيير جّةي في قواعّ توزيع االتصااص بالنسب لرقاب قراة إاداةي من
المفراض أن يخضع _حسب القواعّ الاام _ التصااص القاضي اإلاداةي ،لكن المشرع فضل اتضاعه
التصااص القاضي الااادي (قاضي الحريات).3
هناك من الفقه من برة تراج المشرع عن قواعّ االتصااص القضائي برغبصه في سن أساس
التصااص القاضي الااادي من أجل الصمكن من مماةس الرقاب على الظراف الصي يصم تاللاا حرمان
هذه األجنبي من مماةس حري الصنقل ،اكذا ظراف توقيفه ااضاه في االعصقال اإلاداةي .حيث جاء
نصيج ً لقراة المحكم األاةابي لحقوق اإلنسان في قضي AMالااادة في 12جويلي ،2016 الصاّيال
اكذا قراة محكم الاّل األاةابي في قضي Mahdiالااادة في 5جوان 2014ضّ الّال الفرنسي ،
االعصقال اإلاداةي تصضمن انصقااد اتصااص القاضي اإلاداةي بمنازعا حيث تم توجيه مالحظا
لألجانب.4
1
-Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, édition à jour des réformes du CESEDA issues des
lois du 31 juillet 2015 et du 7 mars 2016, La Découverte, Paris 2017, p 335.
-2اسصحّث المشرع الفرنسي نظا " قاضي الحريات" سن ،2000بموجب قانون 15جوان ،2000حيث أسنّ له االحي إاّاة
كل األاامر الماس بالحري الفرادي ،اهذا بالنظر لكونه جااز قضائي محايّ مقاةن بوكيل الجماوةي اقاضي الصحقيق ،للمزيّ أنظر:
Qu’est-ce qu’un juge des libertés et de la détention (JLD) ? dernière modification : 11 juin 2019, disponible sur
le site : https://www.vie-publique.fr/fiches/38261-juge-des-libertes-et-de-la-detention-jld-lois-de-2000-et-2016,
consulté le 02 mai 2021, à 23 :00.
3
-Denis SEGUIN, op.cit, p 109.
4
-Laurent FABRE, « Droit des étrangers : une répartition des compétences entre juge administratif et
judiciaire », Dalloz Actualité, 12 décembre 2016, disponible sur le site :
https://www.dalloz-actualite.fr/chronique/droit-des-etrangers-une-repartition-des-competences-entre-juges-
administratif-et-judiciair, consulté le 25 avril 2021 ; à 16:00.
- 171 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
حيث أن افصقاة المنازع اإلاداةي لخااي األثر الموقف للطان يجالاا مصااةض مع ضراة
ضمان ةقاب قضائي فاال حسب ما تقصضيه المااد 5من االتفاقي األاةابي لحماي حقوق اإلنسان
1
-Vincent TCHEN, « Exécution des mesures de départ forcé », op.cit, p 19.
2
-Marie-Anne BAULON, « Le renforcement de l’intervention du juge judiciaire : les règles procédurales
applicables », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le territoire national,
organisé par la Cour de cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation irrégulière, ouvrage
coordonné par Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, p 40.
3
-Jean-Paul MARKUS, op.cit, n°57, p 20.
4
-Denis SEGUIN, op.cit, p 109.
5
-Patrice SPINOSI, « Le renforcement du contrôle du juge des libertés et de la détention : l’incidence de
l’article 66 de la Constitution », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le
territoire national, op.cit, p 23.
- 172 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
اإلاداةي ،لكن مع حفظ مجال تطبيق المااد 66من الّسصوة االصي تجال من القاضي الااادي الحامي
للحري الفرادي .1
على الصوزيع اعصرف المجلس الّسصوةي الفرنسي منذ مّ طويل بإمكاني المشرع اضع اسصثناءا
الااة لالتصااص القضائي بين جاصي القضاء اإلاداةي االااادي ،اهذا في إطاة تبني سياس تحسين
هو تأكيّ لاذا االجصاااد االعصقال اإلاداةي لألجانب لقاضي الحريا إاداة مرفق الاّال ،2اإسنااد منازعا
الّسصوةي.3
بالنسب لّسصوةي اتصااص القاضي الااادي برقاب قراة االعصقال اإلاداةي لألجنبي الخاضع
الصرحيل ،نجّ بأن موقف المجلس الّسصوةي ثابت منذ سن ،2011اذلك بمناسب ق ارةه ةقم إلجراءا
برقاب مشراعي قراة االعصقال ،اذلك ،672-2011حيث اعصرف بّسصوةي اتصااص قاضي الحريا
باّ اسصنفااد مال تمس ( )5أيا ،اهي مال كافي للقاضي اإلاداةي بأن يصّتل عن طريق آلي
االستعجال-حرية لرقاب القراة اإلاداةي المصضمن ترحيل األجنبي االذي يمثل األساس القانوني لقراة
االعصقال.4
بينما الجّيّ الذي جاء به قانون 7ماةس 2016هو أنه نقل االتصااص بشكل كلي لقاضي
الحريا ،حيث أابح هذا األتير يفال بأمر ااحّ في مشراعي قراة االعصقال اإلاداةي اكذا تمّيّه.5
ةغم هذا الصغيير في قواعّ االتصااص القضائي ،فإن المشرع لم يسصامل ماطلح "إلغاء القرار
اإلداري" ،ألن هذا الصابير تاص بّعوى تجااز السلط الصي تاواد التصااص القاضي اإلاداةي ،بينما
إلى تقرير مشراعي قراة االعصقال اإلاداةي اسصامل عباة "فحص" ،الصي من تاللاا يال قاضي الحريا
اتمّيّه أا إناائه.6
1
-C.C, décision n° 89-261, DC du 28 juillet 1989, précité.
2
-C.C, décision n° 86-224, DC du 23 janvier 1987, loi transférant à la juridiction judiciaire le contentieux des
décisions du Conseil de la concurrence, JORF n° 0021, du 25 janvier 1987.
3
-Patrice SPINOSI, op.cit, p 30.
4
-C.C, décision n° 2011-631, DC du 9 juin 2011, loi relative à l'immigration, à l'intégration et à la nationalité,
JORF n° 0139, du 17 juin 2011.
5
-Suzanne VON COESTER, Stéphanie GARGOULLAUD, « L’articulation des contentieux commentaire à
deux voix de la loi du 7 mars 2016 », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le
territoire national, organisé par la Cour de cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation
irrégulière, ouvrage coordonné par Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, p 100.
6
-Ibid, pp 105-106.
- 173 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
طانا مصالًقا
عليه المحكم اإلاداةي لبوةادا " ،" Bordeauxحيث ةفضت ً اهذا بالضبط ما أكّ
بقراة اعصقال إاداةي على أساس أن نقل االتصااص ينصاك حقوق الماني ألن المشرع منح لقاضي
- سلط إلغاء قراة االعصقال ،اجاء في حكم المحكم أن اآللي الجّيّ سمحت لقاضي الحريا الحريا
زيااد على الرقاب الصي كانت له بالفال من قبل-القيا برقاب مشراعي قراة االعصقال اإلاداةي لألجانب.1
هذا األمر جاء باّ قراة المجلس الّسصوةي ةقم 728-2016الذي فحص من تالله ادسصوةي
القانون ةقم ،274-2016حيث لم يصطرق القاضي الّسصوةي لمسأل تحويل االتصااص بشكل كلي
الجّيّ من أجل ةقاب مشراعي قراة االعصقال اإلاداةي لألجانب ،2بمانى أن الصاّيال لقاضي الحريا
ال تحو حولاا شبا عّ الّسصوةي .
في األتير ،تجّة اإلشاة إلى حال االعصقال اإلاداةي لألجانب في حال طلب اللجوء ،حيث عااد
المشرع الفرنسي اأعطى االتصااص للقاضي اإلاداةي برقاب مشراعي قراة االعصقال ،اهو ما قضى
المجلس الّسصوةي بّسصوةيصه ،اذلك باّ فحاه لمسأل أالوي ادسصوةي تصالق بالمااد L.556-1من قانون
ادتول اإقام األجانب احق اللجوء.3
يرى األسصاذ Gweltaz EVELLARDبأن المجلس الّسصوةي ضاعف من تالل هذا االجصاااد
األجانب ،حيث أكّ على االتصااص الطبياي للقاضي المصالق بمنازعا تاقيّ توزيع االتصاااا
بّال من القاضي الااادي الذي يخصص بحماي الحري الفرادي ،
اإلاداةي ً الق ار اة اإلاداةي في ةقاب منازعا
اهو ما يؤكّ المكان النسبي الصي تحصلاا هذه األتير .4اهو باذا يكون قّ تراجع عن تطبيق اجصاااده
مجلس المنافس ،ايايّ السابق الااادة في 23جانفي 1987االمصالق باالتصااص في ةقاب ق ار اة
ترسيم الحّااد الصي يطرحاا قراة إاداةي سالب للحري .5
1
-C.A.A Bordeaux, ord, 23 juin 2017, n° 17BX01467, cité par Vincent TCHEN, « Exécution des mesures de
départ forcé », op.cit, p 19.
2
-C.C, décision n° 2016-728, DC du 3 mars 2016, loi relative au droit des étrangers en France, JORF n° 0057,
du 8 mars 2016.
3
-C.C, décision n° 2019-807, QPC du 4 octobre 2019, M. Lamin J (Compétence du juge administratif en cas de
contestation de l'arrêté de maintien en rétention faisant suite à une demande d'asile formulée en rétention), JORF
n° 0232, du 5 octobre 2019.
4
-Gweltaz EVELLARD, « La compétence du juge administratif en cas de constatation du maintien en
rétention faisant suit à une demande d’asile en rétention », commentaire sur C.C, décision n° 2019-807, QPC
du 4 octobre 2019, Droit administratif, n° 1, janvier 2020, p 10.
5
-Pierre-Yves SAGNIER, « Le maintien en rétention du demandeur d’asile : le dualisme juridictionnel à
l’éprouve des décisions administratives privatives de libertés », Petites affiches, Gazette du Palais, n° 12, du
16 janvier 2020, p 7.
- 174 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-2االعتقال اإلداري في القانون الجزائري :بالبحث في المنظوم القانوني الجزائري ،نجّ أن إجراء
االعصقال اإلاداةي مكرس في حالصين ،األالى مصالق باالعصقال اإلاداةي للمواطنين أثناء تطبيق حالصي
الحااة أا الطواةئ ،االثاني تصالق باألجنبي الخاضع لقراة الطراد من الصراب الوطني.
نات المااد 4من المرسو الرئاسي ةقم 196-91المصضمن تقرير حال الحااة على " :يمكن
السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة ،ضمن الحدود والشروط التي تحددها الحكومة ،أن تتخذ
تدابير االعتقال اإلداري ،1"...اقّ حّاد المرسو الصنفيذي ةقم 201-91الذي يضبط حّااد الوضع في
مركز األمن اشراطه المقاواد باالعصقال اإلاداةي ،حيث تنص المااد 2منه على " :يتمثل الوضع في
مركز األمن ألي شخص يكون سلوكه خط ار على النظام العام أو على أمن األشخاص ،أو حسن حسير
المرافق العمومية ،في حرمانه من حرية الذهاب واالياب.2"...
المااد 2من المرسو الصنفيذي ةقم 75-92الذي يحّاد شراط تطبيق باض أحكا اقّ حّاد
المرسو الرئاسي ةقم 44-92المصضمن إعالن حال الطواةئ ،الطبيا القانوني إلجراء االعصقال اإلاداةي،
حيث جاء فياا " :يعتبر الوضع في مركز أمن ،تدبي ار إداريا ،ذا طابع وقائي ،يتمثل في حرمان كل
شخص راشد يعرض سلوكه النظام واألمن العموميين ،وكذا حسن سير المصالح العمومية من حريته
في الذهاب واإلياب.3"...
من تالل تحليل الناوص القانوني المصالق بصنظيم حالصي الحااة االطواةئ ،نجّ بأن المنظم
لم يكرس ضمان الرقاب القضائي على قراة االعصقال اإلاداةي ةغم النص اراح على الطبيا اإلاداةي
لاذا األتير.
لكن اكما يرى أحّ الباحثين ،فإن عّ النص على إمكاني الطان القضائي ضّ قراة االعصقال
اعليه ،فإن قراة االعصقال اإلاداةي هو قراة إاداةي يّتل ضمن مماةس سلط الضبط اإلاداةي
الظراف االسصثنائي ،لذلك فاو يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي طبًقا للقواعّ الاام ،اعّ أثناء حاال
اإلاداةي في ق ارةاتاا الرامي لحفظ النص على ضمان الرقاب القضائي ياّف إلى تغليب كف السلطا
النظا ااألمن الاموميين أثناء تطبيق حالصي الطواةئ االحااة ،لاذا يجب على المشرع عنّ إاّاةه
للقانون الاضوي المصالق بصنظيم حال الطواةئ االحااة ،1النص اراح على تكريس ضمان الرقاب
القضائي من تالل اتصااص القاضي اإلاداةي برقاب ق ار اة االعصقال اإلاداةي.
كما نص المشرع الجزائري على إجراء االعصقال اإلاداةي ضمن قانون ادتول األجانب إلى الجزائر
اإقامصام باا اتنقلام فياا ،اهذا بالنسب لألجنبي الااادة بشأنه قراة الطراد إلى تاةج الحّااد ،حيث تنص
في هذا اإلطاة المااد 37من القانون المذكوة أعاله على " :يمكن أن تحدث عن طريق التنظيم مراكز
انتظار تخصص إليواء الرعايا األجانب الموجودين في وضعية غير قانونية ،في انتظار طردهم إلى
الحدود أو تحويلهم إلى بلدهم األصلي.2"...
مر أترى ،لم ينص المشرع الجزائري على حق األجنبي الخاضع إلجراء االعصقال اإلاداةي في
الطان القضائي ضّ هذا القراة ،اهذا عكس ما هو مكرس في الصشريع الفرنسي ،فلماذا لم يساير المشرع
الجزائري نظيره الفرنسي في هذا الخاوص؟ مع الالم بأن المشرع الجزائري ًا
كثير ما يقو بنقل األحكا
القانوني من الصشريع الفرنسي.
تكمن اإلجاب على هذا السؤال في أن األحكا القانوني ليست مصطابق ،ففي القانون الفرنسي نجّ
بأن المااد 66من الّسصوة لاا مفاعيل ااضح بحيث ادفات المشرع إلى تحويل االتصااص لقاضي
في ةقاب ق ار اة االعصقال اإلاداةي ،على أساس أن هذا اإلجراء يحر الشخص من حريصه الفرادي ، الحريا
نظير في الّسصوة الجزائري .كما أن المشرع الفرنسي كان تحت تأثير
ًا هذا النص الّسصوةي ال نجّ له
توجياا القانون األاةابي المشصرك اكذا ق ار اة المحكم األاةابي لحقوق اإلنسان ،اهو ما ال نجّه في
القانون الجزائري.
-1تنص الفقر الثاني من المااد 97من الصاّيل الّسصوةي لسن 2020على " :يحدد قانون عضوي تنظيم حالة الطوارئ وحالة
الحصار" .مع المالحظ أن هذا النص امنذ تكريسه أال مر ضمن ادسصوة 1996لم يصم إاّاة القانون الاضوي المصالق به إلى
اآلن.
-2المااد 37من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
- 176 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
اعليه ،يمكن القول بأن قراة االعصقال اإلاداةي لألجانب مثله مثل قراة االعصقال اإلاداةي المصالق
بالمواطنين يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي ،اذلك بصطبيق المعياة الاضوي الضابط لالتصااص القضائي
للقاضي اإلاداةي االمناوص عليه في المااد 800من ق إ إ ،اهذا حصى في ظل عّ النص على ذلك
اراح في الناوص القانوني الخاا .
تماةس السلطا اإلاداةي اتصااااتاا المصالق بسلط الضبط اإلاداةي اتجاه حري الصنقل ً
بناء
على مااادل تاّف إلى تحقيق الصوازن بين المالح الاام من جا ،احماي الحقوق االحريا الخاا
باألفرااد من جا أترى ،اهي في ذلك ال تماةس هذه الوظيف باف مطلق بل هي مجبر على الامل
ضمن جمل من القيواد (الفرع الثاني).
يخاطب فئ المواطنين .األمر الذي يصطلب تاريف فكر المواطن ( ،)1اتطبيق القاضي اإلاداةي لاذا
الشرط (.)2
-1تعريف المواطنة :تارف المواطن لّى فقااء القانون بأناا " :التزامات متبادلة بين األشخاص
والدولة ،فالشخص يحصل على بعض الحقوق السياسية والمدنية نتيجة انتمائه إلى مجتمع سياسي
معين ،وعليه في الوقت نفسه أن يؤدي بعص الواجبات" ،1كما يقاّ باا " :الرابطة القانونية
واالجتماعية التي تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي ،ومن خالل هذه العالقة يقدم الطرف األول
الوالء بينما يتولى الطرف الثاني الحماية ،وتتحدد هذه العالقة بين الفرد والدولة عن طريق أنظمة
الحكم القائمة".2
إن فكر المواطن تصضمن بالضراة المسااا بين المواطنين ،فاي باعصباةها مفاو قانوني في
األساس ترتكز على شرطين؛ األال يصالق بالّال الوطني اما يسصبع ذلك من إقام مجصمع عاري يقو
على إةااد العيش المشصرك بين مواطنيه ،االثاني يرتبط بالنظا الّيمقراطي اةكيزته األساسي المصالق
بالموازن بين الحقوق االواجبا .3
اعنّ الحّيث عن المواطن يطرح الصساؤل حول اسصباااد مفاو األجنبي؟ هذا األتير له موقع
تاص اداتل الّال ،الاذا اةتبط تجسيّ فكر المواطن باسصباااده من الصمصع بباض الحقوق االحريا ،4
األمر الذي جال الباض يميز بين مفاو المواطن امفاو الجنسي ،على أساس أن هذه األتير تمثل
ال اربط القانوني الصي تجمع الفراد برقا جغرافي محّاد ،ايصمصع باا سواء بطريق أالي أا مكصسب حسب
قانونيا يخوله مماةس مجموع من
ً مركز
ما تنص عليه القوانين االصشرياا ،لذلك تمنح الجنسي لحاملاا ًا
الحقوق اتفرض عليه مجموع من االلصزاما ،بينما نجّ بأن المواطن هي الاالق المصرتب عن مّى
هذا المركز ،االصي يصبلوة عناا في األتير الاوي ااالنصماء في اوة المواطن .5 تطبيق مصرتبا
-1عبّ الازيز أحمّ اداااد " ،دور الجامعة في تنمية قيم المواطنة لدى الطلبة –دراسة ميدانية بجامعة كفر الشيخ ،"-المجل الّالي
لألبحاث الصربوي ،جاما اإلما اة الاربي المصحّ ،الاّاد ،2011 ،30ص .260
الالو االجصماعي ،اداة المارف الجامعي ،اإلسكنّةي ،1995 ،ص .56 -2غيث محمّ عاطف ،المرجع في ماطلحا
-3حسين فريج " ،المواطنة تطورها ومقوماتها" ،مجل المنصّى القانوني ،الاّاد ،07أفريل ،2010ص .17
-4نبيل قرقوة " ،األسس القانونية للمواطنة بين القوانين العربية ومواثيق حقوق اإلنسان" ،مجل الالو االجصماعي ،الاّاد ،25
اديسمبر ،2017ص .22
-5محمّ عربي الادمي " ،المواطنة كخاصية مميزة للدولة الوطنية :دراسة تحليلية للمواطنة في أبعادها وقيمها" ،مجل آفاق علمي ،
المجلّ ،11الاّاد ،2019 ،03ص ص .87-86
- 178 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
اعليه ،يمكن القول أن المواطن هي عباة عن ةابط سياسي اقانوني تربط الفراد بّال ماين
يحال بموجباا على جمل من الحقوق كالحق في االنصخاب ،الحق في تولي الوظائف الاام ،كما
كّفع الضرائب االّفاع عن الوطن.1 الوقت مجموع من االلصزاما يصحمل في ذا
الصي تصرتب فالمواطن هي تجسيّ على المسصوى الحقوقي لمجموع من الحقوق اكذا االلصزاما
على تمصع الفراد بجنسي ادال ماين ،هذا المفاو يخصلف من ادال إلى أترى بحسب طبيا النظا
الّيمقراطي ،اتجسيّ قيم المواطن في الحيا السياسي االمّني .
ما يمكن اسصنصاجه من تالل شرط المواطن أن المؤسس الّسصوةي قّ ضيق من نطاق مماةس
حري الصنقل ،اذلك بجالاا مقصار على المواطنين فقط ادان األجانب ،اهو ما يخالف الواقع حيث يضم
إقليم الّال –إلى جانب المواطنين -أجانب من أاناف مخصلف :سواح ،الجئين ،سياسيين ،عمال،
طلب ...،هؤالء يكون تواجّهم باف قانوني اداتل إقليم الّال فمن غير المقبول القول بحرمانام من
حري الصنقل بحج أنام من غير مواطني الّال .2
أما بالنسب للناوص المصالق بحري الصنقل في المواثيق الّالي لحقوق اإلنسان فقّ اسصاملت
ماطلح " الفرد" ،3األمر الذي يفام منه أن هذه الحري تشمل جميع المصواجّين اداتل إقليم الّال سواء
أكبر لمماةس حري الصنقل. كانوا مواطنين أا أجانب ،اهي بالصالي تاطي ضمانا
-2تطبيق القاضي اإلداري لشرط المواطنة عند رقابته للق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل :ترتبط
فكر المواطن بشكل ااضح بالجنسي ،هذه األتير تاصبر ةابط قانوني اسياسي تابر عن عالق الفراد
بالّال اشاوةه باالنصماء لاا ،بحيث يصرتب عن هذه الاالق نصيج مام هي الصمييز بين المواطن
ااألجنبي ،فاذا األتير ماما كانت مّ إقامصه اداتل الّال فاو ال يرقى إلى ادةج المواطن ابالصالي ال
يصمصع باف المواطن ،حيث أن هذه األتير قاار فقط على األفرااد حاملي جنسي الّال .4
-1ابصسا بولقواس " ،المقومات القانونية للمواطنة" ،مجل السراج في الصربي اقضايا المجصمع ،الاّاد ،06جوان ،2018ص .181
-2أمين مرزاق " ،حرية التنقل طبقا للتعديل الدستوري ،"2016مجل االجصاااد القضائي ،المجلّ ،12الاّاد ( 22عّاد تاص)،
أفريل ،2020ص .813
-3أنظر المااد 13من اإلعالن الاالمي لحقوق اإلنسان ،مرجع سابق؛ المااد 12من الااّ الّالي الخاص بالحقوق المّني
السياسي ،مرجع سابق؛ المااد 25من الميثاق الاربي لحقوق اإلنسان ،مرجع سابق؛ المااد 12من الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان
األساسي (االتفاقي األاةابي لحقوق االشاوب ،مرجع سابق؛ المااد 2من البراتوكول ةقم 04التفاقي حماي حقوق اإلنسان االحريا
اإلنسان) ،مرجع سابق.
-4طيبي أمقران ،مرجع سابق ،ص .71
- 179 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يظار هذا الصمييز بالنسب لمماةس حري الصنقل على مسصوى الحق في الاواد إلى الصراب الوطني
بالنسب للمواطن ،االذي كرسه المؤسس الّسصوةي من تالل نص المااد 49فقر 02من الّسصوة الصي
جاء فياا " :لكل مواطن الحق في الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه".1
في قراة لمجلس الّال الجزائري مؤةخ في 21أكصوبر ،2009نجّ بأن القاضي اإلاداةي ةبط بين
الصمصع بالجنسي الجزائري ابين حق المواطن في الاواد االّتول إلى الجزائر .تصلخص اقائع القضي في
أن السيّ (ح.ط) مواطن جزائري مقيم بفرنسا تم مناه من الّتول إلى الجزائر بموجب قراة غير مبلغ
ااادة عن ازير الّاتلي سن ،1980بحج أن الماني قا بالخّم في افوف الجيش الفرنسي أثناء
بناء على نص المااد 68من القانون ةقم 07-99المؤةخ في 5أبريل 1999المصالق
ثوة الصحرير ،اهذا ً
بالمجاهّ االشايّ ،الصي نات على فقّان الحقوق المّني االسياسي بالنسب لألشخاص الذين كان لام
سلوكا غير مشرف أثناء ثوة الصحرير الوطني.
ضّ المالح الوطني أا سلكوا ً تارفا
من اجا نظر القاضي اإلاداةي الجزائري ،فإن فقّان الحقوق المّني االسياسي ال يمكن أن يكون
إال بموجب مرسو كما هو الحال بالنسب للصجريّ من الجنسي الجزائري ،لكن تبث أن السيّ (ح.ط)
جزائري الجنسي حسب الشاااد المقّم في الملف ،اعليه فإنه اطبًقا للمااد 44من الّسصوة فإنه يحق له
الّتول إلى الصراب الوطني باعصباة هذا الحق يمثل حري أساسي تسصنّ على أساس ادسصوةي تكلف اإلاداة
بوضاه موضع الصنفيذ.
اعليه فإنه " :إذا كان يحق فعال من حيث المبدأ لكل دولة االحتفاظ بحقها في اتخاذ التدابير
الخاصة بحرية الدخول والخروج من إقليمها فإنه مع ذلك ال يمكن تطبيق ذلك على مواطن جزائري
معتبر كذلك ما لم يثبت العكس والذي يتمتع بناء على الدستور بحرية الدخول إلى اإلقليم الوطني
والتنقل في أنحائه إال في حالة ما إذا كانت هذه الحرية محل تقييد محدد تحديدا دقيقا في القانون".2
بصحليل هذا القراة يصضح بأن القاضي اإلاداةي ةبط بين الحق في الّتول إلى اإلقليم الوطني ابين
اإلاداةي المخصا تبقى محصفظ بكامل شرط المواطن ،األمر الذي ياني بمفاو المخالف أن السلطا
اتصاااا في منع األجنبي من الّتول على عكس المواطن الذي يصمصع بالجنسي الجزائري ،هذا األتير
من الممكن أن يفقّ هذا الحق في حال تقييّ حريصه في الصنقل نصيج الصجريّ من الجنسي الجزائري ،اهو
فر في القضي محل القراة المذكوة أعاله.
األمر الذي لم يكن مصوا ًا
هذا االتجاه القضائي الجّيّ يشكل قطيا مع االتجاه السابق للقاضي اإلاداةي الجزائري ،سواء
على مسصوى مجلس الّال باّ تكريس نظا االزادااجي القضائي أا بالنسب للقاضي الفاال في
اإلاداةي المخصا أن تمنع اإلاداةي في ظل نظا احّ القضاء ،االذي كان يسمح للسلطا المنازعا
ادتول األفرااد إلى اإلقليم الجزائري حصى بالنسب للمواطنين أاحاب الجنسي الجزائري ،اذلك إذا قّة أن
ادتولام ينطوي على مساس بالنظا ااألمن الاموميين.
في هذا اإلطاة ،نجّ قراة مجلس الّال ةقم 5251المؤةخ في 11ماةس ،2003في قضي
تصالق بمنع مواطن جزائري الجنسي من الّتول إلى الجزائر على أساس أنه كان من فئ الخون "الحركى"
تالل ثوة الصحرير الوطني ،حيث أيّ القاضي اإلاداةي قراة ازير الّاتلي المصضمن منع الطاعن (أ.ع)
هذا القراة " :وحيث أن هذا المبدأ يتعلق بمبدأ من الّتول إلى اإلقليم الجزائري ،اقّ جاء في حيثيا
سيادة الدولة وحرية تنقل األشخاص وهو يخضع الستثناءات إذ يكون لإلدارة المكلفة بالمحافظة على
األمن العمومي والنظام العام أن تتخذ جميع التدابير المالئمة دون تدخل القاضي اإلداري...وحيث أن
دخول الطاعن من شأنه أن يخل بالنظام العام.1 "...
هذا االتجاه القضائي سبق للمجلس األعلى أن طبقه في السابق ،يظار ذلك من تالل القراة ةقم
أيضا بمنع مواطن جزائري من الاواد إلى
49330المؤةخ في 11أكصوبر ،1986في قضي تصالق ً
الجزائر على أساس أن اجواده يمس بالنظا الاا ،حيث أعااد القاضي اإلاداةي الصأكيّ على أنه يحق
مساسا باألمن
ً للسلطا اإلاداةي المخصا ةفض ادتول كل مواطن ترى في تواجّه اداتل اإلقليم الوطني
الاا ،اأن الصقّير الذي تماةسه السلط اإلاداةي قابل للنقاش أما قاضي تجااز السلط ".2
ثانيا -التمتع بالحقوق المدنية والسياسية :تشصرط المااد 49فقر 01من الّسصوة المذكوة سابًقا،
شرط المواطن _ الصمصع بالحقوق المّني االسياسي ،أي لمماةس حري الصنقل بالنسب لألفرااد _باّ إثبا
-1مجلس الّال ،قراة ةقم ،5251مؤةخ في 11ماةس ،2003قضي (أ.ع) ضّ ازير الّاتلي ،مجل مجلس الّال ،الاّاد ،03
،2003ص .151
-2المجلس األعلى ،الغرف اإلاداةي ،قراة ةقم ،49330مؤةخ في 11أكصوبر ،1986قضي (ز.ب) ضّ ازير الّاتلي ،نشر
القضا ،الاّاد ،1988 ،44ص .79
- 181 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ةغم أن الفراد تصوافر فيه اف المواطن إال أن مماةسصه لحري الصنقل أنه بمفاو المخالف هناك حاال
تكون مقيّ نصيج فقّانه لحقوقه المّني االسياسي .
األمر الذي يصطلب مارف المقاواد بالحقوق المّني االسياسي ( ،)1ثم عرض أنواع هذه الحقوق
( ،)2اتحّيّ الحاال الصي يفقّ فياا المواطن هذه الحقوق ( ،)3ا ًا
أتير مّى توافق الشرط الّسصوةي
المصالق بالصمصع بالحقوق المّني االسياسي مع األحكا الصشريعي المنظم لاذه الحقوق (.)4
الفقاي لحقوق اإلنسان احرياته ،لكن يبقى -1تعريف الحقوق المدنية والسياسية :تخصلف الصقسيما
إلى ثالث فئا الصقسيم الثالثي الذي يقو على نظر تاةيخي ،االذي من تالله تانف الحقوق االحريا
هي :الحقوق المّني االسياسي أا ما يارف بحقوق الجيل األال ،اهناك الحقوق االقصااادي ااالجصماعي
أتير هناك الحقوق البيئي االصنموي أا ما يسمى بحقوق الجيل الثالث.
أا ما يارف بحقوق الجيل الثاني ،ا ًا
احسب المقاةب الصقليّي تواف الحقوق المّني االسياسي بأناا حقوق سلبي ،بمانى أن الّال تمصنع عن
الصّتل في مماةس األفرااد لاا ،امع ذلك فاناك الاّيّ من هذه الحقوق ال تكصفي الّال اتجاهاا بااللص از
السلبي ،بل يكون هناك تّتل إيجابي في تنظيم مماةسصاا.1
-2أنواع الحقوق المدنية والسياسية :من تالل الصاريف المذكوة أعاله نجّ أن هذه الفئ من الحقوق
تنقسم إلى قسمين الحقوق السياسي من جا ،االحقوق المّني من جا أترى ،اذلك كاآلتي:
أ -الحقوق السياسية :يقاّ بالحقوق السياسي تلك الحقوق الصي تثبت لألفرااد نصيج انصسابام لجماع
ماين ،اتاّف إلى تمكينام من المشاةك في تولي الشؤان السياسي للّال ،ايّتل ضمن هذا النوع من
الحقوق :حق الصرشح في المجالس النيابي ،حق االنصخاب ،الحق في تولي الوظائف الاام .هذه الحقوق
أا الصرشح للمنااب السياسي ، تاا فقط بمواطني الّال فال يجوز لألجانب المشاةك في االنصخابا
ابالصالي تاصبر الحقوق السياسي الوسيل المثلى لمشاةك المواطن في حكم بلّه اإاداة شؤانه.2
إن مفاو الحقوق السياسي يخصلف عن مفاو الحقوق المّني ،على اعصباة أن هذه األتير تاّ
اسيل تسمح للفراد بالصمصع بحقوقه الشخاي ،فإن الحقوق السياسي اسيل يصرتب عناا تنظيم مشاةك
األفرااد في إاداة الشؤان الاام .3
-1االح الّين بوجالل ،محاضرات في قانون حقوق اإلنسان ،مطبوع بيّاغوجي ،كلي الحقوق االالو السياسي ،جاما محمّ
لمين ادباغين ،سطيف ،2السن الجامعي ،2014-2013ص ص .16-15
-2االح ادجال ،مرجع سابق ،ص .308
-3علي يوسف ،حقوق اإلنسان في ظل الاولم ،اداة أسام ،عمان ،2006 ،ص .131
- 182 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
من تالل هذه الصاريفا ،نجّ أن الحقوق السياسي هي تلك المكن الصي يخولاا المشرع لألفرااد
المصالق بإاداة شؤان البالاد ،اهذا ما ياني أن الحقوق السياسي لاا ثالث للمشاةك في انع الق ار اة
عناار هي :الحق في الصرشح ،الحق في االنصخاب االحق في تولي الوظائف الاام في الّال ،1في
مفاوما أاسع ،اذلك باّ حارها في ثالثي
ً حين يرى الباض اآلتر أنه يصوجب إعطاء الحقوق السياسي
أيضا الحق في مماةس الرقاب على النشاط
الحق في االنصخاب االصرشح اتولي الوظائف الاام ،لصشمل ً
الحكومي ،امماةس حق النقّ ،االصابير بحري عن الرأي عبر مخصلف اسائل الصابير.2
إن إقراة الحقوق السياسي اإن كان ياّف إلى تمكين األفرااد من المساهم في إاداة الشأن الاا
إال أن لاا تاائص تميزها عن غيرها من الحقوق األترى ،حيث أناا حقوق ليست عام من حيث
أساسا بالشؤان الاام للّال ،
المماةس بل تقصار على المواطنين ادان األجانب ،اهذا بسبب أناا تصالق ً
اما حارها في المواطنين هذا من جا ،امن جا أترى نجّ أناا ال تثبت لجميع المواطنين،
لاذا كان لز ً
بل أن مماةسصاا تخضع لجمل من الشراط الصي ينص علياا القانون.3
مخصلف مناا الحقوق الشخاي ،كما يطلق علياا ب -الحقوق المدنية :يطلق على هذه الحقوق تسميا
أيضا الحقوق الطبيعي .االحقوق المّني هي تلك الطائف من الحقوق
الرتص الاام ،الحقوق الفرادي ،ا ً
الصي يصم االعصراف باا لكل إنسان ادان أي اعصباة آتر ،ايسصوي أن يكون الفراد مو ً
4
أجنبيا للصمصع
ً اطنا أا
باا على أساس أن هذه الحقوق الزم لكل فراد باعصباةه عضو في المجصمع بحث ال يمكن االسصغناء
عناا.5
مباشر ااثيًقا ،بحيث ال يمكن له العيش اداناا،
ًا اتااال
ً تصال هذه الحقوق بشخص اإلنسان
اتصفرع إلى عّ فراع فاناك الحقوق االحريا الجسّي اينّةج ضمناا الحق في الحيا االسالم
الجسّي ،حق اإلنسان في الصارف في جسّه ،الحق في األمن الفرادي ،الحق في الزااج ،أما الحق في
-1شوقي إبراهيم عبّ الكريم عال ،الحقوق السياسي للم أر المسلم ادةاس تأايلي تطبيقي مقاةن ،ط األالى ،مكصب الوفاء القانوني ،
اإلسكنّةي ،2010 ،ص ص .40-39
-2االح ادجال ،مرجع سابق ،ص .309
-3السايّ لوافي ،الحماي الّسصوةي للحقوق السياسي في الجزائر ،مذكر لنيل شاااد الماجسصير في الحقوق ،تخاص قانون ادسصوةي،
كلي الحقوق االالو السياسي ،جاما محمّ تيضر ،بسكر ،السن الجامعي ،2010-2009ص .8
-4محمّ بواداة ،الحقوق المّني للفراد في ظل القانون الّالي لحقوق اإلنسان االشريا اإلسالمي ،مذكر لنيل شاااد الماجسصير في
الّالي ،كلي الحقوق ،جاما الجزائر ،1السن الجامعي ،2002-2001ص ص .7-6 القانون الّالي االاالقا
-5غالب علي الّااادي ،مّتل إلى علم القانون ،ط األالى( ،اد.اد.ن) ،عمان ،2000 ،ص .232
- 183 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
تحقق النصائج نفساا المصرتب على الحبس المؤقت ،1بمانى أن المشرع جال من إجراء الرقاب القضائي
بّيال عن الحبس المؤقت ،اهذا ياّف باألساس إلى ترك أكبر قّة ممكن من الحري للمصام ،بما يصالء
ً
الصحقيق القضائي ،اهذا عن طريق إتضاعه إلى الص از أا أكثر من االلصزاما مع حسن سي ر إجراءا
الجزائي .2 الصي تنص علياا المااد 125مكرة 1من قانون اإلجراءا
المصرتب على تطبيق إجراء الرقاب القضائي ، نص المشرع الجزائري على مجموع من االلصزاما
تؤثر على حري تنقل المصام ،اتجاله من الناحي الاملي ممنوع من مغاادة الحّااد هذه االلصزاما
اإلقليمي الصي يايناا قاضي الصحقيق أا حصى مغاادة اإلقليم الوطني ،اذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -التزام المتهم بعدم مغادرة الحدود اإلقليمية التي يحددها قاضي التحقيق :نص المشرع
الجزائي ،حيث يصمصع قاضي على هذا االلص از في المااد 125مكرة 1النقط 01من قانون اإلجراءا
الصحقيق باالحي تايين الحّااد اإلقليمي الصي يصاين على المصام عّ مغاادةتاا إال بموجب إذن من طرف
قاضي الصحقيق.
اعليه ،يمكن أن يقع المنع من مغاادة الحّااد اإلقليمي في هذه الحال ضمن حّااد إقليم بلّي
ماين أا أكثر ،أا االي ماي ن أا أكثر ،أا الحّااد اإلقليمي للّال ،اهو ما ياني منع المصام من السفر
االصنقل إلى تاةج الوطن.3
الفقرة الثانية -التزام المتهم بتسليم كافة الوثائق التي تسمح له بمغادرة اإلقليم الوطني :نص المشرع
الجزائي ،حيث يلصز الجزائري على هذا االلص از في المااد 125مكرة 1نقط 04من قانون اإلجراءا
المصام بصسليم جميع اثائقه الخاا بالسفر للخاةج إلى أمان ضبط المحكم أا مالح تابا لألمن
يايناا قاضي الصحقيق.
الصكميلي بأناا ":عقوبات تضاف إلى ب -العقوبات التكميلية المقيدة لحرية التنقل :تارف الاقوبا
العقوبات األصلية" ،4كما يمكن تاريفاا بأناا " :عقوبة إضافية أو ثانوية ،تتضمن االنتقاص من الحقوق
المدنية والسياسية أو الوطنية وبعض الحقوق األخرى التي ُيقدر المشرع مدى ضرورة القضاء بها على
المحكوم عليها".1
اعليه ،فإن الاقوب الصكميلي هي تلك الاقوب الصي تلحق الاقوب األالي المحكو باا على
الجاني ،فيقضي باا القاضي الجزائي حسب ما ينص عليه القانون ،أي أنه ال يمكن القضاء باا باف
أحيانا باف إجباةي كالحجر القانوني أا الحرمان
ً مسصقل اإنما تلحق باقوب أالي ،2حيث يقضي باا
الجزائري القسم الاا ،اداة الخلّاني ،الجزائر ،2009 ،ص ص .376-375 -1عبّ هللا أاهابي ،شرح قانون الاقوبا
الجامعي ،بيرا ،1986 ،ص .496 -2محمّ زكي أبو عامر ،قانون الاقوبا ،القسم الاا ،ط األالى ،اداة المطبوعا
القانوني االسياسي ، -3سمير شعبان ،عماة شرقي " ،العقوبات التكميلية في ضوء قانون المرور الجزائري" ،مجل المسصقبل للّةاسا
الاّاد ،04اديسمبر ،2018ص .4
-4أنظر المااد 9من األمر ةقم ،156-66مؤةخ في 8يونيو ،1966يصضمن قانون الاقوبا ،ج ة الاّاد ،49ااادة في 11
يونيو ،1966ماّل امصمم ،أنظر الموقع االلكصراني لألمان الاام للحكوم :
https://www.joradp.dz
-5المااد 11من األمر ةقم ،156-66مرجع سابق.
- 186 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
من تالل هذا النص ،يصبين أن عقوب تحّيّ اإلقام تاني إل از المحكو عليه باإلقام في منطق
ياي ناا الحكم القضائي ،حيث أن المقاواد باذه الاقوب هو تجنيب المحكو عليه باض الظراف الصي من
الممكن أن تّفاه إلى االسصمراة في اإلج ار اليس زيااد ادةج اإليال الواقا عليه.1
الفقرة الثانية -عقوبة المنع من اإلقامة :هي عقوب تكميلي تصضمن منع المحكو عليه من الصواجّ في
باض األماكن ،بمانى أن حريصه في الصنقل في هذه األماكن تكون مقيّ بموجب هذه الاقوب ،افي هذا
على " :المنع من اإلقامة هو حظر تواجد المحكوم عليه في الشأن تنص المااد 12من قانون الاقوبا
بعض األماكن.2"...
هذا ياني أن المنع من اإلقام عقوب تكميلي مضموناا منع المحكو عليه من الصواجّ في باض
األماكن الصي يحّادها الحكم القضائي ،اهو ما ياني مناه من الصواجّ بأي شكل من األشكال سواء
باإلقام أا بمجراد المراة االصنقل في المناطق الصي تحّادها المحكم ،االسبب في ذلك ياواد إلى تقّير
المشرع لخطوة هذه األماكن الصي من الممكن أن تسال للمحكو عليه الوقوع في اإلج ار من جّيّ ،اعليه
فالمحكو عليه حر في الصنقل ااإلقام في أي مكان يريّ باسصثناء هذه األماكن المحضوة عليه.3
الصكميلي المرتبط بحري الصنقل ،األالى هي في الصشريع الفرنسي توجّ ثالث أنواع من الاقوبا
عقوب المنع من اإلقام ،االثاني هي المنع من اإلقام في اإلقليم بالنسب لألجانب ،اهذا الوضع مشابه
لما هو مكرس في الصشريع الجزائري ،لكن المشرع الفرنسي نص على عقوب تكميلي أترى هي المنع من
م غاادة اإلقليم الفرنسي ،حيث يلصز الشخص المّان بالبقاء على اإلقليم الفرنسي لمّ تمس ( )5سنوا
على األكثر ،لكن المالحظ األساسي بالنسب لاذه الاقوب الصكميلي األتير أن المشرع لم يحّاد كيفيا
تطبيقاا.4
سن الفقرة الثالثة -عقوبة سحب جواز السفر :اسصحّث المشرع الجزائري بمناسب تاّيله لقانون الاقوبا
الصكميلي ،اةاد النص علياا ضمن المااد 9من القانون 52006أاناًفا جّيّ ضمن فئ الاقوبا
الجزائري ،القسم الاا ،ج الثاني ،الج ازء الجنائي ،ط ،6اد. .ج ،الجزائر ،2008 ،ص -1عبّ هللا سليمان ،شرح قانون الاقوبا
.479
-2المااد 12من األمر ةقم ،156-66مرجع سابق.
-3عبّ هللا سليمان ،مرجع سابق ،ص .480
4
-Annie BEZIZ-AYACHE, «Peines complémentaires », Répertoire de droit pénal et procédure pénal, Dalloz,
juin 2017 (actualisation décembre 2019), n° 29, p 10.
-5قانون ةقم ،23-06مؤةخ في 20اديسمبر ،2006ياّل ايصمم األمر ةقم ،156-66المؤةخ في 8يونيو ،1966االمصضمن
قانون الاقوبا ،ج ة الاّاد ،84ااادة في 24اديسمبر .2006
- 187 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المذكوة أعاله ،حيث نجّ ضمن البنّ ةقم 11عقوب سحب جواز السفر ،االذي يفضي من الناحي
الاملي إلى منع المحكو عليه من مغاادة اإلقليم الوطني.
الفقرة الرابعة -عقوبة سحب رخصة السياقة :نص المشرع الجزائري على هذه الاقوب الصكميلي في المااد
16مكرة 4من قانون الاقوبا ،االصي جاء فياا " :دون اإلخالل بالتدابير المنصوص عليها في قانون
المرور ،يجوز للجهة القضائية الحكم بتعليق أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤها ،مع المنع من
استصدار رخصة جديدة.1"...
الصكميلي المرتبط بالرجوع إلى قانون المراة ،نجّ المشرع الجزائري قّ نص على الاقوبا
باسصامال ةتا السياق ،حيث تأتذ ثالث أشكال هي :االحصفاظ الفوةي بالرتا ألجل ماين ،الصاليق
المؤقت للرتا ،اإلغاء ةتا السياق مؤقصًا أا بشكل ناائي .2مع اإلشاة إلى أن الصاّيل األتير لقانون
المراة سن 2017جال من سحب نقاط ةتا السياق في مجال الجنح المراةي المؤادي للقصل ا /أا
الجرح الخطأ عقوب تكميلي إاداةي ،أما تاليق الرتا فاو بمثاب عقوب تكميلي قضائي .3
-4عدم توافق الشرط الدستوري المتعلق بالتمتع بالحقوق المدنية والسياسية مع األحكام التشريعية
الاام الواردة في قانون العقوبات :تاصبر حري الصنقل هي الحري الوحيّ من ضمن الحقوق االحريا
المضمون بموجب الناوص الّسصوةي الصي اشصرط المؤسس الّسصوةي لمماةسصاا الصمصع بالحقوق المّني
الاام . االسياسي ،إذ ال نجّ مثل هذا الشرط بالنسب لباقي الحقوق االحريا
تم إادةاج هذا الشرط عنّ تكريس المؤسس الّسصوةي لحري الصنقل ألال مر بموجب ادسصوة
،1976حيث تنص في هذا اإلطاة المااد 57من هذا الّسصوة على ":لكل مواطن يتمتع بكامل حقوقه
المدنية والسياسية ،حق التنقل بكل حرية ،4"...يصبين من هذا النص الصشّاد الكبير من طرف المؤسس
الّسصوةي ،حيث اشصرط على المواطن الصمصع بكامل حقوقه المّني االسياسي من أجل مماةس حري
الصنقل.
باّ اّاة ادسصوة ،1989قا المؤسس الّسصوةي بصاّيل طفيف في اياغ هذا الشرط ،حيث
تخلى عن تابير " كامل حقوقه المدنية والسياسية" ااسصبّله بصابير " يتمتع بحقوقه المدنية
والسياسية" ،1اهو ما أعااد المؤسس الّسصوةي تكريسه في ادسصوة ،21996اكذا الصاّيل الّسصوةي لسن
أتير الصاّيل الّسصوةي لسن .42020
،32016ا ًا
إن تابير الحقوق المّني االسياسي ينارف إلى مجموع من الحقوق المصالق بالجوانب السياسي
االوطني مثل :االنصخاب ،الصرشح اشغل الوظائف الاام ،احقوق أترى مّني مثل :الشاااد أما الجاا
القضائي ،مماةس نظا الوالي ،الوااي االقوام .
الصكميلي المصالق بمماةس حري الصنقل تكون مصرااح من حيث الصأثير بينما نجّ بأن الاقوبا
مقيّ كما في حال تحّيّ اإلقام االمنع من اإلقام ،أا على مماةس هذه الحري ،فقّ تكون عقوبا
مانا كما هو الحال بالنسب لسحب جواز السفر أا ةتا السياق .
لاذا فإن شرط الصمصع بالحقوق المّني االسياسي الواةاد ضمن نص المااد 49من الّسصوة ال
الصكميلي المصالق بحري الصنقل ،فالمشرع عنّما نص على يصوافق مع القيواد الاملي الناتج عن الاقوبا
فال بين عقوب الحرمان من مماةس الحقوق المّني الصكميلي في قانون الاقوبا أنواع الاقوبا
الصكميلي األترى الصي تؤثر على مماةس حري الصنقل. االسياسي ابين الاقوبا
القانوني الصي نجّها تنص على الحاال ابالاواد إلى نص المااد 9مكرة من قانون الاقوبا
تصجسّ من تاللاا عقوب الحرمان من مماةس الحقوق المّني االسياسي ،اهي كاآلتي:
-الازل أا االقااء من جميع الوظائف االمنااب الامومي الصي لاا عالق بالجريم .
-الحرمان من حق االنصخاب أا الصرشح احمل األاسم .
-عّ األهلي لمباشر باض الماا أما القضاء مثل :الخبير ،المحلف ،اكذا الشاااد .
-الحرمان من الحق في حمل األسلح ،امماةس الصاليم سواء باف أسصاذ أا إاداةي.
-عّ األهلي للوااي االقوام .
-سقوط حقوق الوالي .5
اعليه ،فقّ نص المشرع على سبيل الحار على أنواع الحقوق المّني االسياسي الصي يمكن
الصكميلي .لكن الشيء المالحظ القضائي المخصا أن تأمر بالحرمان مناا ضمن فئ الاقوبا للجاا
أن كل هذه الحقوق ليست لاا عالق بمماةس حري الصنقل ،فكيف لمواطن تم عزله من اظيفصه مثال أال
يماةس حريصه في الصنقل! أا من تم حرمانه من حق االنصخاب االصرشح ال يحق له مماةس هذه الحري !
الصي نات علياا المااد 9مكرة 1المذكوة أعاله. اكذلك الشأن بالنسب لجميع الحاال
لاذا يجب على المؤسس الّسصوةي تاّيل نص المااد 49من الّسصوة ،سواء بحذف عباة
"حقوقه المدنية والسياسية" ،أا اسصبّالاا بعباة " غير خاضع لعقوبة تكميلية" ،اهذا حصى يصوافق النص
الصشرياي مع النص الّسصوةي ،اياطي نص المااد 49من الّسصوة مفاعيله الحقيقي المصمثل في تمصع
المواطن بحري الصنقل بشرط عّ اجواد موانع تايق مماةس هذه الحري ،هذه الموانع تنحار في
الصكميلي الصي نص علياا المشرع في المااد 9من قانون الاقوبا ،االصي تخصص باا السلط الاقوبا
القضائي حسب الصحّيّ الواةاد في المااد 49فقر 03من الّسصوة ،إضاف إلى القيواد الاام المسصمّ من
فكر حماي النظا الاا المناوص علياا في المااد 34من الّسصوة االصي تخصص باا السلطا
اإلاداةي .
-1عاادل السايّ محمّ أبو الخير ،الضبط اإلاداةي احّااده( ،اد.اد.ن) ،1993 ،ص .463
الاام ،ط األالى ،اداة الفكر الجاماي ،اإلسكنّةي ،2015 ،ص .90 -2محمّ علي حسون ،الضبط اإلاداةي اأثره في الحريا
-3مرجع نفسه ،ص .100
-4ماا على إحسان الازااي ،مرجع سابق ،ص .123
األمني للسلط الصنفيذي ادةاس مقاةن ،ط األالى، -5محمواد االح الحميّ الطائي ،حقوق اإلنسان الشخاي في ظل اإلجراءا
المركز القومي لإلاّا اة القانوني ،القاهر ،2018 ،ص .109
- 191 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أوال -القيود المستمدة من النصوص الدستورية :لم تنص الّساتير الجزائري السابق على القيواد الواةاد
الاام ،حيث ال نجّ ضمن موااد هذه الّساتير أي إشاة إلى القيواد على مماةس الحقوق االحريا
الّسصوةي الصي فرضاا المؤسس الّسصوةي على سلط المشرع أا اإلاداة أثناء تنظيم مماةس الحقوق
مع الصاّيل الّسصوةي لسن ،2020حيث الاام ،لكن الخطو الكبير في هذا المجال جاء االحريا
نص المؤسس الّسصوةي ألال مر ابشكل اريح على القيواد الصي تراد على مماةس الحقوق االحريا
الاام .
في هذا اإلطاة ،تنص المااد 34من الصاّيل الّسصوةي لسن 2020علىُ " :تلزم األحكام
الدستورية ذات الصلة بالحقوق األساسية والحريات العامة وضماناتها ،جميع السلطات والهيئات
العمومية.
ال يمكن تقييد الحقوق والحريات والضمانات إال بموجب قانون ،وألسباب مرتبطة بحف النظام العام
واألمن ،وحماية الثوابت الوطنية وكذا تلك الضرورية لحماية حقوق وحريات أخرى يكرسها الدستور.
في كل األحوال ،ال يمكن أن تمس هذه القيود بجوهر الحقوق والحريات.1"...
الاام يشكل ضمان مام لحماي إن النص على القيواد الّسصوةي المصالق بالحقوق االحريا
األفرااد ،افي الوقت نفسه تشكل هذه القيواد ضوابط للقاضي اإلاداةي أثناء ةقابصه لمخصلف حقوق احريا
فبناء على النص الّسصوةي المذكوة أعاله أابحت
ً الق ار اة اإلاداةي المقيّ لاذه الحقوق االحريا .
األسباب المبرة لصقييّ حري الصنقل نابا من حماي النظا الاا ( ،)1حماي حقوق احريا اآلترين ()2
أتير حماي الثوابت الوطني (.)3
ا ًا
-1النظام العام :يماةس القاضي اإلاداةي سلط تحّيّ الشراط القانوني للق ار اة اإلاداةي اذلك في الحال
الصي يمنح فياا المشرع سلط تقّيري لإلاداة ،حيث يمكن له في هذه الحال أن يضع الشراط األكثر
األساسي لألفرااد ،ففي مجال اإلاداةي ،اال سيما في مجال الحقوق االحريا تحّيّا لمشراعي الق ار اة
ً
مماةس سلط الضبط اإلاداةي ،يؤال للقاضي اإلاداةي تحّيّ فكر النظا الاا الذي يبرة تقييّ حريا
األفرااد.2
ابالرجوع إلى نص المااد 34من الّسصوة المذكوة أعاله ،نجّ بأن المؤسس الّسصوةي نص على
مقرانا بقيّ األمن ،في حين نجّ أن المااد 12من الااّ الّالي الخاص بالحقوق المّني
ً قيّ النظا الاا
االسياسي تنص على األمن القومي ،النظا الاا ،الاح الاام ااآلاداب الاام مقران مع باضاا .لكن
في حقيق األمر نجّ أن فكر النظا الاا تصحلل إلى عناار محّاد امصفق علياا من طرف الفقه
االقضاء .األمر الذي يصطلب تاريف النظا الاا ،اتحّيّ عنااره ،ثم عالقصه بمماةس حري الصنقل،
اذلك على النحو اآلتي:
أ -تعريف النظام العام :إن فكر النظا الاا هي فكر قانوني تاّف إلى المحافظ على األسس االقيم
الضبط اإلاداةي عنّ الصي يقو علياا المجصمع ،1فاو ليس حال نفسي أا تاوة ذهني لّى جاا
الضبطي ،اإنما هو حال ااقعي تصحقق بالقضاء على كل ما ياّاد أمن األفرااد إاّاةها لمخصلف الق ار اة
اسالمصام ااحصام.2
اسصاماال ضمن القيواد الواةاد على حري الصنقل ،اهو ماطلح
ً ياصبر النظا الاا القيّ األكثر
يحيط به الغموض اعّ الوضوح بالنظر إلى اتصالف مضمونه من نظا قانوني إلى آتر ،بل يمكن أن
يخصلف ماناه في النظا القانوني ذاته بين نطاق زمني اآتر ،يضاف إلى ذلك أن الناوص الّالي لم
تضع تار ًيفا لفكر النظا الاا ،اإنما تركصاا لكل ادال على حّ تحّاده افًقا لنظاماا السياسي ااالقصااادي
الاجر االصنقل الصي تصبااا.3 اتراثاا الثقافي االحضاةي اسياسا
ةغم كثر الناوص القانوني الصي نات على النظا الاا لكن المشرع لم يقم بصاريف هذه الفكر
اعناار النظا الاا ،يظار هذا من تالل القانون ةقم 10-11المصالق بل اكصفى باإلشاة إلى مكونا
بالبلّي ،حيث تنص المااد 88منه على " :يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي تحت إشراف الوالي بما
يلي... :
-1محمّ محمّ بّةان ،الطبيا الخاا للضبط اإلاداةي ااآلثاة القانوني المصرتب علياا ،اداة الناض الاربي ،القاهر ،1989 ،ص
.20
-2محمّ حسنين عبّ الاال ،الرقاب القضائي على ق ار اة الضبط اإلاداةي ،اداة الناض الاربي ،القاهر ،1991 ،ص .17
-3ماا على إحسان محمّ الازااي ،مرجع سابق ،ص .127
- 193 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
السهر على النظام العام والسكينة والنظافة العمومية" ،1كما نجّ المشرع الفرنسي نص في المااد
اإلقليمي على أن أهّاف الضبط البلّي هي L.2212-2من القانون ةقم 142-96المصالق بالجماعا
حسن النظا ،األمن الاا ،السالم االاح الامومي .2
أما من ناحي الفقه ،فإن غالبيصه ياصبر النظا الاا مفاو غامض غير محّاد الماالم ،الاذا فإن
المخصلف سواء تاريفه غير مسصقر ايصطوة بصطوة األزمن االمجصماا ،3فمن الواضح أن الصطو اة
المخصلف قّ تؤادي إلى فرض المزيّ من القيواد السياسي ،االقصااادي أا االجصماعي اداتل المجصماا
اعصماادا على فكر الماالح
ً حول مماةس حرس الصنقل ،اذلك عن طريق الصوسع في فرض القيواد
المجصمعي االنظا الاا .4
هناك من عرف النظا الاا بأنه قيّ على الحري ياّف إلى حماي األمن الاا في الّال ،
اتوفير السكين الصي يجب أن تسواد المجصمع ،االمحافظ على الاح الاام ،اقّ الزمت هذه المام
اأشكال ،اال تزال فكر النظا الاا هي الوظيف األالى للّال ، منذ بّء تكويناا على ادةجا المجصماا
ألنه يصوقف على القيا باا سير المجصمع ،فاي بالنسب للّال جزء من فكر أهم هي فكر السلط الاام .5
كما يمكن تاريف النظا الاا في نطاق القانون اإلاداةي بأنه ما يصحصم على اإلاداة ايانصه اهي
باّاد القيا بوظيف الضبط اإلاداةي ،حيث ينطوي مّلول الفكر على إشاع األمن الاا ،اايان الاح
االسكين الاام .6
تّتله ،ألنه فكر مرن تخصلف حسب ظراف من الااب تاريف النظا الاا أا إحااء مجاال
الزمان االمكان ،امع ذلك فيجب ضبطه بأسس موضوعي تباث فيه المران االقابلي للصطوة حسب ما
تصطلبه المالح الاام للمجصمع ،الاذا فإن ادائرته تضيق اتصسع حسب ادةج تّتل الّال ،ااألسس الصي
االجصماعي ااألتالقي االّيني المصأال في يقو علياا النظا السياسي ااالقصااادي ،االماصقّا
المجصمع ،1لاذا يسلم الباض بضراة منح القاضي السلط الصقّيري الواسا في تحّيّ مفاو النظا
الاا ،اذلك باالعصمااد على ماايير موضوعي تقو على فكر حماي المالح الاليا للّال االمجصمع.2
كبير في هذا الخاوص ،حيث ينبغي عليه أن يراعي
اداة ًا
الذلك يجب على القاضي أن يلاب ًا
النظا الاا بأن يسصلام المالح الاام ،اأن يصقيّ بالنظم ااآلاداب السائّ في المجصمع ،اأن مقصضيا
يضمن ما قّ يساو عنه المشرع ،هذا األمر يبّا بالغ الااوب على اعصباة أن فكر النظا الاا ذاتاا
تسصااي على الصاريف الّقيق.3
تحّيّا ادقيًقا ،ألناا ترتبط بالماالح الاليا
ً ياصبر النظا الاا من األفكاة الصي يااب تحّيّها
في المجصمع االمحافظ على كيانه ،فاي تابر عن األسس االقصااادي ااالجصماعي ااألتالقي الصي يقو
الّال ،مع مراعا المقصضيا علياا المجصمع ،4االنظا الاا على هذا النحو هو من اميم اتصاااا
الّالي .5 الصي تنص علياا المواثيق االمااهّا
الااوب األترى الصي اتصلف الفقه بشأناا تصالق بالمّى الذي تشغله فكر النظا الاا ،فالباض
يرى أن النظا الاا يجب أن يقف عنّ حّااد النظا الاا الماادي أا الملموس ،6غير أن هناك من يرى
اإلسالمي الصي تاصبر أن النظا الاا مفاو ااسع يشمل الجانب الماادي االمانوي ،تاا في المجصماا
الضبط اإلاداةي المحافظ علياا فياا األتالق ااآلاداب الاام من ادعائم تماسك المجصمع ،اعلى سلطا
األساسي للمجصمع.7 باعصباةها من المقوما
اعليه ،يمكن القول بأن النظا الاا هو مجوع القيم االمباادئ األساسي الصي يقو علياا المجصمع
االّال ،االصي تصرسخ في اجّان الجماع باعصباةها ةكائز للحفاظ على توازن ااسصقراة المجصمع اسير
في القانون الّالي الخاص الجزائري ،ج األال ،اداة هومه للطباع االنشر االصوزيع ،الجزائر ،2011 ،ص -1الطيب زةاتي ،ادةاسا
ص .293-292
في القانون الّالي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص .55 -2الطيب زةاتي ،ادةاسا
الاام ،الكصاب األال ،مرجع سابق ،ص .171 -3محمّ ماهر أبو الاينين ،الحقوق االحريا
-4علي مجيّ الاكيلي ،لمى علي الظاهري ،الحماي الّسصوةي لفكر النظا الاا ،ط األالى ،المركز الاربي للنشر االصوزيع ،القاهر،
،2018ص .18
5
-Yves GAUTIER, « Ordre public », Répertoire de droit européen, Dalloz, aout 2004 (actualisation avril 2018),
n°44, p 13.
الاام في الظراف االسصثنائي ،منشو اة الحلبي الحقوقي ،بيرا ،2009 ،ص .70 -6محمّ حسن ادتيل ،الحريا
-7محمّ علي محمّ ةاشّ ،إسصراتيجي الضبط اإلاداةي في ظل الظراف االسصثنائي اادعااى اإلةهاب-ادةاس مقاةن ،-ةسال مقّم
لنيل ادةج الّكصوةاه في القانون المقاةن ،كلي الشريا االقانون ،جاما أ ادةمان اإلسالمي ،2013 ،ص .33
- 195 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
االجصماعي ،لاذا إذا كان من المسلم به في الماضي أن هذه الفكر تصشكل من عناار ثابص فإن الصطوة
أفرز عناار جّيّ للنظا الاا لم تكن ماراف في السابق. الذي عرفصه المجصماا
ب -عناصر النظام العام :ةغم عّ اجواد تاريف جامع امانع لفكر النظا الاا ،فإنه يمكن االتفاق على
األساسي لاذه الفكر ،حيث يصفق الفقه على أن النظا الاا مجموع من الاناار الصي تشكل المقوما
ينقسم إلى عناار تقليّي اأترى حّيث ،اذلك على النحو اآلتي:
الفقاي على أن النظا الاا يصكون الفقرة األولى -العناصر التقليدية للنظام العام :تصفق مخصلف الّةاسا
من عناار تقليّي تشمل األمن الاا ،الاح الاام االسكين الاام ،اذلك على النحو اآلتي:
البند األول -األمن العام :اسصخّ المؤسس الّسصوةي ماطلح األمن مقوةًنا مع النظا الاا ضمن نص
المااد 34المذكوة سابًقا ،في حين تنص المااد 28من الّسصوة على " :الدولة مسؤولة عن أمن
األشخاص والممتلكات".1
اقّ تمت اإلشاة إلى األمن الاا ضمن ناوص المرسو الصنفيذي ةقم ،322-10حيث جاء في
المااد 2فقر 01منه " :يتشكل موظفو األمن الوطني من:
-موظفي الشرطة الخاضعين ألحكام هذا القانون األساسي الخاص ،المكلفين بمهام أمن األشخاص
والممتلكات وحف النظام العام ،وبصفة عامة أداء جميع المهام المسندة لألمن الوطني كما هي محددة
في التشريع والتنظيم المعمول بهما".2
اعليه ،فإن األساس األال لصقييّ حري تنقل األفرااد هو حماي األمن الاا ،هذا األتير ياني
المواطنين في أةااحام اأموالام ضّ مخصلف الجرائم تحقيق األمن ااالسصقراة االنظا ،احماي
ااالعصّاءا ،اكذلك حمايصام ضّ أتطاة الكواةث الطبيعي .لاذا ياصبر األمن الاا من أهم أهّاف
اعب لوقاي األفرااد ضّ الجرائم ااألتطاة الضبط ااجبا الضبط اإلاداةي ،فاو يضع على عاتق سطا
بكاف أنواعاا ،اذلك بالامل على مكافحصاا اتالفي األتطاة قّة اإلمكان ،امنع انصشاةها عنّ اقوعاا،
احار آثاةها.3
جااز األمن في الّال الامل على منع اقوع الجرائم، على هذا األساس ،نجّ أن أهم ااجبا
باعصباة أن الحيلول ادان اقوع الجريم أفضل من ماالج آثاةها باّ اقوعاا االقبض على الجنا ،اياّ
هذا الواجب القاسم المشصرك لامل الجااز األمني في كل ادال الاالم سواء كانت ادال مصقّم أا مصخلف .1
اقّ تباينت الّال في تنظيماا لجااز األمن المكلف بحفظ النظا الاا اداتل الّال ،كما اتصلفت
أيضا في مقّاة الاالحيا
في تحّيّ األطر القانوني ااألسس الصنظيمي لامل تلك األجاز ،اتفااتت ً
تباا للفلسف السياسي السائّ في الّال ،لكن ماظم الّال تصفق في تسمي الجااز
الممنوح لاا ،اذلك ً
الماني بحفظ األمن الاا اداتل الّال ب":جهاز الشرطة" ،هذا األتير يماةس اظيفصين أساسيصين ،األالى
طابع إاداةي تاصم بالجوانب الوقائي الصي تاّف إلى حفظ النظا الاا بانااره المخصلف ،اهو ما ذا
طابع قضائي تاصم بمكافح الجريم اضبط يارف بالضبط اإلاداةي ،أما الوظيف الثاني فاي ذا
المجرمين اتقّيمام للاّال .2
الالزم الضبط اإلاداةي المخصا االحي اتخاذ اإلجراءا تيبا على ذلك ،تملك سلطا
اتر ً
الاام ،االصي تنطوي على تاّيّ لألمن الال بمماةس الحقوق االحريا ذا لصنظيم عّاد من المجاال
الصي تنطوي على إتالل باألمن الاا ،4الوقاي من األتطاة االمظاه ار الاا ،3مثل تنظيم االجصماعا
إلى الحّ من الصارض للمخاطر الطبيعي االقواعّ الرامي الكبرى من تالل تحّيّ اإلجراءا
االصكنولوجي .5
حماي األمن الاا في الطرق الامومي ،اذلك من تالل ياصبر الضبط المصالق بالمراة أهم آليا
االسار على احص ار قوانين المراة الوائح الضبط اإلاداةي ،كما ياصم بأمن الراجلين تنظيم سير السيا اة
-1اداااد عبّ الرزاق الباز " ،تدابير حماية األمن العام في إطار الطبيعة القانونية للضبط اإلداري بين الشرعية والقانون" ،المجل
األمني االصّةيب ،المجلّ ،18الاّاد ،35أبريل ،2003ص ص .80-79 الاربي للّةاسا
الحاول على الاام ،أطراح مقّم اسصكماال لمصطلبا -2بكيل بن محمّ البراشي ،الوظيف اإلاداةي للشرط اأثرها على الحريا
ادةج ادكصوةاه الفلسف في الالو األمني ،كلي الاّال الجنائي ،جاما نايف الاربي للالو األمني ،2015 ،ص ص .19-18
الاام ،أطراح مقّم لنيل شاااد الّكصوةاه في -3إبراهيم يام ،لوائح الضبط اإلاداةي بين الحفاظ على النظا الاا اضمان الحريا
القانون الاا ،كلي الحقوق االالو السياسي ،جاما أبي بكر بلقايّ ،تلمسان ،السن الجامعي ،2015-2014ص .102
الامومي ،ج ة الاّاد ،04ااادة في 24 االمظاه ار -4قانون ةقم ،28-89مؤةخ في 31اديسمبر ،1989يصالق باالجصماعا
يناير ،1990ماّل امصمم بالقانون ةقم ،11-91مؤةخ في 2اديسمبر ،1991ج ة الاّاد ،62ااادة في 4اديسمبر .1991
-5قانون ةقم ،20-04مرجع سابق.
- 197 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الضبط في الطريق الاا .1ايمكن إةجاع حماي األمن الاا في الطريق الامومي بواسط إجراءا
اإلاداةي إلى عّ تّابير تّاة حول مماةس اإلاداة للرقاب على االحي الفراد لقيااد المركب ،امّى
سالم هذه األتير للسير على الطريق الاا ،ثم سلط ةجال األمن في اسصامال اسائل الضبط اإلاداةي
لمراقب حرك السير ،اإباااد كل ما من شأنه تاّيّ األمن الاا في الطرق.2
فاألمن الاا بالمحال هو غاي كل الشاوب ااألمم ،الاذا يجب على الّال أن تسخر له كل
الصي لضمان حمايصه على الاايّين الّاتلي االخاةجي ،اذلك من تالل ةادع كل الصاّيّا اإلمكانيا
تارض الّال للخطر ،اتولّ الشاوة بالخوف اعّ األمان لّى المواطنين.3
المااار ،فأابح يشمل مجاال اقّ تطوة مفاو األمن الاا بشكل الفت في المجصماا
مصاّاد سياسي ااقصااادي ،فبالنسب للجانب االقصااادي يصمثل في حماي الامل الوطني من الصاريب
االمضاةب غير المشراع اتوفير المناخ األمني المناسب للسياح ،أما الجانب السياسي فصبرز أهميصه في
الّال الصي تااني من ظاهر اإلةهاب ،سواء قا على أساس اديني أا عرقي أا فكري أا عقائّي ،االذي
يسصلز الصاّي له.4
البند الثاني -الصحة العامة :تاصبر الاح الاام المظار الثاني للنظا الاا ،ايصمثل مضموناا في
النظاف الامومي أا ايان الاح الاام بالمانى الواسع للعباة ،ايصحّاد مجالاا بالسار على نظاف
الشواةع الامومي اأماكن الامل امراقب نظاف المياه الاالح للشرب انظاف السلع االموااد الغذائي
5
أيضا الصحقق من السالم
امحاةب األمراض الماّي اتحسين الظراف الاحي االاالجي للمواطنين ،ا ً
الاحي لألشخاص الوافّين من الخاةج اكذا السلع المسصوةاد .6
الاام ،مذكر لنيل شاااد الماجسصير ،تخاص اإلاداة االمالي -1سكين عزاز ،عملي الموازن بين أعمال الضبط اإلاداةي االحريا
الاام ،مااّ الحقوق االالو اإلاداةي ،جاما الجزائر ،1990 ،ص .34
األمني -2تليف ثامر الحميّه " ،دور الضبط اإلداري في حماية أمن الطرق :دراسة في التشريع الكويتي" ،المجل الاربي للّةاسا
االصّةيب ،المجلّ ،20الاّاد ،39ص .299
-3طه حميّ حسن الانكبي " ،إشكالية التوفيق بين األمن الوطني والحقوق والحريات العامة في العراق" ،مّاتل ضمن أعمال
الملصقى الالمي الثاني لكلي القانون االالو السياسي ،الموسو ب :إشكالي الصّاتل بين مفاومي اإلةهاب احقوق اإلنسان ،كلي القانون
االالو السياسي ،جاما اديالي ،يومي 25-24ماةس ،2013ص .92
الاام ،مذكر لنيل ادةج الماجسصير في القانون الاا ، -4إقبال عبّ العباس يوسف الخالّي ،النظا الاا بوافه قيّا على الحريا
كلي القانون ،جاما بابل ،2009 ،ص ص .50-48
الاام ،مرجع سابق ،ص .34 -5سكين عزاز ،عملي الموازن بين أعمال الضبط اإلاداةي االحريا
-6ناار لبااد ،مرجع سابق ،ص .21
- 198 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أهمي هذا الانار من عناار النظا الاا في الوقت الحاضر ،بسبب االنفجاة لقّ ازادااد
السكاني ،اتاقّ الحيا الحّيث ،اساول االتاال بين األفرااد ،األمر الذي ساعّ على ساول انصشاة
األمراض ،اتاا باض األمراض الماّي الصي ليس لاا عالج في الوقت الحالي ،فنجّ أن باض
األمراض ااألابئ أابحت تشكل كواةث اجصماعي حقيقي ،افي هذه الحال يمكن أن تحّث اضطرًابا
جسيما في النظا الاا .1
ً
امن مظاهر هذه األهمي تقييّ حري الصنقل باّف حماي الاح الاام ،افرض قيواد على سفر
األفرااد إلى الخاةج لمنع انصشاة األمراض ااألابئ ،2اقّ ظار هذا القيّ بشكل ااضح أثناء انصشاة جائح
كوةانا (كوفيد )19-مع بّاي سن ،2020إذ ساةعت الّال إلى اضع قيواد ااةم على حري الصنقل
الامومي الجزائري من تالل غلق المجال الجوي مناا النصشاة هذا الوباء ،اهو ما أقّمت عليه السلطا
ً
االمنافذ البحري االبري ،األمر الذي نصج عنه تاليق كاف أشكال الصنقل الخاةجي ،كما فرضت أنظم
للحجر الاحي على المسصوى الّاتلي.
البند الثالث -السكينة العامة :يقاّ باا ضمان تحقيق الاّاء اذلك بالقضاء على مااادة الضوضاء
الاو ،ذاي الماانع ،ضوضاء االحصفاال المقلق لراح السكان مثل :مكب ار ااالزعاج ااألاوا
الباع المصجولين ،3اذلك باتخاذ مخصلف الصّابير الضبطي في الطرق ااألماكن الامومي ،في اأاوا
الليل االنااة.4 أاقا
طابع اديني كما يمكن أن يرجع اإلتالل بالسكين الاام إلى الصقاليّ ااألعراف ،سواء كانت ذا
كالمآتم أا تابير عن الفرح االساااد كمواكب الزفاف اما يااحباا من إطالق للناة ،اكذلك اسصخّا
ااأللااب الناةي في أيا األعيااد.5 المفرقاا
ايمكن القول أن للسكين الاام مانيين مانى إيجابي ااآلتر سلبي ،يصمثل األال في المحافظ
على الاّاء االسكون في الطرق ااألماكن الاام ،أما الثاني فيصمثل في منع مخصلف مظاهر اإلزعاج
الصي تصجااز المضاة الااادي .1 االمضايقا
الضبط اإلاداةي ادةاس تحليلي ،اداة الكصب القانوني ، الاام في مواجا سلطا الحقوق االحريا -1محمّ توةشيّ توفيق ،ضمانا
القاهر ،2017 ،ص .117
-2ماا علي إحسان محمّ الازااي ،مرجع سابق ،ص .129
-3محمّ ةفات عبّ الوهاب ،النظري الاام للقانون اإلاداةي ،مرجع سابق ،ص .211
-4ناار لبااد ،مرجع سابق.20 ،
-5إقبال عبّ العباس يوسف الخالّي ،مرجع سابق ،ص .53
- 199 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
في هذا اإلطاة ،تبرز مشكل الصلوث السماي الذي ينصج باألساس عن الضوضاء الصي تسبباا
اسائل النقل المخصلف ،اباض األنشط الاناعي ،كما أن هناك مااادة ناتج عن الضجيج المنزلي
امكب ار الاو .2
الضبط اإلاداةي المخصا حماي السكين الاام بموجب لقّ تول المشرع الجزائري سلطا
القانون ةقم ،03-83المصالق بالبيئ ،3اتطبًقا للمااد 121من هذا القانون اّة المرسو الصنفيذي ةقم
،184-93الذي حّاد مسصوى الضجيج األقاى الذي يمكن قبوله في المناطق السكني افي الطرق
الاحي ااألماكن الاام االخاا ،في النااة االليل ،كما حّاد مسصوى الضجيج بجواة المؤسسا
االصاليمي .4
باّها أاّة المشرع القانون ةقم ،10-03المصالق بحماي البيئ في إطاة الصنمي المسصّام ،
حيث نظم أحكا الحّ من مشكل الضوضاء ،5اتطبيًقا للقانون ةقم 14-01المصالق بصنظيم حرك المراة
القاوى عبر الطرق اسالمصاا اأمناا ،اّة المرسو الصنفيذي ةقم ،410-03الذي يحّاد المسصويا
السام االضجيج من السيا اة ،6لكن هذا النص الصنظيمي ياالج ماّة ااحّ النبااث األادتن االغا از
من مااادة الضجيج االضوضاء ،اهو ذلك الناتج عن اسائل النقل ابالصحّيّ السيا اة .7
يمكن لإلنسان أن يصكيف مع باض المشاكل اليومي ،إال أنه ال يسصطيع الصكيف مع الضوضاء
اما ينصج عناا من آثاة سلبي على اح اإلنسان ،اهذا ما جال المحكم اإلاداةي الاليا بمار تقضي
عاجا للسكان ،حيث جاء في حكماا
ليال حصى ال يسبب تشغيلاا في هذا الوقت إز ً
بحضر تشغيل المطاحن ً
-1اداااد الباز ،حماي السكين الاام ،ماالج إشكالي الاار في فرنسا امار (الضوضاء) ادةاس تأايلي مقاةن في القانون اإلاداةي
االشرعي اإلسالمي ،اداة الفكر الجاماي ،اإلسكنّةي ،2004 ،ص ص .129-128
القانوني ااالقصااادي ، -2مناوة مجاجي " ،المعالجة التشريعية لمشكل التلوث السمعي في الجزائري" ،مجل االجصاااد للّةاسا
المجلّ ،09الاّاد ،2020 ،01ص 421اما باّها.
-3قانون ةقم ،03-83مؤةخ في 5فبراير ،1983يصالق بحماي البيئ ،ج ة الاّاد ،06ااادة في 8فبراير ( .1983ملغى)
-4مرسو تنفيذي ةقم ،184-93مؤةخ في 27يوليو ،1993ينظم إثاة الضجيج ،ج ة الاّاد ،50ااادة في 28يوليو .1993
-5قانون ةقم ،10-03مؤةخ في 19يوليو ،2003يصالق بحماي البيئ في إطاة الصنمي المسصّام ،ج ة الاّاد ،43ااادة في 20
يوليو .2003
السام االضجيج القاوى النبااث األادتن االغا از -6مرسو تنفيذي ةقم ،410-03 ،مؤةخ في 5نوفمبر ،2003يحّاد المسصويا
من السيا اة ،ج ة الاّاد ،68ااادة في 9نوفمبر .2003
-7مناوة مجاجي ،مرجع سابق ،ص .431
- 200 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المؤةخ في 16أبريل " :1960وحيث اتضح من تقرير اللجنة أن تشغيل المطحنة ليال يقلق راحة
الجوار ،فإنه ينبغي التوقف عن العمل ليال".1
اهو االعصباة نفسه الذي ادفع مجلس الّال الفرنسي إلى ةفض طلب جمعي Association
-1المحكم اإلاداةي الاليا ،طان ةقم ،77ااادة في 16أفريل ،1960السن ،5المكصب الفني لمجلس الّال ،ص ،870ذكره عبّ
الرؤاف هاشم بسيوني ،نظري الضبط اإلاداةي في النظم الوضعي المااار افي الشريا اإلسالمي ،ط الثاني ،اداة الناض الاربي ،
القاهر ،2004 ،ص ص .94-93
2
-C.E, 11 janvier 2008, 2 et 7
ème ème
sous-section réunies, 11 janvier 2008, n° 303726, Association vigilance
Nature Environnement Bresse-Revermont, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000018259692/, consulté le 19 avril 2021, à 20:00.
-3لمى علي الطاهري ،علي مجيّ الاكيلي ،مرجع سابق ،ص .87
-4ساّ عبّ المنام ،الرقاب على أعمال اإلاداة في الشريا اإلسالمي االنظم المااار ،ط األالى ،اداة الفكر الجاماي ،القاهر ،
،1976ص .368
- 201 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المساس بالحريا حاال الصي كانت ال تطبق عليام في ظل المفاو الصقليّي للنظا الاا .اهكذا تزايّ
الاام مع تااظم السلط الصقّيري لإلاداة في اتخاذ الصّابير الصي تراها ضراةي لحماي النظا الاا األادبي
ااالقصااادي مع ما يسصلز ذلك من فرض المزيّ من القيواد الالزم لحماي النظا الاا بمفاومه الواسع،1
لذلك ال يمكن للقاضي اإلاداةي إال أن يؤيّ توسيع مفاو النظا الاا ،2اذلك على النحو اآلتي:
البند األول -اآلداب العامة :إجاب على تساؤل الفقه حول مّى اعصباة اآلاداب الاام جزًءا من النظا
الاا ابالصالي اعصباةها من األهّاف المشراع للضبط اإلاداةي؟ كان الجواب بالنفي لمّ طويل من الزمن،
مشراعا إال عنّما ينصج عن االعصّاء على اآلاداب الاام
ً على أساس أن تقييّ مماةس حري ما ال يكون
اضطرًابا في الاالم الخاةجي ،3لاذا يرى مجلس الّال أن تااي انصااك اآلاداب الاام الناتج عن
إشااة لارض فيلم سينمائي بانوان " " Messageries rosesغير كافي لصبرة قراة منع الارض اإلشااةي
بسبب غياب مخاطر اإلتالل الماادي بالنظا الاا .4
مااكسا ،اكان
ً اجصااادا
ً طويال ،حيث كرس مجلس الّال الفرنسي
ً هذا االتجاه القضائي لم يامر
ذلك بمناسب قضي تصالق باسصخّا ةئيس البلّي لسلطاته الضبطي من أجل حماي أتالق الشباب
ااآلاداب الاام ،حيث قضى برفض الّعوى الرامي إلى إلغاء قراة ةئيس البلّي المصضمن منع باض
بحج أناا تحصوي على عبا اة امضامين ضاة بأتالق الشباب.5 المطبوعا
الرقص في تأكّ هذا المساة عنّما قضى مجلس الّال بمشراعي قراة بلّي يصضمن منع حفال
شرب باض المقاهي ،امنع الشباب الذين تقل أعماةهم عن الثامن عشر ( )18سن من ادتول حانا
6
أيضا بمشراعي قراة ةئيس البلّي المصضمن منع عرض فيلم سينمائي ةغم أن جااز
الخمر ،كما قضى ً
الرقاب سبق اأجاز عرض الفيلم ،اذلك ألنه يصااةض مع ظراف المّين ايمس باألتالق الاام مما
السيّ Mayrasأن مماةس يارض النظا الاا للقالقل ،7إذ يقول مفوض الحكوم لّى مجلس الّال
الضبط المحلي سلط الضبط اإلاداةي من طرف سلط حكومي عليا ال يشكل ً
ماناا لصّتل سلطا
-1ااديع البقالي " ،إشكالية التوفيق بين النظام العام والحريات" ،مجل الفقه االقانون ،الاّاد ،51يناير ،2017ص .63
2
-Yahia KARKATLY, Le juge administratif et les libertés publiques en droit libanaise et français, thèse pour le
grade de docteur en droit public, spécialité sciences juridiques, Université de Grenoble, 2013, p 228.
3
- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMENT, op.cit, p 722.
4
- C.E, 8 décembre 1997, Commune d’Arcueil, Rec. C.E, p 482.
5
-C.E, 29 janvier 1937, Publication Zed, Rec. C.E, p 131.
6
-C.E, 6 août 1941, Buguburu, A.J.D.A, 1942, p 24.
7
-C.E, 18 décembre 1959, Les Films Lutétia, S, 1960, 3, p 99.
- 202 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
1
-Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, p 513.
األكااديمي ،المجلّ ،07الاّاد ،01 -2مريم بن عباس " ،العناصر الحديثة للنظام العام في القانون اإلداري" ،مجل الباحث للّةاسا
،2020ص .203
-3محمّ ةفات عبّ الوهاب ،النظري الاام للقانون اإلاداةي ،مرجع سابق ،ص .212
في الصنظيم القانوني للنشاط الضبطي ،اداة الناض الاربي ،القاهر ،1989 ،ص .27 -4عزيز الشريف ،ادةاسا
الاام ،مذكر لنيل شاااد الماجسصير في القانون ،فرع القانون -5السايّ سليماني ،اداة القاضي اإلاداةي في حماي الحقوق االحريا
الّالي لحقوق اإلنسان ،كلي الحقوق االالو السياسي ،جاما مولواد مامري ،تيزي ازا ،السن الجامعي ،2004-2003ص .22
-6أمر ةقم ،24-67مؤةخ في 18يناير ،1967يصضمن القانون البلّي ،ج ة الاّاد ،06ااادة في 18جانفي ( .1967ملغى)
ةئيس المجلس الشابي البلّي فيما يخص الطرق االنقاا -7مرسو ةقم ،267-81مؤةخ في 10أكصوبر ،1981يصالق باالحيا
االطمأنين الامومي ،ج ة الاّاد ،41ااادة في 13أكصوبر .1981
- 203 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
البند الثاني -النظام العام االقتصادي :لقّ تزايّ تّتل الّال في القطاع االقصااادي اهذا تحت ضغط
الظراف االقصااادي ااالجصماعي المااار ،حيث تولت الّال بموجب ذلك تنظيم الكثير من المجاال
االقصااادي ،اذلك من أجل تحقيق المالح الاام االقصااادي بالنظر إلى أن ترك النشاط االاالقا
االقصااادي لألفرااد بشكل مطلق يارض االقصاااد القومي لمخاطر كبير ،1فالصحول في اداة الّال جال
النشاط االقصااادي ،احماي المسصالكين من من الضراةي السماح لاا بالصّتل لصنظيم مخصلف قطاعا
الضبط اإلاداةي.2 احصكاة المؤسسا ،فأابح ذلك جزًءا من النظا الاا الذي تماةسه سلطا
محال لمماةس ةغم أن هناك اتجاه من الفقه يرى أن النشاط االقصااادي الخاص كان ً
ادائما ً
سلطا الضبط اإلاداةي ،على أساس أن النشاط االقصااادي يصال بمماةس األفرااد لحرياتام الاام
حبا
مجاال ة ً
ً تشكل كحري الصجاة االاناع ،حري الصنقل احق الملكي ،فكل هذه الحقوق االحريا
الضبط اإلاداةي الصي تسصاّف المحافظ على األمن الاا االسكين الاام ،الاذا فال لمماةس سلطا
محل للقول بوجواد نظا عا اقصااادي مسصقل.3
البند الثالث -النظام العام المتعلق بالكرامة اإلنسانية :ياني هذا القيّ أن الشخص ال ينبغي أن ياامل
على أنه اسيل أا شيء ،الكن يجب النظر إليه ككيان جوهري يسصحق االحص ار غير المشراط بغض
النظر عن الجنس أا الامر أا الحال الماادي أا الحال الاحي أا الوضع االجصماعي ،اهذا ما يمكن
اسصنباطه من نص المااد األالى من اإلعالن الاالمي لحقوق اإلنسان ،حيث يولّ جميع الناس اهم
اإلنساني الصي تاكس شاوة الفراد بقيمصه الخاا .4 مصسااين في الكرام ،هذه األتير تاني احص ار الذا
كرس القاضي اإلاداةي هذا القيّ بمناسب فاله في قضي تصالق بمماةس ماين كانت تطبق في
اة يصضمن منع هذا
المساةح الفرنسي ،يصم تاللاا قذف قز باتجاه الجماوة ،الاذا اتخذ ةئيس البلّي قرًا
المشاّ اهو ما أيّه في ذلك مجلس الّال الفرنسي ،حيث أقر بأن احص ار كرام اإلنسان تمثل إحّى
عناار النظا الاا ،اأنه ياواد لرئيس البلّي مماةس سلط الضبط اإلاداةي في هذا المجال.5
-1علي مجيّ الاكيلي ،لمى علي الظاهري ،مرجع سابق ،ص ص .89-88
-2محمّ توةشيّ توفيق ،مرجع سابق ،ص .103
-3محمواد عاطف البنا ،مرجع سابق ،ص .376
-4علي مجيّ الاكيلي ،لمى علي الظاهري ،مرجع سابق ،ص .92
5
-C.E, Ass, 27 octobre 1995, n° 136727, Morsang-sur-orge, disponible sur le site:
https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000007877723/, consulté le 19 avril 2021, à 13:00.
- 204 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يالق األسصاذ WALINEعلى هذا القراة بالقول بأن مجلس الّال باّ أن تأكّ من اجواد انصااك
للنظا الاا ،لكن ليس على أساس الاناار الصقليّي بل على أساس المساس بالكرام اإلنساني ،اباذا
الضبط اإلاداةي الصّتل عن طريق مخصلف إجراءا جّيّا للنظا الاا يسمح لسلطا
ً عنار
ًا أادةج
الضبط اإلاداةي ،1اهو ما يظار مّى فاالي اداة القاضي اإلاداةي في حماي فكر النظا الاا .2
هذا االتجاه القضائي تكرة الحًقا ،حيث اعصبر مجلس الّال الفرنسي في األمر االسصاجالي
المؤةخ في 5جانفي 2007أن توزيع نوع من األكال " " Soupe au cochonينطوي على نوع من
3
أيضا في قضي
الصمييز المقاواد الذي يمس بالكرام اإلنساني اتاّيّ للنظا الاا ،كما قضى ً
Dieudonnéأنه بإمكان المحافظ أن يمنع عرض مسرحي بسبب مساسه بالكرام اإلنساني ،حيث اعصبر
أن الارض المسمى " " Le Murينطوي على مااادا السامي من تالل إنكاة ما يسمى بمحرق الياواد،
اتالال بالنظا الاا .4
ً اهو ما يشكل
البند الرابع -النظام العام الجمالي :من األهّاف الحّيث للضبط اإلاداةي المحافظ على جمال المّين
اةانقاا أا ما يسمى بالنظا الجمالي ،بحيث ترمي اظيف الضبط اإلاداةي في هذه الحال إلى المحافظ
على جمال اةانق المحيط الامراني ،امنع كل ما من شأنه إفسااد هذا الجمال.5
يظار تكريس القاضي اإلاداةي لاذا الانار المسصحّث للنظا الاا من تالل قراة مجلس الّال
المطابع االنشر لمّين باةيس ،بخاوص الفرنسي المؤةخ في 15أكصوبر 1996في قضي اتحااد نقابا
على الماة في الطرق الامومي ،اهذا تشي من تمزيقاا اةمياا قراة إاداةي يصضمن منع توزيع اإلعالنا
في الشواةع األمر الذي ينصج عنه تشويه جمال اةانق المّين .6
هذا ما ادفع المشرع إلى تكريس مفاو النظا الاا الجمالي ضمن المنظوم القانوني ،من تالل
اإلاداةي المخصا سلط الضبط المصالق بحماي الناحي الجمالي للمّن االشواةع ،يظار منح السلطا
ذلك من تالل المااد 8فقر 08من المرسو ةقم ،267-81الصي جاء فياا " :يسهر رئيس المجلس
الشعبي البلدي ...ويتعين عليه أن يقوم على الخصوص بما يأتي:
1
-Jean WALINE, op.cit ; p 359.
2
-Gustave PEISER, Droit administratif général, 26ème éd, Dalloz, Paris, 2014, p 189.
3
-C.E, ord, 5 janvier 2007, Min. de l’Intérieur c/ Association Solidarité des Français, A.J.D.A, 2007, p 601.
4
-C.E, ord, 9 janvier 2014, Min de l’Intérieur c/ Sté les Production de la Plume et M. Dieudonné, A.J.D.A, 2014,
p 129.
-5ناار لبااد ،مرجع سابق ،ص .22
الاام ،مرجع سابق ،ص .25 -6السايّ سليماني ،اداة القاضي اإلاداةي في حماي الحقوق االحريا
- 205 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
على أن هذه الناوص تّل على االهصما بصمكين األفرااد من مماةس حري الصنقل ،حيث أكّ
مناقضا لجوهر هذه الحري ،طالما أن المشرع يصولى
ً تنظيم هذه الحري بموجب القانون ال ياصبر
اآلترين.1 حفاضا على األمن الاا اضمان حقوق احريا
ً اتصااص تنظيم مماةسصاا
إن مماةس األفرااد لحقوقام احرياتام الاام ال سيما حري الصنقل تنصاي عنّ بّاي مماةس الغير
اآلترين لحقوقه احرياته ،بمانى أن الفراد يصمصع بحقوقه احرياته بشرط عّ اإلضراة بحقوق احريا
المضمون بموجب الّسصوة االقانون .اباعصباة أن اإلنسان كائن اجصماعي بطباه ،فإن من شأن هذا
الصحّيّ أن يساهم في تازيز الصاايش بين أفرااد المجصمع ،الشيء الذي يضمن الصوازن في مماةس الحقوق
الاام ابالصالي إشاع السلم ااألمن ،إذ من غير المنطقي أن يماةس الفراد حقوقه احرياته باف االحريا
اآلترين.2 مطلق ابالكيفي الصي يريّ ادان مراعا لحقوق احريا
-3حماية الثوابت الوطنية :يمكن تاريف الثوابت الوطني بأناا عباة عن مجموع من المباادئ االقيم
الصي تواتر عبر األزمن االحقب الصاةيخي إلى أن ترسخت في نمط حيا المجصمع ،مصخذ في االقناعا
اوة مصاّاد مناا ما هو سياسي ،اجصماعي ،ثقافي ااديني .اتصميز هذه المباادئ بأناا تخصلف من
ًا ذلك
ادال إلى أترى اذلك بحسب طبيا كل مجصمع ،فالمجصماا اإلسالمي تظار فياا الشريا اإلسالمي
الغربي فصايمن فياا قيم حماي حقوق اإلنسان احرياته األساسي .3 كمحوة لنظاماا الاا ،أما المجصماا
في هذا اإلطاة ،يبرز الصساؤل حول تحّيّ الثوابت الوطني للّال الجزائري امظاهر حمايصاا،
اذلك على النحو اآلتي:
أ -الثوابت الوطنية للدولة الجزائرية :نص المؤسس الّسصوةي على جمل من المباادئ الاام الصي تحكم
انظر لألهمي القاوى لاذه المباادئ فقّ اسصال باا المؤسس الّسصوةي ناوص
ًا المجصمع الجزائري،
الّسصوة ،يمكن تحّيّ هذه الثوابت في اآلتي:
الفقرة األولى -النظام الجمهوري المرتبط بالخيار الديمقراطي في ظل عدالة اجتماعية :من بين الخيا اة
الصي تبنصاا الجزائر باّ االسصقالل نجّ النظا الجماوةي المرتبط بالخياة الّيمقراطي ،االذي حرمت منه
الّسصوةي لحري الرأي االحري الشخاي اإمكاني إتضاعاما ،ط األالى ،اداة الحامّ -1غالب ايصان محجم الماضي ،الضمانا
للنشر االصوزيع ،عمان ،2012 ،ص .64
-2أمين مرزاق " ،حرية التنقل طبقا للتعديل الدستوري ،"2016مرجع سابق ،ص .815
-3نسيب محمّ أةزقي ،أاول القانون الّسصوةي االنظم السياسي ،ج األال ،مفاو القانون الّسصوةي ظاهر الّال االّسصوة ،اداة
األم ،الجزائر ،1998 ،ص .75
- 207 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الشاوب المسصضاف على مّاة تاةيخاا الطويل تحت هيمن االسصاماة ،امن بين هذه الشاوب الشاب
كامال من جميع أنواع حقوقه ،اهذا ما جاله
ً حرمانا
ً الجزائري الذي عاش في ظل االسصاماة الفرنسي
يصطلع لصحقيق الاّال االجصماعي ،امماةس الّيمقراطي إلى ادةج أن جال مناا ثابصًا من ثوابت الّال
الجزائري الحّيث .1
الفقرة الثانية -االنتماء للثقافة اإلسالمية العربية األمازغية كهوية للجزائر المستقلة :كل أم تجّ ذاتاا
ضمن تاةيخاا الذي ياكس احّتاا انطالًقا من أاولاا ،اضمن هذا المنظوة تصضح أسس هوي الّال
الجزائري ،فاإلسال يمثل ادين الّال ،االاراب تمثل الاوي الثقافي للشاب ،اعلى هذا األساس تاصبر اللغ
الاربي هي اللغ الرسمي للّال ،اكذلك اللغ األمازغي كصراث مشصرك لجميع الجزائريين.2
ب -الحماية الدستورية للثوابت الوطنية :نص المؤسس الّسصوةي على جمل من القواعّ الموضوعي
الصي يمنع تاّيلاا ،حيث انفاا ضمن األسس الّسصوةي الاام الصي تحكم المجصمع الجزائري ،3لاذا
تنص المااد 223من الّسصوة على أنه " :ال يمكن أي تعديل دستوري أن يمس:
-1الطابع الجمهوري للدولة،
-2النظام الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية،
-3الطابع االجتماعي للدولة،
-4اإلسالم باعتباره دين الدولة،
-5العربية باعتبارها اللغة الوطنية والرسمية،
-6تمازيغت كلغة وطنية ورسمية،
-7الحريات األساسية وحقوق اإلنسان والمواطن،
-8سالمة التراب الوطني ووحدته،
-9العلم الوطني والنشيد الوطني باعتبارهما من رموز ثورة نوفمبر 1954المجيدة والجمهورية واألمة،
امواثيق ،اداة هومه ،الجزائر ،2009 ،ص .9 الصاةيخي للّال الجزائري الحّيث مؤسسا -1عبّ الحميّ زازا ،المراجاا
الّسصوةي في الجزائر بين الجمواد اادااعي الصغيير ،مذكر لنيل شاااد الماجسصير في الحقوق ،تخاص -2زهر حويش ،الصاّيال
القانون الّسصوةي ،كلي الحقوق االالو السياسي ،جاما الحاج لخضر ،باتن ،السن الجامعي ،2014-2013ص .155
الصاّيل الّسصوةي في الجزائر ،مذكر من أجل الحاول على شاااد الماجسصير في القانون ،فرع الّال -3اليّ محمّ باي ،تطبيقا
الامومي ،كلي الحقوق ،جاما الجزائر ،السن الجامعي ،2012-2011ص .43 االمؤسسا
- 208 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-10عدم جواز تولي أكثر من عهدتين رئاسيتين متتاليتين أو منفصلتين ومدة كل عهدة خمس ()5
سنوات".1
اعليه ،فإنه يمنع المساس باذه المباادئ عن طريق أي تاّيل ادسصوةي ،افي حال الصاّي على
هذه الثوابت بالصاّيل أا الصغيير فإن ذلك ياصبر ترًقا للمكان السامي الصي يحصلاا الّسصوة ،االذي من
الشاب االمجصمع ،لاذا فإن المساس بمضمون هذه المااد الّسصوةي ياصبر ماامه األساسي حماي توجاا
تاّيا على أحكا الّسصوة.2
ً
ثانيا -القيود المستمدة من النصوص الدولية :الظروف االستثنائية قيد مؤقت على حرية التنقل :في
يكون لحري الصنقل حماي كبير ،حيث ال يصم تقييّ هذه الحري الظراف الااادي الصي تميز حيا المجصماا
إال بموجب القوانين المنظم للصنقل االحرك ،االصي تاّف إلى ضمان السالم ااألمن لألفرااد أثناء
مماةسصام لاذه الحري ،ابالنصيج فإن هذه األتير ال تشكل أي نوع من الخطر أا الصاّيّ لألمن االنظا
االسصثنائي تصارض هذه الحري للصقييّ الكبير ،اذلك بغرض الاا للّال ،إال أنه تالل باض الفص ار
حماي سالم الّال االمجصمع.3
الاام إال إذا تم اسصصباب في ظل الظراف االسصثنائي ال يمكن ضمان مماةس الحقوق االحريا
النظا الاا االسير المنصظم للمرافق الاام ،اهذا ال يكون إال من تالل الصقييّ المؤقت الذي يطال هذه
اسصثناء يراد على تطبيق قواعّ القانون الاا ،حيث
ً الحقوق االحريا .اتمثل نظري الظراف االسصثنائي
تامل على توسيع قواعّ المشراعي الااادي ،امنح اتصاااا ااسا للسلطا اإلاداةي ،األمر الذي
تطر على الحقوق االحريا .4
يشكل ًا
اهذا ما نات عليه المااد 4من الااّ الّالي المصالق بالحقوق المّني االسياسي ،االصي جاء
فياا " :في حاالت الطوارئ االستثنائية التي تهدد حياة األمة ،والمعلن قيامها رسميا ،يجوز للدول
األطراف في هذا العهد أن تتخذ في أضيق الحدود التي يتطلبها الوضع ،تدابير ال تتقيد بااللتزامات
المترتبة عليها بمقتضى هذا العهد.1"...
على الرغم من أن المؤسس الّسصوةي لم ينص اراح على سلط تاليق باض األحكا الواةاد
في الّسصوة ،إال أن باض الفقه يرى أنه بمجراد إعالن حال الظراف االسصثنائي يؤادي ذلك إلى اقف
الاام .2 الامل بباض أحكامه امناا األحكا المصالق بالحريا
الطواةئ هو ضمان مبّأ الحكام إن الغاي من اضع ماايير ادالي للظراف االسصثنائي احاال
األمني من أجل تجااز هذه الظراف ،حيث تلجأ باض الّال بمناسبصاا إلى الخراج عن الشرعي
الاام لألفرااد.3 الّسصوةي ،من تالل تاطيل الحيا النيابي اتضييق مماةس الحقوق االحريا
لاذا يجب تاريف فكر الظراف االسصثنائي ( ،)1اشرح األساس القانوني لصقييّ حري الصنقل في
أتير نطاق تأثير الظراف االسصثنائي على حري الصنقل (.)3
ظل هذه الظراف ( ،)2ا ًا
-1تعريف نظرية الظروف االستثنائية :الظراف االسصثنائي هي نظري قضائي من ابصكاة مجلس الّال
اإلاداةي الصحرة مؤقصًا من قواعّ المشراعي الااادي الفرنسي ،فاو الذي اضع أسساا بما يسمح للسلطا
اهذا بالقّة الالز لمواجا تلك الظراف ،كما ساهم الفقه بشكل كبير في تأايل اشرح هذه النظري ،
اذلك على النحو اآلتي:
أ -موقف القاضي اإلداري من تعريف الظروف االستثنائية :اضع مجلس الّال الفرنسي أسس هذه
النظري بمناسب الحرب الاالمي األالى ،الاذا سميت في أال األمر " نظرية سلطات الحرب والظروف
األترى الصي يابح االستثنائية" ،4لكنه لم يقار تطبيقاا عنّ ظراف الحرب بل سحباا إلى الحاال
ماّادا كحال عّ االسصقراة السياسي باّ حراب االسصقالل ،5الصاّيّ باإلضراب
ً فياا األمن االنظا الاا
الاا ،6االكواةث الطبيعي .7
-1المااد 4من الااّ الّالي الخاص بالحقوق المّني االسياسي ،مرجع سابق.
-2أاديب إبراهيم حاةث " ،الظروف االستثنائية وأثرها في الحريات الشخصية" ،مجل الرافّين للحقوق ،المجلّ ،09الاّاد ،31
،2007ص ص .259-258
-3يوسف البحيري " ،تدابير حالة الطوارئ لمكافحة جائحة فيروس كورونا والحريات العامة" ،مجل كلي القانون الكويصي الاالمي ،
الاّاد ( 06ملحق تاص) ،يونيو ،2020ص .414
-4سليمان الطمااي ،النظري الاام للق ار اة اإلاداةي مرجع سابق ،ص .122
5
- T.C, 18 avril 1952, dame de la Murettre, R.D.P, 1952, p 757, note Marcel WALINE.
6
- C.E ,18 avril 1947, Jarrigion, S, 1948.3, p 33, note Jean RIVERO
7
- C.E, 18 mai 1983, Félix Rodes, A.J.D.A, 1984, P 44.
- 210 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
على الرغم من أن القضاء اإلاداةي هو من ابصكر نظري الظراف االسصثنائي ،اهو من كان له
الّاة الكبير في بلوةتاا من تالل ق ارةين شايرين لمجلس الّال الفرنسي ،1إال أنه لم يقم بوضع تاريف
محّاد لاذه النظري أا تبيان حالصاا أا اضع معياة عا لاا ،االسبب في ذلك كما أشاة إلى ذلك مفوض
الحكوم لّى مجلس الّال السيّ Letourneurفي تقريره المصالق بقضي Laugierيكمن في أن
الظراف االسصثنائي هي فكر غير محّاد ،اال يمكن تاريفاا ،اهي تخصلف من حال إلى أترى.2
الال السبب في إحجا القاضي اإلاداةي عن تاريف الظراف االسصثنائي ،ةاجع إلى مران الفكر
الصي تواجااا الّال ،كما أن الطابع الصقني لاا فرض إذ يمكناا أن تسصوعب اوة مصاّاد من األزما
المسبق ،حصى تبقى له حري ااسا في تقّير مّى اجواد على القاضي اإلاداةي االبصاااد عن الصاريفا
الظرف االسصثنائي ،إضاف إلى أنه لو اضع تار ًيفا محًّادا لصقيّ به ،مما سيؤثر على قضائه في المسصقبل
بما يؤادي إلى جمواد أحكامه في حين أن فكر الظراف االسصثنائي هي فكر ااسا امرن .3
طبقت المحكم اإلاداةي الاليا الماري نظري الظراف االسصثنائي في الاّيّ من أحكاماا لال
أشارها حكماا المؤةخ في 14أفريل 1962الذي جاء فيه...":إن النصوص التشريعية إنما وضعت
لتحكم الظروف العادية ،فإذا طرأت ظروف استثنائية ،ثم أجبرت اإلدارة على تطبيق النصوص العادية،
فإن ذلك يؤدي حتما إلى نتائج غير مستساغة تتعارض حتى ونية واضعي تلك النصوص العادية،
ومادام أنه ال يوجد فيها نص على ما وجب إجراؤه في حالة الخطر العاجل ،تعين عندئذ تمكين السلطة
اإلدارية من اتخاذ اإلجراءات الفاصلة التي تعمل لغاية سوى المصلحة العامة دون غيرها".4
أما بالنسب للقضاء اإلاداةي الجزائري فاو اآلتر لم يقّ تار ًيفا لاذه النظري بل أشاة إلياا فقط
على اعصباةها من انع القضاء ،اكان ذلك في القضي الصي فالت فياا الغرف اإلاداةي بالمجلس األعلى
الفالحي اازير الفالح ااإلاالح الزةاعي ،5تصلخص بين الانّاق المركزي إلعااد تأمين الصااضّيا
1
- C.E, 30 mars 1916, Compagnie général d’éclairage de Bordeaux, G.A.J.A, op.cit, n°30, p 183. R.D.P, 1916, p
206; C.E ,28 juin, Heyriès, G.A.J.A, op.cit, n°31, p 192. S, 1922.3, p 49, note Maurice HAURIOU.
2
- C.E, Ass, 16 avril 1948, Laugier, Rec. C.E, p 161. S, 1948.3, p 36, conclusions Letourteur.
-3حمز نقاش ،الظراف االسصثنائي االرقاب القضائي ،مذكر لنيل شاااد الماجسصير في القانون الاا ،فرع اإلاداة الاام اإقليمي
القانون ،كلي الحقوق االالو السياسي ،جاما منصوةي ،قسنطين ،2011 ،ص .15
-4المحكم اإلاداةي الاليا ،حكم مؤةخ في 14أفريل ،1962السن 7قضائي ،ص ،601ذكره سليمان الطمااي ،النظري الاام
للق ار اة اإلاداةي ،مرجع سابق ،ص.129
5
-C.S Cham. Adm, 20 janvier 1967, CCRMA c/Ministre de l’agriculture et de la réforme agraire, R.A.J.A,
BOUCHAHDA Hamid et KHELLOUFI Rachid, O.P.U, 1985, p 18 et suite.
- 211 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
اقائااا في أنه بصاةيخ 16أكصوبر 1963قا ازير الفالح ااإلاالح الزةاعي بإاّاة قراة يقضي بحل
الفالحي ااضع الانّاق تحت تارف الّال ، مجلس إاداة الانّاق المركزي إلعااد تأمين الصااضّيا
اباّ أن قا الانّاق بالطان في هذا القراة بّعوى اإللغاء أما المجلس األعلى قا هذا األتير بإلغاء
ماّة قضائي اليس لاا مجال للصطبيق سوى قراة الوزير ،إذ اعصبر أن نظري الظراف االسصثنائي ذا
بالنسب للق ار اة الااادة تالل فصر الحرب.
ب -التعريف الفقهي :اعصبر الفقيه André DE LAUBADÈREبأن نظري الظراف االسصثنائي هي
اإلاداةي الصي تاصبر غير مشراع في بناء قانوني اضاه مجلس الّال الفرنسي ،بمقصضاه فإن الق ار اة
نظر ألناا تابح ضراةي لحماي
مشراع في باض الظراف ًا الظراف الااادي يمكن أن تابح ق ار اة
النظا الاا اسير المرافق الاام ،فالمشراعي الااادي تحل محلاا في مثل هذه الظراف مشراعي
اإلاداة بشكل كبير.1 اسصثنائي االصي من تاللاا تصوسع سلطا
أما الفقيه Jean WALINEفذهب إلى القول بأن مجلس الّال سمح لإلاداة أن تصحرة من
الااادة تالل هذه المرحل يجب أال تكون بمازل القوانين عنّما تواجااا ظراف اسصثنائي ،لكن الق ار اة
عن الخضوع للقانون ،بل تخضع لقواعّ أترى مخصلف عن القواعّ المطبق في الظراف الااادي ،اعليه
فاو يرى في الظراف االسصثنائي بأناا األاضاع الفالي الصي تؤادي إلى نصيجصين :اقف الامل بالقواعّ
الااادي اتجاه اإلاداة ،اتطبيق مشراعي تاا باذه الظراف يقو القاضي بصحّيّ مقصضياتاا.2
ايقصرب من ذلك تاريف األسصاذ سليمان الطماوي حيث يقول ":أن بعض الق اررات اإلدارية غير
المشروعة في الظروف العادية ،يعتبرها القضاء مشروعة إذا ما تبث أنها ضرورية لحماية النظام العام
أو لتأمين سير المرافق العامة بسبب حدوث ظروف استثنائية ،وهكذا تتحلل اإلدارة مؤقتا من قيود
المشروعية العامة لتتمتع باختصاص واسع لم يرد به نص".3
أن المقاواد بصابير الظراف االسصثنائي هي تلك األحكا يصضح من تالل هذه الصاريفا
على الصي ابصكرها القضاء اإلاداةي ،بحيث تاصبر منف ًذا لصخفيف القيواد الصي تفرضاا الصشرياا االوضعيا
اإلاداة ،االصي تحّ من قّةتاا على الصارف إذا ااجاصاا ظراف اسصثنائي تصطلب الصحلل من تشرياا
1
- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET , op.cit, p 586.
2
- Jean WALINE, op.cit, p 346.
-3سليمان الطمااي ،النظري الاام للق ار اة اإلاداةي ،مرجع سابق ،ص .121
- 212 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الاام ،الكصاب األال ،مرجع سابق ،ص ص .236-235 -1محمّ ماهر أبو الاينين ،الحقوق االحريا
-2حسين جميل " ،حقوق اإلنسان في الوطن العربي :المعوقات والممارسة" ،مجل المسصقبل الاربي ،بيرا ،الاّاد ،26نيسان
،1983ص .141
-3محمّ شوقي ماطفى الجرف ،الحري الشخاي احرم الحيا الخاا ،ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه ،كلي الحقوق ،جاما
اإلسكنّةي ،1990 ،ص .182
-4محمّ بكر حسين ،مرجع سابق ،ص .22
- 213 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
االنظا الاموميين ،اأن تكون مصناسب مع الخطر القائم ،ابالقّة الالز لمواجاصه ،اذلك كله تحت ةقاب
القاضي اإلاداةي.1
المقيّ لحري الصنقل في إطاة تطبيق أكّ المجلس الّسصوةي الفرنسي على ادسصوةي اإلجراءا
مؤقص من الناحي الزمني ،كما أناا حال الطواةئ ،حيث اسصنّ في ذلك إلى فكر أن هذه اإلجراءا
محاوة فقط بنطاق جغرافي محّاد تطبق فيه ،ااألهم من ذلك كله تضوعاا لرقاب القاضي اإلاداةي من
المقيّ ناحي مشراعيصاا اكذا امالءمصاا ،2فاذا األتير يقو بّةاس ادقيق لمارف ما إذا كانت اإلجراءا
فنظر للظراف االسصثنائي في الزمان االمكان الصي شكلاا
ًا لحري الصنقل ضراةي لحماي النظا الاا ،
ثوةان بركان La Soufrièreكان بإمكان المحافظ أن يلجأ إلى منع الصنقل في القطاع الجغرافي المارض
للخطر.3
-3نطاق تأثير الظروف االستثنائية على حرية التنقل :يظار تأثير الظراف االسصثنائي على حري
القانوني الصي يقرها الضبط اإلاداةي عبر اآلليا الصي تصخذها سلطا الصنقل من تالل مخصلف اإلجراءا
الّسصوة االصشريع ،االصي يمكن حارها في الصقييّ المصرتب على تطبيق حال الطواةئ ،تقييّ حري الصنقل
أتير الصقييّ المصرتب على تطبيق حال الطواةئ الاحي ،اذلك كاآلتي:
في إطاة محاةب اإلةهاب ،ا ًا
أ -تقييد حرية التنقل في إطار تطبيق حالة الطوارئ :منح المشرع الفرنسي من تالل القانون ةقم -55
الضبط اإلاداةي االتصااص بصقييّ حري تنقل األفرااد أا المركبا 385المصالق بحال الطواةئ سلطا
في األماكن االمواقيت المحّاد ،اهذا باّف حماي األمن االنظا الاموميين ،4الاذا فقّ اعصبر القاضي
اإلاداةي أن إعالن حال الطواةئ شار نوفمبر 2005ال يمكن اعصباةه غير قانوني بشكل ااضح ،اذلك
بالنظر إلى حال الانف الذي شاّته باض المّن االضواحي في تلك الفصر .5
المرتبط بحّاث كواةث طبيعي ،مثل الزالزل كما يمكن تقييّ مماةس حري الصنقل في الحاال
هو حماي األمن الاا الضبط اإلاداةي في هذه الحاال االبراكين االفيضانا ،حيث يكون هّف سلطا
للسكان من تالل تجنيبام الصواجّ في محيط حّاث الكاةث الطبيعي أا مناام من الصنقل إلى تلك األماكن
الاام (ادةاس مقاةن ) ،اداة الناض الاربي ، -1عاام ةمضان مرسي ،الصنظيم القانوني لحال الطواةئ اأثره في الحقوق االحريا
القاهر ،2015 ،ص .177
2
- Julien BONNET, Agnès ROBLOT-TROIZIER, « Droits fondamentaux et libertés publiques », Les
Nouveaux Cahiers du Conseil constitutionnel, n° 52, 2016/3, p 78.
-3أحمّ سليم سعيفان " ،قراءة نظرية في وضع الحريات العامة في ظل الظروف االستثنائية" ،مرجع سابق ،ص ص .158-157
4
- C.E, 25 juillet 1985, n° 68751, Dagostini, Rec. C.E, 1985, p 226
5
- C.E, ord, 9 décembre 2005, n° 287777, Allouache, Rec. C.E, 2005, p 562.
- 214 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أا حصى القيا بصرحيلام من تلك المناطق إن اسصلز األمر ذلك .في هذا اإلطاة أاّة االي االي بجاي
الناةي اتنقل الراجلين في الطريق المؤادي االّةجا قراة االئي يصضمن منع حرك مراة جميع المركبا
إلى منطق "رأس كاربون "Cap Carbonامنطق "زيڤواد ،"Les Aiguadesاهذا إلى غاي عواد الوضع
إلى حالصه الطبيعي ازاال كل عوامل الخطر باّ الزلزال الذي ضرب االي بجاي يومي 19ا 25ماةس
.2021
13نوفمبر 2015في الااام باةيس ب -تقييد حرية التنقل في إطار محاربة اإلرهاب :نصيج لاجما
تم اإلعالن عن تفايل تطبيق قانون حال الطواةئ لمواجا الخطر اإلةهابي ،1ابناء على هذا القانون
ً
يمكن لسلطا الضبط اإلاداةي المخصا تقييّ حري الصنقل عن طريق إجراء الوضع تحت اإلقام
الضبطي المقيّ لاذه الحري . الجبري ،االذي ياصبر من بين أقاى اإلجراءا
تم الطان في هذا اإلجراء الضبطي الجّيّ المسصحّث بموجب القانون ةقم 1501-2015
المذكوة أعاله ،أما المجلس الّسصوةي عن طريق آلي مسأل األالوي الّسصوةي ،بذةيا انصااكه الخطير
لحري أساسي مضمون بموجب الّسصوة اهي حري الصنقل ،لكن المجلس الّسصوةي قضى بّسصوةي
الصّابير الجّيّ المقيّ لاذه الحري ،اعلى اجه الخاوص قراة الوضع تحت اإلقام الجبري .2
جّيّا على حري الصنقل ضمن قانون األمن الّاتلي ،اهذا في
ً قيّا
كما كرس المشرع الفرنسي ً
إطاة سياسصه لمحاةب اإلةهاب ،حيث سمح الصاّيل الذي جاء به القانون ةقم 1353-2014المصالق
بصازيز الصّابير المصالق بمكافح اإلةهاب للسلط اإلاداةي المخصا أن تمنع تنقل المواطن إلى تاةج
اإلقليم ،عنّما تصوافر أسباب جّي تّعو إلى االعصقااد بأنه ينوي السفر إلى الخاةج باّف المشاةك في
إةهابي في الخاةج ضمن شراط تقواد إلى ترجيح مساسه إةهابي ،أا الصنقل إلى مسرح عمليا نشاطا
بالنظا الاا عنّ عوادته إلى اإلقليم الفرنسي.3
في األتير ،سمح القانون ةقم 1510-2017المصالق بصازيز األمن الّاتلي امكافح اإلةهاب
الضبط اإلاداةي المخصا بإقام محيط حماي لمّ شار يصم فيه تنظيم تنقل األفرااد ،بحيث تكون لسلطا
1
- Loi n° 2015-1501, du 20 novembre 2015, prorogeant l'application de la loi n° 55-385 du 3 avril 1955 relative
à l'état d'urgence et renforçant l'efficacité de ses dispositions, JORF n° 0270, du 21 novembre 2015.
2
- C.C, décision n° 2015-527, QPC du 22 décembre 2015, M. Cédric (Assignation à résidence dans le cadre de
l’état d’urgence), JORF n° 0299, du 26 décembre 2015.
3
- Loi n° 2014-1353, du 13 novembre 2014, renforçant les dispositions relatives à la lutte contre le terrorisme,
JORF n° 0263, du 14 novembre 2014.
- 215 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
مماةس حري الصنقل تاضا لقيواد كبير ،اهذا من أجل حماي مكان ماين أا حّث ما مارض لصاّيّ
تطر إةهابي.1
أيضا من تالل قانون 30أكصوبر 2017المذكوة أعاله ،الاّيّ من تّابير
كرس المشرع الفرنسي ً
الضبط اإلاداةي المخصا تقييّ حري تنقل كل شخص الرقاب اإلاداةي لحري الصنقل ،حيث يمكن لسلطا
اعصياادي مع أفرااد أا تطير على األمن االنظا الاموميين ،ايّتل في عالقا
ًا تاّيّا
ً يشكل سلوكه
تحرض أا تسال أا تشاةك في أعمال إةهابي أا نشر ةسائل تشجع على اةتكاب أعمال إةهابي منظما
أا تّافع عناا ،حيث يصم تقييّ حري تنقل الشخص الماني ضمن محيط جغرافي محّاد ،االصزامه بالقيا
برقاب إاداةي اداةي أما أجاز األمن مع إتضاعه للمراقب اإللكصراني ،2الصي تجال من الممكن تحّيّ
بشكل مباشر .اةغم ما ينطوي عليه هذا اإلجراء من مساس الموقع الجغرافي اتصبع تنقل األفرااد االمركبا
بحري الصنقل إال أن المجلس الّسصوةي ةأى بأنه ال ينصاك هذه الحري ،ابالصالي قضى بّسصوةيصه.3
كبير في عّاد القضايا الصي عالجاا منذ إقراة حال في هذا اإلطاة ،سجل القضاء اإلاداةي تز ً
ايّا ًا
الطبيا الطواةئ سن ،2015اكانت أغلباا تصالق بالصّابير الصي تاّف إلى مكافح األعمال ذا
اإلةهابي .4
من تالل هذه الصرسان القانوني يصبين مّى الصقييّ الكبير الذي كرسه المشرع على حري الصنقل
في إطاة محاةب الظاهر اإلةهابي ،حيث عالج هذا الصاّيّ من تالل مقاةب أمني تسصاّف حرمان
إلى المنع الكلي من مماةس هذه الحري ، األفرااد من مماةس حري الصنقل ،االصي تال في باض الحاال
كما في حال المنع اإلاداةي من الصنقل إلى تاةج اإلقليم اكذا الوضع تحت اإلقام الجبري .
ج -تقييد حرية التنقل في ظل فترة الطوارئ الصحية :في سياق مواجا انصشاة فيراس كوةانا (كوفيد-
الصي تقيّ بموجباا حري تنقل األفرااد من تالل إغالق ،)19فرضت كل الّال تقر ًيبا جمل من اإلجراءا
الحّااد اتاطيل اسائل الصنقل إلى تاةج اإلقليم الوطني ،افرض نظا الحجر الاحي الذي ياصبر من
1
- Loi n° 2017-1510, du 30 octobre 2017, renforçant la sécurité intérieure et la lutte contre le terrorisme, JORF
n° 0255, du 31 octobre 2017.
2
- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 19.
3
- C.C, décision n° 2005-532, DC du 19 janvier 2006, loi relative à la lutte contre le terrorisme et portant
dispositions diverses relatives à la sécurité et aux contrôles frontaliers, JORF n° 20, du 24 janvier 2006.
4
- Stéphanie HENNETTE-VAUCHEZ, Maria KALOGIROU, Nicolas KLAUSSER, Cédric ROULHAC, Serge
& SLAMA, Vincent SOUTY, Ce que le contentieux administratif révèle de l’état d’urgence « Cultures
Conflits », L’Harmattan, n° 112, 2018/4, pp 35 et suite.
- 216 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أكثر الوسائل نجاع للحّ من انصشاة األمراض الوبائي ،االذي بموجبه يمنع على أي شخص الصنقل إلى
المناطق الصي ينصشر فياا الوباء ،كما يمنع على من يقيم في تلك المناطق الخراج مناا.1
أاّة الوزير األال المرسو الصنفيذي ةقم ،70-20االذي نات المااد األالى فقر 02منه
على ":ترمي هذه التدابير التكميلية إلى وضع أنظمة للحجر ،وتقييد الحركة ،وتأطير األنشطة التجارية
وتمويل المواطنين ،وقواعد التباعد وكذا كيفيات تعبئة المواطنين لمساهمتهم في الجهد الوطني للوقاية
ابناء على هذا النص الصنظيمي اّة
ً من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد )19ومكافحته"،2
القر اة الضبطي الوالئي تصضمن منع الصنقل اداتل المحيط الحضري ،اما بين
مجموع كبير من ا
البلّيا ،منع الصنقل إلى الشواطئ ،منع الصنقل إلى الغابا ،منع الصنقل إلى المقابر تالل األعيااد
الّيني .3
النظا إن الاّف من هذا المرسو الصنفيذي هو حماي اح المواطنين باعصباةها من أهم مكونا
الضبط اإلاداةي على حمايصه ،اذلك من تالل مخصلف تّابير الضبط الاا الذي تسار سلطا
االسصاجالي الرامي لحماي اح المواطنين من هذا الفيراس ،4االصي تاّف باف أساسي إلى تقييّ
الاام ال سيما حري الصنقل .5اعليه يمكن تكييف حال الطواةئ الاحي على مماةس باض الحريا
أناا نظا قانوني اسصثنائي قائم على فكر اجواد مرض ابائي شّيّ الاّاى ،ينطوي على تاّيّ الاح
الاام للمواطنين ،مما يسصّعي اتخااد تّابير اسصاجالي تضمن سالم ااح األفرااد.6
الاام إن السوابق القضائي في هذا المجال ،تجال من الممكن القول أنه من بين أكثر الحريا
الصي تصأثر بالخراج عن مشراعي الحال الااادي إلى مشراعي الحال االسصثنائي هي حري الصنقل،
ابالصالي فإن الظراف المرتبط باالنصشاة الرهيب لفيراس كوةانا (كوفيد )19-تكشف أن جميع الّال
-1بلقاسم مخلط ،أحمّ بن غربي " ،حالة الطوارئ الصحية لمجابهة فيروس كورونا وأثرها على حقوق اإلنسان" ،مجل حقوق
الاام ،المجلّ ،06الاّاد ( 01تاص) ،2021 ،ص .146 اإلنسان االحريا
-2مرسو تنفيذي ةقم ،70-20مرجع سابق.
-3أنظر الملحق رقم 06ص ص .628-627
-4سي محمّ الحيان " ،قراءة في القانون المنظم لحالة الطوارئ الصحية بالمغرب" ،مقال ضمن مؤلف جماعي موسو ب" :اآلثار
القانوني ،الاّاد ( 11عّاد تاص) ،2020 ،ص ص .125-124 القانونية للظروف الطارئة" ،مجل مسا اة في األبحاث االّةاسا
-5أحسن غربي " ،دور الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فيروس كورونا بالجزائر" ،مجل كلي القانون الكويصي الاالمي ،
ملحق تاص ،الاّاد ،06يونيو ،2020ص .633
-6سناء بن مساواد " ،آثار حالة الطوارئ الصحية على مبدأ الشرعية القانونية" ،مقال ضمن مؤلف جماعي موسو ب " :اآلثار
القانونية للظروف الطارئة" ،مرجع سابق ،ص .190
- 217 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
فرضت مجموع كبير من القيواد على مماةس حري الصنقل بجميع اوةها ،مع مراعا الحّ األادنى المبرة
تاضا لرقاب القاضي اإلاداةي ،حيث لمماةس هذه الحري ،1على أن تكون هذه الصّابير ااإلجراءا
يجوز الطان فياا من حيث مّى توافر الظرف االسصثنائي اشراط تطبيقه ،بحيث إذا تخلف شرط من
شراط تطبيق نظري الظراف االسصثنائي يصم إلغاء الق ار اة غير المشراع .2
يظار هذا بالنسب للقضاء اإلاداةي الفرنسي ،فقّ فرض القاضي اإلاداةي ةقابصه على الصّابير
المصخذ في إطاة حال الطواةئ الاحي لمواجا انصشاة فيراس كوةانا ،حيث أقر بالطبيا اإلاداةي
عنّ الخراج إلى الشواةع ،ابالنصيج لقراة ةئيس بلّي Strasbourgالمصضمن فرض اةتّاء الكماما
فحص مشراعي هذا القراة من ناحي ما يصضمنه من تقييّ لحري الصنقل من جا ،امن جا أترى
اإلاداةي المركزي فقط ،الاذا انصاى إلى األمر اتصااص ةئيس البلّي في مماةس ماا تاواد للسلطا
بوقف تنفيذ قراة ةئيس البلّي .3
في السياق ذاته ،طالبت نقاب األطباء الشباب من القاضي اإلاداةي االسصاجالي لمجلس الّال
إاّاة أمر للوزير األال من أجل إعالن حجر احي شامل ،يصضمن منع الصنقل االخراج من المنازل إال
الضبط الاام .أجاب القاضي اإلاداةي بأن سلطا بموجب ةتا ،اكذا توقيف اسائل الموااال
الاام كحري الصنقل بشرط أن تكون اإلاداةي لاا أن تصخذ كل الصّابير الصي تقيّ من مماةس الحريا
مصناسب مع الاّف المصمثل في حماي الاح الامومي ،ابالنصيج ةفض إاّاة أمر للحكوم من أجل
تطبيق الحجر الاحي الشامل ،لكن بالمقابل أمر الحكوم بصحّيّ نطاق اإلعفاء من تطبيق الحجر
المنزلي ألسباب احي ،اإعااد تكييف إجراء الصنقل قاير المّى بجواة مقر السكن.4
لكن مران القاضي اإلاداةي في الصاامل مع مخصلف تّابير الضبط اإلاداةي المصالق بمواجا
فيراس كوةانا(كوفيد ،)19-تظار من تالل األمر الااادة عن مجلس الّال بصاةيخ الفاتح من أفريل
1
- Youssef GORRAM, « Les applications de la théorie des circonstances exceptionnelles dans la
jurisprudence administrative », livre collectif, publication du Centre Takamul pour les études et la recherche,
2020, p 391.
-2محمّ عوض فرج ،اداة قضاء المشراعي في الحّ من سلط اإلاداة الصقّيري ادةاس مقاةن ،اداة الناض الاربي ،القاهر ،2020 ،
ص .62
3
-T.A de Strasbourg, ord, du 25 mai 2020, n° 2003058, Simon, disponible sur le site: http://strasbourg.tribunal-
administratif.fr/content/download/171091/1705849/version/1/file/2003058-1.pdf, consulté le 21 avril 2021, à
20:00.
4
- C.E, ord, 22 mars 2020, n° 439674, Syndicat Jeunes Médecins, disponible sur le site: https://www.conseil-
etat.fr/content/download/154911/document/439674%20%20ordonnance%20du%2022%20mars%202020.pdf
consulté le 22 avril 2021, à 16:00.
- 218 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
،2021حيث ةفع السيّ ) (A.Bادعوى اسصاجالي يطالب فياا بوقف تنفيذ المرسو ةقم 296-2021
تاواا
ً المؤةخ في 19ماةس 2021الذي يحّاد الصّابير الاام الضراةي لمواجا جائح كوفيّ ،19
فيما يصالق بصطبيق الحجر الاحي المنزلي اةتا الصنقل االسصثنائي ،اهذا على أساس االنصااك الخطير
لحري الصنقل ،من ناحي أن األحكا المطاون فياا تطبق بشكل عا اادان تمييز بين األفرااد الذين تلقوا
اللقاح اغير الملقحين.
لم ينكر مجلس الّال أن اللقاح يشكل أادا حماي فاال لمواجا الوباء ،لكن هذه الفاالي غير
المصحوة من الفيراس ،حيث يمكن لألفرااد الذين تم تطعيمام أن ينقلوا الاّاى، مؤكّ بالنسب للسالال
تقييّ حري الصنقل ال يمكن _في ضوء األهّاف المنشواد _ اعصباةها غير مصناسب .1 ابالصالي فإن إجراءا
إعااد فصح الحّااد بين الّال ،ظار على الاايّ الاملي إجراء الصرتيص امع بّاي إجراءا
بالخراج كآلي لصمكين المواطن من السفر إلى الخاةج ،2ففي فرنسا اّة مرسو 30جانفي 2021فرض
على األفرااد الذين يرغبون في السفر االصنقل بين فرنسا االّال األترى تاةج االتحااد األاةابي اكذلك من
احي أا الفرنسي اةاء البحاة ،الحاول على ترتيص للسفر مؤسس على مبر اة اإلى المقاطاا
ماني ال يمكن تأجيلاا.
تم الطان في هذا المرسو من طرف االتحااد الفرنسي لألجانب ،اقّ أجاب القاضي اإلاداةي
االسصاجالي بأن الصّابير الصي جاء باا هذا المرسو تنطوي على انصااك جسيم لحري الصنقل ،االحق في
حيا عائلي عاادي بالنسب للمواطنين المقيمين تاةج فرنسا ،حيث ال يوجّ ما يبرة هذا اإلجراء على
أساس أن المخاطر الاحي أكبر بالنسب للصنقل بين الّال األاةابي حيث الوضع الاحي أكثر تطوة ،
ال سيما مع ظاوة أنواع جّيّ لفيراس كوةانا ،اةغم ذلك فال توجّ قيواد للسفر بين هذه الّال .انصاى
1
- C.E, ord, 1er avril 2021, M.B, n° 450956, disponible sur le site:
https://www.conseil-etat.fr/Media/actualites/documents/2021/03-mars/450956.pdf, consulté le 21 avril 2021, à
20:00.
-2اهو ما تم تطبيقه في الجزائر ،ةغم أن المرسو الصنفيذي ةقم 69-20اجميع المراسيم الصنفيذي الملحق به لم تنص على إجراء
الطيران اكذا ماالح شرط الحّااد على مسصوى المنافذ الحّاادي الصرتيص بالسفر إلى الخاةج ،لكن من الناحي الاملي فإن شركا
االمطا اة تطلبه ،أنظر مقال بانوان :ترخيص بالخروج...شرط جديد لمغادرة الجزائريين نحو فرسا ،جريّ الحواة ،الاّاد 14 ،2930
ماةس ،2021منشوة على موقع:
https://www.elhiwardz.com/event/195301/
تاريخ وزمن التصفُّح 22 :أفريل ،2020الساعة .17:00
- 219 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
القاضي اإلاداةي إلى األمر بصوقيف تنفيذ الصّابير الصي نص علياا مرسو 30جانفي 2021بخاوص
منع ادتول الفرنسيين من ادال تاةج االتحااد األاةابي إلى فرنسا.1
من هذا المنطلق ،يظار الّاة الكبير الذي يجب أن يصمصع به القاضي اإلاداةي االسصاجالي في
إطاة مباادئ الاّال بمفاوماا الواسع ،األمر الذي يسصوجب منه القيا بّاة إيجابي في حماي الحريا
األفرااد الخاا بضمان مماةسصام لحري الصنقل ،مع مراعا الاام ،اذلك من تالل االسصجاب لمصطلبا
ضمان حماي الاح الامومي اداتل المجصمع.2
بالنسب لرقاب ادسصوةي حال الطواةئ الاحي ،فقّ أكّ المجلس الّسصوةي الفرنسي مر أترى اداةه
الّسصوةي ،االحرص على عّ الصااةض بين المالح االجصااادي باعصباةه ضامن للحقوق االحريا
القيم الّسصوةي ،3في هذا اإلطاة جاء ق ارةه المؤةخ في 11ماي 2020 الاام احماي األهّاف ذا
مؤكّا على حق المشرع في تنظيم مماةس حري الصنقل تالل فصر الطواةئ الاحي ،إذ أن الّسصوة ال
ً
يسصباّ قيا المشرع بصنظيم حال الطواةئ الاحي ،من أجل ضمان الصوفيق بين الاّف ذا القيم
الماصرف باا الّسصوةي لحماي الاح الامومي من جا ،امن جا أترى احص ار الحقوق االحريا
الحري الشخاي .4 لجميع المقيمين على أةاضي الجماوةي ،امن بيناا حري الصنقل باعصباةها من مكونا
المصخذ من طرف السلطا أما في الجزائر ،فاناك من يرى بأنه يجب اإلقراة بقانوني اإلجراءا
اتاواا الحجر الاحي ،ةغم أناا تصااةض مع مضمون المااد 49من الّسصوة الصي تسصلز
ً الامومي
بأن تكون السلط القضائي هي ااحب االتصااص في تقييّ مماةس حري الصنقل ،بينما في هذه الحال
اإلاداةي في تم تطبيق تّابير الحجر الاحي بموجب مرسو تنفيذي ،لكن يمكن القول أن تّتل السلطا
ظل الظرف الاحي االسصثنائي الذي مر به البالاد هو تّتل أايل ،يّتل ضمن اتصااااتاا في
1
- C.E, ord, 12 mars 2021, n° 449743 et 448930, disponible sur le site :
https://www.conseil-etat.fr/Media/actualites/documents/2021/03-mars/449743-449830.pdf, consulté le 22 avril
2021, à 17:00.
-2عبّ الواحّ القرشي " ،مبدأ المشروعية اإلدارية إبان حالة الطوارئ الصحية" ،مؤلف جماعي موسو ب " :حالة الطوارئ الصحية:
مركز تكامل التدابير القانونية واالقتصادية والسياسية وأبعادها" ،سلسل توثيق أعمال كصبت في زمن كوةانا فيراس ،منشو اة
ااألبحاث ،2020 ،ص .373 للّةاسا
3
- Abdelmalek EL QUAZZANI, « État d’exception, état d’urgence, état de siège : quelles implication pour
les droits fondamentaux ?», livre collectif, publication du Centre Takamul pour les études et la recherche,
2020, p 64.
4
- C.C, décision n°2020-800, DC du 11 mai 2020, loi prorogeant l'état d'urgence sanitaire et complétant ses
dispositions, JORF n° 0116, du 12 mai 2020.
- 220 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ايان النظا الاا ،اأن نطاق تّتل السلط القضائي يكون في الظراف الااادي ،اعليه يمكن القول
المقيّ لحري الصنقل ضمن تّابير مواجا جائح كوةانا.1 بّسصوةي اإلجراءا
إاداةي تصالق بصطبيق الحجر من تالل لوائح الضبط اإلاداةي تسصطيع الّال إاّاة ق ار اة
الاحي ادان االسصنااد إلى أي قانون ،ألن ذلك يّتل ضمن مماةس سلط الضبط اإلاداةي باعصباةها
الوسيل القانوني لحماي النظا الاا ،االصي من تاللاا يصم تقييّ حري األفرااد في الصنقل ،اهذا من أجل
محاةب تفشي فيراس كوةانا االحّ من انصشاةه.2
-1محمّ بوكماش ،تلواد كالش " ،اإلجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا-بين ضرورة ضمان الحق في الصحة وتقييد
الحقوق والحريات ،"-مّاتل ضمن أشغال المؤتمر الّالي االفصراضي الموسو ب" :جائح كوةانا تحّ جّيّ للقانون" ،المنظم من
طرف المركز الّيمقراطي الاربي برلين ،ألمانيا ،جاما فلسطين األهلي ،بيت لحم ،فلسطين ،فريق البحث :حسن األاداء في القانون
الّالي االمقاةن ،جاما محمّ الخامس ،المغرب ،يومي 18ا 19سبصمبر ،2020الناشر المركز الّيمقراطي الاربي للّةاسا
اإلسصراتيجي االسياسي ااالقصااادي برلين ،ألمانيا ،ص ص .346-345
-2تالّ فايز الحويل " ،األدوات الدستورية والتشريعية لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد في النظام القانوني الكويتي" ،مجل
كلي القانون الكويصي الاالمي ،الاّاد ( 06ملحق تاص) ،يونيو ،2020ص .277
- 221 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المبحث الثاني :رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية التنقل
الصي االق ار اة نصيج ً لصنوع اوة مماةس حري الصنقل ،ااتصالف طرق مماةسصاا ،فإن الصارفا
تباا لذلك.
تاّةها السلطا اإلاداةي المخصا في مواجا األفرااد أثناء مماةسصام لاذه الحري تصنوع ً
انصيج ً لصباين ادةج االعصراف الّسصوةي بمماةس حري الصنقل ،حيث يسصفيّ الوطني من حماي
ادسصوةي مباشر على عكس األجنبي الذي يسصمّ هذه الحماي من ناوص تحت ادسصوةي ادالي
اإلاداةي اتشريعي ،فإن الوطني يصمصع بقّة ااسا في مماةس حري الصنقل ،لاذا ال تملك السلطا
المخصا سوى مجال ضيق للصّتل في تقييّ مماةس هذه الحري (المطلب األول).
افي مقابل ذلك يبرز مبّأ سلطان الّال في أقوى اوةه على مسصوى الضبط المصالق بصنقل
ااسا في ةقاب حري تنقل اإقام األجنبي اإلاداةي المخصا سلطا األجانب ،حيث تملك السلطا
مراة بفصر إقامصه اإلى غاي تراجه مناا (المطلب
ًا ابصّاء من مرحل ما قبل ادتوله إلى إقليم الّال
ً
الثاني).
المطلب األول :رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية تنقل الوطنيين
يصمصع المواطن بقّة تكااد تكون كامل في مماةس حري الصنقل اداتل اإلقليم الوطني ،حيث تظار
الاام األترى ،الاذا نجّ بأن سلط اإلاداة هذه الحري كضراة حصمي لمماةس باقي الحقوق االحريا
في مواجا حري تنقل المواطن تكون محاوة في الحّ المصالق بحماي النظا ااألمن الاموميين للّال .
اإلاداةي يظار اتصااص اإلاداة في مواجا حري تنقل المواطن من تالل مجموع من الق ار اة
الصي تسصاّف تقييّ مماةس هذه الحري على المسصوى الّاتلي (الفرع األول) ،كما يمكن للسلطا
اإلاداةي المخصا تقييّ مماةس هذه الحري على الاايّ الخاةجي (الفرع الثاني).
الفرع األول :فرض الرقابة على الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية تنقل الوطنيين على المستوى الداخلي
تظار سلط اإلاداة في تقييّ حري تنقل المواطن على المسصوى الّاتلي في أادنى مسصوياتاا من
تصازز بشكل تالل مجموع من الق ار اة الصي تاّةها تالل فصر الحال الااادي (أوال) ،لكن هذه السلطا
أكبر تالل فصر الظراف االسصثنائي (ثانيا).
الصي يمكن فياا للسطا أوال -حالة الق اررات اإلدارية المتخذة في الظروف العادية :تنحار الحاال
اإلاداةي تقييّ حري تنقل المواطن في الظراف الااادي في اإلجراء المصضمن عملي االسصيقاف اإلاداةي
( ،)1اتقييّ اسصامال ةتا السياق (.)2
-1االستيقاف اإلداري :يمكن أن يصارض المواطن أثناء مماةسصه لحري الصنقل إلى شكل مخصلف من
القيواد الصي تراد على هذه الحري ،حيث ال يصم ذلك عن طريق قراة إاداةي بل عن طريق تارف تنفيذي،
اإلاداةي المخصا باسصيقاف المواطن .األمر الذي يصطلب تاريف يظار ذلك عنّ قيا السلطا
أتير ةقابصه ،اذلك على النحو اآلتي:
االسصيقاف اإلاداةي ،ابيان اوةه ،امّى مشراعيصه ،اإجراءاته ا ًا
أ -تعريف االستيقاق اإلداري :يارف االسصيقاف اإلاداةي بأنه" :إجراء يقوم به رجال السلطة العامة في
سبيل التحري عن الجرائم وكشف مرتكبيها ويسوغه اشتباه تبرره الظروف" ،1كما يارف بأنه سؤال
الصي تصالق باويصه ااجاصه باّ أن تحو حوله الشبا االريب نصيج الشخص باّ إيقافه عن المالوما
لقيامه بباض الصارفا ،يابح مااا من الضراةي اسصيضاح حقيق هذا الشخص.2
اعليه ،فاالسصيقاف ينطوي على تارض ماادي لحرك اإلنسان اتنقله ،يقصرب من إجراء القبض
اإن كان أقل منه شّ .افي جميع الحاال ،ينطوي هذا اإلجراء على تقييّ لحري الصنقل ،حصى لو كان
ذلك بشكل مؤقت ،األمر الذي يصطلب توافر ضوابط محّاد لمماةسصه باعصباة أنه يشكل تطوة على هذه
الحري .3
-2ماجب بن ماّي الحويقل ،حقوق اإلنسان ااإلجراءا األمني ،مركز البحوث االّةاسا ،جاما نايف الاربي للالو األمني ،
الرياض ،2006 ،ص .63
-3أحمّ عبّ الاال ابري جبلي "،الحماية اإلدارية للكرامة اإلنسانية عند تقييد حرية الحركة :دراسة مقارنة بالشريعة اإلسالمية"،
المجل القانوني ،المجلّ ،07الاّاد ،2020 ،07ص .49
- 223 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الاام لألفرااد ،اعلى اجه لاذا فإن االسصيقاف اإلاداةي يشكل تطوة بالغ على الحقوق االحريا
الخاوص حري الصنقل ،حيث أنه يمس هذه الحري بشكل مباشر إضاف إلى أن آثاةه السلبي تمصّ إلى
أترى كحري االجصماع االصظاهر.1 حريا
1
-Claude –Albert COLLIARD, Libertés publiques, 5ème éd, Dalloz, Paris, 1975, p 285.
عوضا عن
ً تجّة اإلشاة إلى أن المشرع الفرنسي يسصخّ ماطلح ةقاب اتحقيق الاوي Contrôles et vérifications d’identité
ماطلح االسصيقاف ،أنظر :حاتم عبّ الرحمن مناوة الشحا " ،المعالجة القانونية لرقابة وتحقيق الهوية في قانون اإلجراءات
الجنائية الفرنسي" ،مجل الحقوق ،السن ،37الاّاد ،02الجزء األال ،يونيو ،2013ص .298
2
-Henri OBERDORFF, op.cit, p 263.
إعّااد بطاق الصاريف الوطني اتسليماا اتجّيّها ،ج ة -3مرسو ةئاسي ةقم ،143-17مؤةخ في 18أبريل ،2017يحّاد كيفيا
الاّاد ،25ااادة في 19أبريل .2017
4
-Henri OBERDORFF, op.cit, p 264.
5
-Carole GIRAULT, « Contrôles et vérifications d’identité », Répertoire de droit pénal et de procédure pénale,
Dalloz, janvier 2017 (actualisation mars 2018), n°6, p 5.
- 224 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
في الحال الصي يصاذة فياا تبرير الاوي يمكن لألجاز األمني اعصقال الشخص المسصوقف ،هذا
االعصقال يؤسس على شراط موضوعي أساساا ةفض الكشف عن الاوي أا اسصحال الكشف عناا،
اشراط أترى شكلي تصمحوة حول االتصااص الحاري لجااز الضبطي القضائي في إجراء عملي
الصحقق من الاوي ،اذلك للمّ الالزم ،ااإلاداة في هذه الحال تخضع لمبّأ الصناسب بين إجراء الصحقق
من الاوي ااعصقال الشخص الماني.2
ج -الطبيعة القانونية لالستيقاف :يصنازع تحّيّ طبيا االسصيقاف ةأيان ،الرأي األال يرى بأن االسصيقاف
الصي أعوان الضبط القضائي ،اذلك في الحاال االسصّالل باعصباةه من ااجبا إجراء من إجراءا
تسصوجب الصّتل من أجل الصحري االكشف عن الجرائم.3
الضبط اإلاداةي ،4اذلك ألنه يطبق أما االتجاه اآلتر فيرى بأن االسصيقاف إجراء من إجراءا
ادان ادليل على اجواد جريم ،اهذا انطالًقا من اتصااص الجااز األمني في المحافظ على النظا
ااألمن الاموميين ،اهو ما ياطي االتصااص لاذا الجااز من أجل تحقيق هذه الغاي ،لذلك فإن
الضبط اإلاداةي يصم اإن لم تقع جريم ،فاو يبرة من تالل غايصه الوقائي االسصيقاف ياّ من إجراءا
اهي إةساء األمن في المجصمع.5
فاالسصيقاف ياصبر إجراء إاداةي عنّما يقو به عناار الجااز األمني في إطاة مماةس
شخاا في موقف يثير الشبا يمكنام
ً اتصااااتام من تالل الّاةيا االحواجز األمني ،فإذا ما ااجاوا
اسصيقافه اطلب إبراز هويصه اتبرير تواجّه في الزمان االمكان المانيين ،أما في حال القيا بالصحريا
المصالق باةتكاب الجرائم فاذا االتصااص يّتل ضمن ماا الضبط القضائي.6
1
- Carole GIRAULT, n°6, p 5.
2
-Ibid, pp 40-41.
الجنائي في الصشريع الماري ،اداة الناض الاربي ،القاهر ،1999 ،ص .345 -3إادااةاد غالي الذهبي ،اإلجراءا
الجنائي ،اداة الناض الاربي ،القاهر ،1985 ،ص 501؛ أشرف إبراهيم -4أحمّ فصحي سراة ،الوسيط في قانون اإلجراءا
سليمان ،مرجع سابق ،ص 40؛ أحمّ عبّ الظاهر ،سلط الشرط في اسصيقاف األشخاص ،ط األالى ،منشأ المااةف ،اإلسكنّةي ،
القانوني لمأموةي الضبط القضائي في األحوال الااادي ااالسصثنائي ،2008ص ص 33-32؛ عبّ هللا ماجّ الاكايل ،االتصاااا
" الضابط الاّلي " ،ط األالى ،اداة الثقاف للنشر االصوزيع ،عمان ،2010 ،ص .406
-5ماجب بن ماّي الحويقل ،مرجع سابق ،ص ص .64-63
الاربي المصحّ ،مذكر مقّم الجزائي لّال اإلما اة -6حا ةاشّ البلوشي ،االسصيقاف اأحكامه القانوني في قانون اإلجراءا
الاربي المصحّ ،2018 ،ص الحاول على ادةج الماجسصير في القانون الاا ،كلي القانون ،جاما اإلما اة السصكمال مصطلبا
.36
- 225 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يمكن القول بأن الطبيا القانوني إلجراء االسصيقاف تصحّاد من تالل الغاي الصي ياّف إلياا ،فقّ
يكون هذا اإلجراء ذا طبيا قضائي عنّما ياّف إلى البحث االصحري ااالسصّالل عن الجرائم امرتكبياا،
الجزائي على هذه المرحل من مراحل الصحري االبحث ،اتحّاد بّق كيفي اعااد ما تنص قوانين اإلجراءا
مماةس هذا اإلجراء ،في المقابل يكون االسصيقاف ذا طبيا إاداةي عنّما ياّف إلى ايان األمن
االنظا الاموميين ،هذه الغاي تاصبر من اميم أهّاف الضبط اإلاداةي الملقا على عاتق السلطا
اإلاداةي .
د -شروط صحة االستيقاف اإلداري :كرس المجلس الّسصوةي الفرنسي مبّأ الموازن بين حماي الحري
الفرادي اضراة ايان النظا الاا عنّ مماةس إجراء االسصيقاف اإلاداةي ،1لاذا فإن االسصيقاف اإلاداةي
من أجل مراقب الاوي ال ينطوي على اعصّاء على حري الصنقل طالما أن الشخص المسصوقف يمكنه إثبا
هويصه بكل الوسائل الممكن ،اكانت الشراط المصالق بمشراعي هذا اإلجراء مصوفر كما ينص علياا
اواا فيما يصالق بصحقق األسباب الواقعي المبرة لالسصيقاف.2
ً القانون ت
قيّا على حري اإلنسان في الصنقل ،لذلك ال بّ من توافر شراط ماين حصى
يشكل االسصيقاف ً
مشراعا ،يمكن إجمال هذه الشراط كاآلتي:
ً يكون هذا اإلجراء
الفقرة األولى -أن يصدر االستيقاف من قبل الجهة اإلدارية المختصة :يؤادي االسصيقاف اإلاداةي إلى
المساس بشكل مباشر بحري مضمون ادسصوةًيا هي حري الصنقل ،لذلك يجب أن يماةس هذا االتصااص
من طرف جا محّاد .
لم يكرس المشرع الجزائري إجراء االسصقاف اإلاداةي بشكل اريح ،لكن يمكن اسصنصاج هذا
االتصااص من تالل نص المااد 9فقر 01من المرسو الرئاسي ةقم 143-09المذكوة سابًقا ،االصي
إضاف منحت جااز الّةك الوطني االحي مماةس ماا حماي األمن الاا لألشخاص االممصلكا
للضبط المصالق بحري الصنقل عبر الطرق الامومي .
1
-C.C, décision n°2003-467, DC du 13 mars 2003, loi pour la sécurité intérieure, JORF n° 66, du 19 mars 2003.
2
-C.C, décision n°80-127, DC du 20 janvier 1981, loi renforçant la sécurité et protégeant la liberté des
personnes, JORF n° 0018, du 22 janvier 1981.
- 226 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
كما يمكن مماةس هذا االتصااص من طرف جااز األمن الوطني ،حيث تنص في هذا اإلطاة
المااد 2من المرسو الصنفيذي ةقم 322-10على " :يتشكل موظفو األمن الوطني من... :المكلفين
بمهام أمن األشخاص والممتلكات وحف النظام العام.1"...
إن إجراء االسصيقاف اإلاداةي هو اتصااص حاري ألعوان القو الامومي (ادةك اطني اأمن
اطني) ،اهذا ألنه مرتبط بماا حماي النظا الاا ،اعلى هذا األساس ال يمكن ألعوان سلك الشرط
البلّي القيا بمراقب االصحقق من الاوي ،ألن مماةس هذه الماا ليست من ضمن االحياتام.2
اهذا هو موقف المجلس الّسصوةي الفرنسي في ق ارةه المؤةخ في 10ماةس ،2010حيث قضى
باّ ادسصوةي مااد أضافت سلك الشرط البلّي إلى األسالك المخول لاا ةقاب االصحقق من الاوي باّ
البلّي ابالصالي ال يمكن اعصباةهم من القيا باالسصيقاف ،اهذا بحج أن هذا السلك يخضع للسلطا
ضمن فئ الضبطي القضائي .3
لال السبب في جال إجراء االسصيقاف اإلاداةي من اتصااص ةجال الضبط القضائي احّهم
ياواد إلى أن هذه الفئ محّاد على سبيل الحار مما يسال تحّيّ مسؤالياتام ،اهو ما يمثل ضمان
مام لألشخاص محل هذا االجراء ،تاا في ظل االزادااجي الصي تميز أعمالام كجا ضبط إاداةي
اقضائي في الوقت نفسه.4
المسلح في مماةس إجراء االسصيقاف اإلاداةي بغرض يمكن اباف اسصثنائي مشاةك القوا
ةقاب الاوي ،ففي فرنسا تم إنشاء مخطط " 5"Vigipirateفي 15جوان ،1995اادتل حيز النفاذ في 7
اإلةهابي الصي اقات بمّين باةيس في 26جويلي ،1995حيث أشاة ازير سبصمبر 1995باّ الاجما
الّاتلي الفرنسي باّ ذلك بثالث ( )03أشار أن حوالي ثالث مالين شخص تضاوا إلجراء االسصيقاف
اإلاداةي منذ ادتول هذا المخطط حيز الصنفيذ.1
هذا الوضع سبق اأن تم تطبيقه في الجزائر ،حيث سمح المشرع ألفرااد الجيش الوطني الشابي
بمماةس إجراء االسصيقاف اإلاداةي ،اذلك في إطاة ماا حفظ النظا ااألمن الاموميين أثناء األزم الصي
عرفصاا البالاد باّ توقيف المساة السياسي سن ،1992حيث تنص المااد 2من القانون ةقم ،23-91
على ":دون المساس بأحكام المادتين 91و 92من الدستور يمكن استخدام وحدات الجيش الوطني
الشعبي وتشكيالته لالستجابة إلى المتطلبات اآلتية... :
-حف األمن.2"...
بناء على هذا الصأهيل القانوني ،يحوز أفرااد الجيش الوطني الشابي على االتصااص في مماةس
ً
إجراء االسصيقاف اإلاداةي ،ايكون ذلك من الناحي الاملي عن طريق ناب الحواجز الاسكري امباشر
مراقب االصحقق من هوي األشخاص ،سواء بالنسب لل ارجلين أا مسصاملي المركبا . عمليا
الفقرة الثانية -توفر الدالئل الكافية على خطورة الشخص المستوقف :إن اتخاذ أي إجراء ينطوي على
مساس بحري الصنقل البّ أن يكون له ما يبرةه .االّالئل في نطاق االسصيقاف اإلاداةي تاني أن الظراف
الصي تحيط بالشخص قبل اسصيقافه توحي بخطوةته على األمن االنظا الاموميين ،تاكساا المظاهر
مصأتر من الليل في الماادي الخاةجي الصي تثير الشك االريب القوي كمحاال الاراب ،الوجواد في ساعا
مكان ال يسمح فيه بالصواجّ في مثل ذلك الوقت.3
الصي تقا فياا فنجّ الظراف الزماني الصي تنطوي على تاّيّ للنظا الاا مثل :المناسبا
ةياضي ،ثقافي ،افني فكلاا تنطوي على تجمع لاّاد كبير من األشخاص ،األمر الذي يصطلب نشاطا
االسصيقاف اإلاداةي من أجل مراقب الاوي .أما الظراف المكاني الصي األمن القيا بامليا من قوا
تاّيّا للنظا الاا فصظار في باض األماكن الصي تشكل مساةح مساعّ على اةتكاب الجرائم.
ً تشكل
أتيرا ،يشكل السلوك المشبوه للشخص حسب ما أشاة إليه المجلس الّسصوةي الفرنسي في قراة
ا ً
المؤةخ في 5أا 1993أحّ الاوامل الباةز في تقّير حقيق اجواد تطر لإلتالل بالنظا الاا .4
1
-Arlette HEYMANN-DOAT, Libertés publiques et droits de l’homme, 6 ème éd, L.G.D.J, Paris, 2000, p 271.
-2المااد 2من القانون ةقم ،23-91مرجع سابق.
الجنائي في القانون الماري ،اداة الفكر الاربي ،القاهر ،2005 ،ص .67 -3عبيّ ةؤاف ،مباادئ اإلجراءا
4
-Carole GIRAULT, op.cit, p 25 et suite.
- 228 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المام الصي تثير ه -عن خضوع االستيقاف اإلداري للرقابة القضائية :ياّ االسصيقاف من الموضوعا
تنشأ نصيج االزادااجي الصي تصمصع باا باض الاملي االقانوني ،هذه اإلشكاال الاّيّ من اإلشكاال
األجاز األمني من حيث جمااا بين اف الضبط القضائي االضبط اإلاداةي.1
الجنائي االتصااص في ةقاب االسصيقاف في فرنسا ،أعطت المااد 1-78من قانون اإلجراءا
بكاف أشكاله لجا القضاء الااادي ،ابالنصيج فإن القاضي الااادي هو المخصص برقاب مشراعي
االسصيقاف اإلاداةي .هذا الخراج عن القواعّ الاام ناتج عن المبّأ الّسصوةي الذي تضمنصه المااد 66من
ادسصوة ،1958االقاضي بأن السلط القضائي (القضاء الااادي) هو الحامي للحري الفرادي ،2اهذا ما
أكّته محكم النقض الفرنسي في قراةها المؤةخ في 25أفريل .31985
يفسر هذا االجصاااد في أن الصقييّ المؤقت لحري الصنقل الناتج عن تنفيذ إجراء االسصيقاف االصحقيق
عن الاوي ينّةج ضمن االتصااص الحاري للقاضي الااادي في حماي الحري الفرادي ،ففي جميع
انصااك هذه الحري ياواد االتصااص لجا القضاء الااادي الصي تبقى مخصا باف حاري حاال
اادائم .4
بناء على
في الجزائر ،لم يكرس المشرع اراح إجراء االسصيقاف اإلاداةي ،لكن يمكن اسصنصاجه ً
الناوص الذي تحّاد ماا األجاز األمني في حفظ النظا ااألمن الاموميين بشكل عا امطلق اادان
كثير
ًا الضبطي ،إضاف إلى أنه من الناحي الاملي نجّ أن األجاز األمني تحّيّ لنوعي هذه اإلجراءا
ما تماةس هذا اإلجراء سواء كان ذلك في شكل ةقاب هوي أا تحقيق الاوي .
هذه الوضعي تاني بأن االسصيقاف اإلاداةي ال يكون في شكل قراة إاداةي بل يصم من تالل عمل
ماادي تنفيذي تقو به األجاز األمني المخصا ،لاذا يكون اتاال القاضي اإلاداةي بإجراء االسصيقاف
األساسي المناوص علياا في المااد 920من ق إ إ،5 على أساس ادعوى الحماي المسصاجل للحريا
في الحال الصي ينطوي فياا على اعصّاء جسيم على حري تنقل األفرااد ،االصي يؤال أمر االتصااص في
اإلاداةي في القانون الجزائري. الفال فياا للقاضي اإلاداةي حسب األاول الضابط للمنازعا
الضبط اإلاداةي المخصا -2العقوبات اإلدارية المرتبطة بمخالفة قواعد قانون المرور :تماةس سلطا
اتصااااتاا في حماي األمن المراةي في الطرق الامومي باالسصنااد على ضوابط قانوني اتنظيمي
محّاد ،حيث ياصبر قانون المراة لسن 2001الماّل االمصمم امخصلف الناوص الصنظيمي المرتبط به
الال .1 اإلطاة الاا لمماةس هذه االتصاااا ،إلى جانب ناوص قانوني اتنظيمي أترى ذا
الصي نص علياا القانون ةقم -01 في حال اةتكاب سائق المركب لمخالف أا أكثر من المخالفا
محراما من مماةس حري الصنقل عن طريق المركب ،حيث يصم
ً ،14فإنه قّ يجّ نفسه في حاال ماين
تقييّ حريصه في الصنقل للمّ الصي ينص علياا القانون .لاذا سنصطرق للاقوبا اإلاداةي المصضمن تاليق
اإلغاء ةتا السياق ،امّى تضوعاا لرقاب القاضي اإلاداةي ،اذلك على النحو اآلتي:
أ -العقوبات اإلدارية المتضمنة تعليق وإلغاء رخصة السياقة :يقاّ بالاقوب اإلاداةي في فقه القانون
اإلاداةي المخصا على األشخاص المخصلف الصي تصولى توقيااا السلطا الاا ،مجموع الجزاءا
القانوني المفراض عليام ،االمقرة من أجلعقابا لام على مخالفصام لاللصزاما
الطبيعي أا المانوي ً ،
المالح الاام ،2اهي تصجسّ في شكل قراة إاداةي فرادي ذا طبيا عقابي ،اذلك حسب األشكال
قانونا ،غايصاا ضبط مماةس األنشط الفرادي .3
المناوص علياا ً ااإلجراءا
اإلاداةي المخصا ، اإلاداةي المسلط على سائق المركب من طرف السلطا بالنسب للاقوبا
االصي ينصج عناا تقييّ حريصه في الصنقل ،فقّ قرة المجلس الّسصوةي الفرنسي بأناا عباة عن طريق
السلط الاام الممنوح لإلاداة ،كما قضى مجلس الّال الفرنسي بأن قراة تاليق لمماةس امصيا از
ةتا السياق يّتل ضمن مماةس اظيف الضبط اإلاداةي ،4ضّ كل من يخالف الناوص القانوني أا
الصنظيمي من المخاطبين باا.5
جاما الجزائر ،1المجلّ ،33الاّاد ،01 -1كفيف الحسن " ،سلطات الضبط اإلداري في الطرق العمومية" ،مجل حوليا
ماةس ،2019ص .32
-2ةمضان غناي " ،منافع العقاب اإلداري كطريق بديل للدعوى الجزائية" ،مجل المحكم الاليا ،الاّاد ،2017 ،01ص .422
-3عبّ الازيز عبّ المنام ،سلط تحّيّ الاقوب اإلاداةي ،ط األالى ،اداة الكصاب الحّيث ،القاهر ،2018 ،ص .12
-4كفيف الحسن ،مرجع سابق ،ص .38
5
- Henry-Michel TESTARD, « Sanctions administratives », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n°
108-40, date du fascicule 29 octobre 2019, p 2.
- 230 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
عقوب تاليق أا سحب ةتا السياق هي عقوب إاداةي عيني توقااا اإلاداة ،بحيث تكون
مناب على محل المخالف اإلاداةي ،فإذا كان محلاا ترتيص إاداةي كانت الاقوب تاليق أا سحب
نظر للخطر الذي تنطوي عليه المخالف على النظا الاا باناار الماراف ،1األن هذه
الصرتيص ،اهذا ًا
الاقوب تنطوي على مساس بحقوق احريا الفراد المااقب ،فيجب الصركيز على ضراة تناسب الاقوب مع
جسام المخالف المرتكب .2
اإلاداةي المصالق برتا السياق ،االصي تطبق كرس المشرع الجزائري مجموع من الاقوبا
بحسب ادةج جسام المخالف الصي يرتكباا سائق المركب ،اذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -عقوبة تعليق رخصة السياقة :إن تاليق ةتا السياق هو اتصااص أايل لإلاداة
ممثل في الوالي ،اهذا باعصباة أن هذا األتير هو المسؤال على المحافظ على النظا ااألمن االسالم
االسكين الامومي ،3هذا اإلجراء الضبطي يكون لمّ محّاد ،في مواجا سائق مركب من المحصمل أن
تطر على مسصاملي الطريق الاا .4
يشكل ًا
تاصبر عقوب تاليق ةتا السياق تّبير أمني له تااي اقائي ،ياّف إلى إباااد السائق الذي
ينطوي سلوكه على تطوة بالنسب للطريق الاا بشكل مؤقت ابأسرع اقت ممكن .امع ذلك يمثل هذا
انصااكا لمبّأ الفال بين
ً ااةما على مماةس حري الصنقل بواسط المركبا ،ابالصالي يشكل
ً قيّا
اإلجراء ً
السلطا القضائي ااإلاداةي .إن أهمي الصاليق الاائّ التصااص السلطا اإلاداةي يقواد إلى الصساؤل
حول ادسصوةي اسصبّال الاقوب الجزائي بالاقوب اإلاداةي ؟ لكن يمكن القول بأن هذا االتصااص يصوافق مع
الصوجه الاا في االعصراف لإلاداة بمماةس السلط القمعي .5
كانت المااد 108من القانون ةقم 14-01باّ تاّيل قانون المراة سن 2004تنص على:
" يصدر الوالي عندما يحال عليه محضر إثبات إحدى المخالفات المبينة في المادة 111أدناه ،بصفة
مؤقتة وبعد أخد رأي لجنة سحب رخصة السياقة ،قرار تعليق رخصة السياقة.6"...
ااألحكا الجّيّ جاء تاّيل قانون المراة بموجب القانون ةقم 105-17بجمل من اإلجراءا
السابق ،اذلك من تالل اسصحّاث نظا ةتا السياق تماما للصّابير الصي كرسصاا الصاّيال
االمغاير ً
بالنقاط ،لكن المشرع نص على فصر انصقالي تبقى تاللاا أحكا القانون ةقم 14-01الماّل سن 2009
ساةي المفاول إلى إشااة آتر.
بناء عليه ،سنارض األحكا الخاا لصالق ةتا السياق الواةاد ضمن أحكا القانون ةقم -09ً
،03اباّها نصطرق لألحكا المسصحّث بموجب القانون ةقم ،05-17اذلك كاآلتي:
البند األول -تعليق رخصة السياقة ضمن أحكام األمر رقم :03-09كما سبق ذكره ،ياصبر إجراء تاليق
اتصاااا ياواد للسلط اإلاداةي ممثل في الوالي ،هذا األتير تم سحب هذه الاالحي
ً ةتا السياق
منه بموجب األمر ةقم ،03-09اتم اسناادها للجن إاداةي تاا تّعى " لجنة تعليق رخصة السياقة"،
حيث تنص في هذا اإلطاة المااد 94فقر 03من القانون ةقم 14-01على " :وفي هذه الحالة ترسل
رخصة السياقة إلى لجنة تعليق رخصة السياقة".2
الصي تسصوجب الصاليق اإلاداةي لرتا السياق ،حيث نص القانون ةقم 14-01على الحاال
تنص في هذا اإلطاة المااد 94منه على " :في حالة المخالفات للحاالت 1إلى 10من النقطة ج
والحاالت 1إلى 17من النقطة د المنصوص عليها في المادة 66من هذا القانون ،يقوم العون محرر
المحضر باالحتفاظ برخصة السياقة فو ار مقابل تسليم وثيقة تثبت االحتفاظ في الحال.
يكون االحتفاظ برخصة السياقة في الحاالت المنصوص عليها أعاله ،موقفا للقدرة على السياقة بعد
أجل مدته ثمان وأربعون ( )48ساعة.3"...
البند الثاني -تعليق رخصة السياقة ضمن أحكام القانون رقم :05-17جاء القانون ةقم 05-17
جوهري لقواعّ قانون المراة أهماا إلغاء الامل بلجان تاليق ةتص السياق ،4لكن المشرع بصاّيال
فضل تأجيل تطبيق هذه األحكا الجّيّ إلى غاي توافر الظراف المناسب الصي تضمن الصحكم في
الصكنولوجي الصي نات علياا األحكا الجّيّ ،لاذا نات المااد 16من القانون المذكوة أعاله اآلليا
على ":بصفة انتقالية ،تبقى األحكام المتعلقة بكيفيات تسيير رخصة السياقة ،والمنصوص عليها في
القسم الثالث-الفصل السادس من القانون رقم ... 14-01سارية المفعول إلى غاية التجسيد الفعلي
لنظام الرخصة بالنقاط".1
المراةي تخضع لاقوب الغرام المالي اكذا سحب بموجب القانون الجّيّ ،أابحت المخالفا
عّاد محّاد من نقاط ةتا السياق ،اهو ما ياني بأن المشرع الجزائري سحب من لجن تاليق ةتا
السياق اتصااااا السابق في تاليق ةتا السياق ،حيث ترجت هذه الاقوب من مجال الاقوبا
اإلاداةي ،لصبقى عقوب تكميلي ينطق باا القاضي الجزائي فقط ادان غيره اهذا في حال المصابا الجزائي
لسائق المركب .
أما بالنسب إلجراء سحب نقاط ةتا السياق ،فيرى الباض أنه يمثل عقوب تكميلي يحكم باا
القاضي باّ اإلادان الجزائي ،2لكن الرأي الراجح يرى أنه تّبير إاداةي ،يمكن الطان فيه أما القاضي
اإلاداةي الذي يراقب مشراعي هذا القراة ،ايمكن أن يحكم بإلغائه في حال ما إذا تم سحب نقاط أكثر مما
ينص عليه القانون.3
الفقرة الثانية -إلغاء رخصة السياقة :يقاّ بإلغاء ةتا السياق إنااء الامل بالصرتيص اإلاداةي الذي
يؤهل ااحبه لقيااد المركب في المسالك المخاا لحرك المراة ،اهذا حسب ما تنص عليه المااد 2
من القانون ةقم 05-17المذكوة سابًقا ،ايكون إلغاء ةتا السياق عن طريق اإلجراء اإلاداةي أا
اإلجراء القضائي ،اذلك على النحو اآلتي:
البند األول -إلغاء رخصة السياقة بقرار إداري :يحّاد عّاد نقاط ةتا السياق بالنقاط بأةبع اعشرين
( )24نقط ،اذلك حسب ما تنص عليه المااد 191مكرة 2فقر 02من المرسو الصنفيذي ةقم -04
.4381
تقو اإلاداة المكلف بصسيير نظا ةتا السياق بالنقاط بسحب ةايّ ماين من النقاط ،حسب
به االجنح المراةي المرتكب من طرف سائق المركب ،اهذا حسب الصفايل الذي جاء نوعي المخالفا
-1المااد 16من القانون ةقم ،05-17مرجع سابق .القسم الثالث من الفال الساادس موسو ب " االحتفاظ برخصة السياقة
وتعليقها وإلغاؤها".
2
- Colette GARNIER, « L’exécution d’une perte de points sur le permis de conduire », Gazette du Palais,
n°185/186, 3 et 4 juillet 1992.
3
- Marc GUILLAUME, « L’évolution de droit du permis de conduire: Le permis de conduire à points »,
R.F.D.A, 1993, p 124.
-4تنص المااد 191مكرة 2فقر 02من المرسو الصنفيذي ةقم ،381-04مرجع سابق على " :ويخصص للرخصة بالنقاط،
باعتبارها نظاما معياريا ،رصيد من النقاط ،يحدد بأربع وعشرين ( )24نقطة".
- 233 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المااد 62مكرة من القانون ةقم ،05-17اباّ نفاذ جميع النقاط ،تابح ةتا السياق غير االح
بشكل تلقائي ،مما يصاين على ااحباا إعاادتاا إلى الماالح المؤهل للوزاة المكلف بالّاتلي ،اال يمكن
للماني طلب الحاول على ةتا سياق جّيّ إال باّ انصااء فصر سص ( )06أشار من تاةيخ إعااد
الرتا لاذه الماالح.1
السلط اإلاداةي المخصا ملزم بصبليغ ااحب ةتا السياق عن طريق قراة مسبب بخساة
النقاط ،هذا الصبليغ له آثاة بالغ األهمي ،حيث يجب على اإلاداة أن تثبت أما المحكم اإلاداةي أن
إتطاة بالقراة المصالق بسحب النقاط ،2كما أن هذا الصبليغ يمثل نقط البّاي في
ًا الشخص الماني قّ تقلى
احصساب آجال الطان الممنوح لااحب ةتا السياق ضّ القراة اإلاداةي المصضمن سحب النقاط.3
المذكوة أعاله ،االمصالق بإمكاني طلب الحاول على ةتا سياق جّيّ باّ في كل الحاال
اقوعاا تحت عقوب اإللغاء اإلاداةي ،فإن الماني ال يمكنه طلب الحاول على ةتا جّيّ إذا كان قّ
اّة في حقه حكم قضائي يصضمن مناه من السياق .4
البند الثاني -إلغاء رخصة السياقة بحكم قضائي :تكون عقوب إلغاء ةتا السياق باعصباةها عقوب
المصرتب عن الجرائم المراةي المفضي للقصل الخطأ االجرح الخطأ، جزائي تكميلي عنّ النطق بالاقوبا
في المااد ،9االصي تحّاد مجموع اهي عقوب تكميلي نص علياا المشرع الجزائري ضمن قانون الاقوبا
األالي .5 الصكميلي الصي يحكم باا القاضي الجزائي مع الاقوبا الاقوبا
القضائي بإلغاء على اتصااص الجاا كما نجّ أن قانون المراة نص في الاّيّ من الحاال
ةتا السياق ،فنجّ المااد 98من القانون ةقم 14-01تنص على " :يمكن الجهة القضائية المختصة
عندما يحال عليها محضر إثبات إحدى المخالفات المبينة في القسم الثاني من هذا الفصل ،باإلضافة
إلى العقوبات الجزائية األخرى ،القيام بتعليق رخصة السياقة...وفي حالة العود ،تقوم الجهة المختصة
بإلغاء رخصة السياقة".6
كما تنص المااد 99من القانون نفسه على إلغاء ةتا السياق االتصباةي في حال اةتكاب
المّةج ضمن القسم الثاني ،االصي تصم مااينصاا تالل الفصر االتصباةي ،حيث ينطق السائق للمخالفا
الجزائي .1 باذه الاقوب إلى جانب الاقوبا
ب -الرقابة القضائية على عقوبتي التعليق واإللغاء اإلداري لرخصة السياقة :يخصص القاضي اإلاداةي
اإلاداةي المصضمن عقوبصي الصاليق ااإللغاء اإلاداةي الااادة عن لجن تاليق ةتا برقاب الق ار اة
السياق ،اكذا اإلاداة المكلف بصسيير نظا ةتا السياق بالنقاط على الصوالي.
إن ةتا السياق مثلاا مثل بقي األعمال اإلاداةي الفرادي األترى ،يمكن أن يكون اجوادها،
االحيصاا اآثاةها موضع منازع قضائي ،إذ أناا تاصبر عمل إاداةي يرتبط بمماةس امصياز الضبط
اإلاداةي في شقه المصالق بشرط المراة.2
في فرنسا امع تاميم اسصامال ةتا السياق بالنقاط ،تم تسجيل سحب ماليين النقاط من ةتص
المنازعا المصالق باا للطان أما القاضي اإلاداةي ،لاذا تزايّ سنويا ،حيث تخضع الق ار اة
ً السياق
األتير ،تاا مع اسصامال الوسائل الصكنولوجي الحّيث ، المصالق برتا السياق بالنقاط تالل السنوا
األمر الذي أادى إلى تراكم كبير لاذه القضايا على مسصوى المحاكم اإلاداةي .3
فال مجلس الّال الجزائري في قضي تصالق بصاليق ةتا السياق ،اذلك في القراة المؤةخ في
23فيفري ،2012حيث أةسى مبّأ مقصضاه أن القراة اإلاداةي المصضمن تاليق ةتا السياق لشخص
تاسفا في اسصامال السلط ،ايسصوجب الصاويض ،جاء في هذا القراة " :حيث أن
ً محكو ببراءته ياصبر
القرار اإلداري محل الطعن جاء مخالفا للقانون 14/01المتعلق بتنظيم حركة المرور وخاصة المادة
109منه التي تنص على أن جميع اإلجراءات اإلدارية تبطل وتصبح عديمة األثر بصدور أمر قضائي
بأال وجه للمتابعة أو حكم بالبراءة أو التسريح".4
أما جاصي القضاء اإلاداةي االااادي بخاوص قراة تاليق ةتا إن اسصقاللي اإلجراءا
السياق تظار بالنسب لمجلس الّال الفرنسي في أن الحكم القضائي الااادة عن القاضي الااادي االذي
يأتي الحًقا لقراة المحافظ بصاليق ةتا السياق االذي يؤكّها ،ال يجال الطان أما القاضي اإلاداةي
ادان محل ،إذ يجب على هذا األتير فحص جميع أسباب القراة اإلاداةي المخاام.1
اإلاداة بشكل كبير في ثانيا -حالة الق اررات اإلدارية المتخذة في الظروف االستثنائية :تصوسع سلطا
الظراف االسصثنائي .اتاصبر حري الصنقل من أكثر الاام لألفرااد أثناء حاال مواجا الحقوق االحريا
الصي تصخذها اإلاداة تكون عرض للصقييّ تالل هذه الفص ار ،حيث نجّ أن أغلبي اإلجراءا الحريا
الصي تمكناا في اسصاااد النظا موجا في األساس لصقييّ هذه الحري ،2اهذا من أجل منح اإلاداة اآلليا
ااألمن الاموميين في إطاة مشراعي الحال االسصثنائي .3
لقّ أاجب المؤسس الّسصوةي تنظيم حال الطواةئ االحااة بموجب قانون عضوي ،ابالصالي
انظر ألن هذا
ًا االسصثنائي ااجب االتباع لمواجا حال األزم ، تحّيّ اآلثاة المصرتب علياا ااإلجراءا
الظراف االسصثنائي المصرتب على مخصلف حاال القانون لم ياّة باّ ،فإن تحّيّ اآلثاة ااإلجراءا
الامومي تطبيقاا.4 الاملي الصي سبق للسلطا يكون من تالل الحاال
من تالل تحليل الناوص القانوني المنظم لحالصي الحااة االطواةئ يمكن اسصنصاج اجواد
حسب الصنظيم القانوني الذي ضبطي مقيّ لمماةس حري الصنقل .لاذا نسصارض هذه الق ار اة إجراءا
تخضع له سواء أثناء حال الحااة ( ،)1اكذا حال الطواةئ ( ،)2كما كشف الصنظيم القانوني المصالق
بمكافح انصشاة اباء فيراس كوةانا (كوفيد )19-عن تّابير تاا لصقييّ حري الصنقل (.)3
-1الق اررات المقيدة لحرية التنقل في ظل حالة الحصار :تم اإلعالن عن حال الحااة بموجب المرسو
الرئاسي ةقم ،5196-91اذلك باّ األحّاث السياسي المصرتب على اإلضراب الذي قا به حزب سياسي
1
-C.E, 25 mai 1990, n°99216, Ganneau, cité par Seydou TRAORÉ, op.cit, p 64.
-2محمّ حسن ادتيل ،مرجع سابق ،ص .110
3
-Philippe ZAVOLI, « État d’urgence », Répertoire de droit pénal et de procédure pénale, Dalloz, juin 2018,
n°3, p 3.
الجامعي ، -4مرااد بّةان ،الرقاب القضائي على أعمال اإلاداة الاام في ظل الظراف االسصثنائي ادةاس مقاةن ،اداة المطبوعا
اإلسكنّةي ،2008 ،ص ص .144-143
-5مرسو ةئاسي ةقم ،196-91مرجع سابق.
- 236 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
محضوة ،االذي نصج عنه اللجوء إلى اسصامال اسائل عنف اتخويف السكان األمر الذي أادى إلى حال
من عّ االسصقراة في المجصمع ،امس بشكل كبير بالماالح الاليا للّال .1
المقيّ لحري يصضح من تالل المرسو الرئاسي ةقم 196-91المذكوة أعاله ،بأن اإلجراءا
أتير المنع من اإلقام ،اذلك
الصنقل تنحار في إجراء االعصقال اإلاداةي ،الوضع تحت اإلقام الجبري ،ا ًا
على النحو اآلتي:
أ -قرار االعتقال اإلداري :نص المرسو الرئاسي ةقم 196-91على هذا اإلجراء في المااد 4الصي جاء
فياا ":يمكن السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة ،ضمن الحدود والشروط التي تحددها
الحكومة ،أن تتخذ تدابير االعتقال اإلداري.2"...
اتاواا حري الصنقل،
ً ياصبر االعصقال اإلاداةي من أكثر الصّابير شّ على حقوق احريا األفرااد
اهذا ما يسصشف من نص المااد 2من المرسو الصنفيذي ةقم ،201-91الصي جاء فياا " :يتمثل الوضع
في مركز األمن ألي شخص ...في حرمانه من حرية الذهاب واإلياب ووضعه في أحد المراكز التي
تحددها ،3"...األمر الذي يصطلب تحّيّ األسباب المبرة لاذا اإلجراء ،االجا المخصا به ،االضمانا
المقرة للشخص الماني باذا القراة ،اذلك على النحو اآلتي:
المبررة لالعتقال اإلداري :طبًقا لنص المااد 2من المرسو الصنفيذي ةقم -91
الفقرة األولى -األسباب ُ
تطر على النظا
ًا ،201يجوز للسلطا الاسكري أن تصخذ هذا اإلجراء ضّ أي شخص يكون سلوكه
الاا ااألمن الامومي أا السير الحسن للمرافق الامومي .4
الصي تبرة اساا بالنسب للحاال
ااضح من تالل النص المذكوة أعاله بأن المنظم ترك المجال ا ً
اللجوء إلى إجراء االعصقال اإلاداةي ،اذلك عنّما ةبطه بمفاهيم غير محّاد مثل النظا الاا ااألمن
الامومي .اياواد السبب في ذلك إلى الارام الصي تميز حال الحااة ،من تالل تحويل االتصااص
الضبط اإلاداةي المصالق بحماي النظا ااألمن الاموميين إلى السلط الاسكري ،مع في مماةس سلطا
ما يجب أن تحوزه هذه األتير من سلط تقّيري ااسا في تحّيّ مااادة تاّيّ النظا الاا .
الفقرة الثانية -الجهة المختصة بإصدار قرار االعتقال اإلداري :ينصج عن تطبيق حال الحااة نقل
المّني إلى السلطا اتصااص مماةس الضبط المصالق بحماي النظا ااألمن الاموميين من السلطا
الاسكري ،على اعصباة أن هذه األتير أكثر قّة على الصاامل مع مثل هكذا أاضاع.1
اهذا ما كرسه المرسو الصنفيذي ةقم ،201-91حيث تنص المااد 3منه على ":تتخذ تدابير
الوضع في مركز األمن السلطة العسكرية المخولة صالحيات الشرطة ،المختصة إقليميا.2"...
1
-Philippe ZAVOLI, « État de siège », Répertoire de droit pénal et de procédure pénale, Dalloz, juin 2014,
n°15, p 4.
مبراك غضبان ،نجاح غربي " ،قراءة تحليلية للنصوص القانونية المنظمة لحالتي الحصار والطوارئ ومدى تأثيرها على الحقوق
والحريات في الجزائر" ،مجل المفكر ،المجّ ،09الاّاد ،2014 ،01ص .23
-2المااد 3من المرسو الصنفيذي ةقم ،201-91مرجع سابق .اهو األمر نفسه الذي تنص عليه المااد 4من المرسو الرئاسي ةقم
" :191-91يمكن السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة ،ضمن الحدود والشروط التي تحددها الحكومة ،أن تتخذ تدابير
االعتقال اإلداري."...
-3المااد 3من المرسو الصنفيذي ةقم ،201-91مرجع سابق.
-4المااد 6من المرسو الصنفيذي ةقم ،201-91مرجع سابق.
-5مساواد شياوب " ،الحماية القضائية للحريات األساسية في الظروف االستثنائية". ،ج.ع.ق.إ.س ،الاّاد ،1998 ،01ص .37
- 238 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المااد 8من المرسو الصنفيذي ةقم 201-91تشكيل المجلس الجاوي لحفظ النظا اقّ حّاد
إلغاء هذه الق اررات تتجسد كلما خالفت ق اررات الوضع في مركز األمن أو تحت اإلقامة الجبرية أو المنع
من اإلقامة الشروط المحددة في المرسومين التنفيذين المتعلقين بشروط هذه الحاالت".1
اما يؤكّ هذا الطرح أن االتصالف الذي اقع فيه الفقه االقضاء حول مّى اعصباة حال الحااة
2
الصنفيذي الااادة محال عنّما يصالق األمر باإلجراءا
من ضمن طائف أعمال السيااد ،ال يجّ له ً
أعماال إاداةي تخضع لرقاب القاضي اإلاداةي.3
ً اسصناادا لقراة إعالن حال الحااة ،فاي تاصبر
ً
ب -قرار الوضع تحت اإلقامة الجبرية :نص المرسو الرئاسي ةقم 191-91على إجراء الوضع تحت
مقرانا مع إجراء االعصقال اإلاداةي ،اذلك ضمن نص المااد .4يظار تأثير اإلقام
ً اإلقام الجبري
الجبري على حري الصنقل من تالل الصقييّ النسبي لاذه الحري عكس الصقييّ الكلي لاا نصيج االعصقال
اإلاداةي ،اهو ما يظار من تالل اآلتي:
الفقرة األولى -األسباب المبررة للوضع تحت اإلقامة الجبرية :نات المااد 4من المرسو الرئاسي ةقم
196-91على السبب الاا إلجراء الوضع تحت اإلقام الجبري ،االذي يصمحوة حول النشاط الخطير
للفراد الذي ياّاد النظا ااألمن الاموميين أا السير الااادي للمرافق الامومي .
ابالرجوع لنص المااد 5من المرسو الصنفيذي ةقم 202-91نجّها تنص على " :األشخاص
الذين يمكن وضعهم تحت اإلقامة الجبرية هم:
-الذين يعرضون النظام العام واألمن العمومي للخطر بسبب نشاطاتهم،
-الذين يخالفون الترتيبات والتدابير المتخذة تطبيقا للمادة 8من المرسوم الرئاسي رقم -91
.4"...191
يبّا الصوسع الكبير بخاوص األسباب المبرة للوضع تحت اإلقام الجبري ،اذلك من تالل
السلط الصقّيري الكبير الصي تصمصع باا اإلاداة في تحّيّ مّلول " تعريض النظام العام واألمن العمومي
-1مساواد شياوب " ،الحماية القضائية للحريات األساسية في الظروف االستثنائية" ،مرجع سابق ،ص .37
اإلاداةي ،مرجع سابق ،ص ص 124-123؛ محمّ ااال " ،أعمال السيادة -2سليمان الطمااي ،النظري الاام للق ار اة
واالختصاص القضائي" ،مجل جاما ادمشق للالو االقصااادي االقانوني ،المجلّ ،22الاّاد ،2006 ،02ص 391؛ مساواد
شياوب ،الحماية القضائية للحريات األساسية في الظروف االستثنائية" ،مرجع سابق ،ص 39؛ مبراك غضبان ،نجاح غربي ،مرجع
سابق ،ص 14؛ محمّ أمين أسواد " ،سلطة رئيس الجمهورية في مواجهة الظروف غير العادية" ،مجل االتحااد الوطني لمنظما
اداة المحامي ،سيّي بلعباس ،السن ،04الاّاد ،03أكصوبر ،2011ص .91 المحامين الجزائريين ،منشو اة
C.E, 5 juin 1984, Chéron, Rec. C.E, p 515; C.E, 14 novembre 2005, M.Rolin, A.J.D.A, 2006, p 502; C.E, Ass,
24 mai 2006, Rolin et Boivert, A.J.D.A, 2006, p 1033.
-3نقاش حمز ،الظراف االسصثنائي االرقاب القضائي ،مرجع سابق ،ص .109
-4المااد 5من المرسو الصنفيذي ةقم ،202-91مرجع سابق.
- 240 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
للخطر" ،على عكس الوضع بالنسب لألسباب المبرة إلجراء الوضع في االعصقال اإلاداةي ،االمحّاد بّق
في المرسو الصنفيذي ةقم .1201-91
الفقرة الثانية -الجهة المختصة بإصدار قرار الوضع تحت اإلقامة الجبرية :يصم اتخاذ قراة الوضع تحت
نفساا المصالق بقراة االعصقال اإلاداةي ،بمانى أنه ياّة عن السلط الاسكري اإلقام الجبري بالصرتيبا
بناء على اقصراح ماالح األمن اماحوب
إقليميا ،االمخول بمماةس ماا حفظ النظا الاا ً ،
ً المخصا
برأي اسصشاةي للجن ةعاي النظا الاا .
الفقرة الثالثة -التظلم من قرار الوضع تحت اإلقامة الجبرية :كرس المرسو الصنفيذي ةقم 202-91حق
الصظلم اإلاداةي ضّ قراة الوضع تحت اإلقام الجبري ،حيث تنص المااد 3منه على ":يمكن أن يكون
تدبير الوضع تحت اإلقامة الجبرية المنصوص عليه في المادة 2أعاله ،موضوع طعن يرفع خالل
العشرة ( )10أيام من تقريره ،لدى المجلس الجهوي لحف النظام.2"...
مماةس الصظلم اإلاداةي موحّ بالنسب إلجراء الوضع تحت اإلقام الجبري يصضح أن إجراءا
كما بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي ،لكن االتصالف يكمن في أن القراة األال يجب تبليغه ،اذلك ما يفام
من نص المااد 4من المرسو الصنفيذي ةقم ،202-91االصي جاء فياا " :يبلغ تدبير الوضع تحت
اإلقامة الجبرية ويطبقه قائدة فرقة الدرك الوطني ،أو محاف الشرطة ،في مكان اإلقامة المعتاد" ،3اهو
ما يضمن تبليغ الشخص الماني باذا اإلجراء مما يصيح له ةفع تظلمه في المياااد القانوني ،على عكس
األمر بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي الذي غابت عنه شكلي الصبليغ.
الفقرة الرابعة -عن إمكانية الطعن القضائي ضد قرار الوضع تحت اإلقامة الجبرية :على غراة قراة
االعصقال اإلاداةي ،نجّ أن المنظم الجزائري لم يكرس ضمان الرقاب القضائي ضّ قراة الوضع تحت
الرقاب الجبري سواء في المرسو الرئاسي ةقم 191-91أا المرسو الصنفيذي ةقم .202-91
الصي سبق تقّيماا بالنسب إلمكاني تضوع قراة االعصقال اإلاداةي يمكن القول بأن المبر اة
للرقاب القضائي تنطبق على قراة الوضع تحت الرقاب الجبري ،اذلك للصشابه الكبير بيناما من حيث
المبر اة ااألسس ااإلجراءا .
تدبير المنع من اإلقامة المذكور في المادة 2أعاله ،موضوع طعن يرفع خالل العشرة ( )10أيام لدى
المجلس الجهوي لحف النظام العام.1"...
اكما هو الشأن بالنسب لقراة الوضع تحت اإلقام الجبري ،لم يحّاد المنظم نقط انطالق حساب
آجال الصظلم اإلاداةي ،لكنه على الامو يصم باّ اسصيفاء شكلي الصبليغ ،اهو ما نات عليه المااد 10من
المرسو الصنفيذي ةقم ":203-91يتم تبليغ قرار منع اإلقامة وتسليم بطاقة المعلومات التي تخص
المعني بطلب من السلطة العسكرية بواسطة مصالح الشرطة أو الدرك الوطني ،حسب الحالة ،وذلك في
جميع الحاالت التي ال يكون فيها الممنوع من اإلقامة معتقال" ،2اهو األمر الذي يسمح للشخص الماني
من ةفع تظلمه اإلاداةي في مياااده القانوني ،ابالصالي إمكاني مراجا هذا القراة اةفاه من طرف السلطا
الاسكري المخصا .
الفقرة الرابعة -عن إمكانية الطعن القضائي ضد قرار المنع من اإلقامة :لم يكرس المرسو الصنفيذي ةقم
مفاوما ،حيث غاب النص
ً 203-91حق الطان القضائي ضّ قراة المنع من اإلقام ،ايبّا هذا الصوجه
على ضمان الرقاب القضائي بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي اكذا الوضع تحت اإلقام الجبري اهما أكثر
اتأثير على مماةس حري الصنقل ،فمن المفاو عّ تكريس هذه الضمان بالنسب لقراة المنع من
ًا شّ
اإلقام .
-2الق اررات المقيدة لحرية التنقل في ظل حالة الطوارئ :تم اإلعالن عن حال الطواةئ بموجب المرسو
الرئاسي ةقم ،44-92اذلك باّ توقيف المساة السياسي ااسصقال ةئيس الجماوةي مطلع سن .31992
اإذا كانت حال الطواةئ تصشابه مع حال الحااة في أنه يصرتب على الحالصين إمكاني اتخاذ
اتّابير اسصثنائي لمواجا الظراف الطاةئ ،فإن أهم الفراق بيناما تظار على مسصوى السلط إجراءا
المّني هي المخصا المخصا بمماةس هذه اإلجراءا ،فالى عكس حال الحااة ،تبقى السلطا
بصسيير حال الطواةئ.4
تضمن المرسو الرئاسي ةقم 92-44مجموع من الصّابير المقيّ لحري الصنقل ،تصّةج من حيث
الشّ ،اذلك على النحو اآلتي:
أ -قرار الوضع في مركز األمن :يشكل إجراء الوضع في مركز األمن قيًّا بالغ الخطوة على اإلنسان،
اذلك ألنه يحرمه بشكل كامل من مماةس حري الصنقل .اعلى تالف الماطلح المكرس في ظل مرسو
حال الحااة ،نجّ أن المنظم الجزائري تراجع عن اسصامال ماطلح " االعتقال اإلداري" ،افضل
ماطلح " الوضع في مركز األمن" ،ةغم أنه ال يوجّ أي اتصالف بين الماطلحين ما ادا أن النصيج
ااحّ اهي حرمان الشخص من حريصه في الصنقل بواسط إجراء ضبطي.
الفقرة األولى -األسباب المبررة للوضع في مركز األمن :ياصبر الوضع في مركز األمن تّبير إاداةي له
اف اقائي باّف حماي النظا ااألمن الاموميين ،افي هذا اإلطاة تنص المااد 2من المرسو الصنفيذي
ةقم 75-92على " :يعتبر الوضع في مركز أمن ،تدبي ار إداريا ،ذا طابع وقائي ،يتمثل في حرمان كل
شخص راشد يعرض سلوكه للخطر ،النظام واألمن العموميين ،وكذا حسن سير المصالح العمومية من
حريته في الذهاب واإلياب.1"...
اإلاداةي المخصا اتخاذ قراة الوضع في مركز األمن ااضح بأن األسباب الصي تبرة للسلطا
ااسا اغير محّاد ،اذلك بالنظر ألن النص القانوني ةبطاا بالسلوك الذي يارض النظا ااألمن
كبير من السلط الصقّيري في ادةاس اتقّير
قّة ًا
تملك ً الاموميين للخطر ،اهو ما ياني بأن هذه السلطا
تطر على النظا الاا .
األفاال الصي تشكل ًا
الفقرة الثانية -السلطة المختصة بإصدار قرار الوضع في مركز األمن :ياواد االتصااص بإاّاة قراة
الوضع في مركز األمن لوزير الّاتلي ،حيث تنص في هذا اإلطاة المااد 5من المرسو الرئاسي ةقم
92-44على ":يمكن وزير الداخلية والجماعات المحلية أن يأمر بوضع أي شخص راشد...في مركز
أمن.2"...
كرس المرسو الصنفيذي ةقم 75-92إمكاني الصفويض في مماةس اتصااص الوضع في مركز
األمن ،حيث تنص في اإلطاة المااد 3منه على ":يتخذ تدبير الوضع في مركز أمن وزير الداخلية
ابناء عليه اّة القراة الوزاةي المؤةخ في 11فيفري
ً والجماعات المحلية أو السلطة التي يفوضها،3"...
،1992ينظم كيفيا مماةس هذا الصفويض ،حيث جاء في المااد األالى منه ":يفوض السادة الوالة
اإلمضاء باسم وزير الداخلية والجماعات المحلية على مقررات وضع كل شخص راشد...في مركز
األمن ،وذلك في حدود اختصاصه".1
الفقرة الثالثة -التظلم من قرار الوضع في مركز األمن :كرس المرسو الصنفيذي ةقم 75-92حق الصظلم
اإلاداةي ضّ قراة الوضع في مركز األمن ،حيث تنص المااد 4منه على ":يمكن أن يكون تدبير الوضع
في مركز أمن ،محل طعن يقدم لدى والي والية مكان إقامة الشخص الموضوع في مركز األمن.2"...
ابناء على هذا النص اّة القراة الوزاةي المؤةخ في 25أبريل ،1992االذي يحّاد شراط
ً
اكيفيا مماةس الطان المصالق بالوضع في مركز أمن ،حيث يمكن ةفع الصظلم اإلاداةي سواء من طرف
الشخص الماني أا أحّ أفرااد عائلصه أا اكيله.3
اقّ حّاد المرسو الصنفيذي ةقم 75-92الجا المخصا بّةاس هذا الطان ،اهي المجالس
الجاوي للطان ،4حيث تم تأسيس سص ( )06مجالس جاوي للطان بالجزائر الااام ،البليّ ،اهران،
بشاة ،اةقل اقسنطين .5
في حال قبول الصظلم من طرف المجلس الجاوي للطان ،يصم ةفع الوضع في مركز األمن ،6أما
تاضاا لالعصقال اإلاداةي ،لكن
ً في الحال الصي يكون فياا الطان غير مجّي يبقى الشخص الماني
يمكنه ةفع تظلم إاداةي جّيّ تالل شار من تاةيخ تبليغ قراة ةفض الصظلم األال.7
الفقرة الرابعة -عن إمكانية الطعن القضائي ضد قرار الوضع في مركز األمن :لم يكرس المنظم الجزائري
حق الطان القضائي ضّ قراة الوضع في مركز األمن ،سواء على مسصوى المرسو الرئاسي ةقم 44-92
أا المرسو الصنفيذي ةقم .75-44
في الحقيق نجّ بأن النص على ضمان الرقاب القضائي غائب بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي
المصالق بحال الطواةئ كما هو الشأن بالنسب لالعصقال اإلاداةي تالل حال الحااة ،اإذا كان األمر يبّا
-1المااد األالى من القراة الوزاةي المؤةخ في 11فبراير ،1992يصضمن تفويض اإلمضاء إلى الوال فيما يخص الوضع في مراكز
األمن ،ج ة الاّاد ،11ااادة في 11فبراير .1992
-2المااد 4من المرسو الصنفيذي ةقم ،75-92مرجع سابق.
-3المااد 3من القراة الوزاةي المؤةخ في 25أبريل ،1992يحّاد شراط مماةس الطان المصالق بالوضع في مركز األمن اكيفيا
ذلك ،ج ة الاّاد ،32ااادة في 29أبريل .1992
-4المااد 4من المرسو الصنفيذي ةقم ،75-92مرجع سابق.
-5المااد 5من المرسو الصنفيذي ةقم ،75-92مرجع سابق.
-6المااد 18من القراة الوزاةي المؤةخ في 25أبريل ،1992مرجع سابق.
-7المااد 14من القراة الوزاةي المؤةخ في 25أبريل ،1992مرجع سابق.
- 245 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
نسبيا بالنسب للقراة األتير على اعصباة اّاةه عن سلط عسكري ،لكن األمر ال يسصقيم بالنسب
مقبوالً ً
لالعصقال اإلاداةي في ظل حال الطواةئ ،فاو ااادة عن سلط إاداةي سواء كانت ازير الّاتلي أا الوالي
إقليميا ،األمر الذي ياني أننا في مواجا قراة إاداةي يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي حسب
ً المخصص
اإلاداةي في الجزائر ،اذلك حصى في غياب النص القانوني الاريح الذي القواعّ الاام المقرة للمنازعا
يكرس ضمان الطان القضائي.
ب -قرار حظر التجول :نص المرسو الصنفيذي ةقم 44-92على إجراء حظر الصجول ،حيث جاء في
المااد 6منه ":يخول وضع حالة الطوارئ حيز التنفيذ ،لوزير الداخلية والجماعات المحلية في كامل
التراب الوطني ،والوالي على امتداد تراب واليته في إطار التوجيهات الحكومية ،سلطة القيام بما يأتي:
-1تحديد أو منع مرور األشخاص والسيارات في أوقات معينة.1"...
الطواةئ المالن عناا يقاّ بحظر الصجول المنع المؤقت من مماةس حري الصنقل تالل حاال
يمنع تاللاا الصجول في المناطق الخاضا لاذا القيّ ،االذي قّ باف قانوني ،حيث يصم تحّيّ ساعا
يكون شامالً لكامل الصراب الوطني أا يقصار على منطق فقط يمنع الصنقل فياا ،2اذلك على النحو اآلتي:
بناء على نص المااد 6من المرسوالفقرة األولى -السلطة المختصة بإصدار قرار حظر التجولً :
الرئاسي ةقم 44-92المذكوة أعاله ،يصحّاد االتصااص بفرض إجراء حضر الصجول في حالصين ،األالى
عنّما يشمل جميع الصراب الوطني أا أكثر من االي فانا ياواد االتصااص لوزير الّاتلي ،اعنّما يكون
إقليميا.
ً وة في إقليم االي ااحّ يرجع االتصااص للوالي المخصص
محا ًا
اعليه ،أاّة ازير الّاتلي القراة الوزاةي المؤةخ في 30نوفمبر ،1992االذي يصضمن إعالن
حظر الصجول الجزئي ،جاء في ماادته األالى ":تطبيقا ألحكام المرسوم الرئاسي رقم 44-92المؤرخ في
9فبراير 1992والمذكور أعاله ،يعلن ،ابتداء من 5ديسمبر سنة ،1992عن حظر التجول من
الساعة العاشرة والنصف ليال إلى غاية الساعة الخامة صباحا على تراب واليات الجزائر والبليدة
وبومرداس وتيبازة والبويرة والمدية وعين الدفلى" ،3حيث يمنع كل تنقل لألشخاص تالل الفصر المحّاد
الامومي . االساحا لحضر الصجول في الطرقا
الفقرة الثانية -عن إمكانية الطعن القضائي ضد قرار حظر التجول :يصم تطبيق إجراء حظر الصجول من
تالل الصّتل الماادي لاناار القو الامومي ،حيث يصم فرض احص ار هذا الحظر بالقو ،اهذا ما ياني أن
إاداةي ،لاذا يمكن مواجا المواطن باذا اإلجراء يكون من تالل أفاال تنفيذي اليس عن طريق ق ار اة
للقاضي اإلاداةي االسصاجالي الصّتل في حال االعصّاء الجسيم على حري الصنقل االصي تال إلى ادةج
إ االتصااص في اتخاذ كل الصّابير الضراةي االعصّاء الماادي ،حيث تمنح له المااد 920من ق إ
األساسي في حال االعصّاء الجسيم من طرف اإلاداة . لحماي الحريا
أما بالنسب للقراة الوزاةي المصالق بإعالن حظر الصجول فإنه يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي من
قيّا يحر
أجل فحص مّى مشراعيصه ،اذلك من حيث ادةج تناسب إجراء حظر الصجول الذي ياصبر ً
األفرااد من حريصام في الصنقل بشكل كلي تالل الفص ار الزمني المحّاد لصطبيقه.
ج -قراري المنع من اإلقامة وتحديد اإلقامة :نات المااد 6من المرسو الرئاسي ةقم 44-92على:
" يخول وضع حالة الطوارئ حيز التنفيذ ،لوزير الداخلية والجماعات المحلية في كامل التراب الوطني،
والوالي على امتداد تراب واليته...سلطة القيام بما يأتي... :
-4منع من اإلقامة أو وضع تحت اإلقامة الجبرية كل شخص راشد يتضح أن نشاطه مضر بالنظام
العام أو بسير المصالح العمومية.1"...
ابالرجوع إلى المرسو الصنفيذي ةقم 75-92نجّه يمنح االتصااص لوزير الّاتلي من أجل
تطبيق مخصلف تّابير حال الطواةئ.2 تحّيّ كيفيا
على عكس الوضع بالنسب إلجراء الوضع تحت اإلقام الجبري اكذا المنع من اإلقام في إطاة
مماةس هذه الصّابير، حال الحااة ،حيث تم تنظيماما بموجب مرسو تنفيذي يضبط شراط اكيفيا
اهذا ياكس األهمي الصي تنطوي علياا ،بالنظر للخطوة الصي تكصسياا هذه اإلجراءا ،أما في ظل حال
بموجب الطواةئ ،نجّ بأن المرسو الصنفيذي ةقم 75-92أحال على ازير الّاتلي تنظيم هذه اإلجراءا
قراة ازاةي.
االصّابير بالمقاةن مع الصشريع الفرنسي ،نجّ بأن المشرع كرس اراح مبّأ تضوع كل الق ار اة
المحّاد في المصخذ في إطاة حال الطواةئ لرقاب القاضي اإلاداةي ،اذلك حسب الشراط ااإلجراءا
قانون الاّال اإلاداةي .1اياواد السبب في النص على اتصااص القاضي اإلاداةي في كون الصّابير
ضبط إاداةي ،االقاضي اإلاداةي هو األكثر فاالي في الناتج عن تطبيق حال الطواةئ هي إجراءا
الضبطي ،تاا على مسصوى القاضي اإلاداةي االسصاجالي الذي أثبت فااليصه الرقاب على اإلجراءا
األساسي عن طريق آلي االسصاجال حري .2 الكبير في حماي الحقوق االحريا
المصخذ في إن المبّأ القائل بأن القاضي اإلاداةي هو قاضي الشريا الاام بالنسب لإلجراءا
تاواا بالنسب لقراة
ً إطاة حال الطواةئ تازز بشكل كبير باّ إعالن حال الطواةئ سن ،2015
اتاواا حري الصنقل ،ابالنصيج فصح
ً تحّيّ اإلقام ،امراقب مّى مساساا بالحريا المكفول ادسصوةًيا
المجال لرقابصاا االحكم بإلغائاا في حال عّ مشراعيصاا.3
جميع ادال الاالم تقر ًيبا إلى تطبيق نظا -3الحجر الصحي المنزلي أثناء فترة الطوارئ الصحية :لجأ
للطواةئ الاحي نصيج ً للظرف االسصثنائي المرتبط بانصشاة جائح فيراس كوةانا (كوفيد ،)19-حيث
اقصضت المالح الاليا للّال ،اكذا الحفاظ على اح اسالم المواطنين اللجوء إلى تطبيق تّابير
ااةم نصيج لاذا الفيراس الذي أابح جائح تاّاد البشري جمااء.4
السلبي لجائح كوةانا (كوفيد )19-على الاح الاام للسكان ،ااألضراة الصي ابقّة الصأثي ار
اقعيا ،إذ كانت جمل
أمر ا ً
الاام ًا ألحقصاا على االقصاااد الاالمي ،بقّة ما كان تاّيّها للحقوق االحريا
الصّابير الصي تم الصاامل من تاللاا مع هذه الجائح من الشّ ،بحيث اعصبرتاا الكثير من الّال ظرًفا
الطواةئ الصي كانت لاا تأثي ار على حقوق اإلنسان احرياته.5 فاال إجراءا
اسصثنائيا ،اطبقت ً
ً
1
- Art 14-1 de la loi n°55-385, op.cit. « A l'exception des peines prévues à l'article 13, les mesures prises sur
le fondement de la présente loi sont soumises au contrôle du juge administratif dans les conditions fixées
par le code de justice administrative, notamment son livre V».
لإلشاة فإن هذه المااد لم تكن موجواد في النص األالي للقانون ةقم 385-55المصالق بحال الطواةئ ،فقّ تم اضافصاا سن ،2015
بموجب القانون ةقم 1501-2015المصالق بصمّيّ تطبيق القانون ةقم 385-55اتازيز فاالي أحكامه.
Loi n° 2015-1501, du 20 novembre 2015, op.cit.
-2ميريا أكرا " ،نظام حالة الطوارئ في القانون الفرنسي" ،مرجع سابق ،ص .442
3
- Phillip ZAVOLI, « État d’urgence », op.cit, n°73, p16.
ااألبحاث القانوني -4مرااد فاةسي " ،النظام القانوني لحالة الطوارئ بالمغرب وفق المعايير الدولية" ،مجل الباحث للّةاسا
االقضائي ،الاّاد ،19يونيو ،2020ص .57
-5مبراك جنيّي " ،أثر جائحة (كوفيد )19كظرف استثنائي على الحريات وحقوق اإلنسان" ،مجل حقوق اإلنسان االحريا
الاام ،المجلّ ،06الاّاد ( 01تاص) ،2021 ،ص ص .21-20
- 248 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
تشكل حري الصنقل الحري األكثر عرض ً للصقييّ أثناء تطبيق حال الطواةئ الاحي ،حيث يمكن
اإلاداةي المخصا اتخاذ الاّيّ من الصّابير الضبطي الصي تكون مصناسب مع المخاطر الاحي للسلطا
في الظراف الزماني االمكاني الصي تطبق فياا.
الامومي الجزائري بصسيير أزم جائح كوةانا عن طريق لوائح ضبط إاداةي قامت السلطا
تاواا المرسو الصنفيذي ةقم ،69-20امجموع ً أهماا المراسيم الصنفيذي الااادة عن الوزير األال،
المراسيم الملحق به .هذه المراسيم الصنفيذي اسصحّث جمل من الصّابير الرامي للوقاي من انصشاة فيراس
كوةانا (كوفيد ،)19-االصي لاا تأثير مباشر على مماةس حري الصنقل ،األمر الذي يبرز بشكل أساسي
من تالل إجراء الحجر المنزلي ،الذي نسصارضه على النحو اآلتي:
أ -تعريف الحجر الصحي المنزلي :سمح المرسو الصنفيذي ةقم 70-20بصطبيق نظا الحجر المنزلي،
حيث تنص في هذا اإلطاة المااد 2منه على " :يقام في الواليات و /أو البلديات المصرح بها من قبل
السلطة الصحية الوطنية كبؤر لوباء فيروس كورونا (كوفيد )19-نظام الحجر المنزلي.1"...
ينصج عن إقراة نظا الحجر الاحي المنزلي تقييّ حري الصنقل ،اهذا ما تنص عليه المااد 5من
المرسو الصنفيذي ةقم 70-20الصي جاء فياا ":تمنع حركة األشخاص خالل فترات الحجر ،من ونحو
الوالية أو البلدية المعنية وكذا داخل هذه المناطق.2"...
المارح باا من قبل اعليه ،فإن الحجر المنزلي ياني تقييّ حرك الصنقل في باض الواليا
الامومي كبؤة لفيراس كوةانا ،ايشمل كل األشخاص المصواجّين بالوالي الماني تالل فص ار السلطا
زمني تخصلف حسب الوضعي الوبائي لكل منطق .3
ب -أنواع الحجر الصحي المنزلي :نص المرسو الصنفيذي ةقم 70-20على نوعين إلجراء الحجر
المنزلي ،الحجر الاحي الكلي االحجر الاحي الجزئي ،اذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -الحجر المنزلي الكلي :عرفصه المااد 4من المرسو الصنفيذي ةقم 70-20بأنه " :يتمثل
الحجر المنزلي الكلي في إلزام األشخاص بعدم مغادرة منازلهم أو أماكن إقامتهم ،خالل الفترة
المعنية.1"...
اليو ،اللفصر ينصج عن إقراة الحجر المنزلي الكلي الصقييّ الكامل لحري الصنقل طيل ساعا
نظر للّةج الاالي من الصشّاد الصي ينطوي علياا هذا اإلجراء،
اإلاداةي .ا ًا المحّاد من طرف السلطا
كبير لفيراس كوةانا (كوفيد ،)19-اهي االي البليّ ،
انصشاة ًا
ًا فقط اقصار تطبيقه على البؤة الصي عرفت
" يطبق حجر كامل على والية البليدة لمدة 10أيام قابلة للتجديد.2"...
الفقرة الثانية -الحجر المنزلي الجزئي :عرفصه المااد 4من المرسو الصنفيذي ةقم 70-20بأنه " :ويتمثل
الحجر المنزلي الجزئي في إلزام األشخاص بعدم مغادرة منازلهم أو أماكن إقامتهم خالل الفترة و/أو
الفترات الزمنية المقررة من طرف السلطات العمومية".3
قيّا على حري
على تالف الحجر المنزلي الكلي ،نجّ بأن نظا الحجر المنزلي الجزئي يشكل ً
يمكن للمواطن اإلاداةي ،اتاةج هذه الفص ار الزمني المحّاد من طرف السلطا الصنقل فقط في الفص ار
المااد 10من المرسو الصنفيذي ةقم 70-20الحيز مماةس حريصه في الصنقل بشكل طبياي ،اقّ حّاد
الزمني للحجز الجزئي ،حيث جاء فياا " :يطبق على والية الجزائر ،حجر جزئي من الساعة السابعة
مساء إلى غاية الساعة السابعة من صباح الغد.
يطبق هذا اإلجراء لمدة 10أيام قابلة للتجديد ،ويمكن أن يمتد إلى واليات أخرى ،عند االقتضاء".4
ج -السلطة المختصة باتخاذ إجراء الحجر المنزلي :ياواد االتصااص بفرض الحجر الاحي المنزلي
للوزير األال باف أساسي ،االوال باف ثانوي ،اذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -الوزير األول :ياواد االتصااص في إقراة نظا الحجر المنزلي للوزير األال ،حيث تنص
في هذا اإلطاة المااد 2من المرسو الصنفيذي ةقم 70-20على " :يقام في الواليات و/أو البلديات
المصرح بها من قبل السلطة الصحية الوطنية كبؤر لوباء فيروس كورونا (كوفيد ،)19-نظام الحجر
المنزلي...يقرر هذا الحجر من قبل الوزير األول".1
يفسر منح الوزير األال هذا االتصااص في أن المراسيم الصنفيذي يمكناا أن تصكيف مع الصغير
الحاال في االسصراتيجي الوطني لمواجا فيراس كوةانا (كوفيد ،)19-اهو ما تحقق على أةض الواقع،
حيث فرضت الظراف المصساةع القيا بإاّاة جمل من المراسيم الصنفيذي بشكل يكااد يكون اداةي ،افي
كان الفاةق الزمني بين المرسو الصنفيذي ااآلتر ثالث أيا فقط ،هذه المران كانت باض الحاال
سصكون مقيّ لو منح االتصااص في إاّاة لوائح الضبط الخاا بصسيير فصر انصشاة فيراس كوةانا
(كوفيد )19-لرئيس الجماوةي .
الفقرة الثانية -الوالة :باّف إعطاء فاالي أكثر إلجراء الحجر المنزلي ،امراعا للظراف المحلي النصشاة
فيراس كوةانا (كوفيد ،)19-تم تأهيل اال الجماوةي إلقراة نظا الحجر المنزلي ،حيث تنص في هذا
اإلطاة المااد 3من المرسو الصنفيذي ةقم ،168-20على ":يجب على الوالة ،إذا اقتضت الوضعية
الصحية ذلك وبعد موافقة السلطات المختصة ،إقرار حجر منزلي جزئي أو كلي يستهدف مكانا أو بلدية
أو حيا أو أكثر تشهد بؤ ار للعدوى".2
المحلي ال تملك السلط الصقّيري في جاء نص هذه المااد بايغ االل از ،بمانى أن السلطا
إقراة الحجر المنزلي عنّما تسصّعي الوضعي الوبائي على مسصوى الوالي ذلك ،لاذا تم تاّيل هذه
الحًقا ،إذ أابح الوال لام السلط الصقّيري الواسا في إقراة الحجر المنزلي حسب الظراف المقصضيا
الخاا بكل االي .3
الواةاد د -رخصة التنقل االستثنائية :نص المرسو الصنفيذي ةقم 70-20على مجموع من االسصثناءا
على نظا الحجر المنزلي ،يصم تاللاا السماح لألفرااد بالصنقل باّ الحاول على ةتا إاداةي مسبق ،في
هذا اإلطاة تنص المااد 6من هذا المرسو على ":في ظل احترام تدابير الوقاية من انتشار وباء
فيروس كورونا (كوفيد )19-التي تتخذها السلطات الصحية ،يمكن الترخيص لألشخاص بالتنقل ،على
سبيل االستثناء ،للدواعي اآلتية:
-لقضاء احتياجات التموين من المتاجر المرخص لها،
-لقضاء احتياجات التموين بجوار المنزل،
-لضرورات العالج الملحة،
-لممارسة نشاط مهني مرخص به.1"...
تسل م ةتا الصنقل االسصثنائي من طرف اللجن الوالئي المكلف بصنسيق النشاط القطاعي للوقاي
إقليميا كرئيس ،اعضوي ممثلي ماالح
ً من اباء كوةانا ،2اتصشكل هذه اللجن من االي الوالي المخصص
األمن ،النائب الاا ،ةئيس المجلس الشابي الوالئي ،ةئيس المجلس الشابي البلّي لمقر الوالي .3
الماني الصي يرتص ألاحاباا بالصنقل ،4تصالق بالنشاط الصجاةي الخاص بصمويل االنشاطا
السكان بالموااد الغذائي ،الايان االصنظيف ،الايّالني اشبه الايّالني .5كما منح المرسو الصنفيذي ةقم
70-20الحق في الحاول على ةتا الصنقل االسصثنائي بالنسب للباع المصجولين للموااد الغذائي .6
الواقع أنه باّ اّاة هذا المرسو مباشر ،أاّة الوزير األال تاليم ألعضاء الحكوم االوال
الماني بصّابير الحجر بخاوص الرتا االسصثنائي لصنقل المسصخّمين لّااعي ماني في الواليا
هذه الصاليم كنصيج منطقي للصّابير الصي جاء باا المرسو الصنفيذي ةقم ،69-20 الاحي .7اجاء
االقاضي بوضع في عطل اسصثنائي مّفوع األجر % 50على األقل من مسصخّمي المؤسسا
الحيوي الصي ال يطبق علياا هذا اإلجراء.8 ااإلادا اة الامومي ،مع اسصثناء مجموع من القطاعا
االنقائص بخاوص لقّ كشف الصطبيق الاملي لرتا الصنقل االسصثنائي اجواد باض الصناقضا
الماني الماني باا ،إذ توجّ باض المان تصطلب الصنقل بشكل مسصمر عبر كامل اإلقليم النشاطا
الوطني ،اهنا نخص بالذكر فئ المحامين ،الاذا أاّة الوزير األال تاليم مؤةت في 21أفريل
،2020يافي من تاللاا جميع أعضاء هيئ المحاميين من ةتص الصنقل االسصثنائي ،حيث يصم الصنقل في
هذه الحال بمجراد اسصظااة البطاق الماني .1
ه -عن خضوع إجراء الحجر المنزلي للرقابة القضائية :مباشر باّ تطبيق حال الطواةئ الاحي ،
الاام اضراة تساءل باض الفقه حول هذه الحال القانوني اانصااكاتاا المحصمل للحقوق االحريا
تضوعاا للرقاب القضائي ؟
تم إتطاة القاضي اإلاداةي الفرنسي بالاّيّ من الّعااى ضّ الصّابير الصنظيمي المرتبط بمحاةب
انصشاة فيراس كوةانا (كوفيد ،)19-لكن األغلبي من تلك الّعااى تم ةفضاا بحج حماي الاح
الامومي ،فمن المنطقي أن غياب فاالي القاضي اإلاداةي اتجاه هذه الصّابير يثير الاّيّ من األسئل ،إذ
الحكومي حماي ً للمالح الاام .2 إلى تقرير مشراعي اإلجراءا يبّا أنه يميل في مثل هذه الحاال
اإلاداةي المحلي السلطا لكن القاضي اإلاداةي الفرنسي ،عااد اأمر بوقف تنفيذ باض ق ار اة
المصالق بمكافح فيراس كوةنا (كوفيد ،)19-يظار ذلك من تالل األمر الااادة عن المحكم اإلاداةي
Nantesالمؤةخ في 24أفريل ،2020الذي أاقف تنفيذ قراة عمّ بلّي Maine-et Loireالمصضمن
فرض حظر للصجول في الفصر المسائي ،حيث اعصبر أن مظاهر عّ احص ار الحجر الاحي عبر اسائط
مقناا لاذا القراة.3
أساسا ً
الصواال االجصماعي ال تشكل ً
الحًقا ،ةفض القاضي االسصاجالي لمجلس الّال الفرنسي إاّاة أمر للوزير األال من أجل
إعالن الحجر الاحي الشامل من أجل مواجا فيراس كوةانا ،ففي الشق المصالق بمماةس الحقوق
الاام ،اهي الشغل الشاغل في ظل هذه الظراف ،تبرز مّى ااوب إيجااد توازن بين مبّأ االحريا
-1تاليم ةقم ،180مؤةت في 21أفريل ،2020تصالق بصنقل المحامين تالل مواقيت الحجر الاحي ،أنظر الملحق رقم ،09ص
.632
2
- Julien MUCCHIELLI, « L’état d’urgence sanitaire, ses possibles dérives et la nécessité d’un contrôle »,
Dalloz Actualité, 30 avril 2020, disponible sur le site : https://www.dalloz-actualite.fr/flash/l-etat-d-urgence-
sanitaire-ses-possibles-derives-et-necessite-d-un-controle, consulté le :04 juillet 2021.
3
- T.A de Nantes, ord, 24 avril 2020, Ligue des droits de l’homme, disponible sur le site : https://www.dalloz-
actualite.fr/sites/dalloz-actualite.fr/files/resources/2020/05/2004365.pdf, consulté le 04 juillet 2021, à 15 :00.
- 253 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
األمن الاحي احري الصنقل في مواجا حال طواةئ ابائي ،األمر الذي يفرض تاّيل ادائم امسصمر
للصّابير الحكومي بما يصناسب مع تطوة الحال الوبائي .1
يظار الصشّاد الكبير للقاضي اإلاداةي في مواجا إجراء حضر الصجول المطبق تالل حال
Association الطواةئ الاحي ،من تالل األمر االسصاجالي الااادة عن مجلس الّال في قضي
،Société des Habous et Lieux de l’Islam et Fédération de la Grande Mosquéeحيث طالبت
القاضي االسصاجالي لمجلس الّال إاّاة أمر لوزير الّاتلي من أجل الصرتيص مجموع من الجمعيا
بفصح المساجّ ليل 8إلى 9ماي ،اذلك بمناسب إحياء " ليلة القدر" .أشاة القاضي اإلاداةي إلى أن
الامومي الصأكّ من أن جميع الصنقال جّا على السلطا
الوضع الاحي اليزال مقلًقا ،اأنه من الااب ً
في تلك الليل مرتبط باذه المناسب ،لاذا ةفض إاّاة هذا األمر.2
اكذا في األمر االسصاجالي الااادة في 6ماي 2021االمصالق بطلب اقف تنفيذ الصّابير الصي
نات علياا المااد 4من المرسو ةقم ،1310-2020االمصضمن إجراء حظر الصجول االحجر الاحي
مضااد لفيراس كوةانا (كوفيد .)19-حيث اعصبر القاضي بالنسب لألشخاص الذين تلقوا لقاحا
المصحوة لاذا الفيراس ،االصي االسصاجالي بأن الوضعي الاحي الحرج الناتج عن ظاوة السالال
مّى فاالي اللقاحا ،ابالنصيج ارح بأن إجراء حظر الصجول ال ينطوي على اعصّاء يااب مااا إثبا
على حري الصنقل.3
لم يغفل المشرع الفرنسي في القانون المصضمن تنظيم حال الطواةئ الاحي على تكريس ضمان
المصخذ في إطاة حال الطواةئ الاحي ،على اعصباة أن هذه الرقاب القضائي بالنسب لجميع اإلجراءا
الاام ،لاذا نجّه قّ نص في القانون ةقم األتير تمثل إطاة قانوني بالغ الخطوة على الحقوق االحريا
اإلاداةي على المسصوى الوطني الصي تصخذها السلطا االق ار اة ،4299-2020على أن جميع اإلجراءا
1
- Jean-Sébastien BOBA, « Le juge des référés du Conseil d’État face aux mesures de lutte contre le Covid-
19 », La semaine juridique administration et collectivités territoriales, n°13, 30 mars 2020, 182, p 3.
2
- C.E, ord, 6 mai 2021, Association Société des Habous et Lieux de l’Islam et Fédération de la Grande
Mosquée, disponible sur le site :
https://www.conseil-etat.fr/content/download/159659/document/452144.pdf, consulté le 04 juillet 2021 ; à
12 :00.
3
- C.E, ord, 6 mai 2021, M.A, n°451455 et M.E et autres, n°451940, disponible sur le site : https://www.conseil-
etat.fr/Media/actualites/documents/2021/05-mai/451455.pdf, consulté le 04 juillet 2021, à 17 :00.
4
- Loi n° 2020-290, du 23 mars 2020, op.cit.
مكرر موسوم ب" :حالة الطوارئ الصحية" يتض ّمن لإلشارة ّ
فإن هذا القانون قد ت َّمم قانون الصحة العمومية من خالل استحداث فصل ّ
المواد من L.3131-12إلى .L.3131-20
- 254 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أا المحلي يجب أن تكون مصناسب بشكل ااة مع المخاطر الاحي الناشئ ،اأن تكون مصوافق مع
الظراف الزماني االمكاني ،اأن يصم إنااؤها عنّما ال تكون هناك حاج لاا.1
الضبطي المصالق بحال الطواةئ هذا الحكم الصشرياي المصضمن فكر الصناسب في الق ار اة
االسصاجال-توقيف ااالسصاجال-تاواا عن طريق إجراءا
ً الاحي أسس لوجواد ةقاب قضائي فاال
حري ،حيث تنص في هذا اإلطاة المااد 2من القانون ةقم ،299-2020على أنه يجوز أن تكون
1
-Art 2 de la loi n° 2020-290, op.cit.
2
-Art 2 de la loi n° 2020-290, op.cit. « Art. L. 3131-18.-Les mesures prises en application du présent
chapitre peuvent faire l'objet, devant le juge administratif, des recours présentés, instruits et jugés selon
les procédures prévues aux articles L. 521-1 et L. 521-2 du code de justice administrative ».
- 255 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الفرع الثاني :تدخل القاضي اإلداري لرقابة ق اررات المنع اإلداري من السفر إلى الخارج
يشكل الخراج من الّال حًقا ادسصوةًيا كرسصه المااد 49فقر 02من الّسصوة ،االصي جاء فياا:
" لكل مواطن الحق في الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه" ،1لاذا فقّ نص المؤسس الّسصوةي
على ضمان االتصااص الحاري للسلط القضائي في تقييّ مماةس حري الصنقل بكاف اوةها ،حيث
تنص في هذا اإلطاة المااد المذكوة أعاله في فقرتاا 03على ":ال يمكن تقييد هذه الحقوق إال لمدة
محددة ،وبموجب قرار معلل من السلطة القضائية".2
تظار تطوة المنع اإلاداةي من السفر نصيج المشاكل الاملي الصي تااادف األفرااد عنّ مغاادةتام
أا ةجوعام إلى أةض الوطن ،االصي قّ تال إلى حّ مناام من السفر ،ابالصالي تاطيل ماالحام ،لاذا
تبّا أهمي إبراز مظاهر الحماي القضائي لحق السفر ،اذلك من تالل ةقاب القاضي اإلاداةي لق ار اة
اإلاداةي عنّ اسصخّا سلطصاا في تقييّ حري األفرااد في الصنقل عن طريق المنع من السفر.3 الجاا
على الّساتير ،حيث الّسصوةي الصي ط أر مصوافق مع الصاّيال كما يجب أن تكون الصشرياا
ال يجوز أن تصااةض الناوص الصشريعي مع أحكا الّسصوة ،اذلك تطبيًقا لمبّأ تّةج القواعّ القانوني
اسمو الّسصوة ،الذلك من الضراةي أن يصوافق النظا القانوني للمنع اإلاداةي من السفر مع هذه
المباادئ.4
يشكل المنع اإلاداةي من السفر أبرز مظار للصقيّ الكلي لحري الصنقل ،اذلك عن طريق حرمان
الفراد من الصمصع باذه الحري ،لاذا سنحاال عرض تاريفه (أوال) ،اتكريسه في ضوء القانونين الفرنسي
االجزائري (ثانيا) ،ا ًا
أتير البحث في مّى ادسصوةيصه (ثالثا).
أوال -تعريف المنع اإلداري من السفر :يظار المنع اإلاداةي من السفر في اوة اتصااص تماةسه
يعيا له ،اعليه نجّ
اإلاداة انطالًقا من ااجباا في حماي النظا الاا ،لكن اةغم ذلك فال نجّ تار ًيفا تشر ً
من األحسن البحث في الصاريفا الفقاي للمنع اإلاداةي من السفر ( ،)1كما يمكن اسصنصاج تاريف آتر
قضائي (.)2
-1التعريف الفقهي للمنع اإلداري من السفر :يمكن تاريف المنع اإلاداةي من السفر بأنه ةفض اإلاداة
الصرتيص بالسفر لكل شخص يرغب في مغاادة حّااد الّال ،اذلك لوجواد اقائع احيح تّينه ،اتمنح
اإلاداةي المخصا الحق في مناه من السفر ،1أا هو كما يارفه األسصاذ سيد أحمد محمود بأنه: السلطا
" حالة واقعية وفعلية قد يعبر عنها بقرار صادر من جهة اإلدارة ،أو ممارسة فعلية بمنع الشخص من
السفر عند استعداده لمغادرة البالد بعد استكماله إجراءات السفر ،فكالهما يعبر عن إرادة الجهة
اإلدارية في المنع من السفر ،وهو ما ينطوي على قرار بالمنع من السفر".2
كما يارفه الباض اآلتر بأنه قيّ غير مالن ،اقصي ،يفرض على حري السفر للخاةج ،يفاجئ به
المواطن حال سفره للخاةج ،افرض لال قّةتاا الجا اإلاداةي لمالح قضي أا تحقيق أا اتاا تالق
األمن الاا ،3فاو إجراء يصالق بحق تاص أا عا في ذم الشخص بالممنوع من السفر أا العصبا اة
سواء لألفرااد أا الّال .4
اعليه ،يمكن القول بأن المنع اإلاداةي من السفر هو ذلك اإلجراء الذي تقو من تالله السلطا
اإلاداةي المخصا بإاّاة قراة بالمنع من السفر إلى تاةج اإلقليم الوطني ،اذلك عنّما تقّة جا اإلاداة
بأن سفر المواطن ينطوي على تاّيّ لألمن الاا ،فصقو باملي إادةاجه ضمن قوائم الممنوعين من السفر،
حيث تصولى ماالح شرط الحّااد تنفيذ هذا القراة.
-2التعريف القضائي للمنع اإلداري من السفر :عرفصه المحكم اإلاداةي الاليا الماري بأنه ":إجراء
تفرضه طبيعة الغايات واألغراض المبتغاة منه ،وهي ضمان األمن العام وتأمين المصالح القومية
واالقتصادية للبالد ،فالمنع من السفر ليس عقوبة جنائية يتعين أن يتحقق االتهام بيقين ويثبت ثبوتا ال
شك فيه ،إنما هو إجراء وقائي موقوت بتحقيق الغاية منه ،يكفي التخاذه أن تقوم األدلة على وجود
أسباب تدعو إليه".5
-1أحمّ جااد مناوة ،الحماي القضائي لحقوق اإلنسان ادةاس تاا في حري الصنقل ااإلقام في القضاء اإلاداةي الماري "ادةاس
مقاةن " ،ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه ،كلي الحقوق ،جاما عين شمس ،1998 ،ص .509
-2سيّ أحمّ محمواد ،حول منع المّين من السفر ،اداة الناض الاربي ،القاهر ( ،اد.س.ن) ،ص .46
-3الباقوةي طاةق حسن ،اداة الشرط في حماي حق الصنقل مع الصطبيق على المنع من السفر ،الناشر المؤلف ،2006 ،ص .188
-4مظار أحمّ عمر حسين الراغب "،المنع من السفر وتجميد األرصدة في الفقه اإلسالمي" ،مجل قطاع الشريا االقانون ،كلي
الشريا االقانون ،جامع األزهر ،المجلّ ،10الاّاد ،2018 ،10ص .335
-5المحكم اإلاداةي الاليا ،حكم في الطان ةقم ،635لسن 34قضائي عليا ،جلس 27جوان ،1993مجموع السن ،28الجزء
الثاني ،ص .1507
- 257 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المحكم بأنه حال قانوني قّ يابر عناا بقراة ااادة عن جا أما في حكم آتر فصارفه ذا
اإلاداة أا مماةس فالي بمنع شخص من السفر عنّ اسصاّااده لمغاادة البالاد باّ اسصكمال إجراءا
السفر .1ااضح من هذا الصاريف األتير أن المحكم اإلاداةي الاليا أادتلت ضمن مجال المنع اإلاداةي من
السفر المماةس الماادي أا الفالي بمنع المواطن من السفر من طرف شرط الحّااد على مسصوى المنافذ
الحّاادي .فسواء اّة قراة إاداةي يصضم ن منع المواطن من السفر أا نصج هذا المنع عن فال ماادي
فكالهما يشكل ااقا منع إاداةي من السفر.
ثانيا -تكريس المنع اإلداري من السفر في القانونين الفرنسي والجزائري :للصمكن من تحّيّ النظا
القانوني للمنع اإلاداةي من السفر اقصضت الضراة ادةاسصه عن طريق المقاةن ،الاذا نسصارض المنع
اإلاداةي من السفر في القانون الفرنسي ( ،)1اباّها الجزائري (.)2
-1تحديد اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في القانون الفرنسي :تاصبر حري الصنقل
االسفر إلى تاةج اإلقليم في القانون الفرنسي حري غير محّااد من حيث المماةس ،2بشرط الحاول
الالزم للسفر ،اعلى اجه الخاوص جواز السفر.3 على المسنّا
لم يارف القانون الفرنسي نظا المنع من السفر إلى غاي سن ،2014فنصيج لصزايّ تطر
اإلةهابي ،اسصحّث المشرع إجراء المنع من مغاادة اإلقليم اذلك عن طريق القانون ةقم -2014 الصاّيّا
،1353المصضمن تّعيم الصّابير المصالق بمكافح اإلةهاب ،حيث تم بموجبه تصميم قانون األمن الّاتلي
بفال ساادس موسو ب" :المنع من مغادرة اإلقليم .4" Interdiction de sortie du territoire
تنص المااد L.224-1من قانون األمن الّاتلي على " :كل فرنسي يمكن أن يكون محال للمنع
من مغادرة اإلقليم ،عندما تتوافر أسباب جدية تدعو إلى االعتقاد بأنه يخطط للقيام:
-1التنقل إلى الخارج بهدف المشاركة في أنشطة إرهابية.
-1المحكم اإلاداةي الاليا ،حكم في الطان ةقم ،970لسن 48قضائي عليا ،جلس 14اديسمبر ،2002ذكره حمّي أبو النوة
السيّ عويسي ،الحماي الصشريعي االقضائي لحق الاجر ،ط األالى ،اداة الفكر الجاماي ،اإلسكنّةي ،2011 ،ص .53
2
-C.E, 19 février 1975, Fouéré, D, 1975, p 435 ; C.E, ord, 26 avril 2005, n°279842, M’Lamali, Rec. C.E, 2005,
p 1034.
3
-Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 30.
4
-Loi n°2014-1353, du 13 novembre 2014, renforçant les dispositions relatives à la lutte contre le terrorisme,
JORF n° 0263, du 14 novembre 2014. A modifié les dispositions suivantes : crée Code de la sécurité intérieure -
Chapitre IV : Interdiction de sortie du territoire (V).
- 258 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-2أو التنقل إلى الخارج نحو مسرح عمليات لمجموعات إرهابية ،ضمن شروط تقود إلى المساس
باألمن العام عند عودته إلى اإلقليم الفرنسي".1
كرس هذا اإلجراء الجّيّ مبّأ شمولي تقييّ حري الصنقل لمواطني الّال كما بالنسب لألجانب،
حيث أن الحظر المفراض على المواطن لم ياّ يقصار على الّتول إلى اإلقليم الوطني فقط بل امصّ
أيضا ،ابالصالي فإن تاّيّ األمن الاا الذي يشكله تراج المواطن من اإلقليم يسمح
إلى الخراج منه ً
بفرض تّابير تاّف إلى مناه من السفر.2
محّاد بموجب الناوص الصشريعي ، ياّة قراة المنع من مغاادة اإلقليم الفرنسي افًقا إلجراءا
قضائيا ،اذلك كاآلتي:
ً كما يمكن الطان فيه
أ -السلطة المختصة بإصدار قرار المنع اإلداري من مغادرة اإلقليم :ياواد االتصااص في إاّاة قراة
المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم لوزير الّاتلي ،ايكون ذلك بموجب قراة مكصوب امسبب بشكل كاف،
ابصّاء من تاةيخ تبليغه للماني ،كما يمكن تجّيّ هذا
ً اتحّاد مّ سريان هذا القراة بسص ( )06أشار
قانونا ايرفع بمجراد تخلفاا.3
ً القراة بموجب قراة اريح امسبب عنّ توفر الشراط المطلوب
تاّيال على نص المااد L.224-1من قانون األمن الّاتلي،
ً لكن القانون ةقم 987-2016أادتل
حيث منح لوزير الّاتلي إمكاني تجّيّ قراة المنع من مغاادة اإلقليم لمّ غير محّاد ،4لاذا فقراة المنع
من مغاادة اإلقليم يشكل تّبير ضبط إاداةي مسبب الكنه غير محّاد المّ .5
ب -مفاعيل قرار المنع من مغادرة اإلقليم :يصرتب على اّاة قراة المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم
النصائج اآلتي :
1
-Art 1 de la loi n°2014-1353, op.cit.
« Tout Français peut faire l'objet d'une interdiction de sortie du territoire lorsqu'il existe des raisons
sérieuses de penser qu'il projette :
; 1° Des déplacements à l'étranger ayant pour objet la participation à des activités terroristes
2° Ou des déplacements à l'étranger sur un théâtre d'opérations de groupements terroristes, dans des
conditions susceptibles de le conduire à porter atteinte à la sécurité publique lors de son retour sur le
» …territoire français
L’article L.224-1 modifié par la loi n°2016-987, du 21 juillet 2016, prorogeant l'application de la loi n° 55-385
du 3 avril 1955 relative à l'état d'urgence et portant mesures de renforcement de la lutte antiterroriste, JORF n°
0169, du 22 juillet 2016.
2
-Ludivine RICHEFU, Le droit pénal fac à la migration transfrontière, thèse pour l’obtention du grade de
docteur en Doit, école de Droit de la Sorbonne, Université Paris 1, Panthéon-Sorbonne, 2018, pp 16-17.
3
-Art L.224-1, du code de la sécurité intérieur, op.cit.
4
-Loi n°2016-987, op.cit.
5
-Yves MAYAUD, « Terrorisme : prévention », Répertoire de droit pénal et procédure pénale, Dalloz, février
2020, n°408, p 97.
- 259 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الفقرة األولى -عدم صالحية جواز السفر لالستعمال :من أهم النصائج المصرتب على قراة المنع من مغاادة
اإلقليم عّ االحي جواز السفر اكذا بطاق الصاريف الوطني لالسصامال ،اعنّ االقصضاء يكون هذا
ماناا أما إاّاة مثل هذه الوثائق ،ايصوجب على الشخص الماني إةجاع جواز سفره اكذا بطاق
القراة ً
اإلاداةي المخصا .1 هويصه للسلطا
إن سحب بطاق الصاريف الوطني في هذه الحال إجراء ينطوي على أهمي كبير ،فحسب مبّأ
الصنقل الحر بين ادال االتحااد األاةابي المشكل لفضاء شنجن ،يكون الصنقل عبر الحّااد بمجراد حياز
بطاق هوي ،لذلك نص المشرع على تجميّ االحي اسصامالاا.2
الفقرة الثانية -منع شركات النقل من التعامل مع الشخص المعني بقرار المنع اإلداري من مغادرة
اإلقليم :من أجل ضمان فاالي إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم ،سمحت المااد L.224-1المذكوة
الّالي ،االصي المصالق بالرحال اإلاداةي المخصا عنّما تكصشف من تالل البيانا سابًقا ،للسلطا
تجال من الممكن الصارف على هوي الشخص المشمول بقراة المنع من مغاادة اإلقليم ،أن تخطر شرك
النقل الماني بشكل مسصاجل من أجل منع نقل هذا الشخص ،اذلك تحت طائل الصارض لغرام مالي .3
اقّ حّاد المرسو ةقم 26-2015المصالق بالمنع من مغاادة اإلقليم للمواطنين الفرنسيين الذين
إةهابي في الخاةج ،السلط اإلاداةي المخصا بصقّيم الطلب لشركا يخططون للمشاةك في نشاطا
النقل المذكوة في المااد L.232-8من قانون األمن الّاتلي ،4اهي بحسب المااد R.232-19ازير
الّاتلي .5
ج -الرقابة القضائية على ق ارر المنع اإلداري من مغادرة اإلقليم :كرس المشرع الفرنسي ضمان الرقاب
القضائي على قراة المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم ،حيث نات المااد L.224-1المذكوة سابًقا ،على
حق الشخص الماني في ةفع طان قضائي ضّ قراة ازير الّاتلي ،اهذا ضمن مال شارين ( )02من
1
-Art L.224-1, du code de la sécurité intérieur, op.cit.
2
-Yves MAYAUD, « Terrorisme : prévention », op.cit, n°409, pp 97- 98.
3
-Art L.224-1, du code de la sécurité intérieur, op.cit.
4
-Nicole GUIMEZANES, « Interdiction du territoire », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier 2009
(actualisation mai 2019), n°8, p 5.
5
-Décret n°2015-26, du 14 janvier 2015, relatif à l'interdiction de sortie du territoire des ressortissants français
projetant de participer à des activités terroristes à l'étranger, JORF n°0012, du 15 janvier 2015.
- 260 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أيضا باّ كل عملي تجّيّ لقراة المنع ،حيث تفال المحكم اإلاداةي في
تاةيخ تبليغه باذا القراة ،ا ً
مشراعي هذا القراة ضمن مال أةبا ( )04أشار من تاةيخ ةفع الّعوى.1
يماةس الماني حق الطان القضائي ادان المساس بأحكا الماادتين L.521-1ا L.521-2من
قانون الاّال اإلاداةي ،بمانى أن هذا الطان ال يمس بحق المواطن في ةفع ادعوى اسصاجالي ضّ قراة
المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم ،2اهذا أمر منطقي يصوافق مع طبيا االسصاجال الذي ينطوي عليه هذا
اإلجراء ،تاا عنّما ال تحصر اإلاداة شرط الصبليغ أا بسبب تغيير عنوان الشخص الماني ،حيث يصحقق
السفر في المنافذ الحّاادي أا المطا اة .لاذا يسصطيع القاضي علمه باذا القراة عنّ مباشر إجراءا
اإلاداةي االسصاجالي اتخاذ جميع الصّابير الضراةي الالزم لحماي حري الصنقل.3
د -الجهة القضائية المختصة إقليميا بالنسبة لقرار المنع اإلداري من مغادرة اإلقليم :بالاواد إلى
المرسو الصنفيذي ةقم 169-2015المصالق باالتصااص اإلقليمي للمحاكم اإلاداةي الفاال في الق ار اة
تاّيال على نص الفقر
ً اإلاداةي المصال بمسائل الضبط اإلاداةي االوقاي من اإلةهاب ،4نجّه قّ أادتل
الق ار اة الثالث من المااد R.312-8من قانون الاّال اإلاداةي "القسم التنظيمي" ،اذلك بإحال منازعا
الو ازةي المصالق بالمنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم التصااص المحكم اإلاداةي لمّين باريس ،اذلك
تراجا عن القاعّ الاام الصي
ً حسب نص المااد R.312-19من قانون الاّال اإلاداةي ،5اهذا ياصبر
تحّاد االتصااص اإلقليمي للمحاكم اإلاداةي في مسائل الضبط اإلاداةي بمكان إقام الشخص الماني
بالقراة المخاام.6
يمكن القول بأن المشرع الفرنسي قّ ضبط اإلطاة القانوني للمنع اإلاداةي من السفر بطريق
إج ارئي مام الصي تسصوجب إاّاة هذا القراة ،االذي أحاطه بضمانا شامل ،حيث حّاد بّق الحاال
1
-Art L.224-1, al 6, du code de la sécurité intérieur, op.cit.
2
-Yves MAYAUD, « Terrorisme : prévention », op.cit, n°408, p 97.
3
- L’interdiction du sortie du territoire est conforme à la Constitution, commentaire QPC n°2015-490, du 14
octobre 2015, A.J.D.A, 2015, p 1886.
4
- Décret n°2015-169, du 14 février 2015, relatif à la compétence territoriale des tribunaux administratifs pour
connaître des décisions ministérielles en matière de police administrative et de prévention du terrorisme, JORF
n° 0039, du 15 février 2015.
5
- Décret n°2000-388, du 4 mai 2000, relatif à la partie Réglementaire du code de justice administrative, JORF
n°0107, du 7 mai 2000, modifié et complété, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/codes/section_lc/LEGITEXT000006070933/LEGISCTA000006091522?etatText
e=VIGUEUR&etatTexte=VIGUEUR_DIFF#LEGISCTA000006091522, consulté le 05 juillet 2021, à 22 :00.
6
- Olivier YEZNIKIAN, « Tribunal administratif », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, janvier
2006 (actualisation janvier 2018), n°160, p 60.
- 261 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
كالصسبيب االصبليغ ،ةغم أنه تراجع عن مبّأ حار المّ الزمني لاذا اإلجراء اجالاا غير محّاد ،إال أنه
كرس أهم ضمان قضائي لحماي حري تنقل المواطن ،اذلك من تالل إتضاع هذا القراة لرقاب القاضي
اإلاداةي حسب القواعّ الاام المقرة في قانون الاّال اإلاداةي .
-2غموض اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في القانون الجزائري :تسصطيع السلطا
اإلاداةي المخصا أن ترفض إاّاة جواز السفر أا تمصنع عن تجّيّه أا حصى سحبه ،اهو ما ياني
بطريق غير مباشر منع المواطن من السفر إلى تاةج اإلقليم ،هذا االتصااص عرف تّة ًجا من حيث
السلط الصقّيري الصي منحاا المشرع لإلاداة عبر قوانين اثائق السفر المصااقب ،لكن الشيء الثابت هو أن
المنظوم القانوني الجزائري لم يسبق لاا أن عرفت تنظيم قانوني تاص بالمنع اإلاداةي من السفر ،اذلك
على النحو اآلتي:
أ -المنع من السفر الناتج عن ممارسة اإلدارة لسلطتها التقديرية في إصدار جواز السفر :نص المشرع
الصي يجوز فياا لإلاداة ةفض الجزائري من تالل القوانين المصااقب المصالق بوثائق السفر على الحاال
إاّاة جواز السفر أا تجّيّه ،اذلك على النحو اآلتي:
ةفض إاّاة جواز الملغاة :كان األمر ةقم 26-69ينص على حاال
الفقرة األولى -في ظل القوانين ُ
السفر ،حيث تنص المااد 17منه على " :يجب رفض تسليم جواز السفر إذا ظهر أن تسليمه يمكن أن
يتيح أو يسهل ارتكاب جناية أو جنحة" ،1كما تنص المااد 18من األمر نفسه على ":يمكن أن يرفض
تسليم جواز السفر إذا كان وجود الطالب في الخارج من شأنه أن يمس بأمن الدولة أو يلحق ضر ار
بعالقاتنا الحسنة مع دولة أجنبية" ،2كما تنص المااد 14فقر 01من األمر نفسه على ":يرفض تسليم
جواز السفر لألشخاص الذين هم موضوع تحقيق قضائي أو إدانات بأحكام جنائية".3
يظار من أحكا هذه الموااد مّى الصشّاد الكبير في تطبيق إجراء ةفض منح جواز السفر ،حيث
يكفي أن يكون الشخص محل تحقيق قضائي أا إادان جزائي ادان تمييز لنوع الجريم سواء كانت جنح
اإلاداةي المخصا ةفض تسليم جواز السفر في الحال الصي يكون فياا أا جناي ،كما يمكن للسلطا
تسليم الجواز طريًقا لصسايل اةتكاب جناي أا جنح ،االمقاواد هنا الجرائم المصالق بالصاريب ،االجرائم
الاابر للحّااد االاجر غير الشرعي .
أما الحال الصي نات علياا المااد 18المذكوة أعاله ،فقّ منحت اإلاداة سلط تقّيري ااسا في
الحسن مع الّال األجنبي .في الحقيق إن إادةاج مثل هذه تقّير اجواد المساس باألمن الاا االاالقا
الاام اغير المحّاد من شأنه تقوي نفوذ اإلاداة اجالاا تخصفي تحت هذه الذةائع من أجل الماطلحا
منع المواطن من حقه في السفر إلى الخاةج.
أما في ظل األمر ةقم ،1-77فقّ كانت المااد 11منه تنص على ":ال تسلم أي وثيقة سفر وال
يمنح أي تمديد لمدة صالحيتها ألي شخص:
-محكوم عليه بجناية،
-محكوم عليه منذ أقل من 5أعوام ،عن جنحة ،بعقوبة الحبس لمدة ستة أشهر على األقل،
-أو كان موضوع منع من مغادرة التراب الوطني أو أمر قضائي أو تحديد محل اإلقامة".1
اإلاداةي المخصا ملزم باّ تسليم جواز السفر أا يصبين من نص هذه المااد بأن السلطا
اأادين تجّيّه في حال الحكم بإادان طالب جواز السفر الةتكابه جناي أا جنح منذ تمس ( )05سنوا
ممنوعا
ً بسبباا باقوب ال تقل عن سص ( )06أشار ،كما ال يصم تسليم جواز السفر في حال كان الشخص
من السفر.
المالحظ األساسي في هذا الشأن أن المشرع تخلى على السلط الصقّيري الصي كانت ممنوح
حماي األمن الاا للّال االمحافظ لإلاداة في ظل األمر ةقم ،26-69االصي كانت ترتكز على اعصبا اة
الخاةجي مع الّال األجنبي . على الاالقا
الفقرة الثانية -في ظل القانون رقم :03-14نصيج لصغير الظراف الصي كانت سائّ باّ االسصقالل
الراهن ،أاّة المشرع الجزائري القانون الجّيّ المصالق بسنّا االصي أابحت ال تنسجم مع الماطيا
كبير للمواطنين في الحاول على جواز السفر ،لاذا تنص المااد 6 ااثائق السفر ،حيث أعطى ضمانا
منه على ":جواز السفر سند فردي يمنح بدون شرط السن لكل مواطن ما لم يكن محكوما عليه نهائيا
في جناية ولم يرد اعتباره".2
ااضح من نص هذه المااد أن المشرع اكصفى بحال ااحّ يمكن لإلاداة من تاللاا ةفض إاّاة
جواز السفر ،اهي حال اإلادان الناائي الةتكاب جناي ،مع اشصراط عّ اسصفااد الماني من ةاد االعصباة.
المذكوة أعاله، ب -غياب اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في الجزائر :تاةج الحاال
ال يوجّ إطاة قانوني تاص ينظم المنع اإلاداةي من السفر في الجزائر كما هو الحال في فرنسا ،حيث أن
النص الوحيّ الذي كان يشير اراح إلى إمكاني اإلاداة إاّاة قراة المنع من السفر هو نص المااد
11من األمر ةقم 1-77المذكوة سابًقا ،الصي جاء فياا ":ال تسلم أي وثيقة سفر وال يمنح أي تمديد
لمدة صالحيتها ألي شخص...:
-أو كان موضوع منع من مغادرة التراب الوطني أو أمر قضائي أو تحديد محل اإلقامة".1
إن المنع من السفر المقاواد في نص هذه المااد هو المنع اإلاداةي الااادة عن السلطا
اإلاداةي اليس المنع القضائي ،اذلك على أساس أن هذا األتير لم يصم تكريسه في المنظوم الصشريعي إال
سن ،2015كما أن نص المااد يصكلم بّاي عن المنع من مغاادة الصراب الوطني ،اباّها يحّاد
اتصااص السلط القضائي في تقييّ حري الصنقل إلى الخاةج بموجب أاامر قضائي أا تحّيّ لإلقام .
حاليا (القانون ةقم )03-14على حال المنع اإلاداةي من
ال ينص القانون الساةي المفاول ً
السفر ،حيث أشاة إلى حال ااحّ فقط تجيز لإلاداة االمصناع عن إاّاة جواز السفر ،اذلك بالنسب
ناائيا في جناي الم يراد اعصباةه كما سبق ذكره.
للمواطن المحكو عليه ً
اإلاداةي في مماةس حول مّى اتصااص السلطا هذا الوضعي أثاة الاّيّ من الصساؤال
حاليا ،ةغم أن الواقع الاملي يثبت بما ال يّع
ً سلط المنع من السفر في ظل الناوص القانوني الساةي
ادائما مخصا في إاّاة ق ار اة المنع من السفر.2
مجاالً للشك أن اإلاداة سصبقى ً
من المنطقي أن القراة الذي ياّة عن السلطا اإلاداةي المخصا االمصضمن منع مواطن من
مغاادة اإلقليم الوطني ياواد لالتصاااا الصي منحاا القانون لإلاداة ،فاذه األتير هي الحكم ً
ادائما في
كل ما يصالق بحماي المالح الاام ،اتقّير األسباب الصي تالح للمنع من السفر بشرط عّ الصاسف
في اسصامال السلط ،3اتضوع هذا القراة لرقاب القضاء اإلاداةي .4فإذا كانت حري الصنقل ماصرف باا
الصي منحاا للجميع فإن للسلط اإلاداةي المخصا الحق في تقييّ مماةس هذه الحري بموجب الاالحيا
لاا الّسصوة االقانون ،1في حماي النظا ااألمن الاموميين.
ثالثا -إشكالية مدى دستورية المنع اإلداري من السفر :اعصرفت جميع ادساتير الّال بحري الصنقل كحري
أساسي ،اأحالت للمشرع االتصااص بصنظيم مماةس هذه الحري ،لكن االتصالف ظار بين مخصلف
األنظم القانوني حول تطبيق هذا المقصضى الّسصوةي فيما يصالق بإجراء المنع اإلاداةي من السفر ،حيث
نجّ الباض مناا احصر هذا القيّ الّسصوةي ،في حين نجّ الباض اآلتر ترق ذلك ،بينما في ادال أترى
كان للقضاء الّسصوةي كلمصه في ال نجّ باا أي تكريس للمنع اإلاداةي من السفر .في كل هذه الحاال
تقرير مّى ادسصوةي المنع اإلاداةي من السفر ،يظار ذلك من تالل عرض المسأل في القانون الفرنسي
( ،)1اباّها بحث الوضع في القانون الجزائري (.)2
-1عن دستورية المنع اإلداري من السفر في فرنسا :تم اسصحّاث إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة
اإلةهابي ، اإلقليم كما سبقت اإلشاة إليه سن ،2014باّف حماي األمن الاا للّال ضّ الصاّيّا
اذلك عن طريق تقييّ حري سفر المواطنين إلى تاةج اإلقليم .اقّ سنحت الفرا للمجلس الّسصوةي
إتطاة عن طريق مسألة أولوية دستورية من ًا لفحص مّى ادسصوةي هذا اإلجراء ،اكان ذلك باّ تلقيه
طرف مجلس الّال ،تصالق بمّى توافق إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم المسصحّث بموجب المااد
L.224-1من قانون األمن الّاتلي المذكوة سابًقا.
تم اإلتطاة بمسأل األالوي الّسصوةي على أساس أن إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم
للمواطنين الفرنسيين ،ينطوي على تجاهل من المشرع لحري الصنقل االحق في احص ار الحيا الخاا ،كما
أن النص المخاام يمنح لإلاداة اليس السلط القضائي االتصااص بإاّاة هذا القراة.
أشاة المجلس الّسصوةي إلى أن المااد 34من الّسصوة منحت المشرع الحق في تنظيم الحقوق
الاام ،حيث ياواد له تقّير عملي الموازن بين حماي النظا الاا من جا ،ااحص ار الحقوق االحريا
المضمون بموجب الّسصوة من جا أترى ،اأنه بالنظر إلى أن: االحريا
-إجراء المنع من مغاادة اإلقليم ال يصم اللجوء إليه إال في إطاة الوقاي من الخطر اإلةهابي.
-إجراء المنع من مغاادة اإلقليم محّاد من ناحي مّته الزمني .
-1علي هاشم يوسفا ،محمّ الماّي بن السيحمو "،الحماية الدستورية لحرية التنقل" ،مّاتل ضمن أعمال الملصقى الّالي حول:
الّسصوةي في حماي الحقوق االحريا ،المنظم من طرف كلي الحقوق االالو السياسي ،جاما أاد اةة ،يومي 12-11 اداة المؤسسا
ماةس ،2015ص .302
- 265 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-إجراء المنع من مغاادة اإلقليم تاضع للرقاب القضائي من طرف القاضي اإلاداةي.
لاذا فقّ تلص المجلس الّسصوةي إلى الحكم بّسصوةي نص المااد ،L.224-1ابالصالي توافق
إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم مع األحكا الّسصوةي .1
-2وضع المسألة في الجزائر :تلت المنظوم القانوني الجزائري من النص على إجراء المنع اإلاداةي
من السفر ،الاذا ال نجّ للمجلس الّسصوةي أي اجصاااد في هذا الخاوص ،حيث اقصار هذا األتير
صلفا باّ اّاة الصاّيل الّسصوةي
على مناقش شرط اإلقام في باض القوانين .لكن األمر قّ يبّا مخ ً
لسن 2016اباّه الصاّيل األتير لسن ،2020االذي منح للسلط القضائي احّها الحق في تقييّ حري
الصنقل ،األمر الذي قّ يفصح مجال الرقاب الّسصوةي عن طريق آلية الدفع بعدم الدستورية.
تاامل المؤسس الّسصوةي مع حري الصنقل بنوع من الصّةج ،فقبل الصاّيل الّسصوةي لسن 2016
الصي يمكن تاللاا لإلاداة ةفض إاّاة جواز كانت المااد 11من األمر ةقم 1-77تنص على الحاال
السفر ،االصي من ضمناا أن يكون المواطن الماني مشموًال بإجراء المنع اإلاداةي من السفر.
ابناء عليه ،فقّ فال القضاء اإلاداةي الجزائري في باض المنازعا
المصالق بالمنع من السفر، ً
من ذلك قراة مجلس الّال المؤةخ في 20نوفمبر ،2014االمصالق بمنع مواطن من السفر بحج توةطه
في قضايا تمس بأمن الّال ،حيث ألغى القاضي اإلاداةي قراة ازير الّاتلي على أساس أن الّسصوة
يضمن لكل مواطن يصمصع بحقوقه المّني االسياسي حق الّتول االخراج من الصراب الوطني ،اأنه ال يوجّ
ما يثبت تجريّ المواطن من هذه الحقوق.2
المنع من كما ارح مجلس الّال باّ اتصاااه بالفال في الطاون باإللغاء ضّ ق ار اة
مغاادة الصراب الوطني الااادة عن النياب الاام ،حيث جاء في القراة الااادة في 28أفريل :2010
" ...يتبين بأن قرار منع الطاعن من مغادرة التراب الوطني اتخذ تطبيقا لتعليمات من النيابة العامة لدى
مجلس قضاء الجزائر في إطار تحقيق جزائي مفتوح.
حيث يستخلص إذن أن قرار المنع من مغادرة التراب الوطني هو قرار صادر ضد الطاعن عن النيابة
العامة لسبب متابعته جزائيا ،وأن المديرية العامة لألمن الوطني لم تقم سوى بتنفيذ هذا القرار الذي
1
- C.C, décision n° 2015-490, QPC du 14 octobre 2015, décision de renvoi C.E, M.Omar K, interdiction
administrative de sortie du territoire, JORF n° 240, du 14 octobre 2015.
-2مجلس الّال ،قراة ةقم ،091782مؤةخ في 20نوفمبر ،2014قضي (ل.ع) ،ضّ ازير الّاتلي ،مجل مجلس الّال ،الاّاد
،2014 ،12ص .25
- 266 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يدخل ضمن صالحيات القضاء العادي ،حيث ال يسوغ للقضاء اإلداري التدخل في هذه الصالحيات
فيصرف الطاعن لما يراه مناسبا له بشأن مراجعتها".1
يصضح من هذا القراة أن القاضي اإلاداةي الجزائري له موقف مماثل لموقف القضاء اإلاداةي
المنع من السفر الااادة عن النياب الاام ،االصي الماري بشأن االتصااص في الرقاب على ق ار اة
تخضع التصااص القاضي الااادي حصى الو تم تنفيذها من طرف جا إاداةي .
القضائي المذكوة أعاله ،ناقش القاضي اإلاداةي مشراعي قراة المنع من من تالل الق ار اة
بناء على مخالف هذا اإلجراء للمااد الّسصوةي الصي تنظم مماةس حري الصنقل ،اذلك من تاللالسفر ً
الموازن بين هذه الحري المضمون ادسصوةًيا احق الّال في حماي األمن الاا .نجّ أن القاضي اإلاداةي
اإن كان ال يملك حق مناقش ادسصوةي مااد ماين أا إجراء ماين ،على اعصباة أن إتطاة المجلس
الّسصوةي عبر آلي الّفع باّ الّسصوةي لم يكن مكرًسا حيناا ،احصى عنّما تم تكريس هذه اآللي فاي
مقصار على األفرااد ادان المحاكم ،لكنه في المقابل ناقش مشراعي قراة المنع من السفر ،يظار ذلك من
تالل عباة " كما أن أسباب المنع من السفر غير ثابتة" ،اهو ما ياني بمفاو المخالف أن المنع من
السفر هو إجراء يحصمل المشراعي عنّ تحقق أسبابه الواقعي االقانوني .
ااثائق السفر االذي ألغى األمر ةقم ،1-77 باّ اّاة القانون ةقم 14-03المصالق بسنّا
نجّ بأن المشرع لم ينص على إجراء المنع اإلاداةي من السفر ،كما نجّه باّ سن من ذلك يسنّ هذا
االتصااص اراح لوكيل الجماوةي ،اذلك من تالل نص المااد 36مكرة 1من قانون اإلجراءا
الجزائي ،2ليأتي باّ ذلك النص الّسصوةي على االتصااص الحاري للسلط القضائي في تقييّ مماةس
حري الصنقل ،اذلك من تالل إضاف فقر جّيّ للمااد الّسصوةي المصالق بحري الصنقل " ،ال يمكن األمر
-1مجلس الّال ،قراة ةقم ،060797مؤةخ في 28أفريل ،2010قضي (ط ،) .ضّ ازير الّاتلي امن ماه ،مجل مجلس الّال ،
الاّاد ،2013 ،11ص .245
-2أمر ةقم ،02-15مؤةخ في 23يوليو ،2015ياّل ايصمم األمر ةقم ،155-66المؤةخ في 8يونيو ،1966االمصضمن قانون
الجزائي ،ج ة الاّاد ،40ااادة في 23يوليو .2015 اإلجراءا
الجزائي ،حيث تنص في هذا اسصحّث المشرع الجزائري نظا المنع القضائي من السفر سن ،2015اذلك إثر تاّيل قانون اإلجراءا
اإلطاة المااد 36مكرة 1من هذا القانون على ":يمكن وكيل الجمهورية لضرورة التحريات ،وبناء على تقرير مسبب من ضابط
الشرطة القضائية ،أن يأمر بمنع كل شخص توجد ضده دالئل ترجح ضلوعه في جناية أو جنحة من مغادرة التراب الوطني.
يسري أمر المنع من مغادرة التراب الوطني المتخذ وفقا ألحكام الفقرة السابقة لمدة ثالثة ( )3أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة.
غير أنه إذا تعلق األمر بجرائم اإلرهاب أو الفساد يمكن تمديد المنع إلى غاية االنتهاء من التحريات."...
- 267 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
بأي تقييد لهذه الحقوق إال لمدة محددة ،وبموجب قرار مبرر من السلطة القضائية" ،1امن أتطر القيواد
الواةاد على حري الصنقل نجّ المنع من السفر.
الّسصوةي االصشريعي المذكوة أعاله ،يمكن القول أن إجراء المنع اإلاداةي بناء على المقصضيا
ً
مخالفا للّسصوة ،إضاف إلى أنه ال سنّ تشرياي له ،اعليه ال يمكن لإلاداة منع المواطن
ً من السفر أابح
القضائي القضائي الصي تماةساا الجاا من السفر ،ألن هذا اإلجراء أابح ينصمي إلى طائف اإلجراءا
الجزائي . المخصا حسب ما هو مقرة في قانون اإلجراءا
اإلاداةي المخصا فقّ لكن السؤال األساسي الذي يطرح في هذه الحال هل السلطا
االتصااص بشكل كلي في مماةس المنع من السفر ،اتحت أي ظرف من الظراف؟ في الحقيق يجيب
األسصاذ محمد ماهر أبو العينين على ذلك بأن فكر النظا الاا كقيّ على الحري تاّف إلى حماي
النظا الاا للّال ،اكفال األمن ألفراادها ،اتوفير السكين الصي يجب أن تسواد المجصمع ،اقّ الزمت هذه
الوظيف الّال منذ تكويناا ،اال تزال فكر النظا الاا هي الوظيف األالى للّال ،ألنه يصوقف على القيا
باا سير المجصمع ،فاي بالنسب للّال جزء من فكر أكبر هي فكر السلط الاام .2
-1المااد 55فقر 03من الصاّيل الّسصوةي لسن ،2016مرجع سابق ،اهي تقابل المااد 49فقر 03من الصاّيل الّسصوةي لسن
.2020
الاام ،الكصاب األال ،مرجع سابق ،ص .166 -2محمّ ماهر أبو الاينين ،الحقوق االحريا
- 268 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المطلب الثاني :رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية تنقل األجانب
كامال ،فإن حري تنقل
ً على عكس المواطن الذي يصمصع بحرته في الصنقل بشكل يكااد يكون
األجانب تخضع للكثير من القيواد الصي تنبع من مبّأ سيااد الّال على إقليماا ،لاذا نجّ أن القاضي
اإلاداةي كرس مبّأ مفااده أن حري الصنقل الماصرف باا لألجنبي ال تاطي له الحق في الّتول بشكل
مطلق لإلقليم الوطني للّال ،فاي حري تخضع للصقييّ عن طريق الناوص الصشريعي االصنظيمي
المامول باا.1
ااألجنبي هو الشخص الذي ال يصمصع بجنسي الّال الصي يقيم فياا ،بغض النظر عما إذا كان
الجئا ،فاو على هذا
اجواده فياا بقاّ الابوة فقط أا بقاّ اإلقام ،اسواء ادتل إلياا بحريصه أا كان ً
الحال ال ياّ من مواطني الّال ما لم يكصسب جنسيصاا.2
األجانب تحصل مكان هام ضمن منظوم الامل الصشرياي للّال ،اذلك اقّ أضحت منازعا
المصالحق هي الميز بالنظر الةتباطاا بمفاهيم الاجر االلجوء االامال ،فأابحت ظاهر الصاّيال
المصالق باألجانب ،االصي األساسي لقانون األجانب ،األمر الذي نصج عنه تااعّ في حجم المنازعا
تاواد في مجملاا التصااص القاضي اإلاداةي ،هذا األتير يطبق حيالاا قواعّ الشريا الاام تاة ،اتاة
أترى قواعّ مصميز ترتبط بخاواي هذه المنازعا .3
إن الااجس الذي يحكم مسلك الصشريع ااالجصاااد القضائي في مجال الضبط المصالق باألجانب
لّى مخصلف األنظم ،يصمثل في الموازن بين ضراة حماي النظا الاا من كل تاّيّ قّ يشكله تواجّ
األجنبي على إقليم الّال ،اهو ما يقصضي تنظيم كيفي ادتول اإقام اترحيل األجانب ،ابين اجوب
احص ار الحق الطبياي لألفرااد في الصنقل بين مخصلف الّال تحقيًقا للصواال بين األجناس.4
نصيج لصغير الظراف الّالي ،اازاديااد ظاهر الاجر غير الشرعي احرك اللجوء تخلى المشرع
الجزائري عن سياسصه المكرس منذ االسصقالل بشأن تنظيم تنقل األجانب ،اتوجه إلى تبني سياس أكثر
1
- C.E, 11 avril 2018, Mme A.B c/Ministre de l’Intérieur, A.J.D.A, 23 avril 2018, p 820.
-2محمّ عبّ علي سواادي ،كريم مزعل شبي الساعّي " ،الوضع القانوني لألجانب في ضوء قانون إقامة األجانب العراقي المرقم
( )76لسنة ،"2017مجل ةسال الحقوق ،جاما كربالء ،المجلّ ،12الاّاد ،2020 ،01ص .9
Nicole GUIMEZANES, « Condition des étrangers en France: Introduction », JurisClasseur Droit
international, LexisNexis, Fasc. 523, date du fascicule 31 janvier 2015, p 2 ; Fabienne JAULT-SESEKE,
« Étranger », Répertoire de droit international, Dalloz, octobre 2019, n°1, p 4.
3
- Denis SEGUIN, op.cit, 1.
-4حمّي ياسين عكاش ،حري الصنقل في قضاء مجلس الّال ،ط األالى ،اداة الناض الاربي ،القاهر ،2020 ،ص .515
- 269 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الّالي للجزائر ،اهذا ما يظار من تالل القانون ةقم -08 تشّادا لكناا تراعي في الوقت نفسه االلصزاما
ً
ااسا لإلاداة من أجل تنظيم مماةس حري تنقل األجانب ، 11الذي أعطى المشرع من تالله االحيا
انصااء بإتراجام مناا (الفرع الثاني).
ابصّاء من ادتولام اإقامصام في الجزائر (الفرع األول) ،ا ً
ً
الفرع األول :خضوع الق اررات اإلدارية المتعلقة بدخول وإقامة األجانب لرقابة القاضي اإلداري
قا المشرع الجزائري بصنظيم عملي ادتول اإقام األجانب بموجب القانون ةقم ،11-08فاألجنبي
مصمصاا بحري
ً القانوني المطلوب لإلقام يابح باّ ادتوله إلى اإلقليم الجزائري ااسصيفائه لجميع اإلجراءا
الصنقل.1
عنّما يصالق األمر بصنظيم ادتول األجانب إلى اإلقليم الوطني للّال ،فإن القاعّ األساسي في
كليا على
ذاتيا ،لذلك فإن مماةسصاا تاصمّ ً
مماةس حري الصنقل تبنى على فكر أن هذه الحري ليست حًقا ً
الّال الصي تنظم شراط ادتول األجانب اتنقلام بشكل سياادي.2
مصاّاد ،أال هذه المراحل هي إن عملي ادتول األجانب إلى الجزائر تمر بمراحل اإجراءا
الّيبلوماسي أا القنالي الجزائري بالخاةج ،هذه الحاول على تأشير ادتول مسلم من طرف السلطا
األتير تصمصع بسلط تقّيري ااسا في منح أا ةفض منح الصأشير (أوال) ،احصى في حال حاول
اإلاداةي المخصا مناه من الّتول إلى اإلقليم الوطني األجنبي على تأشير الّتول يمكن للسلطا
الصي (ثانيا) ،افي حال تجااز جميع هذه المراحل ،يحق لألجنبي اإلقام االصنقل بشرط احص ار المقصضيا
ينص علياا القانون ،االصي ينصج عن ترقاا جال إقامصه غير شرعي (ثالثا).
أوال -رقابة القاضي اإلداري لقرار رفض منح تأشيرة الدخول :اشصرط المشرع على كل أجنبي يرغب في
الّتول إلى اإلقليم الجزائري الحاول على تأشير ادتول ،حيث تنص في هذا اإلطاة المااد 7من
القانون ةقم 11-08على...":يتعين على كل أجنبي يصل إلى اإلقليم الجزائري أن يتقدم لدى السلطات
المختصة المكلفة بالمراقبة على مستوى مراكز الحدود حامال جواز سفر مسلم له من دولته ،أو كل
-1سمير بلحيرش " ،حماية قاضي االستعجال اإلداري لحرية تنقل األجانب في الجزائر " ،مجل أبحاث قانوني اسياسي ،الاّاد ،05
سبصمبر ،2017ص .160
2
-Hocine ZEGHBIB, « Etrangers et nationaux : quel accès à la liberté d’aller et venir », La lettre juridique,
Droit des étrangers, Lexbase, n°672, du 13 octobre 2016, p 1.
- 270 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
وثيقة أخرى قيد الصالحية...وممهورة ،عند االقتضاء ،بالتأشيرة المشترطة الصادرة عن السلطات
المختصة.1"...
الصاامل الّالي ةغم أن القانون الّالي ياصرف للّال بحقاا السياادي على إقليماا ،لكن ضرا اة
اقصضت أن تسمح الّال لألجانب بالّتول إلى إقليماا لّااعي مخصلف ،الكن ذلك يكون ً
مقيّا بمراعا
المصالق باّيمي الجنسي الماامل بالمثل ااالتفاقيا ماالح الّال اأمناا ،لذلك نجّ أنه تاةج حاال
مصاّاد أهماا حياز جواز السفر االالجئين ،فقّ قيّ المشرع ادتول األجانب إلى اإلقليم الجزائري بإجراءا
المماوة عنّ االقصضاء بصأشير الّتول.2
منح تأشير الّتول ،3الم ياّة هذا اكيفيا أحال المشرع على الصنظيم مسأل تحّيّ إجراءا
الصنظيم إلى اآلن ،األمر الذي ياني بأن الناوص الصنظيمي السابق على اّاة القانون ةقم 11-08
قابل للصطبيق إلى غاي اّاة الصنظيم الذي أحال إليه المشرع.
إن ةفض منح تأشير الّتول يمنح الحق لألجنبي في االعصراض على هذا القراة ،ايكون ذلك
عن طريق الصظلم اإلاداةي الذي نص المشرع الجزائري عليه اراح ( ،)1اهو األمر الذي يطرح الصساؤل
حول قابلي قراة ةفض إاّاة الصأشير للرقاب القضائي في ظل غاب النص على ذلك ( ،)2لاذا يمكن
عرض الصجرب الفرنسي في هذا المجال اذلك السصخالص النصائج االحلول الممكن (.)3
-1إقرار حق التظلم اإلداري ضد قرار رفض منح تأشيرة الدخول :يمكن أن يكون قراة ةفض منح
يحا كما قّ يكون بشكل ضمني ،حيث أن فوا
المياااد القانوني يفسر على أنه قراة سلبي الصأشير ار ً
بالرفض ،4افي الحالصين فقّ كرس المشرع الجزائري حق الصظلم اإلاداةي في حال ةفض منح تأشير
الّتول ،حيث تنص في هذا اإلطاة المااد 8فقر 06من القانون ةقم 11-08على ":وفي حالة رفض
منح التأشيرة القنصلية ،يمكن طالبها تقديم طعن والئي أمام الهيئة المعنية عمال بمبدأ المعاملة
بالمثل".5
يصضح من هذا النص بأن المشرع قّ حار حق الصظلم اإلاداةي في نوع ااحّ من تأشي ار
الّتول ،اهي تأشير الّتول لمّ قاير أا كما تسمى التأشيرة القنصلية ،الصي تمنح لألجنبي إذا لم يكن
في نيصه تثبيت إقامصه في الجزائر ،اتحّاد مّ اإلقام المسموح باا بصساين ( )90يوما كحّ أقاى،1
اسصاماال.2
ً ايشكل هذا النوع من الصأشي ار األكثر
لاذا يجب الصطرق إلى السلط المخصا بّةاس الصظلم اإلاداةي ضّ قراة ةفض منح تأشير
أتير النصيج المصرتب عليه ،اذلك على النحو اآلتي:
الّتول ،ااآلجال القانوني لذلك ،ا ًا
أ -السلطة المختصة بدراسة التظلم اإلداري ضد قرار رفض منح تأشيرة الدخول :لم يحّاد المشرع
الجزائري السلط المخصا بّةاس الصظلم اإلاداةي المرفوع ضّ قراة ةفض منح تأشير الّتول ،حيث
بناء على
ً اكصفى بالنص على عباة " طعن والئي أمام الهيئة المعنية" ،لكن يمكن اسصنصاج هذه السلط
نوع الصأشير الصي تااا المشرع باذا اإلجراء ،اهي الصأشير القنالي ،هذه األتير تخصص بإاّاةها
جاصين إاداةيصين ،اذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -الممثليات الديبلوماسية والقنصلية :تنص المااد 8فقر 03من القانون ةقم 11-08
على ":تمنح الممثليات الديبلوماسية والقنصلية الجزائرية المعتمدة في الخارج التأشيرة القنصلية،3"...
ابالاواد إلى المااد 37من المرسو الرئاسي ةقم ،405-02نجّها تنص على ":يمكن رئيس المركز
القنصلي أن يمنح تأشيرات للرعايا األجانب الخاضعين إلجراءات التأشيرة ،الراغبين في الذهاب إلى
الجزائر ،4"...اهو األمر الذي أكّته المااد 5من المرسو الرئاسي ةقم 407-02الذي يحّاد االحيا
ةؤساء المراكز القنالي للجماوةي الجزائري الّيمقراطي الشابي .5
تقضي القاعّ الاام الصي كرساا المشرع الجزائري بأن يقّ الصظلم اإلاداةي أما الجا اإلاداةي
إ على ":يجوز للشخص المعني الصي أاّة القراة المخاام ،حيث تنص المااد 830من ق إ
بالقرار اإلداري ،تقديم تظلم إلى الجهة اإلدارية مصدرة القرار ،6"...اهو األمر الذي ياني بأن الصظلم
اإلاداةي ضّ قراة ةفض منح تأشير الّتول يرفع أما ةئيس المركز القنالي الذي أاّة هذا القراة.
الفقرة الثانية -الوالي المختص إقليميا :تنص المااد 13من القانون ةقم 11-08على ":يمكن السلطات
اإلدارية المختصة إقليميا أن توافق بصفة استثنائية على تمديد التأشيرة لمدة أقصاها تسعون ()90
في القانون الّالي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص .130 -1الطيب زةاتي ،ادةاسا
-2طيبي أمقران ،مرجع سابق ،ص .181
-3المااد 8فقر 03من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
-4المااد 37من المرسو الرئاسي ةقم ،405-02مرجع سابق.
-5أنظر المااد 5من المرسو الرئاسي ةقم ،407-02مرجع سابق.
-6المااد 830فقر 01من القانون ةقم ،09-08مرجع سابق.
- 272 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يوما ،لألجنبي الذي رغب في تمديد إقامته باإلقليم الجزائري ألكثر من المدة المرخص بها في
التأشيرة.1"...
ابالرجوع إلى نص المااد 8من المرسو ةقم ،212-66نجّها تحّاد بّق السلط اإلاداةي
إلى أن طلب الصظلم يقّ إلى الامال الصابع لاا محل إقام المخصا إقليميا ،اذلك عنّما أشاة
األجنبي ،2األمر الذي ياني أنه في حال ةفض طلب تمّيّ الصأشير فإن الصظلم اإلاداةي يرفع أما الوالي
إقليميا للوالي الصي باا محل إقام األجنبي.
ً المخصص
ب -المدة القانونية للرد على التظلم اإلداري :لم يحّاد المشرع الجزائري المّ القانوني الالزم لراد اإلاداة
المخصا على الصظلم اإلاداةي الموجه ضّ قراة ةفض منح تأشير الّتول ،غير أنه بصطبيق القاعّ
اإلاداةي ،حيث تنص المااد 830 الاام ،نجّ أن المشرع قّ حّاد المّ القانوني لراد اإلاداة على الصظلما
إ على ":يعد سكوت الجهة اإلدارية المتظلم أمامها عن الرد ،خالل شهرين ( ،)2بمثابة قرار من ق إ
رفض.3"...
ج -آثار التظلم اإلداري :لم يحّاد المشرع الجزائري اآلثاة المصرتب على تقّيم الصظلم اإلاداةي ضّ قراة
ةفض منح تأشير الّتول ،فاذا اإلجراء يكون عااد من أجل اقناع اإلاداة على الصراجع عن قراةها ،افي
حال ما إذا كانت النصيج سلبي فإن ذلك يفصح الباب أما المنازع القضائي ،لاذا فقّ كان من األحسن
على المشرع النص اراح على نصيج الصظلم اإلاداةي.
غالبا ما سيفضي هذا الصظلم اإلاداةي إلى نصائج
ً لكن اكما يرى الباض ،فإنه من الناحي الاملي
اإلاداةي المخصا بإاّاة تأشير الّتول، سلبي ،اذلك بالنظر إلى السلط الصقّيري الواسا للجاا
األمر الذي يجال من الااب الصراجع عن قراة ةفض منح تأشير الّتول.4
-2إغفال تكريس الحق في الطعن ضد قرار رفض منح تأشيرة الدخول :بنااي مرحل الصظلم اإلاداةي،
اسواء كانت نصيجصه سلبي أا في حال سكو اإلاداة اعّ ةادها ،تبّأ مرحل المنازع القضائي ،إذ يحق
لألجنبي ةفع طان قضائي ضّ قراة ةفض منح الصأشير .لكن المالحظ أن المشرع الجزائري أغفل النص
الممنوح لألجنبي من أجل الّفاع عن حقوقه على ذلك ،اهو ما من شأنه أن يضاف من الضمانا
اماالحه.
لكن اةغم هذا النقص ،يمكن القول بأن ةفض منح تأشير الّتول هو قراة إاداةي ااادة عن
سلط إاداةي ،فاو يخضع حسب القواعّ الاام للرقاب القضائي من طرف القاضي اإلاداةي ،بالصالي يمكن
لألجنبي مخاامصه عن طريق ادعوى اإللغاء اذلك من أجل ةقاب مشراعيصه.
نظر للفراغ الموجواد على مسصوى
-3النموذج الفرنسي للرقابة على قرار رفض منح تأشيرة الدخولً :ا
الصشريع الوطني ،اةتأينا أن نسصارض طريق تنظيم المشرع الفرنسي للرقاب على قراة ةفض منح تأشير
الّتول ،1اهذا بالنظر لألهمي الاملي الصي يحصلاا هذا الموضوع ،اذلك على النحو اآلتي:
أ -التظلم اإلداري اإلجباري أمام لجنة الطعن ضد ق اررات رفض تأشيرة الدخول :كما هو مالو فإن
القنالي تصمصع بسلط تقّيري ااسا في ةفض منح تأشير الّتول ،لكن األسباب الشائا لاذا السلطا
تاّيّ النظا الاا ،الزااج الاوةي ،عّ الكفاي المالي ،الشك في عّ الصقيّ الرفض تنحار في حاال
الاواد باّ انصااء المّ المحّاد .2 تاواا ضاف ضمانا
ً بموضوع امّ الصأشير
ةفض منح تأشير من أجل الصقليل من الطاون القضائي أما مجلس الّال فيما يصالق بق ار اة
الّتول ،تم إنشاء " لجنة الطعون ضد ق اررات رفض التأشيرة" " Commission de recours contre les
2
- Vincent TCHEN, « Étrangers: Entrée en France: Régime général », op.cit, p 48.
3
-François JULIEN-LAFERRÈR, Conditions de délivrance des visas, op.cit, p 4.
4
- Art D.213-3, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (CESEDA).
الملحق به ،اهذا إلى يشاة إلى أن المشرع الفرنسي ألغى قانون ادتول اإقام األجانب احق اللجوء لسن 2004امخصلف الصاّيال
غاي الفاتح ماي ،2021حيث ادتل القانون الجّيّ حيز النفاذ عن طريق أمر تاص بالقسم الصشرياي امرسو تاص بالقسم
الصنظيمي.
Ordonnance n°2020-1733, du 16 décembre 2020, portant partie législative du code de l'entrée et du séjour des
étrangers et du droit d'asile, JORF n°0315, du 30 décembre 2020.
- 274 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يحّاد أجل الصظلم اإلاداةي بمّ شارين ( )02من تاةيخ اإلشااة بقراة ةفض منح الصأشير ،1افي
حال الرفض الضمني لمنح الصأشير فإن هذا المياااد يبّأ من تاةيخ نااي الشارين ( ،)02بشرط أن تمنح
اإلاداة القنالي إشااة بالواول يصضمن تحّيّ آجال الصظلم اإلاداةي ،افي الحال المااكس فإنه ال يمكن
االحصجاج بأي مياااد في مواجا األجنبي ،حيث يكون الصظلم مقبوًال حصى باّ نااي المال المذكوة
أعاله.2
تصكون اللجن المذكوة أعاله من ةئيس يصم اتصياةه من بين األشخاص الذين ماةسوا الوظيف
الّيبلوماسي أا القنالي برتب ةئيس مركز ادبلوماسي أا قنالي ،اعضو يمثل جا القضاء اإلاداةي،
اممثل لكل من ازير الخاةجي ،الوزير المكلف بالاجر اازير الّاتلي .3
ةفض تأشير الّتول إما ةفض الصظلم باف اريح أا ضمني يمكن للجن الطان ضّ ق ار اة
عنّما تصجااز مال شاريين ( )02من تاةيخ ةفع الصظلم ،كما يمكناا قبول الصظلم اإلاداةي ،افي هذه
الحال تاطي تواي لوزير الشؤان الخاةجي بالموافق على منح تأشير الّتول ،4مع اإلشاة إلى أن هذا
األتير غير ملز برأي اللجن .5
المنشوة بأن إجراء الصظلم اإلاداةي المسبق أما لجن الطاون ضّ تثبت األةقا ااإلحاائيا
اللجوء إلى كبير كمافا للطاون القضائي ،ابالصالي الصقليل من حاال
اداة ًا
قراة ةفض الصأشير يلاب ًا
عرض النزاع على القاضي اإلاداةي.6
ب -الرقابة القضائية ضد قرار لجنة الطعن ضد ق اررات رفض منح تأشيرة الدخول :في حال ما إذا كانت
نصيج الصظلم اإلاداةي سلبي ،أا أن ازير الخاةجي أعااد تأكيّ ةفض إاّاة تأشير الّتول ةغم الرأي
اإليجابي للجن الطاون ،يكون لألجنبي في هذه الحال الحق في ةفع طان قضائي أما القاضي
Décret n°2020-1734, du 16 décembre 2020, portant partie réglementaire du code de l'entrée et du séjour des
étrangers et du droit d'asile, JORF n°0315, du 30 décembre 2020.
1
- Art D.213-4, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (CESEDA), op.cit.
2
- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, op.cit, pp 39-40.
3
- Art D.213-5, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
4
- Art D.213-7, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
5
- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, op.cit, p 40.
6
- Olivier LECUCQ, op.cit, n°2, p 5.
- 275 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
1
- Zéhina AÏT-EL-KADI, op.cit, p 22.
2
- Décret n°2010-164, du 22 février 2010, relatif aux compétences et au fonctionnement des juridictions
administratives, JORF n°0045, du 23 février 2010.
3
; - C.E, 27 novembre 2002, n° 238982 ; C.E, 22 janvier 2007, n° 289811, cité par Denis SEGUIN, op.cit, p 11
C.E, 10 janvier 2007, Rennou, n°277418, Rec. C.E, 2008.
4
- Olivier LECUCQ, op.cit, n°30, p 14.
5
- C.E, 27 novembre 2002, Mell Zahia, n°126208, D, 2003, p 807
6
- C.E, 20 juillet 2006, M. Emmaneul, n°294741.
7
- François JULIEN-LAFERRÈR, Contentieux de délivrance des visas, op.cit, p 6.
- 276 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
المكلف بالماا الّيبلوماسي أا القنالي منحه تأشير المخصا مناه من الّتول ةغم أنه سبق للسلطا
للّتول.1
في هذا اإلطاة تنص المااد 5من القانون ةقم 11-08على أنه ":يمكن وزير الداخلية منع أي
أجنبي من الدخول إلى اإلقليم الجزائري ألسباب تتعلق بالنظام العام و /أو بأمن الدولة ،أو تمس
بالمصالح األساسية والديبلوماسية للدولة الجزائرية.
ولألسباب نفسها ،يمكن الوالي المختص إقليميا أن يقرر فو ار منع دخول األجنبي إلى اإلقليم الوطني".2
اجّير بالذكر في هذا الشأن ،أن سلط الّال في المنع من الّتول إلى إقليماا تنحار في
األجانب فقط ،أما ةعاياها المقيمون في تاةج البالاد فال يمكن لاا أن تمناام من الّتول إلى اإلقليم
الوطني إذا أةااداا الرجوع إلى اطنام.3
يطرح موضوع المنع من الّتول إلى اإلقليم تحّيّ السلط المخصا بإاّاة هذا القراة (،)1
امّى تضوعه للرقاب القضائي (.)2
-1السلطة المختصة بإصدار قرار منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم الوطني :منح المشرع الجزائري
االتصااص في إاّاة قراة المنع من الّتول إلى اإلقليم الوطني لوزير الّاتلي اكذا الوالي المخصص
إقليميا ،اذلك على النحو اآلتي:
ً
أ -وزير الداخلية :حسب نص المااد 5من القانون ةقم 11-08المذكوة أعاله ،فإن االتصااص
بإاّاة قراة المنع من الّتول إلى اإلقليم ياواد لوزير الّاتلي باف أساسي ،اذلك عنّما يقّة بأن
ادتول األجنبي ينطوي على مساس بالنظا الاا أا أمن الّال أا بالماالح األساسي االّيبلوماسي
للّال الجزائري .
يبّا الصشّاد الكبير من طرف المشرع الجزائري في منع األجانب من الّتول إلى اإلقليم الوطني
من تالل السلط الصقّيري الكبير الصي يصمصع باا ازير الّاتلي عنّ إاّاة هذا القراة ،اذلك على أساس
أن مفاهيم النظا الاا اأمن الّال اماالحاا تصسم بالامومي اعّ الصحّيّ الّقيق ،األمر الذي يمنح
1
-Nicole GUIMEZANES, « Immigration », Répertoire de droit international, Dalloz, août 2009 (actualisation
mars 2020), n° 103, p 25.
-2المااد 5من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
-3أحمّ ةفات تفاجي ،مرجع سابق ،ص .240
- 277 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
1
-Vincent TCHEN, « Étrangers-Entrée en France : Contrôle aux frontières », JurisClasseur Administratif,
LexisNexis, Fasc. 233-58, date du fascicule 9 novembre 2017, p 6.
-2المجلس األعلى ،الغرف اإلاداةي ،قراة ةقم ،49330مشاة إليه سابًقا.
-3المااد 2من المرسو الصنفيذي ةقم ،331-18مرجع سابق.
-4المااد 3من المرسو الصنفيذي ةقم ،331-18مرجع سابق.
في القانون الّالي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص .125 -5الطيب زةاتي ،ادةاسا
-6علي شفاة "،الق اررات الصادرة في مواجهة األجانب غير الشرعيين دراسة مقارنة على ضوء التشريع الجزائري والمغربي
القانوني ااالقصااادي ،الاّاد ،2012 ،01ص .14 والفرنسي" ،مجل االجصاااد للّةاسا
- 278 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
يطرح الصساؤل حول جّاى اتصااص الوالي في إاّاة قراة منع األجنبي من الّتول إلى اإلقليم
الوطني إلى جانب ازير الّاتلي الألسباب نفساا؟ فمن الناحي الاملي ،نجّ أن الجا الصي تسيطر على
عملي المنع هي مالح شرط الحّااد الصابا للمّيري الاام لألمن الوطني ،االصي تباادة إلى إبالغ
ازير الّاتلي من أجل إاّاة هذا القراة ،مما يجال اتصااص الوالي في هذا المجال ااب الصحقق من
الناحي الاملي .1
يمكن فام اتصااص الوالي بإاّاة قراة منع األجنبي من الّتول إلى اإلقليم الوطني برغب
المشرع في الصنفيذ السريع لاذا القراة ،فربما الرجوع إلى ازير الّاتلي قّ يصطلب باض الوقت الذي ال
تاواا
ً يصناسب مع الطابع المسصاجل االمرتبط بحماي النظا الاا اأمن الّال اماالحاا األساسي ،
أن المشرع أكّ من تالل نص المااد 5فقر 02المذكوة أعاله ،على الطابع الفوةي لقراة الوالي في هذه
الحال .
-2الرقابة القضائية على قرار منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم الوطني :لم يكرس المشرع الجزائري
حق الطان القضائي ضّ قراة منع األجنبي من الّتول إلى اإلقليم الوطني في القانون ةقم ،11-08
سائّا في ظل األمر ةقم .211-66
اهو األمر نفسه الذي كان ً
ةغم هذا الفراغ الصشرياي ،فإن قراة منع األجنبي من الّتول إلى اإلقليم هو قراة ااادة عن
سلط إاداةي ،ابالصالي فاو يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي حسب القواعّ الاام ،إذ يمكن لألجنبي ةفع
ادعوى إلغاء من أجل فحص مشراعيصه ،لكن الطان في هذه الحال ال يوقف تنفيذ قراة المنع من
الّتول.2
فال القاضي اإلاداةي الجزائري في باض القضايا المصالق بالمنع من الّتول إلى اإلقليم
الوطني ،اذلك من تالل ق ارةين ،األال ااادة في 11أكصوبر ،1986االثاني في 31ماةس ،2003
ابصحليلاا يمكن الكشف عن اتجاه القضاء اإلاداةي الجزائري في هذا الشأن كاآلتي:
-النصيج األالى هي أن كال القراةين ال يصالقان بمنع األجانب من الّتول إلى اإلقليم الوطني بل بفئ
المسصامل تؤكّ بأن المنع من الّتول من اجا القاضي اإلاداةي يشمل المواطنين ،لكن الحيثيا
المواطن كما األجنبي ،ففي القراة األال نجّه يسصامل عباة ":حيث أنه يحق للسلطة اإلدارية رفض
الدخول لكل مسافر ،1"...كما أنه يسصامل في القراة الثاني عباة " :حيث أن الطاعن (أ.ع) قد تم منعه
2
أيضا نجّ
من الدخول إلى التراب الوطني...وحيث أن هذا المبدأ يتعلق...وحرية تنقل األشخاص" ،فانا ً
أن القاضي اإلاداةي ال يفرق بين الوطني ااألجنبي.
-أما النصيج الثاني فصصالق بالصناقض في نظر القاضي اإلاداةي لقراة المنع من الّتول لإلقليم الوطني،
حيث اعصبره في القراة األال يخضع لرقاب المشراعي ،يسصشف ذلك من تالل عباة ":حيث أنه يحق
للسلطة اإلدارية رفض الدخول لكل مسافر ترى في دخوله إلى تراب الجزائر ماسا باألمن العام ،وأن
التقرير الذي تتمتع به هذه السلطة قابل للنقاش أمام قاضي تجاوز السلطة" ،اعلى النقيض من ذلك،
عااد في القراة الثاني ااعصبر قراة المنع من الّتول غير تاضع لرقاب القاضي اإلاداةي ،ايكون من
اإلاداةي المكلف بحماي النظا الاا ،اأكثر من هذا اعصبره نابع من مبّأ سيااد مطلق اتصااص السلطا
الّال ،ابصالي يكون في منأى عن الرقاب القضائي " :وحيث أن هذا المبدأ يتعلق بمبدأ سيادة الدولة
وتنقل األشخاص وهو يخضع الستثناءات إذ يكون لإلدارة المكلفة بالمحافظة على النظام العام أن تتخذ
جميع التدابير المالئمة دون تدخل القاضي اإلداري."...
ثالثا -رقابة القاضي اإلداري لقرار التكليف بمغادرة اإلقليم الوطني :يمكن تاريف الصكليف بالمغاادة بأنه
اإلاداةي المخصا برعاي شؤان األجانب في الوالي الصي يقيم باا األجنبي، اإلجراء الذي تصخذه السلطا
اذلك في الحال الصي يابح فياا هذا األتير ال يسصوفي باف ناائي شراط منحه بطاق المقيم ،فياذة
بمغاادة اإلقليم الوطني.3
اقّ نص المشرع الجزائري على هذا اإلجراء في المااد 22من القانون ةقم 11-08الصي جاء
فياا ":يمكن سحب بطاقة المقيم من حائزها في أية لحظة إذا ثبت نهائيا أنه لم يعد ستوفي الشروط
المطلوبة لتسليمها.
وفي هذه الحالة ،يعذر المعني باألمر بمغادرة اإلقليم الجزائري.4"...
يطرح قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم مسأل تحّيّ السلط المخصا بإاّاةه ( ،)1اأسبابه (،)2
أتير مّى تضوعه للرقاب القضائي (.)3
ا ًا
-1السلطة المختصة بإصدار قرار التكليف بمغادرة اإلقليم الوطني :لم يحّاد المشرع الجزائري في نص
المااد 22من القانون ةقم 11-08المذكوة أعاله ،السلط اإلاداةي المخصا بإاّاة قراة الصكليف
اإلاداةي ،فإن السلط اإلاداةي المخصا اعمال بقاعّ توازي االتصاااا
ً بمغاادة اإلقليم الوطني ،لكن
بإاّاة القراة اإلاداةي لاا االحي تاّيل أا إلغاء القراة بالطريق اإلاداةي.1
افي هذا اإلطاة ،تنص المااد 16من القانون ةقم 11-08على ":يعتبر مقيما األجنبي الذي
يرغب في تثبيت إقامته الفعلية المعتادة والدائمة في الجزائر ،والذي رخص له بذلك بتسليمه بطاقة
إقليميا هو المخصص بإاّاة هذا القراة.
ً المقيم من قبل والية مكان إقامته ،2"...فالوالي المخصص
-2أسباب اتخاذ قرار التكليف بمغادرة اإلقليم الوطني :حّاد المااد 16من القانون ةقم 11-08أنواع
بطاق المقيم الصي تسلم لألجانب ،فنجّ بطاق المقيم الصي تسلم للطالب األجنبي اال تصاّى مّ االحيصاا
مّ الّةاس أا الصكوين ،ابطاق المقيم الصي تسلم للاامل األجنبي األجير لمّ تصوافق مع االحي ةتا
أا أتير بطاق المقيم الصي تسلم لألجانب الذين مضى على إقامصام بالجزائر سبع ( )07سنوا
الامل ،ا ًا
أكثر.3
ففي حال لم ياّ األجنبي يسصوفي الشراط الصي كانت سبًبا في حاوله على بطاق المقيم ،كأن
اإلاداةي يكون األجنبي قّ أناى ادةاسصه ،أا انصاى عقّ عمله الذي يربطه بالمسصخّ ،يمكن للسلطا
تكليفه بمغاادة اإلقليم الوطني. المخصا في هذه الحاال
-3الرقابة القضائية على قرار التكليف بمغادرة اإلقليم الوطني :لم ينص المشرع الجزائري على حق
األجنبي في الطان القضائي ضّ قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم الوطني ،اهو ما من شأنه إضااف
الممنوح لألجانب من أجل ةقاب مشراعي هذا القراة. الضمانا
يمكن القول بأنه ال يوجّ أي مانع لألجنبي من الطان في قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم الوطني،
فاو قراة ااادة عن سلط إاداةي ،يمكن له أن يكون غير مشراع نصيج ً لسوء تطبيق الوقائع أا الصكييف
علياا اإلاداة ،اهو ما يصطلب مناقشصه أما القاضي اإلاداةي.4 القانوني لألسباب الصي اسصنّ
-1علي تاطر شنطااي "،دور القضاء اإلداري في تحديد المصدر الحقيقي للقرار المطعون فيه" ،مجل الشريا االقانون ،جاما
اإلما اة الاربي المصحّ ،الاّاد ،1999 ،12ص ص .316-315
-2المااد 16فقر 01من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
-3المااد 16فقر 03ا 04من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
4
- Denis SEGUIN, op.cit, p 83.
- 281 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أشاة مجلس الّال إلى ذلك الو بشكل ضمني ،اذلك في القراة الااادة في 06أفريل 2011
الذي يصالق بإباااد أجنبي عن اإلقليم الجزائري ،جاء فيه ":حيث فضال عن ذلك فإن محضر إثبات التبليغ
المتضمن اإلشارة إلى قرار اإلعذار بمغادرة التراب الوطني لم يرد فيه أي سبب من األسباب المؤدية إلى
سحب بطاقة المقيم ومن ثمة فاإلعذار الموجه للطاعن بمغادرة التراب الوطني جاء مخالفا ألحكام
المادة 22من القانون رقم ،1"11-08في المقابل إذا كان ةفض اإلاداة لصجّيّ اإلقام ألسباب ثابص فإن
احيحا.2
ً الصكليف بالمغاادة يكون
يبّا أن القاضي اإلاداةي قّ كرس مبّأ أحقي األجنبي في ةفع ادعوى إلغاء ضّ قراة الصكليف
بمغاادة اإلقليم ،ع لى أساس أن اإلاداة لم تذكر في قراة الصبليغ األسباب الكامن اةاء سحب بطاق المقيم،
قاوة في تسبيب القراة ،اكذا اناّا ةكن السبب من تالل عّ اإلشاة إلى الحال
ًا اهو ما ياصبر
الواقعي االقانوني المبرة لاذا القراة.
في الصشريع الفرنسي يخضع قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم لرقاب القاضي اإلاداةي ،مع الصنبيه
ترحيل اإتراج األجانب في هذا الصشريع ،حيث ال يكون الطان في قراة لوجواد تاواي تميز ق ار اة
الصكليف بمغاادة اإلقليم منفرًادا بل يكون بمناسب الطان في قراة االل از بالخراج من اإلقليم ،هذا األتير
هي :القراة المرتبط باإلقام ،قراة الصكليف بالمغاادة ،قراة منع الاواد إلى يضم مجموع من الق ار اة
تير قراة الوضع تحت اإلقام الجبري أا االعصقال اإلاداةي
اإلقليم الفرنسي ،قراة تحّيّ بلّ اإلةسال ،اأ ًا
المذكوة أعاله اإن كانت تشكل في عنّ االقصضاء .3نص المشرع الفرنسي اراح على أن الق ار اة
مجموعاا قراة االل از بالخراج من اإلقليم الفرنسي لكناا تبقى مصميز عنه.4
-1مجلس الّال ،قراة ةقم ،067894مؤةخ في 6أفريل ،2011قضي (ل.ب) ضّ ازير الّاتلي ،مجل مجلس الّال ،الاّاد ،12
،2014ص .245
-2محكم القضاء اإلاداةي ،الّعوى ةقم ،1209جلس الفاتح اديسمبر ،1953مجموع السن الثامن ،ص 157ذكره أحمّ سالم
بّة ،اإلباااد اإلاداةي في ميزان القضاء اإلاداةي االّسصوةي ،اداة الناض الاربي ،القاهر ،2016 ،ص .96
3
- Denis SEGUIN, op.cit, p 81.
4
- Art L.613-2 du C.E.S.E.D.A, op.cit.
- 282 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الفرع الثاني :خضوع الق اررات اإلدارية المتعلقة بترحيل األجانب لرقابة القاضي اإلداري
يرتص لألجنبي باإلقام في اإلقليم الجزائري بشكل مؤقت ،لاذا يجب عليه مغاادةته تالل المّ
المحّاد في تأشير ادتوله أا بطاق إقامصه ،اهذا ما نات عليه المااد 6من القانون ةقم ":11-08على
األجنبي مغادرة اإلقليم الجزائري بمجرد انقضاء مدة صالحية تأشيرته أو بطاقة إقامته أو المدة القانونية
المرخص بها لإلقامة ،1"...كما أنه " يمكن األجنبي غير المقيم والموجود في وضعية قانونية من حيث
اإلقامة في اإلقليم الجزائري ،أن يغادره في إطار التشريع والتنظيم المعمول بهما".2
إن فحوى هذه الناوص ينارف إلى الخراج اإلةاادي الذي يصم برغب اإةااد األجنبي ،لكن في
الحال المااكس يكون الخراج غير إةاادي نصيج ً لمخالف األحكا القانوني المصالق بالّتول أا اإلقام أا
مرتبط بحماي النظا ااألمن الاموميين في حال اسصمراة اجواد األجنبي اداتل اإلقليم العصبا اة
الوطني.3
تمصّ سلط الّال في ةقاب األجانب إلى حقاا في ترحيل اإتراج كل أجنبي موجواد على إقليماا
عنّ توافر األسباب الصي نص علياا القانون ،افي ضوء ذلك فإنه ال بّ من إتاح الفرا للقاضي
اإلاداةي من أجل بسط ةقابصه على هذه الق ار اة ،اذلك من أجل مراقب مّى مشراعصياا امطابقصاا
للناوص القانوني ،تاا مع ما تصمصع به اإلاداة من سلط تقّيري ااسا في مجال الضبط الخاص
باألجانب.4
قانوني مصنوع تسصطيع من تاللاا اإلاداةي المخصا آليا منح المشرع الجزائري للسلطا
الصي تصطلب إتراج األجانب من اإلقليم الجزائري ،لاذا نص القانون ةقم الصاامل مع مخصلف الوضعيا
اإلتراج األساسي االصي تصثمل في اإلباااد االطراد إلى تاةج الحّااد (أوال) ،كما 11-08على ق ار اة
ثانوي أا ملحق بالق ار اة األساسي ،االصي تاّف إلى اإلاداةي المخصا أن تاّة ق ار اة يمكن للسلطا
الصرحيل ،اهذا ما يظار بالنسب لقراة تحّيّ اإلقام اكذا الوضع في ضمان الصحك م في تنفيذ عمليا
مراكز االنصظاة (ثانيا).
اإلاداةي المخصا إمكاني اتخاذ أوال -ق اررات الترحيل األساسية :1منح المشرع الجزائري للسلطا
في مواجا األجانب المصواجّين اداتل اإلقليم الوطني ،امن أهم هذه اإلجراءا مجموع من اإلجراءا
نجّ اإلباااد االطراد إلى تاةج الحّااد.2
إن األجنبي الذي تكون إقامصه مشراع اقانوني ليس بمنأى عن الصارض لصّابير الصرحيل من
محّاد ( ،)1أما األجنبي اإلاداةي المخصا إتراجه افًقا لشراط اإجراءا الّال ،إذ تسصطيع السلطا
الذي يّتل إلى اإلقليم الوطني بطريق غير شرعي أا تكون إقامصه غير قانوني فيسصوجب في هذه الحال
إاّاة قراة الطراد إلى تاةج الحّااد في حقه (.)2
إلى اللغ الاربي -1تجّة اإلشاة إلى مالحظ مام ضمن قانون تنقل اإقام األجانب ،اهي الخلط الكبير في ترجم الماطلحا
الاربي المصالق باألجانب مسصمّ من الصشريع الفقاي .فكما نالم بأن أغلبي الصشرياا على مسصوى الناوص القانوني ،اكذا الكصابا
مخصلف ،فنجّ ماطلح ""Expulsion الفرنسي ،هذا األتير يسصامل ماطلح اإلتراج " "Éloignementللصابير عن اضعيا
يسصامل للّالل على القراة المصضمن إتراج األجنبي الموجواد في اضعي قانوني ،بينما يسصامل ماطلح " Reconduite à la
"frontièreللّالل على القراة المصضمن إتراج األجنبي الموجواد في اضعي غير قانوني .
Voir : Anne-Lise DUCROQUETZ, l’expulsion en droit international et européen, thèse pour l’obtention du
grade de Docteur en Droit, Doctorat de Droit public-nouveau régime, faculté des sciences juridiques, politiques
et sociales, Université Lille 2-Droit et Santé, 2007, p p23-24.
بالنسبة للتشريعات العربية :يسصامل المشرع الماري ماطلح اإلبعاد للحال األالى االترحيل للحال الثاني ،القانون ةقم 89لسن
،1960في شأن ادتول اإقام األجانب بأةاضي جماوةي مار الاربي االخراج مناا ،ج ة الاّاد ،71ااادة في 24ماةس
1960؛ المشرع اللبناني نص على اإلخراج للحال األالى فقط ،قانون تنظيم الّتول إلى لبنان ااإلقام فيه االخراج منه ،ااادة
في 10تموز ،1962ماّل بموجب القانون ةقم ،173مؤةخ في 14فيفري 2000؛ المشرع الاراقي اسصامل ماطلح اإلبعاد للحال
األالى ااإلخراج للحال الثاني ،قانون اإلقام ةقم 118لسن ،1978ماّل بالقانون ةقم 7لسن 2003؛ المشرع المغربي اسصامل
ماطلح الطرد للحال األالى ااالقتيااد إلى الحدود للحال الثاني ،قانون ةقم ،02-03يصالق بّتول اإقام األجانب بالمملك المغربي
ابالاجر غير المشراع ،ااادة بصنفيذه ظاير الشريف ةقم ،1.03.196ااادة في 11نوفمبر ،2003ج ة الاّاد ،5160ااادة
في 13نوفمبر 2003؛ المشرع الصونسي اقصار على ماطلح الطرد للّالل على الحال األالى ،قانون عّاد 7لسن ،1968مؤةخ
في 8ماةس ،1968يصالق بحال األجانب بالبالاد الصونسي ،الرائّ الرسمي عّاد ،11ااادة في 8ماةس 1968؛ أما بالنسب للمشرع
الجزائري ،فقّ اسصامال في القانون ةقم 11-08ماطلح اإلبعاد للّالل على الحال األالى ،ااالقتياد إلى الحدود للّالل على الحال
الثاني ،ةغم أنه اقع في تناقض من ناحي توحيّ الماطلحا ،اذلك عنّما اسصامل ماطلح الطرد في المااد 2فقر 05في حين
اسصامل في النسخ الفرنسي كلم ، Expulsionاأكثر من هذا ،نجّه يسصامل ماطلح آتر اهو "الترحيل" في المااد 37فقر 02
من القانون ةقم 11-08االصي قابلاا بماطلح Rapatriementفي النسخ الفرنسي من القانون.
القانوني ،نجّ أن الفقه اقع هو اآلتر في الخلط بين الماطلحا ،حيث ساير كل فقيه ما هو نصيج لاذا الصنوع في الماطلحا
المصالق بإتراج األجانب في سياقاا بأنه يجب أن تفام الماطلحا مكرس في تشرياه الوطني ،لكن اكما تقول إحّى الباحثا
الّال األترى. الواةاد في تشرياا القانوني االمجصماي بغض النظر عن المفاهيم االصاريفا
Voir : Anne-Lise DUCROQUETZ, op.cit, pp 28-29.
ابناء عليه ،اةتأينا مساير المشرع الجزائري في المالحا
الصي يسصاملاا. ً
ن ي
-2أيوب بنجبيلي " ،رقابة القضاء اإلدار على الق اررات اإلدارية المتعلقة بدخول وإقامة األجانب بالمغرب على ضوء قانو -03
القانوني ااإلاداةي ،عّاد تاص ،2014 ،ص .326 ،"02مجل المناة للّةاسا
- 284 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الاام ضمن ضابط األجانب ،إذ أنه -1قرار اإلبعاد :ياصبر موضوع إباااد األجانب من الموضوعا
ذلك من المسلم به في القانون الّالي أن الّال لاا الحق المطلق في حماي أمناا القومي ،امن موجبا
إباااد أي أجنبي موجواد على إقليماا إذا ظار أنه يمثل تطر على النظا ااألمن الاموميين ،الذلك فإن
تاواا أن
ً قراة اإلباااد ابالنظر إلى تطوةته فإن له مصطلبا إجرائي اموضوعي يصاين مراعاتاا،1
الّال ملزم بصوفير الحّ األادنى من الضمانا القانوني ااإلنساني المفراض علياا بموجب المواثيق
الّالي .2 االمااهّا
المصالق بمكافح اإلةهاب ذةيا الكثير من الّال في اآلان األتير من المبر اة لقّ اتخذ
لصااقب كل أجنبي ترغب في الصخلص منه ،مصجاهل جميع الناوص الّالي المصالق بحماي األجانب.3
ابما أن قراة اإلباااد ياّ من أهم الوسائل القانوني الصي تسصاملاا الّال في حماي النظا الاا ،فيجب أن
يكون ذلك في ظل احص ار حقوق اإلنسان امبّأ الكرام اإلنساني .4
اإلاداةي المخصا إنااء إقام األجنبي حصى الو كانت إقام قانوني ،اهذا عنّما يحق للسلطا
حماي النظا الاا تفرض ذلك .5لاذا فإن اإللما نظر ألن مصطلبا
تقّة أنه شخص غير مرغوب فيه ًا
ير مّى تضوعه
الصي يخضع لاا ،اأت ًا بإجراء اإلباااد يصطلب القيا بارض مفاومه ،اتحّيّ اإلجراءا
للرقاب القضائي ،اذلك على النحو اآلتي:
أ -مفهوم اإلبعاد :من أجل تحّيّ مفاو اإلباااد يصطلب األمر القيا بصاريفه ،ثم تمييزه عن اإلجراءا
المشابا له ،اذلك على النحو اآلتي:
الاام في الّال الفقرة األولى -تعريف اإلبعاد :يمكن تاريف اإلباااد بأنه إجراء تضع بمقصضاه السلطا
نااي إلقام األجنبي المقيم بطريق قانوني على أةاضياا ،اتأمره فيه بمغاادة اإلقليم الوطني تالل مّ
-1يحي االح أبو حاتم " ،إبعاد األجانب في القانون اليمني (المفاهيم واألسباب)" ،المجل الالمي المحكم ،جاما الالو الحّيث ،
الاّاد ،2015 ،01ص .37
-2عبّ المؤمن بن اغير " ،إبعاد األجانب في ضوء القوانين الكويتية وأحكام القانون الدولي :دراسة حالة (البدون) في دولة
الكويت" ،مجل جيل حقوق اإلنسان ،مركز جيل البحث الالمي ،الاّاد ،2013 ،01ص .63
إقليمي ،جاما الموال ،الاّاد ،2020 ،43ص .203 -3ساجّ فرحان حسين "،إبعاد األجانب :دراسة مقارنة" ،مجل ادةاسا
في الالو اإلنساني ااالجصماعي ،جاما ساكريا ،المجلّ ،03الاّاد -4عمااد اوالحي "،القرار اإلداري بإبعاد األجنبي" ،مجل ادةاسا
،2020 ،02ص .580
-5الشيخ بوسماح ،الحاج مبطوش " ،الوضع القانوني اإلداري لألجانب في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية" ،المجل
الماري للقانون الّالي ،الاّاد ،2010 ،66ص .627
- 285 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
-1محمّ الرابي ،مركز األجانب ،ج األال ،مركز الشخص الطبياي ،اداة الناض الاربي ،القاهر ،2001 ،ص 190؛ أحمّ سالم
بّة ،اإلباااد اإلاداةي في ميزان القضاء اإلاداةي االّسصوةي ،مرجع سابق ،ص 45؛ عمااد اوالحي ،مرجع سابق ،ص .584
Nicole GUIMEZANES, « Expulsion », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier 2009 (actualisation mai
2019), n°1, p 3.
في القانون الّالي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص ص .148-147 -2الطيب زةاتي ،ادةاسا
الاام ،الكصاب الثاني ،مرجع سابق ،ص .537 -3محمّ ماهر أبو الاينين ،الحقوق االحريا
-4عبّ الرسول عبّ الرضا ،إقبال مبّة نايف "،المعايير الدولية في آلية إبعاد الالجئين دراسة مقارنة" ،مجل المحقق الحلي للالو
القانوني االسياسي ،جاما بابل ،المجلّ ،04الاّاد ،2012 ،02ص .128
5
- C.E, 15 février 1991, n°96046.
6
- C.E, 19 juin 1992, R.F.D.A, 1992, p 774.
-7أنواة بوزياني "،طرد األجانب بين موجبات السيادة ومبادئ القانون الدولي" ،مجل الالو السياسي االقانون ،المركز الّيمقراطي
الاربي ،برلين ،المجلّ ،03الاّاد ،16يوليو ،2019ص 69اما باّها.
- 286 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الفقرة الثانية -تمييز اإلبعاد عن غيره من اإلجراءات المشابهة :يصشابه اإلباااد اإلاداةي مع باض
مصميز عناا من حيث النطاق ااآلثاة ،اذلك على النحو اآلتي:
ًا األترى ،لكنه يبقى اإلجراءا
البند األول -اإلبعاد والتسليم :يقاّ بالصسليم ذلك اإلجراء الذي ياّف إلى تسليم أجنبي مصواجّ على إقليم
ادال أترى مطلوب فياا للمحاكم أا لصنفيذ عقوب محكو باا عليه ،1اذلك في حال اجواد الّال لسلطا
اتفاقي ثنائي أا جماعي تلز الّال بذلك ،حيث تنص في هذا اإلطاة المااد 50فقر 02من الّسصوة
على ":ال يمكن تسليم أحد إال بمقتضى اتفاقية دولية مصادق عليها ،أو بموجب قانون".2
ثنائي فيما بيناا ،تحّاد فياا األفاال الصي يصم الصسليم على أساساا، تقو الّال عااد بإب ار اتفاقيا
اغيرها من األموة الصفايلي ،3كما هو الحال بالنسب لالتفاقي المصالق بصسليم المجرمين بين الجزائر
االمملك المصحّ ،4أا اتفاقي تسليم المجرمين بين الجزائر افرنسا.5
يصفق اإلباااد االصسليم في النصيج المصرتب عناما ،اهي إنااء إقام األجنبي على إقليم الّال
اإتراجه مناا ،لكناما يخصلفان من حيث األساس ،فإذا كان اإلباااد أساسه حماي النظا الاا االماالح
الاليا للّال ،فإن الصسليم ياّ إجراء تصخذه الّال لمالح المجصمع الّالي ،فاو يابر عن الصااان الّالي
الّال في المجال القضائي. بين حكوما
البند الثاني -اإلبعاد والتكليف بالمغادرة :الصكليف بالمغاادة كما سبق ذكره هو اإلجراء الذي تصخذه
اإلاداةي المخصا برعاي شؤان األجانب على مسصوى الوالي الصي يقيم فياا األجنبي في الحال السلطا
الصي يابح فياا ال يسصوفي باف ناائي شراط منحه بطاق المقيم.
يقصرب الصكليف بالمغاادة من اإلباااد بشكل كبير ،لكناما يخصلفان من حيث األساس ااآلثاة ،فمن
حيث األساس يرتبط اإلباااد بالصاّيّ الذي يشكله اجواد األجنبي اداتل إقليم الّال ،أما الصكليف بالمغاادة
فاو مجراد أمر من اإلاداة المخصا لألجنبي بضراة الخراج من البالاد بسبب انصااء مّ إقامصه في
-1محمّ بوجان "،سلطة الدولة في إبعاد األجانب" ،مجل القانون ،الاّاد ،2012 ،03ص ص .239-238
-2المااد 50فقر 02من الصاّيل الّسصوةي لسن .2020
3
-Didier REBERT, « Extradition », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier 2009 (actualisation mars
2020), n°1, p 3 ; Antoine BÉAL, « Extradition », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. 233-75, date
du fascicul 15 novembre 2018, p 1.
-4اتفاقي تصالق بصسليم المجرمين بين حكوم الجماوةي الجزائري الّيمقراطي الشابي احكوم المملك المصحّ لبريطانيا الاظمى
اإيرلنّا الشمالي ،الموقا بلنّن في 11يوليو ،2006ااادقت علياا الجزائر بموجب المرسو الرئاسي ةقم ،464-06مؤةخ في 11
اديسمبر ،2006ج ة الاّاد ،81ااادة في 13اديسمبر .2006
-5اتفاقي تسليم المجرمين بين حكوم الجماوةي الجزائري الّيمقراطي الشابي احكوم جماوةي فرنسا ،مرجع سابق.
- 287 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الّال ،امن حيث اآلثاة المصرتب على كل مناما فإن اإلباااد يصطلب ترحيل األجنبي اعّ السماح له
ائما ،بينما الصكليف بالمغاادة ال يؤادي إلى منع األجنبي من
بالّتول إلياا من جّيّ ما ادا مبرة إباااده ق ً
ادتول الّال مر أترى ،بل يمكنه تقّيم مبرة جّيّ من أجل الحاول على اإلقام .1
البند الثالث -اإلبعاد والمنع من الدخول :يصفق اإلباااد االمنع من الّتول في أن السبب من اةائاما ياواد
إلى الصاّيّ الذي يشكله األجنبي على النظا الاا اأمن الّال ،لكن االتصالف بيناما يظار في أن المنع
من الّتول ال يسمح فيه لألجنبي بالّتول إلى إقليم الّال مباشر باّ ااوله للنافذ الحّاادي ،أما اإلباااد
فيأتي باّ ادتول األجنبي اتثبيت إقامصه اداتل الّال .2
ب -أسباب اإلبعاد :نص المشرع الجزائري على األسباب المبرة إلباااد األجنبي ،اذلك في المااد 30من
القانون ةقم 11-08الصي تنص على ":عالوة على األحكام المقررة في المادة ( 22الفقرة )3أعاله ،فإن
إبعاد األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن يتخذ بموجب قرار عن وزير الداخلية ،في الحاالت اآلتية:
-1إذا تبين للسلطات اإلدارية أن وجوده في الجزائر يشكل تهديدا للنظام العام و/أو ألمن الدولة،
-2إذا صدر في حقه حكم أو قرار قضائي نهائي يتضمن عقوبة سالبة للحرية بسبب ارتكابه جناية أو
جنحة،
-3إذا لم يغادر اإلقليم الجزائري في المواعيد المحددة له طبقا ألحكام المادة ( 22الفقرتان 1و)2
أعاله ،ما لم يثبت أن تأخره يعود إلى قوة قاهرة" ،3هناك من يرى بأنه من الااوب بمكان اضع قائم
عل سبيل الحار ألسباب اإلباااد ،ألناا تنطوي على مران ااتساع لّةج يصاذة حارها ،اإن كان
يمكن ةادها إلى فكر حماي النظا الاا االمالح الاام للّال .4
يصضح من نص المااد المذكوة أعاله بأن أسباب اإلباااد تنحار في اآلتي:
-1بوجان محمّ "،سلطة الدولة في إبعاد األجانب" ،مرجع سابق ،ص ص .240-239
-2مرااد بسايّ " ،اإلبعاد و /أو الطرد إلى الحدود في ظل قانون 11-08تعدد المقاربات ووحدة الهدف" ،مّاتل ضمن أعمال
الّالي الخاا في الجزائر ااقع مصطوة ،من تنظيم كلي الحقوق االالو السياسي ، الملصقى الوطني الموسو ب :تنظيم الاالقا
جاما قااّي مرباح ،اةقل ،يومي 21ا 22أفريل ،2010ص .344
-3المااد 30من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
الاام ،الكصاب الثاني ،مرجع سابق ،ص 538؛ أماني عبّ المقاواد ساواد " ،إبعاد -4محمّ ماهر أبو الاينين ،الحقوق االحريا
األجانب في ضوء المتغيرات الدولية الحديثة" ،مجل البحوث القانوني ااالقصااادي ،جاما المناوة ،الاّاد ،2020 ،72ص
.1268
- 288 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
الفقرة األولى -تهديد النظام العام أو أمن الدولة :النظا الاا من األفكاة الصي اقع الجّل بشأناا
تاواا من حيث المفاو االاناار الصي يصكون مناا ،اهذا بالنظر للمران الكبير الصي يصميز باا
ً
1
ااتصالفه حسب ظراف الزمان االمكان .
لم يحّاد المشرع الجزائري شكل الصاّيّ الذي يبرة اتخاذ قراة اإلباااد اادةج جسامصه ،فال هذا
ياني أن كل تاّيّ ماما كان شكله اادةج تطوةته يالح كمبرة إلباااد األجنبي؟ اما هو الفرق بين
تاّيّ النظا الاا اأمن الّال ؟ فاذه المفاهيم ليست موضوع تاريف تشرياي اال تنظيمي ،الكن يصم
تقّيرها من قبل اإلاداة اتحت ةقاب القاضي اإلاداةي.2
اإلاداةي المخصا تصمصع بسلط تقّيري كبير في تقّير الصاّيّ الذي ينطوي الواقع أن السلطا
عليه تواجّ األجنبي اداتل اإلقليم الوطني على النظا الاا سواء كان ذلك من تالل سجله اإلجرامي أا
مجراد تقّير لخطوة سلوكه.3
اإذا توسانا في تحليل األسباب المصالق بالنظا الاا ،فيمكن إجمالاا في أسباب أمني ناتج عن
تطوة األجنبي االصي تارض األمن الاا للّال للخطر ،4اأسباب سياسي ناتج عن أفاال المؤام ار
االصجسس ،اأسباب اقصااادي نصيج الضرة الذي يسببه األجنبي لالقصاااد الوطني ،اأسباب اجصماعي
ناتج عن اناّا اسائل المعيش لّى األجنبي ،اأسباب احي إذا كان األجنبي مااب بمرض ماّي
أا ابائي ياّاد الاح الاام .5
اإلاداةي للصاّيّ المحصمل للنظا الاا يكون بمازل عن الصقيّ هناك من يرى بأن تقّير السلطا
بالسوابق القضائي لألجنبي ،6بينما هناك من يرى عكس ذلك بأن تاّيّ النظا الاا ينبغي أن يقصرن
-1للمزيّ حول مفاو النظا الاا ،ةاجع سابًقا ص 192اما باّها من هذه األطراح .
2
- François JULIEN-LAFERRÈR, conditions de délivrance des visas, juin 2016, op.cit, p 29.
-3أحمّ إبراهيم مايلحي" ،إبعاد األجانب في ضوء المتغيرات اإلقليمية والدولية المعاصرة" ،مجل جاما الشاةق للالو القانوني ،
المجلّ ،17الاّاد ،2020 ،02ص .656
إباااد األجانب "ادةاس مقاةن " ،أطراح مقّم للحاول على ادةج -4علي فايّ سالم الاجمي ،تطوة الرقاب القضائي على ق ار اة
ادكصوةاه فلسف في القانون ،كلي القانون ،جاما عمان الاربي ،2012 ،ص .47
-5أحمّ إبراهيم مايلحي ،مرجع سابق ،ص ص .657-656
6
-Vincent TCHEN, « Étrangers :Expulsion : Interdiction judicaire du territoire », JurissClasseur
Administratif, LexisNexis, Fasc. 233.66, date de fascicule 9 février 2017, mise à jour 1 er janvier 2019, p 2.
- 289 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
بجريم تؤادي إلى الحكم على األجنبي .فالضراة الملح لحماي النظا الاا تبرز في حال اةتكاب
األجنبي لجرائم مثل جرائم تاريب األسلح االمصاجر باا ،الجوسس ،تجاة المخّ اة اغيرها.1
إضاف لألسباب المرتبط بالنظا الاا ،نص المشرع الجزائري على سبب آتر لم يكن مكرًسا في
األمر ةقم ،211-66اهو الصاّيّ الواقع على أمن الّال ،اكما هو الحال بالنسب لفكر النظا الاا لم
يقّ المشرع أي تحّيّ للماالم األساسي لمفاو أمن الّال .انصج عن هذا الوضع تقرير ادةج إضافي
ألسباب اإلباااد ،تخصلف عن تاّيّ النظا الاا .2
يرى الباض أن مفاو أمن الّال يرتبط في الوقت الراهن بظاهر اإلةهاب الذي أابح مشكل
هذه الظاهر ،األمر الذي ادفع عالمي تام جميع الّال .3االجزائر من بين الّال الصي عانت من ايال
المشرع إلى تبني سياس عقابي تاّف إلى حماي أمن الّال االمواطن ضّ كل شكل من أشكال تاّيّ
أمن الّال ،االصي من أهماا جريم اإلةهاب.4
من الااب إيرااد تاريف شامل لماطلح أمن الّال ،فاو مفاو غامض امرن بشكل يمنح
تاّيّا ألمن الّال ،لاذا تاصبر
ً اساا من الصقّير في تحّيّ الوقائع الصي تشكل
هامشا ا ً
ً السطا اإلاداةي
قضايا اإلةهاب االصحريض عليه أا على النزاعا االنفاالي ،اترق االنضباط لّى المؤسسا األمني
االاسكري من أبرز المظاهر الصي تاّاد أمن الّال .5
الاسكري للّال ،األمن األمن الّال عّ أباااد ،فنجّ األمن الاسكري ايشمل تازيز القّ اة
الّيمقراطي ،امن ااآلليا الّسصوةي للّال االحفاظ على االنصخابا السياسي ايشمل اسصقراة المؤسسا
أبرز ما ياّاد هذا األمن نجّ الانف السياسي الذي ياني االسصخّا الفالي للقو أا الصاّيّ باا ،بقاّ
المساس بنظا الحكم ،االانف اإلةهابي الذي ياني اسصخّا الصاّيّ االصخويف من أجل تحقيق أغراض
سياسي .6
-1أحمّ الاايغ " ،حدود سلطة القاضي اإلداري في رقابته على إبعاد األجانب" ،مّاتل ضمن نّا حول :قراء في قانون الاجر ،
ااأليا الّةاسي ،يناير ،2006ص .124 االلقاءا من تنظيم المااّ الاالي للقضاء ،ازاة الاّل ،المملك المغربي ،سلسل النّاا
2
-Xavier VANDENDRIESSCHE, Code de l’entrée et séjour des étrangers et du droit d’asile, 2ème éd, Dalloz,
Paris, 2011, p 317.
-3طيبي أمقران ،مرجع سابق ،ص .260
-4عمراني كمال الّين ،مرجع سابق ،ص .39
-5عاا الاطي ،القانون الّالي الاا ،ط ،8الّاة الاراقي للطباع االنشر االصوزيع ،بيرا ،2014 ،ص .96
-6ةنا سالم أمان ،مبّأ عّ اإلعااد القسري في القانون الّالي ،أطراح لنيل شاااد الّكصوةاه ،كلي الحقوق ،جاما النارين،2015 ،
ص .218
- 290 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
تظار الاالق بين أمن الّال االظاهر اإلةهابي من تالل المااد 87مكرة من قانون الاقوبا
تاواا الصاّيل
ً الصي جر المشرع الجزائري من تاللاا األفاال اإلةهابي الصي تسصاّف أمن الّال ،
األتير الذي تضمن إادةاج فال الساي للواول إلى السلط أا تغيير نظا الحكم بالطرق غير الّسصوةي ،
االمساس بالسالم الصرابي للوطن.1
اإلةهابي إباااد األجنبي حصى الو لم يرتكب باوة مباشر أي جريم جنائي ،كما تبرة النشاطا
تشجع على اسصامال الانف ،2أا الذي يقّ الّعم في حال األجنبي الذي يقّ الّعم الفالي لمنظما
اللوجيسصي لمجموع تماةس الامل المسلح.3
اإلاداةي المخصا في من الواضح بأن المشرع الجزائري منح سلط تقّيري ااسا للسلطا
تاّيّا للنظا الاا اأمن الّال ،
ً إاّاة قراة اإلباااد ضّ كل أجنبي ترى في تواجّه على اإلقليم الوطني
اهو معياة يصسم بالمران ،اهذا حصى تصمكن اإلاداة من تقّير ادةج تطوة األجنبي حسب الوقائع
االظراف الحاال .
الفقرة الثانية -اإلدانة الجزائية :السبب الثاني إلباااد األجانب يصمثل في اّاة حكم جزائي ناائي
باإلادان الةتكاب جناي أا جنح يقضي باقوب سالب للحري ،اذلك حسب ما تنص عليه المااد 30من
القانون ةقم 11-08المذكوة أعاله ،اهو األمر نفسه الذي كان مكرًسا في ظل األمر ةقم .4211-66
ااادة عن القضاء الجزائري،
ًا المالحظ أن المشرع لم يشصرط أن يكون الحكم أا القراة القضائي
القضائي الجزائري .5 اذلك بالنظر ألن األحكا الجزائي األجنبي ليس لاا حجي أما الجاا
زيااد على ذلك ،لم يحّاد المشرع الجزائري طبيا الجنح من حيث تطوةتاا ،فالى عكس
اواا
ً الصي تاكس تطوة بالنظر لطبياصاا الخاا ،فاألمر ليس كذلك بالنسب للجنح ت الجنايا
البسيط مناا االصي ال ترقى ألن تكون مبرًاة إلباااد األجنبي ،كما لم يحّاد المشرع مّ الاقوب السالب
للحري المحكو باا على األجنبي ،اهو ما يمنح لإلاداة سلط تقّيري ااسا في إباااد األجنبي بغض
-1أنظر المااد 2من األمر ةقم ،08-21مؤةخ في 8يونيو ،2021ياّل ايصمم األمر ةقم ،156-66مؤةخ في 8يونيو ،1966
االمصضمن قانون الاقوبا ،ج ة الاّاد ،45ااادة في 9يونيو .2021
2
-C.E, 8 septembre 1997, Sahin, Rec. C.E, n°196690.
3
-T.A, Lille, 25 octobre 1994, Magri, Rec. C.E, p 94.
-4أنظر المااد 20نقط 02من األمر ةقم ،212-66مرجع سابق.
في القانون الّالي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص .150 -5الطيب زةاتي ،ادةاسا
- 291 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
النظر عن مّ الاقوب ،عكس ما كان مكرًسا في ظل األمر 212-66الذي كان يشصرط عقوب السجن
أي الاقوب المقرة للجناي أا الجنح المشّاد .
بالمقاةن مع الصشريع الفرنسي ،نجّ بأن قانون 28نوفمبر 2003تخلى عن شرط الاقوب الجزائي
كسبب من أسباب قراة اإلباااد ،1اهذا توجه موفق من طرف المشرع الفرنسي ،اكان من األحسن على
المشرع الجزائري حذف هذه الحال من نص المااد 30من القانون ةقم .11-08
إاّاة الفقرة الثالثة -عدم االستجابة للتكليف بمغادرة اإلقليم الوطني :ذكرنا سابًقا شراط اإجراءا
قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم الوطني ،فإذا ةفض األجنبي تنفيذ هذا الصكليف في اآلجال القانوني الصي
نات علياا المااد 22من القانون ةقم 11-08يصحول الصكليف بالمغاادة إلى إباااد ما لم يثبت أن تأتره
في تنفيذ هذا القراة ياواد إلى قو قاهر .
يمكن القول أن هذه الطريق المصبا من طرف المشرع الجزائري ،االصي يصحول من تاللاا الصكليف
بمغاادة اإلقليم الوطني إلى إباااد مرادها ةغب المشرع في إضفاء طابع تنفيذي على قراة الصكليف بمغاادة
أيضا منح األجنبي الحق في الطان القضائي من أجل ةقاب مشراعي قراة اإلباااد الذي
اإلقليم الوطني ،ا ً
يبنى في هذه الحال على أساس مشراعي الصكليف بالمغاادة .
الفقرة الرابعة -األفعال المنافية لألخالق والسكينة العامة أو المساس بالمصالح الوطنية :كرس المشرع
الجزائري هذه الحال بموجب المااد 30من القانون ةقم 11-08المذكوة سابًقا ،اذلك من تالل اإلحال
على األحكا المقرة في نص المااد 22الفقر ( 03الاحيح الفقر )04من القانون نفسه ،ابالاواد لاذه
األتير نجّها تنص على ":كما يمكن سحب بطاقة المقيم الذي يثبت للسلطات المعنية أن نشاطاته
منافية لألخالق والسكينة العامة ،أو تمس بالمصالح الوطنية ،أو أدت إلى إدانته عن أفعال ذات صلة
بهذه النشاطات".2
يالحظ أن المشرع قّ اقع في تكراة غير مبرة في تحّيّ األسباب الّاعي لقراة اإلباااد ،حيث
نات المااد 30من القانون ةقم 11-08على السبب الاا لاذا اإلجراء اهو تاّيّ النظا الاا ثم
1
- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, op.cit, p 304.
هي :الصاّيّ الجسيم حار المشرع الفرنسي في القانون المصالق بّتول اإقام األجانب احق اللجوء أسباب اإلباااد في ثالث حاال
للنظا الاا (المااد ،)L.631-1الحاج الملح لحماي أمن الّال (المااد ،)L.631-2اهنا يوجّ تطابق ما بين الصشرياين
إةهابي (.)L.631-3 الجزائري االفرنسي ،االحال األتير تصالق بصاّيّ الماالح األساسي للّال الناتج عن نشاطا
-2المااد 22فقر 04من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
- 292 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
أحالت المااد نفساا إلى نص المااد 22من القانون نفسه ،االصي نات على األسباب المصالق بنشاطا
األجنبي المنافي لألتالق االسكين الاام ،االصي هي جزء من الاناار المكون لفكر النظا الاا .1
اسصحّث المشرع الفرنسي بموجب القانون ةقم 1119-2003إجراء المراجا اآللي ألسباب
من تاةيخ اّاة قراة اإلباااد ،اهذا للنظر في اإلباااد ،حيث يصم إعااد ادةاسصاا كل تمس ( )05سنوا
إمكاني إلغاء هذا القراة ،حيث يؤتذ في االعصباة تطوة الصاّيّ الذي ينطوي عليه األجنبي على النظا
الاا ،اكذا اضايصه الاائلي االماني .2
في تحّيّ الجا الصي يناط باا إاّاة ج -السلطة المختصة بإصدار قرار اإلبعاد :اتصلفت الصشرياا
األفرااد ،بينما قراة اإلباااد ،فالباض مناا منح هذا االتصااص للسلط القضائي الضامن لحقوق احريا
ادال أترى هذا االتصااص للسلط اإلاداةي باعصباةها أكثر قّة على تقّير أسباب منحت تشرياا
المحاكم الطويل .3 اإلباااد ،اتنفيذه بالسرع االفاالي المطلوب ،اهو ما ال توفره إجراءا
منح المشرع الجزائري االتصااص في إاّاة قراة اإلباااد لوزير الّاتلي ،حيث تنص المااد 30
من القانون ةقم 11-08على... ":فإن إبعاد األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن يتخذ بموجب قرار
صادر عن وزير الداخلية ،4"...اذلك بالنظر ألن هذا القراة يصم تأسيسه على أسباب مرتبط بحماي
النظا الاا اأمن الّال اماالحاا الوطني ،فإن إسنااد هذا االتصااص لوزير الّاتلي باعصباةه السلط
المؤهل لحماي النظا الاا اداتل الّال ،ابالصالي فإنه ال يصاوة أن يقو بصفويض اتصاااه في هذا
المجال ،ألن المشرع توله االتصااص الحاري في مماةس سلط إباااد األجانب.
د -المدة القانونية لتنفيذ قرار اإلبعاد :منح المشرع الجزائري لألجنبي الماني بقراة اإلباااد مال لمغاادة
اإلقليم الوطني ،حيث تنص المااد 31فقر 02من القانون ةقم 11-08على ":ويستفيد حسب خطورة
الوقائع المنسوبة إليه ،من مهلة تت اروح مدتها من ثمان وأربعين ( )48ساعة إلى خمسة عشر ()15
يوما ،ابتداء من تاريخ تبليغه بقرار اإلبعاد من اإلقليم الجزائري".5
-1فوزي مااف "،سلطات مرفق األمن الوطني في إبعاد األجانب في النظام القانوني الجزائري" ،مجل الالو االجصماعي ااإلنساني ،
الاّاد ،2016 ،12ص .57
2
-Nicol GUIMEZANES, « Expulsion », op.cit, n°61, p15.
-3كريم ناار حسنااي كاظم المحن ،مرجع سابق ،ص .99
-4المااد 30من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
-5المااد 31فقر 02من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
- 293 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
تفسر هذه المال بمنح األجنبي الوقت الالز لصايئ أموةه اتسوي الصزاماته الاائلي االماني ،غير
اإلاداةي المخصا الخطوة الكبير للوقائع المنسوب لألجنبي فإن الصي تقّة فياا السلطا أنه في الحاال
المّ الممنوح لاذا األتير من أجل تنفيذ قراة اإلباااد تكون قاير ً
جّا ،فالمشرع اضع نوع من الصّةج
بين تطوة الوقائع المنسوب لألجنبي امّ تنفيذ قراة اإلباااد.
قضائيا الم ياّة باّ حكم ضّه ،يصم إتطاة النياب
ً افي الحال الصي يكون فياا األجنبي مصابع
الاام بقراة اإلباااد ،حيث تقو هذه األتير بطلب إادةاج اسمه على قائم الممنوعين من مغاادة اإلقليم،
ناائيا ،فإذا قضى باقوب سالب للحري
ابالصالي فإن قراة اإلباااد ال ينفذ إال باّ ايراة الحكم القضائي ً
فإن قراة اإلباااد ينفذ باّ انقضاء الاقوب ،افي حال الحكم بالبراء ،فالمفراض أال يصم اإلباااد ألنه أابح
غير مؤسس من الناحي القانوني .1
اإلاداةي المخصا عنّما تاّة قراة اإلباااد على أساس تاّيّ النظا الاا ، غير أن السلطا
في القانون الّالي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص .151 -1الطيب زةاتي ،ادةاسا
-2زهير لاالم "،رقابة القاضي اإلداري لمشروعية ق اررات ترحيل األجانب –دراسة مقارنة بين الجزائر وفرنسا ،"-مجل حوليا
جاما الجزائر ،1المجلّ ،35الاّاد ،2021 ،02ص ص .37-36
3
-C.E, 12 février 2014, M.B.A c/ Ministre de l’Intérieur, A.J.D.A, 2014, p 373.
-4االح الّين أحمّ حمّي " ،القانون الجزائري والمركز القانوني لألجنبي في الدولة" ،مجل القانون المقاةن ،الجمعي الاراقي
للقانون المقاةن ،الاّاد ،1985 ،16ص .338
- 294 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
لم ينص المشرع الجزائري على هذا األثر بشكل مباشر ااريح ،لكن يمكن اسصنصاج ذلك من
تالل اشصراط المشرع لرتا إاداةي مسلم من ازير الّاتلي لكل أجنبي تم إباااده ايريّ باّها الاواد
إلى الجزائر ،تنص في هذا اإلطاة المااد 43من القانون ةقم 11-08على ":كل أجنبي ...تم
إبعاده...ودخل من جديد إلى اإلقليم الجزائري دون رخصة."...
في القانون الفرنسي نص المشرع اراح على قراة المنع من الاواد إلى اإلقليم كأحّ مشصمال
قراة االل از بالخراج من اإلقليم ،اذلك من تالل الموااد L.612-6إلى L.612-11من قانون ادتول
اإقام األجانب احق اللجوء.1
و -الرقابة القضائية ضد قرار اإلبعاد :نات باض القوانين المنظم إلقام األجانب اراح على عّ
جواز الطان في قراة اإلباااد على أساس أنه ينّةج ضمن طائف أعمال السيااد أا الحكوم ،اهو الحال
الّال تاصبر قراة إباااد األجانب مجراد بالنسب للصشرياين القطري االكويصي ،2لكن األغلبي من تشرياا
إجراء ضبطي ،يجوز الطان فيه باّ المشراعي أما القاضي اإلاداةي.3
لم ينص المشرع الجزائري بشكل اريح على حق األجنبي في ةفع ادعوى اإللغاء ضّ قراة
اإلاداةي في اإلباااد ،لكن هذه الّعوى ال تحصاج للنص علياا باعصباةها من المباادئ الاام للمنازعا
النظا القضائي المزاداج الذي ساة عليه المشرع الجزائري ،اعليه يمكن لألجنبي مماةس حق الطان طبًقا
المّني ااإلاداةي . للقواعّ الاام المقرة في قانون اإلجراءا
اعلى اعصباة أن قراة اإلباااد ياّة عن ازير الّاتلي ،هذا األتير ياصبر سلط إاداةي مركزي ،
ياواد لمجلس الّال ،حيث تنص في هذا اإلطاة فإن االتصااص النوعي في هذا النوع من المنازعا
المااد 9من القانون الاضوي ةقم 01-98على ":يختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة ،بالفصل
1
- Art L.612-6 à L.612-11, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
-2أحمّ سالم أحمّ بّة "،اإلبعاد اإلداري لألجانب في ضوء القضاء اإلداري والدستوري دراسة مقارنة تحليلية" ،مجل مار
المااار ،الجمعي الماري لالقصاااد السياسي ااإلحااء االصشريع ،السن ،107الاّاد ،521يناير ،2016ص .169
-3كريم ناار حسنااي المحن "،الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد" ،مجل الفكر القانوني ااالقصااادي ،السن الرابا ،الاّاد ،18
،2014ص .855
Edmond HONORAT, « Le renforcement du contrôle du juge administratif : le regard d’un conseiller
d’État », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le territoire national, organisé par
la Cour de cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation irrégulière, ouvrage coordonné
par Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, p 69.
- 295 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
في دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير المشروعية في الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية
المركزية.1"...
كما يمكن لألجنبي الطان في قراة اإلباااد عن طريق ةفع ادعوى اسصاجالي ،حيث تنص في هذا
اإلطاة المااد 31من القانون ةقم 11-08على... ":مع مراعاة أحكام المادة 13من قانون العقوبات،
يجوز لألجنبي موضوع قرار وزير الداخلية المتضمن اإلبعاد خارج اإلقليم الجزائري أن يرفع دعوى أمام
القاضي االستعجالي المختص في المواد اإلدارية في أجل أقصاه خمسة ( )5أيام ابتداء من تاريخ
تبليغه بهذا القرار.
...ويكون لهذا الطعن أثر موقف.2"...
المالحظ األساسي على نص هذه المااد أن المشرع جال الطان في قراة اإلباااد يصم أما
القاضي اإلاداةي االسصاجالي ،مع أن المقاواد بعباة "الطعن" هي ادعوى البطالن ضّ هذا القراة ،اذلك
من تالل فحص أاجه عّ مشراعي القراة اإلاداةي ،ابالصالي يكون من اتصااص قاضي الموضوع.3
الواضح بأن المشرع الجزائري ترج عن القواعّ الاام المصالق بضوابط اتصااص القضاء
االسصاجالي اإلاداةي ،االصي تقصضي اتخاذ تّابير مؤقص ال تمس بأال الحق ،اكرس قواعّ جّيّ تمنح
لقاضي االسصاجال الاالحي للخوض في جوهر النزاع اتقّير مشراعيصه القانوني االواقعي .4
مصناقضا ،إذ قضى بأن قراة
ً كما نجّ أن موقف القاضي اإلاداةي الجزائري في هذا الشأن كان
اإلباااد يخرج عن نطاق اتصااص قاضي األموة المسصاجل على أساس نص المااد 171مكرة من
المصالق بالنظا الاا ،5 المّني القّيم ،االصي أترجت من نطاق اتصاااه المنازعا قانون اإلجراءا
مجلس الّال اتنظيمه اعمله ،ج ة -1المااد 9من القانون الاضوي ةقم ،01-98مؤةخ في 30مايو ،1998يصالق باتصاااا
الاّاد ،37ااادة في أال يونيو ،1998ماّل امصمم بالقانون الاضوي ةقم ،13-11مؤةخ في 26يوليو ،2011ج ة الاّاد ،43
ااادة في 3غشت ،2011ماّل امصمم بالقانون الاضوي ةقم ،02-18مؤةخ في 4ماةس ،2018ج ة الاّاد ،15ااادة في 7
ماةس .2018اهو األمر ذاته الذي تنص عليه المااد 901من القانون ةقم ،09-08مرجع سابق.
-2المااد 31من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
في القانون الّالي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص .152 -3الطيب زةاتي ،ادةاسا
-4سمير بلحيرش ،مرجع سابق ،ص .169
-5المجلس األعلى ،الغرف اإلاداةي ،قراة ةقم ،26998ااادة في 26اديسمبر ،1981قضي (اد.ك) ضّ ةئيس مكصب األبحاث
االصنظيم ااألمن الاا لقسم الاجر ،المجل القضائي ،الاّاد ،1989 ،02ص .188
- 296 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
غير أنه عااد الحًقا اأقر باتصااص القاضي االسصاجالي في اقف تنفيذ قراة اإلباااد إلى غاي الفال في
ادعوى اإللغاء.1
-2قرار الطرد إلى خارج الحدود :2ياصبر الطراد إلى تاةج الحّااد اإلجراء الثاني لصرحيل األجانب من
إقليم الّال ،هذا اإلجراء لم يكن مكرًسا في ظل األمر ةقم ،211-66الذي اقصار فيه المشرع على
إجراء اإلباااد.
اةغم أن المشرع لم يكن ينص على هذا اإلجراء من الناحي القانوني ،إال أن الواقع الاملي كان
اإلاداةي تماةسه بشكل مصواال ،اادان اجواد سنّ قانوني له ،اذلك بالنظر يفرضه ،اكانت السلطا
ادتول األجانب إلى إقليماا باوة غير شرعي ،أا اإلقام بطريق غير للضراة الصي تسصلزماا حاال
قانوني ،االصي تصطلب اتخاذ إجراء سريع ضّ األجنبي.3
هذا القاوة الصشرياي كان يصماشى إلى حّ ما مع الواقع الميّاني الذي كانت تارفه الجزائر في
الماضي ،لكن الوضع الحالي قّ تغير عما كان عليه من قبل ،ااقع أابح يصميز بصزايّ ظاهر الاجر غير
الشرعي ،حيث أابحت الجزائر مركز عبوة نحو ادال القاة األاةابي ،كما ظار في اآلان األتير
االحراب األهلي .الاذا فقّ أحسن المشرع الجزائري مشكل الالجئين األفاةق النازحين بسبب الاراعا
باسصحّاثه آلي الطراد إلى تاةج الحّااد بموجب القانون ةقم .11-08
لّةاس قراة الطراد إلى تاةج الحّااد يصطلب األمر تحّيّ مفاو هذا اإلجراء ،ثم عرض إجراءا
ير مّى تضوعه للرقاب القضائي ،اذلك كاآلتي:
إاّاةه ،اأت ًا
-1مجلس الّال ،قراة ةقم ،13772مؤةخ في 14أكصوبر ،2002قضي (أ.ن) ،ضّ ازير الّاتلي ،مجل مجلس الّال ،الاّاد
،2002 ،02ص .221
-2اسصحّث المشرع الفرنسي إجراء الطراد إلى تاةج الحّااد ألال مر من تالل القانون المصالق بالّتول ااإلقام الااادة في 29
أكصوبر ،1981باعصباةه تّبير بسيط لصنفيذ عقوب المنع القضائي من اإلقليم ،ابموجب القانون الااادة في 9سبصمبر 1986ظار
إجراء الطراد إلى تاةج الحّااد باعصباةه تّبير إاداةي ،الاّف منه ةادع الّتول غير المشراع لإلقليم الفرنسي أا اإلقام غير القانوني
لألجنبي في اإلقليم الفرنسي .أنظر عاا نام إسماعيل ،مرجع سابق ،ص ص .142-141
Martine DENIS-LINTON, Mattias GUYOMAR, « Contentieux des étrangers : Reconduite à la frontière »,
JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. 1156, 2 juin 2003, mis à jour 22 décembre 2012, pp 2-3.
-3ماطفى إبراهيم عبّ الفصاح الاّاي " ،العقوبات المقررة على األجانب المخالفين لقواعد الدخول واإلقامة في القانون المصري
دراسة تطبيقية-تحليلية" ،مجل القانون ااالقصاااد ،جاما القاهر ،الاّاد ،2019 ،92ص 307؛ ماطفى إبراهيم عبّ الفصاح
الاّاي ،سلط الّال في تنظيم إقام األجانب اإبااادهم االرقاب القضائي علياا ادةاس مقاةن ،ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه ،كلي
الحقوق ،جاما عين شمس ،2004 ،ص .679
- 297 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ترحيل اإتراج أ -مفهوم الطرد إلى خارج الحدود :ياصبر الطراد إلى تاةج الحّااد من أهم ق ار اة
األجانب ،لذلك يجب البحث في تاريفه ،ثم تمييزه عن قراة اإلباااد ،اذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -تعريف الطرد إلى خارج الحدود :الطراد إلى تاةج الحّااد هو اإلجراء الذي يصم بموجبه
اقصيااد أحّ األجانب إلى أحّ منافذ الّال ،اهذا لصواجّه باوة غير مشراع ،سواء كان ذلك نصيج
لّتوله إلى إقليم الّال بطريق غير مشراع ،أا عّ حاوله على ترتيص باإلقام القانوني ،أا تخلفه
قانونا ،1أا هو القراة الااادة من السلط
ً عن تجّيّ بطاق اإلقام حسب الضوابط المناوص علياا
غما عنه ،نصيج لصواجّه
اإلاداةي المخصا ،االمصضمن اقصيااد األجنبي إلى منافذ البالاد الحّاادي اإتراجه ة ً
باوة غير قانوني أا ادتوله باوة غير مشراع ".2
اإلاداةي يمكن القول بأن قراة الطراد إلى تاةج الحّااد هو ذلك اإلجراء الذي يسمح للسلطا
المخصا إتراج األجنبي من إقليم الّال ،اذلك في عنّما تكون اضعي هذا األتير تخالف الشراط
القانوني ،سواء كان ذلك نصيج الّتول بطريق غير شرعي إلقليم الّال ،اتصجسّ هذه الاوة بشكل
عملي عبر ما يسمى بالاجر السري ،أا نصيج لصواجّه بطريق غير قانوني اداتل إقليم الّال ،اتصحقق
هذه الحال من الناحي الاملي عنّ تجااز المّ القانوني لصأشير الّتول أا بطاق اإلقام .
الفقرة الثانية -تمييز الطرد إلى خارج الحدود عن اإلبعاد :الطراد إلى تاةج الحّااد هو إجراء تصخذه
اإلاداةي المخصا في مواجا األجنبي الذي يوجّ في اضعي غير قانوني ،حيث تنص في هذا السلطا
اإلطاة المااد 36من القانون ةقم 11-08على ":يمكن طرد األجنبي الذي يدخل إلى الجزائر بصفة غير
شرعية أو يقيم بصفة غير قانونية على اإلقليم الجزائري إلى الحدود.3"...
من تالل نص هذه المااد يصبين بأن الطراد يخصلف عن اإلباااد من حيث اف األجنبي الماني
بإجراء الصرحيل ،فإذا كان قراة اإلباااد ياّة في مواجا األجنبي المقيم بطريق قانوني فإن الطراد عكس
ذلك ،إذ ياّة في مواجا األجنبي الذي يّتل إلى الّال بطريق غير شرعي أا كانت إقامصه غير
قانوني ،كما يخصلفان من حيث األساس القانوني ،فقراة اإلباااد أساسه الصاّيّ الذي يشكله األجنبي على
النظا الاا ،أما الطراد فأساسه الوضعي غير القانوني لألجنبي اداتل الّال .
ب -الجهة المختصة بإصدار قرار الطرد إلى خارج الحدود :أسنّ المشرع الجزائري االتصااص في
إقليميا ،اهذا افق ما تنص عليه المااد 36من
ً إاّاة قراة الطراد إلى تاةج الحّااد للوالي المخصص
القانون ةقم 11-08الصي جاء فياا ":يمكن طرد األجنبي...بقرار صادر عن الوالي المختص إقليميا.1"...
إن إسنااد االتصااص بطراد األجانب للوالي يجّ مبرةه في أن األجنبي الماني باذا القراة يكون
فاليا قّ ادتل إلى اإلقليم الجزائري ،ااسصقر في االي ماين من االي الوطن ،فسواء كان الطراد على أساس
ً
الّتول باف غير شرعي فإن الوالي المخصص في هذه الحال يصحّاد بمكان القبض على هذا األجنبي،
أا كان على أساس اإلقام غير القانوني فاالتصااص ياواد في هذه الحال للوالي الذي ةفض منح بطاق
اإلقام أا تجّيّها.
ج -األسباب المبررة إلصدار قرار الطرد إلى خارج الحدود :حّاد المشرع الجزائري في المااد 36من
القانون ةقم 11-08األسباب المبرة لطراد األجنبي ،اذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -الدخول إلى اإلقليم الوطني بطريقة غير شرعية :ينارف المانى الواةاد في المااد 36
من القانون ةقم ،11-08االقاضي بطراد األجنبي الذي يّتل إلى اإلقليم الجزائري بطريق غير شرعي
إلى تلك الحال الصي يكون فياا هذا الّتول قّ تم عبر منافذ غير ةسمي ،سواء عن طريق الحّااد البري
أا البحري ،اهو ما يابر عنه عااد بالهجرة السرية أا الهجرة غير الشرعية ،فاألجنبي الذي ال يّتل من
غير شرعي تبرة طراده. األماكن الرسمي الماصمّ على مسصوى المراكز الحّاادي ياصبر في اضعي
مكمال للمصابا الجزائي ،حيث جر المشرع الجزائري من تالل القانون ةقم
ً اياصبر إجراء الطراد
11-08مخالف األحكا المصالق بالّتول إلى اإلقليم الجزائري إضاف لألحكا المصالق باإلقام امغاادة
اإلقليم ،عكس ما فال على مسصوى قانون الاقوبا ،حيث اكصفى بصجريم فال الخراج غير الشرعي من
اإلقليم الجزائري اتجاهل الّتول غير الشرعي ،اذلك حسب ما تنص عليه المااد 175مكرة 1المّةج
سن .22009 بموجب تاّيل قانون الاقوبا
ال شك أن تحّيّ أماكن الّتول االخراج من اإلقليم الوطني أمر يصطلبه أمن الّال اسالمصاا،
مصسلال اال يكصسب أي مركز
ً فإذا ادتل األجنبي من غير هذه األماكن المحّاد فإنه يكون في هذه الحال
قانوني.1
الفقرة الثانية -اإلقامة في االقليم الوطني بطريقة غير قانونية :ترتبط هذه الحال بالوثائق الصي تبرة
إقام األجنبي اداتل الّال ،فاذا األتير يخضع طيل إقامصه للرقاب اإلاداةي من تالل مراقب مخصلف
الوثائق الصي تبرة تواجّه القانوني .تنص في هذا اإلطاة المااد 25من القانون ةقم 11-08على ":على
الرعايا األجانب تقديم المستندات أو الوثائق المثبتة لوضعيتهم عند كل طلب من األعوان المؤهلين
لذلك".2
عنّ انصااء المّ المحّاد في تأشير الّتول امع عّ مغاادةته للّال كما تنص عليه األحكا
اإلاداةي المخصا لقراة القانوني يصحول اجواد األجنبي إلى اضعي غير قانوني تبرة اتخاذ السلطا
الطراد ،لاذا تنص المااد 6من القانون ةقم 11-08على أنه ":على األجنبي مغادرة اإلقليم الجزائري
بمجرد انقضاء مدة صالحية تأشيرته أو بطاقة إقامته ،أو المدة القانونية المرخص بها لإلقامة باإلقليم
الجزائري".3
يمكن لألجنبي أن يصجنب قراة الطراد ،اذلك في حال تسوي اضايصه اإلاداةي "،يمكن طرد
األجنبي...إال في حالة تسوية وضعيته اإلدارية" ،4كأن ياّة قانون عا يصضمن تسوي الوضعي غير
القانوني لألجانب ،أا يصزاج األجنبي بطرف اطني حسب ما ينص عليه القانون ،أا يكون ممن ال يجوز
طرادهم إال باّ الفال في اضايصام كما في حال طلب اللجوء السياسي.5
المبرة لقراة االل از بالخراج من بالمقاةن مع القانون الفرنسي ،نجّ المشرع قّ نص على الحاال
اآلتي : تفاال ،إذ حارها في الحاال
ً اإلقليم بشكل أكثر
الّتول القانوني لإلقليم الوطني. -األجنبي الذي ال يسصطيع اثبا
الصأشير لكنه يبقى في اإلقليم -األجنبي الذي انصات مّ تأشيرته ،أا األجنبي الذي ال يخضع لمصطلبا
الفرنسي ادان الحاول على بطاق إقام .
-األجنبي الذي تم ةفض إاّاة بطاق إقام له أا ةفض تجّيّها أا سحباا منه باّ إاّاةها.
-األجنبي الذي ةفض االعصراف له باف الالجئ.
تاّيّا
ً -عنّما يشكل سلوك األجنبي الذي ال يقيم بطريق قانوني منذ أكثر من ثالث ( )03أشار بفرنسا
للنظا الاا .
-األجنبي الذي ال يقيم بطريق قانوني منذ أكثر من ثالث ( )03االذي يخرق أحكا قانون الامل.1
يالحظ أنه عنّما يؤس س قراة الطراد على تاّيّ األجنبي للنظا الاا يمكن لذلك أن يؤادي إلى
ادائما على
الخلط بين إجراءا الطراد إلى تاةج الحّااد بسبب اإلقام غير القانوني ،ااإلباااد الذي يسصنّ ً
اعصبا اة حماي النظا الاا ،االصي قضى المجلس الّسصوةي أناا ال تنطوي على أي لبس .2يرى باض
الفقه أن المشرع الفرنسي ياّف من اةاء ذلك إلى إتراج األجنبي الذي ينطوي اجواده على تاّيّ للنظا
الصي يسصلزماا إجراء اإلباااد.3 ااإلجراءا الاا ادان المراة بالضمانا
د -تنفيذ قرار الطرد إلى خارج الحدود :لم يحّاد المشرع الجزائري المّ الصي تمنح لألجنبي من أجل
مغاادة اإلقليم الوطني ،األمر الذي ياني أن هذا القراة يمكن أن ينفذ بشكل فوةي بمجراد اّةاه.
كان من األحسن على المشرع الجزائري تحّيّ مال لصنفيذ قراة الطراد إلى تاةج الحّااد ،لاذا نجّ
احوبا بقراة المغاادة
ً بأن المشرع الفرنسي نص على أن قراة االل از بالخراج من اإلقليم يجب أن يكون م
1
-Voir art L.611-1, du C.E.S.E.D.A, op.cit. Voir aussi l’annexe n° 11, p 634.
2
-Dominique TURPIN, « Reconduite à la frontière », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier 2005
(actualisation décembre 2019), n°18, p 15.
3
-Vincent TCHEN, « Étrangers: Obligation de quitter le territoire-Réadmission », JurissClasseur
Administratif, LexisNexis, Fasc. 233.65, date du fascicule 7 février 2020, p 3.
4
-Voir art L.612-1, du C.E.S.E.D.A, op.cit.
5
-Voir art L.612-2, du C.E.S.E.D.A, op.cit.
- 301 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ال يمكن تنفيذ قراة الطراد إلى تاةج الحّااد ادان تحّيّ بلّ إعااد اإلةسال من طرف السلطا
اإلاداةي المخصا عن طريق قراة إاداةي مسصقل ،1اهذه الوجا تكون باألساس البلّ الذي يحمل األجنبي
جنسيصه أا أي بلّ آتر يقبل به.
اإلاداةي الجزائري تصغاضى عن الصطبيق الااة ألحكا في الواقع الاملي نجّ أن السلطا
القانون ةقم ،11-08فاسح المجال أما فئ كبير من المااجرين االنازحين األفاةق بالبقاء على اإلقليم
طويل ،ةغم ما ينطوي عليه ذلك من نصائج سلبي قّ تمس باألمن الاا للّال اسالم الجزائري لفص ار
الامومي الصاامل بمنطق إنساني أكثر منه الموطنين .يفسر هذا الموقف بشكل عا بصفضيل السلطا
ةادعي.2
في الصشريع الفرنسي اإلى غاي سن ،2011نجّ أن تّابير اإلباااد االمنع القضائي من اإلقليم
هي من تمنع األجنبي من الاواد من جّيّ إلى اإلقليم الفرنسي ،بينما يمكن لمن تم طراده الاواد باّ
الحاول على الصأشير .لكن المشرع ألز اإلاداة على إاّاة قراة المنع اإلاداةي من الاواد ،االذي ياصبر
أيضا من مشصمالته ،3لاذا يجب عّ
من أهم مفاعيل قراة االل از بالخراج من اإلقليم الفرنسي ،اهو ً
الخلط بين المنع القضائي من اإلقليم اقراة المنع اإلاداةي من الاواد إلى اإلقليم ،فاذا األتير إجراء
ضبطي يرافق ق ارة االل از بالخراج من اإلقليم.4
كما يجب عّ الخلط بين قراة المنع اإلاداةي من الاواد إلى اإلقليم اقراة المنع اإلاداةي من
اإلقليم ،هذا األتير اسصحّثه المشرع الفرنسي سن 2014بموجب القانون ةقم ،1353-2014االذي
1
- Christophe POULY, « Étranger: contentieux de l’obligation de quitter le territoire française »,
Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, juin 2019, n°186, p 56.
-2محمّ األتضر ك ار " ،وضع المهاجرين األفارقة غير الشرعيين بالج ازئر في ضوء القانون الدولي الخاص" ،مجل االجصاااد
القضائي ،المجلّ ،12عّاد تاص (الاّاد الصسلسلي ،2020 ،)22ص .150
3
-Vincent TCHEN, « Étrangers: Obligation de quitter le territoire :Réadmission », op.cit, p 41.
4
-Vincent TCHEN, « Étrangers: Expulsion :Interdiction judiciaire du territoire », op.cit, p 45.
5
-Yves MAYAUD, « Terrorisme :Prévention », op.cit, n°420, p 101.
6
-Art R.321-1 du C.E.S.E.D.A, op.cit.
- 302 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ه -العالقة بين قرار الطرد إلى خارج الحدود وعقوبة المنع من اإلقامة في اإلقليم :عنّ تحليل نظا
ترحيل األجانب من إقليم الّال نجّ له ثالث اوة هي المنع من اإلقام في اإلقليم ،اإلباااد االطراد،
حيث ينصمي الصّبير األال إلى طائف اظائف الضبطي الاّلي ،بينما ينصمي كل من اإلباااد االطراد إلى
طائف الضبطي اإلاداةي ،فاألال له اف الصّبير الاقابي بينما الثاني يّتل في المجال الوقائي.1
كرس المشرع الجزائري هذا الصقسيم من تالل القانون ةقم ،11-08حيث نجّ أن الصواجّ غير
القانوني لألجنبي اداتل اإلقليم يؤسس للمصابا الجزائي الصي تكون لاا األالوي على إجراء الطراد ،تنص
في هذا اإلطاة المااد 44من القانون المذكوة أعاله على ":بغض النظر عن األحكام المنصوص عليها
في المادتين 30و 36أعاله ،يعاقب على مخالفة المواد 4و 7و 8و 9أعاله ،بالحبس من ستة ()6
أشهر إلى سنتين ( )2وبغرامة .2"...
تكميلي أهماا المنع من اإلقام في اإلقليم ،اهذا هذه الاقوب األالي يمكن أن تقصرن باا عقوبا
على ما نات عليه المااد 13من قانون الاقوبا ،اذلك باف ناائي أا لمّ عشر ( )10سنوا
األكثر ،ايصرتب على المنع من اإلقام في اإلقليم الوطني اقصيااد األجنبي المحكو عليه إلى الحّااد مباشر
أا باّ نفاذ عقوب الحبس ،3اتنفيذ عقوب المنع من اإلقليم باّ تنفيذ الاقوب السالب للحري أمر منطقي،
حيث أن تنفيذ عقوب المنع من اإلقليم أاًال يحول ادان تنفيذ الاقوب السالب للحري .4
يظار اإلشكال بالنسب لاقوب المنع من اإلقام في اإلقليم في أناا تفرض على األجنبي مغاادة
البالاد امنع الاواد إلياا باف ناائي أا مؤقص ،5لاذا فاي تسصلز بقو القانون طراد األجنبي إلى تاةج
السوابق الاّلي ااألشخاص المبحوث عنام.7 الحّااد ،6اتسجيله في قواعّ بيانا
باّ الحكم باقوب المنع من اإلقام في اإلقليم من طرف القاضي الجزائي ،ياواد االتصااص
بناء على طلب من النياب ن
بشكل طبياي للسلطا اإلاداةي من أجل تأمين تنفيذ هذه الاقوب ،ايكو ذلك ً
إقليميا ،هذا األتير يصوجب عليه تحّيّ البلّ الذي سياااد إةسال األجنبي إليه،
ً الاام للمحافظ المخصص
األمن فياصبر حيث ياصبر هذا القراة إجراء ضبطي أما توايل األجنبي المّان إلى الحّااد من قبل قوا
مجراد تنفيذ ماادي ل اقوب المنع من اإلقام في اإلقليم ،اعنّ اسصحال تنفيذ إجراء الطراد تلصمس النياب
اضاه في االعصقال اإلاداةي.1
يطرح الصساؤل هنا حول السلط الصقّيري للقاضي الجزائي في الحكم باقوب المنع من اإلقام في
اإلاداةي المخصا طراد اإلقليم ،فإذا اكصفى بالاقوب األالي ادان الاقوب الصكميلي فال تسصطيع السلطا
اإلاداةي من طراد األجنبي الموجواد األجنبي في هذه الحال ؟ الواقع أن الحكم القضائي ال يمنع السلطا
في اضعي غير قانوني ،فليس من المنطقي أن يقضي األجنبي فصر عقوبصه اتسمح له باّها اإلاداة
بالبقاء على إقليم الّال طالما أن اضايصه التزال غير مشراع .2
اعصبر القاضي اإلاداةي أن قراة المحافظ بطراد األجنبي هو نصيج طبيعي لاقوب المنع من اإلقام
في اإلقليم ،فاو إجراء ال ينطوي على مساس بحري الصنقل ،لكن على الاكس من ذلك ،فإن قراة المحافظ
االتفاقي األاةابي لحقوق اإلنسان اينصاك المصالق بصحّيّ بلّ اإلةسال يمكن أن يصااةض مع مقصضيا
الحري الشخاي لألجنبي .3اهو ما يؤكّ تاواي الرقاب القضائي الصي يماةساا القاضي اإلاداةي على
إجراء الطراد إلى الحّااد عنّما ينصج هذا األتير عن عقوب المنع من اإلقام في اإلقليم الااادة عن
الضبط اإلاداةي.4 القاضي الجزائي اليس عن المحافظ عنّما يماةس إجراءا
إن القاضي الجزائي هو الذي ينطق باقوب المنع من اإلقام في اإلقليم ،لكن ضمان تنفيذ هذه
اإلاداةي المخصا الصي تضمن الصنفيذ الجبري له ،اهو ما يميز هذه الاقوب عن الاقوب يرجع للسلطا
اإلاداةي ،5اهو ما يفسر عّ اتصااص السلط القضائي االسلطا غيرها ،فاناك ترابط بين ق ار اة
1
-Jean-Christophe MARTIN, « Le contentieux administratif de l’exécution des peines d’interdiction
judicaire du territoire française », R.D.P, n°5, 2006, p 1205.
ادليل سالمي ،إباااد األجانب في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص .16
-2عاا نام إسماعيل ،مرجع سابق ،ص ص .137-136
Nicole GUIMEZANES, « Interdiction du territoire », op.cit, n°1, p 2.
3
-C.E, 15 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Hammani, n°238934, Rec. C.E, 2001, p 466.
4
- Jacqueline JUVÉNAL, « Des spécificités de la reconduite à la frontière découlant d’une peine
d’interdiction du territoire », L.P.A, n°34, 15 février 2002, p 15.
5
-Jean-Christophe MARTIN, op.cit, p 1199.
- 304 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
القاضي الجزائي برقاب مشراعي قراة تحّيّ بلّ اإلةسال الناتج عن عقوب المنع من اإلقليم ،ألنه ال يملك
القّة على تقّير الوقائع االظراف الموجواد في ذلك البلّ ،فاذا الصقّير ياواد التصااص اإلاداة ابالصالي
لرقاب القاضي اإلاداةي.1
و -الرقابة القضائية على قرار الطرد إلى خارج الحدود :على تالف قراة اإلباااد الذي نص المشرع
الجزائري اراح على تضوعه للرقاب القضائي ،نجّ بأن قراة الطراد إلى تاةج الحّااد غابت عنه هذه
الضمان القضائي المام .
يمكن القول أن قراة الطراد إلى تاةج الحّااد يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي حصى في ظل غياب
اإلاداةي اال النص الصشرياي الذي يكرس ذلك اراح .فّعوى اإللغاء تاصبر من المباادئ الاام للمنازعا
الصي كرسصاا مخصلف الناوص الّالي تحصاج لنص يقرةها ،يبقى فقط مارف األجنبي بحقوقه ،االضمانا
نظر لما قّ يايب قراة الطراد من عيوب عّ
ًا االوطني ،حيث تبّا األهمي البالغ لاذه الرقاب
مشراعي .2
بالمقاةن مع القانون الفرنسي ،نجّ أن المشرع كرس اراح ضمان الرقاب القضائي ضّ قراة
االل از بالخراج من اإلقليم ،حيث يمكن لألجنبي الذي اّة بحقه هذا القراة الطان فيه أما القاضي
اإلاداةي.3
الفرق األساسي بين قراة االل از بالخراج من اإلقليم اقراة الطراد إلى تاةج الحّااد ،في أن اآللي
الصي كانت منفال سابًقا ،اهي قراة ةفض الجّيّ تصم بواسط قراة ااحّ يضم مجموع من الق ار اة
أتير قراة تايين البلّ الذي سيرسل إليه األجنبي.4
اإلقام ،قراة الطراد ،ا ًا
لاذا طرح الصساؤل بخاوص الطان القضائي ،هل يوجه ضّ قراة االل از بالخراج من اإلقليم في
مجمله أا يكون بشكل مسصقل ضّ كل قراة على حّ ؟ يجيب مفوض الحكوم لّى مجلس الّال السيّ
Frédéric LENICAعلى هذا السؤال بالقول أن طبيا هذا القراة تقبل الصجزئ ،ابالصالي قابلي كل قراة
للطان بمفراده.5
1
- Civ, 5 décembre 2018, F.P, n°17-30.978, D, 2018, p 2417.
-2زهير لاالم " ،رقابة القاضي اإلداري لمشروعية ق اررات ترحيل ألجانب" ،مرجع سابق ،ص 31اما باّها.
3
-Voir art L.614-1, du C.E.S.E.D.A, op.cit.
4
-Julien BOUCHER, Béatrice BOURGEOISE, « Le contentieux des obligations de quitter le territoire
français : bilan d’étape », A.J.D.A, 2008, p 344.
5
-C.E, 19 octobre 2007, M. Hammou et M. Benabdelhak, A.J.D.A, 2007, p 2009.
- 305 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
لكن اإلشكال يظار في حال إلغاء قراة تحّيّ بلّ اإلةسال ،إذ لم ياطي المشرع الحل في هذه
الحال ،لاذا يرى باض الفقه أن هذه الوضعي تاني إلغاء جزئي لقراة اإلتراج ،اهو ما يمنع من تنفيذ
هذا القراة ،ايمكن في هذه الحال تحّيّ إقام األجنبي في انصظاة إعااد ادةاس أسباب هذا اإللغاء اتايين
بلّ آتر.1
ثانيا -الق اررات الملحقة بق اررات الترحيل األساسية :قّ تكون هناك ظراف أا عوامل تؤثر على تنفيذ
الصرحيل ،حيث يصأتر تنفيذها إلى حين تمكن اإلاداة من ترحيل األجنبي ،لكنه ابالنظر إلى أن ق ار اة
مصالق بالنظا الاا تجال من الضراةي تقييّ حري الصرحيل تسصنّ في مجملاا إلى اعصبا اة إجراءا
اإلاداةي المخصا إمكاني إاّاة ق ار اة تنقل األجنبي تالل هذه المّ ،لاذا فقّ منح المشرع للسلطا
مااحب لصّابير الصرحيل لكناا تبقى منفال عناا ،األمر الذي يفصح إمكاني الطان القضائي ضّها.
تظار هذه الق ار اة على مسصوى تحّيّ اإلقام ( ،)1االوضع في مراكز االنصظاة (.)2
اإلاداةي المخصا -1قرار تحديد اإلقامة :إذا تحققت الشراط الصي نص علياا القانون يمكن للسلطا
إباااد األجنبي ،اذلك على النحو اآلتي: إاّاة قراة تحّيّ اإلقام المصرتب على مباشر إجراءا
أ -حاالت تحديد اإلقامة :أجاز المشرع الجزائري تحّيّ إقام األجنبي الماني بقراة اإلباااد اذلك في
حالصين ،األالى تنص علياا المااد 31فقر 06من القانون ةقم 11-08الصي جاء فياا ":يمكن تحديد
إقامة األجنبي الذي يقدم طعنا بموجب الفقرة الثالثة من هذه المادة إذا رأت السلطات اإلدارية المختصة
ضرورة ذلك" ،2االثاني تنص علياا المااد 33من القانون نفسه ،االصي جاء فياا ":األجنبي موضوع إجراء
اإلبعاد من اإلقليم الجزائري ،الذي يثبت استحالة مغادرته له ،يمكن تحديد مكان إقامته...إلى غاية أن
يصبح تنفيذ هذا اإلجراء ممكنا".3
تباا لذلك ،فإن قراة تحّيّ اإلقام يمكن اتخاذه في حالصين ،األالى عنّ ةفع ادعوى اسصاجالي
ً
تاّف إلى اقف تنفيذ قراة اإلباااد ،االثاني عنّما يظار للسلط اإلاداةي اسصحال تنفيذ قراة اإلباااد.
1
-Denis SEGUIN, op.cit, p 92.
-2المااد 31فقر 06من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
-3المااد 33من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
- 306 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
في الصشريع الفرنسي ،ياّة قراة تحّيّ اإلقام سواء بسبب اسصحال تنفيذ قراة اإلباااد نصيج عّ
اإلاداةي تحّيّ بلّ إعااد اإلةسال الذي يقبل باألجنبي ،أا بسبب آتر عملي ،حيث تلجأ السلطا
تنفيذ اإلباااد.1 المخصا إلى تحّيّ إقام األجنبي من أجل ضمان تواجّه الّائم أثناء مباشر إجراءا
اال يخرج قراة تحّيّ اإلقام عن كونه نوع من أنواع تقييّ حري األجنبي المباّ تشي اإلتالل
اإلاداةي المخصا ،اال ياني ذلك إيقاف أا إلغاء تنفيذ باألمن ،اهو من األموة المصراك لصقّير السلطا
قائما اناف ًذا لحين إتما عملي تنفيذه.2
قراة اإلباااد الذي يظل ً
ب -السلطة المختصة بإصدار قرار تحديد اإلقامة :حّاد المااد 33المذكوة أعاله السلط اإلاداةي
المخصا بإاّاة قراة تحّيّ اإلقام ،حيث يكون ذلك بموجب قراة ااادة عن ازير الّاتلي " ،األجنبي
موضوع إجراء اإلبعاد من اإلقليم الجزائري...يمكن تحديد مكان إقامته بموجب قرار صادر عن وزير
الداخلية ،3"...اهو أمر منطقي بالنظر إلى أن ازير الّاتلي هو من سبق له إاّاة قراة اإلباااد.
أما بالنسب لقراة تحّيّ اإلقام الناتج عن ةفع األجنبي لّعوى اسصاجالي ضّ قراة اإلباااد ،فلم
يحّاد المشرع بشكل اريح السلط اإلاداةي المخصا بإاّاة هذا القراة ،لكن يمكن القول بأن عباة
" إذا رأت السلطات اإلدارية المختصة ذلك" الواةاد في نص المااد 31المذكوة أعاله ،يقاّ مناا المشرع
السلط الصي سبق لاا إاّاة قراة اإلباااد ،اهي ازير الّاتلي كما هو محّاد في نص المااد 30من
القانون ةقم .11-08
ج -الرقابة القضائية على قرار تحديد اإلقامة :لم يكرس المشرع الجزائري اراح حق الطان القضائي
ضّ قراة تحّيّ اإلقام ،لكن يمكن القول بأنه ال يوجّ مانع من أن يقو األجنبي بالطان في هذا القراة
أما القاضي اإلاداةي ،باعصباة أنه إجراء يمس بحري األجنبي في الصنقل تالل الفصر المطلوب لصنفيذ قراة
اإلباااد ،االصي يمكن أن تمصّ لمّ زمني طويل ،أا الفصر الالزم للفال في المنازع القضائي لقراة
اإلباااد.
بالمقاةن مع الصشريع الفرنسي ،نجّ أن قراة تحّيّ إقام األجنبي الخاضع إلجراء اإلباااد ياصبر
قراة إاداةي منفال ،ابالصالي فاو يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي بغض النظر عن الطان ضّ قراة
1
- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, op.cit, p 326.
للمحامين -2ماطفى إبراهيم عبّ الفصاح الاّاي " ،ترحيل األجانب :دراسة تطبيقية تحليلية" ،مجل الحق ،جمعي اإلما اة
االقانونيين ،الاّاد ،2009 ،14ص ص .123-122
-3المااد 33من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
- 307 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
اإلباااد ذاته ،1اهذا ما كرسه المشرع اراح في نص المااد L.732-8من قانون ادتول اإقام األجانب
احق اللجوء.
مركز االنتظار :اسصحّث المشرع الجزائري إجراء الوضع في مركز االنصظاة بموجب
-2قرار الوضع في ا
القانون ةقم ،11-08االذي حاال من تالله سّ النقص الذي كان موجوًادا في ظل األمر ةقم ،212-66
اإلاداةي المخصا إنشاء مراكز حيث أجاز المااد 37فقر 01من القانون المذكوة أعاله للسلطا
انصظاة ،تخاص إليواء األجانب الموجوادين في اضعي غير قانوني ،في انصظاة طرادهم إلى تاةج
الحّااد أا تحويلام إلى بلّهم األالي ،2اذلك على النحو اآلتي:
مركز االنتظار :أسنّ المشرع الجزائري اتصااص إاّاة
أ -السلطة المختصة بإصدار قرار الوضع في ا
إقليميا ،حيث تنص المااد 37فقر 02من القانون ةقم
ً قراة الوضع في مركز االنصظاة للوالي المخصص
11-08على ":يمكن أن يوضع األجنبي في هذه المراكز بناء على قرار الوالي المختص إقليميا،3"...
اهذا االتصااص يجّ مبرةه المنطقي في كون الوالي هو نفسه قّ سبق له إاّاة قراة الطراد إلى تاةج
الحّااد كما تنص على ذلك المااد 36من القانون ةقم .11-08
مركز االنتظار :حّاد المشرع الجزائري مّ الوضع في مراكز االنصظاة ،حيث تنص
ب -مدة الوضع في ا
المااد 37فقر 02من القانون ةقم 11-08على ":يمكن أن يوضع األجنبي في هذه المراكز...لمدة
أقصاها ثالثون ( )30يوما قابلة للتجديد ،في انتظار استيفاء إجراءات طرده إلى الحدود أو ترحيله إلى
بلده األصلي".4
أحسن المشرع الجزائري عنّما نص على إمكاني تمّيّ فصر الوضع في مراكز االنصظاة ،ذلك أنه
قّ تكون هناك ظراف تجال من الااب تنفيذ قراة طراد األجنبي .لكن ما يااب عليه أنه لم يحّاد الحّ
تطير لحري تنقل
ًا انصااكا
ً األقاى المسموح به لصجّيّ قراة الوضع في مركز االنصظاة ،اهو ما يشكل
األجنبي ،على أساس أنه يحرمه من مماةس هذه الحري لمّ غير محّاد .
1
-Bruno ODENT, « Le renforcement du contrôle du juge administratif: le regard d’un avocat », colloque
intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le territoire national, organisé par la Cour de
cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation irrégulière, ouvrage coordonné par
Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, p 86.
-2المااد 37فقر 01من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
-3المااد 37فقر 02من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
-4المااد 37فقر 02من القانون ةقم ،11-08مرجع سابق.
- 308 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
ج -الرقابة القضائية على قرار الوضع في مراكز االنتظار :يمثل قراة الوضع في مراكز االنصظاة أا كما
جسيما على الحري الشخاي لإلنسان اعلى األتص
ً يسمى في باض الصشرياا "االعتقال اإلداري" ً
قيّا
حري الصنقل ،لاذا نجّ أنه في باض الصشرياا مثل الصشريع الفرنسي أتضع المشرع هذا النوع من
اإلاداةي ،بل ترج اإلاداةي للرقاب القضائي ،الكن ليس عن طريق القاضي الطبياي للمنازعا الق ار اة
عن القواعّ الاام ،افضل اسصحّاث مؤسس جّيّ سماها "قاضي الحريات" ،أسنّ لاا االتصااص
برقاب قراة االعصقال اإلاداةي لألجانب.1
في القانون الجزائري ال توجّ مثل هذه المقصضيا ،لاذا يبقى قراة الوضع في مراكز االنصظاة
تاضاا لرقاب القاضي اإلاداةي حسب القواعّ الاام ،ةغم غياب الصكريس الاريح لحق األجنبي في
ً
الطان ضّ هذا القراة ،لكنه ال يوجّ ما يمنع من الطان فيه أما المحكم اإلاداةي المخصا .
ةاجع سابًقا ص 170اما باّها من هذه األطراح . -1للمزيّ حول مفاو قاضي الحريا
- 309 -
اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب األول:
اإلطاراإلجرائي الضابط
لتدخل القاض ي اإلداري
لحماية حرية التنقل
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
لقد قررت النظم القانونية المقارنة العديد من أساليب الرقابة على التصرفات اإلدارية للتحقق من
مدى التزامها بمبدأ المشروعية ،ومن أكثر هذه األساليب فعالية تبرز الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة
الصادرة بإرادتها المنفردة والمتمثلة في الق اررات اإلدارية للتأكد من مدى مطابقتها لمبدأ المشروعية من
عدمه.1
يختص القضاء اإلداري بالفصل في المنازعات التي تنشأ بين األفراد واإلدارة ،وتظهر اإلدارة في
هذه المنازعات بصفتها صاحبة السلطة والسيادة وتتمتع بامتيازات ال يتمتع بها األفراد ،ولهذا تعتبر رقابة
ضمانا للحقوق والحريات العامة لألفراد ،وبخاصة تلك
ً القاضي اإلداري أهم وأجدى صور الرقابة وأكثرها
المتعلقة بالضبط اإلداري.2
وضمانا
ً والحقيقة أن وجود رقابة القضاء اإلداري يمثل ركيزة أساسية في حماية مبدأ المشروعية،
الحترام حقوق وحريات األفراد من تعسف السلطات اإلدارية ،ألنه ال يعتبر مجرد قضاء لتطبيق القوانين
كالقضاء العادي ،بل هو قضاء انشائي يبتكر الحلول المناسبة في عالقات األفراد باإلدارة ،والفصل في
المنازعات الناشئة حتى وإن لم يوجد نص يتضمن الحل القانوني لهذه المنازعات.3
يبرز دور وأهمية اختصاص القاضي اإلداري بنظر المنازعات اإلدارية بصفة عامة ،في كونه
إلماما ومعرفة بمجاالت النشاط اإلداري من القاضي العادي أو غيره من الجهات ذات االختصاص ً أكثر
القضائي ،فالمشكلة هي تحديد القاضي األكثر مالءمة واألكثر خبرة بنظر النزاع ومعرفة طبيعته ،وبخاصة
إذا تعلق األمر باالعتداء على الحريات األساسية.4
على هذا الصعيد تعتبر دعوى اإللغاء اآللية القانونية النموذجية لحماية مبدأ المشروعية ،لهذا نجد
الفقيه الكبير Gaston JÈZEيقول " :بأنّ ّدعوى ّتجاوز ّالسلطة ّهي ّالسالح ّاألكثر ّفعاليةّ ،واألكثرّ
عمليّةّالموجودّللدفاعّعنّالحرياتّالعامة" ،كما يرى األستاذ " René CHPUSبأنّ ّالقانون ّاإلداريّ
هوّقانونّالحرياتّالعامةّ،والقاضيّاإلداريّهوّقاضّحقوقّوحرياتّاإلنسان".5
-1أحمد عبد الحسيب عبد الفتاح السنتريسي ،دور قاضي اإللغاء في الموازنة بين مبدأ المشروعية ومبدأ األمن القانوني (دراسة
مقارنة) ،ط األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2017،ص ص .6-5
-2محمد خورشيد توفيق ،مرجع سابق ،ص .251
-3عبد الغني بسيوني عبد هللا ،مرجع سابق ،ص .70
-4مازن ليلو راضي ،أبحاث في القانون العام ،توجيه أمر من القضاء اإلداري المستعجل لحماية الحريات األساسية ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية ،2017 ،ص .10
5
- Henri OBERDORFF, op.cit, p 211.
- 313 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وعليه ،فعند تحقق االعتداء على حرية التنقل يمكن للشخص المعني طلب الحماية القضائية
للدفاع عن مصالحه ،حيث يعتبر اللجوء إلى القاضي اإلداري أكبر ضمانة يمتلكها األفراد في مواجهة
االمتيازات الكبيرة التي تحوزها اإلدارة في تقييد حرية التنقل.
قضائيا من أهم الضمانات الممنوحة لألفراد ،فإن ذلك ال يؤدي إلى
ً رغم أن مخاصمة اإلدارة
إحداث نتائج مهمة بالنسبة للمتقاضي ،كما أن رقابة القضاء ومصداقيته تبقى دون مفعول ًا
نظر لإلجراءات
المعقدة التي ينص عليها القانون ،فتحسين حماية الحقوق والحريات األساسية يعتمد ً
أيضا على إصالح
اآلليات التي يتم من خاللها تحقيق العدالة اإلدارية وطول المدة الزمنية التي تستغرقها المنازعة اإلدارية،
ومن هنا تظهر أهمية وجود تدابير مستعجلة لحماية الحريات األساسية.1
من خالل مختلف الق اررات والتصرفات الصادرة عن اإلدارة والتي تمس من خاللها هذه األخيرة
بحرية التنقل ،نجدها تنطوي على سرعة وعجلة في التنفيذ وهذا من منطلق رغبة السلطات اإلدارية في
عدم تأخير تنفيذ ق ارراتها المقيدة لحرية التنقل العتبارات تتعلق في مجملها بحماية النظام واألمن
العموميين ،لهذا فإن اإلجراء القضائي المناسب الذي يسلكه األفراد في هذه الحالة يتمثل في طلب الحماية
المستعجلة ضد مختلف الق اررات والتصرفات اإلدارية التي تنتهك حريتهم في التنقل ،وهذا بهدف الحصول
على حماية مستعجلة بواسطة تدابير مؤقتة (الفصلّاألول).
بعد مباشرة مختلف الدعاوى االستعجالية والحصول على التدابير المؤقتة لحماية حرية التنقل،
ينتقل المتقاضي إلى مرحلة قضاء اإللغاء أمام قاضي الموضوع ،وذلك من أجل مناقشة مشروعية
الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل ،حيث يفحص قاضي اإللغاء مختلف أوجه عدم المشروعية
الخارجية والداخلية التي تصيب الق اررات اإلدارية ،ليصل في النهاية إلى تأكيد مشروعية القرار اإلداري إذا
كان متوافًقا مع القانون أو الحكم بإلغائه في الحالة المعاكسة (الفصلّالثاني).
يمكن تعريف الدعوى االستعجالية بأنها إجراء قضائي بموجبه يطلب المدعي من القاضي
المختص اتخاذ جملة من التدابير التحفظية الضرورية والمؤقتة ،لتدارك جبر الضرر الحاصل أو الذي
سيقع.1
طيلة المرحلة السابقة على صدور القانون رقم 09-08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،كان النظام اإلجرائي يكرس سلطات محدودة للقاضي اإلداري االستعجالي ،فمن حيث المبدأ ال
يمكنه وقف تنفيذ القرار اإلداري ،كما لم يتم تكريس الحماية المستعجلة للحقوق والحريات عن طريق نص
خاص ،وإن كان ذلك مكرًسا من طرف القاضي اإلداري.2
نتيجة لالنتقادات الفقهية الكثيرة إلجراءات االستعجال في ظل قانون اإلجراءات المدنية القديم،
وخصوصا ما تعلق منها بوقف التنفيذ ،فقد عمل المشرع على تعديلها بموجب القانون رقم ،09-08وذلك
ً
عن طريق إنشاء استعجال حقيقي يسمح للقاضي اإلداري بمعالجة مختلف الوضعيات االستعجالية،
وتحديدها بنطاق أوسع مقارنة مع األحكام التي كانت سائدة في ظل القانون السابق.3
نظم المشرع الجزائري حاالت جديدة لالستعجال اإلداري لم تكن واردة في قانون اإلجراءات المدنية
القديم ،حيث نجد مجموعة من الدعاوى تظهر من خاللها السلطات المعتبرة التي يتمتع بها القاضي
اإلداري االستعجالي ،األولى تتعلق بدعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية حماية لوضعية المتقاضي إلى
غاية الفصل في دعوى الموضوع ،والثانية تتعلق باالستعجال في مجال الحقوق والحريات األساسية ،وذلك
خطير لهذه الحريات.4
ًا انتهاكا
ً عندما يشكل التصرف الحاصل من طرف السلطات اإلدارية
ترفع الدعوى االستعجالية اإلدارية الرامية لحماية حرية التنقل عند توافر مجموعة من الشروط
(المبحث األول) ،وبالنظر إلى الطبيعة الخاصة لحرية التنقل والق اررات واإلجراءات التي تستخدمها اإلدارة
لتقييد هذه الحرية ،يمكن للمتقاضي استعمال أكثر من نوع من أنواع دعاوى االستعجال اإلداري من أجل
حماية هذه الحرية بشكل فعال وسريع (المبحث الثاني).
-1عطاء هللا بوحميدة ،الوجيز في القضاء اإلداري (تنظيم واختصاص) ،دار هومه للطباعة والنشر ،الجزائر ،2011 ،ص .211
-2رحموني بلفاضل ،دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية الحقوق والحريات ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في القانون العام،
فرع الدولة والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1السنة الجامعية ،2020-2019ص .291
-3سليمة غزالن ،عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون الجزائري ،أطروحة دكتوراه في القانون ،فرع القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة
الجزائر ،بن يوسف بن خدة ،السنة الجامعية ،2010-2009ص .302
-4هجيرة هالبي ،االستعجال في المادة اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص الدولة والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة الجزائر ،1فرع جامعة األغواط ،السنة الجامعية ،2014-2013ص .46
- 316 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المطلب األول :الشروط العامة للدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل
نص المشرع الجزائري في القانون رقم 09-08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على
شروط مشتركة تطبق على جميع الدعاوى اإلدارية ،والتي تخص على التوالي المدعي ،القرار اإلداري
محل دعوى اإللغاء واالختصاص القضائي .ويرى األستاذ رشيد خلوفي في هذا اإلطار أنه رغم التشابه
الكبير في األهمية بين اإلجراءات المطبقة في المسائل المدنية ومثيلتها في المسائل اإلدارية ،إال أن هذه
األخيرة تبقى متميزة بسبب المستجدات الدستورية التي نصت على إنشاء قضاء إداري بجانب القضاء
العادي ،األمر الذي يوحي بتنظيم قواعد إجرائية إدارية في نص قانوني موازي للنص القانوني المنظم
لإلجراءات المدنية.2
تخضع الدعوى االستعجالية اإلدارية للقواعد نفسها التي تحكم الدعاوى الموضوعية ،إذ يجب
توافر الشروط العامة المتعلقة برافع الدعوى (الفرع األول) ،وكذا الشروط العامة المتعلقة بالجهة القضائية
المختصة (الفرع الثاني).
-1رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،الدعاوى اإلدارية وطرق الطعن ،ط الثانية ،د.م.ج ،الجزائر ،2013 ،ص .31
-2مرجع نفسه ،ص ص .33-32
- 317 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1أحمد محيو ،المنازعات اإلدارية ،ترجمة فائز أنجق وبيوض خالد ،ط السابعة ،د.م.ج ،الجزائر ،2008 ،ص .78
-2زينب شويحة ،اإلجراءات المدنية في ظل القانون رقم ،09-08ج األول ،ط األولى ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،الجزائر،2009 ،
ص ص .46-45
-3المادة 13من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
-4محمد الصغير بعلي ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء ،مرجع سابق ،ص 109؛ رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،شروط
قبول الدعوى اإلدارية ،د.م.ج ،2009 ،ص .246
معا عندما نكون بصدد منازعةقضى مجلس الدولة الجزائري بأن الصفة تتوافر كلما وجدت مصلحة شخصية ومباشرة ،فهما تندمجان ً
إدارية ":حيث أن العارضة تدفع بتخلف صفة التقاضي بالنسبة لبلدية سكيكدة بدعوى أنها لم تثبت صفتها كمالكة للعين المتنازع
عليها .ولكن ال وجه للتصدي بقواعد المرافعات المدنية أمام الجهات القضائية اإلدارية فيما يخص صفة التقاضي التي تندمج في
المصلحة فيكفي لقبول طلب إلغاء القرار اإلداري توافر شرط المصلحة الشخصية والمباشرة مهما كانت صفة رافع الدعوى بالنسبة
للقرار المطعون فيه ،"...مجلس الدولة ،الغرفة الرابعة ،قرار رقم ،002764فهرس رقم ،690مؤرخ بتاريخ 24ديسمبر ،2001
(غير منشور) ،ذكره فضيل كوسة ،مرجع سابق ،ص .274
- 318 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
القدرة القانونية التي يملكها شخص معين إلقامة دعوى أمام القضاء ،1فهي تعني أن يكون المدعي في
مركز قانوني سليم يخول له التوجه إلى مرفق القضاء ،كما في الحالة التي يكون فيها ضحية لعمل إداري
غير مشروع.2
عند بحث القاضي لصفة الخصوم ،فإنه يكون بالقدر الذي تتطلبه طبيعة الدعوى االستعجالية،
ولهذا فهو يكتفي بالتحقق من وجودها دون التعمق في صميم الموضوع أو تفسير الق اررات اإلدارية
للتوصل إلى تحديدها ،3وهو ما يجعله يختلف عن قاضي الموضوع الذي يتوجب عليه البحث عن الصفة
الحقيقية من خالل التعمق في عناصر الدعوى .لهذا نجد أن اختصاص قاضي االستعجال اإلداري
يقتصر على تقدير ما إذا كانت الصفة التي يدعيها المدعي ليست محل نزاع جدي ،ليقبل أو يرفض
الدعوى.4
-2خاصية شرط الصفة في مجال الدعوى االستعجالية اإلدارية :حدد قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
مجال تطبيق شرط الصفة بالنسبة للمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية ،والتي تكون بالضرورة طرًفا
في كل نزاع إداري ،حيث تنص في هذا اإلطار المادة 828من ق.إ.م.إ على ":مع مراعاة النصوص
الخاصة ،عندما تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا
في الدعوى بصفة مدعي أو مدعى عليه ،تمثل بواسطة الوزير المعني ،الوالي ،رئيس المجلس الشعبي
البلدي على التوالي ،والممثل القانوني بالنسبة للمؤسسة ذات الصبغة اإلدارية".5
الصفة المذكورة في هذه المادة هي صفة إجرائية ،ألن األشخاص المذكورين فيها ليسوا أصحاب
الحق لكنهم ممثلين عن الدولة ومختلف الهيئات والمؤسسات اإلدارية العامة التابعة لها ،6حيث يتجسد
شرط الصفة لدى هذه الجهات اإلدارية من خالل الشخصية المعنوية المعترف بها.7
-1محمد بشير ،إجراءات الخصومة أمام مجلس الدولة ،أطروحة دكتوراه في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،السنة الجامعية
،2010-2009ص .191
-2عبد العزيز نويري " ،المنازعة اإلدارية في الجزائر :تطورها وخصائصها" ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2006 ،08ص .87
(مدعوما باالجتهاد القضائي المقارن) ،دار الخلدونية ،الجزائر ،2005 ،ص .52
ً وقضاء
ً -حسين طاهري ،قضاء االستعجال ً
فقها 3
-4محمود عدنان مكية ،الدليل إلى قضاء األمور المستعجلة ،ج الثاني( ،د.د.ن) ،بيروت ،2009 ،ص .38
-5المادة 828من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
-6رحموني بلفاضل ،االستعجال اإلداري في ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مذكرة من أجل الحصول على شهادة
الماجستير في الحقوق ،فرع الدولة والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1السنة الجامعية ،2013-2012ص .58
-7رحموني بلفاضل ،دور القاضي االستعجالي في حماية الحقوق والحريات ،مرجع سابق ،ص .237
- 319 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وكان للقضاء اإلداري الجزائري مساهمة غزيرة في هذا اإلطار ال يتسع المجال لعرضها كلها،
ففي قرار مجلس الدولة المؤرخ في 22فيفري 2006أقر القاضي اإلداري مبدأ مفاده بأن مدير كلية
الطب غير مؤهل لتمثيل الجامعة أمام القضاء ألن الكلية ليست لها شخصية معنوية إنما يمثلها مدير
الجامعة بصفتها مؤسسة عمومية ذات طابع إداري ،جاء في حيثيات هذا القرار... " :لكن حيث أن كلية
الطب ليس لها أهلية التقاضي لتمثيل اإلدارة الجامعية باعتبار هذه األخيرة مؤسسة عمومية ذات طابع
إداري يمثلها فقط رئيسها.1"...
وعليه ،فيجب التمييز بين الصفة والتمثيل القانوني ،فالصفة هي شرط لقبول الدعوى ،بحيث ينتج
عن تخلفها عدم قبول الدعوى دون النظر في موضوع النزاع ،بينما التمثيل القانوني ليس إال إجراء من
إجراءات الخصومة ،فتخلفه يؤدي إلى بطالن العمل اإلجرائي فقط .وبالتالي فاألشخاص المذكورين في
نص المادة 828المذكورة أعاله ،ليسوا أصحاب الحق لكنهم ممثلون عن األشخاص المعنوية العامة،
ويتقاضون باسمها ولحسابها.2
يمكن للسلطات اإلدارية المذكورة في المادة 828المذكورة أعاله ،تفويض التمثيل أمام الجهات
القضائية ،ومثال ذلك القرار الوزاري الصادر عن وزير المالية بتاريخ 20فيفري ،1999يتضمن تفويض
أعوان إدارة أمالك الدولة والحفظ العقاري لتمثيل الوزير المكلف بالمالية في الدعاوى المرفوعة أمام
الجهات القضائية ،حيث يؤهل لتمثيل وزير المالية المدير العام لألمالك الوطنية في القضايا المرفوعة
أمام المحكمة العليا ،مجلس الدولة ومحكمة التنازع ،وبالنسبة للمحاكم والمجالس القضائية والمحاكم
اإلدارية يمثله مديري أمالك الدولة ومديري الحفظ العقاري على مستوى الوالية ،3وهذا ما طبقه مجلس
الدولة في ق ارره الصادر في 6ماي .42003
ثانيا -المصلحة :نص المشرع الجزائري على هذا الشرط في المادة 13من ق.إم.إ التي جاء فيها " :ال
يجوز ألي شخص التقاضي ما لم يكن له...وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون" .تمنح
-1مجلس الدولة ،قرار رقم ،021929مؤرخ في 22فيفري ،2006قضية عميد كلية الطب والمستشفى الجامعي لقسنطينة ،مجلة
مجلس الدولة ،العدد ،2006 ،08ص .207
-2رحموني بلفاضل ،دور القاضي االستعجالي في حماية الحقوق والحريات ،مرجع سابق ،ص .238
-3قرار وزاري مؤرخ في 2فبراير ،1999يؤهل أعوان إدارة أمالك الدولة والحفظ العقاري لتمثيل الوزير المكلف بالمالية في الدعاوى
المرفوعة أمام العدالة ،ج ر العدد ،20صادرة في 24مارس .1999
-4مجلس الدولة ،قرار رقم ،013334مؤرخ في 6ماي ،2003قضية وزير المالية والمديرية العامة لألمالك الوطنية ضد (خ.ر)
ومن معه ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2003 ،04ص .105
- 320 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المصلحة للمدعي الصفة القانونية للتقاضي ،فال دعوى دون مصلحة ،1وقد استلزم المشرع توافر المصلحة
في المتقاضي حتى ال يساء استعمال حق اللجوء إلى الجهات القضائية ،ويتأخر الفصل في الدعاوى،2
وهو األمر الذي يتطلب تعريف المصلحة ( ،)1وتحديد خصائصها (.)2
-1تعريف المصلحة :استقر الفقه والقضاء على أن المصلحة هي مناط الدعوى ،ومعنى ذلك أنه ال
يجوز االلتجاء إلى القضاء عبتًا دون تحقيق فائدة ما ،والسبب في ذلك هو التخفيف من العبء الملقى
على عاتق القضاة ،فال يجوز أن تنشغل المحاكم إال بالدعاوى التي تترتب عنها منفعة.3
فالمصلحة تتجسد من خالل الحاجة إلى حماية القانون للحق المعتدى عليه أو المهدد باالعتداء
عليه ،إال أنه ال يشترط في رافع الدعوى أن يكون له حق تم االعتداء عليه أو مهدد باالعتداء عليه ،بل
يكفي أن تكون له مصلحة شخصية مباشرة ،ذلك ألن دعوى اإللغاء تحقق مصلحتين في الوقت ذاته،
مصلحة رافع الدعوى ،وهي مصلحة شخصية ومباشرة ،ومصلحة المجتمع وهي مصلحة عامة تتمثل في
ضمان احترام القانون وااللتزام بمبدأ المشروعية.4
يكفي لتوافر شرط المصلحة أن يمس القرار اإلداري المخاصم بمركز قانوني خاص بالمدعي،
سواء كان مضمون هذا المركز القانوني حق شخصي مكتسب أو وضعية قانونية خاصة ،وهذا خالًفا لما
يشترط في دعاوى القضاء الكامل الذي يتطلب فيها مساس القرار اإلداري المخاصم بحق شخصي
مكتسب حتى يتحقق شرط المصلحة.5
-2خصائص المصلحة :أمام المواقف الفقهية المتناقضة ،تبقى الخصائص المجال األكثر فعالية لتعريف
شرط المصلحة ،6فهذه األخيرة تتميز بمجموعة من الخصائص نوجزها في اآلتي:
أ -أن تكون المصلحة قانونية :يقصد بهذا الشرط أن يستند موضوع الدعوى إلى نص قانوني ،وذلك بأن
تكون مصلحة المدعي مستمدة من حق أو مركز قانوني ،أما إذا كانت المصلحة غير قانونية أي أن
الحق الذي تستند عليه ال يقره القانون ،فإن هذه المصلحة ال يعتد بها وال تكفي لقبول الدعوى ،1فإذا كان
مركز المدعي ال يتفق مع القانون ،وقد تساهلت معه اإلدارة فال يكون له على الرغم من ذلك مصلحة
مقبولة لرفع الدعوى.2
ب -أن تكون المصلحة قائمة وحالة :يقصد بالمصلحة القائمة الوضعية التي يشترط فيها أن يكون الحق
المدعى به والذي يهدف إلى حمايته قد حصل االعتداء عليه بالفعل أو حصل النزاع بصدده ،ويتحقق
بذلك ضرر يبرر طلب الحماية القضائية ،وإذا كانت القاعدة العامة في قبول الدعاوى القضائية ال تعتد
بالمصلحة المحتملة ما عدا ما استثنى بنص خاص ،فإن التوسع في شرط المصلحة في دعاوى اإللغاء
يكون من باب أولى ،ألن هذا النوع من الدعاوى مرتبط بالمواعيد ،فإذا انتظر المعني حتى تصبح
مصلحته محققة قد تنقضي المدة ولن تقبل دعواه.3
وتعني المصلحة المحتملة أن يكون فيها الضرر أو االعتداء على الحق المراد حمايته لم يقع بعد
وإنما يكون محتمل الوقوع ،فترفع الدعوى ليس لغرض ضرر وقع بالفعل وإنما لتوقي الضرر قبل وقوعه.
ففي الدعاوى االستعجالية تقبل الدعوى رغم أن المصلحة ليست حالة ،بل مجرد مصلحة محتملة،
وقائيا من أجل دفع الضرر أو الخشية من زوال
ً وهذه اإلجازة منوطة بأن يكون الغرض من الدعوى
الدليل.4
عند بحث قاضي االستعجال في مدى تحقق شرط المصلحة من عدمه ،يكتفي بالتحري من ظاهر
األوراق دون التعمق في جوهر الموضوع على غرار تحريه في مدى وجود شرط الصفة ،وهنا يتفق مع
قاضي الموضوع في فرض المصلحة القانونية ،إذ كالهما يبحث في تحقق هذه المصلحة القانونية أو
تخلفها ،ألنه في حالة تخلفها فإنه يقضي بعدم قبول الدعوى االستعجالية ،5األمر الذي أدى بالفقه إلى
تسميتها بالدعوى الوقائية ،فالمصلحة في هذه الدعاوى تعتبر من المصالح التي يقر فيها القانون المصلحة
المحتملة.1
ج -أن تكون المصلحة مباشرة وشخصية :وذلك يعني أن يؤثر القرار غير المشروع في المركز القانوني
للمدعي بصورة مباشرة ،أي أن ينصب على مركز قانوني ذاتي وخاص للشخص رافع الدعوى بصورة
مباشرة .2فالمصلحة الشخصية هي سند القبول في دعوى اإللغاء وهي غايتها ،وتتضح من خالل الصلة
الموجودة بين الشخص المعني بالقرار المطعون فيه والضرر الذي يسببه ،وبمعنى آخر أن يكون الطاعن
مباشر.3
ًا في حالة قانونية يؤثر فيها القرار المطعون فيه عليه ًا
تأثير
ثالثا -عدم سبق الفصل :يشترط لتدخل قاضي االستعجال أال يكون قد صدر حكم في موضوع الدعوى
ما لم يحدث تغير في المركز القانوني أو الواقعي للخصوم بعد صدور الحكم األول ،4ففي حال سبقت
دعوى الموضوع الدعوى االستعجالية وصدر حكم نهائي حائز لقوة الشيء المقضي به ،فال تقبل الدعوى
االستعجالية ،وهذا لصدور الحل القضائي النهائي بين الطرفين حول الحق ذاته.5
هذا بالنسبة لسبق الفصل في دعوى الموضوع ،غير أن سبق الفصل في دعوى استعجالية فهو
مجرد إجراء يهدف إلى الحفاظ على توازن مؤقت ألطراف النزاع من أجل الحفاظ على المراكز القانونية
بصفة تحفظية ،لهذا فقد سمح المشرع للقاضي اإلداري االستعجالي بموجب المادة 922من ق.إ.م.إ
مراجعة األمر الذي أصدره ،فرغم القاعدة العامة المتمثلة في سبق الفصل ،إال أن المشرع أجاز للقاضي
بناء على المقتضيات الجديدة.6
التراجع عن التدابير التي سبق له وأن أمر بها ً
وعليه ،فإنه من األجدر على القاضي اإلداري االستعجالي إذا علم بسبق الفصل في الدعوى من
خالل الوثائق المعروضة عليه أن يحكم بعدم قبول الدعوى لسبق الفصل فيها ،وذلك بالنظر لعدم بقاء ما
-1رحموني بلفاضل ،دور القاضي االستعجالي في حماية الحقوق والحريات ،مرجع سابق ،ص .240
-2عمار عوابدي ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ،نظرية الدعوى اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .417
-3الطاهر قاسي ،الشروط الشكلية لدعوى اإللغاء في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر،2012 ،
ص .94
-4ريم سكفالي ،مرجع سابق ،ص .43
-5محمد الصالح بن أحمد خراز ،ضوابط االختصاص النوعي لقاضي االستعجال اإلداري في النظام القضائي الجزائري ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2002 ،ص .94
-6رحومني بلفاضل ،دور القاضي االستعجالي في حماية الحقوق والحريات ،مرجع سابق ،ص .242
تنص المادة 922من القانون رقم 09-08على " :يجوز لقاضي االستعجال ،بطلب من كل ذي مصلحة ،أن يعدل في أي وقت
وبناء على مقتضيات جديدة ،التدابير التي سبق أن أمر بها أو يضع حدا لها".
- 323 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يبرر عنصر االستعجال لوجود حكم سابق في موضوع النزاع ،أو من زاوية عدم المساس بأصل الحق،
فالمصلحة القضائية تحققت من خالل الفصل في النزاع ،وذلك بغرض تفادي صدور أحكام قضائية
متناقضة.1
في هذا اإلطار ،حدد المشرع الجزائري مجال االختصاص النوعي للجهات القضائية اإلدارية ً
بناء
شخصا من أشخاص القانون
ً على المعيار العضوي ،بمعنى أن النزاع يكون إدارًيا كلما كان أحد طرفيه
العام التي حددتها المادة 800من ق.إ.م.إ هذه األخيرة حصرتها في :الدولة ،الوالية ،البلدية والمؤسسات
العمومية ذات الصبغة اإلدارية.
وبالنظر إلى أن الق اررات والتصرفات المقيدة لحرية التنقل تصدر عن سلطات إدارية مختلفة ،سواء
كانت مركزية أو محلية ،لهذا فاألمر يقتضي تحديد مجال اختصاص المحاكم اإلدارية ( ،)1إضافة لمجال
اختصاص مجلس الدولة (.)2
-1مجال اختصاص المحاكم اإلدارية :تنص المادة األولى من القانون رقم 02-98على ":تنشأ محاكم
إدارية كجهات قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية".4
يرى األستاذ رشيد خلوفي أن عبارة "جهات قضائية للقانون العام" الواردة في نص المادة
المذكورة أعاله ،والتي تقابل عبارة " " Juridiction de droit communال تعبر عن المعنى الحقيقي
الذي قصده المشرع ،وهو أن اختصاص المحاكم اإلدارية هو اختصاص مبدئي وعام ،إال ما استثني
بموجب نص خاص ،لهذا فإن العبارة الصحيحة تكون في صيغة " المحاكم اإلدارية هي جهات قضائية
ذات الوالية العامة" ،1وهو ما تحقق الحًقا حسب الصيغة التي جاء بها نص المادة 800من ق.إ.م.إ
" المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية".
كما تنص المادة 801من ق.إ.م.إ على " :تختص المحاكم اإلدارية كذلك بالفصل في:
-1دعاوى إلغاء الق اررات اإلدارية والدعاوى التفسيرية ودعاوى فحص المشروعية للق اررات الصادرة
عن:
-الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية،
-البلدية والمصالح اإلدارية األخرى للبلدية،
-المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة اإلدارية،
-2دعاوى القضاء الكامل،
-3القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة".2
يتبين من هذا النص أن المحاكم اإلدارية مختصة بدعاوى اإللغاء الموجهة ضد الق اررات الصادرة
عن الوالية ،البلدية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية ،وكذا المصالح غير الممركزة للدولة على
مستوى الوالية ،إضافة إلى كل القضايا المخولة لها بموجب نصوص قانونية خاصة.
تنص المادة 4من القانون رقم 02-98على ":تنظم المحاكم اإلدارية في شكل غرف ويمكن
تقسيم الغرف إلى أقسام.
يحدد عدد الغرف واألقسام عن طريق التنظيم".3
-1رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج األول ،تنظيم واختصاص القضاء اإلداري ،ط الثانية (منقحة ومصححة) ،د.م.ج،
الجزائر ،2013 ،ص .313
-2المادة 801من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
-3المادة 4من القانون رقم ،02-98مرجع سابق.
- 325 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
في هذا اإلطار ،صدر المرسوم التنفيذي رقم ،356-98يحدد كيفيات تطبيق أحكام القانون رقم
،02-98إذ جاء في المادة 5منه ":يحدد رئيس المحكمة اإلدارية ،في إطار ممارسة مهامه ،عدد
الغرف ،بموجب أمر ،حسب أهمية وحجم النشاط القضائي ،في حدود غرفتين ( )2على األقل.
يمكن لرئيس المحكمة االدارية أن يقسم كل غرفة إلى قسمين ( )2على األقل".1
على خالف تنظيم القضاء االستعجالي على مستوى مجلس الدولة ،ال يوجد هيكل معين خاص
باالستعجال على مستوى المحاكم اإلدارية ،وبالتالي فإن النظر في الدعاوى االستعجالية اإلدارية على
مستوى المحاكم اإلدارية يخضع للقواعد العامة للدعوى اإلدارية في الموضوع ،2على عكس الوضع
بالنسبة لجهة القضاء العادي ،حيث نص المشرع على وجود قسم استعجالي على مستوى المحاكم.3
-2مجال اختصاص مجلس الدولة :تنص المادة 9من القانون العضوي رقم 01-98على " :يختص
مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة ،بالفصل في دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير المشروعية في الق اررات
اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية
الوطنية.
ويختص أيضا بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة".4
كما تنص المادة 901من ق.إ.م.إ على ":يختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة بالفصل في
دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير المشروعية في الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية
المركزية.
كما يختص بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة".5
-1مرسوم تنفيذي رقم ،356-98مؤرخ في 14نوفمبر ،1998يحدد كيفيات تطبيق أحكام القانون رقم ،02-98المؤرخ في 30
مايو ،1998والمتعلق بالمحاكم اإلدارية ،ج ر العدد ،85صادرة في 25نوفمبر ،1998معدل بالمرسوم التنفيذي رقم ،195-11
مؤرخ في 22مايو ،2011ج ر العدد ،29صادرة في 22مايو .2011
-2رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثالث ،الخصومة اإلدارية ،االستعجال اإلداري ،الطرق البديلة لحل النزاعات اإلدارية،
ط الثانية ،د.م.ج ،الجزائر ،2013 ،ص .134
-3أنظر المادة 13من القانون العضوي رقم ،11-05مؤرخ في 17يوليو ،2005يتعلق بالتنظيم القضائي ،ج ر العدد ،51
صادرة في 30يوليو ،2005معدل بالقانون العضوي رقم ،06-17مؤرخ في 27مارس ،2017ج ر العدد ،20صادرة في 29
مارس .2017
-4المادة 9من القانون العضوي رقم ،01-98مرجع سابق.
-5المادة 901من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
- 326 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وبخصوص تنظيم عمل مجلس الدولة ،تنص المادة 14من القانون العضوي رقم 01-98
المذكور سابًقا على أنه " :ينظم مجلس الدولة ،لممارسة اختصاصاته ذات الطابع القضائي ،في شكل
غرف ،ويمكن تقسيم هذه الغرف إلى أقسام" ،1وتضيف المادة 19من القانون نفسه " :يحدد النظام
الداخلي كيفيات تنظيم وعمل مجلس الدولة ،ال سيما عدد الغرف ،واألقسام ومجاالت عملها.2"...
صدر النظام الداخلي الجديد لمجلس الدولة بتاريخ 19سبتمبر ،2019حيث ينص في مادته رقم
44على عدد الغرف المشكلة لمجلس الدولة ،وكذا مجال عملها ،وقد نصت هذه المادة بأن الغرفة
الخامسة مختصة على وجه الخصوص في القضايا ذات الصلة باالستعجال والحريات العامة.3
وانطالًقا من نص المادة 44من النظام الداخلي لمجلس الدولة ،تختص الغرفة الخامسة لمجلس
الدولة والمختصة بمنازعات االستعجال ،كجهة أولى وأخيرة ،وذلك في الدعاوى االستعجالية المتعلقة
بالق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية ،وكجهة استئناف في حالة الدعوى االستعجالية
الرامية للمحافظة على الحريات األساسية المنصوص عليها في المادة 920من ق.إ.م.إ ،والدعوى
االستعجالية تسبيق مالي المنصوص عليها في المادة 943من القانون نفسه.4
هذا االختصاص االستعجالي لمجلس الدولة كأول وآخر درجة ،يظهر في القانون رقم 11-08
المذكور سابًقا ،من خالل الدعوى االستعجالية ضد قرار وزير الداخلية المتضمن إبعاد األجنبي عن
اإلقليم الجزائري ،لكن دون تحديد ما إذا كانت هذه الدعوى ترجع الختصاص مجلس الدولة! لكن يمكن
القول بأن المشرع يقصد مجلس الدولة عندما يفصل في القضايا االستعجالية ،باعتبار أن موضوع
المنازعة يخص قرار إداري صادر عن سلطة إدارية مركزية.
ثانيا -قواعد االختصاص اإلقليمي :يمارس القاضي االستعجالي اإلداري اختصاصه ضمن نطاق
المحكمة اإلدارية التي ينتمي إليها ،في هذا اإلطار نصت المادة األولى من القانون رقم 02-98المذكورة
سابًقا ،على أن تحديد عدد المحاكم اإلدارية واختصاصها اإلقليمي يكون عن طريق التنظيم.
بناء عليه ،نصت المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 365-98على " :يرفع عدد المحاكم
و ً
اإلدارية إلى ثمانية وأربعين ( )48محكمة عبر كامل التراب الوطني.
يحدد اختصاصها اإلقليمي طبقا للجدول الملحق بهذا المرسوم" ،1وبالرجوع إلى هذا الجدول نجده يحدد
المحاكم اإلدارية ومجموع البلديات التابعة لها عبر إقليم الوالية ،وهذا يعني أن كل محكمة إدارية تختص
بالمنازعات اإلدارية الحاصلة في النطاق الجغرافي الذي توجد فيه ،2أما قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
فقد نصت المادة 803منه على أن تحديد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية يتم وفًقا ألحكام
المادتين 37و 38من هذا القانون.3
غير أن السؤال الذي يطرح في هذه الحالة ،يتمحور حول األساس الذي يمكن من خالله القول
حاصال ضمن الحدود اإلقليمية للمحكمة اإلدارية ،وبالتالي القول بأن االختصاص
ً معينا يعتبر
اعا ًبأن نز ً
اإلقليمي ينعقد لها؟ يجيب األستاذ مسعود شيهوب على ذلك بأن المشرع اعتمد في قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية على معيار أساسي في توزيع االختصاص اإلقليمي بين المحاكم اإلدارية ،وهو المعيار
نفسه المعتمد في المواد المدنية ،والمتمثل في قاعدة أن الجهة القضائية لموطن المدعى عليه هي
المختصة بالنزاع.4
وبالعودة إلى نص المادة 37من ق.إ.م.إ نجدها تنص على ":يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة
القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه ،وإن لم يكن له موطن معروف ،فيعود
االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها آخر موطن له ،وفي حالة اختيار موطن ،يؤول االختصاص
اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار ،ما لم ينص القانون على خالف ذلك".5
كما تنص المادة 38من القانون نفسه على ":في حالة تعدد المدعى عليهم ،يؤول االختصاص
اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن أحدهم".6
غير أنه إذا كانت أحكام المادتين 37و 38من ق.إ.م.إ مالئمة للمسائل المدنية ،وتستجيب
لمختلف االحتماالت الممكنة في مجال االختصاص اإلقليمي للمحاكم العادية ،فإن خصوصية المنازعة
اإلدارية ال تحتمل فكرة عدم معرفة أو عدم وجود موطن للمدعى عليه ،وال فكرة الموطن المختار أو تعدد
المدعى عليهم.
تتميز الدعوى اإلدارية التي ترفع أمام المحاكم اإلدارية بطبيعة المدعى عليه الذي يتمثل
بالضرورة في سلطة من السلطات اإلدارية العامة ،وعلى هذا األساس ال يمكن أن ال يكون إلدارة عامة
مقر غير معروف أو تعدد اإلدارات كمدعى عليهم في منازعة إدارية .وبالتالي فإن اإلحالة إلى نص
المادتين 37و 38كأساس لتحديد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية في غير محلها ،وكان من
إقليميا هي
ً األحسن على المشرع النص في المادة 803المذكورة أعاله ،أن المحكمة اإلدارية المختصة
التي يقع في نطاق إقليمها مقر السلطة اإلدارية التي أصدرت القرار اإلداري أو قامت بالتصرف اإلداري
محل الدعوى اإلدارية.1
-1رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج األول ،تنظيم واختصاص القضاء اإلداري ،مرجع سابق ،ص .334
- 329 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المطلب الثاني :الشروط الخاصة للدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل
إلى جانب الشروط العامة المتعلقة بقبول الدعوى االستعجالية اإلدارية السابق ذكرها ،نص المشرع
هدر للحقوق،
الجزائري على شروط خاصة .إذ يعتبر اللجوء إلى القاضي االستعجالي دون ضوابط معينة ًا
لذلك فإن اختصاص قضاء االستعجال مرهون بتوافر شروط محددة ال غنى عنها ،بحيث يؤدي تخلفها
إلى فقدان قضاء االستعجال الوالية في الدعوى المرفوعة أمامه.1
في هذا اإلطار تنص المادة 918من ق.إ.م.إ على ":يأمر قاضي االستعجال بالتدابير المؤقتة.
ال ينظر في أصل الحق ،ويفصل في أقرب اآلجال".2
ففكرة االستعجال التي يقوم عليها القضاء االستعجالي مرتبطة في الغالب بدور القاضي
االستعجالي مقارنة بقضاء الموضوع لمواجهة ضرورة واقعية يخشى عليها من فوات الوقت ،وتقتضي
اتخاذ تدابير وقتية على وجه السرعة للمحافظة على الحقوق والمصالح ،مما يجعل الحماية المستعجلة بما
لها من دور وقائي أفضل بكثير من الدور العالجي الذي تقوم به الدعوى الموضوعية.3
تتطلب الدعوى االستعجالية مجموعة من الشروط الخاصة يأتي في مقدمتها شرط االستعجال،
األمر الذي يستوجب البحث في مقومات هذه الفكرة (الفرع األول) ،ثم شرط عدم المساس بأصل الحق،
وهو األمر الذي يستدعي ضرورة تحديد معالم ونطاق ذلك (الفرع الثاني).
-1عبد اللطيف هداية هللا ،القضاء المستعجل (في القانون المغربي) ،ط األولى ،مطبعة النجاح الجديدة ،الرباط ،1998 ،ص .71
-2المادة 918من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
-3يعقوب بن تمرة ،الموازنة بين المصالح في المنازعة اإلدارية المستعجلة –دراسة مقارنة ،-رسالة دكتوراه مقدمة لنيل شهادة دكتوراه
علوم في القانون ،تخصص القانون اإلجرائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الجياللي اليابس ،سيدي بلعباس ،السنة الجامعية
،2021-2020ص .121
-4مازن ليلو راضي ،مرجع سابق ،ص .20
- 330 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
مستخدما تعبير
ً أوال -تعريف االستعجال :نص المشرع الفرنسي على شرط االستعجال صراحة
" "L’urgenceدون تحديده أو توضيح مضمونه ،وهذا حتى يترك لقاضي االستعجال اإلداري تقدير ذلك
1
أيضا مصطلح
حسب ظروف كل حالة على حدة ،وكذا حتى يعطي مرونة أكبر لهذا الشرط .ورد ً
االستعجال عدة مرات في نصوص مختلفة من ق.إ.م.إ ،غير أن المشرع لم يقم بتعريفه ،ولعل ذلك يفهم
منه الرغبة في عدم تقييد القاضي اإلداري بأي مفهوم أثناء عملية تقدير وجود عنصر االستعجال ،لهذا
فإن هذه العملية ساهم في بلورتها الفقه ( ،)1وكذا االجتهاد القضائي (.)2
-1التعريف الفقهي لالستعجال :يعد شرط االستعجال القاسم المشترك الذي يجمع بين كل أنواع الدعاوى
أيضا بين االستعجال
المستعجلة ،فهو بمثابة الروح في جسد اإلجراءات المستعجلة ،وهو العامل المشترك ً
المدني واالستعجال اإلداري.2
يعرف االستعجال بأنه الخطر المحدق بالحق المراد المحافظة عليه ،والذي يتطلب إبعاده عنه
بسرعة ال تكون عادة في التقاضي حسب اإلجراءات العادية .لهذا يظهر االستعجال في كل حالة يؤدي
فيها التأخير في اإلجراء المؤقت ،إذا لم يكن من شأنه المساس بالموضوع ،وإلى تعريض مصالح أحد
فضال عن زوال المعالم.3
ً الخصوم للضرر أو إلى فوات المصلحة وضياع الحق،
وهذا ما جعل البعض يصف فكرة االستعجال بالنسبية ألنها تقاس باإلجراءات العادية،
ممكنا تحقيق المصلحة المطلوبة عن طريق هذه اإلجراءات
ً فاالستعجال حسبهم يتوافر إذا لم يكن
العادية.4
في حين عرفه آخرون بأ نه فكرة واقعية قوامها وجود خطر يحدق بحق أو مركز قانوني يستدعي
التدخل الفوري للقضاء من أجل درء ذلك الخطر وتحاشي وقوع الضرر ،وكل ذلك بسبب القصور الذي
يعتري وسائل الحماية العادية ،والبطء الذي يالزمها في حماية الحقوق والمراكز القانونية.1
-1عصام نعمة إسماعيل ،مقاالت في القانون العام ،وقف تنفيذ القرار اإلداري ،دراسة مقارنة بين لبنان وفرنسا ،ط األولى ،دار الرأي
للطباعة والنشر ،بيروت ،2006 ،ص .50
-2حسن كاظم علوان ،مازن ليلو ماضي " ،االستعجال في دعوى الحماية المستعجلة للحقوق والحريات األساسية" ،مجلة معالم
للدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،02العدد ،2018 ،02ص .5
-3مصطفى مجدي هرجة ،الجديد في القضاء المستعجل ،المبادئ القضائية في القضاء المستعجل ،ط الثالثة ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية ،1986 ،ص .78
-4وجدي راغب فهمي " ،نحو فكرة عامة للقضاء الوقتي في قانون المرافعات" ،مجلة العلوم القانونية واالقتصادية ،جامعة عين
شمس ،العدد ،01السنة ،1973 ،15ص .246
- 331 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
االستعجال هو شرط جوهري ،وهو الذي يبرر اتخاذ تدابير استعجالية ذات طابع مؤقت ،والذي
يطبق بالنسبة لدعاوى االستعجال الفوري :االستعجال توقيف ،االستعجال حرية واالستعجال التحفظي،
بالمقابل لم يشترط المشرع استيفاء هذا الشرط بالنسبة لباقي أنواع االستعجال األخرى.2
إذا كان تعدد واختالف اآلراء الفقهية أمر منطقي ،مرده خصوصية مفهوم االستعجال ذاته ،والتي
تجمع ما بين فكرتي الضرورة الواقعية التي تتغير بتغير الظروف واألزمنة واالستثنائية اإلجرائية التي
تجعل للقضاء االستعجالي نظامه الخاص ،مما نتج عنه الخلط ما بين االستعجال كحالة واقعية وبين
النظام القانوني االستعجالي بإجراءاته االستثنائية.3
يرجع سبب صعوبة ضبط تعريف لمفهوم االستعجال إلى أنه مفهوم نسبي ومتغير ،وألنه مفهوم
واقعي وعملي بحت ال يمكن تحدده إال من خالل معاينة الوقائع الخاصة بكل قضية على حدة ،ومعرفة
كافة عناصرها وظروفها ،والتي هي بطبيعتها مختلفة عن بعضها ومتغيرة في ذاتها ،ولذلك يتجه بعض
الفقه إلى القول بأن فكرة االستعجال ليست فكرة نظرية ألنها تتصل بالناحية العملية والواقعية.4
-2التعريف القضائي لالستعجال :سبق القول بأن فكرة االستعجال تبتعد بشكل كبير عن التحديد
النظري ،ألنها شديدة االرتباط بالجانب العملي الذي كان الدافع الرئيسي إلنشائها ،فاالستعجال حسب
البعض ال يعرف بل إنه يحدث في الواقع ويؤكد القضاء وجوده بعد معاينته ،5فأي محاولة من طرف
المشرع لوضع تعريف لحالة االستعجال أو صياغة قائمة حصرية لها يعني تقييد سلطة قاضي
االستعجال ،فهذا األخير هو األقرب لمعايشة الواقع من المشرع.6
في قرار صادر عن مجلس قضاء الجزائر العاصمة ،مؤرخ في 6جانفي 1981جاء فيه:
" ...وقد أثبت من جهة أخرى بأن هذه اآلالت تشكل خط ار على سالمة المستأنف وسالمة الشاغلين
-1حسين طاهري ،مرجع سابق ،ص 10؛ لحسين بن شيخ آث ملويا ،المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري دراسة قانونية ،فقهية
وقضائية مقارنة ،ط الثانية ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2008 ،ص .77
-2لحسين بن شيخ آث ملويا ،رسالة في االستعجاالت اإلدارية ،ج األول ،في االستعجاالت الفورية (االستعجال-توقيف ،االستعجال
–حرية ،االستعجال التحفظي) ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2015 ،ص .11
-3يعقوب بن تمرة ،مرجع سابق ،ص .133
-4الغوثي بن ملحة ،القضاء المستعجل وتطبيقاته في النظام القضائي الجزائري ،ط األولى ،الديوان الوطني لألشغال التربوية،
الجزائر ،2000 ،ص .10
5
- Jean-François SESTIER, « La pratique de référé : la perception par le barreau », R.F.D.A, 2007, p 80.
رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثالث ،الخصومة اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .145
-6مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،نظرية االختصاص ،مرجع سابق ،ص .136
- 332 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
اآلخرين للعمارة ،والتي هي مهددة في صالبتها .وحيث أن غلق المحل المتنازع عليه هو ضروري نظ ار
للخطر المحدق".1
وفي قرار لمجلس الدولة مؤرخ في 11ماي 2004جاء فيه " :وألن المستأنف خرق عمدا
القانون ،فإن القاضي االستعجالي تمسك عن صواب باختصاصه بمعاينة الحالة المستعجلة التي كانت
تميز طلب البلدية ،ال سيما وأن مواصلة األشغال المتنازع عليها ،سينتج عنه ضرر ال يمكن
إصالحه.2"...
كما جاء في قرار آخر ":عنصر االستعجال متوفر كون المستأنفة تمارس نشاطا تجاريا في
األماكن ،وأنه من األكيد أن غلق المحل سيتسبب لها ولزبائنها ضر ار محدقا ال يمكن تصليحه
مستقبال".3
يتبين من هذه الق اررات القضائية بأن القاضي اإلداري يعتمد في تعريفه لشرط االستعجال على
عنصر الخطر المحدق أو الضرر الذي يصعب إصالحه ،مما يفهم منه التكريس الواضح للمفاهيم التي
قدمها الفقه لتقدير شرط االستعجال وهي الضرر ،الخطر والسرعة.
جديدا لتعريف االستعجال ،وهو العنصر
ً عنصر
ًا لكن القاضي اإلداري الجزائري أضاف
المستخلص من حماية مبدأ استم اررية عمل المرافق العامة ،حيث جاء في قرار مجلس الدولة المؤرخ في
24أفريل " :2007حيث أن استمرارية المرفق العام المرتبط بهذا المسكن ،يبرر االستعجال في رفع
الدعوى أمام القاضي الفاصل في المسائل االستعجالية ،من أجل األمر بطرد المستأنف.4"...
في قرار مجلس الدولة المؤرخ في 14أوت ،52002والمتعلق بطلب وقف تنفيذ قرار إبعاد أجنبي
من اإلقليم الجزائري ،لم يحاول القاضي اإلداري تعريف عنصر االستعجال سواء من ناحية الخطر الذي
ينطوي عليه قرار اإلبعاد ،أو بالنسبة لألضرار المحتملة التي يصعب تداركها في المستقبل ،وهذا أمر
-1مجلس قضاء الجزائر ،قرار مؤرخ في 6جانفي ،1981ذكره الغوثي بن ملحة ،مرجع سابق ،ص ص .13-12
-2مجلس الدولة ،الغرفة الخامسة ،قرار رقم ،016148مؤرخ في 11ماي ،2004قضية (ق.س) ،ضد والي والية وهران ،مجلة
مجلس الدولة ،العدد ،2004 ،05ص .234
-3مجلس الدولة ،الغرفة الخامسة ،قرار رقم ،066462مؤرخ في 16مارس ،2011قضية الشركة ذات المسؤولية المحدودة لمواد
البناء المسماة محتوت وشركائه ضد والية الجزائر( ،قرار غير منشور).
-4مجلس الدولة ،الغرفة الخامسة ،قرار رقم ،039120مؤرخ في 24أفريل ،2007قضية (م.ض) ضد وزير العدل ،مجلة مجلس
الدولة ،العدد ،2009 ،09ص .127
-5مجلس الدولة ،قرار رقم ،13772مؤرخ في 14أوت ،2002قضية (أ.ن) ضد وزير الداخلية ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،02
،2002ص .221
- 333 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1المجلس األعلى ،الغرفة اإلدارية ،قرار رقم ،266998مؤرخ في 26ديسمبر ،1981قضية (د.ك) ضد رئيس مكتب األبحاث
والتنظيم واألمن العام لقسم الهجرة ،المجلة القضائية ،العدد ،1989 ،02ص .188
-2يعقوب بن تمرة ،مرجع سابق ،ص 173؛ عبد الغني بلعابد ،الدعوى االستعجالية اإلدارية وتطبيقاتها في الجزائر ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة منتوري قسنطينة ،2008 ،ص .16
-3الغوثي بن ملحة ،مرجع سابق ،ص 12؛ حسين طاهري ،مرجع سابق ،ص .11
-4غنية نزلي ،سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى حماية الحريات األساسية ،ط األولى ،مكتبة الوفاء القانونية ،اإلسكندرية،
،2017ص .46
- 334 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يتضح من نص هذه المادة بأن المشرع الجزائري اعتبر قرار إبعاد األجنبي عن اإلقليم يشكل بذاته
حالة استعجال تمنح االختصاص للقاضي اإلداري االستعجالي ،هذا األخير ليس له أي صالحية في
خروجا عن القاعدة العامة
ً تقدير مدى وجود عنصر االستعجال في مثل هذه المنازعات ،وهو ما يعتبر
التي نصت المادة 920من ق.إ.م.إ التي جاء فيها " :يمكن لقاضي االستعجال ،عندما يفصل في الطلب
المشار إليه في المادة 919أعاله ،إذا كانت ظروف االستعجال قائمة.1"...
فمبدئيا يقوم هذا
ً -2وقت تقدير عنصر االستعجال :يطرح التساؤل حول وقت قيام عنصر االستعجال،
العنصر وقت رفع الدعوى ولكن قد يزول أثناء سير الخصومة ،وفي الحالة المعاكسة عند غياب عنصر
بعد ذلك لسبب ما فهنا يجب على المحكمة القضاء بعدم اختصاصها طالما أن الدعوى افتقرت إلى
عنصر االستعجال ،1وبالتالي فإن هذه الوضعية تؤثر على موقف قاضي االستعجال ،الذي يحكم برفض
الدعوى كما نص عليه المشرع الجزائري ،2وال يبقى للطاعن سوى اللجوء إلى قاضي الموضوع ما دامت
علة اختصاص قاضي االستعجال قد انتفت.3
ب -حالة تحقق االستعجال بعد رفع الدعوى :قد يحدث أن يتحقق االستعجال بعد رفع الدعوى أو بعد
استئناف األمر القاضي برفضها ،فهل تطبق قاعدة " الدعوى تنظر حسب الحالة التي ُرفعت بها؟" يذهب
االتجاه الغالب في الفقه إلى القول باستمرار نظر الدعوى طالما تحققت العلة من وجود قضاء االستعجال،
فينظر إليها وقت الفصل فيها ال وقت رفعها.4
وبما أن االستعجال فكرة ظرفية وآنية فإنه يجب أن يعتد به وقت الحكم في النزاع ال وقت رفع
الدعوى ،إذ أن الحالة المعروضة على القضاء لم تكن تتوافر على عنصر االستعجال عند رفع الدعوى
لكنها أصبحت كذلك أثناء الفصل فيها.5
ثالثا -آثار تخلف عنصر االستعجال :إن إثبات وجود عنصر االستعجال من صميم أعمال القاضي،
الذي يستخلصه من ظروف القضية ووقائعها دون أن يكون التفاق الخصوم أو إرادتهم دخل في ذلك،
فعليه أن يبحث عنصر االستعجال من خالل الوقائع والظروف ،وكذا من خالل مراكز األطراف واألضرار
الناجمة ،والمدعي ملزم بتبرير الطابع االستعجالي للنزاع.6
حيث تنص في هذا اإلطار المادة 925من ق.إ.م.إ على ":يجب أن تتضمن العريضة الرامية
إلى استصدار تدابير استعجالية عرضا موج از للوقائع واألوجه المبررة للطابع االستعجالي للقضية"،7
ولقاضي االستعجال اإلداري السلطة في تقدير مدى توافر عنصر االستعجال في الطلب من عدمه ،وله
أن يرفضه في حالة عدم تأسيسه بموجب أمر مسبب ،وهذا ما قضى به مجلس الدولة الفرنسي في األمر
المؤرخ بتاريخ 23جانفي ،2006عندما رأى بأنه ال يوجد استعجال لوقف تنفيذ قرار إداري في حالة
رفض إصدار تأشيرة دخول ألم أجنبية تحصلت على رخصة التجمع العائلي ،وهذا بالنظر إلى أن الطفل
يعيش مع والده وإخوته ،ويتمدرس بصفة منتظمة في بلده األصلي ،وال وجود ألي مشاكل تمنع والده من
القيام برعايته وتربيته.1
تنص المادة 924من ق.إ.م.إ على " :عندما ال يتوفر االستعجال في الطلب ،أو يكون غير
مؤسس ،يرفض قاضي االستعجال هذا الطلب بأمر مسبب.
وعندما يظهر أن الطلب ال يدخل في اختصاص الجهة القضائية اإلدارية ،يحكم بعدم االختصاص
النوعي".2
حسب نص هذه المادة ،يؤدي تخلف عنصر االستعجال إلى رفض القاضي للطلب المقدم من
طرف المدعي ،أما إذا ظهر بأن الطلب ال يدخل في اختصاص جهة القضاء اإلداري بحكم أن المنازعة
عادية وليست إدارية فيحكم بعدم االختصاص النوعي.
ميز المشرع الجزائري بين حالة رفض الطلب الرامي إلى اتخاذ تدابير مؤقتة والحكم بعدم
االختصاص النوعي ،إذ يعود سبب رفض قاضي االستعجال اإلداري التخاذ التدابير المؤقتة إلى عدم
توافر عنصر االستعجال ،باعتباره األساس الذي يبرر رفض الطلب من طرف قاضي االستعجال ،وكذلك
مؤسسا
ً الحال بالنسبة لعدم تأسيس الطلب ،فيجب أن يكون الطلب الرامي إلى استصدار تدابير استعجالية
من ناحية الواقع والقانون.3
-1أمر مجلس الدولة الفرنسي ،مؤرخ في 23جانفي ،2006قضية السيدة إيصوالح والسيد حازم ،ذكره لحسين بن شيخ آث ملويا،
رسالة في االستعجاالت اإلدارية ،ج األول ،مرجع سابق ،ص ص .53-52
-2المادة 924من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
-3عبد الرحمان بربارة ،شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ط الثانية ،منشورات بغدادي ،الجزائر ،2009 ،ص .471
- 338 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1لحسين بن شيخ آث ملويا ،المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري ،مرجع سابق ،ص .89
-2بن يعقوب بن تمرة ،مرجع سابق ،ص .182
-3المادة 918من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
-4بن يعقوب بن تمرة ،مرجع سابق ،ص .182
- 339 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يجوز له أن يتناول هذه الحقوق وااللتزامات بالتفسير أو التأويل الذي من شأنه المساس بموضوع النزاع،
أو أن يقضي بأي حال من األحوال في أصل الحقوق وااللتزامات مهما أحاط بها من استعجال ،أو ترتب
على امتناعه عن القضاء فيها من ضرر للخصوم ،ألن ذلك من صميم عمل قاضي الموضوع ،1كالبحث
في مدى مشروعية القرار اإلداري من عدمه أو البحث عن مدى صحة العقد .فقاضي االستعجال يجب
أن يتحسس الوضع بالقدر الذي يمكنه من الحفاظ على الوضع الظاهر ،ألنه قاضي البداهة على حد
تعبير أحد الفقهاء.2
في حين يرى جانب آخر من الفقه ،أن مفهوم أصل الحق ينصرف إلى كل ما يتصل بجوهر
مفهوما ألصل الحق بأنه كل ما يتعلق
ً الحق أو بصميم النزاع الموضوعي .3يعطي أصحاب هذا الرأي
عدما ،ويدخل في ذلك ما يخص وجود هذا الحق أو يمس صحته أو يؤثر في كيانه
وجودا أو ً
ً بالحق ذاته
أو يغير فيه أو في اآلثار المترتبة عنه.4
وعليه ،فإن الطلبات المقدمة أمام قاضي االستعجال ألجل المطالبة بالحماية الموضوعية النهائية
للحق أو المركز القانوني المدعى به ،سواء بالحصول عليه أو برد االعتداء الواقع عليه أو تأكيد وجوده،
أو تعديله ،أو إسقاطه ،تعتبر طلبات متعلقة بأصل الحق يختص بها قاضي الموضوع فقط.5
يمكن القول بأنه إذا كان القاضي اإلداري االستعجالي ال ينظر في أصل الحق ،إال أنه حتى
يتمكن من الفصل في الدعوى االستعجالية يجب أن يطلع على مستندات وأوراق الخصوم المتعقلة بالنزاع،
لكن ذلك ال يكون بغرض حسم النزاع بين الخصوم ،ولكن ليتوصل إلى معرفة أي الطرفيين أجدر بالحماية
القضائية المستعجلة.6
-2المدلول القضائي لشرط عدم المساس بأصل الحق :رغم أن قاضي االستعجال ليس بقاضي
موضوع ،وال ينظر في أصل الحق ،حيث أن مهمته ال تنطوي على فصل في نزاع قضائي ،فإن الفقه بقي
-1أحمد هندي ،أصول التنفيذ الجبري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2007 ،ص .178
2
- Olivier GOHIN, Contentieux administratif, 4ème éd, LexisNexis, Paris, 2005, p 255.
-3عبد الرحمان بربارة ،مرجع سابق ،ص .220
-4رينيه القبعيتي ،توسيع اختصاص قاضي األمور المستعجلة وشرط عدم التعرض ألصل الحق –دراسة مقارنة ،-ط األولى،
المنشورات الحقوقية ،بيروت ،2012 ،ص .26
-5بن يعقوب بن تمرة ،مرجع سابق ،ص ص .185-184
-6عبد الكريم بن منصور "،االستعجال في أحكام القضاء اإلداري الجزائري" ،المجلة الجزائرية للدراسات التاريخية والقانونية ،المجلد
،02العدد ،2017 ،01ص .116
- 340 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
في انتظار األوامر االستعجالية الصادرة عن القاضي اإلداري لتحديد مفهوم ونطاق قضاء االستعجال
اإلداري كمفهوم أصل الحق والحريات األساسية.1
يختلف أصل الحق الذي يمتنع القاضي االستعجالي عن المساس به باختالف وقائع القضية،2
فقد جاء في قرار للغرفة اإلدارية للمحكمة العليا سابًقا ،مؤرخ في 16جوان " :1990حيث أن الخبير هنا
بدل أن يثبت حالة الضرر المدعى به من طرف المدعي ،تطرق إلى موضوع التعويض الذي يمس
حقوق األطراف ،فيكون بذلك قد تجاوز المهمة المنوطة له بحكم األمر االستعجالي.3"...
يظهر من هذا القرار بأن الخبير المعين من طرف قاضي االستعجال من أجل معاينة األضرار
يكون قد مس بأصل الحق عندما تطرق لموضوع التعويض المستحق.
وفي قرار صادر عن مجلس الدولة بتاريخ 19جويلية ،1999يتعلق بهدم بناية مشيدة دون
رخصة بناء ،جاء فيه ":حيث أن مشكل الملكية ال يمكن الفصل فيه من طرف القاضي االستعجالي ،ألن
هذه المسألة تتعلق بنقطة تمس بالموضوع ،والتي يبقى القاضي االستعجالي غير مختص للفصل فيها
طبقا للمادة 171مكرر من قانون اإلجراءات المدنية.
حيث بالتالي ال تنازع في كون المستأنف قد شيد حائطا بدون رخصة بناء ،وفي هذه الحالة فإن
القاضي االستعجالي مختص باألمر بهدم البنايات المشيدة بطريقة غير قانونية".4
اعتبر مجلس الدولة بأن مناقشة ملكية العقار ال يمكن الفصل فيها من طرف قاضي االستعجال،
على أساس أنها مسألة تمس بأصل الحق عكس األمر بهدم البناية المشيدة بطريقة غير قانونية فهو
مختص في هذه الحالة ألنه يمارس ذلك على أساس الصالحيات التي منحها لها المشرع بموجب القانون
المتعلق بالتهيئة والتعمير.
وفي قرار آخر لمجلس الدولة مؤرخ في 2فيفري ،2011يتعلق بعقود تأجير المحطات التابعة
للبلدية ،أين قضى قضاة أول درجة بعدم توافر عنصر االستعجال ،جاء في هذا القرار " :وحيث أن
المستأنف التمس األمر بتجميد صرف الشيكات المقدمة للبلدية إلى غاية الفصل في دعوى الموضوع،
- Julia SCHMITZ, « Le juge du référé-liberté à la croisée des contentieux de l’urgence et du fond »,
1
وحيث أن الطلب يستدعي التطرق ألصل الحق المتمثل في مدى احترام الطرفين اللتزاماتهما التعاقدية
ودفوع أخرى أثارها كالهما تخص الموضوع.
حيث أنه محظور على قاضي االستعجال عند اتخاذ تدابير معينة أن يمس بأصل الحق ،فكان على
قاضي أول درجة الحكم بعدم اختصاصه.1"...
يالحظ في هذا القرار أنه قضى بعدم اختصاص القاضي اإلداري االستعجالي ،وأرجع ذلك ألن
المسألة تتعلق بالمساس بأصل الحق ،لكن الالفت لالنتباه هو النتيجة التي توصل إليها قضاة مجلس
الدولة ،من خالل اإلشارة إلى عدم اختصاص قاضي االستعجال ،والصحيح هو رفض الطلب سواء لعدم
توافر االستعجال أو عدم التأسيس حسب ما تنص عليه الفقرة األولى من المادة 924من ق.إم.إ المذكورة
سابًقا .يبدو أن قاضي االستعجال لدى مجلس الدولة ال يزال تحت تأثير االجتهاد السابق المكرس في ظل
سريان قانون اإلجراءات المدنية القديم ،عندما كان المساس بأصل الحق يستلزم الحكم بعدم االختصاص،
لكن المقتضيات الجديدة الواردة في المادة المذكورة أعاله تقتضي رفض الطلب لعدم التأسيس طالما أن
النزاع ال يخرج عن والية القضاء اإلداري.
لقد طبق القاضي اإلداري الجزائري مبدأ عدم المساس بأصل الحق باعتباره شر ً
طا الختصاص
قاضي االستعجال في النزاعات المعروضة عليه ،لكن دون الخوض في تحديد بنيان هذا المفهوم ،حيث
ركز في كثير من األحيان على استخدام عبارة " النزاع الجدي" دون تحديد
اكتفى بتحديد حاالته ،م ًا
لمضمون ذلك ،أو القول بأن األمر فيه مساس بأصل الحق .2وما يالحظ أن القاضي االستعجالي عندما
يستعمل عبارة " الفصل في منازعة تتسم بالجدية يعد خرقا للقانون" ،باعتبار أن كل المنازعات تتسم
بالجدية ،ولعله يقصد أن القاضي االستعجالي ال يمكنه أن يمس بأصل الحق ويفصل في الموضوع ،فهو
مجرد سوء تعبير ،ألن كل منازعة في نظر صاحبها تتسم بالجدية وتهدف لحماية حقوقه.3
يمكن القول بأن المفهوم القضائي لعدم المساس بأصل الحق ونطاق عدم المساس به يدور حول
عدم بحث الحقوق الثابتة والتقديرات التي يختص بها قاضي الموضوع ،وذلك يظهر من خالل ثالث
-1مجلس الدولة ،الغرفة الخامسة ،قرار رقم ،065440مؤرخ في 2فيفري ،2011قضية (ب.ع)( .قرار غير منشور) ،ذكره
رحموني بلفاضل ،دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية الحقوق والحريات ،مرجع سابق ،ص .344
-2زكرياء قشار ،مرجع سابق ،ص .47
-3حسين فريجة " ،االستعجال اإلداري في أحكام القضاء اإلداري الجزائري" ،مجلد إدارة ،المجلد ،13العدد ،02ديسمبر ،2003ص
.16
- 342 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المالحظة األساسية في هذا الخصوص أن المشرع لم يتطرق لموقف قاضي االستعجال اإلداري
من الطلبات الموضوعية ،حيث اقتصرت المادة 924من ق.إ.م.إ السابق ذكرها ،على حالة رفض قاضي
االستعجال للطلبات إذا كان ال يتوافر فيها عنصر االستعجال أو كان الطلب غير مؤسس ،كما تطرق
إلى الحكم بعدم االختصاص النوعي إذا كان النزاع ال يدخل ضمن نطاق اختصاص الجهة القضائية
إقليميا ،وكذا مسألة الطلبات الموضوعية
ً اإلدارية دون أن يتناول مسألة عدم اختصاص الجهة القضائية
التي يمكن أن ترفع أمامه.1
بينما نجد المشرع الفرنسي قد وحد موقف قاضي االستعجال اإلداري في مواجهة حاالت متعددة،
حيث يمكنه رفض الطلب كلما كان عنصر االستعجال غير متوافر ،أو كان الطلب ال يدخل ضمن
اختصاص الجهة القضائية اإلدارية ،أو كان غير مؤسس.2
-2مبررات واقعية :يرتبط دور القضاء االستعجالي بفكرة االستعجال ،والتي تقوم على استباق وقوع
الضرر أو السعي لمنع تفاقمه ،فالوقت هو محور حالة االستعجال ،والذي تدور حوله تدابير القضاء
االستعجالي وإجراءاته في الوقت نفسه ،فالقاضي ملزم بإصدار أحكامه القضائية على وجه السرعة ،وال
يمكنه تحقيق ذلك إذا ما تعمق في تحديد العناصر الموضوعية للنزاع.3
وبما أن طبيعة دعوى االستعجال ال تحتمل التأخير ،فإن لجوء قاضي االستعجال للتعمق والبحث
في أصل الحق أمر ال يتوافق مع هذه الطبيعة التي تستوجب السرعة ،وذلك لتالفي الخطر دون تأخير،
ويتوافق مع طبيعة أصل الحق ذاته ،ألنه يستلزم البحث والتعمق واالستقصاء ،وهو ما ال يتوفر أمام
قاضي االستعجال اإلداري ،ويصبح مجاله قضاء الموضوع.4
ثالثا -نطاق شرط عدم المساس بأصل الحق :نستعرض القاعدة العامة التي تحدد نطاق تطبيق شرط
عدم المساس بأصل الحق ( ،)1ثم االستثناء المتعلق بالدعوى االستعجالية الرامية لحماية الحريات
األساسية (.)2
-1القاعدة العامة :شرط عدم المساس بأصل الحق يشمل جميع أنواع دعاوى االستعجال اإلداري:
بالرجوع إلى نص المادة 918من ق.إ.م.إ والتي جاء فيها ":يأمر قاضي االستعجال بالتدابير المؤقتة.
ال ينظر في أصل الحق ،ويفصل في أقرب اآلجال" ،يستخلص من نص هذه المادة أن عدم المساس
بأصل الحق شرط عام يطبق على جميع أنواع الدعاوى االستعجالية ،إذ لم يستثني المشرع من نطاق هذا
الشرط أي نزاع.
إن قراءة تحليلية للمواد الالحقة للمادة 918المذكورة أعاله ،تحيلنا إلى االستنتاج بأن نطاق
تطبيق شرط عدم المساس بأصل الحق ليس بالمطلق.
فإذا كانت التدابير التي يأمر بها قاضي االستعجال اإلداري ال تلزم قاضي الموضوع الذي
يستطيع العمل بها كما يستطيع تجاهلها وتغييرها ،لكن هذه الوضعية تعتبر نظرية وليست عملية ،وذلك
بسبب أحكام المادة 917من ق.إ.م.إ التي تعتبر قاضي االستعجال هو القاضي نفسه الذي يفصل في
دعوى الموضوع ،وبالتالي ال يمكن أن نتصور بأن قاضي االستعجال سيتخذ تدابير سينكرها عند فصله
في النزاع كقاضي موضوع.1
-2شرط عدم المساس بأصل الحق في نطاق الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية :تنص
المادة 920من ق.إ.م.إ على ":يمكن لقاضي االستعجال ،عندما يفصل في الطلب المشار إليه في
المادة 919أعاله ،إذا كانت ظروف االستعجال قائمة ،أن يأمر بكل التدابير الضرورية للمحافظة على
الحريات األساسية...متى كانت هذه االنتهاكات تشكل مساسا خطي ار وغير مشروع بتلك الحريات.2"...
يالحظ أن المشرع اشترط أن يشكل المساس بالحرية األساسية المراد حمايتها بكل التدابير
الضرورية "مساسا خطي ار وغير مشروع" .إن اتخاذ القاضي االستعجالي للتدابير الضرورية يكون
باالستناد إلى عدم المشروعية التي يشكلها االنتهاك الواقع على الحرية ،وبمفهوم المخالفة ،يؤدي انتفاء
عدم المشروعية عن تصرف اإلدارة إلى رفض دعوى االستعجال ،وهذا عكس ما هو مقرر بالنسبة
-1رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثالث ،الخصومة اإلدارية ،مرجع سابق ،ص 170؛ مسعود شيهوب ،المبادئ العامة
للمنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،نظرية االختصاص ،مرجع سابق ،ص ص .152-151تنص المادة 917من ق.إ.م.إ على ":يفصل
في مادة االستعجال بالتشكيلة الجماعية المنوط بها البت في دعوى الموضوع".
-2المادة 920من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
- 345 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
للدعوى االستعجالية الرامية لوقف تنفيذ القرار اإلداري ،التي تبنى على تغليب عدم مشروعية القرار وليس
على قطعية عدم مشروعيته ،التي تبقى من اختصاص قاضي الموضوع.1
بالعودة إلى صياغة المادة 920المذكورة أعاله ،نجدها ال تتطابق بشكل تام مع الصياغة الواردة
في النسخة الفرنسية من القانون نفسه ،حيث نجد المشرع يصف االنتهاك في النسخة الفرنسية بالظاهر أو
الجلي " ،" Manifestement illégaleبينما اقتصر في النسخة العربية للنص على وصفه ب" غير
مشروع".
لو اعتمد قاضي االستعجال اإلداري على الصياغة الواردة في النسخة الفرنسية للمادة 920من
ق.إ.م.إ ،فهي تغنيه عن فحص موضوع النزاع وبالتالي المساس بأصل الحق ،ألنه يكتفي في هذه الحالة
بتقدير وجود عدم المشروعية الجلية من ظاهر األمور.
إن الصياغة العربية للمادة 920المذكورة أعاله ،تسمح للقاضي اإلداري االستعجالي من خرق
مبدأ عدم المساس بأصل الحق ،ما دام أنه سيبحث في عدم مشروعية التصرف اإلداري الذي ينتهك
الحرية األساسية ،لهذا يجب إعادة صياغة هذه المادة حتى يمكن لقاضي االستعجال من االلتزام بمبدأ
عدم المساس بأصل الحق.2
تظهر هذه المقتضيات بشكل واضح بالنسبة للدعوى االستعجالية لحماية حرية تنقل األجانب،
حيث سمح المشرع الجزائري لألجنبي الذي صدر في حقه قرار باإلبعاد من اإلقليم من رفع دعوى
استعجالية ،وهذا ما تنص عليه المادة 31من القانون رقم 11-08والتي جاء فيها... ":مع مراعاة أحكام
المادة 13من قانون العقوبات ،يجوز لألجنبي موضوع قرار وزير الداخلية المتضمن اإلبعاد خارج
اإلقليم الجزائري أن يرفع دعوى أمام القاضي االستعجالي المختص في المواد اإلدارية في أجل أقصاه
خمسة ( )5أيام ابتداء من تاريخ تبليغ هذا القرار.
يفصل القاضي في الدعوى في أجل أقصاه عشرون ( )20يوما ابتداء من تاريخ تسجيل الطعن.3"...
يتبين من هذا النص أن المشرع الجزائري قد خرج على القواعد العامة المتعلقة باختصاص قضاء
االستعجال ،والتي تفرض على القاضي االستعجالي األمر بمجرد تدابير مؤقتة ال تمس بأصل الحق،
حيث اتجه إلى تكريس قواعد استثنائية خاصة بهذا النوع من المنازعات ،من خالل منح قاضي االستعجال
اإلداري سلطة إلغاء قرار اإلبعاد ،رغم أن نص المادة 31المذكور أعاله ال يشير إلى ذلك صراحة ،لكنه
استعمل مصطلح "الطعن" ،وهو ما يفيد الفصل في جوهر النزاع ،والخوض في موضوع قرار اإلبعاد من
خالل تقدير مشروعيته القانونية والواقعية ،1رغم أن األمر يتعلق بدعوى استعجالية بنص القانون ،2وهو ما
دفع البعض إلى تسمية هذه الحالة باالستعجال في الموضوع.3
هذا االتجاه سبق للمشرع المغربي وأن كرسه ضمن القانون رقم ،02-03حيث اعتبر جميع
الدعاوى المتعلقة بحرية التنقل والرامية للطعن في مختلف الق اررات اإلدارية المتعلقة باألجانب بمثابة
منطقيا عندما اعتبر هذه
ً دعاوى استعجالية بنص القانون ،فهي إذن من النظام العام .4وكان المشرع
الدعاوى استعجاليةً ،ا
نظر ألن قرار اإلبعاد أو الطرد قد يصعب تدارك العواقب الناتجة عن تنفيذهما.5
وهو ما طبقه القاضي اإلداري المغربي ،إذ جاء في حكم المحكمة اإلدارية بالرباط المؤرخ في 2
فيفري ..." :2006بالرجوع إلى المادة 23من القانون 02-03السالف الذكر يستفاد منها أنها
أعطت االختصاص لرئيس المحكمة اإلدارية بصفته قاضيا للمستعجالت من أجل البت في طلب اإللغاء
ضد قرار االقتياد إلى الحدود الذي يمكن أن يصدر في حق األجنبي...األمر الذي يكون معه تقديم
الطعن الحالي أمام محكمة الموضوع في غير محله ،6"...وهنا ال يقتصر دور قاضي االستعجال على
مراقبة شكليات القرار ،بل يذهب إلى رقابة أسباب اتخاذ القرار.7
هذا ما يؤكد أن حماية الحريات األساسية عن طريق قاضي االستعجال تتجاوز قيد عدم المساس
بأصل الحق ،وهو ما يرى فيه بعض الفقه من أن مجال تطبيق هذا القيد أصبح يضيق كلما كانت هناك
حاجة مستعجلة لحماية الحقوق والحريات بواسطة قاضي االستعجال ،وهو ما يتأكد من خالل منح المشرع
االختصاص لهذا القاضي من أجل البت في بعض المسائل الموضوعية .1إن هذا التحول نحو تكريس
إجراءات جديدة واستثنائية في معالجة هذا النوع من المنازعات يرجع إلى كون قاضي االستعجال اإلداري
أصبح القاضي الطبيعي لحماية حقوق وحريات األفراد ،األمر الذي جعل المشرع يضيف إلى
اختصاصاته مسائل لها صلة وثيقة بجوهر الموضوع.2
لهذا فهناك من الفقه من يرى باستبعاد شرط عدم المساس بأصل الحق في مثل هذه المسائل،
اعتمادا على أن اختصاص قاضي االستعجال اإلداري في هذه المسائل تم بموجب نصوص قانونية
ً وذلك
صريحة ،فال مجال بعد ذلك للحديث عن شرط عدم المساس بأصل الحق ،3بينما ذهب اتجاه آخر إلى
القول بضرورة توافر هذا الشرط بالنظر إلى أنه مستمد من طبيعة عمل قاضي االستعجال ،الذي يختص
باتخاذ التدابير الضرورية دون التعرض ألصل الحق ما دام لم ينص على خالف ذلك.4
أما بالنسبة للقانون الجزائري ،يبقى شرط عدم المساس بأصل الحق _في غير الحاالت
الخاصة_قيد أساسي بالنسبة لقبول قاضي االستعجال الفصل في دعاوى االستعجال ،وهذا بالنظر إلى
عمومية الصيغة الواردة في نص المادة 918من ق.إ.م.إ ،حيث أن القول بعدم لزوم هذا الشرط يحتاج
إلى نص صريح من طرف المشرع.5
-1أحمد أبو الوفا ،التعليق على نصوص قانون المرافعات ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية( ،د.س.ن) ،ص .311
-2رضوان العنبي " ،دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية حقوق وحريات األجانب" ،مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية،
العدد ،2013 ،04ص .193
-3زودة عمر ،اإلجراءات المدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء ،ط الثانية ،مطبعة االتصال ،الجزائر ،2015 ،ص
.190
-4محمد علي راتب ،مرجع سابق ،ص .398
-5زكرياء قشار ،مرجع سابق ،ص .53
- 348 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المبحث الثاني :أشكال تدخل القاضي اإلداري االستعجالي لحماية حرية التنقل
شكل صدور القانون رقم 09-08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية قفزة نوعية في
مجال المنازعات اإلدارية ،إذ حاول المشرع الجزائري من خالله تكريس قواعد وإجراءات جديدة خاصة
بالمنازعات اإلدارية تستجيب للخصوصية التي تميز هذا النوع من المنازعات .وقد كان هذا اإلصالح
التشريعي بمثابة القطيعة مع القواعد واإلجراءات التي كانت سائدة في ظل سريان قانون اإلجراءات المدنية
القديم.
من أهم مالمح اإلصالح التشريعي الذي حمله القانون المذكور أعاله ،أنه أعطى مكانة معتبرة
لإلجراءات المتعلقة باالستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية .والحقيقة أن األغلبية الساحقة من القواعد
خصوصا
ً والمبادئ التي كرسها المشرع الجزائري ضمن هذا القانون كانت مستوحاة من التشريع الفرنسي،
القانون رقم ،597-2000المتعلق باالستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية ،1والذي تمم قانون العدالة
اإلدارية الفرنسي بكتاب خامس موسوم ب" :االستعجال" " ."Le référéلكن التعمق في المقارنة بين
التشريعين يكشف عن وجود بعض النقائص التي حملها النص الجزائري على صعيد اإلجراءات
االستعجالية أمام جهة القضاء اإلداري.
تتعدد صور الدعاوى االستعجالية التي كرسها المشرع الجزائر بموجب القانون رقم ،09-08لكن
في إطار الحماية المستعجلة التي ينشدها األفراد ضد مختلف الق اررات والتصرفات الصادرة عن اإلدارة،
تبرز في الصدارة دعوى وقف تنفيذ القرار اإلداري كآلية قانونية يتم من خاللها الحصول على أمر بوقف
تنفيذ الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل ،وإعادة كفة التوازن بين اإلدارة واألفراد نتيجة امتياز التنفيذ
المباشر وقرينة المشروعية المرتبطة بالق اررات اإلدارية (المطلب األول).
ورغبة من المشرع في إضفاء حماية قصوى للحقوق والحريات العامة ،فقد استحدث دعوى
الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،والتي تشكل بحق اآللية األبرز واألكثر أهمية ضمن اإلصالح
التشريعي لنظام اإلجراءات القضائية اإلدارية سواء في فرنسا أو الجزائر ،وفي هذا اإلطار يستفيد األفراد
من الحماية المقررة بواسطة هذه الدعوى في حالة االعتداء الجسيم وغير المشروع الصادر عن اإلدارة
سواء كان ذلك بواسطة قرار إداري أو مجرد تصرف إداري ،األمر الذي يجعلها آلية لحماية الحقوق
والحريات العامة ضد التعسف الناتج عن النشاط اإلداري (المطلب الثاني).
1
- Loi n° 2000-597, du 30 juin 2000, relative au référé devant les juridictions administratives, JORF n°151, du 1
juillet 2000.
- 349 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المطلب األول :دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل
منح المشرع الجزائري سلطات واسعة لقاضي االستعجال اإلداري ،إذ أصبح مجال تدخله أكثر
اتساعا وشمولية مما كان عليه في ظل قانون اإلجراءات المدنية القديم ،وهذا من أجل محاولة اإلحاطة
ً
بمختلف جوانب النشاط اإلداري ،وما يترتب عليها من انتهاكات لحقوق وحريات األفراد.
وعليه ،يملك قاضي االستعجال اإلداري سلطة األمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري ،حيث يمكن من
خالل هذا اإلجراء مواجهة مفاعيل التنفيذ المباشر والجبري التي تميز الق اررات اإلدارية ،هذه األخيرة تظهر
بشكل واضح بالنسبة لمختلف الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل.
استثناء من المبدأ
ً لذلك فإن سلطة قاضي االستعجال اإلداري في وقف تنفيذ القرار اإلداري تعد
العام القاضي بالتنفيذ المباشر للق اررات اإلدارية على اعتبار تمتعها بقرينة السالمة والصحة لحين إثبات
العكس .1وبسبب بطء إجراءات التقاضي والطابع التحقيقي إلجراءات المنازعة اإلدارية ،فإن الفصل في
طويال ،األمر الذي قد يتسبب للمدعي في نتائج ضارة بسبب تنفيذ القرار
ً دعوى الموضوع قد يستغرق وقتًا
اإلداري المطعون فيه ،وقد يصل األمر إلى حد استحالة تنفيذ حكم اإللغاء ،2لهذا فإن دعوى وقف تنفيذ
مكمال لدعوى اإللغاء ،إذ عن طريقها سيكون من الممكن إصالح نتائج
ً القرار اإلداري تعد إجر ً
اء ضرورًيا
مجاال إلعمال آثاره وحفظ قيمته.3
ً القرار اإلداري ،وبالتالي يجد الحكم بإبطال هذا القرار
نص المشرع الجزائري على الدعوى االستعجالية لوقف تنفيذ القرار اإلداري في المادة 919من
ق.إ.م.إ والتي جاء فيها ":عندما يتعلق األمر بقرار إداري ولو بالرفض ،ويكون موضوع طلب إلغاء كلي
أو جزئي ،يجوز لقاضي االستعجال ،أن يأمر بوقف تنفيذ هذا القرار أو وقف آثار معينة منه متى كانت
ظروف االستعجال تبرر ذلك ،ومتى ظهر له من التحقيق وجود وجه خاص من شأنه إحداث شك جدي
حول مشروعيته.
-1عبد اللطيف نايف " ،الدعوى المستعجلة والحكم بوقف تنفيذ القرار اإلداري" ،مداخلة ضمن أعمال المؤتمر الرابع لرؤساء المحاكم
اإلدارية في الدول العربية ،بيروت ،يوم 3سبتمبر ،2014ص ( .2غير منشور).
يرى األستاذ رشيد خلوفي بأن قاعدة عدم وقف تنفيذ القرار اإلداري في حالة رفع دعوى اإللغاء ترجع إلى خاصيتين تميزان الق اررات
اإلدارية ،األولى تتمثل في امتياز األولوية الذي يضفي على الق اررات اإلدارية طابع المشروعية إلى أن يثبت العكس من طرف القاضي
اإلداري ،والثانية تتمثل في الطابع التنفيذي للقرار اإلداري والذي يكمل االمتياز السابق ،حيث يعتبر أن المصلحة العامة التي يؤسس
عليها عمل السلطة اإلدارية ال يمكن عرقلة تنفيذها .أنظر رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثالث ،الخصومة اإلدارية،
مرجع سابق ،ص .179
-2عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2012 ،ص .249
-3عبد القادر عدو " ،الجديد في قضاء االستعجال اإلداري" ،مجلة القانون والمجتمع ،المجلد ،01العدد ،2013 ،01ص .93
- 350 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
عندما يقضي بوقف التنفيذ ،يفصل في طلب إلغاء القرار في أقرب اآلجال".1
تتطلب الدعوى االستعجالية الرامية لوقف تنفيذ القرار اإلداري تحديد نطاق تطبيق هذه الدعوى
أخير اآلثار المترتبة على وقف التنفيذ
(الفرع األول) ،ثم تحديد حاالت وقف التنفيذ (الفرع الثاني) ،و ًا
(الفرع الثالث).
-1المادة 919من القانون رقم ،09-08مرجع سابق .وهو األمر نفسه الذي تنص عليه المادة L.521-1من قانون العدالة اإلدارية
الفرنسي ،التي جاء فيها:
« Quand une décision administrative, même de rejet, fait l'objet d'une requête en annulation ou en
réformation, le juge des référés, saisi d'une demande en ce sens, peut ordonner la suspension de
l'exécution de cette décision, ou de certains de ses effets, lorsque l'urgence le justifie et qu'il est fait état
d'un moyen propre à créer, en l'état de l'instruction, un doute sérieux quant à la légalité de la décision.
Lorsque la suspension est prononcée, il est statué sur la requête en annulation ou en réformation de la
décision dans les meilleurs délais. La suspension prend fin au plus tard lorsqu'il est statué sur la requête
en annulation ou en réformation de la décision ». Art L.521-1 du C.J.A, op.cit.
سلطة وقف تنفيذ القرار اإلداري كانت في ظل قانون اإلجراءات المدنية القديم مجرد استثناء يمارسه قاضي االستعجال اإلداري في
حالة التعدي أو االستيالء أو الغلق اإلداري ،أنظر :عبد العالي حاحة ،أمال يعيش تمام " ،قراءة في سلطات القاضي اإلداري
االستعجالي وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية رقم ،"09/08مجلة المنتدى القانوني ،العدد ،2009 ،06ص .65
2
- Olivier LE BOT, « Référé-suspension », JurisClasseur Administratif, LexisNixis, Fasc. 1093, date du
fascicule 30 avril 2018, p 4.
-3عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،األسس العامة للق اررات اإلدارية ،ط األولى ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،2012 ،ص
.46
- 351 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
استقرت أحكام المحكمة اإلدارية العليا المصرية على تعريف القرار اإلداري بأنه ":إفصاح من
جهة اإلدارة في الشكل الذي يحدده القانون عن إرادتها الملزمة بما لديها من سلطة عامة بمقتضى
وجائز قانوًنا ،بهدف تحقيق
ًا القوانين واللوائح ،وذلك بقصد إحداث أثر قانوني متى كان ذلك ممكًنا
المصلحة العامة" .1وفًقا لهذا التعريف فإن للقرار اإلداري مقومات ال يقوم بتخلفها وهي:
-1تصرف قانوني :بمعنى أنه تعبير عن اإلرادة بقصد ترتيب أثر قانوني ،وقد يكون هذا األثر إنشاء
إلغاء له .والمركز القانوني هو مجموعة من
ً مركز قانوني عام أو خاص أو تعديل في هذا المركز أو
احدا لجميع من تماثلت ظروفهم ،كما يكون المركز القانوني
عاما عندما يكون و ً
الحقوق والواجبات ،ويكون ً
شخصيا متى اختلف مضمونه من شخص إلى آخر.
ً
-2تصرف من جانب واحد :ليس كل تصرف قانوني ينطبق عليه وصف القرار اإلداري ،بل يلزم
العتباره كذلك صدوره باإلرادة المنفردة لإلدارة ،وهذا ما يميز القرار اإلداري عن العقد اإلداري الذي يعد
تصرف قانوني ناتج عن توافق إرادتين هما اإلدارة ومن تعاقد معها.
-3صدور التصرف من شخص عام :يتطلب وصف القرار باإلداري أن يكون التصرف القانوني الصادر
من جانب واحد منبثًقا عن شخص معنوي عام ،أي جهة تدخل ضمن التنظيم اإلداري للدولة مثل
السلطات اإلدارية المركزية ،المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ،هيئات اإلدارة المحلية ،أو أي جهة
أخرى يعتبرها القانون من أشخاص القانون العام.
-4صدور التصرف ضمن سلطة ممارسة النشاط اإلداري :ال يكفي أن يكون التصرف القانوني قرًا
ار
ار إدارًيا من حيث مضمونه ،وهو ال يكون كذلك إال إذا
إدارًيا من حيث الشكل ،بل يجب أن يكون قرًا
تعلق بنشاط إداري ،فإذا كان مضمون التصرف مسألة من مسائل القانون الخاص ال يعد قرًا
ار إدارًيا ولو
صدر عن جهة إدارية.2
بناء على هذه الخصائص والمقومات ،فإن غياب أي منها يؤدي إلى انتفاء صفة القرار اإلداري، ً
وبالتالي رفض طلب وقف التنفيذ ،وذلك كما في الحاالت اآلتية:
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 667لسنة 32قضائية ،جلسة 9ماي ،1993ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء
األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص .17
-2عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص .46
- 352 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-األعمال التحضيرية :وهي أعمال يقتصر دورها على التحضير إلصدار القرار اإلداري ،دون أن يتولد
عنها بذاتها أثر قانوني ،األمر الذي ال تصلح معه ألن تكون ً
محال لدعوى اإللغاء وبالتالي لطلب وقف
التنفيذ.
-اإلجراءات التنفيذية :هي مجموعة من اإلجراءات تهدف إلى تنفيذ القرار اإلداري على أرض الواقع ،كما
هو الشأن بالنسبة لعملية نشر القرار ،فهي إجراءات ال عالقة لها بموضوع القرار من حيث مشروعيته.
-أعمال اإلدارة الداخلية :ويقصد بها التعليمات المتعلقة بتنظيم العالقة داخل األجهزة اإلدارية ،والتي
تهدف إلى تنظيم سير العمل اإلداري.
وهذا ما ينطبق بالنسبة لرأي رئيس المجلس الشعبي البلدي المرفق بملف طلب رخصة البناء
وتبعا لذلك جاء في أمر استعجالي صادر عن
والمرسل من طرفه إلى المصلحة المكلفة بالتعميرً ،
اعتبار من أنه يشترط لقبول دعوى وقف التنفيذ بمفهوم المادة 919من
ًا المحكمة اإلدارية لبجاية":
ق.إ.م.إ ،أن تنصب على قرار إداري وأن يكون ذو طابع تنفيذي واعتبا ار في كون دعوى الحال موجهة
ضد رأي بالموافقة صادر عن لجنة الدائرة ،والذي ليست له مواصفات القرار اإلداري ،بل هو مجرد عمل
تحضيري.1"...
كما أن مقتضيات المادة L.521-1من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي (تقابلها المادة 919من
ق.إ.م.إ) ال تسمح بوقف تنفيذ القرار اإلداري إال بشرط أن يكون هذا القرار مازال ً
قابال للتنفيذ ،فعندما
يكون القرار قد نفذ بشكل كلي في تاريخ تقديم طلب وقف التنفيذ يجعل هذا الطلب دون محل ،وبالتالي
يكون غير مقبول ،وكذلك الوضع في حالة تنفيذ القرار بشكل كلي بعد تقديم طلب وقف التنفيذ ،2كما في
حالة قرار الوضع في مركز االعتقال اإلداري لألجانب ،إذا كان تدبير الترحيل الصادر على أساسه قد
انتهى أثره كأن يكون قرار الترحيل تم إبطاله أو تم ترحيل األجنبي إلى بلده ،3لكن يتم قبول الطلب
-1المحكمة اإلدارية لبجاية ،أمر استعجالي رقم ،1241مؤرخ في 7أكتوبر ( .2014غير منشور) ،ذكره عن لحسين بن شيخ آث
ملويا ،رسالة في االستعجاالت اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .109
2
- Marc de MONSEMBERNARD, « Référé d’urgence : le référé –suspension », Répertoire de contentieux
administratif, Dalloz, février 2020, n°28, pp10-11.
لحسين بن شيخ آث ملويا ،المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري ،مرجع سابق ،ص .187وهو ما يظهر من خالل قرار مجلس
نظر لكون دعوى
الدولة الجزائري في قضية البنك الجزائري الدولي ( ،)A.I.Bحيث تم رفض طلب وقف التنفيذ الذي أصبح دون محل ًا
اإللغاء تم رفضها ،أنظر :مجلس الدولة ،قرار رقم ،14489مؤرخ في الفاتح أفريل ،2003قضية بنك ( )A.I.Bضد البنك المركزي
الجزائري ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2003 ،04ص .138
- C.E, ord, 15 mars 2002, Ministre de l’Intérieure c/ Benkhira, Rec. C.E, p 854.
3
المستعجل في حالة وقف تنفيذ قرار تعليق رخصة السياقة لمدة محددة ،فرغم أن هذا القرار قد تم تنفيذه
بشكل كامل ،إال أنه استمر في حرمان الطاعن من حقه في السياقة وبالتالي المساس بحرية التنقل.1
ثانيا -الطعن في قرار إداري سلبي :يعتبر القرار اإلداري السلبي المجال الرحب للتصرفات المقيدة لحرية
التنقل ،إذ توجد هناك العديد من الحاالت ضمن نطاق الق اررات والتصرفات المقيدة لهذه الحرية يكون
تدخل اإلدارة فيها من خالل ق اررات رفض ضمني أو ق اررات سلبية كرفض منح تأشيرة الدخول ،رفض
إصدار أو تجديد جواز السفر ،رفض إصدار رخصة اإلقامة .يمكن أن تكون هذه الق اررات ً
محال لوقف
منطقيا يجب أن يتم إرفاقه بتدابير إيجابية ،وهذا هو السبب الذي
ً التنفيذ ،لكن حتى يكون هذا اإلجراء
يجعل قاضي االستعجال عندما يأمر بوقف تنفيذ قرار إداري سلبي ،يجب عليه أن يحدد لإلدارة مجموعة
من االلتزامات لجعل هذا األمر مثمر وفعال.2
يظهر هذا من خالل األمر بوقف تنفيذ القرار الضمني الصادر عن لجنة الطعون ضد ق اررات
رفض تأشيرة الدخول ،والذي يتعلق هو اآلخر بالرفض الضمني للقنصل العام لفرنسا بمدينة Douala
بالكاميرون إصدار تأشيرة طويلة المدة للدخول واإلقامة بفرنسا ألوالد مواطنة فرنسية ،وتوجيه أمر لإلدارة
بإعادة دراسة ملف التأشيرة.3
يعرف القرار اإلداري السلبي بأنه رفض السلطات اإلدارية أو امتناعها عن اتخاذ قرار كان من
الواجب عليها إصداره خالل مدة معينة وفًقا للقوانين واللوائح .فالقرار السلبي هو في حقيقته تصرف
قانوني تلجأ إليه اإلدارة عندما تمتنع عن إصدار قرار كان من الواجب عليها إصداره خالل مدة معينة.4
في فرنسا لم يكن االجتهاد القضائي يعترف للقاضي اإلداري االستعجالي بسلطة وقف تنفيذ
الق اررات اإلدارية السلبية ،مثل ق اررات رفض منح الرخص اإلدارية أو تجديد بطاقة اإلقامة لألجانب ،وذلك
وفق اجتهاد متواتر لمجلس الدولة كرسه منذ ق ارره في قضية ،Amorosحيث ال يمكن األمر بوقف التنفيذ
إال في مواجهة ق اررات إدارية تنفيذية ،إال أنه أجاز وقف تنفيذ القرار اإلداري السلبي إذا كان هناك مساس
بالمراكز القانونية أو الواقعية لألفراد.5
1
- C.E, 7 juin 2004, Dubus, Rec. C.E, p 819.
2
- Rémy SCHWARTZ, « Le juge français des référés administratif », Revue du Conseil d’État, n°04, 2003, p
74.
3
- C.E, 29 avril 2009, Ministre de l’Immigration c/ Mme A, n°326143, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000020936077/, consulté le 2 septembre 2021, à 22 :00.
-4شعبان عبد الحكيم سالمة ،القرار اإلداري السلبي دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2011 ،ص
.42
5 ème
- René CHAPUS, Droit du contentieux administratif, 13 éd, Montchrestien, Paris, 2008, p 1388.
- 354 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
رفض مجلس الدولة الفرنسي وقف تنفيذ قرار إداري سلبي ناتج عن منع وزير الداخلية بعض
األجانب من الدخول إلى اإلقليم الفرنسي لكل من السادة ،Zabeti, Eksir, Toufani :وعلى إثر ذلك تقدم
المعنيون بطلب وقف التنفيذ أمام مجلس الدولة ،وبتاريخ 27جانفي 1984أصدر هذا األخير ق ارره بأنه
ال يحق للقاضي أن يوجه أوامر لإلدارة ،ومن ثمة ليس له سلطة األمر بوقف تنفيذ قرار إداري سلبي ،إال
تعديال في المراكز القانونية أو المادية ،حيث أن بقاء
ً إذا كان بقاء نفاذ هذا القرار من شأنه أن يحدث
ق اررات وزير الداخلية المتضمنة رفض السماح للطاعنين بالدخول إلى اإلقليم الفرنسي ليس من شأنها أن
تحدث تعديالت في المراكز القانونية أو المادية ،وعليه فإن طلب وقف التنفيذ غير مقبول.1
يتضح من خالل هذا القرار أن المبدأ العام هو عدم جواز وقف تنفيذ القرار اإلداري السلبي ،إذ
من شأن األمر بوقف التنفيذ إلزام اإلدارة على اتخاذ موقف إيجابي مخالف للقرار األصلي ،باستثناء قرار
الرفض الذي يؤدي إلى التعديل في المراكز القانونية.2
يعود سبب تشدد مجلس الدولة الفرنسي في السماح بوقف تنفيذ القرار اإلداري السلبي ،ألن القول
بخالف ذلك يعني أن القاضي اإلداري سيحل محل اإلدارة في ممارسة نشاطها من خالل إصدار األوامر
جانبا من الفقه يرى بأن هذه الحجة ضعيفة ،ألن وقف تنفيذ القرار اإليجابي هو اآلخر يتضمن
إليها ،لكن ً
أمر لإلدارة بأن تتوقف على ما أقدمت عليه ،كما أن رقابة القضاء اإلداري ألعمال اإلدارة هي رقابة
ًا
مشروعية ،وسلطة وقف التنفيذ من ضمنها ،لذلك اتجه الفقه الحديث إلى التسليم بقابلية القرار اإلداري
1
- C.E, 27 janvier 1984, Eksir et autres, Rec. C.E, p 30.
-2السعيد سليماني " ،وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية :حالة الق اررات اإلدارية الضبطية دراسة مقارنة بين فرنسا والجزائر في ظل
التحوالت التشريعية" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب :قضاء االستعجال اإلداري ،المنظم من طرف معهد العلوم
القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي الوادي ،يومي 10-09مارس ،2011ص ( .5غير منشور).
-3عمار بوضياف " ،شروط وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية في التشريع الجزائري وتطبيقاتها أمام القضاء االستعجالي" ،مجلة الفقه
والقانون ،العدد ،52فبراير ،2017ص .19
4
- C.E, Sect, 20 décembre 2000, n°206745, M. Outah, A.J.D.A, 2001, p 149.
- 355 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
L.521-1من قانون العدالة اإلدارية) من التدخل السريع والفعال لقاضي االستعجال اإلداري ،جعلته
يتجاوز الشروط التقليدية لوقف التنفيذ.1
يفسر هذا التحول في اجتهاد مجلس الدولة الفرنسي بسبب عاملين هما:
-1أن األساس الذي قام عليه حكم Amorosالمتضمن رفض وقف تنفيذ القرار اإلداري ألن القاضي
اإلداري ليس له الصالحية لتوجيه األوامر لإلدارة قد زال مع صدور قانون 8فيفري ،1995الذي سمح
صراحة للقاضي اإلداري بتوجيه أوامر لإلدارة.
-2كرس المشرع الفرنسي صراحة ضمن نص المادة L.521-1من قانون العدالة اإلدارية سلطة قاضي
االستعجال اإلداري في وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية السلبية أو كما يطلق عليها ق ا
ررات الرفض " Quand
1
- Francis MALLOL, « Les nouveaux pouvoirs et devoirs du juge administratif statuant en urgence : La fin
de la jurisprudence Amoros », L.P.A, n°55, du 19 mars 2001, p 8.
-2موسى مصطفى شحادة " ،شروط االستعجال الجديد أمام القضاء اإلداري الفرنسي وتطبيقاته في نطاق الحريات األساسية" ،مجلة
جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية ،المجلد ،10العدد ،2013 ،01ص .197
-3حمدي علي عمر ،سلطة القاضي في توجيه أوامر لإلدارة ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2007 ،ص .54
-4المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 122لسنة 32قضائية عليا ،جلسة 26جانفي ،1988مجموعة المبادئ التي قررتها المحكمة
اإلدارية العليا ،المكتب الفني ،ج األول ،مبدأ رقم ،116ص .748
- 356 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بالنسبة للجزائر فإن القاضي اإلداري في وضعية أحسن ،فهو ال يحتاج إلى تكريس اجتهاد
قضائي لقبول وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية السلبية ،فالمشرع تدخل صراحة ضمن نص المادة 919من
ق.إ.م.إ المذكور أعاله ،وزود قاضي االستعجال اإلداري بسلطة وقف تنفيذ هذه الق اررات "عندما يتعلق
األمر بقرار إداري ولو بالفرض ،"...األمر الذي يعني أن الق اررات السلبية تصلح ألن تكون ً
محال لدعوى
اإللغاء ،وبالنتيجة يمكن طلب وقف تنفيذها رغم افتقارها ألهم عنصر يميز القرارات اإلدارية وهو الطابع
التنفيذي.
وعليه ،فإن المشرع لم يستثن الق اررات السلبية بالرغم من أن هذه األخيرة في األصل ال تكون
محال لدعوى وقف التنفيذ ،إال أنه إذا كان هذا القرار يعدل من الوضعية القانونية للشخص
بسبب طبيعتها ً
المعني فوقف التنفيذ يكون مقبوًال ،1كما في حالة الرفض الضمني لطلب الدخول إلى اإلقليم أو رفض
طلب تجديد بطاقة اإلقامة ألجنبي.2
ثالثا -الطعن في قرار إداري متعلق بالنظام العام :كان المشرع الجزائري يقيد القاضي اإلداري
االستعجالي عند فصله في الطلبات االستعجالية ،من حيث أن مفهوم " النظام العام" يفرض نفسه على
القاضي ويمنعه من اتخاذ اإلجراءات التي تمس بهذا القيد ،وفي هذا اإلطار كانت المادة 171مكرر من
قانون اإلجراءات المدنية القديم تنص على... ":في جميع حاالت االستعجال يجوز لرئيس المجلس
القضائي ،أو العضو الذي ينتدبه ،األمر بصفة مستعجلة باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة...باستثناء ما
تعلق منها بأوجه النزاع التي تمس النظام العام أو األمن العام".3
محصور
ًا قيدا على سلطة القاضي اإلداري االستعجالي ،ظل فيه
وبالفعل فقد كان هذا الشرط ً
ضمن فكرة ضيقة فضفاضة غير محددة المعالم وهي فكرة النظام العام ،وهذا ما يظهر من خالل قرار
المجلس األعلى المؤرخ في 26ديسمبر ،1981يتعلق بقرار منع من اإلقامة ألجنبي ،جاء فيه ":حيث
أن قاضي األمور المستعجلة الجالس للبت في القضايا اإلدارية...فإن المشرع قد استثنى صراحة من
نطاق اختصاصه النزاعات المتعلقة بالنظام العام واألمن العام .حيث أنه من الثابت أن اإلجراء المنتقد
من طرف المدعي المستأنف يعد ق ار ار صاد ار عن مصالح األمن ،متخذا ضمن نطاق الصالحيات الموكلة
إليها .حيث يستخلص من ذلك إذن ،أن المنع من اإلقامة يعد قرار خارج عن نطاق اختصاص قاضي
األمور المستعجلة".1
طويال ،إذ تخلى مجلس الدولة الجزائري عن تطبيق شرط
ً لكن هذا االتجاه القضائي لم يعمر
النظام العام ،وذلك من خالل القرار المؤرخ في 14أوت ،2002والمتعلق بقرار إبعاد أجنبي عن اإلقليم
الجزائري .فرغم أن هذا النوع من الق اررات وثيق الصلة بمفاهيم حماية النظام واألمن العموميين ،لكن
قاضي االستعجال اإلداري أمر بوقف تنفيذه "حيث ثابت مما سبق أن القرار اإلداري محل طلب وقف
التنفيذ لم يصدر عن الجهة اإلدارية المختصة وهي وزارة الداخلية كما أنه لم يبلغ للمدعي ومن ثم
يحتمل إبطاله ويجعل دفوع المدعي جدية مما يتعين قبولها والطلب معا.2"...
يبدو أن مجلس الدولة قد سبق المشرع في التخلي عن شرط عدم تعلق النزاع بالنظام العام من
أجل قبول دعوى وقف تنفيذ القرار اإلداري ،وذلك ما تأكد الحًقا من خالل تخلي المشرع الصريح عن هذا
الشرط في القانون رقم 09-08المتضمن ق.إ.م.إ ،وهو ما من شأنه تعزيز الحماية القضائية للحقوق
والحريات العامة ،من خالل منح األفراد حق اللجوء للقاضي االستعجالي حتى في الحاالت المتعلقة
بالنظام العام.
إن تخلي المشرع عن شرط عدم المساس بأوجه النزاع المتعلقة بالنظام العام يمكن تفسيره بأن
االستعجال يغني عن هذا الشرط ،حيث يمكن لقاضي االستعجال اإلداري حماية المصلحة العامة ،فإذا
اعتمد على معيار النتائج التي ال يمكن تداركها ،أو معيار الخطر الداهم ،أو معيار الضرورة القصوى في
تقدير سالمة القرار المتخذ على النظام واألمن العموميين ،إضافة إلى أن ترجيح كفة حماية المصلحة
العامة للمجتمع على مصلحة الفرد الذي يمكن تعويضه عن الضرر الذي يصيبه ،فيمكن هنا االستغناء
عن شرط عدم مساس النزاع بالنظام العام.3
رابعا -الطعن في قرار إداري منعدم :يعرف األستاذ عبد الحكيم فودة القرار المنعدم بأنه ":انعدام القرار
جسيما ،فإذا فقد ركًنا أو أكثر من أركانه فإن ذلك يؤدي إلى اختالله
ً اإلداري يتحقق إذا كان عيب القرار
حقا وال
قانونيا ،فال تكتسب ً
ً أثر
حد االنعدام ،فيعتبر بمثابة واقعة مادية ال يرتب ًابحيث يصل به إلى َّ
اما" ،1في حين يعرفه األستاذ حسين عثمان بأنه القرار الذي لحقت به مخالفة جسيمة أفقدته
ترتب التز ً
صفة القرار اإلداري وهبطت به إلى مجرد عمل مادي ال يتمتع بشيء من الحصانة المقررة للق اررات
اإلدارية .2في مجال القانون اإلداري يقصد باالعتداء المادي عدم مشروعية صارخة تصيب القرار
اإلداري ،بحيث ال يمكن ربطه بالعمل اإلداري ،أو كما يعبر عنه القضاء بصفة مستمرة بأنه سلوك ال
يمكن اعتباره على أنه تنفيذ الختصاص تملكه اإلدارة.3
قضائيا دون
ً إذا تقرر انعدام القرار اإلداري فإنه يجوز سحبه بالطريق اإلداري أو تقرير إبطاله
التقيد بالمواعيد المقررة في القانون .إن االعتبار األهم في تقرير االنعدام يكمن في النتائج التي يرتبها،
ألنه من الناحية العملية ،نجد أن هذه النتائج هي التي تدفع القاضي اإلداري لتطبيق نظرية االنعدام ،لهذا
يقول األستاذ Prosper WEILأنه ال توجد عالقة سببية بين مفهوم االنعدام والنتائج المترتبة عنه ،بل
العكس فإن النتائج التي يبحث عنها القاضي هي التي تدفعه إلى تقرير االنعدام.4
في هذا اإلطار ،يطرح التساؤل حول إمكانية وقف تنفيذ القرار اإلداري المنعدم؟ يرى بعض الفقه
بإمكانية وقف تنفيذ القرار المنعدم ،وذلك بالنظر ألن حرمان األفراد من ذلك من شأنه أن يجعل هذا القرار
إلحاحا من الوضع
وضوحا و ً
ً _رغم أن المخالفة القانونية فيه أشد جسامة ،وعنصر االستعجال فيه أكثر
العادي_ يتمتع بحماية أقل من الق اررات التي تقتصر على عدم مشروعية عادية ،والتي يجوز طلب وقف
تنفيذها لحين الفصل في دعوى الموضوع ،األمر الذي يستوجب قبول طلب وقف تنفيذ القرار المنعدم إلى
غاية الفصل في طلب تقرير االنعدام.5
هذا ما أكدته محكمة القضاء اإلداري المصرية " القرار المعيب بعيب عدم االختصاص الجسيم
يحوله إلى مجرد فعل مادي معدوم األثر قانوًنا...ال يعدو أن يكون عقبة مادية في سبيل استعمال ذوي
-1عبد الحكيم فودة ،الخصومة اإلدارية بطالن وانعدام وسحب القرار اإلداري ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2005 ،ص
.55
-2حسين عثمان محمد عثمان ،أصول القانون اإلداري ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2010 ،ص .677
3
- Jaques MOREAU, « Voie de fait », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, septembre 2016
(actualisation mars 2018), n°13, p 4.
4
- « Il n'y a pas de relation de cause à effet entre la notion d'inexistence et ses conséquences; ce sont, au
contraire, les résultats recherchés par le juge qui conduisent celui-ci à faire appel à la notion d'inexistence
», WEIL Prosper, « Une résurrection : la théorie de l’inexistence en droit administratif », D.1958,
chron.40, p 53, cité par Jacques MOREAU, «Inexistence », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,
avril 2002, mise à jour mars 2013, n°32, p 4.
-5مصطفى أبو زيد فهمي ،القضاء اإلداري ومجلس الدولة ،المرافعات اإلدارية( ،د.د.ن) ،1986 ،ص .498
- 359 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الشأن لمراكزهم القانونية المشروعة ،مما يجيز طلب إزالته بصفة مستعجلة ،األمر الذي يتعين معه
الحكم بوقف تنفيذه".1
كما ذهب جانب من الفقه إلى القول بجواز وقف تنفيذ الق اررات المنعدمة حتى وإن لم تكن هناك
نتائج يتعذر تداركها من جراء تنفيذها ،2ولهذا إذا قامت اإلدارة بتنفيذ قرارها المنعدم ،يعتبر هذا التنفيذ غير
مشروع ،لذلك فقد استقر القضاء اإلداري على أن انعدام القرار اإلداري يبرر طلب وقف تنفيذه دون النظر
إلى توافر شروط وقف التنفيذ ،3بمعنى أن االنعدام يكفي وحده كأساس للدعوى االستعجالية ،وهذا ما
قضت به المحكمة اإلدارية العليا المصرية في حكمها الصادر بتاريخ 14جانفي ...":1956أما إذا نزل
القرار إلى حد غصب السلطة ،وانحدر إلى مجرد الفعل المادي المعدوم األثر القانوني...ال يعدو أن
يكون مجرد عقبة مادية في سبيل استعمال ذوي الشأن لمراكزهم القانونية المشروعة ،مما يبرر بذاته
مطالبتهم إزالة تلك العقبة بصفة مستعجلة".4
ال نجد في أحكام وق اررات القضاء اإلداري الجزائري ما يشير إلى استبعاد الق اررات المنعدمة من
مجال وقف التنفيذ ،إذ تعتبر ق اررات إدارية قابلة للطعن فيها عن طريق دعوى اإللغاء ،وبالتالي فإنه يجوز
طلب وقف تنفيذها ،وما يميز هذه الق اررات هو أن طلب وقف تنفيذها يكون مقبوًال دون مراعاة لشرط
الميعاد.5
خامسا -الطعن في قرار إداري ذو أثر موقف بقوة القانون :يكون وقف تنفيذ القرار اإلداري عادة بطلب
من المدعي ،لكن توجد بعض حاالت وقف التنفيذ بقوة القانون ،بمعنى أن وقف التنفيذ في هذه الحالة
نابعا من إرادة المشرع نفسه ،إذ يتم وقف تنفيذ القرار اإلداري بمجرد رفع دعوى في الموضوع ،فهويكون ً
وقف آلي للقرار اإلداري ،وتمتنع اإلدارة بمجرد تبليغها بعريضة دعوى اإللغاء عن تنفيذ القرار اإلداري.
-1محكمة القضاء اإلداري ،قضية رقم 675للسنة 22قضائية ،جلسة 28جانفي ،1969ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء
األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص .47
-2عبد الغفار إبراهيم موسى ،الدفوع اإلدارية ،ج األول ،دار الكتب القانونية ،القاهرة ،2009 ،ص .745
-3محمد عبد الكريم شريف ،القرار اإلداري المنعدم دراسة مقارنة ،ط األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2014 ،ص .272
-4المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم ،3635لسنة 2قضائية ،جلسة 14جانفي ،1956القواعد القانونية التي قررتها المحكمة
اإلدارية العليا في عشر سنوات ،1960-1950ج األول ،ص ،1157ذكره محمد عبد الكريم شريف ،مرجع سابق ،ص ص -273
.274
-5عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .253
- 360 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
لهذا فالمدعي ليس في حاجة إلى طلب وقف التنفيذ حتى يصل إلى هذه الغاية ،وإذا تقدم بطلب مستقل
يطلب فيه من القاضي األمر بوقف التنفيذ ،تكون العريضة في هذه الحالة غير مقبولة.1
هذه الحالة نص عليها المشرع الجزائري في المادة 31من القانون رقم 11-08المتعلق بدخول
األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها ،2حيث جعل للطعن في قرار إبعاد األجنبي الصادر عن
موقفا ،بمعنى أن األجنبي المعني بهذا القرار ليس في حاجة لرفع دعوى استعجالية
أثر ً وزير الداخلية ًا
مستقلة لوقف تنفيذ قرار اإلبعاد .لكن وكما سبق لنا شرح ذلك 3فإن الدعوى المقصودة في المادة 31من
القانون رقم 11-08هي دعوى استعجالية خاصة أقرب إلى دعوى الموضوع ،وذلك ألن قاضي
االستعجال هو من سيفصل في دعوى إلغاء قرار اإلبعاد ،فالمشرع لم يحدد نوعية الدعوى االستعجالية
عاما فمن المرجح أن يتم اللجوء إلى رفع دعوى الحماية المستعجلة المرفوعة ،وبما أن النص جاء ً
للحريات األساسية دون الحاجة لطلب وقف التنفيذ المقرر بقوة القانون.
مفترضا في بعض الحاالت
ً من المعلوم أن االستعجال في نظام وقف تنفيذ القرار اإلداري يكون
دون الحاجة لقيام الطاعن بإثباته ،وذلك وفق ما يعرف بقرينة االستعجال ،ومن أبرزها مساس القرار
المطعون فيه والمطلوب وقف تنفيذه بإحدى الحريات األساسية ،4إال أن هذه القرينة ال يعمل بها في حالة
وجود نص صريح ينص على هذا االلتزام ،وهو ما قضى به مجلس الدولة الفرنسي من أن افتراض
تأسيسا على أن امتناع اإلدارة عن تجديد رخصة اإلقامة يعرض األجنبي للطرد من البالد ،ال
ً االستعجال
محل له في دعوى الحماية المستعجلة للحريات ،وإنما هي قرينة مقصورة على دعوى وقف التنفيذ.5
1
- René CHAPUS, Droit du contentieux administratif, op.cit, p 1398 ; C.E, 30 juillet 2003, Sté Laboratoire
Legras, Rec. C.E, p 917.
-2المادة 31من القانون رقم ،11-08مرجع سابق " .يجوز لألجنبي موضوع قرار وزير الداخلية المتضمن اإلبعاد خارج اإلقليم
الجزائري أن يرفع دعوى...ويكون لهذا الطعن أثر موقف ."...كما نص المشرع الجزائري في المادة 13من القانون رقم 11-91
المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العمومية على أنه في حالة الطعن في قرار التصريح بالمنفعة العمومية يوقف تنفيذ قرار
التصريح بالمنفعة العمومية.
-3راجع سابًقا من هذه األطروحة ص .296
4
- Francis LAMY, Conclusions sur C.E, 16 février 2004, Mme Rekia, A.J.D.A, 2004, p 891.
5
- C.E, 23 janvier 2004, Koff, Rec. C.E, p 827.
- 361 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يبقى اإلشكال في المدة التي يستغرقها إجراء تبليغ اإلدارة التي أصدرت قرار اإلبعاد وهي وزير
الداخلية ،فالتأخر في التبليغ قد يمنحها الوقت الكافي لتنفيذ القرار ،أو أن يكون القرار قد أنتج كل
مفاعيله ،فهنا ال بد من تبليغ اإلدارة بوصل تسجيل العريضة بمجرد تسجيلها.1
يعتبر النقطة الفارقة التي أصبحت تميز العمل االجتهادي لقاضي االستعجال اإلداري بعد التخلي عن
شرط السبب الجدي.1
وشرط الجدية هو الوجه اآلخر للضرورة التي بررت وجود نظام وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية،
مفروضا من ناحية لضرورات واقعية ،فإن حتمية إعالء حكم القانون
ً فالوقف كإجراء استثنائي وإن كان
على نجاعة العمل اإلداري يفرض نفسه ضمن مفهوم الجدية حول مشروعة القرار اإلداري.2
طبق القاضي اإلداري الجزائري هذا الشرط في كثير من الق اررات ،حيث اعتبر شرط الجدية بالرغم
من عدم النص عليه في قانون اإلج ارءات المدنية القديم بمثابة الشرط فوق العادة ،3وهو ما يظهر من
خالل قرار مجلس الدولة المؤرخ في 30أفريل ،2002والذي جاء فيه ":حيث أن وقف التنفيذ ينبغي أن
يؤسس على أوجه جدية من شأنها أن تحدث شكوكا فيما يخص الفصل النهائي ،وكذلك فيما يخص
جسامة واستحالة إصالح األضرار التي يمكن أن تنجر عن تنفيذ القرار".4
إن الشك المطلوب في دعوى وقف التنفيذ ال يقصد به الشك العادي الذي يقف عليه قاضي
االستعجال من خالل فحص مختلف أوجه عدم مشروعية القرار اإلداري ،إذ أن هذا النوع من الشك ال
-1سهام عبد النور " ،مكانة قضاء االستعجال اإلداري في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،المجلد ،28
العدد ،2017 ،03ص .65
-2محمد فؤاد عبد الباسط ،مرجع سابق ،ص .429
-3عبد الغني بلعابد ،مرجع سابق ،ص .30
-4مجلس الدولة ،قرار رقم ،9451مؤرخ في 30أفريل ،2002قضية مدير الضرائب لوالية عنابة ضد (ت.خ) ،مجلة مجلس
الدولة ،العدد ،2002 ،02ص .224
5
- Julien PIASECKI, op.cit, p 178.
-6رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثالث ،الخصومة اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .181
7
- Olivier LE BOT, « Référé-suspension », op.cit, p 25.
- 363 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-2حاالت تحقق الشك الجدي :ينبغي اإلشارة إلى أن فحص قاضي االستعجال اإلداري لألسباب الجدية
يجب أن يكون بشكل أولي ،وبالقدر الذي يسمح له بتكوين فكرة بخصوص وقف التنفيذ دون أن يستبق
قاضي الموضوع إلى تكوين عقيدة في موضوع النزاع ،1وهذا ما قضى به مجلس الدولة الفرنسي بأنه ال
يشترط سوى وجود شك جدي وليس يقين بعدم مشروعية القرار اإلداري المخاصم.2
وهنا يطرح التساؤل حول الطريقة التي يعتمد عليها قاضي االستعجال اإلداري في كشف وجود
الوجه الذي من شأنه إحداث شك جدي؟ إن أوجه عدم مشروعية القرار اإلداري والتي تبنى عليها دعوى
اإللغاء هي نفسها التي تولد الشك الجدي لدى قاضي االستعجال اإلداري ،وتسمح له بالتالي بالموافقة
على طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري المطعون فيه ،هذه األوجه تظهر على مستوى عدم المشروعية
الخارجية أو الداخلية للقرار اإلداري ،أو حتى الوسائل المتعلقة بالنظام العام ،والتي يثيرها القاضي حتى
ولو لم يطلب الخصوم منه ذلك.3
بمعنى أن يقتنع قاضي االستعجال اإلداري من خالل الفحص الظاهري ألوراق الدعوى أنه من
المرجح الحكم بإلغاء القرار اإلداري ،وذلك من واقع أن األسباب التي أسس عليها الطاعن دعوى اإللغاء،
حيث أن وقف التنفيذ هو طلب متفرع عن طلب اإللغاء ،فيقبل األول إذا كانت الثاني مرجح القبول.
ورقابة اإللغاء هي في الواقع رقابة مشروعية ،ومن هنا يأخذ شرط الجدية وضعه في دائرة المشروعية ،من
فحصا ظاهرًيا ال يمس بأصل
ً خالل البحث في مدى مشروعية القرار اإلداري محل طلب وقف التنفيذ
الحق.4
ذهبت المحكمة اإلدارية العليا المصرية في تحديدها لمفهوم الجدية وعالقته بمبدأ المشروعية ،بأن
يقوم طلب الطاعن بحسب الظاهر من األوراق ومن واقع الحال ،ودون المساس بأصل الحق على أسباب
قانونية جدية ،تدعو إلى ترجيح إلغاء القرار اإلداري ،5ويكفي لتوافر شرط الجدية أن يستظهر قاضي
االستعجال اإلداري ً
وجها أو أكثر من أوجه عدم المشروعية.6
فبالنسبة للشك الجدي المستمد من عيب عدم االختصاص نجد بأن مجلس الدولة الجزائري سبق
له وأن طبق هذه الوسيلة لوقف تنفيذ قرار إداري متعلق بإبعاد أجنبي عن اإلقليم الجزائري ،وذلك في
القرار المؤرخ في 14أوت ،2002الذي جاء فيه ":حيث ثابت مما سبق أن القرار اإلداري محل طلب
وقف التنفيذ لم يصدر عن الجهة القضائية المختصة وهي وزير الداخلية ،كما أنه لم يبلغ ومن تم
يحتمل إبطاله ويجعل دفوع المدعي جدية مما يتعين قبولها والطلب معا ،1"...لهذا فإن عدم اختصاص
مصدر القرار يشكل وسيلة جدية إلحداث شك جدي حول مشروعية القرار اإلداري المخاصم ،وهي وسيلة
متعلقة بالنظام العام على قاضي االستعجال اإلداري إثارتها من تلقاء نفسه.2
صدر هذا القرار في ظل سريان قانون اإلجراءات المدنية القديم ،لهذا لم يتضمن في منطوقه
اإلشارة إلى وجود شك جدي مستمد من عيب عدم االختصاص الذي أصاب القرار المطعون فيه ،لكنه
أشار إلى جدية هذا الوجه من أوجه عدم المشروعية ،وبالتالي تغليب كفة إلغاء القرار المخاصم في دعوى
الموضوع.
بالنسبة للوسيلة المستمدة من عيب اإلجراءات ،تظهر في حالة عدم مشروعية قرار تعيين بلد
إعادة اإلرسال ألجنبي صدر في حقه قرار بالطرد إلى خارج الحدود ،وذلك نتيجة لعدم تمكين المعني من
إبداء مالحظاته حول البلد الذي سيرسل إليه.3
هذه الوسيلة قادرة على خلق شك جدي عندما يتعلق عيب عدم المشروعية بالغلط في الوصف
القانوني للوقائع ،يظهر ذلك في األمر االستعجالي الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ 4مارس
،2008في قضية السيدة ،Ellenita Omokindeوالمتعلق برفض السلطات القنصلية الفرنسية منحها
تأشيرة دخول للتراب الفرنسي ،حيث اعتبر أن رفض التبرير المقدم من طرف وزير الهجرة واالندماج
والهوية ،والمتعل ق بتهديد النظام العام على أساس أن المدعي سبق له الدخول إلى فرنسا سنة 2004
باستخدام تأشيرة دخول مزورة ،ينطوي على خطأ واضح في التقدير ،عند اعتبار أن مقتضيات حماية
النظام العام تبرر االعتداء على حرمة الحياة الخاصة للطاعن أمر من طبيعته خلق شك جدي حول
مشروعية قرار رفض منح التأشيرة المخاصم.4
بناء على ما تقدم ،فإن قاضي االستعجال اإلداري يبحث في مدى توافر الشك الجدي في طلب
ً
وقف التنفيذ ،وبالتالي إذا رجح له أن أسباب الطعن باإللغاء لن تصل إلى المس بمشروعية القرار
اإلداري ،وأن هناك ما يوحي بتوافر ما يؤكد مشروعية القرار المطعون فيه ،فهنا يحكم برفض طلب وقف
التنفيذ ،أما في الحالة المعاكسة ،فإن ترجيح األسباب التي تؤدي إلى إلغاء القرار المطعون فيه فإنه يحكم
-1عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص ص .89-88
-2السعيد سليماني " ،وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية :حالة الق اررات اإلدارية الضبطية دراسة مقارنة بين فرنسا والجزائر في ظل
التحوالت التشريعية" ،مرجع سابق ،ص .9
-3عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص .89
-4محكمة القضاء اإلداري ،طعن رقم 1747لسنة 39قضائية ،جلسة 7نوفمبر ،1985ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء
األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص ص .89-88
-5عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص .89
- 366 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 743لسنة 53قضائية ،جلسة 24نوفمبر ،1990ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء
األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص .90
-2عبد القادر مهداوي ،مومني أحمد " ،سلطات القاضي اإلداري االستعجالي لوقف تنفيذ الق اررات اإلدارية" ،مداخلة ضمن أعمال
الملتقى الرابع الموسوم ب :قضاء االستعجال اإلداري ،المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي الوادي،
يومي 10-09مارس ،2011ص ( .4غير منشور).
-3علي قصير " ،دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب :قضاء االستعجال اإلداري،
المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي الوادي ،يومي 10-09مارس ،2011ص ( .6غير منشور).
4
- C.E, 19 février 2003, Cave Coopérative Les Remparts, cité par Olivier LE BOT, « Référé-suspension »,
op.cit, p 25.
5
- C.E, 30 décembre 2002, Sté Cottage Wood, Rec. C.E, p 867.
- 367 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وفي حالة التعدي أو االستيالء أو الغلق اإلداري ،يمكن أيضا لقاضي االستعجال أن يأمر بوقف تنفيذ
القرار اإلداري المطعون فيه" ،1الفقرة األولى من هذه المادة تتعلق بالدعوى االستعجالية التحفظية ،وهي
خاصة بحاالت االستعجال القصوى ،أما الفقرة الثانية فهي تدخل في إطار وقف التنفيذ ،وذلك في حالة
التعدي أو االستيالء أو الغلق اإلداري.
لكن يبقى التساؤل المطروح حول العالقة بين الحريات العامة ونظرية االعتداء المادي ،وبمعنى
ماديا يجيز
اعتداء ً
ً آخر هل يمكن أن يشكل المساس بالحريات العامة ومنها حرية التنقل محل الدراسة
تدخل قاضي االستعجال اإلداري عن طريق إجراء وقف التنفيذ؟
وعلى اعتبار أن الجزء األكبر من نطاق نظرية االعتداء المادي يقع ضمن نطاق الحريات
األساسية ،فهذا يطرح التساؤل كذلك حول العالقة بين نص الفقرة الثانية من المادة 921المذكورة أعاله
ونص المادة 920من ق.إ.م.إ؟ وبعبارة أخرى هل أن تكريس المشرع الجزائري لالستعجال في مجال
ماديا؟
اعتداء ً
ً الحريات األساسية بموجب نص خاص يمنع من اعتبار االعتداء على هذه الحريات يشكل
في الحقيقة ال يمكن إد ارج حاالت االعتداء المادي ضمن استعجال حماية الحريات األساسية،
ألن هذه األخيرة تشترط أن يكون المساس بالحريات من طرف اإلدارة عند ممارستها الختصاصاتها ،بينما
المساس بالحريات األساسية خارج الصالحيات اإلدارية هو ما ينتج عنه االعتداء المادي.2
أخير موقع
ولتوضيح ذلك ينبغي تعريف االعتداء المادي ( ،)1وتحديد حاالت وجوده ( ،)2و ًا
حرية التنقل من نظرية االعتداء المادي (.)3
-1تعريف االعتداء المادي :تعتبر نظرية االعتداء المادي من المسائل التي اشتد الجدل حولها،
وتضاربت االتجاهات الفقهية والقضائية بشأنها ،خاصة مع التطور المستمر في مفهومها ،ومفاعيل ذلك
على تحديد مجال اختصاص كل من القاضي اإلداري والعادي .ونتيجة لذلك فقد احتلت مكانة مهمة ً
3
جدا
في حركية االجتهاد القضائي ،ورغم انحصار تطبيقها في الوقت الحاضر إال أنها تبقى خاضعة في
للتقدير الذي يجريه القاضي.4
ساهم الفقه مدعو ًما باالجتهادات القضائية لكل من مجلس الدولة ،محكمة النقض ومحكمة التنازع
خصوصا في بلورة مفهوم االعتداء المادي ،وذلك من خالل محاولة إلعطاء تعريف لهذه الفكرةً بفرنسا
وتحديد عناصرها.
إن محاولة وضع تعريف لالعتداء المادي من المسائل الشائكة والمعقدة في نطاق القانون اإلداري
خاصة الفرنسي ،وزاد األمر تعق ًيدا بعد صدور قانون 30جوان 2000المتعلق باالستعجال أمام الجهات
القضائية اإلدارية ،والذي أتبعه القضاء بمجموعة من الق اررات القضائية الصادرة عن مجلس الدولة وكذا
محكمة التنازع ،والتي أحدثت تحوًال في مفهوم االعتداء المادي ونطاق تطبيقه ،1وذلك على النحو اآلتي:
أ -التعريف الفقهي :يعرف األستاذ André DE LAUBADÈREاالعتداء المادي بأنه ارتكاب اإلدارة
لمخالفة جسيمة أثناء قيامها بنشاط مادي تنفيذي يمس بحق الملكية أو حرية عامة ،2أما األستاذ سليمان
جسيما أثناء قيامها بعمل مادي يتضمن اعتداء على حرية
ً الطماوي فيعرفه بأنه " :ارتكاب اإلدارة خطأ
فردية ،أو على مال مملوك ألحد األفراد" ،3في حين يعرفه األستاذ مسعود شيهوب بأنه ":تصرف مادي
يصدر عن اإلدارة ومشوب بال شرعية صارخة ،ويشكل مساسا بالملكية الخاصة ،أو بحقوق أساسية
لألفراد".4
على خالف الفقه الفرنسي ،نجد بأن هناك اختالف لدى الفقه العربي حول ترجمة المصطلح
الفرنسي " "Voie de faitإلى اللغة العربية ،لكن هذه االختالفات شكلية فقط ،حيث يجمع الفقه العربي
على أن االعتداء المادي يقصد به الخروج الجسيم عن المشروعية ،من خالل االعتداء على حق الملكية
أو حريات األفراد ،مع المالحظة أنه في الغالب ال يفرق بين الحرية األساسية أو الفردية أو العامة.5
ويرى بعض الفقه أنه من الضرورة التمييز بين مصطلح "االعتداء" الموجود ضمن نطاق القانون
المدني والقانون الجنائي ،ومصطلح "االعتداء المادي" ضمن نطاق القانون اإلداري ،فالمصطلح
-1شفيقة بن كسيرة ،الحماية القضائية للحقوق والحريات األساسية لألفراد في حالة االعتداء المادي ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه علوم في القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد لمين دباغين ،سطيف ،2السنة الجامعية -2014
،2015ص .31
2
- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, p 421.
-3سليمان محمد الطماوي ،دروس في القضاء اإلداري دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،القاهرة ،1976 ،ص ص .287-286
-4مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ج األول ،األنظمة القضائية المقارنة والمنازعات اإلدارية ،ط ،3د.م.ج،
الجزائر ،2005 ،ص .133
-5شفيقة بن كسيرة ،مرجع سابق ،ص .39
- 369 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المستعمل لدى الفقه اإلداري الفرنسي يعبر عن تصرف جسيم ضد األفراد ،وبالتالي فإنه من األحسن
استعمال عبارة "االعتداء المادي".1
من خالل التعريفات الفقهية السابقة ،يتضح بأن االعتداء المادي هو تصرف ذو طابع تنفيذي
تقوم به اإلدارة ،ينطوي على عدم مشروعية جسيمة تمس بحق الملكية أو بحرية أساسية لألفراد.
ب -التعريف القضائي :كان الدور األكبر في تكريس نظرية االعتداء المادي ورسم حدودها للقضاء ،وهذا
من خالل االجتهاد المتواصل لمحكمة التنازع وكذا مجلس الدولة الفرنسي .ففي قرار Schneiderعرفت
محكمة الت نازع االعتداء المادي بأنه إجراء ال يمكن ربطه بشكل واضح بتطبيق النصوص التشريعية أو
التنظيمية ،2في حين عرفه مجلس الدولة في قرار Carlierبأنه تصرف يتميز بالخطورة صادر عن
اإلدارة ،والذي بموجبه تعتدي هذه األخيرة على حق الملكية الخاصة أو حرية أساسية ،وبالتالي ينزل
تصرفها إلى مرتبة االعتداء المادي.3
ومن الق اررات الحديثة لمحكمة التنازع الفرنسية ،نجد قرارها في قضية Boussadarوالذي عرفت
من خالله االعتداء المادي بأنه ":يوجد اعتداء مادي عندما تباشر اإلدارة إجراءات التنفيذ الجبري
بإجراءات وشروط مخالفة للقانون حتى ولو كان القرار في حد ذاته مشروع ،بحيث ينطوي على اعتداء
جسيم على حق الملكية أو على حرية أساسية ،أو هو تصرف ال يمكن حمله بأي شكل من األشكال
على أنه ممارسة الختصاص يعود للسلطة اإلدارية" ،4وأعادت المحكمة التعريف نفسه في قرارها المتعلق
بقضية .5Mlle Mohamed
بعد ذلك حدث تحول جذري في االجتهاد القضائي المتعلق باالعتداء المادي ،البداية كانت من
األمر االستعجالي الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ 23جانفي ،2013والذي اعتبر فيه بأن
مختصا ضمن إطار آلية "االستعجال-حرية" بوقف التصرف الذي له طابع اعتداء
ً القاضي اإلداري يكون
-1خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية ،شروط قبول الدعوى اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .282
2
-T.C, 4 juin 1940, Schneider, Rec. CE, p 243.
3
-C.E, 18 novembre 1949, Carlier, R.D.P, 1950, p 181.
-T.C, 23 octobre 2000, req n° 3227, M. Boussadar c/ Min. des Affaires étrangères, A.J.D.A, 2001, p 145, chro
4
مادي على حرية أساسية .1وقد أثار هذا األمر االستعجالي الكثير من النقاش حول نهاية نظرية االعتداء
المادي والتوجه نحو قضاء الحريات االستعجالي.2
بعدها قامت محكمة التنازع الفرنسية في قرارها المتعلق بقضية Bergeondبإعادة رسم مجال
تطبيق نظرية االعتداء المادي ،حيث احتفظت بالتعريف المذكور في قرار ،Boussadarلكنها أكدت على
أن التنفيذ الجبري الذي تقوم به اإلدارة ،والذي ينتج عنه اعتداء مادي يجب أن يقع على حق الملكية أو
حرية فردية وليس على حرية أساسية.3
يرى الفقه الفرنسي أن هذا التحول كان نتيجة لقانون 30جوان 2000المتعلق باالستعجال أمام
الجهات القضائية اإلدارية (أدمج ضمن قانون العدالة اإلدارية) ،والذي أعطى االختصاص للقاضي
اإلداري االستعجالي باتخاذ جميع التدابير الضرورية لحماية الحريات األساسية لألفراد نتيجة االعتداء
الجسيم من طرف السلطات اإلدارية.4
من خالل هذا القرار نستنتج بأن محكمة التنازع الفرنسية أعادت تعريف االعتداء المادي ،بحيث
ضيقت من شرط المساس بحق الملكية وجعلت من االعتداء على الحرية الفردية هو المجال الجديد
لالعتداء المادي ،وهو حسب رأي البعض اجتهاد يتناسق مع مفهوم الحرية الفردية الوارد في نص المادة
66من الدستور الفرنسي.5
كان لإلصالح التشريعي الذي أدخله المشرع الفرنسي بمناسبة قانون 30جوان ،2000والذي
كرس من خالله آليات جديدة للقاضي اإلداري االستعجالي من أجل حماية الحريات األساسية لألفراد ضد
االعتداءات الجسيمة لإلدارة ،الدور البارز في إعادة رسم مضمون ونطاق نظرية االعتداء المادي ،وهو ما
1
;-C.E, ord, 23 janvier 2013, Commune de Chirongui, A.J.D.A, 2013, p 788, Chron Domino et Bretonneau
R.F.D.A, 2013, p 299, note P. Delvolvé.
2
-Jean DE GLINIASTY, « De Madame B à Monsieur B : La voie de fait dans l’impasse », L.P.A, n° 175,
2013, p 6 et suite.
3
-T.C, 17 juin 2013, req. n° 3911, Bergoend, A.J.D.A, 2013, p 1568.
4
-Pierre DELVOLVÉ, « Voie de fait : limitation et fondements », note sous T.C, 17 juin 2013, Bergoend,
R.F.D.A, 2013, p 1041 ; Xavier DOMINO, Aurélie BRETONNEAU, « La voie de fait mis au régime sec »,
A.J.D.A, 2013, p 1568; Sandrine BIAGNINI-GIRARD, L’inexistence en droit administratif : contribution à
l’étude de la fonction des nullités, thèse pour le doctorat en droit public, Université Paul Cézanne (Aix-Marseille
Ⅲ), 2007, p 33; Pierre DELVOLVÉ, « De la voie de fait à l’emprise : nouvelle réduction de la compétence
judiciaire », R.F.D.A, 2014, p 61.
-5شفيقة بن كسيرة ،مرجع سابق ،ص .37
- 371 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
شكل بداية بزوغ قضاء الحريات االستعجالي بدل االعتداء المادي ،وقلص بشكل كبير من اختصاص
القاضي العادي في مواجهة التصرفات والق اررات اإلدارية.
-2عناصر االعتداء المادي :من خالل التعريفات السابقة يمكن تحديد العناصر المكونة لالعتداء
المادي ،والتي تتمثل في وجود فعل مادي ناتج عن تصرف ينطوي على عدم مشروعية جسيمة ،ينتج عنه
مساس بحق الملكية أو حرية أساسية ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -فعل مادي ناتج عن تصرف تنفيذي :حتى يتحقق االعتداء المادي يجب أن تقوم اإلدارة بعمل مادي،
خاصا ،وال يترتب عليها أثر قانوني بصرف النظر عما إذا
قصدا ً
واألعمال المادية هي التي ال تستهدف ً
كان مصدر القرار يريد النتيجة المادية لتصرفه أو ال ،وذلك بخالف األعمال القانونية التي تتجه إرادة
صاحبها إلى إحداث أثر قانوني معين.1
وحتى يتحقق االعتداء المادي ال بد أن نكون أمام عمل تنفيذي ،هذا الشرط أثار الكثير من
الجدل بين الفقهاء ،وذلك بسبب االختالف حول قيام االعتداء المادي بمجرد صدور قرار إداري غير
مشروع ودون الحاجة إلى مباشرة إجراءات تنفيذه من طرف اإلدارة ،حيث ذهب بعض الفقه إلى القول بأن
القرار المشوب بعيب جسيم يمكن أن يرتب بذاته اعتداء مادي دون الحاجة إلى تنفيذه ،غير أن الرأي
الراجح يشترط قيام اإلدارة بعمل تنفيذي للقول بوجود اعتداء مادي.2
إن العمل القانوني لإلدارة يتحول إلى اعتداء مادي عندما ينطوي على عيب جسيم من عدم
المشروعية يصل به إلى درجة االنعدام ،فالقرار اإلداري المنعدم ينتمي إلى طائفة األعمال المادية غير
اإلرادية ،كصدور القرار ممن ليست له سلطة إصدار الق اررات اإلدارية ،3وعليه فالقرار المنعدم هو القرار
الذي تريد من خالله اإلدارة ترتيب نتائج وآثار معينة في حين أنه لم يسبق لها اتخاذه (انعدام مادي) ،أو
مشوبا بعيب من عيوب عدم المشروعية الجسيمة تفقده طبيعته القانونية (انعدام
ً عندما يكون هذا القرار
قانوني).4
تبقى المشكلة هي أن الميادين الخاصة بنظرية االنعدام وتلك الخاصة باالعتداء المادي ال تتطابق
تماما ،ألنه نجد بأن االعتداء المادي يوجد في كثير من الحاالت عن طريق عمل مادي وليس بالضرورة
ً
-1عبد المنعم عبد العظيم جيرة ،آثار حكم اإللغاء دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة القاهرة ،1971 ،ص .182
-2أحسن غربي " ،نظرية االعتداء المادي في القانون الجزائري" ،مجلة التواصل في االقتصاد واإلدارة والقانون ،العدد ،39سبتمبر
،2014ص .218
-3سامي جمال الدين ،نظرية العمل اإلداري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2011 ،ص .55
4
-Pierre DE MONTE, « La « Septimanie » face à la théorie de l’inexistence », A.J.D.A, 2008, p 753.
- 372 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
قرار إداري هذا من جهة ،كما أن مجلس الدولة الفرنسي اعتبر بعض الق اررات منعدمة مع أنها ال تشكل
بالضرورة اعتداء مادي من جهة أخرى.1
ب -أن يتميز االعتداء بعدم المشروعية الجسيمة :يشترط في االعتداء المادي أن يتصف العمل
مجاال للشك ،وبالتالي إذا كانت عدم مشروعية
ً الصادر عن اإلدارة بعدم المشروعية الجسيمة بما ال يدع
التصرف بسيطة ال نكون بصدد اعتداء مادي ،2هذه الجسامة ينتج عنها تغيير الطبيعة القانونية للتصرف
اإلداري من عمل قانوني إلى مجرد فعل مادي.3
وللداللة على عدم المشروعية الجسيمة أو الصارخة فقد استعمل القضاء مصطلحات متعددة،4
ففي البداية كان االعتداء المادي ينتج عن تصرف غير مرتبط بتطبيق نص تشريعي أو تنظيمي ،5أو
حسب تعبير أشمل بأن يكون التصرف غير مرتبط بالسلطات المخولة لإلدارة ،6لكن تطور االجتهاد
القضائي أظهر أنه لم يعد من الضروري لوجود االعتداء المادي أن يكون التصرف غير مرتبط بالسلطات
الممنوحة لإلدارة ،بل يكفي أن يكون غير مرتبط بالسلطات الممنوحة لإلدارة في ممارسة وظائفها .7ففي
ظل عدم تحديد المشرع لمفهوم االعتداء المادي ،وكذا درجة الجسامة التي تميزه ،كان على القاضي تحديد
هذه المفاهيم من خالل فصله في القضايا المعروضة عليه.8
يمكن تقسيم عدم المشروعية الجسيمة إلى عدم مشروعية األساس القانوني للقرار اإلداري ،وعدم
مشروعية ناتجة عن التنفيذ الجبري للقرار اإلداري ،وذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -عدم مشروعية األساس القانوني للقرار اإلداري :يوصف التصرف بعدم المشروعية
نظر ألن اإلدارة تقوم بتنفيذ قرار لم يصدر ،أو تم الحكم بإبطاله من طرف القاضي اإلداري،
الجسيمة ًا
وهو ما يمكن استنتاجه من قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية .9Époux Léonard
1
-Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 280.
-2حبيبة رحومني ،العيد سعادنة " ،االتجاهات القضائية الحديثة لحماية الحقوق والحريات األساسية من االعتداء المادي لإلدارة"،
مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،المجلد ،07العدد ،2020 ،01ص .924
3
- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, p 421.
4
-Jean WALINE, op.cit, p 602.
5
-T.C, 11 février 1947, Perrin, D, 1947, p 134.
6
-C.E, 18 novembre 1949, Carlier, Rec. C.E, p 490.
7
-T.C, 9 juin 1986, Eucat, Rec. C.E, p 301; T.C, 12 janvier 1987, Grivivetz, A.J.D.A, 1987, p 425; Cass.Civ, 28
novembre 1984, D, 1985, p 313.
-8أحسن غربي " ،نظرية االعتداء المادي في القانون الجزائري" ،مرجع سابق ،ص .219
9
-C.E, 17 mars 1949, Époux Léonard, Rec. C.E, p 592.
- 373 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
-Gustave PEISER, Contentieux administratif, 13ème éd, Dalloz, Paris, 2004, pp 87-88.
2
- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, p 522.
3
- C.E, 30 juillet 1949, Dam Depalle, D, 1950, p 109 ; C.E, 18 novembre 1949, Carlier, Rec. C.E, p 490; T.C,
22 juin 1998, Préfet de la Guadaloupe, J.C.P, 1998, 2, 10169.
-4مجلس الدولة ،قرار رقم ،103386صادر في 26جانفي ،2017قضية و ازرة المالية ضد (و.ف.أ) ،مجلة مجلس الدولة ،العدد
،2017 ،15ص .150
-5أحمد الطاهر فاصلة ،مرجع سابق ،ص .26
-6شفيقة بن كسيرة ،مرجع سابق ،ص 58وما بعدها.
- 374 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ج -االعتداء على الملكية الخاصة أو حرية أساسية :1يشترط لقيام االعتداء المادي أن يشكل التصرف
خطير بالملكية الخاصة أو بحرية أساسية.
ًا مساسا
ً اإلداري
بالنسبة لالعتداء على الملكية الخاصة يستوي في ذلك أن تكون ملكية عقارية أم منقولة ،حيث
يترتب على اعتداء اإلدارة على هذه الحقوق وقف التمتع بها أو فقدها بشكل كلي مما يصعب تداركه أو
إعادة الحال إلى ما كان عليه.2
ويعتبر حق الملكية من الحقوق التي تحظى بأهمية بالغة ،فقد نص عليه المؤسس الدستوري،
وأحاطه بضمانات هامة ،حيث تنص في هذا اإلطار المادة 60من الدستور على " :الملكية الخاصة
مضمونة.
ال تنتزع الملكية إال في إطار القانون ،وبتعويض عادل ومنصف".3
فإذا توافرت هذه الشروط ينعقد االختصاص للقاضي العادي ،فيكون له أن يحكم بالتعويض عن
األضرار الناجمة عن االعتداء المادي ،كما يختص بفحص مشروعية القرار اإلداري الذي قامت اإلدارة
بتنفيذه ،وله في ذلك أن يحكم على اإلدارة بفعل شيء أو االمتناع عن فعل شيء ،وتوجيه األوامر لها من
أجل وقف أعمال االعتداء ،كالحكم برد الشيء إلى أصله أو بالهدم أو الطرد ،ومن أجل إجبارها على
تنفيذ هذه األوامر يجوز للقاضي العادي اللجوء إلى التهديد المالي والحكم على اإلدارة بالغرامة التهديدية.4
-3حرية التنقل في ظل نظرية االعتداء المادي :خالل ممارسة اإلدارة المتيازاتها من الممكن أن تعتدي
على الحقوق والحريات العامة ،وفي هذه الحالة يمكن لألفراد اللجوء إلى القاضي اإلداري لطلب إلغاء
الق اررات اإلدارية والتعويض عنها إن اقتضي األمر ،لكن خارج حاالت عدم المشروعية التي تعتبر فيها
اإلدارة منحرفة عن ممارسة اختصاصاتها ،يقع االعتداء المادي الذي يخرج التصرف اإلداري عن مجال
الوظيفة اإلدارية ،ففي هذه الحالة ال تكون هناك فائدة لمبدأ الفصل بين السلطات ،ومبدأ اختصاص
القضاء اإلداري ،ألن هذا التصرف يفقد طبيعته اإلدارية ويعود بالتالي للقاضي العادي ضمان حماية
حقوق وحريات األفراد.5
-1للمزيد حول مفهوم الحرية األساسية ،راجع الحًقا من هذه األطروحة ص 389وما بعدها.
-2بالل أمين زين الدين ،المسؤولية اإلدارية التعاقدية وغير التعاقدية (دراسة مقارنة) ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،ط األولى،
،2011ص .66
-3المادة 60من التعديل الدستوري لسنة ،2020مرجع سابق.
-4ده شتي صديق محمد ،مرجع سابق ،ص .115
5
-Jean WALINE, op.cit, p 601.
- 375 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
إن تأثير االعتداء المادي على اختصاص القاضي اإلداري برقابة الق اررات والتصرفات المقيدة
لحرية التنقل مر بمرحلتين ،مرحلة التكريس ومرحلة نهاية االستثناء ،األولى كانت الجهات القضائية
المختلفة تتعامل مع االعتداء المادي كحد على اختصاص القاضي اإلداري وأساس قانوني الختصاص
القاضي العادي ،أما في المرحلة الثانية فقد تم التخلي عن هذه السياسية القضائية ،حيث أصبح االعتداء
ماديا ،وبالتالي عاد االختصاص للقاضي
اعتداء ً
ً على حرية التنقل تحت أي شكل من األشكال ال يشكل
اإلداري برقابة الق اررات المقيدة لحرية التنقل طبًقا للقواعد العامة ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -االعتداء المادي على حرية التنقل يخضع الختصاص القاضي العادي :عند اجتماع العناصر المكونة
لالعتداء المادي يكون القاضي العادي هو المختص بتقدير وجود هذا االعتداء ،وبالنتيجة تقدير درجة
عدم مشروعية القرار اإلداري .هذا االختصاص يمنح للقاضي العادي المكنة لوقف االعتداء المادي،
مختصا في توجيه أوامر لإلدارة لوقف هذا االعتداء .يفسر هذا الخروج عن ً وأكثر من هذا فهو يكون
القواعد العامة بأن اإلدارة حال ارتكابها لالعتداء المادي تخرج عن القواعد المقررة في القانون اإلداري،
وتخضع بالتالي لرقابة القاضي العادي بالشروط نفسها التي يخضع لها األفراد.1
كان لمحكمة التنازع الفرنسية الفرصة لتطبيق نظرية االعتداء المادي في نطاق االعتداء على
حرية التنقل باعتبار هذه األخيرة حرية أساسية ،وذلك بمناسبة قرارها في قضية ،Eucatحيث اعتبرت بأن
سحب اإلدارة لجواز السفر الخاص بمواطن بحجة أنه مدين لمصالح الضرائب بمبالغ مالية كبيرة إجراء ال
يمكن ربطه بممارسة اإلدارة الختصاص يعود لها بموجب القانون الضريبي.
جاء في هذا القرار... ":باعتبار أن حرية التنقل حرية أساسية غير محصورة فقط باإلقليم
أيضا الحق في الخروج منه...وباعتبار سحب جواز سفر المدعي على أساس أنه
الوطني ،لكن تتضمن ً
مدين بمبالغ مالية كبيرة لمصلحة الضرائب ،ولم يقدم ضمانات كافية لدفع هذه المبالغ...مثل هذا
اعتداء على حرية التنقل ،من الواضح أنه ال يمكن اعتباره على أنه ممارسة
ً اإلجراء الذي يتضمن
ماديا".2
اعتداء ً
ً لسلطة يمنحها القانون لإلدارة من أجل ضمان استرداد الضرائب ،وبالتالي فإنه يشكل
1
- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, pp 424-425.
2
-T.C, 9 juin 1986, Eucat, précité, « Considérant que la liberté fondamentale d'aller et venir n'est pas
limitée au territoire national, mais comporte également le droit de le quitter…Considérant que l'ordre de
retirer son passeport à M. X..., au motif qu'il était redevable de lourdes impositions et n'offrait pas de
garanties de solvabilité, ne découle ni de poursuites pénales, ni de la mise à exécution d'une contrainte par
corps; qu'une telle mesure, qui porte atteinte à la liberté ci-dessus définie, est manifestement insusceptible
de se rattacher à l'exercice d'un pouvoir conféré par la loi à l'administration pour assurer le
recouvrement d'impôts directs; qu'elle constitue donc une voie de fait…».
- 376 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
لكن وكما يقول األستاذ André DE LAUBADÈREأن القاضي العادي حتى في هذه الحالة ال
1
- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, p 424.
2
- Jaques MOREAU, « Voie de fait », op.cit, n° 50, p 10.
3
- T.C, 27 juin 1966, Guigon c/ Min. des Armées, A.J.D.A, 1966, p 547.
-4زهير العمراني " ،نظرية االعتداء المادي في التشريع المغربي" ،مجلة منازعات األعمال ،العدد ،15يوليوز ،2016ص .116
5
- C.E, 4 mai 1988, SSR, n° 60590, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000007721598, consulté le 30 avril 2021, à 20 :00.
6
- T.C, 19 novembre 2001, Mme Mohamed c/Min. de l’Intérieur, D, 2002, p 1446; A.J.D.A, 2002, p 234.
7
- T.C, 12 mai 1997, Préfet de police de Paris c/ Ben Salem et Taznaret, D, 1997, p 567.
8
- T.C, 20 juin 1994, Madaciet Youbi, Rec. C.E, p 602.
- 377 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
إال في إطار القوانين واللوائح ،دون المساس بالحريات الفردية .إن تصرف اإلدارة بسحبها جواز السفر
من المدعي في غياب قرار يمكنه من تحريك دعوى اإللغاء ،ال يمكن إال أن يكيف على أنه تعدي.1"...
اعتداء
ً رغم أن القاضي اإلداري اعتبر في هذا األمر أن سحب جواز السفر من مواطن يشكل
ماد ًيا على حرية التنقل ،إال أن مفاعيل نظرية االعتداء المادي ال تتطابق مع تلك المكرسة بفرنسا ،حيث
1
-Cour de Constantine (Ch. Adm), ordonnance du 30 novembre 1983, précité.
2
-Yahia KERKATKY, op.cit, p 124.
3
-Gustave PEISER, op.cit, p 265.
4
- Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif », D, 2001, p 1739.
- 378 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يتمتع بها القاضي العادي ،ويبدو أن هذه الحجة ستفقد علة وجودها بمجرد أن يمنح المشرع للقاضي
اإلداري سلطة األمر بجميع التدابير االستعجالية لحماية حقوق وحريات األفراد من اعتداءات اإلدارة.1
بتحليل االجتهاد القضائي لمحكمة التنازع الفرنسية ،نجد أنها أصدرت مجموعة من الق اررات
أعادت من خاللها رسم مفهوم ونطاق نظرية االعتداء المادي .هذا اإلصالح كان له األثر العميق في
تحديد طبيعة االعتداء على حرية التنقل ،من حيث مواصلة خضوعه للنظام القانوني الضابط لالعتداء
المادي ،وبالنتيجة تحديد الجهة القضائية التي تختص بمنازعات حرية التنقل.
إن اإلصالح القضائي لنظرية االعتداء المادي يقودنا إلى التسليم بخروج المنازعات المتعلقة
بحرية التنقل من نطاق االعتداء المادي بشكل ضمني منذ سنة ،2013هذا االتجاه تم تكريسه بشكل
صريح سنة ،2018أين أخرجت محكمة التنازع الفرنسية حرية التنقل من نطاق االعتداء المادي
وأخضعتها صراحة الختصاص القاضي الطبيعي للمنازعات اإلدارية ،وذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -اإلحالة الضمنية الختصاص القاضي اإلداري نتيج ًة ال رتباط االعتداء المادي بالحرية
انقالبا
ً الفردية :أحدث قرار محكمة التنازع الفرنسية في قضية Borgoendالمؤرخ في 17جوان 2013
في تعريف االعتداء المادي ،حيث قضت المحكمة بأنه ال يوجد اعتداء مادي من جانب اإلدارة يبرر
اختصاص القاضي العادي في األمر بوقف هذا االعتداء أو التعويض عن الضرر المترتب عليه ،وأن
االعتداء المادي يكون فقط في حالة مباشرة اإلدارة إلجراءات التنفيذ الجبري ضمن شروط غير قانونية
لقرار إداري حتى لو كان في حد ذاته مشروع ،والذي ينطوي على اعتداء على حرية فردية أو يؤدي إلى
1
- Vincent TCHEN, « Compétence en matière de droit fondamentaux des personnes », op.cit, pp 27-28.
2
- T.C, 17 juin 2013, Bergoend c/ Sté ERDF A nnecy-Léman, A.J.D.A, 2013, p 1568, chron Domino et
Bretonneau; R.F.D.A, 2013, p 1041, note P. Delvolvé.
3
- Gérard QUIOT, Antoine BÉAL, « Voie de fait », JurissClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 1051,
date de fascicule 1 juillet 2012, date de la dernière mise à jour 11 juillet 2019, pp 2-3.
- 379 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
هذا التحليل يقود إلى إخراج حرية التنقل من نطاق االعتداء المادي ،على أساس أن المجلس
الدستوري الفرنسي اتجه _حسب اجتهاده األخير_ إلى اعتبار حرية التنقل تندرج ضمن نطاق الحرية
الشخصية وليس الحرية الفردية.
يتيح هذا االجتهاد التقليل من حاالت تنازع االختصاص القضائي ،والذي يبدو أنه الهدف الكامن
وراء اجتهاد محكمة التنازع الجديد ،إضافة إلى تقليص نطاق االعتداء المادي بشكل كبير ،ويكون بالتالي
متوافًقا مع االجتهاد األخير لمجلس الدولة ،والذي أجاز للقاضي اإلداري االستعجالي التدخل في المجال
المحجوز سابًقا للقاضي العادي بموجب نظرية االعتداء المادي ،ففي النهاية يمكن تفسير قرار محكمة
غالبا ما تكون لها نتائج سلبية على
التنازع أنه جاء كمحاولة لمنع مخاطر التنازع في االختصاص والتي ً
حقوق وحريات األفراد.1
ضمن السياق ذاته ،سارت محكمة النقض الفرنسية على المسار الذي رسمته محكمة التنازع في
تحديدها لنطاق الحرية الفردية كشرط من شروط االعتداء المادي ،يظهر ذلك من خالل قرارها في قضية
،Vincent Lambertوالذي يتعلق بالحق في الحياة الناتج عن قرار توقيف عالج مريض ،حيث قضت
أنه ال يدخل ضمن نطاق الحرية الفردية وال يشكل بالتالي اعتداء مادي.2
يرى بعض الفقه أنه من الطبيعي أن يكون هناك تنافس بين نظرية االعتداء المادي من جهة،
وآلية االستعجال حرية من جهة أخرى ،وبالنتيجة بين القاضي العادي واإلداري ،وهذا بالنظر ألن االعتداء
المادي يقوم نتيجة العتداء جسيم على حرية أساسية ،هذا التصرف ال يمكن ربطه بممارسة اختصاص
يعود لإلدارة ،كما أن آلية االستعجال حرية تهدف إلى حماية الحريات األساسية في حالة االعتداء الجسيم
على الحريات األساسية من طرف اإلدارة .وهنا نسجل تصاعد اختصاص قاضي الشريعة العامة في
المنازعات اإلدارية بما في ذلك المجال المحجوز لالعتداء المادي ،هذا األخير أصبح ال يمنح للقاضي
1
- Charles-André DUBREUIL, « La voie de fait nouvelle est arrivée ! », commentaire sur T.C, 17 juin 2013,
n°3911, Borgoend, La semaine juridique administration et collectivités territoriales, n° 42, 14 octobre 2013, p 9.
2
- Christophe DE BERNADINIS, « Le point sur le contentieux de voie de fait », Hebdo édition publique
procédure administrative, Lexbase, n° 553, du 25 juillet 2019, pp 6-7.
3
- Christophe TUKOV, « Le référé-liberté administratif, élément structurant de la modification de la
répartition des compétences entre les deux ordres de juridiction », Procédures, n° 10, octobre 2016, étude 9,
p 6.
4
- Hélène CHRISTODOULOU, « Le juge judicaire seul garant de la liberté individuelle », Dalloz Actualité,
29 mai 2020, disponible sur le sur :
- 380 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الفقرة الثانية -اإلحالة الصريحة الختصاص القاضي اإلداري نتيج ًة لخروج حرية التنقل عن نطاق
االعتداء المادي :بمناسبة فصلها في قضية تنازع لالختصاص القضائي حول التقييد الواقع على حرية
تنقل أجنبي تعرض لحجز وثائق هويته من طرف مصالح شرطة الحدود ،طبقت محكمة التنازع الفرنسية
المبادئ التي سبق وأن كرستها في قرار ،Borgoendوالذي حصر مجال تطبيق االعتداء المادي في
حالتين فقط هي سلب حق الملكية واالعتداء على الحرية الفردية.1
من خالل حجز وثائق هوية أجنبي عند دخوله إلى اإلقليم الفرنسي بشبهة ارتكاب أفعال احتيال،
وهذا لمدة تتجاوز الوقت الالزم لممارسة الرقابة على وثائق الهوية ووضعية األجنبي القانونية ،فإن شرطة
الحدود تعتدي على حرية التنقل للشخص المعني من خالل وضعه في منطقة االنتظار ،ومع ذلك فإن
هذه الحرية ال تندرج ضمن نطاق الحرية الفردية الواردة في نص المادة 66من الدستور ،فال يكون لهذه
الوقائع صفة االعتداء المادي ،وبالتالي يعود االختصاص بتقدير هذا االعتداء والتعويض عنه لجهة
القضاء اإلداري.2
وقد كان السؤال المطروح أمام محكمة التنازع يتمحور حول الجهة القضائية المختصة بتقرير
مسؤولية الدولة عن توقيف أجنبي من طرف مصالح األمن؟ أجابت المحكمة على ذلك بالقول بأن حرية
التنقل كحرية أساسية لها قيمة دستورية ال تدخل ضمن مجال الحرية الفردية ،وبالتالي فإن االختصاص
يعود للقاضي اإلداري وليس للقاضي العادي الحارس التقليدي للحرية الفردية ،3فاالعتداء على حرية التنقل
ال يستلزم قيام حالة اعتداء مادي.4
من خالل قرار Ndary Gueyeأكدت محكمة التنازع اجتهادها المرجعي في قرار ،Borgornd
وهي بهذا تساهم في توحيد االجتهاد القضائي ،فهي تؤكد على عدم التطابق بين التعريف الجديد لالعتداء
1
- Anthony FALGAS, « La compétence du juge administratif pour la confiscation de documents d’identité
d’un ressortissant étranger », commentaire sur T.C, 12 février 2018, n° 4110, Droit administratif, n° 5, mai
2018, comm 25, p 5.
2
- Jaques MOREAU, « Voie de fait », op.cit, n° 34, pp 7-8.
3
- Ibid, p 11.
4
- Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, p 503.
- 382 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
فما جاء به المشرع الجزائري من خالل القانون رقم 09-08المتضمن ق إ م إ يؤكد بأن المشرع
أعطى للقاضي اإلداري صالحيات واسعة باعتباره حام الحريات األساسية لألفراد ضد كل االعتداءات
المرتكبة من طرف اإلدارة ،1كما أنه على خالف نظرية االعتداء المادي في القانون الفرنسي ،أين يتقاسم
تماما في الجزائر إذ يكون
االختصاص بها بين جهتي القضاء العادي واإلداري ،نجد أن األمر مغاير ً
القاضي اإلداري هو المختص في الحالتين.2
الفرع الثالث :آثار األمر االستعجالي المتعلق بوقف تنفيذ الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل
عند األمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري اشترط المشرع أن يتم الفصل في طلب اإللغاء في أقرب
اآلجال ،وهو ما نصت عليه المادة 919من ق.إ.م.إ ،كما نصت عليه المادة L.521-1من قانون
العدالة اإلدارية الفرنسي ،لكن وكما يقول األستاذ Jean WALINليس هناك إحصائية تسمح بمعرفة مدى
احترام هذا المقتضى التشريعي ،3فقد فصل مجلس الدولة الفرنسي في مشروعية قرار إداري بتاريخ 22
جوان 2007في حين أن تدخل قاضي االستعجال بوقف القرار كان بتاريخ 8مارس .42005
يترتب على صدور األمر القاضي بوقف تنفيذ القرار اإلداري مجموعة من اآلثار ،بعضها يتعلق
بالقرار اإلداري محل دعوى وقف التنفيذ (أوال) ،والبعض اآلخر يتعلق بأمر الوقف ذاته (ثانيا).
أوال -اآلثار المترتبة على القرار اإلداري الموقوف :يترتب على صدور األمر بوقف التنفيذ وقف تنفيذ
القرار اإلداري من تاريخ تبليغه الرسمي لإلدارة ،وفي بعض الحاالت فور صدوره ،ويكون الوقف إما ً
كليا
أو جز ًئيا حسب ما تنص عليه المادة 919من ق.إ.م.إ ،فليس بالضرورة أن يشمل الوقف كل القرار بل
باإلمكان أن يقتصر على بعض آثاره ،وهذا في الحالة التي يكون فيها القرار ً
قابال للتجزئة.5
وال يمكن أن يكون ألمر وقف التنفيذ أثر على حكم اإللغاء وإال اعتبر ذلك ً
تعديا على اختصاص
تيبا على ذلك يمنع على السلطات اإلدارية اإلقدام على أي إجراء يهدف إلى تنفيذ
قاضي الموضوع ،وتر ً
-1حياة غالي ،مدى فعالية الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في مجال الحقوق والحريات األساسية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه
في العلوم ،تخصص القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،السنة الجامعية ،2020-2019
ص .202
-2بن يعقوب بن تمرة ،مرجع سابق ،ص .444
3
- Jean WALIN, op.cit, p 687.
4
- C.E, sect, 22 juin 2007, Arfi, Rec. C.E, p 263.
-5فهد عبد الكريم أبو العثم ،القضاء اإلداري بين النظرية والتطبيق ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2011/1432 ،ص .436
- 383 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
القرار اإلداري الموقوف ،وذلك إلى أن يتحدد مصيره من طرف قاضي الموضوع بموجب حكم قطعي
بإلغائه أو رفض دعوى اإللغاء.1
وفي انتظار ذلك ،تبقى السلطات اإلدارية مجبرة على احترام المقررات القضائية وذلك بأن تلتزم
بعدم التصرف عكس مضمون ق ارراتها الموقوفة ،فإذا كانت قد اتخذت قرًا
ار بعزل موظف أو حرمانه من
مرتبه ،أو منع طالب من الدخول إلى قاعة االمتحان ،أو منع متسابق من المشاركة في مسابقة توظيف،
فإنها تكون مجبرة على أن ترفع هذا الحضر عن الشخص المعني بالقرار ،وكذلك األمر في حالة القرار
اإلداري السلبي كما في الحالة التي ترفض فيها اإلدارة منح رخصة سياقة أو جواز سفر أو تأشيرة دخول،
إيجابيا من الطلب وتتخلى عن
ً موقفا
فإنه يتوجب عليها وبعد صدور األمر بوقف تنفيذ القرار أن تتخذ ً
المنع ،ألن وقف تنفيذ قرار إداري بالرفض معناه أمر بفعل شيء ما يحدده قاضي االستعجال اإلداري
بصفة دقيقة.2
فيمكن لقاضي االستعجال اإلداري بعد أن يأمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري ،أن يستعمل سلطته في
توجيه األوامر لإلدارة ،لذلك نجد أنه بعد أن أمر القاضي اإلداري بوقف تنفيذ قرار رئيس البلدية الذي
رفض استدعاء المجلس البلدي لالنعقاد ،أمره بعد ذلك بعقد هذا االجتماع خالل مهلة محددة.3
إن وقف التنفيذ ولو بصفة مؤقتة يعني تحقق هدف الشخص المخاطب بالقرار اإلداري ،والمتمثل
في وقف اإلدارة تنفيذ القرار اإلداري ،وهو األمر الذي يبرر االستعمال الكبير لهذه الدعوى على الساحة
القضائية بالنظر لفائدتها العملية ألصحاب المصلحة ،4ذلك ما يظهر بشكل واضح من خالل األمر
الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي في قضية السيد عباس وتاح ،Abbas Ouatahالمتعلق بقرار
بالرفض الضمني لمنح هذا المواطن التونسي تأشيرة دخول إلى فرنسا.5
ثانيا -اآلثار المترتبة على األمر بوقف التنفيذ ذاته :يتمتع األمر الصادر بشأن وقف تنفيذ القرار
اإلداري بحجية ذات طبيعة خاصة ينحصر نطاقها في موضوع األمر بوقف التنفيذ ( ،)1لذلك يتميز بأنه
مشمول بالنفاذ المعجل ( ،)2ويفرض نفسه على قاضي الموضوع فيما يفصل فيه من مسائل فرعية (،)3
دون أن تقيد تلك الحجية قاضي الموضوع حال فصله في دعوى اإللغاء(.)4
-1حجية األمر بوقف التنفيذ من حيث موضوعه :مقتضى حيازة األمر الصادر في طلب وقف تنفيذ
القرار اإلداري للحجية في خصوص موضوعه أن تتقيد به المحكمة التي أصدرته ،بحيث ال يجوز لها
العدول عنه ،وال تقبل إثارة النزاع من أصحاب الشأن أمامها حول ذات النزاع من جديد ،طالما أن الظروف
المصاحبة إلصدار األمر لم تتغير ،1وهذا يعني أنه ال يجوز تجديد طلب وقف التنفيذ بعد أن يتم رفضه
إال إذا ظهرت وقائع جديدة مغايرة لتلك التي صدر األمر بالرفض في ظلها ،حيث يكون بإمكان قاضي
االستعجال اإلداري نظر طلب وقف التنفيذ في ظل الظروف الجديدة والتي في ضوئها يقضي بقبول أو
رفض طلب وقف التنفيذ.
-2النفاذ الفوري ألمر وقف تنفيذ القرار اإلداري :يستمد األمر القاضي بوقف تنفيذ القرار اإلداري قوته
التنفيذية من طبيعته كأمر صدر بصفة مستعجلة ،لذلك يتميز بأنه مشمول بالنفاذ المعجل.2
واألمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري من طبيعته أنه مستعجل ،فهو على هذا النحو معجل النفاذ،
لذلك يرتب آثاره في مواجهة القرار اإلداري فور تبليغه ،أي من تاريخ وساعة استيفاء إجراء التبليغ الرسمي
لإلدارة التي أصدرته ،3وهذا ما نصت عليه المادة 935من ق.إ.م.إ التي جاء فيها ":يرتب األمر
االستعجالي آثاره من تاريخ التبليغ الرسمي أو التبليغ للخصم المحكوم عليه.
غير أنه ،يجوز لقاضي االستعجال اإلداري أن يقرر تنفيذه فور صدوره.4"...
وتعود أهمية إخضاع األمر االستعجالي للنفاذ المعجل إلى أهمية هذه الميزة للقضايا التي قد يؤدي
تعطيل التنفيذ بها إلى إلحاق ضرر ال يمكن تالفيه ،وقد يؤدي إلى التأثير على وجود الحق بصفة نهائية،
وبالتالي تظهر أهمية النفاذ المعجل لتدارك ذلك.5
-3حجية األمر بوقف التنفيذ فيما فصل فيه من مسائل فرعية :يحوز األمر الصادر بوقف التنفيذ
حجية فيما فصل فيه من مسائل فرعية سابقة على الفصل في موضوع الطلب ،كفصله في الدفع بعدم
أصال بنظر الدعوى بسبب موضوعها ،أو بعدم قبولها لرفعها بعد الميعاد
ً اختصاص القضاء اإلداري
-1محكمة القضاء اإلداري ،قضية رقم 339لسنة 7قضائية ،جلسة 29جانفي ،1957ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء
األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص .107
-2حسن سليمان محمد الصالح ،الحكم المستعجل –دراسة مقارنة ،-دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2013 ،ص .138
-3زكرياء قشار ،مرجع سابق ،ص .244
-4المادة 935من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
وفقا للتشريع األردني" ،مجلة جامعة األنبار للعلوم القانونية
-إبراهيم صالح الصرايرة " ،مدى فاعلية القضاء المستعجل وآلية تنفيذه ً
5
القانوني .يظهر هنا بأن حجية األمر االستعجالي ليست قطعية فحسب ،بل هي نهائية وليست مؤقتة،
ومن ثم تتقيد المحكمة بمضمون األمر بوقف التنفيذ عن نظر دعوى اإللغاء.1
لهذا يتعين قبل الفصل في طلب وقف التنفيذ ،الفصل في جميع الدفوع الشكلية والمسائل الفرعية
المؤثرة في الدعوى سواء تلك التي يعرضها الخصوم ،أو تلك التي تكون من النظام العام ،حيث يلتزم
القاضي بالتصدي لها من تلقاء نفسه ولو لم يدفع بها أمامه ،وبالتالي فال يجوز إثارتها مرة أخرى عند
قطعيا يستنفذ به القاضي واليته في نظر
ً قضاء
ً نظر دعوى الموضوع ،ألن األمر بوقف التنفيذ يعتبر
الدفوع الشكلية وغيرها من المسائل الفرعية.2
-4حجية األمر بوقف التنفيذ في مواجهة قاضي الموضوع :ال يتقيد القاضي اإلداري عند نظره في
دعوى إلغاء القرار اإلداري باألمر السابق في دعوى وقف التنفيذ ،ومبرر ذلك يرجع الختالف الغاية
والوسيلة بين طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري ودعوى إلغائه ،ففي حين أن القصد من دعوى وقف التنفيذ
يتمثل في توقي اآلثار الضارة الناجمة عن تنفيذ القرار اإلداري ،والتي يتعذر تداركها في الفترة بين إصدار
القرار وحتى يقضى في دعوى إلغائه ،كل ذلك مشروط بعدم المساس بالمراكز القانونية التي أنشأها
القرار ،في حين أن الهدف من دعوى اإللغاء هو التأثير على المراكز القانونية التي أنشأها القرار ً
إلغاء أو
تعديال.
ً
وكنتيجة لعدم تقيد قاضي الموضوع بمضمون األمر بوقف التنفيذ ،فإن له إلغاء القرار اإلداري
محل دعوى وقف التنفيذ رغم سبق الحكم فيها برفض طلب وقف التنفيذ ،وذلك بعدما يثبت له عدم
مشروعية الق ارر اإلداري من خالل دراسته الكاملة والمتأنية لموضوع الدعوى ،كما يكون لقاضي الموضوع
أن يقضي بمشروعية القرار اإلداري رغم سبق األمر بوقف تنفيذه ،3والسبب في ذلك هو أن قاضي
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 541لسنة 36قضائية ،جلسة 29ديسمبر ،1996ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء
األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص ص .108-107
-2عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،قضاء األمور اإلدارية المستعجلة ،مرجع سابق ،ص .108
-3صونية بن طيبة " ،الدعوى االستعجالية وأهم التطبيقات المكرسة على ضوء جديد قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" ،مداخلة
ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب :قضاء االستعجال اإلداري ،المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي
الوادي ،يومي 10-09مارس ،2011ص ص ( .21-20غير منشور).
- 386 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الموضوع عند تصديه لدعوى اإللغاء فهو يبحث في موضوع غير وقتي ،لذلك فهو يختلف بطبيعة الحال
عن الحكم المؤقت الصادر في دعوى وقف التنفيذ.1
-1رامي بركات قيسون " ،دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب :قضاء االستعجال
اإلداري ،المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي الوادي ،يومي 10-09مارس ،2011ص ( .18غير
منشور).
-2شريف يوسف خاطر ،دور القضاء اإلداري المستعجل في حماية الحريات األساسية :دراسة تحليلية تطبيقية للمادة 521-2من
تقنين القضاء اإلداري الفرنسي مقارنة بالقضاء المصري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2009 ،ص .11
3
- Yehia KERKATLY, op.cit, p 154.
- 387 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
التدابير الضرورية للمحافظة على الحريات األساسية المنتهكة من األشخاص المعنوية العامة أو
الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية أثناء ممارسة سلطاتها ،متى
كانت هذه االنتهاكات تشكل مساسا خطي ار وغير مشروع بتلك الحريات.
يفصل قاضي االستعجال في هذه الحالة في أجل ثمان وأربعين ( )48ساعة من تاريخ تسجيل الطلب".1
بهذا األساس التشريعي منح المشرع -وألول مرة -لقاضي االستعجال اإلداري ،إمكانية األمر بأي
تدبير ضروري يحقق المحافظة على الحريات األساسية ،وحمايتها في حالة االعتداء ،وهذا اإلصالح
التشريعي يعد خطوة هامة وتحول كبير في تاريخ تطور قضاء االستعجال اإلداري نحو فعالية تدخل
القاضي ،وتوسيع سلطاته في بسط حماية قضائية مستعجلة للحريات األساسية الالزمة في مواجهة اعتداء
اإلدارة عند ممارسة سلطاتها ،كون هذا المبدأ يعد من أبرز المبادئ المبتكرة حديثًا من جانب المشرع.2
يعتبر استعجال حماية الحريات األساسية أهم استعجال استحدثه المشرع الجزائري بموجب قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية ،والذي يرمي إلى تكريس مفهوم دولة الحق والقانون من خالل تعزيز ممارسة
وحماية الحقوق والحريات ،لهذا يتطلب األمر التطرق لمفهوم الحرية األساسية (الفرع األول) ،ومدى
أخير القواعد اإلجرائية للدعوى االستعجالية لحماية
اعتبار حرية التنقل حرية أساسية (الفرع الثاني) ،و ًا
حرية التنقل (الفرع الثالث).
-1لحسين بن شيخ آث ملويا ،رسالة في االستعجاالت اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .174
2
- Pascale FOMBOUR, Conclusions sur C.E, Sect, 28 février 2001, Casanovas, R.F.D.A, 2001, p 399.
- 389 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ولعل ما ساهم في ظهور الخالف الفقهي حول مفهوم الحرية األساسية ،تعدد النعوت التي
توصف بها هذه الحرية ،سواء في النصوص الدستورية أو االتفاقية أو التشريعية ،دون أن تفصح عن
المعيار المعتمد لتطبيق هذا الوصف .1من أجل ذلك يجب التطرق للمعايير التي قدمها الفقه والتي يمكن
من خاللها االهتداء إلى مفهوم الحرية األساسية ،وذلك على النحو اآلتي:
الفقرة األولى -معيار استغراق الحرية األساسية لمفهوم الحريات العامة :ساير بعض الفقهاء االتجاه
الذي تبناه مقرر اللجنة التشريعية بالجمعية الوطنية بفرنسا السيد ،François COLCOMBETإذ يرى
أساسا للتعريف بالحرية األساسية ،فرغم أن الحرية العامة ال تماثل
ً بأن مصطلح الحرية العامة يمثل
الحرية األساسية بشكل مطلق لكنهما قريبتان في المعنى ،فإذا كان المشرع لم يستعمل المصطلح األول،
وفضل استعمال الثاني فذلك ألن الحرية األساسية أوسع نطاًقا من الحرية العامة ،فاألولى تستغرق الثانية
لهذا فإنه إذا كانت كل حرية عامة هي حرية أساسية ،فإنه ليست كل حرية أساسية هي حرية عامة ،2هذا
االتجاه يتوافق مع ما ذهب إليه الفقيه الكبير Marcel WALINEوالذي يرى بأن كل حرية عامة هي
بحكم الواقع حرية أساسية.3
في حقيقة األمر وكما يقول الفقيه الكبير Louis FAVOREUبأن تعبير " الحريات العامة" لم
يتم إعادة استخدامه من طرف المشرع ،وهو ما يعني دون أدنى شك أننا نريد تجاوز هذا المفهوم
الكالسيكي .وفي كل الفرضيات ،لقد تم تقر ًيبا استبدال مفهوم الحرية العامة بمفهوم الحرية األساسية.4
توافق إدخال مفهوم الحريات األساسية في فرنسا مع تحول عميق في نظام الحريات ونطاقها ،إذ
نجد بأن الحريات العامة تشير إلى الحقوق التي يتم تجسيدها عن طريق السلطة التشريعية ،وتكون كحد
على سلطة اإلدارة العامة ،أما الحريات األساسية فلها نطاق أكبر .حيث عزز ظهور الرقابة على دستورية
القوانين ،وبعدها تطور الرقابة عن طريق آلية مسألة األولوية الدستورية ،من مستوى حماية الحريات ،من
حماية بموجب القوانين وهذا ما يتوافق مع نموذج الحريات العامة التقليدية ،إلى حماية بموجب الدستور
والقانون الدولي واألوروبي لحقوق اإلنسان ،وهذا هو النموذج الحالي للحريات األساسية.5
1
- Patrick FRAISSEIX, « Les droits fondamentaux : prolongement ou dénaturalisation des droits de
l’homme », R.D.P, 2001, p 531.
2
-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », D, juin
2001, Chronique, p 1739.
3
-Marcel WALINE, note sous C.E, 10 octobre 1969, Consorts Muselier, R.D.P, 1970, p 779.
4
-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », op.cit, p
1739.
5
-Diane Roman, « Droit humaines et libertés fondamentales, des notions " intelligibles " mais
" imprécises " ? », R.D.T, 28 juin 2017, p 391.
- 390 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
فالحريات العامة تتمتع بحماية في مواجهة السلطة التنفيذية فقط ،على عكس الحريات األساسية
التي تتمتع بحماية في مواجهة السلطات العامة الثالث ،لهذا نجد بأن الحريات العامة تتفق مع مبدأ
المشروعية اإلدارية ،بينما الحريات األساسية تتفق مع مبدأ المشروعية الدستورية .هذه الحماية تعتمد
بصفة أساسية على القانون العادي والمبادئ العامة للقانون في الحالة األولى ،بينما الثانية مصدر حمايتها
أخير نجد بأن الحريات العامة تكون محل حماية من جانب القضاء
الدستور أو النصوص الدولية .و ًا
فضال عن حماية
ً العادي واإلداري ،بينما الحريات األساسية تستفيد من حماية الجهات القضائية السابقة
القضاء الدستوري.1
واضح بأن هذا المعيار اعتمد في تصنيف الحريات على االختالف الموجود بين مفهوم الحرية
األساسية والحرية العامة حسب درجة النص القانوني الذي يكفلها ،فالحريات األساسية ترتبط بشكل وثيق
بالقواعد التي تعلو مرتبة التشريع العادي إلى مصاف القواعد الدستورية والدولية ،أما الحريات العامة
فترتبط بالحريات المكفولة بموجب النصوص التشريعية.
أساسا لتعريف الحرية
ً الفقرة الثانية -معيار القيمة الدستورية :اتخذ بعض الفقهاء النص الدستوري
األساسية ،فحسب هذا الرأي كل حرية ورد ذكرها في الدستور تعتبر بذاتها حرية أساسية ،تستحق الحماية
المقررة للحريات األساسية.2
يقول الفقيه الكبير Louis FAVOREUبأن الحريات األساسية هي تلك المحمية دستورًيا ،ويرى
إشكاال بالنسبة للقاضي اإلداري على اعتبار أن معظم هذه الحريات تم االعتراف
ً بأن هذا الوضع ال يطرح
بها من طرف مجلس الدولة قبل أن يتم االعتراف بدستوريتها من طرف المجلس الدستوري .لكن الفقيه
FAVOREUيطرح التساؤل حول احتمال االعتداء على حرية أساسية غير مدرجة في قائمة الحريات
المحمية على المستوى الدستوري أو االتفاقي؟ يجيب على ذلك بالقول بأنه من غير المحتمل أن يحدث
مثل هذا األمر ،على أساس أن القاضي اإلداري اقتنع بالفعل وإلى حد كبير بقائمة الحريات الدستورية
واالتفاقية ،حيث يمكنه أن يحد من تدفق الحريات من خالل االلتزام بالقائمة المذكورة.3
-1محمد ماهر أبو العينين ،الحقوق والحريات العامة ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص ص .70-69
2
-Laurent TOUVET, Conclusions sur C.E, Sect, 18 et 19 janvier 2001, Confédération nationale des radios libre,
Commune de Venelles (Bouches-du-Rhône), R.F.D.A, 2001, p 378.
3
-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », op.cit, p
1739.
- 391 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
لهذا يرى األستاذ Henri OBERDORFFبأن مفهوم الحرية األساسية يمكن تفسيره حسب
الطابع الشكلي الذي يعني منشأ الحرية ،والذي يكون عبر مصدر أعلى في هرم التدرج القانوني مثل
الدستور أو المعاهدات الدولية .هذا االتصال مع مصدر قانوني فوق تشريعي يفسر الحماية الكاملة لهذه
الحريات ليس فقط اتجاه السلطة التنفيذية بل حتى السلطة التشريعية والقضائية .هذه المقاربة الشكلية
تسمح بتفسير التطبيق العمودي للحريات األساسية في العالقات بين السلطات العمومية واألفراد وليس
بشكل أفقي بين األفراد فيما بينهم.1
الواقع أن جل الحريات العامة قد أضحت -بفعل النصوص الدستورية والدولية المتزايدة-حريات
غالبا من الحماية المكفولة للحريات العامة ،يضاف
أساسية ،إذ يمكن القول بأن الحريات األساسية تستفيد ً
إليها الحماية الدستورية والدولية ،وهو االستنتاج الذي وصل إليه الفقيه ،Jean RIVEROبتقريره بأن
جميع الحريات التي تتعلق بالدستور أو القانون األوروبي تعتبر حريات أساسية.2
هذه اآلراء اعترضت عليها مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة Pascale
،FOMBEURوذلك على اعتبار أن تطبيق هذا المعيار يخالف روح الحماية المستعجلة ،ألنه يضيق
بغير مسوغ من نطاقها ،بسبب أنه يقصرها على ما يرد في صلب الدستور من حريات فقط .وهو ما ينتج
عنه إقصاء حريات أخرى لم ينص عليها الدستور ،فتستبعد من الحماية رغم أن مضمونها ينطوي على
إشباع حاجات أساسية ،وتحقيق مصالح أولى بالرعاية ،وهذا ما عبرت عنه بقولها" :من الصعب اعتبار
الحريات التي نص عليها الدستور هي وحدها األساسية التي يجب على القاضي اإلداري إسباغ الحماية
المستعجلة عليها دون غيرها ،فصحيح أن الحريات األساسية لها قيمة دستورية ،لكن ليس بالضرورة
أن تكون المبادئ والقواعد ذات القيمة الدستورية حريات أساسية".3
وهو ما أيده بعض الفقه بالقول إنه ال ينبغي للحق أو الحرية الدستورية بأن تدرج بشكل تلقائي
ضمن نطاق الحماية القضائية المستعجلة للحريات األساسية.4
نستخلص مما تقدم بأن الحريات األساسية هي تلك الحريات التي كفلها الدستور ،ولكن ال يجب
أن نفصل بين الحريات العامة والحريات األساسية ،ذلك أنه بفضل انتشار الدساتير المكتوبة والنص من
خاللها على مجموعة كبيرة من الحقوق والحريات ،أصبحت في الوقت الحالي حقوًقا وحريات أساسية،
1
-Henri OBERDORFF, op.cit, p 28.
2
-Jean RIVERO, Les libertés publiques, T 1, Les droit de l’homme, P.U.F, Paris, 1981, p 23.
3
-Pascale FOMBEUR, Conclusions sur C.E, 28 février 2001, op.cit, p 399.
4
- Antoine BOURREL, Jean GOURDOU, Les référés d’urgence devant le juge administratif, Collection : La
justice au quotidien, édition L’Harmattan, Paris, 2003, p 75.
- 392 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
تستفيد حسب هذا المعيار من الحماية التي كانت مقررة للحريات العامة مع تمتعها بالحماية الدستورية في
الوقت نفسه.
هذا ما دفع الفقيه الكبير أحمد فتحي سرور إلى القول بأن الحماية الدستورية للحقوق والحريات
هي التي تكشف طابعها األساسي ،فإضفاء الحماية الدستورية على الحريات هو الوسيلة الوحيدة إلعطاء
هذه الحقوق قيمة أعلى من القيمة التي يمنحها المشرع العادي ،بمعنى أن الحريات األساسية ال تنعت
بهذا الوصف إال إذا قررها الدستور .ويالحظ أنه إذا نظرنا إلى الطابع األساسي من ناحية الجوهر ،فإن
هذا الطابع المبرر الذي يؤدي إلى الحماية الدستورية ،بخالف إذا نظرنا إلى هذا الطابع من الناحية
الشكلية ،فإن صفة الدستورية هي التي تمنح الحرية طابعها األساسي.1
الفقرة الثالثة -معيار أهمية الحرية :يرى فريق من الفقه في أهمية الحرية وما تمثله من مصالح حيوية،
معيار لوصفها باألساسية ،ويستند أنصار هذا الرأي إلى ما ذهب إليه مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة
ًا
الفرنسي السيد Maxime LETOURNEURمن أنه يشترط العتبار حرية ما أساسية توافر شرطين،
-1أحمد فتحي سرور ،الحماية الدستورية للحقوق والحريات ،ط الثانية ،دار الشروق ،القاهرة ،2000 ،ص ص .48-47
2
-Maxime LETOURNEUR, Conclusions sur C.E, 23 novembre 1951, Société nouvelle d'imprimerie, d'éditions
et de publicité, R.D.P, 1951, p 553.
3
-Louis FAVOREU, et autres, Les grandes décisions du Conseil constitutionnel, op.cit, p 589.
4
-Gilles BACHELIER, « Le référé- liberté », R.F.D.A, 2002, p 261.
5
-Yehia KERKATLY, op.cit, p 26.
- 393 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
براغماتي .وهذا في ظل التوجه نحو اعتماد معيار مزدوج لطبيعة الحرية المعنية والحماية الممنوحة لها،
من خالل التأكيد على أهمية الحرية أو الحق المعني ،فهل هذا يعني أن القاضي اإلداري يمتلك في
1
النهاية االستقاللية في تحديد مالمح الحرية األساسية بالمعنى الذي قصده المشرع؟
أساسيا في استشعاره بأهمية الحرية األساسية ،سواء بالنسبة للفرد أو بالنسبة
ً دور
يلعب القضاء ًا
للمجتمع ،باعتبارها شرط ضروري لدولة القانون .فمما ال شك فيه بأن بعض الحقوق والحريات ،تعتبر
جوهرية بالنسبة لبعض الحقوق والحريات األخرى.2
وبعبارة أخرى ،فإن الذي يميز أصالة هذه الحقوق والحريات ،أن صفة األساسية تعبر عن أن
السلطة التأسيسية في كل دولة أو مجموعة دولية قد قر ار أن تكون مجموعة من القيم بمنأى عن أي تدخل
من السلطتين التشريعية والتنفيذية ،بيد أن فكرة أهمية ونوعية الحريات األساسية ،ال تعني مع ذلك أن كافة
الدول تحترم أو تعمل على احترام نفس القائمة للحقوق والحريات األساسية.
في األخير ،يمكن القول بأن أحسن تعريف للحرية األساسية هو ذلك الذي ذكره األستاذ موسى
مصطفى شحادة ،حيث يقول " :نرى تعريف الحقوق والحريات األساسية يشمل جميع الحقوق األساسية
والحريات العامة المعترف بها لألشخاص الطبيعيين واألشخاص المعنوية على السواء ،واستنادا إلى
اإلعالنات والمواثيق واالتفاقيات الدولية المنظمة لحقوق االنسان ،وكذلك الحقوق والمبادئ األساسية
التي أقرها القضاء ،سواء القضاء الدستوري أو القضاء اإلداري أو القضاء المدني أو القضاء المختص
بحقوق االنسان".3
ب -التعريف القضائي للحرية األساسية :يطرح تحديد مفهوم الحرية األساسية مسألة ما إذا كان القاضي
ودوليا كحريات أساسية؟
ً مطالبا بتكريس جميع الحريات المضمونة دستورًيا
ً اإلداري
ترك المشرع للقاضي اإلداري االستعجالي مهمة تعريف مفهوم الحرية األساسية ،حيث ً
غالبا ما
1
-Guillaume DRAGO, « Les droits fondamentaux entre juge administratif et juge constitutionnel et
européens », R.D.A, n° 6, juin 2004, étude 11, p 3.
-2محمد ماهر أبو العينين ،الحقوق والحريات العامة ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص .72
-3مصطفى موسى شحادة ،مرجع سابق ،ص .199
4
-Kamal Jawad ALHAMIDAWI, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référé
مجلة رسالة الحقوق ،العدد الخاص ببحوث المؤتمر السابع ،2010 ،ص en France », 67
- 394 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
فكما يقول الفقيه الكبير Louis FAVOREUال يمكن فهم الكيفية التي يتعامل معها القاضي
اإلداري بخصوص مفهوم الحرية األساسية إال من خالل دراسة النطاق الذي جاءت فيه أال وهو إجراء
االستعجال-حرية .1األمر الذي يعني أن تحديد مفهوم الحرية األساسية من وجهة نظر القاضي اإلداري
ال يكون إال من خالل تحليل األوامر االستعجالية الصادرة ضمن الدعوى االستعجالية لحماية الحرية
األساسية.
حاول مجلس الدولة الفرنسي أن يضع تصوًار لمفهوم الحرية األساسية ،وذلك من أجل توحيد
معايير عمل المحاكم اإلدارية ،ل تفادي تكرار مشكلة هذا المفهوم في نطاق نظرية االعتداء المادي .ولهذا
نجده قد طبق كل المعايير التي قدمها الفقه لضبط هذا المفهوم ،الشيء الذي نتج عنه توسع في نطاق
الحرية األساسية منذ أول أمر صدر بشأنها في قضية .Commune de Fauillet
فمجلس الدولة الفرنسي فضل عدم اختيار اتجاه معين بشكل حصري بخصوص تحديد مفهوم
الحرية األساسية ،بل على العكس فقد استند في الوقت نفسه على الحماية المكرسة للحرية من طرف
أيضا على أهمية الحرية في المجتمع من أجل كفالتها كحرية أساسية .2فقد رفض من البداية
النصوص ،و ً
إعطاء تعريف للحرية األساسية ،ثم رفض مواءمة هذه الفكرة مع التعريفات المستخدمة فيما يتعلق بالحقوق
أخير
والحريات الواردة في الدستور أو المعاهدات الدولية ،وبالتالي إعطاء استقاللية ذاتية لهذه الفكرة ،و ًا
رفض تحديد المعايير التي تسمح بتعريفها على وجه الدقة ،ولذلك فقد اكتفى مجلس الدولة باقتراح تعداد
بسيط بمنح أو رفض وصف الحرية األساسية لحرية دون أخرى.3
نظر للغياب شبه الكلي لتدخل القاضي اإلداري االستعجالي الجزائري في تحديد مفهوم الحرية
ًا
األساسية ،وخدمة ألهداف الدراسة ،سنعتمد على األوامر االستعجالية الصادرة عن القضاء اإلداري
الفرنسي ،ومن خالل هذه األخيرة يظهر بأن القاضي اإلداري االستعجالي سار في ثالثة اتجاهات ،وهو
ما يمكن عرضه كاآلتي:
الفقرة األولى -اعتبار كل حرية نص عليها الدستور أو االتفاقيات الدولية حرية أساسية :استلهم قاضي
االستعجال اإلداري في تعريفه للحرية األساسية على جزء كبير من ق اررات المجلس الدستوري الفرنسي،
1
-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », op.cit, p
1740.
2
-Yehia KERKATLY, op.cit, p 143.
3
-Camille BROYELLE, « Procédures d’urgence », Synthèse, LexisNexis, date de fraîcheur : 22 octobre 2019, p
6.
- 395 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وهو ما يؤكد اعتماد القاضي اإلداري ولو بشكل ضمني على اجتهاد القاضي الدستوري ،1األمر الذي
يظهر بشكل واضح من خالل قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية .2Djalout
نظر للنص عليها
اعتبر مجلس الدولة الفرنسي حرية إدارة الهيئات المحلية بمثابة حرية أساسية ًا
في المادة 72من الدستور ،3وكذلك الشأن بالنسبة للحرية الدينية بما تشمله من حرية الفرد في اختيار
عقيدة معينة ،وحريته في ممارسة شعائرها ،فقد قضى بأن حرية التعبير بالشكل المناسب عن المعتقدات
الدينية تعد حرية أساسية تستوجب الحماية المنصوص عليها في المادة L.521-2من قانون العدالة
اإلدارية ،4وكذلك األمر بالنسبة لحرية الرأي والتعبير ،5وحق االنتخاب.6
كما اعتبر مجلس الدولة الفرنسي الحق في الحياة العائلية الطبيعية المنصوص عليه في االتفاقية
األوروبية لحقوق اإلنسان بمثابة حرية أساسية ،7وكذلك الشأن بالنسبة لحق األجنبي في اإلقامة على
األراضي الفرنسية ،إذا ما كان يخشى االضطهاد أو التعذيب في دولته ،وذلك بسبب آرائه الفكرية أو
السياسية ،وذلك حسب ما تنص عليه المادة 33من االتفاقية ذاتها.8
وال يقتصر وصف الحرية باألساسية على ما ورد بالنصوص الدستورية أو الدولية فحسب ،وإنما
يتجاوزه إلى ما نصت عليه مقدمة الدساتير من حقوق وحريات مثل حق ممارسة اإلضراب ،9وكذا حق
المتقاضي في تقديم دفاعه أمام الجهات القضائية المختلفة.10
يتبين من خالل هذه الق اررات بأن القاضي اإلداري غير ملزم بالرجوع إلى المصدر الدستوري من
أجل تكريس مفهوم الحرية األساسية ،لكن اجتهاد مجلس الدولة الفرنسي يظهر بأن القاضي اإلداري
يفضل المصدر الدستوري مقارنة مع باقي المصادر األخرى ،ففي استنتاجاتها حول قضية ،Tlibaأصرت
مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة السيدة Isabelle DE SILVAعلى اإلشارة إلى كل المصادر التي
تكرس لألجانب الحماية لحياتهم األسرية في الدولة الفرنسية ،دون تفضيل لمصدر على آخر ،لكن مجلس
الدولة اختار االستناد على الصيغة الدستورية للحق في الحياة الخاصة.11
1
-Kamal Jawad ALHAMIDAWI, op.cit, p 69.
2
-C.E, ord, 27 mars 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Djalout, Rec. C.E, p 158.
3
-C.E, ord, 12 juin 2002, Commune de Fauillet, A.J.D.A, 2002, p 590.
4
-C.E, ord, 7 avril 2004, Eprux Klicikesen, Rec. C.E, p 820.
5
-C.E, ord, 28 février 2001, Casanovas, R.F.D.A, 2001, p 399.
6
-C.E, ord, 20 avril 2004, Théron et autres, Rec. C.E, p 821.
7
-C.E, ord, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba, R.F.D.A, 2002, p 324.
8
-C.E, ord, 27 mars 2001, Rec. C.E, p 210.
9
-C.E, ord, 24 février 2001, Tibéri, R.F.D.A, 2001, p 629.
10
-C.E, ord, 3 avril 2002, Rec. C.E, p 871.
11
-Kamal ELHAMIDANI, op.cit, pp 72-73.
- 396 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الفقرة الثانية -التحديد القضائي لمفهوم الحرية األساسية يتجاوز ما هو منصوص عليه في الدستور
واالتفاقيات الدولية :طرح التساؤل في فرنسا حول عالقة القاضي اإلداري بالقاضي الدستوري في مجال
الحقوق والحريات العامة؟ وذلك على أساس أن تحديد مفهوم الحرية األساسية ال ينحصر فقط عند
القاضي الدستوري ،بل يمتد إلى القاضي اإلداري االستعجالي .ففكرة أساسية الحرية ال يجب أن تنطبق
بشكل كلي مع المصادر الدستورية أو االتفاقية ،رغم ما لهذه المصادر من أهمية ومكانة لكنها ليست
حصرية ،كما أنها غير كافية لتحديد مفهوم الحرية األساسية.1
اتجه مجلس الدولة الفرنسي إلى إسباغ وصف "الحرية األساسية" على حريات لم يرد النص
عليها في الدستور وال في االتفاقيات الدولية ،وهذا ما طالبت به مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة
الفرنسي السيدة ،Pascale FOMBEURالتي ترى أنه ليست الحريات المنصوص عليها في الدستور أو
التي اعتبرها المجلس الدستوري ذات قيمة دستورية هي وحدها الحريات التي يسقط عليها وصف
"األساسية" لدى القضاء اإلداري االستعجالي.2
هذا األمر يؤكد بأن المعيار المعتد به في قضاء مجلس الدولة الفرنسي للحرية األساسية ،ليس
ورود النص عليها في الدستور وإنما ما تمثله الحرية من قيم ومصالح جوهرية ،تعكس أهميتها.
الفقرة الثالثة -مفهوم الحرية األساسية يتجاوز الحريات إلى الحقوق :ال يقتصر مفهوم الحرية األساسية
في قضاء مجلس الدولة الفرنسي على الحريات بمعناها الدقيق ،بل يمتد ليشمل الحقوق ً
أيضا ،كالحق في
الملكية ،الحق في اللجوء السياسي ،الحق في الحياة الخاصة وغيرها .هذا األمر اعترض عليه بعض
الفقه ،بحجة أن المشرع قصر الحماية المستعجلة على الحريات األساسية فقط دون غيرها ،مما يفيد بعدم
أساسيا.3
ً امتدادها إلى ما ال يعتبر في مفهوم الفقه من الحريات ،حتى ولو اعتبر حًقا
ساير بعض الفقه اتجاه مجلس الدولة ،إذ يرى بأن التفرقة بين الحرية والحق هي تفرقة غير
معيار للتفرقة بينهما ،وحتى أنه على فرض
ًا حقيقية ،بل إنها من المسائل التي عجز الفقه على أن يجد
وجود هذه التفرقة فإن الحريات جميعها بمثابة حقوق معترف بها ،سواء وقع هذا االعتراف عن طريق
1
- Kamal ELHAMIDANI, op.cit, p, 81.
2
-Pascale FOMBRUR, Conclusions sur C.E, 28 février 2001, Casanovas, op.cit, p 399.
3
-Roland VANDERMEEREN, « La réforme des procédures d’urgence devant le juge administratif »,
A.J.D.A, 2000, p 713.
- 397 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
-Jérôme TREMEAU, « Le référé-liberté, instrument de protection du droit de propriété », A.J.D.A, 2003, p
653.
2
-François JULIEN-LAFERRÈRE, note sous C.E, 2 mai 2001, Mme Dziri, req n° 232997, D, 2001, p 3479.
3
-C.E, 25 mars 2003, Mme Sulaimanov, A.J.D.A, 2003, p 166.
-4سميحة لعقابي ،شمس الدين بشير الشريف " ،التوجه الحديث لمجلس الدولة بشأن مفهوم الحرية األساسية" ،مداخلة ضمن
أعمال الملتقى الدولي الثامن الموسوم ب :التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة القانون ،المنظم من طرف كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الشهيد حمة لخضر ،الوادي ،يومي 6و 7مارس ،2018ص .140
-5مرجع نفسه ،ص ص .137-139
- 398 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ما يلفت االنتباه في هذا الشأن أن القاضي اإلداري الجزائري لم يكلف نفسه ولو مرة واحدة عناء
محاولة تحديد مفهوم " الحرية األساسية" ،رغم أنه سبق له استعمال هذا المصطلح ضمن نطاق نظرية
االعتداء المادي ،ولو أنه استخدم مصلح " الحقوق األساسية" عوض " الحريات األساسية".1
هذه الوضعية تثبت بأن القاضي اإلداري الجزائري ال يعير أي اهتمام لمسألة المفاهيم والخوض
في تحديد معنى الحرية األساسية ،رغم أنه مطالب بذلك ما دام المشرع قد أدخل هذا المفهوم ضمن نطاق
اختصاصه ،فالقاضي اإلداري مجبر على تحديد مفهوم الحريات األساسية لتبرير تطبيق دعوى الحماية
المستعجلة التي نص عليها المشرع الجزائري في نص المادة 920من ق.إ.م.إ .وأغلب الظن أنه إذا ما
فصل في منازعات االستعجال الخاصة بالحريات األساسية سيعتمد المعايير ذاتها التي كرسها نضيره
الفرنسي.
-2عناصر الحرية األساسية :يتبين مما سبق ذكره عدم وجود تعريف جامع مانع للحرية األساسية ،لكن
بتحليل مختلف اآلراء الفقهية ،وكذا األحكام والق اررات القضائية يمكننا تحديد العناصر التي يتكون منها
هذا المفهوم ،والتي تنحصر في العنصر الموضوعي للحرية األساسية ،وكذا العنصر الشكلي ،وذلك على
النحو اآلتي:
أ -العنصر الموضوعي للحرية األساسية :يعني هذا العنصر مقدار المنفعة المترتبة على ممارسة حرية
ما ،أو قيمة المصالح المرتبطة بها .ففي الفقه وكذا القضاء ال تتساوى الحريات وإنما تتفاوت في األهمية،
بين ما يطلق عليه حريات الصف األول وحريات الصف الثاني .2فهي حريات قيمتها ترقى إلى وصف
"األساسية" ،وهي قيمة تكتسبها من أنها تقوم على إشباع حاجات جوهرية ال تستقيم الحياة دونها.3
هذا ما قصده مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيد LETOURNEURبقوله أنه
يلزم العتبار حرية ما أساسية ،توافر شرطين :أن تكون الحرية ضرورية وأن تكون محمية ً
قانونا .4فالحرية
األساسية هي التي تتميز من حيث أهمية المصالح المترتبة عنها مقارنة بغيرها من الحريات ،أو كما يعبر
-1عبد القادر عدو " ،استعجال المحافظة على الحريات في القانونين الجزائري والفرنسي" ،مجلة الحقيقة ،العدد ،25جوان ،2013
ص ص .16-15
2
- Michel ROCARD, « Normes de valeur constitutionnelle et degré de protection des droits
fondamentaux », R.F.D.A, 1990, p 317.
-3محمد باهي أبو يونس ،الحماية القضائية المستعجلة للحرية األساسية دراسة لدور قاضي األمور المستعجلة اإلدارية في حماية
الحرية األساسية وفًقا لقانون المرافعات اإلدارية الفرنسي الجديد ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،2008 ،ص .37
4
-Maxime LETOURNEUR, Conclusions sur C.E, 23 novembre 1951, op.cit, p 553.
- 399 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
عنها البعض بأنها حرية لها من األهمية بالنظر إلى المصالح التي تقوم عليها ،مما يستلزم إحاطتها
بحماية قانونية متميزة.1
وقد كشفت التطبيقات القضائية للحماية المستعجلة للحريات األساسية عن توجه لدى مفوضي
الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي في التأكيد على هذا العنصر ،وحث قضاة المجلس على األخذ به
كعنصر مميز لمفهوم الحرية األساسية .فقد قدم مفوض الحكومة السيد Laurent TOUVETأول تقرير
إلى مجلس الدولة الفرنسي في قضية تتعلق بالحماية المستعجلة ،إذ يرى بأن الحرية األساسية تحمل هذا
الوصف بالنظر إلى محلها الذي ينطوي على أهمية بالغة.2
تضيف مفوض الحكومة السيدة Pascale FOMBEURفي تقريرها لمجلس الدولة في قضية
،Casanovasبأن مفهوم الحرية األساسية يستلزم العمل بمعيار مزدوج ،فيجب االعتداد في الوقت نفسه
بمضمون الحرية وكذا بالمنزلة التي يحتلها النص المقرر لها في سلم التدرج القانوني .3وتقصد مفوض
الحكومة بالشق األول لهذا العنصر الذي اقترحته ،أن يكون للحرية من األهمية ما ال يمكن االستغناء
عنها ،وهو ما يؤيدها فيه مفوض الحكومة السيد ،Gille BACHELIERوالذي يرى بأن الحق في الحياة
العائلية ،حرية أساسية بالنظر إلى القيمة السامية التي يحتلها هذا الحق ،وهو ما يستوجب إحاطته
بالحماية المستعجلة ضد كل انتهاك غير مشروع من طرف اإلدارة ينتقص من قدرة الفرد على التمتع بحقه
في حياة عائلية طبيعية.4
بعيدا عن ذلك ،ففي تقريرها المتعلق
ولم تذهب مفوض الحكومة السيدة ً Isabelle DE SILVA
مزدوجا لتحديد هذا المفهوم ،والذي يدور في جزء منه حول طبيعة
ً معيار
ًا بقضية Tlibaنجدها تقترح
الحرية ،وفي جزئه اآلخر بالحماية المقررة لها .إذ ترى بأنه من غير المجدي االكتفاء على الوصف الذي
ي سبغ على الحرية لتحديد ما إذا كانت أساسية أم ال ،وإنما األجدر هو البحث عن األهمية التي تحتلها
الحرية بالنسبة للطاعن .وتقدير هذه األهمية أمر يستقل به قاضي االستعجال اإلداري ،باعتبارها من
وتبعا لظروف ومالبسات كل قضية على حدة.5
مسائل الموضوع التي تختلف من حالة إلى أخرىً ،
إذا كان هذا هو المقصود بالعنصر الموضوعي للحرية األساسية ،فإنه يجسد بذاته شمولية هذا
المصطلح ،وهي شمولية تظهر على مستوى ثالثة عناصر ،الحرية األساسية مفهوم أعم من الحرية
1
-Gille LEBROTON, Libertés publiques et droit de l’homme, Armand-Colin, 5ème éd, Paris, 2001, p 47.
2
- Laurent TOUVET, Conclusion sur C.E, 19 janvier 2001, op.cit, p 378.
3
- Pascale FOMBOUR, Conclusions sur C.E, Sect, 28 février 2001, op.cit, p 399.
4
-Gilles BACHELIER, op.cit, p 261.
5
- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 326.
- 400 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
- Claud-Albert COLLIARD, Liberté publiques, Dalloz, 7ème éd, Paris, 1989, p 22.
2
- Françoise BRENET, « La notion de liberté fondamentale au sens de l’article L.521-2 du CJA », R.D.P,
n°6, 2003, p 1535.
3
- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 324.
4
- Laurent RICHER, « Les droits fondamentaux : une nouvelle catégorie », A.J.D.A, 1998, p 1.
5
- Roland VANDERMEEREN, op.cit, p 706.
6
- T.A, Paris, 9 novembre 2002, Société Brink’s France, A.J.D.A, 2003, p 654.
- 401 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يقصده الفقيه Louis FAVOREUبقوله بأن الحق والحرية يرادف كال منهما اآلخر ،ولذلك فإن التفرقة
بينهما ليست إال تفرقة مصطنعة ال حقيقية.1
إن حصر مفهوم الحرية األساسية على الحريات بمعناها الضيق دون الحقوق ،يخالف االتجاه
القضائي الحالي لمجلس الدولة الفرنسي ،والذي طبقه مع دخول قانون االستعجال أمام الجهات القضائية
اإلدارية حيز التنفيذ ،إذ اعتبر حق اللجوء السياسي يشكل حرية أساسية ،2وكذلك الحق في الصحة،3
والحق في حياة عائلية مستقرة ،4والحق في الحصول على موافقة المريض على إجراء عملية جراحية.5
وعليه ،فيجب عدم التوقف عند تحديد مفهوم الحرية األساسية على الوصف الخارجي ،وإنما يجب
البحث عما إذا كان محل االعتداء على الحرية له من القيمة واألهمية ما يبرر إسباغ الحماية القانونية
المطلوبة من عدمه ،فإذا كانت له هذه األهمية استحق وصف الحرية األساسية ،حتى ولو كان في أصله
يدخل ضمن فئة الحقوق ال الحريات بمعناها الدقيق .فالحرية األساسية مفهوم له من االتساع ما يجعل
من الصعب قصره على الحرية بمعناها الدقيق.6
الفقرة الثالثة -الحرية األساسية مفهوم إن لم يستغرق الحقوق والحريات لذاتها يشملها لغيرها :يدل
هذا المظهر على عمومية مفهوم الحرية األساسية وشموليته للحقوق والحريات ،إن لم يكن العتبارها في
ذاتها ،فلما يترتب على االعتراف بها من حماية لحقوق وحريات تكون أولى بالحماية .فهنا نجد بأن
االعتراف بحماية حرية أو حق معين كشرط من أجل التمتع بحرية أو حق آخر له قيمة أكبر.7
تقول في هذا الشأن مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة Isabelle DE SILVA
أن الحق في الحياة العائلية المستقرة حرية أساسية ال ألنه كذلك ،وإنما العتبار الحق في الحياة العائلية
المستقرة حق مفترض بصفة أولية لحماية مجموعة أخرى من الحقوق والحريات كحرية الشخص في
الزواج وتكوين أسرة ،فليس هناك أدنى شك في اعتبار هذه الحرية في مقدمة الحريات األساسية.8
كما ترى مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة Pascale FOMBEURفي
استنتاجاتها حول قضية Casanovasبأن فصل السيد Casanovasمن عمله كمدرب في جهاز اإلطفاء
1
-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », op.cit, p
1740.
2
-C.E, ord, 12 janvier 2001, Mme Hyacinthe, A.J.D.A, 2001, p 589.
3
-T.A, Nantes, 18 septembre 2004, Garde des sceaux-ministre de la justice, A.J.D.A, 2004, p 1653.
4
- C.E, sec, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ M me Tliba, R.F.D.A, 2002, p 324.
5
- C.E, ord, 16 août 2002, Mme V et L.F, J.C.P, 2002, 2, n° 10184.
6
- Richard GHEVONTIAN, « Le référé-liberté : une procédure prometteuse », D, 2001, p 1748.
7
- Olivier LECUCQ, note sous C.E, 25 mars 2003, Sumaimanove, A.J.D.A, 2003, p 1662.
8
- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 330.
- 402 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
اعتداء على حرية أساسية ،على اعتبار أن الحق في العمل ليس بذاته حرية أساسية ،ال النعدام
ً ال يمثل
أهميته ،وإ نما الفتقاره للعنصر اآلخر في مفهوم الحرية األساسية ،أال وهو عنصر االعتراف التشريعي
قانونا ،حيث أن الحق في العمل ورد ضمن الحقوق التي نصت عليها مقدمة الدستور،
بالحرية وتنظيمها ً
كالتزام يخاطب به المؤسس الدستوري المشرع لصياغة وتنظيم ممارسة هذا الحق ،وال يخاطب به
القاضي.1
اعتداء على حرية
ً لهذا فإن االعتداء على حق العمل من خالل إجراء الفصل ال يعتبر بذاته
أساسية ،ولكن في الحالة التي يكون هذا اإلجراء قد تم بسبب آراء واتجاهات الموظف السياسية ،فهنا
اعتداء على حرية أساسية وهي حرية الرأي والتعبير ،وهو ما يستوجب حماية
ً يشكل الفصل من العمل
اعتداء على حرية الرأي والتعبير .ولهذا اعتبر مجلس
ً اعتبار بأن االعتداء عليه يمثل
ًا الحق في العمل
اجعا ألسباب وظيفية تتعلق بالطاعن وكفاءته ،وليس له عالقة بآرائه ،وهو األمر
الدولة أن الفصل كان ر ً
اعتداء على حرية أساسية حسب مفهوم المادة L.521-2
ً الذي يقود إلى القول بأن إجراء الفصل ال يمثل
من قانون العدالة اإلدارية.2
وهو المسلك ذاته الذي قاد مجلس الدولة الفرنسي إلى اعتبار الحق في اللجوء بمثابة حرية
سلبا على الحقوق والحريات األخرى التي تثبت
أساسية ،وذلك عندما وجد بأن المساس بهذا الحق ينعكس ً
للشخص بمجرد االعتراف له بصفة الالجئ ،إذ تمنح هذه الصفة لالجئ الحق في اإلقامة على اإلقليم
الفرنسي ،كما يتمتع بالحقوق والحريات التي يكفلها القانون لألجانب.3
ب -العنصر الشكلي للحرية األساسية :إذا كان العنصر الموضوعي للحرية األساسية يظهر مقدار
األهمية التي تحتلها الحرية ،فإن العنصر الشكلي يكشف عن مكانتها ضمن هرم تدرج القواعد القانونية.
هذا العنصر يشكل الجانب الثاني للمعيار المزدوج المكرس من طرف القاضي اإلداري منذ بداية تطبيق
نظام الحماية المستعجلة للحريات ،ومفاده أن الحرية ال تكتسب صفة "األساسية" إال من النص الذي
يعترف بها.
إلبراز دور العنصر الشكلي للحرية األساسية ،يتطلب األمر التطرق إليه من اتجاهات مختلفة
أخير نطاق تطبيق الحرية
هي :مصادر االعتراف بالحرية األساسية ،طبيعة االعتراف بالحرية األساسية ،و ًا
األساسية ،وذلك على النحو اآلتي:
1
-Pascale FOMBEUR, Conclusions sur C.E, 28 février 2001, op.cit, p 399.
2
-C.E, 28 février 2001, Casanovas, R.F.D.A, 2001, p 406.
3
-C.E, ord, 12 janvier 2001, Mme Hyacinthe, précité.
- 403 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الفقرة األولى -مصادر االعتراف بالحرية األساسية :من خالل الق اررات األولى الصادرة عن مجلس الدولة
الفرنسي بعد بداية تطبيق قانون االستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية ،يظهر مدى االرتباط بين
الحرية األساسية بمفهوم المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية والحريات المعترف بها بموجب
النصوص الدستورية أو االتفاقيات الدولية أو النصوص التشريعية .1على الرغم من أن مفهوم الحرية
األساسية كأساس لتدخل القاضي اإلداري االستعجالي ال يشمل كل الحقوق والحريات التي ينص عليها
الدستور ،فبواسطة إجراء الحماية المستعجلة تم االعتراف لحق الملكية بالصفة "األساسية" ،2وعلى العكس
من ذلك لم يتم إسباغ الصفة األساسية على الحق في السكن.3
يكون االعتراف بالصفة األساسية للحرية عندما يرد النص عليها في الدستور أو االتفاقيات
الدولية أو النصوص التشريعية أو إحدى المبادئ العامة للقانون .هذه التراتبية تدل على أن األداة القانونية
التي تقرر الحرية األساسية ليست على درجة واحدة ،وتب ًعا لمكانة هذه األداة تكتسب الحرية درجتها في
تبعا لمكانة النص القانوني الذي يعترف بها.4
تدرجا ً
القيمة ،أي أنها تحوز ً
فكما تقول مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة ،Isabelle DE SILVAحتى
يمكن اعتبار حرية ما أنها حرية أساسية حسب نص المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية ،على
القاضي اإلداري االستعجالي أن ينطلق في بداية بحثه عما إذا ورد النص عليها في النصوص الدستورية
أخير عند
أو ال ،فإذا لم يجد فينتقل إلى البحث في االتفاقيات الدولية ،وبعدها في النصوص التشريعية ،و ًا
عدم النص عليها في كل المصادر السابقة يبحث عنها ضمن المبادئ العامة للقانون.5
على هذا األساس اعتمد مجلس الدولة الفرنسي على نص المادة 72من الدستور إلضفاء صفة
"األساسية " على حرية الجماعات اإلقليمية في إدارة شؤونها على نحو ما يعرف بحرية اإلدارة المحلية،6
كما استند على نص المادة 8من االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان العتبار الحق في الحياة العائلية
الطبيعية حرية أساسية.7
أحيانا يقوم القاضي اإلداري االستعجالي بتكييف الحرية على أنها أساسية إذا ما تم النص عليها
ً
بموجب القوانين العادية ،وهو ما كرسه مجلس الدولة الفرنسي عندما اعتبر حرية االتصاالت حرية
1
-Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, n° 103, p 788.
2
- Martine OMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, op.cit, p 466.
3
- C.E, ord, 3 mai 2002, Association de réinsertion sociale du Limousin, A.J.D.A, 2002, p 818.
4
-Pascale FOMBEUR, Conclusions sur C.E, 28 février 2001, op.cit, p 399.
5
- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 324.
6
- C.E, 18 janvier 2001, Commune Venelles (Bouches-du-Rhône), R.F.D.A, 2001, p 378.
7
- C.E, sec, 30 octobre 2001, précité.
- 404 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بناء على النص عليها بموجب قانون 30ديسمبر 1986المتعلق باالتصاالت السمعية
أساسيةً ،
والبصرية.1
كما استند القاضي اإلداري إلى فكرة المبادئ العامة للقانون ليضفي صفة " األساسية" على حرية
معينة ،إذ اعتبر القاضي اإلداري االستعجالي حق الدفاع بمثابة حق أساسي ،له معنى الحرية األساسية
المكرسة بموجب المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية.2
ونيا لبعض الحقوق والحريات، وإذا كانت المبادئ العامة للقانون قد شكلت في مرحلة ما ً
سندا قان ً
يجيا بفعل تزايد االهتمام الدولي والوطني بموضوع الحقوق والحريات ،الشيء
إال أن أهميتها قد تقلصت تدر ً
الذي نتج عنه تقنين معظم الحقوق والحريات التي كانت مكرسة بموجب المبادئ العامة للقانون.3
لهذا يقول األستاذ Patrick WACHSMANNباستحالة االلتزام بالمصادر الدستورية لتحديد
مفهوم الحرية األساسية ،بالمعنى الذي قصده المشرع في المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية،
وذلك في رده على الفقيه الكبير Louis FAVOREUالذي حصر مصادر االعتراف بالحرية األساسية
في الدستور والمعاهدات الدولية .رغم أن ق اررات مجلس الدولة التي استندت على التشريعات العادية تبدو
قليلة ،لكن فيها داللة على توسيع القاضي اإلداري لمصادر االعتراف بالحرية األساسية.4
إذ اعتبر القاضي اإلداري االستعجالي حق المريض الراشد في الموافقة على أخذ وصفة طبية
عندما يكون في مقدوره التعبير عن إرادته بمثابة حرية أساسية ،ناتجة عن أحكام قانون الصحة العمومية،
رغم أنه من الممكن ربط هذه الحرية األساسية بالمبدأ الدستوري الذي ينص على الحرية الشخصية ،لكن
األمر الصادر عن مجلس الدولة ال يشير إلى ذلك ،واتجه إلى تأسيس الحكم على النص التشريعي فقط.5
وعليه ،فإنه من الناحية العملية نجد بأن القاضي اإلداري يحوز على سلطة تقديرية واسعة بشأن
وضع تصور لمفهوم الحرية األساسية ،وهذا ما دفع مجلس الدولة إلى تجاوز كل المعايير الفقهية التي
وضعت لتحديد هذا المفهوم ،حيث تجاوز التحديد الدستوري واالتفاقي عندما اعتبر بأن الحريات
دوليا ليست بالضرورة تكون أساسية ،والعكس صحيح إذ من الممكن أن المنصوص عليها دستورًيا أو ً
تكون الحرية أساسية رغم عدم النص عليها في الدستور أو االتفاقيات الدولية.
1
- C.E, ord, 24 février 2001, précité.
2
- Richard GHEVONTIAN, note sous C.E, 24 février 2001, Tibéri, D, 2001, p 1748.
-3شمس الدين بشير الشريف ،مرجع سابق ،ص .47
-Patrick WACHSMANN, « L’atteinte grave à une liberté fondamentale », R.F.D.A, janvier 2007, p 58.
4
5
-C.E, ord, 16 août 2002, Mme Feuillatey, Rec. C.E, p 309.
- 405 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الفقرة الثانية -طبيعة االعتراف بالحرية األساسية :يثير االعتراف بالحق أو الحرية تساؤًال مفاده :هل
وتلقائيا صفة الحرية
ً النص على الحق أو الحرية في أي من المصادر السابق ذكرها يكسبها بالضرورة
األساسية؟
قبل اإلجابة على هذا التساؤل ،من المفيد أن نشير إلى أنه قبل استخدام القاضي اإلداري لهذا
الوصف بشكل منهجي في إطار الحماية المستعجلة للحريات ،فلم يكن تعبير "الحرية األساسية" بالغريب
بالنسبة له ،1فقد استعمله من قبل في وصف حرية التنقل ب":األساسية" في قضية .2Peltier
بتحليل أحكام وق اررات القضاء اإلداري الفرنسي ،يتبين بأن القاضي اإلداري يرى أنه ليس كل
موجبا العتبارها حرية أساسية ،فالعبرة ال تكون في مجرد االعتراف
ً اعتراف بالحرية مهما كان مصدره،
وإنما بطبيعة هذا االعتراف نفسه ،أي أن األساس هنا ال يكون بوجود نص على حرية معينة في أي من
المصادر القانونية ،وإنما بالصيغة التي جاء عليها ،وما إذا كانت تكشف عن إمكانية المطالبة بحماية هذه
الحرية عن طريق القضاء.3
صيغة االعتراف التشريعي بالحرية ،والتي على أساسها تتحدد طبيعتها تكون في شكلين ،صيغة
توجيهية وأخرى الزامية ،فاألولى ترد في صيغة عامة ،بغير تنظيم لكيفية ممارسة الحرية أو الحق ،فهنا ال
قضائيا ،فال يكون االعتراف وفق هذه
ً يكون ألصحاب المصلحة الحق في المطالبة بحماية الحرية
إعالنا للنوايا ،يخاطب به المؤسس الدستوري المشرع وليس القاضي اإلداري .وهذا ما جاء
ً الصيغة سوى
في استنتاجات مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة Isabelle DE SILVAبقولها بأن
الحرية تتجرد من صفة األساسية عندما يرد النص عليها دستورًيا في صياغة عامة ،وحين يتوجب تدخل
إيجابيا لتنظيم ممارستها.4
ً تدخال
ً الدولة
وهو االتجاه نفسه الذي قالت به مفوض الحكومة السيدة ،Pascale FOMBEURحيث أشارت
كمثال على ذلك إلى الحق في المواطنة ،الوارد في مقدمة دستور ،1946إذ ترى بأن هذا الحق ال يعتبر
أساسيا رغم االعتراف الدستوري به ،ألن هذا مجرد خطاب من المؤسس الدستوري للمشرع ال للقاضي
ً
اإلداري ،وعليه ال توجد إمكانية للمطالبة به أمام القضاء ،ولذا ال يمكن تصنيفه ضمن الحريات
1
- C.E, Ass, 8 avril 1987, n° 55895, Ministre de l’Intérieur c/ Peltier, Rec. C.E, 1987, p 128.
2
- Bertrand TAURE, « Juge administratif des référé statuant en urgence- Référé-liberté », JurisClasseur
Justice administrative, LexisNexis, Fasc.51, date du fascicule : 15 octobre 2016, p 10.
3
- Bertrand MATHIEU, Michel VERPEAUX, Contentieux constitutionnel des droits fondamentaux, L.G.D.J,
Paris, 2002, p 276.
4
- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 329.
- 406 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
األساسية ،1ألن هذه الحالة تعني غياب إرادة المؤسس الدستوري في االعتراف بحقوق وحريات معينة
قضائيا بذاتها.2
ً تكون قابلة للمطالبة
أما صيغة االعتراف اإللزامية ،فهي على خالف الصيغة التوجيهية ،فخالصة الموضوع أن
لصيغة االعتراف بالحرية أثر مزدوج ،األول مفاده أن الحرية يمكن أن تكون أساسية رغم عدم النص
عليها في الدستور أو االتفاقيات الدولية ،ويحدث ذلك عند النص عليها في تشريع عادي أو مبدأ من
المبادئ العامة للقانون ،أما الثاني فمفاده أن الحرية يمكن أن تتجرد من الصفة األساسية رغم االعتراف
بها في نصوص الدستور أو االتفاقيات الدولية طالما كان هذا االعتراف يحمل معنى التوجيه فقط.3
الفقرة الثالثة -المصلحة الفردية المحمية بموجب الحرية األساسية :إن التصور التقليدي لمفهوم الحرية
مقتصر على الشخص الطبيعي أو األشخاص االعتبارية الخاصة ،إذ لم يتبادر
ًا يجعل االعت ارف بها
لألذهان أنه يمكن االعتراف بها لألشخاص المعنوية العامة ،ألنه ال يتصور أن يمارسها إال األفراد أو
األشخاص االعتبارية الخاصة.4
حيث يمكن االعتراف للشخص المهني الخاص بمجموعة من الحريات األساسية التي تتفق مع
طبيعته ،كحق المليكة ،حرية العمل ،حرية الصناعة والتجارة .وبالمقابل ال يمكن االعتراف بتمتعه ببعض
الحقوق والحريات األساسية المالزمة لصفة اإلنسان الطبيعي.
لهذا يرى بعض الفقه بأن تطبيق إجراء الحماية المستعجلة للحريات األساسية أدى إلى تكريس
يلجأ الشخص العام إلى القاضي اإلداري االستعجالي لطلب الحماية المستعجلة لحرياته التي وقع االعتداء
عليها سواء من طرف شخص معنوي عام أو من طرف األشخاص الطبعيين ،رغم أنه يملك دفع هذا
االعتداء دون الحاجة لتدخل القاضي اإلداري.1
بينما يذهب رأي آخر إلى القول بأنه ليس هناك ما يمنع االعتراف للشخص االعتباري العام
بالحقوق والحريات التي يتمتع بها األفراد الطبيعيين .فاألشخاص االعتبارية اإلقليمية تمارس ً
فعال جملة
من الحريات التي تتطلبها عملية إدارة شؤونها المحلية كاالنتخابيات ،وإنشاء وتنظيم الوحدات التابعة لها،
وحرية التعاقد ،وغيرها من الحقوق والحريات التي تتناسب مع طبيعتها.2
وهذا ما يدعمه مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيد Laurent TOUVETفي
تقريره أمام مجلس الدولة ،في أول قضية طرحت فيها إشكالية االعتراف لألشخاص االعتبارية العامة
بالحقوق والحريات األساسية .إذ يرى أنه ليس هناك ما يحول دون تمتع الشخص المعنوي العام بمثل ما
يتمتع به الشخص الطبيعي من حريات ،وهذا على أساس أن نص المادة L.521-2من قانون العدالة
اإلدارية لم يقصر مفهوم الحرية األساسية على أشخاص بعينها ،بل جاء مطلًقا ،مما يفيد شموله للشخص
االعتباري العام .حيث من المتصور أن يعتدي شخص معنوي عام على حرية شخص معنوي عام آخر،
كأن يقع االعتداء على حق الملكية ،كما يمتلك الشخص االعتباري اإلقليمي حرية إدارة شؤونه دون تدخل
الدولة ،وهو حق معترف به بموجب المادة 72من الدستور الفرنسي.3
وما يعزز هذه اإلمكانية ،أنه ال يوجد سند تشريعي يحصر مجال االستفادة من الحماية المقررة
للحرية األساسية ،بل تركها على إطالقها لتستوعب األشخاص الطبيعية وكذا المعنوية الخاصة أو العامة.
وذلك رغبة من المشرع في إضفاء أكبر قدر من الفعالية على إجراء الحماية المستعجلة للحريات
األساسية.4
في المحصلة يمكن القول بأن هناك من الحقوق والحريات ما يتنافى مع صفة األشخاص
نظر لطبيعة تلك الحقوق والحريات .فإذا كان من الممكن تصور أن هذه األشخاص يمكنها
االعتباريةً ،ا
ممارسة بعض الحريات كالتعاقد أو الصناعة أو التجارة أو االجتماع ،أو حق الملكية ،فإنه ال يمكن
تصور أن يتم االعتراف لها بحرية التنقل أو الحق في الحياة العائلية أو اللجوء السياسي.1
طا ،فقصر االعتراف لألشخاص
موقفا وس ً
لهذا نجد بأن الدستور الفرنسي لسنة 1958اتخذ ً
االعتبارية على الحق في حرية إدارة شؤونها المحلية ،وهي حرية من الشمول بحيث تستغرق غيرها من
الحقوق والحريات التي تتطلبها إدارة شؤون الهيئة اإلقليمية ،من خالل المجالس المنتخبة ،حتى تضمن
ومنعا للتدخل في شؤونها.2
استقالليتها اتجاه السلطات المركزيةً ،
وهو ما طبقه مجلس الدولة الفرنسي ،عندما أكد بأن حرية إدارة األشخاص االعتبارية المنصوص
عليها في المادة 72من الدستور ،تعتبر واحدة من الحريات األساسية المعترف بها لهذه األشخاص،
وبالتالي تشملها الحماية المستعجلة التي أقرها المشرع بموجب نص المادة L.521-2من قانون العدالة
اإلدارية للحريات األساسية ،3وهو ما يؤكد بشكل قاطع على صحة االعتراف بالحريات األساسية لهذه
األشخاص ،مع مراعاة ما يتوافق مع طبيعتها الخاصة.
يمكن القول بأن كل هذه الخصائص والعناصر التي تساهم في تحديد معالم الحرية األساسية،
دوليا
نصا دستورًيا أو ً
تعطي في المقام األول األولوية لمرتبة المصدر الذي ينص على الحرية ،سواء كان ً
يعيا ،ثم في المقام الثاني طبيعة وأهمية المحل الذي تحميه الحرية ،سواء كان لفائدة شخص طبيعي
أو تشر ً
أو معنوي.
ثانيا -األساس القانوني للحرية األساسية :تراوح التكريس القانوني لمصطلح الحرية األساسية بين
النص صراحة على ذلك ضمن أحكام الدستور أو العكس ،بينما نجد بأن المشرع كرس صراحة هذا
المصطلح ،لهذا تقتضي الدراسة عرض األساس القانوني للحرية األساسية في القانون الفرنسي ( ،)1ثم
التطرق بعدها لموقع هذه الفكرة في القانون الجزائري (.)2
-1األساس القانوني للحرية األساسية في القانون الفرنسي :نستعرض األساس القانوني للحرية
األساسية في القانون الفرنسي من خالل موقف كل من المؤسس الدستوري وكذا المشرع العادي ،وذلك
على النحو اآلتي:
أ -الحرية األساسية في الدستور الفرنسي :تشمل الدساتير الفرنسية المتعاقبة في الدساتير الثورية،
دساتير نابليون والمواثيق التي اعقبتها من سنة 1792إلى سنة ،1848والتي تناولت جميعها غالبية
1
- François BERNET, op.cit, p 1535.
2
- Jean-Claude DOUENCE, note sous C.E, 12 décembre 2003, Département des Landes, R.F.D.A, 2004, p 525.
3
- C.E, 24 janvier 2002, Commune de Beaulieu-sur-Mer, Rec. C.E, p 867.
- 409 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
مبادئ إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ،1789ودستور اإلمبراطورية الثانية لعام ،1852والقوانين
الدستورية لسنة ،1875التي تميزت بالتكريس التشريعي للحريات العامة ،ودستور الجمهورية الرابعة الذي
انفرد بديباجة للحقوق والحريات العامة ،و ًا
أخير دستور الجمهورية الخامسة لعام 1958الذي كرس الحماية
الدستورية للحريات العامة.1
من خالل هذه الدساتير ،نجد بأنها ال تتضمن أي إشارة لعبارة " الحريات األساسية" ،حيث اكتفت
بالتأكيد على الحريات العامة التي تضمنها إعالن حقوق اإلنسان والمواطن الفرنسي لسنة .21789
أما الدستور الفرنسي الحالي (دستور )1958فقد استعمل عبارة " الحريات العامة" ،ضمن نص
المادة ،34التي حددت مجال اختصاص السلطة التشريعية بوضع القواعد المتعلقة بالحقوق المدنية
والضمانات األساسية التي يتمتع بها المواطنون لممارسة الحريات العامة ،3كما استعمل المؤسس
الدستوري عبارة " الحرية الفردية" " "La liberté individuelleضمن نص المادة .66
ب -الحرية األساسية في التشريع الفرنسي :ظهر مفهوم " الحرية األساسية" " La liberté
" fondamentaleألول مرة ضمن قانون االستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية في نص المادة ،4
والتي تم إدماجها ضمن قانون العدالة اإلدارية تحت رقم .4L.521-2
لم يقدم المشرع الفرنسي تعر ًيفا لمفهوم الحرية األساسية التي نص عليها في المادة L.521-1من
قانون العدالة اإلدارية ،رغم أن هذا المفهوم قد استخدم قبل ذلك من طرف المجلس الدستوري الفرنسي
والمحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان ،وكذا من طرف المحاكم العادية.5
كما لم يقم أصحاب مشروع إصالح إجراءات االستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية بإعطاء
تعريف لمفهوم الحريات األساسية ،والتي تبرر استعمال القاضي اإلداري لسلطاته من أجل حماية هذه
الحريات ،رغم أن الفرصة قد أتيحت لفريق العمل المكلف بإعداد مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة
من أجل شرح مفهوم الحرية األساسية عند مناقشة مجال تطبيق إجراء االستعجال-حرية ،حيث انقسم
-1آالء محمد الفيلكاوي ،دور القضاء الدستوري في حماية الحقوق والحريات العامة دراسة مقارنة ،المكتب الجامعي الحديث،
اإلسكندرية ،2018 ،ص .189
-2محمد بودالي " ،القضاء اإلداري والحريات العامة" ،مجلة العلوم القانونية واإلدارية ،العدد ،2008 ،04ص .11
3
- Art 34 Constitution du 4 octobre 1958, op.cit, dispose que : « La loi fixe les règles concernant :
-les droits civiques et les garanties fondamentales accordées aux citoyens pour l'exercice des libertés
» …publiques
4
- Loi n° 2000-597, du 30 juin 2000, relative au référé devant les juridictions administratives, JORF n°151, du 1
juillet 2000.
5
- Marc DE MONSEMBERNARD, « Référé d’urgence : le référé-liberté », Répertoire de contentieux
administratif, Dalloz, février 2020, Dalloz, p 7.
- 410 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
النقاش إلى فريق يرى بضرورة أن يغطي هذا اإلجراء جميع الحقوق والحريات ،وفريق آخر طالب بضرورة
قصر تطبيقه على حماية الحريات األساسية.1
دور بالغ األهمية في تطبيق اإلجراءات الجديدة التي استحدثها
إن مفهوم الحرية األساسية سيلعب ًا
المشرع الفرنسي بموجب المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية ،والذي أطلق عليه تسمية
االستعجال-حرية .2هذه المادة حددت شروط تطبيق هذا اإلجراء الجديد ،لكنها من جهة أخرى لم تتضمن
تعر ًيفا لهذه الشروط ومن ضمنها تعريف الحرية األساسية ،ويفسر ذلك بأن المشرع منح لقاضي
االستعجال اإلداري مهمة تحديد هذا المفهوم ضمن مجال دعوى االستعجال-حرية ،هذه المهمة ليست
غالبا ما يطبق على المنازعات اإلدارية قواعد غير مكتوبة يقوم هو
بالغريبة على القاضي اإلداري ،فهو ً
بتحديد محتواها.3
-2األساس القانوني للحرية األساسية في القانون الجزائري :نستعرض هذا األساس من خالل عرض
موقف كل من المؤسس الدستوري وكذا المشرع العادي ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -موقف المؤسس الدستوري الجزائري من الحرية األساسية :استعمل المؤسس الدستوري مصطلح
الحرية األساسية في المادة 9من الدستور التي تنص على " :يختار الشعب لنفسه مؤسسات ،غايتها
ما يأتي - ...:حماية الحريات األساسية للمواطن.4 "...
جليا بأن المؤسس الدستوري الجزائري استعمل بشكل صريح مصطلح الحرية األساسية،
يتضح ً
لكنه لم يتعرض لتعريفها أو تحديد مشتمالتها ،واالختالف بينها وبين المفاهيم األخرى القريبة منها مثل
الحقوق األساسية ،الحريات العامة والحريات الفردية.
يمكن القول بأن مفهوم الحريات األساسية ال يقتصر فقط على تلك التي نصت عليها الوثيقة
الدستورية ،بل يتعداها إلى غيرها من الحريات المكفولة بموجب نصوص أخرى تحت دستورية ،ألن القول
بخالف ذلك يقود إلى نتيجة غير منطقية تحصر الحماية القضائية على الحريات التي وردت في
النصوص الدستورية فقط .كما أن تعدد المصطلحات التي استعملها المؤسس الدستوري لوصف الحريات
(أساسية ،فردية ،جماعية وعمومية) ليس له أي آثار قانونية على مستوى التطبيق ،وإنما هو تعبير له
1
- Laurence CORRE, « Les droits-créances et le référé-liberté », R.D.A, n° 2, février 2012, étude 3, p 2.
2
- Yahia KARKATLY, Le juge administratif et les libertés publiques en droit libanaise et français, thèse pour le
grade de docteur en droit public, spécialité sciences juridiques, Université de Grenoble, 2013, p 24.
3
- Ibid, p 196.
-4المادة 9من التعديل الدستوري لسنة ،2020مرجع سابق .وقد تكرر استعمال مصطلح الحريات األساسية في المواد 57 ،35
و.223
- 411 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1شمس الدين بشير الشريف ،الحماية الخاصة للحريات األساسية من طرف قاضي االستعجال اإلداري في الجزائر ،أطروحة مقدمة
لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،2018 ،1ص .33
-2فيروز براني ،مرجع سابق ،ص ص .33-32
-3غنية نزلي ،مرجع سابق ،ص .80
-4شمس الدين بشير الشريف ،الحماية الخاصة للحريات األساسية ،مرجع سابق ،ص .33
- 412 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
إن تكريس المشرع لمفهوم الحرية األساسية ضمن مجال في غاية األهمية والدقة أال وهو الحريات
العامة ،يعتبر خطوة تشريعية هامة وتحول كبير في تطور القضاء اإلداري نحو منح فعالية للقاضي
اإلداري من خالل توسيع سلطاته المتعلقة بحماية الحريات األساسية ،غير أن تطبيق هذا المبدأ يظل
متوقفا على تحديد مفهوم الحريات األساسية.1
ً
ونتيجة الختالف وتضارب األفكار والمذاهب الفكرية حول مفهوم الحقوق والحريات بصفة عامة،
فقد اختلفت نتيجة لذلك آراء ومواقف الفقه حول تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل ،فهناك من أدمجها
ضمن مفهوم الحرية الشخصية ( ،)1كما أنها تخضع للتقييد باعتبارها حرية نسبية (.)2
-1حرية التنقل جزء من الحرية الشخصية :1ارتقى المؤسس الدستوري بالحرية الشخصية بأن جعلها
غالبا على أن الحرية الشخصية حق طبيعي ،وهي
طبيعيا يحميه بمبادئه ونصوصه ،فالدساتير تنص ً
ً حًقا
مصونة ال تمس ،وفيما عدا حالة التلبس ال يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته
بأي قيد أو منعه من التنقل إال بموجب أمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع ،ويجب أن
يصدر هذا األمر من القاضي المختص أو النيابة العامة ،وفًقا ألحكام القانون .وحرية التنقل على هذا
النحو ،من أهم مشتمالت الحرية الشخصية.2
لهذا يرى جانب من الفقه بأن الطبيعة القانونية لحرية التنقل هي أنها تندرج ضمن الحرية
الزما لقيام الحقوق والحريات العامة األخرى،3
الشخصية ،فهي تعتبر حرية أساسية باعتبار أن وجودها ً
وذلك ألن جوهر هذه الحرية يمثل قيمة أساسية لإلنسان بما تحمله من إمكانية الحركة داخل الدولة بكل
حرية دون اشتراط الحصول على أي ترخيص من أجل التنقل ،كما تتضمن ً
أيضا القدرة على الخروج
والعودة إلى الدولة في أي وقت.4
يرى هذا االتجاه الفقهي بأنه ال قيمة لتقرير بعض الحقوق والحريات العامة األخرى إذا لم يتقرر
إلى جانبها تمتع الفرد بحرية التنقل ،أي االمتناع عن فرض القيود على تنقل الفرد أو منعه من ذلك ،كعدم
جواز القبض عليه أو حبسه أو إبعاده دون أساس قانوني ،فإذا سمح للسلطات اإلدارية بممارسة سلطة
مطلقة في تقييد حرية األفراد في التنقل فإنها تستطيع بالنتيجة أن تحرمهم من ممارسة حقوقهم وحرياتهم
العامة األخرى كالحق في االنتخاب ،العمل ،الحرية األكاديمية ،حرية الصناعة والتجارة وغيرها.5
-1تعرف الحرية الشخصية بأنها حق الفرد في أن يأمن على نفسه وماله وعرضه من ناحية ،وأن يتنقل داخل البالد وخارجها دون
قيود من ناحية ثانية .كما تعرف بأنها مجموعة الحقوق والحريات التي تستهدف حماية اإلنسان في ذاته سواء من الجانب المادي،
أساسا بجسم اإلنسان ،أو من الجانب المعنوي الذي يتعلق بالنشاط الذهني أو الفكري لإلنسان .أنظر سامي جمال الدين،
الذي يتصل ً
القانون الدستوري والشرعية الدستورية على ضوء قضاء المحكمة الدستورية العليا المصرية ،ط الثانية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
،2005ص .344
-2مها علي إحسان محمد العزاوي ،مرجع سابق ،ص .58
-3عبد الحميد متولي ،القانون الدستوري واألنظمة السياسية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،1981 ،ص ،153ص .101
4
- Henri OBERDORFF, op.cit, p 282.
-5مها علي إحسان محمد العزاوي ،مرجع سابق ،ص .59
- 414 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-2حرية التنقل حرية نسبية :يرى جانب من الفقه بأن حرية التنقل من الحريات النسبية ،أي أنها ليست
مطلقة ،بل يخضع األفراد عند ممارستهم لهذه الحرية إلى عدة قيود تفرض في إطار احترام القانون،
وحماية النظام العام ،وكذا مراعاة ممارسة الحقوق والحريات العامة األخرى ذاتها.1
للدولة الحق في تنظيم ممارسة حرية التنقل ،وهذا عن طريق اتخاذ مختلف اإلجراءات التي تمس
ظا على األمن العام وسالمة الدولة في
بهذه الحرية ،وأن تجعل ممارستها تخضع لضوابط معينة ،وهذا حفا ً
الداخل والخارج .2فالدستور يفرض التوازن بين المصالح المشروعة للدولة من جهة ،وممارسة األفراد
لحرية التنقل من جهة أخرى ،لذلك فإذا كانت المقتضيات الدستورية قد اعترفت بهذه الحرية فإنها مع ذلك
قد منحت للمشرع االختصاص في تحديد الحاالت التي يجوز فيها تقييد ممارسة حرية التنقل بشكل
قانوني.3
هذه القيود يجب أن تكون في أضيق الحدود ،ولفترة مؤقتة ،وضمن الحدود التي رسمها القانون،
وكل ذلك تحت رقابة القاضي اإلداري .فممارسة اإلدارة لسلطاتها المخولة لها كسلطة ضبط إداري يجب
أن ال يترتب عليها إلغاء ممارسة األفراد للحريات المكفولة لهم بموجب النصوص الدستورية والتشريعية.
فالحظر المطلق للحرية يعني إلغائها ،وليس لإلدارة أن تلغي حرية معترف بها من طرف النصوص
القانونية ،أما الحظر النسبي الذي يقتصر على منع الممارسة في مكان معين أو وقت معين فإن القضاء
اإلداري يجيزه بعد أن يتأكد من ضرورة اإلجراء الضبطي لحفظ النظام العام.4
رغم أن حرية التنقل هي الركيزة األساسية لممارسة باقي الحقوق والحريات األخرى ،إال أن المشرع
لم يقررها كحرية مطلقة ،بل هي مقيدة ببعض القيود الرامية إلى تحقيق التوازن بين المصلحة العامة للدولة
ومصلحة األفراد الخاصة ،5هذه القيود يرجع تطبيقها إلى اعتبارات متنوعة ،وذلك لتحقيق أمن األفراد
-1أحمد حافظ نجم ،حقوق اإلنسان بين القرآن واإلعالن ،دار الفكر العربي ،القاهرة( ،د.س.ن) ،ص .34
-2إبراهيم جابر الراوي ،حقوق اإلنسان وحرياته األساسية في القانون الدولي والشريعة اإلسالمية ،ط الثانية ،دار وائل للنشر والتوزيع،
عمان ،2010 ،ص ص .193-192
3
- Chaker MZOUGHI, « La constitution tunisienne et la liberté de circulation », Cahiers politiques et droit,
vol 4, n° 7, juin 2012, p 4.
-4علي عصام الدبس ،النظم السياسية ،الحقوق والحريات العامة وضمانات حمايتها ،ط األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،
،2011ص ص .685-684
-5رزان محمد ياسر العلبي ،صفاء أوتاني " ،جريمة الخطف في القانون السوري" ،مجلة جامعة البعث ،المجلد ،38العدد ،14
،2016ص .83
- 415 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
كرقابة حركة المرور عبر الطرق ،أو أمن الدولة الداخلي أو الخارجي ،فقد تمنع اإلدارة األفراد من التنقل
في بعض المناطق إال بموجب تصريح خاص.1
من هذا المنطلق يجب التأكيد على مبدأ نسبية الحريات العامة ،فال يمكن االعتراف بحرية عامة
مطلقة الممارسة وإنما بحرية نسبية ،لهذا يتعين التوفيق بين الحريات العامة وصيانة النظام العام داخل
الدولة .فاإلشكال القانوني المتعلق بالحريات العامة بصفة عامة وحرية التنقل بصفة خاصة ،مرتبط
بطبيعة الحياة االجتماعية التي تتكون من عنصرين متالزمين ولكنهما في الوقت نفسه متناقضين ،فمن
جهة يحاول األفراد االستفادة من الممارسة القصوى لحرية التنقل ،ومن جهة أخرى تلتزم اإلدارة بحماية
تماسك المجتمع والمحافظة على عنصر النظام العام وصيانته.
صحيح أن الدساتير والمواثيق الدولية واإلقليمية نصت على حرية التنقل باعتبارها حرية ترتبط
بالحرية الشخصية لإلنسان ،وبالتالي فهي تعتبر جوهر وجوده وازدهاره ،إال أن التحليل القانوني يفرض
علينا االعتراف بأن هذه الحرية تعتبر المنطلق واألساس لممارسة الكثير من الحقوق والحريات األخرى،
هذه األخيرة تصبح دون فائدة إذا ما تم االنتقاص من ممارسة حرية التنقل .لكن هذا االعتراف بحرية
التنقل ال ينفي عنها صفة النسبية ،فاإلدارة تملك الحق في تقييد ممارسة هذه الحرية بما يتماشى مع
متطلبات حماية النظام واألمن العموميين ،فهذه االعتبارات تؤسس للتبرير القانوني والمنطقي لجميع
الق اررات والتصرفات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل.
ثانيا -موقف القضاء من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل :باعتبار الحقوق والحريات العامة من
أهم مشتمالت الدساتير الحديثة ،فقد سبق للقضاء الدستوري عند ممارسة اختصاصه األساسي المتمثل في
الرقابة على دستورية القوانين الفصل في تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل ( ،)1كما كانت مساهمة
خصوصا بعد تكريس اآلليات الجديدة لقاضي االستعجال اإلداري
ً القاضي اإلداري بارزة في هذا المجال
الخاصة بالحماية القضائية للحريات األساسية (.)2
-1موقف القضاء الدستوري من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل :نستعرض المسألة في كل من
أخير الجزائر ،وذلك على النحو اآلتي:
فرنسا ،مصر و ًا
أ -موقف القضاء الدستوري الفرنسي :لم ينص الدستور الفرنسي لسنة 1958على حرية التنقل ،إال أن
هذه الحرية لها مكانتها األساسية في المجتمع الفرنسي ،وقد أكد المجلس الدستوري الفرنسي هذه المكانة
في العديد من ق ارراته.1
تعتبر حرية التنقل أحد عناصر ومقومات الحرية الشخصية ،لذلك فهي تظهر ضمن الحريات
دما ،والتي كرستها بصفة ضمنية المادة الرابعة من إعالن حقوق اإلنسان والمواطن
العامة األكثر ق ً
الفرنسي لسنة ،1789وكرسها بصفة رسمية دستور سنة ،1791حيث أقر في الباب األول حرية كل
إنسان في الذهاب واإلياب واالستقرار.2
وتعتبر هذه الحرية في قضاء المجلس الدستوري الفرنسي بمثابة مبدأ أساسي أقرته قوانين
الجمهورية ،حيث تستند بصورة طبيعية على الحرية الفردية التي كرسها المجلس الدستوري ،حتى وإن لم
يوجد ارتباط صريح في هذا الشأن.3
هناك من الفقه من وقف على حرية التنقل في إطار الحرية الفردية ،ورأى بأن هناك طائفتين من
التدابير بشأن حرية التنقل في قضاء المجلس الدستوري الفرنسي ،األولى مقيدة للحرية والتي تشمل حرية
التنقل دون المساس بالحرية الفردية ،وذلك عندما تشكل هذه التدابير مجرد إعاقة لممارسة هذه الحرية،
وذلك كحالة األجنبي الي يفرض عليه تقديم وإظهار جواز السفر من طرف السلطات اإلدارية المختصة،
دون أن يؤثر ذلك على إمكانية التنقل داخل اإلقليم الوطني ،في حين أن النوع الثاني من التدابير يصل
إلى حد سلب الحرية أي أن األمر يتعدى المساس بحرية التنقل ،وذلك ما قرره المجلس الدستوري
بخصوص إجراء التوقيف للنظر.4
في قرار للمجلس الدستوري الفرنسي مؤرخ في 13مارس ،2003يتعلق برقابة دستورية قانون
األمن الداخلي ،حدد المجلس –بطريقة مستحدثة_ متطلبات الموازنة بين ضمان ممارسة حرية التنقل
وفكرة النظام العام ،حيث قرر بأنه يعود للمشرع ضمان نوع من المصالحة بين وقاية النظام العام من
االنتهاك ،والذي يتجسد من خالل اآلليات التي قررها المشرع للبحث والتحري عن مرتكبي المخالفات من
جهة ،وممارسة الحريات الدستورية المضمونة والتي تشمل حرية التنقل واحترام الحياة الخاصة من جهة
أخرى.1
حافظ المجلس الدستوري الفرنسي على تكييفه لحرية التنقل باعتبارها حرية أساسية ،وذلك أثناء
تطبيق نظام حالة الطوارئ ،وكان ذلك بمناسبة إحالة مجلس الدولة لمسألة أولوية دستورية حول نص
المادة 6من القانون رقم 385-55المتعلق بحالة الطوارئ ،في صياغتها الناتجة عن القانون رقم
.1501-2015حيث طرح النقاش حول سلطات الضبط االستثنائية التي يمارسها وزير الداخلية على
أساس قانون الطوارئ بصيغته المعدلة سنة ،2015وكذا رقابة القاضي اإلداري على ممارسة هذه
خصوصا ما تعلق منها بإجراء الوضع تحت اإلقامة الجبرية؟
ً السلطات،
بخصوص الوجه المثار حول انتهاك حرية التنقل وتخلي المشرع عن اختصاصه ،أعاد المجلس
الدستوري الصيغة المبدئية المكرسة في ق ارراته السابقة ،حيث يعود للمشرع االختصاص بضمان الموازنة
بين عملية حماية النظام العام من جهة ،واحترام الحقوق والحريات لجميع المقيمين على تراب الجمهورية،
ومن بينها حرية التنقل من جهة أخرى.
باإلضافة إلى ذلك ،يربط المجلس الدستوري الفرنسي بين حرية التنقل والحرية الشخصية
المضمونة بموجب إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة .1789في هذا القرار ذكر المجلس الدستوري
بهذه المبادئ ،بعد أن قرر بأن الدستور ال يستبعد إمكانية قيام المشرع بتنظيم إطار قانوني لتطبيق حالة
الطوارئ.2
أما بالنسبة لتكييف حرية التنقل بالنسبة لألجانب ،فقد كان للمجلس الدستوري الفرنسي اجتهاد
بخصوص العالقة بين هذه الحرية والق اررات الضبطية المتعلقة باألجانب ،وذلك بمناسبة فحص دستورية
القانون رقم 631-2011المتعلق بالهجرة واالندماج ،في مادته رقم 47التي نصت على إجراء االعتقال
اإلداري لألجانب في أماكن ال تعود لسلطة إدارة السجون المترتب على صدور قرار االلزام بالخروج من
اإلقليم ،حيث يعود للمشرع ضمان الموازنة بين مبدأ حماية النظام العام وممارسة حرية التنقل.3
1
- Les Cahiers du Conseil constitutionnel, Cahier n° 15, janvier 2004, commentaire de la décision n° 2003-467,
du 13 mars 2003, relative à la loi pour la sécurité intérieur, p 2.
2
- C.C, commentaire de décision n° 2015-527, QPC du 22 décembre 2015, M. Cédric D. Assignations à
résidence dans le cadre de l'état d'urgence, JORF n° 0299, du 26 décembre 2015.
3
- C.C, commentaire de décision n° 2011-631, DC du 9 juin 2011, loi relative à l'immigration, à l'intégration et à
la nationalité, JORF n°0139, du 17 juin 2011.
- 418 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1المحكمة الدستورية العليا ،حكم صادر بتاريخ 15نوفمبر ،1997السنة ،18جريدة رسمية العدد ،48صادرة في 27نوفمبر
.1997
-2المحكمة الدستورية العليا ،حكم صادر بتاريخ 15نوفمبر ،1997مذكور سابًقا.
-3المحكمة الدستورية العليا ،حكم صادر في 4نوفمبر ،2000القضية رقم ،243لسنة 21قضائية دستورية ،ذكره محمد ماهر أبو
العينين ،الحقوق والحريات العامة ،الكتاب الثاني ،مرجع سابق ،ص .472
- 419 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
التي يصدرها النائب العام في إطار التحقيق القضائي ،جاء في هذا الحكم " :حرية التنقل تنخرط في
دائما أن يكون بمقتضى مشروع ،وتقييدها دون مسوغ مشروع
مصاف الحريات العامة ،وتقييدها يتعين ً
يجرد الحرية الشخصية من بعض خصائصها ،ويقوض صحيح بنيانها .ولقد احتفت الدساتير المصرية
جميعها بالحقوق المتصلة بالحق في التنقل.1"...
من خالل ما تقدم ،يتبين بأن القضاء الدستوري المصري ينظر لحرية التنقل باعتبارها جزًءا من
الحرية الشخصية المضمونة بموجب النصوص الدستورية ،ولهذا ال يجوز تقييد ممارسة هذه الحرية إال
لدواعي مرتبطة بسير التحقيق القضائي الذي يتطلب تقييد حرية تنقل المتهم خالل مختلف مراحل المتابعة
الجزائية ،لهذا فقد قررت نتيجة لذلك مبدأ االختصاص الحصري للسلطة القضائية في تقييد هذه الحرية.
ج -موقف القضاء الدستوري الجزائري :بالعودة إلى أحكام الدستور الجزائري ،يتبين بأن المؤسس
الدستوري لم يخول المجلس الدستوري اختصاص حماية الحقوق والحريات العامة ،على خالف ما هو
الوضع عليه بالنسبة للدول التي أوكلت دساتيرها هذا االختصاص للمحاكم الدستورية .إذ تتولى السلطة
القضائية وظيفة حماية الحقوق والحريات العامة ،لكن المجلس الدستوري ومن خالل آرائه وق اررته اعترف
لنفسه بحق مطابقة القوانين للحقوق والحريات المضمونة بموجب النصوص الدستورية.2
صالحا في الحقبة الماضية إال أنه ال يعتبر كذلك اآلن ،فقد حصل
ً لكن هذه التحليل وإن كان
تحول جدري في مهام المجلس الدستوري الجزائري ،األول كان بموجب التعديل الدستوري لسنة ،2016
حيث اتجه المؤسس الدستوري الجزائري إلى إصالح آليات إخطار المجلس الدستوري ،وذلك عبر
استحداث آلية " الدفع بعدم الدستورية ،"Exception d’inconstitutionnalitéوذلك عندما يدعي أحد
يعيا ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور.3 أطراف الدعوى بأن ً
نصا تشر ً
الواقع أن هذا اإلصالح على أهميته فهو مجرد تقليد لما سبق وأن كرسه المؤسس الدستوري
الفرنسي ،الذي استحدث بموجب القانون الدستوري رقم 724-2008آلية تسمح بإخطار المجلس
الدستوري عن طريق اإلحالة من طرف مجلس الدولة أو محكمة النقض ،وذلك عندما يدعي أحد أطراف
-1المحكمة الدستورية العليا ،قضية رقم ،40لسنة 27قضائية "تنازع" ،يونيو ( .2015غير منشور).
-2فطة نبالي " ،الحقوق والحريات العامة في اجتهاد المجلس الدستوري :بين اإلقدام والعرقلة" ،م.ج.ع.ق.س ،المجلد ،53العدد
،02جوان ،2016ص ص .87-86
-3المادة 188فقرة 01من التعديل الدستوري لسنة ،2016مرجع سابق " .يمكن إخطار المجلس الدستوري بالدفع بعدم الدستورية
بناء على إحالة من المحكمة العليا أو مجلس الدولة ،عندما يدعي أحد األطراف في المحاكمة أمام جهة قضائية أن الحكم
التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور".
- 420 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يعيا ينتهك حقوقه وحرياته المضمونة بموجب الدستور .1وقد أطلق المشرع على هذه الدعوى بأن ً
نصا تشر ً
اآللية الجديدة مسألة األولوية الدستورية " ،2"La question prioritaire de constitutionnalitéوهي
توصيفا لمضمون هذا النوع من الرقابة الدستورية من التسمية التي استعملها
ً التسمية األحسن واألكثر
المؤسس الدستوري الجزائري.
يمكن القول بأن الرقابة الدستورية على احترام الحقوق والحريات العامة ستتعزز أكثر بعد استبدال
مؤسسة المجلس الدستوري وتحويله لمحكمة دستورية ،وذلك بموجب التعديل الدستوري لسنة 3،2020رغم
أن آليات اإلخطار بقيت هي نفسها ،حيث غاب عن هذا التعديل النص على أهم آلية تكرس بحق مفهوم
القضاء الدستوري أال وهي اإلحالة الذاتية للمحكمة الدستورية عن طريق الجهات القضائية المختلفة.
بالعودة لق اررات المجلس الدستوري الجزائري ،ال نجد لهذا األخير أي مساهمة تتعلق بتحديد
الطبيعة القانونية لحرية التنقل ،وذلك على غرار باقي الحقوق والحريات العامة األخرى ،لكن في المقابل
نجد له بعض الق اررات التي عالج من خاللها شرط اإلقامة ضمن بعض القوانين العضوية ،باعتبار هذه
األخيرة تدخل ضمن اختصاصه في رقابة المطابقة السابقة.
جديدا
ً في هذا اإلطار ،أدرج المؤسس الدستوري ضمن التعديل الدستوري لسنة 2016شر ً
طا
ضمن الشروط الواجب توافرها في المترشح لمنصب رئيس الجمهورية ،وهو شرط اإلقامة بالجزائر ،حيث
تنص المادة 87المطة السابعة على ":يثبت إقامة دائمة بالجزائر دون سواها لمدة عشر ( )10سنوات
على األقل قبل إيداع الترشح" .4وبصدور القانون العضوي رقم 10-16المتعلق بنظام االنتخابات،
أفصح المشرع على الوسيلة التي يتم من خاللها إثبات اإلقامة الدائمة بالجزائر ،وهي وثيقة تصريح
بالشرف ،حيث تنص في هذا اإلطار المادة 139من القانون المذكور أعاله على -13... " :تصريح
بالشرف يشهد بموجبه المعني على اإلقامة دون انقطاع بالجزائر دون سواها مدة العشر ( )10سنوات،
على األقل ،التي تسبق مباشرة إيداع ترشحه.5"...
1
- Loi constitutionnelle n° 2008-724, du 23 juillet 2008, de modernisation des institutions de la Ve République,
JORF n° 0171, du 24 juillet 2008.
2
- Loi organique n° 2009-1523, du 10 décembre 2009, relative à l'application de l'article 61-1 de la Constitution,
JORF n° 0287, du 11 décembre 2009.
-3أنظر المادة 195من التعديل الدستوري لسنة ،2020مرجع سابق.
-4المادة 87من التعديل الدستوري لسنة ،2016مرجع سابق.
أعاد المؤسس الدستوري تكريس هذا الشرط ضمن نص المادة 87من التعديل الدستوري لسنة ،2020مرجع سابق.
-5المادة 139من القانون العضوي رقم ،10-16مؤرخ في 25غشت ،2016يتعلق بنظام االنتخابات ،ج ر العدد ،50صادرة في
28أوت ( .2016ملغى).
- 421 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
أحسن المؤسس الدستوري عندما اشترط توافر اإلقامة لدائمة لمدة عشر ( )10سنوات بالجزائر
قبل إيداع ملف الترشح النتخاب رئيس الجمهورية ،فهذا الشرط يعبر عن مدى االرتباط الكافي للمترشح
لتولي أعلى منصب تنفيذي في الدولة ،ومعايشته لمختلف األحداث والظروف التي تسبق هذا الترشح.
لكن يالحظ من النصوص القانونية المذكورة أعاله ،بأن المشرع جعل من وسيلة إثبات اإلقامة
الدائمة بالجزائر ال تتناسب مع القيمة الدستورية للشرط المستحدث من طرف المؤسس الدستوري بموجب
تعديل ،2016إذ يكفي أن يقدم المترشح لمنصب رئيس الجمهورية تصريح شرفي يشهد بموجبه على
اإلقامة دون انقطاع بالجزائر فقط دون سواها للمدة المطلوبة.
أما بالنسبة لموقف المجلس الدستوري ،فلم يقدم مبرر مقنع حول استحداث شرط اإلقامة الدائمة
بالجزائر ،سوى أنه يساهم في تجسيد المهام الدستورية السامية لرئيس الجمهورية ،حيث جاء في الرأي رقم
اعتبار أن إضافة الشروط الواردة في المادة 73أعاله يجسد
16-01المؤرخ في 28جانفي " :2016و ًا
المهام الدستورية السامية المخولة لرئيس الجمهورية بموجب المادة 70من الدستور".1
إضافة إلى ذلك ،فإن رأي المجلس الدستوري المذكور أعاله يتناقض مع آرائه السابقة في مسألة
حق اإلقامة وحرية اختيار الموطن ،حيث جاء في الرأي رقم 12-01المؤرخ في 8جانفي 2012
والمتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي المتعلق باألحزاب السياسية ،أنه - ":واعتبا ار أن المؤسس
الدستوري باقتصاره على ذكر حرية اختيار موطن اإلقامة دون ربطه باإلقليم ،كان يهدف إلى تمكين
المواطن من ممارسة إحدى الحريات األساسية المكرسة في الدستور والمتمثلة في حرية اختيار موطن
إقامته داخل أو خارج التراب الوطني،
-واعتبا ار أنه إذا كانت نية المشرع باشتراطه تقديم العضو المؤسس للحزب السياسي شهادة
اإلقامة ،ال ُيقصد بها اشتراط إقامة المعني على التراب الوطني ،بل اشترطها كوثيقة في الملف
اإلداري.2"...
أعاد المشرع تكريس هذه المقتضيات في نص المادة 249من القانون العضوي رقم ،01-21مرجع سابق.
-1المجلس الدستوري ،رأي رقم ،16-01ر.ت.د/م د ،مؤرخ في 28جانفي ،2016يتعلق بمشروع القانون المتضمن التعديل
الدستوري ،ج ر العدد ،06صادرة في 3فبراير .2016
-2المجلس الدستوري ،رأي رقم /01ر.م.د ،12/مؤرخ في 8جانفي ،2012يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي المتعلق
باألحزاب السياسية للدستور ،ج ر العدد ،02صادرة في 15جانفي .2012
هذا الموقف تكرر في الرأي رقم رأي رقم /02ر.م.د ،12/مؤرخ في 8جانفي ،2012يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي المتعلق
باإلعالم للدستور ،ج ر العدد ،02صادرة في 15جانفي .2012
- 422 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
فالمؤسس الدستوري عندما نص على حرية اختيار الموطن لم يعمد إلى ربطها باإلقليم ،بل
اقتصر على ذكر حرية اختيار موطن اإلقامة ،ألنه كان يهدف إلى تمكين المواطن من ممارسة إحدى
حرياته األساسية المكرسة في الدستور ،والمتمثلة في حرية اختيار موطن إقامته داخل أو خارج التراب
الوطني ،وهو األمر الذي يتطلب بطبيعة الحال التمتع بممارسة حرية التنقل.1
يتبين من االجتهادات الدستورية المذكورة أعاله ،المكانة الكبيرة التي تحتلها حرية التنقل ،والتي
تظهر من خالل الحق في اإلقامة ،الذي اعتبره المجلس الدستوري بمثابة حرية أساسية للمواطن يمارسها
سواء داخل أو خارج الوطن.
-2موقف القضاء اإلداري من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل :حاول القاضي اإلداري تحديد
الطبيعة القانونية لحرية التنقل ،يظهر ذلك من خالل عرض موقف القضاء اإلداري الفرنسي ،المصري،
أخير الجزائري ،وذلك على النحو اآلتي:
و ًا
أ -موقف القضاء اإلداري الفرنسي :تنطلق مساهمة القاضي اإلداري في حماية الحقوق والحريات العامة
من خالل الوصف الذي يطلق على حرية ما ،حيث درج قضاء مجلس الدولة الفرنسي على وصف بعض
الحقوق والحريات العامة ب " :األساسية" "."Fondamentale
وهو هنا يعتمد في هذا الوصف على معيارين ،معيار النص القانوني من جهة ،ومعيار أهمية
الحرية من جهة أخرى ،حيث يعني المعيار األول بأن خاصية "أساسية" بعض الحريات تظهر من خالل
النص الذي ينظمها ويحميها ،وهو ما يتطلب تمتع هذه الحريات بأعلى درجات الحماية من طرف
السلطات العمومية .إن االعتراف بالطابع المعياري يؤدي إلى إقرار طابع "األساسية" لكل حرية لها قيمة
دستورية ،وهذا ما سيؤدي إلى توسيع دائرة الحريات األساسية.2
لإلشارة فإن الكتلة الدستورية في النظام الدستوري الفرنسي ال تشمل فقط الوثيقة الدستورية ،إذ
اعترف المجلس الدستوري الفرنسي بالقيمة الدستورية لديباجة دستور سنة ،1946وكذا إعالن حقوق
أخير ميثاق البيئة لسنة ،2005إضاف ًة إلى المبادئ األساسية المعترف
اإلنسان والمواطن لسنة ،1789و ًا
بها من طرف قوانين الجمهورية.3
-1سليمة مسراتي ،مدى تطبيق الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام،
كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2010 ،ص .335
2
- Yahia KARKATLY, op.cit, p 24.
للمزيد من التفاصيل حول معايير تصنيف الحريات األساسية ،راجع سابًقا ص 389وما بعدها من هذه األطروحة.
3
- Ibid, p 24.
- 423 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وعليه ،فقد ارتكز مجلس الدولة الفرنسي على إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة 1789
لالعتراف بحرية التنقل كحرية أساسية ،وذلك في ق ارره الصادر في 8أفريل 1987في قضية .1Peltier
بعدها كان لمجلس الدولة الفرنسي اجتهاد متميز بخصوص تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل
في إطار إجراء االستعجال-حرية ،وذلك بمناسبة األمر الصادر في قضية السيد David Luc
،DEPERTHESوالتي تدور وقائعها حول رفض اإلدارة تجديد جواز السفر الخاص بمواطن فرنسي.
حيث توصل قضاة مجلس الدولة إلى التقرير بأن حرية التنقل والتي تتضمن الحق في السفر إلى خارج
اإلقليم الفرنسي ،تشكل حرية أساسية بمفهوم المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية ،وذلك نتيج ًة
لرفض تجديد جواز سفر مواطن فرنسي ،والذي يبرر حاجته لهذه الوثيقة الحتياجات نشاطه المهني خارج
جسيما على حرية التنقل.2
ً اعتداء
ً الدولة ،األمر الذي يشكل على هذا النحو
لكن رغم االعتراف الصريح بالصفة األساسية لحرية التنقل في أمر مجلس الدولة الفرنسي
المذكور أعاله ،لكن هذه الحرية ليست بالمطلقة ،فيمكن تقييدها حسب ما ينص عليه القانون ،وهو ما
تحقق في قضية ،DEPERTHESفنتيجة إلخالل هذا األخير بالتزامات الخدمة الوطنية قامت اإلدارة
بعدم تجديد جواز سفره كما تنص على ذلك أحكام قانون الخدمة الوطنية .فهنا نحن أمام حالة عصيان
اللتزام يفرضه القانون ،األمر الذي منح السلطات القنصلية المختصة الحق في عدم تجديد جواز السفر،
ألنها في وضعية اختصاص مقيد اتجاه حالة منح جواز سفر لمواطن هارب من التجنيد.
إضافة إلى االعتراف الصريح بالصفة األساسية لحرية التنقل ،نجد بأن مجلس الدولة الفرنسي
يضفي هذه الصفة على بعض الحقوق والحريات األخرى المرتبطة بممارسة حرية التنقل ،حيث أن الحق
في الحياة العائلية العادية من خالل إجراء التجمع العائلي لألجانب يشكل حرية أساسية ،3وينطبق األمر
نفسه على حق اللجوء وما يترتب عليه مزايا.4
1
- C.E, Ass, 8 avril 1987, Ministre de l’Intérieur c/ M. Peltier, R.F.D.A, 1987, p 608, note B. Pacteau.
2
- C.E, ord, 9 janvier 2001, Deperthes, Rec. C.E, p 1 ; A.J.D.A, 2001, p 155. « Considérant que le refus de
renouvellement ou de délivrance d'un passeport à un citoyen français porte atteinte à la liberté d'aller et
venir, laquelle comporte le droit de se déplacer hors du territoire français, qui constitue une liberté
fondamentale au sens de l'article L. 521-2 précité du code de justice administrative ; qu'en l'espèce, le
refus de renouvellement de son passeport opposé à M. X... qui justifie devoir, pour les besoins de son
activité professionnelle, se rendre au Brésil et au Canada, porte une atteinte grave à sa liberté d'aller et
venir… ».
3
- C.E, Sect, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba, R.F.D.A, p 324.
تتعلق القضية بدعوى استعجالية أقامتها السيدة طليبة نهية أمام مجلس الدولة ضد قرار وزير الداخلية الفرنسي المؤرخ في 27جويلية
،2001والمتضمن إبعادها عن اإلقليم الفرنسي.
4
- C.E, ord, 12 janvier 2001, Mme Hyacinthe, Rec. C.E, p 12.
- 424 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بالنسبة للحق في حياة أسرية طبيعية ،طرحت مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة
Isabelle DE SILVAمجموعة من التساؤالت تدور حول مدى اعتبار هذا الحق يشكل حرية أساسية
بمفهوم المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية؟ وبعبارة أخرى مدى تأثير اإلجراءات الضبطية
المتصلة بترحيل وإبعاد األجانب بتقييد حق ذو قيمة دستورية؟ تواصل مفوض الحكومة طرح األسئلة
بخصوص حرية التنقل وتكييفها القانوني ،حيث تتساءل حول اعتبار حرية التنقل حرية أساسية ،وهل قرار
اعتداء على هذه الحرية بالنسبة لجميع األجانب أو فقط لمن يقيم منهم بطريقة قانونية؟
ً اإلبعاد يتضمن
تجيب مفوض الحكومة على هذه التساؤالت بالقول بأن النظام القانوني لحرية التنقل ال يقبل
التشكيك في كونها حرية أساسية كما تم الفصل في ذلك سابًقا بموجب قرار ،Deperthesوالذي يستند
على اجتهاد قضائي مستقر في الوقت الحالي .في الوقت نفسه يتأكد طابع الحرية الشخصية لهذه الحرية،
حسب ما ينص عليه الدستور وكذا االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان.1
ب -موقف القضاء اإلداري المصري :اعتبرت محكمة القضاء اإلداري حرية التنقل فرًعا من الحرية
الشخصية ،ال يجوز مصادرتها وال تقييد ممارستها بال مبرر ،وذلك حسب ما تنص عليه القوانين واللوائح،
وإال كان في ذلك مخالفة للقانون وإساءة الستعمال السلطة مما يجيز لألفراد الطعن فيما يصدر من ق اررات
في هذا الشأن.2
تفصيال للمحكمة اإلدارية العليا ،جاء فيه " :ومن حيث أن المشرع
ً وفي حكم آخر أكثر
طبيعيا يصونه بنصوصه ويحميه بمبادئه ،فحرية التنقل كأحد
ً الدستوري جعل من الحرية الشخصية ً
حقا
حقا لكل مواطن ألنه يتصل
عناصر الحرية الشخصية بما تشمل عليه وحرية السفر للخارج ،تعتبر ً
بحريته الشخصية ،وهذا الحق يستمد أصل تقريره من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان...إال أن دستور
1971بخالف الدساتير السابقة كان أكثر حماية وضماًنا لهذا الحق فارتقى به إلى مصاف الحقوق
والحريات العامة الدستورية.3"...
- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sect, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba,
1
R.F.D.A, p 324.
-2محكمة القضاء اإلداري ،حكم في القضية رقم ،3551جلسة 28ديسمبر ،1953السنة 7قضائية .ذكرته مها علي إحسان
العزاوي ،مرجع سابق ،ص .60
-3المحكمة اإلدارية العليا ،حكم في الطعن رقم ،4383جلسة األول من نوفمبر ،2008للسنة 53قضائية ،ذكره محمد ماهر أبو
العينين ،الحقوق والحريات العامة ،الكتاب الثاني ،مرجع سابق ،ص ص .475-474
- 425 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بتحليل هذا الحكم القضائي يتبين بأن القاضي اإلداري اعتبر حرية التنقل جزًءا من الحرية
الشخصية ،كما أنها تدخل ضمن طائفة الحقوق المستمدة من القانون الطبيعي ،بمعنى أنها سابقة على
التنظيم القانوني للحقوق والحريات ،وكل إنسان يستمد حقه الطبيعي في التنقل دون أن يتوقف ذلك على
أي شرط أو إجراء .ورغم القيمة الدستورية لحرية التنقل ،والضمانات الدستورية المقررة لممارستها ،لكنها
حرية غير مطلقة ،بل تخضع للتقييد سواء لضرورة التحقيق القضائي أو لحماية النظام العام.
وبذلك يكون القضاء اإلداري المصري قد اتفق _من خالل هذا االتجاه القضائي_ مع ما استقر
عليه الفقه بصدد الرقابة على كافة ق اررات الضبط اإلداري ،فال تكون اإلجراءات الماسة بالحقوق والحريات
العامة مشروعة ومنتجة آلثارها إال إذا كانت ضرورية والزمة ،وال شك بأن حرية التنقل تعتبر من أهم هذه
الحريات ،فاألصل فيها اإلباحة وال يجوز منازعة المواطن فيها إال على سبيل االستثناء ،وفي أحوال تقدرها
السلطات اإلدارية تحت رقابة القاضي اإلداري.1
ج -موقف القضاء اإلداري الجزائري :كان للقاضي اإلداري الجزائري الفرصة لتحديد الطبيعة القانونية
لحرية التنقل ،يظهر ذلك من خالل قرار مجلس الدولة المؤرخ 21أكتوبر ،2009والذي يتعلق بمنع
مواطن جزائري من الدخول إلى الجزائر بحجة سلوكه المعادي لثورة التحرير الوطني ،جاء في هذا القرار:
" وأنه بالنتيجة وطبقا للمادة 44من الدستور التي تنص علي أنه " :يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه
المدنية والسياسية ،أن يختار بحرية موطن إقامته ،وأن يتنقل عبر التراب الوطني .حق الدخول إلى
التراب الوطني والخروج منه مضمون".
يتعين القول أنه يحق للمدعي التمتع بهذه الحرية األساسية التي تستند إلى أساس دستوري والتي
تكون السلطات التنفيذية مكلفة بوضعها قيد التطبيق".2
من خالل قرار مجلس الدولة المذكور أعاله تتبين الطبيعة القانونية لحرية التنقل لدى القاضي
اإلداري الجزائري ،إذ اعتبرها حرية أساسية ،وذلك نتيجة لالعتراف الدستوري بهذه الحرية ،بحيث تلتزم
السلطات اإلدارية المختصة بضمان ممارستها بما يحقق المقاصد التي حددها المؤسس الدستوري.
وإذا كان موقف القاضي اإلداري الجزائري ثابت في تطبيق مبدأ الموازنة بين ممارسة حرية التنقل
واعتبارات حماية النظام العام ،وهذا عن طريق الرقابة القضائية على جميع الق اررات والتصرفات اإلدارية،
وبذلك فهو يعتبر حرية التنقل حرية نسبية ،تخضع للتقييد حسب ما ينص عليه القانون ،إال أنه خالف هذا
االتجاه ،واعتبر قرار المنع من السفر الصادر عن اإلدارة تحت مبرر حماية أمن الدولة والمحافظة على
النظام العام ال يخضع للرقابة القضائية ،يظهر ذلك من خالل قرار مجلس الدولة المؤرخ في 11مارس
،2003الذي جاء فيه... " :حيث أن الطاعن (أ.ع) قد تم منعه من الدخول إلى التراب الوطني باعتبار
أنه حركي .وحيث أن هذا المبدأ يتعلق بمبدأ سيادة الدولة وحرية تنقل األشخاص...إذ تكون لإلدارة
المكلفة بالمحافظة على األمن العمومي والنظام العام أن تتخذ جميع التدابير المالئمة دون تدخل
القاضي اإلداري.1"...
بناء على
في الحقيقة نجد بأن هذا الموقف قد جانب الصواب ،ألن الق اررات اإلدارية الصادرة ً
السلطة التقديرية لإلدارة تبقى خاضعة لرقابة القاضي اإلداري ،وهذا ما هو مكرس في جميع األنظمة
القضائية الرائدة في القضاء اإلداري ،إضافة إلى أن موازنة القاضي اإلداري بين مبدأ سيادة الدولة
وممارسة حرية التنقل ال يستقيم ،فطائفة ما يسمى بأعمال السيادة ال عالقة لها بممارسة الحقوق والحريات
العامة ،ألن مجالها محدد ضمن عالقات الدولة الخارجية وكذا العالقة بين السلطات العمومية ،وكان من
األحسن على القاضي اإلداري البحث في اإلجراء الضبطي من خالل عملية الموازنة بين صيانة األمن
العام للدولة وحماية حرية المواطن في التنقل.
فإن دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية يمكن رفعها بشكل مستقل عن كل طعن في قرار
إداري ،1لهذا فإن الضمانة المتميزة التي جاءت بها المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي
هي أن دعوى الحماية المستعجلة تمارس بشكل مستقل عن أي دعوى ضد القرار اإلداري.2
وحتى في حالة توافر الشروط الخاصة بباقي الدعاوى االستعجالية األخرى ،فإن المعنيين يفضلون
الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية ،ألنها تسمح لهم بالحصول على التدابير الضرورية
جدا ،أما في دعوى وقف التنفيذ فإنهم مجبرون على انتظار
الالزمة لحماية حرياتهم في مدة زمنية قصيرة ً
اتخاذ األمر خالل ميعاد معقول ،إضافة إلى أن دعوى الحماية المستعجلة تسمح ليس فقط بوقف تنفيذ
أيضا األمر بكل التدابير الضرورية لحماية الحريات األساسية.3
القرار اإلداري ،لكن ً
وقد سبق التطرق لهذه الشروط ،كما تم تحديد مفهوم الحرية األساسية ،لهذا سيتم التركيز على
الشروط الخاصة بدعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،والتي يمكن استنتاجها من نص المادة
920من ق.إ.م.إ المذكورة أعاله ،والتي حددت شروط متعلقة بطبيعة االعتداء الواقع على الحرية
األساسية ( ،)1ومنها ما هو متعلق بالجهة الصادر عنها االعتداء ( ،)2وأن يقع هذا االعتداء بمناسبة
ممارسة الشخص المعتدي الختصاصاته (.)3
-1الشروط المرتبطة باالعتداء على الحرية :يشترط المشرع لقبول طلب الحماية المستعجلة للحريات
األساسية أن يمتاز التصرف الصادر عن اإلدارة بالخطورة من جهة ،وأن تكون عدم المشروعية فيه
ظاهرة من جهة أخرى ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -االعتداء الخطير على الحرية :اشترط المشرع الجزائري في نص المادة 920من ق.إ.م.إ المذكورة
خطير حتى يمكن لقاضي االستعجال اإلداري التدخل ،وفي
ًا أعاله ،أن يكون المساس بالحرية األساسية
خطير حسب ماًا اعتداء
ً هذا اإلطار يطرح التساؤل هل كل اعتداء على حرية أساسية يعتبر بالضرورة
تقتضيه المادة المذكورة أعاله؟ وكيف يتم تحديد هذه الخطورة؟ هل يكون ذلك بالنظر إلى الحرية المنتهكة
أم بالنظر إلى النتائج المترتبة عنها؟ وما هي الجهة المخولة بتحديد ذلك ،المدعي أم قاضي االستعجال؟
أجاب على هذه األسئلة مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيد Laurent TOUVET
في تقريره المتعلق بقضية ،Confédération national des radios libresحيث يرى بأنه ليس بالضرورة
تبعا لذلك تطبيق نظام الحماية
جسيما يستوجب ً
ً اعتداء
ً أن يشكل كل اعتداء على حرية أساسية
1
- Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, p 788.
2
- Marc DE MONSEMBERNARD, « Référé d’urgence : le référé-liberté », op.cit, n°9, p 5.
3
- Yehia KERKATLY, op.cit, p 154.
- 428 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المستعجلة ،1وهو ما عبر عنه الفقيه الكبير René CHPUSبأنه إذا كان االعتداء على الحرية األساسية
يعد من األمور المؤسفة ،إال أنه على أي حال ليس عمال ال يغتفر كجريمة العيب في الذات الملكية.2
معيار لتحديد درجة االعتداء الموجب للحماية المستعجلة للحريات األساسية
ًا أصبحت هذه اآلراء
في قضاء مجلس الدولة الفرنسي ،فاالعتداء الجسيم يحتل منزلة تعلو االعتداء البسيط الذي ال يتطلب
تدخل قاضي االستعجال اإلداري ،بل يكفي في شأنه تدخل القاضي اإلداري بموجب اآلليات العادية
كدعوى اإللغاء أو التعويض ،ومن جهة أخرى يقترب من االعتداء بالغ الجسامة الذي يتطلب تطبيق آلية
االعتداء المادي ،وما يقتضيه األمر من اللجوء إلى القضاء العادي ،لهذا يكون من األفضل تقييد قاضي
االستعجال اإلداري بالتصرفات اإلدارية الجسيمة.3
وهذا ما يفسر األمر الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي والذي قضى بأن القرار الذي أصدره
رئيس بلدية بشأن تقييد حرية تنقل األطفال القصر بغير مرافق بالغ من الساعة الحادية عشر()23 :00
صباحا ،بهدف حمايتهم ،ال ينطوي على اعتداء جسيم على حرية التنقل،4
ً مساء إلى السادسة )(06 :00
ً
كما أن االمتناع عن تجديد جواز سفر لمواطن ينطوي على مساس خطير بحرية التنقل ،ورفض تجديد
خطر على حياته في حال ترحيله إلى بلده األصلي ،ويتسبب في تقسيم أفراد
ًا اإلقامة ألجنبي قد يشكل
عائلة كانت مقيمة بشكل قانوني ،5كما أن رفض طلب الحصول على ترخيص اإلقامة بالنسبة ألجنبي
مقيم بطريقة غير قانونية ال ينطوي على اعتداء جسيم على حرية أساسية ،ألن ممارسة الحقوق والحريات
التي يتمتع بها األجانب على اإلقليم الفرنسي يخضع لشرط دخولهم وإقامتهم بطريقة قانونية.6
وألن المشرع لم يحدد المقصود بشرط االعتداء الجسيم ،فهذه المهمة يقوم بها قاضي االستعجال
بناء على األدلة المادية
اإلداري ،فهو من يتولى تحديد هذا المفهوم حسب ظروف كل قضية على حدةً ،
والقانونية التي يقدمها المدعي بوقوع االعتداء الجسيم ،وهذا يكون من خالل تحديد األضرار التي لحقته
من التصرف اإلداري ،7لهذا لم يقبل مجلس الدولة الفرنسي المزاعم التي قدمها المدعي للتدليل على ما
1
- Laurent TOUVET, Conclusion sur C.E, 19 janvier 2001, Confédération national des radios libres, R.F.D.A,
2001, p 378.
2
- René CHAPUS, Droit du contentieux administratif, op.cit, p 1357.
-3محمد باهي أبو يونس ،مرجع سابق ،ص ص .86-85
4
- C.E, ord, 29 novembre 2002, Arakibo, R.F.D.A, 2003, p 177.
5
- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba, R.F.D.A,
n° 2, mars-avril 2002, p 326.
6
- C.E, ord, 5 mars 2021, Préfet de l’Hérault c/ M. Hajjah, Rec. C.E, p 1130.
-7محمد باهي أبو يونس ،مرجع سابق ،ص .88
- 429 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ينطوي عليه قرار طرده إلى الجزائر ،والمترتب على حكم محكمة Montpellierبمنعه من اإلقامة على
اإلقليم الفرنسي لمدة خمس ( )5سنوات ،وذلك بحجة وجود اضطرابات بالجزائر تعرضه للخطر دون
تحديد لطبيعتها ،فلم يكن هذا كاف في نظر قاضي االستعجال اإلداري إلثبات جسامة االعتداء.1
فقاضي االستعجال اإلداري يفحص آثار التصرف المطعون فيه ،حيث يستطيع من خالل ذلك
بأن يقدر مدى ما يشكله ذلك من اعتداء جسيم على حق أو حرية معينة ،وتتبدى مدى الجسامة في ضوء
خطورة هذه اآلثار ،ومقدار األضرار التي تصيب الطاعن ،2ولذلك اعتبر قاضي االستعجال اإلداري
افر في حالة رفض تجديد جواز سفر مواطن ،وذلك بالنظر لما يترتب عليه من منع
االعتداء الجسيم متو ًا
جسيما على حرية التنقل.3
ً اعتداء
ً من السفر إلى الخارج لضرورات نشاطه المهني ،مما يشكل
فأحيانا
ً كما يمكن لقاضي االستعجال اإلداري أن يعتمد على طبيعة التصرف المطعون فيه،
يكشف تصرف اإلدارة عن األضرار التي ستترتب على تنفيذه ،والتي ال يمكن تداركها ،وهذا ألن طبيعتها
تزيد من جسامة االعتداء على الحق أو الحرية ،كأن يكون من الق اررات التي تنفذ مباشرة فور صدورها،
وال يوقف الطع ن أمام قاضي اإللغاء تنفيذها ،فال يملك المدعي الحماية القضائية السريعة في مواجهة هذا
التصرف ،4ومثال ذلك قرار طرد أجنبي مع ما يترتب عليه من تهديد للحق في الحياة العائلية ،والحيلولة
- C.E, ord, 27 mars 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Djalout, J.C.P, 2002,11.10003.
1
هناك اعتداء جسيم يترتب عليه ،1غير أنه يرد على هذا األصل استثناء يتعلق بالتصرفات التي تظل رغم
تنفيذها مرتبة آلثارها السلبية على الحرية ،مثل قرار طرد أجنبي ،إذ رغم تنفيذه من خالل عملية إخراج
هذا األخير من إقليم الدولة ،إال أنه يظل للقرار بعض من اآلثار ،وذلك بحرمان األجنبي من الحق في
جسيما على حرية التنقل.2
ً اعتداء
ً العودة إليها مرة أخرى ،ولذا يبقى رغم تنفيذه يشكل
فعال ،يقتضي بداهة أن يكون حقيقة واقعية ال مجرد أمر توهمه الطاعن ،وال
ولزوم وقوع الضرر ً
أساس واقعي أو قانوني له ،وهو ما يظهر من قضاء مجلس الدولة الفرنسي في قضية ،Koulaliحيث
تقدم السيد ،Koulaliبطلب مستعجل يتضمن إصدار أمر لإلدارة بمنحه تأشيرة خروج من اإلقليم
جسيما على حريته في التنقل .رفض مجلس ً الفرنسي ،وذلك بعد أن تم رفض طلبه ،مما يشكل اعتدا ًء
تأسيسا على أن هذا االعتداء المزعوم غير قائم ال من الناحية الواقعية وال القانونية،
ً الدولة هذا الطلب
ألنه ال يوجد نص قانوني أو تنظيمي يشترط ذلك ،وإنما أساسه ما توهمه الطاعن ذاته ،حيث أن األجنبي
الذي له إقامة قانونية على اإلقليم الفرنسي يمكنه الخروج والعودة بغير حاجة لطلب تأشيرة مغادرة ،ولذا
جسيما وغير مشروع على حرية التنقل.3
ً اعتداء
ً فإن رفض المحافظ لطلب الطاعن ال يمكن أن يشكل
هناك من يرى بأن مجلس الدولة قد جانب الصواب بخصوص مسألة رفض طلب التأشيرة ،وعدم
ار إدارًيا يشكل في حد ذاته قرار ضمني بالرفض ،كما أن رفض طلب التأشيرة تم اعتبار هذا الرفض قرًا
مساسا
ً على أساس عدم توافر الضوابط القانونية لمنحها وفًقا لما ينص عليه القانون ،لذلك فال يشكل ذلك
بحرية التنقل .4يبدو بأن هذا الرأي قد أخطأ في تحليل األمر القضائي لمجلس الدولة ،وذلك ألن رفض
طلب الطاعن المتضمن توجيه أمر لإلدارة بإصدار تأشيرة للتنقل خارج اإلقليم الفرنسي ليس على أساس
عدم توافر الشروط القانونية ،بل على أساس أنه ال يوجد أي نص قانوني يفرض على الشخص سواء كان
أجنبيا الحصول على أي نوع من التأشيرات للخروج من دولة اإلقامة ،لهذا فإن قرار الرفض من
ً اطنا أم
مو ً
جسيما على حرية التنقل.
ً اعتداء
ً طرف االدارة ال يشكل
كما ينتفي عنصر الخطورة في التصرف اإلداري عندما ترفض اإلدارة تسليم رخصة جديدة لإلقامة
المؤقتة بالنسبة لألجنبي طالب اللجوء ،والذي سبق وأن تم رفض طلبه بخصوص اللجوء من طرف
الديوان الفرنسي لحماية الالجئين وعديمي الجنسية ،1أو إبعاد أجنبي لدواعي حماية النظام العام بسبب
الحالة العقلية للمعني ،فهنا ال ينطوي قرار اإلدارة على اعتداء جسيم على حرية التنقل ،بشرط أن تضمن
اإلدارة استفادة األجنبي المبعد من العالج المناسب في بلده األصلي.2
وبخصوص منع التنقل في إطار تدابير الحجر الصحي المتخذة من طرف الوزير األول خالل
فترة تسيير أزمة جائحة كورونا (كوفيد ،)19-رغم مقدار التقييد الناتج عن هذه التدابير بالنسبة لممارسة
العديد من الحقوق والحريات العامة ،فإنه يمكن للوزير األول اتخاذ كل التدابير التي تنتقص من ممارسة
حرية التنقل ،بشرط أن تكون متناسبة مع هدف حماية الصحة العمومية.3
إن التمييز بين جسامة وبساطة االعتداء الواقع على الحريات األساسية متروك للسلطة التقديرية
للقاضي اإلداري االستعجالي المعروض عليه النزاع ،وذلك حسب ظروف كل قضية على حدة ،لهذا نجد
جسيما على حرية أساسية هي حرية التنقل التي تحميها
ً اعتداء
ً بأن رفض تسليم أو تجديد جواز السفر يعد
المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية ،لكن في بعض الحاالت ال يعتبر االعتداء على هذه الحرية
مبرًار لتدخل قاضي االستعجال اإلداري وفق مقتضيات دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،وهو
ما أكده مجلس الدولة الفرنسي في األمر الصادر بتاريخ 9جانفي ،2001حيث قضى بأن رفض اإلدارة
تجديد جواز سفر مواطن مزال ساري المفعول لمدة تسعة ( )09أشهر أخرى ،ال يشكل اعتداء جسيم يبرر
تدخل قاضي االستعجال اإلداري.4
يطرح التساؤل حول ما إذا كان التصرف اإلداري ال يصل إلى درجة بالغة من الجسامة ،فهل
هناك آلية أخرى يمكن أن يسلكها الطاعن إذا ما تم رفض دعوى الحماية المستعجلة للحريات؟
الجواب باإليجاب ،فيمكن للمعني اللجوء إلى الدعوى االستعجالية الرامية لوقف تنفيذ القرار
اإلداري ،ألن هذه األخيرة ال يشترط فيها من الناحية الموضوعية شرط جسامة االعتداء ،بل تكفي
الخطورة البسيطة ،أما إذا كان االعتداء يخرج عن االختصاصات اإلدارية فيمكن للمعني رفع دعوى
االستعجال التحفظي وذلك على أساس وجود اعتداء مادي ،مع مراعاة أن هذه األخيرة من موجبات
1
- C.E, 5 octobre 2005, Abalo.
ذكره لحسين بن شيخ آث ملويا ،قانون اإلجراءات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .485
2
- C.E, ord, 7 mai 2015, Ministre de l’Intérieur c/ Ould Brahim, A.J.D.A, 2015, p 1015.
3
- C.E, ord, 4 avril 2020, n°439816, Gazette du Palais, n°140, du 12 mai 2020, p 38.
4
- C.E, ord, 9 janvier 2001, M. David Lus, Rec. C.E, p1.
- 432 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
اختصاص القاضي العادي في النظام القضائي الفرنسي ،على عكس الحال بالنسبة للجزائر إذ يختص بها
القاضي اإلداري.1
ب -أن ينطوي االعتداء على عدم مشروعية ظاهرة :بعد التأكد من توافر شرط االعتداء الخطير على
الحرية األساسية ،اشترط المشرع الجزائري أن يتسم هذا االعتداء بعدم المشروعية الظاهرة ،وهذا ما نصت
عليه المادة 920من ق.إ.م.إ بالصيغة اآلتية... " :يمكن لقاضي االستعجال...متى كانت هذه
االنتهاكات تشكل مساسا خطي ار وغير مشروع بتلك الحريات" ،لكن المشرع وفي النسخة الفرنسية من
المادة نفسها استخدم تعبير ،"Une atteinte grave et manifestement illégale " :والتي يمكن ترجمتها
ب :االعتداء الخطير وغير المشروع بصفة ظاهرة أو جلية .إن وصف االعتداء بالخطير وغير المشروع
بصفة ظاهرة هو تقليد لما نص عليه المشرع الفرنسي في المادة L.521-2من قانون العدالة االدارية.2
يفهم من نص المشرع الجزائري على شرط االعتداء غير المشروع بأن قاضي االستعجال اإلداري
مجبر على البحث في مشروعية التصرف اإلداري ،األمر الذي يجعله يعتدي على مبدأ عدم المساس
خروجا عن القواعد العامة الضابطة الختصاص قاضي االستعجال ،لهذا نجد
ً بأصل الحق ،وهو ما يعتبر
بأن المشرع الفرنسي نص على عدم المشروعية الظاهرة أو الجلية ،وهذا حتى يبقى قاضي االستعجال
اإلداري ضمن نطاق القضاء االستعجالي.
يظهر اإلشكال حول النص القانوني الذي يطبقه قاضي االستعجال اإلداري ،هل هو نص المادة
920من ق.إ.م.إ في نسخته العربية الذي ال يفي بالغرض ويظهر فيه سهو المشرع الجزائري ،أو النسخة
الفرنسية التي تستجيب لمتطلبات القضاء االستعجالي ،وتتوافق مع ما جاء في التشريع الفرنسي مهد
ابتكار نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية؟
إشكاال آخر
ً يثير موضوع التناقض في صياغة النصوص القانونية بين نسختها العربية والفرنسية
يتعلق بأولوية التطبيق في حالة االختالف بين النصيين ،فعلى مدار سنين طويلة ساد االعتقاد بأولوية
النص القانوني في نسخته المحررة باللغة الفرنسية ،وهذا بحجة الترجمة السيئة للغة العربية عند صياغة
النصوص القانونية التي اعتمدت تاريخ ًيا على القوانين الفرنسية.
لكن هذا الوضع لم يستمر ،حيث حسم المجلس الدستوري الجزائري مسألة أولوية اللغة التي يتم
بها تحرير النصوص القانونية ،وذلك بمناسبة ق ارره المؤرخ في 24مايو ،2021حيث أرسى مبدأ دستورًيا
مفاده أولوية النصوص القانونية المحررة باللغة العربية ،وأن النص المترجم باللغة الفرنسية ال يعدو بأن
يكون مجرد عمل إداري ،جاء في هذا القرار... ":اعتبا ار أن المادة 4من األمر ،موضوع اإلخطار،
وردت لتصحيح المصطلحات والعبارات في الصيغة المحررة باللغة الفرنسية في األمر المعدل والمتمم
لألمر رقم 02-06المتضمن القانون األساسي العام للمستخدمين العسكريين ،واعتبا ار أن اللغة العربية
هي اللغة الرسمية للدولة ،طبقا للفقرة 2من المادة 3من الدستور ،ومن ثم فهي لغة صياغة القوانين
دون غيرها ،واعتبا ار أن ترجمة القوانين تعتبر مجرد عمل إداري ال يعدو أن يكون عمال تشريعيا ،وال
يندرج ضمن االختصاصات التي يخولها الدستور للمشرع في إعداده للقوانين.1"...
رغم األهمية الكبيرة لهذا االجتهاد الدستوري ،إال أن االختالف في صياغة المادة 920المذكورة
نوعا من التضارب في تقدير عدم مشروعية التصرف اإلداري ،إذ أن االكتفاء
أعاله من شأنه أن يحدث ً
بما جاء في النص العربي للمادة 920من ق.إ.م.إ معناه إسناد مهمة لقاضي االستعجال هي من صميم
اختصاص قاضي الموضوع ،وهي التعمق في بحث مشروعية التصرف األمر الذي يخرق مبدأ عدم
المساس بأصل الحق ،وهو أمر يتناقض مع مهمة قاضي االستعجال ،وال يتوافق مع طبيعة دعوى
االستعجال في حد ذاتها ،هذه األخيرة تتميز بالسرعة في الفصل وبالخصوص دعوى الحماية المستعجلة
للحريات األساسية ،وذلك بالنظر إلى القيد الذي فرضه المشرع على القاضي اإلداري االستعجالي من
اعتبار من تسجيل الطلب.2
ًا خالل إلزامه بالفصل في مهلة ثمانية وأربعون ( )48ساعة
لهذا فإن عبارة عدم المشروعية الظاهرة الواردة في النص الفرنسي للمادة 920من ق.إ.م.إ،
سهوا من المشرع الجزائري في النص العربي للمادة نفسها ،تقتضي بأن يكتفي قاضي والتي سقطت ً
االستعجال اإلداري بالتحقق من الوضع الظاهر لألسانيد والوثائق التي يقدمها المدعي دون أن يتجاوز
ذلك إلى بحث مشروعية التصرف اإلداري.
-1المجلس الدستوري ،قرار رقم /21ق.م.د ،21/مؤرخ في 14مايو ،2021يتعلق بمراقبة دستورية األمر الذي يعدل ويتمم األمر رقم
02-06المؤرخ في 28فبراير ،2006والمتضمن القانون األساسي العام للمستخدمين العسكريين ،ج ر العدد ،39صادرة في 30
مايو .2021
-2زكرياء قشار ،مرجع سابق ،ص .264
- 434 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وعليه ،فإن المنطق القانوني السليم يتطلب منا دراسة المادة 920من ق.إ.م.إ حسب الشروط
التي تحقق الهدف من الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية ،والتي طبقها القاضي اإلداري
الفرنسي وغابت إلى حد اآلن عن القاضي اإلداري الجزائري ،في انتظار تدارك المشرع للسهو الذي وقع
فيه في نص المادة المذكورة أعاله.
المقصود بعدم المشروعية الظاهرة على حد قول مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي
السيد Laurent VALLÉEبأن قاضي الظاهر يقضي فيما يناط به من طلبات بظاهرها ،دون أن يتعمق
في بحث موضوعها ،أي يقوم بتحسس ظاهر األوراق بغير مساس بأصل الحق ،1وحتى يتوافق هذا
اما بأن تكون عدم المشروعية ظاهرة ،وذلك حتى ال يتردد قاضي االستعجال
الشرط مع هذه المهمة كان لز ً
في استخالص عدم المشروعية هذه .2وهكذا يتمكن من تبيان عدم المشروعية الظاهرة من خالل احترام
مقتضيات مهمته كقاضي استعجال من جهة ،وسرعة الفصل في طلب الحماية التزاما بالميعاد الذي
فرضه المشرع من جهة أخرى ،3فإقرار المشرع لشرط عدم المشروعية الظاهرة يعكس رغبة هذا األخير في
1
- Laurent VALLÉE, Conclusions sur C.E, 29 novembre 2002, Communauté d’agglomération de Saint-Etienne
Métropole, A.J.D.A, 2002, p 278.
2
- Gille BACHELIRE, op.cit, p 266.
3
- C.E, ord, 4 décembre 2002, Du Couëdic de Keréant, Rec. C.E, p 875.
وهي قضية تتعلق بطلب موجه للسلطات القنصلية تسجيل أوالد المدعي ضمن جواز سفره أو تسليمهم جوازات سفر فردية.
-4مختارية حلحال ،مرجع سابق ،ص .144
5
- Antoine BOURREL, Jean GOURDOU, op.cit, p 81.
6
- Bernard FAURE, « Juge administratif statuant en urgence : Référé-liberté », J.C.P, 2003, 1, Fasc 51.
- 435 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
اإلدارة ،والمعلوم أن عدم المشروعية الجسيمة تستغرق ما تقوم به اإلدارة خارج اختصاصاتها ،األمر الذي
يفقد معه التصرف صفته اإلدارية ،ويتحول إلى عمل منعدم يتجرد من وصف التصرف القانوني ،ويختص
به القضاء العادي ،1رغم أنه يظهر مدى التماثل الظاهري بين الحماية المستعجلة واالعتداء المادي،
التحادهما في حماية الحريات األساسية من االعتداءات اإلدارية ،وعلى الرغم من حرص المشرع والقضاء
على التفريق بينهما ،والتأك يد على أن لكل منهما مجال ونظام خاص ،فإن أدى ذلك إلى تكاملهما فذلك ال
يعني اندماجهما ،فإذا كانت عدم المشروعية الجسيمة جزًءا من عدم المشروعية الظاهرة في الحدود التي
مشروعا.2
ً يكون فيها التصرف في ذاته
يرى األستاذ Olivier LE BONأن تكريس المشرع لشرط عدم المشروعية الظاهرة يفسر في
اتجاهين ،األول من خالل اآلجال المتناهية في القصر إلصدار األمر في طلب الحماية ،والثاني أن
دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية ال تتطلب وجود دعوى في الموضوع ،لهذا يجب أن تظهر
للقاضي وضعية بعدم المشروعية الظاهرة ،فقاضي االستعجال اإلداري ال يملك في هذه الحالة المعطيات
التي تسمح له بالبحث المتعمق الالحق لتقديم طلب الحماية.3
من المؤكد بأن مهمة قاضي االستعجال اإلداري الجزائري أصعب من نظيره الفرنسي في هذا
المجال ،والسبب في ذلك يعود الرتباط استعجال حماية الحريات األساسية في التشريع الجزائري باستعجال
وقف التنفيذ ،ففي هذا األخير مطلوب من القاضي التثبت فقط من أن مشروعية القرار مشكوك فيها،
وذلك وفق الصيغة الواردة في المادة 919من ق.إ.م.إ ،أما دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية
شكا
فإن المطلوب من القاضي التحقق من مشروعية القرار اإلداري ،أي وجود سبب جدي وليس فقط ً
جدًيا حول مشروعية القرار.4
في طلب تتلخص وقائعه في أن اإلدارة رفضت منح المدعي بطاقة تعريف وطنية ،بحجة أنها
سلمتها إلى شخص آخر انتحل شخصيته ،وأن هناك دعوى مقامة أمام الجهات القضائية في هذا الشأن،
وأن عليه االنتظار حتى صدور الحكم النهائي لبحث طلبه .قضى مجلس الدولة بعدم مشروعية قرار
نظر لما يمثله من اعتداء جسيم وغير مشروع بشكل ظاهر على حرية التنقل.1
الرفض ًا
كما اعتبر مجلس الدولة الفرنسي بأن قرار اإلدارة بعدم الموافقة على طلب المدعي الحصول على
وتبعا لذلك تم رفض دخوله إلى اإلقليم الفرنسي ،قرار
قانوناً ،
ً صفة الجئ رغم توافر الشروط المطلوبة
ينطوي على اعتداء جسيم وعدم مشروعية ظاهرة على حق اللجوء.2
وفي قرار آخر ،قضى مجلس الدولة الفرنسي بأن تصرف اإلدارة من خالل التأخر في إجراء
التحقيق الالزم إلصدار جواز السفر ينطوي على عدم مشروعية ظاهرة ،لذلك أمر اإلدارة المختصة بإجراء
هذا التحقيق ودون إبطاء حتى ال يتفاقم االعتداء الحاصل على حرية تنقل المدعي.3
كما اعتبر مجلس الدولة الفرنسي بأن قرار رفض إرجاع رخصة إقامة سارية المفعول ألجنبي
صدر حكم لصالحه يقضي بوقف تنفيذ قرار ترحيله ،ينطوي على اعتداء غير مشروع بصفة ظاهرة على
حرية التنقل.4
كما أن الحالة الصحية والعائلية لألجنبي الصادر في حقه قرار اإللزام بالخروج من اإلقليم ينطوي
على عدم مشروعية ظاهرة ،وذلك بالنظر للحماية التي يمنحها المشرع في مثل هذه الحاالت.5
على خالف ذلك ،قضى مجلس الدولة الفرنسي بمشروعية قرار طرد المدعي إلى خارج الحدود،
تأسيسا
ً إذ اعتبر أن القرار ال ينطوي على عدم مشروعية ظاهرة على حرية الزواج كما يدعي المعني،
على أن القرار صدر قبل عدة أشهر من إبرام زواجه ،كما ظهر بأن هذا الزواج كان محل اعتراض من
طرف النيابة العامة ،وأنه تحجج بذلك من أجل التحايل على قرار طرده.6
كما أن رفض اإلدارة منح أو تجديد جواز السفر لمواطن ال ينطوي على عدم مشروعية ظاهرة،
فرغم أن جواز السفر هو حق لكل مواطن ،غير أنه ليس بالحق المطلق ،بل يخضع لبعض الضوابط التي
ينص عليها المشرع ،كما في الحالة التي يتم فيها عدم إصدار جواز السفر لجندي سبق له المشاركة في
عمليات تمرد أو الهارب من أداء التزامات الخدمة الوطنية العسكرية ،فهنا ال يتوافر في رفض اإلدارة
شرط عدم المشروعية الظاهرة التي تبرر طلب الحماية المستعجلة للحريات األساسية.7
1
- C.E, 11 mars 2003, Mohamed Ben-Sam, Rec. C.E, p 119.
2
- C.E, 25 mars 2003, Ministre de l’Intérieur c/ M. Rashid et Mme Zurax, Rec. C.E, p 146.
3
- C.E, ord, 4 octobre 2002, 4 décembre 2002, Du Couëdic de Keréant, précité.
4
- C.E, ord, 8 novembre 2001, Kaigisiz, Rec. C.E, p 545.
5
- C.E, 13 juillet 2016, Ministre des Affaires sociales et de la Santé, J.C.P adm, 2016, Actu 639.
6
- C.E, 3 janvier 2003, Bena, Rec. C.E, p 928.
7
- C.E, ord, 3 mars 2003, Depethes, précité.
- 437 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
كما ال يتوافر شرط عدم المشروعية الظاهرة في حالة عدم تجديد إقامة األجنبي الذي استنفذ مبرر
وجوده على اإلقليم الفرنسي بعد انتهاء مدة دراسته الجامعية دون الحصول على الشهادة الجامعية
المطلوبة ،لهذا رفض قاضي االستعجال اإلداري الطلب المستعجل على أساس أن اإلدارة لم ترتكب خطأ
جسيم ينطوي على عدم مشروعية ظاهرة برفضها تجديد إقامة المدعي.1
في قضية السيد Djaloutوهو جزائري الجنسية ،ذهب مجلس الدولة الفرنسي إلى الحكم
بمشروعية قرار طرده إلى الجزائر عن طريق قرار صادر عن حافظ Pyrénées-Orientalesمؤرخ في
تأسيسا على أنه كان مجرد تطبيق لحكم محكمة جنح Montpellierالمتضمن
ً 27فيفري ،2001وهذا
منعه من اإلقامة على اإلقليم الفرنسي ،فحتى على فرض أن هناك اعتداء على حرية المدعي في التنقل،
فإن مصدر ذلك هو حكم القاضي الجزائي الذي قضي بالعقوبة وليس قرار المحافظ الذي اقتصر على
صحيحا ما يزعمه المدعي من أن تنفيذ السلطاتً ترحيل المدعي إلى موطنه األصلي .وعليه فال يكون
اإلدارية لعقوبة المنع القضائي من اإلقامة يتعارض مع الحق في احترام الحياة الخاصة ،2وال ينطوي بذاته
على اعتداء على حرية التنقل.3
تتجلى أهمية هذا األمر القضائي في أنه أظهر الحدود الفاصلة بين مشروعية أو عدم مشروعية
التصرفات المقيدة لحرية التنقل ،حيث أشار إلى ثالثة أمور رئيسية هي:
-بإمكان اإلدارة إصدار الق اررات المقيدة بحرية التنقل إذا كان ذلك ضمن حدود االختصاصات التي
هذا األمر القضائي ،بالقول بأن االعتداء على حرية التنقل لم ينتج عن قرار إداري لكن عن عقوبة
جنائية ،فليست درجة االعتداء هي المفقودة ،بل االعتداء نفسه غير ناتج عن قرار إداري.1
في األخير ،نشير إلى أن المشرع سواء في الجزائر أو فرنسا اشترط الجمع بين شرطي خطورة
التصرف اإلداري وعدم المشروعية الظاهرة من أجل قبول الدعوى االستعجالية الرامية لحماية الحريات
األساسية ،وهذا األمر يجد مبرره في أنه ليس كل تصرف غير مشروع يصدر عن اإلدارة يكون بالضرورة
خطيرا.
ً
المنتهك للحرية األساسية :حسب نص المادة 920من ق.إ.م.إ السابق
-2الشروط المتعلقة بالشخص ُ
مصدر لالعتداء على الحريات
ًا ذكرها ،فقد حدد المشرع الجزائري صنفين من األشخاص يمكن أن يكونا
األساسية ،إذ جاء فيها..." :للمحافظة على الحريات األساسية المنتهكة من األشخاص المعنوية العامة
أو الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية أثناء ممارسة
سلطاتها ،"...وعليه يمكن تقسيم هذه األشخاص إلى صنفين ،أشخاص معنوية عامة من جهة،
واألشخاص التي جعل المشرع منازعاتها خاضعة الختصاص القضاء اإلداري من جهة أخرى ،وذلك على
النحو اآلتي:
أ -االعتداء الواقع من طرف األشخاص المعنوية العامة :حددت المادة 49من القانون المدني
األشخاص المعنوية العامة بأنها " :األشخاص االعتبارية هي:
الدولة ،الوالية ،البلدية،
المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري.2"...
وتعبير المادة 920المذكورة أعاله ،هو تكريس واضح للمعيار العضوي الذي اعتمده المشرع
الجزائري كأساس الختصاص القاضي اإلداري في المنازعات اإلدارية ،فقد نص المشرع في هذا الشأن
على المبدأ العام في المادة 800من ق.إ.م..إ ،بأن جعل المحاكم اإلدارية تختص بالفصل في جميع
القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرًفا
1
- François LICHÈRE, « Du bon usage du référé-liberté devant le juge administratif », La semaine juridique
édition générale, n°1, 2 janvier 2002, 2, 10003.
-2المادة 49من األمر رقم ،58-75مؤرخ في 26سبتمبر ،1975يتضمن القانون المدني ،ج ر العدد ،78صادرة في 30سبتمبر
،1975معدل ومتمم ،أنظر الموقع الرسمي لألمانة العامة للحكومة:
https://www.joradp.dz/TRV/ACivil.pdf
فيها ،بينما حددت المادة 901من القانون نفسه اختصاص األشخاص المعنوية المركزية ،إذ تنص على":
يختص مجلس الدولة...الق اررات الصادرة عن السلطات المركزية.
كما يختص بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة" ،1لكن المشرع الجزائري وسع من
مجال المعيار العضوي بموجب القانون العضوي رقم 01-98المذكور سابًقا ،إذ تنص المادة 9منه
على " :يختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة ،بالفصل في دعاوى اإللغاء...في الق اررات اإلدارية
الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية.
ويختص أيضا بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة".2
لم ينص المشرع الجزائري بشكل صريح في المادة 920من ق.إ.م.إ على حصر األشخاص
المعنوية العامة التي ينتج عن تصرفاتها الماسة بالحريات األساسية طلب الحماية المستعجلة ،على عكس
تحديد مجال قاضي الموضوع في دعوى اإللغاء كما سبق ذكره ،لكن رغم ذلك فإن اختصاص قاضي
االستعجال يفهم بشكل ضمني بأن يكون االعتداء على الحرية األساسية من طرف شخص معنوي عام
كما هو محدد في المادتين 800و 901من ق.إ.م.إ ،والمادة 9من القانون العضوي رقم ،01-98وذلك
تحت طائلة رفض الدعوى االستعجالية لعدم االختصاص النوعي كما تنص عليه المادة 924من
ق.إ.م.إ.
يفسر هذا الشرط برغبة المشرع في إسباغ حماية عاجلة للحريات األساسية ال يمكن تحقيقها
بوسطة اإلجراءات المعتادة ،في مواجهة مختلف التصرفات المتعلقة باستعمال امتيازات السلطة العامة،
وعلى اعتبار أن هذه األخيرة ال تتمتع بها إال األشخاص المعنوية العامة ،لهذا فقد اشترط المشرع بأن
صادر عن هذه األشخاص حتى يمكن طلب الحماية المستعجلة للحريات األساسية.3
ًا يكون االعتداء
يتم تحديد األشخاص المعنوية العامة وفق معيارين ،األول تعداد حصري مفاده تقسيم هذه
األشخاص إلى أشخاص معنوية عامة مثل الو ازرات ،وأشخاص إقليمية مثل الوالية والبلدية ،وأشخاص
عامة مرفقية أو ما يصطلح على تسميتها المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري مثل الجامعة،
المستشفى ،أما المعيار الوصفي فيقصد به التعداد الذي يرتكز على مدى التمتع بالشخصية االعتبارية
العامة من عدمه ،ووفًقا للمعيار المستقر عليه في قضاء مجلس الدولة الفرنسي فإن الخصائص المطلوبة
الكتساب الشخصية االعتبارية العامة تدور حول التمتع بامتيازات السلطة العامة كسلطة إصدار الق اررات
اإلدارية الملزمة ،سلطة التنفيذ الجبري ،سلطة التنفيذ المباشر .1وهذا في الحقيقة ما هو إال تعبير آخر
عن معايير اختصاص القاضي اإلداري بالمنازعة اإلدارية ،هذه األخيرة تتحقق من خالل معيار عضوي
أساسي يعتمد على صفة الشخص ،ومعيار آخر مادي ثانوي يعتمد على طبيعة العمل اإلداري.
وتطبيًقا لذلك ،ذهب مجلس الدولة الفرنسي إلى رفض طلب بتوجيه أمر بطرد أحد شاغلي أرض
مملوكة للمدعي بغير سند قانوني ،وذلك على اعتبار أن ذلك يدخل في اختصاص قاضي األمور
المستعجلة لجهة القضاء العادي ،ألن االعتداء وإن وقع على حق الملكية إال أنه لم يصدر من أحد
األشخاص المعنوية العامة ،2أو عندما يتصرف الشخص العام كأحد أشخاص القانون الخاص دون
عقدا ال يشتمل على بنود غير مألوفة في
استعمال امتيازات السلطة العامة التي يتمتع بها ،كأن يبرم ً
تأسيسا على عدم اعتبارها ضمن
ً العقود الخاصة ،3أو الطلب الذي يقدم به الطاعن ضد إحدى الجمعيات،
األشخاص المعنوية العامة.4
ب -االعتداء الواقع من طرف الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص القضاء اإلداري :ال يكون
مقتصر على األشخاص المعنوية العامة ،بل يشمل األشخاص التي جعل
ًا المساس بالحريات األساسية
المشرع منازعتها من اختصاص القضاء اإلداري ،وهو ما عبرت عنه المادة 920من ق.إ.م.إ بنصها
على " :الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية" ،مع ضرورة اإلشارة
إلى االختالف في التعبير على هذا الشرط بين التشريعين الجزائري والفرنسي ،حيث استعمل هذا األخير
تعبير الهيئة الخاضعة للقانون الخاص المكلفة بتسيير مرفق عمومي.5
يمكن تصنيف هذه الهيئات إلى صنفين ذكرها المشرع صراحة في نص المادة 9من القانون
العضوي رقم 01-98المذكور أعاله ،المنظمات المهنية الوطنية والهيئات الوطنية ،وذلك حسب التفصيل
اآلتي:
الفقرة األولى -المنظمات المهنية :يقصد بها األشخاص القائمة على اعتبار مهني ،ويجب التفريق بين
المنظمات والنقابات التي تقوم على تنظيم ممارسة مهنة من المهن كمنظمة المحامين ،األطباء،
المهندسين وغيرها ،والتي يطلق عليها في فرنسا تسمية ،Les ordres professionnelsوالتي تعد من
أشخاص القانون العام 1هذا من جهة ،ومن جهة أخرى النقابات المكلفة بالدفاع عن مصالح طائفة معينة،
طا لمزاولة المهنة ،وهي ما يطلق عليها تسمية Les
وال يعد االنضمام إليها كما في الحالة األولى شر ً
،syndicatsحيث ال تعتبر من أشخاص القانون العام ،وإنما من أشخاص القانون الخاص ،وال تنطبق
عليها بالتالي دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية.2
في هذا اإلطار ،قضى مجلس الدولة الجزائري باعتبار االتحاد العام للعمال الجزائريين منظمة
شخصا من أشخاص القانون العام طبًقا لنص المادة 800من
ً نقابية مطلبية اجتماعية ،وال يمكن اعتباره
ق.إ.م.إ ،وبالتالي ال يختص القضاء اإلداري بالفصل في المنازعات القائمة بينه وبين أعضائه.3
الفقرة الثانية -الهيئات الوطنية :أخضع المشرع منازعات هذه الهيئات الختصاص القاضي اإلداري
بموجب المادة 9من القانون العضوي رقم 01-98المذكورة أعاله ،دون تحديد المقصود بها.
يتميز مصطلح " الهيئات الوطنية" بنوع من الغموض وعدم التحديد ،فحسب رأي األستاذ رشيد
خلوفي تشمل هذه العبارة الهيئات ذات الطابع العام التابعة للدولة ،وبالتالي تستبعد الهيئات ذات الطابع
الوطني التابعة للقطاع الخاص ،وفي انتظار أن يفصل مجلس الدولة في هذه المسألة ،يمكن اعتبار
بعض الهيئات المذكورة في الدستور كهيئات عمومية وطنية ،تخضع ق ارراتها ذات الطابع اإلداري
الختصاص القضاء اإلداري ،مثل :البرلمان بغرفتيه ،المجلس الدستوري ،المجلس األعلى للقضاء
ومختلف الهيئات االستشارية التي نص عليها الدستور.4
أما األستاذ عمار بوضياف فقد أدرج ضمن وصف الهيئات العمومية الوطنية ،المديريات العامة
مثل :المديرية العامة للوظيفة العمومية ،المديرية العامة للحماية المدنية ،المديرية العامة لألمن الوطني،5
بينما يرى األستاذ محمد الصغير بعلي بأن المقصود بالهيئات الوطنية تلك األجهزة الوطنية المكلفة
بممارسة نشاط معين تلبي ًة الحتياجات المجموعة الوطنية في مختلف مجاالت الحياة العامة للدولة.6
1
- Jean RIVERO, Jean WALINE, Droit administratif, 15 ème éd, Dalloz, Paris, 1994, pp 441-442.
2
- C.E, ord, 10 avril 2001, Snudi-Fo du Maire et Loire, R.F.D.A, 2002, p 267.
-3مجلس الدولة ،قرار رقم ،111508مؤرخ في 21جانفي ،2016قضية االتحاد العام للعمال الجزائريين ضد (م.م ومن معه)،
مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2016 ،14ص .176
-4رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج األول ،تنظيم واختصاص القضاء اإلداري ،مرجع سابق ،ص .351
-5عمار بوضياف ،القضاء اإلداري في الجزائري ،دراسة وصفية تحليلية مقارنة ،طبعة معدلة طبقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،
جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2008 ،ص .159
-6محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،2009 ،ص .259
- 442 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
كما يمكن ذكر مجلس المحاسبة ،الذي تخضع منازعاته الختصاص الجهات القضائية اإلدارية،
وذلك طبًقا لنص المادة 958من ق.إ.م.إ ،وكذا المادة 110من األمر رقم 20-95المتعلق بمجلس
المحاسبة.1
إضافة إلى مختلف السلطات اإلدارية المستقلة التي يمكن إدراجها ضمن فئة الهيئات الوطنية،
فبعد تبني الجزائر لنمط التسيير الرأسمالي لالقتصاد الوطني ،واعتماد التعددية السياسية ،وفتح مجال
الحرية اإلعالمية ،ظهرت العديد من السلطات المستقلة التي اعترف لها المشرع صراحة بالطابع اإلداري،
وكمثال على ذلك نجد مجلس المنافسة الذي نص المشرع على طابعه اإلداري في المادة 23من األمر
رقم ،03-03المتعلق بالمنافسة.2
ج -تحديد الهيئات التي تصدر عنها التصرفات المقيدة لحرية التنقل :سبق لنا تحديد الهيئات
مصدر لالعتداء على الحريات األساسية ،وتستوجب بالتالي طلب الحماية
ًا واألشخاص التي تكون
المستعجلة ،إذ صنفتها المادة 920من ق.إ.م.إ المذكورة سابًقا إلى صنفين ،األشخاص المعنوية العامة
من جهة ،والهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية من جهة أخرى.
وعلى هذا األساس يطرح التساؤل حول مختلف السلطات التي بإمكانها المساس بحرية التنقل ،وبالتالي
فتح الباب لطلب الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،هل هي من الصنف األول أو الثاني من
األشخاص المذكورة أعاله؟
بالعودة إلى مختلف الق اررات والتصرفات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل ،نجد بأنها تصدر عن
الهيئات التي تنتمي لصنف األشخاص المعنوية العامة بشكل حصري ،وهو ما يعني بأن الصف الثاني
أي الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص جهة القضاء اإلداري ال يمكن أن تصدر عنها ق اررات
أو تصرفات في مواجهة حرية تنقل األفراد ،ألن تقييد هذه األخيرة يكون من طرف أشخاص معنوية عامة
سواء كانت سلطات إدارية مركزية أو محلية ،والتي يمكن حصرها في الوزير األول في حاالت خاصة،
إقليميا بصفة أساسية.
ً ووزير الداخلية والوالي المختص
-1أمر رقم ،20-95مؤرخ في 17يوليو ،1995يتعلق بمجلس المحاسبة ،ج ر العدد ،39صادرة في 23يوليو ،1995معدل
باألمر رقم ،02-10مؤرخ في 26غشت ،2010ج ر العدد ،50صادرة في أول سبتمبر .2010
-2أمر رقم ،03-03مؤرخ في 19يوليو ،2003يتعلق بالمنافسة ،ج ر العدد ،43صادرة في 20يوليو ،2003معدل ومتمم
بالقانون رقم ،12-08مؤرخ في 25يونيو ،2008ج ر العدد ،36صادرة في 25يونيو ،2008معدل ومتمم بالقانون رقم -10
،05مؤرخ في 15غشت ،2010ج ر العدد ،46صادرة في 18غشت .2010
- 443 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
إن حصر السلطات المختصة في تقييد حرية التنقل في األشخاص المعنوية العامة يجد مبرره في
أن مختلف الق اررات والتصرفات المقيدة لحرية التنقل تكون مرتبطة في الغالب باعتبارات حماية النظام
واألمن العموميين ،وبالتالي يكون الهدف منها تحقيق المصلحة العامة للدولة والمجتمع ،لهذا نجد بأن
المشرع أسند مهمة ذلك لجهات إدارية محددة على سبيل الحصر ،تكون في العادة هي المسؤولة عن
صيانة النظام العام ،وال تشاركها في ذلك جهات أخرى سواء كانت هيئات عامة ذات طابع إداري أو
هيئات تخضع الختصاص جهة القضاء اإلداري ،فال يمكن أن يصدر قرار المنع من السفر أو إبعاد
مثال من طرف مؤسسة عمومية ذات طابع إداري مثل الجامعة أو منظمة المحامين أو سلطة
أجنبي ً
إدارية مستقلة.
-3الشرط المتعلق بأن يقع االعتداء أثناء مباشرة اإلدارة الختصاصاتها :نص المشرع الجزائري على
هذا الشرط في المادة 920من ق.إ.م.إ التي جاء فيها..." :الحريات األساسية المنتهكة من األشخاص
المعنوية العامة أو الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية أثناء
ممارسة سلطاتها."...
يرى األستاذ Olivier LE BOTبأن هذا الشرط قيد من نطاق اختصاص قاضي االستعجال
اإلداري ،وذلك عندما اشترط بأن يكون االعتداء الحاصل على الحريات األساسية أثناء ممارسة اإلدارة
لسلطاتها ،بمعنى أن التصرفات التي تقع خارج نطاق ممارسة اإلدارة الختصاصاتها ال يمكن أن تستفيد
من نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،األمر الذي يكشف على إرادة المشرع في الحفاظ على
نطاق تطبيق نظرية االعتداء المادي ،وذلك عندما يخرج التصرف اإلداري عن نطاق االختصاصات
اإلدارية.1
إن وجود هذا الشرط ضمن نص المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي (تقابلها
المادة 920من ق.إ.م.إ) منتقد بشدة ،ألنه يهدف إلى الحفاظ على اختصاص قضائي فقد كل مبررات
اكا من المشرع
وجوده (نظرية االعتداء المادي) مع إنشاء نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،وإدر ً
لحجم الصعوبات المترتبة على هذا الشرط فقد توجه بالخطاب للقاضي إلجراء نوع من ترسيم الحدود بين
نطاق االستعجال المتعلق بالحماية المستعجلة للحريات واالعتداء المادي.2
1
- Olivier LE BOT, La protection des libertés fondamentales par la procédure du référé-liberté, op.cit, pp 332-
333.
2
- Ibid, p 334.
- 444 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
فقد تعرضت نظرية االعتداء المادي لالنتقاد المتواصل على أساس المشاكل المترتبة عنها
خصوصا ما تعلق منها بإشكالية التنازع في االختصاص بين جهتي القضاء العادي واإلداري ،لهذا فإنه
ً
1
يمكن الستعجال المحافظة على الحريات األساسية أن يدفع القاضي إلى التخلي عن هذه النظرية ،وهذا
بالنظر إلى أنه أصبح هناك إمكانية للطاعن في اختيار اللجوء إلى القاضي العادي حسب آلية االعتداء
المادي أو القاضي اإلداري حسب آلية الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،2فحتى في مثل هذه
مشتركا بين قاضي االستعجال اإلداري والقاضي العادي في األمر بكل ما
ً الحاالت يكون االختصاص
يحافظ على الحريات األساسية المنتهكة ،3كما أن تقليص نطاق االعتداء المادي وحصره في االعتداء
على الحريات الفردية ،األمر الذي جعل أغلبية الحقوق والحريات تخرج من نطاق االعتداء المادي.4
وبما أن حاالت االعتداء المادي على النحو الذي تم تحديده سابًقا ،هي في فرنسا من اختصاص
القاضي العادي على عكس الوضع في الجزائر ،وذلك عندما تمارس اإلدارة اختصاصات ال تعود لها.
وإن كان البعض يرى بأن مجال تطبيق الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية ال يشمل مجال
االعتداء المادي ،إذ في األولى يخص المساس بحرية أساسية عند ممارسة اإلدارة الختصاصاتها ،بينما
تماما عن االختصاصات التي منحها لها المشرع.5
خارجا ً
ً في الحالة الثانية يكون تصرفها
وبمعنى آخر ،فإنه يعتد في هذا اإلطار بكل قرار أو تصرف اتخذ بمناسبة ممارسة الصالحيات
قانونا لإلدارة ،ومن هنا يظهر الفارق بين تصرف اإلدارة الذي يمكن معه تطبيق نظرية االعتداء
الممنوحة ً
المادي ،وبين التصرف المعتد به في مجال الحماية المستعجلة للحريات ،فالحالة األولى يشترط أن يكون
الفعل المادي الذي تقوم به اإلدارة غير مرتبط بأي سند قانوني أو اختصاص تملكه اإلدارة ،بينما في
الحالة الثانية يشترط أن يكون التصرف الذي قامت به اإلدارة من صلب اختصاصاتها ،واتخذ في معرض
تنفيذ صالحياتها.6
إن تحديد نطاق الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية بممارسة اإلدارة الختصاصاتها
يفسر الصيغة التي جاء بها نص المادة 920من ق.إ.م.إ ،عندما ربطت دعوى حماية الحريات األساسية
1
- Bertrand FAURE, « Juge administratif des référés statuant en urgence référé-liberté », JurisClasseur
Justice Administrative, LexisNexis, Fasc. 51, date du fascicule 18 octobre 2016, p 4.
2
- C.E, ord, 23 janvier 2013, Cne Chirongui, A.J.D.A, 2013, p 788.
3
- Bertrand FAURE, op.cit, p 17.
4
- T.C, 17 juin 2013, Bergoend, précité.
5
- Gilles BACHELIER, op.cit, p 261.
-6بالل عقل الصنديل " ،التدابير المستعجلة الخاصة بالحريات في القضاء اإلداري الفرنسي "الثورة التشريعية"" ،مجلة الحقوق،
جامعة الكويت ،المجلد ،38العدد ،2014 ،03ص ص .295-294
- 445 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بدعوى وقف التنفيذ ،فالمشرع اشترط لقبول دعوى حماية الحريات األساسية وجود قرار إداري مطعون فيه
بدعوى وقف التنفيذ ،فالتصرف هنا يقع ضمن مجال ممارسة اإلدارة الختصاصاتها وليس خارج ذلك.
ولو أن هذا التحليل الشكلي لنص المادة 920من ق.إ.م.إ سيصطدم بالمعيار العضوي المكرس
من طرف المشرع الجزائري كمعيار للمنازعة اإلدارية ،فسواء كان التصرف يقع ضمن اختصاصات اإلدارة
مختصا في جميع الحاالت ،وأكثر من هذا فقد نص صراحة على ً أم ال فإن القاضي اإلداري يكون
اختصاص قاضي االستعجال اإلداري بسلطة وقف تنفيذ القرار اإلداري في حالة التعدي (االعتداء
المادي) وذلك بموجب المادة 921من ق.إ.م.إ ،ولهذا فإن المشرع عندما استعمل عبارة " أثناء ممارسة
اختصاصاتها" هي عبارة زائدة ،وتقليد لما هو مكرس في التشريع الفرنسي ،1وذلك ألن المعيار المعتمد في
تحديد طبيعة النزاع اإلداري في فرنسا هو المعيار المادي أو الموضوعي ،إال أن هذا الشرط ليس له ما
يبرره في القانون الجزائري ،وذلك بسبب أن المعيار المعتمد من طرف المشرع هو المعيار العضوي.2
ماسا بحرية أساسية عندما يكون ذلك
وبناء عليه ،يعد تعلق التصرف الذي يتخذه الشخص العام ً
ً
ضمن ممارسة اختصاصاته ،فهو المعيار في التفرقة بين مجال تطبيق الحماية المستعجلة للحريات وبين
داخال في
ً نظرية االعتداء المادي ،وهذا ما كرسته محكمة التنازع الفرنسية ،فعندما يكون التصرف
اختصاص الشخص العام يجري إعمال الحماية المستعجلة ،وينعقد االختصاص لقاضي االستعجال
منعدما لعدم تعلقه بأي اختصاص مسند لإلدارة بموجب القانون ،تكون
ً اإلداري ،وحين يكون التصرف
نظرية االعتداء المادي هي السبيل لحماية الحريات األساسية ،وينعقد االختصاص للقاضي العادي.3
لهذا يظهر استعجال المحافظة على الحريات األساسية كمحاولة من المشرع لوضع حد لظاهرة
إفراط األفراد في استخدام نظرية االعتداء المادي أمام القضاء العادي ،4وهذا عن طريق تقسيم
-1غنية نزلي ،سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى حماية الحريات األساسية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام،
تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الوادي ،السنة الجامعية ،2014-2013ص .102
يرى األستاذ مسعود شيهوب بأن اعتماد المشرع الجزائري على المعيار العضوي كأساس الختصاص القاضي اإلداري في الجزائر أدى
دائما للقاضي اإلداري .أنظر :مسعود شيهوب،
إلى عدم بروز ازدواجية االختصاص في حالة االعتداء المادي ،إذ ينعقد االختصاص ً
المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،نظرية االختصاص ،مرجع سابق ،ص ص.48-47
-2فيروز براني " ،الحماية القضائية االستعجالية للحريات األساسية" ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية ،المجلد ،54العدد
،04ديسمبر ،2017ص ص .36-35
3
- Ronny ABRAHAM, L’avenir de la voie de fait et le référé administratif, in l’État de droit, Mélange en
l’honneur de Guy BRAIBANT, Dalloz, Paris, 1996, p 1 et s.
4
- Mattias GUYOMAR, Pierre COLIN, chron. sous C.E, Sect, 18 janvier 2001, Commune de Venelles, A.J.D.A,
2001, p 153.
- 446 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الصالحيات بين جهتي القضاء العادي واإلداري ،إذ يختص هذا األخير بالحاالت التي يكون فيها
االعتداء نتيجة ممارسة اإلدارة لسلطتها ،في حين يختص القضاء العادي بالحاالت التي يكون االعتداء
غير مرتبط باالختصاصات الممنوحة لإلدارة.1
يعتمد التعريف الجديد لالعتداء المادي على احترام االختصاص الدستوري لجهة القضاء العادي
في حالة االعتداء على الحرية الفردية ،والتي يتعين على القاضي اإلداري احترامها ،يضاف إلى ذلك أن
اجتهاد محكمة التنازع الفرنسية أصبح متوافًقا مع الصياغة الواردة في المادة L521-2من قانون العدالة
خصوصا شرط االعتداء الصادرة عن اإلدارة أثناء ممارسة اختصاصاتها.2
ً اإلدارية،
لكن هذا التحليل قد تجاوزه الزمن ،وأصبح ال يتطابق مع الواقع القضائي الجديد الذي كرسته
مقتصر على
ًا محكمة التنازع الفرنسية ،والذي مفاده بأن نطاق تطبيق نظرية االعتداء المادي أصبح
الحريات الفردية وليس الحريات األساسية ،3حيث جاء هذا االجتهاد الجديد بعد أشهر قليلة من صدور
أمر من مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ 23جانفي ،2013اعترف خالله بصالحية قاضي االستعجال
اإلداري في وقف تنفيذ أي تصرف يشكل اعتداء مادي .4لقد شكل هذا االجتهاد سابقة في القضاء اإلداري
الفرنسي ،إذ ألول مرة يشترك القاضي اإلداري مع القاضي العادي في وضع حد لحالة االعتداء المادي
على الحريات األساسية من خالل األوامر التي يوجهها لإلدارة.5
ثانيا -سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية :يجمع الفقه
على أن القاضي اإلداري بسلطاته الجديدة في مجال االستعجال اإلداري أصبح في مقدوره حماية الحريات
األساسية بطريقة فعالة .6فقد منحه المشرع سلطات واسعة للمحافظة على الحريات األساسية المنتهكة من
طرف اإلدارة ،حيث يمكنه األمر بكل التدابير الضرورية للمحافظة على هذه الحريات ( ،)1لكن في
1
- Bernard PACTEAU, Contentieux administratif, 6ème éd, P.U.F, Paris, 2002, p 326.
2
- Bertrand SEILLER, « La voie de fait, en voie de disparition de fait ? », Revue juridique de l’économie
publique, n° 712, octobre 2013, comm 38, p 8.
-3راجع سابًقا ص 367وما بعدها من هذه األطروحة.
4
- C.E, 23 janvier 2013, n°365262, A.J.D.A, 2013, p 199.
-5عبد القادر عدو " ،دور القضاء االستعجالي في حماية الحريات األساسية :دراسة مقارنة بين القانون الجزائري والمصري
والفرنسي" ،مجلة الحقوق ،جامعة الكويت ،المجلد ،41العدد ،2017 ،03ص .380
6
- Merceau LONG, et autres, G.A.J.A, op.cit, p 298 ; Marc de MONSEMBERNARD, « Référé d’urgence : le
référé liberté », op.cit, n°9, p 5.
- 447 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1سلطة توجيه األوامر لإلدارة :أجاز المشرع الجزائري لقاضي االستعجال اإلداري سلطة توجيه األوامر
لإلدارة إذا توافرت الشروط المنصوص عليها في المادة 920من ق.إ.م.إ التي تنص على ":يمكن
لقاضي االستعجال...أن يأمر بكل التدابير الضرورية للمحافظة على الحريات األساسية ،"...وهو األمر
نفسه الذي نص عليه المشرع الفرنسي في المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية:
« …le juge des référés peut ordonner toutes mesures nécessaires à la sauvegarde d'une
» …liberté fondamentale
لم يحدد المشرع طبيعة ومحتوى ونطاق التدابير التي يأمر بها قاضي االستعجال اإلداري من
أجل حماية الحريات األساسية ،إذ منح له كامل السلطة التقديرية في اختيار اإلجراء المناسب ،وهو ما
اسعا لسلطة قاضي االستعجال دون تحديد ،وهذا على عكس القيد الذي يوجد في التحديد
يفتح المجال و ً
الدقيق لصالحياته في دعوى وقف تنفيذ القرار اإلداري المنصوص عليها في المادة 919من ق.إ.م.إ،1
حيث يمكنه وقف تنفيذ القرار اإلداري ،أو إصدار أوامر صريحة لإلدارة إللزامها بعمل أو االمتناع عن
عمل ،كما له أن يقرن هذا األوامر بغرامة تهديدية.2
يرى األستاذ Olivier LE BOTبأن كلمة " " Toutesالواردة في المادة L.521-2من قانون
العدالة اإلدارية تعني غياب التحديد ،وتعمل على توسيع سلطات قاضي االستعجال اإلداري ،وأن كلمة
" " Ordonnerالتي يفهم منها أنها مرادفة لكلمة " يأمر " ،وهو ما يعني بأن المشرع رأى عدم تقييد
سلطات قاضي االستعجال اإلداري ،ولم يحدد ما هي التدابير الضرورية الالزمة لحماية الحريات األساسية
ال من حيث طبيعتها وال من حيث مضمونها.3
إن السبب في وجود هذه السلطة الواسعة راجع إلى طبيعة النص القانوني المتعلق بهذه الدعوى
االستعجالية ،والذي غاب عنها التحديد التشريعي من جهة ،ومن جهة أخرى نجد بأن الجانب الموضوعي
لهذه الدعوى يختلف من قضية ألخرى ،وهو ما يستلزم أن يترك األمر لقاضي االستعجال اإلداري الختيار
اإلجراء المناسب حسب ظروف ومقتضيات كل قضية على حدة.4
-1رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثالث ،الخصومة اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .194
-2فريدة مزياني ،آمنة سلطاني " ،مبدأ حظر توجيه أوامر من القاضي اإلداري لإلدارة واالستثناءات الواردة عليه في ق.إ.م.إ" ،مجلة
المفكر ،العدد ،07نوفمبر ،2011ص .136
3
- Olivier LE BOT, La protection des libertés fondamentales par la procédure du référé-liberté, op.cit, p 473.
-4شريف يوسف خاطر ،مرجع سابق ،ص .157
- 448 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
عند التمعن في عبارة " التدابير الضرورية" الواردة في نص المادة 920من ق.إ.م.إ ،وكلمة
"التدابير الضرورية" المذكورة في نص المادة 921من القانون نفسه ،والمتعلقة بحالة االستعجال
القصوى ،نجد بأنه ال يظهر بينهما أي اختالف في الصياغة باللغة العربية ،لكن بالعودة إلى صياغة
النص باللغة الفرنسية نجد أن عبارة " التدابير الضرورية" الواردة في متن المادة 920هي الترجمة
الصحيحة لعبارة " ،"Mesures nécessairesإال أن عبارة " التدابير الضرورية" المذكورة في المادة 921
ال تطابق الترجمة الصحيحة لعبارة " ،" Mesures utilesوالتي تعني التدابير الناجعة.
تعكس هذه األوامر أبرز مظاهر تفرد نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية عن غيره من
األنظمة اإلجرائية في المرافعات اإلدارية ،إذ أنها المرة األولى في تاريخ القضاء اإلداري التي يعترف
للقاضي اإلداري فيها بسلطة توجيه أوامر لإلدارة بشكل مستقل عن أي منازعة أصلية ،1إذ منحت المادة
L.521-2من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي للقاضي سلطة توجيه أوامر لإلدارة دون شرط وجود دعوى
في الموضوع ،وحتى في حالة عدم وجود قرار إداري مخاصم ،هذه الخاصية الجديدة دفعت بعض الفقه
إلى اعتبار قاضي االستعجال اإلداري بمثابة " قاضي متصرف" " .2"Juge administrateur
انقالبا
ً يعتبر الدور الجديد للقاضي اإلداري بصفة عامة وقاضي االستعجال اإلداري بصفة خاصة
ضد مسار عمر فترة طويلة من الزمن ،التزم خاللها بعدم توجيه األوامر لإلدارة ،وقد مثل هذا التطور
خصوصا من أجل الحد
ً طريقة للموازنة بين االمتيازات التي تتمتع بها اإلدارة وسلطات القاضي اإلداري،
من تجاوزات اإلدارة المتعلقة بانتهاك الحريات األساسية.3
والثابت أن قاضي االستعجال اإلداري ال يرتبط بطلبات الخصوم ،فقد منحه المشرع الحرية
مناسبا دون التقيد بطلبات المدعي ،فهو يقضي بما يتوافق مع حدود
ً الكاملة في اتخاذ التدبير الذي يراه
اختصاصه كقاضي استعجال إداري مهمته حماية الحريات األساسية ،4وفي ظل غياب التحديد التشريعي
لطبيعة ومضمون هذه التدابير نجد بأن الممارسة العملية تظهر من خالل سلطة األمر بوقف التنفيذ،
األمر بالقيام بعمل أو االمتناع عن عمل ،5وذلك على النحو اآلتي:
أ -األمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري :في بداية تطبيق نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،رفض
مجلس الدولة الفرنسي تطبيق مقتضيات المادة L.521-1من قانون العدالة اإلدارية والخاصة بسلطة
وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية على حاالت االعتداء على الحريات األساسية التي تحكمها المادة L.521-2
من القانون نفسه ،وكان ذلك بمناسبة فصله في قضية ،Aberbriوذلك بحجة أن المادة األولى خاصة
بحاالت وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية فقط.1
لكنه غيًّر موقفه الحًقا ،حيث اعتبر بأن سلطة وقف تنفيذ القرار اإلداري المنصوص عليها في
المادة L.521-1من قانون العدالة اإلدارية ال تقتصر على حاالت وقف التنفيذ فقط ،بل يمكن تطبيقها
في حاالت االعتداء على الحريات األساسية المنصوص عليها في المادة L.521-2من القانون نفسه .إذ
جاء في أمر مجلس الدولة المؤرخ في 4فيفري 2005في قضية Marziehأنه يجوز لقاضي
االستعجال اإلداري عندما يفصل في الطلب على أساس المادة L521-2من قانون العدالة اإلدارية ،أن
يأمر بوقف تنفيذ القرار المعروض عليه عندما يرى بأن الشروط المنصوص عليها ً
قانونا متوفرة ،وأن وقف
التنفيذ ضروري لحماية حرية التنقل.2
من التطبيقات الحديثة لمجلس الدولة الفرنسي ،نجد األمر بوقف تنفيذ قرار الوضع تحت اإلقامة
الجبرية في إطار حالة الطوارئ ،بحجة عدم توافر الظروف التي تسمح للمحافظ باتخاذ هذا القرار ،مما
خطير وغير مشروع بشكل ظاهر لحرية التنقل ،3كما أمر بوقف تنفيذ قرار عمدة
ًا انتهاكا
ً يجعله يشكل
مدينة ،)Alpes-Maritimes( Villeneuve-Loubetالمتضمن منع الدخول إلى الشواطئ والسباحة بلباس
يظهر توجه ديني معين ( ،)Bourkiniرغم أنه ليس هناك أسباب متعلقة بحفظ النظام العام أو النظافة
العامة ،وهذا النطوائه على مساس خطير وغير مشروع بشكل ظاهر بحرية التنقل ،4وهو ما يثبت بأن
الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية ودعوى وقف التنفيذ ال يستبعد أحدهما اآلخر.5
1
- Emmanuelle PRADA-BORDENAVE, Conclusions sur C.E, Sec, 23 novembre 2001, Aberbri, R.F.D.A, 2002,
p 335.
2
- C.E, 4 février 2005, n°270407, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Marzieh, disponible sur
https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000008215643/, consulté le 29 août 2021, à 21 :00.
تتعلق القضية بدعوى استعجالية ضد قرار وزير الداخلية الفرنسي إبعاد السيدة Merziehمن اإلقليم الفرنسي.
3
- C.E, ord, 22 janvier 2016, M.B, n°396116, Rec. C.E, p 2016.
4
- C.E, 26 août 2016, Ligue des droits de l'homme et autres et Association de défense des droits de l'homme
;Collectif contre l'islamophobie en France n° 402742 et n° 402777, A.J.D.A 2016, p 1599, note P Gervier
R.F.D.A, 2016, p 1227, note Pierre Bon.
5
- Bertrand FAURE, op.cit, p 24.
- 450 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وتدعيما لسلطات قاضي االستعجال اإلداري في منح الحماية المطلوبة للحريات األساسية ،يمكنه
ً
إصدار أوامر لإلدارة ،تتضمن القيام بعمل أو االمتناع عن القيام بعمل حتى في حالة غياب القرار
اإلداري.1
ب -األمر بالقيام بعمل :يمكن لقاضي االستعجال اإلداري توجيه أوامر لإلدارة تتضمن القيام بعمل
معين .ففي إطار األوامر المتعلقة بحماية حرية التنقل يمكننا الرجوع إلى القضاء اإلداري الفرنسي ،مهد
ير يتعلق بحماية
قضاء غز ًا
ً ظهور وتطور نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،وفي هذا الشأن نجد
هذه الحرية.
في البداية يجب اإلشارة إلى أن قاضي االستعجال اإلداري ال يتدخل ضمن الشروط المنصوص
عليها في المادة L.521-2من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي إال إذا كانت الوضعية المتنازع فيها تسمح
في وقت قصير باتخاذ التدابير الضرورية لحماية الحريات األساسية ،2لهذا ال يمكن توجيه أمر لإلدارة من
أجل تنفيذ إجراء ال يمكنها اتخاده ،كما في حالة الطلب منها السماح لألجنبي المعاد توجيه إلى بلد آخر
بعد رفض دخوله إلى اإلقليم الفرنسي بإعادة توجيهه إلى فرنسا ،ألنه يمكن له أن يطلب الدخول مرة أخرى
عن طريق القيام بكل التدابير المتوافقة مع القوانين واألنظمة ،3أو األمر الموجه لإلدارة بضمان عودة
أجنبي لفرنسا بعد صدور حكم في حقه يقضي بعقوبة المنع النهائي من اإلقليم ،فال يجوز مثل هذا األمر
ما دام أن المعني لم يستفد من إجراء رفع العقوبة الجزائية.4
أصدر قاضي االستعجال اإلداري أمر لإلدارة من أجل تسليم المدعي رخصة مؤقتة لإلقامة ،وهذا
5
أيضا األمر
حتى يتسنى له مواصلة اإلقامة باإلقليم الفرنسي إلى غاية الفصل في موضوع طلب اللجوء ،و ً
بإرجاع سند اإلقامة الساري المفعول في مهلة ثمانية ( )8أيام ،6أو االنتهاء من التحقيق في ملف طلب
يوما ،وتمكين الطاعن من وصل يعد بمثابة رخصة إقامةرخصة اإلقامة خالل مهلة خمسة عشر (ً )15
مؤقتة ،7أو قبول إقامة المدعي تحت صفة طالب لجوء ،1أو األمر الموجه للمحافظ بإعادة دراسة وضعية
أجنبي تم إلغاء قرار طرده.2
1
- Victor TOWO KAMGA, La protection juridictionnelle des droits de l’étranger en matière de séjour, thèse de
doctorat en Droit international, université Paris 1, Panthéon-Sorbonne, 2005, p 363.
2
- C.E, ord 13 décembre 2017, A.J.D.A, 2017, p 2447.
3
- C.E, ord, 21 septembre 2007, Ministre de l’Intérieur c/Mlle Marie Stely Mayelu, A.J.D.A, 2008, p 763.
4
- C.E, ord, 18 mars 2005, Drif, Rec. C.E, p 122.
5
- C.E, ord, 12 janvier 2001, Mme Hyacinthe, Rec. C.E, p 12.
6
- C.E, ord, 8 novembre 2001, Kaigisis, Rec. C.E, p 545.
7
; - C.E, ord, 12 novembre 2001, Rec. C.E, p 1132 ; C.E, ord, 11 juin 2002, Ait Oubba, A.J.D.A, 2002, p 925
C.E, 12 novembre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Zhar, Rec. C.E, p 988.
- 451 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وفي مجال الحق في استعمال جواز السفر والحصول على تأشيرة الدخول ،نذكر األمر الموجه
للسلطات القنصلية بالقيام دون تأخير ومن اللحظة التي يودع فيها المدعي ملفه بالتحقيق في طلبه،3
أيضا األمر بإعادة فحص الملف المودع من طرف المدعي ،والرامي لتجديد بطاقة التعريف الوطنية
و ً
يوما ،4أو األمر بتسليم المدعي وأفراد أسرته جوازات سفرهم
وجواز السفر خالل مهلة خمسة عشر (ً )15
التي سحبت منهم بحجة عدم تمتع المدعي بالجنسية الفرنسية.5
لكن حسب االجتهاد األخير لمجلس الدولة الفرنسي ،فإن توجيه األمر لإلدارة من أجل إصدار أو
تجديد جواز السفر ال يخضع لمهلة محددة ،وذلك في ظل عدم وجود نص تشريعي أو تنظيمي يحدد ذلك،
لهذا فإن هذه اآلجال تحدد في مهل معقولة ،والتي يقوم قاضي االستعجال اإلداري بتقديرها حسب
الظروف الخاصة بكل قضية على حدة.6
بالنسبة لقرار المنع من السفر الصادر عن النيابة العامة ،والذي يتجاوز المدة المالئمة المطلوبة
للقيام بالتحريات والبحث ،وفي ظل الفراغ التشريعي الذي ينظم هذه المسألة ،يعتبر بمثابة اعتداء مادي
على حرية التنقل ،يبرر تدخل قاضي االستعجال اإلداري لتوجيه أمر لإلدارة برفع اسم المدعي من على
قوائم الممنوعين من السفر وإرجاع جواز سفر المدعي.7
في إطار تسيير الحالة الصحية المرتبطة بمكافحة انتشار فيروس كورونا (كوفيد ،)19-اتخذ
محافظ الشرطة لمدينة باريس قرار استخدام الطائرات دون طيار ( )Droneلمراقبة مدى االلتزام بتدابير
الحجر الصحي ،لكن القاضي اإلداري االستعجالي على مستوى مجلس الدولة أمر الحكومة بوقف تنفيذ
نظر لالنتهاك الخطير وغير المشروع بشكل ظاهر الذي يشكله على حرية التنقل.8
هذا اإلجراء ًا
1
- C.E, ord, 14 mai 2004, Gaitukaev, n°267360.
ذكره لحسين بن شيخ آث ملويا ،رسالة في االستعجاالت اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .206
2
- C.E, ord, 22 février 2002, Dieng, R.F.D.A, p 1080.
3
- C.E, ord, 4 décembre 2002, Couëdic de Kérerant, Rec. C.E, p 875.
4
- C.E, ord, 26 avril 2005, Ministre de l’Intérieur c/ Said M’Lamali, Rec. C.E, p 1034.
5
- C.E, ord, 2 avril 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Marcel, Rec. C.E, p 167.
6
- C.E, ord, 18 août 2015, Ministre de l’Intérieur c/ Mme E, A.J.D.A, 2016, p 19.
وهي قضية تتعلق بطلب مواطنة من جنسية كونغولية تجديد جواز سفر ابنها الفرنسي الجنسية ،وتماطل اإلدارة في الرد على هذا
الطلب.
-7المحكمة اإلدارية بالرباط ،أمر استعجالي رقم ،2446ملف رقم ،2015/7101/2561مؤرخ في 28أكتوبر ،2015قضية
المعطي نجيب ضد الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالرباط ووزير العدل والحريات والوكيل القضائي للمملكة( .قرار غير
منشور).
8
- C.E, ord, 18 mai 2020, n°440442, 440445, Association La Quadrature du Net et Ligue des droit de l’homme,
disponible sur : https://www.conseil-etat.fr/content/download/155696/document/440442-
440445%20%20Quadrature%20du%20net%20et%20LDH.pdf, consulté le 22 juin 2021, a 22 :00.
- 452 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
في بعض الحاالت يكون الطعن في األوامر الصادرة عن قاضي االستعجال اإلداري على مستوى
مجلس الدولة بمثابة عامل ضغط على السلطات اإلدارية ،حيث تتراجع وتلتزم بتنفيذ األوامر الصادرة
إليها ،ففي قضية السيدة ،Hyacintheوهي مواطنة من جنسية تاهيتية طلبت اللجوء لفرنسا لكن السلطات
اإلدارية المختصة رفضت الطلب ،كما رفض قاضي االستعجال اإلداري على مستوى المحكمة االدارية
توجيه أمر لإلدارة يتضمن تمكين الطاعنة من رخصة إقامة مؤقتة وتسليمها الوثائق الالزمة لتجهيز ملف
طلب اللجوء .في اليوم المحدد لالستئناف أمام مجلس الدولة أمر وزير الداخلية محافظ Seine-Saint-
1
- C.E, ord, 12 janvier 2001, Hyacinthe, Rec. C.E, p 12.
2
- C.E, ord, 21 Août 2006, Aubret, n°296570, cité par Olivier LE BOT, op.cit, pp 493-494.
3
- Cour de Constantine, Ch.Adm, ordannance du 30 novembre 1983, précité.
4
- C.E, ord, 10 avril 2001, Merzouk, Rec. C.E, p 925.
- 453 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الحريات األساسية .وقد وصف الفقيه Foufoutierهذا اإلصالح بأنه اإلصالح الذي كان يرجوه الفقه
وينتظره القضاء ويأمله المتقاضون لما رأوه من عجز األنظمة اإلجرائية القائمة في حماية حرياتهم بشكل
فعال".1
-2الموقف السلبي لقاضي االستعجال اإلداري :كباقي الدعاوى المرفوعة أمام الجهات القضائية ،فإن
دعوى الحماية المستعجلة لحماية الحريات األساسية قد يكون مآلها الرفض ،ويظهر ذلك من خالل الحكم
بعدم االختصاص النوعي أو رفض الطلب ،وذلك على النحو اآلتي:
أ -الحكم بعدم االختصاص النوعي :نص المشرع الجزائري على حالة عدم االختصاص النوعي لقاضي
االستعجال اإلداري في المادة 924فقرة 02من ق.إ.م.إ التي تنص على ":وعندما يظهر أن الطلب ال
يدخل في اختصاص الجهة القضائية اإلدارية ،يحكم القاضي بعدم االختصاص النوعي" ،2ويتحقق ذلك
في حالة ما إذا تأكد القاضي اإلداري من أن الطلب ال يدخل ضمن اختصاص جهة القضاء اإلداري،
كأن تكون المنازعة بين شخصيين من أشخاص القانون الخاص ،أو عندما تتصرف اإلدارة بأساليب
القانون الخاص.
وهذا ما يظهر من خالل بعض األوامر الصادر عن القضاء الفرنسي ،إذ رفض قاضي
االستعجال اإلداري طلبات المدعين الرامية لوقف تنفيذ ق اررات حكومية ذات طابع سيادي تتصل بمسائل
متعلقة بالعالقات الخارجية للدولة ،كما في قضية تتعلق بسماح الحكومة الفرنسية للطائرات األمريكية
والبريطانية المرور عبر المجال الجوي الفرنسي خالل تنفيذها لعمليات حرب الخليج ضد العراق سنة
،32003أو رفض السماح لدولة أجنبية بتنظيم عملية انتخابية لرعاياها المقيمين في الدولة الفرنسية.4
ب -األمر برفض الطلب :نص المشرع الجزائري على هذه الحالة في المادة 924فقرة 01من ق.إ.م.إ
التي تنص على ":عندما ال يتوفر االستعجال في الطلب ،أو يكون غير مؤسس ،يرفض قاضي
قانونا لقبول
ً االستعجال هذا الطلب بموجب أمر مسبب" ،5فعندما ال تتوافر في الطلب الشروط المطلوبة
الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية يكون مصيرها الرفض ،هذه الحاالت هي ذاتها التي
تقتضي األمر برفض الطلب المستعجل في غير حاالت الحماية المستعجلة للحريات األساسية ،بمعنى
أنها تشكل قاعدة عامة لجميع دعاوى االستعجال اإلداري.
فقد رفض القاضي اإلداري للمحكمة اإلدارية لمدنية Besançonطلب الجمعية الوطنية للرياضيين
وقف تنفيذ قرار محافظ مدينة Territoire de Belfortالمتضمن منع تنقل مشجعي فريق كرة القدم
Nancy Lorraineبتاريخ 15جانفي ،2000وبعد الطعن أمام مجلس الدولة قرر هذا األخير بأنه ال
يوجد أي انتهاك خطير وغير مشروع لحرية التنقل ،على أساس أن القرار المخاصم يدخل ضمن مهام
سلطات الضبط اإلداري في حماية النظام العام.1
ثالثا -نطاق سلطة توجيه األوامر لإلدارة في إطار الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية:
يظهر نطاق سلطات قاضي االستعجال اإلداري في توجيه األوامر الالزمة للمحافظة على الحريات
األساسية المنتهكة من طرف اإلدارة ،من خالل احترام حدود اختصاصه كقاضي استعجال من جهة (،)1
ومن جهة أخرى نجد بأن طبيعة سلطة توجيه األوامر لإلدارة في نطاق دعوى حماية الحريات األساسية
تختلف عن سلطة توجيه األوامر المتعرف بها لقاضي الموضوع (.)2
-1احترام حدود اختصاص قضاء االستعجال اإلداري :بالرغم من السلطات المعتبرة وغير المحدودة التي
منحها المشرع لقاضي االستعجال اإلداري من أجل المحافظة على الحريات األساسية المنتهكة من طرف
اإلدارة ،إال أنه ال يمكن له األمر بإلغاء أو تعديل أو سحب قرار إداري أو النطق بتدابير ذات طابع
نهائي ،وذلك يدخل ضمن احترام المبدأ العام المتعلق بعدم المساس بأصل الحق الذي نصت عليه المادة
918من ق.إ.م.إ.
هذه القاعدة يترتب عليها حضر إلغاء القرار اإلداري ،وذلك ألن اإللغاء ال يتوافق مع صفة
التدابير المؤقتة التي تميز قضاء االستعجال ،2فإلغاء القرار اإلداري ال يكون من التدابير التي يختص بها
قاضي االستعجال اإلداري ،باعتباره ليس تدبير مؤقت ،مما يؤدي إلى عدم قبول الطلب األصلي بإلغاء
القرار على نحو ما أورده المدعي في طلب الحماية المستعجلة للحريات األساسية.3
مماثال في اآلثار التي
ً كما أن األمر الذي يصدره قاضي االستعجال اإلداري ال يجب أن يكون
يحدثها مع اآلثار المترتبة على الحكم الصادر عن قاضي الموضوع ،وإال فإن العلة في اللجوء إلى قاضي
1
- Interdiction de déplacement, jurissport, 2020, n°206, p 10.
-2محمد باهي أبو يونس ،مرجع سابق ،ص .170
3
- T.A, Marseille, 22 juillet 2001, Saddouki, A.J.D.A, 2002, p 1053.
- 455 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
فيفري ،1995ورغم أهمية هذا اإلصالح القانوني إال أنه كان غير ً
كافيا ،وذلك ألن هذه األوامر كانت
مقيدة بهدف واحد وهو ضمان تنفيذ األحكام والق اررات القضائية كطريقة إلجبار اإلدارة على تنفيذ األحكام
الصادرة ضدها ،فهذه األوامر لم تكن مقصودة لذاتها ،ولم يكن في مقدور القاضي الحكم بها بصفة
مستقلة عن منازعة أخرى.1
كامال عن الحظر المفروض على
لهذا يوجد من الفقه من لم يعتبر هذا اإلصالح رغم قيمته تحوًال ً
القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة كما كان يرجى ،أو على نحو ما هو عليه الوضع بالنسبة
للقاضي العادي.2
أما بالنسبة ألوامر الحماية المستعجلة للحريات األساسية فهي تكريس للخروج المطلق على مبدأ
حظر توجيه األوامر إلى اإلدارة ،والسبب في ذلك أنها أوامر مستقلة ،فكما تقدم فهي ال تتعلق إال بدعوى
الحماية المستعجلة للحريات ،وال ترتبط بسواها مثل األوامر التنفيذية ،كما أنها أوامر مباشرة ،بمعنى أنها
تدخل في نطاق سلطة القاضي المباشرة بمجرد اتصاله بالدعوى االستعجالية الرامية للمحافظة على
الحريات األساسية ،ويأمر بها إذا توافرت شروط تطبيقها دون حاجة أن يطلب المدعي ذلك بموجب طلب
مستقل عن الدعوى االستعجالية ،3ولعل هذا هو السبب الذي دفع بعض الفقه بأن يطلق على نظام
الحماية المستعجلة للحريات بقضاء األوامر المستعجلة .4Référé-injonction
وهذا معناه أنها وسيلة القاضي االستعجالي لحماية الحرية األساسية التي ينفرد بسلطة األمر بها
دون سواه من قضاة القضاء اإلداري ،الذي يمنع عليهم توجيه أوامر إلى اإلدارة إال في حدود إجبارها على
تنفيذ ما يصدر عنهم من أحكام ،5وهو ما دفع بعض الفقه إلى القول بأن سلطة قاضي الحماية المستعجلة
للحريات تتجاوز إلى حد بعيد سلطة األوامر التي يمارسها القاضي اإلداري إلجبار اإلدارة على تنفيذ
األحكام القضائية.6
في األخير ،يمكن القول بأن دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية تعتبر أحد أبرز معالم
اإلصالحات التي جاء بها المشرع ضمن دعاوى االستعجال اإلداري ،األمر الذي جعل الفقه يصفها بأنها
ذات طبيعة مبتكرة ،بل وحتى ثورية ،واألكثر فائدة ورمزية لهذا اإلصالح التشريعي .فإذا اعتبرنا أن
التي يجب حمايتها ،فإن االستعجال حرية يجسد النقطة النهائية لحماية حقوق المتقاضين ،لهذا أطلق عليه
األستاذ CHAPUSوصف "ملك اإلجراءات المستعجلة".1
1
- Olivier LE BOT, La protection des libertés fondamentales par la procédure du référé-liberté op.cit, pp 41-42.
- 458 -
: الفصل الثاني
بعد مباشرة مختلف الدعاوى االستعجالية والحصول على التدابير المؤقتة لحماية حرية التنقل،
ينتقل المتقاضي إلى مرحلة قضاء اإللغاء أمام قاضي الموضوع ،وذلك من أجل مناقشة مشروعية مختلف
المقيدة لحرية التنقل.
القرارات اإلدارية ّ
إن القاضي اإلداري وهو يقوم بالتحّقق من مخالفة القرار اإلداري لمبدأ المشروعية ،يقتضي منه
ّ
األمر إجراء عملية الموازنة بين مبدأ المشروعية ،وما يتطّلبه من الحكم بإلغاء كل قرار إداري غير مشروع
من جهة ،وبين مبدأ األمن القانوني ،وما يقتضيه من حماية الحقوق الشخصية والمراكز القانونية التي
بناء على القرار اإلداري من جهة أخرى ،1ووسيلته في هذا المجال هي دعوى اإللغاء أو كما
استقرت ً
ّ
تسمى في فرنسا دعوى تجاوز السلطة " ،"Recours pour excès de pouvoirوالتي ّ
تتحدد فيها سلطات
القاضي اإلداري في اإللغاء الكلي أو الجزئي للقرار اإلداري المطعون فيه.2
ّ ّ
يعتبر تصنيف األستاذ François GAZIERلوسائل عدم المشروعية في دعوى اإللغاء األكثر
منطقية وأهمية ،وذلك ألنه قسم أسباب عدم المشروعية الممكنة لالحتجاج على مشروعية القرار اإلداري
إلى صنفّين ،أوجه عدم المشروعية الخارجية وتضم :عيب عدم االختصاص ،عيب الشكل واإلجراءات،
وأوجه عدم المشروعية الداخلية وتضم :عيب انعدام األساس القانوني ،عيب مخالفة القانون ،وعيب
كرسه القضاء اإلداري في عدد كبير من ق ارراته ،كما سار
االنحراف في استعمال السلطة .هذا التصنيف ّ
عليه غالبية الفقه.3
نص تشريعي أو تنظيمي
ورغم أنه وكما يقول األستاذ Fabrice MELLERAYال يوجد أي ّ
معمول به في القانون الفرنسي ّ
ينص على أوجه عدم مشروعية الق اررات اإلدارية أو حاالت رفع دعوى
إن هذا الغياب يظهر بشكل الفت عند مقارنة الوضع القانوني الفرنسي مع باقي الدول التي
اإللغاءّ .
استلهمت من النظام الفرنسي آليات ممارسة دعوى اإللغاء ،لكنها قامت بتحديد حاالت رفع هذه الدعوى
ضمن تشريعاتها الوطنية.4
لم يحظى موضوع حاالت رفع دعوى اإللغاء في النظام القضائي اإلداري الجزائري باالهتمام نفسه
وضعية ومكانة القضاء الفاصل في المنازعات اإلدارية منذ سنة
ّ الموجود في القانون المقارن ،وذلك بسبب
-1أحمد عبد الحسيب عبد الفتاح السنتريسي ،مرجع سابق ،ص .13
2
- Bruno LASSERRE, « Recours », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, novembre 2001,
actualisation janvier 2015, n° 36, p 8.
-3لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المسؤولية اإلدارية ،وسائل المشروعية ،مرجع سابق ،ص 29وما بعدها.
4
- Fabrice MELLERAY, « Recours pour excès de pouvoir : moyens d'annulation », Répertoire de contentieux
administratif, Dalloz, janvier 2007, actualisation janvier 2019, n° 2, p 3.
- 460 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1رشيد خلوفي ،المنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .134
2
- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe », op.cit, n° 42, p 15.
- 461 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المقيدة لحرية
ّ المبحث األول :رقابة القاضي اإلداري ألوجه عدم المشروعية الخارجية للق اررات اإلدارية
التنقل
يتكون منها هذا
تتوافق أوجه عدم المشروعية الخارجية للقرار اإلداري مع األركان الخارجية التي ّ
فإن عدم المشروعية التي تلحق هذه
القرار وهي ركن االختصاص ،ركن الشكل وركن اإلجراءات ،وبالتالي ّ
فإن
األركان تتثمل في عيب عدم االختصاص ،عيب الشكل وأخي ًار عيب اإلجراءات .وفي جميع األحوال ّ
يتم فحصها من طرف القاضي اإلداري في حالة إثارتها من طرف المدعي
أوجه عدم المشروعية الخارجية ّ
عكس الحال بالنسبة لعيب عدم االختصاص الذي يمكن للقاضي إثارته من تلقاء نفسه.1
يأتي عيب عدم االختصاص في مقدمة أوجه عدم المشروعية الخارجية أهمي ًة من حيث مدى
حسمه للنزاع اإلداري ،فهو عيب يتعّلق بالنظام العام ،بمعنى أنه بإمكان الطاعن إثارته في أي مرحلة
تكون عليها الدعوى كما يمكن للقاضي إثارته من تلقاء نفسه .ورغم أن قواعد االختصاص بالنسبة للق اررات
المختصة بإصدار
ّ حدد المشرع بشكل دقيق السلطات اإلدارية
المقيدة لحرية التنقل واضحة ،حيث ّ
اإلدارية ّ
كل نوع من هذه الق اررات ،لكن رغم ذلك فإنه قد يحدث أن تعتدي سلطة إدارية على اختصاص سلطة
أحيانا عن سوء تطبيق قواعد تفويض االختصاصات اإلدارية (المطلب
ً أخرى ،كما قد ينتج هذا العيب
األول).
نص عليها
المقيدة لحرية التنقل يجب أن تصدر حسب األشكال التي ّ ّ لصحة الق اررات اإلدارية
أهم هذه األشكال أن تكون هذه الق اررات مسببة بشكل كاف ،ومبدأ تسبيب القرار اإلداري يختلفالمشرع ،و ّ
عن أسبابه ،فهذه األخيرة تتعّلق بركن السبب وهو ركن من األركان الداخلية للقرار اإلداري .وحسب المبدأ
نص القانون على خالف ذلك ،لكن ما يالحظ أن
فإن اإلدارة غير ملزمة بتسبيب ق ارراتها ّإال إذا ّ
العام ّ
ص على الزامية تسبيبالمشرع في كثير من النظم القانونية اتجه في اآلونة األخيرة إلى إصدار قوانين تن ّ
خصوصا تلك المتعّلقة بق اررات الضبط اإلداري في مواجهة الحقوق والحريات العامةً الق اررات اإلدارية،
لألفراد (المطلب الثاني).
شكل عيب عدم صحة اإلجراءات الوجه األخير من أوجه عدم المشروعية الخارجية للق اررات
ي ّ
اإلدارية ،حيث فرض المشرع جملة من اإلجراءات التي يجب على اإلدارة احترامها قبل إصدار القرار
1
- Fabrice MELLERAY, op.cit, n° 13, p 7
- 462 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المقيدة
ّ المطلب األول :رقابة القاضي اإلداري على عيب عدم االختصاص في الق اررات اإلدارية
لحرية التنقل
يمثل االختصاص ركن أساسي من أركان القرار اإلداري ،ويقصد به التأهيل القانوني الذي تحوزه
ومنتجا لكافة آثاره
ً صحيحا
ً اإلدارة في ممارسة امتيازات السلطة العامة ،ولكي يكون القرار اإلداري
القانونية يجب أن يقوم على جميع األركان ،والتي يعتبر االختصاص من أبرزها وأهمها على اإلطالق
بالنظر ألن القانون العام يقوم في مجمله على فكرة االختصاص ،فتحديد االختصاص لجهة إدارية ّ
معينة ّ
أن تباشر كل سلطة ممارسة
يعتبر النتيجة المباشرة لمبدأ الفصل بين السلطات الذي يقتضي ب ّ
االختصاصات المسندة لها وفًقا ألحكام الدستور والقانون .فكل من السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية
تحدد بدقة وبشكل واضح
المهام والصالحيات المرتبطة بها ،وحتى داخل السلطة التنفيذية يجب أن ّ
ّ تباشر
تتكون منها.
االختصاصات المسندة لكل الهيئات اإلدارية التي ّ
إن جميع إدارات الدولة وهيئاتها سواء المركزية أو المحلية أو المرفقية تحكمها قواعد االختصاص
ّ
المنصوص عليها في الدستور والقانون والتنظيم ،ففي ضوء هذه القواعد يجب على كل هيئة من تلك
فإن الق اررات اإلدارية لكي تكون
وتبعا لذلك ّ
قانوناً .
ً المحددة لها
ّ الهيئات االلتزام بنطاق االختصاصات
تختص بها ،فإذا صدر قرار إداري منّ صحيحة ومشروعة يجب أن تصدر عن الهيئات اإلدارية التي
فإن ذلك يؤدي إلى عدم مشروعية هذا القرار ،ويصبح
طرف سلطة إدارية ال تملك االختصاص إلصداره ّ
مشوبا بعيب عدم االختصاص ،ويكون ً
قابال للطعن فيه باإللغاء أمام الجهة القضائية المختصة. ً بالتالي
سليما
ً يقصد باالختصاص في مجال القرارات اإلدارية سلطة إصدار القرار ،وحتى يكون القرار
مشوبا بعيب عدم االختصاص ،وعليه
ً فإنه يجب أن يصدر من موظف عام يملك هذه السلطة ،و ّإال كان
معين.1
قانونا على مباشرة عمل ّ
فإن عيب عدم االختصاص هو عدم القدرة ً
ّ
-1محمد عبد الحميد أبو زيد ،القضاء اإلداري ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1988 ،ص .84
- 463 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يترتّب على مخالفة قواعد االختصاص إصابة القرار اإلداري بعيب االختصاص ،ويتسم القرار
قانونا بإصداره .ولما كانت قواعد القانون اإلداري
بهذه الصفة لصدوره عن جهة إدارية غير الجهة المخولة ً
األسس والمعايير التي
محدودا لتبيان ّ
ً ذات منشأ قضائي باألساس فمن الطبيعي أن يكون ّ
تدخل المشرع
تدخل الفقه
فإن ّخصوصا في جانب الرقابة القضائية والنتائج المترتبة عنها ،لهذا ّ
ً ترتبط بركن االختصاص
الدور الكبير في تقرير األحكام التي تحكم موضوع االختصاص
والقضاء في هذا المجال كان له األثر و ّ
في القرار اإلداري.
تتحدد دراسة عيب عدم االختصاص حول تبيان األحكام العامة لهذابناء على ما سبق ذكرهّ ، ً
الوجه من أوجه عدم المشروعية (الفرع األول) ،ثم حاالت تحّقق عيب عدم االختصاص بالنسبة للق اررات
أخير سلطات القاضي اإلداري في إقرار جزاء لعيب عدم
المقيدة لحرية التنقل (الفرع الثاني) ،و ًا
ّ اإلدارية
االختصاص (الفرع الثالث).
-1محمد رفعت عبد الوهاب ،أصول القضاء اإلداري ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،2007 ،ص .147
- 464 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بإمكان المدعي أن يثيره في أي وقت كما يستطيع القاضي اإلداري أن يثيره من تلقاء نفسه في أي مرحلة
كانت عليها الدعوى.1
أهم األسباب المتعّلقة
يتميز به من أحكام يعتبر من ّ
وبالنظر لما ّ
ّ إن عيب عدم االختصاص ّ
بالنظام العام في القانون اإلداري الفرنسي ،فقواعد االختصاص بالنسبة ألعمال اإلدارة تعتبر من النظام
العام ،وذلك لكون القانون اإلداري يقوم على فكرة االختصاص ،وهذا منذ صدور قانون 1790الذي
يسا على صعيد
تكر ً
أهم وأكثر الوسائل ّ
استحدث مبدأ الفصل بين السلطات اإلدارية والقضائية ،ومن ّبين ّ
خصوصا محكمة التنازع حيث أعطت
ً أكد عليه القضاء اإلداري في فرنسا
المنازعات اإلدارية ،وهذا ما ّ
متميزة باعتباره من النظام العام .2هذا ما يقود بالضرورة لتعريف الوسيلة
لعيب عدم االختصاص مكانة ّ
المتعّلقة بالنظام العام ( )1وعرض مختلف النتائج المترتبة عنها (.)2
عرف األستاذان Jean-Marie AUBYو Roland
-1تعريف الوسيلة المتعّلقة بالنظام العامّ :
DRAGOالوسيلة المتعّلقة بالنظام العام بأنها تلك الوسيلة التي يمكن أن يثيرها القاضي من تلقاء نفسه،
عرفها األستاذ ODENTبأنها تلك
كما يمكن إثارتها ألول مرة أمام قاضي االستئناف أو النقض ،كما ّ
الوسيلة المتعّلقة بمسألة ذات أهمية ،بحيث ينكر القاضي القاعدة القانونية والتي من واجبه احترامها إذا
تبرر فحصة
كان القرار القضائي الصادر منه لم يأخذها بعين االعتبار ،وأن أهمية هذه المسألة هي التي ّ
التلقائي لها.3
الوصف بسبب خطورة عدم المشروعية الناجمة عنها ،على ّ وقد أعطاها القاضي اإلداري هذا
تكريس هذه القاعدة يعود إلى أن الوسيلة المتعّلقة بالنظام العام تمس بالقواعد
أساس أن السبب في ّ
لمقررة في النظام القانوني بحيث يكون هذا النظام م ً
عرضا للخطر إذا لم تعالج هذه الوسائل األساسية ا ّ
استمر استفحال تلك المخالفة ،ويكون من األهمية إثارتها من القاضي بحيث ال تمنعه من ذلك أية قاعدة
و ّ
من القواعد المتعّلقة بالمواعيد أو اإلجراءات.4
وهذا ما جاء في حكم المحكمة اإلدارية العليا المصرية المؤرخ في 8جوان ":1985عيب عدم
االختصاص من النظام العام تحكم به المحكمة ولو لم يثره أصحاب الشأن تأسيسا على أن تحديد
االختصاص هو من عمل المشرع ،وعلى من يناط به اختصاص معين أن يلتزم حدوده كما رسمها
المشرع ،باعتبار هذا األخير ينشد عند تحديده تحقيق المصلحة العامة ،بما ينطوي عليه من تقابله
مسؤوليات من يمارس االختصاص لسلطاته وهو أمر يمثل حجر الزاوية في مجال تنظيم إدارة
العمل.1"...
بالنسبة للقضاء اإلداري الجزائري ورغم قّلة الق اررات التي تعرضت لطبيعة الدفع بعدم
الشأن من خالل ق ارره المؤرخ في 15
ّ الكشف عن موقف مجلس الدولة في هذا
االختصاص ،فإنه يمكن ّ
جويلية 2002الذي جاء فيه " :حيث يستفاد من المستندات المرفقة بالملف أن العارض استفاد من
قطعة أرضية ببلدية المحمدية تبلغ مساحتها 810مت ار مربعا ،بموجب مقرر إداري صادر عن رئيس
المندوبية التنفيذية لهذه البلدية بتاريخ 31أوت .1997حيث أنه بالنظر للمادة 73من القانون رقم
25-90المتضمن التوجيه العقاري والمادة 3من المرسوم رقم 405-90المحدد لقواعد إحداث
وكاالت محلية للتسيير والتنظيم العقاري ،أن هذا المقرر يعتبر باطالً وعديم األثر لصدوره من شخص
ليست له الصف ة للقيام بمثل هذه التصرفات .حيث أن هذا البطالن يتعلق بالنظام العام وكان على
الغرفة اإلدارية إثارته من تلقاء نفسها ،السيما أن المستأنف عليه تمسك به خالل الخصومة األولى
التي انتهت بصدور القرار المعاد".2
المقرر اإلداري الصادر عن
تأكدوا من أن ّ
أن قضاة مجلس الدولة بعد أن ّ
يالحظ في هذا القرار ب ّ
مختصة،
ّ المندوبية التنفيذية لبلدية المحمدية بمنح قطعة أرضية هو قرار صادر عن سلطة إدارية غير
على أساس أن قانون التوجيه العقاري أحدث وكاالت للتسيير والتنظيم العقاريين أصبحت بموجبه هذه
تنص في هذا
المختصة بتسيير األمالك العقارية التابعة للبلدية ،إذ ّ
ّ األخيرة هي الجهة اإلدارية الوحيدة
اإلطار المادة 73من القانون رقم 25-90على " :تسير المحافظة العقارية التابعة للجماعات المحلية،
في إطار أحكام المادة 71السابقة ،هيئات التسيير والتنظيم العقاريين المتمايزة والمستقلة الموجودة أو
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم ،1883لسنة 27قضائية ،مؤرخ في 8جوان ،1985ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة،
دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .45
-2مجلس الدولة ،الغرفة الرابعة ،قرار رقم ،004911مؤرخ في 15جويلية ،2002فهرس رقم ( .339قرار غير منشور) ذكره
فضيل كوسة ،مرجع سابق ،ص .300
- 466 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
التي ينبغي إنشاؤها .وكل تصرف تباشره الجماعة المحلية مباشرة وال يكون لفائدة شخصية عمومية
يعد باطال وعديم األثر" ،1وبالنتيجة قاموا بإثارة الدفع بعدم االختصاص على أساس أنه دفع متعّلق بالنظام
العام.
طبق القاضي اإلداري الجزائري -من خالل القرار المذكور أعاله-القواعد التي أرساها كل من
لقد ّ
الفقه واالجتهاد القضائي المقارن باعتبار أن عدم اختصاص السلطات اإلدارية عيب يتعّلق بالنظام العام،
رغم أن الغرفة اإلدارية لم تراعي الدفع بعدم االختصاص المثار من طرف المستأنف عليه ،مما جعل
أن عدم االختصاص بإصدار قرار منح قطعة أرضية تابعة للمحافظة العقارية للبلدية
يقرر ب ّ
مجلس الدولة ّ
تلقائيا حتى ولو كان ذلك على مستوى جهة االستئناف ،وهو
ً هو دفع يتعّلق بالنظام العام ،يجوز إثارته
موقف صحيح وموفق من طرف القاضي اإلداري الجزائري.
سير الخصومة القضائية واعتبار نوعية الدفوع متعّلقة
بالرجوع للقواعد العامة المتعّلقة بإجراءات ّ
تحدد المادة 807من ق إ م إ طبيعة االختصاص بصنفيه النوعي والمحلي في
بالنظام العام أو الّ ،
المادة اإلدارية ،واعتبرته من النظام العام ألن هذا الدفع يدخل في نطاق تحديد والية اختصاص القضاء
-1قانون رقم ،25-90مؤرخ في 18نوفمبر ،1990يتضمن التوجيه العقاري ،ج ر عدد ،49صادرة في 18نوفمبر ،1990
تنص في
معدل ومتمم باألمر رقم ،26-95مؤرخ في 25سبتمبر ،1995ج ر عدد ،55صادرة في 27سبتمبر .1995كما ّ
اإلطار نفسه المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم ،405-90مؤرخ في 22ديسمبر ،1990يحدد قواعد إحداث وكاالت محلية للتسيير
والتنظيم العقاريين الحضريين وتنظيم ذلك ،ج ر عدد ،56صادرة في 26ديسمبر ،1990على " :تتمثل المهمة العامة للوكالة في
حيازة جميع العقارات أو الحقوق العقارية المخصصة للتعمير ،لحساب الجماعة المحلية وتقوم بنقل ملكية هذه العقارات أو الحقوق
العقارية ".
العام يجوز إثارة الدفع بعدم االختصاص من أحد الخصوص في أية مرحلة كانت عليها الدعوى .يجب إثارته تلقائيا من طرف
القاضي".
-3سليمان الطماوي ،القضاء اإلداري ،الكتاب األول ،قضاء اإللغاء ،ط السابعة ،دار الفكر الجامعي ،القاهرة ،1996 ،ص 593؛
سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء ا
القررات اإلدارية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،2004 ،ص 399؛ عمار بوضياف،
الوسيط في قضاء اإللغاء ،دراسة مقارنة مدعمة بتطبيقات قضائية حديثة في كل من الجزائر-فرنسا-تونس -مصر ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان ،2011 ،ص .290
Martine LOMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, op.cit, p 496 ; Jean WALINE, op.cit, p 659.
- 467 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-2أثر اعتبار عيب عدم االختصاص من النظام العام :يترتّب على اعتبار عيب عدم االختصاص
طا بالنظام العام نتائج بالغة األهمية ،سواء بالنسبة للقاضي اإلداري أو للخصوم أنفسهم ،وذاك على
مرتب ً
النحو اآلتي:
ّ
أ -القاضي اإلداري ملزم بإثارة عيب عدم االختصاص من تلقاء نفسه :هذا االلتزام يقع على عاتق
القاضي اإلداري في أي مرحلة من مراحل الخصومة خاصة في حالة عدم ذكر رافع دعوى اإللغاء لهذا
العيب في عريضته ،1وهذا سواء على مستوى قاضي الدرجة األولى أو قاضي االستئناف أو النقض.2
ولكن القاضي اإلداري حتى ولو قام بإثارة عيب عدم االختصاص من تلقاء نفسه فهو ال يستطيع ب ّ
أن
يقضي بأكثر مما يطلبه أطراف الدعوى ،فال يستطيع أن يلغي الجانب غير المطلوب إلغاؤه من قرار
مختصة.3
ّ صادر عن سلطة إدارية غير
القاعدة العامة أنه يجب على القاضي اإلداري عند البحث في عيب عدم االختصاص أن يكون
التصدي
ّ يضطر إلى
ّ استثناء من هذا األصل قد
ً التعرض لموضوع الدعوى ،ولكن
ّ هذا سابًقا على
للموضوع وهذا لنفي أو تقرير وجود عيب عدم االختصاص ،4ولكن إذا وصل القاضي اإلداري إلى قبول
الدفع بعدم االختصاص فإنه ال يجوز له أن يستطرد في أسباب حكمه إلى قبول مشروعية القرار المطعون
فيه ،5بمعنى أن قبول القاضي اإلداري للدفع المتعّلق بعدم االختصاص يفرض نفسه على الحكم الذي
سوف يصل إليه بالنسبة لمشروعية القرار اإلداري.
ب -القاضي اإلداري ملزم بإعالم األطراف بالوسيلة المتعّلقة بالنظام العام :باعتبار أن عدم اختصاص
تتجسد فيها الوسائل المتعّلقة بالنظام العام في المنازعات اإلدارية،6
ّ أهم صورة
السلطات اإلدارية يشكل ّ
فيجب على القاضي اإلداري أن يبلغ الخصوم بهذه الوسيلة حتى يتسنى لهم مناقشتها.1
1
- André LEGRAND, « Incompétence », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, février 2001 (Dernière
mise à jour: juin 2014), n°198, p 41 ; Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la
légalité externe », op.cit, n°61, p 28.
-2وردية العربي ،فكرة النظام العام في اإلج ارءات القضائية اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص القانون العام ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،2010 ،ص .36
3
- C.E ,6 janvier 1954, Augeras, Rec. C.E, p 48.
-4المحكمة اإلدارية العليا ،حكم مؤرخ في 10ديسمبر ،1966مجموعة المبادئ ،ص ،1010ذكره سليمان الطماوي ،القضاء
اإلداري ،مرجع سابق ،ص ،597جاء فيه " :متى كان الفصل في الدفع بعدم االختصاص متوق ًفا على بحث الموضوع ،فإنه ينبغي
على المحكمة نظر الموضوع بالقدر الالزم للفصل في االختصاص باعتباره من المسائل األولية ،التي يلزم بحثها أوالً وقبل الفصل
في مسألة االختصاص".
-5سليمان الطماوي ،القضاء اإلداري ،مرجع سابق ،ص .597
6
- Martine LOMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, op.cit, p 450.
- 468 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
- André LEGRAND, op.cit, n°206, p 43 ; C.E, sect, 30 octobre 1992, Ministre d’État ministre des Affaires
étrangères c/ Association de sauvegarde de site Alma-champ-de-Mars, A.J.D.A, 1992, p 821.conclusions
F.Lamy.
2
- Décret n° 2000-388, du 4 mai 2000, Relatif à la partie Réglementaire du code de justice administrative, JORF
n° 107, du 7 mai 2000. www.Legifrance.gouv.fr.
-3المادة 843من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
4
- Pascale IDOUX, « Vers un redéploiement de la contradiction en droit administratif français », A.J.D.A,
2009, p 637 ; Denys DE BÉCHILLON, «Principe du contradictoire et protection du secret des affaires »,
R.F.D.A, 2011, p 1107.
5
- Jean WALINE, op.cit, p 697.
-6حسين فريجة ،المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،د م ج ،الجزائر ،2010 ،ص .6
-7عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .183
- 469 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ثانيا -عن تصحيح عيب عدم االختصاص :في حالة صدور قرار إداري وهو معيب بعدم االختصاص
أصال بإصداره،1
ً ختصة
فال يمكن تصحيح هذا القرار أو إجازته من طرف الجهة أو السلطة اإلدارية الم ّ
أن للقرار اإلداري الذي يصحح أو يجيز عيب عدم االختصاص أثر رجعي والرجعّية في ألن ذلك يعني ب ّ
الق اررات اإلدارية غير جائزة كقاعدة عامة ،2هذا ما فتح النقاش على مستوى الفقه ( ،)1كما تضاربت
بشأنه االتجاهات القضائية (.)2
إن االتجاه القضائي الذي سارت عليه المحكمة
-1موقف الفقه من تصحيح عيب عدم االختصاصّ :
محل نظر ونقاش من طرف الفقه ،ألن المشرع لم يقصد تحقيق النتيجة التي
اإلدارية العليا في مصر كان ّ
وصلت إليها المحكمة اإلدارية العليا ،كما أن إعادة االختصاص للجهة اإلدارية ال يخفي أن المخاطب
أهم من كل هذا أن قضاء المحكمة اإلدارية العليا ال بالقرار اإلداري قد أهدرت له ضمانة جوهرية ،و ًا
أخير و ّ
يستقيم إطالًقا مع ما درجت عليه في أحكامها من أن اغتصاب السلطة يؤدي إلى انعدام القرار اإلداري ال
إلى بطالنه والقرار المعدوم ال يعود للحياة بأي وسيلة كانت.3
وينم عن فهم
إن االتجاه القضائي الذي رفض تصحيح عيب عدم االختصاص سليم ومنطقي ّ
حقيقي وعميق لطبيعة ركن االختصاص ،والغاية من إناطة صالحية قانونية بموظف أو جهة إدارية
أن يمارس الموظف صاحب االختصاص بنفسه
معينة .فالعنصر الشخصي لالختصاص يقتضي ب ّ
وتجسيدا لها ،كما أن الغاية من
ً تعبير عن إرادته وحده
ًا الصالحيات المنوطة به ،وأن يكون القرار الصادر
معينة صالحية إصدار القرار اإلداري يستلزم أن يتولى صاحب االختصاص بنفسه تخويل جهة إدارية ّ
شكل ركن السبب في القرار اإلداري فقد يختلف تقديره لهذه
تقدير األسباب القانونية والواقعية التي ت ّ
األسباب عن تقدير أي جهة أخرى ،وعليه فالتهاون مع السلطات اإلدارية يؤدي إلى قيام صاحب
المختصة وإضفاء مشروعية زائفة عنها.4
ّ االختصاص باعتماد الق اررات الصادرة عن السلطات غير
أن الرأي الذي رفض فكرة التصحيح الالحقمن خالل الق اررات واألحكام المذكورة أعاله ،يتّضح ب ّ
أسس قانونية واضحة ال خالف عليها ،بينما الرأي الذي سمح
لعيب عدم االختصاص هو رأي مبني على ّ
novembre1970, épx Junchat, Rec. C.E, p 706 ; C.E, 19 novembre.1971, Min. Santé publique et population
c/delle Bruguière, Rec. C.E, p 691, concl. M. Rougevin-Baville.
-1عمار بوضياف ،الوسيط في قضاء اإللغاء ،مرجع سابق ،ص .291
-2عمر محمد الشوبكي ،مرجع سابق ،ص .255
-3سليمان الطماوي ،القضاء اإلداري ،الكتاب األول ،قضاء اإللغاء ،مرجع سابق.596 ،
-4علي خاطر شنطاوي "،دور القضاء اإلداري في تحديد المصدر الحقيقي للقرار اإلداري المطعون" ،مجلة الشريعة والقانون ،كلية
الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،العدد ،1999 ،12ص .334
- 471 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .402
-2رمضان محمد بطيخ " ،أوجه إلغاء القرار اإلداري" ،القضاء اإلداري الق اررات اإلدارية ومبدأ المشروعية ،برنامج المنظمة العربية
للتنمية اإلدارية ،جامعة الدول العربية وديوان المظالم المملكة العربية السعودية ،منشورات المنظمة العربية للتنمية ،الرياض30-19 ،
نوفمبر ،2005ص .433
-3عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سباق ،ص .433
-4عبد الغني بسيوني عبد هللا ،القضاء اإلداري ،ط الثالثة ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،2006 ،ص .575
-5أحمد محمد نعم ،عبد هللا إنسام " ،إنهاء القرار اإلداري بإرادة اإلدارة بأثر رجعي دراسة مقارنة " ،مجلة جامعة تكريت للعلوم
اإلنسانية ،جامعة تكريت ،العراق ،العدد ،2005 ،04ص .124
- 472 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
أما على مستوى القضاء اإلداري الج ازئري سواء بالنسبة للغرفة اإلدارية للمحكمة العليا سابًقا أو
حاليا فلم نعثر على ق اررات قضائية بخصوص فكرة تصحيح عيب عدم االختصاص ،وعليه مجلس الدولة ً
الصعب معرفة موقف القاضي اإلداري الجزائري في هذا الخصوص ،كما أن فقهاء القانون اإلداري فمن ّ
ولعل السبب في ذلك يعود إلى دقة هذا
ّ يتعرضوا لهذه المسألة ّإال على سبيل اإلشارة العابرة فقط،
لم ّ
بالشكل الموجود عليه
ّ الموضوع من جهة ،وعدم وجود قضاة متخصصين في مجال المنازعات اإلدارية
الحال في فرنسا ومصر من جهة أخرى ،كما أن الدراسات الفقهية لم تساهم هي األخرى في إلقاء الضوء
على هذه المسألة.
-2موقف القاضي اإلداري من تصحيح عيب عدم االختصاص :من خالل االطالع على أحكام وق اررات
أن القاضي اإلداري كان يرفض في البداية تصحيح يتبين ب ّ
كل من فرنسا ومصرّ ، القضاء اإلداري في ّ
عيب عدم االختصاص ،إذ يستمر هذا العيب عالًقا بالقرار اإلداري وال يزول عنه حتى ولو قامت الجهة
المختصة بالموافقة عليه.1
ّ
في فرنسا رفض القاضي اإلداري التصحيح الالحق لعيب عدم االختصاصً ،ا
نظر ألنه يتعارض
جعية الق اررات اإلدارية التي تعتبر من المبادئ العامة في القانون اإلداري ،2فقد رفض
مع قاعدة عدم ر ّ
مجلس الدولة اعتبار قرار الموافقة المتّخذ من طرف محافظ كإجازة وتصحيح لعيب عدم االختصاص،
وهذا بخصوص قرار يتعّلق بفصل موظف عن العمل صادر من طرف رئيس البلدية ،3كما أن تطبيق
بعض الق اررات الصادرة عن السلطات اإلدارية الالمركزية يتوّقف على الموافقة المسبقة عليها من طرف
السلطة الوصائية ،فتوقيع رئيس البلدية على عقد قبل إرسال المداولة إلى المحافظ للمصادقة عليها يعيب
التصرف بعدم االختصاص الذي ال يمكن تصحيحه بإجراء الحق متمثل في إرسال المداولة إلى
ّ هذا
المحافظ.4
ابتداء ،وفي هذه
ً المختصة أن تصدر القرار الصحيح
ّ لكن في المقابل ،بإمكان الجهة اإلدارية
الحالة ال يكون هذا القرار ناف ًذا ّإال من تاريخ صدوره عنها وليس من تاريخ صدور القرار األول المشوب
بعيب عدم االختصاص ،فهو باطل وال يزول عنه هذا البطالن نتيجة اإلجازة أو التصحيح الالحق من
-1محمد رفعت عبد الوهاب ،أصول القضاء اإلداري ،مرجع سابق ،ص.156
2
- André LEGRAND, op.cit, n°213, p 44.
3
- C.E, 13 mai 1959, Pieux, Rec. C.E, p 299.
4
- C.E, avis, 10 juin 1996, préfet de la côte d’Or et autres, R.F.D.A, 1997, P 83, note Jean-Claude Douence.
- 473 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
فإن التصحيح أو اإلجازة
المختصة ما عدا في حالة الظروف االستثنائية ،وإذا حدث ذلك ّ ّ الجهة اإلدارية
تكون بدورها باطلة ويبقى القرار اإلداري برمته باط ًال بعد تلك اإلجازة أو التصحيح.2
رفضت محكمة القضاء اإلداري المصرية تصحيح القرار المعيب بعدم االختصاص وهذا في
حكمها المؤرخ في 15جوان 1953جاء فيه " :أن القرار المطعون فيه قد صدر من غير الجهة
المختصة بإصداره قانونا ،وال يغير من هذا الوضع إحاطة مدير المصلحة به أو اعتماده له ألن القرار
الباطل بسبب عيب عدم االختصاص ال يصحح باالعتماد فيما بعد من صاحب الشأن فيه ،بل يجب أن
3
أن العبرة في الحكم على
يصدر منه إنشائيا بمقتضى سلطته المخولة له" .يتّضح من هذا القرار ب ّ
مشروعية القرار اإلداري من حيث احترام القواعد المنظمة لركن االختصاص تكون ً
دائما حسب تاريخ
للمستجدات التي تحدث بعد ذلك ،خاصة وأن مصلحة المدعي في دعوى اإللغاء تكون
ّ صدوره دون ّ
النظر
في إلغاء القرار المشوب بعيب عدم االختصاص وعدم نفاذه في حقه ّإال من تاريخ هذا التصحيح ،وهذا
-1سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .400
2
- C.E, 15 juillet 1958, Bonanni.
ذكره لحسين بن شيخ آت ملويا ،دروس في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.97
-3محكمة القضاء اإلداري ،حكم مؤرخ في 15جويلية ،1953قضية رقم ،644لسنة 6قضائية .ذكره عبد العزيز عبد المنعم
خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص.47
-4سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .400
-5عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص.47
6
- André LEGRAND, op.cit, n°216, p 44.
7
- C.E, 11 juillet 1947, Marland, Rec. C.E, p 309 ; C.E, 30 juin 1961, Groupement de défense des riverains de la
route de l'intérieur, D, 1961, p 663 ; C.C, décision n° 85-192, DC du 24 juillet 1985, loi portant diverses
dispositions d'ordre social, A.J.D.A, 1985, p 485.
- 474 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
األخير ال يكون له أثر رجعي بل ينفذ من تاريخ إصداره ،1فقرار تسليط عقوبة على مساعدة اجتماعية من
قانونيا لممارسة مثل هذا
ً تفويضا
ً طرف المفتش الرئيسي للتعليم والتربية الوطنية دون أن يتلقى
صحيحا ،إذ أن هذه العقوبة تصبح قانونية من
ً االختصاص في إصدار العقوبات التأديبية يمكن أن يصبح
تاريخ المصادقة عليها وإجازتها من طرف األمين العام للتربية والتعليم.2
1
- André LEGRAND, op.cit, n°217, p 44.
2
- C.E, sect, 1er octobre 1954, Dama Bonnetblanc, Rec. C.E, p 491 ; C.E, 5 octobre 1983, Sté de transports en
commun de l'agglomération de Bayonne, Rec. C.E, p 395.
3
- C.E, sect, 10 avril 1959, Syndicat national des speakers de la radiodiffusion française, Rec. C.E, p 231.
-4المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم ،633لسنة 43قضائية ،مؤرخ في 18أفريل ،2000ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة،
دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص.49
- 475 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الرئاسية التي سبق لها أن أوضحت رأيها فيه فتصر على موقفها وتصحح قرارها بإعادة إصداره
بسلطتها التي خولت لها في هذا القانون وتعود بذلك المنازعة في دورة ال ُمسوغ لتكرارها ،ويعتبر
القانون الجديد والحالة هذه وكأنه صحح القرار المطعون فيه بإزالة عيب عدم االختصاص الذي كان
يعتوره".1
هذا االتجاه القضائي2يتناقض مع ما ذهبت إليه محكمة القضاء اإلداري في حكمها المؤرخ في
15نوفمبر 1971الذي جاء فيه " :أنه ال يجدي الجهة الطاعة الحجاج بأن ...التشريع قد أزال العيب
الذي كان يعيب القرار المطعون فيه .ذلك أنه يتعين للحكم على مشروعية القرار اإلداري الرجوع إلى
القوانين القائمة وقت صدوره دون ما يصدر من قوانين الحقة ،هذا فضال أن القول بذلك فيه إعمال
ألحكام القانون المذكور بأثر رجعي وهو ما ال يجوز إال بنص صريح من القانون" ،فهذا يعني أن
يصحح ما شاب القرار من عيب عدم االختصاص ،وذلك ألن الحكم على مشروعيته ّ التشريع الالحق ال
يكون من خالل القوانين القائمة وقت صدوره دون ما يصدر من قوانين الحقة ،إضافة إلى أن القول بغير
ذلك معناه إعمال أحكام القانون الجديد بأثر رجعي وهو ما ال يجوز بغير ّ
نص قانوني صريح.
ثالثا -مدى اعتبار عيب عدم االختصاص وسيلة غير مؤثرة :ال ينتج عن الوسائل والدفوع التي يستند
عليها الطاعن في دعوى اإللغاء الحصول على حكم بإلغاء القرار اإلداري المرفوعة ضده الدعوى حتى
شيوعا لتطبيق هذه النظرية في حالة وجود السلطة
ً ولو كانت هذه الوسائل منتجة ،وتتمثل الصورة األكثر
المقيد ،3إذ أن عدم اختصاص السلطة اإلدارية مصدرة القرار اإلداري
اإلدارية في وضعية االختصاص ّ
دفعا دون فائدة عندما تكون اإلدارة في وضعية اختصاص ّ
مقيد يحتم عليها اتخاذ التدابير التي يعتبر ً
ينص عليها القانون مسبًقا.4
ّ
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم ،504مؤرخ في 22جانفي ،1972للسنة 16قضائية ،المجموعة السنة ،17ص ،178ذكره
سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .401
ستقر عليه
-يشير األستاذ مصطفى أبو زيد فهمي إلى أن ما تسير عليه المحكمة اإلدارية العليا في مصر أصبح االتجاه الجديد الم ّ
2
سواء في فرنسا أو في مصر ،راجع مؤلفه القضاء اإلداري ومجلس الدولة قضاء اإللغاء ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية،
(د.س.ن) ،ص 639وما بعدها.
-3لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .42
4
- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe », op.cit, n°69, p 31.
- 476 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
تقنية الوسائل غير المؤثرة بالنسبة لعيب عدم االختصاص _كما بالنسبة لباقي عيوب عدم
تلعب ّ
دور يهدف إلى تفادي اإللغاء غير المجدي للقرار اإلداري ،وعليه ّ
المشروعية األخرى_ ًا
1
فإن وجود عيب
ما في القرار المطعون فيه ال يؤدي إلى إلغائه إذا كانت السلطة اإلدارية وفي جميع الحاالت ملزمة ّ
بأن
1
- « La technique du moyen inopérant joue en matière d'incompétence pour les mêmes raisons que pour
les autres moyens d'annulation: elle vise à éviter les annulations (inutiles) », André LEGRAND, op.cit,
n°210 p 44.
2
- C.E, sect, 26 mai 1950, Dirat, Rec. C.E, p 322.
3
- C.E, 2 octobre 1970, Gaillard, Rec. C.E, p 553.
4
- C.E, 19 novembre 1954, Greffe, Rec. C.E, p119.
5
- André LEGRAND, op.cit, n°210, p 43 ; C.E, 9 avril 1986, deux espèces, Rego de Sebes, A.J.D.A, 1986, p
500.
6
- C.E, 10 mars 1978, Secr d’État aux universités c/ Dame Aubin, Rec. C.E, p 918.
- 477 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ومع ذلك يجب التحّقق من وجود األساس القانوني المرتبط بممارسة اإلدارة الختصاصاتها ،فإذا
كمبرر
كان هذا األساس غير موجود كما في المثال المذكور أعاله فإن االدعاء بالتخلّي عن الوظيفة ّ
المستمدة من
ّ المقيد والوسيلة
للفصل هو أمر غير ثابت ،ما يجعل اإلدارة في غير وضعية االختصاص ّ
عدم االختصاص في هذه الحالة تكون مؤثرة في الدعوى.1
المستمدة من عدم اختصاص سلطة إدارية معينة هي وسيلة أو دفع غير
ّ بأن الوسيلة
لكن القول ّ
تمكنها من استعمال سلطتها التقديرية أو بالعكس تكون في
مؤثر على أساس أن اإلدارة توجد في وضعية ّ
مقيد ،هو قول يفتقر للدقة ألن االختصاص كركن في القرار اإلداري ال يتعّلق في
وضعية اختصاص ّ
نظر ألن التقييد أو التقدير في القرار اإلداري إنما يرد على ركن
الحقيقة بممارسة اإلدارة لسلطتها التقديرية ًا
حدد النصوص القانونية الموظف
تتقرر بعد أن ت ّ
المحل أو السبب فقط ،فممارسة اإلدارة لسلطتها التقديرية ّ
المختص بممارسة سلطة إصدار الق اررات اإلدارية.
كما أن هذا الرأي يتناقض مع الخاصّية األهم لعيب عدم االختصاص واعتباره مرتبط بالنظام
العام ،فال يجوز بالتالي وصفه بأنه وسيلة غير مؤثرة في الخصومة القضائية.
1
- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir – Contrôle de la légalité externe », op.cit, n°69, p 31.
- 478 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
في هذا اإلطار استند القاضي اإلداري في رقابته لمشروعية الق اررات اإلدارية ّ
المقيدة لحرية التنقل
على عيب عدم اختصاص الجهة المصدرة للقرار اإلداري بالنسبة لق اررات المنع من السفر (أوال) ،ق اررات
طرد األجانب إلى خارج الحدود (ثانيا) ،قرارات إبعاد األجانب عن اإلقليم (ثالثا) ،كما يظهر عيب عدم
االختصاص في حالة مخالفة قواعد التفويض اإلداري خالل إصدار مختلف الق اررات ّ
المقيدة لحرية التنقل
(رابعا).
أوال -عيب عدم االختصاص في ق اررات المنع من السفر :يعتبر المنع من السفر إلى خارج البالد من
المؤسس
ّ قيدا على الحرية الشخصية والتي من عناصرها حرية التنقل ،ولذا استلزم
اإلجراءات التي تمثل ً
محددة ،وفي
مسبب ولمدة ّ مشروعا أن يصدر بموجب أمر قضائي ّ
ً الدستوري حتى يكون هذا اإلجراء
-1محمد الروبي ،إخراج األجانب من إقليم الدولة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2001 ،ص .47
-2كريم ناصر حسناوي كاظم المحنة ،الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة باألجانب ،دار الفكر والقانون ،القاهرة،
،2016ص .129
-3حمدي ياسين عكاشة ،مرجع سابق ،ص .379
- 479 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وهذا ما قضت به المحكمة اإلدارية العليا المصرية في حكمها المؤرخ في 7سبتمبر ،2019
حريا بجهة اإلدارة إذا ارتأت خطورة الطاعن على األمن العام كما ذكرت
والذي جاء فيه ..." :وقد كان ً
في دفاعها أن تتخذ اإلجراء الذي أوجبه الدستور بأن تقدم المذكرة للنيابة العامة للتحقيق لتتولي هي
وجها لذلك ...إال أنها لم تفعل هذا ،وإنما اغتصبت سلطة
إصدار أمر بمنعه من السفر ،إن ارتأت ً
وفقا ألحكام المادة ( )62من الدستور ،األمر الذي يكون معه القرار المطعون
انيطت بالقضاء وحده ً
مشوبا
ً فيه الصادر من جهة اإلدارة (وزارة الداخلية) بإدراج الطاعن على قوائم الممنوعين من السفر
بعيب االختصاص الجسيم والذي ينحدر به إلى درجة االنعدام ،مما يتعين معه والحال هذه القضاء
بإلغائه".1
ثانيا -عيب عدم االختصاص في ق اررات طرد األجانب إلى خارج الحدود :يظهر عيب عدم االختصاص
بالنسبة لطرد األجانب إلى خارج الحدود نتيج ًة لمخالفة القواعد المتعّلقة بإصدار هذا القرار ،وهو ما يظهر
على مستوى الق اررات الصادرة عن القاضي اإلداري الفرنسي ( ،)1وكذا الجزائري (.)2
-1موقف القاضي اإلداري الفرنسي :قد يظهر عيب عدم االختصاص بالنسبة لقرار الطرد إلى خارج
المختصة بهذا القرار من الناحية اإلقليمية ،فبالنسبة لقرار الطرد الصادر عن
ّ تعدد السلطات
الحدود نتيجة ّ
المختصة
ّ المحافظ نتيجة لرفض رخصة اإلقامة أو رفض اللجوء فهنا األمر ال يطرح أي إشكال ،فالسلطة
تنحصر في المحافظة التي يقيم بها األجنبي ،أي التي له بها عنوان ثابت ،لكن األمر يختلف في حالة
المختصة هي محافظ المحافظة التي
ّ التحّقق من عدم قانونية إقامة األجنبي ،فهنا تكون السلطة اإلدارية
يتم فيها اكتشاف واقعة مخالفة قانون اإلقامة والتنقل وليس مكان إقامة األجنبي ،2ففي هذه الحالة ليس
ّ
بالضرورة أن يصدر قرار الطرد إلى خارج الحدود عن المحافظ الذي رفض إصدار رخصة اإلقامة والتي
كانت األساس في عملية ترحيل األجنبي.3
-2موقف القاضي اإلداري الجزائري :سبق لمجلس الدولة الجزائري الفصل في منازعة تتعّلق بقرار طرد
مواطن سوري من اإلقليم الجزائري ،وذلك في القرار المؤرخ في 14أوت ،42002ويجب اإلشارة في
-1المحكمة اإلدارية العليا ،الدائرة األولى موضوع ،الطعن رقم ،51924لسنة 62قضائية عليا ،جلسة 7سبتمبر ،2019ذكره
حمدي ياسين عكاشة ،مرجع سابق ،ص ص .379-378
2
- Christophe POULY, op.cit, n°121 et 122, p 34 ; C.E, 13 janvier 1997, n° 176410, préfet des Yvelines c/ Ayed,
JurisData n° 1997-050110.
3
; -Vincent TCHEN, « ÉTRANGERS : Obligation de quitter le territoire- Réadmission », op.cit, n°123, p 37
C.E, 29 octobre 2001, n° 226802, préfet Territoire de Belfort c/ Ndiaye.
-4مجلس الدولة ،قرار رقم ،13772مذكور سابًقا.
- 480 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الدولة...نظ ار لحالة االستعجال القصوى ينفذ هذا األمر فو ار على المسودة وقبل تسجيلهً ،"...ا
فنظر لعدم
المشروعية الجسيمية المترتّبة على عدم اختصاص الجهة اإلدارية التي أصدرت القرار ،فقد قبل قاضي
االستعجال اإلداري ّ
النظر في دعوى وقف التنفيذ حتى قبل رفع دعوى في الموضوع ،كما أمر ب ّ
أن ينفذ
هذا األمر بموجب مسودته.
ثالثا -عيب عدم االختصاص في ق اررات إبعاد األجانب :فصل مجلس الدولة الجزائري في دعوى إلغاء
ضد قرار إبعاد أجنبي إلى خارج اإلقليم الجزائري ،حيث صدر قرار بإبعاد السيد (ل.ب) من طرف
المديرية العامة لألمن الوطني بتاريخ 05نوفمبر .2011
المستمد من عدم اختصاص المديرية
ّ استند الطاعن في دعواه على إبراز وجه عدم المشروعية
العامة لألمن الوطني في إصدار قرار إبعاد األجانب عن اإلقليم الوطني ،هذا األخير يعود لالختصاص
تنص على ذلك المادة 30من القانون رقم 11-08المتعّلق بشروط دخول
الحصر ّي لوزير الداخلية كما ّ
ردت الجهة المدعى عليها (و ازرة الداخلية) بالقول
األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها ،بينما ّ
لنص المادة 30
مختصة طبًقا ّ
ّ أن مزاعم المدعي بعدم مشروعية قرار اإلبعاد ألنه صادر عن هيئة غير
بّ
من القانون رقم ،11-08محاوالً بذلك خلق اللبس بين مقتضيات هذه المادة والمادة 22من القانون
نفسه ،والمتعّلقة بقرار الطرد المترتّب على سحب بطاقة اإلقامة.
وافق مجلس الدولة على دفوع المدعي وألغى قرار اإلبعاد بسبب عيب عدم االختصاص ،إذ جاء
في هذا القرار ":لكن حيث تنص المادة 30من القانون رقم 11/08المؤرخ في 2008/06/25
المتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها على ما يلي " :عالوة على
األحكام المقررة في المادة ( 22الفقرة )3أعاله ،فإن إبعاد األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن
يتخذ بموجب قرار صادر عن وزير الداخلية" .حيث بالرجوع إلى محضر إثبات التبليغ المقدم من طرف
الطاعن يظهر منه أن اإلعذار بمغادرة الجزائر كان بناء على قرار صادر في 2010/11/15عن
المكلف بنشاطات الشرطة العامة والتنظيم بالمديرية العامة لألمن الوطني ولم يصدر عن وزير الداخلية
كما هو منصوص عليه في المادة 30أعاله ،وعليه فالدفع المثار في محله".1
حاسما في إسناد اختصاص إصدار قرار اإلبعاد
ً بأن المشرع الجزائري لم يكن
هناك من يرى ّ
لوزير الداخلية بصفة حصرّية ،وهو ما يمكن فهمه من الصياغة التي جاءت بها المادة 30من القانون
تنص على... " :فإن إبعاد األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن يتخذ بموجب
رقم ،11-08التي ّ
قرار صادر عن وزير الداخلية ،"...وهو ما يفتح المجال أمام سلطات إدارية أخرى لممارسة هذا
أن تكون هناك جهات إدارية أخرى تحوز 1
االختصاص .لكن هذا التحليل يفتقر للدّقة ،فالمشرع لم يقصد ب ّ
على االختصاص في إصدار قرار إبعاد األجانب ،بل القصد من ذلك هو تمتّع السلطة اإلدارية -وهي في
هذه الحالة وزير الداخلية-بالسلطة التقديرية الواسعة في إصدار هذا القرار من عدمه في حالة توافر
نص عليها المشرع كأسباب لقرار اإلبعاد.
الحاالت التي ّ
رابعا -عيب عدم االختصاص لمخالفة قواعد التفويض اإلداري :يقصد بالتفويض في ممارسة
أن يف ّوض لموظف آخر في نفساالختصاص ذلك األسلوب اإلداري الذي يستطيع من خالله موظف ب ّ
يستمدها من النصوص
ّ مستواه الوظيفي أو في مستوى أدنى منه ،مباشرة البعض من اختصاصاته التي
نص قانوني ممارسة التفويض ،2ليقوم المفوض إليه بممارسة تلك القانونية وذلك عندما يجيز ّ
االختصاصات دون العودة لصاحب االختصاص األصلي ،على أن تبقى مسؤوليته قائمة عن النتائج التي
تترتب على ممارسة االختصاصات المفوض فيها.3
كحل لتراكم المسؤوليات اإلدارية
يتم تطبيقه ّ
أن أسلوب التفويض ّمن خالل هذا التعريف نستنتج ب ّ
العملية أن تباشر سلطة
ّ وضمانا لسير المرافق العامة بانتظام واستمرار ،إذ من المستحيل من الناحية
ً
مثال جميع االختصاصات المخولة لها فكان من الضروري اللجوء إلى نظام
إدارية معينة كالوزير ً
التفويض .4كما أن تحويل ونقل سلطة اتخاذ القرار اإلداري إلى السلطات األقرب من المسائل والقضايا
الجارية يساعد على معالجتها بإتقان وسرعة ،وهذا ما يؤدي إلى إمكانية تفويض االختصاص من السلطة
األصلية.5
المختصة بإصدار قرار الطرد إلى خارج الحدود تفويض
ّ وعليه ،يمكن للمحافظ وهو السلطة
يتم
قانونيا يجب أن ّ
ً اختصاصه في هذا الشأن للموظفين الموجودين تحت سلطته ،6وحتى يكون التفويض
الفرع الثالث :إقرار القاضي اإلداري النعدام القرار كجزاء لعيب عدم االختصاص
بعد أن يقوم القاضي اإلداري بإجراء عملية الرقابة على مشروعية القرار اإلداري المتعّلق بركن
االختصاص ،وذلك من خالل مختلف المصادر التي تستمد منها السلطات اإلدارية اختصاصها ،ويقوم
بإثبات قيام عيب عدم االختصاص ،فإنه ينتقل في مرحلة الحقة إلى إقرار الجزاء المناسب لهذا العيب.
في هذه المرحلة تظهر بشكل واضح السلطات الواسعة التي يمتلكها القاضي اإلداري في تعامله
مع عيب عدم االختصاص على خالف عيوب عدم المشروعية األخرى ،والتي تجعله في الكثير من
وشدة المخالفة
المقررة ضمن القواعد العامة ،وهذا بسبب االختالف في درجة ّ
الحاالت يخرج عن المبادئ ّ
فإن تعامل القاضي اإلداري في تقرير
لقواعد االختصاص من مخالفة بسيطة إلى مخالفة جسيمة وظاهرةّ ،
الشدة والصرامة ،يظهر ذلك من خالل اإلقرار بانعدام
يتدرج في ّ تبعا لذلك بحيث ّ الجزاء المناسب يختلف ً
القرار اإلداري وعدم االكتفاء بمجرد الحكم بإلغاء القرار.
ابتكر القاضي اإلداري فكرة االنعدام كجزاء للقرار اإلداري الذي يشوبه عيب عدم اختصاص
جسيم ،لكن النقاش احتدم حول هذا المفهوم واختلف القضاء اإلداري وكذا الفقه في وضع نظام قانوني
أن هذه الفكرة تحكمها اعتبارات مرتبطة بالسياسة القضائية
يحكم فكرة االنعدام ،مما يعني من البداية ب ّ
1
- C.E, 21 octobre 2005, n°269361, Rec. C.E, cité par Christophe POULY, « Étranger : contentieux de
l'obligation de quitter le territoire », op.cit, n°119, p 34.
2
- C.A.A Nantes, 17 janvier 2013, n° 12NT01499, cité par Vincent TCHEN, « ÉTRANGERS : Obligation de
quitter le territoire. Réadmission », op.cit, n° 126, p 38.
3
- Christophe POULY, « Étranger : contentieux de l'obligation de quitter le territoire », op.cit, n°120, p 34.
4
; - C.E, 3 décembre 2001, n° 234018, Ngbanda ; C.E, 28 décembre 2001, n° 231671, préfet de police c/ Hussen
C.E, 26 février 2003, n° 234217, préfet de police c/ Oueslati, JurisData n° 2003-065072.
- 484 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
كل نظام قضائي ،لهذا يجب دراسة مفهوم القرار اإلداري المنعدم (أوال) ،وحاالت تحّقق المتّبعة في ّ
أخير تحديد مفاعيل القرار اإلداري المنعدم (ثالثا).
االنعدام في الق اررات اإلدارية (ثانيا) ،و ًا
أوال -مفهوم القرار اإلداري المنعدم :يعتبر الفقيه الفرنسي الكبير Edouard LAFEEIÈREأول من
1
- Edouard LAFEEIÈRE, Traité de la juridiction administrative et des recours contentieux, Tome 1, 2 ème éd,
Berger-Levrault, Paris, 1896, pp 479-480.
-2الطماوي سليمان ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .378
-3رياض عبد عيسى الزهيري "،عيب عدم االختصاص في القرار اإلداري دراسة مقارنة مع الجزائر" ،مجلة العلوم القانونية ،جامعة
بغداد ،العدد األول ،2013 ،ص ص .214-213
-4محمد فؤاد مهنا ،القانون اإلداري المصري والمقارن ،ج األول ،مطبعة نصر ،القاهرة ،1957 ،ص 661وما بعدها.
- 485 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
قر بفكرة االنعدام في القرار اإلداري ،1وذلك ألنها نظرية باتت واضحة المعالم في
الراجح لدى الفقه ي ّ
القانون اإلداري وال مجال إلنكارها فقد أخد بها الفقه والقضاء على ّ
حد سواء.2
المميز له
ّ على هذا األساس يجب اإلحاطة بتعريف القرار اإلداري المنعدم ( ،)1وعرض المعيار
(.)2
-1رمزي طه الشاعر ،تدرج البطالن في الق اررات اإلدارية – دراسة مقارنة ،-ط الثانية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،1985 ،ص
ص .56-53
-2محمد عبد الكريم شريف ،القرار اإلداري المنعدم ،دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2014 ،ص .35
-3حسين عثمان محمد عثمان ،أصول القانون اإلداري ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2010 ،ص .677
-4عبد الحكيم فودة ،الخصومة اإلدارية بطالن وانعدام وسحب القرار اإلداري ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2005 ،ص
.55
-5سامي جمال الدين ،نظرية العمل اإلداري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2011 ،ص .54
6
- Pierre DE MONTE, « La " Septimanie " face à la théorie de l’inexistence », A.J.D.A, 2008, p 753.
- 486 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit , p 280.
2
- Prosper WEIL, « une résurrection : la théorie de l’inexistence en droit administratif », D, 1598, chor 49,
cité par André LEGRAND, op.cit, n°47, p 12.
3
- T.C , 27 juin 1966, Guigon, Rec. C.E, p 830, A.J.D.A, 1966, p 547, note André DE LAUBADÈRE, D, 1968,
p 7.
-4عبد الكريم بودريوه " ،جزاء مخالفة القرارات اإلدارية لقواعد المشروعية-درجات البطالن في الق اررات اإلدارية ،"-مجلة مجلس
الدولة ،العدد ،2004 ،05ص .106
-5محمد عبد الكريم شريف ،مرجع سابق ،ص .49
- 487 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
قررات
بأن مثل هذه األعمال هي ا
التشريعية أو القضائية .وقد قطع الفقيه LAFEEIÈREمن البداية ّ
منعدمة ال يترتّب عليها أي أثر وتصبح محاولة تنفيذها بمثابة اعتداء مادي.2
أن القرار اإلداري
وقد أخد األستاذ مصطفى أبو زيد فهمي بمعيار اغتصاب السلطة ،إذ يرى ب ّ
ينعدم في حالة صدوره من فرد عادي أو في حالة اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة
التشريعية أو القضائية ،3فهو يوافق في ذلك على االتجاه الذي نادى به الفقيه .LAFEEIÈRE
اسعا في القضاء والفقه المقارن ًا
نظر لسهولته ووضوح حدوده، انتشار و ً
ًا رغم أن هذا المعيار عرف
ّإال أنه ال يصلح كمعيار حاسم لتفسير فكرة االنعدام ،وإن كان يصلح للتمييز بين عيب عدم االختصاص
الجسيم والبسيط في ركن االختصاص .ألن القرار المنعدم ال يترتّب فقط على فقدان ركن االختصاص
فهناك عيوب أخرى تؤدي إلى تقرير االنعدام وبتطبيق هذا المعيار فإنها تخرج من دائرة الق اررات المنعدمة
تطبق
يقدم لنا الحلول المطلوبة في الدول التي ال ّ
وتوصف فقط بالق اررات الباطلة ،كما أن هذا المعيار ال ّ
مبدأ الفصل بين السلطات وتعرف تداخل في الوظائف وتركيز السلطة في يد جهة واحدة.4
ب -معيار الوظيفة اإلدارية :انطلق الفقيه الكبير سليمان الطماوي من تحليل ق اررات محكمة التنازع
أن الفارق يكمن في فكرة الوظيفة اإلدارية ،فكل عمل ليس له صلة بالوظيفة اإلدارية
الفرنسية ،إذ يرى ب ّ
مباشر أو
ًا يحددها القضاء في ضوء المبادئ الدستورية العامة في الدولة بحيث ال يمكن اعتباره تنفيذا
كما ّ
غير مباشر للوظيفة اإلدارية هو عمل إداري منعدم ،أما إذا أمكن إرجاع عمل اإلدارة إلى وظيفتها
اإلدارية سواء كانت قد ما رست تلك الوظيفة في حدودها المشروعة أو تجاوزت تلك الحدود فهو عمل
-1عليوة مصطفى فتح الباب ،البطالن واالنعدام في الق اررات اإلدارية – ،دراسة مقارنة-مصر والدول العربية ،دار سعد سمك للطباعة
والنشر ،القاهرة ،2014 ،ص .27
-2سليمان الطماوي ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .378
-3مصطفى أبو زيد فهمي ،القضاء اإلداري ومجلس الدولة ،مرجع سابق ،ص .655
-4أحسن غربي " ،معايير التفرقة بين القرار المنعدم والقرار الباطل – دراسة تحليلية نقدية ،"-مجلة دراسات وأبحاث ،العدد ،02
،2010ص .132
-5سليمان الطماوي ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .426
- 488 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يكرس مبدأ السلطات وطبيعة النظام الدستوري المطبق في كل دولة .ولكن رغم هذه الحقيقة ّ
فإن الدستور ّ
ار من اختصاص السلطة التشريعية أو القضائية.1
الفصل بين السلطات فال يجوز لإلدارة أن تصدر قرًا
تعرض هذا المعيار للنقد ألن الحاالت التي ذكرها ال تتعدى حاالت اغتصاب السلطة الناتج عن
صدور قرار من فرد عادي وكذلك االعتداء على اختصاص السلطتين التشريعية والقضائية ،إضافة إلى
أن هذا المعيار يستبعد فكرة انعدام القرار اإلداري كلما صدر من سلطة إدارية في موضوع إداري مهما
ّ
التوسع في حاالت
ّ بلغت درجة العيب الذي يصيب القرار اإلداري .2رغم أن هذا المعيار حاول الحّد من
يطبق لدى الفقه والقضاء الفرنسي سوى لفترة وجيزة.3
االنعدام لكن يبدو أنه لم ّ
ج -معيار تخّلف أركان القرار اإلداري :ذهب األستاذ مصطفى كمال وصفي إلى القول ّ
بأن العيب الذي
التصرف ذاته ،ولذلك فيجب
ّ يؤدي بالقرار اإلداري إلى االنعدام يجب أن يكون ً
ماديا فيرجع إلى مادة
التصرف وأركانه لتقرير انعدامه ،فاالنعدام ينشأ في القرار اإلداري كما هو الحال في
ّ البحث في تكوين
-1سليمان الطماوي ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .427
-2رمزي طه الشاعر ،مرجع سابق ،ص .194
-3محمد جمال الذنيبات " ،القرار اإلداري المنعدم في القضاء اإلداري األردني والفقه المقارن" ،مجلة الحقوق ،جامعة الكويت،
المجلد ،28العدد األول ،2004 ،ص .311
-4مصطفى كامل وصفي " ،انعدام الق اررات اإلدارية " ،مجلة المحاماة ،العدد ،1961 ،5ص ص ،733-730نقال عن محمد عبد
الكريم شريف ،مرجع سابق ،ص .61
-5أحسن غربي "،معايير التفرقة بين القرار المنعدم والقرار الباطل – دراسة تحليلية نقدية "-مرجع سابق ،ص .139
- 489 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1تواترت المحكمة اإلدارية العليا المصرية في تعريفها للقرار اإلداري بأنه " :إفصاح جهة اإلدارة في الشكل الذي يحدده القانون عن
إرادتها الملزمة بما لها من سلطة عامة بمقتضى القوانين واللوائح وذلك بقصد إحداث أثر قانوني معين متى كان جائ از قانونا
وابتغاء المصلحة العامة" ،طعن رقم 3413لسنة 33قضائية ،جلسة 26نوفمبر ،1988ذكره مجدي محمود محب حافظ ،موسوعة
أحكام المحكمة اإلدارية العليا في خمسين عاما ،ج الرابع ،دار محمود للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2007 ،ص .2378
-2رمزي طه الشاعر ،مرجع سابق ،ص ص .201-209
-3مرجع نفسه ،ص ص .235-234
4
- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 296.
- 490 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الثانية فتظهر عندما يصدر قرار من أحد رجال اإلدارة وهو غير متمتّع بسلطة إصدار الق اررات اإلداري،
أما الصورة الثانية فهي االنعدام لمخالفة القاعدة القانونية العليا في الدولة .فصاحب هذا الرأي يربط بين
تحّقق هذه الصورة وبين استحالة ترتيب األثر القانوني الذي يستهدفه القرار ،هذه االستحالة قد تكون مادية
محل القرار اإلداري كأن يصدر قرار بترقية موظف بعد انتهاء خدمته ،وقد تكون
ّ تؤدي إلى انعدام
كلية أو كان تحقيقه يدخل ضمن
استحالة قانونية وذلك إذا كان الدستور قد منع تحقيق هذا األثر ّ
االختصاص المطّلق لجهة غير التي أصدرته ،وتتحّقق االستحالة القانونية في ثالث حاالت هي المساس
بالحقوق المحمية دستورًيا ،اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاصات السلطة التشريعية أو القضائية،
أخير اتخاذ السلطة اإلدارية لقرار في مسألة من اختصاص سلطة أخرى.1
و ًا
رغم أن هذا المعيار القى قبوًال لدى جانب من الفقه على اعتبار أنه يوّفق بين المعايير السابقة،
ّإال أنه لم يسلم بدوره من النقد ،حيث ال يصلح كمعيار لتبرير فكرة انعدام الق اررات اإلدارية نتيجة
المخالفات الجسيمة للقانون العادي وما أكثرها والتي يترتّب عليها حسب هذا المعيار مجرد البطالن.2
ه -معيار استقراء أحكام القضاء اإلداري :يرى األستاذ عصام عبد الوهاب البرزخي ب ّ
أن نظرية االنعدام
يجب أن تبحث في إطار أحكام وق اررات القضاء اإلداري ،إذ ذهب إلى القول ":لم ينجح الفقه في تقديم
المحدد والدقيق القائم على أساس من نظرية علمية متكاملة تستوعب كل حاالت االنعدام أو
ّ المعيار
على األقل معظم حاالته التي ذهب إليها القضاء .وبدل االستمرار في هذه المحاوالت ،والتي لم يجد ًأيا
منها القبول لدى القضاء ،يجب العمل على استقراء أحكام القضاء في شأن فكرة االنعدام الستخالص
تكررت في أحكام القضاء".3
حاالت االنعدام التي ّ
المميز لفكرة االنعدام يستخلص مباشرة من خالل تحليل أحكام القضاء
ّ فإن المعيار
وعليهّ ،
كرس مجلس الدولة الفرنسي نظرية االنعدام في حالة افتقار القرار اإلداري ألي عنصر من اإلداري ،فقد ّ
مشوبا بمخالفة جسيمة أو في الحالة التي ال يمكن اعتباره ممارسة لسلطة أو
ً عناصره أو عندما يكون
فإن حاالت االنعدام تظهر من خالل الصور التالية :صدور
اختصاص تملكه السلطة اإلدارية .وعليه ّ
القرار من فرد عادي أو ممن ليس له صفة الموظف العام أو ممن ال يملك سلطة إصدار الق اررات
اإلدارية ،وكذلك في حالة اعتداء سلطة إدارية على اختصاص السلطتين التشريعية أو القضائية.1
الرأي فقد استحسنه جانب من الفقه على أساس أن األحكام القضائية تعتبر مننظر لوجاهة هذا ّ
ًا
أهم مصادر القانون اإلداري ،كما أن النظريات الكبرى في القانون اإلداري هي من ابتكار القضاء ،وهذا
ّ
ما يبرز الدور اإلنشائي الذي يقوم به القاضي اإلداري ّ
لسد النقص الموجود في التشريعات ،فإذا كانت
هذه هي الميزة األساسية لقواعد القانون اإلداري فهل من المنطق القانوني السليم تقييد نظرية االنعدام في
القرار اإلداري بمعيار واحد؟ وعليه فمعيار استقراء أحكام القضاء هو المعول عليه لوضع ّ
حد للجدل
الفقهي الذي دار حول هذه النظرية.2
وكما يقول األستاذ عليوة مصطفى فتح الباب وهو نائب رئيس مجلس الدولة المصري ":إن
مجلس الدولة _قضاء وإفتاء_ لم يشغل نفسه بصياغة نظرية عامة لالنعدام أو استعراض معاييرها
فقهيا بذاته ورفض ما عداه وإنما مزج بين هذه المعايير ،بل وخرج
معيار ً
ًا المتعددة ،ولم يعتنق
ّ الفقهية
عليها جميعا في بعض الحاالت".3
الصدد ذهب مجلس الشورى اللبناني في قرار له مؤرخ في 19نوفمبر 1992إلى
ّ في هذا
القول ":إن انعدام العمل اإلداري لم يعد يقتصر على حالة اغتصاب السلطة ،وتعدي سلطة إدارية على
اختصاصات السلطة التشريعية أو القضائية ،أو على الحريات العامة أو الحقوق الخاصة ،بل إن كل
4
مخالفة واضحة وعمل غير مشروع _بصورة جلية_ ممكن أن تؤدي إلى انعدام القرار"
نؤيد معيار استقرار أحكام القضاء اإلداري ،ألن القاضي اإلداري يتمتّع بسلطة
ونحن بدورنا ّ
تقديرية واسعة للحكم على الوقائع وترتيب األثر الذي يتوافق مع ظروف كل قضية على حدة .فحتى في
اغتصابا للسلطة
ً تندرج ضمن الهرم اإلداري ّ
فإن هذا ال يعتبر بالضرورة حالة صدور القرار عن سلطة ال ّ
يرتب انعدام القرار اإلداري ،فاالختيار بين تقرير االنعدام أو البطالن يعود للسلطة التقديرية المطلقة
نظر لمالبسات القضية واآلثار التي يعتزم القاضي تحقيقها أو بلوغها.
للقاضي ًا
1
- André LEGRAND, op.cit, n°46, pp ,11-12.
2
- F Wodié, « l’inexistence des actes juridiques unilatéraux en droit administratif », A.J.D.A, 1969, p 76,
cité par André LEGRAND, op.cit, n°74, p 12.
3
- « La théorie de l’inexistence apparaît ainsi comme une construction essentiellement empirique: le juge
en a une conception non pas doctrinale, mais utilitaire; elle est pour lui un moyen pratique de renforcer,
dans des cas tout à fait exceptionnels qu’il détermine lui-même, le contrôle juridictionnel qu’il exerce sur
l’administration », Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, p 503.
-4عبد الكريم بودريوه " ،جزاء مخالفة الق اررات اإلدارية لقواعد المشروعية " ،مرجع سابق ،ص 107؛ سليمان الطماوي ،النظرية
العامة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.381
-5عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،أوجه الطعن بإلغاء القرار اإلداري في الفقه وقضاء مجلس الدولة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،
،2002ص .60
-6سعد عصفور ،محسن خليل ،القضاء اإلداري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية( ،د.س.ن) ،ص .446
- 493 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الوظيفة اإلدارية ( ،)1واعتداء اإلدارة على اختصاص سلطة إدارية أخرى ال صّلة لها بها ( ،)2كما توجد
حالة ثالثة تتعّلق باالعتداء على اختصاص السلطة القضائية (.)3
-1اغتصاب الوظيفة اإلدارية :يقصد بهذه الحالة صدور القرار من شخص ال يتمتّع بأي صفة إدارية
أصال أو ألن القرار قد صدر
تخوله سلطة إصدار الق اررات اإلدارية ،وهذا إما لعدم تقّلده الوظيفة اإلدارية ً
1
يتدخل شخص
في وقت كانت صفته كموظف عام زالت عنه ألي سبب من األسباب .والفرض هنا أن ّ
عادي ليس له أي صلة باإلدارة ويصدر ق اررات إدارية مع أنه ال يحوز على أي تأهيل قانوني.2
إن مثل هذه األعمال التي تصدر عن فرد عادي في خصوص اختصاصات السلطات اإلدارية ال
ّ
يجوز وصفها بأنها ق اررات إدارية الفتقادها لشرط هام يفترض توافره في كل قرار إداري أال وهو صدروه
عن سلطة إدارية عمومية ،وأنسب وصف لما يصدر عن هذا الشخص أنه عمل مادي منعدم.3
أن هناك رأي في الفقه عارض فكرة اعتبار القرار الصادر عن فرد عادي بمثابة
لهذا نجد ب ّ
بأن القرار الذي يصدر عن شخص عادي ليست له أية سلطة إدارية بأنه
اغتصاب للسلطة ،ألن القول ّ
قرار إداري مشوب بعيب عدم االختصاص الجسيم تجعله قرار منعدم هو قول غير صحيحً ،ا
نظر ألن
طبيعة هذا القرار لم تكتسب من األصل صفة القرار اإلداري الذي يشترط صدوره عن سلطة إدارية عامة،
يحوله من عمل قانوني إلى عمل لذلك فهو ليس قرار إداري لحقه عيب عدم االختصاص الجسيم الذي ّ
مادي و" إنما هو في األصل عمل خاطئ يقيم مسؤولية القائم به إذا تكاملت أركانها ،األمر الذي يجعله
خارج اختصاص قضاء اإللغاء لهذا السبب وليس بسب عيب عدم االختصاص".4
الرأي ،على أساس أنه من شروط صحة القرار اإلداري صدوره عن سلطة إدارية رغم وجاهة هذا ّ
وتنطبق في
ّ العملية
ّ فرضية صدور القرار اإلداري من طرف فرد عادي تبقى قائمة من الناحية
ّ عامة ،لكن
صادر
ًا حالة عدم توافر شروط وضوابط نظرية الموظف الفعلي ،فإذا لم تتوافر هذا الشروط يكون القرار
ّ
للشك في
ّ مجاال
ً مغتصبا للسلطة اإلدارية .5كما أن التطبيقات القضائية ال تدع
ً عن فرد عادي ويكون
اعتبار القرار الصادر من فرد عادي بمثابة اغتصاب للسلطة ،وهذا ما أخذ به مجلس الدولة الفرنسي منذ
-1محمد ماهر أبو العينين ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية ،الكتاب األول ،دار أبو المجد ،القاهرة ،2007 ،ص .197
-2عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،أوجه الطعن بإلغاء القرار اإلداري ،مرجع سابق ،ص .61
-3مرجع نفسه ،ص .61
-4رياض عبد عيسى الزهيري ،مرجع سابق ،ص .213
-5محمد عبد الكريم شريف ،مرجع سابق ،ص .116
- 494 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
زمن بعيد وذلك في قضية Welterبتاريخ 18ديسمبر 1953وفي قضية Pechaبتاريخ 31ماي
،1957هذه الحاالت ترجع في معظمها إلى اغتصاب السلطة من طرف فرد ال عالقة له باإلدارة.1
أن مجلس الدولة الفرنسي ال يقصد بتعبير " اغتصاب السلطة" من طرف فرد
في المقابل ،نجد ب ّ
عادي أن يقوم فرد ًأيا كان بممارسة اختصاصات اإلدارة فهذا الفرض يتحّقق فقط في حالة الموظف
الفعلي ،ولكن صورة اغتصاب السلطة تتحّقق في حالة غياب التأهيل القانوني لمصدر القرار اإلداري.
ّ
أن القرار الصادر عن الحل الذي وصل إليه في قضية ،Gaubertإذ اعتبر ب ّ ّ وكان هذا هو
يتم تعيينهم بصفة رسمية بعد
اللجنة الوالئية لترتيب المؤسسات هو قرار منعدم ألن أعضاء تلك اللجنة لم ّ
في مناصبهم الوظيفية.2
أن القرار الصادر من طرف
وفي قضية Ville de Narbonneاعتبر مجلس الدولة الفرنسي ب ّ
كيفيات وطرق انتخاب المجلس
يتضمن تحديد ّ
ّ هيئة مؤلفة من ممثلين عن البلدية وأولياء التالميذ ،والذي
ينص
النحو المذكور أعاله لم ّ
ّ البلدي للطفولة بمثابة قرار منعدم ،باعتبار أن جماعة العمل المشكلة على
المختصة التخاذ الق اررات الواردة في التقرير
ّ تتحصل على أي وكالة من السلطات
ّ عليها في القانون ،ولم
المطعون فيه ،والتي تتعّلق في الوقت نفسه باإلدارة المحلية وبتنظيم النشاط التربوي على مستوى
المؤسسات التعليمية العامة والخاصة.3
المقيدة لحرية التنقل ،يكون قرار االلزام بالخروج من اإلقليم الفرنسي ضد أجنبي
في إطار الق اررات ّ
المحددة
ّ بناء على تفويض بالتوقيع رغم تجاوز المحافظ للسن القانونية
يقيم بطريقة غير شرعية ،والصادر ً
قائما ،لكن مجلس
نظر ألن اختصاص المحافظ لم يعد ً لممارسة وظيفته بمثابة اغتصاب للوظيفة اإلداريةً ،ا
الدولة الفرنسي لم يحكم بإلغاء أو انعدام القرار اإلداري ،بل على العكس من ذلك قضي بمشروعيته ،بعد
طبق اجتهاده المتعّلق بنظرية الموظف الفعلي.4
أن ّ
ّ
أعين الجميع وكأنهالفعلي جميع مظاهر التعيين في الوظيفة العامة ويبدو في ّ تتوافر للموظف
ّ
عمليا على األفراد التحّقق
يشغل وظيفته بطريقة قانونية على خالف الحقيقة ،والسبب في ذلك أنه يصعب ً
-1سليمان الطماوي ،النظرية العاملة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .407
2
- C.E, 18 mars 1921, Gaubert, Rec. C.E, p 328.
3
- C.E, sect, 7 octobre 1994, Ville de Narbonne c/Mme Arditi, R.F.D.A, 1995, p 1092, R.D.P, 1995, p 251,
conclusion Savoie, A.J.D.A, 1995, p 159, observation M Hecquard-Théron.
4
; - C.E, 3 décembre 2001, n° 234018, Ngbanda ; C.E, 28 décembre 2001, n° 231671, préfet de police c/ Hussen
C.E, 26 février 2003, n° 234217, préfet de police c/ Oueslati, JurisData n° 2003-065072.
- 495 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
من وجود ومشروعية التأهيل القانوني الذي يتمتّع به هذا الشخص ،1لكن يالحظ أن بعض الفقه الفرنسي
المعاصر يؤسس نظرية الموظف الفعلي في الظروف العادية ليس على أساس نظرية الظاهر فحسب
ّ
2
أيضا .
وإنما على أساس مبدأ األمن القانوني ً
-2اعتداء اإلدارة على اختصاص سلطة إدارية أخرى ال صلة لها بها :تظهر هذه الصورة عندما تعتدي
اإلدارة على اختصاص سلطة إدارية أخرى ال تربطها بها صلة أي أن الجهة اإلدارية مصدرة القرار
تغتصب سلطة التقرير ،فهذه الحالة ال تدخل ضمن حاالت عدم االختصاص البسيط بل تعتبر حالة من
3
تدق التفرقة في حالة صدور
نظر لجسامة العيب الذي يصب القرار ّ ،إال أنه ّ
حاالت اغتصاب السلطة ًا
المختصة ومعرفة ما إذا كان العيب الذي
ّ القرار من جهة إدارية معتدية على اختصاص الجهة اإلدارية
جسيما.4
ً طا أم
يصيب القرار في هذه الحالة بسي ً
أن القرار اإلداري الصادر من سلطة إدارية والذي يعود الختصاص سلطة
يرى جانب من الفقه ب ّ
اغتصابا للسلطة إذا كانت الجهتان ال تربطهما أية صلة ،5كأن يصدر وزير المالية
ً إدارية أخرى يعتبر
-1مجدي عز الدين يوسف ،األساس القانوني لنظرية الموظف الفعلي ،رسالة دكتوراه ،جامعة عين شمس ،1987 ،ص .89
2
-Mattais GUYOMAR, Pierre COLLIN, note sur: C.E, 16 mai 2001, A.J.D.A, 2001, p 643.
-3نبيلة عبد الحليم كامل ،الدعاوى اإلدارية والدستورية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1997 ،ص .235
-4محمد عبد الكريم شريف ،مرجع سابق ،ص .343
-5عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .144
-6قرار مجلس الدولة الفرنسي ،مؤرخ في 19أكتوبر 1938في قضية ،Blochذكره سليمان الطماوي ،النظرية العامة للق اررات
اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.342
-7سليمان الطماوي ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.343
-8عبد الكريم أبو العثم فهد ،القضاء اإلداري بين النظرية والتطبيق ،دار الثقافة ،عمان ،2011 ،ص .329
- 496 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
أركانه ،فإن صدور القرار اإلداري من جهة غير منوط بها إصداره قانونا ،يعيبه بعيب جسيم ،ينحدر به
إلى حد العدم ،طالما كان في ذلك افتئاتا على سلطة جهة أخرى لها شخصيتها المستقلة".1
يبدو أن القضاء اإلداري الجزائري سار في هذا االتجاه ،وذلك ما يظهر من خالل قرار مجلس
الدولة المؤرخ في 27جويلية 1998يتعّلق بقرار لجنة ما بين البلديات بيع مسكن بينما االختصاص يعود
لديوان الترقية والتسيير العقاري جاء فيه ":حيث أنه في الواقع إذا كان القانون رقم 01-81ينص على
اللجوء إلى لجان ما بين البلديات ،فإن النصوص القانونية المنظمة لعملية بيع المساكن الجديدة تنص
المترشح للشراء إلى الهيئة البائعة ،وفي قضية
على أن الطلب يجب أن يقدم من طرف المستأجر ُ
الحال إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري ،حيث يستخلص مما سبق بأن لجنة ما بين البلديات لم تكن
مختصة في عملية بيع هذا المسكن مادام األمر يتعلق بمسكن جديد .وبالنتيجة فإن القرار المتخذ من
طرف جهة غير مختصة يشكل ق ار ار منعدما.2"...
الحل نفسه في القرار المؤرخ في 13ديسمبر 2002يتعّلق
ّ عاد مجلس الدولة الجزائري ّ
وطبق
المقرر سبق
رخص لشركة التضامن شعبان بتوزيع مادة "سيرغاز" ،هذا ّبمقرر رئيس دائرة تيزي وزو الذي ّ
ّ
مقتضبا ودون
ً وأن أبطلته الغرفة الجهوية لمجلس قضاء الجزائر العاصمة .رغم أن منطوق القرار جاء
عرض حيثيات القضية لكن الشيء الالفت هي النتيجة الذي وصل إليها قضاة مجلس الدولة ،إذ جاء
فيه ...":حيث وفضال عن ذلك فإن قرار تتخذه سلطة غير مختصة التخاذه يحلل على أساس أنه قرار
منعدم وبطالنه من النظام العام".3
أن مجلس الدولة الجزائري وفي قضايا مشابهة تتعّلق باعتداء السلطات
لكن من جهة أخرى ،نجد ب ّ
المقررة لسلطات إدارية أخرى قضى بإلغاء القرار اإلداري فقط دون تقرير
ّ اإلدارية على االختصاصات
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم ،1365لسنة 12قضائية ،مؤرخ في 29نوفمبر ،1969ذكره سليمان الطماوي ،النظرية
العامة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .343-342
-2مجلس الدولة ،قرار رقم ،169417مؤرخ في 27جويلية ،1998قضية ديوان الترقية والتسيير العقاري ضد اللجنة ما بين
البلديات ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،01ص .81
-3مجلس الدولة ،قرار رقم ،11803مؤرخ في 3ديسمبر ،2002قضية الشركة ذات االسم الجماعي شعبان ضد والي والية تيزي
وزو ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2003 ،03ص.171
- 497 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
انعدامه ،وهذا ما يعكس التذبذب الحاصل لدى القاضي اإلداري الجزائري في هذا الخصوص ،وعدم وجود
موقف ثابت له في موضوع االنعدام في الق اررات اإلدارية.1
المقيدة لحرية التنقل ،ففي قرار مجلس الدولة المؤرخ
وهذا ما يظهر بخصوص الق اررات اإلدارية ّ
في 6أفريل ،2011المتعّلق بإبعاد أجنبي عن اإلقليم الجزائري ،أشار إلى عيب عدم االختصاص في
تم اتخاذ هذا القرار من طرف
مختصة ،حيث ّ
ّ قرار اإلبعاد ،وهذا نتيجة لصدوره عن جهة إدارية غير
المختصة على سبيل الحصر وفًقا
ّ عوضا عن وزير الداخلية الجهة
ً المديرية العامة لألمن الوطني
لمقتضيات المادة 30من القانون رقم 11-08المذكور سابًقا.
جاء في هذا القرار ":عالوة على األحكام المقررة في المادة ( 22الفقرة )3أعاله ،فإن إبعاد
األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن يتخذ بموجب قرار صادر عن وزير الداخلية .حيث بالرجوع إلى
محضر إثبات التبليغ المقدم من طرف الطاعن يظهر منه أن اإلعذار بمغادرة الجزائر كان بناء على
قرار صادر في 2010/11/15عن المكلف بنشاطات الشرطة العامة والتنظيم بالمديرية العامة لألمن
الوطني ولم يصدر عن وزير الداخلية كما هو منصوص عليه في المادة 30أعاله ،وعليه فالدفع
المثار في محله...لهذه األسباب يقرر مجلس الدولة...
في الموضوع :إلغاء القرار الصادر عن المديرية العامة لألمن الوطني.2"...
أن مجلس الدولة الجزائري اعتنق االتجاه الفقهي الذي يرى في عيب عدم االختصاص
يبدو ب ّ
الناتج عن ممارسة سطلة إدارية الختصاص سلطة إدارية أخرى تربطهما عالقة وظيفية ال ينطوي على
فإن الحكم القضائي يكون بإلغاء الق ارر اإلداري وليس بتقرير انعدامه .ففي
اغتصاب للسلطة ،وبالتالي ّ
أن المديرية العامة لألمن الوطني هي جهاز أمني تابع لوزير الداخلية ،فهنا ال
القرار المذكور أعاله نجد ب ّ
تنص في هذا اإلطار المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم
تام بين السلطتين اإلداريتينّ .
يوجد انفصال ّ
يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية على ":تشمل اإلدارة
ّ ،104-14
-1أنظر قرار مجلس الدولة ،مؤرخ في 28فيفري ،2000قضية (ش.أ) ضد والي والية تيزي وزو( .قرار غير منشور) ،ذكره لحسين
بن شيخ آث ملويا ،المنتقى في قضاء مجلس الدولة ،ج األول ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2003 ،ص 321؛ ق ارر مجلس
الدولة ،مؤرخ في 11فيفري ،2002قضية والي والية الجزائر ضد شركة اإلنتاج واالستثمار المغاربي( .قرار غير منشور) ،ذكره
لحسين بن شيخ آث ملويا ،المنتقى في قضاء مجلس الدولة ،ج الثالث ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2005 ،ص .205
-2مجلس الدولة ،قرار رقم ،067894مذكور سابًقا.
- 498 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المركزية لوزارة الداخلية والجماعات المحلية ،تحت سلطة الوزير ،على ما يأتي ...:المديرية العامة
لألمن الوطني.1 "...
-3اعتداء اإلدارة على اخصاص السلطة القضائية :ال يمكن لإلدارة وفًقا لمبدأ الفصل بين السلطات أن
تصدر ق اررات تفصل من خاللها في موضوع من اختصاص السلطة القضائية ،2لكونها غير مؤهلة لمهمة
حصر للسلطة القضائية ،هذه األخيرة تتوفر على كل الضمانات الدستورية
ًا الفصل في النزاعات التي تعود
تختص بها .3فإذا قامت اإلدارة باالعتداء
ّ والقانونية للحكم بصفة مستقلّة ونزيهة في مختلف النزاعات التي
اغتصابا للسلطةّ ،4إال في الحاالت
ً منعدما ويشكل
ً فإن ق ارراها يعتبر
على اختصاص السلطة القضائية ّ
معينة بممارسة اختصاصات قضائية 5مثل حالة مجلس التي يجيز فيها القانون صراحة لسلطة إدارية ّ
المحاسبة في الجزائر.6
أهم حاالت االنعدام في الق اررات
تعتبر حالة اعتداء اإلدارة على اختصاص السلطة القضائية من ّ
اإلدارية ،فقد حسم القضاء اإلداري الفرنسي منذ زمن أمره من هذه الصورة ورتّب عليها انعدام القرار.
كانت البداية في ذلك بمناسبة قرار مجلس الدولة الفرنسي الشهير في قضية ،Rosan Girardإذ اعتبر
القاضي اإلداري ب ّ
أن قرار المحافظ بإبطال نتائج االنتخابات هو بمثابة اغتصاب الختصاص يعود للقضاء
اإلداري ورتّب على ذلك انعدام القرار اإلداري ،إذ أن قرار المحافظ بإلغاء العملية االنتخابية هو ّ
تدخل في
بالنظر لجسامة المساس الواقع من طرف
مجال محصور من طرف المشرع للمحكمة اإلدارية ،وأنه ّ
منعدما وكأن لم يكن.7
ً السلطة اإلدارية على اختصاصات قاضي االنتخابات يجب اعتبار القرار المذكور
أن معظم الحاالت التي أبطل فيها القضاء ق اررات بالنسبة للقضاء اإلداري الجزائري يالحظ ب ّ
إدارية مشوبة بعيب عدم االختصاص تدخل ضمن صورة اغتصاب السلطة ،ومعظم هذه الحاالت تتعّلق
-1مرسوم تنفيذي رقم ،104-14مؤرخ في 12مارس ،2014يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،ج
ر العدد ،15صادرة في 19مارس .2014
-2عبد الحكيم فودة ،الخصومة اإلدارية ،أحكام دعوى اإللغاء ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،1996 ،ص .190
-3عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .65
-4عمار عوابدي ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ،ج الثاني ،نظرية الدعوى اإلدارية ،طبعة ،1998
د.م.ج ،الجزائر ،1998 ،ص .257
-5كنعان نواف ،القانون اإلداري ،الكتاب الثاني ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2007 ،ص .257
-6نوار أمجوج ،مجلس المحاسبة :نظامه ودوره في الرقابة على المؤسسات اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام،
فرع المؤسسات السياسية واإلدارية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،2007 ،ص 60وما بعدها.
7
- C.E, Ass, 31 mai 1957, Rosan Girard, Rec. C.E, p 355, conclusion Gazier.
- 499 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
القضائية التي كرسها القضاء اإلداري المصري بخصوص ق اررات المنع من السفر ،وهذا ما ّ
يتبين من
حكم المحكمة اإلدارية العليا المؤرخ في 1سبتمبر ،2001والذي جاء فيه...":القرار المطعون فيه بإدراج
بناء على طلب مصلحة األمن العام ،وأن هذا القرار
اسم الطاعن على قوائم الممنوعين من السفر كان ً
صدر استنادا إلى نص المادة األولى من قرار وزير الداخلية رقم 2214لسنة ...1994الذي حكم
بعدم دستوريتها...يكون قد صدر بحسب الظاهر من األوراق مشوبا باالنعدام ألنه فضال عن صدوره
عن سلطة غير مختصة قد صدر استنادا لقرار تنظيمي مستندا بدوره إلى نص تشريعي غير
دستوري.4 "...
إن االتجاه الحالي للقضاء اإلداري المصري يعتبر ق اررات المنع من السفر من اختصاص للسلطة
قيدا على الحرية الشخصية ،والتي من عناصرها حرية التنقل ،فمن
القضائية فقط ،فالمنع من السفر يمثل ً
النص الدستوري
قانونا صدور األمر بالمنع من السفر من غير الجهات القضائية التي خولها ّ
غير الجائز ً
هذا االختصاص ،و ّإال كان القرار الصادر منعدم األثر ،وهذا ما يجعل صدور أي قرار من سلطة غير
-1لحسين بن الشيخ آث ملويا ،دروس في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .98
-2عمري بوفلجة ،قضاء اإللغاء في الجزائر وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد-دراسة مقارنة ،-المكتبة المصرية للنشر
والتوزيع ،الجيزة ،2010 ،ص ص .104-103
-3عبد الكريم بودريوه " ،جزاء مخافة الق اررات اإلدارية لقواعد المشروعية " ،مرجع سابق ،ص ص .114-113
-4المحكمة اإلدارية العليا ،الطعن رقم ،1089لسنة 47قضائية عليا ،جلسة 1سبتمبر 2002؛ الطعن رقم 4383لسنة 53
قضائية عليا ،جلسة 1نوفمبر ،2008ذكرها محمد ماهر أبو العينين ،الحقوق والحريات العامة ،الكتاب الثاني ،مرجع سابق ،ص
ص .476-475
- 500 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
مختصة به يؤدي إلى انعدامه ،بحيث يخرج عن نطاق اختصاص القضاء العادي ،ويدخل ضمن ّ
اختصاص القضاء اإلداري بوصفه عمل من أعمال اإلدارة.1
األهم في نظرية االنعدام يكمن في النتائج التي ترتّبها،
ّ ثالثا -مفاعيل القرار اإلداري المنعدم :إن االعتبار
العملية نجد أن هذه النتائج هي التي تدفع القاضي اإلداري لتطبيق هذه النظرية ،فكما ّ ألنه من الناحية
يقول األستاذ " :Prosper Weilال توجد عالقة سببية بين مفهوم االنعدام والنتائج المترّتبة عنه ،بل
فإن هذه النتائج التي يبحث عنها القاضي هي التي تدفعه إلى تطبيق نظرية االنعدام" ،2بمعنى
العكس ّ
أن النتائج التي يرتّبها القرار اإلداري المنعدم هي التي تدفع القاضي اإلداري لإلقرار بانعدام هذا القرار
وليس العكس .تظهر آثار القرار اإلداري المنعدم بالنسبة للقاضي اإلداري بشكل خاص على مستوى
االختصاص القضائي ( ،)1كما تؤثر على إجراءات الطعن ( )2وكذا األحكام الصادرة (.)3
-1تأثير القرار اإلداري المنعدم على االختصاص القضائي :يظهر االختالف الجوهر ّي بين القرار
المنعدم والقرار الباطل من حيث االختصاص القضائي ،فاإلشكال هنا يتعّلق بتحديد الجهة القضائية
المختصة بالفصل في الطعون المتعّلقة بالقرار المنعدم هل هي جهة القضاء العادي أم جهة القضاء
ّ
اإلداري؟ وذلك على النّحو اآلتي:
أ -االختصاص المزدوج لجهتي القضاء العادي واإلداري :يرى هذا الر ّ
أي بأنه يمكن للقاضي العادي على
يتصدى لتقدير مشروعية القرار اإلداري المنعدم دون حاجة إلحالة الدعوى إلى
ّ عكس القاعدة العامة أن
كامل اختصاصاتها في مواجهة مثل هذا القرار ،1إذ جاء في قرار لمحكمة النقض المصرية " :يشترط
لخروج القرار اإلداري من اختصاص القضاء العادي أال يكون معدوما ،فإذا ظهر للمحاكم العادية أن
القرار مشوب بعيب ينحدر به إلى العدم خضع األثر المترتب على صدوره الختصاص المحاكم
العادية".2
أي على حجتين األولى ،هي أن القرار المنعدم هو قرار مشوب بعيب
يستند الفقه في تبرير هذا الر ّ
جسيم يفقد على إثره طبيعته اإلدارية مما يجعل اختصاص النظر فيه ينعقد للقضاء العادي ،والثانية أن
القاضي الذي ينظر في الدعوى ال يلغي القرار بل يقتصر على مجرد تقرير انعدام القرار.3
فإن الجهتين القضائيتين فالمبدأ أنه عندما يكون الفعل المادي متر ًتبا عن قرار إداري ّ
معين ّ
اإلدارية والعادية تملكان االختصاص بشكل متوازي للنظر في الدعوى ،في حين أنه في جميع الحاالت
األخرى للفعل المادي فاالختصاص يكون بشكل حصر ّي للمحاكم العادية.4
أي إلى القول باختصاص القضاء العادي بصفة حصرّية
ب -اختصاص القضاء العادي :ذهب هذا الر ّ
تصرفات مادية محضة وال تعتبر ق اررات
للنظر في الق اررات اإلدارية المنعدمة بحجة أن هذه الق اررات تعتبر ّ
ّ
إدارية.5
-1سليمان الطماوي ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .405
-2محكمة النقض المصرية ،طعن رقم ،1750مؤرخ في 11مارس ،1983لسنة 35قضائية ،ذكره محمد عبد الكريم شريف،
مرجع سابق ،ص .263
3 ème
- Pierre DELVOLVÉ, Le droit administratif, 2 éd, Dalloz, Paris, 1998, p 126 ; Jaques MOREAU,
«Inexistence », op.cit, n°44, p 5.
4
- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 264.
-5محمود الجبوري ،القضاء اإلداري ،دار الثقافة ،عمان ،1997 ،ص .89
-6رمزي طه الشاعر ،مرجع سابق ،ص ص .384-383
- 502 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
لتقدير بطالن القرار اإلداري أو انعدامه يحتاج القاضي إلى تقدير مشروعية القرار ،وذلك من
اختصاص القاضي اإلداري وليس القاضي العادي ،زيادة على أن اختصاص القاضي اإلداري بفحص
أن هذا الطعن يدخل ضمن المنازعات اإلدارية التي يعود أمر النظر فيها للقضاء
القرار المنعدم يرجع إلى ّ
سهال اكتشافه لكون اإلداري كأصل عام .كما أن ّ
الحد الفاصل بين العيب الجسيم والعيب البسيط ليس ً
1
القاضي العادي ال يملك الخبرة الكافية لذلك ،وعليه فيجب رفع العبء عن كاهل القاضي العادي وجعله
حصر لكون هذا األخير أكثر خبرة ودراية من القاضي العادي مع استثناء
ًا من اختصاص القاضي اإلداري
حاالت االعتداء المادي.2
أي يعود ألن انعدام القرار اإلداري من الناحية القانونية ال يمنع من
والسبب في ذلك حسب هذا الر ّ
وجود شبهة قرار يكون من األفضل إزالتها بحكم صريح ،فليس من المعقول حماية األفراد في مواجهة
الق اررات المشوبة بعيب بسيط وتركهم دون حماية في مواجهة حاالت االنعدام التي تنطوي على أبشع
العيوب.3
-1عليوة مصطفى فتح الباب ،القرار اإلداري الباطل والمعدوم ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1997 ،ص .333
-2محمد عبد الكريم شريف ،مرجع سابق ،ص .265
-3سليمان الطماوي ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .383-382
4
- Marceau LONG, et autres, G.A.J.A, op.cit, p 502.
5
- C.E, 13 juillet 1966, Guigon, Rec. C.E, p 476 ; D.1966, p 669, note F.G Bertrand ; T.C, Guigon 27 juin 1966,
précité.
6
- Jaques MOREAU, «Inexistence », op.cit, n°46, p 6.
- 503 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
أكدته محكمة التنازع الفرنسية في قضية Guigonمن خالل التّأكيد
ثابتة إلى تقرير انعدامه ،وهذا ما ّ
ماديا.2
اعتداء ً
ً على اختصاص القضاء اإلداري بتقرير انعدام الق اررات التي تشكل
-2تأثير القرار اإلداري المنعدم على إجراءات الطعن القضائي :تتأثر إجراءات الطعن القضائي في
محدد لرفع دعوى تقرير االنعدام من جهة، مواجهة القرار االداري المنعدم من ناحية عدم ّ
التقيد بميعاد ّ
وإعفاء الطاعن من إجراء التظّلم اإلداري من جهة أخرى ،وذلك على ّ
النحو اآلتي:
تنص المادة 928من ق إ م إ على أنه " :يحدد أجل أ -غياب آجال للطعن في القرار اإلداري المنعدمّ :
الطعن أمام المحكمة اإلدارية بأربعة ( )4أشهر ،يسري من تاريخ التبليغ ،3" ...إذ يترتّب على انقضاء
1
- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 266.
2
- Ibid, p 279.
-3المادة 928من القانون رقم ،09-08مرجع سابق.
-4عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .120-119
-5عبد الحكيم فودة ،الخصومة اإلدارية ،بطالن وانعدام وسحب القرار اإلداري ،مرجع سابق ،ص .59
-6سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق.348 ،
7
- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 369.
8
- Ibid, p 371.
- 504 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وهذا ما جاء في قرار المحكمة اإلدارية العليا المصرية ":األعمال والتصرفات المعدومة السند
قانونا مجرد عقبة مادية ،يجـوز إزالتها في أي وقت ،مهـما طـال عليها الزمن ،دون أن يعــصمها فـوات
المدة من الطلب في إلغائها في أي وقت إعال ًء للشرعية وسيادة الدستور والقانون".5
فإن علم صاحب المصلحة بهذا القرار ال يؤثر على وحتى في حالة نشر القرار اإلداري المنعدم ّ
ميعاد رفع دعوى تقرير االنعدام التي تبقى مفتوحة دون تقييدها بميعاد معين .6والمقصود هنا هو تطبيق
االجتهاد القضائي المتعّلق بنظرية العلم اليقيني التي كان القضاء اإلداري يعتنقها في السابق.
تمثل نظرية االنعدام سياسة قضائية يهدف من خاللها القاضي اإلداري إلى الوصول في النهاية
المقررة لرفع دعوى اإللغاء ،وهذا ما
ّ إلى قبول الطعن القضائي ضد قرار إداري خارج اآلجال القانونية
يتصرف بسلطة مالءمة تسمح له
ّ أن تطبيق فكرة االنعدام هي نتيجة إلرادة القاضي اإلداري لكييؤكد ب ّ
ّ
التحرر من القواعد اإلجرائية االعتيادية ،فهي فكرة ليس لها سوى دور
ّ بتقرير انعدام قرار إداري عن طريق
وظيفي.7
ّ
1
- Jaques MOREAU, «Inexistence », op.cit, n°36, p 5.
2
- C.E, Ass, 15 mai 1982, Maurice, A.J.D.A, 1982, p 86, conclusions Bacquet.
3
- C.E, 28 février 1986, Corep des Landes, A.J.D.A, 1986, p 326, note Jacques Moreau.
4
- C.E, 9 mai 1990, Cne de Laveur c/ Lozar, Rec. CE, P 115.
-5المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم ،1447مؤرخ في 2فيفري ،1992لسنة 27قضائية ،ذكره محمد عبد الكريم شريف ،القرار
اإلداري المنعدم ،مرجع سابق ،ص .250
-6عبد السالم عبد الهادي المجبري " ،شروط قبول دعوى اإللغاء في القانون اإلداري الليبي" ،مجلة دراسات قانونية ،منشورات
الجامعة الليبية ،المجلد األول ،السنة األولى ،1971ص ،237نقال عن محمد عبد الكريم شريف ،القرار اإلداري المنعدم ،مرجع
سابق ،ص .251
7
- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, pp 338-339.
- 505 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
لكن هناك من الفقه من يرى بأنه ليس من المعقول أن تبقى آجال الطعن في القرار اإلداري
المنعدم مفتوحة ،فدعوى التعويض عن القرار اإلداري المنعدم تتقادم في حين أن القرار المنعدم نفسه يكون
قابال للسحب واإللغاء في أي وقت ،1لذلك فيجب الرجوع إلى القواعد العامة في سقوط االلتزام وجعل
دعوى الطعن في القرار المنعدم تتقادم بمرور خمس عشرة ( )15سنة.2
مهمة وهي أن ميعاد الطعن في الق اررات اإلدارية يعتبر من النظام العام،
هنا يجب إثارة مسألة ّ
فيجوز للجهة القضائية من تلقاء نفسها ودون طلب من الخصوم أن تقضي برفض الدعوى لرفعها خارج
المحدد وفي أي مرحلة كانت عليها الخصومة القضائية ،3كما ال يجوز االتفاق بين اإلدارة واألفراد
ّ الميعاد
قانونا بأي حال من األحوال تحت طائلة البطالن
ً المحددة
ّ أصحاب المصلحة على إطالة مدة الطعن
المطلق ،إذ جاء في قرار لمجلس الدولة الفرنسي مؤرخ في 24فيفري " :1932إن المجلس البلدي ال
يستطيع أن ي ّتفق مع موظفيه على جعل مدة الطعن في ق اررات فصلهم أمام مجلس الدولة ثالثة أشهر
بدال من شهريين ،باعتبار أن مدة الطعن من النظام العام ، "...فكيف يمكن للقاضي اإلداري أن ّ
4
يطبق
ينص عليه المشرع ويفتح باب الطعن أمام الق اررات اإلدارية المنعدمة دون تحديد آلجال رفع مثل
ميعاد لم ّ
هذه الدعوى؟
-1عليوة مصطفى فتح الباب ،القرار اإلداري الباطل والمنعدم ،مرجع سابق ،ص .327
-2محمد عبد الكريم شريف ،مرجع سابق ،ص .250
-3عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .121-120
-4يوسف شباط " ،موعد الطعن في دعوى اإللغاء ودوره في توطيد سيادة القانون" ،مجلة العلوم االقتصادية والقانونية ،جامعة
دمشق ،المجلد ،15العدد األول ،1999 ،ص .182
- 506 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1992في المادة 12فقرة 03التي جاء فيها ":تقبل دعوى الطعن بالق اررات اإلدارية المنعدمة في أي
وقت دون التقيد بميعاد" ،أو بتحديد مّدة للطعن في القرار المنعدم وتكون خمس عشرة ( )15سنة من
تاريخ إصداره.1
أكدت عليه المحكمة اإلدارية العليا المصرية بقولها ":اشتراط التظلم من قرار الفصل ،قبل
وهذا ما ّ
رفع الدعوى ،ال ينطبق إالّ إذا توافر في القرار المطعون فيه وصف القرار .والقرار المنعدم ال يعتبر قرًا
ار
اقعا وقانوًنا_ يعني
ماديا ،واشتراط التظلم لدى الجهات اإلدارية من قرار غير موجود _و ً
عمال ً
إداريا بل ً
ً
اشتراط التظلم من عدم ،وهو أمر ال يتفق مع طبائع األشياء ،بل يتأبى على الدوق القانوني السليم أن
يعفى الطعن في مثل هذا القرار من شرط الميعاد دون إعفائه من شرط سابق عليه وهو التظلم منه،
وكال الشرطين يجمعهما أصل مشترك واحد كونها من الشروط التي تتطلب لقبول الدعوى شكالً".1
أكدت على عدم اشتراط التظّلم اإلداري من األفعال التي
كما أن الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى ّ
تعدًيا ،وهذا في ق ارراها المؤرخ في 30جانفي 1988إذ جاء فيه ":حيث أن األفعال التي وقع
تشكل ّ
المعنيون ضحيتها تشكل تعديا ،أي تصرفا ماديا لإلدارة مشوب بعيب جسيم وماسا بأحد الحقوق
األساسية للفرد .وأنه ال مجال بالتالي للتمسك في دعوى التعدي بفحوى المادة 169مكرر من قانون
اإلجراءات المدنية".2
-3الحكم الصادر بشأن القرار اإلداري المنعدم :إذا لجأ األفراد إلى القاضي اإلداري إلزالة الشبهة
المترتّبة على القرار اإلداري المنعدم فيجب أن تقبل هذه الدعوى ،ولكن ال يجب أن يصدر الحكم في هذه
الحالة بإلغاء القرار اإلداري المنعدم بل يكتفي القاضي اإلداري بإعالن انعدامه ،ألن حكم اإللغاء هو
محل للحكم بإلغائه ،ألن الحكم
منعدما فال ّ
ً الذي يعدم القرار غير المشروع أما القرار المنعدم فهو قد ولد
باإللغاء يفترض حياة القرار المحكوم بإلغائه قبل النطق بالحكم .3فهذه الدعوى تستهدف التصريح بانعدام
القرار اإلداري ،4وذلك رغم وجود تقارب كبير بين دعوى اإللغاء ودعوى تقرير االنعدام من حيث شروط
قبول عريضة افتتاح الدعوى.5
بأن القرار اإلداري منعدم مثل عبارة " Nul et non
يستعمل القاضي اإلداري عادة عبارات تفيد ّ
صارخا عن قواعد
ً خروجا
ً يشكل
"avenueأو عبارة " "Nul et nul effetللداللة على أن القرار ّ
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم ،1594مؤرخ في 23نوفمبر ،1989السنة 31قضائية ،ص ،322ذكره سامي جمال الدين،
الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .128
-2المجلس األعلى ،الغرفة اإلدارية ،قرار مؤرخ في 30جانفي ،1988قضية فريق (م) ضد (س.ي) ،المجلة القضائية ،العدد ،02
4
- Jaques MOREAU, « Inexistence », op.cit, n°43, p 5.
5
- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 41.
- 508 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ار منعدما ،بينما يكتفي في حالة القرار الباطل بعبارة " يلغى القرار" "La
المشروعية يجعل منه قرًا
ً
.1"décision est annuléeفي الحقيقة هذا مجرد فارق شكلي إذ في كلتا الحالتين يزول القرار بأثر
ّ
أبدا ،2لكن الفارق الحقيقي بين الحالتين يكون قبل صدور قرار اإللغاء أو
رجعي ويعتبر كأن لم يوجد ًّ
تقرير االنعدام وليس بعده ،ألنه إذا لم ترفع دعوى إلغاء القرار غير المشروع خالل اآلجال القانونية ّ
فإن
شأن القرار الصحيح أما القرار المنعدم فال يرتّب أية آثار قانونية
القرار الباطل يرتّب آثاره شأنه في ذلك ّ
مهما طال عليه الزمن.3
-1عبد الكريم بودريوه" ،جزاء مخالفة الق ار ارت اإلدارية لقواعد المشروعية" ،مرجع سابق ،ص .111
2
- Marceau LONG, et autres, G.A.J.A, op.cit, p 502 ; C.E, Ass, 11 mai 2004, Association AC ! et autres, Rec.
C.E, p 197 ; G.A.J.A, op.cit, commentaire n° 110, p 860.
-3محمد عبد الكريم شريف ،مرجع سابق ،ص .27
4
- Marceau LONG, et autres, G.A.J.A, op.cit, p 503.
- 509 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المقيدة لحرية
ّ المطلب الثاني :رقابة القاضي اإلداري على عيب ّ
الشكل في الق اررات اإلدارية
التنقل
الشكليات مثل اإلمضاء ،توازي
تخضع كل الق اررات اإلدارية أثناء عملية إصدارها لمجموعة من ّ
الشكليات
النحو تشكل مجموع ّ
ّ ينص عليها القانون .فهي على هذا
األشكال ،التسبيب في الحاالت التي ّ
تكوين القرار اإلداري ،والكشف عن نية اإلدارة في إحداث أثر قانوني في مواجهة
القانونية من أجل ّ
المخاطبين به.1
بالشكل في القرار اإلداري الصورة التي تفرغ فيها اإلدارة إرادتها حال صدور القرار،
يقصد ّ
معين في
تقيد اإلدارة بشكل ّ
واألصل وفق ما ذهب إليه قضاء المحكمة اإلدارية العليا المصرية هو عدم ّ
إفصاحها عن إرادتها ما لم يلزمها القانون بذلك ،حيث ال يشترط صدور القرار اإلداري في شكل ّ
معين.2
معين في إصدار الق اررات اإلدارية هو ضمان عدم التسرع ،ومدعاة ألن
والهدف من اشتراط شكل ّ
تتريث اإلدارة في عملية إصدار ق ارراتها ،وهو ما يشكل ضمانة كبيرة لألفراد في مواجهة ما تتمتّع به
3
الشكليات قبل إصدار القرار
اإلدارة من سلطات وامتيازات واسعة ،لكن يجب عدم اإلفراط في اشتراط ّ
اإلداري ،ألن ذلك سيؤدي إلى بطء النشاط اإلداري وجموده ،ويحّقق أهداًفا غير مبتغاة من اشتراط هذه
الشكليات.4
ّ
المقررة
ّ التقيد بالقواعد واإلجراءات
بناء على ما سبق ذكره ،يمكن تعريف عيب الشكل بأنه عدم ّ ً
5
كليا أم بمخالفتها في جزء منها .
إلصدار الق اررات اإلدارية ،سواء كان ذلك بإهمال تلك اإلجراءات ً
يتجسد في
ّ وعليه ،سنتناول دراسة عيب الشكل المتعّلق بالمظهر الخارجي للقرار اإلداري والذي
الشكل في القرار اإلداري (الفرع الثاني)،
عدم التسبيب (الفرع األول) ،ثم األثر المترتّب على مخالفة ركن ّ
-1عمار عوابدي ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،نظرية الدعوى اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .510-509
-2المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 213لسنة 35قضائية عليا ،جلسة 23ديسمبر ،1990ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة،
دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .71
-3عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .71
-4شعبان عبد الحكيم عبد العليم سالمة " ،عيب الشكل في القرار اإلداري دراسة تحليلية مقارنة بأحكام مجلس الدولة المصري"،
حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات باإلسكندرية ،المجلد ،01العدد ،31ص .662
-5محمد مصطفى المكي ،القانون اإلداري ،مطبعة جامعة السودان المفتوحة ،الخرطوم ،2007 ،ص .336
- 510 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الفرع األول :عيب عدم التسبيب في القرارات اإلدارية المقّيدة لحرية التنقل
معينة أو شكل
األصل أن اإلدارة غير ملزمة عند اإلفصاح عن إرادتها بإفراغ قرارها في صيغة ّ
مناسبا ،ما لم يفرض المشرع
ً محدد ،فالسلطة اإلدارية تتمتّع بحرية تقدير إفراغ القرار في الشكل الذي تراه
ّ
يحا
شفويا ،صر ً
ً مكتوبا وقد يكون
ً معينة ،ولذلك فقد يكون القرار اإلداري
إتباع شكل خاص بالنسبة لق اررات ّ
مسببا أو غير مسبب.1
ً ضمنيا ،كما قد يكون
ً أو
المقيدة
شكلية التسبيب ضمن نطاق الق اررات اإلدارية ّ
ّ وقد كشف الواقع التشريعي والقضائي أهمية
وضوحا عندما تتعّلق الق ار ارت اإلدارية بأسباب واقعية أو
ً لحقوق وحريات األفراد ،وتزداد هذه األهمية
المقيدة لحرية
قانونية تنبع من مبدأ حماية النظام واألمن العموميين كما هو الشأن بالنسبة لكافة الق اررات ّ
التنقل ،األمر الذي يتطّلب تحديد مفهوم التسبيب (أوال) ،وعرض أهمية وضوابط هذا العنصر من عناصر
الشكل في القرار اإلداري (ثانيا) ،و ًا
أخير موقف المشرع من تسبيب الق اررات اإلدارية بشكل عام ،وتلك ّ
المتعّلقة بتقييد ممارسة حرية التنقل بشكل خاص (ثالثا).
أوال -مفهوم التسبيب :تسبيب القرار اإلداري كإجراء شكلي يمثل ضمانة في غاية األهمية لألفراد ،ألنها
ّ
تسمح لهم وللقاضي اإلداري في الوقت نفسه بم ارقبة مشروعية القرار اإلداري من حيث سببه ،األمر الذي
يتطلب تعريف التسبيب ( ،)1وتحليل العالقة بينه وبين ركن السبب (.)2
المبررات التي استندت عليها في عملية
ّ -1تعريف التسبيب :يقصد بالتسبيب ذكر اإلدارة لمختلف
إصدار ق ارراتها اإلدارية ،وذلك بهدف إحاطة المخاطبين بها بالدوافع التي من أجلها صدرت تلك
الق اررات ،2كما يقصد به التزام اإلدارة بذكر االعتبارات واألسانيد القانونية والواقعية التي بنت عليها ق ارراها.
المبررات الضرورية والكافية التي أدت إلى إصداره،
يتضمن القرار ّ ّ فإن التسبيب يقصد به أن
وعلى ذلك ّ
وهذا ما يضمن قيام القرار على أساس من القانون والواقع.3
نص المشرع على ذلك ،فإذا لم تلتزم واألصل هو عدم إلزام جهة اإلدارة بتسبيب ق ارراتها ّإال إذا ّ
ن
معيبا بعيب الشكل ،فهنا يكو تسبيب القرار اإلداري إجر ً
اء جوهرًيا يترتّب على بهذا التسبيب كان قرارها ً
-1سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .464
-2عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .86
-3إبراهيم المنجي ،المرافعات اإلدارية ،ط األولى ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،1999 ،ص .573
- 511 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1عبد الغني بسيوني ،والية القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،1983 ،ص .217
-2صفاء محمود السويلميين ،عبد الرؤوف أحمد الكساسبة ،أحمد عارف الضالعين " ،عيب الشكل وأثره في القرار اإلداري" ،دراسات
علوم الشريعة والقانون ،الجامعة األردنية ،المجلد ،40الملحق ،2013 ،01ص .1013
-3عبد هللا الرقاد ،مشعل الرقاد " ،تسبيب القرار اإلداري" ،مجلة صوت القانون ،المجلد ،06العدد ،02نوفمبر ،2019ص .706
4
- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, octobre 2004,
actualisation octobre 2014, n° 69, p 12.
-5وهيبة بلباقي " ،عالقة التسبيب بركن السبب في الق اررات اإلدارية" ،مجلة دفاتر السياسة والقانون ،العدد ،2018 ،18ص .6
- 512 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بأن الرقابة التي يمارسها القضاء اإلداري على أسباب القرار ،ستكون رقابة
Letourneurإلى القول ّ
عملية ،تجعل من مقولة أن قاضي تجاوز السلطة يراقب الوجود المادي
ّ مجردة من أية قيمة
نظرية ّ
نوعا من مظاهر النفاق ،إذا كان في إمكان اإلدارة وباختيارها
والقانوني ألسباب الق اررات المطروحة عليه ً
أن تمتنع عن اإلفصاح عن أسباب قرارها ،مثل هذا الح ّل ال يمكن قبوله ،ألنه إذا كنا قد سّلمنا بوجود
ّ
الية.1
بفع ّ
الرقابة فيجب أن تمارس ّ
نص قانوني
فرضه على اإلدارة من خالل ّ قانونا إذا اتّجهت إرادة المشرع إلى ّ
اجبا ً يكون التسبيب و ً
قضائيا في الحالة التي يفرض القاضي اإلداري على اإلدارة التصريح
ً عام أو خاص ،كما يكون التز ً
اما
باألسباب التي دفعتها إلى إصدار قرارها ،وهو ما يصطلح عليه بالتسبيب الوجوبي ،كما يمكن أن يكون
التسبيب بشكل تلقائي من طرف اإلدارة دون وجود التزام قانوني أو قضائي ،وهو ما يطلق عليه بالتسبيب
االختياري .2في الحقيقة فإن هذه الحالة األخيرة مرتبطة بمبدأ شفافية التسيير اإلداري ،وتعزيز عالقات
المتطورة.
ّ الثقة بين المواطن واإلدارة الذي بلغته الكثير من الدول
ثانيا -أهمية وضوابط التسبيب :تنطوي شكلية التسبيب على أهمية بارزة بالنسبة لجميع األطراف المعنية
بالقرار اإلداري ( ،)1لهذا يجب على اإلدارة االلتزام بجملة من الضوابط حتى تتحّقق الغاية من وجود هذه
الشكلية (.)2
ّ
-1أهمية التسبيب :للتسبيب أهمية بالغة تظهر من خالل تضمين اإلدارة لألسباب التي بنت عليها
قرارها ،األمر الذي يمنح المخاطب بالقرار اإلداري إمكانية اإلحاطة بمختلف جوانب هذا األخير ،كما
تظهر أهمية التسبيب بالنسبة لرقابة القاضي اإلداري على عيب آخر ينتمي لعيوب عدم المشروعية
الداخلية أال وهو عيب السبب ،وذلك كاآلتي:
استقر في البداية لدى الفقه والقضاء في
ّ لصحة القرار اإلداري :لقد
ّ أ -أهمية التسبيب كضمانة شكلية
أن اإلدارة ليست ملزمة بتسبيب ق ارراتها ،أي أنها غير ملزمة باإلشارة في صلب القرار اإلداري
فرنسا ،ب ّ
تأسيسا
ً إلى الحالة الواقعية أو القانونية التي كانت وراء اتخاذه ،أي بمفهوم آخر اإلشارة إلى سبب القرار،
تتصرف وفًقا للقانون وبهدف تحقيق المصلحة العامة ،وعلى من يدعى خالف
ّ على أن اإلدارة العامة إنما
تعرض لها مبدأ عدم التسبيب ،فقد
ذلك إثبات عيب عدم المشروعيةّ .إال أنه وأمام موجة االنتقادات التي ّ
-1علي خاطر شنطاوي " ،دور القضاء في تحديد أسباب القرار اإلداري المطعون فيه" ،مجلة الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات
العربية المتحدة ،العدد ،2000 ،13ص .142
-2وهيبة بلباقي " ،عالقة التسبيب بركن السبب في الق اررات اإلدارية" ،مرجع سابق ،ص .4
- 514 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
نحو توسيع نطاق تسبيب الق اررات اإلدارية ،وذلك بموجب القانون الصادر
تغير موقف المشرع الفرنسي ّ
ّ
سنة ،1979الذي وضع بموجبه قاعدة عامة تكون اإلدارة بمقتضاها ملزمة بتسبيب جميع الق اررات ّ
المقيدة
لحقوق األفراد وحرياتهم العامة.1
هامة في الق اررات اإلدارية_ هدف مزدوج ،فإضافة إلى أن فيه إجبار
للتسبيب _كضمانة شكلية ّ
روي قبل إصدار ق ارراتها ،و ّ
التأكد من التزامها بمبدأ المشروعية ،فهو يمنح المخاطب بالقرار لإلدارة على الت ّ
تبصر فإما
ليتسنى له بعد ذلك تحديد موقفه منه بشكل م ّ اإلداري إمكانية اإلحاطة الكاملة بكافة جوانبه،
ّ
أن يقتنع بمشروعيته من خالل معرفته بأسبابه فيمتنع عن الطعن فيه ،وإما أن يتخذ من تلك األسباب
مبرر للطعن سواء لمخالفتها للحقيقة أو لما شابها من قصور .2فهذا األمر من شأنه أن يتيح للفرد تقدير
ًا
قضائيا.3
ً موقفه قبل مخاصمة ق اررات اإلدارة
ب -أهمية التسبيب في الرقابة على مشروعية عيب السبب :يكتسي التسبيب في القرار اإلداري أهميته
تبعا الخاصة بالنسبة للقاضي حال ممارسة هذا األخير للرقابة على مشروعية القرار اإلداري ،حيث ّ
يتبين ً
تبرره.
استنادا لما ساقته من أسباب ّ
ً لذلك مدى إصابة اإلدارة أو خطئها في إصدار القرار
القرار اإلداري ،ففي الحاالت التي تكون اإلدارة ملزمة بتسبيب ق ارراتها ،يستطيع القاضي اإلداري ً
تبعا لذلك
فإن التسبيب يؤدي إلى تسهيل مهمة القاضي
من مراقبة عيب انعدام األسباب في القرار اإلداري .ولهذا ّ
اإلداري في الرقابة على مشروعية األسباب الواقعية والقانونية التي صدر على أساسها القرار ،خاصة في
ارتها.4
حالة امتناع اإلدارة عن اإلفصاح عن أسباب قر ا
كما تظهر أهمية التسبيب في أنه يعتبر في بعض الحاالت الوسيلة الوحيدة واألساسية التي يمكن
للقاضي اإلداري من خاللها معرفة أسباب القرار اإلداري ،وفي هذا الشأن يقول م ّ
فوض الحكومة لدى
-1محمد الصغير بعلي ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء ،مرجع سابق ،ص .276
-2سامي الوافي ،مرجع سابق ،ص .110
-3عبد هللا الرقاد ،مشعل الرقاد ،مرجع سابق ،ص .705
-4وهيبة بلباقي " ،دور التسبيب في الرقابة على مشروعية السبب في القرار اإلداري" ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية
واالقتصادية ،المجلد ،07العدد ،2018 ،06ص .103
- 515 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1أشرف عبد الفتاح أبو المجد ،موقف قاضي اإللغاء من سلطة اإلدارة في تسبيب الق اررات اإلدارية دراسة مقارنة ،الشركة العربية
المتحدة للتسويق والتوريدات ،القاهرة ،2008 ،ص .376
-2وهيبة بلباقي " ،دور التسبيب في الرقابة على مشروعية السبب في القرار اإلداري" ،مرجع سابق ،ص ص .104-103
-3أشرف عبد الفتاح أبو المجد ،مرجع سابق ،ص .376
-4وهيبة بلباقي " ،دور التسبيب في الرقابة على مشروعية السبب في القرار اإلداري" ،مرجع سابق ،ص .104
-5عبد العزيز عبد المنعم ،مرجع سابق ،ص ص .47-46
- 516 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الشك والريبة
ّ تلك الناتجة عن عدم الشفافية اإلدارية المتجّلية في عدم تسبيب اإلدارة لق ارراتها ،والتي زرعت
الشأن مما دفعه للطعن فيها.1
لدى صاحب ّ
شكال قصد لذاته ،وإنما هو وسيلة لبلوغ غاية حسن إصدار اإلدارة
-2ضوابط التسبيب :التسبيب ليس ً
المرجوة ،لذلك فال بد من احترام مجموعة الضوابط
ّ مكنها من أن تصل لتحقيق غاياتها
للق اررات اإلدارية ،ت ّ
تقرر التسبيب.
التي استقر عليها القضاء اإلداري ،والتي تؤدي في مجملها إلى تحقيق الهدف الذي ألجله ّ
وعليه ،فال يكفي لصحة القرار اإلداري وجود التسبيب الذي استلزمه المشرع من الناحية المادية
منتجا
ً كمبرر لصدور القرار ،بمعنى أن يكون في صلب القرار ،بل يجب أن يكون هذا التسبيب ً
كافيا ّ
2
أن يكون و ً
اضحا بحيث يكشف عن األسباب التي دفعت اإلدارة إلى كما يشترط في التسبيب ب ّ
إصدار القرار اإلداري .وإذا اكتفت اإلدارة مصدرة القرار بذكر النصوص القانونية دون تفصيل األسباب
من منطوق هذا القرار يظهر التّناقض الذي وقع فيه قضاة مجلس الدولة ،فمن جهة ّ
صنفوا عدم
تسبيب قرار منظمة المحامين لناحية وهران بأنه شكل جوهر ّي ثم ربطوه بعدم التسبيب ،وهذا اإلسقاط ال
نص خاص ،وخارج ذلك يكون المبدأ العام يستقيم ،ألن التسبيب في القانون الجزائري ال يكون ّإال بموجب ّ
هو عدم التسبيب ،على عكس الوضع الموجود في فرنسا ،حيث تخضع جميع الق اررات المتعّلقة بالحقوق
مستقر عليه في
ّ والحريات العامة لضمانة التسبيب .كما أن منطوق القرار جاء باجتهاد مخالف لما هو
االجتهاد المقارن ،وذلك حين أثار قضاة مجلس الدولة مسألة الّلغة التي ح ّرر بها القرار اإلداري ،وبهذا
1
- C.E 24 juillet 1981, Belasri, A.J.D.A, 1981, p 464, chron. F. Tiberghien et B. Lasserre ; C.E, 17 déc. 2003,
Mme A, req. n° 242857, A.J.D.A, 2004, p 996.
-2صفاء محمود السويلميين ،عبد الرؤوف أحمد الكساسبة ،أحمد عارف الضالعين ،مرجع سابق ،ص .1015
-3مجلس الدولة ،قرار رقم ،005951مؤرخ في 11فيفري ،2002قضية (أ.ن) ضد مجلس االتحاد الوطني للمحامين ،مجلة
مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،01ص .147
- 518 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
أصبح عيب الشكل مثله مثل عيب االختصاص من النظام العام ،يجوز للقاضي إثارته من تلقاء نفسه
ولو لم يطلب الخصوم ذلك.
بأن مجلس الدولة الجزائري ومن خالل القرار المذكور أعاله قد سلك
يرى األستاذ عبد القادر عدو ّ
بعيدا في اشتراط التسبيب عندما أشار إلى وجوب تسبيب كل الق اررات
اجتهادا يتسم بالمغاالة ،وذهب ً
ً
اإلدارية.1
المقيدة لحرية التنقل في القانونين الفرنسي والجزائري :اختلفت
ّ تكريس تسبيب الق اررات اإلدارية
ثالثاّ -
المعالجة التشريعية لمسألة تسبيب الق اررات اإلدارية ،فبعد فترة من السكوت وعدم الوضوح حسم المشرع
بالنص على مبدأ التسبيب عبر
ّ الشأن ( ،)1أما بالنسبة للمشرع الجزائري فقد اكتفى
الفرنسي أمره في هذا ّ
عاما (.)2
متفرقة يصعب التّقرير بأنها تشكل مبدأ ً
نصوص ّ
تكريس التسبيب في التشريع الفرنسي :لحقبة زمنية طويلة خضع القانون اإلداري الفرنسي لقاعدةّ -1
عدم إلزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها ،2ولغاية تاريخ متأخر لم تكن السلطات اإلدارية مجبرة على تسبيب
ق ارراتها ،ولم يكن يوجد ّإال استثناء وحيد على هذا المبدأ ،وهو االلتزام المفروض على اإلدارة بالكشف عن
الخاصة
ّ أسباب ق ارراتها للقاضي اإلداري عندما يطلب منها هذا األخير ذلك .وقد ّ
كرست بعض النصوص
مبدأ التسبيب الوجوبي كما هو الحال بالنسبة للمنازعات المتعّلقة برخص البناء ،زيادة على ذلك فقد أوجب
القاضي اإلداري على اإلدارة االلتزام بالتّسبيب في المنازعات المتعّلقة بتدابير الضبط اإلداري ،وكذا
الق اررات المتّخذة من طرف الهيئات الجماعية ذات االختصاص المهني والتي منحت لها صالحيات
ممارسة امتيازات السلطة العامة ،وكذا تلك الصادرة عن الهيئات الشبيهة بالهيئات القضائية .لكن وإلى
توصل إلى أنه ال يوجد مبدأ عام في القانون يفرض على
متأخرة من قضاء مجلس الدولة ،فقد ّ مراحل ّ
محددة بذاتها.3
اما بتسبيب ق ارراتها ،حتى لو تعلق األمر بميادين ّ
اإلدارة التز ً
في مواجهة هذه الوضعية وأمام المفارقة التي تدفع القاضي اإلداري إلى بحث عدم المشروعية
للتوصل إلى وجود عيب شكلي يتعّلق بمشروعية القرار
ّ الداخلية من خالل أسباب القرار اإلداري
ّ
الخارجية ،4فقد وضع المشرع الفرنسي حدا لذلك بإصداره للقانون رقم 587-79المؤرخ في 11جويلية
عاما
اما ً
،1979المتعّل ق بتسبيب الق اررات اإلدارية وتحسين العالقة بين اإلدارة والجمهور ،والذي أنشأ التز ً
ولكل الق اررات اإلدارية الفردية التي ليست في صالح
ّ على السلطات اإلدارية بالتسبيب التلقائي لق ارراتها،
تتضمن فرض قيود على ممارسة الحقوق والحريات العامة .وهذا االلتزام يستفيد منه ّ المواطن ،والتي
أشخاصا طبيعيين كانوا أم معنويين.1
ً المواطنين وكذا األجانب،
أوجبت المادة L.211-5من القانون رقم 1341-2015المتعّلق بالعالقات بين الجمهور واإلدارة
أن تكون االعتبارات القانونية والواقعية التي بني أن يكون تسبيب الق اررات اإلدارية في ّ
الشكل الكتابي ،وب ّ بّ
عليها القرار اإلداري منصوص عليها في صلب القرار نفسه.2
كرس المشرع الفرنسي من خالل القانون المتعّلق بالعالقات بين الجمهور واإلدارة وقبله القانون
لقد ّ
رقم 587-79المؤرخ في 11جويلية ،1979المتعّلق بتسبيب الق اررات اإلدارية وتحسين العالقة بين
نص على قائمة الق اررات
اإلدارة والجمهور مبدأ التسبيب الوجوبي لمجموعة من الق اررات اإلدارية ،حيث ّ
المقيدة لممارسة الحريات
التي تخضع للتسبيب الوجوبي ،ووضع المشرع على رأس هذه القائمة الق اررات ّ
تنص في هذا اإلطار المادة L.211-2من القانون رقم 1341-2015المذكور أعاله العامة ،حيث ّ
يحق لألشخاص الطبيعيين أو االعتباريين إبالغهم دون تأخير بأسباب الق اررات اإلدارية الفردية
علىّ " :
غير المواتية التي تخصهم:
إن الق اررات المسببة التي تصدرها اإلدارة هي:
لهذا الغرض ،ف ّ
ضبطيا.3"...
ً اء
-1الق اررات التي تتضمن تقييد لممارسة الحريات العامة ،أو بشكل عام ،تشكل إجر ً
1
- Loi n° 79-587 du 11 juillet 1979, relative à la motivation des actes administratifs et à l'amélioration des
relations entre l'administration et le public, JORF n° 33, du 30 septembre 1979, modifiée et complétée.
(Abrogé).
فإن المشرع الفرنسي ألغى القانون رقم 587-79سنة ،2015عن طريق األمر رقم ،1341-2015ونقل أحكامه لقانون
لإلشارة ّ
العالقات بين الجمهور واإلدارة.
Cette disposition législative a été abrogée par l'ordonnance 2015-1341 du 23 octobre 2015, relative aux
dispositions législatives du code des relations entre le public et l'administration.
-Ordonnance n° 2015-1341, du 23 octobre 2015, relative aux dispositions législatives du code des relations entre
le public et l'administration, JORF n° 0248, du 25 octobre 2015.
2
- Art L.211-5 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit, dispose que : « La motivation
exigée par le présent chapitre doit être écrite et comporter l'énoncé des considérations de droit et de fait
qui constituent le fondement de la décision ».
3
- Art L.211-2 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit, dispose que : « Les personnes
physiques ou morales ont le droit d'être informées sans délai des motifs des décisions administratives
individuelles défavorables qui les concernent.
A cet effet, doivent être motivées les décisions qui :
1° Restreignent l'exercice des libertés publiques ou, de manière générale, constituent une mesure de
police… ».
- 520 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
- Art L.211-6 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit.
C.E, 13 juin 1997, Pourbagher, R.F.D.A, 1998, p 358, concl. Bergeal.
2
- C.E, 21 déc. 1994, Association sportive de Mazargues, Rec. CE, p. 576.
أيضا أنيس فوزي عبد المجيد " ،االستثناءات الواردة على مبدأ -أشرف عبد الفتاح أبو المجد ،مرجع سابق ،ص .173راجع ً
3
التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية الفردية في فرنسا" ،مجلة الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،السنة ،26العدد
،50أبريل ،2012ص 318وما بعدها.
- 521 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
- Art 14 du Règlement (UE) 2016/399, du Parlement européen et du Conseil du 9 mars 2016, concernant un
code de l’Union relatif au régime de franchissement des frontières par les personnes (code frontières Schengen),
JOUE, n° 77/1, du 23 mars 2016.
«… 2. L’entrée ne peut être refusée qu’au moyen d’une décision motivée indiquant les raisons précises
du refus. La décision est prise par une autorité compétente habilitée à ce titre par le droit national. Elle
prend effet immédiatement.
La décision motivée indiquant les raisons précises du refus est notifiée au moyen d’un formulaire
uniforme tel que celui figurant à l’annexe V, partie B, et rempli par l’autorité compétente habilitée par le
droit national à refuser l’entrée. Le formulaire uniforme ainsi complété est remis au ressortissant de pays
tiers concerné, qui accuse réception de la décision de refus au moyen dudit formulaire… ».
2
- Art L.332-2 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
« La décision de refus d'entrée, qui est écrite et motivée… ».
3
- Art L.321-2 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
« L'interdiction administrative du territoire fait l'objet d'une décision écrite rendue après une procédure
non contradictoire. Elle est motivée, à moins que des considérations relevant de la sûreté de l'Etat ne s'y
opposent.… ».
4
- Art L.432-1, L.432-2 et L.432-4 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (CESEDA),
op.cit. « La délivrance d'une carte de séjour temporaire ou pluriannuelle ou d'une carte de résident peut,
par une décision motivée… », « Le renouvellement d'une carte de séjour temporaire ou pluriannuelle
peut, par une décision motivée… », « Une carte de séjour temporaire ou pluriannuelle peut, par une
décision motivée, être retirée… ».
5
- Art L.613-1 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « La
décision portant obligation de quitter le territoire français est motivée… ».
6
- Art L.613-2 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « Les
décisions relatives au refus et à la fin du délai de départ volontaire prévues aux articles L. 612-2 et L. 612-
5 et les décisions d'interdiction de retour et de prolongation d'interdiction de retour prévues aux articles
- 523 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يتم اتخاذها لضمان حسن تنفيذ عمليات إخراج األجانب من إقليم الدولة،
وبالنسبة للق اررات التي ّ
أيضا بشأنها المشرع الفرنسي على ضرورة االلتزام
نص ًوالتي تكون ملحقة بق اررات الترحيل األساسيةّ ،
بشكلية التسبيب ،سواء كان ذلك بالنسبة لقرار تحديد اإلقامة ،2أو قرار االعتقال اإلداري.3
-2موقف المشرع الجزائري من المسألة :باستثناء المرسوم رقم 131-88المتعّلق بعالقات اإلدارة
ظم مسألة تسبيب الق اررات اإلدارية ،4حيث كرس المشرع
نص تشريعي خاص ين ّ بالمواطن ال يوجد ّ
الجزائري قاعدة عدم إلزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها ،وذلك بعدم وضع ّ
نص قانوني يفرض مبدأ التسبيب
بتكريس بعض االستثناءات ،أين فرض عليها
الوجوبي على اإلدارة ،لكنه خرج على هذه القاعدة وذلك ّ
وجوب التسبيب بموجب نصوص قانونية خاصة ،إذ توجد في المنظومة القانونية الجزائرية نصوص تلزم
كرس بالنسبة للق اررات المتعّلقة برفض االعتماد ،الق اررات المتعّلقة
اإلدارة بتسبيب ق ارراتها ،كما هو م ّ
متعددة
بالعقوبات التأديبية ،الق اررات المتعّلقة بمجال التعمير .رغم أنه للوهلة األولى تبدو هذه النصوص ّ
الكم الهائل من الق اررات اإلدارية التي ال تلتزم اإلدارة
تظل محدودة وغير كافية مقارنة مع ّ
ّإال أنها مع ذلك ّ
بأي نوع من التسبيب.5
اتجاهها ّ
اضحا منهج المشرع الجزائري في حصر مبدأ التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية في يظهر و ً
أن يكون قرار رفض محددة من خالل القانون العضوي المتعّلق بنظام االنتخابات ،حيث اشترط ب ّ
مجاالت ّ
تنص عليه المادة 206الفقرة األولى من األمر
مسببا بشكل صريح ،وهذا ما ّ
ً الترشيح أو قائمة مرشحين
يتعين أن يكون رفض أي ترشيح أو قائمة مترشحين معلال تعليالرقم ،01-21التي جاء فيهاّ " :
L. 612-6, L. 612-7, L. 612-8 et L. 612-11 sont distinctes de la décision portant obligation de quitter le
territoire français. Elles sont motivées ».
1
- Art L.632-2 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « …Devant
la commission, l'étranger peut faire valoir toutes les raisons qui militent contre son expulsion. Un procès-
verbal enregistrant les explications de l'étranger est transmis, avec l'avis motivé de la commission, à
l'autorité administrative compétente pour statuer. L'avis de la commission est également communiqué à
l'intéressé. … ».
2
- Art L.732-1 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « Les
décisions d'assignation à résidence, y compris de renouvellement, sont motivées ».
3
- Art L.741-6 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « La
décision de placement en rétention est prise par l'autorité administrative, après l'interpellation de
l'étranger ou, le cas échéant, lors de sa retenue aux fins de vérification de son droit de circulation ou de
séjour, à l'expiration de sa garde à vue, ou à l'issue de sa période d'incarcération en cas de détention. Elle
est écrite et motivée ».
-4خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .148
-5صفيان بوفراش ،مرجع سابق ،ص .75
- 524 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
قانونيا صريحا ،حسب الحالة ،بقرار من منسق المندوبية الوالئية للسلطة المستقلة أو منسق السلطة
لدى الممثلية الدبلوماسية أو القنصلية بالخارج".1
ظم عملية تسبيب اإلدارة
لكن المالحظة األساسية في هذا المجال ،أنه رغم وجود إطار قانوني ين ّ
لق ارراتها ،واالقتصار على بعض النصوص المتف ّرقة كما هو مذكور أعالهّ ،إال أن المشرع الجزائري اتّجه
تكريس اتجاه جديد بموجب القانون رقم 01-06المتعّلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،إذ ّ
تنص إلى ّ
المادة 11منه على " :إلضفاء الشفافية على كيفية تسيير الشؤون العمومية ،يتعين على المؤسسات
واإلدارات والهيئات العمومية أن تلتزم أساسا...:
-بتسبيب ق ارراتها عندما تصدر في غير صالح المواطن ،وبتبين طرق الطعن المعمول بها".2
للمادتين 87مكرر 13و 87مكرر 14من قانون العقوبات ،والذي يهدف إلى تحديد كيفيات التسجيل
تنص
في القائمة الوطنية لألشخاص والكيانات اإلرهابية والشطب منها واآلثار المترتّبة على ذلك ،حيث ّ
المادة 15من هذا المرسوم التنفيذي على " :يجب أن تكون ق اررات التسجيل في القائمة والشطب منها
مسببة.1"...
ومن بين آليات تنفيذ ق اررات التسجيل في القائمة الوطنية لألشخاص والكيانات اإلرهابية ،نجد
تنص عليه المادة 22من المرسوم التنفيذي رقم 384-21المذكور
قرار المنع من السفر ،وذلك حسب ما ّ
نصت على قرار المنع المادة 37فقرة 01من هذا المرسوم التنفيذي والتي جاء فيها " :بمجرد
أعاله ،وقد ّ
نش ر قرار التسجيل في القائمة في الجريدة الرسمية ،تطلب اللجنة من وكيل الجمهورية المختص منع
الشخص المسجل في القائمة من السفر".2
أن يكون قرار التسجيل
ظم الجزائري اشترط ب ّ
أن المن ّ
يتبين من النصوص القانونية المذكورة أعاله ،ب ّ
ّ
ضمن القائمة الوطنية لألشخاص والكيانات اإلرهابية الصادر عن لجنة تصنيف األشخاص والكيانات
وبناء على صدور هذا القرار اإلداري في الشكل المسبب يمكن القول ب ّ
أن قرار المنع من ً مسببا،
ً اإلرهابية
السفر الذي هو مجرد آلية لتطبيق قرار التسجيل ضمن القائمة قد توافرت فيه شكلية التسبيب.
الشأن وصل
ّ يرتبط مبدأ تسبيب الق اررات اإلدارية بشكل واضح بمبدأ ديمقراطية اإلدارة ،في هذا
أن " :التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية سوف يساهم في تعديل العالقة
أحد الباحثين إلى نتيجة مفادها ب ّ
األ زلية التي تربط المواطن العربي باإلدارة .تلك العالقة التي يشوبها اإلحساس بالتبعية وعدم الثقة من
ظل مفهوم
ار يمكن أن يبدأ في ّ
جانب ،والرغبة في السيطرة والتحكم من جانب آخر ،إنه يعني أن حو ًا
إنساني جديد" ،3رغم أنه وكما يقول باحث آخر سيبقى مبدأ عدم التسبيب الوجوبي تعبير عن البيروقراطية
-1المادة 15من المرسوم التنفيذي رقم ،384-21مؤرخ في 7أكتوبر ،2021يحدد كيفيات التسجيل في القائمة الوطنية لألشخاص
والكيانات اإلرهابية والشطب منها واآلثار المترتبة على ذلك ،ج ر العدد ،78صادرة في 13أكتوبر .2021
-2المادة 37فقرة 01من المرسوم التنفيذي رقم ،384-21مرجع سابق.
-3أنيس فوزي عبد المجيد ،مرجع سابق ،ص .351
Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », op.cit, n° 72, p 13.
-4أشرف عبد الفتاح أبو المجد ،مرجع سابق ،ص 272وما بعدها.
- 526 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الفرع الثاني :األثر المترّتب على تخلف ركن الشكل في القرار اإلداري
يتّفق القضاء اإلداري على اعتبار عيب الشكل كما في حالة عدم التزام اإلدارة باحترام القواعد
المتعّلقة بتسبيب الق اررات اإلدارية ال يتعّلق بالنظام العام ،وبالتالي ال يمكن للقاضي اإلداري إثارته من
تلقاء نفسه ،وهو ما يظهر من خالل قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ،Jelmoniإذ اكتفى القاضي
اإلداري بتقرير جزاء البطالن وألغى القرار اإلداري لعيب الشكل.1
الشكل في الحالة التي يرتب المشرع نفسه جزاء البطالن
ال يثور الخالف حول جزاء مخالفة قواعد ّ
نتيجة لتلك المخالفةّ ،إال أن صمت المشرع على تحديد جزاء مخالفة قواعد الشكل دفع الفقه والقضاء إلى
لسد الفراغ
الشكليات غير الجوهرية أو الثانوية ،وذلك ّ
بالشكليات الجوهرية و ّ
تكريس التفرقة بين ما يعرف ّ
ّ
القانوني الذي يرتب جزاء البطالن عند مخالفة قواعد الشكل.2
نص القانون على جزاء مخالفة الشكل ،فال تثير هذه الحالة أية صعوبة ،إذ ّ
يتعين على فإذا ّ
القاضي اإلداري أن يقضي بإلغاء القرار الصادر على غير مقتضى القواعد الشكلية التي ّ
نص عليها
وقضاء أنه وإن كانت
ً فقها
النص عن تقرير جزاء اإللغاء ،فالمتّفق عليه ًالقانون ،أما في حالة سكوت ّ
يصح القول
ّ الشكلية واإلجرائية التي أوجبها القانون ،فال
النصوص فرضت على اإلدارة أن تلتزم القواعد ّ
حتما إلغاء القرار اإلداري.3
كل مخالفة تستتبع ً
بأن ّ
ّ
وعليه ،فقد كان من الضروري المواءمة بين مصلحة األفراد في إلزام اإلدارة بشكل ّ
معين لبعض
تمس بحرياتهم ،ومصلحة اإلدارة في التحّلل من
تسرعها في إصدار ق اررات قد ّ
ق ارراتها ضما ًنا لعدم ّ
قرر
قررها المشرع لصالح األفراد حينما ّ
الشكليات طالما أن ذلك ال ينتقص من الضمانات التي ّ
تعقيدات ّ
4
ميز الفقه والقضاء اإلداريين بين شكليات ال يؤثر تخّلفها على
إلزام اإلدارة بشكليات معينة .لهذا فقد ّ
صحة القرار اإلداري في حين أن تخّلف شكليات أخرى من شأنه إبطال القرار.5
الية النشاط
فع ّنوعا من المرونة الالزمة لضمان ّ
الشأن يظهر ًومنهج القاضي اإلداري في هذا ّ
اإلداري وحماية الحقوق والحريات العامة ،فهو ال يضفي على شكلية معينة األهمية التي تحتلها في فروع
1
- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe », op.cit, n° 85, pp 28-
29 ; C.E 18 décembre 1991, Min. Coopération et Développement c/ Jelmoni, Rec. CE, p. 453.
-2صفاء محمود السويلميين ،عبد الرؤوف أحمد الكساسبة ،أحمد عارف الضالعين ،مرجع سابق ،ص .1017
-3فؤاد العطار ،القضاء اإلداري دراسة مقارنة ألصول رقابة القضاء على أعمال اإلدارة وعمالها ومدى تطبيقاتها في القانون
الوضعي ،دار النهضة العربية ،القاهرة( ،د.س.ن) ،ص .656
-4عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .88
5
- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », op.cit, n° 108, p 21.
- 527 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الشكليات التي قد تؤدي إلى إلغاء الق اررات اإلدارية .لكن القاضي اإلداري القانون األخرى كما ي ّ
حد من ّ
قانونا ،والتي
الشكلية المنصوص عليها ً
بالمقابل يظهر أكثر تطّل ًبا من خالل إضافة قواعد اجتهادية للقواعد ّ
تحكم عمل اإلدارة حتى في حالة عدم وجود أحكام قانونية خاصة.1
1
- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe », op.cit, n° 95, p 31.
-2محكمة العدل العليا األردنية ،قرار رقم ،82-152مجلة نقابة المحامين ،1982 ،ص .936
-3صفاء محمود السويلميين ،عبد الرؤوف أحمد الكساسبة ،أحمد عارف الضالعين ،مرجع سابق ،ص .1017
-4لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المسؤولية اإلدارية ،وسائل المشروعية ،مرجع سابق ،ص .129
-5رشيد خلوفي ،المنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .145
- 528 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الشكل
الشكل لصالحها ( ،)1معيار إغفال أو إسقاط ّ
تقرر ّ
القضاء ودعمها الفقه هي معيار الجهة التي ّ
الشكل (.)3
أخير معيار مدى جسامة عيب ّ
المطلوب ( ،)2و ًا
المقررة
ّ فرق الفقه بين ّ
الشكليات استنادا لهذا المعيار ي ّ
ً الشكل لصالحها:
تقرر ّ
-1معيار الجهة التي َّ
المقررة
الشكليات ّ
لصالح األفراد فيرتب اإللغاء على مخالفة هذه الشكليات ،باعتبار أنها شكليات جوهرية ،و ّ
لصالح اإلدارة فيعتبرها شكليات ثانوية ال تؤثر مخالفتها على مشروعية القرار اإلداري ،وهذا مسلك فيه
المقررة
ّ الشكليات
تأسيسا على أن ّ
ً تغليب لمصلحة األفراد الطرف الضعيف في المنازعة اإلدارية،1
التمسك بإتباعها ،بحيث يكون لها حرية تقدير مالءمة إتباعها أو عدم
ّ لمصلحة اإلدارة ال يجوز لسواها
يحق لألفراد التمسك بطلب إلغاء القرار اإلداري.2
أن ّإتباعها في إصدار قرارها اإلداري ،دون ّ
حددها المشرع وفي الشكل المرسوم لهذا " يتوجب أن يصدر القرار اإلداري ً
وفقا لإلجراءات التي ّ
له ،ذلك أن قواعد الشكل واإلجراءات قد وضعت لحماية المصلحة العامة ومصلحة األفراد على السواء،
النص على ذلك صراحة ألن عدم
ّ ومخالفتها تستدعي بطالن اإلجراءات المتخذة دون حاجة إلى
المقررة لألفراد.3"...
مراعاتها فيه إخالل بالضمانات ّ
أن هذا المعيار فيه حماية لمصلحة األفراد على حساب مصلحة اإلدارة ّإال أنه لم يسلم من
رغم ّ
أن هذا
حد سواء ،كما ّ
النقد ،ذلك أن مصطلح " المصلحة العامة" يسقط على اإلدارة كما األفراد على ّ
المسلك ال يتوافق مع طبيعة دعوى اإللغاء كونها دعوى عينية موجهة ضد القرار اإلداري ذاته دون اعتبار
لمصالح أطراف المنازعة اإلدارية.4
الشكليات
يتدخل المشرع في تحديده ،بين ّ
صدد بين عنصر الشكل الذي ّ
فال يمكن التفرقة في ال ّ
المقررة لمصلحة األفراد .وما قد يعتبره
المقررة لمصلحة اإلدارة وتلك ّ
الشكليات ّ المقررة للمصلحة العامة و ّ
ّ
القاضي اإلداري بأنه لمصلحة اإلدارة أو األفراد ،هو في تقدير المشرع م ّ
قرر للمصلحة العامة ،و ّإال لكان
تقرر
ونص على عدم جواز التمسك بإلغاء القرار المخالف ّإال لمن ّ
المشرع قد أشار إلى ذلك صراحةّ ،
مقرر للمصلحة العامة.5
الشكل ّ
أن ّينص المشرع على ذلك ،فاألصل ب ّ
الشكل لمصلحته ،أما إذا لم ّ
ّ
1
- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, Traité de droit administratif, T 1, op.cit, p 494.
-2سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .477
-3محكمة العدل العليا األردنية ،قرار رقم ،82-134مجلة نقابة المحامين ،1982 ،ص .135
-4كريم يوسف كشاكش " ،عيب الشكل في قضاء محكمة العدل العليا األردنية" ،مجلة المنارة للبحوث والدراسات ،جامعة آل البيت،
األردن ،المجلد ،12العدد ،2006 ،03ص 497؛ محمود عاطف البنا ،مرجع سابق ،ص .698
-5سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .479
- 529 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بأن القاضي اإلداري يعتبر األشكال "جوهرية" ،هي تلك التي أوجدها المشرع في
من جهتنا نرى ّ
محددة تتطلب مراعاتها من جانب اإلدارة ،ألنها تنطوي على مبادئ تعتبر من قبيل المبادئ العامة
حاالت ّ
للقانون ال يجوز مخالفتها.
للشكل
الشكل المطلوب :يقوم هذا المعيار على اعتبار اإلغفال أو اإلسقاط ّ
-2معيار إغفال أو إسقاط ّ
الشكليات
فإن كان اإلغفال جز ًئيا بأن راعت اإلدارة بعض ّ
المطلوب مخالفة يستوجب إلغاء القرار اإلداريّ ،
فإن ذلك
الشكل المطوب لكن بشكل غير صحيح ّ دون البعض اآلخر ،أو أنها قامت بإصدار القرار حسب ّ
شأن هذا التطبيق غير
ال يؤدي إلى إلغاء القرار ،إذ تعتبر المخالفة في هذه الحالة ثانوية ،ما لم يكن من ّ
السليم أو الجزئي التأثير على الغاية التي قصدها المشرع من تقرير هذا الشكل.1
ّ
الشكلية التي
فإن كانت ّ
المقررةّ ،
ّ الشكلية
يتمثل معيار التفرقة في هذه الحالة في مدى إلزامية ّ
الشكلية جوهرية ،وأما إذا كانت
نص عليها المشرع بشكل ملزم اعتبرت هذه ّ أغفلتها اإلدارة بصورة كاملة ّ
ثانويا ،وهذا التمييز يتوّقف على إرادة المشرع .2فالقاضي اإلداري يمكن
الشكل يعتبر ً
الشكلية اختيارية فإن ّ
ّ
أن يتغاضى عن المخالفة ما لم يثبت أنها لم تؤثر في موضوع القرار أو تنتقص من حقوق وضمانات
ّ
األفراد.3
الشأن قضت محكمة العدل العليا األردنية " :إنه وإن أوجب قانون االستمالك على أن
ّ في هذا
إجراء الكشف من قبل مأمور التسجيل يتم بإيعاز من مجلس الوزراء إلى مأمور التسجيل بإجراء
الكشف ال يجعل الكشف باطال إذ أن مثل هذه المخالفة شكلية ثانوية وليست جوهرية".4
الشكلية جوهرية دون النظر إلى طبيعة
تعرض هذا المعيار للنقد باعتبار أن مجرد اإلغفال يجعل ّ
الشكلية
الشكلية بصورة منقوصة أو غير صحيحة ال يجعل ّ
الشكلية ذاتها والغاية منها ،كما أن استيفاء ّ
ّ
ثانوية.5
الشكل أو
تقرر ّ الشكل :ظهر اتجاه فقهي جديد ،يرى ب ّ
أن العبرة ليست بمن ّ -3معيار جسامة عيب ّ
الشكل .يقوم هذا المعيار
الشكل من عدمه ،وإنما العبرة بمدى جسامة عيب ّ
اإلجراء لمصلحته ،وال بإغفال ّ
-1أحمد عودة الغويدي ،القضاء اإلداري األردني ،ط األولى ،كلية الحقوق ،جامعة مؤتة ،األردن ،1997 ،ص 198؛ عبد القادر
عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .151
-2محكمة العدل العليا ،قرار رقم ،79-125مجلة نقابة المحامين ،1979ص .1060
-3سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .484
-4عبد الكريم بودريوه " ،القضاء اإلداري في الجزائر :الواقع واآلفاق" ،مرجع سابق ،ص .20
- 531 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الشكل الثانوي الذي ال يؤثر تخّلفه على صحة القرار اإلداري هو
ثانيا -حالة تخلف األشكال الثانويةّ :
الموضوع أو لم تنتّقص من ضمانات األفراد ،فإذا تطلب القانون مثال أن يحاط الموظف ً
علما بأسماء
رد بعض األعضاء ،غير أن اإلدارة قامت
أعضاء مجلس التأديب قبل المحاكمة لممارسة حّقه في ّ
سليما ،ألن
ً بإعالمه بأسماء األعضاء المنتخبين فقط دون األعضاء بحكم القانونّ ،
فإن القرار يعتبر
الموظف ال يستطيع أن يرد وفًقا للقانون سوى األعضاء المنتخبين.3
الشكليات
مجبرة على إتباع سلسلة طويلة من ّ
فليس من المصلحة العامة أن تجد اإلدارة نفسها ّ
واإلجراءات كلما أرادت إصدار قرار إداري ّ
معين ،وال أن يترتّب جزاء اإللغاء على مخالفة شكل أو إجراء
ثانويا ،وهنا يبرز دور القاضي اإلداري في إيجاد الموازنة بين الحفاظ على المصلحة
ً معين مهما كان
ّ
العامة من جهة ،وحقوق وحريات األفراد من جهة أخرى ،وذلك عن طريق احترام قواعد ّ
الشكل
استقر القضاء اإلداري على أن مخالفة
ّ وتفاديا لهذه التعقيدات
ً واإلجراءات ،وعدم عرقلة النشاط اإلداري،
دوما إلى إلغاء القرار اإلداري خشية عرقلة نشاط المرافق العامة.4
الشكل ال تؤدي ً
ّ
وهو ما أوضحته المحكمة اإلدارية العليا المصرية ،وذلك بقولها " :القرار اإلداري ال يبطل لعيب
شكلي إال إذا نص القانون على البطالن لدى إغفال اإلجراء أو كان اإلجراء جوهريا في ذاته يترتب على
-1عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .89
-2أحمد محمود أحمد محجوب ،عيب الشكل واإلجراءات في القرار اإلداري دراسة مقارنة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون،
قسم القانون ،كلية الدراسات العليا ،جامعة النيلين ،2018 ،ص .50
-3رزيق برهان ،عيب الشكل في القرار اإلداري ،ط األولى ،الناشر المؤلف ،دمشق ،2017 ،ص.115
-4هنية أحميد " ،عيوب القرار اإلداري (حاالت تجاوز السلطة)" ،مجلة المنتدى القانوني ،العدد ،2008 ،05ص .51
- 532 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
إغفاله تفويت المصلحة التي عنى القانون بتأمينها ،ألن قواعد الشكل في القرار اإلداري هي إجراءات
هدفها حماية المصلحة العامة ومصلحة األفراد على السواء .ويجب التفرقة بين الشكليات الجوهرية
التي تنال من تلك المصلحة ،والشكليات الثانوية...وعلى فرض أن الجهة اإلدارية أغفلت هذا اإلجراء
فإن القرار الطعين تدارك هذا اإلغفال بما انطوى عليه من بيانات تغني عن ترديدها في مذكرة أو بيان
آخر منفصل ومن ثم فال يستقيم النعي عليه بالبطالن بذريعة هذا السبب".1
كذلك ال يلغي القاضي اإلداري القرار اإلداري المعيب من ناحية شكله إذا ثبت ب ّ
أن الظروف
جعلت من المستحيل من الناحية المادية مراعاة الشكل الذي يتطّلبه القانون ،ومثال ذلك أن يفصل موظف
مستحيال لعدم تركه عنو ًانا إلقامته.2
ً أن هذا اإلعذار كان دون إعذاره حتى يقوم بالدفاع عن نفسه ،وي ّ
تبين ب ّ
إن مقتضى هذا التمييز الذي أقامه القاضي اإلداري ،أن يغدو لإلدارة سلطة تقديرية في إتباع أو
ّ
الشكليات الثانوية ،بل وقد ترى جهة اإلدارة أن
يقرر القضاء اإلداري بأنها من ّ
الشكليات التي ّ
عدم إتباع ّ
لها حرية التقدير في تحديد الشكل أو اإلجراء الثانوي ،ومن ثم مدى مالءمة إتباعه وعدم إتباعه آخذة في
الشكل ،سيؤيدها القاضي اإلداري في
االعتبار أنه في حالة المنازعة في مشروعية قرارها المخالف لهذا ّ
ذلك.3
-1المحكمة اإلدارية العليا ،قرار رقم ،571مؤرخ في 12مايو ،1979مجموعة األحكام ،السنة ،24ص .111
-2رزيق برهان ،مرجع سابق ،ص .25
-3سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .473-472
- 533 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
إجراءات دعوى اإللغاء ،فإذا امتنعت اإلدارة عن اإلفصاح عن سبب القرار اإلداري ّ
فإن هذا يؤدي إلى
إلغاء القرار النعدام السبب.2
من أشهر التطبيقات القضائية لمجلس الدولة الفرنسي ق ارره في قضية ،Belkacem Abinaوالذي
انتهى فيه إلى إلغاء حكم المحكمة اإلدارية لباريس التي أيدت فيه قرار اإلبعاد الذي أصدره وزير الداخلية
الفرنسي في مواجهة السيد بلقاسم ،واستند قرار اإللغاء إلى عدم التزام اإلدارة بتسبيب قرار اإلبعاد ،على
نحو ما جاء به قانون 11جويلية ،1979المتعّلق بتسبيب الق اررات اإلدارية وتحسين العالقة بين اإلدارة
والجمهور ،والذي كرس مبدأ التسبيب الوجوبي للق اررات المتعّلقة بالحريات العامة ،وإعفاء اإلدارة من
تسبيب بعض الق اررات في حالة االستعجال القصوى.3
في هذه القضية طرح مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة السيد Olivier SCHREMECKسؤ ًاال
نصت عليها المادة 26من مفاده :هل تدخل إجراءات إبعاد األجانب ضمن االستعجال المطلق الذي ّ
األمر رقم ،2658-45المؤرخ في 2نوفمبر ،1945المتعّلق بشروط دخول وإقامة األجانب بفرنسا ،وهو
-1سليمان الطماوي ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،دراسة مقارنة ،مرجع سابق ،ص .249
-2عبد هللا الرقاد ،مشعل الرقاد ،مرجع سابق ،ص .716
3
- C.E, 13 janvier 1988, req n° 65856, A.J.D.A, 1988, p 225.
- 534 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ما يعني صدورها خالية من التسبيب بالرغم من خضوعها لمبدأ التسبيب الوجوبي تنفي ًذا ألحكام المادة 4
من القانون رقم 587-79؟
السيد بلقاسم هو جزائري الجنسية دخل فرنسا سنة ،1963وأقام بها بطريقة غير شرعية ،ثم
تزوج بمواطنة فرنسية أنجب منها أربعة أطفال يحملون الجنسية الفرنسية ،وفي سنة ،1984صدر في
حقه قرار باإلبعاد من اإلقليم الفرنسي بحجة المشاركة في دعم حركات إرهابية ،مما يشكل حالة استعجال
مطلق حسب ما ادعته السلطة اإلدارية التي اتخذت القرار.
تم اتخاذه في ظروف استعجال مطلق حسب فاألمر هنا يتعّلق بتحديد ما إذا كان قرار اإلبعاد قد ّ
التقيد بمبدأ تسبيب قرار
نص المادة 26من المرسوم رقم ،2658-45وبالتالي فاإلدارة غير مجبرة على ّ ّ
اإلبعاد ،واالستثناء الوارد بالمادة الرابعة من القانون رقم 587-79الذي يؤدي إلى إعفاء اإلدارة من
شكلية التسبيب الوجوبي لهذا القرار .وقد انتهى مفوض الحكومة إلى القول بعدم اشتراط التسبيب الوجوبي
في حاالت االستعجال القصوى حتى في مجال إبعاد األجانب ،وأنه بالرجوع لقضية السيد Belkacem
تحتل مرتبة وسطى بين حالة االستعجال القصوى واالستعجال العادية ،فال ّ
مبرر إذن لغياب تسبيب ّ فهي
قرار اإلبعاد الصادر من طرف وزير الداخلية .وعليه فاإلدارة لم يستحل عليها تسبيب قرار اإلبعاد وقت
إصداره.
أن عيب عدم التسبيب ال يترتّب عنه إلغاء القرار اإلداري في حاالت
لهذا يمكن القول ب ّ
الوضعية تقود القاضي اإلداري إلى التغاضي عن عدم تسبيب اإلدارة
ّ االستعجال القصوى .إن هذه
لق ار ارتها ّإال في حاالت استثنائية ،ألنه من النادر في حالة القرار اإلداري المكتوب أن ال يكون للسلطة
طبقه القاضي اإلداري في قضية إبعاد السيد 1
اإلدارية الوقت الكافي لتوضيح أسباب قرارها ،وهو ما ّ
.2Abdul
المقيدة لحرية التنقل مبدأ ثابتًا في قضاء مجلس الدولة
ّ يعتبر مبدأ تسبيب الق اررات اإلدارية
الفرنسي ،إذ يراقب هذا األخير مدى التزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها الفردية المتعّلقة بإبعاد أجنبي كما في
قضية ،3Rezzoukأو رفض تجديد بطاقة اإلقامة ألجنبي كما في قضية .4Malley
1
- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », op.cit, n° 102, p 20.
2
- C.E, 6 mai 1988, Abdul, Rec. CE, p 182.
3
- C.E, sect, 11 juin 1982, Rezzouk, A.J.D.A 1982, p 599.
4
- C.E, 30 juin 1982, Malley, Rec. CE, p 504 ; T.A Nantes, 31 décembre 2013, n° 12247, cité par Denis
SEGUIN, op.cit, p 21.
- 535 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وحتى أنه في بعض الحاالت قد تحترم اإلدارة إجراء استشارة لجنة اإلبعاد وتطلب هذا الرأي قبل
إصدار قرار إبعاد األجنبي ،لكن القاضي اإلداري كشف عن عيب يتعّلق بعدم تسبيب رأي اللجنة ذاته مما
طبقه مجلس الدولة في قضية ،1Benchabanneكما اعتبر أن عدم
نتج عنه إلغاء قرار اإلبعاد ،وهو ما ّ
كفاية التسبيب للرأي االستشاري للجنة الطبية للوكالة الجهوية للصحة بالنسبة لقرار رفض إصدار بطاقة
المتضمن إصدار بطاقة اإلقامة ألجنبي.2
ّ مبرر إللغاء قرار المحافظ
اإلقامة يشكل ًا
القضاء اإلداري الجزائر قاعدة عدم إلزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها كقاعدة عامة ،وذلك ّ
بالنظر لعدم وجود
أكده القضاء اإلداري الجزائري في ق اررات عديدة ،كما في القرار
نص قانوني عام يلزمها بذلك ،وهذا ما ّ
ّ
الصادر عن الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى المؤرخ في 29ديسمبر ،1984والذي أرسى بموجه مبدأ
مفاده " :متى كان من المقرر قانونا أنه ال يجوز لإلدارة رفض تسليم جواز السفر أو رفض تمديد أجله
للمواطنين الجزائريين إذا ما رأت أن تنقلهم إلى الخارج من شأنه أن يمس بالنظام العام وهذا دون أن
تكون ملزمة بتوضيح أسباب رفضها ودون أن يكون تقديرها هذا قابال للمناقشة أمام قاضي تجاوز
السلطة غير أنه إذا سببت اإلدارة رفضها بتطبيق أحكام المادة 11من األمر رقم 01/77الصادر في
،1977/01/23فإن عليها أن تلتزم بالتطبيق القانوني الصحيح لنص هذه المادة وإال تعرض قرارها
لإلبطال".4
أن القاضي اإلداري الجزائري التزم بتطبيق قاعدة عدم إل ازم اإلدارة بتعليل
يتّضح من هذا القرار ب ّ
ق ارراتها ،فالمادة 11من األمر رقم 01-77المتعّلق بوثائق السفر للمواطنين الجزائريين ،ال تلزم اإلدارة
المختصة بتسبيب قرار رفض منح جواز السفر أو تجديده ،فهي هنا غير ملزمة بتوضيح األسباب التي
ّ
اعتمدت عليها في اتخاذ قرارها.
لكن إذا قامت اإلدارة بذكر األسباب التي اعتمدت عليها بالنسبة لقرار رفض إصدار جواز السفر
أكد عليه قرار المجلس األعلى المذكور أعاله،
فإن هذا التسبيب يخضع لرقابة القاضي اإلداري ،وهذا ما ّ
ّ
1
- C.E, 27 avril 1998, Benchabanne, req n° 165419, Rec. CE, p 691.
2
- C.E, 12 mars 2014, n° 350646, cité par Denis SEGUIN, op.cit, p 23.
3
- C.E, 18 octobre 1995, n° 117754, Droit administratif, 1995, p 764.
-4المجلس األعلى ،الغرفة اإلدارية ،قرار مؤرخ في 29ديسمبر ،1989مذكور سابًقا.
- 536 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
والذي جاء فيه " :حيث أن النص التشريعي اآلنف الذكر ،ال يلزم اإلدارة حقا ،بتوضيح األسباب التي
اعتمدت عليها في اتخاذ قرارها .وأنه يجوز لإلدارة من حيث المبدأ رفض أو تمديد أجل جواز سفر ألحد
الرعايا الجزائريين...ولكن حيث أن المسألة ليست كذلك فيما يتعلق بهذه القضية ،ذلك أن رئيس دائرة
بوفاريك قد اختار تداول القضية على الصعيد القانوني عندما صرح وعلل رفضه بتطبيق المادة 11من
األمر رقم .01-77وحيث أن تطبيق هذا القانون يلزم السلطة اإلدارية باالستجابة لطلب السيد."...
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 3945لسنة 37قضائية عليا ،جلسة 29جانفي 1994؛ المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم
798لسنة 36قضائية عليا ،جلسة 17جانفي .1995ذكرها عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات
إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .87
-2سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .470
-3خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .149-148
-4مجلس الدولة ،الغرفة الثانية ،قرار رقم ،014359مؤرخ في 15فيفري ( .2005غير منشور)؛ مجلس الدولة ،الغرفة الثالثة ،قرار
رقم ،194988مؤرخ في 24أفريل ( .2000غير منشور) .ذكرها فضيل كوسة ،مرجع سابق ،ص ص .150-149
- 537 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المقيدة
ّ المطلب الثالث :رقابة القاضي اإلداري على عيب مخالفة اإلجراءات في الق اررات اإلدارية
لحرية التنقل
المقصود بعنصر اإلجراءات مجموعة القواعد التي تتبعها اإلدارة في إصدار الق اررات اإلدارية،
قانونا يصيب القرار بعيب
ً المقررة
ّ فإن صدور القرار اإلداري دون التزام اإلدارة بإتباع اإلجراءات
وعليه ّ
قابال لإللغاء لعدم المشروعية .1واألصل أن اإلدارة عند قيامها بإصدار الق اررات
اإلجراءات ،ويجعله ً
قرر القانون أو التنظيم خالف ذلك ،ففي هذه الحالة تلزم جهة
معينة ما لم ي ّ
اإلدارية ال تلتزم بإجراءات ّ
المحددة ،ألن سلطتها في هذه الحالة تكون ّ
مقيدة ،فال تملك ّ اإلدارة باتخاذ القرار اإلداري حسب اإلجراءات
حددتها النصوص القانونية.2
صالحية الخروج عن اإلجراءات التي ّ
ينص القانون أو التنظيم
فمن أجل حماية حقوق وحريات األفراد وضمان المصلحة العامة ،قد ّ
معينة ،يؤدي عدم احترامها وخرقها إلى إصابة القرار اإلداري بعيب اإلجراءات ،ويسمح
على إجراءات ّ
للقاضي اإلداري باالستناد عليها كوجه إللغاء القرار.3
لإلشارة فقد وقع خلط لدى الفقه ما بين عيب الشكل وعيب اإلجراءات ،فتحت تأثير آراء الفقيه
الكبير LAFFERRIÈREالذي أدمج عيب اإلجراءات في إصدار القرار اإلداري ضمن ركن ّ
الشكل،4
كما يرى ً
حاليا بعض الفقه بأنه يجب الجمع بينهما كما هو الشأن بالنسبة للفقيهين DEBBASCH
شأنه أن يكون ً
سببا في زيادة العبء على القاضي اإلداري.7
1
- Fabrice MELLERAY, op.cit, n°22, p 10.
-2عمار بوضياف ،الوسيط في قضاء اإللغاء ،مرجع سابق ،ص .308
-3محمد الصغير بعلي ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء ،مرجع سابق ،ص .270
4
- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », op.cit, n°2, p 2.
5
- Charles DEBBASCH, Jean-Claude RICCI, Contentieux administratif, Dalloz, Paris, 1999, p 677.
6
- René CHAPUS, Droit administratif général, tome 1, op.cit, p 912.
-7كريم يوسف كشاكش ،مرجع سابق ،ص ص .469-468
- 538 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
غالبا ما يتطّلب إصدار بعض الق اررات اإلدارية المرور على بعض الخطوات التمهيدية وفق ما
ً
استقر القضاء على تطبيقها ،بحيث ينتج عن عدم التزام
ّ ينص عليه القانون أو أحد مبادئه العامة التي
ّ
اإلدارة بتلك اإلجراءات في إصدار القرار بطالن هذا األخير ،سواء تغاضت اإلدارة عن كل اإلجراءات
المطلوبة أو عن جزء منها فقط.1
يظهر عيب اإلجراءات في القرار اإلداري عند مخالفة اإلدارة لمجموعة من القواعد اإلجراءات
ص عليها القانون ،لهذا ينبغي تحديد مفهوم عيب مخالفة اإلجراءات (الفرع األول)،
غير القضائية التي ين ّ
ويتجسد هذا العيب من خالل حاالت سابقة على صدور القرار اإلداري (الفرع الثاني) ،وهو ما يقود إلى ّ
بحث رقابة القاضي اإلداري لعيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية ّ
المقيدة لحرية التنقل (الفرع الثالث).
-1عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .75
-2مرجع نفسه ،ص .75
-3عمار عوابدي ،نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري ،دار هومه ،الجزائر ،2005 ،ص .76
- 539 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المتنوعة
ّ تتبع جملة من اإلجراءات
بالرغم من قاعدة حرية اإلدارة في التعبير عن إرادتها ،فإنها ّ
السير العادي للعمل
خالل عملية إصدار الق اررات اإلدارية ،منها ما هو مجرد إجراءات روتينية يتطلبها ّ
اإلداري ،ومنها ما فرضه المشرع كضمان لألفراد ،كأخذ رأي استشاري للجنة معينة ،وكذلك ّ
كل الضمانات
الحق في االطالع على الملف أثناء مباشرة اإلجراءات التأديبية ،وغيرها من
المتعّلقة بإجراءات الدفاع و ّ
اإلجراءات األخرى ،والتي يترتّب على تخّلفها إلغاء القرار من طرف القاضي اإلداري إذا كان اإلجراء
فإن مخالفة اإلجراء ال تؤثر في صحة القرار في حالة اإلجراء الثانوي أو كان بإمكان اإلدارة
جوهرًيا ،و ّإال ّ
تقررت لصالح اإلدارة ذاتها.1
أن هناك إجراءات ّ تدارك هذا العيب الحًقا ،كما ّ
ثانيا -أهمية اإلجراءات في القرار اإلداري :تظهر أهمية اإلجراءات المتّبعة في إصدار الق اررات اإلدارية
كريس ضمانات أخرى
في حماية المصلحة العامة التي تهدف اإلدارة إلى تحقيقها ( ،)1إضافة إلى ت ّ
لحماية حقوق وحريات األفراد ً
أيضا (.)2
-1حماية المصلحة العامة :تبدو أهمية اإلجراءات في عملية إصدار القرار اإلداري في أن المشرع
حينما يفرضها فعادة ما يكون ذلك من أجل تحقيق المصلحة العامة ،فهي تحمي اإلدارة من مخاطر
التسرع ،وتدفعها إلى اتخاذ ق ارراتها بعد دراسة متأنية بما يحافظ على مبدأ مشروعية النشاط اإلداري.2
ّ
واإلجراءات ليست مجرد روتين أو عقبات إجرائية ال قيمة لها ،وإنما هي في حقيقتها ضمانات
روي فيالتسرع وتهديد حريات األفراد باتخاذ ق اررات غير مدروسة ،وحملها على التّ ّ
ّ لإلدارة ،تمنعها من
ذلك ووزن المالبسات والظروف المحيطة بموضوع القرار تحقيًقا للمصلحة العامة ،وهو األمر الذي يحّقق
بحق الفقيه األلماني الكبير IHERING
تعسف اإلدارة .وكما يقول ّ
أيضا لألفراد ضمانات ضد احتماالت ّ
ً
الشكليات واإلجراءات تعد األخت التوأم للحرية ،وهي العدو اللدود للتحكم واالستبداد" ،وذلك على
إن ّ" ّ
الرأي الشائع الذي يرى بعدم أهمية القواعد اإلجرائية والنظر إليها على أنها مجموعة من التّعقيدات
خالف ّ
دون فائدة.3
-1عقيلة بونة ،الشكل واإلجراءات في القرار اإلداري ،مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق ،فرع اإلدارة
والمالية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1السنة الجامعية ،2013-2012ص ص .29-28
-2محمد الصغير بعلي ،الق اررات اإلدارية ،دار العلوم ،عنابة ،2005 ،ص .73
-3سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .437
- 540 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
تتعد أسباب وحاالت إلغاء القرار اإلداري المشوب بعيب اإلجراءات ،ورغم أن المشرع لم ّ
يحدد
معين فهناك إجراءات تؤدي إلى إلغاء القرار اإلداري في حالة إغفالها.
نص ّهذه الحاالت ولم يحصرها في ّ
كما في حالة مخالفة اإلجراء االستشاري ،خرق إجراء التحقيقات المسبقة ،مخالفة اإلجراء المضاد ،مخالفة
المتعددة والمختلفة في مداها وقوتها.3
ّ مبدأ توازي اإلجراءات ،وغيرها من اإلجراءات
قررها المشرع لحماية حقوق وحريات األفراد، يشكل طلب الرأي االستشاري ّ
أهم ضمانة إجرائية ّ
حيث فرض على اإلدارة ضرورة المرور على هذه المرحلة في بعض الق اررات وذلك من أجل تحقيق
اعتبارات تتعّلق بالحياد والشفافية (أوال) ،كما يشكل مبدأ احترام حقوق الدفاع ضمانة هامة على مستوى
اإلجراءات السابقة على صدور القرار اإلداري (ثانيا).
فكثير ما يفرض المشرع على
ًا أوال -اإلجراء االستشاري :أصبحت االستشارة ظاهرة ّ
تميز العمل اإلداري،
التقيد بهذا اإلج ارء ،كما يمكن أن تلجأ اإلدارة نفسها إلى تطبيقه بصفة تلقائية ،وهو األمر الذي
اإلدارة ّ
-1سامي جمال الدين ،الدعاوى اإلدارية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،1999 ،ص .234
-2سليمان الطماوي ،القضاء اإلداري ،قضاء اإللغاء ،مرجع سابق ،ص .753
-3عقيلة بونة ،مرجع سابق ،ص ص .150-149
زمنيا ،منها اإلجراءات السابقة على صدور القرار،
متعددة ًبأن اإلجراءات المتّصلة بالقرار اإلداري ّ
يرى األستاذ سامي جمال الدين ّ
تمهيدا إلصداره ،وهناك إجراءات الحقة إلصدار القرار مثل إجراءات تنفيذه وخاصة في حالة التنفيذ الجبري المباشر ،كذلك
ً والتي تتم
نص القانون على ذلك ،كما ّ
أن هناك من يعتبر بعض اإلجراءات المعاصرة إلصدار القرار مثل تحديد إجراءات التظّلم اإلداري إذا ّ
الشكل بمعنى المظهر الخارجي للقرار ،كما أن آجال وطرق الطعنّ .إال أنه يمكن القول ّ
بأن بعض هذه االجراءات تتعّلق بعنصر ّ
حتميا ،وال تؤثر عدم مشروعيتها على صحة القرار ذاته ،لذلك فاإلجراءات السابقة
ً اإلجراءات الالحقة ال ترتبط بالقرار اإلداري ارتبا ً
طا
على اتخاذ القرار اإلداري تقتصر على اإلجراءات االستشارية وضمانات التأديب والدفاع .أنظر مؤلفه الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات
اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .439
- 541 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الرأي االستشاري ّ
فإن األمر يتطلب تحديد وبالنظر الختالف طبيعة ّ
يستوجب تعريف هذا اإلجراء (ّ ،)1
كرسه
أنواعه ( ،)2وقد اختلفت المعالجة التشريعية لهذا اإلجراء في تشريعات الدول المختلفة بين من ّ
تماما لدى البعض اآلخر (.)3نص عليه بشكل مقتضب في حين غاب ً صراحة وبين من ّ
-1تعريف اإلجراء االستشاريّ :
بالنظر إلى الطابع الفني المعّقد الذي أخد يسود الحياة اإلدارية في كافة
معينة
جوانبها في الدولة الحديثة ،فقد أصبح من المألوف أن يفرض المشرع على اإلدارة أخد رأي جهة ّ
تتحدد بحسب موضوع القرار ومضمونه ،فقد تكون هيئة إدارية
قبل إصدار بعض ق ار ارتها ،هذه الجهة ّ
-1سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .441-440
2
- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de procédure», Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, octobre 2004,
actualisation octobre 2014, n° 17, p 6.
3
- Bertrand SEILLER, « Acte administratif: Identification », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,
octobre 2015, actualisation avril 2019, n° 434, p 109.
4
- Jean WALINE, op.cit, p 431.
5
- C.E, 5 avril 1957, Cne de Abymes, A.J.D.A, 1957, p 290.
- 542 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بتوقيع بعض العقوبات اإلدارية أو بممارسة الضبط اإلداري أخذ رأي جهات أو لجان ّ
يحددها ،وذلك
مقومات فنية ال يمتلكها
نظر لما تتمتع به هذه اللجان من ّ
ضمانا لمصداقية وصحة القرار الصادر ،وهذا ًا ً
مصدر القرار اإلداري ،إضافة التصافها بالحياد الذي يفتقده من يملك سطلة التقرير.1
وال تملك اإلدارة سلطة تقديرية في اختيار استشارة اللجنة التي تستطلع رأيها قبل إصدار القرار
اإلداري ،إذا اكتفى المشرع بتقرير لزوم الرجوع إلى لجنة معينة قبل إصدار هذا القرار دون تحديد منه
لطبيعة هذا الرأي ،إذ تكون اإلدارة ملزمة باللجوء إلى استطالع رأي اللجنة ،األمر الذي يؤدي إلى إلغاء
عدي على اختصاص السلطات وسير مرفق العدالة ،بشرط عدم التّ ّإنشاء لجنة استشارية خاصة بتنظيم ّ
معينة ال تكون قانونية ّإال
التلقائية لجهة أو لجنة ّ
ّ والهيئات األخرى .لكن من جهة أخرى ّ
فإن االستشارة 1
األخيرة تكون شريكة لإلدارة في ممارسة سلطة اتخاذ القرار ،ألنه إذا كان ّ
الرأي االستشاري المطابق غير
5
أن اإلدارة في هذه الحالة ال
موافق لقرار اإلدارة فال تملك هذه األخيرة ّإال العدول عن إصدار ق ارراها ،رغم ّ
الرأي االستشاري المطابق بصفة كاملة و ّإال أصبح هذا جسد محتوى ّ تكون مجبرة على إصدار قرار إداري ي ّ
الرأي الموافق بمثابة قرار إداري ّإال ّ
أن له قوة قانونية تلزم اإلدارة الرأي بمثابة قرار إداري .فإذا لم يكن ّ
ّ
ار إدارًيا
أن تصدر قرًا
معينة ،حيث يمكنها أن تمتنع عن إصدار هذا القرار من جهة ،كما لها ّ
ضمن حدود ّ
الرأي االستشاري من جهة أخرى.6
يسّلط عقوبة أدنى من العقوبة المقترحة في ّ
تنص عليه المادة 26من القانون رقم 89لسنة 1960المتعّلق بدخول وإقامةومثال ذلك ما ّ
األجانب بمصر ،والتي جاء فيها " :ال يجوز إبعاد األجنبي من ذوي اإلقامة الخاصة إال إذا كان في
1
- C.E, sect, 25 février 2005, Syndicat de la magistrature, req n° 265482, A.J.D.A, 2005, p 995.
2
- Bertrand SEILLER, « Acte administratif: Régime », op.cit, n° 127, p 39.
3
- C.E, 1er mars 2013, n° 340859, Sté Roozen France et la SCI des Serres, JurisData n° 2013-003338.
-4عبد العزيز عبد المنعم ،مرجع سابق ،ص .36
C.E, 22 février 1957, Sté cooperative de reconstruction de Rouen, Rec. C.E, p 126.
5
- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de procédure», op.cit, n° 29, p 8.
-6رشيد خلوفي ،المنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .147
الرأي االستشاري المطابق ال يعني ضرورة اتخاذ القرار اإلداري ،كل ما في في المعنى نفسه يرى األستاذ سامي جمال الدين ّ
بأن ّ
تعين عليها طلب االستشارة أوًال ،والتزام رأي الجهة المستشارة إذا استوجب القانون ذلك ً
ثانيا، األمر أنه إذا أرادت اإلدارة اتخاذ القرار ّ
تعبير عن إرادة الجهة اإلدارية التي طلبت
ًا يظل القرار
الحق في اتخاذ القرار أو عدم اتخاذه ،ومن هنا ّ
ّ ولكن يبقى لإلدارة المختصة
بالرأي االستشاري .أنظر مؤلفه الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية،
المختصة بإصداره بالرغم من اشتراط المشرع االلتزام ّ
ّ الرأي ،و
ّ
مرجع سابق ،ص .441
- 544 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وجوده ما يهدد أمن الدولة أو سالمتها...بعد عرض األمر على اللجنة المنصوص عليها في المادة
1
النص مسألة مدى إلزامية رأي اللجنة بالنسبة لإلدارة صاحبة االختصاص؟
29وموافقتها" .ويثير هذا ّ
النص القانوني المذكور أعاله ،حيث يرى البعض ّ
بأن رأي اللجنة غير اختلف الفقه في تفسير ّ
ملزم لجهة اإلدارة في الحالة التي يفيد الموافقة على إصدار قرار اإلبعاد ،أما في الحالة التي يحمل فيها
-1قانون رقم 89لسنة ،1960في شأن دخول وإقامة األجانب بأراضي جمهورية مصر العربية والخروج منها ،جريدة رسمية العدد
،71صادرة في 24مارس ،1960معدل بالقانون رقم 88لسنة ،2005جريدة رسمية العدد ( 18مكرر) ،صادرة في 7مايو
،2005معدل بالقانون رقم 77لسنة ،2016جريدة رسمية العدد 38مكرر (ج) ،صادرة في 26سبتمبر ،2016معدل بالقانون رقم
140لسنة ،2019جريدة رسمية العدد 30مكرر (ب) ،صادرة في 30يوليو .2019
-2عصام الدين القصبي ،ضمانات األجنبي في مواجهة اإلبعاد دراسة مقارنة( ،د.د.ن) ،1985 ،ص .55
-3أمل لطفي حسن جاب هللا ،الرقابة القضائية على ق اررات الضبط الخاصة باألجانب دراسة مقارنة ،أطروحة مقدمة لنيل درجة
الدكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة حلوان ،2004 ،ص .214
-4كريم ناصر حسناوي كاظم المحنة ،الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة باألجانب ،مرجع سابق ،ص .135
5
- C.E, ass, 7 mars 1975, Association des amis de l’Abbaye de Fontevraud, A.J.D.A, 1976, p 208.
- 545 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
أن يكون له تأثير على فحوى الق ارر المتّخذ أو أنه يحرم األفراد من ضمانة
الملف أنه من المحتمل ب ّ
قانونا.1
مكرسة ً
ّ
التحول في االجتهاد القضائي لمجلس الدولة الفرنسي بصدور القانون رقم -2011
ّ فسر هذا
ي ّ
تنص
525المؤرخ في 17ماي ،2011والمتعّلق بتبسيط وتحسين جودة النصوص القانونية ،حيث ّ
المادة 70منه على أنه عندما تقوم السلطة اإلدارية باستشارة هيئة ما قبل اتخاذ القرار اإلداريّ ،
فإن
المخالفات التي من المحتمل أن يكون لها تأثير على محتوى القرار المتخذ في ضوء ّ
الرأي المقدم ،يمكن
عند االقتضاء االحتجاج على أساسها ضد القرار.2
شكل
المقيدة لحرية التنقل :ت ّ
ّ كريس القانوني لإلجراء االستشاري في مجال الق اررات اإلدارية
-3الت ّ
اإلجراءات السابقة على صدور الق اررات اإلدارية ضمانة بالغة األهمية بالنسبة للمخاطبين بالق اررات
الصدد اختلفت
ّ المقيدة لحرية التنقل .وفي هذا
ّ اإلدارية ،وتزداد هذه األهمية بالنسبة للق اررات اإلدارية
المعالجة التشريعية لإلجراء االستشاري بين كل من فرنسا ،مصر والجزائر ،وذلك على ّ
النحو اآلتي:
نموذجا يحتذى به فيما يتعّلق
ً تكريس اإلجراء االستشاري في التشريع الفرنسي :يمثل التشريع الفرنسي
أّ -
المكرسة لحماية حرية التنقل ،يظهر ذلك بالنسبة للق اررات المتعّلقة برفض إصدار
ّ بالضمانات اإلجرائية
فإن المشرع الفرنسي جعل من التظّلم اإلداري ضد قرار السلطات تأشيرة الدخول ،وكما سبق شرح ذلك ّ
فإن
اء إجبارًيا قبل اللجوء إلى القضاء ،وفي هذه الحالة األخيرة ّ
القنصلية رفض إصدار تأشيرة الدخول إجر ً
توجه ضد القرار الصادر عن لجنة الطعن ضد ق اررات رفض تأشيرة الدخول وليس ضد قرار الدعوى ّ
السلطات القنصلية.3
أن طابع اإلجراء االستشاري ال يظهر في هذه الحالة بشكل مباشر على أساس ّ
أن قرار رغم ّ
السلطات القنصلية األولي برفض إصدار تأشيرة الدخول ال يخضع ألي نوع من أنواع االستشارة من طرف
ّ
لجنة الطعون ضد ق اررات رفض التأشيرة ،لكن يمكن أن نفهم رغبة المشرع الفرنسي في ّ
تحويل
تضم أعضاء ذوي خبرة في مجال العمل
ّ االختصاص بدراسة التظّلم اإلداري ضد قرار الرفض لهيئة
1
- C.E, Ass, 23 décembre 2011, Danthony, R.F.D.A, 2012, p 284, G.A.J.A, op.cit, n°118, p 965.
2
- Loi n° 2011-525, du 17 mai 2011, de simplification et d'amélioration de la qualité du droit, JORF n° 0115, du
18 mai 2011.
فإن المشرع الفرنسي ألغى المادة 70من القانون رقم 525-2011المذكورة أعاله بموجب المادة 51من القانون رقم -2018
لإلشارة ّ
،727المتعّلق بدولة في خدمة مجتمع موثوق به.
Loi n° 2018-727, du 10 août 2018, pour un Etat au service d'une société de confiance, JORF n° 0184, du 11 août
2018.
-3راجع سابًقا من هذه األطروحة ص 274وما بعدها.
- 546 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الدبلوماسي والقنصلي ،مع وجود ممثل عن جهة القضاء اإلداري ،إضافة لممثلين عن القطاعات الو ازرية
يتم دراسة التظلم اإلداري بشكل حيادي وأكثر ألن ّ
وضمانا ّ
ً توسيعا لمجال االستشارة،
ً المعنية ،1يمثل
الرأي االستشاري عن طريق اللجان الفنية واإلدارية
تكريس إجراء ّ
تم ّ الية ،وهي األهداف التي من أجلها ّ
فع ّّ
المختلفة.
يظهر اإلجراء االستشاري بشكل صريح بالنسبة للق اررات المتعّلقة بترحيل األجانب ،حيث ّ
نص
المختصة إصدار قرار اإلبعاد ّإال بعد عرض األمر على لجنة
ّ المشرع الفرنسي على أنه ال يمكن لإلدارة
المختصة،
ّ بناء على طلب السلطة اإلدارية
اإلبعاد " ،" Commission d'expulsionهذه األخيرة تجتمع ً
معين من طرف
ئيسا ،قاض ّ تتكون من رئيس المحكمة االبتدائية ّ
لمقر المقاطعة أو من ينوب عنه ر ً والتي ّ
المحكمة االبتدائية لمقر المقاطعة ومستشار من المحكمة اإلدارية.2
يطبق في حاالت االستعجال
أن إجراء استشارة لجنة اإلبعاد ال ّ
نص المشرع الفرنسي على ّ
وقد ّ
القصوى ،األمر الذي يسمح لإلدارة بتجاوز ّ
3
التقيد بهذا اإلجراء.
الرأي االستشاري للجنة اإلبعاد هل هو مجرد رأي استشاري
يحدد المشرع الفرنسي طبيعة ّ
لم ّ
نصت المادة L.632-2من قانون دخول وإقامة األجانب على ّ
أن لجنة اإلبعاد اختياري أو مطابق ،فقد ّ
المختصة التخاذ الالزم،4
ّ تحيل محضر سماع األجنبي مع رأي مسبب حول قرار اإلبعاد للسلطة اإلدارية
النص يوحي بأنه مجرد رأي استشاري اختياري ألزم المشرع اإلدارة بطلبه لكنه ال يلزمها
أن ظاهر ّ
رغم ّ
الرأي االستشاري الصادر عن لجنة اإلبعاد.
بتطبيق محتوى ّ
حددت المادة L.611-3من قانون دخول
أما بالنسبة لقرار االلزام بالخروج من اإلقليم ،فقد ّ
نصت عليه
وإقامة األجانب الحاالت التي تمنع من إصدار هذا القرار في مواجهة األجنبي ،ومنها ما ّ
النقطة رقم 09من هذه المادة ،والتي تمنع طرد األجنبي إذا كانت حالته الصحية تتطّلب رعاية خاصة ال
بالشكل المطلوب في بلده األصلي.5
يمكن ضمان توافرها ّ
تنص عليه المادة ،L.611-3ألزم المنظم
تأكد من الحالة الصحية لألجنبي حسب ما ّ ولل ّ
المختصة طلب رأي استشاري صادر عن لجنة أطباء تتبع اختصاص الديوان
ّ الفرنسي السلطة اإلدارية
1
- Art D.213-5, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
2
- Art L.632-1, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
3
- Art L.632-1, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
4
- Art L.632-2, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
5
- Art L.611-3, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
- 547 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يتضمن رأي هذه اللجنة شهادة طبية للحالة الصحية لألجنبي إضافة إلى ّ الفرنسي للهجرة واالندماج،1
الفعلية من العالج المناسب في البلد األصلي.2
ّ جميع المعلومات المتاحة عن االستفادة
الرأي االستشاري
يحدد المشرع الفرنسي طبيعة ّ
وكما هو الشأن بالنسبة للجنة الخاصة باإلبعاد ،لم ّ
الصادر عن لجنة األطباء بخصوص قرار االلزام بالخروج من اإلقليم ،لكن سكوت المشرع عن ذلك يمكن
بأن هذا اإلجراء هو مجرد رأي استشاري اختياري تلتزم اإلدارة بطلبه لكنها غير مجبرة على اتباعه.
تفسيره ّ
تكريس اإلجراء االستشاري في التشريع المصريّ :
نص المشرع المصري على إجراء االستشارة بّ -
المتعّلقة بقرار إبعاد األجانب ،وهذا من خالل طلب رأي لجنة اإلبعاد بخصوص القرار الصادر عن وزير
تنص في هذا اإلطار المادة 26من القانون رقم 89لسنة 1960المتعّلق بدخول وإقامةالداخليةّ ،
األجانب بمصر ،على " :ال يجوز إبعاد األجنبي من ذوي اإلقامة الخاصة إال إذا كان في وجوده ما
يهدد أمن الدولة أو سالمتها...بعد عرض األمر على اللجنة المنصوص عليها في المادة 29
وموافقتها".3
ئيسا ،وعضوية كل
تتشكل لجنة اإلبعاد من السلطات اآلتية :مساعد أول وزير الداخلية لألمن ر ً
من رئيس إدارة الفتوى لو ازرة الداخلية بمجلس الدولة ،مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية ،مدير
اإلدارة القنصلية بو ازرة الخارجية ومندوب عن مصلحة األمن العام.4
مكرر من القانون رقم 89لسنة 1960
نصت عليه المادة ّ 31 أما بالنسبة لقرار الطرد الذي ّ
ينص المشرع المصري بشأنه على عرض هذا القرار على لجنة خاصة بالطرد.
المذكور أعاله ،فلم ّ
تكريس اإلجراء االستشاري في التشريع الجزائري :لم ّ
ينص المشرع الجزائري في القانون رقم -08 جّ -
11المتعّل ق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها على إجراء االستشارة ،إذ على
مكرس في التشريعين الفرنسي والمصري ،ال يستفيد األجنبي من عرض قرار اإلبعاد
عكس ما هو ّ
انتقاصا من الضمانات المطلوبة لحماية
ً شكل
تكريس هذه اللجنة ي ّ
المتعّلق به على لجنة اإلبعاد ،وغياب ّ
المتضمن إبعاد
ّ يضعف من مصداقية قرار وزير الداخلية ّ حرية تنقل األجانب ضد قرار اإلبعاد ،كما
1
- Art R.611-1, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
2
- Art R.611-2, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
-3المادة 26من القانون رقم 89لسنة ،1960مرجع سابق.
-4المادة 29فقرة 01من القانون رقم 89لسنة ،1960مرجع سابق.
- 548 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ويصحح
ّ بالنظر لعدم طلب رأي استشاري يمكن أي ينير بعض الجوانب التي غابت عن اإلدارة،
األجنبي ّ
ما يمكن أن تقع فيه من أخطاء وتجاوزات.
النحو بالنسبة لقرار اإلبعاد الذي يصدر ضد األجنبي المقيم بطريقة
ّ إذا كان الوضع على هذا
الرأي االستشاري من
ينص المشرع الجزائري بشأنه على إجراء ّ
فإن قرار الطرد هو اآلخر لم ّ
قانونيةّ ،
طرف لجنة أو هيئة معنية بدراسة حالة األجانب المعرضين إلجراد الطرد إلى خارج الحدود ،وهو ما من
ضعف من الضمانات التي يستفيد منها األجانب في مواجهة اإلدارة التي تتمتّع في هذا المجال
شأنه أن ي ّ
بسلطة شبه مطلقة.
أهم اإلجراءات التي يحرص القاضي
ثانيا -الوجاهية وحق الدفاع :يعتبر مبدأ الوجاهية وحق الدفاع من ّ
اإلداري على ضمان احترامها لما تمثله من ضمانات لحماية حرية التنقل ،األمر الذي يقتضي تحديد
المقيدة لحرية التنقل
التكريس التشريعي لهذه الضمانة بالنسبة للق اررات ّ
أن ّ مضمون هذا المبدأ ( ،)1غير ّ
يختلف من دولة إلى أخرى (.)2
-1مضمون الوجاهية وحق الدفاع :تهدف اإلدارة من وراء إصدار الق اررات اإلدارية إلى تحقيق
المصلحة العامة ،وفي الق اررات التي تنطوي على عقوبات إدارية أو تقييد لحقوق وحريات األفرادّ ،
يتعين
عليها إحاطتهم بأوجه المخالفات المنسوبة إليهم ،ونيتها في إصدار القرار اإلداري في مواجهتهم.
معين ضد أحد األفراد ،أن
وعليه ،فقد ألزم المشرع اإلدارة في بعض الحاالت قبل اتخاذها لقرار ّ
إخطار مسبًقا ،قصد منحه فرصة لمراجعة وضعيته ،خاصة إذا كان اإلجراء الذي سوف تلجأ إليه
ًا توجه له
مساسا بالحقوق والحريات العامة لألفراد كحرية التنقل ،حق العمل ،حرية التجارة وغيرها.1
ً يشكل
كل مقومات التحقيق القانوني الصحيح بما يشتمله منوعملية التحقيق اإلداري يجب أن تكون لها ّ
أكدت عليه المحكمة اإلدارية العليا المصرية ،إذ جاء في حكمها المؤرخ في 16
جميع الضمانات ،وهو ما ّ
ديسمبر " :1967من حيث وجوب استدعاء الموظف وسؤاله ومواجهته بما هو مأخوذ عليه ،وتمكينه
من الدفاع عن نفسه وإتاحة الفرصة له لمناقشة شهود اإلثبات وسماع من يريد استشهادهم من شهود
النفي وغير ذلك من مقتضيات الدفاع .فإذا خلى التحقيق اإلداري من هذه المقومات فال يمكن وصفه
بأنه تحقيق بالمعنى المقصود من هذه الكلمة".2
-1لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المسؤولية اإلدارية ،وسائل المشروعية ،مرجع سابق ،ص .178
-2المحكمة اإلدارية العليا ،حكم مؤرخ في 16ديسمبر ،1967قضية رقم 1042لسنة 9قضائية ،ذكره سامي جمال الدين ،الوسيط
في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .446
- 549 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1المحكمة اإلدارية العليا ،حكم مؤرخ في 23مارس ،1996قضية رقم 1190لسنة 39قضائية ،ذكره سامي جمال الدين ،الوسيط
في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .447
-2لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المسؤولية اإلدارية ،وسائل المشروعية ،مرجع سابق ،ص .151
-3محمد الصغير بعلي ،القضاء اإلداري دعوى اإللغاء ،مرجع سابق ،ص .274
4
-C.E, Sect, 5 mai 1944, Damm Veuve Trompier-Gravier, G.A.J.A, op.cit, n° 53, p 344.
5
-Jean WALINE, op.cit, p 429.
6
- Art L.121-1 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit.
- 550 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
تقديم مالحظاته الكتابية ،وعند االقتضاء طلباته الشفاهية ،كما يمكنه االستعانة بمستشار قانوني
لمساعدته.1
حق الدفاع من ضمن الحقوق األساسية
من جهته اعتبر المجلس الدستوري الفرنسي احترام ّ
المعترف بها من طرف قوانين الجمهورية وله قيمة دستورية ،حيث يمكن تطبيقه خارج نطاق األحكام
خصوصا بالنسبة للق ار ارت اإلدارية الناطقة بعقوبات إدارية بشكل
ً والق اررات المتعّلقة بالقضاء الجزائي،2
3
جعية القوانين،
مباشر ،والتي يجب على اإلدارة العمل على إخضاعها لضمانات شرعية العقوبة وعدم ر ّ
يتم تطبيق مبدأ المشروعية بمرونة تناسب النشاط اإلداري.4
وهكذا ّ
بأن مبدأ الوجاهية واحترام حقوق الدفاع يشكل أحد مكونات المبدأ العام
بشكل عام ،يمكن القول ّ
لحق الدفاع أمام الجهات القضائية ،لكن في إطار اإلجراءات اإلدارية غير القضائية نجد العديد من
ّ
تحدد نطاق ومحتوى هذا المبدأ.5
النصوص القانونية التي تدعمها القواعد االجتهادية القضائية هي التي ّ
كرس المشرع
المقيدة لحرية التنقلّ :
ّ -2تنظيم المشرع للوجاهية وحق الدفاع بالنسبة للق اررات اإلدارية
الحق في الدفاع أثناء المرحلة اإلدارية؟
ّ حق الدفاع أثناء الخصومة القضائية ،لكن ماذا عن
ّ
حق الدفاع في المرحلة اإلدارية من خالل حق الفرد في االطالع على الق اررات اإلدارية،
يتجسد ّ
ّ
يتجسد أمام اللجان التأديبية في السماح للفرد باالطالع على ملفه في القضية التأديبية ،ومنحه
ّ كما
اإلمكانية للدفاع عن مصالحه بنفسه أو بواسطة محام .وبالتالي يشكل إغفال هذا اإلجراء إصابة القرار
يبرر بالنتيجة إبطاله من طرف القاضي اإلداري.6
بعيب اإلجراءات و ّ
المقيدة لحرية التنقل ،يشكل إجراء الوجاهية وحق الدفاع أهمية
تصرفات ّ
ضمن نطاق الق اررات وال ّ
أخير القانون الجزائري،
بالغة ،األمر الذي يتّضح من خالل دراسة الوضع في القانون الفرنسي ،المصري و ًا
وذلك كاآلتي:
1
- Art L.122-1 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit.
2
- C.C, décision n° 76-70, DC du 2 décembre 1976, loi relative au développement de la prévention des accidents
du travail, JORF du 7 décembre 1976.
3
- C.C, décision n° 88-248, DC du 17 janvier 1989, loi modifiant la loi n° 86-1067 du 30 septembre 1986
relative à la liberté de communication, JORF du 18 janvier 1989.
4
-Vincent TCHEN, « Édiction de l'acte administratif: Auteurs. Forme. Procédure », JurisClasseur
Administratif, LexisNixis, Fasc. n° 107-20, date du fascicule : 10 Juillet 2016, date de la dernière mise à jour :
1er Janvier 2019 n° 118, p 30.
5
- Bertrand SEILLER, « Acte administratif: Régime », op.cit, n° 145, p 44.
-6رشيد خلوفي ،المنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .148
- 551 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
- Art L.224-1, du code de code de la sécurité intérieure, op.cit.
-2أمل لطفي حسن جاب هللا ،مرجع سابق ،ص .214
3
- Art L.632-1, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
4
- Art L.632-2, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
5
- Art L.321-2, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
-6كريم ناصر حسناوي كاظم المحنة ،الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة باألجانب ،مرجع سابق ،ص .136
- 552 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ومع ذلك يرى بعض الفقه بأنه ليس هناك ما يمنع جهة اإلدارة من أن تقوم بإخطار األجنبي الذي
تعتزم إصدار قرار اإلبعاد في حقه ،وذلك للتحقيق معه حتى يتسنى له الدفاع عن نفسه من جهة ،وحتى
تبعد عنها شبهة التّعسف في إصدار قرار اإلبعاد من جهة أخرى.1
تكريس الوجاهية وحق الدفاع في التشريع الجزائري :رغم ما لمبدأ الوجاهية وحق الدفاع من أهمية
جّ -
يسا في جميع النصوص القانونية صنف ضمن المبادئ العامة للقانون ،فال نجد له ّ
تكر ً بالغة باعتباره ي ّ
المقيدة لحرية تنقل المواطنين أو تلك المتعّلقة بحرية تنقل
المتعّلقة بحرية التنقل ،فسواء بالنسبة للق اررات ّ
ينص المشرع على ضمانة الدفاع وسماع الشخص المعني بالقرار اإلداري .فزيادة على عدم
األجانب لم ّ
النص على إجراء سماع
المقيدة لحرية التنقل كما سبق شرحه ،يأتي غياب ّ
النص على تسبيب الق اررات ّ
ّ
الشخص المعني ،وتمكينه من الدفاع عن مصالحه ليضعف من الضمانات الممنوحة لألفراد ،في مقابل
التقيد بهذا اإلجراء.
تحررها من ّ
ذلك يزداد نفوذ وقوة اإلدارة نتيجة ّ
1
- C.E, Ass, 18 juin 1976, Moussa Konta, A.J.D.A, 1976, p 582 ; Jean-Claude BONICHOT, « Le contrôle
juridictionnel du pouvoir discrétionnaire dans l’expulsion et l’extradition des étrangers », R.I.D.C, 1986,
vol 38, n° 2, p 701.
2
- C.E 11 décembre 1987, Min. Intérieur c/ Stasi, Rec. C.E, p 410.
3
-C.E, 19 janvier 2011, Mazroui, req. n° 332635, Rec. C.E, p 429 ; J.C.P A, 2011, n° 2064.
- 554 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يسمح القاضي اإلداري بتجاوز اإلجراءات الوجاهية في حالة االستعجال ،إذ يمكن للسلطات
المختصة إصدار القرار اإلداري دون المرور على إجراء استدعاء الشخص للمثول أمام اإلدارة
ّ اإلدارية
ص المادة L.224-1من قانون المرور على االحتفاظ برخصة وشرح وجهة نظره .في هذا اإلطار تن ّ
سيما عند القيادة في حالة سكر ،ويمكن للمحافظ في غضون اثنان وسبعون
السياقة كتدبير احترازي ،ال ّ
تم إثبات حالة السكر بالنسبة للسائق .هذا
( )72ساعة الموالية تعليق الرخصة لمدة ستة ( )06أشهر إذا ّ
يتمكن السائق من
سبق بإجراء وجاهي حتى ّ اإلجراء باعتباره ينتقص من حقوق وحريات األفراد يجب أن ي ّ
الشكلية ّإال في حالة االستعجال ،وذلك
تقديم مالحظاته المكتوبة والشفهية .فال يمكن للمحافظ تجاوز هذه ّ
عندما يشكل سلوك السائق خطورة جسيمة بالنسبة للسائق ذاته أو للغير.2
المقيدة لحرية التنقل:
ّ -2موقف القاضي اإلداري المصري من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية
1
- C.E, 7 octobre 1994, Ministre. Intérieur c/M. Charles, Rec. C.E, p 429.
2
- C.E, 28 septembre 2016, n° 390438, JurisData n° 2016-020261 ; C.E, 28 septembre 2016, n° 390439,
JurisData n° 2016-020361.
-3المحكمة اإلدارية العليا ،الطعن رقم 24لسنة 8قضائية عليا ،جلسة 28مارس ،1964مجموعة األحكام ،السنة التاسعة ،ص
.888
- 555 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وقف التنفيذ لم يصدر عن الجهة اإلدارية المختصة وهي وزارة الداخلية كما أنه لم يبلغ للمعني ومن ثم
يحتمل إبطاله.1"...
بأن القاضي اإلداري راقب إجراء تبليغ قرار اإلبعاد لألجنبي وذلك
يتبين ّ
من خالل هذا القرار ّ
يتم احترامه
نص عليه المادة 21فقرة 01من األمر رقم 211-66المذكور سابًقا ،والذي لم ّ
حسب ما ت ّ
نظر لعدم المشروعية
من طرف اإلدارة ،مما جعل القاضي االستعجالي يقبل طلب وقف تنفيذ هذا القرار ًا
مختصة.
ّ التي ينطوي عليها نتيجة وجود هذا العيب اإلجرائي ،باإلضافة إلى صدوره عن جهة إدارية غير
كما نجد تطبيًقا آخر لرقابة إجراء التبليغ في قضاء مجلس الدولة الجزائري ،وذلك في ق ارره
الصادر في 6أفريل ،2011المتعّلق بإبعاد أجنبي إلى خارج اإلقليم ،حيث استند الطاعن على أوجه
تنص عليه المادة 31من
تعددة منها عدم احترام اإلدارة إلجراء تبليغ قرار اإلبعاد كما ّ
عدم مشروعية م ّ
القانون رقم 11-08المذكور سابًقا ،وقد جاء في حيثيات هذا القرار " :حيث فضال على ذلك فإن محضر
إثبات التبليغ المتضمن اإلشارة إلى قرار اإلعذار بمغادرة التراب الوطني لم يرد فيه أي سبب من
األسباب المؤدية لسحب بطاقة المقيم ومن ثمة فاإلعذار الموجه للطاعن بمغادرة التراب الوطني جاء
مخالفا ألحكام المادة 28من القانون .2"11-08
الرأي االستشاري فال نجد لذلك أي أثر في القضاء اإلداريأما بالنسبة للرقابة على إجراء طلب ّ
الجزائري ،ويفهم ذلك بالنظر لعدم ّ
تكريس المشرع لهذه الضمانة سواء في القوانين القديمة أو الحالية،
الرأي االستشاري يظهر على مستوى الق اررات المتعّلقة بتقييد حرية تنقل
والمثال البارز على اشتراط ّ
خصوصا بالنسبة لقرار اإلبعاد الذي ينهي تواجد األجنبي المقيم بطريقة قانونية على إقليم الدولة،
ً األجانب
خصوصا بالنسبة لفرنسا ،وهو األمر الذي غاب عن ً لهذا فقد أحاطه المشرع المقارن بحماية قانونية بارزة
الية القاضي اإلداري الجزائري في هذا المجال.
فع ّالمشرع الجزائري ،وبالنتيجة ساهم في ضعف ّ
الية النشاط اإلداري:
فع ّثانيا -مرونة القاضي اإلداري في الموازنة بين إجراءات القرار اإلداري وضمان ّ
بأن القاضي اإلداري يدرك أن المبالغة في اشتراط اإلجراءات و ّ
الشكليات الكثيرة والمعّقدة من يمكن القول ّ
الية النشاط اإلداري للسلطات اإلدارية ،ولهذا فهو يظهر على العموم بعض البراغماتية،
فع ّتشل ّ
شأنها أن ّ
أن المبدأ الذي يسير عليه اجتهاد
للشكليات واإلجراءات الجوهرية ،لهذا يبدو ب ّ
ويراقب فقط االنتهاكات ّ
القاضي اإلداري يقوم على التحّقق مما إذا كانت المخالفات المرتكبة من طبيعتها التأثير على القرار
المطعون فيه.1
من الضروري التّأكيد اآلن على احتمال عدم وجود جزاء على مخالفة القواعد اإلجرائية في عملية
وخصوصا تلك المتعّلقة بإجراء االستشارة .وبالتالي فهي تخضع للتقدير الذي
ً إصدار القرار اإلداري،
يستشف من خالل
ّ يجريه القاضي اإلداري بشأن تأثير الخلل اإلجرائي المثار في الدعوى ،2وهو ما
الق اررات الحديثة لمجلس الدولة الفرنسي.3
خصوصية رقابة القاضي اإلداري لعيب السبب كوجه لعدم المشروعية الداخلية
ّ المبحث الثاني:
المقيدة لحرية التنقل
ّ للق اررات اإلدارية
تستهدف الرقابة على المشروعية الداخلية للقرار اإلداري التحّقق من مخالفة القانون وكذا
التأكد من مطابقة محل القرار اإلداري ألحكام القانون على اعتبار أن المحل هو
أي ّ االنحراف بالسلطةّ ،
موضوع وجوهر العمل وأن السبب والغاية هما من شروط الموضوع .والرقابة على المشروعية الداخلية لها
أهمية بالغة ،إذ تتيح للقاضي اإلداري اختيار الوسيلة التي يكشف بها ّ
أخف عيوب عدم المشروعية عن
طريق فحص القرار اإلداري المطعون فيه.4
يشكل المحل أحد أركان القرار اإلداري ،ويقصد به األثر القانوني الناتج عنه سواء تمثل هذا األثر
في إنشاء مركز قانوني جديد أو في تعديل مركز قانوني قائم أو إلغاء هذا المركز .5ويرتبط بهذا الركن
عيب مخالفة القانون ،ويقصد بالقانون هنا ،القانون بمعناه الواسع ،أي مجموعة القواعد القانونية الملزمة
المكتوبة (الدستور ،النصوص الدولية ،التشريع واألنظمة) ،وغير المكتوبة مثل العرف والمبادئ العامة
للقانون ،مع مراعاة التسلسل في تراتبية النصوص القانونية من حيث الدرجة.6
نقدا من طرف الفقه بسبب أن عبارة " مخالفة القانون" تشمل كل أوجه
واجه عيب مخالفة القانون ً
عدم المشروعية األخرى مثل عدم االختصاص الذي يمكن اعتباره مخالفة لقاعدة االختصاص القانونية.
1
- Fabrice MELLERAY, op.cit, n° 27, p 11.
2
- Bertrand SEILLER, « Acte administratif: Régime », op.cit, n° 117, p 36.
3
- C.E 22 juin 2012, Groupe d'information et de soutien des travailleurs immigrés, req. n° 352904, Rec. C.E, p
544 ; C.E 23 juillet 2012, Association générale des producteurs de maïs, req. n° 341726, A.J.D.A, 2013, p 1733.
-4أحمد مبخوتة " ،الرقابة كضمان لتحقيق الموازنة بين أعمال وتدابير الضبط اإلداري وحماية الحريات والحقوق األساسية" ،مجلة
المعيار ،المجلد ،08العدد ،01العدد التسلسلي ،18جوان ،2017ص .147
-5عمار بوضياف ،الوسيط في قضاء اإللغاء ،مرجع سابق ،ص .319
-6فاطمة السويسي ،المنازعات اإلدارية ،نظام مجلس شورى الدولة تشريع –إجتهاد ،المؤسسة الحديثة للكتاب ،طرابلس ،لبنان،
،2003ص .330
- 557 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
لهذا نجد األستاذ خلوفي رشيد قد أدمج عيب السبب ضمن عيب مخالفة القانون ،وذلك في صورة
تمس بأسباب القاعدة القانونية والمتمثلة في الخطأ الذي ترتكبه اإلدارة عند إصدار القرارالمخالفة التي ّ
اإلداري سواء من الناحية القانونية أو من الناحية المادية.1
كما تشكل الغاية الركن الثاني من األركان الداخلية للقرار اإلداري ،ويرتبط بهذا الركن عيب
عمال إدارًيا متوافًقا مع القانون ،ولكنه
االنحراف في استعمال السلطة ،وال يخرج هذا العيب عن كونه ً
حددها القانون وهي المصلحة العامة .ولمعرفة ذلك على القاضي اإلداري أن
صدر لغاية غير الغاية التي ّ
يتحرى عن الدافع التخاذه ،والنتيجة المتوخاة منه ،ومن ثم مقارنة هذا الدافع ومدى توافقه مع الغاية التي
يتوصل إليها من كافة المعطيات
ّ قصدها المشرع .فالمسألة إذن تعتمد على قناعة القاضي اإلداري التي
المحيطة بالقرار المطعون فيه.2
االنحراف في استعمال السلطة هو عيب خفي ،يكشف عنه القاضي اإلداري بصعوبة بالغة ألنه
ّ
مرتبط بالنوايا الداخلية لمصدر القرار اإلداري ،لهذا فقد تراجعت أهميته ضمن أوجه عدم المشروعية التي
يتم اللجوء إليه ّإال في حالة عدم إثبات باقي
جرد عيب احتياطي ال ّ
يبحثها القاضي اإلداري ،وأصبح م ّ
تطور الرقابة القضائية على عيب السبب أدخلت عيب االنحراف في أزمة العيوب األخرى ،كما أن ّ
حقيقية ،جعلت هذا األخير يتّجه إلى الزوال بعد أن اشتهر في قضاء مجلس الدولة الفرنسي .3األمر الذي
جعل القاضي اإلداري في غن ى عن بحث هذا العيب ،وهو ما يستشف من مختلف الق اررات القضائية
-1رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .156-155
-2مرجع نفسه ،ص .333
-3أنظر وافية داهل ،سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة على المشروعية الداخلية للقرار اإلداري ،رسالة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم،
تخصص القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،1السنة الجامعية ،2018-2017ص 32؛
سمير دادو ،االنحراف في استعمال السلطة في الق اررات اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع تحوالت الدولة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2012 ،ص 98وما بعدها؛ نسيم طويسات ،عيب االنحراف في استعمال
السلطة في إجتهاد القضاء اإلداري الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،فرع الدولة والمؤسسات ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1
ص 17وما بعدها؛ سعد صليلع ،االنحراف بالسلطة كوجه إللغاء القرار اإلداري في النشاط اإلداري الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،فرع القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،السنة الجامعية ،2005-2004ص
12وما بعدها ،عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،االنحراف بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،
،2010ص 59وما بعدها؛ عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص 160؛ لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في
المنازعات اإلدارية ،وسائل المشروعية ،مرجع سابق ،ص .333
Charles DEBBASCH, Jean-Claude RICCI, op.cit, p 788.
- 558 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
الحديثة لمجلس الدولة الفرنسي المتعّلقة على وجه الخصوص بق اررات الضبط اإلداري المتّصلة بالحريات
العامة.
لهذا يؤكد األستاذ Yeyia KERKATLYبأنه ضمن مجال ممارسة الحقوق والحريات العامة،
وخصوصا التكييف القانوني للوقائع هي الوجه الغالب من أوجه عدم
ً تعتبر الرقابة على عيب السبب
يتم مناقشتها أمام القاضي اإلداري ضمن دعوى اإللغاء .1وفي إطار الرقابة على الق اررات
المشروعية التي ّ
المقيدة لحرية التنقل تتمتع اإلدارة ضمنها بسلطة تقديرية واسعة ،ولكن هذه السلطة ليست مطلقة
اإلدارية ّ
تبرر
الجدية والمشروعة التي يستند عليها والتي ّ
ّ قيد ،وإنما يجب أن يكون لكل قرار أسبابه من كل ّ
إصداره .2وعليه سنحاول حصر دراسة أوجه عدم المشروعية الداخلية في عيب السبب بالنسبة للق اررات
اإلدارية المتعّلقة بحرية التنقل.
التدخل قصد
ّ إن السبب في القرار اإلداري هو الحالة الواقعية أو القانونية التي تؤدي باإلدارة إلى
إحداث أثر قانوني عن طريق إصدار مختلف الق اررات اإلدارية .3وعليه يراقب القاضي اإلداري وجود
حد بسط رقابته على مدى تناسب السبب مع
الوقائع وص ّحة تكييفها من الناحية القانونية ،كما يصل إلى ّ
بأن عيب السبب يأخذ ثالث صور ،عدم الوجود المادي للوقائع
القرار الذي بني عليه .لذلك يمكن القول ّ
أخير عدم التناسب بين السبب والقرار
الوصف القانوني للوقائع ،و ًا
ّ التي تدعيها اإلدارة ،خطأ اإلدارة في
الذي بني عليه.4
فإن دراسة وجه عدم المشروعية المرتبط بسبب القرار اإلداري ،يتطّلب منا القيام بتعريف
وعليهّ ،
يتم تمييزه بدّقة عن غير من العيوب التي تصيب األركان
عيب السبب ،وبيان األحكام العامة له حتى ّ
الداخلية األخرى للقرار اإلداري (المطلب األول).
1
- Yehia KERKATLY, op.cit, p 68.
في المعنى نفسه أنظر أحمد سالمة بدر ،اإلبعاد اإلداري في ميزان القضاء اإلداري والدستوري ،مرجع سابق ،ص 137وما بعدها.
-2محمد ماهر أبو العينين ،الحقوق والحريات العامة ،الكتاب الثاني ،مرجع سابق ،ص .537
-3مراد بدران ،مرجع سابق ،ص .306
التدخل عن طريق سلطة إصدار ّ وإذا كان القاضي اإلداري ّ
يميز بين األسباب الواقعية واألسباب القانونية التي تؤدي باإلدارة إلى
الق اررات اإلدارية ،فإنه من جهة أخرى ،يوجد اتجاه فقهي يرى بأنه ليس هناك فرق بين الرقابة على األسباب الواقعية واألسباب
القانونية ،سواء أكان الخطأ في الواقع أو القانون .فالخطأين يجمعهما تعبير مشترك هو تخلف األساس القانوني للقرار اإلداري .أنظر
مراد بدران ،مرجع سابق ،ص .306
-4مايا محمد نزار أبودان ،الرقابة القضائية على التناسب في القرار اإلداري ،دراسة مقارنة بين فرنسا ومصر ولبنان ،ط األولى،
المؤسسة الحديثة للكتاب ،بيروت ،2011 ،ص ص .23-22
- 559 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
حركية االجتهاد القضائي يبرز مدى التطور الكبير الذي عرفته رقابة القاضي
ّ من خالل تتبع
تحتل مكانة بارزة وأهمية قصوى
ّ اإلداري لعيب السبب في الق اررات اإلدارية ،األمر الذي جعل هذه الرقابة
سواء بالنسبة للقاضي أو المتقاضي على السواء ،وبالنتيجة كان لهذا التطور مفاعليه على رقابة عيب
المقيدة لحرية التنقل (المطلب الثاني).
السبب في الق اررات اإلدارية ّ
-1عمار عوابدي ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ،ج الثاني ،مرجع سابق ،ص .543
- 560 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1محمد ماهر أبو العينين ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية وفًقا للمنهج القضائي دراسة تحليلية وفقهية ألحكام وفتاوي مجلس
الدولة ،الكتاب األول ،القاضي اإلداري ومحاور ضبط مشروعية الق اررات اإلدارية ،ط األولى ،المركز القومي لإلصدارات القانونية،
القاهرة ،2013 ،ص .839
-2عبد الغني بسويني عبد هللا ،القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ،األسس ومبادئ القانون اإلداري وتطبيقها في مصر ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية ،1991 ،ص .487
-3لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المنازعات اإلدارية ،وسائل المشروعية ،مرجع سابق ،ص .354
-4عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .166
- 561 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
السبب إذن هو الم ّبرر والدافع الذي يكون وراء تحرك اإلدارة من أجل إحداث أثر قانوني ّ
معين
بناء على توافر وقائع مادية سواء كانت بفعل الطبيعة ن
عن طريق إصدار الق ارر اإلداري ،ويكو ذلك إما ً
فض مظاهرةأو اإلنسان مثل الكوارث الطبيعية ،األوبئة ،المظاهرات غير المرخص بها ،فالسبب في ّ
محددة مسبًقا من طرف المشرع يشكل
وتفريقها هو اإلخالل بالنظام العام ،كما أن توافر وقائع قانونية ّ
السبب الدافع لإلدارة في إصدارها لبعض ق ارراتها كما في حالة منح رخص وشهادات البناء والتّعمير،
المتضمن منح جواز السفر ،فعند توافر الشروط القانونية ما على اإلدارة ّإال إصدار الق اررات التي
ّ القرار
حدد القانون أسبابها.
ّ
حددت المحكمة اإلدارية العليا المصرية سبب القرار اإلداري بأنه العنصر
ثانيا -التعريف القضائيّ :
التدخل
ّ الواقعي أو القانوني الذي يدفع باإلدارة إلى إصداره ،فهو حالة واقعية أو قانونية تحمل اإلدارة على
معين هو محل القرار ،ابتغاء تحقيق المصلحة العامة ،التي هي غاية القرار
بقصد إحداث أثر قانوني ّ
اإلداري.3
-1عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص ص .134-133
-2يوسف ناصر حمد الظفيري " ،السبب في ق اررات الضبط اإلداري ومدى الرقابة القضائية عليه" ،مجلة البحوث القانونية
واالقتصادية ،جامعة المنصورة ،المجلد ،10العدد ،03الرقم التسلسلي للعدد ،2020 ،73ص .923
-3المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 257لسنة 26قضائية ،جلسة 28فيفري ،1982ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى
إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص ص .134-133
- 562 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
أوال -شروط صحة سبب القرار اإلداري :لصحة سبب القرار اإلداري فإنه ّ
يتعين قيام هذا السبب في
الوقت الذي تصدر فيه اإلدارة هذا القرار ( ،)1إضافة لضرورة تحقق مشروعية هذا السبب ( ،)2وإسقاطه
محددة (.)3
على وقائع ّ
-1قيام سبب القرار اإلداري وقت إصداره :ال يكفي لصحة القرار اإلداري توافر الحالة الواقعية أو
القانونية ،بل يجب حتى ت ّبرر تلك الحالة إصدار القرار اإلداري أن تكون قائمة في تاريخ إصدار اإلدارة
معيار للقاضي اإلداري للحكم على مشروعية القرار
ًا لقرارها ،بحيث تكون معاصرة له ،وهذا التاريخ يكون
اإلداري ،فال ّ
1
يعتد بالسبب الذي قام لكنه زال قبل إصدار القرار اإلداري.
يبرر إصدار قرار إنهاء الخدمة متى تبث تقديمها من طرف
سببا ّ
فإن االستقالة ال تعتبر ً
وعليهّ ،
الموظف ثم تراجعه عنها قبل صدور هذا القرار ،2وقد ذهبت المحكمة اإلدارية العليا المصرية في هذا
الشأن إلى أن " :رقابة القضاء اإلداري على الق اررات اإلدارية النهائية تقتصر على مراقبة السبب الذي
ّ
استندت عليه الجهة اإلدارية عند إصدارها للقرار...والبحث عن مشروعية القرار اإلداري يدور حول
وقانونيا إلى النتيجة التي
ً ماديا
المالبسات التي أحاطت به وقت صدوره ،فإن كانت تبرر القرار وتؤدي ً
وقائما على سبب صحيح".3
ً سليما
ً انتهت إليها كان القرار
-2مشروعية سبب القرار اإلداري :إن قيام السبب الذي تستند إليه اإلدارة وقت إصدارها للقرار اإلداري
مشروعا بمعنى أن يكون مطابًقا للقانون.
ً غير كاف لتجنب عيب السبب ،إذ يجب أن يكون هذا السبب
ار بفصل موظف عمومي يجب أن يكون السبب المستند عليه في إصدار هذا
فإذا أصدرت اإلدارة قرًا
ينص القرار على الخطأ التأديبي المرتكب من جانب الموظف وتصنيفه
مشروعا ،أي أنه يجب أن ّ
ً القرار
ضمن األخطاء الجسيمة.4
-1عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .136
-2المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 3929لسنة 38قضائية ،جلسة 28مارس ،1995ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى
إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .137
-3المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 616لسنة 37قضائية ،جلسة 4أفريل ،1999ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى
إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .137
-4عمار بوضياف ،الوسيط في دعوى اإللغاء ،مرجع سابق ،ص .323
- 563 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يتضمن رفض تعيين أحدّ وتطبيًقا لذلك فقد ألغت المحكمة اإلدارية العليا المصرية قرار إداري
استنادا إلى المركز االجتماعي المتواضع لوالده ،رغم تمتّعه بسمعة
ً المرشحين لوظيفة مساعد نيابة إدارية
طي في التعيين لسبب
طيبة ،حيث انتهت المحكمة اإلدارية العليا إلى نتيجة مفادها افتقار قرار التخ ّ
بالنظر
طي المدعي ،وذلك ّ صحيحا لتخ ّ
ً سببا
التحجج بالمكانة االجتماعية ال يعتبر ً
ّ قانوني سليم ،إذ أن
الحق في تولي الوظائف
ّ لإلخالل بالمبدأ الدستوري القاضي بالمساواة في الحقوق العامة ومن بينها
العمومية.1
محددا بوقائع ظاهرة يقوم عليها،
ً -3تحديد سبب القرار اإلداري :ينبغي أن يكون سبب القرار اإلداري
ومن ثم يصاب القرار بعيب السبب إذا استند إلى سبب عام أو مجهول.
وال يكون إعمال هذا الشرط ّإال بالنسبة للق اررات اإلدارية التي اشترط المشرع توافر التسبيب
وتأكيدا لذلك فقد قضت المحكمة اإلدارية العليا المصرية بأنه " :كلما ألزم المشرع صراحة
ً لمشروعيتها،
جهة اإلدارة بتسبيب ق ارراتها وجب ذكر هذه األسباب التي بني عليها القرار" ،2كما يسري هذا الشرط
بالنسبة لق اررات اإلدارة التي تقوم بتسبيبها بشكل تلقائي دون أن يلزمها المشرع بذلك ،حيث قضت المحكمة
ّ
اإلدارية العليا المصرية بأنه ":متى أفصحت اإلدارة عن أسباب قرارها ولو لم تكن ملزمة قانوًنا بإبداء
حتما لرقابة القضاء اإلداري.3 "...
فإن ما ذكرته من أسباب تخضع ًتلك األسباب ّ
أن عّلة اشتراط تحديد سبب القرار اإلداري ،في أن ذلك فيه تمكين للمخاطب
وتجدر اإلشارة إلى ّ
بالقرار من تحديد موقفه النهائي منه ،إما بقبوله في حالة ما إذا أقنعته األسباب المعلن عنها أو في الحالة
تبرر إصدار القرار اإلداري ،كما أن وضوح
محددة وال ّ
أن األسباب غير ّالمعاكسة الطعن فيه إذا رأى ب ّ
مكن القاضي اإلداري من ممارسة رقابة ّ
فعالة على مشروعية تلك ودّقة أسباب القرار اإلداري وتحديدها ت ّ
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 3471لسنة 32قضائية ،جلسة 29ديسمبر ،1990ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة،
دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .139
-2المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 513لسنة 34قضائية ،جلسة 27ديسمبر ،1993ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى
إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .140
-3المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 1801لسنة 39قضائية ،جلسة 30ديسمبر ،1995ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة،
دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .140
- 564 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه ،مرجع سابق ،ص .140
-2مجلس الدولة ،الغرفة الثالثة ،قرار رقم ،005906مؤرخ في 05نوفمبر ،1999ذكره عمار كوسة ،مرجع سابق ،ص .179
-3محكمة القضاء اإلداري ،حكم في الدعوى رقم ،339لسنة 47قضائية ،مؤرخ في 28سبتمبر ،1993ذكره سامي جمال الدين،
الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .524
-4محمد الصغير بعلي ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء ،مرجع سابق ،ص .284
-5المادة 89من القانون رقم ،10-11مرجع سابق.
- 565 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1أنظر المادة 217من األمر رقم ،03-06مؤرخ في 15يوليو ،2006يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية ،ج ر
العدد ،46صادرة في 16يوليو .2006
-2المادة 184من األمر رقم ،03-06مرجع سابق.
- 566 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité interne », JurisClasseur
Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 1152, date du fascicule : 27 novembre 2006, date de la dernière mise à jour :
6 juillet 2009, n° 111, p 32.
- 567 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
المقيدة لممارسة
ّ فمن البديهي عندما يقوم القاضي اإلداري بفحص مشروعية الق اررات اإلدارية
حرية التنقل ،أن ينظر أوًال في صحة الوقائع التي استندت عليها اإلدارة في قرارها ،وهل تلك الوقائع
1
فعال أم ال ؟
موجودة ً
الحد األدنى للرقابة القضائية على ركن
تشكل الرقابة القضائية على الوجود المادي للوقائع ّ
السبب ،إذ تخضع لها كافة الق اررات اإلدارية دون استثناء ،حيث يبطل القاضي اإلداري الق اررات التي
تبرر إصدارها.2
تنعدم فيها الوقائع المادية أو القانونية التي ّ
ويجب اإلشارة إلى أن رقابة القاضي اإلداري على الوقائع في الق اررات الصادرة ً
بناء على سلطة
مقيدة هو أمر مسلم به منذ وقت طويل ،فحينما يقضي القانون بضرورة قيام وقائع أو توافر حاالت ّ
معينة ّ
مخالفا للقانون ،فإذا
ً فإن عدم وجود الوقائع أو عدم صحتها يجعل القرار
كشرط لمشروعية القرارّ ،
اشترطت النصوص القانونية تسوية حالة أصحاب مؤهالت وصفتها بأنها متوسطة أو عليا على نحو
بأن يكون أقل من المتوسط أصبح قرار
معين وتخلف في المؤهل الحاصل عليه الموظف هذا الوصف ّ ّ
باطال ألن الواقعة التي استند عليها مخالفة للقانون.
تسوية الحالة ً
مقيدة ،وإنما
اء على سلطة ّ ومن هنا فاإلشكالية ليست في الرقابة على وقائع الق اررات الصادرة بن ً
بناء على سلطة تقديرية ،ففي هذه الق اررات ال يعّلق فيها اإلشكال يظهر في الرقابة على الوقائع الصادرة ً
معينة بذاتها ،وال تقوم رابطة قانونية ظاهرة في هذه الوقائع والقرار،القانون سالمة القرار على قيام وقائع ّ
متدخال بصورة مباشرة في
ً فإذا راقب القاضي اإلداري هذه الوقائع بفحص وجودها وتكييفها وتبريرها كان
النطاق التقديري لإلدارة.3
-2ظهور وتطور رقابة الوجود المادي للوقائع في قضاء مجلس الدولة الفرنسي :لم يبسط القاضي
نسبيا يرجع إلى أوائل القرن
اإلداري في فرنسا رقابته على أسباب القرار اإلداري ّإال في تاريخ حديث ً
تخوًفا
ظل مجلس الدولة الفرنسي يرفض بسط رقابته على الوقائع ّ
الماضي ،أما قبل ذلك ولمدة طويلة فقد ّ
قاضيا
ً منه من الخوض في المسائل التقديرية ،فاقتصرت رقابته على الجانب القانوني للنزاع بوصفه
تستقل اإلدارة بتقديرها دون معّقب
ّ للقانون دون الوقائع ،ولهذا فقد اعتبر الوقائع من عناصر المالءمة التي
تطور نظرة مجلس الدولة في رقابته على أعمال اإلدارة ،وتخّلصه من
عليها من القضاء .لكن مع ّ
االعتبارات المرتبطة بالظروف التاريخية التي عاصرت نشأته ،بدأ يعترف لنفسه بشكل تدريجي بسلطة
تتأسس عليها الق اررات اإلدارية ،وصحة تكييف اإلدارة لهذه الوقائع.1
فحص الوقائع التي ّ
ظهرت الرقابة على الوجود المادي للوقائع في قضاء مجلس الدولة الفرنسي مع بداية القرن
2
تتلخص وقائعها في صدور قرار
الماضي ،وكان ذلك بمناسبة قرراه الصادر في قضية ، Monodوالتي ّ
الشأنّ ،إال أن المعني
ّ تقدم بطلب في هذا
بإحالة المحافظ Monodعلى التقاعد بحجة أن هذا األخير ّ
فإن القرار الصادر
بأي طلب لإلحالة على التقاعد ،وبالتالي ّ
يتقدم ّ
طعن في هذا القرار على أساس أنه لم ّ
بإحالته على التقاعد هو قرار غير مشروع ألنه استند على واقعة ادعتها اإلدارة ،وهي واقعة ال أساس لها
في الواقع ،األمر الذي يمكن اعتباره بمثابة فصل من الوظيفة ينطوي على جزاء تأديبي .وقد قام مجلس
فإن
الدولة بالبحث في الواقعة التي ادعتها اإلدارة ،وإن كان قد انتهي إلى اعتبار هذه الواقعة صحيحةّ ،
مخالفا بذلك
ً األمر المثير لالنتباه هو أن القاضي اإلداري بحث في صحة ما ادعته اإلدارة من وقائع
الصدد.3
ّ اجتهاده السابق في هذا
بالتصدي لواقعة تقديم طلب
ّ الشيء الجدير بالتنويه في قرار ،Monodهو قيام القاضي اإلداري
أن الخطأ في هذه القضية ليس في وقائع القرار،
قرر ب ّ
تم ذكرها كسبب للقرار ،وإن كان قد ّ
االستقالة التي ّ
أن الخطأ في الوقائع يمكن أن يعيب القرار في ظروف أخرى.
وهو ما يستخلص منه بمفهوم المخالفة ب ّ
ابتداء من القرار الصادر في القضية المذكورة أعاله ،بدأ مجلس الدولة الفرنسي في رقابته للوجود
و ً
المادي للوقائع ،إذ أصبح يشترط لصحة الق اررات اإلدارية ضرورة استنادها على وقائع صحيحة ،سواء
-1سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق ار ارت اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ص .505-504
2
- C.E, 28 juin 1907, Monod, Rec. C.E, p 616.
3
- Roger BONNARD, « Le pouvoir discrétionnaire des autorités administratives et recours pour excès de
pouvoir», R.D.P, 1923, p 373.
- 569 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
-1إن السبب الذي جعل مجلس الدولة الفرنسي يمتنع عن رقابة الوقائع في الماضي ،يتمثل في نظرة القاضي اإلداري للمجال الذي
تتحرك ضمنه الرقابة القضائية ،حيث كان يعتبر نفس ه قاضي موضوع وليس وقائع ،بل أكثر من ذلك ،فإنه كان يعتبر بأنه لو قامّ
بممارسة الرقابة على سبب القرار اإلداري من ناحية الصحة المادية للوقائع ،فإنه يكون بذلك قد اعتدى على سلطات اإلدارة ،وذلك
سائدا في تلك الحقبة الزمنية.
بالنظر للتفسير الصارم لمجال اختصاص الوظيفة اإلدارية والوظيفة القضائية الذي كان ً
ّ
Pour plus de détails, voir Charles DEBBASCH, Jean-Claude RICCI, op.cit, p 691.
2
- C.E, 14 janvier 1916, Camino, G.A.J.A, op.cit, p 178, concl Corneille, note Jèze.
-3مراد بدران ،مرجع سابق ،ص .314
-4أشرف إبراهيم سليمان ،مرجع سابق ،ص .123
5
- C.E, 6 août 1941, Borgaturu.
ذكره أشرف إبراهيم سليمان ،مرجع سابق ،ص .124
- 570 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بناء على قانون حالة الطوارئ .فلقد كان مجلس الدولة يكتفي بالنسبة لتلك الق اررات
اإلجراءات الصادرة ً
باشتراط أن تكون اإلدارة قد استندت على وقائع لتبرير ذلك ،دون أن يقوم بالتحّقق من الوجود الفعلي لهذه
ّ
بأن تكون الوقائع التي ادعتها اإلدارة تندرج ضمن
فإن القاضي اإلداري كان يكتفي ّ
الوقائع .وبعبارة أخرىّ ،
ومبرر إلصدار القرار اإلداري دون أن يراقب مدى قيام هذه الوقائع
طائفة الوقائع التي تصلح كسبب ّ
فعال.1
ً
من المسائل التي امتنع فيها مجلس الدولة الفرنسي عن رقابة الوجود المادي للوقائع ،ق اررات
-1محمد حسنين عبد العال ،نطاق الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري ،ط الثانية ،دار النهضة العربية ،القاهرة،1991 ،
ص 8وما بعدها.
ème
Jean-Marie AUBY, Roland DRAGO, Traité de contentieux administratif, vol 2, 2 éd, L.G.D.J, Paris, 1975, p
67.
2
- C.E, 22 avril 1966, Touchou, R.D.P, 1966, p 594.
-3مراد بدران ،مرجع سابق ،ص .317
-4وافية داهل ،مرجع سابق ،ص .73
- 571 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
نتيجة للنقد الذي واجهه مجلس الدولة الفرنسي فقد تخّلى عن مسلكه السابق وأصبح يراقب الوجود
ظل الظروف االستثنائية ،وكانت أول خطوة في هذا
المادي للوقائع بالنسبة للق اررات اإلدارية الصادرة في ّ
لخص فوض الحكومة السيد ،Chardeauوتت ّ
الصدد هي ق ارره في قضية ،Grangeوالذي أخذ فيها برأي م ّ
ّ
ار يقضي بتحديد إقامة السيد Grangeبحجة انتمائه لتنظيم ّس ّريوقائعها في إصدار وزير الداخلية قرًا
هدفه اإلخالل باألمن ومساعدة المجاهدين في الج ازئر دون تحديد دقيق للوقائع ،األمر الذي جعل مجلس
يتوصل إلى عدم صحة الوقائع التي ادعتها اإلدارة ،وبالتالي ألغى قرار االعتقال.1
الدولة ّ
ماديا أصحبت قاعدة عامة في فرنسا ،وإذاإن مسألة استناد القرار اإلداري إلى وقائع صحيحة ً ّ
كان القاضي اإلداري يشترط للحكم بمشروعية القرار اإلداري ،أن تكون الوقائع التي ادعتها اإلدارة
صحيحة ،فإنه أصبح يشترط زيادة على ذلك أن تكون تلك الوقائع ّ
محددة بشكل دقيق.
في هذا اإلطار ،أصدر مجلس الدولة الفرنسي عديد الق اررات خالل مرحلة االضطرابات التي
المتطرفة في أعقاب إعالن استقالل الجزائر ،فقد ألغى ق اررات االعتقال
ّ الس ّري
قامت بها منظمة الجيش ّ
اإلداري وتحديد اإلقامة التي أصدرتها اإلدارة على أساس بعض ال ّ
تحرّيات التي قامت بها الجهات األمنية.
فصل ،أما إذا فالقاضي اإلداري يشترط ً
دائما بأن تذكر اإلدارة الوقائع التي تنسبها إلى األفراد بشكل م ّ
اكتفت بترديد عبارات عامة ومبهمة فإنه يقوم بإلغاء القرار اإلداري.2
أصبحت رقابة القاضي اإلداري على عيب السبب يسيرة بصورة واضحة ،وذلك بعد تدخل المشرع
الفرنسي بموجب القانون رقم 587-79المؤرخ في 11جويلية 1979والمتعلق بتسبيب الق اررات اإلدارية
وتحسين العالقات بين اإلدارة والجمهور المذكور سابًقا ،إذ ألزم اإلدارة بتسبيب ق ارراتها الفردية التي من
شأنها أن تلحق الضرر بالحقوق والحريات العامة لألفراد ،حيث أصبحت القاعدة العامة في إثبات
مشروعية أسباب هذه الق اررات تقع على عاتق اإلدارة.
يقود هذا القضاء حول رقابة الوجود المادي للوقائع إلى مالحظات ثالث وهي:
العملية من الخطأ في التكييف القانوني للوقائع ،ويكون أكثر
ّ أقل حدوثًا من الناحية
-الخطأ في الوقائع ّ
أن تذكر في قرارها الوقائع المادية الصحيحة للقرار ،من البحث عن كيفية إعطاء
بساطة بالنسبة لإلدارة ب ّ
التكييف القانوني لتلك الوقائع.
1
- C.E, 30 juin 1959, Grange, Rec. C.E, p 85, concl Chardeau.
- C.E, 13 juillet 1965, Magne de la Croix, Rec.C.E, p 461 ; C.E, 22 avril 1965, Ministre de l’Intérieur c/ Mony,
2
-1لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المنازعات اإلدارية ،وسائل المشروعية ،مرجع سابق ،ص ص .366-365
-2محمد ماهر أبو العينين ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص .845
3
- C.E, 11 octobre 1991, Préfet Doubs c/ Aslandogna, req n° 125404.
4
- C.E, 29 novembre 1991, Préfet Aisne c/ Strzyzowski, req n° 126277.
5
- C.E, 13 novembre 1985, barrutiabengoa Zabarte, Rec.C.E, p 321.
- 573 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
دائما في إطار رقابة الوجود المادي للوقائع التي يستند عليها قرار إبعاد أجنبي ،يعمل القاضي
ً
فعال بإجراء دراسة خاصة حول أوضاع المختصة قامت ً
ّ اإلداري على التأكد من ّ
أن السلطات اإلدارية
وتصرفات الشخص المعني ،والتي ادعت اإلدارة بأنها تنطوي على تهديد للنظام العام ،ففي قضية Omer
ّ
Kilicعمل القاضي على التحّقق من الوقائع المنسوبة لألجنبي بخصوص االعتداء بالعنف على قاصر.
وواقعة أن المؤسسة التي كان يعمل بها أعادت إدماجه بعد خروجه من السجن ،كما أنه أب لستة أوالد
أن يؤخذ بعين االعتبار.1
أن سعيه إلى االندماج في المجتمع يجب ّ
بينهم أربعة قصر ،كما ّ
ار يتعّلق بطرد أجنبي إلى خارج
وكمثال بارز على هذه الرقابة فقد ألغى مجلس الدولة الفرنسي قرًا
المبررة لهذا القرار ،حيث
بناء على الخطأ الذي ارتكبه المحافظ في تقدير وجود الوقائع المادية ّ
الحدود ً
تبرر
أن هذا األخير يتمتّع بتأشيرة دخول قصيرة المدةّ ،
أن إقامة األجنبي غير قانونية في حين ّ
ادعى ب ّ
اإلقامة.2
استقر على مبدأ رقابة وجود
ّ ب -موقف القاضي اإلداري المصري :إذا كان مجلس الدولة الفرنسي قد
للحد من السلطة المطلقة التي
قيد تقليدي ّ
وصحة الوقائع المادية التي تدعيها اإلدارة لق ارراتها ،باعتباره أول ّ
فإن القضاء اإلداري المصري لم يتخّلف عن هذا االتجاه ،بل
كانت تتمتع بها اإلدارة في هذا الخصوصّ ،
اعتنقه بمجرد نشأته ،حيث فرض رقابته على صحة الوجود المادي للوقائع التي تذرعت بها اإلدارة،
الشأن.3
استقر عليها نظيره الفرنسي في هذا ّ
ّ مسترشدا في ذلك بالمبادئ واألسس التي
ً
قام مجلس الدولة المصري برقابة الوجود المادي للوقائع التي تستند إليها اإلدارة في ق ارراتها،
صوصا الق اررات الضبطية ،حيث حرص على ضرورة قيام هذه الق اررات على وقائع صحيحة تكشف عن
ً خ
وجود إخالل أو تهديد باإلخالل للنظام العام ،وقد تشدد القاضي اإلداري بشكل خاص بالنسبة لهذه
جدية باعتبار تعّلقه بالحريات العامة لألفراد.4 أن يكون القرار ً
مبنيا على أسباب ّ الق اررات عندما اشترط ب ّ
بالنسبة للرقابة على الوجود المادي للوقائع المتعّلقة بق اررات المنع من السفر ،درجت محكمة
القضاء اإلداري على التمسك بحقها في الرقابة على صحة الوقائع التي استندت عليها اإلدارة كأساس
1
- C.A.A, Lyon, 19 février 1998, Omer Kilic, req n° 97LY01076.
2
- C.E, 29 novembre 1991, n° 126277, Préfet Aisne c/ S. Juris-Data n° 1991-049592.
-3محمد ماهر أبو العينين ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص .846
-4محمد محمد بدران ،مضمون فكرة النظام العام ودورها في مجال الضبط اإلداري ،دراسة مقارنة بين القانونين المصري والفرنسي،
دار النهضة العربية ،القاهرة ،1992 ،ص .303
- 574 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
لهذه الق اررات ،وذلك على أساس أن حرية التنقل والسفر خارج البالد هي فرع من الحرية الشخصية ،ومن
هناك من الفقه المصري من ّبرر هذا الموقف برغبة المحكمة اإلدارية العليا في ّ
تجنب الصدام مع
كرسته محكمة القضاء اإلداري ،من رقابة الوجود
السلطة السياسية ،لهذا فقد تراجعت عن االتجاه الذي ّ
المادي للوقائع التي تشكل ركن السبب في ق اررات الضبط اإلداري التي تصدر في مواجهة المواطنين
-1محكمة القضاء اإلداري ،قضية رقم 575لسنة 40قضائية ،مؤرخ في 16جانفي ،1987مجموعة مبادئ السنة ،11ص .188
-2أحمد جاد منصور ،مرجع سابق ،ص .477
-3المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 1977لسنة 6قضائية ،مؤرخ في األول ديسمبر ،1960مجموعة مبادئ السنة ،7ص .159
- 575 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
القضاء اإلداري المصري على إلغاء الق اررات اإلدارية التي تستند على وقائع غير صحيحة ً
ماديا.
وعليه ،فقد قضت محكمة القضاء اإلداري في حكمها المؤرخ في 28فيفري 1994بأنه " :من
المبادئ المقررة في القانون الدولي أن للدولة حق إبعاد من ترى إبعاده من األجانب غير المرغوب في
ومجتمعا من كل ما يضره ،بما لها من
ً شعبا
وفقا لخطرهم وتأميًنا لسالمتها ،وصيانة لكيانها ً
بقائهم ً
-1محمد عبد الحليم مسعود ،إشكاليات الرقابة القضائية على مشروعية ق اررات الضبط اإلداري ،رسالة لنيل درجة الدكتوراه في القانون،
كلية الحقوق ،جامعة القاهرة ،2006 ،ص .619
-2المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 279لسنة 29قضائية ،مؤرخ في 27نوفمبر ،1982مجموعة مبادئ السنة ،28ص .186
-3المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 1483لسنة 29قضائية ،مؤرخ في 14أفريل ،1984مجموعة مبادئ السنة ،29ص
.1048
- 576 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
حق السيادة ولها سلطة تقديرية في اإلبعاد ،وال يرد على هذا الحق إال قيد استعماله بحيث يكون
قائما على أسباب جدية يقتضيها الصالح العام".1
اإلبعاد ً
أن القاضي اإلداري ورغم اعترافه بالسلطة التقديرية الواسعة لإلدارة في إصدارومن هنا يتّضح ب ّ
قائما على أسباب نابعة من حماية
مشروعا ّإال إذا كان ً
ً قرار إبعاد األجنبي ،غير أن هذا القرار ال يكون
النظام العام.
كثير عن موقف محكمة القضاء اإلداري ،إذ أما موقف المحكمة اإلدارية العليا ،فلم يختلف ًا
مستمدة من وقائع حقيقية ال وهمية أو
ّ جدية
تحرّيات وأسباب ّ
قائما على ّأن يكون قرار اإلبعاد ً
اشترطت ب ّ
مباشر بما يراد االستدالل عليه.
ًا صورية ،بحيث تكون الوقائع المنسوبة لألجنبي مرتبطة ارتبا ً
طا
التحرّيات
ّ أوضحت المحكمة اإلدارية العليا موقفها من مسلك اإلدارة في تأسيس قرارها على
-1محكمة القضاء اإلداري ،قضية رقم 3531لسنة 47قضائية ،مؤرخ في 28فيفري ،1994ذكره أشرف إبراهيم سليمان ،مرجع
سابق ،ص .136
-2المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 24لسنة 8قضائية ،مؤرخ في 28مارس ،1964مجموعة مبادئ السنة ،9ص .888
-3أشرف إبراهيم سليمان ،مرجع سابق ،ص .142
- 577 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
سائحاّ ،إال أن الثابت أنه منح عدة تأشيرات لدخول البالد دون منازعة من الجهة
ً للبالد حتى ولو كان
يقم عليه أي دليل،
فإن المخاوف األمنية التي أبدتها الجهة اإلدارية كسبب لقرارها لم ّ
اإلدارية .ومن ثم ّ
بحث يكون هذا االعتبار الهام هو السبب الوحيد لقرار الجهة اإلدارية بعدم السماح لزوجة المطعون ضده
بالدخول للبالد من أجل اإلقامة معه.1
يمكن القول بأنه لم يعد هناك في مصر _كما هو الحال في فرنسا_ أي استثناء على قاعدة
خضوع كافة الق اررات اإلدارية ًأيا كان موضوعها لرقابة الوجود المادي لوقائع ،أي التّثبت من استناد القرار
حاالت هذا العيب في ق اررات المجلس األعلى والمحكمة العليا ،وكذا ق اررات مجلس الدولة .نكون ّ
بصدد
عيب السبب المترتّب على الخطأ في الواقع عندما يصدر القرار اإلداري على أساس وقائع غير صحيحة
أو منعدمة ،أو أنها صحيحة عند اتخاذ القرار اإلداري ثم صارت منعدمة بعد ذلك.2
في قضايا المنع من الدخول بالنسبة للمواطنين الجزائريين الذين كان لهم موقف معادي لثورة
بأن القاضي اإلداري رفض إلغاء هذه الق اررات بسبب التهديد الذي ينطوي عليه
التحرير الوطني ،نجد ّ
وجود مثل هؤالء على النظام العام ،حيث جاء في قرار المجلس األعلى رقم 49330المؤرخ في 11
أكتوبر " :1986حيث أنه يحق للسلطة اإلدارية رفض الدخول لكل مسافر ترى في دخوله إلى تراب
الجزائر مساسا باألمن العام وأن التقرير الذي تمتع به هذه السلطة قابل للنقاش أمام قاضي تجاوز
السلطة.3"...
كما نجد قرار مجلس الدولة رقم 5251المؤرخ في 11مارس ،2003في قضية تتعّلق بمنع
مواطن جزائري الجنسية من الدخول إلى الجزائر على أساس أنه كان من فئة الخونة "الحركى" خالل ثورة
المتضمن منع الطاعن (أ.ع) من الدخول
ّ التحرير الوطني ،حيث أيد القاضي اإلداري قرار وزير الداخلية
إلى اإلقليم الجزائري ،إذ جاء في هذا الق ارر " :وحيث أن هذا المبدأ يتعلق بمبدأ سيادة الدولة وحرية
-1المحكمة اإلدارية العليا ،حكم في الطعن رقم 979لسنة 48قضائية ،جلسة 22نوفمبر ،2003ذكره محمد ماهر أبو العينين،
ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص .879
-2لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المنازعات اإلدارية ،وسائل المشروعية ،مرجع سابق ،ص .397
-3المجلس األعلى ،قرار رقم ،49330مؤرخ في 11أكتوبر ،1986مذكور سابًقا.
- 578 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
تنقل األشخاص وهو يخضع الستثناءات إذ يكون لإلدارة المكلفة بالمحافظة على األمن العمومي
والنظام العام أن تتخذ جميع التدابير المالئمة دون تدخل القاضي اإلداري...وحيث أن دخول الطاعن
من شأنه أن يخل بالنظام العام.1 "...
أن القاضي اإلداري الجزائري زيادة على عدم ذكر عيب
يتّضح من خالل الق اررات المذكورة أعاله ب ّ
معمق في الوقائع التي استندت عليها اإلدارة في إصدار قرار
السبب بشكل صريح ،فإنه ال يبحث بشكل ّ
المنع من الدخول إلى اإلقليم ،بل يكتفي بذكر الوقائع بشكل عام ومطّلق وعالقة ذلك بتهديد النظام واألمن
العموميين ،رغم أنه من شروط السبب في القرار اإلداري التحديد الدقيق .فرغم أنه من المسّلم به ب ّ
أن
اإلدارة تتمتع بسلطة تقديرية واسعة في تحديد مفهوم النظام العام وطريقة حمايتهّ ،إال أنها تبقى في ذلك
خاضعة لرقابة القاضي اإلداري ،وهو األمر الذي يظهر بشكل صريح في قرار مجلس الدولة الجزائري
أن التقدير الذي تجريه اإلدارة لألسباب التي يبنى عليها قرار المنع من الدخول
المذكور أعاله ،إذ اعتبر ب ّ
ال يخضع لرقابة القاضي اإلداري.
بسط رقابة على الوجود المادي للوقائع التي يقوم عليها قرار
ّإال أن مجلس الدولة عاد الحًقا إلى ّ
المنع من الدخول إلى اإلقليم الوطني ،يظهر ذلك من خالل القرار رقم 052342المؤرخ في 21أكتوبر
،2009والذي جاء فيه ... " :لكن حيث إنه عن هذه النقطة ،يتمسك وزير الداخلية عن خطأ بأن
(ح.أ) كان عسكري في الجيش الفرنسي من سنة 1959إلى سنة 1962بما أنه ثابت من الملف أنه
في الواقع قام هذا األخير بتأدية الخدمة العسكرية بصفة جندي من الفئة الثانية بعين مليلة في الفترة
الممتدة ما بين 1958/05/28و...1960/09/24حيث أن القرار الضار بالمدعي والمتخذ من طرف
المدعى عليه على أساس متطلبات النظام العام ال سيما تهديد هذا النظام بسبب اعتبار المدعي
حركي ،دون إثبات ذلك بما أن المدعي لم يكن محل مرسوم يجرده من حقوقه المدنية والسياسية ،يجب
اعتباره ق ار ار خط ار مشوبا بعدم القانونية.2 "...
أن مجلس الدولة ألغى قرار المنع من الدخول إلى اإلقليم الجزائري ً
بناء يتبين ب ّ
بتحليل هذا القرار ّ
يشكله المدعي على النظام العام باعتباره كما تدعي اإلدارة من فئة "الحركى" أثناء ثورة
على الخطر الذي ّ
تبين للقاضي اإلداري عدم صحة هذه الوقائع من الناحية
التحرير الوطني .لكن من خالل ملف القضية ّ
أيضا أنه حائز رخصة عمل ما زالت سارية المفعول ولم يثبت ارتكابه األفعال أو نشاطات من تلك
المنصوص عليها في المادة 22التي تؤدي إلى سحب بطاقة المقيم في حالة ارتكاب هذه األفعال".1
نص المشرع الجزائري في القانون المتعّلق بإقامة وتنقل األجانب على أسباب ّ
معينة لإلبعاد ال إن ّ
محددة على شاكلة مفهوم
يعد ضمانة هامة ورئيسية ضد تعسف اإلدارة ،وذلك ألنها أسباب عامة غير ّ
النظام العام ،األمن العام والمصالح العليا للدولة .بينما التسبيب هو الضمانة الحقيقية ضد هذا التعسف،
وذلك بإلزام اإلدارة بذكر األسباب الحقيقية الواقعية والقانونية التخاذ ق اررات ترحيل األجانب ،وأن تقيم
-1المقصود بالرقابة على التكييف القانوني للوقائع :يقصد بعملية التكييف القانوني قيام رجل اإلدارة
يحدد موضعها داخل نطاق قاعدة القانون المراد تطبيقه ،وعلى ذلك ّ
فإن عملية اسما أو عنو ًانا ّ
رجل اإلدارة ً
التكييف القانوني تقتضي من القائم بها إجراء مقابلة بين الوقائع المعروضة ونصوص القانون.3
1
- Jean-François LACHAUME, « Violation de la règle de droit », Répertoire de contentieux administratif,
Dalloz, juin 2013, actualisation janvier 2015, n° 361, p 121.
2
- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité interne », op.cit, n° 126, p 35.
-3أشرف إبراهيم سليمان ،مرجع سابق ،ص .165
-4نوال إيراين ،حاقة العروسي " ،دور القاضي اإلداري في مالءمة الوقائع القانونية مع القرار اإلداري" ،مداخلة ضمن أعمال
الملتقى الدولي الثامن حول :التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة القانون ،مخبر السياسات العامة وتحسين الخدمة
العمومية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة حمة لخضر ،الوادي ،يومي 07-06مارس ،2018ص .380
-5يوسف ناصر حمد الظفيري ،مرجع سابق ،ص .939
-6العربي زروق " ،التطور القضائي لمجلس الدولة الفرنسي في رقابة السلطة التقديرية لإلدارة ومدى تأثر القضاء الجزائري بها"،
مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2006 ،08ص .120
-7رشد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .157
- 582 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
في رقابة المشروعية ،ألنه عندما يحل تقديره محل تقدير اإلدارة إنما يفعل ذلك في ضوء تفسيره للمعنى
الذي قصده المشرع.1
وقد ذهب بعض الفقه إلى القول بأنه إذا كانت عملية التكييف القانوني للوقائع تقتضي إجراء
مقابلة بين الحالة الواقعية ونصوص القانون ،فإنه يجب تجاهل ما تنطوي عليه هذه العملية من جهد
يتم بمطابقة الوقائع لنصوص القانون.2
آلي ّ إنشائي خالق ،يبعدها من أن تكون مجرد عمل
ّ
لكن وحتى في هذه الحالة يرى األستاذان Jean-Marie AUBYو Roland DRAGOبأ ّن رقابة
القاضي اإلداري على التكييف القانوني للوقائع تندرج في إطار الرقابة على المشروعية ،حتى وإن كان
القاضي يستبدل في خصوصها تقديره الشخصي محل تقدير اإلدارة ،ألنه ال يفعل ذلك ّإال في ضوء دوره
الرأي على العبارات التي يستخدمها القاضي اإلداري
العادي في تفسير إرادة المشرع ،ويستدالن في هذا ّ
عند تصديه لرقابة التكييف ،حيث يستخدم عادة عبارة "التكييف القانوني للوقائع" أو "الواقعة من طبيعة
تبرر القرار المطعون فيه قانوًنا".3
ب -الرقابة على التكييف القانوني للوقائع رقابة مالءمة :يرى جانب من الفقه ب ّ
أن الرقابة التكييف
الرأي هو
القانوني الذي أجرته اإلدارة للوقائع تدخل ضمن مجال رقابة المالءمة .وأول من نادى بهذا ّ
الفقيه الفرنسي الكبير ،Maurice HAURIOUوكان ذلك بمناسبة تعليقه على قرار مجلس الدولة
أن القاضي اإلداري في هذا القرار قد خرج عن مهمته في رقابة
الفرنسي في قضية ،Gomelحيث رأى ب ّ
المشروعية إلى نوع من رقابة المالءمة ،ولم يعد من الممكن اعتبار قضاء تجاوز السلطة مجرد قضاء
مشروعية.4
في هذا اإلطار ،يذهب بعض الفقه إلى القول بأ ّن رقابة القاضي اإلداري للتكييف القانوني
للوقائع ،هي رقابة على السلطة التقديرية لإلدارة ألعلى حدودها ،وذلك باعتبار أن التكييف القانوني
فإن رقابة
التصرف فيه بحرية ،ومن ثم ّ
ّ مجاال للمالءمة التي يتركها المشرع لإلدارة من أجل
ً للوقائع يعد
القاضي اإلداري لهذا المجال ،والذي يظهر فيه تقديره الذاتي ،تخرج عن الحدود الطبيعية للرقابة على
الق اررات اإلدارية وتدخل في مجال المالءمة.
بأن رقابة التكييف القانوني للوقائع تعتبر رقابة على المالءمة ،إذ أن
الرأي إلى القول ّ
وينتهي هذا ّ
عملية التكييف ترد على واقعة أو مجموعة من الوقائع ال يمكن تحديدها ّإال في إطار ما تقوم به اإلدارة
من تقديرات شخصية لها ،ثم يأتي بعد ذلك دور القاضي اإلداري في الرقابة من مدى سالمة هذه
التوصل إلى تحديد القاعدة القانونية التي تحكمها ،وهذه التقديرات سواء من جانب
ّ التقديرات حتى يمكن
اإلدارة أو القاضي تفتح الباب أمام الرقابة القضائية على المالءمة.1
فإن لعملية التكييف جانبين ،أولهما تفسير القانون وإنزال حكمه على الوقائع ،وهي ال
وعليهّ ،
تدخال في المالءمة إذا كانت الوقائع التي تدخل في الطائفة القانونية ال
ً تتضمن أي تقدير للوقائع أو
تتوقف على مدى جسامة أو أهمية الواقعة ،أما إذا كان إدراج الواقعة ضمن الطائفة القانونية يتوقف على
نوعا من تقدير ووزن الوقائع وطريقة لرقابة
يتضمن ً
ّ درجة أهمية أو خطورة الواقعة فإ ّن التكييف هنا
غالبية ق اررات الضبط اإلداري حين يكون السبب هو تهديد النظام العام ،فما
ّ المالءمة ،وذلك كما في
يعتبر من قبيل هذا الهديد يتوّقف على درجة أهمية وخطورة الوقائع.2
تصوره لطبيعة رقابة التكييف القانوني للوقائع بالقول إنه
يلخص األستاذ محمد حسنين عبد العال ّ ّ
عندما يكون السبب حالة واقعية ّ
فإن التكييف القانوني يتطّلب تقدير الوقائع وأهميتها وخطورتها ،أما عندما
يتجسد في تفسير نصوص ّ قانونيا
ً أساسا
ً فإن عملية التكييف القانوني تمثليكون السبب حالة قانونية ّ
القانون والعمل على الوصول إلى الفهم القانوني للواقعة ،وفي كلتا الحالتين فإ ّن رقابة التكييف تندرج
أحيانا
ً ضمن رقابة المشروعية ال المالءمة ،3هذه الرقابة قد ال تحتاج إلى تقدير أهمية الوقائع ،وقد تحتاج
أخرى إلى هذا التقدير ألهمية الوقائع ودرجة جسامتها ،ولكن القاضي اإلداري يبقى ً
دائما في إطار رقابة
المشروعية طالما أن مشروعية القرار تتوّقف على مثل هذا التقدير ،حيث تكون هذه األهمية للوقائع
عنصر في مشروعية القرار.4
ًا
النحو لم تعد قاصرة على رجل اإلدارة وحده ،يجريها
إن عملية التكييف القانوني على هذا ّ
بمقتضى ما يتمتّع به من سلطة تقديرية ودون أدنى رقابة قضائية ،إذ كان ينظر إليها على أنها عملية
الوصف تفسير للواقع ،وإنما أصبح القاضي اإلداري ً
أيضا يخضع تلك العملية لرقابته للتحّقق من سالمة ّ
-1ثروت عبد العال هريدي ،الرقابة القضائية على مالءمة الق اررات اإلدارية ،رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القانون العام ،كلية
الحقوق ،جامعة أسيوط ،1992 ،ص .169
-2أشرف إبراهيم سليمان ،مرجع سابق ،ص ص .170-169
-3محمد حسنين عبد العال ،مرجع سباق ،ص .55
-4محمد ماهر أبو العينين ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص .891
- 585 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
التنقل :لمعرفة كيفية تطبيق القاضي اإلداري لرقابة التكييف القانوني للوقائع في الق اررات ّ
المقيدة لحرية
-1محمد ماهر أبو العينين ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص .885
2
- C.E, 4 avril 1914, Gomel, G.A.J.A, op.cit, n° 28, p 167.
3
- Jean-François LACHAUME, op.cit, n° 366, p 122.
4
- René CHPUS, Droit administratif général, tome 1, op.cit, p 917 et s.
- 586 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
منذ صدور قرار Gomelأضحت الكثير من المجاالت تخضع لرقابة التكييف القانوني ،فأصبح
يذكر حاالت فقط على سبيل المثال ،حينئذ يكون القاضي اإلداري هو من ّ
يحدد المقصود بالنظام العام،
يبرر لإلدارة فرض مختلف القيود على الحريات العامة
والتحّقق من درجة التهديد الواقع عليه ،والذي ّ
لألفراد.1
تجدر اإلشارة إلى أن مجلس الدولة الفرنسي قد امتنع عن ممارسة رقابة التكييف القانوني للوقائع
في كثير من الق اررات اإلدارية المتعّلقة بحرية التنقل ،كما في حالة رفض الترخيص بالسفر إلى الخارج ،أو
المختصة هي التي تجري عملية
ّ عند رفض إصدار جواز السفر ،وذلك على أساس أن السلطات اإلدارية
التقدير فيما إذا كان سفر المواطن إلى خارج اإلقليم يض ّر باألمن العام من عدمه.2
التأكد من خطأ اإلدارة في األساس القانوني الذي يجب تطبيقه على الواقعة المادية
لكن في حالة ّ
فإن مجلس الدولة يقوم بإلغاء القرار اإلداري ،3وهذا ما يظهر في حالة استناد اإلدارة في رفضها إلصدار
نص قانوني غير قابل للتطبيق على هذه الحالة.4
جواز السفر على ّ
كما يتجلى ذلك فيما يتعّلق بدخول األجانب إلى فرنسا وإقامتهم فيها ،فقد رفض القاضي اإلداري
فحص مدى صحة التكييف القانوني للوقائع التي تدعيها اإلدارة لمنع دخول أجنبي إلى اإلقليم الفرنسي،5
6
أن الق اررات الصادرة عن اإلدارة في هذه الحاالت قد بنيت
أو قرار إبعاد أجنبي .إذ اعتبر مجلس الدولة ب ّ
على وقائع تتعّلق باألمن العام ،وأن هذه الوقائع ال يجوز مناقشتها أمام القاضي اإلداري.
-1وردة خالف ،الرقابة القضائية على المشروعية الداخلية لق اررات الضبط اإلداري ،أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد لمين دباغين ،سطيف ،2015 ،2ص .219
2
- C.E, 16 mars 1949, Boimond, Rec.C.E, p 128.
3
- Jean-François LACHAUME, op.cit, n° 347, p 117.
4
- C.E, 20 avril 2005, Association « Triangle génération humanitaire », req. n° 267416, Rec.C.E, p 718.
5
- C.E, 21 novembre 1952, Marcon, Rec.C.E, p 524.
6
- C.E, 12 juin 1953, Dame Savitch-Ritchgorsky, Rec.C.E, p 281.
- 587 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
1
- C.E, 13 novembre 1985, Barrutiabengoa Zabarte, précité.
2
- C.E, 19 novembre 1990, R. Rec. C.E, 1990, p 939.
3
- C.E, 7 décembre 1990, K. : Juris-Data n° 1990-047485.
4
- C.E, 12 février 2014, Min. Intérieur, req. n° 365644 A.J.D.A, 2014, p 373, obs. Poupeau.
-5محمد ماهر أبو العينين ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص .901
-6المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 159لسنة 1قضائية ،مؤرخ في 15نوفمبر ،1955مجموعة مبادئ السنة األولى ،ص .704
- 588 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
بالنسبة لق اررات المنع من السفر ،قامت المحكمة اإلدارية العليا برقابة تكييف الوقائع التي تدعيها
أن سفر مواطن
قانونا لتبرير قرار جهة اإلدارة ،مثل هذه الوقائع تكشف ب ّ
اإلدارة للتحّقق من كونها تصلح ً
تحرّياتها من
إلى الخارج من شأنه اإلساءة إلى سمعة البالد ،وذلك في ضوء ما أوضحته اإلدارة من خالل ّ
تعدد مرات سفرها للعمل في مالهي سيئة السمعة ،ثم
سوء سمعة طالبة السفر في الخارج ،من خالل ّ
تحرّيات جهة اإلدارة
يؤكد صحة ّ
زواجها من شخص أردني يعمل هو وبناته في ملهى ليلي ،األمر الذي ّ
ويثبت صورية الزواج وكونه مجرد تبرير للخروج من البالد.1
وفي هذا قضت المحكمة بأن ...":واجب المحافظة على أمن البالد ال يقف عند حد األمن
السياسي وإنما يمتد إلى األمن االقتصادي واالجتماعي ،وكذا المحافظة على سمعة البالد...وهو أمر ال
شك منوط في ظل الرقابة القضائية بأجهزة الدولة المختلفة وتضطلع به أجهزة األمن بوزارة الداخلة
والدفاع وغيرها من الجهات ،فإذا قدرت هذه األجهزة أن الصالح العام للبالد يقتضي منع أحد المواطنين
من السفر أو إدراجه على قائمة الممنوعين من السفر مستندة في ذلك إلى سبب صرحت به صراحة
ومؤيدا بمستندات ،ودون االرتكان فقط إلى تحريات مرسلة ،كان قرارها مستظال بأحكام الدستور ،متفقا
والمشروعية.2 "...
أما بالنسبة لق اررات المنع من الدخول إلى اإلقليم ،فقد جاء في الحكم الصادر عن محكمة القضاء
اإلداري المؤرخ في 27ماي " :2003ومن حيث إنه ولما كان الثابت من أوراق الدعوى أن المدعية
(مغربية الجنسية) سبق ضبطها في القضية رقم 6562جنح الدقي لسنة " 1944دعارة" وإدراج
اسمها على قوائم منع الدخول للبالد وترحيلها خارج البالد .وتقدمت عام 1995بطلب لمنحها اإلقامة
الثالثية لكونها زوجة مصري ...ومن حيث إنه ولما كان المستقر _في جنح المحكمة في ضوء
ستار للحصول على إقامة غير شرعيةًا مستندات الدعوى_ إن المدعية تتخذ من الزواج بمصريين
بالبالد ومكنها من ممارسة جرائم مخلة بالشرف تنال من أمن المجتمع المصري واستقراره ومن َّ
ثم يكون
قائما على سبب صحيح يبره".3 ن
القرار المطعو فيه ً
-1المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 1115لسنة 15قضائية ،جلسة 29ديسمبر ،1973ذكره أشرف إبراهيم سليمان ،مرجع
سابق ،ص .173
-2محكمة القضاء اإلداري ،الدعوى رقم 11449لسنة 53قضائية ،جلسة 29ديسمبر ،2009ذكره حمدي ياسين عكاشة ،مرجع
سابق ،ص .266
-3محكمة القضاء اإلداري ،حكم في الدعوى رقم 3642لسنة 55قضائية ،جلسة 27ماي ،2003ذكره أشرف إبراهيم سليمان،
مرجع سابق ،ص .174
- 589 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
يظهر بوضوح ما تتطلبه عملية التكييف القانوني للوقائع من دّقة بالغة من طرف القاضي اإلداري
التحرّيات ومختلف الوقائع المادية التي تدعيها اإلدارة ،وهو ما يساعده في الوصول إلى رؤية
ّ في تقدير
قانونية موضوعية مجردة تحقيًقا لمبادئ العدالة وحماية حقوق وحريات األفراد.1
جنائيا .فالوقائع التي
ً إن تكييف الوقائع في مجال الضبط اإلداري ال يتطابق بالضرورة مع تكييفها
ّ
الوصف القانوني بأنها تشكل منطقيا لق اررات الضبط اإلداري هي وحدها التي ينطبق عليها ّ
ً سببا
تصلح ً
جنائيا فهو يتحّقق بتوافر الشروط التي تتطلبها
ً تهديدا له ،أما الفعل المجرم
ً إخالال بالنظام العام أو
ً
محل
ّ النصوص القانونية التي تحكمها ،والتي يترتّب على قيامها انطباق وصف الجريمة على الواقعة
مؤكدا على النظام العام بمعناه المتعارف
ً حاال أو
خطر ً
ًا تشكل
التكييف ،حتى ولو كانت هذه الواقعة ال ّ
عليه في مجال الضبط اإلداري.2
فسلطة الضبط اإلداري ال تغني المجتمع عن مباشرة سلطات االتهام والتحقيق والمحاكمة ّ
المقررة
انتهاكا
خروجا و ً
ً فضال عن عدم صحته ،يمثل ً قانونا لمالحقة وإدانة المجرمين ،فمثل هذا االفتراض،
ً
صارخا لألصول والمبادئ الدستورية في شأن سيادة القانون ،وضرورة التزام كل سلطة بالحدود المرسومة
ً
قانونا.3
لها ً
وعليه ،فقد قضت المحكمة اإلدارية العليا المصرية بأنه " :القرار الصادر من النائب العام بمنع
شخص من السفر استنادا إلى قرار محكمة الجنايات بمنعه من السفر ال يعدو أن يكون محض قرار
تنفيذي لما أمرت به محكمة الجنايات إبان نظرها ألمر يتعلق بالجناية المتهم فيها هذا الشخص ،وعلى
ذلك يكون قرار المنع هو محض قرار صادر من محكمة الجنايات ،ويخرج بالتالي الطعن عليه من
اختصاص هذه المحكمة بحسبانه ليس من الق اررات اإلدارية الصادرة عن النيابة العامة والتي يجوز أن
تكون محالً للطعن أمام هذه المحكمة".4
وتميز التكييف القانوني في مجال الضبط اإلداري عن
يتّضح من هذا الحكم مدى استقاللية ّ
تدخل سلطات الضبط اإلداري التي
يبرر ّ أن تكون كل جريمة ً
سببا ّ تكييفها الجنائي .إذ ال يلزم بالضرورة ب ّ
تم تكييفه
ينحصر مجال اختصاصها ضمن فكرة المحافظة على النظام العام أما ما يتجاوز ذلك فإنه إذا ّ
على أنه جريمة من الجرائم المنصوص عليها في القانون الجنائي ،فإنه يدخل ضمن اختصاص سلطات
ينص عليه قانون العقوبات واإلجراءات الجزائية.
التحقيق والمحاكمة التي تباشرها طبًقا لما ّ
ج -موقف القاضي اإلداري الجزائري :يعتبر الخطأ في التكييف القانوني للوقائع من بين أكثر الوسائل
المستعملة لدى القاضي اإلداري الجزائري ،رغم أن هذا األخير يستعمل عبارات عامة وغير ّ
محددة ،وال
يذكر هذا العيب صراحة بل يكتفي بعبارات " :التجاوز الصارخ للسلطة" " ،التعارض مع روح نص
القانون" " ،عدم االلتزام بالتطبيق القانوني الصحيح".1
في قرار للمجلس األعلى مؤرخ في 29ديسمبر ،1984يتعّلق برفض اإلدارة تسليم جواز سفر
قانونا أنه ال يجوز لإلدارة
ً المقرر
ّ لمواطن جزائري ،أرسى القاضي اإلداري مبدأ مفاده أنه متى كان من
أن تنقليهم إلى الخارج من
رفض تسليم جواز سفر أو رفض تمديد أجله للمواطنين الجزائريين إذا ما أرت ب ّ
شأنه أن يمس بالنظام العام ،وهذا دون أن تكون ملزمة بتوضيح أسباب رفضها ،ودون أن يكون تقديرها
نص المادة 11
قابال للمناقشة أمام قاضي تجاوز السلطة .غير أنه إذا سببت اإلدارة رفصها بتطبيق ّ
هذا ً
فإن عليها أن تلتزم بالتطبيق القانوني
من األمر رقم 1-77المتعّلق بوثائق سفر المواطنين الجزائريينّ ،
تعرض قرارها لإلبطال.
الصحيح لنص هذه المادة و ّإال ّ
جاء في القرار المذكور أعاله " :حيث أن المادة المشار إليها أعاله (المادة 11من األمر رقم
)1-77تنص على أنه ال تسلم أية وثيقة سفر وال يمنح أي تمديد لمدة صالحيتها ألي شخص محكوم
عليه بجناية ،محكوم عليه منذ أقل من خمسة أعوام ،عن جنحة بعقوبة الحبس لمدة ستة أشهر منفذة
على األقل ،أو من كان موضوع منع من مغادرة التراب الوطني أو أمر قضائي أو تحديد محل اإلقامة.
حيث أنه وعلى إثر حادث مرور ،حددت مسؤولية المدعي باعتباره فاعال...وقد حكم...بعقوبة شهر
حبس مع وقف التنفيذ .حيث أن الحكم أيده المجلس القضائي.
وأنه يجوز لإلدارة من حيث المبدأ ،رفض أو تمديد أجل جواز السفر ألحد الرعايا الجزائريين إذا ما رأت
بأن تنقله إلى الخارج من شأنه أن يمس باألمن العام ...ولكن حيث أن المسألة ليست كذلك في ما
يتعلق بهذه القضية ،ذلك أن رئيس دائرة بوفاريك اختار تداول القضية على الصعيد القانوني عندما
علل رفضة بتطبيق المادة 11من األمر رقم .01-77وحيث أن تطبيق هذا القانون يلزم السلطة
-1لحسين بن شيخ آث ملويا ،دروس في المنازعات اإلدارية ،وسائل المشروعية ،مرجع سابق ،ص .416
- 591 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
اإلدارية باالستجابة لطلب السيد (ح.س.ق) ذلك أن هذا األخير حكم عليه بعقوبة أدنى من تلك
المنصوص عليه في النص القانوني المذكور أعاله".1
أن سبب إلغاء قرار رفض تسليم جواز السفر يعود إلى التكييف
يتبين من القرار المذكور أعاله ،ب ّ
القانوني الخاطئ الذي قامت به اإلدارة للنص القانوني التي بني عليه هذا القرار ،فعيب عدم المشروعية
نص عليه المشرع الجزائري في المادة 11من
في هذا الحالة ناتج عن سوء تكييف السبب القانوني الذي ّ
حددت طبيعة ونوعية العقوبات والجرائم التي يمكن لإلدارة من خاللها
األمر رقم ،1-77هذه األخيرة ّ
تصدى له القاضي اإلداري من خالل الحكم
ّ رفض إصدار جواز السفر للمواطن الجزائري ،األمر الذي
بإلغاء قرار رفض إصدار جواز السفر لعيب السبب.
هذا االتجاه القضائي تبناه مجلس الدولة الج ازئري مرة أخرى من خالل إلغاء قرار اإلدارة المتعّلق
برفض إصدار جواز السفر لمواطن جزائري ،بسبب ارتكاب المواطن لجنحة ،لكن الحكم القضائي مازال
غير نهائي.2
أما بخصوص منازعات سحب رخصة السياقة ،ففي قرار صادر عن مجلس الدولة الجزائري،
مؤرخ في 23فيفيري ،2012يتعّلق بسحب اإلدارة لرخصة سياقة مواطن ،أرسى القاضي اإلداري مبدأ
تعسفيا ،إذ يراقب القاضي
ً اء
أن سحب رخصة السياقة من شخص محكوم ببراءته يعد إجر ً مفاده ب ّ
تم استنفاد العقوبة الجزائية.
مشروعية هذه القرار حتى ولو ّ
جاء في هذا القرار ":حيث أن القرار اإلداري طالما لم يتم إلغاؤه يبقى ساري المفعول رغم
استنفاذه للعقوبة المسلطة عليه بسحب رخصة السياقة لمدة 12شه ار وهو ال يمنع القاضي بمراقبة
مشروعيته وأنه بالفعل حرم المستأنف عليه من رخصة السياقة بصفة تعسفية طيلة هذه المدة...حيث
أن القرار اإلداري محل الطعن جاء مخالفا للقانون رقم 14-01المتعلق بتنظيم حركة المرور وخاصة
المادة 109منه التي تنص على أن جميع اإلجراءات اإلدارية تبطل وتصبح عديمة األثر بصدور أمر
قضائي بأال وجه للمتابعة أو حكم بالبراءة...حيث أنه بالرغم من أن العارض قدم أمام اللجنة الوالئية
التي اجتمعت بشأنه في 2007/10/23الحكم القاضي ببراءته الصادر بتاريخ 2006/12/05إال أن
اإلدارة تعسفت في حقه وقررت سحب الرخصة بموجب القرار المطعون فيه.3 "...
أهم معالم
الفرع الثاني :أساليب الرقابة الحديثة :رقابة المالءمة ورقابة الخطأ الواضح في التقدير ّ
السياسة القضائية الحديثة في الرقابة على عيب السبب
تطورت رقابة القاضي اإلداري لعيب السبب في الق ارر اإلداري ،حيث برزت في هذا المجال رقابة
أخير كيفية
وتطور هذا النوع من الرقابة ( ،)2و ًا
ّ نستعرض تعريف رقابة المالءمة ( ،)1وظهور
-1كمال جعالب " ،السلطة التقديرية لإلدارة" ،مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية ،المجلد ،06العدد ،02العدد التسلسلي ،2013 ،15
ص .15
2
- Pierre-Laurent FRIER, « Motifs : contrôle », op.cit, n° 80, p 27.
-3سامي جمال الدين ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .499
- 594 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
التخوف من
ّ اء على طلب السيد ،René Benjaminوذلك بحجة المتضمن منع عقد اجتماع عمومي بن ً
ّ
وقوع اضطرابات تخل بالنظام العام .وقد قام المجلس بفحص الظروف المحلية التي أحاطت بالدعوة إلى
-1محمد ماهر أبو العينين ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية ،الكتاب األول ،مرجع سابق ،ص .838
-2عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .174
-3مراد بدران ،مرجع سابق ،ص .337
-4مايا محمد نزار أبودان ،مرجع سابق ،ص .25
- 595 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
أن السلطات المحلية كانت تستطيع المحافظة على النظام العام باستخدام
وتبين له ب ّ
عقد هذا االجتماعّ ،
إمكانيات قوات األمن المتوفرة لديها ،مع السماح بعقد االجتماع.1
كمبرر لق ارراتها ،ومدى
ّ إن الرقابة القضائية على أهمية وخطورة الوقائع التي تدعيها اإلدارة
ّ
تناسبها مع اإلجراء المتّخذ على أساسها يمثل في الواقع خطوة جريئة من طرف مجلس الدولة الفرنسي ،إذ
عن طريق هذه الرقابة ال يصبح القاضي اإلداري مجرد قاض يفصل في المنازعات اإلدارية على أساس
من القواعد القانونية سارية المفعول ،كما هو الشأن بالنسبة للقاضي العادي ،وإنما يصبح إضافة إلى ذلك
1
- C.E, 19 mai 1933, Benjamin, G.A.J.A, op.cit, n° 44, p 280.
2
- Marcel WALINE, « Étendue et limites du contrôle du juge administratif sur les actes de
l'administration », E.D.C.E, n° 10, 1956, p 29.
-3وليد محمد الشناوي " ،التطورات الحديثة للرقابة القضائية على التناسب في القانون اإلداري (دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة)"،
مجلة البحوث القانونية واالقتصادية ،جامعة المنصورة ،المجلد ،06العدد ،02الرقم التسلسلي للعدد ،2016 ،59ص .599
-4حمد عمر حمد ،السلطة التقديرية لإلدارة ومدى رقابة القضاء عليها ،ط األولى ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض،
،2003ص .185
- 596 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
لممارسة هذه الرقابة ،األول يتمثل في رقابة الموازنة بين المنافع واألضرار ،أما الثاني فهو رقابة الخطأ
بأن المجال الخصب لتطبيق األسلوب األول هو الرقابة على السلطة
الواضح في التقدير .واعترف الفقه ّ
التقديرية لإلدارة في المجال العمراني ونزع الملكية من أجل المنفعة العمومية ،أما األسلوب الثاني فمجاله
وخصوصا ما تعّلق منها بالحقوق والحريات العامة لألفراد.1
ً الرحب هو تدابير وق اررات الضبط اإلداري
في هذا المجال يصل القاضي اإلداري إلى أقصى درجات الرقابة على اإلطالق ،وذلك ألنه
المكونة لركن السبب ومدى تناسبها مع مضمون القرار الصادر ،أو بمعنى
ّ يتطرق لبحث أهمية الوقائع
ّ
آخر يراقب درجة خطورة القرار اإلداري ،وهل الوقائع التي تشكل السبب متناسبة في درجة أهميتها مع
خطورة القرار.
أصال ،ألن تقدير مضمون
ً أن القاضي اإلداري ّ
يتدخل هنا في نطاق محضور عليه واضح ب ّ
بالنظر ألهمية السبب هي مسألة تدخل في نطاق السلطة التقديرية لإلدارة حسب األصل العام،
القرار ّ
فالقاعدة أن القاضي اإلداري يقف في رقابته لسبب القرار على رقابة الوجود المادي والتكييف القانوني
يتدخل في تقدير أهمية الوقائع وتناسبها مع مضمون القرار ،ألن هذا يندرج ضمن نطاق
للوقائع ،وال ّ
المالءمة.2
طبقه مجلس الدولة الفرنسي بخصوص حرية تنقل المشجعين لمالعب كرة القدم ،إذ أن
وهذا ما ّ
يتم تبريره فقط باالتجاه الذي تتبناه جمعية
أن ّالقرار الضبطي المتعّلق بمنع الدخول للمالعب ال يمكن ّ
رياضية معينة ،بل يجب البحث في مدى الخطورة التي ينطوي عليها سلوك المشجعين أنفسهم على
النظام العام ،3أو بالنسبة لعدم التوافق بين هدف حماية النظام العام المترتّب على قرار إبعاد أجنبي
واالعتداء غير المناسب مع حقه األساسي في حياة عائلية طبيعية مع أسرته.4
ثانيا -رقابة الخطأ الواضح في التقدير :في بعض حاالت ممارسة السلطة التقديرية ال يباشر القاضي
اإلداري رقابته على عيوب عدم المشروعية الداخلية ّإال في حدود الرقابة الدنيا ،وهذا معناه أن القاضي
ولسد هذا النقص لجأ مجلس الدولة الفرنسي إلى
ّ يمتع عن ب ّسط رقابته على التكييف القانوني للوقائع.
البين في التقدير Contrôle d’appréciation de l’erreur
أسلوب جديد هو رقابة الخطأ الواضح أو ّ
-1عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص 173وما بعدها.
-2محمد رفعت عبد الوهاب ،القضاء اإلداري ،الكتاب الثاني ،قضاء اإللغاء قضاء التعويض وأصول اإلجراءات ،ط األولى ،منشورات
الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2005 ،ص ص .212-211
3
- C.E, 8 novembre 2013, Olympique lyonnais, req. n° 373129, A.J.D.A, 2013, p 2472.
4
- C.E, 19 mars 2003, Ascone,req. n° 235605, A.J.D.A, 2003, p 1055, concl. M. Guyomar.
- 597 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
تعريفه ب ّأنه الخطأ الذي يرى فيه القاضي من خالل بحثه في ملف الدعوى ومختلف كما يمكن ّ
تجاوز لحدود المعقول لدرجة البداهة.1
ًا الظروف التي جرى فيها تقدير الوقائع،
التطور القضائي الذي حملته نظرية
ّ الصدد يرى األستاذ لحسين بن شيخ آث ملويا ب ّ
أن في هذا ّ
الخطأ الواضح في التقدير يمثل فائدة محّققة ،إذ يتعّلق األمر بالفعل بمنح القاضي اإلداري نوع من الرقابة
على تقدير أهمية وخطورة الوقائع ،في حاالت كان ال يملك فيها تلك الرقابة .وبعبارة أخرى ال ّ
2
يحق
التدخل في تقدير اإلدارة ّإال إذا وقعت هذه األخيرة في مغاالة واضحة في التكييف ،كأن
ّ للقاضي اإلداري
تقوم بتكييف واقعة بسيطة بأنها تنطوي على تهديد للنظام العام وتبني عليها موقفها باتخاذ قرار خطير
يمس بحريات األفراد.3
يعد هذا االتجاه القضائي صمام أمان بالنسبة للحاالت التي تتعسف اإلدارة فيها صراحة بسلطتها
اضحا في التقدير يتجاوز حدود
التقديرية ،إذ أنها ملزمة بانتهاج منهج معقول بحيث أنها إذا ارتكبت خطأ و ً
يتصدى لها.4
ّ فإن القاضي اإلداري
المعقول في تكييفها لعناصر المالءمة ّ
لفعلية لمجلس الدولة الفرنسي في تطبيق هذا النوع من الرقابة بخصوص
وقد كانت االنطالقة ا ّ
المقيدة لحرية التنقل الناتجة عن تدابير الضبط اإلداري المتعّلقة بسحب جواز السفر وإبعاد
ّ الق اررات
األجانب وبالضبط في قضية .5Pardov
لجأ مجلس الدولة الفرنسي إلى رقابة الخطأ الواضح في التقدير لتعويض غياب رقابة التكييف
ينصب على تقدير األسباب ،لكنه
ّ فإن األمر يتعّلق بخطأ
القانوني للوقائع .وكما تشير إليه العبارة أعالهّ ،
سافر ،6لذلك فقد عمل على تصحيح هذه الوضعية جسيما أو ًا
ً اضحا أو
ال يرتب اإللغاء ّإال إذا كان و ً
ومقرر
ًا الشا ّذة من خالل ابتكار مفهوم الخطأ الواضح في التقدير الذي ترتكبه اإلدارة في تقديرها للوقائع،
أن مثل هذا الخطأ من شأنه أن يعيب مشروعية القرار اإلداري ويجعله خارًجا عن حدود المنطق والتفكير
بّ
السليم.1
التطورات التي أصابت مختلف جوانب النشاط اإلداري في السنوات األخيرة .لهذا يمكن القول ب ّ
أن هذه ّ
تشق طريقها في قضاء مجلس الدولة الفرنسي بدعم قضائي ومؤازرة فقهية ،لتصبح
الفكرة استطاعت أن ّ
وليستقر الخطأ الواضح في التقدير كعيب من العيوب التي
ّ في النهاية نظرية قضائية متكاملة المعالم،
تصيب القرار اإلداري ،3يمكن من خالله رقابة الخطأ الذي يتعارض من الفطرة السليمة ،ويتجاوز حدود
المعقول .وبذلك استطاعت هذه النظرية إعادة صياغة مفهوم السلطة التقديرية في ذاتها ،لتصبح سلطة
عاقلة وواعية.4
يتمكن من خاللها القاضي اإلداري من
الخطأ الواضح في التقدير بهذا المعنى هو أداة فنية ّ
ممارسة الرقابة على السلطة التقديرية لإلدارة فيما يتعّلق بركن السبب في القرار اإلداري ،بحيث إذا جاء
مشوبا بخطأ واضح في التقدير.
ً للحد المعقول كان
متجاوز ّ
ًا هذا التقدير
-2معيار تحديد الخطأ الواضح في التقدير :يجمع الفقه على وجود معيارين لتحديد وجود خطأ واضح
في التقدير ،المعيار اللغوي والمعيار الموضوعيّ ،إال أن المعيار الراجع هو الجمع بينهما ،وذلك على
النحو اآلتي:
بأن كلمة "واضح" أو "ساطع" التي تقابل بالتعبير الفرنسي أ -المعيار اللغوي :يرى أصحاب هذا ّ
الرأي ّ
أن هذا الخطأ قد وصل إلى درجة من الوضوح تكفي
يوصف بها الخطأّ ،إنما توحي ب ّ
" "Manifesteالتي ّ
شك لديه حوله .كما يرى أصحاب هذا ّ
الرأي إلقناع القاضي بوجود مثل هذا الخطأ أو تكفي إلزالة أي ّ
أن قوام تحّقق الخطأ الواضح في التقدير توافر الجسامة والوضوح.
بّ
فمن ناحية الجسامة ،يجب أن يبلغ الخطأ الواضح درجة من الجسامة تفوق درجة الخطأ البسيط،
الممكن لإلدارة أن تخطئ في ممارسة سلطتها التقديرية ،فإنه ال يجوز لها مطلًقا أن ترتكب
ّ فإذا كان من
خصوص نزاع ما قد ال يعتبر كذلك في نزاع آخر .حقيقة يجب أن ينطوي هذا الخطأ على درجة ّ
معينة
طل النشاط اإلداري لمجرد خطأ بسيط من طرف اإلدارة ،ولكن يجب عدم
من الجسامة ،حتى ال يتع ّ
التعويل على صفة الوضوح التي يجب أن يكون عليها الخطأ ،إلى درجة يمكن للشخص العادي اكتشافه،
ّ
فجسامة هذا الخطأ تجعل من حاالت الوقوع فيه من طرف رجل اإلدارة قليلة على اعتبار خبرته
وتخصصه في التسيير اإلداري.
ّ
-3األساس القانوني لنظرية الخطأ الواضح في التقدير :يرى بعض الفقه ّ
بأن األساس القانوني لتطبيق
غامضا ،والواقع أنه في بعض الحاالت تظهر
ً القاضي اإلداري لنظرية الخطأ الواضح في التقدير يبقى
مباشر في سلطة المالءمة التي تتمتّع بها اإلدارة ،لكن يمكن أن
ًا تدخال
ً رقابة الخطأ الواضح باعتبارها
ينظر إليها كتطبيق لمبدأ التناسب ،وذلك ألن الخطأ الواضح يدل على وجود عدم تناسب بين محتوى
أن تظهر رقابة الخطأ الواضح في التقدير ضمن مفهوم رقابة
القرار وأسبابه هذا من جهة ،كما يمكن ّ
المشروعية باعتبارها أحد متطّلبات المعقولية من جهة أخرى.1
المشرع وإنما عن طريق
ّ تدخل
تتغير ال بفعل ّ
إن الحدود الفاصلة بين المشروعية والمالءمة قد ّ
حركية االجتهاد القضائي ،ذلك أن الدور اإلنشائي الذي يمارسه القاضي اإلداري في خّلق المبادئ
والقواعد القانونية ،قد يؤدي إلى تغيير الحدود الفاصلة بين رقابة المشروعية والمالءمة ،وذلك عندما
مالئما .2وقد برر بعض الفقه ذلك في الرغبة
ً يشترط القاضي اإلداري لمشروعية القرار اإلداري أن يكون
األكيدة لدى القضاء اإلداري في تحقيق أقصى حماية لحقوق وحريات األفراد .ولذلك ّ
فإن مسلك القاضي ّ
عملية تتعّلق بمواجهة إساءة استعمال سلطة
ّ اإلداري ال تفسره أي اعتبارات قانونية ،وإنما ّ
تبرره اعتبارات
الضبط اإلداري عند تقييد ممارسة الحقوق والحريات العامة.3
لهذا يقول األستاذ Pierre SERRANDEفي مقاله حول" :الرقابة القضائية على السطلة
النظر
بأن رقابة الخطأ الواضح في التقدير يمكن ّ
التقديرية لإلدارة من خالل االجتهاد القضائي الحديث"ّ ،
إليها من زاويتين ،األولى باعتبارها رقابة دنيا على التكييف القانوني للوقائع ،وذلك في المسائل التي يترك
1
- Jean-Marie WOEHRLING « Le contrôle juridictionnel du pouvoir discrétionnaire en France », La Revue
administrative, n° spécial 7, 1999, p 86.
-2عبد القادر دراجي " ،الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة بسكرة ،المجلد ،13العدد ،02
العدد التسلسلي ،2013 ،32ص .339
-3عمر بوقريط " ،الرقابة القضائية على عنصر السبب في ق اررات الضبط اإلداري" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة قسنطينة ،1
المجلد ،27العدد ،03العدد التسلسلي ،2016 ،46ص .74
- 602 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
التصرف ،أما
ّ قدر من السلطة التقديرية في
_بناء على النصوص القانونيةً -ا
ً فيها القاضي اإلداري لإلدارة
معمقة تستهدف محتوى القرار وتقترب بالتالي من رقابة المالءمة.1
الثانية فيمكن اعتبارها رقابة ّ
حد
المتطورة هو أن يفرض على اإلدارة ّ
ّ فإن الهدف المؤكد لهذه التقنية القضائية
وعلى أي حالّ ،
أدنى من المنطق والعقالنية في ق ارراتها ،بحيث تتجنب الوصول إلى حلول غير منطقية تدل على
االختالل الواضح في التقدير الذي قامت به للوقائع المادية للق اررات اإلدارية المتّخذة.
المقيدة لحرية التنقل:
ّ -4تطبيق القاضي اإلداري لمعيار الخطأ الواضح في َّ
التقدير بالنسبة للق اررات
المقيدة لحرية التنقل في
نستعرض كيفية تطبيق معيار الخطأ الواضح في التقدير بالنسبة للق اررات اإلدارية ّ
النحو اآلتي: القضاء اإلداري الفرنسي ،المصري و ًا
أخير الجزائري ،وذلك على ّ
أ -في القضاء اإلداري الفرنسي :تعتبر نظرية الخطأ الواضح في التقدير وسيلة طعن حديثة النشأة تجد
تكريسها الواضح والجلي في قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ،Masperoحيث بدأ القاضي اإلداري
ّ
ّ
أن قرار وزير
في استعمال مصطلح " الخطأ الواضح في التقدير" ،رغم أنه في هذه القضية ّتوصل إلى ّ
الداخلية بمنع تداول وتوزيع مجلة " "La revue tricontinental, édition françaiseيقوم على وقائع
تشكله هذه المجلة على النظام العام ال يمكن مناقشة
فإن تقييم اإلدارة للخطر الذي ّ
مادياّ ،
غير صحيحة ً
أمام القضاء اإلداري.2
المستقر،
ّ أن مجلس الدولة الفرنسي قد خرج عن قضائه المألوف و
واضح من خالل هذا القرار ب ّ
وتناول بالبحث والدراسة التقدير الذي قام به وزير الداخلية حول مدى خطورة تداول مجلة أجنبية على
مشوبا بخطأ واضح في التقدير.3
ً بأن هذا التقدير ليس
النظام العام ،وانتهى إلى القول ّ
لقد كان من الضروري دخول آلية الخطأ الواضح في التقدير لمجال الضبط المتعّلق بحرية التنقل،
استمر مجلس الدولة الفرنسي لمدة طويلة في اإلقرار لإلدارة بسلطة تقديرية واسعة في هذا المجال،
ّ فقد
دائما بحث تقدير اإلدارة لألسباب المتعّلقة بالنظام العام ضمن ق اررات إبعاد
وعلى هذا األساس فقد رفض ً
أيضا تقدير أسباب منع أجنبي من الدخول إلى اإلقليم.1 4
األجانب ،كما لم يراقب ً
1
- Pierre SERRANDE, « Le contrôle juridictionnel du pouvoir discrétionnaire de l’administration à travers
la jurisprudence récent », R.D.P, n°128- 2012,4, juillet – août, pp 911-912.
2
- C.E, Ass, 2 novembre 1973, Société Anonyme « Librairie François Maspero », Rec. C.E, p 611.
-3مايا محمد نزار أبودان ،مرجع سابق ،ص .135
فإن األستاذ Fabrice MELLERAYيرى
رغم السبق القضائي لمجلس الدولة الفرنسي في تطبيق نظرية الخطأ الواضح في التقدير ّ
بأن القاضي اإلداري الفرنسي اقتبس هذه الفكرة من القانون اإلنجليزي.
ّ
Fabrice MELLERAY, op.cit, n° 48, p 16.
4
- C.E, 13 juin 1952, Meyer, Rec. C.E, p 312.
- 603 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
وكان مجلس الدولة الفرنسي يكتفي في هذه الحاالت بفحص ما إذا كانت األسباب التي تدعيها
أساسا إلجراءات الضبط .وال يقتضي األمر هنا
اإلدارة ليست غريبة عن مجال تطبيق النصوص المتّخذة ً
أن يحل القاضي اإلداري تقديره محل اإلدارة عندما تتمتّع بسلطة تقديرية واسعة.2
ساهم قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية Masperoالمذكور أعاله ،في مضاعفة اللجوء إلى
اختصاصا تقديرًيا دون أن تخضع
ً رقابة الخطأ الواضح في التقدير في األحوال التي تمارس فيها اإلدارة
التطور التأثير المباشر على رقابة ق اررات ترحيل األجانب ،إذ ألغى مجلس
ّ لشروط قانونية .وقد كان لهذا
الدولة عديد ق اررات اإلبعاد بسبب الخطأ الواضح في التقدير كما في القرار المتعلق بقضية .3Pardov
ومنذ زمن بعيد كان تقدير وجود التهديد للنظام العام ومالءمة قرار اإلبعاد يدخل في االختصاص
التقديري لوزير الداخلية ،لكن األمر تغير بعد صدور ق ارر ،Masperoليقوم القاضي اإلداري بعدها برقابة
الخطأ الواضح في التقدير ،حيث يعود الفضل في ذلك لمفوض الحكومة لدى مجلس الدولة السيد
تمتد رقابة الخطأ الواضح في التقدير لتشمل الق اررات المتعّلقة
أن ّ ،Braibantوالذي اقترح للمرة األولى ب ّ
بالضبط اإلداري.
وفي قرار Pardovالمذكور أعاله ،لجأ مجلس الدولة الفرنسي إلى رقابة الخطأ الواضح في
التقدير في رقابة التدابير الضبطية المتخذة في مواجهة السيد ،Pardovوهو الجئ سياسي بلغاري .حيث
الية رقابة القاضي
فع ّتنبه المجلس إلى أ ّن استبعاد رقابة التكييف القانوني للوقائع يؤدي إلى إضعاف ّ
مقرر إخضاعها لرقابته على
اإلداري ،وبين هامش السلطة التقديرية التي تملكها اإلدارة في هذا المجالً ،ا
1
- C.E, 21 novembre 1952, Marcon, Rec. C.E, p 524.
-2عصام نعمة إسماعيل ،مرجع سابق ،ص .281
3
- C.E, Ass, 3 février 1975, Ministre de l’Intérieur c/ Pardov, Rec. C.E, p 83.
4
- C.E, 28 septembre 1990, préfet Corrèze : Juris-Data n° 1990-044025; Rec. CE, 1990, p 777.
- 604 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
إن قيمة الرقابة التي يحققها الخطأ الواضح في التقدير تظهر عندما تستعمل اإلدارة سلطتها
ّ
التقديرية التي تقوم في جوهرها على اإلطالق ،وهذا هو الجديد الذي أضافته إلى المدلول التقليدي للرقابة،
باعتبار الخطأ الواضح يمثل حدا تقف عنده السلطة التقديرية ،فتكون اإلدارة ّ
حرة في إجراء عملية التقدير،
اضحا في هذا التقدير ،حيث تنتهي السلطة التقديرية من حيث يبدأ
أن ترتكب خطأ و ً
حرة في ّ
ولكنها ليست ّ
عيبا له أهميته البارزة.4
هذا الخطأ ،وهو ما يجعل من الخطأ الواضح في التقدير ً
ب -في القضاء اإلداري المصري :تحقيًقا لحماية الحقوق والحريات العامة لألفراد فقد وجد مجلس الدولة
المصري ب ّ
أن رقابته التقليدية على سبب القرار اإلداري ،والمتمثلة في رقابة الوجود المادي للوقائع وتكييفها
المقيدة للحريات العامة ،وألجل ذلك فقد
القانوني غير كافية لمواجهة الخطورة التي قد تنجم عن الق اررات ّ
وسع من نطاق رقابته لتقدير مدى مالءمة إصدار اإلدارة لق ارراتها.
أن مبدأتبرر المحكمة اإلدارية العليا المصرية خضوع بعض الق اررات اإلدارية لرقابة المالءمة في ّّ
تستقل من
ّ المشروعية يلزم اإلدارة باحترام بعض القواعد ،فإذا كان القانون قد يمنح لإلدارة ًا
قدر من الحرية
أن يكون تدخل اإلدارة ألسباب جدية تبرره ،فالمناط والحالة في مشروعية القرار الذي تتخذه اإلدارة ،هو
أن يكون التصرف الزما لمواجهة حاالت معينة من دفع خطر جسيم يهدد األمن العام والنظام العام
باعتبار أن هذا اإلجراء هو الوسيلة الوحيدة لمنع هذا الضرر ،وللقضاء اإلداري الحق في الرقابة على
قيام هذا المسوغ أو عدم قيامه".1
ولما كانت رقابة القاضي اإلداري ضرورية لحماية حرية التنقل من خالل فحص الوقائع ،فإنه ال
يمارس هذه الرقابة ّإال عندما يكون اإلجراء الضبطي ينطوي على اعتداء على نشاط فردي له أهمية
-1المحكمة اإلدارية العليا ،جلسة 26نوفمبر ،1983مجموعة مبادئ السنة ،29ص .111
-2محمد حسنين عبد العال ،مرجع سابق ،ص .71
-3محكمة القضاء االداري ،قضية رقم 24796لسنة 57قضائية ،جلسة 13أفريل ،2004ذكره أشرف إبراهيم سليمان ،مرجع
سابق ،ص .198
-4محكمة القضاء اإلداري ،الدعوى رقم 4934لسنة 41قضائية ،جلسة 27نوفمبر ،1993موسوعة دعوى اإللغاء أمام القضاء
اإلداري ،ص .621
- 606 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
أما بالنسبة للمحكمة اإلدارية العليا فقد حسمت موقفها بشأن ازدواجية اتجاه محكمة القضاء
اإلداري ،حيث غلبت السلطة التقديرية لإلدارة ،وامتنعت عن فرض رقابتها على المالءمة.1
يتبين في حكمها المؤرخ في 8فيفري 1986الذي جاء فيه " الترخيص أو عدم
وهذا ما ّ
متفقا مع
الترخيص في السفر إلى خارج البالد هي من األمور المتروكة لتقدير اإلدارة حسبما تراه ً
الصالح العام ،فلها أن ترفض الترخيص إذا قام لديها من األسباب ما يبرر ذلك...وقد بان للمحكمة من
األوراق المقدمة أن وزارة الداخلية استخلصتها من التحريات التي تجمعت لدى إدارة المباحث
العامة...إذ هي حرة في اختيار مناسبة إصدار قرارها بغير معقب عدا إساءة استعمال السلطة".2
ق اررات ترحيل األجانب ،وبالتالي ال يجوز للقاضي اإلداري بحث مالءمة هذه الق اررات ،وهذا ما ّ
أكدت
عليه في حكمها المؤرخ في 24مارس ،2018والذي جاء فيه ..." :إال أنه ليس للقضاء اإلداري ،في
حدود رقابته القانونية لمشروعية قرار اإلبعاد ،للوقوف على ما إذا كان قرار اإلبعاد قد صدر من
وقائما على أسباب صحيحة ثابتة في األوراق، المختص قانوًنا بإصداره وبالطريق الذي رسمه القانون
ً
اقعا وقانوًنا دون أن تشوبه شائبة من إساءة استعمال السلطة ،أن يخرج عن حدود
تؤدي إليه وتبرره و ً
هذه الرقابة وأن يتطرق إلى بحث مالءمة اإلبعاد الذي كشفت جهة اإلدارة عن سببه ،أو أن يتدخل في
تقدير خطورة هذا السبب ومدى ما يمكن ترتيبه عليه من آثار بإحالل نفسه محل وزارة الداخلية فيما
هو متروك لتقديرها.1 "....
ج -في القضاء اإلداري الجزائري :بتحليل الق اررات القضائية الصادرة عن القضاء اإلداري الجزائري،
والسابق اإلشارة إليها في معرض بحث الرقابة على الوقائع وكذا التكييف القانوني لها ،ال نجد أي أثر
لتطبيق نظرية الخطأ الواضح في التقدير ،إذ اقتصرت رقابة القاضي اإلداري على التحّقق من الوجود
المادي للوقائع التي تدعيها اإلدارة لتقييد ممارسة حرية التنقل ،والرقابة على صحة التكييف القانوني الذي
الشأن.
قامت به اإلدارة في هذا ّ
ميز اجتهاد القاضي اإلداري الجزائري عند مناقشته لنطاق
لكن يمكن مالحظ مدى التناقض الذي ّ
السلطة التقديرية الذي تتمتع به اإلدارة عند إصدار مختلف الق اررات المتعّلقة بتقييد ممارسة حرية التنقل،
وذلك عندما يربط هذا التقدير بحماية النظام واألمن العموميين .وكما سبق ذكره بالنسبة للقضاء الفرنسي،
الحد من السلطة التقديرية لإلدارة.
فإن رقابة الخطأ الواضح في التقدير تعتبر آلية للرقابة و ّ
ّ
فقد رفض القاضي اإلداري الجزائري إخضاع هذا التقدير لرقابته بالنسبة لق اررات رفض إصدار
جواز السفر ،وهو ما يظهر من خالل قرار المجلس األعلى رقم 38451المؤرخ في 29ديسمبر ،1984
الذي جاء فيه " :وأنه يجوز من حيث المبدأ رفض أو تمديد أجل جواز السفر ألحد الرعايا الجزائريين إذا
ما رأت بأن تنقله إلى الخارج من شأنه المساس باألمن العام وأن التقدير الذي تقوم به اإلدارة غير
قابل للمناقشة أمام قاضي تجاوز السلطةّ .2"...إال أنه عاد وفرض رقابته على سلطة اإلدارة التقديرية
بالنسبة للق اررات المتعّلقة بالمنع من الدخول إلى اإلقليم ،يظهر ذلك من خالل قرار المجلس األعلى رقم
49330المؤرخ في 11أكتوبر ،1986والذي جاء فيه " :حيث أنه يحق للسلطة اإلدارية رفض الدخول
لكل مسافر ترى في دخوله إلى تراب الجزائر مساسا باألمن العام وأن التقدير الذي تتمتع به هذه
السلطة قابل للنقاش أمام قاضي تجاوز السلطة.3"...
-1المحكمة اإلدارية العليا ،الطعن رقم 103338لسنة 61قضائية عليا ،جلسة 24مارس ،2018ذكره حمدي ياسين عكاشة،
مرجع سابق ،ص ص .563-562
-2المجلس األعلى ،قرار رقم ،38541مؤرخ في 29ديسمبر ،1984مذكور سابًقا.
أيضا مجلس الدولة ،قرار رقم ،052342
-المجلس األعلى ،قرار رقم ،4933مؤرخ في 11أكتوبر ،1986مذكور سابًقا ،أنظر ً
3
رغم أن القاضي اإلداري الجزائري يشير صراحة إلى نطاق رقابته للسلطة التقديرية لإلدارة أثناء
المقيدة لحرية التنقلّ ،إال أنه ال يمكن البناء على هذه الق اررات الستنتاج
إصدارها لمختلف الق اررات اإلدارية ّ
موقفه من تطبيق رقابة الخطأ الواضح في التقدير ،ألنه كان في مقدوره اإلشارة إلى ذلك بشكل صريح،
خصوصا أنه قد تبنى صراحة هذه اآللية ضمن رقابته للتناسب بين األخطاء المهنية والعقوبات التي
ً
تقررها اإلدارة ضمن مجال الوظيفة العمومية.1
ّ
يتبين للقاضي اإلداري بأن تقدير اإلدارة كان نتيجة لخطأ واضح في التقدير فإنه يقضي
فعندما ّ
بإلغاء القرار اإلداري المطعون فيه ليس من باب رقابة المشروعية بل من باب درء ّ
تعسف اإلدارة في
استعمال سلطتها التقديرية.2
-1أنظر مجلس الدولة ،قرار رقم ،008155مؤرخ في 17ديسمبر ( .2002غير منشور) ،ذكره فضيل كوسة ،مرجع سابق ،ص
304؛ مجلس الدولة ،قرار رقم ،880183مؤرخ في 26جويلية ،1999ذكره محمد الصغير بعلي ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء،
مرجع سابق ،ص 291؛ مجلس الدولة ،قرار رقم ،172994مؤرخ في 27جويلية ،1998قضية (ع.ه) ضد المجلس األعلى
للقضاء ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،01ص .83
-2رمضان غناي " ،عن موقف مجلس الدولة من الرقابة على الق اررات التأديبية الصادرة عن المجلس األعلى للقضاء حالة الغلط
الصارخ في التقدير ،تعليق على قرار مجلس الدولة رقم 172994الصادر بتاريخ 1998/07/27منشور في مجلة مجلس
الدولة عدد 2002/1ص ،"84-83مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2005 ،06ص .51
- 609 -
اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل الباب الثاني:
ُمكوناتُالحريةُالشخصيةُلإلنسانُ،وهذاُماُيُفسُرُالمكانةُ
تُعتبرُحريةُالتنقلُواحدةُمنُبيُنُأهم ُ
المُهُمُة ُالتي ُتحتلُها ُضمن ُالنظام ُالقانوني ُللحقوق ُوالحريات ُالعامةُ ،فهي ُتعتبر ُبحقُ ُالقاطُرة ُلممارسةُ
الحق ُوقُوالحرياتُاألخرىُُ،فكُلُماُكانُمُقدارُالتُمتُعُبممارسةُهذهُالحر
يةُكبيراُكانُلذلكُاألثرُالمباشرُفيُ
ً
تدعيمُممارسةُالحقوقُوالحرياتُاألخرىُ،والعكسُصحيحُ،فعندُفرضُالقيودُعلىُهذهُالحريةُسينتجُعنهُ
الُمحالةُحُرمانُاألفرادُمنُممارسةُباقيُالحقوقُوالحرياتُُ.
وأهمية ُحرية ُالتنقل ُعلى ُالنُحو ُالمبين ُسابَقاُ ،جعلت ُمنها ُعنو ًانا ُلالنفتاح ُالذي ُيُميُز ُالعالمُ
المُعاصرُ ،حيث ُتتقاطع ُمع ُمفهوم ُالعولمةُوما ُينُتجُعنها ُمن ُإرهاصاتُ ،وماُيعيشهُالعالم ُفي ُالوقتُ
ُدليال ُعلىُعولمةُ
الحاليُمنُتقييدُصارمُلحريةُالتنقلُفيُظلُ ُانتشارُفيروسُكوروناُ(كوفيدُ)19-إال ًُ
ُ
حريةُالتنقلُ،وأنُاالقتصادُالعالميُوالنشاطُاإلنسانيُبصفةُعامةَُُيعتمُدُعلىُإطالقُممارسةُهذهُالحريةُ
بكافةُأشكالهاُ.
فيُمقابلُالمزاياُالعديدةُالتيُأفرزتهاُظاهرةُالعولمةُعلىُممارسةُالحقوق ُوالحرياتُبصفةُعامةُ
ُتطور ُفي ُوسائل ُتنقل ُاألشخاص ُعلى ُالصعيدينُ
وحرية ُالتنقل ُبصفة ُخاصةُ ،وما ُنتج ُعن ُذلك ُمن ُ
الداخليُوالخارجيُ،فإنُ ُإرهاصاتُالعولمةُكانُلهاُتأثيراتُسلبيُة ُعلىُممارسةُحريةُالتنقلُ،يظهرُذلكُ
من ُخالل ُبروز ُظاهرة ُاإلرهاب ُوالجريمة ُالمنظُمة ُعبر ُالوطنيةُ .لهذا ُفقد ُاتُجهت ُالدول ُالمختلفة ُإلىُ
اتُاألخيرةُإلىُتطبيقُ
ُ فرضُالمزيدُمنُالقيودُعلىُحريةُتنقلُاألشخاصُ،كماُاُزدادُتوجُههاُفيُالسنو
ُ
ظروفُاالستثنائيةُوخصوصاُنظامُحالةُالطوارئُ،األمرُالذيُانعكسُبشكلُ
ً األنظمةُالقانونيةُالمتعلُقةُبال
سلبيُعلىُتقييدُممارسةُحريةُالتنقلُتحتُمبرراتُحمايةُالنظامُواألمنُالعموميينُ.
من ُبيُن ُمميُزات ُالدولة ُالحديثة ُخضوعها ُللقانون ُأو ُما ُيعرف ُبمبدأ ُسيادة ُالقانونُ ،ففي ُنطاقُ
القانون ُاإلداري ُيُهيُمن ُمبدأ ُالمشروعية ُعلى ُالعمل ُاإلداريُ ،والذي ُيعني ُأن ُتكون ُجميع ُنشاطاتُ
جُفيُقوتهُ،وكلُعملُيخرجُ
ُ اعاةُالتدر
ُ وتصرفاتُاإلدارةُتمارسُفيُحدودُالقانون ً
ُ،أياُكانُمصدرهُ،معُمر ُ
عنُأحكامُهذاُالمبدأُيكون ًُ
ُمحال ُللطعنُفيهُ،إذُتُمارسُالرقابةُالقضائية ُعلىُأعمال ُاإلدارةُمنُطرفُ
القاضيُاإلداريُ.
يتجسُدُمبدأُدولةُالقانونُمنُخاللُاستقالليُةُالسلطةُالقضائيةُ،ويظهرُذلكُعلىُوجهُالخصوصُ
من ُخالل ُعملية ُالرقابة ُالقضائية ُعلى ُالق اررات ُالصادرة ُعن ُالسلطات ُاإلدارية ُالمختلفةُ ،ففي ُمقابلُ
ُتحوزها ُاإلدارة ُفي ُمواجهة ُاألفرادُ ،فإنُ ُوجود ُرقابة ُقضائية ُفعُالة ُمن ُطرفُ
االمتيازات ُالكبيرة ُالتي ُ
القاضيُاإلداريُُ،وهذاُلمحاولةُإحداثُموازنةُبينُممارسةُامتياز
اتُالسلطةُالعامةُخصوصاُضمنُمجالُ
ً
الضبطُاإلداريُالمتعلُقُبممارسةُحريةُالتنقلُوبينُالمبادئُالقانونيةُالضامُنةُلهذهُالحريةُ.
من ُخالل ُكلُ ُما ُسبق ُنخلص ُإلى ُأنُ ُالقاضي ُاإلداري ُيساهم ُبصفة ُفعُالة ُفي ُحماية ُحريةُ
التنقلُ ،وهو ُما ُيتجلُى ُمن ُخالل ُالدُور ُالمنوط ُبه ُفي ُهذا ُالمجالُ ،والذي ُيستمدُه ُمن ُأحكام ُالدستورُ
والنصوص ُاالتفاقية ُوالتشريعية ُوكذا ُالتنظيمية ُذات ُالصُلة ُبالموضوعُ ،كما ُيستخدم ُفي ُذلك ُاآلليُاتُ
المُتاحة ُللرقابة ُعلى ُمشروعية ُالق اررات ُاإلدارية ُالمقيُدة ُلحرية ُالتنقل ُسواء ُتعلُق ُاألمر ُبالدعاوىُ
االستعجالية ُأو ُدعوى ُاإللغاءُ ،وذلك ُفي ُظلُ ُالضمانات ُالممنوحة ُألصحاب ُالشُأنُ ،لكن ُذلك ُال ُينُفيُ
وجودُبعضُالنقائصُوالثغراتُالتيُيتعيُنُإعادةُالنُظرُفيهاُمنُأجلُتعزيزُمكانةُالقاضيُاإلداريُفيُ
مواجهة ُالسلطة ُالتقديرية ُالواسعة ُلإلدارة ُمن ُهذا ُالمجالُ ،ال ُسيما ُفي ُظلُ ُفكرة ُالمصلحة ُالعامة ُالتيُ
كثيراُماُيتمُاالستنادُعليهاُفيُإضفاءُالمشروعيةُعلىُالق ارراتُاإلداريةُالمقيُدةُلحريةُالتنقلُ.
ًُ
وقدُتوصُلناُمنُخاللُالدراسةُإلىُجملةُمنُالنتائجُوالمقترحاتُ،نوجزهاُفيُاآلتيُُ:
أوال -النتائج :تتمثلُأهمُُنتائجُالدراسةُفيماُيأتي:
تنوعُالمصادرُالتيُيستخدمهاُالقاضيُاإلداريُلحمايةُحريةُالتنقلُ،فعالوةُعلىُالنصوصُالداخليةُ
ُ ُ -1
يعتمد ُعلىُالنصوصُاالتفاقيةُالُسيماُبعدُالتعديلُالدستوريُلسنةُُ،2020الذيُأقرُ ُصراحةُماُيُطلقُ
عليهُتسميةُالكتلة الدستوريةُ.
ي ُقدُوسع من نطاق ممارسة حرية التنقل ُسواء ُعلىُالمستوىُالداخليُُ
ُ -2يالحظُبأنُ ُالمشرع ُالجزائر ُ
من ُخالل ُحقُ ُالتنقل ُبالنسبة ُللراجلين ُأو ُباستعمالُالمركباتُ ،أو ُالتنقل ُالخارجيُ ُمن ُخالل ُالحقُ ُفيُ
استخدام ُجواز ُالسفرُ ،مع ُوجود ُبعض ُالقيود ُاإلجرائيُة ُعلى ُغُرار ُفرض ُتأشيرة ُالدخول ُإلى ُاإلقليمُ
الوطنيُأوُالترخيصُالمسبقُمنُأجلُالسفرُإلىُالخارجُ.
قُمعُتطورُ
ُ ُ-3اختصاصُالقاضيُاإلداريُبالفصلُفيُالمسائلُالمتعلُقةُبحريةُالتنقلُ ،األمرُالذيُيتُسُ
االجتهادُالقضائيُالفرنسيُ،الذيُأقرُُمنذُسنةُُ2018االختصاصُاألصيلُلجهةُالقضاءُاإلداريُُبرقابةُ
االعتداء ُالواقع ُعلى ُحرية ُالتنقل ُنتيجة ُاالعتداء الماديُ ،مع ُاألخذ ُبعين ُاالعتبار ُبعض ُاالستثناءاتُ
التيُكانتُمكرسةُنتيج ًة ُلمفهومُالحرية الفرديةُ ،والتيُاُنحصرُمجالهاُبحيثُأصبحتُالُتشملُحريةُ
التنقلُ،إضافةُإلىُ ُاالستثناءُالمتعلُقُباختصاصُقاضي الحريات ُ" "Le juge des libertésفيماُيخصُ
قرارُاالعتقال اإلداريُ.
أخير ُالنصوص ُالتنظيمية ُالتي ُتظهر ُبشكل ُجلي ُمن ُخالل ُلوائح ُالضبطُ
بالظروف االستثنائيةُُ ،و ًا
المرتبطةُبالسُياقُالحاليُلمكافحةُفيروسُكوروناُ(كوفيدُُ.)19-
فقدُمكنتناُالدراسةُمنُالوقوفُعلىُأهم ُالقيودُالواردةُعلىُممارسةُحريةُالتنقلُ،حيثُنجدُبأنُ
قيد النظام العام ُمصطلح ُيحيط ُبه ُالغموض ُوعدم ُالوضوحُ ،بالنُظر ُإلى ُاختالف ُمضمونه ُمن ُنظامُ
قانونيُإلىُآخرُ،بلُيمكنُأنُيختلفُمعناهُفيُالنظامُالقانونيُذاتهُبينُنطاقُزمنيُوآخرُ،يضافُإلىُ
ذلكُأنُالنصوصُالقانونيةُلمُتضعُتعر ًيفاُلفكرةُالنظامُالعامُ،مماُيعنيُبأن ُمهمةُتحديدُهذاُالمفهومُ
ستكون ُعلى ُعاتق ُالقاضي ُاإلداريُ ،الذي ُيبلورها ُضمن ُالسياق ُالسياسي ُواالقتصادي ُوالتراث ُالثقافيُ
والحضاريُ ،وسياسات ُالهُجرة ُوالتنقل ُالتي ُتتبُعها ُالدولةُ .وما ُ
ُيزيد ُمن ُصعوبة ُهذه ُالمهمة ُهو ُالتوسعُ
الكبيرةُفيُعناصرُمفهومُالنظامُالعامُإلىُدرجةُاستقطابُهذاُاألخيرُلمفاهيمُكانتُغربيةُعنهُإلىُوقتُ
قريب.
ُ -6تضييق ُنطاق ُالطعن ُفي ُالق اررات ُالمقيدة ُلحرية ُالتنقل ُفي ُظلُ ُأحكام ُالقانون ُالجزائريُ ،حيث ُتمُُ
حصرها ُفي ُقرار إبعاد األجنبي ُالذي ُنص ُالمشرع ُعلى ُخضوعه ُللرقابة ُالقضائية ُعن ُطريق ُالدعوىُ
االستعجاليةُ ،وذلك ُعلى ُخالف ُالوضع ُبفرنساُ ،حيث ُأجاز ُالمشرع ُصراحة ُإمكانية ُالطعن ُفي ُكافةُ
قةُبالمواطنُأوُاألجنبيُ.
ُ الق ارراتُالمقيدةُلحريةُالتنقلُأمامُالقاضيُاإلداريُُ،سواءُتلكُالمتعلُ
فقدُتوصلناُخاللُهذهُالدراسةُإلىُأنُقرارُالمنع من السفرُيُشكلُأخطرُإجراءُيمسُبحريةُتنقلُ
كمنُُالخالفُ
بتُبشأنهُاالجتهاداتُالقضائيةُ،وم َُ
َُ اءُنقاشُفقهيُكبيرُ،وتَضار
ُ المواطنُ.وقدُأثارُهذاُاإلجر
يدور ُحول ُالتناقض ُبين ُاالعتراف ُالدستوري ُبحرية ُالتنقل ُوالسفر ُإلى ُالخارج ُوكفالة ُذلك ُعن ُ
ُطريقُ
السلطةُالقضائيةُالجهةُالمختصُةُلوحدهاُبتقييدُممارسةُهذهُالحريةُمنُجهةُ،وأحقُيُةُالسلطاتُاإلداريةُ
بممارسةُسلطةُالمنعُمنُالسفرُخصوصاُفيُحالةُحمايةُاألمنُالعامُللدولةُمنُجهةُأخرىُ.
ً
دستورياُ،إذُنظمهُالمشرع ُبصفةُمحدُدةُ،
ً اء
لهذاُنجدُبأنُ ُالمنعُمنُالسفرُفيُفرنساُيعتبرُإجر ً
وبشكلُمحصورُفيُالقضاياُالمتعلُقةُباألمنُالعامُ ُ،وذلكُتحتُرقابةُالقاضيُاإلداريُ،أماُفيُالجزائرُفالُ
يوجدُإطارُتشريعي ُينظمُالمنعُاإلداريُمنُالسفرُ،األمرُالذيُيحيلُإلىُتطبيقُالمبدأُالدستوريُالواردُ
في ُالمادة ُُ 49من ُالدستورُ ،والقاضي ُباختصاص ُالسلطة ُالقضائية ُفي ُاألمر ُبالمنع ُمن ُالسفرُ .لكنُ
حمايةُالنظامُالعامُكأحدُأهدافُالضبطُاإلداريُُُ،والذيُيرتبطُبمبدأُأعلىُو َُ
أسمىُهوُوجود الدولةُفيُحدُُ
ذاتهاُ،يقتضيُاالعتراف لإلدارة بممارسة سلطة المنع من السفرُضُمنُحدودُحمايةُأمنهاُوكيانهاُ.
رفض ُإصدار ُتأشيرة ُالدخولُ ،المنع ُمن ُالدخول ُوباقي ُالق اررات ُالخاصة ُبإخراج ُاألجانب ُمن ُاإلقليمُ
الجزائريُُ.
ُ-5ضرورةُاستعمالُالقاضيُاإلداريُُالجزائريُ ُللسلطاتُالواسعةُالتيُمنحهاُلهُالمشرعُفيُإطارُدعوىُ
الحماية المستعجلة للحريات األساسية ُالواردةُفيُنص ُالمادةُُ 920منُق.إ.م.إُ،وذلكُمنُأجلُضمانُ
كل التدابير الضرورية لحماية حرية التنقلُ.
ُ -6إُقرارُشرطُالتسبيبُفيُكافةُالق ارراتُاإلداريةُالمقيدةُلحريةُالتنقلُباعتبارهُيسمحُللقاضيُاإلداريُ
ُتكريس ُالضمانات ُاإلجرائية ُالمتعلُقةُ
بفرض ُرقابة ُفعُالة ُعلى ُمشروعية ُالقرار ُالمتُخذُ ،مع ُمراعاة ُ
باالستشارةُ ُوكذاُالمتعلُقةُبتطبيقُمبدأ الوجاهيةُواحترام حق الدفاعُ.
ُ -7الحاجة ُإلى ُاستخدام ُالقاضي ُاإلداري ُالجزائري ُلألساليب الحديثة ُالمتعلُقة ُبتحديد ُسبب ُاتخاذُ
القرُارات ُاإلدارية ُالمقيُدة ُلحرية ُالتنقلُ ،وذلك ُبما ُيتوافق ُمع ُالمستجدُات ُالتي ُيشهدها ُالقضاء ُاإلداريُ
خصوصاُعنُطريقُرقابة المالءمة ُورقابة الخطأ الواضح في
ً المقارن ُفيُهذا ُالمجالُوالُسيماُبفرنساُ ،
التقديرُ ،األمرُالذيُيُتيحُلهُفرضُرقابةُفعُالةُعلىُالسلطةُالتقديريةُالواسعةُالتيُتتمتُعُبهاُاإلدارة ُفيُ
هذاُالمجالُُ.
ُ-8يبقىُالدُورُالذيُيلعبهُالقاضي اإلداري في حماية حرية التنقلُمتوقًُفاُعلىُتوافرُاآللياتُالتيُتسمحُ
ُفجودة ُالتشريعاتُ
له ُبممارسة ُصالحياته ُالدستورية ُوالتشريعية ُكقاضي ُفاصل ُفي ُالمنازعات ُاإلداريةَُ .
المنظُمةُلممارسةُهذهُالحريةُ،إضافةُإلىُتمتُعُالقاضيُبدرجةُمعيُنةُمنُالجرأةُواالستقالليةُ،تمكنانُمنُ
إعطاءُدفعةُقويةُلعمليةُالموازنةُبينُاالعتباراتُالمرتبطةُبحماية ُالنظام واألمن العموميينُ،والتيُتدورُ
ُ
التصرفات ُاإلدارية ُالمقيدة ُلحرية ُالتنقلُ،وذلك ُمن ُمُنطلق ُحماية ُكيان الدولة
في ُفلكها ُكافة ُالق اررات ُو ُ
ُ،وذلكُعلىُأساسُضمانُتكريسُ
ُ ووجودها منُجهةُ،وكذاُحمايةُحريةُاألفرادُفيُالتنقلُمنُجهةُأخرىُ
مفاهيمُحقوقُوحرياتُاإلنسانُباعتبارهاُالصورةُالحقوقيةُالمعاصرةُلدولة الحق والقانونُُُُُ.
قائمة املالحق
ملحق رقم :01ق اررات والئية متعلقة بفرض الحجر الجزئي على بلديات معينة.
ملحق رقم :02تعليمة مؤرخة في 4أكتوبر ،2018متعلقة بواجبات الموظفين واألعوان العموميين
في مجال اللباس.
ملحق رقم :03نموذج طلب تأشيرة دخول إلى الجزائر.
ملحق رقم :04نموذج من الترخيص األبوي للسفر إلى خارج اإلقليم بالنسبة لألطفال القصر.
Annexe n° 05 : Demande de mesure conservatoire d'opposition à la sortie du territoire
(OST) d'un mineur - Conflit parental.
ملحق رقم :06ق اررات والئية تتضمن منع التنقل داخل المحيط الحضري ،منع التنقل إلى الشواطئ،
منع التنقل إلى الغابات ،منع التنقل إلى المقابر خالل األعياد الدينية أثناء تطبيق إجراء الحجر
الصحي.
ملحق رقم :07نموذج من رخصة التنقل االستثنائية في الجزائر وفرنسا.
ملحق رقم :08تعليمة رقم ،120مؤرخة في 25مارس ،2020تتعلق بالرخص االستثنائية لتنقل
المستخدمين لدواعي مهنية في الواليات المعنية بتدابير الحجر الصحي.
ملحق رقم :09تعليمة رقم ،180مؤرخة في 21أفريل ،2020تتعلق بتنقل المحامين خالل مواقيت
الحجر الصحي.
Annexe n° 10 : Notification de la décision de refus de visa.
DEMANDEUR
Je soussigné(e)
Nom de famille (de naissance) :
________________________________________________________________________
Prénom(s) :
_________________________________________________________________________________________
Nom d’usage (ex : nom marital) :
________________________________________________________________________
Situation familiale (célibataire, concubin, PACS, marié(e), divorcé(e), séparé(e), veuf/veuve)
:________________________
Date de naissance : jour I_I_ I mois I_I_ I année I_I_I_I_I
Lieu de naissance : _____________________________________________ Département ou Pays :
_________________
Nationalité :
_________________________________________________________________________________________
Adresse :
__________________________________________________________________________________________
Code postal : I_I_I_I_I_I Commune : _______________________ Pays : _________________
sollicite la diffusion d’une mesure d’opposition à la sortie de France pour mon (mes) enfant(s) mineur(s)
mentionné(s) ci-dessous.
MESURE D’OPPOSITION CONCERNANT LE (LES) MINEUR(S) CI-DESSOUS
MERE
nom, prénom(s),
date de
Nom, prénom(s),
naissance, lieu
date de naissance,
PÈRE de naissance
lieu de naissance (commune, département, pays)
nom, prénom(s), (commune,
date de naissance, lieu de naissance département ou
(commune, département ou pays) pays)
SUSCEPTIBLE(S) D’ETRE EMMENE(S) HORS DE FRANCE PAR :
Nom de famille (de naissance) :
_________________________________________________________________________
Prénom(s) :
_________________________________________________________________________________________
Nom d’usage (ex : nom marital) :
________________________________________________________________________
Situation familiale (célibataire, concubin, marié(e), divorcé(e), PACS, séparé(e), veuf/veuve)
:________________________
Date de naissance : jour I_I_ I mois I_I_ I année I_I_I_I_I
Lieu de naissance : _____________________________________________ Département ou Pays :
_________________
Nationalité :
_________________________________________________________________________________________
Adresse :
__________________________________________________________________________________________
Code postal : I_I_I_I_I_I Commune : _______________________ Pays : _________________
Lien de parenté avec le (les) mineur(s) : père, mère, tuteur, tierce personne (rayer la mention inutile)
Poste frontière à aviser (le cas échéant) :
_________________________________________________________________
Véhicule susceptible d’être utilisé (marque, genre, numéro d’immatriculation, couleur) :
________________________________________________________________________________________
- 625 -
* Je certifie avoir saisi le juge en référé d'une demande d'interdiction de sortie du territoire (article 373-2-6 du code civil, article 375-7 du code civil)
Préciser le service que vous avez saisi :_____________________________________________
* Je suis informé(e) que si je n'ai pas saisi le juge en référé d'une demande d'interdiction de sortie du territoire, le préfet saisit le procureur de la
République à cet effet. * Je suis informé(e) que la
mesure d'opposition à la sortie du terriroire conduit à l'inscription de l'état civil du mineur au fichier des personnes recherchées pour la durée de la
mesure conservatoire.
* Je suis informé(e) que la mesure d'opposition à la sortie du territoire a une validité de 15 jours et n'est pas prorogeable.
* Je suis informé(e) que, compte tenu en particulier du volume du trafic transfrontalier et de l’allègement des contrôles sur certains
secteurs de la frontière en application d’accords conclus avec des Etats voisins, les autorités administratives françaises
ne peuvent donner l’assurance d’une exécution certaine des oppositions à la sortie du territoire, et que l’inscription d’une
opposition ne dispense pas le requérant de prendre toutes autres dispositions susceptibles de contribuer à le prémunir contre
les risques d’enlèvement de son ou de ses enfant(s).
- 626 -
امللحق رقم :06
ATTESTATION DE DÉPLACEMENT
DÉROGATOIRE
Valable en France métropolitaine (hors Outre-mer)
En application de l’article 4 du décret n° 2020-1310 du 29 octobre 2020 prescrivant les mesures généralesnécessaires pour
faire face à l’épidémie de Covid-19 dans le cadre de l’état d’urgence sanitaire.
Nom et prénom :
Date de naissance : / /
Adresse du domicile :
Entre
19h et 6h
3 Motif familial impérieux, assistance aux personnes vulnérables, garde d’enfants, situation de handicap
- Déplacements pour motif familial impérieux, pour l’assistance aux personnes vulnérables ou précaires,ou pour la garde
d’enfants.
- Déplacements de personnes en situation de handicap et de leur accompagnant.
5 Déplacements liés à des transferts ou transits depuis des gares ou aéroports dans le cadrede
déplacements de longue distance
6 Animaux de compagnie
- Déplacements brefs pour les besoins des animaux de compagnie (dans un rayon de 1 kilomètreautour du
domicile).
- 630 -
امللحق رقم :08
- 633 -
Annexe n° 11
- 634 -
قائمة املصادر
واملراجع
قائمة المصادر والمراجع
-1الكتب:
-1أبو الوفا أحمد ،التعليق على نصوص قانون المرافعات ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية( ،د.س.ن).
-2أبو اليزيد علي المتيت ،النظم السياسية والحريات العامة ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية،
( د.س.ن).
-3أبو المجد أشرف عبد الفتاح ،موقف قاضي اإللغاء من سلطة اإلدارة في تسبيب الق اررات اإلدارية
دراسة مقارنة ،الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات ،القاهرة.2008 ،
-4أبو السيد عويس حمدي ،الحماية التشريعية والقضائية لحق الهجرة ،ط األولى ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية.2011 ،
-5أبو العينين محمد ماهر ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية ،الكتاب األول ،دار أبو المجد ،القاهرة،
.2007
-6ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية وفًقا للمنهج القضائي دراسة تحليلية
وفقهية ألحكام وفتاوي مجلس الدولة ،الكتاب األول ،القاضي اإلداري ومحاور ضبط مشروعية الق اررات
اإلدارية ،ط األولى ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة.2013 ،
-7ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،الحقوق والحريات العامة وحقوق اإلنسان في قضاء وإفتاء مجلس الدولة
وقضاء النقض والدستورية العليا مع اإلشارة لألساس اإلسالمي لحقوق اإلنسان (نظرة أولية) ،الكتاب
األول ،ط األولى ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة.2013 ،
-8ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،الحقوق والحريات العامة وحقوق اإلنسان في قضاء وإفتاء مجلس الدولة
وقضاء النقض والدستورية العليا مع اإلشارة لألساس اإلسالمي لحقوق اإلنسان ،الكتاب الثاني ،ط األولى،
المركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة.2013 ،
-9أبو العثم فهد عبد الكريم ،القضاء اإلداري بين النظرية والتطبيق ،دار الثقافة ،عمان.2011 ،
-10أبو الخير عادل السعيد محمد ،الضبط اإلداري وحدوده( ،د.د.ن)( ،د.م.ن).1993 ،
-11أبودان مايا محمد نزار ،الرقابة القضائية على التناسب في القرار اإلداري ،دراسة مقارنة بين فرنسا
ومصر ولبنان ،ط األولى ،المؤسسة الحديثة للكتاب ،بيروت.2011 ،
-12أبو يونس محمد باهي ،الرقابة القضائية على شرعية الجزاءات اإلدارية العامة ،دار الجامعة
الجديدة للنشر ،اإلسكندرية.2000 ،
-13ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،الحماية القضائية المستعجلة للحرية األساسية دراسة لدور قاضي األمور
المستعجلة اإلدارية في حماية الحرية األساسية وفًقا لقانون المرافعات اإلدارية الفرنسي الجديد ،دار
الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية.2008 ،
-14أبو عامر محمد زكي ،قانون العقوبات ،القسم العام ،ط األولى ،دار المطبوعات الجامعية ،بيروت،
.1986
-15أوهابية عبد هللا ،شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام ،دار الخلدونية ،الجزائر.2009 ،
-16أحمد حافظ نجم ،حقوق اإلنسان بين القرآن واإلعالن ،دار الفكر العربي ،بيروت( ،د.ت.ن).
-17أحمد سالمة بدر ،اإلبعاد اإلداري في ميزان القضاء اإلداري والدستوري ،دار النهضة العربية،
القاهرة.2016 ،
-18أحمد عبد الظاهر ،سلطة الشرطة في استيقاف األشخاص ،ط األولى ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية.2008 ،
-19أرزقي نسيب محمد ،أصول القانون الدستوري والنظم السياسية ،ج األول ،مفهوم القانون الدستوري
ظاهرة الدولة والدستور ،دار األمة ،الجزائر.1998 ،
-20أشرف إبراهيم سليمان ،التحريات ورقابة القضاء في النظم المقارنة مع إطاللة على النظام
القضائي اإلنجليزي ،ط األولى ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة.2015 ،
-21أشرف وفا محمد ،المركز القانوني لألجانب في القانون المقارن والمصري ،مطبعة رشدي عابدين،
.2003
-22آث ملويا لحسين بن شيخ ،المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري دراسة قانونية ،فقهية وقضائية
مقارنة ،ط الثانية ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.2008 ،
-23ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،قانون اإلجراءات اإلدارية ،دار هومه للطابعة والنشر والتوزيع،
الجزائر.2012 ،
-24ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،دروس في المنازعات اإلدارية" ،وسائل المشروعية" ،ط الخامسة،
دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.2013 ،
-25ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،رسالة في االستعجاالت اإلدارية ،ج األول ،في االستعجاالت
الفورية (االستعجال-توقيف ،االستعجال –حرية ،االستعجال التحفظي) ،دار هومه للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر.2015 ،
-26الباز داود ،حماية السكينة العامة ،معالجة إشكالية العصر في فرنسا ومصر (الضوضاء) دراسة
تأصيلية مقارنة في القانون اإلداري والشرعية اإلسالمية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2004 ،
-27الباقوري طارق حسين ،دور الشرطة في حماية حرية التنقل مع التطبيق على المنع من السفر،
الناشر المؤلف.2006 ،
-28بدران محمد محمد ،الطبيعة الخاصة للضبط اإلداري واآلثار القانونية المترتبة عليها ،دار النهضة
العربية ،القاهرة.1989 ،
-29ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،مضمون فكرة النظام العام ودورها في مجال الضبط اإلداري ،دراسة مقارنة بين
القانونين المصري والفرنسي ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1992 ،
-30بدران مراد ،الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة في ظل الظروف االستثنائية دراسة مقارنة،
دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية.2008 ،
-31بوحميدة عطاء هللا ،الوجيز في القضاء اإلداري (تنظيم واختصاص) ،دار هومه للطباعة والنشر،
الجزائر.2011 ،
-32بوسقيعة أحسن ،التحقيق القضائي ،ط السابعة ،دار هومه ،الجزائر.2008 ،
-33ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،الوجيز في القانون الجنائي العام ،ط ،18متممة ومنقحة ،دار هومه ،الجزائر،
.2019
-34بوفلجة عمري ،قضاء اإللغاء في الجزائر وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد-دراسة
مقارنة ،-المكتبة المصرية للنشر والتوزيع ،الجيزة.2010 ،
-35بوقفة عبد هللا ،آلية تنظيم السلطة في النظام السياسي الجزائري ،دار هومه ،الجزائر.2005 ،
-36بوضياف عمار ،الوجيز في القانون اإلداري ،ط الثانية ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر.2007 ،
-37ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،القضاء اإلداري في الجزائري ،دراسة وصفية تحليلية مقارنة ،طبعة معدلة طبقا
لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر.2008 ،
-38ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،الوسيط في قضاء اإللغاء ،دراسة مقارنة مدعمة بتطبيقات قضائية حديثة في كل
من الجزائر-فرنسا-تونس -مصر ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.2011 ،
للحد من سلطة اإلدارة
-39بطيخ رمضان ،االتجاهات المتطورة في قضاء مجلس الدولة الفرنسي ّ
التقديرّية وموقف مجلس الدولة المصري منها ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1996 ،
-40بيرم عيسى ،الحريات العامة وحقوق اإلنسان بين النص والواقع ،دار المنهل اللبناني ،بيروت،
(د.س.ن).
-41بالل أمين زين الدين ،المسؤولية اإلدارية التعاقدية وغير التعاقدية (دراسة مقارنة) ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية ،ط األولى.2011 ،
-42بن ملحة الغوثي ،القضاء المستعجل وتطبيقاته في النظام القضائي الجزائري ،ط األولى ،الديوان
الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر.2000 ،
-43بن عبيدة عبد الحفيظ ،الجنسية ومركز األجانب في الفقه والتشريع الجزائري ،ط الثانية ،دار هومه
للطباعة والنشر ،الجزائر.2007 ،
-44البسيوني محمد الشريف ،الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان ،المجلد األول ،ط األولى ،دار
الشروق ،القاهرة.2003 ،
-45بسيوني عبد الرؤوف هاشم ،نظرية الضبط اإلداري في النظم الوضعية المعاصرة وفي الشريعة
اإلسالمية ،ط الثانية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.2004 ،
-46بسيوني عبد الغني عبد هللا ،والية القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية.1983 ،
-47ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ،األسس ومبادئ القانون اإلداري
وتطبيقها في مصر ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.1991 ،
-48ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،القضاء اإلداري ،ط الثالثة ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.2006 ،
-49بعلي محمد الصغير ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة.2009 ،
-50ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،القضاء اإلداري دعوى اإللغاء ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة.2012 ،
-51براهيمي محمد ،القضاء االستعجالي ،الجزء األول ،ط الثالثة ،د.م.ج ،الجزائر.2005 ،
-52بربارة عبد الرحمان ،شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ط الثانية ،منشورات بغدادي،
الجزائر.2009 ،
-53برهان رزيق ،عيب الشكل في القرار اإلداري ،ط األولى ،الناشر المؤلف ،دمشق.2017 ،
-54الجبور محمد عودة ،مكافحة تزوير الجوازات ووثائق السفر ،ط األولى ،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية ،المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب ،الرياض.1987 ،
-55الجبوري محمود ،القضاء اإلداري ،دار الثقافة ،عمان.1997 ،
-56الجرف طعيمة ،رقابة القضاء ألعمال اإلدارة قضاء اإللغاء ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1988 ،
-57الداودي غالب علي ،مدخل إلى علم القانون ،ط األولى( ،د.د.ن) ،عمان.2000 ،
-58الدبس علي عصام ،النظم السياسية ،الحقوق والحريات العامة وضمانات حمايتها ،ط األولى ،دار
الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.2011 ،
-59الديداموني محمد أحمد ،اإلجراءات واألشكال في القرار اإلداري ،الهيئة العامة للكتاب ،القاهرة،
.1992
-60ده شتي صديق محمد ،القضاء اإلداري وتنازع اختصاصه مع القضاء العادي (دراسة تحليلية
مقارنة) ،ط األولى ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة.2016 ،
-61دخيل محمد حسن ،الحريات العامة في الظروف االستثنائية ،ط األولى ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،بيروت.2009 ،
-62هاني سمير عبد الرزاق ،حقوق اإلنسان في العمل والتنقل والمساواة بين المشروعية واالعتبارات
األمنية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.2016 ،
-63هداية هللا عبد اللطيف ،القضاء المستعجل (في القانون المغربي) ،ط األولى ،مطبعة النجاح
الجديدة ،الرباط.1998 ،
-64هالل سعيد عطية إبراهيم ،النظام القانون للقرار اإلداري السلبي ،ط األولى ،دار الحقانية ،القاهرة،
.2015
-65هندي أحمد ،أصول التنفيذ الجبري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2007 ،
-66هرجة مصطفى مجدي ،الجديد في القضاء المستعجل ،المبادئ القضائية في القضاء المستعجل ،ط
الثالثة ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.1986 ،
-67الوافي سامي ،الوسيط في دعوى اإللغاء دراسة تشريعية ،قضائية وفقهية ،دار الهدى للطباعة
والنشر والتوزيع ،الجزائر.2018 ،
-68زودة عمر ،اإلجراءات المدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء ،ط الثانية ،مطبعة
االتصال ،الجزائر.2015 ،
-69زوزو عبد الحميد ،المراجعات التاريخية للدولة الجزائرية الحديثة مؤسسات ومواثيق ،دار هومه،
الجزائر.2009 ،
-70زمزم عبد المنعم ،الجنسية ومركز األجانب في القانون الدولي والقانون المصري المقارن ،مركز
جامعة القاهرة للطباعة والنشر ،القاهرة.2016 ،
-71زروتي الطيب ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،ج األول ،دار هومه للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر.2011 ،
-72ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،ج الثاني ،دار هومه للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر.2015 ،
-73الحاج سامي ،المفاهيم القانونية لحقوق اإلنسان عبر الزمان والمكان ،منشو ارت الجامعة المفتوحة،
ليبيا.1995 ،
-74حافظي سعاد ،التنظيم الدستوري والقانوني للحقوق والحريات األـساسية في الجزائر وآليات كفالتها،
دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.2018 ،
-75الحويقل معجب بن معدي ،حقوق اإلنسان واإلجراءات األمنية ،مركز البحوث والدراسات ،جامعة
نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض.2006 ،
-76حمدي ياسين عكاشة ،حرية التنقل في قضاء مجلس الدولة ،ط األولى ،دار النهضة العربية،
القاهرة.2020 ،
-77حمدي علي عمر ،سلطة القاضي في توجيه أوامر لإلدارة ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية،
القاهرة.2007 ،
-78حمد عمر حمد ،السلطة التقديرية لإلدارة ومدى رقابة القضاء عليها ،ط األولى ،أكاديمية نايف
العربية للعلوم األمنية ،الرياض.2003 ،
-79حسونة محمد علي ،الضبط اإلداري وأثره في الحريات العامة ،ط األولى ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية.2015 ،
-80حسين عثمان محمد عثمان ،أصول القانون اإلداري ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.2010 ،
-81حسن سليمان محمد الصالح ،الحكم المستعجل –دراسة مقارنة ،-دار المطبوعات الجامعية،
اإلسكندرية.2013 ،
-82حسني محمد نجيب ،قانون العقوبات ،القسم العام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.1998 ،
-83الطائي محمود صالح الحميد ،حقوق اإلنسان الشخصية في ظل اإلجراءات األمنية للسلطة
التنفيذية دراسة مقارنة ،ط األولى ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة.2018 ،
(مدعوما باالجتهاد القضائي المقارن) ،دار
ً وقضاء
ً -84طاهري حسين ،قضاء االستعجال ً
فقها
الخلدونية ،الجزائر.2005 ،
-85الطماوي سليمان ،دروس في القضاء اإلداري دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،القاهرة.1976 ،
-86ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،القضاء اإلداري ،الكتاب األول ،قضاء اإللغاء ،ط السابعة ،دار الفكر الجامعي،
القاهرة.1996 ،
-87ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،النظرية العامة للق اررات اإلدارية ،دراسة مقارنة ،طبعة مزيدة ومنقحة ،دار الفكر
العربي ،القاهرة.2006 ،
وقضاء ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1998 ،
ً -88طنطاوي إبراهيم حامد ،استيقاف المواطنين ً
فقها
-89الطعيمات هاني سامي ،حقوق اإلنسان وحرياته األساسية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان،
.2003
-90كامل نبيلة عبد الحليم ،الدعاوى اإلدارية والدستورية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1997 ،
-91كوسة فضيل ،القرار اإلداري في ضوء قضاء مجلس الدولة ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر.2013 ،
-92لباد ناصر ،القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،النشاط اإلداري ،لباد للنشر.2004 ،
-93لحرش كريم ،القضاء اإلداري المغربي ،ط األولى ،مطبعة طوب بريس ،الرباط.2012 ،
-94مازن ليلو راضي ،أبحاث في القانون العام ،توجيه أمر من القضاء اإلداري المستعجل لحماية
الحريات األساسية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.2017 ،
-95الماضي غالب صيتان محجم ،الضمانات الدستورية لحرية الرأي والحرية الشخصية وإمكانية
إخضاعهما ،ط األولى ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان.2012 ،
-96مجدي محمود محب حافظ ،موسوعة أحكام المحكمة اإلدارية العليا في خمسين عاما ،ج الرابع،
دار محمود للنشر والتوزيع ،القاهرة.2007 ،
-97مهنا محمد فؤاد ،القانون اإلداري المصري والمقارن ،ج األول ،مطبعة نصر ،القاهرة.1957 ،
-98محيو أحمد ،المنازعات اإلدارية ترجمة فائز أنجق وبيوض خالد ،ط السابعة ،د.م.ج ،الجزائر،
.2008
-99محمد بكر حسين ،الحقوق والحريات العامة حرية التنقل والسفر دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون،
ط األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2007 ،
-100محمد حسنين عبد العال ،نطاق الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري ،ط الثانية ،دار
النهضة العربية ،القاهرة.1991 ،
-101محمد عبد الحميد أبو زيد ،القضاء اإلداري ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
.1988
-102محمد عبد الكريم شريف ،القرار اإلداري المنعدم دراسة مقارنة ،ط األولى ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية.2014 ،
-103محمد عوض فرج ،دور قضاء المشروعية في الحد من سلطة اإلدارة التقديرية دراسة مقارنة ،دار
النهضة العربية ،القاهرة.2020 ،
-104محمد على حسونة ،الضبط اإلداري وأثره في الحريات العامة ،ط األولى ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية.2014 ،
-105محمد فؤاد عبد الباسط ،وقف تنفيذ القرار اإلداري ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.1998 ،
-106محمد رفعت عبد الوهاب ،القضاء اإلداري ،الكتاب الثاني ،قضاء اإللغاء قضاء التعويض وأصول
اإلجراءات ،ط األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.2005 ،
-107ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،أصول القضاء اإلداري ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية.2007 ،
-108المحنة كريم نصار حسناوي كاظم ،الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة
باألجانب ،ط األولى ،دار الفكر والقانون للتوزيع والنشر ،المنصورة.2016 ،
-109المكي محمد مصطفى ،القانون اإلداري ،مطبعة جامعة السودان المفتوحة ،الخرطوم.2007 ،
-110مكية محمود عدنان ،الدليل إلى قضاء األمور المستعجلة ،ج الثاني( ،د.د.ن) ،بيروت.2009 ،
-111المنجي إبراهيم ،المرافعات اإلدارية ،ط األولى ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.1999 ،
-112منزر رابح ،االتحاد األوروبي وحقوق اإلنسان ،ط األولى ،شركة المؤسسة الحديثة للكتاب،
طرابلس.2017 ،
-113مصطفى أبو زيد فهمي ،القضاء اإلداري ومجلس الدولة ،المرافعات اإلدارية( ،د.د.ن).1986 ،
-114ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،القضاء اإلداري ومجلس الدولة قضاء اإللغاء ،دار المطبوعات
الجامعية ،اإلسكندرية( ،د.س.ن).
-115نواف كنعان ،القانون اإلداري ،الكتاب الثاني ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.2007 ،
-116نزلي غنية ،سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى حماية الحريات األساسية ،ط األولى،
مكتبة الوفاء القانونية ،اإلسكندرية.2017 ،
-117النمر أمينة مصطفى ،قانون المرافعات ،المكتبة القانونية ،اإلسكندرية.1992 ،
-118نعمة عصام إسماعيل ،ترحيل األجانب دراسة تحليلية في ضوء القانون واالجتهاد اللبناني
والدولي ،سلسلة القانون العام ،العدد األول ،ط األولى( ،د.د.ن).2003 ،
-119ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،مقاالت في القانون العام ،وقف تنفيذ القرار اإلداري ،دراسة مقارنة بين لبنان
وفرنسا ،ط األولى ،دار الرأي للطباعة والنشر ،بيروت.2006 ،
-120سامي جمال الدين ،الدعاوى اإلدارية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.1999 ،
-121ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
.2004
-122ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،القانون الدستوري والشرعية الدستورية على ضوء قضاء المحكمة الدستورية
العليا المصرية ،ط الثانية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.2005 ،
-123ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،نظرية العمل اإلداري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2011 ،
-124السويسي فاطمة ،المنازعات اإلدارية ،نظام مجلس شورى الدولة تشريع –إجتهاد ،المؤسسة
الحديثة للكتاب ،طرابلس ،لبنان.2003 ،
-125سيد أحمد محمود ،حول منع المدين من السفر ،دار الفكر والقانون ،القاهرة.2016 ،
-126السيد عزت سعد ،حماية حقوق اإلنسان في ظل التنظيم الدولي ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
.1985
-127سالمة شعبان عبد الحكيم ،القرار اإلداري السلبي دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي ،دار الجامعة
الجديدة ،اإلسكندرية.2011 ،
-128سعد عبد المنعم ،الرقابة على أعمال اإلدارة في الشريعة اإلسالمية والنظم المعاصرة ،ط األولى،
دار الفكر الجامعي ،القاهرة.1976 ،
-129سعيفان أحمد سليم ،الحريات العامة وحقوق اإلنسان د ارسة تاريخية وفلسفية وسياسية وقانونية
مقارنة ،ج األول ،مفهوم الحريات العامة وحقوق اإلنسان ،ط األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت،
.2010
-130سعيفان أحمد سليم ،الحريات العامة وحقوق اإلنسان دراسة تاريخية وفلسفية وسياسية وقانونية
مقارنة ،ج الثاني ،النظام القانوني للحريات العامة في القانون المقارن ،ط األولى ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،بيروت.2010 ،
-131سرور أحمد فتحي ،الوسيط في قانون اإلجراءات الجنائية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1985 ،
-132ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،الحماية الدستورية للحقوق والحريات ،ط الثانية ،دار الشروق للطباعة،
القاهرة.2000 ،
-133عاصم رمضان مرسي ،التنظيم القانوني لحالة الطوارئ وأثره في الحقوق والحريات العامة (دراسة
مقارنة) ،دار النهضة العربية ،القاهرة.2015 ،
-134عباس عمار ،العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة وفي النظام السياسي
الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر.2010 ،
-135عبد الوهاب محمد رفعت ،النظرية العامة للقانون اإلداري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية،
.2012
-136عبد الزهرة الحسون ،حقوق األجانب في القانون ا
العرقي ،دار اآلفاق الجديدة ،بغداد.1981 ،
-137عبد هللا سليمان ،شرح قانون العقوبات الجزائري ،القسم العام ،ج الثاني ،الجزاء الجنائي ،ط
السادسة ،د.م.ج ،الجزائر.2008 ،
-138عبد العال محمد حسنين ،الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري ،دار النهضة العربية،
القاهرة.1991 ،
-139عبد العزيز عبد المنعم ،سلطة تحديد العقوبة اإلدارية ،ط األولى ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة،
.2018
-140عبد الغفار إبراهيم موسى ،الدفوع اإلدارية ،ج األول ،دار الكتب القانونية ،القاهرة.2009 ،
-141العبودي عباس ،شرح أحكام أصول المحاكمات المدنية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،
.2007
-142عبيد رؤوف ،مبادئ اإلجراءات الجنائية في القانون المصري ،دار الفكر العربي ،القاهرة،
.2005
-143عدو عبد القادر ،المنازعات اإلدارية ،دار هومه للطابعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.2012 ،
-144عوابدي عمار ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ،ج الثاني ،نظرية
الدعوى اإلدارية ،د.م.ج ،الجزائر.1998 ،
-145ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري ،دار هومه،
الجزائر.2005 ،
-146عويسي حمدي أبو النور السيد ،الحماية التشريعية والقضائية لحق الهجرة ،ط األولى ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية.2011 ،
-147العزاوي مها علي إحسان محمد ،الحق في حرية التنقل ،دراسة مقارنة في الدساتير العربية ،ط
األولى ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،المنصورة.2011 ،
-148العطار فؤاد ،القضاء اإلداري دراسة مقارنة ألصول رقابة القضاء على أعمال اإلدارة وعمالها
ومدى تطبيقاتها في القانون الوضعي ،دار النهضة العربية ،القاهرة( ،د.س.ن).
-149عطية نعيم ،هند حسن محمد ،النظام القانوني للمنع من السفر ،دار الكتب القانونية ،القاهرة،
.2005
-150العطية عصام ،القانون الدولي العام ،ط الثامنة ،الدار العراقية للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت،
.2014
-151العكايلة عبد هللا ماجد ،االختصاصات القانونية لمأموري الضبط القضائي في األحوال العادية
واالستثنائية " الضابطة العدلية" ،ط األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.2010 ،
-152العكيلي علي مجيد ،الظاهري لمى علي ،الحماية الدستورية لفكرة النظام العام ،ط األولى ،المركز
العربي للنشر والتوزيع ،القاهرة.
-153عالم شوقي إبراهيم عبد الكريم ،الحقوق السياسية للمرأة المسلمة دراسة تأصيلية تطبيقية مقارنة،
ط األولى ،مكتبة الوفاء القانونية ،اإلسكندرية.2010 ،
-154علي يوسف ،حقوق اإلنسان في ظل العولمة ،دار أسامة ،عمان.2006 ،
(عالميا،
ً -155عمراني كمال الدين ،المنظومة القانونية للمشرع الجزائري في مواجهة جرائم اإلرهاب
ووطنيا) ،ط األولى ،دار الوفاء للطباعة والنشر ،اإلسكندرية.2020 ،
ً إقليميا،
و ً
-156عرفة محمد السيد ،القانون الدولي الخاص للمملكة العربية السعودية ،ط األولى ،دار المؤيد للنشر
والتوزيع ،الرياض.2000 ،
-157عصفور سعد ،خليل محسن ،القضاء اإلداري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية( ،د.س.ن).
-158فودة عبد الحكيم ،الخصومة اإلدارية ،أحكام دعوى اإللغاء ،دار المطبوعات الجامعية،
اإلسكندرية.1996 ،
-159ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،الخصومة اإلدارية بطالن وانعدام وسحب القرار اإلداري ،دار المطبوعات
الجامعية ،اإلسكندرية.2005 ،
-160الفيلكاوي آالء محمد ،دور القضاء الدستوري في حماية الحقوق والحريات العامة دراسة مقارنة،
المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية.2018 ،
-161فريجة حسين ،المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،د.م.ج ،الجزائر،
.2010
-162فتح الباب عليوة مصطفى ،القرار اإلداري الباطل والمعدوم ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
.1997
-163ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،البطالن واالنعدام في الق اررات اإلدارية – ،دراسة مقارنة-مصر
والدول العربية ،دار سعد سمك للطباعة والنشر ،القاهرة.2014 ،
-164فتح هللا خضر طارق ،حرية التنقل واإلقامة بين المشروعية والمالءمة األمنية ،دار النهضة
العربية ،القاهرة.2006 ،
-165صادق هشام علي ،الجنسية والموطن ومركز األجانب ،ج الثاني ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
.1977
-166القبعيتي رينيه ،توسيع اختصاص قاضي األمور المستعجلة وشرط عدم التعرض ألصل الحق –
دراسة مقارنة ،-ط األولى ،المنشورات الحقوقية ،بيروت.2012 ،
-167القرشي عبد الواحد ،مبدأ المشروعية اإلدارية إبان حالة الطوارئ الصحية ،مؤلف جماعي موسوم
ب " :حالة الطوارئ الصحية :التدابير القانونية واالقتصادية والسياسية وأبعادها" ،سلسلة توثيق أعمال
كتبت في زمن كورونا فيروس ،منشورات مركز تكامل للدراسات واألبحاث.2020 ،
-168القصبي عصام الدين ،ضمانات األجنبي في مواجهة اإلبعاد دراسة مقارنة( ،د.د.ن).1985 ،
-169راتب محمد علي ،كامل محمد نصر الدين ،محمد فاروق راتب ،قضاء األمور المستعجلة ،ج
األول ،ط السابعة ،عالم الكتب ،القاهرة (د.س.ن).
-170رامز محمد عمار ،حقوق اإلنسان والحريات العامة ،مكتبة نرجس( ،د.م.ن)( ،د.ت.ن).
-171الروبي محمد ،مركز األجانب ،ج األول ،مركز الشخص الطبيعي ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
.2001
-172ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،إخراج األجانب من إقليم الدولة ،دار النهضة العربية ،القاهرة.2001 ،
-173الشاعر رمزي طه ،تدرج البطالن في الق اررات اإلدارية – دراسة مقارنة ،-ط الثانية ،منشأة
المعارف ،اإلسكندرية.1985 ،
-174الشوبكي عمر محمد ،القضاء اإلداري ،دراسة مقارنة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،
.2006
-175شويحة زينب ،اإلجراءات المدنية في ظل القانون رقم ،09-08ج األول ،ط األولى ،دار أسامة
للنشر والتوزيع ،الجزائر.2009 ،
-176شحاتة توفيق ،مبادئ القانون اإلداري ،ج األول ،ط األولى ،دار النشر للجامعات المصرية،
.1954
-177شيهوب مسعود ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ج األول ،األنظمة القضائية المقارنة
والمنازعات اإلدارية ،ط ،3د.م.ج ،الجزائر.2005 ،
-178ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،نظرية االختصاص ،ط خامسة
(منقحة وفقا للتعديالت المستحدثة بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد والنصوص الخاصة)،
د.م.ج ،الجزائر.2009 ،
-179شريف يوسف خاطر ،دور القضاء اإلداري المستعجل في حماية الحريات األساسية :دراسة
تحليلية تطبيقية للمادة 521-2من تقنين القضاء اإلداري الفرنسي مقارنة بالقضاء المصري ،دار النهضة
العربية ،القاهرة.2009 ،
-180الشريف عزيزة ،دراسات في التنظيم القانوني للنشاط الضبطي ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
.1989
-181خورشيد محمد توفيق ،ضمانات الحقوق والحريات العامة في مواجهة سلطات الضبط اإلداري
دراسة تحليلية ،دار الكتب القانونية ،القاهرة.2017 ،
-182الخطيب محمد سعدي ،حقوق اإلنسان وضماناتها الدستورية في اثنتين وعشرين دولة عربية
دراسة مقارنة ،ط األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.2011 ،
-183خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية ،شروط قبول الدعوى اإلدارية ،ط الثالثة ،د.م.ج،
الجزائر.2009 ،
-184ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثاني ،الدعاوى اإلدارية وطرق الطعن ،ط الثانية،
د.م.ج ،الجزائر.2013 ،
-185ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج األول ،تنظيم واختصاص القضاء اإلداري ،ط الثانية
(منقحة ومصححة) ،د.م.ج ،الجزائر.2013 ،
-186ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،قانون المنازعات اإلدارية ،ج الثالث ،الخصومة اإلدارية ،االستعجال اإلداري،
الطرق البديلة لحل النزاعات اإلدارية ،ط الثانية ،د.م.ج ،الجزائر.2013 ،
-187خليل سناء ،النظام القانوني المصري ومبادئ حقوق اإلنسان ،UNDP ،القاهرة.2003 ،
-188خليفة عبد العزيز عبد المنعم ،أوجه الطعن بإلغاء القرار اإلداري في الفقه وقضاء مجلس الدولة،
دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2002 ،
-189ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،اإلنحراف بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية.2010 ،
-190ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،األسس العامة للق اررات اإلدارية ،ط األولى ،المكتب الجامعي
الحديث ،اإلسكندرية.2012 ،
-191ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،قضاء األمور اإلدارية المستعجلة ،دار محمود ،القاهرة.2015 ،
-192خميس السيد إسماعيل ،موسوعة القضاء اإلداري ،القضاء المستعجل وقضاء التنفيذ وإشكاالته
أمام مجلس الدولة والقضاء العادي طبقا ألحدث التعديالت ،دار محمود للنشر والتوزيع ،القاهرة.2002 ،
-193الذهبي إدوارد غالي ،اإلجراءات الجنائية في التشريع المصري ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
.1999
-194الغويدي أحمد عودة ،القضاء اإلداري األردني ،ط األولى ،كلية الحقوق ،جامعة مؤتة ،األردن،
.1997
-195غيث محمد عاطف ،المرجع في مصطلحات العلوم االجتماعية ،دار المعرفة الجامعية،
اإلسكندرية.1995 ،
-6بوحفصي آمال ،حماية القضاء اإلداري االستعجالي للحريات األساسية ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه
علوم ،تخصص قانون عام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،السنة
الجامعية .2018-2017
-7بوفراش صفيان ،مبدأ التعليل الوجوبي للق اررات اإلدارية في الجزائر ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في
العلوم ،تخصص القانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2015 ،
-8بلفاضل رحموني ،دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية الحقوق والحريات ،أطروحة لنيل
شهادة دكتوراه في القانون العام ،فرع الدولة والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1السنة
الجامعية .2020-2019
-9بن علي أحمد ،مرفق األمن بين النظام العام والحريات العامة ،أطروحة دكتوراه ،فرع القانون العام،
كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر.2009 ،
-10بن قو أمال ،دراسة االتفاقيات الثنائية الفرنكو مغاربية المتعلقة بهجرة اليد العاملة في ظل قواعد
الحماية الدولية واألوروبية لحقوق المهاجرين ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق ،تخصص
القانون االجتماعي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران.2012-2011 ،
-11بن تمرة يعقوب ،الموازنة بين المصالح في المنازعة اإلدارية المستعجلة –دراسة مقارنة ،رسالة
دكتوراه مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون ،تخصص القانون اإلجرائي ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة الجياللي اليابس ،سيدي بلعباس ،السنة الجامعية .2021-2020
-12البراشي بكيل بن محمد ،الوظيفة اإلدارية للشرطة وأثرها على الحريات العامة ،أطروحة مقدمة
استكماال لمتطلبات الحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم األمنية ،كلية العدالة الجنائية ،جامعة
نايف العربية للعلوم األمنية.2015 ،
-13بشير محمد ،إجراءات الخصومة أمام مجلس الدولة ،أطروحة دكتوراه في القانون ،كلية الحقوق،
جامعة الجزائر ،السنة الجامعية .2010-2009
-14جاب هللا أمل لطفي حسن ،الرقابة القضائية على ق اررات الضبط الخاصة باألجانب دراسة مقارنة،
أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة حلوان.2004 ،
-15الجرف محمد شوقي مصطفى ،الحرية الشخصية وحرمة الحياة الخاصة ،رسالة لنيل درجة
الدكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة اإلسكندرية.1990 ،
-16داهل وافية ،سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة على المشروعية الداخلية للقرار اإلداري ،رسالة مقدمة
لنيل شهادة دكتوراه علوم ،تخصص القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر،
باتنة ،1السنة الجامعية .2018-2017
-17شفيقة بن كسيرة ،الحماية القضائية للحقوق والحريات األساسية لألفراد في حالة االعتداء المادي،
أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد
لمين دباغين ،سطيف ،2السنة الجامعية .2015-2014
-18دجال صالح ،حماية الحريات ودولة القانون ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية
الحقوق ،جامعة الجزائر .2010 ،1
-19الحافظ هاشم ،التوقيف اإلداري بين الحرية الشخصية ومقتضيات النظام العام ،أطروحة لنيل درجة
الدكتوراه في القانون اإلداري ،كلية الدراسات القانونية العليا ،جامعة عمان العربية للدراسات العليا،
.2007
-20حطاطش عمر ،تأثير سلطات الضبط اإلداري على الحريات العامة في التشريع الجزائري ،أطروحة
لنيل شهادة دكتوراه العلوم في القانون ،تخصص القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
محمد خيضر ،بسكرة ،السنة الجامعية .2018-2017
-21حلحال مختارية ،الحماية القضائية المستعجلة للحريات األساسية دراسة مقارنة ،أطروحة دكتوراه في
العلوم ،تخصص قانون عام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،السنة
الجامعية .2017-2016
-22يامة إبراهيم ،لوائح الضبط اإلداري بين الحفاظ على النظام العام وضمان الحريات العامة،
أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر
بلقايد ،تلمسان ،السنة الجامعية .2015-2014
-23لباشيش سهيلة ،السلطة التقديرية لإلدارة والرقابة القضائية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه
علوم في القانون ،فرع الدولة والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1السنة الجامعية
.2016-2015
-24قشار زكرياء ،االستعجال اإلداري كضمان لحقوق المتقاضي ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه
علوم في الحقوق ،تخصص إدارة ومالية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1السنة الجامعية -2017
.2018
-25مجدي عز الدين يوسف ،األساس القانوني لنظرية الموظف الفعلي ،رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق،
جامعة عين شمس.1987 ،
-26محمد عبد الحليم مسعود ،إشكاليات الرقابة القضائية على مشروعية ق اررات الضبط اإلداري ،رسالة
لنيل درجة الدكتوراه في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة القاهرة.2006 ،
-27مسراتي سليمة ،مدى تطبيق الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري ،أطروحة لنيل
شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.2010 ،
-28سكفالي ريم ،قضاء االستعجال اإلداري في ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم ،تخصص القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1بن يوسف بن
خدة ،السنة الجامعية .2016-2015
-29السنوسي صبري محمد ،التوقيف اإلداري بين الحرية الشخصية ومقتضيات النظام العام ،رسالة
لنيل درجة الدكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة القاهرة.1996 ،
-30سالمي دليلة ،إبعاد األجانب في القانون الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم،
تخصص قانون خاص ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1السنة الجامعة .2019-2018
-31سالمي عمور ،سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في
القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر .2012 ،1
-32العجمي علي فهيد سالم ،تطور الرقابة القضائية على ق اررات إبعاد األجانب "دراسة مقارنة"،
أطروحة مقدمة للحصول على درجة دكتوراه فلسفة في القانون ،كلية القانون ،جامعة عمان العربية،
.2012
-33العدوي مصطفى إبراهيم عبد الفتاح ،سلطة الدولة في تنظيم إقامة األجانب وإبعادهم والرقابة
القضائية عليها دراسة مقارنة ،رسالة لنيل درجة الدكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة عين شمس.2004 ،
-34عزوز سكينة ،الحريات العامة في النظام القانوني الجزائري ،رسالة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في
القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.2008 ،
-35قليح قمر ،حقوق اإلنسان بين الحماية الدولية والضمانات الدستورية ،رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق،
جامعة اإلسكندرية.1983 ،
-36راشد محمد علي محمد ،استراتيجية الضبط اإلداري في ظل الظروف االستثنائية ودعاوى
اإلرهاب-دراسة مقارنة ،-رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القانون المقارن ،كلية الشريعة والقانون،
جامعة أم درمان اإلسالمية.2013 ،
-37الشريف شمس الدين بشير ،الحماية الخاصة للحريات األساسية من طرف قاضي االستعجال
اإلداري في الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة باتنة .2018 ،1
-38خالف وردة ،الرقابة القضائية على المشروعية الداخلية لق اررات الضبط اإلداري ،أطروحة مقدمة
لنيل درجة الدكتوراه في العلوم ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد لمين دباغين ،سطيف ،2
.2015
-39غزالن سليمة ،عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون الجزائري ،أطروحة دكتوراه في القانون ،فرع
القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،بن يوسف بن خدة ،السنة الجامعية .2010-2009
-40غالي حياة ،مدى فعالية الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في مجال الحقوق والحريات
األساسية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم ،تخصص القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،السنة الجامعية .2020-2019
-10دبوش عبد الرزيق ،الحق في حرية التنقل أثناء الدعوى العمومية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،
فرع القانون الجنائي والعلوم الجنائية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر .2014 ،1
-11درايسة شادي أحمد عبد العزيز ،التوقيف اإلداري ومدى رقابة القضاء عليه ،رسالة لنيل درجة
الماجستير في القانون ،كلية القانون ،جامعة جرش.2015 ،
-12هالبي هجيرة ،االستعجال في المادة اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص الدولة
والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الجزائر ،1فرع جامعة األغواط ،السنة
الجامعية .2014-2013
-13زيوي خير الدين ،إدماج المعاهدات الدولية في النظام القانوني الداخلي الجزائري طبًقا لدستور
،1996مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي والعالقات الدولية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر،
السنة الجامعية .2004-2003
-14الحامد أحمد خلف سالمة ،مدى مشروعية التوقيف اإلداري في التطبيقات القضائية األردنية دراسة
مقارنة ،رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الحقوق ،كلية الحقوق ،جامعة مؤتة.2007 ،
-15حويش زهرة ،التعديالت الدستورية في الجزائر بين الجمود ودواعي التغيير ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في الحقوق ،تخصص القانون الدستوري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر،
باتنة ،السنة الجامعية .2014-2013
-16الحيدر خالد بن سلمان ،حق اإلنسان في حرية التنقل دراسة تأصيلية مقارنة ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،كلية الدراسات العليا ،جامعة نايف للعلوم األمنية.2008 ،
-17كيواني قديم ،السلطة التنظيمية في التعديل الدستوري لسنة ،2008مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون ،فرع قانون المؤسسات ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.2012 ،
-18لوافي السعيد ،الحماية الدستورية للحقوق السياسية في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
الحقوق ،تخصص قانون دستوري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،السنة
الجامعية .2010-2009
-19محجوب أحمد محمود أحمد ،عيب الشكل واإلجراءات في القرار اإلداري دراسة مقارنة ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون ،قسم القانون ،كلية الدراسات العليا ،جامعة النيلين.2018 ،
-20المعمار سارة فاضل عباس ،حرية السفر في العراق ،دراسة مقارنة ،كلية الحقوق ،جامعة النهرين،
رسالة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام.2012 ،
-21نزلي غنية ،سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى حماية الحريات األساسية ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون العام ،تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الوادي،
السنة الجامعية .2014-2013
-22النسور طارق محمد قاسم ،أثر الحماية الدولية لحقوق اإلنسان على سيادة الدولة ،مذكرة مقدمة
استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون العام ،كلية القانون ،جامعة عمان العربية،
.2012
-23نقاش حمزة ،الظروف االستثنائية والرقابة القضائية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام،
فرع اإلدارة العامة وإقليمية القانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة منتوري ،قسنطينة.2011 ،
-24سليماني السعيد ،دور القاضي اإلداري في حماية الحقوق والحريات العامة ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون ،فرع القانون الدولي لحقوق اإلنسان ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو ،السنة الجامعية .2004-2003
-25سعادي محمد أمين ،التأمين على حوادث المرور في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون ،تخصص قانون مدني أساسي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الحميد
بن باديس ،مستغانم.2016 ،
-26السعراني ريم بنت علي مدهللا ،التعسف في استعمال سلطة المنع من السفر في النظام السعودي
(دراسة تطبيقية) ،رسالة مقدمة استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الشريعة والقانون،
قسم الشريعة والقانون ،كلية العدالة الجنائية ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض.2017 ،
-27عزوز سكينة ،عملية الموازنة بين أعمال الضبط اإلداري والحريات العامة ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،تخصص اإلدارة والمالية العامة ،معهد الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر.1990 ،
-28العربي وردية ،فكرة النظام العام في اإلجراءات القضائية اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،
تخصص القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان.2010 ،
-29عروس مريم ،النظام القانوني للحريات العامة في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
القانون ،فرع اإلدارة والمالية ،كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر.1999 ،
-30عتيق رشيدة ،حدود اإلتحاد األوربي في حرية تنقل األشخاص في ظل اتفاقيات تشنقن ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في الحقوق ،فرع القانون الدولي والعالقات الدولية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1
.2014
-31فاصلة أحمد الطاهر ،التعدي ودور القاضي في مواجهة اإلدارة –دراسة مقارنة ،-مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،تخصص قانون عام معمق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان،
السنة الجامعية .2015-2014
-32قاسي الطاهر ،الشروط الشكلية لدعوى اإللغاء في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية
الحقوق ،جامعة الجزائر.2012 ،
-33القحطاني سعيد حسين فهد ،حماية وثائق السفر في النظام السعودي الجديد والئحته التنفيذية
(دراسة تطبيقية) ،رسالة مقدمة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العدالة الجنائية،
قسم العدالة الجنائية ،كلية الدراسات العليا ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.2004 ،
-34شاشوه عمر ،في مدى التوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في الدستور الجزائري لسنة
،1996مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،تخصص تحوالت الدولة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2013 ،
-35الخالدي إقبال عبد العباس يوسف ،النظام العام بوصفه قيدا على الحريات العامة ،مذكرة لنيل
درجة الماجستير في القانون العام ،كلية القانون ،جامعة بابل.2009 ،
-36خراز محمد الصالح بن أحمد ،ضوابط االختصاص النوعي لقاضي االستعجال اإلداري في النظام
القضائي الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.2002 ،
-3المقاالت العلمية:
-1أبو حاتم يحي صالح " ،إبعاد األجانب في القانون اليمني (المفاهيم واألسباب)" ،المجلة العلمية
المحكمة ،جامعة العلوم الحديثة ،العدد ،2015 ،01ص ص .56-35
-2أبركان فريدة ،ترجمة أمقران عبد العزيز " ،رقابة القاضي اإلداري على السلطة التقديرية لإلدارة"،
مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2001 ،01ص ص .41-36
-3أحمد جاد منصور " ،المنظور الدولي واإلقليمي لحماية حرية التنقل واإلقامة" ،مجلة الفكر
الشرطي ،القيادة العامة لشرطة الشارقة ،المجلد ،14العدد ،2005 ،3ص ص .138-105
-4أحمد سالمة أحمد بدر "،اإلبعاد اإلداري لألجانب في ضوء القضاء اإلداري والدستوري دراسة مقارنة
تحليلية" ،مجلة مصر المعاصرة ،الجمعية المصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع ،السنة ،107
العدد ،521يناير ،2016ص ص .231-119
-5أحميد هنية" ،عيوب القرار اإلداري (حاالت تجاوز السلطة)" ،مجلة المنتدى القانوني ،العدد ،05
،2008ص ص .64-51
-6أكروم ميريام " ،نظام حالة الطوارئ في القانون الفرنسي" ،م.ج.ع.ق.س ،المجلد ،58العدد ،01
،2021ص ص .448-433
-7أنيس فوزي عبد المجيد " ،االستثناءات الواردة على مبدأ التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية الفردية
في فرنسا" ،مجلة الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،السنة ،26العدد ،50أبريل
،2012ص ص .354-315
-8أسود محمد أمين " ،سلطة رئيس الجمهورية في مواجهة الظروف غير العادية" ،مجلة االتحاد
الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين ،منشورات دار المحامي ،سيدي بلعباس ،السنة ،04العدد ،03
أكتوبر ،2011ص ص .92-65
-9الباز داود عبد الرزاق " ،تدابير حماية األمن العام في إطار الطبيعة القانونية للضبط اإلداري بين
الشرعية والقانون" ،المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ،المجلد ،18العدد ،35أبريل ،2003
ص ص .113-59
-10بوجانة محمد "،سلطة الدولة في إبعاد األجانب" ،مجلة القانون ،العدد ،2012 ،03ص ص
.252-233
-11بودريوه عبد الكريم " ،جزاء مخالفة الق اررات اإلدارية لقواعد المشروعية-درجات البطالن في
الق اررات اإلدارية ،"-مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2004 ،5ص ص .115-103
-12ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،القضاء اإلداري في الجزائر :الواقع واآلفاق" ،مجلة مجلس الدولة ،العدد
،2005 ،06ص ص .27-9
-13بوزياني أنوار "،طرد األجانب بين موجبات السيادة ومبادئ القانون الدولي" ،مجلة العلوم السياسية
والقانون ،المركز الديمقراطي العربي ،برلين ،المجلد ،03العدد ،16يوليو ،2019ص ص .82-61
-14بوكر الدين هبة " ،مدى مشروعية إرتداء الحجاب والنقاب في فرنسا" ،مجلة التواصل في
االقتصاد واإلدارة والقانون ،المجلد ،20العدد ،02العدد التسلسلي ،38جوان ،2014ص ص -213
.224
-15بولقواس ابتسام " ،المقومات القانونية للمواطنة" ،مجلة السراج في التربية وقضايا المجتمع،
المجلد ،02العدد ،02العدد التسلسلي ،06جوان ،2018ص ص .191-179
-16بوسماحة الشيخ ،مبطوش الحاج " ،الوضع القانوني اإلداري لألجانب في الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية" ،المجلة المصرية للقانون الدولي ،العدد ،2010 ،66ص ص .648-613
-17بوقريط عمر " ،الرقابة القضائية على عنصر السبب في ق اررات الضبط اإلداري" ،مجلة العلوم
اإلنسانية ،جامعة قسنطينة ،1المجلد ،27العدد ،03العدد التسلسلي ،2016 ،46ص ص .76-69
-18بوضياف عمار "،المعيار العضوي وإشكاال ته القانونية في ضوء قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية" ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2012 ،10ص ص .51-31
-19ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،شروط وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية في التشريع الجزائري وتطبيقاتها أمام
القضاء االستعجالي" ،مجلة الفقه والقانون ،العدد ،52فبراير ،2017ص ص .29-07
-20البحيري يوسف " ،تدابير حالة الطوارئ لمكافحة جائحة فيروس كورونا والحريات العامة" ،مجلة
كلية القانون الكويتية العالمية ،العدد ( 06ملحق خاص) ،يونيو ،2020ص ص .441-403
-21البطوش أيمن " ،الحقوق الشخصية في الدستور األ ردني ومدى االلتزام بها" ،مجلة جامعة النجاح
لألبحاث (العلوم اإلنسانية) ،المجلد ،2014 ،)7( 28ص ص .1616-1591
-22بلباقي وهيبة " ،عالقة التسبيب بركن السبب في الق اررات اإلدارية" ،مجلة دفاتر السياسة والقانون،
المجلد ،10العدد ،18جانفي ،2018ص ص .10-01
-23ــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،دور التسبيب في الرقابة على مشروعية السبب في القرار اإلداري" ،مجلة
االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،المجلد ،07العدد ،2018 ،06ص ص .120-101
-24بلودنين أحمد " ،الحقوق والحريات العامة بين االنتهاك الداخلي والحماية الدولية" ،مجلة صوت
القانون ،المجلد ،01العدد األول ،أفريل ،2014ص ص .20-08
-25بلحيرش سمير " ،حماية قاضي االستعجال اإلداري لحرية تنقل األجانب في الجزائر " ،مجلة
أبحاث قانونية وسياسية ،المجلد ،02العدد ،03العدد التسلسلي ،05سبتمبر ،2017ص ص -159
.180
-26بن السيحمو محمد المهدي بن موالي مبارك ،حاج أحمد عبد هللا " ،الضبط اإلداري البلدي
والحسبة ودورهما في حفظ الصحة العامة وجمال المدينة –دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي وقانون
البلدية الجزائري ،"-مجلة الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة خنشلة ،المجلد ،05العدد ،01العدد التسلسلي
،09جانفي ،2018ص ص .106-89
-27بن بريح ياسين " ،التنظيم القانوني آلليات الضبط اإلداري" ،مجلة البحوث والدراسات القانونية
والسياسية ،جامعة البليدة ،2المجلد ،08العدد ،15جانفي ،2019ص ص .59-41
-28بنجبيلي أيوب " ،رقابة القضاء اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بدخول وإقامة األجانب
بالمغرب على ضوء قانون ،"02-03مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية ،عدد خاص،2014 ،
ص ص .342-324
-29بن طيفور نصر الدين " ،الطبيعة القانونية لمجلس الدولة وأثر ذلك على حماية الحقوق
والحريات" ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2009 ،09ص ص .34-23
-30بن منصور عبد الكريم "،االستعجال في أحكام القضاء اإلداري الجزائري" ،المجلة الجزائرية
للدراسات التاريخية والقانونية ،المجلد ،02العدد ،2017 ،01ص ص .132-113
-31بن مسعود سناء " ،آثار حالة الطوارئ الصحية على مبدأ الشرعية القانونية" ،مقال ضمن مؤلف
جماعي موسوم ب" :اآلثار القانونية للظروف الطارئة" ،مجلة مسارات في األبحاث والدراسات القانونية،
العدد ( 11عدد خاص) ،2020 ،ص ص .193-176
-32بن عباس مريم " ،العناصر الحديثة للنظام العام في القانون اإلداري" ،مجلة الباحث للدراسات
األكاديمية ،المجلد ،07العدد ،2020 ،01ص ص .212-195
-33بن صغير عبد المؤمن " ،إبعاد األجانب في ضوء القوانين الكويتية وأحكام القانون الدولي :دراسة
حالة (البدون) في دولة الكويت" ،مجلة جيل حقوق اإلنسان ،مركز جيل البحث العلمي ،العدد ،01
،2013ص ص .98-61
-34بن شهرة العربي " ،الصور الحديثة للرقابة على السلطة التقديرية لإلدارة" ،المجلة الجزائرية
للحقوق والعلوم السياسية ،المجلد ،01العدد األول ،2016 ،ص ص .74-64
-35البقالي وديع " ،إشكالية التوفيق بين النظام العام والحريات" ،مجلة الفقه والقانون ،العدد ،51
يناير ،2017ص ص .70-61
-36براني فيروز " ،الحماية القضائية االستعجالية للحريات األساسية" ،المجلة الجزائرية للعلوم
القانونية والسياسية ،المجلد ،54العدد ،04ديسمبر ،2017ص ص .45-21
-37جبلي عبد العال صبري أحمد "،الحماية اإلدارية للكرامة اإلنسانية عند تقييد حرية الحركة :دراسة
مقارنة بالشريعة اإلسالمية" ،المجلة القانونية ،المجلد ،07العدد ،2020 ،07ص ص .101-01
-38جنيدي مبروك " ،أثر جائحة (كوفيد )19كظرف استثنائي على الحريات وحقوق اإلنسان" ،مجلة
حقوق اإلنسان والحريات العامة ،المجلد ،06العدد ( 01خاص) ،2021 ،ص ص .34-01
-39جعالب كمال " ،السلطة التقديرية لإلدارة" ،مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية ،المجلد ،06العدد ،02
العدد التسلسلي ،2013 ،15ص ص .19-07
-40الدبس عصام علي "،أثر تحديد الطبيعة القانونية لألنظمة المستقلة على الرقابة القضائية على
مشروعيتها :دراسة مقارنة" ،مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة ،العدد ،2010 ،25ص ص
.330-297
-41دفع هللا محمد عبد الرحمن قرشي " ،حقوق اإلنسان في حرية الحركة والتنقل في الشريعة
اإلسالمية والدستور والقانون واالتفاقيات الدولية" ،مجلة العدل ،و ازرة العدل ،السنة ،14العدد ،35
،2012ص ص .149-128
-42دراجي عبد القادر " ،الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة
بسكرة ،المجلد ،13العدد ،02العدد التسلسلي ،2013 ،32ص ص .346-335
-43الهاللي عبد اللطيف " ،القضاء اإلداري وحماية الحقوق والحريات األساسية" ،المجلة المغربية
للدراسات القانونية والقضائية ،العدد ،2012 ،07ص ص .78-68
-44واصل محمد " ،أعمال السيادة واالختصاص القضائي" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية
والقانونية ،المجلد ،22العدد ،2006 ،02ص ص .396-383
-45الزهيري رياض عبد عيسى "،عيب عدم االختصاص في القرار اإلداري دراسة مقارنة مع الجزائر"،
مجلة العلوم القانونية ،جامعة بغداد ،العدد األول ،2013 ،ص ص .233-208
-46زروق العربي " ،التطور القضائي لمجلس الدولة الفرنسي في رقابة السلطة التقديرية لإلدارة
ومدى تأثر القضاء الجزائري بها" ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2006 ،08ص ص .128-115
-47الزغبي خالد " ،شمولية عمل الحاكم اإلداري في المملكة األردنية الهاشمية إداريا وأمنيا" ،مجلة
دراسات ،المجلد ،14العدد ،1987 ،08ص .212-155
-48حاحة عبد العالي ،يعيش تمام أمال " ،قراءة في سلطات القاضي اإلداري االستعجالي وفقا
لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية رقم ،"09/08مجلة المنتدى القانوني ،العدد ،2009 ،06ص
.144-135
-49حارث أديب إبراهيم " ،الظروف االستثنائية وأثرها في الحريات الشخصية" ،مجلة الرافدين للحقوق،
المجلد ،09العدد ،2007 ،31ص ص .265-233
-50الحويلة خالد فايز " ،األدوات الدستورية والتشريعية لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد في
النظام القانوني الكويتي" ،مجلة كلية القانون الكويتية العالمية ،العدد ( 06ملحق خاص) ،يونيو ،2020
ص ص .291-265
-51حزيط محمد " ،األمر بالمنع من مغادرة التراب الوطني في القانون الجزائري" ،المجلة األكاديمية
للبحث القانوني ،المجلد ،11العدد ( 02عدد خاص) ،أوت ،2020ص ص .409-389
-52الحيان سي محمد " ،قراءة في القانون المنظم لحالة الطوارئ الصحية بالمغرب" ،مقال ضمن
مؤلف جماعي موسوم ب" :اآلثار القانونية للظروف الطارئة" ،مجلة مسارات في األبحاث والدراسات
القانونية ،العدد ( 11عدد خاص) ،2020 ،ص ص .138-108
-53ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية حقوق وحريات األجانب
بالمغرب" ،مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية ،العدد ،04يناير ،2013ص ص .201-181
-54الحميده خليفة ثامر " ،دور الضبط اإلداري في حماية أمن الطرق :دراسة في التشريع الكويتي"،
المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ،المجلد ،20العدد ،39ص ص .321-269
-55حسن نجالء عبد " ،النظام القانوني لسمة الدخول" ،مجلة الفنون واألدب وعلوم اإلنسانيات
واالجتماع ،كلية اإلمارات للعلوم التربوية ،العدد ،2018 ،30ص ص .177-160
-56الطعان حاتم فارس " ،مشروعية سلطة اإلدارة على تقييد الحريات العامة دراسة مقارنة" ،مجلة
كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة ،العدد ،2009 ،22ص ص .288-265
-57الكساسبة عبد الرؤوف " ،ضمانات التوقيف اإلداري (الضمانات اإلدارية والجزائية)" ،مجلة
دراسات علوم الشريعة والقانون ،المجلد ،42العدد ،2015 ،01ص ص .303-283
-58كفيف الحسن " ،سلطات الضبط اإلداري في الطرق العمومية" ،مجلة حوليات جامعة الجزائر ،1
المجلد ،33العدد ،01مارس ،2019ص ص .50-31
-59كشاكش كريم يوسف " ،عيب الشكل في قضاء محكمة العدل العليا األردنية" ،مجلة المنارة
للبحوث والدراسات ،جامعة آل البيت ،األردن ،المجلد ،12العدد ،2006 ،03ص .521-463
-60كرام محمد األخضر " ،وضع المهاجرين األفارقة غير الشرعيين بالج ازئر في ضوء القانون الدولي
الخاص" ،مجلة االجتهاد القضائي ،المجلد ،12عدد خاص (العدد التسلسلي ،2020 ،)22ص ص
.168-143
-61الدمي محمد عربي " ،المواطنة كخاصية مميزة للدولة الوطنية :دراسة تحليلية للمواطنة في
أبعادها وقيمها" ،مجلة آفاق علمية ،المجلد ،11العدد ،2019 ،03ص ص .95-77
-62لطيف عبد المحسن موسى " ،حظر السفر في القوانين الداخلية انتهاك دولي وحظر دستوري
(العراق نموذجا)" ،مجلة أورك ،جامعة المثنى ،المجلد ،08العدد ،2015 ،02ص ص .468-451
-63الليمون عوض "،المركز الدستوري لرئيس الوزراء في النظام الدستوري األردني دراسة مقارنة"،
مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون ،الجامعة األردنية ،المجلد ،39العدد ،2012 ،2ص ص -491
.507
-64لعطب بختة ،شواي حمزة " ،تداعيات أثار فيروس كورونا على حرية تنقل األفراد –دراسة في
قوانين الحظر في الجزائر والمغرب ،"-المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ،المجلد ،05العدد 03
(خاص) ،2020 ،ص ص .90-76
-65لعالمة زهير "،رقابة القاضي اإلداري لمشروعية ق اررات ترحيل األجانب –دراسة مقارنة بين الجزائر
وفرنسا ،"-مجلة حوليات جامعة الجزائر ،1المجلد ،35العدد ،2021 ،02ص ص .45-23
-66ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،اختصاص القاضي اإلداري بالرقابة على قرار المنع من السفر – دراسة مقارنة بين
الجزائر ،فرنسا ومصر ،"-مجلة االجتهاد القضائي ،المجلد ،13العدد ( ،02العدد التسلسلي ،)27
أكتوبر ،2021ص ص .684-663
-67لعموري سعيدة " ،الوقاية من حوادث المرور في التشريع الجزائري" ،مجلة االجتهاد القضائي،
المجلد ،09العدد ،15سبتمبر ،2017ص ص .312-285
-68مبخوتة أحمد " ،الرقابة كضمان لتحقيق الموازنة بين أعمال وتدابير الضبط اإلداري وحماية
الحريات والحقوق األساسية" ،مجلة المعيار ،المجلد ،08العدد ،01العدد التسلسلي ،18جوان ،2017
ص ص .153-142
-69مجاجي منصور " ،المعالجة التشريعية لمشكل التلوث السمعي في الجزائري" ،مجلة االجتهاد
للدراسات القانونية واالقتصادية ،المجلد ،09العدد ،2020 ،01ص ص .435-417
-70موفق طيب شريف ،مصالي جمال ،سالمي فتيحة "،حرية التنقل وضوابطها الشرعية والقانونية"،
مجلة الحوار الفكري ،المجلد ،13العدد ،15جوان ،2018ص ص .278-255
-71مزياني فريدة ،سلطاني آمنة " ،مبدأ حظر توجيه أوامر من القاضي اإلداري لإلدارة واالستثناءات
الواردة عليه في ق.إ.م.إ" ،مجلة المفكر ،المجلد ،06العدد ،07نوفمبر ،2011ص .142-121
-72محمود أحمد حلمي محمد حمزة" ،ضوابط المنع من السفر" ،المجلة القانونية ،كلية الحقوق ،جامعة
القاهرة ،المجلد ،07العدد ،2020 ،03ص ص .94-70
-73المحنة كريم ناصر حسناوي "،الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد" ،مجلة الفكر القانوني
واالقتصادي ،السنة الرابعة ،العدد ،2014 ،18ص ص .878-856
-74المساعيد فرحان نزال "،التنظيم الدستوري والقانوني لحق التنقل (مقارنة مع الشريعة اإلسالمية)"،
المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،المجلد ،11العدد ،2015 ،04ص ص .641-623
-75ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "،النظام القانوني للمنع من السفر في التشريعات األردنية" ،مجلة كلية
الحقوق ،جامعة النهرين ،المجلد ،19اإلصدار ،2017 ،A1ص ص .204-183
-76معافة فوزية "،سلطات مرفق األمن الوطني في إبعاد األجانب في النظام القانوني الجزائري" ،مجلة
العلوم االجتماعية واإلنسانية ،المجلد ،09العدد ،2016 ،12ص ص .74-47
-77مصيلحي أحمد إبراهيم " ،إبعاد األجانب في ضوء المتغيرات اإلقليمية والدولية المعاصرة" ،مجلة
جامعة الشارقة للعلوم القانونية ،المجلد ،17العدد ،2020 ،02ص ص .676-642
-78مرزوق أمينة " ،حرية التنقل –دراسة تحليلية للمادة 55من التعديل الدستوري لسنة ،"-2016
المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية واالقتصادية ،المجلد ،57العدد ،2020 ،01ص ص -404
.421
-79مرزوق أمينة " ،حرية التنقل طبقا للتعديل الدستوري ،"2016مجلة االجتهاد القضائي ،المجلد
،12العدد ( 22عدد خاص) ،أفريل ،2020ص ص .828-805
-80مخلط بلقاسم ،بن غربي أحمد " ،حالة الطوارئ الصحية لمجابهة فيروس كورونا وأثرها على
حقوق اإلنسان" ،مجلة حقوق اإلنسان والحريات العامة ،المجلد ،06العدد ( 01خاص) ،2021 ،ص
ص .150-115
-81نبالي فطة " ،الحقوق والحريات العامة في اجتهاد المجلس الدستوري :بين اإلقدام والعرقلة"،
م.ج.ع.ق.س ،المجلد ،53العدد ،02جوان ،2016ص ص .116-85
-82النوايسة عبد اإلله محمد " ،اإلبعاد القضائي لألجانب في القانون اإلماراتي" ،المجلة األردنية في
القانون والعلوم السياسية ،المجلد ،10العدد ،2018 ،03ص ص .24-13
-83نويري عبد العزيز " ،المنازعة اإلدارية في الجزائر :تطورها وخصائصها" ،مجلة مجلس الدولة،
العدد ،2006 ،08ص ص .114-9
-84ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،االستثناءات الواردة على المعيار العضوي في تحديد المنازعات اإلدارية
دراسة نظرية/تطبيقية" ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2014 ،12ص ص .62-19
-85نعم أحمد محمد ،إنسام عبد هللا " ،إنهاء القرار اإلداري بإرادة اإلدارة بأثر رجعي دراسة مقارنة "،
مجلة جامعة تكريت للعلوم اإلنسانية ،جامعة تكريت ،العدد ،2005 ،04ص ص .133-115
-86نقاش حمزة "،دور القضاء اإلداري في حماية الحريات الشخصية أثناء حالة الطوارئ :حالة
االعتقال اإلداري" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،45جوان ،2016ص ص .262-249
-87سوادي عبد علي محمد ،الساعدي كريم مزعل شبي " ،الوضع القانوني لألجانب في ضوء قانون
إقامة األجانب العراقي المرقم ( )76لسنة ،"2017مجلة رسالة الحقوق ،جامعة كربالء ،المجلد ،12
العدد ،2020 ،01ص ص .37-7
-88السويلميين صفاء محمود ،عبد الرؤوف أحمد الكساسبة ،أحمد عارف الضالعين " ،عيب الشكل
وأثره في القرار اإلداري" ،دراسات علوم الشريعة والقانون ،الجامعة األردنية ،المجلد ،40الملحق ،01
،2013ص ص .1023-1012
-89سيوسي هديل " ،أثر المبادئ الدستورية الثابتة على ديمومة الدساتير الجزائرية" ،مجلة بحوث
جامعة الجزائر ،1المجلد ،09العدد ،02جوان ،2016ص ص .128-116
-90سالمة شعبان عبد الحكيم عبد العليم " ،عيب الشكل في القرار اإلداري دراسة تحليلية مقارنة
بأحكام مجلس الدولة المصري" ،حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات باإلسكندرية ،المجلد ،01
العدد ،31ص ص .732-660
-91سعيفان أحمد سليم " ،قراءة نظرية في وضع الحريات العامة في ظل الظروف االستثنائية" ،مجلة
الحقوق والعلوم السياسية ،الجامعة اللبنانية ،العدد ،2014 ،06ص ص .176-136
-92عبد المقصود سعود أماني " ،إبعاد األجانب في ضوء المتغيرات الدولية الحديثة" ،مجلة البحوث
القانونية واالقتصادية ،جامعة المنصورة ،العدد ،2020 ،72ص ص .1346-1227
-93عبد النور سهام " ،مكانة قضاء االستعجال اإلداري في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" ،مجلة
العلوم اإلنسانية ،المجلد ،28العدد ،2017 ،03ص ص .68-59
-94عبد العباس نعيم علي " ،تأمالت في قانون الجوازات :دراسة تحليلية لقانون جوازات السفر
العراقي المرقم 32لسنة 2015النافذ" ،مجلة دراسات البصرة ،مركز دراسات البصرة والخليج العربي،
جامعة البصرة ،العدد ،2017 ،25ص ص .301-280
-95عبد العزيز أحمد داود " ،دور الجامعة في تنمية قيم المواطنة لدى الطلبة –دراسة ميدانية
بجامعة كفر الشيخ ،"-المجلة الدولية لألبحاث التربوية ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،العدد ،30
،2011ص ص .282-252
-96عبد الرضا عبد الرسول ،مبدر نايف إقبال "،المعايير الدولية في آلية إبعاد الالجئين دراسة
مقارنة" ،مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية ،جامعة بابل ،المجلد ،04العدد ،2012 ،02
ص ص .149-125
-97عبدلي سفيان " ،سلطات القاضي الوطني في مادة الرقابة على تطبيق االتفاقيات الدولية" ،مجلة
الفقه والقانون ،العدد ،53مارس ،2017ص ص .76-51
-98عدو عبد القادر " ،الجديد في قضاء االستعجال اإلداري" ،مجلة القانون والمجتمع ،المجلد ،01
العدد ،2013 ،01ص ص .105-90
-99ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،استعجال المحافظة على الحريات في القانونين الجزائري والفرنسي" ،مجلة
الحقيقة ،المجلد ،12العدد ،03العدد التسلسلي ،25جوان ،2013ص ص .22-01
-100ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،دور القضاء االستعجالي في حماية الحريات األساسية :دراسة مقارنة بين
القانون الجزائري والمصري والفرنسي" ،مجلة الحقوق ،جامعة الكويت ،المجلد ،41العدد ،2017 ،03
ص ص .399-367
-101العدوي مصطفى إبراهيم عبد الفتاح " ،ترحيل األجانب :دراسة تطبيقية تحليلية" ،مجلة الحق،
جمعية اإلمارات للمحامين والقانونيين ،العدد ،2009 ،14ص ص .134-90
-102ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،العقوبات المقررة على األجانب المخالفين لقواعد
الدخول واإلقامة في القانون المصري دراسة تطبيقية-تحليلية" ،مجلة القانون واالقتصاد ،جامعة القاهرة،
العدد ،2019 ،92ص ص .322-277
-103العلبي رزان محمد ياسر ،أوتاني صفاء " ،جريمة الخطف في القانون السوري" ،مجلة جامعة
البعث ،المجلد ،38العدد ،2016 ،14ص ص .113-75
-104علوان حسن كاظم ،ماضي مازن ليلو " ،االستعجال في دعوى الحماية المستعجلة للحقوق
والحريات األساسية" ،مجلة معالم للدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،02العدد ،2018 ،02ص ص
.22-01
-105العمراني زهير " ،نظرية االعتداء المادي في التشريع المغربي" ،مجلة منازعات األعمال ،العدد
،15يوليوز ،2016ص ص .122-110
-106العنبي رضوان " ،دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية حقوق وحريات األجانب" ،مجلة
المنارة للدراسات القانونية واإلدارية ،العدد ،2013 ،04ص ص .201-181
-107عرفة محمد السيد "،جواز السفر وأهميته كوثيقة أمنية" ،مجلة األمن والحياة ،جامعة نايف
العربية للعلوم األمنية ،المجلد ،17العدد ،188ماي ،1998ص ص .55-54
-108فارسي مراد " ،النظام القانوني لحالة الطوارئ بالمغرب وفق المعايير الدولية" ،مجلة الباحث
للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية ،العدد ،19يونيو ،2020ص ص .40-24
-109فارة سماح " ،التوجه الحديث لرقابة اإللغاء :رقابة التناسب" ،مجلة التواصل في االقتصاد
واإلدارة والقانون ،المجلد ،21العدد ،02العدد التسلسلي ،2015 ،42ص ص .103-83
-110حسين فرحان ساجدة "،إبعاد األجانب :دراسة مقارنة" ،مجلة دراسات إقليمية ،جامعة الموصل،
العدد ،2020 ،43ص ص .231-201
-111فريجة حسين " ،االستعجال اإلداري في أحكام القضاء اإلداري الجزائري" ،مجلد إدارة ،المجلد
،13العدد ،02ديسمبر ،2003ص ص .48-07
-112ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،المواطنة تطورها ومقوماتها" ،مجلة المنتدى القانوني ،العدد ،07أفريل ،2010
ص ص .27-15
-113الصديقي علي " ،أزمة –كورونا :-مراجعات في الفكر القانوني المعاصر (قراءة نقدية)" ،مجلة
الفقه والقانون الدولية ،مجلة إلكترونية ،العدد ،91ماي ،2020ص ص .53-24
-114صوالحية عماد "،القرار اإلداري بإبعاد األجنبي" ،مجلة دراسات في العلوم اإلنسانية واالجتماعية،
جامعة ساكريا ،المجلد ،03العدد ،2020 ،02ص ص .607-577
-115الصنديل بالل عقل " ،التدابير المستعجلة الخاصة بالحريات في القضاء اإلداري الفرنسي
"الثورة التشريعية" " ،مجلة الحقوق ،جامعة الكويت ،المجلد ،38العدد ،2014 ،03ص ص -277
.309
وفقا للتشريع األردني"،
-116الصرايرة إبراهيم صالح " ،مدى فاعلية القضاء المستعجل وآلية تنفيذه ً
مجلة جامعة األنبار للعلوم القانونية والسياسية ،المجلد ،04العدد ،2013 ،02ص ص .107-80
-117قرقور نبيل " ،األسس القانونية للمواطنة بين القوانين العربية ومواثيق حقوق اإلنسان" ،مجلة
العلوم االجتماعية ،العدد ،25ديسمبر ،2017ص ص .38-20
-118رايس أمينة " ،المعاهدة الدولية أمام القاضي اإلداري" ،مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية ،جامعة
سطيف ،2المجلد ،12العدد ،02العدد التسلسلي ،21ديسمبر ،2015ص ص .194-177
-119الراغب مظهر أحمد عمر حسين "،المنع من السفر وتجميد األرصدة في الفقه اإلسالمي" ،مجلة
قطاع الشريعة والقانون ،كلية الشريعة والقانون ،جامعة األزهر ،المجلد ،10العدد ،2018 ،10ص ص
.388-323
-120رحومني حبيبة ،سعادنة العيد " ،االتجاهات القضائية الحديثة لحماية الحقوق والحريات
األساسية من االعتداء المادي لإلدارة" ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،المجلد ،07العدد ،01
،2020ص ص .938-919
-121الرماضين عبد هللا سالم يحي " ،االعتقال اإلداري ومدى مشروعيته في التطبيقات القضائية
األردنية –دراسة مقارنة بالقضاء المصري ،"-مجلة العلوم القانونية واالقتصادية ،المجلد ،2009 ،51
ص ص .741-689
-122رقاب عبد القادر " ،دور الضبط اإلداري في الوقاية من وباء "كوفيد ،""19المجلة األكاديمية
للبحوث القانونية والسياسية ،المجلد ،04العدد ،2020 ،02ص ص .721-706
-123الرقاد عبد هللا ،الرقاد مشعل " ،تسبيب القرار اإلداري" ،مجلة صوت القانون ،المجلد ،06العدد
،02نوفمبر ،2019ص ص .670-650
-124شباط يوسف " ،موعد الطعن في دعوى اإللغاء ودوره في توطيد سيادة القانون" ،مجلة العلوم
االقتصادية والقانونية ،جامعة دمشق ،المجلد ،15العدد األول ،1999 ،ص ص .209-179
-125شحادة موسى مصطفى " ،شروط االستعجال الجديد أمام القضاء اإلداري الفرنسي وتطبيقاته
في نطاق الحريات األساسية" ،مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية ،المجلد ،10العدد ،01
،2013ص ص .220-191
-126الشحات حاتم عبد الرحمن منصور " ،المعالجة القانونية لرقابة وتحقيق الهوية في قانون
اإلجراءات الجنائية الفرنسي" ،مجلة الحقوق ،السنة ،37العدد ،02الجزء األول ،يونيو ،2013ص ص
.454-363
-127شيهوب مسعود "،الحماية القضائية للحريات األساسية في الظروف االستثنائية"،
م.ج.ع.ق.إ.س ،المجلد ،35العدد ،1998 ،01ص ص .50-23
-128الشناوي وليد محمد " ،التطورات الحديثة للرقابة القضائية على التناسب في القانون اإلداري
(دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة)" ،مجلة البحوث القانونية واالقتصادية ،جامعة المنصورة ،المجلد ،06
العدد ،02الرقم التسلسلي للعدد ،2016 ،59ص ص .700-339
-129شعبان سمير ،شرقي عمار " ،العقوبات التكميلية في ضوء قانون المرور الجزائري" ،مجلة
المستقبل للدراسات القانونية والسياسية ،العدد ،04ديسمبر ،2018ص ص .24-01
-130شنطاوي علي خاطر "،دور القضاء اإلداري في تحديد المصدر الحقيقي للقرار المطعون فيه"،
مجلة الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،العدد ،1999 ،12ص ص .338-275
-131ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،دور القضاء في تحديد أسباب القرار اإلداري المطعون فيه" ،مجلة
الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،العدد ،2000 ،13ص ص .194-133
-132شفار علي "،الق اررات الصادرة في مواجهة األجانب غير الشرعيين دراسة مقارنة على ضوء
التشريع الجزائري والمغربي والفرنسي" ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،المجلد ،01العدد
،2012 ،01ص ص .29-11
-133تولين عبد الرزاق زين " ،حماية الحريات العامة في ظل حالة الطوارئ دراسة مقارنة" ،مجلة
جامعة البعث ،المجلد ،39العدد ،2017 ،30ص ص .83-49
-134خليفة ثامر الحميده " ،دور الضبط اإلداري في حماية أمن الطرق :دراسة في التشريع
الكويتي" ،المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ،المجلد ،20العدد ،39فبراير ،2005ص ص
.321-269
-135خفاجي أحمد رفعت " ،في منع األشخاص من الدخول إلى إقليم الدولة أو السفر منه :دراسة
طبقا للقواعد المقررة في القانون الدولي العام"،
في سيادة الدولة وحقها في البقاء وصيانة النفس ً
المجلة المصرية للقانون الدولي ،العدد ،1973 ،29ص ص .252-235
-136الذنيبات محمد جمال " ،القرار اإلداري المنعدم في القضاء اإلداري األردني والفقه المقارن"،
مجلة الحقوق ،جامعة الكويت ،المجلد ،28العدد األول ،2004 ،ص ص .326-306
-137الظفيري يوسف ناصر حمد " ،السبب في ق اررات الضبط اإلداري ومدى الرقابة القضائية عليه"،
مجلة البحوث القانونية واالقتصادية ،جامعة المنصورة ،المجلد ،10العدد ،03الرقم التسلسلي للعدد ،73
،2020ص ص .956-915
-138الغيالن طيبة " ،يلعب دو ار كبي ار في التعريف بحامله جواز السفر...وثيقة المرور الدولي"،
مجلة الديبلوماسي ،معهد األمير سعود الفيصل للدراسات الديبلوماسية ،العدد ،54مارس ،2011ص
ص .37-36
-139غناي رمضان " ،عن موقف مجلس الدولة من الرقابة على الق اررات التأديبية الصادرة عن
المجلس األعلى للقضاء حالة الغلط الصارخ في التقدير ،تعليق على قرار مجلس الدولة رقم 172994
الصادر بتاريخ 1998/07/27منشور في مجلة مجلس الدولة عدد 2002/1ص ،"84-83مجلة
مجلس الدولة ،العدد ،2005 ،06ص ص .58-31
-140ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،منافع العقاب اإلداري كطريق بديل للدعوى الجزائية" ،مجلة المحكمة العليا،
العدد ،2017 ،01ص ص .431-420
-141غربي أحسن " ،معايير التفرقة بين القرار المنعدم والقرار الباطل – دراسة تحليلية نقدية،"-
مجلة دراسات وأبحاث ،العدد ،2010 ،02ص ص .142-121
-142ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،نظرية االعتداء المادي في القانون الجزائري" ،مجلة التواصل في االقتصاد
واإلدارة والقانون ،المجلد ،20العدد ،03العدد التسلسلي ،39سبتمبر ،2014ص ص .225-216
-143ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ " ،دور الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فيروس كورونا بالجزائر" ،مجلة
كلية القانون الكويتية العالمية ،كلية القانون الكويتية العالمية ،ملحق خاص ،العدد ،06جوان ،2020
ص ص .673-637
-144غضبان مبروك ،غربي نجاح " ،قراءة تحليلية للنصوص القانونية المنظمة لحالتي الحصار
والطوارئ ومدى تأثيرها على الحقوق والحريات في الجزائر" ،مجلة المفكر ،المجد ،09العدد ،01
،2014ص ص .37-12
-4المداخالت العلمية:
-1إيراين نوال ،العروسي حاقة " ،دور القاضي اإلداري في مالءمة الوقائع القانونية مع القرار
اإلداري" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الدولي الثامن حول :التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في
إرساء دولة القانون ،مخبر السياسات العامة وتحسين الخدمة العمومية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة حمة لخضر ،الوادي ،يومي 07-06مارس ،2018ص ص .390-378
-2بوكماش محمد ،كالش خلود " ،اإلجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا-بين ضرورة ضمان
الحق في الصحة وتقييد الحقوق والحريات ،"-مداخلة ضمن أشغال المؤتمر الدولي االفتراضي الموسوم
ب" :جائحة كورونا تحد جديد للقانون" ،المنظم من طرف المركز الديمقراطي العربي برلين ،ألمانيا ،جامعة
فلسطين األهلية ،بيت لحم ،فلسطين ،فريق البحث :حسن األداء في القانون الدولي والمقارن ،جامعة
محمد الخامس ،المغرب ،يومي 18و 19سبتمبر ،2020الناشر المركز الديمقراطي العربي للدراسات
اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية برلين ،ألمانيا ،ص ص .355-334
-3بطيخ رمضان محمد " ،أوجه إلغاء القرار اإلداري" ،القضاء اإلداري الق اررات اإلدارية ومبدأ
المشروعية ،برنامج المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،جامعة الدول العربية وديوان المظالم المملكة العربية
السعودية ،منشورات المنظمة العربية للتنمية ،الرياض 30-19 ،نوفمبر ،2005ص ص .467-429
-4بن طيبة صونية " ،الدعوى االستعجالية وأهم التطبيقات المكرسة على ضوء جديد قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب :قضاء االستعجال اإلداري،
المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي الوادي ،يومي 10-09مارس ،2011
ص ص ( .25-1غير منشور).
-5بن عبد هللا عادل " ،الدور المستقبلي للقاضي اإلداري في ظل تحوالت القانون اإلداري" ،مداخلة
ضمن أعمال الملتقى الدولي الثامن حول :التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة
القانون ،مخبر السياسات العامة وتحسين الخدمة العمومية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة حمة
لخضر ،الوادي ،يومي 07-06مارس ،2018ص ص .616-604
-6بسعيد مراد " ،اإلبعاد و /أو الطرد إلى الحدود في ظل قانون 11-08تعدد المقاربات ووحدة
الهدف" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الوطني الموسوم ب :تنظيم العالقات الدولية الخاصة في الجزائر
واقع متطور ،من تنظيم كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،يومي 21و22
أفريل ،2010ص ص .349-341
-7دريد كمال ،رايس أمينة " ،االلتزام القضائي بالمعاهدات الدولية (القضاء اإلداري الجزائري
أنموذجا)" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الدولي الموسوم ب :دولة القانون " :التجربة الجزائرية" ،كلية
ً
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،يومي 10و 11أفريل ،2018ص ص
( .291-279غير منشور).
-8يوسفات علي هاشم ،بن السيحمو محمد المهدي "،الحماية الدستورية لحرية التنقل" ،مداخلة
ضمن أعمال الملتقى الدولي حول :دور المؤسسات الدستورية في حماية الحقوق والحريات ،المنظم من
طرف كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أدرار ،يومي 12-11مارس ،2015ص ص -295
.302
-9لعقابي سميحة ،الشريف شمس الدين بشير " ،التوجه الحديث لمجلس الدولة بشأن مفهوم الحرية
األساسية" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الدولي الثامن الموسوم ب :التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري
ودوره في إرساء دولة القانون ،المنظم من طرف كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الشهيد حمة
لخضر ،الوادي ،يومي 6و 7مارس ،2018ص ص .150-137
-10مهداوي عبد القادر ،مومني أحمد " ،سلطات القاضي اإلداري االستعجالي لوقف تنفيذ الق اررات
اإلدارية" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب :قضاء االستعجال اإلداري ،المنظم من طرف
معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي الوادي ،يومي 10-09مارس ،2011ص ص .14-1
(غير منشور).
-11مرغني حيزوم بدر الدين ،زرقان وليد " ،دور القاضي اإلداري في تطبيق المعاهدات الدولية –
دراسة مقارنة ،"-مداخلة ضمن أعمال الملتقى الثامن حول :التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في
إرساء دولة القانون ،المنظم من طرف كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي،
يومي 6و 7مارس ،2018ص ص .419-412
-12نايف عبد اللطيف " ،الدعوى المستعجلة والحكم بوقف تنفيذ القرار اإلداري" ،مداخلة ضمن أعمال
المؤتمر الرابع لرؤساء المحاكم اإلدارية في الدول العربية ،بيروت ،يوم 3سبتمبر ،2014ص ص -1
( ،5غير منشور).
-13سليماني السعيد " ،وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية :حالة الق اررات اإلدارية الضبطية دراسة مقارنة
بين فرنسا والجزائر في ظل التحوالت التشريعية" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب :قضاء
االستعجال اإلداري ،المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي الوادي ،يومي
10-09مارس ،2011ص ص ( .16-1غير منشور).
-14العارم كريمة " ،واقع مبدأ تدرج القوانين في الجزائر وسبل تعزيزه" ،مداخلة ضمن أعمال المؤتمر
الدولي الموسوم ب :دولة القانون " :التجربة الجزائرية" ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة العربي بن
مهيدي ،أم البواقي ،يومي 10و 11أفريل ،2018ص ص ( .16-1غير منشور).
-15العنكبي طه حميد حسن " ،إشكالية التوفيق بين األمن الوطني والحقوق والحريات العامة في
العراق" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى العلمي الثاني لكلية القانون والعلوم السياسية ،الموسوم ب :إشكالية
التداخل بين مفهومي اإلرهاب وحقوق اإلنسان ،كلية القانون والعلوم السياسية ،جامعة ديالي ،يومي -24
25مارس ،2013ص ص .115-88
-16الصايغ أحمد " ،حدود سلطة القاضي اإلداري في رقابته على إبعاد األجانب" ،مداخلة ضمن ندوة
حول :قراءة في قانون الهجرة ،من تنظيم المعهد العالي للقضاء ،و ازرة العدل ،المملكة المغربية ،سلسلة
الندوات واللقاءات واأليام الدراسية ،يناير ،2006ص ص .125-113
-17قيسون رامي بركات " ،دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع
الموسوم ب :قضاء االستعجال اإلداري ،المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز
الجامعي الوادي ،يومي 10-09مارس ،2011ص ص ( .25-1غير منشور).
-18قصير علي " ،دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية" ،مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم
ب :قضاء االستعجال اإلداري ،المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية ،المركز الجامعي
الوادي ،يومي 10-09مارس ،2011ص ص ( .10-1غير منشور).
-5المطبوعات البيداغوجية:
-1بوجالل صالح الدين ،محاضرات في مادة الجنسية ،مطبوعة نهائية للتأهيل الجامعي في مادة
الجنسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة سطيف ،2السنة الجامعية .2014-2013
-2ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ،محاضرات في قانون حقوق اإلنسان ،مطبوعة بيداغوجية ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة سطيف ،2السنة الجامعية .2014-2013
-3بن بلقاسم أحمد ،محاضرات في الحريات العامة ،مطبوعة بيداغوجية خاصة بالسنة األولى ماستر،
تخصص منازعات القانون العمومي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد لمين دباغين ،سطيف
،2السنة الجامعية .2016-2015
-4سالمي عمور ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،مطبوعة بيداغوجية ،نسخة معدلة ومنقحة طبًقا
ألحكام قانون 09-08المتضمن ق إ م إ ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،السنة الجامعية -2008
.2009
-5النصوص القانونية:
أ -الدساتير:
-1أمر رقم ،97-76مؤرخ في 22نوفمبر ،1976يتضمن إصدار دستور الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،ج ر العدد ،94صادرة في 24نوفمبر ( .1976ملغى)
-2مرسوم رئاسي رقم ،18-89مؤرخ في 28فبراير ،1989يتعلق بنشر نص تعديل الدستور الموافق
عليه في استفتاء 23فبراير ،1989ج ر العدد ،09صادرة في أول مارس .1989
-3مرسوم رئاسي رقم ،438-96مؤرخ في 7ديسمبر ،1996يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور
المصادق عليه في استفتاء 28نوفمبر ،1996ج ر العدد ،76صادرة في 8ديسمبر ،1996معدل
بموجب القانون رقم ،03-02مؤرخ في 10أبريل ،2002يتضمن التعديل الدستوري ،ج ر العدد ،25
صادرة في 14أبريل ،2002معدل بالقانون رقم ،19-08مؤرخ في 15نوفمبر ،2008يتضمن
التعديل الدستوري ،ج ر عدد ،63صادرة في 16نوفمبر .2008
-4قانون رقم ،01-16مؤرخ في 6مارس ،2016يتضمن التعديل الدستوري ،ج ر العدد ،14
صادرة في 7مارس .2016
-5مرسوم رئاسي رقم ،442-20مؤرخ في 30ديسمبر ،2020يتعلق بإصدار التعديل الدستوري،
المصادق عليه في استفتاء أول نوفمبر سنة ،2020في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية ،ج ر العدد ،82صادرة في 30ديسمبر .2020
ب -النصوص الدولية:
-1اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 217
ألف (د ،)3-مؤرخ في 10ديسمبر .1948
30جانفي ،1969يتضمن نشر االتفاقية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا وتشغيلهم
وإقامتهم بها ،ج ر العدد ،17صادرة في 21فبراير .1969
-9االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ،اعتمدت وفتح باب التوقيع والتصديق
عليها بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 2106ألف (د ،)21-مؤرخ في األول ديسمبر
حيز النفاذ في 4جانفي .1969
،1965دخلت ّ
تم
-10بروتوكول ملحق يعدل ويتمم أحكام االتفاقية الخاصة باإلقامة المبرمة بين الجزائر والمغربّ ،
توقيعه بإفران في 15جانفي 1969بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة المملكة
المغربية ،صادقت عليه الجزائر بموجب األمر رقم ،68-69مؤرخ في 2سبتمبر ،1969يتضمن
المصادقة على االتفاقيات الجزائرية المغربية ،ج ر العدد ،77صادرة في 10سبتمبر .1969
-11العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام
بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحد رقم 2200ألف (د ،)21-مؤرخ في 16ديسمبر ،1966دخل
حيز النفاذ في 23مارس ،1976صادق عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،67-89مؤرخّ
في 16مايو ،1989يتضمن االنضمام إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية
والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والبروتوكول االختياري المتعلق بالعهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الموافق عليها من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة يوم 16
ديسمبر ،1966ج ر العدد ،20صادرة في 17مايو .1989
-12االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان ،مصادق عليها من طرف منظمة الدول األمريكية في مؤتمر
سان خوسيه ،بتاريخ 2نوفمبر .1969
تم التوقيع عليها بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية
-13اتفاقية تنقل األشخاص واإلقامةّ ،
الشعبية وحكومة الجمهورية العربية الليبية بطرابلس في 23مايو ،1970صادقت عليها الجزائر بموجب
األمر رقم ،37-70مؤرخ في 5يونيو ، ،1970ج ر العدد ،66صادرة في 4غشت .1970
-14االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها ،اعتمدت وعرضت للتصديق
واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ( 3068د ،)28-مؤرخ في 30نوفمبر
حيز النفاذ في 18جويلية ،1976صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم رقم -82
،1973دخلت ّ
،01مؤرخ في 2جانفي ،1982ج ر العدد األول ،صادرة في 5جانفي .1982
-15اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ،اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق
واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ،34/180مؤرخ في 18ديسمبر ،1979
- 672 -
قائمة المصادر والمراجع
حيز النفاذ في 3ديسمبر ،1981صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،51-96 دخلت ّ
مؤرخ في 22جانفي ،1996يتضمن انضمام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،مع التحفظ ،إلى
اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لسنة ،1979ج ر العدد ،06صادرة في 24جانفي
.1996
-16الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب ،تمت إجازته من قبل مجلس الرؤساء األفارقة بدورته
العادية رقم 18في نيروبي (كينيا) ،جوان ،1981صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم
،37-87مؤرخ في 3فبراير ،1987ج ر العدد ،06صادرة في 4فبراير .1987
-17اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو
المهينة ،اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم
حيز النفاذ في 26جوان .1987
،39/46مؤرخ في 10ديسمبر ،1984دخلت ّ
حيز التنفيذ في
-18اتفاقية شينجن ،تم التوقيع عليها في لوكسومبورغ في 14جوان ،1985دخلت ّ
16مارس .1995
-19الملحق األول التفاقية 27ديسمبر 1968بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في
فرنسا وبروتكولها الملحق ،والمصادق عليه بموجب المرسوم رقم ،128-86مؤرخ في 20مايو ،1986
يتضمن المصادقة على الملحق األول التفاقية 27ديسمبر 1968بين حكومة الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية الخاصة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين
وعائالتهم في فرنسا وبروتوكولها الملحق والبروتوكول الملحق بها وتبادل الرسائل الموقعة بالجزائر في 22
ديسمبر ،1985ج ر العدد ،21صادرة في 21مايو .1986
-20اإلعالن المتعلق بحقوق اإلنسان لألفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشون فيه ،اعتمد
ونشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ،40/144مؤرخ في 30ديسمبر .1985
تم التوقيع
-21معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي بين الجزائر ،المغرب ،تونس ،ليبيا ،موريتانياّ ،
عليها في مراكش يوم 17فبراير ،1989صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم -89
،54مؤرخ في 2مايو ،1989ج ر العدد ،18صادرة في 3مايو .1989
تم ي
-22االتفاقية الخاصة بالنقل البر للمسافرين والبضائع والعبور بين دول اتحاد المغرب العربيّ ،
التوقيع عليها بالجزائر العاصمة في 23يوليو 1990بين حكومات كل من الجزائر ،تونس ،المغرب،
حيز التنفيذ في 14يوليو .1993
ليبيا ،موريتانيا ،دخلت ّ
-23االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ،اعتمدت بموجب قرار الجمعية
العامة لألمم المتحدة رقم ،158/45مؤرخ في 18ديسمبر ،1990صادقت عليها الجزائر بموجب
المرسوم الرئاسي رقم ،441-04مؤرخ في 29ديسمبر ،2004يتضمن التصديق بتحفظ على االتفاقية
الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ،المعتمدة من طرف الجمعية العامة لمنظمة
األمم المتحدة يوم 18ديسمبر ،1990ج ر العدد ،02صادرة في 5جانفي .2005
-24اتفاق حول إقامة وتنقل األشخاص بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة
الجمهورية الموريتانية الموقع بنواكشط في 6يوليو ،1996صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم
الرئاسي رقم ،340-97مؤرخ في 13سبتمبر ،1997ج ر العدد ،61صادرة في 14سبتمبر .1997
-25ميثاق الحقوق األساسية األوروبي ،حرر في 7ديسمبر ،2000بمدينة نيس ،من طرف البرلمان
حيز التنفيذ في الفاتح فبراير .2003
األوروبي ومجلس االتحاد األوروبي واللجنة األوروبية ،دخل ّ
-26الملحق الثالث التفاقية 27ديسمبر 1968بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في
تم التوقيع عليه بباريس في 11جويلية ،2001صادقت عليه الجزائر
فرنسا والبروتوكول الملحق بهاّ ،
بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،368-01مؤرخ في 13نوفمبر ،2001ج ر العدد ،69صادرة في 18
نوفمبر .2001
-27الميثاق العربي لحقوق اإلنسان ،اعتمد من قبل مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة
السادسة عشر ،بق ارره رقم 270د.ع ( ،)16مؤرخ في 23مايو ،2004صادقت عليه الجزائر بموجب
المرسوم الرئاسي رقم ،62-06مؤرخ في 11فبراير ،2006يتضمن التصديق على الميثاق العربي
لحقوق اإلنسان ،المعتمد بتونس في مايو ،2004ج ر العدد ،08صادرة في 15فبراير .2006
تم اعتمادها من طرف جمعية الصحة العالمية بجنيف في 23 -28اللوائح الصحية الدولية (ّ ،)2005
حيز النفاذ في 15جويلية ،2008صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي
ماي ،2005دخلت ّ
رقم ،293-13مؤرخ في 4غشت ،2013يتضمن نشر اللوائح الصحية الدولية ( ،)2005المعتمدة
بجنيف بتاريخ 23مايو ،2005ج ر العدد ،43صادرة في 28غشت .2013
-29اتفاقية تتعلق بتسليم المجرمين بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة
المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية ،الموقعة بلندن في 11يوليو ،2006صادقت عليها
الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،464-06مؤرخ في 11ديسمبر ،2006ج ر العدد ،81صادرة
في 13ديسمبر .2006
-30اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة ،اعتمدت بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم
حيز النفاذ في 3ماي ،2008صادقت عليها الجزائر
،61/106مؤرخ في 13ديسمبر ،2006دخلت ّ
بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،188-09مؤرخ في 12مايو ،2009يتضمن التصديق على اتفاقية
حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة ،ج ر العدد ،33صادرة في 31مايو .2009
-31اتفاقية تسليم المجرمين بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة
الجمهورية الفرنسية الموقعة بالجزائر في 27جانفي سنة ،2019صادقت عليها الجزائر بموجب
المرسوم الرئاسي رقم ،166-21مؤرخ في 25أبريل ،2021ج ر العدد ،34صادرة في 9مايو
.2021
-32االتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية الهند حول
اإلعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية ،لمهمة أو رسمية ،الموقع عليه بنيودلهي في
31جانفي ،2019صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،164-21مؤرخ في 25أبريل
،2021ج ر العدد ،33صادرة في 5مايو .2021
-33االتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية أنغوال حول
إلغاء التأشيرة للمواطنين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية ولمهمة ،صادقت عليه الجزائر بموجب
المرسوم الرئاسي رقم ،186-21مؤرخ في 5مايو ،2021ج ر العدد ،34صادرة في 9مايو .2021
ج -النصوص التشريعية:
ج -1-التشريعات العضوية:
-1قانون عضوي رقم ،01-98مؤرخ في 30مايو ،1998يتعلق باختصاصات مجلس الدولة
ومتمم بالقانون العضوي رقم
ّ وتنظيمه وعمله ،ج ر العدد ،37صادرة في أول يونيو ،1998معدل
ومتمم
ّ ،13-11مؤرخ في 26يوليو ،2011ج ر العدد ،43صادرة في 3غشت ،2011معدل
بالقانون العضوي رقم ،02-18مؤرخ في 4مارس ،2018ج ر العدد ،15صادرة في 7مارس
.2018
-2قانون عضوي رقم ،11-05مؤرخ في 17يوليو ،2005يتعلق بالتنظيم القضائي ،ج ر العدد
،51صادرة في 30يوليو ،2005معدل بالقانون العضوي رقم ،06-17مؤرخ في 27مارس ،2017
ج ر العدد ،20صادرة في 29مارس .2017
-3قانون عضوي رقم ،10-16مؤرخ في 25غشت ،2016يتعلق بنظام االنتخابات ،ج ر العدد
،50صادرة في 28أوت ( .2016ملغى)
-11قانون رقم ،25-90مؤرخ في 18نوفمبر ،1990يتضمن التوجيه العقاري ،ج ر عدد ،49
ومتمم باألمر رقم ،26-95مؤرخ في 25سبتمبر ،1995ج ر
صادرة في 18نوفمبر ،1990معدل ّ
عدد ،55صادرة في 27سبتمبر .1995
-12قانون رقم ،04-91مؤرخ في 8جانفي ،1991يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،ج ر العدد ،02
صادرة في 9جانفي ( .1991ملغى)
-13قانون رقم ،23-91مؤرخ في 6ديسمبر ،1991يتعلق بمساهمة الجيش الوطني الشعبي في
مهام حماية األمن العمومي خارج الحاالت االستثنائية ،ج ر العدد ،63صادرة في 7ديسمبر ،1991
ومتمم باألمر رقم ،03-11مؤرخ في 23فبراير ،2011ج ر العدد ،12صادرة في 23فبراير
معدل ّ
.2011
-14مرسوم تشريعي رقم ،02-93مؤرخ في 6يناير ،1993يتضمن تمديد مدة حالة الطوارئ ،ج ر
العدد ،08صادرة في 7فبراير .1993
-15أمر رقم ،20-95مؤرخ في 17يوليو ،1995يتعلق بمجلس المحاسبة ،ج ر العدد ،39صادرة
في 23يوليو ،1995معدل باألمر رقم ،02-10مؤرخ في 26غشت ،2010ج ر العدد ،50صادرة
في أول سبتمبر .2010
-16قانون رقم ،13-01مؤرخ في 7غشت ،2001يتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه ،ج ر العدد
،44صادرة في 8غشت .2001
-17قانون رقم ،14-01مؤرخ في 19غشت ،2001يتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق
ومتمم بالقانون رقم ،16-04
وسالمتها وأمنها ،ج ر العدد ،46صادرة في 19غشت ،2001معدل ّ
ومتمم باألمر رقم
مؤرخ في 10نوفمبر ،2004ج ر العدد ،72صادرة في 13نوفمبر ،2004معدل ّ
ومتمم
ّ ،13-09مؤرخ في 22يوليو ،2009ج ر العدد ،45صادرة في 29يوليو ،2009معدل
بالقانون رقم ،05-17مؤرخ في 16فبراير ،2017ج ر العدد ،12صادرة في 22فبراير .2017
-18قانون رقم ،09-02مؤرخ في 8مايو ،2002يتعلق بحماية األشخاص المعوقين وترقيتهم ،ج ر
العدد ،34صادرة في 14مايو .2002
-19قانون رقم ،10-03مؤرخ في 19يوليو ،2003يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة،
ج ر العدد ،43صادرة في 20يوليو .2003
-20أمر رقم ،03-03مؤرخ في 19يوليو ،2003يتعلق بالمنافسة ،ج ر العدد ،43صادرة في 20
ومتمم بموجب القانون رقم ،12-08مؤرخ في 25يونيو ،2008ج ر العدد ،36
يوليو ،2003معدل ّ
ومتمم بموجب القانون رقم ،05-10مؤرخ في 15غشت ،2010
صادرة في 25يونيو ،2008معدل ّ
ج ر العدد ،46صادرة في 18غشت .2010
-21قانون رقم ،18-04مؤرخ في 25ديسمبر ،2004يتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية
وقمع االستعمال واالتجار غير المشروعين بها ،ج ر العدد ،83صادرة في 26ديسمبر .2004
-22قانون رقم ،20-04مؤرخ في 25ديسمبر ،2004يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير
الكوارث في إطار التنمية المستدامة ،ج ر العدد ،84صادرة في 29ديسمبر .2004
-23أمر رقم ،06-05مؤرخ في 23غشت ،2005يتعلق بمكافحة التهريب ،ج ر العدد ،59صادرة
في 28غشت .2005
-24قانون رقم ،01-06مؤرخ في 20فبراير ،2006يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،ج ر العدد
متمم باألمر رقم ،05-10مؤرخ في 26غشت ،2010ج ر العدد
،14صادرة في 8مارس ّ ،2006
ومتمم بالقانون رقم ،15-11مؤرخ في 2غشت ،2011
،50صادرة في أول سبتمبر ،2010معدل ّ
ج ر العدد ،44صادرة في 10غشت .2011
-25أمر رقم ،02-06مؤرخ في 28فبراير ،2006يتضمن القانون األساسي العام للمستخدمين
متمم بالقانون رقم ،11-19مؤرخ في 11
العسكريين ،ج ر العدد ،12صادرة في أول مارس ّ ،2006
متمم باألمر رقم ،06-21مؤرخ في
ديسمبر ،2019ج ر العدد ،78صادرة في 18ديسمبر ّ ،2019
30مايو ،2021ج ر العدد ،39صادرة في 30مايو .2021
-26أمر رقم ،03-06مؤرخ في 15يوليو ،2006يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية،
ج ر العدد ،46صادرة في 16يوليو .2006
ويتمم األمر قم ،156-66المؤرخ في ن
-27قانو رقم ،23-06مؤرخ في 20ديسمبر ،2006يعدل ّ
8يونيو ،1966والمضمن قانون العقوبات ،ج ر العدد ،84صادرة في 24ديسمبر .2006
-28قانون رقم ،11-08مؤرخ في 25يونيو ،2008يتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر
وإقامتهم بها وتنقلهم فيها ،ج ر العدد ،36صادرة في 2يوليو .2008
-29قانون رقم ،10-11مؤرخ في 22يونيو ،2011يتعلق بالبلدية ،ج ر العدد ،37صادرة في 3
ومتمم باألمر رقم ،13-21مؤرخ في 31غشت ،2021ج ر العدد ،67صادرة
يوليو ،2011معدل ّ
في 31غشت .2021
-30قانون رقم ،07-12مؤرخ في 21فبراير ،2012يتعلق بالوالية ،ج ر العدد ،12صادرة في 29
فبراير .2012
-31قانون رقم ،03-14مؤرخ في 24فيفري ،2014يتعلق بسندات ووثائق السفر ،ج ر العدد ،4
صادرة في 23مارس .2014
ويتمم األمر رقم ،155-66المؤرخ في 8
-32أمر رقم ،02-15مؤرخ في 23يوليو ،2015يعدل ّ
يونيو ،1966والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،ج ر العدد ،40صادرة في 23يوليو .2015
-33قانون رقم ،11-18مؤرخ في 2يوليو ،2018يتعلق بالصحة ،ج ر العدد ،46صادرة في 29
ومتمم باألمر رقم ،02-20ج ر العدد ،50صادرة في 30غشت .2020
يوليو ،2018معدل ّ
-34أمر رقم ،08-21مؤرخ في 8يونيو ،2021يعدل ويتمم األمر رقم ،156-66المؤرخ في 8
يونيو ،1966والمتضمن قانون العقوبات ،ج ر العدد ،45صادرة في 9يونيو .2021
-4قرار وزاري مؤرخ في 30نوفمبر ،1992يتضمن إعالن حظر التجول في تراب بعض الواليات ،ج
ر العدد ،85صادرة في 2ديسمبر .1992
-6مجلس الدولة ،قرار رقم ،169417مؤرخ في 27جويلية ،1998قضية ديوان الترقية والتسيير
العقاري ضد اللجنة ما بين البلديات ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،01ص .81
-7مجلس الدولة ،قرار رقم ،172994مؤرخ في 27جويلية ،1998قضية (ع.ه) ضد المجلس
األعلى للقضاء ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،01ص .83
-8مجلس الدولة ،قرار مؤرخ في 19جويلية ،1999المنتقى في قضاء مجلس الدولة ،ج األول ،دار
هومه ،الجزائر ،2002 ،ص .165
-9مجلس الدولة ،الغرفة الثالثة ،قرار رقم ،005906مؤرخ في 05نوفمبر ( .1999قرار غير منشور)
-10مجلس الدولة ،مؤرخ في 28فيفري ،2000قضية (ش.أ) ضد والي والية تيزي وزو ،المنتقى في
قضاء مجلس الدولة ،ج األول ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2003 ،ص .321
-11مجلس الدولة ،الغرفة الثالثة ،قرار رقم ،194988مؤرخ في 24أفريل ( .2000قرار غير
منشور).
-12مجلس الدولة ،قرار رقم ،2111مؤرخ في 8ماي ،2000قضية يونيون بنك ضد محافظ بنك
الجزائر ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2005 ،06ص .68
-13مجلس الدولة ،الغرفة الرابعة ،ق ارر رقم ،002764فهرس رقم ،690مؤرخ في 24ديسمبر
( ،2001قرار غير منشور).
-14مجلس الدولة ،قرار مؤرخ في 11فيفري ،2002قضية والي والية الجزائر ضد شركة اإلنتاج
واالستثمار المغاربي ،المنتقى في قضاء مجلس الدولة ،ج الثالث ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر،
،2005ص .205
-15مجلس الدولة ،قرار رقم ،005951مؤرخ في 11فيفري ،2002قضية (أ.ن) ضد مجلس االتحاد
الوطني للمحامين ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،01ص .147
-16مجلس الدولة ،قرار رقم ،9451مؤرخ في 30أفريل ،2002قضية مدير الضرائب لوالية عنابة
ضد (ت.خ) ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،02ص .224
-17مجلس الدولة ،قرار رقم ،3601مؤرخ في 10جوان ،2002قضية بلدية قالل ضد (ح.س)،
مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،02ص .209
-18مجلس الدولة ،قرار رقم ،13772مؤرخ في 14أوت ،2002قضية (أ.ن) ضد وزير الداخلية،
مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،02ص .221
-19مجلس الدولة ،قرار رقم ،13772مؤرخ في 14أكتوبر ،2002قضية (أ.ن) ،ضد وزير
الداخلية ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2002 ،02ص .221
-20مجلس الدولة ،قرار رقم ،11803مؤرخ في 3ديسمبر ،2002قضية الشركة ذات االسم
الجماعي شعبان ضد والي والية تيزي وزو ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2003 ،03ص .171
-21مجلس الدولة ،قرار رقم ،5251مؤرخ في 11مارس ،2003قضية (أ.ع) ضد وزير الداخلية،
مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2003 ،03ص .151
-22مجلس الدولة ،قرار رقم ،14489مؤرخ في الفاتح أفريل ،2003قضية بنك ( )A.I.Bضد البنك
المركزي الجزائري ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2003 ،04ص .138
-23مجلس الدولة ،قرار رقم ،013334مؤرخ في 6ماي ،2003قضية وزير المالية والمديرية العامة
لألمالك الوطنية ضد (خ.ر) ومن معه ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2003 ،04ص .105
-24مجلس الدولة ،الغرفة الخامسة ،قرار رقم ،016148مؤرخ في 11ماي ،2004قضية (ق.س)،
ضد والي والية وهران ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2004 ،05ص .234
-25مجلس الدولة ،الغرفة الثانية ،قرار رقم ،014359مؤرخ في 15فيفري ( .2005قرار غير
منشور).
-26مجلس الدولة ،قرار رقم ،021929مؤرخ في 22فيفري ،2006قضية عميد كلية الطب
والمستشفى الجامعي لقسنطينة ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2006 ،08ص .207
-27مجلس الدولة ،الغرفة الخامسة ،قرار رقم ،039120مؤرخ في 24أفريل ،2007قضية (م.ض)
ضد وزير العدل ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2009 ،09ص .127
-28مجلس الدولة ،قرار رقم ،052342مؤرخ في 21أكتوبر ،2009قضية (ح.ط) ضد وزير
الداخلية ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2012 ،10ص .162
-29مجلس الدولة ،قرار رقم ،060797صادر في 28أفريل ،2010قضية (ط.م) ،ضد وزير
الداخلية ومن معه ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2013 ،11ص .245
-30مجلس الدولة ،الغرفة الخامسة ،قرار رقم ،065440مؤرخ في 2فيفري ،2011قضية (ب.ع).
(قرار غير منشور).
-31مجلس الدولة ،الغرفة الخامسة ،قرار رقم ،066462مؤرخ في 16مارس ،2011قضية الشركة
ذات المسؤولية المحدودة لمواد البناء المسماة محتوت وشركائه ضد والية الجزائر( ،قرار غير منشور).
-32مجلس الدولة ،قرار رقم ،067894مؤرخ في 6أفريل ،2011قضية (ل.ب) ضد وزير الداخلية،
مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2014 ،12ص .245
-33مجلس الدولة ،قرار رقم ،069821مؤرخ في 23فيفري ،2012قضية والي والية بجاية ضد
(ج.خ) ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2015 ،13ص .136
-34مجلس الدولة ،قرار رقم ،093831مؤرخ في 18سبتمبر ،2014مجلة مجلس الدولة ،العدد
،2015 ،13ص .131
-35المحكمة اإلدارية لبجاية ،أمر استعجالي رقم ،1241مؤرخ في 7أكتوبر ( .2014غير منشور).
-36مجلس الدولة ،قرار رقم ،091782مؤرخ في 20نوفمبر ،2014قضية (ل.ع) ،ضد وزير
الداخلية ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2014 ،12ص .25
-37مجلس الدولة ،قرار رقم ،111508مؤرخ في 21جانفي ،2016قضية االتحاد العام للعمال
الجزائريين ضد (م.م ومن معه) ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2016 ،14ص .176
-38مجلس الدولة ،قرار رقم ،103386صادر في 26جانفي ،2017قضية و ازرة المالية ضد
(و.ف.أ) ،مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2017 ،15ص .150
-8مواقع أنترنت:
http://www.conseil-constitutionnel.dz
http://www.majliselouma.dz
http://www.mae.gov.dz/
https://interieur.gov.dz
https://www.mjustice.dz
https://www.dgsn.dz/
https://www.joradp.dz/
https://dspace.univ-adrar.edu.dz/
https://www.conseil-constitutionnel.fr/
https://www.conseil-etat.fr/
http://strasbourg.tribunal-administratif.fr/
- 688 -
قائمة المصادر والمراجع
https://www.dalloz-actualite.fr
https://www.legifrance.gouv.fr/
https://consulat-paris-algerie.fr
https://www.vie-publique.fr/
https://www.gouvernement.fr/
https://www.interieur.gouv.fr/
https://www.actualitesdudroit.fr
https://www.un.org/ar
http://hrlibrary.umn.edu/arab
https://www.ohchr.org/ar
https://www.who.int
https://au.int/
http://www.lasportal.org/ar
https://maghrebarabe.org/
https://www.echr.coe.int/
https://www.coe.int/en
https://www.europarl.europa.eu
https://eur-lex.europa.eu
http://www.revuedlf.com
https://www.echoroukonline
http://www.consulatgeneralalgeriemilan.it/
https://manshurat.org/
https://www.elhiwardz.com/
https://legal-agenda.com/
https://laws.boe.gov.sa/
: باللغــة الفرنسية-ثانيا
I – OUVRAGES :
1- ABRAHAM Ronny, L’avenir de la voie de fait et le référé administratif, in l’État de droit,
Mélange en l’honneur de Guy BRAIBANT, Dalloz, Paris, 1996.
2- AUBY Jean-Marie, DRAGO Roland, Traité de contentieux administratif, vol 2, 2ème éd,
L.G.D.J, Paris, 1975.
3- BOURREL Antoine, Jean GOURDOU, Les référés d’urgence devant le juge
administratif, Collection : La justice au quotidien, édition L’Harmattan, Paris, 2003.
4- BRAIBANT Guy, STIRN Bernard, Le droit administratif français, 4ème éd, Dalloz-
Presses de la Fondation nationale des Sciences Politiques, Paris, 1997.
5- CHAPUS René, Droit administrative général, tome 1, 13ème éd, Montchrestien, L.G.D.J,
Paris, 1999.
6- ـــــــــــــــــــــــــــــــــ, Droit du contentieux administratif, 13ème éd, Montchrestien, Paris, 2008.
7- COLLIARD Claude –Albert, Libertés publiques, 7ème éd, Dalloz, Paris, 1989.
8- DEBBASCH Charles, COLIN Frédéric, Droit administratif, 10ème éd, Economica, Paris,
2011.
9- DEBBASCH Charles, RICCI Jean-Claude, Contentieux administratif, Dalloz, Paris,
1999.
10- DE LAUBADÈRE André, GAUDEMET Yves, Traité de droit administratif, tome 1,
droit administratif générale, L.G.D.J, 16ème éd, Paris, 2001.
11- DELVOLVÉ Pierre, Le droit administratif, 2ème éd, Dalloz, Paris, 1998.
- 689 -
قائمة المصادر والمراجع
12-EL QUAZZANI Abdelmalek, État d’exception, état d’urgence, état de siège : quelles
implication pour les droits fondamentaux ?, livre collectif, publication du Centre Takamul
pour les études et la recherche, 2020.
13-FAVOREU Louis, GAÏA Patrick, GHEVONTIAN Richard, MÉLIN-
SOUCRAMANIEN Ferdinand, PENA Annabelle, PFERSMANN Otto, PINI Joseph,
ROUX André, SCOFFONI Guy, TREMEAU Jérôme, Droit et libertés fondamentales,
Tome 1, 6ème éd, Dalloz, Paris, 2012.
14- FAVOREU Louis, GAÏA Patrick, GHEVONTIAN Richard, MESTRE Jean-Louis,
PFERSMANN Otto, ROUX André, SCOFFONI Guy, Droit constitutionnel, 19ème éd,
Dalloz, Paris, 2017.
15- FAVOREU Louis, PHILIP Loïc, GAÏA Patrick, GHEVONTIAN Richard, OLIVA
Éric, ROUX André, Les grandes décisions du Conseil constitutionnel, 17ème éd, Dalloz, 5,
2013.
16- GORRAM Youssef, Les applications de la théorie des circonstances exceptionnelles
dans la jurisprudence administrative, livre collectif, publication du Centre Takamul pour
les études et la recherche, 2020.
17- HENNETTE-VAUCHEZ Stéphanie, Diane BOMAN, Droit de l’Homme et liberté
fondamentales, 2ème éd, Dalloz-Hypercours, Paris, 2015.
18-HENNETTE-VAUCHEZ Stéphanie, KALOGIROU Maria, KLAUSSER Nicolas,
ROULHAC Cédric, SLAMA Serge, SOUTY Vincent, Ce que le contentieux administratif
révèle de l’état d’urgence « Cultures & Conflits », L’Harmattan, Paris, n° 112, 2018.
19- HEYMANN-DOAT Arlette, Libertés publiques et droits de l’homme, 6ème éd, L.G.D.J,
Paris, 2000.
20- KERKATLY Yehia, Le juge administratif et les libertés publiques en droits libanais et
français, L.G.D.J, Paris, Point Delta, Beyrouth, 2015.
21- LAFEEIÉRE Edward, Traité de la juridiction administrative et des recours contentieux,
Tome 1, 2ème éd, Berger-Levrault, Paris, 1896.
22- LARGUIER Jean, CONTE Philippe, Procédure pénale, 23ème éd, Dalloz, Paris, 2014.
23- LEBRETON Gilles, Libertés publiques et droits de l’homme, 5ème éd, Armand-Colin,
Paris, 2001.
24- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, édition à jour des réformes du
C.E.S.E.D.A issues des lois du 31 juillet 2015 et du 7 mars 2016, La Découverte, Paris 2017.
25- LOMBARD Martine, DUMONT Gilles, SIRINELLI Jean, Droit administratif, 10ème
éd, Dalloz, Paris, 2013.
26- LONG Marceau, WEIL Prosper, BRAIBANT Guy, DELVOLVÉ Pierre,
GENEVOIS Bruno, G.A.J.A, 19ème éd, Dalloz, Paris, 2013.
27- MATHIEU Bertrand, VERPEAUX Michel, Contentieux constitutionnel des droits
fondamentaux, L.G.D.J, Paris, 2002.
28- OBERDORFF Henri, Droit de l’Homme et liberté fondamentales, 2ème éd, L.G.D.J,
Paris, édition Alpha, Beyrouth, 2010.
29- PACTEAU Bernard, Contentieux administratif, 6ème éd, P.U.F, Paris, 2002.
30- PEISER Gustave, Contentieux administratif, 13ème éd, Dalloz, Paris, 2004.
31- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ, Droit administratif général, 26ème éd, Dalloz, Paris, 2014.
32- RIVERO Jean, WALINE Jean, Droit administratif, 15ème éd, Dalloz, Paris, 1994.
33- RIVERO Jean, Les libertés publiques, T 1, Les droit de l’homme, P.U.F, Paris, 1981.
34- ROBERT Jaques, Libertés publiques, 2ème éd, Montchrestien, Paris, 1977.
35- ROBERT Jacques, DUFFAR Jean, Droit de l’homme et libertés fondamentales, 8ème éd,
Montchrestien, Paris, 2009.
- 690 -
قائمة المصادر والمراجع
III – ARTICLES :
1- AÏT-EL-KADI Zéhina, « Délivrance des visas touristiques: une politique à géométrie
variable », Juriss tourisme, 2010, n°126, pp 22-26.
2- ALHAMIDAWI Kamal Jawad, « La notion de liberté fondamentale devant le juge
administratif des référé en France », 2010 ، العدد الخاص ببحوث المؤتمر السابع،مجلة رسالة الحقوق,
pp 64-96.
3- AUBIN Emmanuel, « Le statut des gens du voyage devant le Conseil constitutionnel:
la fin des discriminations ? », A.J.D.A, 2012, pp 2393-2398.
4- BACHELIER Gilles, « Le référé-liberté », R.F.D.A, n°2 mars-avril 2002, pp 261-268.
- 691 -
قائمة المصادر والمراجع
- 692 -
قائمة المصادر والمراجع
- 693 -
قائمة المصادر والمراجع
48- GAUTIER Yves, « Ordre public », Répertoire de droit européen, Dalloz, aout 2004
(actualisation avril 2018), pp 1-25.
49- GHEVONTIAN Richard, « Le référé-liberté : une procédure prometteuse », D,
2001, pp 1748-1751.
50- GIRAULT Carole, « Contrôles et vérifications d’identité », Répertoire de droit pénal
et de procédure pénale, Dalloz, janvier 2017 (actualisation mars 2018), pp 1-56.
51- GOURDOU Jean, « Les nouveaux pouvoirs du juge administratif en matière
d’injonction et d’astreinte », R.F.D.A, 1996, p 333-352.
52- GRANGER Marc-Antoine, « La liberté est la règle, la restriction de police
l'exception: Burkini et maintien de l'ordre public sur les rivages de la mer », A.J.C.T,
2016, p 529-532.
53- GUILLAUME Marc, « L’évolution de droit du permis de conduire: Le permis de
conduire à points », R.F.D.A, 1993, pp 124-141.
54- GUIMEZANES Nicole, « Expulsion », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier
2009 (actualisation mai 2019), pp 1-43
55- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ, « Interdiction du territoire », Répertoire de droit international,
Dalloz, janvier 2009 (actualisation mai 2019), pp 1-26.
56- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ, « Immigration », Répertoire de droit international, Dalloz, août
2009 (actualisation mars 2020), pp 1-89.
57- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ, « Condition des étrangers en France :Introduction »,
JurisClasseur Droit international, LexisNexis, Fasc. 523, date du fascicule 31 janvier 2015, pp
1-35.
58- GUYOMAR Mattias, COLIN Pierre, chron. sous C.E, Sect, 18 janvier 2001,
Commune de Venelles, A.J.D.A, 2001, pp 153-157.
59- IDOUX Pascale, « Vers un redéploiement de la contradiction en droit administratif
français », A.J.D.A, 2009, p 637-645.
60- JAULT-SESEKE Fabienne, « Étranger », Répertoire de droit international, Dalloz,
octobre 2019, pp 1-67.
61- JULIEN-LAFERRIÈRE François, Dalloz professionnels, Pratique du contentieux
administratif, dossier 440, Contentieux du droit des étrangers, 440.110, conditions de
délivrance des visas, juin 2016, synthèse d'actualité, novembre 2019, pp 1-88.
62- JUVÉNAL Jacqueline, « Des spécificités de la reconduite à la frontière découlant
d’une peine d’interdiction du territoire », L.P.A, n°34, 15 février 2002, pp 15-19.
63- LABETOULLE Daniel, « Le projet de réforme des procédures d’urgence devant le
juge administratif », A.J.D.A, numéro spécial Puissance publique ou impuissance publique
?, 1999, pp 79- 80.
64- LACHAUME Jean-François, « Violation de la règle de droit », Répertoire de
contentieux administratif, Dalloz, juin 2013, actualisation janvier 2015, pp 1-155.
65- LAMY Francis, Conclusions sur C.E, 16 février 2004, Mme Rekia Bousbaa, épouse
Chetioui, A.J.D.A, 2004, p 891-893.
66- LASSERRE Bruno, « Recours », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,
novembre 2001, actualisation janvier 2015, pp 1-23.
67- LE BOT Olivier, « État d’urgence et compétence juridictionnelles », R.F.D.A, juillet
2016, pp 436-447.
68- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ, « Référé-suspension », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc.
1093, date du fascicule : 30 avril 2018, date de la dernière mise à jour : 30 avril 2018, pp 1-
42.
69- LECUCQ Olivier, « Étranger: contentieux de l'entrée et du séjour », Répertoire de
contentieux administratif, Dalloz, septembre 2013, actualisation octobre 2014, pp 1-104.
- 694 -
قائمة المصادر والمراجع
- 695 -
قائمة المصادر والمراجع
- 696 -
قائمة المصادر والمراجع
- 697 -
قائمة المصادر والمراجع
V - TEXTES JURIDIQUES :
1- Constitution du 4 octobre 1958, JORF n° 0238, du 5 octobre 1958, elle a été modifiée à
vingt-quatre reprises depuis sa publication, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/loda/id/JORFTEXT000000571356/2019-07-01/
2- Constitution de la République algérienne démocratique et populaire, JORA n° 64, du
10 septembre 1963.
- 698 -
قائمة المصادر والمراجع
- 699 -
قائمة المصادر والمراجع
VI - DECISIONS JURIDICTIONNELLES :
1- C.E, 28 juin 1907, Monod, Rec. C.E, p 616.
2- C.E, 4 avril 1914, Gomel, G.A.J.A, n° 28, p 167.
3- C.E, 14 janvier 1916, Camino, G.A.J.A, op.cit, p 178, concl Corneille, note Jèze.
4- C.E, 30 mars 1916, Compagnie général d’éclairage de Bordeaux, G.A.J.A, n°30, p 183.
5- C.E, 28 juin1918, Heyriès, G.A.J.A, n°31, p 192.
6- C.E, 5 juillet 1919, Fighiera, Rec. C.E, p 605.
7- C.E, 8 août 1919, Labonne, G.A.J.A, 2013, n°35, p 219.
8- C.E, 18 mars 1921, Gaubert, Rec. C.E, p 328.
9- C.E, 13 mai 1927, Carrier, Rec. C.E 1927, p 538 ; D, 1928, 3, p 9.
10- C.E, 19 mai 1933, Benjamin, G.A.J.A, n° 44, p 280.
11- C.E, 29 janvier 1937, Publication Zed, Rec. C.E, p 131.
12- T.C, 4 juin 1940, Schneider, Rec. C.E, p 243.
- 700 -
قائمة المصادر والمراجع
- 701 -
قائمة المصادر والمراجع
57- C.E, 19 novembre.1971, Min. Santé publique et population c/delle Bruguière, Rec. C.E, p
691.
58- C.E, 26 octobre1973, Grassin, A.J.D.A, 1974, p 36.
59- C.E, Ass, 2 novembre 1973, Société Anonyme « Librairie François Maspero », Rec.C.E,
p 611.
60- C.E, Ass, 3 février 1975, Ministre de l’Intérieur c/ Pardov, Rec.C.E, p 83.
61- C.E, 19 février 1975, Fouéré, D, 1975, p 435.
62- C.E, Ass, 7 mars 1975, Association des amis de l’Abbaye de Fontevraud, A.J.D.A, 1976,
p 208.
63- C.E, 15 octobre 1975, Rodier, Rec. C.E, p 1230.
64- C.E, 12 novembre 1975, Placé dit Alexander, Rec. C.E, p 567.
65- C.E, Ass, 18 juin 1976, Moussa Konta, A.J.D.A, 1976, p 582.
66- C.E, 28 janvier 1977, Ministre de l’économie et finances c/Sté Heurtey, A.J.D.A, 1977, p
394.
67- C.E, 10 mars 1978, Secr d’État aux universités c/ Dame Aubin, Rec. C.E, p 918.
68- C.E, 7 juill. 1978, Comité d'étude et de vigilance des artisans, petits industriels et
commerçants, D, 1979, p 187.
69- Cour d’Alger (ch.adm), 27 janvier 1982, ministre de la justice c/ M’snoua M’hamed,
R.A.S.J, n°, 1984, p 491.
70- C.E 24 juillet 1981, Belasri, A.J.D.A, 1981, p 464.
71- C.E, Ass, 15 mai 1982, Maurice, A.J.D.A, 1982, p 86.
72- C.E, sect, 11 juin 1982, Rezzouk, A.J.D.A 1982, p 599.
73- C.E, 30 juin 1982, Malley, Rec. C.E, p 504.
74- C.E, 5 octobre 1983, Sté de transports en commun de l'agglomération de Bayonne, Rec.
C.E, p 395.
75- C.E, 18 mai 1983, Félix Rodes, A.J.D.A, 1984, p 44.
76- Cour de Constantine (Ch. Adm), ordonnance du 30 novembre 1983, affaire n° 1374/83,
Ch. M. c/ Ministre de l’Intérieur, (non publié).
77- C.E, 27 janvier 1984, Eksir et autres, Rec. C.E, p 30.
78- C.E, 5 juin 1984, Chéron, Rec. C.E, p 515.
79- Cass 1er Civ, 28 novembre 1984, (3 arrêts), n° 83-16.552, n°83-14.064, Bonnet, Buisson,
Lisztman, R.F.D.A, 1985, p 761.
80- Cass 1er civ, 28 novembre 1984, Jean Bonnet, R.F.D.A, 1985, p 760.
81- Crim, 25 avril 1985, n° 85-91.324, D, 1985, p 329.
82- C.E, 25 juillet 1985, n° 68751, Dagostini, Rec. C.E, 1985, p 226.
83- C.E, 13 novembre 1985, barrutiabengoa Zabarte, Rec.C.E, p 321.
84- C.E, 10 janvier 1986, Fédération national des travailleurs de l’État CGT, n°62161, Rec.
C.E, n°1,1987.
85- C.E, 28 février 1986, Corep des Landes, A.J.D.A, 1986, p 326.
86- C.E, 28 février 1986, Ngako Jeuga, Rec. C.E, p 49.
87- C.E, 9 avril 1986, deux espèces, Rego de Sebes, A.J.D.A, 1986, p 500.
88- T.C, 9 juin 1986, Eucat, R.D.P, 1987, p 1079.
89- T.C, 12 janvier 1987, Grivivetz, A.J.D.A, 1987, p 425.
90- C.E, Ass, 8 avril 1987, Ministre de l’Intérieur et de la décentralisation c/ M. Peltier,
R.F.D.A, 1987, p 608.
91- C.E 11 décembre 1987, Min. Intérieur c/ Stasi, Rec. C.E, p 410.
92- C.E, 13 janvier 1988, req n° 65856, A.J.D.A, 1988, p 225.
93- C.E, 3ème et 5ème sous-sections réunies, 4 mai 1988, Plante, R.F.D.A, 1988.
94- C.E, 4 mai 1988, SSR, n° 60590.
- 702 -
قائمة المصادر والمراجع
139- C.E, ord, 10 avril 2001, Snudi-Fo du Maire et Loire, R.F.D.A, 2002, p 267.
140- C.E, ord, 10 avril 2001, Merzouk, Rec. C.E, p 925
141- C.E, 26 avril 2001, Fondation Tenval, R.F.D.A, 2001, p 770.
142- C.E, sect, 16 mai 2001, Épx Dufaut, D, 2001, p 2223.
143- C.E.D.H, 22 mai 2001, Baumann c/ France, requête n° 33592/96, R.D.P, 2002, p 706.
144- T.A, Marseille, 22 juillet 2001, Saddouki, A.J.D.A, 2002, p 1053.
145- C.E, 28 septembre 2001, Fvoit, Rec. C.E, p 436.
146- C.E, ord, 11 octobre 2001, Troubiza Tabibou, n° 238917, D, 2002, 1446.
147- C.E, Sec, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba, R.F.D.A, 2002, p 324.
148- C.E, 15 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Hammani, n°238934, Rec. C.E, 2001, p
466.
149- C.E, 29 octobre 2001, n° 226802, préfet Territoire de Belfort c/ Ndiaye.
150- C.E, ord, 8 novembre 2001, Kaigisiz, Rec. C.E, p 545.
151- C.E, ord, 12 novembre 2001, Rec. C.E, p 1132.
152- C.E, 12 novembre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Zhar, Rec. C.E, p 988.
153- T.C, 19 novembre 2001, Mlle Mohamed c/ Min. Intérieur, A.J.D.A, 2002, p 234.
154- C.E, 3 décembre 2001, n° 234018, Ngbanda.
155- C.E, 28 décembre 2001, n° 231671, préfet de police c/ Hussen.
156- C.E, 24 janvier 2002, Commune de Beaulieu-sur-Mer, Rec. C.E, p 867.
157- C.E, 13 février 2002, Syndicat national Force ouvrière des personnels de préfecture,
R.F.D.A, 2002, p 448.
158- C.E, ord, 22 février 2002, Dieng, R.F.D.A, p 1080.
159- C.E, ord, 15 mars 2002, Ministre de l’Intérieure c/ Benkhira, Rec. C.E, p 854.
160- C.E, ord, 3 mai 2002, Association de réinsertion sociale du Limousin, A.J.D.A, 2002, p
818.
161- C.E, 11 juin 2002, Camping d’oc, Rec. C.E, p 933.
162- C.E, ord, 11 juin 2002, Ait Oubba, A.J.D.A, 2002, p 925.
163- C.E, ord, 12 juin 2002, Commune de Fauillet, A.J.D.A, 2002, p 590.
164- C.E, Ord, 16 août 2002, Mme V et L.F, J.C.P, 2002, 2, n° 10184.
165- C.E, ord, 16 août 2002, Mme Feuillatey, Rec. C.E, p 309.
166- T.A, Paris, 9 novembre 2002, Société Brink’s France, A.J.D.A, 2003, p 654.
167-C.E, 27 novembre 2002, n° 238982.
168-C.E, 27 novembre 2002, Mell Zahia, n°126208, D, 2003, p 807.
169-C.E, ord, 29 novembre 2002, Arakibo, R.F.D.A, 2003, p 177.
170-C.E, ord, 4 décembre 2002, Du Couëdic de Keréant, Rec. C.E, p 875.
171-C.E, 30 décembre 2002, Sté Cottage Wood, Rec. C.E, p 867.
172-C.E, 3 janvier 2003, Bena, Rec. C.E, p 928.
173-C.E, 14 février 2003, Mme Fatma Foury, Rec. C.E, p 913.
174- C.E, 19 février 2003, Cave Coopérative Les Remparts.
175-C.E, 26 février 2003, n° 234217, préfet de police c/ Oueslati, JurisData n° 2003-065072.
176-C.E, 19 mars 2003, Ascone,req. n° 235605, A.J.D.A, 2003, p 1055.
177-C.E, 25 mars 2003, Ministre de l’Intérieur c/ M. Rashid et Mme Zurax, Rec. C.E, p 146.
178-C.E, 25 mars 2003, Mme Sulaimanov, A.J.D.A, 2003, p 166.
179-C.E, 11 mars 2003, Mohamed Ben-Sam, Rec. C.E, p 119.
180-C.E, ord, 10 avril 2003, Comité contre la guerre en Irak et autres, Rec. C.E, p 944.
181-C.E, 30 juillet 2003, Sté Laboratoire Legras, Rec. C.E, p 917.
182-C.E, 10 octobre 2003, Meunier, Rec. C.E, p 825.
183-C.E, 17 déc. 2003, Mme A, req. n° 242857, A.J.D.A, 2004, p 996.
184-C.E, 26 décembre 2003, Koulali, Rec. C.E, p 520.
- 704 -
قائمة المصادر والمراجع
- 706 -
قائمة المصادر والمراجع
2- C.C, décision n°79-107, DC, 12 juillet 1979, Loi relative à certains ouvrages reliant les
voies nationales ou départementales, JORF du 13 juillet 1979.
3- C.C, décision n°80-127, DC du 20 janvier 1981, loi renforçant la sécurité et protégeant la
liberté des personnes, JORF n° 0018, du 22 janvier 1981.
4- C.C, décision n° 85-192, DC du 24 juillet 1985, loi portant diverses dispositions d'ordre
social, A.J.D.A, 1985, p 485.
5- C.C, décision n° 86-224, DC du 23 janvier 1987, loi transférant à la juridiction judiciaire
le contentieux des décisions du Conseil de la concurrence, JORF n° 0021, du 25 janvier 1987.
6- C.C, décision n° 88-248, DC du 17 janvier 1989, loi modifiant la loi n° 86-1067 du 30 septembre
1986 relative à la liberté de communication, JORF du 18 janvier 1989.
7- C.C, décision n° 89-261, DC du 28 juillet 1989, loi relative aux conditions de séjour et
d'entrée des étrangers en France, JORF n° 0177, du 1 août 1989.
8- C.C, décision n° 91-294, DC du 25 juillet 1991, loi autorisant l'approbation de la
convention d'application de l'accord de Schengen du 14 juin 1985 entre les gouvernements
des Etats de l'Union économique Benelux, de la République fédérale d'Allemagne et de la
République française relatif à la suppression graduelle des contrôles aux frontières
communes, JORF n° 174, du 27 juillet 1991.
9- C.C, décision n° 93-325, DC du 13 août 1993, loi relative à la maîtrise de l'immigration et
aux conditions d'entrée, d'accueil et de séjour des étrangers en France, JORF n° 190, du 18
août 1993.
10- C.C, décision n° 99-411, DC du 16 juin 1999, loi portant diverses mesures relatives à la
sécurité routière et aux infractions sur les agents des exploitants de réseau de transport public
de voyageurs, JORF n° 140, du 19 juin 1999.
11- C.C, décision n°2003-467, DC du 13 mars 2003, loi pour la sécurité intérieure, JORF n°
66, du 19 mars 2003.
12-C.C, décision n° 2005-532, DC du 19 janvier 2006, loi relative à la lutte contre le
terrorisme et portant dispositions diverses relatives à la sécurité et aux contrôles frontaliers,
JORF n° 20, du 24 janvier 2006.
13- C.C, décision n° 2006-544, DC du 14 décembre 2006, loi de financement de la sécurité
sociale pour 2007, A.J.D.A, 2007, p 1643.
14- C.C, décision n° 2010-13, QPC du 9 juillet 2010, M. Orient O. et autre (Gens du voyage),
JORF n° 0158, du 10 juillet 2010.
15- C.C, décision n° 2010-613, DC du 7 octobre 2010, loi interdisant la dissimulation du
visage dans l'espace public, JORF n° 0237, du 12 octobre 2010.
16- C.C, décision n° 2010-71, QPC du 26 novembre 2010, Mlle Danielle S, (Hospitalisation
sans consentement), JORF n° 0275, du 27 novembre 2010.
17- C.C, décision n° 2011-625, DC du 10 mars 2011, loi d'orientation et de programmation
pour la performance de la sécurité intérieure, JORF n° 0062, du 15 mars 2011.
18- C.C, décision n° 2011-631, DC du 9 juin 2011, loi relative à l'immigration, à l'intégration
et à la nationalité, JORF n° 0139, du 17 juin 2011.
19- C.C, décision n° 2012-279, QPC du 5 octobre 2012, M. Jean-Claude P, (Régime de
circulation des gens du voyage), JORF n° 0233, du 6 octobre 2012.
20- C.C, décision n° 2013-318, QPC du 7 juin 2013, M. Mohamed T (Activité de transport
public de personnes à motocyclette ou tricycle à moteur), JORF n° 0132, du 9 juin 2013.
21- C.C, décision n° 2015-490, QPC du 14 octobre 2015, décision de renvoi C.E, M.Omar K,
interdiction administrative de sortie du territoire, JORF n° 240, du 14 octobre 2015.
22- C.C, décision n° 2015-527, QPC du 22 décembre 2015, M. Cédric (Assignation à
résidence dans le cadre de l’état d’urgence), JORF n° 0299, du 26 décembre 2015.
- 707 -
قائمة المصادر والمراجع
23- C.C, décision n° 2016-728, DC du 3 mars 2016, loi relative au droit des étrangers en
France, JORF n° 0057, du 8 mars 2016.
24- C.C, décision n° 2017-677, QPC, du 1er décembre 2017, Ligue des droits de l'Homme
(Contrôles d'identité, fouilles de bagages et visites de véhicules dans le cadre de l'état
d'urgence), JORF n°0281, du 2 décembre 2017.
25- C.C, décision n° 2019-807, QPC du 4 octobre 2019, M. Lamin J (Compétence du juge
administratif en cas de contestation de l'arrêté de maintien en rétention faisant suite à une
demande d'asile formulée en rétention), JORF n° 0232, du 5 octobre 2019.
26- C.C, décision n°2020-800, DC du 11 mai 2020, loi prorogeant l'état d'urgence sanitaire et
complétant ses dispositions, JORF n° 0116, du 12 mai 2020.
- 708 -
فهرس املحتويات
فهرس المحتويات
فهرس املحتويات
مقدمة02.................................................................................................................................................................
الباب األول:
الفصل األول:
مصادر ونطاق حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل14.........................................
المبحث األول :مصادر حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل15.....................................................................
المطلب األول :المصادر الداخلية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل16............................................
الفرع األول :النصوص الدستورية17.....................................................................................................
أوال :المعالجة الدستورية لحرية التنقل في بعض الدساتير الغربية17..............................................
-1دستور الواليات المتحدة األمريكية17...................................................................................
-2الدستور الفرنسي18................................................................................................................
ثانيا :المعالجة الدستورية لحرية التنقل في بعض الدساتير العربية19............................................
-1الدستور المصري20 .............................................................................................................
-2الدستور التونسي21...............................................................................................................
-3الدستور المغربي22.................................................................................................................
ثالثا :المعالجة الدستورية لحرية التنقل في ظل أحكام الدستور الجزائري :تدرج االعتراف
الدستوري 23................................................................................................................................
-1دستور :1963الغياب الصريح لدسترة حرية التنقل24.....................................................
-2دستور :1976االعتراف الدستوري الناقص بحرية التنقل24...........................................
-3دستور :1989االعتراف الدستوري الكامل بحرية التنقل26.............................................
-4تدعيم االعتراف الكامل بحرية التنقل بموجب التعديل الدستوري لسنة 27...........2016
الفرع الثاني :النصوص التشريعية29........................................................................................................
أوال :الحاجة إلى تدخل المشرع من أجل تنظيم حرية التنقل29.......................................................
-1التكريس الدستوري الختصاص المشرع في تنظيم حرية التنقل30....................................
-2مبدأ االختصاص األصيل للمشرع في تنظيم حرية التنقل31.............................................
المبحث األول :التأصيل المفاهيمي والقانوني لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل158.................
المطلب األول :معالجة إشكالية اختصاص القاضي اإلداري لرقابة الق اررات المتعلقة بحرية
التنقل159.................................................................................................................................
الفرع األول :عدم اختصاص القاضي اإلداري نتيجة للتحديد الدستوري" :الحرية الفردية"
مفهوم دستوري ُيخرج حرية التنقل من اختصاص القاضي اإلداري161..........................
أوال :مفاعيل تصنيف حرية التنقل ضمن نطاق الحرية الفردية في القانون الفرنسي162...............
-1المفهوم الواسع للحرية الفردية163.......................................................................................
- 714 -
فهرس المحتويات
ثانيا :القيود المستمدة من النصوص الدولية :الظروف االستثنائية قيد مؤقت على حرية
التنقل 209........................................................................................................................................
-1تعريف نظرية الظروف االستثنائية210................................................................................
-2األساس القانوني لتقييد حرية التنقل أثناء الظروف االستثنائية213....................................
-3نطاق تأثير الظروف االستثنائية على حرية التنقل214.......................................................
المبحث الثاني :رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية التنقل222 ...........................
المطلب األول :رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية تنقل الوطنيين222...........
الفرع األول :فرض الرقابة على الق ار ارت اإلدارية المقيدة لحرية تنقل الوطنيين على المستوى
الداخلي223 ......................................................................................................................... .....
أوال :حالة الق اررات اإلدارية المتخذة في الظروف العادية223...........................................................
-1االستيقاف اإلداري223................................................................................ ...........................
-2العقوبات اإلدارية المرتبطة بمخالفة قواعد قانون المرور230.............................................
ثانيا :حالة الق اررات اإلدارية المتخذة في الظروف االستثنائية236...................................................
-1الق اررات المقيدة لحرية التنقل في ظل حالة الحصار236....................................................
-2الق اررات المقيدة لحرية التنقل في ظل حالة الطوارئ243.....................................................
-3الحجر الصحي المنزلي أثناء فترة الطوارئ الصحية248....................................................
الفرع الثاني :تدخل القاضي اإلداري لرقابة ق اررات المنع اإلداري من السفر إلى الخارج256.............
أوال :تعريف المنع اإلداري من السفر256...........................................................................................
- 1التعريف الفقهي للمنع اإلداري من السفر257....................................................................
-2التعريف القضائي للمنع اإلداري من السفر257...................................................................
ثانيا :تكريس المنع اإلداري من السفر في القانونين الفرنسي والجزائري258...................................
-1تحديد اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في القانون الفرنسي258............
-2غموض اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في القانون الجزائري262........
ثالثا :إشكالية مدى دستورية المنع اإلداري من السفر265................................................................
-1عن دستورية المنع اإلداري من السفر في فرنسا265..........................................................
-2وضع المسألة في الجزائر266...............................................................................................
المطلب الثاني :رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية تنقل األجانب269............
الفرع األول :خضوع الق اررات اإلدارية المتعلقة بدخول وإقامة األجانب لرقابة القاضي اإلداري270....
أوال :رقابة القاضي اإلداري لقرار رفض منح تأشيرة الدخول270......................................................
- 716 -
فهرس المحتويات
-1السلطة المختصة بإصدار ق ارر منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم الوطني277..........
-2الرقابة القضائية على قرار منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم الوطني279...................
ثالثا :رقابة القاضي اإلداري لقرار التَّكليف بمغادرة اإلقليم الوطني280...........................................
-1السلطة المختصة بإصدار قرار التَّكليف بمغادرة اإلقليم الوطني281................................
-2أسباب اتخاذ قرار التَّكليف بمغادرة اإلقليم الوطني281.......................................................
-3الرقابة القضائية على قرار التَّكليف بمغادرة اإلقليم الوطني281.........................................
الفرع الثاني :خضوع الق اررات اإلدارية المتعلقة بترحيل األجانب لرقابة القاضي اإلداري283...............
أوال :ق اررات الترحيل األساسية284.......................................................................................................
-1قرار اإلبعاد285......................................................................................................................
-2قرار الطرد إلى خارج الحدود297..........................................................................................
ثانيا :الق اررات الملحقة بق اررات الترحيل األساسية306........................................................................
-1قرار تحديد اإلقامة306........................................................................................ ...................
-2قرار الوضع في مراكز االنتظار208....................................................................................
خالصة الفصل الثاني310................................................................................................................................. :
خالصة الباب األول311.................................................................................................................................... :
الباب الثاني:
الفصل األول:
إعمال دعاوى االستعجال اإلداري لحماية حرية التنقل316.....................................
المبحث األول :شروط الدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل317............................................
المطلب األول :الشروط العامة للدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل317..............................
الفرع األول :الشروط العامة المتعلقة برافع الدعوى318.......................................................................
أوال :الصفة318.....................................................................................................................................
-1تعريف الصفة318..................................................................................................................
-2خاصية شرط الصفة في مجال الدعوى االستعجالية اإلدارية319......................................
ثانيا :المصلحة320......................................................................................................... ......................
-1تعريف المصلحة321.............................................................................................................
-2خصائص المصلحة321........................................................................................................
ثالثا :عدم سبق الفصل323......................................................................................... ........................
الفرع الثاني :الشروط العامة المتعلقة بالجهة القضائية المختصة324..................................................
أوال :قواعد االختصاص النوعي324....................................................................................................
-1مجال اختصاص المحاكم اإلدارية324.................................................................................
-2مجال اختصاص مجلس الدولة326......................................................................................
ثانيا :قواعد االختصاص اإلقليمي327................................................................................................
المطلب الثاني :الشروط الخاصة للدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل330.......................
الفرع األول :شرط االستعجال330...................................................................................................... ..........
أوال :تعريف االستعجال331..................................................................................................... ............
-1التعريف الفقهي لالستعجال331............................................................................................
-2التعريف القضائي لالستعجال332.........................................................................................
ثانيا :تقدير عنصر االستعجال334.....................................................................................................
-1مدى استقاللية القاضي اإلداري في تقدير وجود حالة االستعجال334..............................
-2وقت تقدير عنصر االستعجال336.......................................................................................
ثالثا :آثار تخلف عنصر االستعجال337...........................................................................................
الفرع الثاني :عدم المساس بأصل الحق339.............................................................................................
أوال :تعريف مبدأ عدم المساس بأصل الحق339...............................................................................
-1المدلول الفقهي لشرط عدم المساس بأصل الحق339...........................................................
-2المدلول القضائي لشرط عدم المساس بأصل الحق340.......................................................
ثانيا :مبررات مبدأ عدم المساس بأصل الحق343............................................................................
-1مبررات قانونية343.................................................................................................................
-2مبررات واقعية مرتبطة بطبيعة دعوى االستعجال344........................................................
ثالثا :نطاق شرط عدم المساس بأصل الحق344..............................................................................
-1القاعدة العامة :شرط عدم المساس بأصل الحق يشمل جميع أنواع دعاوى
- 718 -
فهرس المحتويات
-2اختالف طبيعة األوامر الصادرة عن قاضي االستعجال اإلداري عن تلك الصادرة عن
قاضي الموضوع456.......................................................................................................................... ...
خالصة الفصل األول458.................................................................................................................................. :
الفصل الثاني:
دعوى اإللغاء كآلية لحماية حرية التنقل460...............................................
المبحث األول :رقابة القاضي اإلداري ألوجه عدم المشروعية الخارجية للق اررات اإلدارية المقيدة
462 ........................................................................... .......................................... لحرية التنقل
المطلب األول :رقابة القاضي اإلداري على عيب عدم االختصاص في الق اررات اإلدارية المقيدة
لحرية التنقل463.......................................................................................................................
الفرع األول :األحكام العامة لعيب عدم االختصاص464............................................................................
أوال :عيب عدم االختصاص من النظام العام464..................................................................................
-1تعريف الوسيلة المتعلقة بالنظام العام465...................................................................................
-2أثر اعتبار عيب عدم االختصاص من النظام العام468...........................................................
ثانيا :عن تصحيح عيب عدم االختصاص471........................................................................................
-1موقف الفقه من تصحيح عيب عدم االختصاص471................................................................
-2موقف القاضي اإلداري من تصحيح عيب عدم االختصاص473............................................
ثالثا :مدى اعتبار عيب عدم االختصاص وسيلة غير مؤثرة476.............................................................
الفرع الثاني :حاالت تحقق عيب عدم االختصاص في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية
التنقل479..................................................................................... .............................................
أوال :عيب عدم االختصاص في ق اررات المنع من السفر479..............................................................
ثانيا :عيب عدم االختصاص في ق اررات طرد األجانب إلى خارج الحدود480..................................
-1موقف القاضي اإلداري الفرنسي480...........................................................................................
-2موقف القاضي اإلداري الجزائري480.........................................................................................
ثالثا :عيب عدم االختصاص في ق اررات إبعاد األجانب482.................................................................
رابعا :عيب عدم االختصاص لمخالفة قواعد التفويض اإلداري483.......................................................
الفرع الثالث :إقرار القاضي اإلداري النعدام القرار كجزاء لعيب عدم االختصاص 484............................
أوال :مفهوم القرار اإلداري المنعدم485..................................................................................................
-1تعريف القرار اإلداري المنعدم486..............................................................................................
-2المعيار الم َميًّز للقرار اإلداري المنعدم487................................................................................
- 721 -
فهرس المحتويات
التنقل536........................................................................................................................................
المطلب الثالث :رقابة القاضي اإلداري على عيب مخالفة اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة
لحرية التنقل538.....................................................................................................................
الفرع األول :مفهوم عيب اإلجراءات في القرار اإلداري539....................................................................
أوال :تعريف عيب اإلجراءات539..........................................................................................................
ثانيا :أهمية اإلجراءات في القرار اإلداري540.....................................................................................
-1حماية المصلحة العامة540........................................................................................................
-2حماية حقوق وحريات األفراد541...............................................................................................
الفرع الثاني :حاالت تحقق عيب اإلجراءات541........................................................................................
أوال :اإلجراء االستشاري541................................................................................................................
-1تعريف اإلجراء االستشاري542........................................................................................ ...........
-2أشكال اإلجراء االستشاري542....................................................................................................
-3التَكريس القانوني لإلجراء االستشاري في مجال الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية
التنقل 546..........................................................................................................................................
ثانيا :الوجاهية وحق الدفاع549...........................................................................................................
-1مضمون الوجاهية وحق الدفاع549............................................................................................
-2تنظيم المشرع للوجاهية وحق الدفاع بالنسبة للق اررات اإلدارية المقيدة لحرية
التنقل551...................................................................................................................................
الفرع الثالث :رقابة القاضي اإلداري لعيب مخالفة اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية
التنقل553.................................................................................................................... ..............
أوال :أثر تخلف ركن اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل في ضوء
االجتهاد القضائي554..................................................................................................................
-1موقف القاضي اإلداري الفرنسي من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة
لحرية التنقل 554..............................................................................................................................
-2موقف القاضي اإلداري المصري من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة
لحرية التنقل555......................................................................................... ......................................
-3موقف القاضي اإلداري الجزائري من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة
لحرية التنقل555................................................................................................................ ...............
ثانيا :مرونة القاضي اإلداري في الموازنة بين إجراءات القرار اإلداري وضمان فعالية
- 723 -
فهرس المحتويات
التقدير أهم معالم السياسة القضائية الحديثة في الرقابة على عيب السبب593....................
أوال :رقابة المالءمة على التقدير المادي للوقائع593.........................................................................
-1تعريف رقابة المالءمة 594.......................................................................................................
-2ظهور وتطور رقابة المالءمة595...........................................................................................
-3تطبيق القاضي اإلداري لرقابة المالءمة في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل596.....
ثانيا :رقابة الخطأ الواضح في التَّقدير597.........................................................................................
-1تعريف الخطأ الواضح في التَّقدير598...................................................................................
-2معيار تحديد الخطأ الواضح في التَّقدير600..........................................................................
-3األساس القانوني لنظرية الخطأ الواضح في التَّقدير602.......................................................
-4تطبيق القاضي اإلداري لمعيار الخطأ الواضح في التَّقدير بالنسبة للق اررات المقيدة
لحرية التنقل 603.............................................................................................................................
خالصة الفصل الثاني610................................................................................................................................. :
خالصة الباب الثاني611............................................................................................................................... .... :
خاتمة613............................................................................................................... ...............................................
قائمة المالحق620...............................................................................................................................................
قائمة المصادر والمراجع636...............................................................................................................................
فهرس المحتويات710..........................................................................................................................................
Abstract:
Freedom of movement is one of the most basic human rights. It is considered the workhorse of
other rights and freedoms because it affects them either positively or negatively depending on its scope
and restrictions. Freedom of movement has enjoyed outstanding legal protection. But like other freedoms,
it's not absolute. Its exercise can be restricted for the reasons provided by law, such as the limited actions
(limited by constitutional protection) that could be taken by the administration vis-à-vis its citizens or
foreign subjects for whom the administration has near absolute authority.
In order to strike a balance in the ongoing struggle between power and freedom, judicial control
must be exercised to protect freedom of movement. In this regard, the intervention of the administrative
judge constitutes the most important judicial guarantee for the protection of this freedom, whether at the
level of summary proceedings or the substantive. The legislator provides him with all the legal
mechanisms that allow him to achieve the desired balance between the administration's endeavor to
achieve public interest, (if its conduct is legal), or to protect civilians and their freedom of movement if
the administrative conduct is found to be unlawful. It is worth mentioning that all of this is accomplished
under the full autonomy and the close scrutiny of the administrative judge who may or may not exert
effective control to protect this freedom. In view of the specificity of such interference, the purpose of
restricting such freedom is linked to the concepts of the protection of public order, security and the
supreme interests of the State.