Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 732

‫وزارة التعلي ـ ــم العال ــي والبـحث العلم ـ ــي‬

‫جـامع ـة محمد الصديـق بـن يحيى ‪ -‬جيجل ‪-‬‬


‫كليـ ـة الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قس ـ ـ ـم الحق ـ ـ ـوق‬

‫دور القاضي اإلداري في حماية‬


‫حرية التنقل‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون‬
‫تخصص‪ :‬القانون العام‬
‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫د‪ .‬خالف فاتح‬ ‫لعالمة زهير‬
‫لجنة املناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫ً‬
‫رئيس ـ ـ ـا‬ ‫جامعة محمد الصديق بن يحيى‪-‬جيجل‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫د‪ .‬كاملي مراد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومقررا‬ ‫مشرفا‬ ‫جامعة محمد الصديق بن يحيى‪-‬جيجل‬ ‫أستاذ محاضر"أ"‬ ‫د‪ .‬خالف فاتح‬
‫ً‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة اإلخوة منتوري‪ -‬قسنطينة ‪1‬‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫د‪ .‬عميرش نذير‬
‫ً‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‬ ‫د‪ .‬بن مشري عبد الحليم أستاذ التعليم العالي‬
‫ً‬ ‫د‪ .‬ظريف قدور‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة محمد ملين دباغين‪-‬سطيف ‪2‬‬ ‫أستاذ محاضر"أ"‬
‫ً‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة محمد الصديق بن يحيى‪-‬جيجل‬ ‫أستاذ محاضر"أ"‬ ‫د‪.‬بوحبيلة رابح‬
‫تاريخ املناقشة‪ 17 :‬فيفري ‪2022‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬

‫﴿ اَي د ُااوو ُد اَّنا اج اعلْنااكا اخ ِلي اف ًة ِِف ْ َاْل ْر ِض فا ْاح ُُك ب ا ْ اْي النا ِاس ِِبلْ اح ِق او اَل تات ا ِبع ِ الْه ااو ٰى‬
‫ِ‬
‫اب اش ِدي ٌد ِب اما‬ ‫اَّلل لاهُ ْم عا اذ ٌ‬
‫ون اعن اس ِب ِيل ا ِ‬ ‫اَّلل ۚ ا ان ا ِاَّل اين ي ا ِضل ُّ ا‬
‫َّل اعن اس ِب ِيل ا ِ‬ ‫فا ُي ِض ا ا‬
‫ِ‬
‫اب (‪ .﴾ )26‬ص اْلآية ‪.26‬‬ ‫ن ا ُسوا ي ا ْو ام الْ ِح اس ِ‬
‫صدق هللا العظمي‬
‫عن أيب هريرة ريض هللا عنه عن النيب صىل هللا عليه وسمل قال‪:‬‬

‫﴿ من سَّل طريق ًا يلمتس فيه علامً سهل هللا هل به طريق ًا اىل اجلنة ﴾‪.‬‬
‫(رواه مسمل)‬
‫ا إل ـه ـ ـداء‬
‫إ‬
‫أهديإثمرةإجهدي إ‬
‫إلىإأب ـ ـ ـ ـ ــي‪...‬أنتإمنإعلمنيإمعنىإالحياة‪،‬إأنتإمنإأمسكتإبيديإعلىإ‬
‫دروبها‪،‬إأجدكإمعيإفيإضيإقي‪،‬إأجدكإحوليإفيإفرحي‪،‬إفأنتإمإعلإمي‪ ،‬إ‬
‫إلىإمنإتعبت‪،‬إوضحإت‪،‬إوسهرتإالليالي‪...‬إلىإمنبعإالحنانإومنهلإالدفءإ‬
‫والعطإفإأمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيإالغالية‪ ،‬إ‬
‫إل ـىإروحإأجداديإالطاهرة‪ ،‬إ‬
‫إلىإمنإقاسمونيإطولإالدربإوعناءإاملشوار‪،‬إإخوتي‪...‬إوكلإأفرادإعائلةإ‬
‫لعالمـ ــة‪ ،‬إ‬
‫إلىإكلإأساتذتيإوزمالئيإطوالإمشواريإالدراس يإإ إوالجامعي‪ ،‬إ‬
‫وإلىإكلإمنإأكإنإإلهإبالعرفانإوالجميلإولمإيتإسعإاملجالإلذكره‪ ،‬إ‬
‫أهديإهذاإالعملإاملتواضع‪ .‬إ‬
‫إ‬
‫كلمةإشكرإوعرفان‬
‫إهذاإالعملإإلإأنإأتقدإ إبو افرإالشكرإوجزيلإ‬
‫إ‬ ‫إلإسسعنيإععدإإتما‬
‫المتنانإإلىإأستاذيإالفاضلإالدكتورإ‪:‬إ إ‬

‫"إخالفإ ـف ـ ــاتح" إ‬

‫املشرفإعلىإهذهإاألطروحةإملاإقدإمهإمنإعطاءإإ إوجهدإ‪،‬إوالذيإلمإيبخلإ‬
‫بمالحظاتهإوإرشاداتهإالقإيإمة‪،‬إلهإمنيإكلإالحترا إوالتإقدير‪ .‬إ‬

‫كماإأتقدإ إبجزيلإالشكرإوالعرفانإلألساتذةإاألفاضل‪ :‬إ‬

‫"أعضاءإلجنةإاملناقشة" إ‬

‫علىإقبولهمإمناقشةإهذهإاألطروحة‪،‬إوتكبإدهمإعناءإالطالعإعليهاإ‬
‫صويبها‪ .‬إ‬
‫وتإ إ‬
‫ً‬
‫كماإلإيفوتنيإأيضاإتقديمإالشكرإلجميعإمسؤوليإوأعوانإاملكتباتإ‬
‫الجامعيةإلكلإمنإجامعات‪:‬إجيجل‪،‬إقسنطينةإ‪،1‬إبجاية‪،‬إتيزيإوزو‪،‬إ‬
‫سكيكدة‪،‬إسطيفإ‪،2‬إعنابة‪،‬إباتنةإوالجزائرإ‪،1‬إ إ‬

‫فلهمإمنيإكلإالشكرإوالتقدير‪.‬‬

‫الباحث‪ /‬لعلامة زهير‬


‫قائمة املختصرات‬
Table des abréviations
:‫ باللغة العربية‬-‫أوال‬
.‫ جزء‬: ‫ج‬
.‫ الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬: ‫ ر‬.‫ج‬
.‫ طبعة‬: ‫ط‬
.‫ قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬: ‫إ‬.‫م‬.‫إ‬.‫ق‬
‫ دون دار نشر‬: ‫ن‬.‫د‬.‫د‬
.‫ ديوان المطبوعات الجامعية‬: ‫ ج‬.‫م‬. ‫د‬
‫ دون سنة نشر‬: ‫ن‬.‫س‬.‫د‬
.‫ المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية‬: ‫ س‬.‫ إ‬.‫ ق‬. ‫ع‬. ‫ج‬. ‫م‬
:‫ باللغة الفرنسية‬-‫ثانيا‬
A.J.D.A : Actualité juridique du droit administratif.
A.J.F.P : Actualité juridique de la fonction publique.
A.J.C.T : Actualité juridique des collectivités territoriales.
Art : Article.
Ass : Assemblée. (Conseil d’État).
Cass.Civ : Chambre civil de la Cour de cassation.
C.E.S.E.D.A : Code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile.
C. E : Conseil d’État.
C.E.D.H : Convention européenne des droits de l’homme.
chron : Chronique.
C. C : Conseil Constitutionnel.
Concl : Conclusions.
Cne : Commune.
C.J.A : Code de justice administrative.
C.S. Cham. Adm : Cour suprême chambre administrative.
éd : Édition.
ets : et suivants.
E.D.C.E : Études et documents du Conseil d'État.
Fasc : Fasicule.
D : Recueil Dalloz.
D.C : Contrôle de constitutionnalité des lois.
G.A.J.A : Les grands arrêts de la jurisprudence administrative. (Dalloz).
Ibid : ibidem (à l’endroit indiqué dans la précédente citation).
J.O.R.F : Journal officiel de la République française.
J.O.U.E : Journal officiel de l’Union européenne.
J.C.P : JurisClasseur périodique (La Semaine juridique).
L.G.D.J : Librairie générale du droit et de jurisprudence.
L.P.A : Les petites affiches.
Mél : Mélanges.
N° : Numéro.
obs : Observation.
Op.cit : Ouvrage précédemment cité. (Opus citato).
O.P.U : Office des publications universitaires.
p : Page.
pp : Pages.
P.U.F : Presse Universitaires de France.
P.U.G : Presses Universitaires de Grenoble.
Q.P.C : Question prioritaire de constitutionnalité.
R.A.J.A : Recueil d’arrêts jurisprudence administrative.
R.A.S.J.P.E : Revue algérienne des sciences juridiques politiques et économiques.
R.D.P : Revue de droit public et de la science politique en france et à l’étranger.
Rec. C.E : Recueil Lebon (Recueil des décisions du conseil d'Etat).
Req : Requête.
R.F.A.P : Revue Française d’administration publique.
R.F.DA : Revue française de droit administratif.
R.D.A : Revue droit administratif. (LexisNexis)
R.D.T : Revue de Droit du Travail. (Dalloz)
R.I.D.C : Revue internationale de droit comparé.
S : Recueil Sirey.
Sec : Section du contentieux (Conseil d’État).
T.A : Tribunal administratif.
T.C : Tribunal des conflits.
Vol : Volume.
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫تعد الحرية الشخصية لإلنسان أعز ما يملك‪ ،‬وهي قوام حياته ووجوده‪ ،‬حيث تعتبر األساس في‬
‫بناء المجتمع السليم‪ ،‬فكلما كانت هذه الحرية مصانة ومكفولة كلما ازدهر المجتمع وتقدم‪ ،‬وكلما تم تقييد‬
‫ممارسة هذه الحرية اهتزت ثقة الفرد في مجتمعه‪ .‬ولم تختف هذه الحقيقة على مر العصور‪ ،‬فلقد كانت‬
‫شعلة الثورات دائما سببها الحرية‪ ،‬وهو ما يتجلى من خالل إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ‪1789‬‬
‫في أعقاب الثورة الفرنسية‪ ،‬وكذا اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي صدر عن هيئة األمم المتحدة في‬
‫سنة ‪ ،1948‬وتتضمن مختلف دساتير الدول في نصوصها أحكاما متعلقة بحماية الحقوق والحريات‪ ،‬كما‬
‫تكرس القوانين الداخلية تلك الحماية‪.‬‬
‫تشغل مسألة حقوق اإلنسان وحرياته أهمية بالغة‪ ،‬حيث تتعلق بكافة مناحي الحياة لكل الشعوب‬
‫والدول باختالف أنظمتها السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فالحرية ترتبط باإلنسان‪ ،‬كونها االنعكاس‬
‫صرع اإلنسان المطرد في سبيل ضمان‬
‫ا‬ ‫الحقيقي والطبيعي إلنسانيته‪ ،‬ويتجلى هذا االرتباط من خالل‬
‫الثورت واالنتفاضات التي أشعلتها الشعوب ضد أنظمة الحكم تعود أساسا إلى رغبتهم في‬
‫ا‬ ‫حرياته‪ ،‬فجميع‬
‫انت ازع حقوق وحرياتهم‪ .‬األمر الذي توج بتكريس هذه الحقوق والحريات في دساتير وتشريعات الدول‪.‬‬
‫وتعتبر فكرة الحريات العامة محور اهتمام كافة شرائح المجتمع والسلطة العامة على السواء‪ ،‬ألنها‬
‫فز جوهريا لتدعيم العمل الجماعي من جهة‪ ،‬ومن‬
‫تعد عامال رئيسا في تطور األفراد والمجتمعات‪ ،‬وحا ا‬
‫جهة أخرى فإن وصف الحريات بأنها عامة يقتضي بأن تكون ممارستها متاحة للجميع دون تمييز أو‬
‫تفرقة بسبب الجنس أو السن أو المركز االجتماعي‪.‬‬
‫كما تتميز الحريات العامة بالنسبية وذلك بالنظر إلى تباين درجاتها فضال عن اختالف مداها‬
‫ومضمونها‪ ،‬مع مالحظة أن نسبية الحرية تظهر في كون بعض الحريات أساسا للتمتع ببعض الحريات‬
‫األخرى‪ .‬بل أن هذه النسبية تبدو في ترتيب أهمية الحريات بالنسبة للشخص الواحد حسب إمكانياته‬
‫وقدراته‪ ،‬حيث يضع رجل األعمال حرية التجارة والصناعة في المقام األول‪ ،‬بينما ينظر الكاتب أو المفكر‬
‫إلى حرية والتعبير عن الرأي باعتبارها من أهم الحريات لديه‪.‬‬
‫وإذا كانت الحريات العامة ليست مطلقة فإن مفهوم النظام العام بدوره ليس مطلقا‪ ،‬فهذا األخير ال‬
‫ال يضفي صفة المشروعية على جميع أعمال السلطات اإلدارية في مجال الضبط اإلداري‪ ،‬إذ أن هناك‬
‫حدودا على سلطات الضبط اإلداري‪ ،‬فكل قرار أو تصرف إداري ال يكون ضروريا للمحافظة على النظام‬
‫العام يعتبر معيبا‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫مقدمة‬

‫يمكن القول بأن الحقوق الحريات العامة ترتبط بعنصرين‪ ،‬يتمثل أولهما في أنها ضرورية وأساسية‬
‫لألفراد سواء سميت حقوقا أو مكنات أو سلطات‪ ،‬ويتمثل ثانيهما في أن إضفاء صفة العمومية على هذه‬
‫الحقوق والحريات يستوجب تدخل السلطة العامة من أجل تنظيمها‪ ،‬بشكل يكفل مباشرتها من طرف األفراد‬
‫وذلك في ظل األطر القانونية المنظمة لها‪.‬‬
‫إن الفقه والقضاء يستخدم تعبير الحريات العامة‪ ،‬بينما يستخدم في أحيان أخرى تعبير الحريات‬
‫األساسية‪ ،‬لكن في الحقيقة فإن تعبير الحريات األساسية يختلف عن تعبير الحريات العامة‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن الحريات األساسية تشمل الحريات المكفولة بموجب الدستور واالتفاقيات الدولية أما الحريات العامة فقد‬
‫تكون مكفولة بالدستور والقانون معا‪ ،‬بينما في حالة عدم النص عليها في الدستور أو المعاهدات الدولية‬
‫فال نكون بصدد حرية من الحريات األساسية‪ ،‬وإنما يتعلق األمر في هذا اإلطار بحرية من الحريات‬
‫العامة‪ .‬فالحريات األساسية إنما ترتبط ارتباطا وثيق الصلة بالقواعد التي تعلو مرتبة التشريع العادي لترقى‬
‫إلى مرتبة القواعد الدستورية‪.‬‬
‫تكتسي حرية التنقل أهمية كبيرة وال ت ازل إلى حد اليوم على الرغم من أنها تندرج ضمن الجيل‬
‫األول من الحريات‪ ،‬حيث لم تتأثر مكانتها بالتطورات التي لحقت حقوق اإلنسان‪ ،‬بفعل المتغيرات‬
‫المستجدة التي يشهدها عالمنا المعاصر‪ ،‬وظهور أجيال جديدة جاءت بحقوق وحريات تساير التطور‬
‫الطبيعي لإلنسان والمجتمع‪.‬‬
‫تعتبر حرية التنقل من بين أهم الحريات التي كرسها المؤسس الدستوري الجزائري‪ ،‬إذ تنص في‬
‫هذا اإلطار المادة ‪ 49‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬على‪ " :‬يحقّّلكلّّمواطنّيتمتّعّبحقوقهّالمدنيّةّ‬
‫ة‪ّ،‬أنّيختارّبحريةّموطنّإقامته‪ّ،‬وأنّيتنقّلّبحريةّعبرّالتّرابّالوطنيّ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والسياسيّ‬
‫لكلّمواطنّالحقّّفيّالدّخولّإلىّالتّرابّالوطنيّّوالخروجّمنه‪ّ.‬‬
‫الّيمكنّتقييدّهذهّالحقوقّّإالّّلمدةّمحددة‪ّ،‬وبموجبّقرارّمعللّمنّالسلطةّالقضائية"‪.1‬‬
‫كما تضمنت المعاهدات والمواثيق الدولية مظاهر حماية حرية التنقل‪ ،‬ومن ذلك ما جاء في‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 13‬منه على‪ّ)1( " :‬لكلّ ّفرد ّحق ّفي ّحرية ّ ُّ‬
‫التنقلّ‬
‫وفيّاختيارّمحلّّإقامتهّداخلّحدودّالدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 49‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،442-20‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2020‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري‪ ،‬المصادق عليه‬
‫في استفتاء أول نوفمبر سنة ‪ ،2020‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،82‬صادرة في ‪30‬‬
‫ديسمبر ‪.2020‬‬
‫‪-3-‬‬
‫مقدمة‬

‫(‪ّ)2‬لكلّّفردّحقّفيّمغادرةّأيّّبلد‪ّ،‬بماّفيّذلكّبلده‪ّ،‬وفيّالعودةّإلىّبلده"‪.2‬‬
‫كما نص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في المادة ‪ 12‬منه على‪ّ-1" :‬لكلّفردّ‬
‫يوجدّعلىّنحوّقانونيّداخلّإقليمّدولةّماّحقّحريةّالتنقلّفيهّوحريةّاختيارّمكانّإقامته‪.‬‬
‫‪-2‬لكلّفردّحريةّمغادرةّأيّبلد‪ّ،‬بماّفيّذلكّبلده‪ّ.‬‬
‫ن‬
‫ق ّالمذكورة ّأعاله ّبأية ّقيود ّغير ّتلك ّالتي ّينص ّعليها ّالقانون‪ّ ،‬وتكو ّ‬
‫‪-3‬ال ّيجوز ّتقييد ّالحقو ّ‬
‫ضرورية لحماية األمن القومي أوّالنظام ّالعام ّأو ّالصحة ّالعامة ّأو ّاآلداب ّالعامة ّأو ّحقوقّ ّاآلخرينّ‬
‫وحرياتهم‪ّ،‬وتكونّّمتماشيةّمعّالحقوقّّاألخرىّّالمعترفّبهاّفيّهذاّالعهد‪ّ.‬‬
‫‪-4‬الّيجوزّحرمانّأحد‪ّ،‬تعسفا‪ّ،‬منّحقّالدخولّإلىّبلده"‪.3‬‬
‫بهذه المثابة‪ ،‬تندرج حرية التنقل ضمن الحريات األساسية‪ ،‬وتحظى كغيرها من الحقوق والحريات‬
‫األخرى باهتمام الدساتير والتشريعات الداخلية فضال عن النصوص والمواثيق الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫وتنبع أهمية هذه الحرية من كونها شرطا أساسيا لممارسة الحقوق والحريات األخرى الواردة في هذه‬
‫النصوص القانونية كحرية الصناعة والتجارة‪ ،‬الحق في الصحة‪ ،‬الحق في التعليم‪ ،‬الحق في العمل‪ ،‬الحق‬
‫في االنتخاب‪ ،‬الحق في اإلضراب‪ ،‬حرية التظاهر وغيرها‪ .‬فال تقوم هذه الحقوق والحريات دون تحقق‬
‫الحرية في التنقل‪ ،‬لذا يتعين على اإلدارة عدم تقييد ممارسة هذه الحرية دون وجود مسوغ قانوني يجيز‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 217‬ألف (د‪ ،)3-‬مؤرخ في ‪10‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1948‬منشور على موقع منظمة األمم المتحدة‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة ‪.13:00‬‬
‫‪https://www.un.org/ar/universal-declaration-human-rights/‬‬
‫صادقت عليه الجزائر بموجب المادة ‪ 11‬من دستور سنة ‪.1963‬‬
‫‪Constitution de la République algérienne démocratique et populaire du 10 septembre 1963, JORA n° 64, du 10‬‬
‫‪septembre 1963.‬‬
‫‪ -3‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحد رقم ‪ 2200‬ألف (د‪ ،)21-‬مؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،1966‬دخل حيز النفاذ في ‪ 23‬مارس ‪ ،1976‬منشور على موقع مكتبة‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة منيسوتا‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.20:00 :‬‬
‫‪http://hrlibrary.umn.edu/arab/b003.html‬‬
‫صادقت الجزائر عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،67-89‬مؤرخ في ‪ 16‬مايو ‪ ،1989‬يتضمن االنضمام إلى العهد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والبروتوكول االختياري المتعلق‬
‫بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الموافق عليها من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة يوم ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،1966‬ج‬
‫ر العدد ‪ ،20‬صادرة في ‪ 17‬مايو ‪.1989‬‬
‫‪-4-‬‬
‫مقدمة‬

‫يمكن تعريف حرية التنقل بأنها إمكانية كل شخص في التحرك من مكان إلى آخر داخل إقليم‬
‫الدولة‪ ،‬أو في دولة أخرى‪ ،‬لدواعي اإلقامة أو السفر أو ألغارض مختلفة‪ ،‬فضال عن اختيار محل اإلقامة‬
‫داخل الدولة أو في العودة إلى دولته األصلية وقتما يشاء‪ ،‬ما لم يتعارض ذلك مع القانون‪.‬‬
‫صور مختلفة‪ ،‬حيث تتجلى الصورة األولى من خالل ممارسة‬
‫ا‬ ‫الالفت أن حرية التنقل تشمل‬
‫اإلنسان لحقه في التنقل واإلقامة داخل دولته‪ ،‬أما الثانية فتتجسد من خالل الحق في السفر إلى خارج‬
‫إقليم الدولة والعودة إليه‪ .‬تشمل الصورة األولى حق التنقل البري والبحري والجوي‪ ،‬علما بأن التنقل البري‬
‫سير على األقدام‪ ،‬وهذا الشكل األخير يمثل الحالة‬
‫أهمها‪ ،‬إذ أنه يمكن أن يتم عبر استعمال المركبات أو ا‬
‫األكثر ممارسة ضمن صور حرية التنقل‪ّ ،‬أما الصورة الثانية فتتعلق ّبحق التنقل إلى خارج اإلقليم‪ ،‬وهذا‬
‫الحق مكفول لكل من يتمتع بجنسية الدولة‪ ،‬كما أنه مكفول على قدم المساواة بالنسبة لألجانب المتواجدين‬
‫في الدولة بشكل قانوني‪ ،‬وذلك بالرغم من بعض القيود التي تنظم إقامتهم في إقليم الدولة المضيفة‪ّ.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬من الواضح أن الدولة ال تقتصر على تضمين دساتيرها نصوصا تتعلق بحرية‬
‫التنقل وإنما تعمل على تقرير الضمانات التي تحميها والضوابط التي تكفل ممارستها‪ ،‬حيث أن تقرير حرية‬
‫التنقل وتأكيد كفالتها في الدساتير والمواثيق الدولية ال يعني إطالقها بغير حدود أو قيود‪ ،‬فالحريات إذا لم‬
‫تمارس ضمن حدود وضوابط معينة انقلبت بالضرورة إلى فوضى‪.‬‬
‫ترتيبا على ذلك‪ ،‬فإن االعتراف بضرورة تمتع الفرد بحرية التنقل يجب أال يفهم منه بأن هذه‬
‫الحرية تأبى على التنظيم والتقييد‪ ،‬أو أنها مطلقة الممارسة على حساب المصلحة العامة‪ ،‬إنما يجب العمل‬
‫على تحقيق التوازن بين ممارسة هذه الحرية من جهة‪ ،‬ومقتضيات حماية النظام العام من جهة أخرى‪.‬‬
‫فيحق للدولة أن تضع بعض القيود على ممارسة حرية التنقل‪ ،‬مراعية في ذلك مختلف الضوابط المحددة‬
‫قانونا‪.‬‬

‫أهمّيّةّالدراسة‪ّ:‬‬
‫يكتسي البحث في موضوع حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل أهمية بالغة‪ ،‬باعتبار ارتباطه‬
‫بحرية أساسية لإلنسان من الممكن أن تتعرض لالنتهاك من طرف اإلدارة‪ ،‬خصوصا وأن ممارسة هذه‬
‫الحرية ترتبط بشكل كبير بالتطور التكنولوجي الذي شهده العصر الحديث‪ ،‬وتنوع وسائل التنقل في إطار‬
‫مفهوم العولمة‪ ،‬وكذا ظهور عوامل معقدة تتعلق بحرية التنقل من أبرزها ظاهرة الهجرة غير الشرعية‪،‬‬
‫واللجوء اإلنساني نتيجة الحروب والصراعات المسلحة‪ .‬لذا فإن أي اعتداء على هذه الحرية يشكل مساسا‬

‫‪-5-‬‬
‫مقدمة‬

‫بالحقوق والحريات الدستورية لألفراد‪ ،‬كما يمس بمبدأ مشروعية الق اررات والتصرفات الصادرة عن السلطة‬
‫العامة‪ ،‬األمر الذي استدعى ضرورة إقرار رقابة قضائية من شأنها حماية حرية التنقل ضد كل أشكال‬
‫االعتداءات الواقعة من طرف اإلدارة‪ ،‬وهذا من خالل الدور المنوط بالقاضي اإلداري في هذا اإلطار‪.‬‬
‫على أية حال‪ ،‬تعتبر حرية التنقل من الحريات التي أقرتها دساتير وتشريعات الدول المختلفة‪،‬‬
‫وكذا المعاهدات والمواثيق الدولية‪ ،‬إذ حظرت هذه النصوص المساس بحرية التنقل إال وفقا لضوابط‬
‫معينة‪ ،‬وهذا لتحقيق المصلحة العامة‪ .‬مع مالحظة أنه يستفيد من هذه الحرية كافة األفراد سواء كانوا‬
‫وطنيين أو أجانب‪ ،‬كما أنها تتعلق بجوانب أساسية تنصب على الحياة االقتصادية واالجتماعية وحتى‬
‫األمنية للدولة‪ ،‬األمر الذي برر مكانتها المتميزة‪.‬‬
‫تظهر أهمية الدراسة من خالل إبراز الدور الكبير للقاضي اإلداري في حماية حرية التنقل‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل اآلليات القانونية التي يستخدمها في سبيل حماية هذه الحرية في ضوء القوانين السارية‪.‬‬
‫بالرغم من األهمية التي يشغلها موضوع البحث من الناحية الدستورية والقانونية‪ ،‬فإنه لم يلقى‬
‫لدرسات التي تناولت الموضوع لم تتعرض له إال بصورة مختصرة‪ ،‬رغم ما يتمتع‬
‫اهتمام أكاديمي كاف‪ ،‬فا ا‬
‫لدرسة هذا الموضوع‪ ،‬والذي من شأن اإلحاطة‬
‫به من خصوصية ودقة‪ .‬وهذا ما خلق لدينا الدافع العلمي ا‬
‫به من الناحية القانونية أن يمكننا من إبراز حدود وقيود ممارسة حرية التنقل في ظل أحكام القانون‬
‫الجزائري على وجه الخصوص وبعض التشريعات المقارنة عموما‪.‬‬

‫أهدافّالدراسة‪ّّ:‬‬
‫سيكون الهدف الرئيسي للدراسة هو إبراز دور القاضي اإلداري في تدخله لحماية حرية التنقل‪،‬‬
‫والمدى الذي وصل إليه القاضي اإلداري الجزائري في هذا الخصوص‪ ،‬وبالنتيجة محاولة التعرف على‬
‫المعالم واالتجاهات التي يتبناها مقارنة بالقضاء اإلداري في الدول الرائدة في هذا المجال خصوصا في‬
‫فرنسا ومصر‪ ،‬فضال عن بيان أبرز السلطات التي تم االعتراف له بها بموجب أحكام القانون رقم ‪-08‬‬
‫‪ 09‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وذلك من أجل التوصل إلى جملة من الحلول‬
‫لإلشكاالت القانونية وكذا الثغرات التي تحد من فعالية دوره في هذا السياق‪ ،‬بما يكفل الموازنة بين حماية‬
‫حرية التنقل وتحقيق مقتضيات المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫مقدمة‬

‫وذلك من خالل بحث أهم األحكام والق اررات واالجتهادات القضائية وكذا اآلراء الفقهية ذات الصلة‬
‫بالموضوع ال سيما على مستوى القانون والقضاء الجزائريين مع االستفادة من خبرة القانون المقارن في هذا‬
‫المجال خصوصا بفرنسا ومصر‪.‬‬

‫إشكاليّةّالدراسة‪ّ:‬‬
‫تحتل حرية التنقل أهمية خاصة‪ ،‬وذلك لكونها من الحريات اللصيقة بشخصية اإلنسان‪ ،‬فال قيمة‬
‫للحقوق والحريات األخرى إذا لم يتم ضمان حرية الفرد في التنقل داخل الدولة وخارجها‪ .‬إال أن هذا ال‬
‫يعني إطالق ممارستها دون قيد أو شرط‪ ،‬وإنما يعني ضرورة ممارستها وفقا للضوابط التي تحددها‬
‫القوانين‪ .‬حيث يعود للسلطات اإلدارية المختصة تنظيم ممارسة حرية التنقل‪ ،‬وذلك وفق جملة من‬
‫الضوابط التي تلتزم بها‪ ،‬األمر الذي يستدعي ضرورة تحقيق التوازن بين حق اإلدارة في ممارسة وظائفها‬
‫األفرد في ممارسة حرية التنقل‪.‬‬
‫ا‬ ‫المتعلقة بحماية المصلحة العامة‪ ،‬وبين حق‬
‫نظر ألنها‬
‫إن التصرفات اإلدارية المتعلقة بتقييد ممارسة حرية التنقل تتطلب السرعة في التنفيذ‪ ،‬ا‬
‫تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة من خالل حماية فكرة النظام العام كهدف لتدخل سلطات الضبط‬
‫اإلداري‪ ،‬خصوصا ما تعلق منه بحماية األمن العمومي هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى نجد بأن جل‬
‫الميادين التي تتدخل فيها اإلدارة‪ ،‬والتي تفرض من خاللها مختلف القيود على حرية التنقل‪ ،‬تتسم بالحيوية‬
‫واألهمية القصوى لألفراد‪ ،‬فالتضييق على ممارسة حرية التنقل ينعكس بشكل سلبي على الممارسة الفعالة‬
‫لباقي الحقوق والحريات‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن التطور السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وما أفرزه من زيادة تدخل الدولة في‬
‫النشاط الفردي‪ ،‬واتساع سلطتها إلى الميادين االقتصادية واالجتماعية المختلفة‪ ،‬كان من نتيجة ذلك أن‬
‫تحولت وظيفة الدولة من وظيفة ذات طابع بوليسي إلى وظيفة إيجابية متشعبة تستهدف تحقيق الرخاء‬
‫العام لألفراد‪ .‬إن النتيجة الحتمية إللقاء هذه األعباء الجديدة على عاتق الدولة هي منحها مزيدا من‬
‫االمتيازات والسلطات التي تبيح لها تقييد النشاط الفردي الخاص بحرية التنقل تحقيقا لهذه األهداف‪.‬‬
‫يحق للسلطات اإلدارية ضمن إطار المحافظة على النظام واألمن العموميين‪ ،‬تنظيم ممارسة‬
‫حرية التنقل‪ ،‬لكن وبالنظر للنتائج السلبية‪ ،‬واالنتهاك الصارخ الذي ينتج عن التقييد والمساس بهذه الحرية‪،‬‬
‫فقد كفل القانون حماية قضائية لألفراد ضد مختلف الق اررات والتصرفات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪،‬‬
‫ويكون ذلك عن طريق منح القضاء سلطة رقابة تلك التصرفات‪ ،‬استنادا إلى أن هذه الحرية تندرج ضمن‬
‫‪-7-‬‬
‫مقدمة‬

‫الحريات العامة‪ ،‬وأن تقييدها دون مبرر قانوني إنما يجرد الحرية الشخصية من مضمونها‪ ،‬فاألصل هو‬
‫حرية التنقل واالستثناء هو المنع‪.‬‬
‫وهنا تظهر الحاجة إلى حماية حرية التنقل عن طريق القاضي اإلداري‪ ،‬ويكون ذلك بدرجة أولى‬
‫على مستوى القضاء االستعجالي‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك دور قاضي اإللغاء للحكم على مشروعية التصرف‬
‫اإلداري‪ ،‬األمر الذي يجرنا إلى التساؤل حولّمدىّمساهمةّالقاضيّاإلداريّفيّالموازنةّبينّمقتضياتّ‬
‫حق ّالدولة ّفي ّتقييد ّممارسة ّحرية ّالتنقل ّحماي ًة ّللمصلحة ّالعامة ّوالنظام ّواألمن ّالعموميين‪ّ ،‬وبينّ‬
‫كرسةّقانوًنا؟‬
‫متطلّباتّضمانّحريةّاألفرادّفيّالتنقلّالمّ ّ‬
‫وتنطوي تحت هذه اإلشكالية األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو المعيار الذي على أساسه يمكن لإلدارة أن تفرض قيودا على حرية التنقل؟‬
‫‪ -‬ما مدى فعالية دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية حرية التنقل في ضوء النصوص القانونية‬
‫واالجتهادات القضائية؟ وهل رقابة قاضي الموضوع في هذا المجال مشددة أم مخففة؟‬
‫أخير‪ ،‬هل توجد رؤية مستقبلية واضحة حول وضع نموذج قانوني متكامل لتعزيز آليات حماية‬
‫ا‬ ‫‪ -‬ثم‬
‫القاضي اإلداري لحرية التنقل؟‬
‫ال تفوتنا اإلشارة في هذا الصدد إلى أن اإلطارّالعام ّللدراسة ينصب حول بحث دور القاضي‬
‫اإلداري في حماية حرية التنقل في إطار القانون والقضاء الجزائريين‪ ،‬مع االستفادة من تجارب الدول‬
‫الرائدة في هذا الشأن خصوصا القانون والقضاء اإلداريين الفرنسي والمصري‪ .‬كما ستقتصر الدراسة على‬
‫تبيان دور القاضي اإلداري في حماية هذه الحرية ضمن دعوى اإللغاء والتي تندرج تحتها الدعوى‬
‫االستعجالية اإلدارية فقط‪ ،‬دون التعرض للدعاوى اإلدارية األخرى مثل دعاوى القضاء الكامل‪.‬‬
‫من أجل اإللمام الجيد بموضوع الدراسة‪ ،‬وتماشيا مع طبيعة الموضوع تم استخدام جملة من‬
‫المناهج‪ ،‬من أبرزها‪ :‬المنهجّالوصفي‪ ،‬وذلك من أجل التعرف على بعض المفاهيم المطروحة في الدراسة‬
‫مثل‪ :‬جواز السفر‪ ،‬تأشيرة الدخول‪ ،‬الحرية الفردية‪ ،‬االعتقال اإلداري‪ ،‬النظام العام‪ ،‬المنع من السفر‪،‬‬
‫االستعجال‪ ،‬عدم المساس بأصل الحق‪ ،‬االعتداء المادي‪ ،‬الحرية األساسية‪ ،‬االنعدام‪ ،‬الخطأ الواضح في‬
‫التقدير‪ ،‬رقابة المالءمة‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫مقدمة‬

‫كما تم استخدام المنهجّالتحليلي بغرض الشرح والتعليق وتحليل النصوص القانونية ذات الصلة‬
‫بالموضوع‪ ،‬وكذا التحليل والتعليق على األحكام والق اررات القضائية الصادرة عن القضاء اإلداري الجزائري‪،‬‬
‫والمقارن ال سيما الفرنسي والمصري‪.‬‬
‫عالوة عن ذلك‪ ،‬استخدمنا بعض أدوات المنهج ّالمقارنّ ّبغرض االستفادة من خبرة القانون‬
‫المقارن في هذا اإلطار‪ ،‬وخاصة بفرنسا ومصر‪.‬‬
‫ونظر لألهمية التي يطرحها موضوع الدراسة سوف نتناولها حسب التقسيم اآلتي‪:‬‬
‫ا‬
‫البابّاألول‪ :‬اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‪.‬‬
‫ّّّّّّّّّّّّالفصلّاألول‪ّ:‬مصادر ونطاق حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‪.‬‬
‫ّّّّّّّّّّّّالفصلّالثاني‪ :‬تدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقلّ‬
‫البابّالثاني‪ :‬اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‪.‬‬
‫ّّّّّّّّّّّّالفصلّاألول‪ :‬إعمال دعاوى االستعجال اإلداري لحماية حرية التنقل‬
‫ّّّّّّّّّّّّالفصلّالثاني‪ :‬دعوى اإللغاء كآلية لحماية حرية التنقل‬
‫وقد خلصنا إلى اإلجابة على إشكالية الموضوع‪ ،‬حيث توجنا ذلك بجملة من النتائج والمقترحات‪،‬‬
‫وذلك وفقا لما يحقق الغرض من الدراسة‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلطاراملوضوعي الضابط‬
‫لتدخل القاض ي اإلداري‬
‫لحماية حرية التنقل‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حارسا للمصلحة العامة والضامن لحسن سير‬‫ً‬ ‫يظهر للوهلة األولى بأن القاضي اإلداري بصفته‬
‫اإلدارة العمومية‪ ،‬ليس بحامي لحقوق وحريات األفراد‪ ،‬إذ أن القانون اإلداري لم يظهر في البداية من أجل‬
‫إخضاع اإلدارة للقانون فقط بل من أجل الحفاظ على امتيازاتها وضمان فعالية عملها‪ ،‬لكن سرعان ما رأى‬
‫مجلس الدولة الفرنسي ضرورة إحداث نوع من الموازنة بين متطلبات تحقيق المصلحة العامة وضرورات‬
‫النشاط اإلداري من جهة‪ ،‬ومتطلبات حماية الحقوق والحريات العامة من جهة أخرى‪ ،‬هذا التوازن يضمنه‬
‫القاضي اإلداري من خالل دعوى اإللغاء التي تهدف لرقابة مشروعية الق اررات اإلدارية التي تنتهك حقوق‬
‫وحريات األفراد‪.1‬‬
‫وتعتبر وظيفة الضبط اإلداري من أهم واجبات السلطات اإلدارية‪ ،‬فهي ضرورة الزمة الستقرار‬
‫النظام العام وصيانة الحياة االجتماعية والمحافظة عليها‪ ،‬فغياب هذه الوظيفة يعني انتشار الفوضى‪،‬‬
‫واختالل التوازن في المجتمع‪ ،‬حيث تجد اإلدارة نفسها في مواجهة معادلة صعبة‪ ،‬فالقانون حدد مهمتها‬
‫في الحفاظ على النظام العام من خالل تقييد حقوق وحريات األفراد‪ ،‬وذلك عن طريق مختلف اإلجراءات‬
‫الضبطية التي تمارسها وفق ضوابط وقيود تمثل ضمانات للحفاظ على الحقوق والحريات العامة لألفراد‪،‬‬
‫وهي في هذه العملية تخضع لرقابة القاضي اإلداري‪.2‬‬
‫جدا‪،‬‬
‫إن مهمة التوفيق بين مختلف المصالح المتعارضة ألطراف هذه المنازعة اإلدارية صعبة ً‬
‫وتحتم على القاضي اإلداري ممارسة جميع السلطات والصالحيات التي منحها له القانون‪ً ،‬ا‬
‫نظر للعالقة‬
‫غير المتكافئة بين اإلدارة العامة صاحبة امتيازات السلطة العامة والفرد صاحب المركز الضعيف‪.3‬‬
‫في الوقت الحاضر يظهر القاضي اإلداري كحامي للحقوق والحريات العامة‪ ،‬وكوصي على‬
‫حماية حرية التنقل‪ ،‬رغم أنه ليس الحامي الوحيد لها لكنه أصبح اليوم الجهة القضائية التي تضمن‬
‫الحماية األساسية لهذه الحرية‪ ،‬وذلك من خالل االستقاللية والكفاءة والفعالية التي يتمتع بها‪ ،‬وهو بذلك‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean-Marc SAUVÉ, « Introduction à l'occasion de la première édition des entretiens du contentieux »,‬‬
‫‪Les Entretiens du contentieux du Conseil d'État, Le juge administratif et les droits fondamentaux, Colloque‬‬
‫‪organisé par la section du contentieux et la section du rapport et des études du Conseil d’État, en partenariat avec‬‬
‫‪l’ordre des avocats au Conseil d’État et à la Cour de cassation et en association avec l’AJDA, le vendredi 4‬‬
‫‪novembre 2016, pp 1-2, consulté le 15 janvier 2021, à 13 :00. https://www.conseil-etat.fr/actualites/discours-et-‬‬
‫‪interventions/le-juge-administratif-et-les-droits-fondamentaux-premiers-entretiens-du-contentieux‬‬
‫‪ -2‬محمد على حسونة‪ ،‬الضبط اإلداري وأثره في الحريات العامة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2014 ،‬ص ص ‪-6‬‬
‫‪.7‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Julien PIASECKI, L’office du juge administratif des référés : Entre mutations et continuité jurisprudentielle,‬‬
‫‪Thèse pour le Doctorat de Droit public, Centre d'Études et de Recherche sur les Contentieux, Faculté de droit,‬‬
‫‪Université de Toulon, 2008, p 24.‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يتجز من ممارسة الديمقراطية‪ ،‬وذلك من خالل دوره الرئيسي‬


‫أ‬ ‫يجسد التعبير الفعلي لدولة القانون وجزء ال‬
‫في المشهد القانوني‪ ،‬ويعزز بالتالي من التماسك القانوني الذي ينعكس بدوره على االستقرار االجتماعي‪.1‬‬
‫تعتبر حرية التنقل من بين الحريات التي تحتل الصدارة من حيث األهمية والتأثير بالنسبة لباقي‬
‫الحقوق والحريات العامة األخرى‪ ،‬فهي تؤثر بالسلب وااليجاب على ممارسة أصناف الحقوق والحريات‬
‫السياسية والمدنية وكذا الحقوق االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬هذه األهمية تفرض على القاضي اإلداري البحث‬
‫في المصادر القانونية التي تكرس الحماية لهذه الحرية‪ ،‬سواء كان ذلك على مستوى المصادر الداخلية‬
‫التي تتميز بعدم وجود إطار قانوني موحد وشامل يضبط ممارسة هذه الحرية‪ ،‬وهو ما يشكل درجة‬
‫الصعوبة األولى بالنسبة للقاضي اإلداري‪ ،‬أما الصعوبة الثانية فتظهر من خالل الطابع العالمي لحرية‬
‫التنقل‪ ،‬وتداخل االلتزامات الوطنية للدولة مع التزاماتها الدولية‪ ،‬األمر الذي يفرض على القاضي اإلداري‬
‫البحث في المصادر الدولية لهذه الحرية‪ ،‬والفصل في مسألة األثر المباشر لهذه النصوص من حيث‬
‫قابليتها للتطبيق على المنازعة اإلدارية المتعلقة بحرية التنقل (الفصل األول)‪.‬‬
‫إن ممارسة السلطات اإلدارية المختصة للضبط اإلداري المتعلق بحرية التنقل يكون ضمن احترام‬
‫ضوابط محددة بدقة‪ ،‬إذ نجد بأن النصوص القانونية التي كرست هذه الحرية قد حددت الشروط المطلوبة‬
‫أيضا القيود التي تفرضها على اإلدارة عند ممارستها لمختلف اإلجراءات الضبطية‬
‫لممارسة الفرد لها‪ ،‬و ً‬
‫المتعلقة بحرية التنقل‪ .‬لهذا يسعى القاضي اإلداري إلى تحديد المجال الدقيق الختصاصه في رقابة‬
‫الق اررات والتصرفات المتعلقة بحرية التنقل‪ ،‬فهناك حدود معينة يتوقف عندها هذا االختصاص رغم توافر‬
‫معيار اختصاص القاضي في المنازعة اإلدارية‪ ،‬وخارج هذه الحاالت يعود االختصاص بشكل طبيعي‬
‫للقاضي اإلداري‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل رقابة مختلف الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية تنقل المواطن‪ ،‬حيث‬
‫تكون سلطة اإلدارة فيها محدودة بشكل كبير مقارنة مع السلطات الكبيرة التي تملكها عند تقييد حرية تنقل‬
‫األجانب‪ ،‬لهذا تظهر ضرورة حصر نطاق الق اررات اإلدارية الخاضعة لرقابة القاضي اإلداري في إطار‬
‫ممارسة حرية التنقل (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Florence FABERON, « Le juge administratif gardien de la liberté d’aller et de venir: un marqueur‬‬
‫‪d’efficacité », JCP A - La Semaine juridique Administration et collectivités territoriales, LexisNexis, n° 13,‬‬
‫‪2083, avril 2019, p 48.‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫مصادرونطاق حماية القاض ي‬
‫اإلداري لحرية التنقل‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بارز في نشأة وتطور القانون اإلداري‪ ،‬حيث ساهم بشكل فعال في‬ ‫لعب القاضي اإلداري ًا‬
‫دور ًا‬
‫التأسيس لبناء دولة القانون‪ ،‬وذلك من خالل فرض استقالليته وتوفير كل الضمانات للمتقاضين‪ ،‬وهذا‬
‫انطالًقا من مبدأ الموازنة بين حماية المصلحة العامة من جهة‪ ،‬وحماية الحقوق والحريات من جهة أخرى‪.‬‬
‫لكن المالحظ اليوم أن العالقات القانونية بين اإلدارة العامة واألفراد شهدت تحوالت جوهرية كان لها تأثير‬
‫بارز‪ ،‬األمر الذي فرض إعادة النظر في بنية القانون اإلداري‪ ،‬والبحث عن تجديد دور القاضي اإلداري‬
‫في ظل هذه التحوالت‪ ،‬حيث عرفت بنية الدولة بروز هياكل جديدة غريبة عن مؤسسات النظام اإلداري‬
‫التقليدي‪ ،‬كما كان للقانون الدولي التأثير الكبير في القانون الداخلي‪.1‬‬
‫لهذا يسود الدولة المعاصرة مبدأ تدرج القاعدة القانونية باعتباره من أهم ضمانات قيام دولة‬
‫القانون‪ ،‬حيث تغدو السيادة للقانون وحده‪ ،‬وهو ما يكفل الحماية الالزمة للحقوق والحريات العامة‪ ،‬ومن‬
‫المستقر عليه أن القانون ينصرف إلى كافة القواعد القانونية السارية في الدولة ًأيا كان مصدرها وشكلها‬
‫مع مراعاة التدرج في قوتها وترتيبها ضمن النظام القانوني‪ ،‬حيث تشكل كلها عناصر لمشروعية العمل‬
‫اإلداري‪.2‬‬
‫بناء على ذلك‪ ،‬تشكل مجموعة النصوص القانونية المنظمة لحرية التنقل المصادر التي تستمد‬ ‫ً‬
‫منها السلطات اإلدارية المختصة الكفاءة القانونية لممارسة مختلف اإلجراءات واتخاذ الق اررات المقيدة‬
‫لحرية التنقل‪ ،‬والرامية لحماية النظام العام‪ ،‬وفي الوقت نفسه تمثل بالنسبة للقاضي اإلداري األساس‬
‫القانوني للحماية التي يضمنها لألفراد عن طريق مختلف الدعاوى القضائية‪ ،‬وذلك في حالة عدم‬
‫مشروعية الق اررات الصادرة عن السلطات اإلدارية (المبحث األول)‪.‬‬
‫وبالنظر لتنوع صور ممارسة حرية التنقل‪ ،‬وبالتالي تعدد طرق وأساليب ممارسة هذه الحرية‪،‬‬

‫األمر الذي ينطوي على إجراءات تتميز بالتعقيد الشديد واستعمال التكنولوجيات الحديثة التي ً‬
‫غالبا ما‬
‫تنطوي على مخاطر تهدد النظام العام في الدولة والمجتمع‪ ،‬األمر الذي يفرض على السلطات اإلدارية‬

‫‪ -1‬عادل بن عبد هللا‪ " ،‬الدور المستقبلي للقاضي اإلداري في ظل تحوالت القانون اإلداري"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الدولي‬
‫الثامن حول‪ :‬التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة القانون‪ ،‬مخبر السياسات العامة وتحسين الخدمة العمومية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬مارس ‪ ،2018‬ص ‪.605‬‬
‫‪ -2‬كريمة العارم‪ " ،‬واقع مبدأ تدرج القوانين في الجزائر وسبل تعزيزه"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال المؤتمر الدولي الموسوم ب‪ :‬دولة‬
‫القانون‪ " :‬التجربة الجزائرية"‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬يومي ‪ 10‬و‪ 11‬أفريل ‪ ،2018‬ص‬
‫‪( .3‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المختصة فرض رقابة صارمة على تنقل األفراد‪ ،‬لهذا فإن تدخل القاضي اإلداري يتحدد حسب النطاق‬
‫الذي يمارس فيه األفراد حريتهم في التنقل (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مصادر حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‬


‫حرية التنقل كغيرها من الحقوق والحريات العامة األخرى‪ ،‬تستمد وجودها ومشروعتها من الفطرة‬
‫اإلنسانية أو الطبيعة المعبر عنها من طرف الفقه القانوني بمصطلح " الحق الطبيعي"‪ ،‬لكن رغم ذلك البد‬
‫من إدماجها ضمن مجموع النصوص القانونية‪ ،‬واإلقرار بها حتى تتمتع بالحماية القانونية الالزمة‪.‬‬
‫واإلقرار القانوني بحرية التنقل قديم قدم الجيل األول من حقوق اإلنسان وحرياته‪ ،‬باعتبار هذه الحرية‬
‫تنتمي لطائفة الحقوق والحريات المدنية والسياسية التي تشكل للجيل األول لحقوق اإلنسان‪.1‬‬
‫ومن أجل ضمان حماية فعالة للحريات العامة‪ ،‬يقوم القاضي اإلداري بتطبيق مجموعة من‬
‫المصادر القانونية‪ ،‬حيث يعمل على توسيع مجال هذه األخيرة إلى أقصى الحدود‪ ،‬وهذا من أجل تغطية‬
‫جميع القضايا والحاالت التي لم ينظمها المؤسس الدستوري أو المشرع العادي‪ ،2‬هذا التنوع يظهر بشكل‬
‫واضح بالنسبة لحرية التنقل‪ ،‬إذ تتنوع مصادر حماية القاضي اإلداري لهذه الحرية بين مصادر من طبيعة‬
‫داخلية وأخرى خارجية أو دولية‪ ،‬ورغم أنه يظهر مدى تفضيل القاضي اإلداري للمصادر الوطنية فإن هذا‬
‫خصوصا بعد إدراجها ضمن المنظومة‬
‫ً‬ ‫ال ينفي األهمية الكبيرة التي أصبحت تمثلها المصادر الخارجية‬
‫القانونية الوطنية‪.3‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن النصوص القانونية المكتوبة تعد المرجعية األساسية التي يسند عليها القاضي اإلداري‬
‫في أحكامه‪ ،‬وتشمل في األنظمة القانونية المعاصرة‪ :‬النصوص الدستورية‪ ،‬النصوص التشريعية الصادرة‬
‫عن المشرع‪ ،‬إضافة للتنظيمات الصادرة عن السلطات اإلدارية المختصة‪ ،‬وذلك كله في إطار احترام مبدأ‬
‫تدرج القواعد القانونية‪ .‬هذه المرجعيات القانونية وإن كان عليها إجماع من طرف الفقه والقضاء‪ ،‬فإن هناك‬

‫‪ -1‬شريف موفق طيب‪ ،‬جمال مصالي‪ ،‬فتيحة سالمي‪ "،‬حرية التنقل وضوابطها الشرعية والقانونية"‪ ،‬مجلة الحوار الفكري‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،13‬العدد ‪ ،15‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪.260‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Yehia KERKATLY, Le juge administratif et les libertés publiques en droits libanais et français, L.G.D.J,‬‬
‫‪Paris, Point Delta, Beyrouth, 2015, p 41.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 204, date de‬‬
‫‪fascicule: 30 juin 2016, date de la dernière mis à jour: 16 avril 2018, pp 3-4.‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حادا ليس فقط‬


‫نقاشا ً‬
‫مرجعيات ال تقل عنها أهمية‪ ،‬ويتعلق األمر بالمرجعيات الدولية‪ ،‬التي الزالت تثير ً‬
‫أيضا بالنسبة لموقعها داخل النظام القانوني الوطني‪.1‬‬
‫من ناحية الزاميتها للقاضي فحسب وإنما ً‬
‫تتمثل مصادر حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل في مختلف النصوص القانونية التي يستند‬
‫عليها في حماية هذه الحرية ضد مختلف التصرفات والق اررات اإلدارية غير المشروعة‪ ،‬هذه المصادر‬
‫تظهر في األساس من خالل تطبيق القاضي اإلداري لمجموع النصوص الوطنية والتي تمثل المصادر‬
‫الداخلية (المطلب األول)‪ ،‬كما يمتد هذا التطبيق إلى النصوص الدولية والتي تمثل المصادر الخارجية‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المصادر الداخلية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‬

‫يفصل القاضي اإلداري في المنازعات المرفوعة إليه من طرف أصحاب الصفة والمصلحة ً‬
‫بناء‬
‫على مجموع النصوص القانونية سارية المفعول من ناحية الزمان والمكان‪ ،‬حيث نجد أن مبدأ تدرج القواعد‬
‫القانونية يفرض نفسه على القاضي اإلداري من خالل البحث عن القاعدة القانونية التي تنطبق على‬
‫المنازعة اإلدارية محل النظر‪ ،‬وهو ما يفرض عليه احترام التراتبية التي يستلزمها هذا المبدأ‪ .‬فالنصوص‬
‫الدستورية تأتي في قمة الهرم من حيث األهمية والقوة‪ ،‬وذلك على اعتبار أن الدستور يمثل القانون‬
‫األسمى الذي ينظم شكل الدولة ونظام الحكم فيها‪ ،‬وطبيعة العالقات بين السلطات العمومية‬
‫واختصاصاتها‪ ،‬وكذا النص على الحقوق والحريات األساسية للمواطنين وضمانات ممارستها‪ ،‬وفي هذا‬
‫غالبا ما يكتفي بتحديد اإلطار العام لممارسة الحقوق والحريات العامة‪،‬‬
‫الشأن‪ ،‬نجد بأن النص الدستوري ً‬
‫ويحيل تنظيم تلك الحقوق والحريات للمشرع من أجل التفصيل فيها بشكل أكثر‪ ،‬كما أن المشرع ًا‬
‫كثير ما‬
‫يحيل بدوره على التنظيم للتفصيل في بعض الجزئيات المتعلقة بالحقوق والحريات‪.‬‬
‫نص المؤسس الدستوري الجزائري على حرية التنقل من خالل االعتراف التدريجي بها عبر‬
‫مختلف الدساتير المتعاقبة‪ ،‬كما تباين في اإلحالة على المشرع من أجل تنظيم ممارسة هذه الحرية بين‬
‫النص الصريح والسكوت عن ذلك‪ .‬ونتيجة لهذه اإلحالة تولى المشرع العادي تنظيم ممارسة حرية التنقل‪،‬‬
‫وذلك عبر مجموعة من النصوص التشريعية المتعلقة بجوانب محددة من هذه الحرية‪ ،‬كما ساهم التنظيم‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف الهاللي‪ " ،‬القضاء اإلداري وحماية الحقو والحريات األساسية"‪ ،‬المجلة المغربية للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2012 ،07‬ص ‪.68‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في معالجة بعض الجزئيات التي تتميز بالتغير المستمر في نطاق ممارسة حرية التنقل‪ ،‬مما يتطلب‬
‫السرعة في التدخل من جانب السلطة التنفيذية التي ال تتوافر لدى المشرع‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يستمد القاضي اإلداري األساس القانوني لحماية حرية التنقل من مجموع النصوص التي‬
‫تشكل القانون الداخلي‪ ،‬والتي تتدرج في األهمية والدرجة‪ ،‬بحيث نجد في المقدمة النصوص الدستورية‬
‫أخير النصوص التنظيمية (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬ثم النصوص التشريعية (الفرع الثاني)‪ ،‬و ًا‬

‫الفرع األول‪ :‬النصوص الدستورية‬


‫تنص دساتير الدول عادة على األحكام المتعلقة بالحقوق والحريات العامة‪ ،‬وذلك على الرغم من‬
‫الصعوبات في التطبيق‪ ،‬واختالف النظرة إلى هذه الحقوق والحريات من دولة إلى أخرى‪ ،‬ولما كان‬
‫الدستور يمثل المصدر األساسي واألصلي للقاعدة القانونية‪ ،‬وبالنظر لسموه وثباته بالمقارنة مع باقي‬
‫القواعد القانونية األخرى‪ ،‬فهو يعتبر األصل العام الذي يكرس المبادئ واألحكام المتعلقة بمختلف الحقوق‬
‫والحريات العامة‪.1‬‬
‫تشكل النصوص الدستورية أهم مصدر لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‪ ،‬لهذا سنعرض‬
‫لألساس الدستوري لهذه الحرية في الدساتير الغربية (أوال)‪ ،‬ثم في الدساتير العربية (ثانيا)‪ ،‬وأ ًا‬
‫خير الوضع‬
‫في الدستور الجزائري (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬المعالجة الدستورية لحرية التنقل في بعض الدساتير الغربية‪ :‬من أهم وأعرق التجارب الدستورية‬
‫أيضا الدستور‬
‫في تكريس حرية التنقل على الصعيد الدولي نجد دستور الواليات المتحدة األمريكية (‪ ،)1‬و ً‬
‫الفرنسي (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬دستور الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬سبق للمحكمة الدستورية العليا في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫التأكيد على القيمة الدستورية لحرية التنقل‪ ،‬من خالل حق المواطن في الخروج والدخول لدولته‪ ،‬كما أكدت‬
‫على الحق الدستوري في الحصول على جواز السفر‪.2‬‬

‫والحريات العامة بين االنتهاك الداخلي والحماية الدولية"‪ ،‬مجلة صوت القانون‪ ،‬العدد األول‪ ،‬أفريل‬ ‫‪ -1‬أحمد بلودنين‪ " ،‬الحقو‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -2‬محمد الشريف البسيوني‪ ،‬الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص‬
‫‪.80‬‬
‫‪- 17 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ففي سنة ‪ 1964‬ذهبت المحكمة الدستورية العليا إلى القول بأن حرية التنقل والسفر جزء من‬
‫حرية المواطن التي ال يمكن حرمانه منها‪ ،‬كما أن حرية التنقل سواء داخل البالد أو خارجها تعتبر من‬
‫الموروثات التي يعتز بها الشعب األمريكي‪ ،‬والسفر إلى الخارج مثل التنقل داخل الدولة قد يكون بالغ‬
‫األهمية للمواطن لتلبية احتياجاته‪ ،‬فحرية التنقل دون أدنى شك هي حرية أساسية في إطار القيم‬
‫القانونية‪.1‬‬
‫‪ -2‬الدستور الفرنسي‪ :‬لم ينص الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1958‬على حرية التنقل على غرار باقي الحقوق‬
‫والحريات العامة األخرى‪ ،‬حيث تعتبر الحرية الفردية من الحريات القليلة المكرسة في هذا الدستور‪ ،2‬وفي‬
‫هذا الشأن تنص المادة ‪ 66‬منه على‪ ":‬ال يجوز حبس أي كان بصفة تعسفية‪ .‬تكفل السلطة القضائية‬
‫باعتبارها حامية الحرية الفردية‪ ،‬احترام هذا المبدأ وفق الشروط المنصوص عليها في القانون"‪ .3‬لهذا‬
‫تعتبر الحرية الفردية هي الحرية الوحيدة التي نص عليها الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1958‬بشكل صريح‪،‬‬
‫زيادة على حرية إدارة الجماعات اإلقليمية وحرية إنشاء األحزاب السياسية‪.4‬‬
‫لكن مفهوم الكتلة الدستورية يقوم على االعتراف لوثائق أخرى غير الدستور بالقيمة الدستورية‬
‫مثل‪ :‬مقدمة دستور ‪ ،1946‬إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ‪ ،1789‬و ًا‬
‫أخير ميثاق البيئة لسنة‬
‫‪ .2005‬إذ تعتبر حرية التنقل من مقومات وعناصر الحرية الفردية‪ ،‬لذا تظهر ضمن الحريات العامة‬
‫قدما‪ ،‬والتي كرستها بصفة ضمنية المادة الرابعة (‪ )04‬من إعالن حقوق اإلنسان والمواطن‪ ،‬حيث‬
‫األكثر ً‬
‫تقوم الحرية على إمكانية فعل كل ما ال يؤذي الغير‪ ،‬ولهذا فإن ممارسة الحقوق الطبيعية لكل إنسان ال‬
‫قيودا غير تلك التي تكفل ألعضاء المجتمع اآلخرين التمتع بالحقوق نفسها‪ ،‬وهذه القيود ال يمكن‬
‫تعرف ً‬
‫تحدديها إال بموجب النصوص القانونية‪ ،‬حيث أقر دستور ‪ 1791‬في الباب األول منه حرية كل إنسان‬
‫في التنقل واالستقرار والذهاب واالياب دون التعرض لالعتقال‪.5‬‬

‫‪ -1‬السيد عزت سعد‪ ،‬حماية حقوق اإلنسان في ظل التنظيم الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1985 ،‬ص ‪.432‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Louis FAVOREU, Patrick GAÏA, Richard GHEVONTIAN, Jean-Louis MESTRE, Otto PFERSMANN,‬‬
‫‪André ROUX, Guy SCOFFONI, Droit constitutionnel, 19 ème éd, Dalloz, Paris, 2017, p 941.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Constitution du 4 octobre 1958, JORF n° 0238, du 5 octobre 1958, elle a été modifiée à vingt-quatre reprises‬‬
‫‪depuis sa publication, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/loda/id/JORFTEXT000000571356/2019-07-01/, consulté le 15 janvier 2021, à‬‬
‫‪13 :00.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Ninon MATHIEU, Le rôle du juge constitutionnel dans le cadre de la lutte contre le terrorisme au regard de la‬‬
‫‪protection des libertés individuelle et d’aller et venir. Étude comparée: France & Royaume-Uni, Master de droit‬‬
‫‪public comparée, Université Panthéon-Assas, Paris II, 2014, p 4.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Gilles LEBRETON, Libertés publiques et droits de l’homme, 4 ème éd, Armand Colin, Paris, 1997, p 305; Louis‬‬
‫‪FAVOREU, Patrick GAÏA, Richard GHEVONTIAN, Ferdinand MÉLIN-SOUCRAMANIEN, Annabelle‬‬
‫‪PENA, Otto PFERSMANN, Joseph PINI, André ROUX, Guy SCOFFONI, Jérôme TREMEAU, Droit et‬‬
‫‪- 18 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تعتبر هذه الحرية في قضاء المجلس الدستوري الفرنسي بمثابة مبدأ أساسي أقرته قوانين‬
‫الجمهورية‪ ،‬حيث تستند على الحرية الفردية التي كرسها المجلس الدستوري حتى وإن لم يكن هناك ارتباط‬
‫صريح في هذا الشأن‪ ،1‬حيث يفرق المجلس الدستوري بين اإلجراءات المقيدة لحرية التنقل والتي ال تمس‬
‫بالحرية الفردية‪ ،‬وذلك عندما تكون هناك عوائق بسيطة لممارسة حرية التنقل كما في حالة تقديم األجنبي‬
‫لجواز سفره لشرطة الحدود دون المساس بحريته في التنقل داخل التراب الفرنسي من جهة‪ ،‬واإلجراءات‬
‫التي تشل حرية التنقل بشكل كامل مثل التحقق من الهوية داخل مركز الشرطة أو وضع األجنبي في‬
‫مراكز االعتقال اإلداري من جهة أخرى‪.2‬‬
‫لكن المالحظ أنه منذ نهاية تسعينات القرن الماضي‪ ،‬ضيق المجلس الدستوري بشكل كبير من‬
‫مفهوم الحرية الفردية في شقها المتعلق بحرية التنقل حسب المفهوم الوارد في نص المادة ‪ 66‬من‬
‫الدستور‪ ،‬حيث ربطها بمفهوم الحرية الشخصية المستمدة من المادتين ‪ 2‬و‪ 4‬من إعالن حقوق اإلنسان‬
‫والمواطن لسنة ‪ ،1789‬وهو ما جاء في ق ارره رقم ‪ DC 2004-492‬المؤرخ في ‪ 13‬مارس ‪ ،2003‬والذي‬
‫قضى بموجبه بأن المشرع ملزم بضمان الموازنة بين الوقاية من الجرائم الماسة بالنظام العام والبحث عن‬
‫مرتكبي الجرائم من جهة‪ ،‬وممارسة الحريات الدستورية المضمونة‪ ،‬والتي من بينها حرية التنقل المضمونة‬
‫بموجب إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ‪ 1789‬من جهة أخرى ‪.3‬‬
‫أساسا لتحريك الرقابة الدستورية عن طريق‬
‫أيضا ضمن الحريات التي تشكل ً‬ ‫تظهر حرية التنقل ً‬
‫آلية الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬أو كما تسمى في فرنسا مسألة األولوية الدستورية التي جاء بها التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ ،42008‬وهو ما طبقه المجلس الدستوري في قضية ‪.5Mlle Danielle‬‬
‫ثانيا‪ -‬المعالجة الدستورية لحرية التنقل في بعض الدساتير العربية‪ :‬على شاكلة معظم الدساتير في‬
‫كبير من االهتمام‪ ،‬ومن‬
‫قدر ًا‬‫العالم‪ ،‬نجد بأن الدساتير العربية اعترفت بحقوق وحريات اإلنسان‪ ،‬وأولتها ًا‬
‫بين تلك الحقوق والحريات نجد حرية التنقل التي تعتبر من الحريات األساسية التي يتمتع بها األفراد‪،‬‬

‫‪libertés fondamentales, Tome 1, 6ème éd, Dalloz, Paris, 2012, p 236, « On en trouve la trace furtive dans la‬‬
‫‪Constitution du 3 septembre 1791 qui reconnait solennellement la liberté à tout homme d’aller, de rester,‬‬
‫‪de partir, sans pouvoir être arrêté ».‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-C.C, décision n°79-107 DC, 12 juillet 1979, Ponts à péage, cité par Louis FAVOREU, Loïc PHILIP, Patrick‬‬
‫‪GAÏA, Richard GHEVONTIAN, Éric OLIVA, André ROUX, Les grandes décisions du Conseil constitutionnel,‬‬
‫‪17ème, Dalloz, Paris, 2013, p 362.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Patrick GAÏA, Richard GHEVONTIAN, Éric OLIVA, André ROUX, op.cit, p 362.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Louis FAVOREU et autres, Droit constitutionnel, op.cit, p 941.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Louis FAVOREU, et autres, Droit et libertés fondamentales, op.cit, p 236.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-C.C, décision n°2010-71, QPC du 26 novembre 2010, Mlle Danielle S, JORF n° 0275, du 27 novembre 2010.‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ولهذا ال يجوز تقييد ممارستها إال في األحوال التي تحددها القوانين داخل كل دولة‪ ،‬وقد نصت الدساتير‬
‫العربية على هذه الحرية‪ ،‬وأحالت تنظيمها للنصوص التشريعية‪.1‬‬
‫بالنسبة للدساتير العربية‪ ،‬نجد بأن التجربة الدستورية المصرية تعتبر من أقدم التجارب على‬
‫الصعيد العربي‪ ،‬حيث كان لها األثر الكبير على باقي دساتير الدول العربية‪ ،‬كما نجد تجارب الدول‬
‫نظر للتشابه الكبير في الظروف السياسية والتاريخية‪،‬‬
‫المغاربية هي األقرب للدراسة والمقارنة مع الجزائر‪ً ،‬ا‬
‫لهذا سنحاول البحث في التكريس الدستوري لحرية التنقل في دساتير كل من مصر (‪ ،)1‬تونس (‪)2‬‬
‫أخير المغرب (‪.)3‬‬
‫و ًا‬
‫‪ -1‬الدستور المصري‪ :‬تناولت الدساتير المصرية المتعاقبة حرية التنقل واإلقامة إذ نصت المادة ‪ 41‬من‬
‫الدستور المصري لسنة ‪ 1971‬على حضر أي تقييد لحرية التنقل إال لضرورة التحقيق وصيانة أمن‬
‫المجتمع‪ ،2‬حيث جاء فيها‪ " :‬الحرية الشخصية حق طبيعي وهي مصونة ال تمس‪ ،‬وفيما عدا حالة‬
‫التلبس ال يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأي قيد أو منعه من التنقل إال‬
‫بأمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع‪ ،‬ويصدر هذا األمر من القاضي المختص أو‬
‫النيابة العامة‪ ،‬وذلك وفقا ألحكام القانون"‪.3‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 42‬من دستور ‪ 2012‬على‪" :‬حرية التنقل واإلقامة والهجرة مكفولة‪ .‬وال يجوز‬
‫بحال إبعاد أي مواطن عن إقليم الدولة‪ ،‬وال منعه من العودة إليه‪ .‬وال يكون منعه من مغادرة الدولة‪ ،‬وال‬
‫فرض اإلقامة الجبرية عليه إال بأمر قضائي مسبب‪ ،‬ولمدة محددة"‪.4‬‬
‫أخيرا‪ ،‬أكد الدستوري المصري الجديد لسنة ‪ 2014‬على حرية التنقل‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 62‬منه‬
‫و ً‬
‫على‪ ":‬حرية التنقل‪ ،‬واإلقامة‪ ،‬والهجرة مكفولة‪ .‬وال يجوز إبعاد أي مواطن عن إقليم الدولة‪ ،‬وال منعه‬
‫من العودة إليه‪ .‬وال يكون منعه من مغادرة إقليم الدولة‪ ،‬أو فرض اإلقامة الجبرية عليه‪ ،‬أو حظر‬
‫اإلقامة في جهة معينة عليه‪ ،‬إال بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة‪ ،‬وفي األحوال المبينة في القانون"‪.5‬‬

‫‪ -1‬سعدي محمد الخطيب‪ ،‬حقوق اإلنسان وضماناتها الدستورية في اثنتين وعشرين دولة عربية دراسة مقارنة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2011 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -2‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الحماية الدستورية للحقوق والحريات‪ ،‬دار الشروق للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -3‬دستور جمهورية مصر العربية لسنة ‪ ،1971‬جريدة رسمية العدد ‪ 36‬مكرر (أ)‪ ،‬صادرة في ‪ 12‬سبتمبر ‪( 1971‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ -4‬دستور جمهورية مصر العربية لسنة ‪ ،2012‬جريدة رسمية العدد ‪ 51‬مكرر (ب)‪ ،‬صادرة في ‪ 25‬ديسمبر ‪( 2012‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ -5‬دستور جمهورية مصر العربية المعدل لسنة ‪ ،2014‬جريدة رسمية العدد ‪ 3‬مكرر (أ)‪ ،‬صادرة في ‪ 18‬يناير ‪.2014‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وبذلك يكون المؤسس الدستوري قد منح لحرية التنقل حصانة من خالل إدراجها بالقانون‬
‫األساسي‪ ،‬وهذا ما يعتبر ضمانة قوية لهذه الحرية وحماية لها في حالة صدور قوانين عادية الحقة‬
‫تنتقص من الحماية الدستورية لهذه الحرية‪ .1‬كما أوجد المؤسس الدستوري جهة قضائية مستقلة‪ ،‬وهي‬
‫المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬وظيفتها رقابة دستورية القوانين‪ ،‬فإذا صدر قانون أو مرسوم بقانون مخالف‬
‫للنصوص الدستورية المتعلقة بحماية حرية التنقل‪ ،‬تقوم هذه المحكمة بأداء وظيفتها فتقرر عدم دستورية‬
‫هذا النص‪.2‬‬
‫‪ -2‬الدستور التونسي‪ :‬نص الدستور التونسي الصادر سنة ‪ 1959‬على الحقوق والحريات ضمن الباب‬
‫األول‪ ،‬حيث جاء في نص المادة ‪ " :5‬تضمن الجمهورية التونسية الحريات األساسية وحقو اإلنسان‬
‫في كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها‪ ،"...‬أما حرية التنقل فتم النص عليها في المادة ‪ 10‬التي جاء‬
‫فيها‪ " :‬لكل مواطن حرية التنقل داخل البالد وخارجها واختيار مقر إقامته في حدود القانون"‪ ،‬كما تنص‬
‫المادة ‪ 11‬على‪ " :‬يحجر تغريب المواطن عن تراب الوطن أو منعه من العودة إليه"‪.3‬‬
‫هناك من الفقه من يرى بأن المؤسس الدستوري من خالل دستور ‪ ،1959‬تعامل بنوع من السلبية‬
‫مع حرية التنقل‪ ،‬على اعتبار أنه لم ينص على الضمانات الالزمة والضرورية‪ ،‬بل اكتفى بإحالة هذه‬
‫المهمة على المشرع‪ ،‬بما يدل على تنازله الصريح عن تكريس هذه الضمانات‪ ،‬كما أنه قصر هذه الحرية‬
‫على المواطنين دون األجانب‪ ،‬وهو بذلك يكون قد أحال إلى االتفاقيات الدولية في مسألة إقرار وتنظيم‬
‫هذه الحرية‪.4‬‬
‫أما في ظل الدستور الحالي لسنة ‪ ،2014‬فقد نص المؤسس الدستوري على حرية التنقل في‬
‫الفصل ‪ 24‬فقرة ‪ 2‬الذي جاء فيه‪ " :‬لكل مواطن الحرية في اختيار مقر إقامته وفي التنقل داخل الوطن‬

‫‪ -1‬هاني سمير عبد الرزاق‪ ،‬حقوق اإلنسان في العمل والتنقل والمساواة بين المشروعية واالعتبارات األمنية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2016 ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪ -2‬لمزيد من التفاصيل حول دور المحكمة الدستورية العليا في مجال حماية الحقوق والحريات أنظر‪ :‬سناء خليل‪ ،‬النظام القانوني‬
‫المصري ومبادئ حقوق اإلنسان‪ ،UNDP ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ‪ 71‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون عدد ‪ 57‬لسنة ‪ ،1959‬مؤرخ في أول جوان ‪ ،1959‬في ختم دستور الجمهورية التونسية وإصداره‪ ،‬الرائد الرسمي العدد ‪،30‬‬
‫صادر في غرة جوان ‪( 1959‬ملغى)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Chaker MZOUGHI, « La constitution tunisienne et la liberté de circulation », Revue Cahiers de‬‬
‫‪Politique et de Droit, Université Kasdi Merbah, Ourgla, volume 4, n° 7, juin 2012, pp 3 et 9.‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وله الحق في مغادرته"‪ ،1‬كما ينص الفصل ‪ 25‬على‪ " :‬يحجر سحب الجنسية التونسية من أي مواطن‬
‫أو تغريبه أو تسليمه أو منعه من العودة إلى الوطن"‪.‬‬
‫يالحظ بأن النصوص المتعلقة بحرية التنقل لم تط أر عليها الكثير من التغييرات‪ ،‬حيث حافظ‬
‫المؤسس الدستوري على الخطوط العريضة لحرية التنقل كما كان ينص عليها دستور ‪ ،1959‬لكن‬
‫االختالف الطفيف يبرز في اإلحالة على المشرع العادي بخصوص تنظيم حرية التنقل‪ ،‬حيث ارتأى‬
‫المؤسس الدستوري أن ينص عليها بشكل مجمل لكل الحقوق والحريات‪ ،‬وذلك من خالل الفصل ‪،49‬‬
‫والحريات المضمونة بهذا الدستور‬ ‫التي جاء فيه‪ " :‬يحدد القانون الضوابط المتعلقة بالحقو‬
‫وممارستها بما ال ينال من جوهرها‪ .‬وال توضع هذه الضوابط إال لضرورة تقتضيها دولة مدنية ديمقراطية‬
‫الغير‪ ،‬أو لمقتضيات األمن العام‪ ،‬أو الدفاع الوطني‪ ،‬أو الصحة العامة‪ ،‬أو‬ ‫وبهدف حماية حقو‬
‫اآلداب العامة‪ ،‬وذلك مع احترام التناسب بين هذه الضوابط وموجباتها‪ .‬وتتكفل الهيئات القضائية‬
‫بحماية الحقو والحريات من أي انتهاك"‪.2‬‬
‫‪ -3‬الدستور المغربي‪ :‬اعترف المؤسس الدستوري المغربي بحرية التنقل منذ صدور دستور سنة ‪،31962‬‬
‫حيث جاء في الفصل ‪ 9‬منه‪ " :‬يضمن الدستور لجميع المواطنين‪ - :‬حرية التجول وحرية االستقرار‬
‫بجميع أرجاء المملكة‪."...‬‬
‫حافظت دساتير ‪ 61992 ،51972 ،41970‬و‪ 71996‬على الصياغة نفسها للمادة التاسعة في‬
‫خصوص حرية التنقل التي أسماها المؤسس الدستوري حرية التجوال‪ ،‬أما الدستور المغربي الجديد لسنة‬

‫‪ -1‬دستور الجمهورية التونسية لسنة ‪ ،2014‬الرائد الرسمي للجمهورية التونسية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬السنة ‪ ،157‬صادر في ‪ 10‬فيفري‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 49‬من دستور الجمهورية التونسية لسنة ‪ ،2014‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬دستور المملكة المغربية‪ 7 ،‬دجنبر ‪ ،1962‬صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪ 14‬دجنبر ‪ ،1952‬ج ر عدد‬
‫‪ 2616‬مكرر‪ ،‬صادرة في ‪ 19‬دجنبر ‪( .1962‬ملغى)‬
‫‪ -4‬دستور المملكة المغربية‪ 24 ،‬جويلية ‪ ،1970‬صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‪ ،1.70.177 :‬صادر بتاريخ ‪ 31‬يوليوز‬
‫‪ ،1970‬ج ر عدد ‪ 3013‬مكرر‪ ،‬صادرة في الفاتح غشت ‪( .1970‬ملغى)‬
‫‪ -5‬دستور المملكة المغربية‪ ،‬لفاتح مارس ‪ ،1972‬صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‪ ،1.72.061 :‬صادر بتاريخ ‪ 10‬مارس‬
‫‪ ،1972‬ج ر عدد ‪ ،3098‬صادرة في ‪ 15‬مارس ‪( .1972‬ملغى)‬
‫‪ -6‬دستور المملكة المغربية‪ 4 ،‬سبتمبر ‪ ،1992‬صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‪ ،1.92.155 :‬صادر بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر‬
‫‪ ،1992‬ج ر عدد ‪ ،4172‬صادرة في ‪ 14‬أكتوبر ‪( .1992‬ملغى)‬
‫‪ -7‬دستور المملكة المغربية‪ 13 ،‬سبتمبر ‪ ،1996‬صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‪ ،1.96.157 :‬صادر بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر‬
‫‪ ،1996‬ج ر عدد ‪ ،4420‬صادرة في ‪ 26‬أكتوبر ‪( .1996‬ملغى)‬
‫‪- 22 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ ،2011‬فقد نص في الفصل ‪ 24‬فقرة ‪ 04‬على‪ " :‬حرية التنقل عبر التراب الوطني واالستقرار فيه‪،‬‬
‫والخروج منه‪ ،‬والعودة إليه مضمونة للجميع وفق القانون"‪.1‬‬
‫ما يالحظ أن المؤسس الدستوري تراجع عن الصياغة السابقة التي كان يستعمل فيها تعبير "حرية‬
‫التجوال" إلى االستعمال الصريح لتعبير "حرية التنقل"‪ ،‬كما أنه وسع من مجال تطبيق هذه الحرية إلى‬
‫جدا لألفراد في ممارسة هذه‬
‫األجانب ولم يقصره على المواطنين فقط‪ ،‬وهذا ما يشكل ضمانة مهمة ً‬
‫الحرية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬المعالجة الدستورية لحرية التنقل في ظل أحكام الدستور الجزائري‪ :‬تدرج االعتراف الدستوري‪:‬‬
‫عرفت الجزائر عبر تاريخها السياسي تطبيق العديد من الدساتير‪ ،‬عبرت عن التوجه السياسي‬
‫وااليديولوجي للدولة‪ ،‬حيث شهد الدستور الجزائري عدة تحوالت عبر مختلف المراحل من تاريخ الجزائر‪،‬‬
‫فقد استدعت الضرورة القيام بتعديالت بغرض مسايرة األوضاع الداخلية والخارجية‪ ،‬ولو عدنا لمختلف‬
‫التعديالت الدستورية التي عرفها الدستور الجزائري سنجدها مرتبطة بمواجهة األزمات السياسية التي‬
‫واجهتها الجزائر‪.2‬‬
‫يمكن تصنيف ستة دساتير كبرى للجزائر هي‪ :‬دستور ‪2016 ،1996 ،1989 ،1976 ،1963‬‬
‫أحكاما متعلقة بالحقوق والحريات العامة‪ ،‬حيث عرفت حرية‬
‫ً‬ ‫أخير دستور ‪ ،32020‬وقد تضمنت جميعها‬
‫و ًا‬
‫نوعا من التدرج في االعتراف الدستوري بها من ناحية المضمون والضمانات‪ ،‬في هذا اإلطار غاب‬
‫التنقل ً‬
‫مرور باالعتراف الناقص بها ضمن دستور ‪،)2( 1976‬‬
‫النص على هذه الحرية في دستور ‪ً ،)1( 1963‬ا‬
‫أخير تدعيم االعتراف الكامل بها من خالل‬
‫إلى االعتراف الكامل بها بموجب دستور ‪ ،)3( 1989‬و ًا‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪.)4( 2016‬‬

‫‪ -1‬دستور المملكة المغربية لفاتح جويلية ‪ ،2011‬صادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‪ ،1.11.91 :‬صادر بتاريخ ‪ 29‬يوليو‬
‫‪ ،2011‬ج ر عدد ‪ 5964‬مكرر‪ ،‬صادرة في ‪ 30‬يوليو ‪.2011‬‬
‫‪ -2‬محمد قاضي كيبور‪ " ،‬من ‪ 1963‬إلى ‪ 2013‬تعديالت أملتها األزمات الوطنية"‪ ،‬مقال منشور بجريدة الحوار‪ 11 ،‬جانفي‬
‫‪ ،2016‬تاريخ وزمن التصفح‪ 10 :‬ديسمبر ‪ ،2020‬الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪http://www.elhiwardz.com/contribution/36638/‬‬
‫‪ -3‬يعتبر المجلس الدستوري أن التعديالت الدستورية لسنتي ‪ 2016‬و‪ 2020‬ال ترقى إلى اعتبارها دساتير جديدة‪ ،‬حيث صنفها ضمن‬
‫تعديالت دستور ‪ ،1996‬أنظر الموقع الرسمي للمجلس الدستوري الجزائري‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 10 :‬ديسمبر ‪ ،2020‬الساعة‬
‫‪.22:00‬‬
‫‪http://www.conseil-constitutionnel.dz/index.php/ar/2017-03-26-08-51-32/2018-01-20-08-35-00‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬دستور ‪ :1963‬الغياب الصريح لدسترة حرية التنقل‪ :‬نص دستور ‪ 1963‬على جملة من الحقوق‬
‫والحريات تحت عنوان " الحقو األساسية" في المواد من ‪ 12‬إلى ‪ ،122‬ما يالحظ من خالل هذه المواد‬
‫غياب النص الصريح على حرية التنقل‪ ،‬إذ لم ينص عليها المؤسس الدستوري ضمن الحقوق والحريات‬
‫الواردة بالوثيقة الدستورية‪ ،‬لكن يمكن االستدالل على االعتراف الضمني بهذه الحرية من خالل ربطها‬
‫بالحرية الفردية‪ ،‬إذ يتمتع الفرد بحقه في األمن الشخصي وحمايته من كل أشكال االعتقال التعسفي‪ ،‬حيث‬
‫جاء في المادة ‪ 15‬من دستور ‪ " :1963‬ال يمكن ايقاف أي شخص وال متابعته إال في األحوال‬
‫المنصوص عليها في القانون وأمام القضاة المعينين بمقتضاه وطبقا لإلجراءات المقررة بموجبه"‪.‬‬
‫وهو ما يتوافق مع التفسير الواسع الذي تبناه المجلس الدستوري الفرنسي لمفهوم الحرية الفردية‪ ،‬إذ‬
‫في المرحلة األولى وسع من مفهوم الحرية الفردية لتشمل زيادة على الحق في األمن الشخصي بما‬
‫يتضمنه من الحق في الحماية من التوقيف واالعتقال خارج الحاالت المحددة في القانون‪ ،‬حرية التنقل‪،‬‬
‫حرمة المسكن‪ ،‬والحق في احترام الحياة الخاصة‪ .‬هذا المفهوم الواسع يسمح بالتأكيد بمنح الحماية‬
‫الدستورية للحقوق والحريات التي لم ينص عليها الدستور بشكل صريح‪ .‬ومع ذلك فهذا المفهوم الواسع له‬
‫بعض المساوئ‪ ،‬فمجال اختصاص القاضي العادي سيعرف توس ًعا باعتباره حامي الحرية الفردية‪ ،‬مما قد‬
‫ينتج عنه زيادة التعقيدات على مستوى توزيع االختصاص بين القضاء العادي والقضاء اإلداري‪ ،‬ومن‬
‫أجل تقليص هذا التوسع في اختصاص القاضي العادي لجأ المجلس الدستوري إلى استعمال مفهوم الحرية‬
‫الشخصية عوض الحرية الفردية من أجل الحفاظ على اختصاص القاضي اإلداري‪.2‬‬
‫‪ -2‬دستور ‪ :1976‬االعتراف الدستوري الناقص بحرية التنقل‪ :‬اعترف المؤسس الدستوري ألول مرة‬
‫بحرية التنقل‪ ،‬وذلك ضمن الفصل الرابع الموسوم ب‪ " :‬الحريات األساسية وحقو اإلنسان والمواطن"‪،‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 57‬فقرة ‪ 01‬من دستور ‪ 1976‬على‪ " :‬لكل مواطن يتمتع بكامل حقوقه المدنية‬
‫والسياسية‪ ،‬حق التنقل بكل حرية في أي ناحية من التراب الوطني"‪.3‬‬

‫‪ -1‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،1963‬منشور باللغة العربية على الموقع الرسمي لمجلس األمة‪ ،‬تاريخ‬
‫وزمن التصفح‪ 10 :‬ديسمبر ‪ ،2020‬الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪http://www.majliselouma.dz/index.php/ar/2016-07-19-12-56-20/2016-07-19-13-25-03/1018-1963‬‬
‫‪Constitution de la République Algérienne Démocratique et Populaire, JORA n° 64, du 10 septembre 1963.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Louis FAVOREU et autres, Droit constitutionnel, op.cit, p 942.‬‬
‫سنعود الحقًا لدراسة مفهوم الحرية الفردية‪ ،‬وذلك في الباب الثاني من هذه األطروحة‪.‬‬
‫‪ -3‬أمر رقم ‪ ،97-76‬مؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،1976‬يتضمن إصدار دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،94‬صادرة في ‪ 24‬نوفمبر ‪( .1976‬ملغى)‬
‫‪- 24 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يالحظ أن المؤسس الدستوري نص على الصورة األولى من مكونات حرية التنقل‪ ،‬وهي حرية‬
‫الحركة داخل التراب الوطني‪ ،‬وهذه الصورة من أهم مكونات حرية التنقل‪ ،‬وهي المنطلق لممارسة غيرها‬
‫من صور حرية التنقل األخرى‪.‬‬
‫أيضا بأن المؤسس الدستوري أغفل النص على الحق في اإلقامة داخل التراب‬
‫كما يالحظ ً‬
‫الوطني‪ ،‬فهي الصورة الثانية التي تتجسد من خاللها حرية التنقل‪ ،‬فهذه األخيرة قد تكون بهدف ممارسة‬
‫الشخص لشؤونه المعيشية مثل‪ :‬التجارة‪ ،‬العمل والدراسة‪ ،‬كما قد يكون الهدف من ذلك هو تغيير مقر‬
‫اإلقامة من مكان إلى آخر‪.‬‬
‫نص المؤسس الدستوري في المادة ‪ 57‬المذكورة أعاله‪ ،‬على حرية التنقل بالنسبة للمواطنين فقط‪،‬‬
‫ويظهر ذلك من خالل اشتراط التمتع بالحقوق المدنية والسياسية من أجل ممارسة هذه الحرية‪ ،‬فهل هذا‬
‫يعني أن ممارسة حرية التنقل مقصورة على المواطن فقط دون األجنبي؟ على عكس بعض الدساتير‬
‫العربية مثل الدستور الكويتي لسنة ‪ ،1962‬حيث استعمل المؤسس الدستوري مصطلح "اإلنسان"‪ ،‬وهو ما‬
‫يجعله متوافًقا مع االتفاقيات والمواثيق الدولية المختلفة‪.1‬‬
‫نص المؤسس الدستوري على حق األجنبي في ممارسة حرية التنقل بشكل ضمني‪ ،‬وذلك ما‬
‫يمكن استنتاجه من نص المادة ‪ 68‬من دستور ‪ 1976‬التي جاء فيها‪ " :‬يحظى كل أجنبي يقيم بصفة‬
‫قانونية على التراب الوطني‪ ،‬بالحماية المخولة لألفراد واألموال‪ ،‬طبقا للقانون ومراعاة لتقاليد الشعب‬
‫الجزائري في الضيافة"‪ ،‬وهو ما يعني أن المؤسس الدستوري منح األجانب الموجودين في وضعية قانونية‬
‫داخل التراب الوطني الحماية المخولة لألفراد واألموال‪ ،‬والتي من ضمنها حماية حريتهم في التنقل في‬
‫إطار احترام القوانين الوطنية‪.‬‬
‫وسع المؤسس الدستوري من نطاق ممارسة حرية التنقل‪ ،‬وذلك من خالل النص على الصورة‬
‫الثالثة من صور هذه الحرية وهي حق السفر إلى الخارج‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 57‬فقرة ‪ " :2‬حق‬
‫الخروج من التراب الوطني مضمون في نطا القانون"‪ ،‬لكن في المقابل‪ ،‬يالحظ أن المؤسس الدستوري‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 31‬من الدستور الكويتي لسنة ‪ ،1962‬تنص على‪ " :‬ال يجوز القبض على إنسان أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته‬
‫أو تقييد حريته في اإلقامة والتنقل إال وفق أحكام القانون"‪ ،‬منشور على الموقع الرسمي لمجلس األمة الكويتي‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪:‬‬
‫‪ 10‬ديسمبر ‪ ،2020‬الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪http://www.kna.kw/clt-html5/run.asp?id=2024‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أغفل النص على حق الدخول إلى التراب الوطني‪ ،‬فالنص على حق الخروج من التراب الوطني يستلزم‬
‫بالضرورة االعتراف لكل مواطن بالحق في العودة إلى وطنه‪.‬‬
‫يرى أحد الباحثين بأن هذا التوجه من المؤسس الدستوري يمكن تفسيره على أساس أن هناك‬
‫بعض الفئات قد تم تقيد حقها في الدخول إلى التراب الوطني بسبب المشاركة في أعمال معادية لثورة‬
‫نوفمبر مثل فئة "الحركى"‪ ،‬أما بالنسبة للخروج من التراب الوطني‪ ،‬فقد عرف المواطن الجزائري في تلك‬
‫نوعا من التضييق على حقه في السفر إلى الخارج‪ ،‬حيث كان مطلوب عليه الحصول على‬
‫المرحلة ً‬
‫ترخيص من السلطة اإلدارية في حاالت محددة‪.1‬‬
‫رغم القفزة الكبيرة التي كرسها المؤسس الدستوري من خالل االعتراف بحرية التنقل باعتبارها حرية‬
‫ناقصا‪ ،‬فلم يشمل جميع مكونات هذه الحرية‬
‫أساسية لصيقة بشخصية اإلنسان‪ ،‬فإن هذا االعتراف جاء ً‬
‫وهو ما حاول دستور ‪ 1989‬تداركه‪.‬‬
‫منعرجا بارًاز في‬
‫ً‬
‫‪2‬‬
‫‪ -3‬دستور ‪ -1989‬االعتراف الدستوري الكامل بحرية التنقل‪ :‬يعتبر دستور ‪1989‬‬
‫معبر عن القطيعة مع نهج التسيير االشتراكي للدولة‪ ،‬وهيمنة‬
‫تاريخ النظام السياسي الجزائري‪ ،‬فقد جاء ًا‬
‫مناسبا‬
‫ً‬ ‫إطار‬
‫الحزب الواحد على الحياة السياسية‪ ،‬إذ تم إقرار التعددية الحزبية ألول مرة‪ ،‬وهو ما شكل ًا‬
‫لتوسيع دائرة الحقوق والحريات العامة الالزمة لالنخراط في دائرة الحياة السياسية الجديدة‪ ،‬وما تستلزمه من‬
‫توسيع ضمانات ممارسة جميع الحريات الفردية والجماعية مثل حرية االجتماع‪ ،‬الحق النقابي‪ ،‬الحق في‬
‫اإلضراب وغيرها‪.‬‬
‫خصص المؤسس الدستوري الفصل الرابع للحقوق والحريات‪ ،‬وقد نص على حرية التنقل بموجب‬
‫المادة ‪ 41‬فقرة ‪ 01‬التي جاء فيها‪ " :‬يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬أن يختار‬
‫بحرية موطن إقامته‪ ،‬وأن يتنقل عبر التراب الوطني"‪.‬‬
‫يالحظ أن المؤسس الدستوري وسع من مجال ممارسة حرية التنقل‪ ،‬وذلك من خالل إدراجه لحق‬
‫غائبا في دستور سنة ‪.1976‬‬
‫اختيار موطن اإلقامة كصورة من صور ممارسة حرية التنقل‪ ،‬وهو ما كان ً‬

‫‪ -1‬صالح دجال‪ ،‬حماية الحريات ودولة القانون‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،1‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -2‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،18-89‬مؤرخ في ‪ 28‬فبراير ‪ ،1989‬يتعلق بنشر نص تعديل الدستور الموافق عليه في استفتاء ‪ 23‬فبراير‬
‫‪ ،1989‬ج ر العدد ‪ ،09‬صادرة في أول مارس ‪( .1989‬ملغى)‬
‫‪- 26 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كما تدارك المؤسس الدستوري إغفال دستور ‪ 1976‬النص على حق رجوع المواطن إلى دولته‪ ،‬حيث جاء‬
‫في المادة ‪ 41‬فقرة ‪ " :02‬حق الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه مضمون"‪.‬‬
‫االستنتاج الذي يمكن قوله أن الدستور الجزائري لسنة ‪ 1989‬وصل بحرية التنقل إلى أقصى‬
‫حدودها‪ ،‬حيث نص على ضمان ممارسة حرية التنقل بجميع صورها‪ ،‬وهو ما من شأنه أن ينعكس‬
‫باإليجاب على ممارسة باقي الحقوق والحريات األخرى‪ً ،‬ا‬
‫نظر الرتباط هذه األخيرة الكبير بحرية التنقل‪.‬‬
‫محصور في فئة المواطنين دون األجانب‪ ،‬حيث واصل المؤسس‬ ‫ًا‬ ‫غير أن نطاق ممارسة حرية التنقل بقي‬

‫الدستوري تكريس مصطلح " المواطن" ً‬


‫بدال من مصطلح " اإلنسان" أو " الفرد"‪.‬‬
‫نشير إلى أنه بالنسبة لدستور ‪ ،11996‬فقد نص على حرية التنقل ضمن المادة ‪ 44‬منه‪ ،‬والتي‬
‫جاءت بالصياغة نفسها التي كانت عليها المادة ‪ 41‬من دستور ‪.1989‬‬
‫‪ -4‬تدعيم االعتراف الكامل بحرية التنقل بموجب التعديل الدستوري لسنة ‪ :2016‬بموجب التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ 22016‬أعاد المؤسس الدستوري النص على حرية التنقل وذلك ضمن الفصل الرابع‪،‬‬
‫حيث جاءت الفقرتين األولى والثانية من نص المادة ‪ 55‬بالصياغة نفسها التي كانت موجودة في دستور‬
‫‪ 1989‬وكذا في دستور ‪ ،1996‬لكن الجديد الذي جاء به هذا التعديل هو النص صراحة على السلطة‬
‫المختصة بفرض القيود على ممارسة حرية التنقل‪ ،‬إذ تم اسناد هذا االختصاص للسلطة القضائية بشكل‬
‫حصري‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 55‬فقرة ‪ 3‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬على‪ " :‬ال يمكن األمر بأي تقييد‬
‫لهذه الحقو إال لمدة محددة وبموجب قرار مبرر من السلطة القضائية"‪.3‬‬
‫يفهم من هذا النص أن حرية التنقل بمختلف مكوناتها وصورها سواء حق اختيار مكان اإلقامة أو‬
‫التنقل داخل التراب الوطني أو السفر إلى الخارج والرجوع إلى التراب الوطني‪ ،‬ال يمكن أن يفرض عليها‬
‫أي نوع من أنواع القيود إال لمدة محددة‪ ،‬وبموجب قرار مبرر من طرف السلطة القضائية حسب األحوال‬
‫التي ينص عليها القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،438-96‬مؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،1996‬يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء ‪28‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1996‬ج ر العدد ‪ ،76‬صادرة في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،1996‬معدل بموجب القانون رقم ‪ ،03-02‬مؤرخ في ‪ 10‬أبريل ‪،2002‬‬
‫يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،25‬صادرة في ‪ 14‬أبريل ‪ ،2002‬معدل بالقانون رقم ‪ ،19-08‬مؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪،2008‬‬
‫يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،63‬صادرة في ‪ 16‬نوفمبر ‪.2008‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ ،01-16‬مؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ ،2016‬يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،14‬صادرة في ‪ 7‬مارس ‪.2016‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 55‬فقرة ‪ 03‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تشكل هذه اإلضافة ضمانة فعالة في حماية حرية التنقل‪ ،‬حيث تكون مدة أي إجراء مقيد لهذه‬
‫الحرية معروفة ومحددة بموجب النصوص القانونية‪ ،‬مما يقصي بشكل مبدئي التحكم والتعسف الذي‬
‫تمارسه اإلدارة في استخدام إجراءات المنع من السفر وتحديد اإلقامة لمدة غير محددة‪ ،‬كما أن ممارسة‬
‫سلطة تقييد حرية التنقل تكون تحت إشراف السلطة القضائية‪ ،‬أي أثناء مراحل التقاضي أمام الجهات‬
‫القضائية المختصة‪ ،‬األمر الذي يعني عدم اختصاص السلطة اإلدارية في فرض أي نوع من اإلجراءات‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬وهذا يدل على المكانة الكبيرة التي تحتلها هذه الحرية ضمن منظومة الحقوق‬
‫والحريات‪ ،‬ووصولها إلى هذه الدرجة من الحماية الدستورية‪.‬‬
‫لم يحمل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أي جديد بخصوص حماية حرية التنقل‪ ،‬حيث أعاد‬
‫المؤسس الدستوري الصياغة نفسها التي استعملها ضمن التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬سواء من حيث‬
‫النص على الصور التي تشكل المرتكزات األساسية لحرية التنقل‪ ،‬أو من ناحية تكريس ضمانة‬
‫االختصاص الحصري للسلطة القضائية في تقييد ممارسة حرية التنقل‪.1‬‬
‫األمر الالفت للنظر في هذا المطاف أن القاضي اإلداري في غالب األحيان ال يعتمد الدستور‬
‫كأساس معياري لمراقبة ق اررات السلطات اإلدارية‪ ،‬حيث يكتفي باإلشارة الرمزية للنصوص الدستورية ًا‬
‫مبرر‬
‫ذلك بما يسميه الفقه الفرنسي "‪ ،"La loi écran‬أي نظرية القانون الحاجب بمعنى أن وجود القانون العادي‬
‫كأساس للعمل اإلداري يحجب األحكام الدستورية‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة غير قابلة للتطبيق أمام القاضي‪،‬‬
‫وأن دورها ينحصر في تنظيم العالقات بين السلطات العمومية‪ ،‬وهذا ما يجعل من القواعد التشريعية هي‬
‫األساس المعياري الذي يعتمد عليه القاضي اإلداري في الغالب‪.2‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 49‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،442-20‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2020‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري‪ ،‬المصادق‬
‫عليه في استفتاء أول نوفمبر سنة ‪ ،2020‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،82‬صادرة في‬
‫‪ 30‬ديسمبر ‪.2020‬‬
‫‪ -2‬عبد اللطيف الهاللي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.73‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النصوص التشريعية‬


‫لضمان حقوق وحريات األفراد ال يكفي االعتراف بها ضمن النصوص الدستورية‪ ،‬بل يجب أن‬
‫تكملها التشريعات التي تتولى وضع القواعد التنفيذية للنصوص الدستورية المقررة للحق أو الحرية‪ ،‬حيث‬
‫نجد أن الكثير من الدول تنص في دساتيرها على مجموعة من الحقوق والحريات العامة‪ ،‬لكن تبقى هذه‬
‫األخيرة مجرد مبادئ عامة‪ ،‬األمر الذي يتطلب تدخل المشرع من أجل تجسيد هذا اإلقرار الدستوري بكفالة‬
‫الحقوق والحريات‪ ،‬دون أن يخرج عن مضمون النصوص الدستورية‪ ،‬ألنه إذا كرس الدستور حرية ما ثم‬
‫قانونا يقيد من ممارسة تلك الحرية نكون أمام قانون تحوم حوله شبهة عدم الدستورية‪ .‬كما‬
‫يصدر المشرع ً‬
‫أن اإلشكال يطرح عندما يكرس الدستور حرية معينة‪ ،‬ويحيل للمشرع تنظيم ممارستها‪ ،‬حيث إذا ما خرج‬
‫المشرع عن الحدود التي رسمها المؤسس الدستوري بأن يضع قيود تحول دون التمتع بممارسة الحرية أو‬
‫جعل ممارستها صعبة على المواطن‪ ،‬األمر الذي يجعل الدستور في النهاية مجرد نص شكلي ال يعطي‬
‫أي ضمانات لممارسة الحقوق والحريات العامة‪.1‬‬
‫على هذا األساس‪ ،‬يعتبر التشريع المرجعية األساسية الثانية والممتازة للقاضي اإلداري _بعد‬
‫النصوص الدستورية_ لحماية الحقوق والحريات العامة‪ ،‬الهدف منه تكريس الضمانات المنصوص عليها‬
‫في الدساتير‪ ،‬ورغم أن اخصاص المشرع محصور بمجاالت محددة‪ ،‬فإن مجال الحقوق والحريات العامة‬
‫دائما من المجاالت المحجوزة للبرلمان‪.2‬‬
‫يبقى ً‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬انتهج المؤسس الدستوري الجزائري طريقة اإلحالة على المشرع العادي بالنسبة‬
‫لالختصاص في تنظيم الحقوق والحريات العامة المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية (أوال)‪ ،‬لكن‬
‫المالحظة األساسية في هذا الشأن أن المشرع العادي لم يخصص قانون قائم بذاته لتنظيم ممارسة حرية‬
‫التنقل بل تولى تنظيمها ضمن مجموعة متفرقة من القوانين (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الحاجة إلى تدخل المشرع من أجل تنظيم حرية التنقل‪ :‬تضع النصوص الدستورية عادة المبادئ‬
‫واألحكام العامة الخاصة بممارسة الحقوق والحريات العامة‪ ،‬حيث تبقى هذه األحكام مجرد تصورات‬
‫تحتاج لوجود نصوص تفصيلية تجعلها قابلة للممارسة العملية‪ ،‬هذه الطريقة انتهجها المؤسس الدستوري‬

‫‪ -1‬سعاد حافظي‪ ،‬التنظيم الدستوري والقانوني للحقوق والحريات األـساسية في الجزائر وآليات كفالتها‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ص ‪.18-17‬‬
‫‪ -2‬عبد اللطيف الهاللي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.73‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ونظر لألهمية‬
‫ًا‬ ‫الجزائري من خالل تكريس اختصاص المشرع في تنظيم الحقوق والحريات العامة (‪،)1‬‬
‫اختصاصا أصيالً للمشرع (‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫الكبيرة لمنظومة الحقوق والحريات العامة فقد جعلها المؤسس الدستوري‬
‫‪ -1‬التكريس الدستوري الختصاص المشرع في تنظيم حرية التنقل‪ :‬األصل أن يكون النص على‬
‫الحريات العامة في الدستور‪ ،‬فهو المكان الطبيعي لها‪ ،‬إال أن االعتبارات العملية والقانونية قد تحول بأن‬
‫تشمل نصوص الدستور مختلف الجزئيات والتفاصيل المرتبطة بتنظيم الحريات العامة‪ ،‬لذلك تعهد‬
‫مصدر‬
‫ًا‬ ‫الدساتير للمشرع العادي بهذه المهمة‪ ،‬فإلى جانب النصوص الدستورية تشكل النصوص التشريعية‬
‫ودعامة للحقوق والحريات العامة‪.1‬‬
‫أحال المؤسس الدستوري الجزائري على المشرع مسألة تنظيم الحقوق والحريات المضمونة بموجب‬
‫الدستور‪ ،‬سواء بواسطة قوانين عضوية أو عادية‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 139‬من الدستور‪ " :‬يشرع‬
‫البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور‪ ،‬وكذلك في المجاالت اآلتية‪:‬‬
‫األشخاص وواجباهم األساسية‪ ،‬ال سيما نظام الحريات العمومية‪ ،‬وحماية الحريات‬ ‫‪ -)1‬حقو‬
‫الفردية‪ ،‬وواجبات المواطنين‪.2"...‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فقد تولى المشرع تنظيم ممارسة الحقوق والحريات العامة الواردة في الدستور مثل‪:‬‬
‫ً‬
‫الحق في الجنسية‪ ،‬حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية‪ ،‬حرية االستثمار والتجارة‪ ،‬حرية االبتكار‬
‫الفكري والفني والعلمي‪ ،‬الحق في حرمة الحياة الخاصة‪ ،‬الحق في السكن‪ ،‬حرية التظاهر‪ ،‬حرية‬
‫الصحافة‪ ،‬حرية إنشاء األحزاب السياسية‪ ،‬الحق في األمن الشخصي‪ ،‬الحق في الترشح واالنتخاب‪ ،‬الحق‬
‫في المساواة في تقلد الوظائف العامة‪ ،‬الحق في التعليم‪ ،‬الحق في العمل والحق في اإلضراب‪.‬‬
‫ال شك أن هناك حقوق وحريات قد تتعرض أكثر من غيرها للمنع والحضر‪ ،‬ومن أبرز هذه‬
‫الحريات نجد حرية التنقل واإلقامة والسفر‪ ،‬لذا يلجأ المشرع إلى إصدار تشريعات تحدد بدقة صالحيات‬
‫سلطات الضبط في مجال منع وتقييد هذه الحرية‪ ،3‬لكن المالحظ أن المادة ‪ 49‬من الدستور الجزائري‬
‫جاءت خالية من أية إشارة لإلحالة التشريعية من أجل تنظيم هذه الحرية‪ ،‬على عكس ما كانت تنص عليه‬

‫‪1‬‬
‫‪-Stéphanie HENNETTE-VAUCHEZ, Diane BOMAN, Droit de l’Homme et liberté fondamentales,‬‬
‫‪2ème éd, Dalloz-HyperCours, Paris, 2015, pp 201-202.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 140‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أحمد بن علي‪ ،‬مرفق األمن بين النظام العام والحريات العامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف‬
‫بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المادة ‪ 57‬من دستور ‪ ،1976‬التي جاء فيها‪ " :‬حق الخروج من التراب الوطني مضمون في نطا‬
‫القانون"‪ ،1‬فنجد بأن المؤسس الدستوري نص صراحة على هذه اإلحالة‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ االختصاص األصيل للمشرع في تنظيم ممارسة حرية التنقل‪ :‬يقتضي النظام القانوني للحريات‬
‫العامة التزام السلطات العمومية بعدم التعرض للحقوق والحريات سواء من طرف السلطة التشريعية‪،‬‬
‫التنفيذية أو القضائية‪ ،‬بالمنع أو الحذف‪ ،‬ألن هذا النظام القانوني فوق هذه السلطات وسابق على‬
‫وجودها‪ ،‬وعندما تتدخل السلطات العمومية في مواجهة النظام القانوني للحريات العامة‪ ،‬يجب أن يكون‬
‫الهدف المخصص لهذا التدخل هو تنظيم كيفية ممارسة الحريات العامة‪.2‬‬
‫إن السلطة التشريعية هي الجهة المختصة بتهيئة الحريات العامة عن طريق اخضاعها إلحدى‬
‫األنظمة‪ ،‬سواء النظام القمعي أو الوقائي أو المختلط‪ ،‬وتقوم السلطات اإلدارية بتنفيذ ما جاءت به السلطة‬
‫التشريعية في هذه األنظمة‪ ،‬حيث تواجه بها المواطن في حالة ممارسة حقوقه وحرياته‪ ،‬عن طريق إلزامه‬
‫برخصة أو تصريح‪ ،‬وكل ذلك بهدف تحقيق وحماية النظام العام‪ ،‬حيث يمثل هذا األخير اإلطار المقيد‬
‫للحريات العامة‪.3‬‬
‫خاضعا للرقابة‪ ،‬حيث يعرف هذا الدور بعض الحدود‪ ،‬إذ‬
‫ً‬ ‫إن تدخل المشرع في هذا المجال يبقى‬
‫أن مجال التشريع محدد من طرف الدستور‪ ،‬ويحمي المجلس الدستوري _عن طريق الرقابة الدستورية_‬
‫هذا التحديد الدقيق لمجال التشريع‪ ،‬حتى يتوافق هذا األخير مع الدستور أو بمعنى أكثر شموًال مع مجمل‬
‫الكتلة الدستورية‪ ،‬وهذا ما يسمح بأن ال يتجاوز المشرع حدود اختصاصاه المحددة في النصوص‬
‫خصوصا تلك المتعلقة بالحقوق والحريات األساسية‪ ،‬فالتشريع تعبير عن اإلرادة العامة لكن‬
‫ً‬ ‫الدستورية‪،‬‬
‫ذلك يكون ضمن احترام الدستور‪.4‬‬
‫تظهر سلطة المشرع في تنظيم الحقوق والحريات العامة بشكل غير مطلق‪ ،‬على اعتبار أن أغلب‬
‫كاشفا لحقوق‬
‫ً‬ ‫الحقوق والحريات العامة هي حقوق طبيعية وجدت مع اإلنسان‪ ،‬وما تنظيم المشرع لها إال‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 57‬فقرة ‪ 02‬من الدستور الجزائري لسنة ‪ ،1976‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مريم عروس‪ ،‬النظام القانوني للحريات العامة في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع اإلدارة والمالية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -3‬سكينة عزوز‪ ،‬الحريات العامة في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Henri OBERDORFF, Droit de l’Homme et liberté fondamentales, 2‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪éd, L.G.D.J, Paris, édition‬‬
‫‪Alpha, Beyrouth, 2010, p 153.‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أصلية‪ ،‬ولذلك نصت مختلف المواثيق وإعالنات حقوق اإلنسان على جعل الحرية هي األصل‪ ،‬وأوكلت‬
‫للمشرع سلطة تنظيمها‪.1‬‬
‫وذلك على اعتبار أن الحرية التي ال ضابط لها هي فوضى وعدوان على أمن المجتمع ونظامه‬
‫العام‪ ،‬حيث تكون المشكلة في إطار هذا الموضوع عندما يمارس المشرع اختصاصه في وضع النصوص‬
‫التشريعية المجسدة إلرادة السلطة التأسيسية للدستور والمكملة للنصوص الدستورية‪ ،‬فإذا أقر الدستور حرية‬
‫يعا يقيد من ممارسة الحرية فنكون أمام قانون غير مطابق للدستور الذي يعلوه‬
‫ما ثم أصدر المشرع تشر ً‬
‫في المرتبة‪ ،‬كما تظهر اإلشكالية عندما ينص الدستور على حق أو حرية عامة‪ ،‬ويعطي للمشرع السلطة‬
‫التقديرية لتنظيم ممارسة تلك الحقوق والحريات‪.2‬‬
‫فإذا فرض المؤسس الدستوري على المشرع جملة من القيود في تنظيمه للحرية‪ ،‬فإنه يجب مراعاة‬
‫تلك القيود وإال اعتبر القانون غير مطابق للدستور‪ ،‬وإذا لم يفرض الدستور أي نوع من القيود على‬
‫المشرع‪ ،‬فإن هذا األخير ال يتقيد سوى بمبدأ قانوني مفاده أال يلغي النص التشريعي أو يسلب الحرية‬
‫بموجب سلطته التقديرية‪.3‬‬
‫ثانيا‪ -‬التنظيم التشريعي لحرية التنقل‪ :‬ال يوجد قانون خاص ينظم ممارسة حرية التنقل بشكل مستقل‬
‫على شاكلة القوانين المنظمة للعديد من الحريات مثل‪ :‬حرية اإلعالم والصحافة‪ ،‬حرية تشكيل األحزاب‬
‫السياسية‪ ،‬حرية تكوين الجمعيات‪ ،‬الحق في التظاهر السلمي‪ .‬حيث جاءت معالجة المشرع لهذه الحرية‬
‫من خالل تنظيم جوانب معينة من صور التنقل كوثائق السفر‪ ،‬قانون المرور‪ ،‬دخول وخروج األجانب إلى‬
‫اإلقليم الوطني‪ ،‬أو عن طريق تنظيم جزئيات متصلة بحرية التنقل في قوانين متفرقة‪ ،‬وذلك على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون المتعلق بسندات ووثائق السفر‪ :‬نظم المشرع الجزائري حرية التنقل إلى الخارج أو بمعنى‬
‫أدق حق السفر إلى الخارج عبر ثالثة نصوص تشريعية‪ ،‬النص األول كان األمر رقم ‪ 26-69‬المتعلق‬

‫‪ -1‬عمر حطاطش‪ ،‬تأثير سلطات الضبط اإلداري على الحريات العامة في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في‬
‫القانون‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2018 ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪ -2‬سعاد حافظي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -3‬البنا محمود عاطف‪ " ،‬حدود سلطات الضبط اإلداري"‪ ،‬مجلة القانون واالقتصاد للبحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ 03‬و‪،04‬‬
‫سبتمبر وديسمبر ‪ ،1978‬السنة ‪ ،48‬ص ‪.57‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بإحداث جواز السفر الوطني‪ ،1‬هذا النص صدر رغم أن الدستور الجزائري لسنة ‪ 1963‬لم ينص على‬
‫حرية التنقل‪ ،‬أما النص الثاني فكان األمر رقم ‪ 1-77‬المتعلق بوثائق السفر للمواطنين الجزائريين‪ ،2‬أما‬
‫حاليا فهو القانون رقم ‪ 03-14‬المتعلق بسندات ووثائق السفر‪ ،3‬حيث نص‬ ‫النص الساري المفعول ً‬
‫المشرع الجزائري على أن الهدف من هذا القانون هو تحديد شروط وكيفيات إعداد وتسليم وتجديد سندات‬
‫ووثائق السفر‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون المتعلق بدخول وإقامة وتنقل األجانب‪ :‬نظم المشرع الجزائري حرية تنقل وإقامة األجانب أوًال‬
‫وحاليا هذا المجال منظم بموجب‬
‫ً‬ ‫بموجب األمر رقم ‪ 211-66‬المتعلق بوضعية األجانب في الجزائر‪،4‬‬
‫القانون رقم ‪ 11-08‬المتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها‪.5‬‬
‫تضمن القانون رقم ‪ 11-08‬ثمانية (‪ )8‬فصول‪ ،‬األول خصص لألحكام العامة‪ ،‬والثاني لشروط‬
‫دخول وخروج األجانب‪ ،‬والثالث لشروط إقامة األجانب غير المقيمين‪ ،‬والرابع لشروط إقامة األجانب‬
‫المقيمين‪ ،‬والخامس لشروط تنقل األجانب‪ ،‬والسادس للتصريح بتشغيل األجانب‪ ،‬والسابع لإلبعاد والطرد‬
‫إلى الحدود‪ ،‬والثامن خصص لألحكام الجزائية‪.‬‬
‫رغم أن المؤسس الدستوري لم ينص على حرية تنقل األجانب عبر مختلف الدساتير المتعاقبة‪ ،‬إال‬
‫أن المشرع العادي نظم ممارسة هذه الحرية‪ ،‬وذلك بالنظر لما ينطوي عليه دخول وتنقل وإقامة األجانب‬
‫وكذا النظام القانوني إلخراجهم من اإلقليم الوطني من أهمية بالغة‪ ،‬إذ يرتبط بمفاهيم األمن العام‬
‫والمصلحة االقتصادية واالجتماعية للدولة‪.‬‬

‫‪ -3‬القانون المتعلق بتنظيم حركة المرور‪ :‬يرتبط قانون المرور بحرية التنقل ارتبا ً‬
‫طا وثيًقا‪ ،‬حيث يمثل‬
‫اإلطار العام لتنظيم حركة المرور‪ ،‬سواء بالنسبة للراجلين أو سائقي المركبات‪ .‬وقد نظمه المشرع بموجب‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ ،26-69‬مؤرخ في ‪ 12‬مايو ‪ ،1969‬يتعلق بإحداث جواز السفر الوطني‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،43‬صادرة في ‪ 20‬مايو ‪.1969‬‬
‫(ملغى)‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ ،1-77‬مؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ ،1977‬يتعلق بوثائق السفر للمواطنين الجزائريين‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،09‬صادرة في ‪ 30‬جانفي‬
‫‪( .1977‬ملغى)‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،03-14‬مؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ ،2014‬يتعلق بسندات ووثائق السفر‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،04‬صادرة في ‪ 23‬مارس ‪.2014‬‬

‫‪ -4‬أمر رقم ‪ ،211-66‬مؤرخ في ‪ 21‬يوليو ‪ ،1966‬يتعلق بوضعية األجانب في الجزائر‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،64‬صادرة في ‪ 29‬يوليو‬
‫‪( .1966‬ملغى)‬
‫‪ -5‬قانون رقم ‪ ،11-08‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2008‬يتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،36‬صادرة في ‪ 2‬يوليو ‪.2008‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫القانون رقم ‪ ،14-01‬المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسالمتها وأمنها‪ ،1‬حيث تنص المادة‬
‫األولى منه على‪ " :‬يهدف هذا القانون إلى تحديد القواعد المتعلقة بتنظيم حركة المرور عبر الطر‬
‫وسالمتها وأمنها‪ .‬ويهدف‪ ،‬بهذه الصفة‪ ،‬خصوصا إلى ما يأتي‪ - :‬تحديد قواعد استعمال المسالك‬
‫العمومية وكيفيات ضبط حركة المرور عبر الطر وسيولتها‪."...‬‬
‫‪ -4‬القانون المتعلق بالنقل البري‪ :‬يعتبر قطاع النقل البري من بين القطاعات الحيوية لالقتصاد الوطني‪،‬‬
‫حيث يشكل تنقل األشخاص والبضائع أساس التقدم االقتصادي‪ ،‬لهذا نجد الدول تهتم بتطوير هذا القطاع‬
‫حتى يتماشى مع متطلبات التنمية‪ ،‬ويلبي احتياجات المواطنين من هذه الخدمة العمومية‪.‬‬
‫نظم المشرع هذا القطاع بموجب القانون رقم ‪ 13-01‬المتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه‪،2‬‬
‫حيث تنص المادة األولى من هذا القانون على‪ " :‬يهدف هذا القانون إلى تحديد المبادئ والقواعد العامة‬
‫التي تحكم نشاط النقل البري لألشخاص والبضائع"‪.3‬‬
‫‪ -5‬قوانين الجماعات اإلقليمية‪ :‬تتكون الجماعات اإلقليمية من البلدية والوالية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬قانون البلدية ‪ :‬يختص رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته ً‬


‫‪4‬‬
‫ممثال للدولة بممارسة إجراءات الضبط‬
‫اإلداري داخل الحدود اإلقليمية التابعة للبلدية‪ ،‬حيث يسهر على المحافظة على النظام العام‪ ،5‬وهذا ما‬
‫تنص عليه المادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪.610-11‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 94‬من قانون البلدية على صالحيات أخرى متعلقة باحترام حقوق وحريات‬
‫صوصا ذات حركة المرور الكثيفة‪،‬‬
‫ً‬ ‫المواطنين في ميدان الطرق‪ ،‬ومنها تنظيم ضبطية الطرق البلدية خ‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،14-01‬مؤرخ في ‪ 19‬غشت ‪ ،2001‬يتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسالمتها وأمنها‪ ،‬ج ر العدد ‪،46‬‬
‫صادرة في ‪ 19‬غشت ‪ ،2001‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ ،16-04‬مؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،2004‬ج ر العدد ‪ ،72‬صادرة في ‪13‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2004‬معدل ومتمم باألمر رقم ‪ ،13-09‬مؤرخ في ‪ 22‬يوليو ‪ ،2009‬ج ر العدد ‪ ،45‬صادرة في ‪ 29‬يوليو ‪ ،2009‬معدل‬
‫ومتمم بالقانون رقم ‪ ،05-17‬مؤرخ في ‪ 16‬فبراير ‪ ،2017‬ج ر العدد ‪ ،12‬صادرة في ‪ 22‬فبراير ‪.2017‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ ،13-01‬مؤرخ في ‪ 7‬غشت ‪ ،2001‬يتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،44‬صادرة في ‪ 8‬غشت‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -3‬المادة األولى من القانون رقم ‪ ،13-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬قانون رقم ‪ ،10-11‬مؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ ،2011‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،37‬صادرة في ‪ 3‬يوليو ‪ ،2011‬معدل ومتمم باألمر‬
‫رقم ‪ ،13-21‬مؤرخ في ‪ 31‬غشت ‪ ،2021‬ج ر العدد ‪ ،67‬صادرة في ‪ 31‬غشت ‪.2021‬‬
‫‪ -5‬محمد المهدي بن موالي مبارك بن السيحمو‪ ،‬عبد هللا حاج أحمد‪ " ،‬الضبط اإلداري البلدي والحسبة ودورهما في حفظ الصحة‬
‫العامة وجمال المدينة –دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي وقانون البلدية الجزائري‪ ،"-‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪،09‬‬
‫جانفي ‪ ،2018‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وحفظ النظام في الطرق التي يجري فيها تجمع األشخاص‪ ،‬ومنع اإلخالل باألمن والسكينة العامة في‬
‫الطرق‪ ،‬وضمان سهولة السير في الشوارع والساحات والطرق‪.1‬‬
‫زيادة على ذلك‪ ،‬يمارس رئيس المجلس الشعبي البلدي الضبط المتعلق بإشارات المرور التابعة‬
‫لشبكة طرقات البلدية حسب ما تنص عليه المادة ‪ 123‬من قانون البلدية‪.2‬‬
‫ب‪ -‬قانون الوالية‪ :3‬يمكن للوالي اتخاذ التدابير الالزمة من أجل ضمان تطبيق القوانين والتنظيمات‬
‫الخاصة بضبط حركة المرور عبر الطرق‪ ،‬وفي مقدمتها القانون رقم ‪ 14-01‬المذكور سابًقا‪ ،‬والنصوص‬
‫التنفيذية المتعلقة به‪.4‬‬
‫‪ -6‬قانون حماية األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪ :‬إن ممارسة ذوي االحتياجات الخاصة لحرية‬
‫التنقل تتميز بالصعوبة البالغة‪ ،‬حيث تتعرض هذه الفئة من المجتمع إلى االنتقاص من ممارستها لهذه‬
‫الحرية بسبب ما تعانيه من إعاقة‪ ،‬وبسبب العوائق المادية الخارجية التي تحرمهم من التمتع الفعلي‬
‫والكامل بحرية التنقل‪ ،‬وعدم تكييف المحيط الخارجي مع وضعيتهم زاد من تعقيد ممارستهم لهذه الحرية‪.5‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬جاء القانون رقم ‪ ،09-02‬المتعلق بحماية األشخاص المعوقين وترقيتهم‪ ،6‬والذي‬
‫يهدف إلى تحديد المبادئ والقواعد المتعلقة بحماية هذه الفئة‪ ،‬فنص المشرع على مجموعة من التدابير‬
‫تساعد وتعزز ممارستهم لحرية التنقل بغرض تشجيع إدماج هذه الفئة في الحياة االجتماعية‪ ،‬وتسهيل‬
‫تنقلهم ال سيما ما يتعلق بتسهيل الوصول إلى األماكن العمومية واستعمال وسائل النقل‪.7‬‬
‫‪ -7‬قانون مساهمة الجيش في مهام حماية األمن العمومي‪ :‬نتيجة لألوضاع السياسية واألمنية غير‬
‫المستقرة‪ ،‬وبداية تصاعد أعمال العنف في الفترة التي أعقبت االنتخابات التشريعية لسنة ‪ ،1991‬قام‬
‫المشرع الجزائري بسن القانون رقم ‪ ،23-91‬بهدف تحديد شروط مساهمة قوات الجيش الوطني الشعبي‬

‫‪ -1‬الحسن كفيف‪ " ،‬سلطات الضبط اإلداري في الطر العمومية"‪ ،‬مجلة حوليات جامعة الجزائر ‪ ،1‬المجلد ‪ ،33‬العدد ‪ ،01‬مارس‬
‫‪ ،2019‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 123‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،07-12‬مؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ ،2012‬يتعلق بالوالية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،12‬صادرة في ‪ 29‬فبراير ‪.2012‬‬
‫‪ -4‬الحسن كفيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -5‬طيبي أمقران‪ ،‬حرية التنقل في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ ،2015 ،1‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -6‬قانون رقم ‪ ،09-02‬مؤرخ في ‪ 8‬مايو ‪ ،2002‬يتعلق بحماية األشخاص المعوقين وترقيتهم‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،34‬صادرة في ‪ 14‬مايو‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -7‬أنظر المادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ ،09-02‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 35 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في القيام بالمهام الخاصة بحماية األمن العمومي خارج الحاالت االستثنائية المنصوص عليها في‬
‫الدستور‪.1‬‬
‫والحاالت التي تجيز تدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي نصت عليها المادتين ‪ 3‬و‪ ،4‬والتي‬
‫من ضمنها المساس بحرية تنقل األشخاص‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 23-91‬على‪ " :‬يمكن‬
‫أيضا تجنيد وحدات الجيش الوطني الشعبي ‪...‬إذا كان المساس بالقوانين والتنظيمات يأخذ بكيفية‬
‫مستمرة طابعا ينذر بالخطر ويهدد ما يلي‪ - :‬حرية تنقل األشخاص واألموال وأمنهم ‪ – ...‬شروط‬
‫الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه واإلقامة به"‪.2‬‬
‫هذه المادة ترتبط مباشرة بممارسة حرية التنقل‪ ،‬حيث أعطى المشرع لرئيس الحكومة السلطة‬
‫التقديرية في طلب تدخل الوحدات العسكرية للجيش عندما تنذر الظروف والوقائع بوجود خطر يهدد حرية‬
‫تنقل األشخاص كما في حالة غلق الطرق العمومية‪ ،‬كما أضاف المشرع التهديد الذي يمس بالقوانين‬
‫والتنظيمات المتعل قة بشروط الدخول والخروج من التراب الوطني واإلقامة به‪ ،‬وهنا يقصد المشرع التهديد‬
‫الذي يمس بممارسة األجانب لحرية التنقل أثناء تواجدهم باإلقليم الوطني‪.‬‬
‫رغم أن حرية التنقل مكفولة دستورًيا‪ ،‬إال أنه في الحالة التي تعجز السلطات العمومية عن‬
‫مواجهة األعمال التي يقوم بها األفراد أو المجموعات في الشوارع واألماكن الحساسة‪ ،‬فهذا يحتم على‬
‫السلطة التنفيذية مباشرة تطبيق القانون بهدف تفادي عرقلة السير العادي للمؤسسات‪ ،‬وحماية األمن العام‬
‫وحريات األشخاص‪ ،‬وهذا يكون عن طريق طلب تدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي‪.3‬‬
‫قانونيا على جميع السلطات‬
‫ً‬ ‫قيدا‬
‫تتفق جل األنظمة السياسية والدستورية بأن الدستور يشكل ً‬
‫العمومية‪ ،‬إال أن النتيجة في النهاية هي سلطة تشريعية ال حدود لها‪ ،‬خاصة في مجال تنظيم الحقوق‬
‫والحريات العامة‪ ،‬كما أن مبدأ الفصل بين السلطات ال يسمح للسلطة القضائية االمتناع عن تطبيق‬
‫النصوص الصادرة عن المشرع‪ ،‬وهذا ما يقلل من استقاللية القاضي اإلداري في مواجهة النصوص‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،23-91‬مؤرخ في ‪ 6‬ديسمبر ‪ ،1991‬يتعلق بمساهمة الجيش الوطني الشعبي في مهام حماية األمن العمومي خارج‬
‫الحاالت االستثنائية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،63‬صادرة في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،1991‬معدل ومتمم باألمر رقم ‪ ،03-11‬مؤرخ في ‪ 23‬فبراير ‪،2011‬‬
‫ج ر العدد ‪ ،12‬صادرة في ‪ 23‬فبراير ‪.2011‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،23-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الحفيظ بن بكاي‪ ،‬الحريات العامة في الظروف الغير عادية في ظل الدستور الجزائري ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1996‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.102-101‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫التشريعية‪ ،‬والحال أن وضع الحقوق والحريات في مجال اختصاص المشرع ال يشكل ضمانة ناجعة بصفة‬
‫حاسمة‪ ،‬وخاصة في حال عدم تقيد المشرع باألحكام الدستورية المتعلقة بتنظيم الحقوق والحريات‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬النصوص التنظيمية‬
‫تعد النصوص التنظيمية _باعتبارها من مصادر مبدأ المشروعية _ واحدة من أهم المستجدات‬
‫التي تميز الدساتير الحديثة‪ ،‬حيث سارت العديد من دساتير الدول على الطريقة التي جاء بها الدستور‬

‫الفرنسي لسنة ‪ 1958‬في شأن تحديد مجال القانون والتنظيم‪ ،‬إذ وضع مبدأ ً‬
‫عاما مقتضاه اختصاص‬
‫السلطة التشريعية في ميادين محددة على سبيل الحصر‪ ،‬وما يخرج عن ذلك يكون من اختصاص المجال‬
‫التنظيمي‪ ،‬وقد نتج عن ذلك بروز السلطة التنظيمية المستقلة‪ ،‬إلى جانب السلطة التنظيمية في شكلها‬
‫الكالسيكي المتضمن تنفيذ النصوص التشريعية‪.2‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬تتدخل السلطة التنفيذية في تنظيم ممارسة حرية التنقل حسب التحديد الذي ينص‬
‫ً‬
‫عليه الدستور‪ ،‬وذلك من خالل ممارسة السلطة التنظيمية وسلطة إصدار لوائح الضبط اإلداري (أوال)‪،‬‬
‫وهو األمر الذي نتج عنه تنوع في النصوص التنظيمية المتعلقة بممارسة حرية التنقل (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬السلطة المختصة بممارسة السلطة التنظيمية وسلطة الضبط اإلداري‪ :‬إن المبدأ الذي بمقتضاه‬
‫محجوز للمشرع ليس بالمطلق‪ ،‬حيث تمارس السلطة التنفيذية اختصاصها‬
‫ًا‬ ‫مجاال‬
‫ً‬ ‫تعتبر الحريات العامة‬
‫في المحافظة على النظام العام‪ ،‬فتصدر الق ار ارت العامة والمجردة باسم الدولة‪ ،‬ويقصد بالق اررات العامة‬
‫المجردة تلك الصادرة عن رئيس الجمهورية أو الوزير األول‪ ،‬وكذلك الصادرة عن السلطات المحلية‪،‬‬
‫ويقصد بالق اررات الفردية تلك الصادرة تنفي ًذا للوائح‪.3‬‬
‫إن قراءة النصوص الدستورية المتعلقة بالحريات العامة تثبت بأن المؤسس الدستوري أحال هذه‬
‫الحريات إلى النصوص التشريعية‪ ،‬هذه األخيرة بدورها تحيل إلى النصوص التنظيمية‪ ،‬فتقييد الحريات‬
‫مقتصر على تفصيل‬
‫ًا‬ ‫العامة يتدرج حسب قيمة النص القانوني‪ .‬فنجد أن دور السلطة التنفيذية لم يعد‬
‫وشرح وتنفيذ القواعد التشريعية فقط‪ ،‬بل أصبحت تصدر القواعد المنشئة للحريات العامة في المجاالت‬
‫غير المخصصة للبرلمان وذلك بواسطة اللوائح‪.4‬‬

‫‪-1‬الهاللي عبد اللطيف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.77‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, Traité de droit administratif, tome 1, droit administratif‬‬
‫‪générale, L.G.D.J, 16ème éd, Paris, 2001, p 553.‬‬
‫‪ -3‬مريم عروس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.30-29‬‬
‫‪ -4‬سكينة عزوز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫نص المؤسس الدستوري على مجال اختصاص مختلف السلطات اإلدارية في ممارسة السلطة‬
‫التنظيمية‪ ،‬حيث أعطى هذا االختصاص لرئيس الجمهورية بصفة أساسية (‪ ،)1‬لكن وبالنظر لالزدواجية‬
‫التي تعرفها األنظمة الدستورية يمكن للوزير األول أن يحوز على التأهيل القانوني لممارسة هذه السلطة‬
‫(‪ ،)2‬كما اعترف القاضي اإلداري لجهات إدارية أخرى بممارسة السلطة التنظيمية (‪.)3‬‬
‫‪ -1‬االختصاص العام لرئيس الجمهورية في ممارسة السلطة التنظيمية وسلطة الضبط اإلداري‪ :‬تنص‬
‫الدساتير عادة على اختصاص رئيس الجمهورية أو رئيس الدولة في ممارسة السلطة التنظيمية‪ ،‬وحتى وإن‬
‫غاب النص على اختصاصه في ممارسة سلطة الضبط اإلداري فإن العرف الدستوري يقتضي بأن يعود‬
‫هذا االختصاص له‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫حرصا على عدم تداخل الصالحيات بين السلطتين‬ ‫ً‬ ‫أ‪ -‬ممارسة رئيس الجمهورية للسلطة التنظيمية‪:‬‬
‫التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وتطبيًقا لمبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬فقد حدد المؤسس الدستوري مجال التشريع‪ ،‬أما‬
‫التنظيم فيكرس قواعد جديدة خارج هذا المجال‪ ،1‬وفي هذا اإلطار تنص المادة ‪ 139‬من الدستور على‬
‫المجاالت التي يشرع فيها البرلمان والخاصة بمجال الحقوق والحريات العامة‪ ،‬حيث جاء فيها‪ " :‬يشرع‬
‫البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور‪ ،‬وكذلك في المجاالت اآلتية‪:‬‬
‫األشخاص وواجباتهم األساسية‪ ،‬ال سيما نظام الحريات العمومية‪ ،‬وحماية الحريات‬ ‫‪ -)1‬حقو‬
‫الفردية‪.2 "...‬‬
‫جديدا من القوانين التي تضاف‬
‫ً‬ ‫كما استحدث المؤسس الدستوري من خالل دستور ‪ً 1996‬‬
‫صنفا‬
‫إلى مجال التشريع هي القوانين العضوية‪ ،‬مما يؤكد أن المادة ‪ (122‬تقابلها المادة ‪ 139‬من التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ )2020‬لم تحدد مجال التشريع إال بصفة جزئية‪ ،‬فباإلضافة إلى التخصيص األولي الذي‬
‫مجاال‪ ،‬تأتي المادة ‪ 123‬من دستور ‪( 1996‬تقابلها المادة ‪140‬‬
‫ً‬ ‫حصر مجال التشريع في ثالثين(‪)30‬‬
‫من التعديل الدستوري لسنة ‪ )2020‬بتخصيص آخر لصالح مجال التشريع الذي استفاد بموجبها من‬
‫اتساعا أكثر لمجال التشريع دون أن‬
‫ً‬ ‫سبعة مجاالت أخرى مخصصة للقوانين العضوية‪ ،‬وهذا ما يحقق‬
‫يغير ذلك في وضعيته األساسية‪ ،‬إذ يبقى اختصاصه في المرتبة الثانية من حيث الحجم واألهمية‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 139‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬
‫‪- 38 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بالمقارنة مع االختصاص التنظيمي الذي يبقى في الصدارة‪ ،1‬بمعنى أن كل ما يخرج عن المجاالت‬


‫المحددة بموجب المادة ‪ 139‬والمجاالت المحجوزة للتشريع بموجب قوانين عضوية حسب ما جاءت به‬
‫المادة ‪ 140‬يعود لالختصاص التنظيمي لرئيس الجمهورية‪.‬‬
‫وهذا ما نص عليه المؤسس الدستوري صراحة من خالل المادة ‪ 141‬فقرة ‪ 01‬من التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ ،2020‬التي جاء فيها‪ " :‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير‬
‫المخصصة للقانون"‪.2‬‬
‫يالحظ مدى تأثر المؤسس الدستوري الجزائري بنظيره الفرنسي الذي سبقه إلى تبني مبدأ حصر‬
‫مجال التشريع في دستور ‪ ،31958‬فقد حدد هذا األخير بمقتضى المادة ‪ 34‬منه مجال اختصاص‬
‫البرلمان في ميدان التشريع على سبيل الحصر‪ ،‬إذ تضمنت هذه المادة المجاالت التي تدخل في‬
‫اختصاص البرلمان بحيث ال يكون بمقدوره التشريع في غيرها‪ ،‬ثم حدد في المادة ‪ 37‬اختصاص السلطة‬
‫التنفيذية بممارسة السلطة التنظيمية في بقية الموضوعات الخارجة عن النطاق المخصص للقانون وذلك‬
‫عن طريق التنظيمات‪ ،‬بمعنى أنه يكون بمقدور السلطة التنفيذية ممارسة السلطة التنظيمية بصفة مستقلة‬
‫في أي موضوع ال يدخل في تعداد المجاالت التي حددتها المادة ‪.34‬‬
‫إن واضعي دستور ‪ 1958‬عملوا على إحداث تغيير جذري في الكيان التشريعي‪ ،‬على نحو يجعل‬
‫االختصاص بأمور التشريع كأصل عام يعود للسلطة التنفيذية على حساب السلطة التشريعية‪ ،4‬فتكون‬

‫‪ -1‬عمر شاشوه‪ ،‬في مدى التوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في الدستور الجزائري لسنة ‪ ،1996‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون‪ ،‬تخصص تحوالت الدولة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2013 ،‬ص ‪ .121‬مع‬
‫المالحظة أن التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أعاد ترتيب المواد الدستورية الواردة في دستور ‪ ،1996‬إذ نقل محتوى المادة ‪ 122‬من‬
‫دستور ‪ 1996‬لتصبح المادة ‪ ،139‬واألمر نفسه بالنسبة للمادة ‪ 123‬التي أصبحت المادة ‪.140‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 141‬فقرة ‪ 01‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-« La constitution du 4 octobre 1958 définit donc de façon limitative le domaine de la loi, à l’article 34, et‬‬
‫‪à l’article 37 que les matières autres que celles qui sont du domaine de la loi ont un caractère‬‬
‫‪réglementaire », Martine LOMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, Droit administratif, 10ème éd,‬‬
‫‪Dalloz, Paris, 2013, p 47.‬‬
‫‪Constitution du 4 octobre 1958, op.cit.‬‬
‫‪Art 34 dispose: « La loi fixe les règles concernant :‬‬
‫‪-les droits civiques et les garanties fondamentales accordées aux citoyens pour l'exercice des libertés‬‬
‫‪publiques… » .‬‬
‫‪Art 37 dispose: « les matières autres que celles qui sont du domaine de la loi ont un caractère‬‬
‫‪réglementaire…», disponible sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr/loda/id/LEGITEXT000006071194/,‬‬
‫‪consulté le: 03 janvier 2021, à 21:00.‬‬
‫‪ -3‬عصام علي الدبس‪ "،‬أثر تحديد الطبيعة القانونية لألنظمة المستقلة على الرقابة القضائية على مشروعيتها‪ :‬دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،25‬ص ص ‪.304-303‬‬
‫‪- 39 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫السلطة التشريعية (البرلمان) مختصة في حدود المجاالت المبينة والمحددة لها في الدستور‪ ،‬وألن المؤسس‬
‫الدستوري منع البرلمان بأن يقوم بالتشريع خارج هذه المجاالت أي في المواد التي تعود الختصاص‬
‫السلطة التنظيمية‪ ،‬فهو بذلك يجعل من السلطة التنظيمية المشرع العام واألول ويعلي من مركزها على‬
‫حساب السلطة التشريعية التي يجعل منها سلطة ثانية ويمنحها االختصاص االستثنائي‪.1‬‬
‫وقد نتج عن هذه الطريقة الحديثة وجود نوعين من االختصاصات‪ ،‬االختصاص التشريعي‬
‫المخول للبرلمان وسمته األساسية أنه اختصاص مقيد‪ ،‬واالختصاص التنظيمي وهو مخول للسلطة‬
‫التنفيذية وهو اختصاص واسع وغير مقيد‪ ،2‬وهذا ما أدى إلى تضخم سلطة رئيس الجمهورية في ممارسة‬
‫االختصاص التنظيمي عن طريق األنظمة المستقلة‪ ،‬فتوسعت بذلك سلطته التنظيمية‪.3‬‬
‫لكن الشيء المالحظ‪ ،‬أنه بالمقارنة مع النظام السياسي الفرنسي فإن الذي يحوز على اختصاص‬
‫ممارسة السلطة التنظيمية بعد صدور دستور ‪ 1958‬هو الوزير األول‪ ،4‬إذ أن المادة ‪ 21‬من الدستور‬
‫الفرنسي تمنح االختصاص بممارسة السلطة التنظيمية للوزير األول‪ ،‬وبالنتيجة فإن رئيس الجمهورية‬
‫بموجب دستور الجمهورية الخامسة ال يحوز على اختصاص ممارسة السلطة التنظيمية إال في حاالت‬
‫الظروف االستثنائية الناتجة عن تطبيق المادة ‪ 16‬من الدستور‪.5‬‬
‫وقبل صدور دستور الجمهورية الخامسة (دستور ‪ )1958‬اعترف القضاء اإلداري الفرنسي لرئيس‬
‫الدولة بممارسة السلطة التنظيمية حتى في حالة عدم وجود نص تشريعي يمنح له هذا االختصاص‪ ،‬وكان‬
‫مرسوما‬
‫ً‬ ‫ذلك بمناسبة قرار مجلس الدولة الفرنسي الشهير في قضية ‪ Labonne‬إذ أصدر رئيس الدولة‬
‫بتاريخ ‪ 10‬مارس ‪ 1899‬يتعلق بمنح رخصة السياقة وسحبها‪ ،‬تضرر منه السيد ‪ Labonne‬الذي سحبت‬
‫منه رخصة السياقة‪ ،‬فرفع هذا األخير دعوى أمام مجلس الدولة الفرنسي يطالب فيها بعدم مشروعية‬
‫المرسوم الذي اتخذه رئيس الدولة‪ ،‬وأسس دعواه على أن تنظيم حركة المرور من اختصاص المحافظ‬

‫‪ -1‬عمر شاشوه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫‪ -2‬قديم كيواني‪ ،‬السلطة التنظيمية في التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2008‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون‬
‫المؤسسات‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -3‬سعاد بن سرية‪ ،‬مركز رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري بعد التعديل الدستوري األخير (بموجب قانون رقم ‪)19-08‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص إدارة ومالية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد بوقرة‪،‬‬
‫بومرداس‪ ،2010 ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -4‬ناصر لباد‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬لباد للنشر‪ ،2004 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Martine LOMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, op.cit, pp 23-24.‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مضيفا أن المرسوم ال يستند إلى أي نص تشريعي‬


‫ً‬ ‫ورئيس البلدية وليس من اختصاص رئيس الدولة‪،‬‬
‫وبالتالي يجب إبطاله‪.‬‬
‫قرر مجلس الدولة الفرنسي رفض دعوى السيد ‪ Labonne‬على أساس أن رئيس الدولة له سلطة‬
‫خاصة التخاذ التنظيمات في كامل إقليم الدولة حتى في حالة عدم وجود أي تفويض تشريعي‪ ،‬إذ قضى‬
‫بما يلي‪ " :‬يعود لرئيس الدولة بمقتضى سلطاته الخاصة والذاتية‪ ،‬وبدون تفويض تشريعي‪ ،‬أن يحدد‬
‫من اإلجراءات الضبطية تلك التي يجب وفي كل األحوال أن تطبق في كامل إقليم الدولة "‪.1‬‬
‫أما الوضع في مصر‪ ،‬فيقول األستاذ سليمان الطماوي أن المؤسس الدستوري قد حدد موضوعات‬
‫بعينها وحجزها للقانون‪ ،‬ومواضيع أخرى أباح تنظيمها بموجب لوائح (تنظيمات)‪ ،‬وترك ماعدا ذلك مسكوتًا‬
‫عنه‪ ،‬وهذه المجاالت المسكوت عنها يجوز للمشرع أن يتدخل فيها‪ ،‬وال يكون للسلطة التنفيذية في هذه‬
‫الحالة إال إصدار اللوائح التنفيذية لما جاء به القانون‪ ،‬وفي الحالة التي ال يتدخل فيها المشرع فقد جرت‬
‫العادة أن تتدخل السلطة التنفيذية‪.2‬‬

‫إن المؤسس الدستوري المصري لم يتأثر بالوضع الوارد في الدستور الفرنسي‪ ،‬وظل ً‬
‫وفيا للعالقة‬

‫بين القانون والالئحة في ظل الوضع التقليدي الذي كان ً‬


‫سائدا في الدساتير السابقة على الدستور الحالي‪،‬‬
‫أي أنه اعتنق العالقة التقليدية بين القانون والالئحة تطبيًقا لمبدأ الفصل بين السلطات بمفهومه التقليدي‪،‬‬
‫وبذلك فإن السلطة التشريعية ممثلة بمجلسي الشعب والشورى هي صاحبة الوالية العامة واالختصاص‬
‫األصيل في التشريع في حين أن السلطة التنفيذية تملك حق التشريع على سبيل االستثناء‪ ،‬وفي نطاق‬
‫ضيق ومحدود‪.3‬‬
‫نشير إلى أن رئيس الجمهورية يمارس السلطة التنظيمية في شكل تنظيمات أو ما يصطلح عليه‬
‫تسمية السلطة التنظيمية المستقلة‪ ،‬إذ أنه صاحب االختصاص المطلق والحصري في ممارسة هذه‬
‫السلطة‪ ،‬وذلك حسب ما تنص عليه المادة ‪ 143‬فقرة ‪ 1‬من دستور‪( 1996‬تقابلها المادة ‪ 141‬فقرة ‪ 1‬من‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪ ،)2020‬ويمارس رئيس الجمهورية هذه السلطة بواسطة مراسيم رئاسية تصدر‬

‫‪1‬‬
‫‪-«… il appartient au chef de l’État, en dehors de toute délégation législative et en vertu de ses pouvoirs‬‬
‫‪propres, de déterminer celle des mesures de police qui doivent en tout état de cause être appliquées dans‬‬
‫‪l’ensemble du territoire », C.E, 8 août 1919, Labonne, cité par Marceau LONG, Prosper WEIL, Guy‬‬
‫‪BRAIBANT, Pierre DELVOLVÉ, Bruno GENEVOIS, G.A.J.A, 19ème éd, Dalloz, Paris, 2013, n°35, p 219.‬‬
‫‪ -2‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬طبعة مزيدة ومنقحة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص‬
‫ص ‪.486-480‬‬
‫‪ -3‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أساسا في تنظيمات المصالح العامة وتنظيمات الضبط‬


‫ً‬ ‫دون الحاجة إلى قانون تستند عليه‪ ،‬وتتمثل‬
‫اإلداري‪.1‬‬
‫وبالتمعن في أحكام الدستور نجد أن السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية تظهر من خالل نوعين‬
‫من المراسيم‪ ،‬فمن جهة نجد المراسيم الرئاسية التنظيمية وهي الق اررات اإلدارية الصادرة عن رئيس‬
‫قانونيا محدًدا بذاته‪ ،‬وهي عمل مشابه‬
‫ً‬ ‫مركز‬
‫ًا‬ ‫الجمهورية‪ ،‬والتي تتضمن قواعد عامة ومجردة وال تخص‬
‫للعمل التشريعي المتضمن قواعد عامة مجردة وملزمة‪ ،‬ومثال ذلك المرسوم الرئاسي رقم ‪247-15‬‬
‫المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،2‬ومن جهة أخرى نجد المراسيم الرئاسية‬
‫الفردية‪ ،‬وهي الق اررات الخاصة بالتعيينات التي تتم في المناصب السامية في الدولة والتي تعود‬
‫الختصاص رئيس الجمهورية وهي تخص مراكز شخصية معينة بذاتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬ممارسة رئيس الجمهورية لسلطة الضبط اإلداري‪ :‬تصدر لوائح الضبط اإلداري أو البوليس بقصد‬
‫المحافظة على النظام العام بعناصر الثالثة األمن العام‪ ،‬الصحة العامة والسكينة العامة‪ ،‬هذه اللوائح‬
‫تنطوي على تقييد لحريات وحقوق األفراد‪ ،‬وتتضمن في الغالب عقوبات لمن يخالف أحكامها‪ .3‬فمن أجل‬
‫حماية النظام العام في الدولة‪ ،‬يملك رئيس الجمهورية في إطار ممارسته لسلطة الضبط اإلداري الوطني‬
‫صالحية اتخاذ التدابير واإلجراءات المناسبة وكذا الترتيبات الكفيلة لضمان تطبيقها‪.4‬‬
‫وللظروف العادية نظامها القانوني فطالما تميز الجو العام داخل المجتمع بالهدوء واالستقرار‪ ،‬فإن‬
‫كل مؤسسة دستورية تضطلع بمهامها بشكل طبيعي كما يتمتع األفراد بالحقوق والحريات التي يضمنها لهم‬
‫الدستور والقانون‪.5‬‬
‫لكن إلى جانب السلطات التي يمارسها رئيس الجمهورية في المراحل العادية‪ ،‬فإن الدستور‬
‫الجزائري اعترف لرئيس الجمهورية بممارسة الضبط اإلداري العام أثناء المراحل االستثنائية‪ ،‬حيث خول له‬
‫اتخاذ جملة من اإلجراءات كإعالن حالة الطوارئ‪ ،‬الحصار‪ ،‬الحالة االستثنائية وحالة الحرب‪ .‬إن هذه‬
‫الوضعيات لها نتائج إدارية هامة تتجسد في زيادة وتوسع سلطات رئيس الجمهورية بصورة كبيرة تسمح له‬

‫‪ -1‬قديم كيواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ -2‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،247-15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،50‬صادرة في ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ -3‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.505‬‬
‫‪ -4‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى اإللغاء‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2012 ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -5‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫باتخاذ كل اإلجراءات الضرورية على الصعيد اإلداري‪ ،1‬بشرط االلتزام بالقيود الموضوعية والشكلية التي‬
‫حددها الدستور‪.2‬‬
‫يمتاز هذا النوع من األنظمة بأن حق اإلدارة (رئيس الجمهورية) في استخدامها مقيد بشروط‬
‫مفصلة ترد في صلب الدستور‪ ،‬وبالتالي ال تتمتع اإلدارة في اللجوء إلى تطبيقها بسلطة تقديرية كما هو‬
‫الشأن بالنسبة للتنظيمات األخرى بل إن اختصاصها في هذا الصدد مقيد إلى حد كبير‪ ،‬ولكن يقابل هذا‬
‫التقييد في اختصاص اإلدارة قوة كبيرة لهذا النوع من األنظمة فهي في قوة القانون‪.3‬‬
‫‪ -2‬ممارسة الوزير األول للسلطة التنظيمية وسلطة الضبط اإلداري‪ :‬لم ينص المؤسس الدستوري على‬
‫اختصاص الوزير األول في ممارسة السلطة التنظيمية‪ ،‬إذ حصر ممارسة هذه السلطة في رئيس‬
‫بناء على كونه الجهة اإلدارية المخول لها‬
‫الجمهورية‪ ،‬لكن يمكن استنتاج المجال التنظيمي للوزير األول ً‬
‫اختصاص تنفيذ القوانين والتنظيمات‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ممارسة الوزير األول للسلطة التنظيمية‪ :‬إن ممارسة السلطة التنظيمية في ظل الدستور الجزائري ال‬
‫تعود لرئيس الجمهورية وحده‪ ،‬حيث يختص الوزير األول بمقتضى المادة ‪ 125‬فقرة ‪ 2‬من دستور سنة‬
‫‪( 1996‬تقابلها المادة ‪ 141‬فقرة ‪ 2‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،)2020‬والمادة ‪( 85‬تقابلها المادة ‪112‬‬
‫من التعديل الدستوري لسنة ‪ )2020‬بممارسة صالحيات في المجال التنظيمي‪ ،4‬إذ تنص في هذا اإلطار‬
‫المادة ‪ 125‬فقرة ‪ 2‬من دستور ‪ 1996‬على‪ " :‬يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود‬
‫لرئيس الحكومة "‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 85‬على‪ " :‬يمارس رئيس الحكومة‪ ،‬زيادة على السلطات التي‬
‫تخولها إياه صراحة أحكام أخرى في الدستور‪ ،‬الصالحيات اآلتية‪ -3...:‬يسهر على تنفيذ القوانين‬
‫والتنظيمات‪ -4 ...،‬يوقع المراسيم التنفيذية "‪.‬‬
‫تظهر السلطة التنظيمية للوزير األول في تنفيذ القوانين الصادرة عن البرلمان وكذلك األنظمة‬
‫الصادرة عن رئيس الجمهورية‪ ،5‬وبالتالي فالسلطة التنظيمية للوزير األول تفسر في اتجاهين‪ ،‬األول يتعلق‬

‫‪ -1‬ناصر لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫‪ -2‬أنظر المواد ‪ 100 ،99 ،98 ،97‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق ار ارت اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.508‬‬
‫‪ -4‬ناصر لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -5‬فضيل كوسة‪ ،‬القرار اإلداري في ضوء قضاء مجلس الدولة‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بتنفيذ القوانين وهو الشكل الكالسيكي للسلطة التنظيمية‪ ،‬واالتجاه الثاني يتعلق بالسلطة التنظيمية‬
‫المستقلة‪ ،‬حيث يمارس الوزير األول اختصاصه دون أن يرتبط بتنفيذ نص تشريعي‪.1‬‬
‫بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ 2008‬أصبح الوزير األول ال يمارس صالحياته التنظيمية إال‬
‫بموافقة رئيس الجمهورية‪ ،‬وبالتالي أصبح يعتبر مجرد عون سياسي تابع لرئيس الجمهورية‪ ،2‬لكن في‬
‫المقابل‪ ،‬يالحظ بأن المؤسس الدستوري عاد من خالل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬ونص في المادة‬
‫‪ 99‬على أن الوزير األول يمارس االختصاص بالتوقيع على المراسيم التنفيذية بصفة مستقلة‪ ،‬حيث حذف‬
‫عبارة " بعد موافقة رئيس الجمهورية على ذلك " التي أدرجها في التعديل الدستوري لسنة ‪ ،32008‬وهو‬
‫األمر نفسه المكرس في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪.42020‬‬
‫في النظام الدستوري الفرنسي نجد أن الوضع مختلف بعض الشيء عن ما هو موجود في‬
‫الجزائر‪ ،‬وذلك ألن الوزير األول هو الذي يحوز على اختصاص ممارسة السلطة التنظيمية وهذا حسب‬
‫‪5‬‬
‫دائما من طرف الفقه الفرنسي بأنها اعتراف‬
‫نص المادة ‪ 21‬من دستور سنة ‪ ، 1958‬هذه المادة فسرت ً‬
‫للوزير األول بأنه هو الذي يحوز على اختصاص ممارسة السلطة التنظيمية العامة‪ ،‬بمعنى سلطة البت‬
‫عن طريق قواعد عامة حتى في غياب نص قانوني يعطيه صراحة هذا االختصاص‪ ،6‬وهذا ما أكده‬
‫‪Sté‬‬ ‫مجلس الدولة الفرنسي في ق ارره الشهير في قضية ‪ ،7Heyriès‬وكذلك ق ارره في قضية‬
‫‪.8Rapidépannage‬‬

‫‪ -1‬بوقفة عبد هللا‪ ،‬آلية تنظيم السلطة في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪ -2‬عمار عباس‪ ،‬العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة وفي النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 99‬من القانون رقم ‪ ،01-16‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 112‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،442-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-La Constitution du 4 octobre 1958, op.cit, article 21 dispose : « Le Premier ministre dirige l’action du‬‬
‫‪Gouvernement. Il est responsable de la Défense nationale. Il assure l’exécution des lois .Sous réserve des‬‬
‫‪dispositions de l’article 13, il exerce le pouvoir réglementaire et nomme aux emplois civiles et militaires »,‬‬
‫‪www.Legifrance.gouv.fr‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-«Cette formule a toujours été interprétée comme conférant à son titulaire le pouvoir réglementaire‬‬
‫‪général, c’est-à-dire le pouvoir de statuer par voie général même lorsqu’aucun texte ne vient expressément‬‬
‫‪lui donner cette compétence », Jean WALINE, Droit administratif, 25ème éd, Dalloz, Paris, 2014, p 70.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-C.E, 28 juin1918, Heyriès, G.A.J.A, op.cit, n°31, p 192.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪-« Considérant qu’en donnant compétence au législateur pour fixer les règles concernant les garanties‬‬
‫‪fondamentales accordées aux citoyens pour l’exercice des libertés publiques, l’article 34 de la Constitution‬‬
‫;‪n’a pas retiré au chef du Gouvernement les attributions de police générale qu’il exerçait antérieurement‬‬
‫‪qu’à ce titre, il appartient au premier ministre d’adopter par voie réglementaire les mesures propres à‬‬
‫‪assurer la sécurité des personnes sur les autoroutes… », C.E, 25 sept 2013, Sté Rapidépannage 62, A.J.D.A,‬‬
‫‪2013, p 2506, note Clément Benelbaz.‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يمارس الوزير األول سلطاته اإلدارية واإلجرائية المحددة في المادة ‪ 21‬من الدستور الفرنسي لسنة‬
‫‪ ،1958‬ويقع في إطار هذه الصالحية ممارسة السلطة التنظيمية وذلك عن طريق اللوائح التنظيمية‪.1‬‬
‫فالمادة ‪ 21‬حددت نطاق السلطة التنظيمية للوزير األول مع مراعاة مقتضيات المادة ‪ 13‬من الدستور التي‬
‫تخص رئيس الجمهورية‪ ،‬كما أن المجلس الدستوري الفرنسي أكد على وحدة السلطة التنظيمية الممنوحة‬
‫للوزير األول‪ .2‬وخالصة األمر أن الوزير األول هو الذي يحوز على اختصاص ممارسة السلطة‬
‫التنظيمية عندما ال تمنح النصوص القانونية االختصاص لسلطة إدارية أخرى‪.3‬‬
‫ب‪ -‬ممارسة الوزير األول لسلطة الضبط اإلداري‪ :‬ال تشير األحكام الدستورية بصفة صريحة إلى‬
‫اختصاص الوزير األول في مجال الضبط اإلداري‪ ،‬لكن يمكن إقرارها على أساس السلطة التنظيمية التي‬
‫تعود له بمقتضى األحكام الدستورية‪ .4‬كما أن اإلدارة العمومية حين قيامها بالمهام الموكلة لها تكون تحت‬
‫سلطة الوزير األول‪ ،‬ومن ثم يعود له اختصاص تنظيمها‪ ،‬وله أن يصدر مختلف التعليمات لضمان حسن‬
‫تنظيم وسير العمل اإلداري في مختلف قطاعات اإلدارة العمومية‪ .5‬زيادة على أن الوزير األول يملك‬
‫سلطة الضبط اإلداري أثناء سهره على الحفاظ على األمن والسكينة العامة‪.6‬‬
‫‪ -3‬ممارسة الوزراء للسلطة التنظيمية‪ :‬إن الوزير بصفة عامة ال يتمتع باختصاص ممارسة السلطة‬
‫التنظيمية‪ ،‬ألن مثل هذه السلطة هي من اختصاص رئيس الجمهورية والوزير األول فقط‪ ،‬فالوزير ال‬
‫يستطيع اتخاذ ق اررات تنظيمية إال عندما يسمح له القانون بذلك‪ ،7‬فقد تتضمن النصوص القانونية في‬

‫‪ -1‬الليمون عوض‪ "،‬المركز الدستوري لرئيس الوزراء في النظام الدستوري األردني دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة دراسات علوم الشريعة‬
‫والقانون‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجلد ‪ ،39‬العدد ‪ ،2012 ،02‬ص ‪.501‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-« Le Conseil constitutionnel pose en règle générale qu'en vertu de l'article 21 de la Constitution et sous‬‬
‫‪réserve de son article 13, le Premier ministre exerce le pouvoir réglementaire à l'échelon national. Il a‬‬
‫‪toujours interprété, notamment depuis sa décision du 2 décembre 1976, l'article 21 alinéa 1 de la‬‬
‫‪Constitution comme désignant le titulaire du pouvoir réglementaire général », Philippe LUPPI, « L'unité‬‬
‫‪du pouvoir réglementaire du Premier ministre et son caractère ab initio », A.J.D.A, 2007, p 1643.‬‬
‫‪Voir par exemple C.C, décision n° 2006-544, DC du 14 décembre 2006, loi de financement de la sécurité sociale‬‬
‫‪pour 2007, A.J.D.A, 2007, p 1643, note Phillipe Luppi.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Jean WALINE, op.cit, p 70.‬‬
‫‪ -4‬ناصر لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -5‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪ .207-206‬تنص المادة ‪ 112‬من التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ 2020‬على‪ " :‬يمارس الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬زيادة على السلطات التي تخولها إياه صراحة أحكام أخرى‬
‫في الدستور‪ ،‬الصالحيات اآلتية‪ -7...:‬يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية والمرافق العمومية "‪.‬‬
‫‪ -6‬فضيل كوسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-Bertrand SEILLER, « Acte administratif (II Régime) », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,‬‬
‫‪octobre 2015, actualisation mai 2018, n° 17, p 11.‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أحكاما توضح أنه بإمكان الوزراء اتخاذ الق اررات التنظيمية الالزمة لتطبيق النصوص‬
‫ً‬ ‫بعض األحيان‬
‫القانونية‪.1‬‬
‫مثال يستطيع ممارسة السلطة التنظيمية من خالل قيامه باتخاذ إجراءات متعلقة‬
‫فوزير الداخلية ً‬
‫بالضبط اإلداري على المستوى الوطني‪ ،2‬إذ تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 331-18‬الذي يحدد صالحيات وزير الداخلية على‪ " :‬في مجال حالة األشخاص واألمالك وتنقلهم‪،‬‬
‫يكلف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬المبادرة بالتشريع والتنظيم المتعلقين بالحالة المدنية والهوية وتنقل األشخاص واألمالك واقتراحهما‬
‫والسهر على تطبيقهما‪.3" ...‬‬
‫في القانوني الفرنسي ال يتمتع الوزير بصفة عامة بامتياز ممارسة السلطة التنظيمية إال في‬
‫حالتين‪ ،‬األولى عندما يوجد نص قانوني صريح يعطيه الصالحية القانونية لممارسة مثل هذه السلطة‪،‬‬
‫والثانية بصفته "رئيس مصلحة" ومسؤول عن ممارسة سلطة التنظيم داخل قطاعه الحكومي‪.4‬‬
‫في المقابل نجد أن مجلس الدولة الفرنسي اعترف منذ زمن بعيد للوزراء باالختصاص في ممارسة‬
‫السلطة التنظيمية‪ ،‬وهذا من أجل ضمان السير الحسن للمصالح اإلدارية الموضوعة تحت سلطتهم‪ ،‬وكان‬
‫ذلك بمناسبة ق ارره الشهير في قضية ‪ JAMART‬والذي جاء فيه‪ " :‬من حيث أنه حتى في الحاالت التي‬
‫ال يستمد فيها الوزراء أية سلطة تنظيمية من أي نص تشريعي‪ ،‬فلهم ككل رؤساء المصالح اتخاذ‬
‫التدابير الضرورية لضمان حسن سير المصالح الموضوعة تحت سلطتهم "‪ ،5‬لكن ممارسة الوزير‬
‫للسلطة التنظيمية باعتباره "رئيس مصلحة" مقرون حسب اجتهاد مجلس الدولة الفرنسي بتوافر شرطين‪،‬‬

‫‪ -1‬ناصر لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.30 – 29‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،331-18‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2018‬يحدد صالحيات وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة‬
‫العمرانية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،77‬صادرة في ‪ 23‬ديسمبر ‪.2018‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-« Les ministres (ya compris le ministre de l’intérieure) n’ont pas le pouvoir réglementaire c’est-à-dire le‬‬
‫‪pouvoir de statuer par voie générale, à la réflexion cela n’est pas illogique puisque le pouvoir‬‬
‫‪réglementaire général appartient au premier ministre. Le ministre ne dispose d’un pouvoir réglementaire‬‬
‫‪que dans deux cas: -tout d’abord pour l’organisation de ses services-en second lieux lorsqu’un texte le lui‬‬
‫‪confère expressément, ce n’est pas rare ( par exemple pouvoir donné au ministre des Transports de‬‬
‫‪prendre les règlements relatifs aux transports », Jean WALINE, op.cit, p 74.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-« Considérant que même dans le cas où les ministres ne tiennent d’aucune disposition législative un‬‬
‫‪pouvoir réglementaire, il appartient, comme à de l’administration placée sous leur autorité, et s’ils‬‬
‫‪peuvent notamment, dans la mesure où l’exige l’intérêt du service… », C.E, 7 février 1936,‬‬
‫‪JAMART,G.A.J.A, op.cit, n°47, p 300 ; C.E, 10 janvier 1986, Fédération national des travailleurs de l’État‬‬
‫‪CGT, n°62161, Rec CE, n°1,1987; C.E, 13 février 2002, Syndicat national Force ouvrière des personnels de‬‬
‫‪préfecture, R.F.D.A, 2002, p 448.‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أن يكون الدافع لممارسة هذه السلطة هو ضرورة ضمان عمل المصالح العامة‪ ،‬وأن تقتصر اإلجراءات‬
‫المتخذة على القطاع الوزاري الذي يشرف عليه الوزير المعني‪.1‬‬
‫في هذا المجال‪ ،‬نجد أن مجلس الدولة الفرنسي قد سمح حتى لرؤساء المصالح اإلدارية في حالة‬
‫االستعجال وفي إطار ممارستهم لسلطاتهم في تنظيم مصالحهم اإلدارية ‪ -‬كما أقرها حكمه الشهير في‬
‫قضية ‪ -JAMART‬بتعيين طرق تنظيم العقوبات اإلدارية‪ ،2‬كما حدد الصالحيات التي يختص بها‬
‫مسؤول المصلحة اإلدارية من أجل تأطير عملية ممارسة حق االجتماع لنقابة العمال‪ .3‬فالقاضي اإلداري‬
‫سمح حتى للمسؤول اإلداري األقل درجة من الوزير مثل المدير العام لمؤسسة عمومية أن يمارس السلطة‬
‫التنظيمية داخل المصالح اإلدارية الموضوعة تحت إشرافه‪ ،‬وهذا عن طريق اتخاذ اإلجراءات الضرورية‬
‫في حالة االستعجال من أجل ضمان استم اررية عمل المرافق العامة‪.‬‬
‫في المحصلة‪ ،‬نجد أن القاضي اإلداري اعترف للوزير بممارسة السلطة التنظيمية عن طريق‬
‫إصدار المناشير التنظيمية الالزمة لسير قطاعه بكل ما تحتويه من مصالح داخلية وخارجية فهو الرئيس‬
‫اإلداري األعلى‪ ،‬هذا ما يفسر تمتعه بسلطة إصدار ق اررات إدارية تنظيمية في إطار القيام بنشاط و ازرته‬
‫جدا إذ تقتصر على تنظيم‬
‫كسلطة التعيين‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التفويض‪ ،‬الحلول والرقابة‪ .‬رغم أنها سلطة محدودة ً‬
‫مصلحته الو ازرية‪.4‬‬
‫إن السلطة التنظيمية للوزراء ترتكز على أساس الهيكلية التنظيمية للو ازرة‪ ،‬وما يترتب عنها من‬
‫أعمال قانونية يصدرها الوزير من أجل سيرها وتنظيمها خدمة لمصالح المواطن والمصلحة العامة‪.5‬‬
‫بناء على التحديد المتعلق بممارسة السلطة‬
‫ثانيا‪ -‬النصوص التنظيمية المتعلقة بممارسة حرية التنقل‪ً :‬‬
‫كثير ما تحيل القوانين على النصوص‬ ‫التنظيمية وكذا سلطة الضبط اإلداري المذكور سابًقا‪ ،‬فإنه ًا‬
‫التنظيمية للتفصيل في الشروط واإلجراءات المتعلقة بممارسة حرية التنقل‪ ،‬كما يمكن للجهات اإلدارية‬
‫المختصة التدخل مباشرة من أجل تنظيم ممارسة هذه الحرية‪ ،‬يظهر ذلك بالنسبة للتنظيم المتعلق بوثائق‬
‫السفر (‪ ،)1‬التنظيم المتعلق بالطرق (‪ ،)2‬التنظيم المتعلق بدخول وإقامة وتنقل األجانب (‪ ،)3‬و ًا‬
‫أخير‬
‫التنظيم المتعلق بالظروف االستثنائية (‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Martine LOMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, op.cit, p 129.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.E, 19 novembre 2013, Mme Roussel, req n°353691, A.J.D.A, 2013, p 2345, observation Carine Biget.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, 27 novembre 2013, syndicat SUD travail affaires sociales, req n°359801, A.J.D.A, 2013, p 2405.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- René CHAPUS, Droit administrative général, T 1, 13ème édition, Montchrestien, L.G.D.J, Paris, 1999, p 648.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMENT op.cit, p 68.‬‬
‫‪- 47 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬التنظيم المتعلق بوثائق السفر‪ :‬تتدخل السلطات اإلدارية المختصة بممارسة السلطة التنظيمية في‬
‫ممارسة الضبط المتعلق بمجال وثائق السفر والتنقل إلى خارج اإلقليم الوطني‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المرسوم الرئاسي المحدد لشروط منح وثائق السفر الرسمية التي تسلمها وزارة الخارجية‪ :‬تطبيًقا‬
‫للمادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 03-14‬المتعلق بسندات ووثائق السفر‪ ،‬حدد المرسوم الرئاسي رقم ‪02-97‬‬
‫أنواع الجوازات التي تصدرها و ازرة الخارجية‪ ،‬وهي‪ :‬جواز السفر الدبلوماسي وجواز سفر المصلحة‪ ،‬حيث‬
‫تنص المادة ‪ 3‬منه على‪ " :‬جواز السفر الدبلوماسي وثيقة هوية وسفر‪ ،‬ويرتبط بما يلي‪ - :‬ممارسة‬
‫نشاط دبلوماسي وفقا لالتفاقيات والمعامالت الدولية ‪.1 "...‬‬
‫يتضح من نص هذه المادة أنها جعلت من جواز السفر الدبلوماسي وثيقة هوية لحامله‪ ،‬أي أنه‬
‫يحتوي على المعلومات الشخصية للمعني قصد التعريف به لدى مختلف الجهات اإلدارية واألمنية‪ ،‬كما‬
‫أنه وثيقة سفر تسمح لصاحبه بالخروج والتنقل إلى الخارج مع االستفادة من مختلف االمتيازات التي‬
‫يوفرها‪.‬‬
‫أما جواز السفر لمهمة فقد نصت عليه المادة ‪ 11‬من المرسوم الرئاسي المذكور أعاله‪ ،‬حيث جاء‬
‫فيها‪ " :‬جواز السفر لمهمة وثيقة هوية وسفر يسلم للقيام بمهمة أو تنقل إلى الخارج"‪.2‬‬
‫هذا النوع من الجوازات يسلم للمعني من أجل القيام بمهمة في الخارج والتي تتطلب التنقل إلى‬
‫البلد المعني إلنجاز هذه المهمة‪ ،‬فهذا النوع من الجوازات يرتبط بالمهمة المطلوب تنفيذها في الخارج‪.‬‬
‫ب‪ -‬المرسوم التنفيذي الذي يحدد شروط إعداد وإصدار جواز السفر االستعجالي‪ :‬تطبيًقا للمادة ‪ 4‬من‬
‫القانون رقم ‪ 03-14‬المتعلق بسندات ووثائق السفر‪ ،‬التي أحالت على النصوص التنظيمية تحديد شروط‬
‫إعداد وإصدار سندات السفر‪ ،‬صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 58-16‬الذي يحدد شروط إعداد وإصدار‬
‫جواز السفر االستعجالي‪ ،3‬مع مالحظة أن القانون رقم ‪ 03-14‬لم ينص على جواز السفر االستعجالي‪،‬‬

‫‪ -1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،02-97‬مؤرخ في ‪ 4‬يناير ‪ ،1997‬يحدد شروط منح وثائق السفر الرسمية التي تسلمها و ازرة الشؤون‬
‫الخارجية‪ ،‬ج ر العدد األول‪ ،‬صادرة في ‪ 5‬يناير ‪ ،1997‬معدل ومتمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،26-09‬مؤرخ في ‪ 26‬يناير ‪،2009‬‬
‫ج ر العدد ‪ ،07‬صادرة في ‪ 28‬يناير ‪ ،2009‬متمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،319-12‬مؤرخ في ‪ 27‬غشت ‪ ،2012‬ج ر العدد ‪،47‬‬
‫صادرة في ‪ 29‬غشت ‪.2012‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 11‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،02-97‬مرجع سابق‪ .‬يالحظ أن هذا المرسوم استعمل مصطلح "جواز السفر لمهمة"‪ ،‬بينما‬
‫نجد المشرع استعمل في القانون رقم ‪ 03-14‬مصطلح "جواز سفر المصلحة"‪ ،‬لكن في حقيقة األمر ال يوجد أي اختالف بين جواز‬
‫السفر لمهمة أو للمصلحة‪ ،‬فكالهما يعبر عن التكليف بمهام في الخارج لمصلحة الدولة‪.‬‬
‫‪ -3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،58-16‬مؤرخ في ‪ 3‬فبراير ‪ ،2016‬يحدد شروط إعداد وإصدار جواز السفر االستعجالي‪ ،‬ج ر العدد ‪،07‬‬
‫صادرة في ‪ 7‬فبراير ‪.2016‬‬
‫‪- 48 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حيث اكتفى بالنص في مادته الثانية على ثالثة أنواع من الجوازات هي‪ :‬جواز السفر العادي‪ ،‬جواز السفر‬
‫الدبلوماسي وجواز سفر المصلحة‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 58-16‬على الحاالت التي يتم فيها إصدار جواز‬
‫السفر االستعجالي‪ ،‬حيث ترتبط هذه الحاالت بظروف استعجالية تتطلب الحصول على جواز السفر‬
‫بشكل سريع من أجل التنقل سواء إلى الخارج أو العودة إلى اإلقليم الوطني‪ ،‬وهي في مجملها تعود‬
‫ألسباب عائلية‪ ،‬مهنية‪ ،‬إدارية أو صحية‪.1‬‬
‫ج‪ -‬الق اررات الوزارية المنظمة لجواز السفر‪ :‬تطبيًقا للمادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 03-14‬المتعلق بسندات‬
‫ووثائق السفر المذكور سابًقا‪ ،‬وكذا المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 331-18‬الذي يحدد صالحيات‬
‫وزير الداخلية‪ ،‬والتي جاء فيها‪ " :‬في مجال حالة األشخاص واألمالك وتنقلهم‪ ،‬يكلف وزير الداخلية‬
‫والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بما يأتي‪ - :‬المبادرة بالتشريع والتنظيم المتعلقين بالحالة المدنية‬
‫والهوية وتنقل األشخاص‪ ،2 "...‬فقد صدرت مجموعة من الق اررات الو ازرية التي تنظم عملية إصدار‬
‫جوازات السفر الخاصة بالمواطنين الجزائريين نذكر منها‪ :‬القرار الوزاري الذي يحدد المواصفات التقنية‬
‫لمستخرج عقد الميالد الخاص باستصدار بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر‪ ،3‬القرار الوزاري المتعلق‬
‫بملف طلب بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر‪ ،4‬القرار الوزاري الذي يحدد المواصفات التقنية لجواز‬
‫السفر الوطني البيومتري اإللكتروني‪ ،5‬القرار الوزاري الذي يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر الوطني‬
‫البيومتري‪ ،6‬قرار وزاري مشترك يحدد الوثائق المكونة لملف طلب جواز السفر البيومتري بالنسبة للمواطنين‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،58-16‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،331-18‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2010‬يحدد المواصفات التقنية لمستخرج عقد الميالد الخاص باستصدار بطاقة التعريف‬
‫الوطنية وجواز السفر‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،69‬صادرة في ‪ 14‬نوفمبر ‪.2010‬‬
‫‪ -4‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 25‬مايو ‪ ،2011‬يتعلق بملف طلب بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪5‬‬
‫يونيو ‪.2011‬‬
‫‪ -5‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬يحدد المواصفات التقنية لجواز السفر البيومتري اإللكتروني‪ ،‬ج ر العدد األول‪ ،‬صادرة‬
‫في ‪ 14‬جانفي ‪.2012‬‬
‫‪ -6‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني‪ ،‬ج ر العدد األول‪،‬‬
‫صادرة في ‪ 14‬جانفي ‪.2012‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الجزائريين المقيمين في الخارج‪ ،1‬قرار وزاري يحدد المواصفات التقنية لجواز السفر االستعجالي‪ ،2‬والقرار‬
‫الوزاري الذي يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر االستعجالي ‪.3‬‬
‫‪ -2‬التنظيم المتعلق بالتنقل والمرور عبر الطر ‪ :‬تطبيًقا لمختلف القوانين المنظمة للتنقل عبر الطرق‬
‫صدرت مجموعة من النصوص التنظيمية المتعلقة بممارسة حرية التنقل في هذا المجال‪ ،‬وذلك على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المرسوم التنفيذي المحدد لقواعد حركة المرور عبر الطر ‪ :‬تطبيًقا للقانون رقم ‪ 14-01‬المذكور‬
‫سابًقا‪ ،‬صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 381-04‬الذي يحدد قواعد حركة المرور عبر الطرق‪ ،4‬وهذا للتفصيل‬
‫في المواد التي أحال المشرع على التنظيم االختصاص بإصدارها‪ ،‬حيث جاء هذا المرسوم ليفصل في‬
‫األحكام الخاصة التي تطبق على سائق المركبة في الطرق الخاصة بحركة المرور العمومية مثل القواعد‬
‫المتعلقة بالسير في المسالك‪ ،‬قواعد التحكم في سرعة المركبة‪ ،‬قواعد التجاوز‪ ،‬قواعد تقاطع الطرق‪ ،‬قواعد‬
‫الوقوف والتوقف وقواعد استعمال أضواء المركبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 230-12‬المتضمن تنظيم التنقل بواسطة سيارات األجرة‪ :‬تطبيًقا ألحكام‬
‫المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ 13-01‬المذكور سابًقا‪ ،‬صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 230-12‬المتضمن‬
‫تنظيم التنقل بواسطة سيارات األجرة‪ ،5‬حيث حدد هذا األخير أشكال التنقل باستعمال سيارات األجرة‪،‬‬
‫وهي‪ :‬التنقل بواسطة سيارات األجرة الفردية‪ ،‬سيارات األجرة الجماعية الحضارية وسيارات األجرة الجماعية‬
‫غير الحضارية‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 23‬أبريل ‪ ،2015‬يحدد الوثائق المكونة لملف طلب جواز السفر البيومتري اإللكتروني بالنسبة‬
‫للمواطنين الجزائريين المقيمين في الخارج‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،24‬صادرة في ‪ 23‬مايو ‪.2015‬‬
‫‪ -2‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،2015‬يحدد المواصفات التقنية لجواز السفر االستعجالي‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،67‬صادرة في ‪20‬‬
‫ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪ -3‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،2015‬يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر االستعجالي‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،67‬صادرة في ‪20‬‬
‫ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪ -4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،381-04‬مؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،2004‬يحدد قواعد حركة المرور عبر الطرق‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،76‬صادرة في‬
‫‪ 28‬نوفمبر ‪ ،2004‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،376-11‬مؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر ‪ ،2011‬ج ر العدد ‪ ،62‬صادرة في ‪20‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2011‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،239-15‬مؤرخ في ‪ 6‬سبتمبر ‪ ،2015‬ج ر العدد ‪ ،49‬صادرة في ‪ 16‬سبتمبر‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -5‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،230-12‬مؤرخ في ‪ 24‬مايو ‪ ،2012‬يتضمن تنظيم التنقل بواسطة سيارات األجرة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،33‬صادرة‬
‫في ‪ 27‬مايو ‪ ،2012‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،82-16‬مؤرخ في أول مارس ‪ ،2016‬ج ر العدد ‪ ،13‬صادرة في ‪2‬‬
‫مارس ‪.2016‬‬
‫‪- 50 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ج‪ -‬القرار الوزاري المحدد للسرعة القصوى لمركبات نقل األشخاص والبضائع‪ :‬تطبيًقا للمادة ‪ 24‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 381-04‬المذكور سابًقا‪ ،‬صدر القرار الوزاري الذي يحدد السرعة القصوى لمركبات‬
‫نقل األشخاص والبضائع التي يتجاوز وزنها اإلجمالي المرخص به مع الحمولة‪ ،‬بما في ذلك المقطورات‬
‫‪ 3.5‬أطنان‪ ،1‬حيث حدد السرعة المفروضة على المركبات المخصصة لنقل األشخاص وكذا البضائع‬
‫عبر مختلف أنواع الطرق والمجمعات السكنية‪.‬‬
‫‪ -3‬التنظيم المتعلق بدخول وإقامة وتنقل األجانب‪ :‬أحال المشرع في المادة ‪ 7‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم‬
‫‪ 11-08‬المذكور سابًقا‪ ،‬إلى السلطة التنفيذية تنظيم مسألة تحديد إجراءات وكيفيات منح التأشيرات‬
‫الخاصة بدخول األجانب لإلقليم الجزائري‪ ،2‬لكن المالحظ أن المرسوم التنظيمي المتعلق بهذا المجال لم‬
‫يصدر بعد‪ ،‬مما فسح المجال لتنظيمها بموجب ق اررات و ازرية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬غياب المرسوم التنظيمي المتعلق بإجراءات وكيفيات منح تأشيرة الدخول‪ :‬بموجب اإلحالة الصريحة‬
‫من المشرع للسلطة التنفيذية من أجل تنظيم مسألة تحديد إجراءات وكيفيات منح التأشيرات الخاصة‬
‫خصوصا أن النص التشريعي صدر منذ ‪،2008‬‬
‫ً‬ ‫بدخول األجانب للجزائر‪ ،‬كان يجب إصدار هذا النص‬
‫لكن هذا التنظيم لم يصدر إلى حد اآلن‪.3‬‬
‫يعود السبب في عدم صدور هذا المرسوم التنظيمي للحاجة الملحة لترك سلطة تقديرية واسعة‬
‫للمصالح الديبلوماسية والقنصلية الموجودة في الخارج لدراسة ملف األجنبي طالب تأشيرة الدخول‪ ،‬حيث‬
‫تخضع عملية التقدير لمجموعة من العوامل تتعلق بمدى إثبات األجنبي لقدرة مالية كافية لتغطية فترة‬
‫تواجده في الدولة األجنبية‪ ،‬إضافة إلى وجود روابط عائلية أو مهنية أو علمية تبرر تواجده بالدولة‪ ،‬واألهم‬
‫من ذلك عدم إدراجه ضمن قوائم األشخاص الممنوعين من الدخول أو الخطر الذي يمثله تواجد هذا‬
‫األجنبي على األمن العام في حالة دخوله لإلقليم الوطني‪.4‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 37‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،405-02‬التي جاء فيها‪ " :‬يمكن‬
‫رئيس المركز القنصلي أن يمنح تأشيرات للرعايا األجانب الخاضعين إلجراءات التأشيرة‪ ،‬الراغبين في‬

‫‪ -1‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 15‬يونيو ‪ ،2015‬يحدد السرعة القصوى لمركبات نقل األشخاص والبضائع التي يتجاوز وزنها اإلجمالي‬
‫المرخص به مع الحمولة‪ ،‬بما في ذلك المقطورات ‪ 3.5‬أطنان‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،56‬صادرة في ‪ 25‬أكتوبر ‪.2015‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 7‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 11-08‬على‪ " :‬تحدد إجراءات وكيفيات منح التأشيرات عن طريق التنظيم"‪.‬‬
‫‪ -3‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-François JULIEN-LAFERRIÈRE, Dalloz professionnels, Pratique du contentieux administratif ,dossier 440,‬‬
‫‪Contentieux du droit des étrangers, 440.110, conditions de délivrance des visas, juin 2016 , synthèse d'actualité,‬‬
‫‪novembre 2019, p 24.‬‬
‫‪- 51 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الذهاب إلى الجزائر‪ ،‬إذا كانوا حاملين وثائق سفر قيد الصالحية‪ ،1"...‬كما تنص المادة ‪ 5‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 407-02‬على‪ ":‬يمارس رئيس المركز القنصلي في مجال اإلدارة‪ ،‬الصالحيات اآلتية‪- :‬‬
‫إصدار تأشيرات لألجانب الراغبين في الذهاب إلى الجزائر"‪.2‬‬
‫ما يالحظ في هذا الشأن أن القانون رقم ‪ 11-08‬المذكور سابًقا‪ ،‬ألغى أحكام األمر رقم ‪-66‬‬
‫‪ 3211‬المتعلق بوضعية األجانب في الجزائر دون اإلشارة إلى إلغاء النص التنظيمي المتعلق به وهو‬
‫المرسوم رقم ‪ 4212-66‬المتضمن تطبيق األمر رقم ‪ ،211-66‬وبما أن السلطة التنفيذية لم تصدر بعد‬
‫المرسوم الخاص بتنظيم وضعية األجانب في الجزائر تطبيًقا للقانون رقم ‪ ،11-08‬فإن أحكام المرسوم رقم‬
‫‪ 212-66‬تبقى سارية المفعول في جميع أحكامها إال ما يتعارض منها مع القانون رقم ‪ ،11-08‬والدليل‬
‫على ذلك أن الفضاء الرقمي المخصص للتأشيرة في الموقع الرسمي لو ازرة الشؤون الخارجية الجزائرية‬
‫يحدد النصوص التي تضبط إقامة وتنقل األجانب في الجزائر بالتأسيس على القانون رقم ‪ 11-08‬إضافة‬
‫للمرسوم الرئاسي رقم ‪.5251-03‬‬
‫ب‪ -‬تنظيم إجراءات منح تأشيرة التسوية وتمديد التأشيرة واإلقامة بموجب تعليمات وزارية‪ :‬نصت المادة‬
‫‪ 12‬من القانون رقم ‪ 11-08‬على تأشيرة التسوية التي تمنحها شرطة الحدود في الحاالت االستعجالية‬
‫وبناء عليه‬
‫ً‬ ‫وبصفة استثنائية لألجنبي الذي يدخل دون تأشيرة‪ ،‬وأحالت تفصيل هذه المسألة للتنظيم‪.6‬‬
‫صدرت التعليمة الو ازرية رقم ‪ ،09‬تتضمن تحديد شروط وكيفيات منح تأشيرة التسوية‪ ،7‬حيث يمكن في‬

‫‪ -1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،405-02‬مؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،2002‬يتعلق بالوظيفة القنصلية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،79‬صادرة في أول ديسمبر‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -2‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،407-02‬مؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،2002‬يحدد صالحيات رؤساء المراكز القنصلية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،79‬صادرة في أول ديسمبر ‪.2002‬‬
‫‪ -3‬أمر رقم ‪ ،211-66‬مؤرخ في ‪ 21‬يوليو ‪ ،1966‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬مرسوم رقم ‪ ،212-66‬مؤرخ في ‪ 21‬يوليو ‪ ،1966‬يتضمن تطبيق األمر رقم ‪ ،211-66‬المؤرخ في ‪ 21‬يوليو ‪ ،1966‬والمتعلق‬
‫بوضعية األجانب في الجزائر‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،64‬صادرة في ‪ 29‬يوليو ‪ ،1966‬معدل ومتمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،251-03‬مؤرخ‬
‫في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬ج ر العدد ‪ ،43‬صادرة في ‪ 20‬يوليو ‪.2003‬‬
‫‪ -5‬أنظر الموقع اإللكتروني الرسمي لو ازرة الشؤون الخارجية الجزائرية تاريخ وزمن التصفح‪ 06 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪www.mae.gov.dz/Visa.aspx‬‬
‫‪ -6‬أنظر المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -7‬التعليمة الو ازرية رقم ‪ ،09‬مؤرخة في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2019‬تتضمن تحديد شروط وكيفيات منح تأشيرة التسوية‪ ،‬منشورة على الموقع‬
‫اإللكتروني الرسمي لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 06 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪https://interieur.gov.dz/index.php/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-‬‬
‫‪%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪- 52 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الحاالت االستعجالية أن تمنح شرطة الحدود بصفة استثنائية تأشيرة التسوية لألجنبي الذي يتقدم إلى‬
‫مراكز الحدود دون تأشيرة‪ ،‬وتمنح هذه األخيرة عند توافر أسباب موضوعية ومشروعة لطلب دخول‬
‫األجنبي‪ ،‬وهذه الحاالت هي‪:‬‬
‫‪ -‬الوافد من بلد ال تتواجد به ممثلية دبلوماسية أو قنصلية جزائرية‪،‬‬
‫‪ -‬األجنبي المدعو من طرف مؤسسات الدولة في إطار رسمي‪،‬‬
‫‪ -‬الذي يمثل تواجده بالتراب الوطني مصلحة للدولة الجزائرية‪ ،‬ال سيما في المجال االقتصادي‪،‬‬
‫‪ -‬أفواج األجانب الوافدين إلى الجزائر‪ ،‬ال سيما عبر الموانئ‪ ،‬في إطار الترقية السياحية‪،‬‬
‫‪ -‬األجانب الذين يتقدمون إلى مراكز الحدود الحائزين على تأشيرة قنصلية قبل بداية سريان صالحيتها‬
‫بثالثة (‪ )3‬أيام على األكثر‪،‬‬
‫‪ -‬في الحاالت االستعجالية واإلنسانية حسب تقدير الحاالت‪.1‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 11-08‬المذكور سابًقا‪ ،‬على إمكانية السلطات اإلدارية‬

‫إقليميا الموافقة بصفة استثنائية على تمديد التأشيرة لمدة أقصاها تسعون (‪ً )90‬‬
‫يوما لألجنبي‬ ‫ً‬ ‫المختصة‬
‫الذي يرغب في تمديد مدة إقامته باإلقليم الجزائري ألكثر من المدة المرخص بها في التأشيرة‪ ،‬دون أن‬
‫يكون القصد من ذلك تثبت إقامته في الجزائر‪.2‬‬
‫بناء عليه‪ ،‬صدرت التعليمة رقم ‪ 25‬المتعلقة بتحديد شروط وكيفيات تمديد التأشيرة أو اإلقامة‬
‫و ً‬
‫في التراب الوطني‪ ،‬حيث حددت الحاالت والجهة اإلدارية المختصة في هذا المجال‪.3‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1/%D8%AA%D9%80%D8%A3%D8%B4‬‬
‫‪%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9.html‬‬
‫‪ -1‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬التعليمة رقم ‪ ،25‬مؤرخة في ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،2019‬متعلقة بتحديد شروط وكيفيات تمديد التأشيرة أو اإلقامة فوق التراب الوطني‪،‬‬
‫منشورة عبر الموقع اإللكتروني الرسمي لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 06 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‬
‫‪.22:00‬‬
‫‪https://interieur.gov.dz/index.php/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-‬‬
‫‪%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1/%D8%AA%D9%85%D8%AF%D9%8‬‬
‫‪A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%B4%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA.html‬‬
‫‪- 53 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -4‬التنظيم المتعلق بحاالت الظروف االستثنائية‪ :‬يكون المجتمع في بعض األحيان عرضة لظروف‬
‫استثنائية تتطلب من اإلدارة التعامل بالسرعة والصرامة الالزمة لمواجهة تلك الظروف‪ ،‬حيث يجوز تقييد‬
‫حقوق وحريات األفراد بطريقة أكثر تشد ًدا من تلك المطبقة في الظروف العادية‪ ،‬ولهذا تحوز السلطات‬
‫اإلدارية وسائل وإمكانيات كبيرة للتدخل في مواجهة هذه الظروف‪.‬‬
‫إن الحاجة إلى تعليق مشروعية الحالة العادية في أوقات األزمات أو الخطر الجسيم كانت محل‬
‫نقاش منذ مدة طويلة‪ ،‬حيث يرى الفقيه الكبير ‪ Montesquieu‬بأن هناك حاالت تستوجب أن تحجب فيها‬
‫الحرية لبعض الوقت‪ ،‬وذلك بالنظر ألن مشروعية الحالة العادية غير كافية‪ ،‬وال تمنح لإلدارة القدرة على‬
‫التعامل مع الظروف االستثنائية سواء كانت من أصل بشري مثل الحروب أو طبيعية مثل الزالزل‬
‫والفيضانات‪ ،‬لهذا تتحرر اإلدارة بشكل مؤقت من قيود المشروعية العادية‪.1‬‬
‫وتشكل الظروف االستثنائية الميدان العملي الذي يتعاظم فيه دور السلطة التنفيذية في تقييد‬
‫الحقوق والحريات بصفة عامة وحرية التنقل بصفة خاصة‪ ،‬حيث تشكل األخيرة الحرية األكثر عرضة‬
‫للتقييد والمساس‪ .‬يمكن تقسيم الظروف االستثنائية إلى حاالت متعلقة باألمن العمومي وحاالت أخرى‬
‫متعلقة بالصحة العمومية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحاالت المتعلقة باألمن العمومي‪ :‬نص الدستور الجزائري على مختلف صور الظروف االستثنائية‬
‫أخير حالة الحرب‪ .‬وتشكل حالتي‬
‫وهي‪ :‬حالة الحصار‪ ،‬الطوارئ‪ ،‬الحالة االستثنائية‪ ،‬حالة التعبئة العامة و ًا‬
‫الحصار والطوارئ أهم األنظمة القانونية المؤثرة على حرية التنقل‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬حالة الحصار‪ :‬نص المؤسس الدستوري على حالة الحصار في المادة ‪ 97‬التي جاء فيها‪:‬‬
‫" يقرر رئيس الجمهورية‪ ،‬إذا دعت الضرورة الملحة‪ ،‬حالة الطوارئ أو الحصار‪ ،‬لمدة أقصاها ثالثون‬
‫(‪ )30‬يوما‪ ،2 "...‬وقد تم إقرار حالة الحصار بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬نتيج ًة لألحداث‬
‫السياسية التي أعقبت نتائج االنتخابات التشريعية صائفة ‪.1991‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Sébastien PLATON, « Régimes d’exception», JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. 90,‬‬ ‫‪date du‬‬
‫‪fascicule: 9 Août 2012, date de la dernière mise à jour: 4 avril 2018, p 2.‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 97‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 54 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تظهر صرامة حالة الحصار من خالل تحويل االختصاص في ممارسة مختلف إجراءات الضبط‬
‫اإلداري إلى السلطات العسكرية‪ ،‬حيث تختص هذه األخيرة بممارسة الصالحيات المسندة للسلطات المدنية‬
‫في مجال النظام واألمن العموميين‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 3‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.1196-91‬‬
‫تعتبر حرية التنقل من أكثر الحريات التي تمسها اإلجراءات المتخذة في إطار حالة الحصار‪،‬‬
‫يظهر ذلك من خالل‪:‬‬
‫البند األول‪ -‬إجراء االعتقال اإلداري‪ :‬نصت على هذا اإلجراء المادة ‪ 4‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪-91‬‬
‫‪ ،196‬حيث جاء فيها‪ " :‬يمكن السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة‪ ،‬ضمن الحدود والشروط‬
‫التي تحددها الحكومة أن تتخذ تدابير االعتقال اإلداري‪ ...‬ضد كل شخص راشد يتبن أن نشاطه خطير‬
‫على النظام العام وعلى األمن العمومي أو السير العادي للمرافق العامة"‪.2‬‬
‫ولقد فصل المرسوم التنفيذي رقم ‪ 201-91‬شروط تطبيق إجراء االعتقال اإلداري‪ ،‬مع المالحظة‬
‫أن هذا المرسوم استبدل عبارة " االعتقال اإلداري" الواردة في المرسوم الرئاسي رقم ‪ 196-91‬بعبارة‬
‫" الوضع في مركز األمن"‪.3‬‬
‫البند الثاني‪ -‬إجراء الوضع تحت اإلقامة الجبرية‪ :‬نصت على هذا اإلجراء المادة ‪ 4‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ ،196-91‬وقد صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،202-91‬الذي يضبط حدود الوضع تحت اإلقامة‬
‫الجبرية وشروطها‪.4‬‬
‫البند الثالث‪ -‬إجراء المنع من اإلقامة‪ :‬نصت على هذا اإلجراء المادة ‪ 8‬مطة ‪ 3‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ ،196-91‬والتي جاء فيها‪ " :‬يمكن السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة أن تقوم‪ ...‬تمنع‬
‫إقامة أي شخص راشد يتبن أن نشاطاته مضرة بالنظام العام وبالسير العادي للمرافق العمومية‪،5"...‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬مؤرخ في ‪ 4‬يونيو ‪ ،1991‬يتضمن تقرير حالة الحصار‪ ،‬ج ر العدد ‪،29‬‬
‫صادرة في ‪ 12‬يونيو ‪( .1991‬ملغى)‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،201-91‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،1991‬يضبط حدود الوضع في مركز األمن وشروطه‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪ 4‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬المؤرخ في ‪ 4‬يونيو ‪ ،1991‬المتضمن تقرير حالة الحصار‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪ 26‬يونيو‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ -4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،202-91‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،1991‬يضبط حدود الوضع تحت اإلقامة الجبرية وشروطها‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪4‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬المؤرخ في ‪ 4‬يونيو ‪ ،1991‬والمتضمن تقرير حالة الحصار‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪26‬‬
‫جوان ‪.1991‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وتطبيًقا لهذه المادة صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-91‬الذي يضبط كيفيات تطبيق تدابير المنع من‬
‫اإلقامة‪.1‬‬
‫البند الرابع‪ :‬إجراء منع مرور وتجمع األشخاص في الطر واألماكن العمومية‪ :‬نصت على هذا اإلجراء‬
‫المادة ‪ 8‬مطة ‪ 1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬حيث جاء فيها‪ " :‬يمكن السلطات العسكرية‬
‫المخولة صالحيات الشرطة أن تقوم ‪ ...‬أن تضيق أو تمنع مرور أشخاص أو تجمعهم في الطر‬
‫واألماكن العمومية‪ ،2"...‬يالحظ أن هذا اإلجراء لم يتم تنظيمه بموجب مرسوم تنفيذي مثل اإلجراءات‬
‫السابقة‪ ،‬والسبب أنه إجراء بسيط من حيث درجة مساسه بحرية التنقل مقارنة باإلجراءات السابقة‪ ،‬والتي‬
‫تنطوي على إجراءات تمس بحرية التنقل بشكل جسيم‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬حالة الطوارئ‪ :‬نص المؤسس الدستوري على حالة الطوارئ مقرونة بحالة الحصار‪ ،‬وذلك‬
‫ضمن نص المادة ‪ 97‬التي جاء فيها‪ " :‬يقرر رئيس الجمهورية‪ ،‬إذا دعت الضرورة الملحة‪ ،‬حالة‬
‫الطوارئ أو الحصار‪ ،‬لمدة أقصاها ثالثون (‪ )30‬يوما‪."...‬‬
‫إن تأثير حالة الطوارئ على الحقوق والحريات العامة ال يختلف ًا‬
‫كثير عن تأثير حالة الحصار‪،‬‬
‫حيث يظهر ذلك بشكل واضح ومباشر بالنسبة لحرية تنقل األفراد‪ ،‬وذلك عبر مختلف اإلجراءات‬
‫الضبطية التي ينظمها مرسوم إعالن حالة الطوارئ‪.3‬‬
‫لكن على عكس حالة الحصار التي تختص فيها السلطات العسكرية بممارسة االختصاصات‬
‫المسندة للسلطات المدنية في مجال حفظ النظام واألمن العموميين‪ ،‬فإن حالة الطوارئ ال تسلب هذا‬
‫االختصاص من السلطات المدنية‪ ،‬فوزير الداخلية على المستوى الوطني والوالي على المستوى المحلي‬
‫هما اللذان يتوليان اتخاذ التدابير الالزمة لحفظ النظام العام‪.4‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،203-91‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ، 1991‬يضبط كيفيات تطبيق تدابير المنع من اإلقامة المتخذة طبقا للمادة ‪8‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-19‬المؤرخ في ‪ 4‬يونيو ‪ ،1991‬والمتضمن تقرير حالة الحصار‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،32‬صادرة في ‪26‬‬
‫يونيو ‪.1991‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،44-92‬مؤرخ في ‪ 9‬فبراير ‪ ،1992‬يتضمن إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،10‬صادرة في ‪ 9‬فبراير‬
‫‪ ،1992‬متمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،320-92‬مؤرخ في ‪ 11‬غشت ‪ ،1992‬ج ر العدد ‪ ،61‬صادرة في ‪ 12‬غشت ‪.1992‬‬
‫(ملغى)‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،44-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 56 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫نص المرسوم الرئاسي رقم ‪ 44-92‬على مجموعة من اإلجراءات التي يتم من خاللها تقييد حرية‬
‫التنقل‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫البند األول‪ -‬الوضع في مركز األمن (االعتقال اإلداري)‪ :‬نصت على هذا اإلجراء المادة ‪ 5‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ ،44-92‬حيث يمكن لوزير الداخلية أن يأمر بوضع أي شخص بالغ ينطوي سلوكه على‬
‫تهديد للنظام واألمن العموميين أو على السير الحسن للمصالح العمومية في مركز أمن‪.1‬‬

‫يشكل االعتقال اإلداري ً‬


‫قيدا يحرم الفرد من التمتع بحريته في التنقل‪ ،‬حيث تنص في هذا الشأن‬
‫المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 75-92‬على‪ " :‬يعتبر الوضع في مركز أمن‪ ،‬تدبي ار إداريا‪ ،‬ذا طابع‬
‫وقائي‪ ،‬يتمثل في حرمان كل شخص راشد يعرض سلوكه للخطر‪ ،‬النظام واألمن العموميين‪ ،‬وكذا حسن‬
‫سير المصالح العمومية من حريته في الذهاب واإلياب‪ ،‬بوضعه في أحد المراكز المحدثة بقرار من وزير‬
‫الداخلية والجماعات المحلية"‪.2‬‬
‫البند الثاني‪ -‬المنع من اإلقامة والوضع تحت اإلقامة الجبرية‪ :‬نصت المادة ‪ 6‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 44-92‬على‪ " :‬يخول وضع حالة الطوارئ حيز التنفيذ‪ ،‬لوزير الداخلية والجماعات المحلية في كامل‬
‫التراب الوطني‪ ،‬والوالي على امتداد تراب واليته في إطار التوجيهات الحكومية‪ ،‬سلطة القيام بما يأتي‪:‬‬
‫‪-4...‬منع من اإلقامة أو وضع تحت اإلقامة الجبرية كل شخص راشد يتضح أن نشاطه مضر بالنظام‬
‫العام‪.3"...‬‬
‫على خالف الوضع بالنسبة لحالة الحصار‪ ،‬حيث تم تنظيم الوضع تحت اإلقامة الجبرية والمنع‬
‫من اإلقامة بواسطة المرسومين التنفيذيين رقم ‪ 202-91‬و‪ 203-91‬سالفي الذكر‪ ،‬لم يصدر المرسوم‬
‫التنفيذي الذي ينظم المنع من اإلقامة والوضع تحت اإلقامة الجبرية‪ ،‬حيث اقتصر المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 75-92‬على اإلشارة لتنظيمها بموجب تعليمة و ازرية‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 10‬من هذا المرسوم‪،‬‬
‫والتي جاء فيها‪ " :‬يبين وزير الداخلية والجماعات المحلية بتعلمية‪ ،‬كيفيات تطبيق مختلف تدابير حالة‬
‫الطوارئ‪ ،‬ال سيما المتعلقة بالوضع تحت اإلقامة الجبرية‪ ،‬والمنع من اإلقامة والتفتيش"‪.4‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 5‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،44-92‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،75-92‬مؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،1992‬يحدد شروط تطبيق بعض أحكام المرسوم الرئاسي رقم ‪،44-92‬‬
‫المؤرخ في ‪ 9‬فبراير ‪ ،1992‬والمتضمن إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،14‬صادرة في ‪ 23‬فبراير ‪.1992‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 6‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،44-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،75-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 57 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫البند الثالث‪ -‬حظر التجول‪ :‬نصت المادة ‪ 6‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 44-92‬في النقطة رقم ‪ 01‬على‬
‫اختصاص وزير الداخلية على المستوى الوطني والوالي على المستوى المحلي بتحديد أو منع مرور‬
‫األشخاص والسيارات في بعض األماكن واألوقات المحددة‪.1‬‬
‫قيدا على حرية تنقل األفراد‪ ،‬حيث يمنع عليهم خالل سريان الحظر التنقل‬
‫يشكل حظر التجول ً‬
‫من أو إلى المناطق المعنية بالحظر‪ .‬وفي إطار تطبيق حالة الطوارئ‪ ،‬صدر قرار وزير الداخلية المؤرخ‬
‫في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،1992‬يتضمن إعالن حظر التجول في بعض الواليات‪ ،‬في هذا الشأن نصت المادة ‪2‬‬
‫من هذا القرار على‪ " :‬يمنع كل تنقل لألشخاص‪ ،‬طيلة حظر التجول‪ ،‬في الطرقات والساحات العمومية‪،‬‬
‫ما عدا المستخدمين المنصوص عليهم أدناه والمرخص لهم بصفة استثنائية‪.2"...‬‬
‫ب‪ -‬الحاالت المتعلقة باألوبئة والمخاطر الصحية‪ :‬تؤثر الظروف المرتبطة باألمن والنظام العام على‬
‫حرية التنقل‪ ،‬حيث تلجأ السلطات العمومية إلى تقييد ممارسة هذه الحرية بهدف حماية النظام العام نتيجة‬
‫التهديد الذي ينطوي عليه ترك األفراد يمارسون حريتهم في التنقل بكل طالقة ودون قيود‪ ،‬لكن قد يكون‬
‫تهديدا على الصحة العمومية‪ ،‬حيث تلجأ‬
‫ً‬ ‫ناتجا عن ظروف صحية طارئة تشكل‬
‫تقييد هذه الحرية ً‬
‫السلطات العمومية إلى تقييد حرية تنقل األفراد من أجل منع انشار األوبئة واألمراض عن طريق التقليل‬
‫من حركة التنقل‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 43‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 11-18‬المتعلق بالصحة على‪ " :‬تضع الدولة التدابير‬
‫الصحية القطاعية والقطاعية المشتركة الرامية إلى وقاية المواطنين وحمايتهم من األمراض ذات‬
‫االنتشار الدولي‪ ،3"...‬والهدف من هذه التدابير حماية المواطنين من كل ما يهدد صحتهم من أمراض‬
‫وأوبئة ومخاطر العدوى‪ ،‬وذلك باتخاذ كافة التدابير الالزمة لصيانة صحة اإلنسان والوقاية من كل تهديد‬
‫للصحة العمومية‪ ،‬ويتجلى ذلك في مختلف أشكال الرقابة التي تقوم بها اإلدارة‪.4‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬كانت جائحة فيروس كورونا (‪ )Covid 19‬التي ظهرت في الصين في نوفمبر‬
‫‪ 2019‬واجتاحت العالم بشكل سريع مطلع عام ‪ ،2020‬السبب الذي فرض على كل دول العالم تقر ًيبا‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 6‬نقطة رقم ‪ 01‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،44-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار وزير الداخلية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،1992‬يتضمن إعالن حظر التجول في تراب بعض الواليات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،85‬صادرة‬
‫في ‪ 2‬ديسمبر ‪.1992‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،11-18‬مؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ ،2018‬يتعلق بالصحة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة في ‪ 29‬يوليو ‪.2018‬‬
‫‪ -4‬ياسين بن بريح‪ " ،‬التنظيم القانوني آلليات الضبط اإلداري"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬المجلد‬
‫‪ ،08‬العدد ‪ ،15‬جانفي ‪ ،2019‬ص ‪.49‬‬
‫‪- 58 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشار هذا الوباء‪ ،‬كان من أبرزها تقييد حرية التنقل سواء على المستوى‬
‫الخارجي أو الداخلي‪ ،‬األمر الذي نتج عنه منع حركة التنقل والسفر إلى الخارج بشكل كلي‪ ،‬وفرض‬
‫تدابير صارمة على التنقل الداخلي‪.‬‬
‫اختلفت الدول في التعامل مع جائحة كورونا من الناحية القانونية‪ ،‬حيث نجد بعض الدول أوكلت‬
‫للمشرع إصدار قوانين لتنظيم حالة الطوارئ الصحية ثم تتولى الحكومة بعدها إصدار مختلف اإلجراءات‬
‫التنفيذية عن طريق المراسيم والق اررات الو ازرية‪ ،‬بينما في دول أخرى نجد أن السلطة التشريعية غابت عن‬
‫ممارسة أي دور في مواجهة هذه الجائحة‪ ،‬في مقابل هيمنة للسلطة التنفيذية في ضبط اإلطار القانوني‬
‫لمواجهة ومكافحة انتشار الجائحة‪ .‬وقد سلكت السلطات العمومية في الجزائر الطريقة األخيرة‪ ،‬وهو ما‬
‫يطرح التساؤل حول األساس القانوني لتطبيق حالة الطوارئ الصحية؟‬
‫الفقرة األولى‪ -‬المرسوم التنفيذي المتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪)19 -‬‬
‫ومكافحته ومختلف المراسيم الملحقة به‪ :‬بهدف تجسيد التدابير التي اتخذتها الدولة الجزائرية في إطار‬
‫استراتيجية محاربة وباء كورونا (كوفيد‪ )19-‬على أرض الواقع‪ ،‬أصدر الوزير األول المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،69-20‬المتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،1‬كما أتبعه‬
‫بالمرسوم رقم ‪ 70-20‬يتضمن التدابير التكميلية للوقاية من انتشار فيروس كورونا ومكافحته‪ ،2‬تتابعت‬
‫بعدها المراسيم التنفيذية الصادرة عن الوزير األول‪ ،‬وذلك حسب تطور وضعية انتشار وباء كورونا‬
‫(كوفيد‪ )19-‬وتعزيز اإلجراءات الالزمة لمجابهته‪ ،‬وكذا مراجعتها حسب الظروف‪.‬‬
‫نتيج ًة لكل هذه التدابير الضبطية المتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬طرح‬
‫البعض مسألة توافق اإلجراءات المستحدثة مع الحقوق والحريات العامة‪ ،3‬حيث تتضمن التدابير الصادرة‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،69-20‬مؤرخ في ‪ 21‬مارس ‪ ،2020‬يتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد ‪،)19‬‬
‫ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،15‬صادرة في ‪ 21‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ ،2020‬يحدد تدابير تكميلية للوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪-‬‬
‫‪ )19‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،16‬صادرة في ‪ 24‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪ -3‬علي الصديقي‪ " ،‬أزمة –كورونا‪ :-‬مراجعات في الفكر القانوني المعاصر (قراءة نقدية)"‪ ،‬مجلة الفقه والقانون الدولية‪ ،‬مجلة‬
‫إلكترونية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬ماي ‪ ،2020‬ص ‪.29‬‬
‫‪- 59 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫خصوصا حرية التنقل‪ ،‬حرية‬


‫ً‬ ‫تقييدا لممارسة بعض الحقوق والحريات األساسية‪،‬‬‫ً‬ ‫عن الوزير األول‬
‫االجتماع‪ ،‬حرية الصناعة والتجارة وغيرها‪.1‬‬
‫من خالل تحليل نصوص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 69-20‬ومجموع المراسيم التنفيذية الملحقة به‪،‬‬
‫نجد أن حرية التنقل هي الحرية التي تعرضت للقدر األكبر من التقييد‪ ،‬سواء بشكل مباشر أو غير‬
‫مباشر‪ .‬لم يتضمن المرسوم التنفيذي رقم ‪ 69-20‬إشارة مباشرة إلى تقييد حرية التنقل‪ ،‬لكنه نص في‬
‫المادة ‪ 3‬منه على تعليق خدمات النقل بجميع أنواعه‪ ،‬سواء خدمات النقل الجوي الداخلي‪ ،‬النقل البري‪،‬‬
‫النقل بالسكك الحديدية‪ ،‬والنقل الجماعي الموجه (الميترو‪ ،‬الترامواي‪ ،‬سيارات األجرة)‪ ،‬ويستثنى من هذا‬
‫اإلجراء نشاط نقل المسافرين‪.2‬‬
‫لم تكن التدابير التي جاء بها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 69-20‬كافية لمواجهة االنتشار السريع لوباء‬
‫كورونا‪ ،‬لهذا كان من الالزم المرور إلى تدابير أكثر تشد ًدا‪ ،‬فصدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-20‬حيث‬
‫استهدف بشكل أساسي تقييد حرية التنقل‪ ،‬وهذا من خالل وضع أنظمة للحجر الصحي الكلي أو الجزئي‪،‬‬
‫حيث تنص في هذا اإلطار المادة األولى فقرة ‪ 02‬من هذا المرسوم على‪ " :‬ترمي هذه التدابير التكميلية‬
‫إلى وضع أنظمة للحجر‪ ،‬وتقييد الحركة‪.3"...‬‬
‫عرفت المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 70-20‬الحجر المنزلي الكلي بأنه‪ " :‬يتمثل‬
‫الحجر المنزلي الكلي في إلزام األشخاص بعدم مغادرة منازلهم أو أماكن إقامتهم‪ ،‬خالل الفترة المعنية‪،‬‬
‫ما عدا في الحاالت المنصوص عليها في هذا المرسوم"‪ ،4‬كما عرفت المادة نفسها الحجر المنزلي‬
‫الجزئي بأنه‪ " :‬ويتمثل الحجر المنزلي الجزئي في إلزام األشخاص بعدم مغادرة منازلهم أو أماكن‬
‫إقامتهم‪ ،‬خالل الفترة و‪ /‬أو الفترات الزمنية المقررة من طرف السلطات العمومية"‪.5‬‬

‫‪ -1‬أحسن غربي‪ " ،‬دور الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فيروس كورونا بالجزائر"‪ ،‬مجلة كلية القانون الكويتية العالمية‪،‬‬
‫ملحق خاص‪ ،‬العدد ‪ ،06‬جوان ‪ ،2020‬ص ‪.649‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،69-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ ،2020‬يحدد تدابير تكميلية للوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪-‬‬
‫‪ )19‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،16‬صادرة في ‪ 24‬مارس ‪ ،2020‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،127-20‬مؤرخ في ‪ 20‬مايو‬
‫‪ ،2020‬ج ر العدد ‪ ،30‬صادرة في ‪ 21‬مايو ‪.2020‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 60 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ينتج عن تطبيق إجراء الحجر الصحي المنزلي الكلي أو الجزئي منع حركة تنقل األفراد خالل‬
‫أيضا داخل هذه المناطق طيلة فترة تطبيق إجراء‬
‫فترات الحجر من وإلى الواليات أو البلديات المعنية‪ ،‬و ً‬
‫الحجر الصحي‪.1‬‬
‫بالمقابل‪ ،‬نص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 70-20‬على جملة من االستثناءات التي ترد على إجراء‬
‫الحجر المنزلي‪ ،‬حيث يمكن الترخيص لألفراد بالتنقل على سبيل االستثناء‪ ،‬وذلك ألسباب متعلقة بقضاء‬
‫احتياجات التموين من المتاجر المرخص لها‪ ،‬قضاء احتياجات التموين بجواز المنزل‪ ،‬لضرورات العالج‬
‫الملحة‪ ،‬أو لممارسة نشاط مهني مرخص به‪.2‬‬
‫بعد ذلك صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،145-20‬الذي جاء في إطار االستئناف التدريجي‬
‫والمكيف لبعض األنشطة االقتصادية والتجارية والخدماتية‪ ،‬حيث رخصت المادة ‪ 5‬من هذا المرسوم بتنقل‬
‫المستخدمين في قطاع البناء واألشغال العمومية والري‪ ،‬عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬من الساعة الخامسة‬
‫مساء‪ ،‬مع ضرورة التقيد بتدابير الحماية واألمن المفروضة من‬
‫ً‬ ‫صباحا إلى غاية الساعة السابعة (‪)7‬‬
‫ً‬ ‫(‪)5‬‬
‫قبل السلطات العمومية‪ .3‬تحدد كيفيات تسليم رخصة التنقل االستثنائية من طرف اللجنة الوالئية المكلفة‬
‫بتنسيق النشاط القطاعي للوقاية من وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪.4‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 9‬فقرة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 70-20‬على الترخيص بالتنقل الضروري‬
‫لألشخاص من أجل ممارسة األنشطة المنصوص عليها في المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي نفسه‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى هذه المادة األخيرة نجدها تنص على إجراء الغلق المتعلق بممارسة أنشطة التجارة بالتجزئة‪،‬‬
‫باستثناء تلك المتعل قة بضمان تموين السكان بالمواد الغذائية‪ ،‬الصيانة والتنظيف والمواد الصيدالنية‪ ،5‬فكل‬
‫شخص يمارس واحدة من هذه األنشطة التجارية يرخص له بالتنقل بشرط أن يكون ذلك ضرورًيا‪ ،‬ويتعلق‬
‫بالنشاط التجاري المحدد في المادة أعاله‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،145-20‬مؤرخ في ‪ 7‬يونيو ‪ ،2020‬يتضمن تعديل نظام الوقاية من انتشار وباء‬
‫فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة في ‪ 7‬يونيو ‪.2020‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬أنظر المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كما سمحت المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 70-20‬للباعة المتجولين للمواد الغذائية بالتنقل‬
‫من أجل ممارسة نشاطهم بالمناوبة على األحياء‪ ،‬بشرط احترام تدابير التباعد الجسدي‪.1‬‬
‫تم الرفع الكلي إلجراء الحجر المنزلي الجزئي عن ‪ 15‬والية‪ ،‬وذلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم‬
‫ليال‬
‫‪ ، 159-20‬وبهذا زالت كل القيود المفروضة على حرية تنقل األفراد بعد الساعة الثامنة (‪ً )20:00‬‬
‫بالنسبة لهذه الواليات‪ ،‬أما بالنسبة للواليات األخرى فقد تم تعديل توقيت الحجر الجزئي المنزلي من الساعة‬
‫ليال إلى غاية الساعة الخامسة (‪ )05.00‬من صباح اليوم الموالي‪.2‬‬
‫الثامنة (‪ً )20:00‬‬
‫كما رخص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 159-20‬باستئناف نشاطات النقل الحضري وشبه الحضري‬
‫للمسافرين بالحافالت‪ ،‬الترامواي والنقل الفردي الحضري لسيارات األجرة عبر كامل واليات الوطن‪ ،‬بشرط‬
‫التقيد الصارم بتدابير الوقاية‪.‬‬
‫بعدها جاء المرسوم التنفيذي رقم ‪ 168-20‬بآلية جديدة إلقرار إجراء الحجر المنزلي الكلي أو‬
‫الجزئي‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 3‬من هذا المرسوم على‪ " :‬يجب على الوالة‪ ،‬إذا اقتضت الوضعية الصحية‬
‫ذلك وبعد موافقة السلطات المختصة‪ ،‬إقرار حجر منزلي جزئي أو كلي يستهدف مكانا أو بلدية أو حيا‬
‫أو أكثر تشهد بؤر للعدوى"‪ ،3‬نجد هنا أن االختصاص بفرض إجراء الحجر المنزلي تم توسيعه ليشمل‬
‫الوالة إلى جانب الوزير األول‪ ،‬وذلك حسب تطور الوضعية الوبائية الخاصة بكل والية‪ ،‬غير أنه يالحظ‬
‫بأن النص التنظيمي المذكور أعاله جاء بصيغة االلزام‪ ،‬بمعنى أنه لم يمنح السلطة التقديرية للوالة في‬
‫فرض الحجر الصحي‪ ،‬وهو ما تم تداركه الحًقا في المرسوم التنفيذي رقم ‪.4182-20‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،159-20‬مؤرخ في ‪ 13‬يونيو ‪ ،2020‬يتضمن تعديل الحجر المنزلي والتدابير المتخذة في إطار نظام الوقاية‬
‫من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،35‬صادرة في ‪ 14‬يونيو ‪.2020‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،168-20‬مؤرخ في ‪ 29‬يونيو ‪ ،2020‬يتضمن تمديد الحجر الجزئي المنزلي وتدعيم تدابير‬
‫نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،38‬صادرة في ‪ 30‬يونيو ‪.2020‬‬
‫‪ -4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،182-20‬مؤرخ في ‪ 9‬يوليو ‪ ،2020‬يتضمن تعزيز نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪-‬‬
‫‪ )19‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة في ‪ 11‬يوليو ‪ ،2020‬تنص المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 02‬منه على‪ " :‬غير أنه يمكن الوالة‪ ،‬وبعد‬
‫موافقة السلطات المختصة‪ ،‬اتخاذ كل التدابير التي تقتضيها الوضعية الصحية لكل والية‪ ،‬السيما إقرار أو تعديل أو ضبط أوقات‬
‫حجر منزلي جزئي أو كلي يستهدف بلدية أو مكانا أو حيا‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬تشهد بؤ ار للعدوى"‪.‬‬
‫‪- 62 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وتنفي ًذا لذلك‪ ،‬صدرت العديد من الق اررات الوالئية المتعلقة بفرض الحجر الجزئي على بلديات‬
‫معينة‪ ،‬ولمدة محددة‪ .‬وقد ترتب على هذه الق اررات الوالئية توقيف حركة التنقل والمرور‪ ،‬وكذا حركة النقل‬
‫الجماعي والحضري والنقل الخاص خالل فترة الحجر المنزلي‪.1‬‬
‫إن اإلجراء الجديد الذي كرسه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 182-20‬تمثل في منع حركة التنقل بين‬
‫الواليات المشمولة بإجراء الحجر المنزلي وهذا بموجب المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-20‬‬
‫‪ ،182‬حيث جاء فيها‪ " :‬تمنع لمدة ثمانية (‪ )8‬أيام‪ ،‬حركة المرور‪ ،‬بما فيها السيارات الخاصة‪ ،‬من‬
‫وإلى الواليات المذكورة في المادة ‪ 2‬أعاله‪ .‬غير أنه يمكن للوالة‪ ،‬إذا اقتضت الضرورة ذلك أو‬
‫للوضعيات االستثنائية‪ ،‬منح تراخيص للمرور"‪ ،2‬كما تم تعليق نشاط النقل الحضري لألشخاص‪ ،‬بنوعيه‬
‫العمومي والخاص‪ ،‬خالل أيام العطلة األسبوعية في الواليات التي حددتها المادة ‪ 2‬من هذا المرسوم‬
‫التنفيذي‪.3‬‬
‫تميز تسيير السلطات العمومية لمرحلة انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬بالنسبة لوتيرة‬
‫تطبيق إجراء الحجر الجزئي المنزلي بالتشدد تارة والتخفيف تارة أخرى‪ ،‬وذلك حسب درجة تصاعد الحالة‬
‫الوبائية المسجلة من طرف السلطات العمومية الصحية‪ ،‬لهذا نجد أن تحسن الحالة الوبائية على الصعيد‬
‫الوطني وتراجع عدد اإلصابات بهذا الفيروس جعل السلطات العمومية تقرر الرفع الكلي إلجراء الحجر‬
‫المنزلي شهر أكتوبر ‪ ،2021‬وذلك بعد قرابة السنة ونصف من تطبيق هذا اإلجراء‪ ،‬إذ تنص في هذا‬
‫اإلطار المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 398-21‬على‪ ":‬يرفع إجراء الحجر الجزئي المنزلي عبر‬
‫كامل التراب الوطني"‪.4‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬اإلشكال القانوني المرتبط بتطبيق حالة الطوارئ الصحية‪ :‬نص المؤسس الدستوري على‬
‫مختلف التطبيقات العملية التي تندرج ضمن نطاق الظروف االستثنائية تحت عنوان " الحاالت‬

‫‪ -1‬طبق هذا اإلجراء في عديد الواليات مثل‪ :‬المسلية‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الوادي‪ ،‬تيبازة‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الطارف‪ ،‬تمنراست‪ ،‬أدرار‪ ،‬ورقلة‪ ،‬مستغانم‪ ،‬تبسة‬
‫وتيزي وزو‪ ،‬أنظر الملحق رقم‪ ،01 :‬ص ‪.621‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،182-20‬مرجع سابق‪ .‬تم الحًقا إلغاء إجراء منع حركة المرور من وإلى‬
‫الواليات المعنية بالحجر الجزئي‪ ،‬وذلك ما نصت عليه المادة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،225-20‬مؤرخ في ‪ 8‬غشت ‪،2020‬‬
‫يتضمن تخفيف نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة في ‪ 9‬غشت ‪.2020‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،182-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،398-21‬مؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر ‪ ،2021‬يتضمن تخفيف تدابير نظام الوقاية من انتشار وباء‬
‫فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،80‬صادرة في ‪ 20‬أكتوبر ‪.2021‬‬
‫‪- 63 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االستثنائية"‪ ،‬وهي‪ :‬حالتي الطوارئ والحصار (المادة ‪ ،)97‬الحالة االستثنائية (المادة ‪ ،)98‬حالة التعبئة‬
‫العامة (المادة ‪ ،)99‬وأخي ًار حالة الحرب (المادة ‪.)100‬‬
‫سبق للجزائر أن عرفت تطبيق حالة الحصار بعد زلزال األصنام‪ ،1‬وبعدها في صائفة ‪1991‬‬
‫أثناء األحداث السياسية التي أعقبت نتائج االنتخابات التشريعية‪ ،2‬أما حالة الطوارئ فتم اإلعالن عنها بعد‬
‫توقيف المسار السياسي مطلع سنة ‪ ،31992‬أما الحالة االستثنائية فقد تم اإلعالن عنها بموجب خطاب‬
‫رئيس الجمهورية إلى أعضاء المجلس الوطني بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪ ،1963‬حول وضع حيز التنفيذ المادة ‪59‬‬
‫من الدستور‪ ،‬والمتعلقة بالسطات االستثنائية لرئيس الجمهورية‪.4‬‬
‫بناء على المواد الدستورية المذكورة أعاله‪ ،‬نجد أن نظام حالة الطوارئ الصحية غير مكرس‪ ،‬هذه‬
‫ً‬
‫األخيرة ترتبط بالخطر الذي يهدد الصحة العمومية‪ ،‬بينما نجد أن حالة الطوارئ المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 97‬من الدستور ترتبط بالخطورة التي تهدد نظام الحكم والسير العادي للمؤسسات الدستورية‪.‬‬
‫فالمعنى الوارد في صلب هذه المادة ينصرف إلى حالة تعرض األمن العام في الدولة أو في جزء منها‬
‫للخطر بسبب حدوث اضطرابات داخلية‪ ،‬وهذا ما يفهم من التطبيق العملي لحالة الطوارئ المعلنة بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 44-92‬المذكور سابًقا‪.‬‬
‫كما نجد أن المشرع العادي هو اآلخر لم ينظم حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬فالقانون رقم ‪11-18‬‬
‫المتعلق بالصحة ال ينص على هذه الحالة‪ ،‬إذ اقتصر على النص في القسم الثاني من الفصل الثاني‬
‫الموسوم ب‪ ":‬الوقاية من األمراض ذات االنتشار الدولي ومكافحتها" على التدابير المتعلقة بالوقاية على‬
‫مستوى نقاط المراقبة الصحية في المنافذ الحدودية‪ ،5‬كما لم ينص المشرع من خالل القانون رقم ‪20-04‬‬
‫المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة على حالة الطوارئ‬

‫‪ -1‬مرسوم رقم ‪ ،251-80‬مؤرخ في ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،1982‬يتضمن اإلعالن عن المناطق المنكوبة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،42‬صادرة في ‪14‬‬
‫أكتوبر ‪.1980‬‬
‫‪ -2‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،196-91‬مؤرخ في ‪ 4‬يونيو ‪ ،1991‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،44-92‬مؤرخ في ‪ 9‬فبراير ‪ ،1992‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬ناصر لباد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -5‬قانون رقم ‪ ،11-18‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 64 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الصحية‪ ،‬واكتفى باإلشارة في المادة ‪ 55‬إلى مخططات النجدة في مرحلة االستعجال أو المرحلة "الحمراء"‬
‫ضمن المنظومة الوطنية لتسيير الكوارث‪.1‬‬
‫بتحليل المرسوم التنفيذي رقم ‪ 69-20‬المذكور سابًقا‪ ،‬ومجموع المراسيم التنفيذية الملحقة به‪ ،‬نجد‬
‫أنها تمس بصفة جسيمة بمجموعة كبيرة من الحقوق والحريات العامة المضمونة بموجب الدستور‬
‫والنصوص الدولية‪ ،‬كحرية ممارسة الشعائر الدينية‪ ،‬الحق في احترام الحياة الخاصة‪ ،‬حرية الصناعة‬
‫والتجارة‪ ،‬الحق في العمل‪ ،‬الحق في الزواج‪ .‬لكن تبقى حرية التنقل أكثر حرية تم المساس بها بصفة‬
‫واضحة من خالل هذه المراسيم‪ ،‬حيث وصل األمر إلى درجة التقييد الكلي لها من خالل فرض إجراء‬
‫حضر التجول أو كما سماه المرسوم التنفيذي الحجر المنزلي الكلي أو الجزئي‪.‬‬
‫هذه الحقوق والحريات األساسية تم المساس بها بموجب لوائح ضبط‪ ،‬رغم أن تنظيم الحقوق‬
‫والحريات العامة هو اختصاص أصيل للسلطة التشريعية‪ ،‬حسب ما تنص عليه المادة ‪ 139‬من الدستور‬
‫التي جاء فيها‪ " :‬يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور‪ ،‬وكذلك في المجاالت اآلتية‪:‬‬
‫األشخاص وواجباتهم األساسية‪ ،‬ال سيما نظام الحريات العمومية‪ ،‬وحماية الحريات‬ ‫‪-)1‬حقو‬
‫الفردية ‪ ،"...‬وهذا ما دفع بالعديد من الدول إلى تنظيم الحالة الوبائية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا‬
‫(كوفيد‪ )19-‬عن طريق نصوص تشريعية خاصة بحالة الطوارئ الصحية‪.‬‬
‫كان من األحسن وضع تشريع يضبط حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬حيث يتم االستناد عليه كأساس‬
‫قانوني إلعالن حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬وكذا مختلف لوائح الضبط اإلداري التي تصدر في إطار حالة‬
‫الطوارئ الصحية‪ .‬هذا الحل تم تطبيقه في المغرب‪ ،‬حيث سن المشرع قانون يضبط حالة الطوارئ‬
‫الصحية‪ ،‬وذلك من خالل المرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ‬
‫وبناء عليه تم اإلعالن عن حالة الطوارئ الصحية بموجب المرسوم‬
‫ً‬ ‫الصحية وإجراءات اإلعالن عنها‪،2‬‬
‫رقم ‪.32.20.293‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،20-04‬مؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ ،2004‬يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،84‬صادرة في ‪ 29‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫‪ -2‬مرسوم بقانون رقم ‪ ،2.20.292‬مؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ ،2020‬يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات‬
‫اإلعالن عنها‪ ،‬ج ر العدد ‪ 6867‬مكرر‪ ،‬صادرة في ‪ 24‬مارس ‪ ،2020‬متمم بالمرسوم بقانون رقم ‪ ،2.20.503‬مؤرخ في ‪7‬‬
‫أغسطس ‪ ،2020‬ج ر العدد ‪( 6906‬مكرر ‪ ،)8‬صادرة في ‪ 8‬أغسطس ‪.2020‬‬
‫‪ -3‬مرسوم رقم ‪ ،2.20.293‬مؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ ،2020‬يتعلق بإعالن حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة‬
‫تفشي فيروس كورونا كوفيد‪ ،19-‬ج ر العدد ‪ 6867‬مكر‪ ،‬صادرة في ‪ 24‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪- 65 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫انتهج المشرع الفرنسي الطريقة نفسها‪ ،‬وذلك من خالل تعديل وتتميم قانون الصحة بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 290-2020‬المتعلق بحالة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬حيث تم إضافة‬
‫الفصل األول مكرر لقانون الصحة العمومية والموسوم ب‪ " :‬حالة الطوارئ الصحية" " ‪Etat d'urgence‬‬

‫‪ ،"sanitaire‬ومن خالله رخص المشرع للحكومة بإعالن حالة الطوارئ الصحية على كامل أو جزء من‬
‫التراب الوطني‪ ،‬بموجب مرسوم صادر في مجلس الوزراء‪ ،‬وذلك حسب ما تنص عليه المادتين ‪L.3131-‬‬
‫‪ 12‬و‪ L.3131-13‬من القانون المذكور أعاله‪.1‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬صدر المرسوم رقم ‪ ،293-2020‬الذي يوضح اإلجراءات العامة لمواجهة وباء‬‫ً‬
‫كورونا (كوفيد‪ )19-‬في إطار حالة الطوارئ الصحية‪ ،2‬رغم أنه من الناحية الزمنية نجد بأن السلطة‬
‫التنفيذية تدخلت في هذا المجال عن طريق لوائح ضبط حتى قبل صدور القانون المتعلق بحالة الطوارئ‬
‫لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬حيث أصدر الوزير األول المرسوم رقم ‪ 206-2020‬المتعلق‬
‫بتنظيم التنقل في إطار مكافحة انتشار فيروس كوفيد‪ ،319-‬كما صدر قرار عن وزير التضامن والصحة‬
‫يتضمن التدابير المختلفة المتعلقة بمكافحة انتشار فيروس كورونا (كوفيد‪.4)19-‬‬
‫كما نجد أن الحل القانوني الذي كان من الممكن على السلطات العمومية تطبيقه هو إعالن حالة‬
‫الطوارئ كما هي محددة في نص المادة ‪ 97‬من الدستور‪ ،‬وذلك على أساس تكييف وضعية تفشي‬
‫فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬على أنها تدخل ضمن حالة الضرورة الملحة الواردة في نص هذه المادة‪،‬‬

‫رغم أن تطبيق العملي لحالة الطوارئ في الجزائر ارتبط تار ً‬


‫يخيا بأسباب متعلقة بحفظ األمن العام‪.‬‬
‫أساسا دستورًيا لفرض حالة‬
‫ً‬ ‫رغم أن المؤسس الدستوري لم ينص على أن تفشي األوبئة يشكل‬
‫اجبا على الحكومة التصرف‬
‫الطوارئ‪ ،‬ومع االنتشار السريع لوباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬كان و ً‬
‫اتجاه هذا الوضع‪ ،‬وذلك من منطلق االلتزام الذي تفرضه المادة ‪ 63‬من الدستور من ناحية السهر على‬
‫توفير الرعاية الصحية للمواطن‪ ،‬ووقايته من األمراض المعدية والوبائية وتعزيز سبل مكافحتها‪ ،‬وعليه فإن‬

‫‪1‬‬
‫‪- Loi n° 2020-290, du 23 mars 2020, d'urgence pour faire face à l'épidémie de covid-19, JORF n° 0072, du 24‬‬
‫‪mars 2020.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Décret n° 2020-293, du 23 mars 2020, prescrivant les mesures générales nécessaires pour faire face à‬‬
‫‪l'épidémie de covid-19 dans le cadre de l'état d'urgence sanitaire, JORF n° 0072, du 24 mars 2020.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Décret n° 2020-260, du 16 mars 2020, portant réglementation des déplacements dans le cadre de la lutte‬‬
‫‪contre la propagation du virus covid-19, JORF n° 0069, du 20 mars 2020.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Arrêté du 14 mars 2020, portant diverses mesures relatives à la lutte contre la propagation du virus Covid-19,‬‬
‫‪JORF n° 0064, du 15 mars 2020.‬‬
‫‪- 66 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫هذا االلتزام يفرض على الدولة اتخاذ جميع التدابير واإلجراءات االستثنائية التي تقيد من ممارسة األفراد‬
‫لحقوقهم وحرياتهم المضمونة بموجب الدستور‪ ،‬وذلك من أجل حماية الصحة العمومية‪ ،‬كما أن شروط‬
‫تطبيق نظرية الظروف االستثنائية اجتمعت مع ظهور وانتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬حيث‬
‫تحقق شرط الظرف االستثنائي المتمثل في الخطر المحدق بالصحة العمومية للمواطنين‪ ،‬مما تطلب اتخاذ‬
‫تدابير متناسبة مع هذا الظرف من خالل اجراء الحجر الصحي الشامل وتقييد حرية التنقل‪ ،‬ولهذا يمكن‬
‫القول بأن التكييف القانوني لمجمل النصوص التنظيمية واإلدارية التي طبقت منذ بداية انتشار فيروس‬
‫كورونا (كوفيد‪ )19-‬تندرج ضمن حالة الطوارئ المنصوص عليها في الدستور‪.1‬‬
‫هذا الحل القانوني طبق في مصر‪ ،‬حيث صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم ‪ 768‬لسنة‬
‫‪ ،2020‬يتضمن اإلجراءات المتخذة لحماية المواطنين من تداعيات فيروس كورونا باالستناد على قرار‬
‫رئيس الجمهورية رقم ‪ 20‬لسنة ‪ ،2020‬بمد حالة الطوارئ المعلنة بقرار رئيس الجمهورية رقم ‪ 555‬لسنة‬
‫‪ 2019‬في جميع أنحاء البالد‪.2‬‬

‫‪ -1‬بختة لعطب‪ ،‬حمزة شواي‪ " ،‬تداعيات أثار فيروس كورونا على حرية تنقل األفراد –دراسة في قوانين الحظر في الجزائر‬
‫والمغرب‪ ،"-‬المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪( 03‬خاص)‪ ،2020 ،‬ص ص ‪.84-83‬‬
‫‪ -2‬قرار رئيس مجلس الوزراء رقم ‪ ،768‬بشأن خطة الدولة الشاملة لحماية المواطنين من أية تداعيات محتملة لفيروس كورونا‬
‫المستجد‪ ،‬ج ر العدد ‪ 12‬مكرر (ب)‪ ،‬صادرة في ‪ 24‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪- 67 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر الخارجية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‬


‫يعتبر موضوع حقوق اإلنسان وحرياته في الوقت الحاضر من أوسع المجاالت التي تستقطب‬
‫مجاال للدراسة بالنسبة لهذه الحقوق والحريات‪ ،‬وكانت‬
‫ً‬ ‫االهتمام في العالقات الدولية‪ ،‬حيث أصبح اإلنسان‬
‫االنطالقة الكبيرة في الحماية الدولية لحقوق اإلنسان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وإنشاء منظمة األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬حيث ظهرت العالقة الوثيقة بين احترام حقوق وحريات اإلنسان وبين المحافظة على األمن‬
‫الدولي‪.1‬‬
‫إن حماية حقوق وحريات اإلنسان كأحد أهداف منظمة األمم المتحدة كانت السبب في زيادة‬
‫االهتمام الدولي بالفرد‪ ،‬وتعتبر النصوص التي تضمنها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان حجر الزاوية التي‬
‫تقوم عليها فكرة حقوق اإلنسان‪ ،‬هذه النصوص أصبحت مع مرور الوقت بمثابة مبادئ جوهرية ملزمة‪ ،‬أو‬
‫مبادئ عامة للقانون الدولي‪ ،2‬وهذا بالنظر إلى احتوائها على مجموعة من الضمانات التي تكفل احترام‬
‫حقوق وحريات اإلنسان‪ ،‬فال يقتصر األمر هنا على الضمانات التي تكرسها التشريعات الدستورية‬
‫والقانونية‪ ،‬بل تمتد إلى ما هو مقرر في النصوص الدولية ‪.3‬‬
‫تمثل المعاهدات واالتفاقيات الدولية المصدر الثاني _بعد المصادر الوطنية_ الذي يستمد منه‬
‫القاضي اإلداري األساس القانوني لحماية حرية التنقل‪ ،‬حيث تتنوع وتتعدد هذه المصادر نتيج ًة لمصادقة‬
‫الدولة على العديد من المعاهدات واالتفاقيات الدولية (الفرع األول)‪ ،‬وهو ما يطرح مسألة تطبيق القاضي‬
‫اإلداري ألحكام هذه النصوص في حماية حرية التنقل (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬مها علي إحسان محمد العزاوي‪ ،‬الحق في حرية التنقل‪ ،‬دراسة مقارنة في الدساتير العربية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬المنصورة‪ ،2011 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -2‬هاني سمير عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪ -3‬سارة فاضل عباس المعمار‪ ،‬حرية السفر في العراق‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة النهرين‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون العام‪ ،2012 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪- 68 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تنوع المصادر الخارجية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‬
‫تعتبر حقوق اإلنسان وحرياته األساسية من أكثر المجاالت التي تستقطب االهتمام الدولي في‬
‫نطاق العالقات الدولية بين الدول‪ ،‬فهي من أكثر الموضوعات المطروحة في الوقت الحالي‪ ،‬فمن الناحية‬
‫الفلسفية نجد أن احترام حقوق اإلنسان يعتبر من قبيل تحقيق فكرة العدل‪ ،‬ومن الناحية القانونية يضفي‬
‫الشرعية على عمل السلطات العمومية في الدولة‪ ،‬وأما من الناحية السياسية فإن االعتراف بحقوق اإلنسان‬
‫وكفالة احترامها يمثل ضمانة أكيدة للوصول إلى نظام سياسي قائم على الشرعية الشعبية‪.1‬‬
‫نصت االتفاقيات الدولية بشكل عام والمتعلقة بحقوق اإلنسان بشكل خاص على ضمان ممارسة‬
‫حرية التنقل‪ ،‬حيث تم تكريس هذه الحرية من خالل حق اإلنسان في اختيار مكان اإلقامة داخل إقليم‬
‫أيضا حق التنقل داخل الدولة والتنقل والسفر إلى خارج اإلقليم الوطني‪ ،‬وقد شددت مختلف‬
‫الدولة‪ ،‬و ً‬
‫االتفاقيات واإلعالنات الدولية على عدم وضع أي قيود على هذه الحرية غير تلك التي تكون ضرورية‬
‫لحماية النظام العام وحقوق وحريات اآلخرين‪.2‬‬
‫في إطار هذه النصوص الدولية‪ ،‬يمكن التمييز بين االتفاقيات الدولية السارية في مواجهة الجميع‪،‬‬
‫أخير االتفاقيات متعددة األطراف‬
‫واالتفاقيات الثنائية المبرمة بين دولتين من أجل تنظيم مجال معين‪ ،‬و ًا‬
‫المعتمدة تحت رعاية منظمة دولية معينة‪.3‬‬
‫وعليه‪ ،‬تتنوع المصادر الدولية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل بين مصادر ذات طابع‬
‫عالمي غير محدود (أوال)‪ ،‬مصادر عالمية ذات طابع محدود (ثانيا)‪ ،‬مصادر ذات طابع إقليمي (ثالثا)‪،‬‬
‫أخير مصادر ذات طابع ثنائي (رابعا)‪.‬‬
‫و ًا‬

‫أوال‪ -‬حرية التنقل على مستوى المواثيق ذات الطابع العالمي غير المحدود‪ :‬تأخذ هذه المصادر ً‬
‫بعدا‬
‫عالميا‪ ،‬وذلك من حيث أن آثارها ال تتعلق بدولة معينة أو حيز جغرافي معين‪ ،‬وإنما تمتد لتشمل كل دول‬
‫ً‬
‫العالم‪ ،‬وتخاطب جميع الشعوب‪ ،‬وتتجسد بشكل أساسي في وثيقة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان (‪،)1‬‬
‫والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬طارق محمد قاسم النسور‪ ،‬أثر الحماية الدولية لحقوق اإلنسان على سيادة الدولة‪ ،‬مذكرة مقدمة استكماالً لمتطلبات الحصول على‬
‫درجة الماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة عمان العربية‪ ،2012 ،‬ص ‪.13‬‬
‫اإلنسان في حرية الحركة والتنقل في الشريعة اإلسالمية والدستور والقانون‬ ‫‪ -2‬محمد عبد الرحمن قرشي دفع هللا‪ " ،‬حقو‬
‫واالتفاقيات الدولية"‪ ،‬مجلة العدل‪ ،‬و ازرة العدل‪ ،‬السنة ‪ ،14‬العدد ‪ ،2012 ،35‬ص ‪.146‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Danièle LOCHAK, « Droits et libertés des étrangers : Principes généraux », JurisClasseur Droit‬‬
‫‪international, Fasc. 524-50, date du fascicule : 5 Juillet 2011, date de la dernière mise à jour : 5 Juillet 2011, p 3.‬‬
‫‪- 69 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلعالن العالمي لحقو اإلنسان‪ :‬يتكون اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان من ديباجة وثالثين (‪)30‬‬
‫مادة‪ ،‬تناولت جميع الحقوق والحريات اللصيقة باإلنسان منذ والدته وحتى وفاته‪ ،‬وهو يمثل قمة الجهود‬
‫الدولية في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬بحيث يعتبر كدستور عالمي في هذا المجال‪ ،‬استلهمت منه الدول‬
‫الكثير من مبادئ حقوق اإلنسان وحرياته وصاغتها في دساتيرها الوطنية‪ .1‬وافقت الجزائر على اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان بموجب المادة ‪ 11‬من دستور ‪.21963‬‬
‫تنص المادة ‪ 13‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على‪ )1( " :‬لكل فرد الحق في حرية التنقل‬
‫وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة‪.‬‬
‫(‪ )2‬لكل فرد الحق في مغادرة أي بلد‪ ،‬بما في ذلك بلده‪ ،‬وفي العودة إلى بلده"‪.3‬‬
‫من خالل نص المادة المذكورة أعاله‪ ،‬يتبين أن ممارسة حرية التنقل تكون بشكل شامل لكل‬
‫شخص‪ ،‬حيث يمكن التنقل سواء بالخروج من الدولة أو العودة إليها‪ ،‬مع مراعاة القيود التي تنص عليها‬
‫المادة ‪ 29‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث تسمح هذه األخيرة بفرض جملة من القيود على‬
‫الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا اإلعالن‪ ،‬بشرط أن تنص القوانين الداخلية على هذه القيود‪،‬‬
‫وتكون مبررة بحماية األمن العام للدولة‪ ،‬وضمان ممارسة األفراد لحقوقهم وحرياتهم‪.4‬‬
‫كرس اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان حرية التنقل ورفعها إلى درجة الحريات األساسية التي ال‬
‫تقبل التقييد الذي يمس بجوهرها إال بالقدر الالزم والضروري للمحافظة على النظام العام والمصلحة‬
‫العامة‪ ،‬ومما ال شك فيه أن النص على حرية التنقل في هذا اإلعالن يعتبر خطوة كبيرة على مستوى‬

‫‪ -1‬هاني سمير عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.325‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Constitution de la République algérienne démocratique et populaire du 10 septembre 1963, JORA n° 64, du 10‬‬
‫‪septembre 1963.‬‬
‫‪ -3‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 217‬ألف (د‪ ،)3-‬مؤرخ في ‪10‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1948‬منشور على موقع منظمة األمم المتحدة‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة ‪.13:00‬‬
‫‪https://www.un.org/ar/universal-declaration-human-rights/‬‬
‫‪ -4‬قمر قليح‪ ،‬حقوق اإلنسان بين الحماية الدولية والضمانات الدستورية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،1983 ،‬ص‬
‫‪.84‬‬
‫تنص المادة ‪ 29‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬على‪ )2(... " :‬ال يخضع أي فرد‪ ،‬في ممارسة حقوقه وحرياته‪،‬‬
‫حصرا‪ ،‬ضمان االعتراف الواجب بحقو وحريات اآلخرين واحترامها‪ ،‬والوفاء بالعادل‬
‫ً‬ ‫إال للقيود التي يقررها القانون مستد ًفا منها‪،‬‬
‫من مقتضيات الفضيلة والنظام العام ورفاه الجميع في مجتمع ديمقراطي‪."...‬‬
‫‪- 70 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫النصوص القانونية‪ ،‬حيث لم تعد حقوق اإلنسان مسألة داخلية‪ ،‬بل أصبح لها بعد عالمي مكرس بموجب‬
‫اإلعالن الصادر عن األمم المتحدة‪.1‬‬
‫لكن من جهة أخرى‪ ،‬يتضح أن المادة ‪ 13‬المذكورة أعاله لم تنص على حق الدخول والتنقل إلى‬
‫دولة أخرى‪ ،‬وذلك راجع لتغليب مبدأ احترام سيادة الدولة على إقليمها‪ ،2‬فمن المسلم به أن الدولة حسب‬
‫استنادا لهذه السلطة فلها الحرية في تنظيم‬
‫األعراف الدولية المتفق عليها تملك سلطة مطلقة على إقليمها‪ ،‬و ً‬
‫تهديدا‬
‫ً‬ ‫كيفية دخول األجانب إلى إقليمها‪ ،3‬األمر الذي يمكنها من منع دخول األشخاص الذين يشكلون‬
‫ألمنها وسالمتها‪.4‬‬
‫إن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ليس سوى توصية صادرة عن الجمعية العامة لألمم المتحدة‪،‬‬
‫عالميا‪ ،‬وال يمكن لنصوص هذا اإلعالن‬
‫ً‬ ‫وعليه فهو ال يعتبر قاعدة من قواعد القانون الدولي المعترف بها‬
‫أن تكون ملزم ًة للدول إال إذا جاءت في شكل معاهدة تبرم فيما بين الدول‪ ،‬ولهذا يظهر اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان وكأنه نوع من التفسير الرسمي _دون أية قيمة إلزامية_ لمبدأ احترام حقوق اإلنسان‪ .‬رغم‬
‫مصدر للعديد من القواعد القانونية‪،5‬‬
‫ًا‬ ‫أن هذا اإلعالن له قوة معنوية وليست قانونية‪ ،‬لكنه أصبح رغم ذلك‬
‫أساسيا لمختلف الجهود الوطنية والدولية الرامية لتعزيز وحماية حقوق‬
‫ً‬ ‫صدر‬
‫فمنذ صدوره وهو يشكل م ًا‬
‫اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬ويحدد االتجاه لجميع النصوص الالحقة في ميدان حقوق اإلنسان‪.6‬‬
‫المدنية والسياسية‪ :‬بعد إصدار اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في ‪10‬‬ ‫‪ -2‬العهد الدولي للحقو‬
‫ديسمبر ‪ ،1948‬اتجهت الدول إلى التفكير في تحويل الحقوق والحريات الواردة فيه إلى واجبات تلزم‬

‫‪ -1‬سارة فاضل عباس علي المعمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬


‫‪ -2‬دبوش عبد الرزيق‪ ،‬الحق في حرية التنقل أثناء الدعوى العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع القانون الجنائي والعلوم‬
‫الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2014 ،1‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -3‬خالد بن سلمان الحيدر‪ ،‬حق اإلنسان في حرية التنقل دراسة تأصيلية مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪،‬‬
‫جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،2008 ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -4‬أحمد حافظ نجم‪ ،‬حقوق اإلنسان بين القرآن واإلعالن‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪ ،‬ص ص ‪.118-117‬‬
‫‪ -5‬أحمد سليم سعيفان‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان دراسة تاريخية وفلسفية وسياسية وقانونية مقارنة‪ ،‬ج األول‪ ،‬مفهوم الحريات‬
‫العامة وحقوق اإلنسان‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.258-257‬‬
‫‪ -6‬أحمد جاد منصور‪ " ،‬المنظور الدولي واإلقليمي لحماية حرية التنقل واإلقامة"‪ ،‬مجلة الفكر الشرطي‪ ،‬القيادة العامة لشرطة‬
‫الشارقة‪ ،‬المجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،2005 ،03‬ص ‪.113‬‬
‫‪- 71 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الدول األعضاء‪ ،‬وتعمل على ضمان ممارسة تلك الحقوق لمواطنيها‪ ،1‬فصدر العهد الدولي الخاص‬
‫بالحقوق المدنية والسياسية في ‪ 16‬ديسمبر ‪.21966‬‬
‫تنص المادة ‪ 12‬من هذا العهد على‪ -1 " :‬لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما‬
‫حق حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته‪.‬‬
‫‪ -2‬لكل فرد حرية مغادرة أي بلد‪ ،‬بما في ذلك بلده‪.‬‬
‫غير تلك التي ينص عليها القانون‪ ،‬وتكون‬ ‫المذكورة أعاله بأية حقو‬ ‫‪ -3‬ال يجوز تقييد الحقو‬
‫ضرورية لحماية األمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو اآلداب العامة أو حقو اآلخرين‬
‫وحرياتهم‪ ،‬وتكون متماشية مع الحقو األخرى المعترف بها في هذا العهد‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يجوز حرمان أحد‪ ،‬تعس ًفا‪ ،‬من حق الدخول إلى بلده"‪.3‬‬
‫بالبحث عن فعالية العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية كمصدر ذو طابع عالمي في‬
‫حماية حرية التنقل‪ ،‬نجد أن المادة الثانية منه فرضت على الدول األطراف في العهد احترام الحقوق‬
‫والحريات المعترف بها فيه‪ ،‬وبكفالة هذه الحقوق لجميع األف ارد المتواجدين على إقليمها دون تمييز‪ ،‬كما‬
‫فرضت المادة نفسها على الدول األطراف تكييف قوانينها حتى تتوافق مع الحقوق المعترف بها في هذا‬
‫العهد في حالة كانت القوانين الداخلية للدول ال تنص على كفالة هذه الحقوق والحريات‪.‬‬
‫أجاز العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للدول أن تتحلل من القيود التي يفرضها‬
‫عليها العهد‪ ،‬وذلك حسب نوعية الظروف ومقدار التدابير الواجب اتخادها لمواجهة األوضاع االستثنائية‪،‬‬
‫وهو ما ينتج عنه فرض قيود على عدد من الحقوق والحريات‪ ،‬للفترة الزمنية الالزمة لحماية كيان الدولة‪،4‬‬

‫‪ -1‬مها علي إحسان محمد العزاوي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.78‬‬


‫‪ -2‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحد رقم ‪ 2200‬ألف (د‪ ،)21-‬مؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،1966‬دخل حيز النفاذ في ‪ 23‬مارس ‪ ،1976‬منشور على موقع مكتبة‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة منيسوتا‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.20:00 :‬‬
‫‪http://hrlibrary.umn.edu/arab/b003.html‬‬
‫صادقت الجزائر عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،67-89‬مؤرخ في ‪ 16‬مايو ‪ ،1989‬يتضمن االنضمام إلى العهد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والبروتوكول االختياري المتعلق‬
‫بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الموافق عليها من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة يوم ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،1966‬ج‬
‫ر العدد ‪ ،20‬صادرة في ‪ 17‬مايو ‪.1989‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 12‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد مصطفى يونس‪ " ،‬أثر حالة الطوارئ على ضمانات حقو اإلنسان"‪ ،‬مجلة حقوق اإلنسان بين الشريعة اإلسالمية والقانون‬
‫الوضعي‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص ص ‪.639-638‬‬
‫‪- 72 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لكن رغم هذا االستثناء‪ ،‬يرجع العهد الدولي ويعترف ضمن نص المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 02‬بأن النص المتعلق‬
‫بالظروف االستثنائية ال ينطبق على مجموعة من الحقوق والحريات المحددة على سبيل الحصر‪ ،‬والتي‬
‫ليس من ضمنها حرية التنقل‪ ،‬بمعنى أن هذه األخيرة تقبل التقييد في إطار تطبيق حاالت الظروف‬
‫االستثنائية‪.‬‬
‫تؤكد المادة ‪ 12‬المذكورة أعاله‪ ،‬على حق األفراد في حرية التنقل سواء كانوا من مواطني الدولة‬
‫أو األجانب الموجودين على إقليمها بشرط أن تكون إقامتهم قانونية‪ ،‬وذلك حسب ما تنص عليه الدولة من‬
‫شروط وإجراءات (جواز سفر‪ ،‬تأشيرة دخول‪ ،‬وثيقة إقامة‪ ،)...‬فال يوجد فرق بين المواطن واألجنبي‪ ،‬كما‬
‫تضمن هذه المادة حرية الخروج من الدولة بما في ذلك الدولة التي يقيم بها الفرد ‪ ،1‬وال يجوز حرمان‬
‫نظر لكون‬
‫الشخص بشكل تعسفي من حق الدخول إلى دولته‪ ،‬مع ضرورة توافر بعض الشروط التنظيمية ًا‬
‫الوضعية القانونية للشخص المعني ستتغير بانتقاله من وضع تطبق فيه قوانين الدولة التي يحمل جنسيتها‬
‫إلى وضع آخر خاص بدولة أخرى‪.2‬‬
‫تفصيال من اإلعالن العالمي لحقوق‬
‫ً‬ ‫يعتبر العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أكثر‬
‫اإلنسان في تنظيم أحكام حرية التنقل‪ ،‬حيث أجاز وضع القيود على هذه الحرية‪ ،‬وذلك بهدف حماية‬
‫األمن العام أو الصحة العامة أو حقوق وحريات اآلخرين المنصوص عليها في العهد‪ ،‬وترك الحرية لكل‬
‫دولة لتحديد هذه القيود ضمن قوانينها الداخلية‪.3‬‬
‫ثانيا‪ -‬حرية التنقل على مستوى المواثيق العالمية ذات الطابع المحدود‪ :‬إضافة للمواثيق واإلعالنات‬
‫العالمية ذات الطابع العام‪ ،‬أصدرت منظمة األمم المتحدة مواثيق قانونية ذات طابع محدود‪ ،‬تخاطب فئات‬
‫محددة من األفراد تجمعهم صفات مشتركة‪ ،‬هذه النصوص أعادت التأكيد على حرية التنقل بالنسبة لجميع‬
‫فئات المجتمع بغض النظر عن االختالفات العرقية أو الجنسية أو الدينية أو غيرها من الفوارق‬
‫واالختالفات‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬رشيدة عتيق‪ ،‬حدود اإلتحاد األوربي في حرية تنقل األشخاص في ظل اتفاقيات تشنقن‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫فرع القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -2‬أحمد سليم سعيفان‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان دراسة تاريخية وفلسفية وسياسية وقانونية مقارنة‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬النظام القانوني‬
‫للحريات العامة في القانون المقارن‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.117-116‬‬
‫‪ -3‬هاني سامي الطعيمات‪ ،‬حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2003 ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ :‬اعتمدت هذه االتفاقية وتم التصديق‬
‫عليها في األول من ديسمبر ‪ ،1965‬ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 4‬جانفي ‪.11969‬‬
‫اعترفت هذه االتفاقية بحرية التنقل‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 5‬منها على‪... " :‬تتعهد الدول األطراف‬
‫بحضر التمييز العنصري والقضاء عليه بكافة أشكاله‪ ،‬وبضمان حق كل إنسان‪ ،‬دون تمييز بسبب‬
‫أو اللون أو األصل القومي أو اإلثني‪ ،‬في المساواة أمام القانون‪ ،‬ال سيما بصدد التمتع‬ ‫العر‬
‫بالحقو التالية‪...:‬‬
‫د‪-‬الحقو المدنية األخرى‪ ،‬وال سيما‪-1 :‬الحق في حرية الحركة واإلقامة داخل حدود الدولة‪.‬‬
‫‪-2‬الحق في مغادرة أي بلد‪ ،‬بما في ذلك بلده‪ ،‬وفي العودة إلى بلده‪.2"...‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها‪ :‬تم التصديق على هذه االتفاقية في‬
‫‪ 30‬نوفمبر ‪ ،1973‬بهدف وضع التدابير الالزمة على المستويين الدولي والقومي‪ ،‬بغية قمع جريمة‬
‫الفصل العنصري ومعاقبة مرتكبيها‪.3‬‬
‫بالنسبة لحرية التنقل نصت المادة ‪ 2‬من االتفاقية المذكورة أعاله على‪... " :‬ج‪-‬اتخاذ أية تدابير‪،‬‬
‫تشريعية وغير تشريعية‪ ،‬يقصد بها ‪...‬وخاصة حرمان أعضاء فئة أو فئات عنصرية من حريات‬

‫‪ -1‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬اعتمدت وفتح باب التوقيع والتصديق عليها بقرار الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة رقم ‪ 2106‬ألف (د‪ ،)21-‬مؤرخ في األول ديسمبر ‪ ،1965‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 4‬جانفي ‪ ،1969‬منشورة على موقع‬
‫منظمة األمم المتحدة‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪http://www.un.org/ar/events/torturevictimsday/assets/pdf/325_PDF1.pdf‬‬
‫صادقت الجزائر على هذه االتفاقية حسب جدول االتفاقيات المصادق عليها من طرف الجزائر المنشور على الموقع الرسمي لو ازرة‬
‫الشؤون الخارجية‪ ،‬وذلك في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1966‬وأشار الجدول إلى مرجع الجريدة الرسمية المنشور فيها هذا التصديق‪ ،‬وهي الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،110‬صادرة في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،1966‬لكن بالرجوع إلى هذا العدد من الجريدة الرسمية ال نجد أي إشارة للمرسوم الذي‬
‫يصادق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري! أنظر الموقع الرسمي لو ازرة الشؤون الخارجية‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪:‬‬
‫‪ 28‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.22:00 :‬‬
‫‪http://www.mae.gov.dz/Les-instruments-ratifies-par-lAlgerie.aspx‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 5‬من االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها‪ ،‬اعتمدت وعرضت للتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة رقم ‪( 3068‬د‪ ،)28-‬مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،1973‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 18‬جويلية ‪ ،1976‬منشورة على موقع مكتبة‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة منيسوتا‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.22:00 :‬‬
‫‪http://hrlibrary.umn.edu/arab/b011.html‬‬
‫صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم رقم ‪ ،01-82‬مؤرخ في ‪ 2‬جانفي ‪ ،1982‬يتضمن المصادقة على االتفاقية الدولية لقمع‬
‫جريمة الفصل العنصري ومعاقبة مرتكبيها‪ ،‬ج ر العدد األول‪ ،‬صادرة في ‪ 5‬جانفي ‪.1982‬‬
‫‪- 74 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلنسان وحقوقه األساسية‪ ،‬بما في ذلك ‪...‬الحق في مغادرة الوطن والعودة إليه‪ ،‬والحق في حمل‬
‫الجنسية‪ ،‬والحق في حرية التنقل واإلقامة‪.1"...‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ :‬تم التصديق على اتفاقية القضاء‬
‫على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1979‬بهدف التجسيد الفعلي للمساواة بين الرجل‬
‫والمرأة في الحقوق والحريات‪.2‬‬
‫كغيرها من الصكوك الدولية المعنية بحقوق وحريات اإلنسان‪ ،‬أكدت هذه االتفاقية على الطابع‬
‫العام وغير االنتقائي لحرية التنقل‪ ،‬فهذه األخيرة ال تقتصر ممارستها على نوع أو جنس محدد‪ ،‬لهذا فالمرأة‬
‫تماما‪ ،‬وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 15‬فقرة ‪ 04‬من هذه‬
‫تمارس حريتها في التنقل كما يفعل الرجل ً‬
‫االتفاقية‪ ،‬والتي جاء فيها‪ " :‬تمنح الدول األطراف الرجل والمرأة نفس الحقو فيما يتعلق بالتشريع‬
‫المتصل بحركة األشخاص وحرية اختيار محل سكناهم وإقامتهم"‪.3‬‬
‫جميع المهاجرين وأفراد أسرهم‪ :‬تم اعتماد هذه االتفاقية في ‪18‬‬ ‫‪ -4‬االتفاقية الدولية لحماية حقو‬
‫ديسمبر ‪ ، 1990‬بهدف حماية العمال وأفراد أسرهم في دولة المهجر‪ ،‬وهذا نتيجة للصعوبات التي‬
‫تعترضهم نتيجة البعد عن دولة المنشأ‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2‬من االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة رقم ‪ ،34/180‬مؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1979‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ ،1981‬منشورة على موقع مفوضية‬
‫األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/ar/professionalinterest/pages/cedaw.aspx‬‬
‫صادقت الجزائر على هذه االتفاقية بتحفظ‪ ،‬وذلك بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،51-96‬مؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ ،1996‬يتضمن‬
‫انضمام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مع التحفظ‪ ،‬إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لسنة ‪،1979‬‬
‫ج ر العدد ‪ ،06‬صادرة في ‪ 24‬جانفي ‪.1996‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 15‬فقرة ‪ 04‬من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‪ ،‬اعتمدت بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪،158/45‬‬
‫مؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1990‬منشورة على موقع مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي‬
‫‪ ،2021‬الساعة‪.22:00 :‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/AR/ProfessionalInterest/Pages/CMW.aspx‬‬
‫صادقت الجزائر على هذه االتفاقية بتحفظ‪ ،‬بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،441-04‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،2004‬يتضمن التصديق‬
‫بتحفظ على االتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‪ ،‬المعتمدة من طرف الجمعية العامة لمنظمة األمم‬
‫المتحدة يوم ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1990‬ج ر العدد ‪ ،02‬صادرة في ‪ 5‬جانفي ‪.2005‬‬
‫‪- 75 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫من حيث فعالية هذه االتفاقية في حماية حرية تنقل المهاجرين وكذا أفراد أسرهم‪ ،‬تنص المادة ‪39‬‬
‫فقرة ‪ 01‬منها على‪ " :‬يكون للعمال المهاجرين وأفراد أسرهم الحق في حرية االنتقال في إقليم دولة‬
‫العمل وحرية اختيار محل إقامتهم بها"‪ ،‬هذه الحقوق ال تخضع ألية قيود باستثناء القيود التي ينص عليها‬
‫القانون بهدف حماية األمن العام أو الصحة العامة أو اآلداب العام أو حقوق الغير وحرياتهم المعترف بها‬
‫في هذه االتفاقية‪.1‬‬
‫كما نصت االتفاقية على ضرورة تعاون الدول األطراف في محاربة عمليات التنقل واالستخدام‬
‫غير القانوني والسري للعمال المهاجرين الذين هم في وضع غير قانوني‪ ،‬وهذا عن طريق اتخاد تدابير‬
‫الكشف عن التنقالت غير القانونية للعمال المهاجرين وأفراد أسرهم‪.2‬‬
‫‪ -5‬االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين‪ :‬تم اعتماد هذه االتفاقية في ‪ 28‬جويلية ‪ ،1951‬نتيجة الرغبة في‬

‫وجود تعاون دولي لحل مشكلة الالجئين‪ ،‬وهذا إدر ً‬


‫اكا من الدول بالطابع اإلنساني لهذه المشكلة‪ ،‬وحتى ال‬
‫سببا لتوتر العالقات بين الدول‪.3‬‬
‫تصبح ً‬
‫أما من حيث كفالة هذه االتفاقية لحرية التنقل‪ ،‬فقد كرست األحكام نفسها الواردة في الصكوك‬
‫الدولية السابقة‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 26‬من هذه االتفاقية على‪ " :‬تمنح كل من الدول المتعاقدة الالجئين‬
‫المقيمين بصورة نظامية في إقليمها حق اختيار محل إقامتهم والتنقل الحر ضمن أراضيها‪ ،‬على أن‬
‫يكون ذلك رهنا بأية أنظمة تنطبق على األجانب عامة في نفس الظروف"‪.4‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 39‬فقرة ‪ 02‬من االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 68‬من االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين‪ ،‬اعتمدها يوم ‪ 28‬جويلية ‪ 1951‬مؤتمر األمم المتحدة للمفوضين بشأن الالجئين وعديمي‬
‫الجنسية‪ ،‬الذي دعت إليه الجمعية العامة لألمم المتحدة إلى االنعقاد بمقتضى قرارها رقم ‪( 429‬د‪ ،)5-‬مؤرخ في ‪ 14‬ديسمبر ‪،1950‬‬
‫دخلت حيز النفاذ في ‪ 22‬أفريل ‪ ،1954‬منشورة على موقع مكتبة حقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة منيسوتا‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي‬
‫‪ ،2021‬الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪http://hrlibrary.umn.edu/arab/b082.html‬‬
‫صادقت الجزائر على هذه االتفاقية بموجب المرسوم رقم ‪ ،274-63‬مؤرخ في ‪ 25‬يوليو ‪ ،1963‬يضبط كيفيات تطبيق معاهدة جنيف‬
‫‪ 28‬جويلية ‪ ،1951‬المتعلقة بوضع الالجئين‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،52‬صادرة في ‪ 30‬يوليو ‪( .1963‬متوفرة فقط في النسخة الفرنسية من‬
‫الجريدة الرسمية)‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 26‬من االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 76 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كما كرست االتفاقية ضمانة مهمة لحماية حرية تنقل الالجئين‪ ،‬وذلك من خالل منح االختصاص‬
‫للدول األطراف في إصدار وثائق السفر الالزمة لالجئين من أجل تمكينهم من التنقل والسفر بصورة‬
‫نظامية داخل وخارج إقليمها‪ ،‬ما لم تتطلب الظروف خالف ذلك ألسباب متعلقة بالنظام العام‪.1‬‬
‫األشخاص ذوي اإلعاقة‪ :‬اعتمدت هذه االتفاقية من طرف الجمعية العامة لألمم‬ ‫‪ -6‬اتفاقية حقو‬
‫المتحدة في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،2006‬وتهدف إلى دعم تمتع األشخاص ذوي اإلعاقة بحقوقهم وحرياتهم‬
‫األساسية‪.2‬‬
‫اضحا العناية الكبيرة التي توليها االتفاقية لتعزيز حرية تنقل األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬على‬
‫يبدو و ً‬
‫أساس أن النقص الفيسيولوجي لدى هؤالء واختالل وظائفهم الجسمانية يتطلب تدعيم التدابير الالزمة‬
‫لضمان ممارسة هذه الحرية‪ ،‬وفي هذا اإلطار تنص المادة ‪ 18‬من االتفاقية المذكورة أعاله على‪-1 ":‬تقر‬
‫الدول األطراف بحق األشخاص ذوي اإلعاقة في التمتع بحرية التنقل‪ ،‬وحرية اختيار مكان‬
‫إقامتهم‪...‬بما في ذلك ضمان تمتع األشخاص ذوي اإلعاقة بما يلي‪...:‬‬
‫(ج)‪ -‬الحق في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلدهم‬
‫(د)‪ -‬عدم حرمانهم تعس ًفا أو على أساس اإلعاقة من حق دخول بلدهم"‪.3‬‬
‫‪ -7‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة‪:‬‬
‫اعتمدت هذه االتفاقية من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1984‬وتهدف إلى زيادة‬
‫فعالية النضال ضد التعذيب وغيره من أنواع المعاملة أو العقوبة القاسية في جميع دول العالم‪.4‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 28‬من االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬اعتمدت بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ ،61/106‬مؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر‬
‫‪ ،2006‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 3‬ماي ‪ ،2008‬منشورة على موقع منظمة األمم المتحدة‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪،2021‬‬
‫الساعة‪.22:00 :‬‬
‫‪https://www.un.org/disabilities/documents/convention/convoptprot-a.pdf‬‬
‫صادقت الجزائر على هذه االتفاقية بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،188-09‬مؤرخ في ‪ 12‬مايو ‪ ،2009‬يتضمن التصديق على‬
‫اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،33‬صادرة في ‪ 31‬مايو ‪.2009‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 18‬من اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة‪ ،‬اعتمدت وعرضت للتوقيع‬
‫والتصديق واالنضمام بموجب ق ارر الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ ،39/46‬مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1984‬دخلت حيز النفاذ في‬
‫‪ 26‬جوان ‪ ،1987‬منشورة على موقع مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪،2021‬‬
‫الساعة‪.22:00 :‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/ar/professionalinterest/pages/cat.aspx‬‬
‫‪- 77 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لم تنص هذه االتفاقية على حماية حرية التنقل بشكل مباشر‪ ،‬لكنها جاءت بضمانات تحمي‬
‫األفراد من إجراءات الطرد والتسليم واإلعادة إلى البلدان األصلية‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطار المادة ‪3‬‬
‫فقرة ‪ 01‬من هذه االتفاقية على‪ -1 ":‬ال يجوز ألية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو أن تعيده أو أن‬
‫تسلمه إلى دولة أخرى‪ ،‬إذا توافرت لديها أسباب حقيقة تدعو إلى االعتقاد بأنه سيكون في خطر‬
‫التعرض للتعذيب‪.1 "...‬‬
‫‪ -8‬اإلعالن المتعلق بحقو اإلنسان لألفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشون فيه‪ :‬اعتمد‬
‫هذا اإلعالن من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،1985‬من أجل تأمين حماية‬
‫حقوق اإلنسان والحريات األساسية المنصوص عليها في الصكوك الدولية بالنسبة لألفراد الذين ليسوا من‬
‫مواطني البلد الذي يعيشون فيه‪.2‬‬
‫نصت المادة ‪ 5‬من هذا اإلعالن على ضمان ممارسة حرية التنقل بالنسبة لهذه الفئة‪ ،‬حيث جاء‬
‫فيها‪ -3... " :‬رهنا بمراعاة األحكام المشار إليها في الفقرة ‪ ،2‬يتمتع األجانب المقيمون بصورة قانونية‬
‫في إقليم دولة ما‪ ،‬بالحق في حرية التنقل وحرية اختيار محل إقامتهم داخل حدود الدولة"‪.‬‬
‫‪ -9‬اللوائح الصحية الدولية لسنة ‪ :2005‬من بين المسؤوليات األساسية لمنظمة الصحة العالمية إدارة‬
‫النظام العالمي لمكافحة انتشار األمراض على الصعيد الدولي‪ ،‬حيث منحت المادتين ‪( 21‬أ) و‪ 22‬من‬
‫دستور المنظمة االختصاص لجمعية الصحة العالمية في إقرار األنظمة الالزمة لمنع انتشار األمراض‬
‫على الصعيد الدولي‪.‬‬
‫ونظر لزيادة حركة التنقل والسفر على الصعيد الدولي‪ ،‬وازدهار التجارة الدولية‪ ،‬زيادة على ظهور‬
‫ًا‬
‫تهديدات مرضية ومخاطر صحية على الصعيد الدولي‪ ،‬فقد دعت جمعية الصحة العالمية في سنة ‪1995‬‬
‫تنقيحا جوهرًيا‪ ،‬وبعد التشاور بين الدول األعضاء‪،‬‬
‫ً‬ ‫إلى تنقيح اللوائح الصحية الدولية المعتمدة سنة ‪1968‬‬
‫وبناء على ظهور فيروس سارس ( المتالزمة التنفسية الحادة الوخيمة)‪ ،‬وهي أول طارئة صحية‬
‫ً‬

‫‪-1‬المادة ‪ 3‬من اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-2‬اإلعالن المتعلق بحقوق اإلنسان لألفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشون فيه‪ ،‬اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة رقم ‪ ،40/144‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،1985‬منشور على موقع مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬تاريخ‬
‫وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪ ،2020‬الساعة‪.22:00 :‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/AR/ProfessionalInterest/Pages/HumanRightsOfIndividuals.aspx‬‬
‫‪- 78 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عمومية عالمية في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬بعدها تم إقرار التنقيح المتعلق باللوائح الصحية من طرف‬
‫جمعية الصحة العالمية في ‪ 23‬ماي ‪ ،2005‬ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 15‬جويلية ‪.12008‬‬
‫إن الغرض من هذه اللوائح ونطاقها يتحدد في الحيلولة دون انتشار األمراض على الصعيد‬
‫الدولي‪ ،‬والحماية منها ومكافحتها باتخاذ تدابير في مجال الصحة العمومية على نحو يتناسب مع‬
‫المخاطر الصحية المحتملة‪ ،‬مع تجنب التدخل غير الضروري في حركة التنقل الدولي‪ ،‬حيث تفرض هذه‬
‫أساسيا على الدول األطراف أثناء تنفيذ مختلف التدابير لمواجهة األخطار الصحية‪ ،‬وذلك‬
‫ً‬ ‫اللوائح الت از ًما‬
‫في ظل االحترام الكامل للكرامة اإلنسانية وحقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪.‬‬
‫وبما أن اللوائح ال تقتصر على أمراض معينة وإنما تنطبق على المخاطر الصحية العمومية‬
‫الجديدة والمتغيرة على الدوام‪ ،‬فإن الهدف المنشود منها هو أن تظل مالءمة لمدة طويلة في إطار‬
‫االستجابة الدولية لظهور األمراض واألوبئة وانتشارهما‪ ،‬كما تشكل هذه اللوائح األساس القانوني لمختلف‬
‫الوثائق الصحية المرتبطة بحركة السفر والتنقل الدولي‪.2‬‬
‫ورغم أن هذا النص القانوني جاء تحت تسمية " اللوائح الصحية الدولية" غير أنها تعتبر اتفاقية‬
‫دولية كاملة‪ ،‬حيث تخضع لكل مراحل التصديق والتحفظ والرفض‪.‬‬
‫شكلت هذه اللوائح األساس القانوني الذي اعتمدت عليه الحكومة الجزائرية في إصدارها للمراسيم‬
‫المتعلقة بمواجهة تفشي ومكافحة جائحة فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬رغم أن المرسوم التنفيذي رقم ‪-20‬‬
‫‪ 69‬لم ينص عليها ضمن تأشيراته‪ ،‬لكن المنظم تدارك هذا السهو من خالل المرسوم التنفيذي رقم ‪-20‬‬
‫‪ 70‬ومختلف المراسيم الالحقة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬حرية التنقل على مستوى المواثيق ذات الطابع اإلقليمي‪ :‬على غرار االتفاقيات واإلعالنات‬
‫العالمية‪ ،‬جاءت االتفاقيات اإلقليمية لتأكد على ضمان ممارسة حرية التنقل‪ ،‬يظهر هذا على الصعيد‬
‫اإلفريقي والعربي على اعتبار أن الجزائر دولة إفريقية في بعدها القاري (‪ )1‬وعربية في بعدها اللغوي(‪)2‬‬

‫‪-1‬اللوائح الصحية الدولية (‪ ،)2005‬تم اعتمادها من طرف جمعية الصحة العالمية بجنيف في ‪ 23‬ماي ‪ ،2005‬دخلت حيز النفاذ‬
‫في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2008‬منشورة على الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 31 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪:‬‬
‫‪.20:00‬‬
‫‪https://www.who.int/ihr/publications/9789241580496/ar/‬‬
‫صادقت الجزائر عليها بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،293-13‬مؤرخ في ‪ 4‬غشت ‪ ،2013‬يتضمن نشر اللوائح الصحية الدولية‬
‫(‪ ،)2005‬المعتمدة بجنيف بتاريخ ‪ 23‬مايو ‪ ،2005‬ج ر العدد ‪ ،43‬صادرة في ‪ 28‬غشت ‪.2013‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 58‬من اللوائح الصحية الدولية (‪ ،)2005‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ومغاربية في بعدها اإلقليمي (‪ ،)3‬كما توجد نماذج رائدة في تكريس وضمان ممارسة حرية التنقل‬
‫خصوصا على الصعيد األمريكي (‪ ،)4‬واألوروبي (‪.)5‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬الميثا اإلفريقي لحقو اإلنسان والشعوب‪ :‬يعتبر الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‬
‫اإلطار األساسي لحقوق اإلنسان في القارة اإلفريقية‪ ،‬تم التوقيع عليه في جوان ‪ 1981‬من طرف مجلس‬
‫الرؤساء األفارقة‪.1‬‬
‫نص الميثاق على ضمان ممارسة حرية التنقل بجميع مشتمالتها والحقوق التي تتفرع عنها‪ ،‬حيث‬
‫تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 12‬منه على‪ -1 " :‬لكل شخص الحق في التنقل بحرية واختيار محل‬
‫إقامته داخل دولة ما شريطة االلتزام بأحكام القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬لكل شخص الحق في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلده‪ ،‬كما له الحق في العودة إلى بالده‪ .‬وال‬
‫يخضع هذا الحق ألية قيود إال إذا نص عليها القانون وكانت ضرورية لحماية األمن القومي‪ ،‬النظام‬
‫العام‪ ،‬الصحة أو األخال العامة‪.2"...‬‬
‫‪ -2‬الميثا العربي لحقو اإلنسان‪ :‬تم اعتماد الميثاق العربي لحقوق اإلنسان من طرف القمة العربية‬
‫السادسة عشر (‪ )16‬سنة ‪ ،2004‬حيث أكدت ديباجته على االرتباط الوثيق بين حقوق اإلنسان والسلم‬
‫واألمن العالميين‪ ،‬وأعادت التأكيد على المبادئ التي جاء بها ميثاق األمم المتحدة واإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان‪.3‬‬
‫على غرار المواثيق واالتفاقيات السابقة‪ ،‬نص الميثاق العربي لحقوق اإلنسان على حرية التنقل‬
‫وكذا مختلف الضمانات المكرسة لممارسة هذه الحرية‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 26‬منه على‬

‫‪ -1‬الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬تمت إجازته من قبل مجلس الرؤساء األفارقة بدورته العادية رقم ‪ 18‬في نيروبي‬
‫(كينيا)‪ ،‬جوان ‪ ،1981‬منشور على الموقع الرسمي لالتحاد اإلفريقي‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 28 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة ‪.23:00‬‬
‫‪https://au.int/sites/default/files/treaties/36390-treaty-0011_-_african_charter_on_human_and_peoples_rights_a.pdf‬‬
‫صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،37-87‬مؤرخ في ‪ 3‬فبراير ‪ ،1987‬يتضمن المصادقة على الميثاق اإلفريقي‬
‫لحقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،06‬صادرة في ‪ 4‬فبراير ‪.1987‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 12‬من الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬اعتمد من قبل مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة السادسة عشر‪ ،‬بق ارره رقم ‪ 270‬د‪.‬ع‬
‫(‪ ،)16‬مؤرخ في ‪ 23‬مايو ‪ ،2004‬منشور على الموقع الرسمي لجامعة الدول العربية‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 31 :‬جانفي ‪،2021‬‬
‫الساعة‪.13:00 :‬‬
‫‪http://www.lasportal.org/ar/humanrights/committee/pages/committeecharter.aspx‬‬
‫صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،62-06‬مؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ ،2006‬يتضمن التصديق على الميثاق العربي‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬المعتمد بتونس في مايو ‪ ،2004‬ج ر العدد ‪ ،08‬صادرة في ‪ 15‬فبراير ‪.2006‬‬
‫‪- 80 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أنه‪ -1 " :‬لكل شخص يوجد بشكل قانوني على إقليم دولة طرف حرية التنقل واختيار مكان إقامته في‬
‫أية جهة من هذا اإلقليم في حدود التشريعات النافذة‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز ألية دولة طرف إبعاد أي شخص ال يحمل جنسيتها ومتواجد بصورة شرعية على أراضيها‬
‫إال بموجب قرار صادر وفقا للقانون ‪ ،1"...‬كما نصت المادة ‪ 27‬من الميثاق نفسه على‪ " :‬ال يجوز‬
‫بشكل تعسفي أو غير قانوني منع أي شخص من مغادرة أي بلد‪ ،‬بما في ذلك بلده‪ ،‬أو فرض حضر‬
‫على إقامته في أية جهة‪ ،‬أو إلزامه باإلقامة في هذا البلد‪.2"...‬‬
‫‪ -3‬معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي‪ :‬اجتمع قادة دول المغرب العربي يوم ‪ 6‬أكتوبر ‪ 1988‬وقرروا‬
‫تشكيل لجنة تضبط وسائل تحقيق وحدة المغرب العربي‪ ،‬وهو الشيء الذي تحقق سنة ‪ ،1989‬وذلك‬
‫بالتوقيع على معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي‪.3‬‬
‫تعتبر حرية التنقل من بين األهداف الكبرى لمعاهدة اتحاد المغرب العربي‪ ،‬وذلك على اعتبار أن‬
‫تنقل األشخاص والبضائع من الركائز التي يبنى عليها أي اتحاد سياسي واقتصادي‪ ،‬لهذا تنص المادة ‪2‬‬
‫من هذه المعاهدة على‪ " :‬يهدف االتحاد إلى‪ -... :‬العمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل األشخاص‬
‫وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس األموال فيما بينها"‪.4‬‬
‫من أجل تجسيد هذه األهداف على أرض الواقع‪ ،‬تم التوقيع على االتفاقية الخاصة بالنقل البري‬
‫للمسافرين والبضائع وبالعبور بين دول اتحاد المغرب العربي‪ ،5‬حيث تهدف هذه االتفاقية إلى تعزيز‬
‫وتسهيل حركة التنقل بالنسبة لألشخاص والبضائع‪ ،‬وذلك من خالل تحديد قواعد دخول األفراد بشكل‬
‫فردي عن طريق المركبات‪ ،6‬أو عن طريق النقل العمومي للمسافرين‪.7‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 26‬من الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 27‬من الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي بين الجزائر‪ ،‬المغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬تم التوقيع عليها في مراكش يوم ‪ 17‬فبراير‬
‫‪ .1989‬صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،54-89‬مؤرخ في ‪ 2‬مايو ‪ ،1989‬يتضمن المصادقة على معاهدة‬
‫إنشاء اتحاد المغرب العربي‪ ،‬الموقعة في مراكش يوم ‪ 17‬فبراير ‪ ،1989‬ج ر العدد ‪ ،18‬صادرة في ‪ 3‬مايو ‪.1989‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 2‬من معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬االتفاقية الخاصة بالنقل البري للمسافرين والبضائع والعبور بين دول اتحاد المغرب العربي‪ ،‬تم التوقيع عليها بالجزائر العاصمة في‬
‫‪ 23‬يوليو ‪ 1990‬بين حكومات كل من الجزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬المغرب‪ ،‬ليبيا‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬دخلت حيز التنفيذ في ‪ 14‬يوليو ‪ ،1993‬منشورة‬
‫على الموقع الرسمي التحاد المغرب العربي‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 31 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.18:00 :‬‬
‫‪http://maghrebarabe.org/wp-content/uploads/2019/03/transport-voyageur-ar.pdf‬‬
‫‪ -6‬أنظر المادة ‪ 3‬من االتفاقية الخاصة بالنقل البري للمسافرين والبضائع والعبور بين دول اتحاد المغرب العربي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -7‬أنظر المادة ‪ 4‬من االتفاقية الخاصة بالنقل البري للمسافرين والبضائع والعبور بين دول اتحاد المغرب العربي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 81 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫رغم هذه الترسانة من النصوص القانونية التي تبرهن على وجود إرادة حقيقية لتكريس نظام للتنقل‬
‫الحر بين دول المغرب العربي‪ ،‬لكن الواقع يثبت العكس‪ ،‬فرغم كل عوامل االتحاد والنجاح التي تمتلكها‬
‫الدول المغاربية لكن الخالفات السياسية بينها حالت دون بلوغ األهداف المعلن عنها في اتفاقية االتحاد‪.‬‬
‫‪ -4‬االتفاقية األمريكية لحقو اإلنسان‪ :‬صادقت منظمة الدول األمريكية على هذه االتفاقية في مؤتمر‬
‫سان خوسيه في ‪ 22‬نوفمبر ‪.11969‬‬
‫كغيرها من المواثيق والمعاهدات الدولية واإلقليمية‪ ،‬كرست هذه االتفاقية حرية التنقل كواحدة من‬
‫أهم الحريات اللصيقة بشخصية اإلنسان‪ ،‬فتم النص عليها بشكل مفصل في المادة ‪ 22‬التي جاء فيها‪:‬‬
‫" ‪ -1‬لكل شخص متواجد بصورة شرعية في أراضي دولة طرف‪ ،‬حق التنقل واإلقامة فيها مع مراعاة‬
‫أحكام القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬لكل شخص حق مغادرة البلد المتواجد فيه بحرية‪ ،‬بما في ذلك مغادرة وطنه‪.‬‬
‫المذكورة أعاله إال بموجب قانون وبالقدر الذي ال بد منه في‬ ‫‪ -3‬ال يجوز تقييد ممارسة الحقو‬
‫مجتمع ديمقراطي من أجل منع الجريمة أو حماية األمن القومي أو السالمة العامة أو النظام العام أو‬
‫اآلخرين وحرياتهم‪ ،2"...‬كما نصت المادة نفسها على‬ ‫العامة أو الصحة العامة أو حقو‬ ‫األخال‬
‫األحكام المتعلقة بطرد وترحيل األجانب وحق اللجوء السياسي‪ .‬هذا ما يبرز بوضوح الضبط الدقيق الذي‬
‫جاءت به هذه االتفاقية بخصوص ممارسة حرية التنقل‪ ،‬حيث نصت على جميع أشكال وصور هذه‬
‫الحرية‪ ،‬ومختلف الضمانات الممنوحة لألفراد‪ ،‬وكذا المبررات القانونية لتقييد هذه الحرية‪.‬‬
‫اتحادا فر ًيدا من نوعه من ناحية‬
‫ً‬ ‫‪ -5‬حرية التنقل على مستوى القانون األوروبي‪ :‬يشكل التكتل األوروبي‬
‫نوعا من التنوع في المصادر القانونية االتفاقية‪،‬‬
‫المؤسسات والقوانين‪ ،‬وفي إطار حماية حرية التنقل نجد ً‬
‫وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االتفاقية األوروبية لحقو اإلنسان‪ :‬تم التوقيع على هذه االتفاقية في مدينة روما اإليطالية من طرف‬
‫حكومات الدول األوروبية في إطار مجلس أوروبا بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر ‪.31950‬‬

‫‪ -1‬االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان‪ ،‬مصادق عليها من طرف منظمة الدول األمريكية في مؤتمر سان خوسيه‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬نوفمبر‬
‫‪ ،1969‬منشورة على موقع مكتبة حقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة منيسوتا‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 31 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.13:00 :‬‬
‫‪http://hrlibrary.umn.edu/arab/am2.htm‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 22‬من االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬تم التوقيع عليها من طرف حكومات الدول األوروبية األعضاء في مجلس أوروبا‪ ،‬في مدينة‬
‫روما بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر ‪ ،1950‬دخلت حيز النفاذ في ‪ 3‬سبتمبر ‪ ،1953‬مع المالحظة أن هذه االتفاقية تم تغيير اسمها إلى اتفاقية‬
‫‪- 82 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بتحليل ديباجة ونصوص هذه االتفاقية نجد أنها ال تنص على حرية التنقل‪ ،‬لكنه تم الحًقا التوقيع‬
‫على عديد المالحق والبروتوكوالت اإلضافية التي تم دمجها مع االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وذلك‬
‫بهدف إضافة بعض األحكام الجديدة‪ ،‬وكذا اإلقرار بمزيد من الحقوق والحريات كما نصت على ذلك‬
‫ديباجة االتفاقية‪.1‬‬
‫وعليه‪ ،‬جاء اإلقرار الصريح بحرية التنقل باعتبارها حرية أساسية بموجب البروتوكول الرابع‬
‫الملحق باالتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 2‬من هذا البروتوكول على‪ -1 " :‬لكل‬
‫شخص موجود قانوًنا على أراضي دولة الحق في التنقل فيها بحرية واختيار مكان إقامته فيها بحرية‪.‬‬
‫‪ -2‬لكل شخص حرية مغادرة أي بلد بما فيه بلده‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يجوز وضع قيود على حرية ممارسة هذه الحقو غير تلك المنصوص عليها في القانون والتي‬
‫تشكل تدابير ضرورية في مجتمع ديمقراطي لألمن الوطني أو السالمة العامة أو الحفاظ على النظام‬
‫الغير وحرياته‪ ،2"...‬كما نصت‬ ‫أو حماية حقو‬ ‫العام أو منع الجرائم أو حماية الصحة أو األخال‬
‫المادة ‪ 3‬من البروتوكول المذكور أعاله على حق الشخص في الدخول إلى إقليم الدولة التي يحمل‬
‫جنسيتها‪ ،‬كما منعت إجراء الطرد الفردي أو الجماعي ضد المواطن الذي يحمل جنسية الدولة‪.3‬‬
‫األساسية لالتحاد األوروبي‪ :‬تم التوقيع على هذا الميثاق في ‪ 7‬سبتمبر ‪2000‬‬ ‫الحقو‬ ‫ب‪ -‬ميثا‬
‫بمدينة نيس الفرنسية من طرف البرلمان األوروبي ومجلس االتحاد األوروبي واللجنة األوروبية‪ ،‬حيث جاء‬

‫حماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬منشورة على الموقع الرسمي للمحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪31 :‬‬
‫جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.13:00 :‬‬
‫‪https://www.echr.coe.int/documents/convention_ara.pdf‬‬
‫‪ -1‬تم إضافة ستة عشر(‪ )16‬بروتوكول ملحق باالتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬بداية من البروتوكول األول الموقع بتاريخ ‪20‬‬
‫مارس ‪ ،1952‬الذي دخل حيز التنفيذ في ‪ 18‬مايو ‪ 1954‬إلى غاية البروتوكول رقم ‪ 16‬الذي تم التوقيع عليه في ‪ 2‬أكتوبر ‪،2013‬‬
‫ودخل حيز التنفيذ في الفاتح أوت ‪ ،2018‬مع اإلشارة إلى أن هناك بروتوكولين لم يدخال بعد حيز التنفيذ‪ ،‬األول هو البروتوكول رقم‬
‫‪ 15‬الموقع بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ ،1992‬والثاني هو البروتوكول رقم ‪ 15‬الذي تم التوقيع عليه في ‪ 24‬جوان ‪ ،2013‬لمزيد من‬
‫المعلومات أنظر الجدول المحين التفاقية حماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية ومختلف البروتوكوالت الملحقة بها‪ ،‬منشور على‬
‫الموقع الرسمي لمجلس أوروبا‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 31 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.13:00 :‬‬
‫‪https://www.coe.int/en/web/conventions/search-on-treaties/-/conventions/treaty/results/subject/‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 2‬من البروتوكول رقم ‪ 4‬الملحق باتفاقية حماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬بشأن ضمان حقوق وحريات أخرى غير‬
‫تلك الواردة في االتفاقية والبروتوكول اإلضافي األول الملحق باالتفاقية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،1963‬دخل حيز التنفيذ في ‪ 2‬مايو‬
‫‪ ،1968‬منشور على موقع المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 31 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.14:00 :‬‬
‫‪https://www.echr.coe.int/documents/convention_ara.pdf‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 3‬من البروتوكول رقم ‪ 4‬الملحق باتفاقية حماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 83 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في ديباجته النص على وضع الفرد في قلب نشاط االتحاد األوروبي‪ ،‬وذلك بضمان حرية الحركة بالنسبة‬
‫لألشخاص والسلع والخدمات ورؤوس األموال‪.1‬‬
‫نص الميثاق على حرية التنقل من خالل المادة ‪ 45‬التي جاء فيها‪ -1 " :‬لكل مواطن باالتحاد‬
‫األوروبي الحق في الحركة واإلقامة بحرية داخل إقليم الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬يجوز منح حرية الحركة واإلقامة –وفقا للمعاهدة التي شرعها المجتمع األوروبي‪ -‬لمواطني الدول‬
‫األخرى المقيمين بشكل قانوني في إقليم دولة عضو"‪.2‬‬
‫في األخير‪ ،‬من المفيد اإلشارة إلى أن ميثاق الحقوق األساسية لالتحاد األوروبي تم دمجه في‬
‫معاهدة لشبونة لسنة ‪ ،32007‬وذلك بهدف إدخال مجموعة من التغييرات األساسية على عمل وتنظيم‬
‫مؤسسات االتحاد األوروبي‪ ،‬وعلى وجه الخصوص توحيد مواثيق الحقوق المختلفة في دول االتحاد‬
‫األوروبي‪ ،‬والمتمثلة في االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان والحريات األساسية وبروتوكوالتها الملحقة‪،‬‬
‫وميثاق الحقوق األساسية لالتحاد األوروبي‪ ،‬وجمعها في وثيقة أوروبية واحدة لتصبح جزًءا من الدستور‬
‫األوروبي ‪.4‬‬
‫ج‪ -‬اتفاقية شينجن‪ :‬تم التوقيع على هذه االتفاقية في ‪ 14‬جوان ‪ 1985‬ودخلت حيز التنفيذ في ‪16‬‬
‫مارس ‪ ،1995‬بين سبعة (‪ )07‬دول أوروبية هي‪ :‬بلجيكا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬البرتغال‪ ،‬إسبانيا‬
‫وهولندا‪ ،‬وذلك بهدف إلغاء الحدود بين الدول األطراف‪ ،‬ووضع سياسة مشتركة بشأن التنقل والدخول‬
‫المؤقت لألشخاص‪ ،‬تضم اآلن جميع الدول األوروبية المنتمية لالتحاد األوروبي إضافة لثالثة أعضاء من‬
‫غير دول االتحاد األوروبي هي أيسلندا‪ ،‬النرويج وسويس ار‪.5‬‬
‫تسمح اتفاقية شينجن حتى لألفراد األجانب من خارج االتحاد األوروبي بالدخول والتنقل المؤقت‬
‫في منطقة فضاء شينجن وفًقا لقواعد محددة بصورة مشتركة‪ ،‬ويأتي االعتراف بهذا الحق الذي فرض نفسه‬

‫‪ -1‬ميثاق الحقوق األساسية األوروبي‪ ،‬تم التوقيع عليه في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،2000‬بمدينة نيس‪ ،‬من طرف البرلمان األوروبي ومجلس‬
‫االتحاد األوروبي واللجنة األوروبية‪ ،‬دخل حيز التنفيذ في الفاتح فبراير ‪ ،2003‬منشور في الجريدة الرسمية للمجموعة األوروبية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2000/364/01‬صادرة في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،2000‬تاريخ وزمن التصفح‪ 31 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.15:00 :‬‬
‫‪https://www.europarl.europa.eu/charter/pdf/text_fr.pdf‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 45‬من ميثاق الحقوق األساسية األوروبي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬الجريدة الرسمية لالتحاد األوروبي رقم ‪ ،2010/C83/02‬صادرة في ‪ 30‬مارس ‪.2010‬‬
‫‪ -4‬رابح منزر‪ ،‬االتحاد األوروبي وحقوق اإلنسان‪ ،‬ط األولى‪ ،‬شركة المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،2017 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -5‬اتفاقية شينجن‪ ،‬تم التوقيع عليها في لوكسومبورغ في ‪ 14‬جوان ‪ ،1985‬دخلت حيز التنفيذ في ‪ 16‬مارس ‪ ،1995‬منشورة على‬
‫موقع بوابة ‪ EUR-Lex‬لتشريعات االتحاد األوروبي‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 31 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.16:00 :‬‬
‫‪https://eur-lex.europa.eu/legal-content/FR/TXT/HTML/?uri=CELEX:42000A0922(02)&from=GA‬‬
‫‪- 84 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بعد أن أصبح التنقل بين الحدود الداخلية سهالً‪ ،1‬األمر الذي أدى إلى نقل المراقبة إلى الحدود الخارجية‬
‫لدول فضاء شينجن‪ ،2‬مع اإلشارة إلى أن المدة المسموح بها باإلقامة لهؤالء األجانب ال تتجاوز ثالثة‬
‫(‪ )03‬أشهر‪ ،‬وفي حالة مخالفة هذه المقتضيات تطبق القواعد القانونية الوطنية الخاصة بالهجرة وتنقل‬
‫األجانب لكل دولة‪.3‬‬
‫إن حرية تنقل األفراد في الدول األوروبية هي المحرك األساسي للتطور واالزدهار لقارة أوروبا‪،‬‬
‫فال توجد اتفاقية قامت بتأمين إزالة العراقيل بين الدول األوروبية بخصوص حرية التنقل كما فعلت اتفاقية‬
‫شينجن‪.4‬‬
‫رابعا‪ -‬حرية التنقل على مستوى المواثيق ذات الطابع الثنائي‪ :‬زيادة على المعاهدات ذات الطابع الدولي‬
‫واإلقليمي‪ ،‬وقعت الجزائر على اتفاقيات ثنائية مع مجموعة من الدول‪ ،‬وذلك بهدف تنظيم تنقل وإقامة‬
‫المواطنين‪ ،‬تبرز في هذا اإلطار االتفاقيات الثنائية مع كل من المغرب (‪ ،)1‬تونس (‪ ،)2‬ليبيا (‪،)3‬‬
‫أخير فرنسا (‪.)5‬‬
‫موريتانيا (‪ ،)4‬و ًا‬
‫‪ -1‬االتفاقية الجزائرية المغربية المتعلقة باإلقامة‪ :‬تم التوقيع على هذه االتفاقية في ‪ 15‬مارس ‪1963‬‬
‫بين الحكومتين الجزائرية والمغربية‪ ،5‬حيث نصت المادة األولى منها على‪ ":‬يمكن لمواطني الطرفين‬
‫المتعاقدين الساميين أن يدخلوا بكل حرية وبمجرد تقديم جواز سفر ال تزال صالحيته جارية إلى تراب‬
‫الطرف اآلخر واإلقامة به والتنقل فيه والخروج منه في أي وقت مع مراعاة القوانين والتنظيمات‬
‫المتعلقة باألمن العمومي"‪.6‬‬
‫تم تعديل أحكام هذه االتفاقية بموجب البروتوكول الملحق المؤرخ في ‪ 15‬جانفي ‪ ،1969‬حيث تم‬
‫تعديل نص المادة األولى من االتفاقية‪ ،‬وقد شمل التعديل ضرورة إثبات وسائل العيش الكافية‪ ،‬إضافة إلى‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 2‬من اتفاقية شينجن‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 6‬من اتفاقية شينجن‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 18‬من اتفاقية شينجن‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬رشيدة عتيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -5‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،116-63‬مؤرخ في ‪ 17‬أبريل ‪ ،1963‬يتضمن نشر االتفاقيات الجزائرية –المغربية الموقعة في ‪ 15‬مارس‬
‫‪ ،1963‬ج ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪ 17‬مارس ‪( .1963‬متوفرة فقط النسخة الفرنسية من الجريدة الرسمية)‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة األولى من االتفاقية الجزائرية‪-‬المغربية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 85 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حق كل دولة في منع مواطني الدولة األخرى من الدخول أو طردهم بعد دخولهم إذا كان تواجدهم ينطوي‬
‫على تهديد لألمن العام أو كانوا من أصحاب السوابق الجنائية‪.1‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية الجزائرية التونسية الخاصة باإلقامة‪ :‬تم التوقيع على هذه االتفاقية بين الحكومتين الجزائرية‬
‫والتونسية في ‪ 26‬يوليو ‪ ،1963‬حيث تنص المادة األولى منها على‪ ":‬يمكن لمواطني الطرفين المتعاقدين‬
‫الساميين أن يدخلوا بكل حرية وبمجرد تقديم جواز سفر ال تزال صالحيته جارية إلى تراب الطرف اآلخر‬
‫واإلقامة به والتنقل فيه والخروج منه في أي وقت مع مراعاة القوانين والتنظيمات المتعلقة باألمن‬
‫العمومي"‪.2‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية الجزائرية الليبية المتعلقة بالتنقل واإلقامة‪ :‬تم التوقيع عليها بين الحكومتين الجزائرية‬
‫والليبية بطرابلس في ‪ 23‬مايو ‪ ،1970‬نصت المادة األولى منها على‪ ":‬يجوز لمواطني الطرفين‬
‫المتعاقدين أن يدخلوا بكل حرية وبمجرد تقديم جواز سفر صالحيته سارية إلى تراب الطرف اآلخر وأن‬
‫يقيموا ويتجولوا ويستقروا فيه وأن يغادروه في كل وقت وذلك مع مراعاة القوانين واألنظمة المتعلقة‬
‫باألمن العام"‪.3‬‬
‫الجزائري الموريتاني المتعلق باإلقامة والتنقل‪ :‬تم التوقيع على االتفاق بين الحكومتين‬ ‫‪ -4‬االتفا‬
‫الجزائرية والموريتانية بنواكشط في ‪ 6‬جويلية ‪ ،1996‬جاء في نص المادة األولى من هذا االتفاق‪:‬‬
‫" يمكن للرعايا الجزائريين والرعايا الموريتانيين الحاملين لجواز سفر ساري المفعول‪ ،‬التنقل بكل حرية‬
‫إلى إقليم الجمهورية اإلسالمية الموريتانية وإقليم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬دون‬

‫‪ -1‬بروتوكول ملحق يعدل ويتمم أحكام االتفاقية الخاصة باإلقامة المبرمة بين الجزائر والمغرب‪ ،‬تم توقيعه بإفران في ‪ 15‬جانفي‬
‫‪ 1969‬بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة المملكة المغربية‪ ،‬صادقت عليه الجزائر بموجب األمر رقم ‪-69‬‬
‫‪ ،68‬مؤرخ في ‪ 2‬سبتمبر ‪ ،1969‬يتضمن المصادقة على االتفاقيات الجزائرية المغربية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،77‬صادرة في ‪ 10‬سبتمبر‬
‫‪.1969‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية المبرمة بين الحكومتين الجزائرية والتونسية بمدينة الجزائر العاصمة في ‪ 26‬يوليو ‪ ،1963‬صادقت عليها الجزائر بموجب‬
‫المرسوم رقم ‪ ،450-63‬مؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1963‬يتضمن المصادقة على االتفاقيات واالعالنات والبروتوكوالت الموقعة بين‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والجمهورية التونسية بالجزائر في ‪ 26‬يوليو ‪ ،1963‬ج ر العدد ‪ ،87‬صادرة في ‪ 22‬نوفمبر‬
‫‪( .1963‬متوفرة فقط النسخة الفرنسية من الجريدة الرسمية)‬
‫‪ -3‬اتفاقية تنقل األشخاص واإلقامة‪ ،‬تم التوقيع عليها بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية العربية‬
‫الليبية بطرابلس في ‪ 23‬مايو ‪ ،1970‬صادقت عليها الجزائر بموجب األمر رقم ‪ ،37-70‬مؤرخ في ‪ 5‬يونيو ‪ ،1970‬يتضمن‬
‫المصادقة على االتفاقيات ا لمبرمة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية العربية الليبية والموقعة‬
‫بطرابلس في ‪ 22‬و‪ 23‬مايو سنة ‪ ،1970‬ج ر العدد ‪ ،66‬صادرة في ‪ 4‬غشت ‪.1970‬‬
‫‪- 86 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الخضوع مسبقا إلى الحصول على تأشيرة سفر‪ ،1 "...‬كما تنص المادة ‪ 4‬من االتفاق نفسه على حق كل‬
‫دولة في رفض دخول وإقامة مواطني الدولة األخرى لألشخاص غير المرغوبين فيهم دون أن تحدد‬
‫األسباب الدقيقة لهذا الرفض‪.‬‬
‫‪ -5‬االتفاقية الجزائرية الفرنسية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا‪ :‬تم التوقيع على‬
‫هذه االتفاقية بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية بالجزائر العاصمة في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،21968‬وتجد هذه‬

‫‪ -1‬اتفاق حول إقامة وتنقل األشخاص بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الموريتانية الموقع‬
‫بنواكشط في ‪ 6‬يوليو ‪ ،1996‬صادقت الجزائر عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،340-97‬مؤرخ في ‪ 13‬سبتمبر ‪ ،1997‬يتضمن‬
‫المصادقة على اتفاق حول إقامة وتنقل األشخاص بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الموريتانية‪ ،‬الموقع‬
‫عليه بنواكشط يوم ‪ 6‬يوليو سنة ‪ ،1996‬ج ر العدد ‪ ،61‬صادرة في ‪ 14‬سبتمبر ‪.1997‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية المبرمة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين‬
‫وعائالتهم إلى فرنسا وتشغيلهم وإقامتهم بها‪ ،‬تم التوقيع عليها بالجزائر في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،1968‬صادقت عليها الجزائر بموجب‬
‫المرسوم رقم ‪ ،3-69‬مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،1969‬يتضمن نشر االتفاقية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا‬
‫وتشغيلهم وإقامتهم بها والموقع عليها بمدينة الجزائر في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،1968‬ج ر العدد ‪ ،17‬صادرة في ‪ 21‬فبراير ‪.1969‬‬
‫تم تعديل هذه االتفاقية والبروتوكول الملحق بها في ثالث مناسبات‪:‬‬
‫‪ -‬التعديل األول كان بموجب الملحق األول التفاقية ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1968‬بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة‬
‫الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في فرنسا وبروتكولها الملحق‪ ،‬والمصادق عليه بموجب‬
‫المرسوم رقم ‪ ،128-86‬مؤرخ في ‪ 20‬مايو ‪ ،1986‬يتضمن المصادقة على الملحق األول التفاقية ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1968‬بين حكومة‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية الخاصة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في‬
‫فرنسا وبروتوكولها الملحق والبروتوكول الملحق بها وتبادل الرسائل الموقعة بالجزائر في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1985‬ج ر العدد ‪ ،21‬صادرة‬
‫في ‪ 21‬مايو ‪.1986‬‬
‫‪ -‬التعديل الثاني كان بموجب الملحق الثاني التفاقية ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1968‬الموقعة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في فرنسا والبروتوكول الملحق بها‪ ،‬تم التوقيع‬
‫عليه بالجزائر في ‪ 28‬سبتمبر ‪( .1994‬لم نعثر على المرسوم الرئاسي المتضمن المصادقة ونشر هذا الملحق في الجريدة الرسمية‬
‫الجزائرية‪ ،‬لهذا نورد معلومات الملحق الثاني من الجريدة الرسمية الفرنسية‪ ،‬على اعتبار أن هذا النص القانوني يمثل اتفاق ثنائي ملزم‬
‫للبلدين)‪.‬‬
‫‪Décret n°94-1103 du 19 décembre 1994, portant publication du deuxième avenant à l'accord du 27 décembre‬‬
‫‪1968 entre le Gouvernement de la République française et le Gouvernement de la République algérienne‬‬
‫‪démocratique et populaire, relatif à la circulation, à l'emploi et au séjour en France des ressortissants algériens et‬‬
‫‪de leurs familles et à son protocole annexe, signé à Alger le 28 septembre 1994, JORF n° 0294, du 20 décembre‬‬
‫‪1994.‬‬
‫‪ -‬التعديل الثالث واألخير‪ ،‬كان بموجب الملحق الثالث التفاقية ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1968‬بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في فرنسا والبروتوكول الملحق بها‪ ،‬تم‬
‫التوقيع عليه بباريس في ‪ 11‬جويلية ‪ ،2001‬صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،368-01‬مؤرخ في ‪ 13‬نوفمبر‬
‫‪ ،2001‬يتضمن التصديق على الملحق الثالث لالتفاق المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1968‬بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلق بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا وتشغيلهم وإقامتهم بها‪ ،‬وكذا البروتوكول‬
‫الملحق به‪ ،‬الموقع بباريس في ‪ 11‬يوليو ‪ ،2001‬ج ر العدد ‪ ،69‬صادرة في ‪ 18‬نوفمبر ‪.2001‬‬
‫‪- 87 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االتفاقية جدورها في اتفاقيات إفيان الموقعة بين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والحكومة الفرنسية‪،‬‬
‫حيث تطرقت لمسألة تنقل المواطنين الجزائريين إلى فرنسا‪ ،‬وأكدت على مبدأ حرية التنقل لألفراد‪ ،‬وبذلك‬
‫فهي أول نص قانوني وضع األساس لنظام خاص يقوم على سن اتفاقيات ثنائية بين فرنسا والجزائر‪،‬‬
‫تتحصل بموجبه هذه األخيرة على نظام خاص ومتميز عن بقية الدول األخرى‪ ،‬لكن هذا االستثناء‬
‫الجزائري تم التراجع عنه بموجب الملحق الثاني الموقع سنة ‪ ،1994‬والذي تم بموجبه اشتراط الحصول‬
‫على تأشيرة طويلة المدة للراغبين في االستقرار بشكل دائم في فرنسا‪.1‬‬
‫تضمنت االتفاقية ثالثة محاور رئيسية تخص أنظمة اإلقامة‪ ،‬العمل والتجميع العائلي للرعايا‬
‫الجزائريين في فرنسا‪ ،‬وجاءت كتعبير على التعاون بين الطرفين من أجل إيجاد حلول فيما يخص تنقل‬
‫وإقامة وعمل الرعايا الجزائريين‪.‬‬
‫تعتبر االتفاقية الجزائرية الفرنسية المتعلقة بالتنقل واإلقامة للرعايا الجزائريين من أكثر األنظمة‬
‫القانونية التي تمنح امتيازات ومزايا مقارنة مع بعض االتفاقيات الثنائية األخرى الموقعة بين فرنسا وتونس‬
‫أو المغرب‪ ،‬وحتى بالمقارنة مع النظام القانوني العام المطبق على كل األجانب‪ ،‬مع استثناء رعايا‬
‫المجموعة األوروبية والفضاء االقتصادي األوروبي الذين يتمتعون بحرية التنقل واإلقامة دون الحاجة إلى‬
‫سند اإلقامة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Dominique TURPIN, « Titres de séjour », Répertoire de droit international, Dalloz, août 2004, actualisation‬‬
‫‪mars 2019, p 53.‬‬
‫‪ -2‬بن قو أمال‪ ،‬دراسة االتفاقيات الثنائية الفرنكو مغاربية المتعلقة بهجرة اليد العاملة في ظل قواعد الحماية الدولية واألوروبية لحقوق‬
‫المهاجرين‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬تخصص القانون االجتماعي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫‪ ،2012-2011‬ص ‪.70‬‬
‫‪- 88 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطبيق القاضي اإلداري للقانون االتفاقي المتعلق بحرية التنقل‬
‫إن التطور الحاصل في نطاق كل من القانون الدولي والداخلي أدى إلى التقاطع بينهما في كثير‬
‫كبير من العالقات التي كانت خاضعة لقواعد القانون‬ ‫من المواضيع‪ ،‬فقد أصبح القانون الدولي ينظم ً‬
‫جانبا ًا‬
‫خصوصا تلك المتعلقة باألفراد ومركز األجانب‪ ،‬حيث نجد القانون الدولي لحقوق اإلنسان يهتم‬
‫ً‬ ‫الداخلي‬
‫بتنظيم قضايا حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬هذه األخيرة تعتبر من أهم الموضوعات التي ينظمها‬
‫فكثير ما يقع التصادم بين نشاط الضبط اإلداري وحقوق وحريات األفراد‪ ،‬حيث يظهر في‬
‫ًا‬ ‫القانون اإلداري‪،‬‬
‫هذا المجال دور القاضي اإلداري في نطاق رقابة مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة ضد األفراد هؤالء‬
‫عادة ما يتمسكون بالمعاهدات واالتفاقيات الدولية التي تصادق عليها دولهم أمام الجهات القضائية‬
‫الوطنية‪.1‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يطرح التساؤل حول األساس القانوني إلدماج أحكام المعاهدات والمواثيق الدولية‬
‫ضمن القانون الوطني (أوال)‪ ،‬وبالنتيجة تأثير ذلك على تطبيق القاضي اإلداري لهذه النصوص الدولية‬
‫(ثانيا)‪ ،‬ورغم األهمية الناتجة عن استقبال النصوص الدولية ضمن القانون الوطني فإن تطبيق القاضي‬
‫محدودا (ثالثا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫اإلداري الجزائري لهذه النصوص يبقى‬
‫أوال‪ -‬األساس الدستوري إلدماج القانون االتفاقي ضمن القانون الوطني‪ :‬كرس المؤسس الدستوري مبدأ‬
‫سمو النصوص الدولية على القانون الداخلي ضمن التحديد الوارد في النص الدستوري (‪ ،)1‬كما ساهم‬
‫المجلس الدستوري في إعطاء معنى أكثر دقة لهذا المبدأ (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬المبدأ الدستوري المكرس لسمو المعاهدات الدولية على القانون الداخلي‪ :‬تنص المادة ‪ 154‬من‬
‫عليها رئيس الجمهورية‪ ،‬حسب الشروط المنصوص‬ ‫الدستور الجزائري على‪ ":‬المعاهدات التي يصاد‬
‫عليها في الدستور‪ ،‬تسمو على القانون"‪ ،2‬يظهر من هذا النص أن المؤسس الدستوري اعتنق االتجاه‬
‫الذي يكرس سمو النصوص الدولية على النصوص الداخلية‪ ،‬لكن من جهة أخرى نجد أنه لم يتعرض‬
‫لمسألة نشر بنود االتفاقيات الدولية في الجريدة الرسمية حتى يتم إدراجها في المنظومة القانونية الداخلية‪،‬‬
‫إذ أن هذه المادة نصت على إجراء التصديق وليس النشر‪.‬‬

‫‪ -1‬أمينة رايس‪ " ،‬المعاهدة الدولية أمام القاضي اإلداري"‪ ،‬مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬العدد ‪ ،21‬ديسمبر‬
‫‪ ،2015‬ص ص ‪.179-178‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 154‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 89 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -2‬االجتهاد الدستوري المتعلق بنشر المعاهدات الدولية بعد المصادقة عليها‪ :‬في هذا اإلطار‪ ،‬كان‬
‫للمجلس الدستوري الجزائري اجتهاد في مسألة التصديق والنشر‪ ،‬حيث أضاف شرط النشر لالتفاقية الدولية‬
‫المصادق عليها من أجل إدراجها ضمن المنظومة القانونية للدولة‪ ،‬وكان ذلك بموجب ق ارره الصادر في‬
‫‪ 20‬أوت ‪ ،1989‬والذي جاء فيه‪ ":‬ونظ ار لكون أية اتفاقية بعد المصادقة عليها ونشرها‪ ،‬تندرج في‬
‫القانون الوطني‪ ،‬وتكتسب بمقتضى المادة ‪ 123‬من الدستور سلطة السمو على القوانين‪ ،‬وتخول كل‬
‫مواطن جزائري أن يتذرع بها أمام الجهات القضائية‪.1 "...‬‬
‫يالحظ بأن المجلس الدستوري أضاف شرط نشر االتفاقية الدولية بعد التصديق عليها حتى يتم‬
‫دمجها في القانون الداخلي‪ ،‬وتكتسب صفة السمو على القانون‪ ،‬وهو شرط غير موجود في كل الدساتير‬
‫الجزائرية المتعاقبة‪ .‬لهذا كان من األجدر على المؤسس الدستوري أن يضيف هذا الشرط عبر مختلف‬
‫التعديالت الدستورية التي أعقبت صدور هذا االجتهاد الدستوري‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬تطبيق القاضي اإلداري للقانون االتفاقي‪ :‬يمثل النص الدولي عنصر أجنبي يتم إدراجه في‬
‫المنظومة القانونية الوطنية‪ ،‬األمر الذي جعل تطبيقه من طرف القاضي اإلداري يمر من مرحلة عدم‬
‫صالحية االعتماد على النصوص الدولية إلى مرحلة التطبيق المباشر لها (‪ ،)1‬كما لم يتوقف األمر عند‬
‫هذا الحد بل وصل إلى درجة اختصاص القاضي اإلداري بعملية تفسير النص الدولي (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬اعتراف القاضي اإلداري باألثر المباشر للقانون االتفاقي‪ :‬في البداية كان هناك جدال فقهي‬
‫وقضائي حول تطبيق القاضي اإلداري للنصوص الدولية‪ ،‬حيث كان االتجاه السائد يميل إلى عدم‬
‫صالحية النصوص الدولية للتطبيق من طرف القاضي الوطني‪ ،‬لكن االتجاه الحالي سواء من ناحية الفقه‬
‫أو القضاء اإلداري اتجه إلى قبول تطبيق األحكام الواردة ضمن النصوص والمواثيق الدولية على‬
‫خصوصا االتفاقيات الثنائية المتعلقة بقواعد االختصاص القضائي‪.3‬‬
‫ً‬ ‫المنازعات الوطنية‬
‫من بين أهم االلتزامات المفروضة على قضاة المحاكم الوطنية تطبيق أحكام المعاهدات‬
‫واالتفاقيات الدولية التي تكون الدولة طرًفا فيها‪ ،‬على أساس أنها تدمج ضمن النظام القانوني الداخلي‬

‫‪ -1‬المجلس الدستوري‪ ،‬قرار رقم ‪ -1‬ق‪ .‬ق‪ -‬مد‪ -‬مؤرخ في ‪ 20‬غشت ‪ ،1989‬يتعلق باالنتخابات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،36‬صادرة في ‪30‬‬
‫غشت ‪.1989‬‬
‫‪ -2‬بدر الدين مرغني حيزوم‪ ،‬وليد زرقان‪ " ،‬دور القاضي اإلداري في تطبيق المعاهدات الدولية –دراسة مقارنة‪ ،"-‬مداخلة ضمن‬
‫أعمال الملتقى الثامن حول‪ :‬التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة القانون‪ ،‬المنظم من طرف كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي‪ ،‬يومي ‪ 6‬و‪ 7‬مارس ‪ ،2018‬ص ‪.414‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Étienne PICARD, « Droit international: compétence du juge administratif », Répertoire de contentieux‬‬
‫‪administratif, février 2008, actualisation octobre 2013, Dalloz, p 15.‬‬
‫‪- 90 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫للدولة‪ ،‬األ مر الذي يفرض على القاضي الوطني تطبيق أحكام المعاهدات الدولية من تلقاء نفسه حتى لو‬
‫لم يطلب منه أطراف الخصومة ذلك‪ .‬هذا االلتزام يعتبر جزًءا من وظيفة القاضي في تطبيق القانون‪ ،‬ألنه‬
‫منذ لحظة التصديق على المعاهدة الدولية تصبح مثل الدستور والقوانين والنظم واللوائح المختلفة‪ ،‬كما أن‬
‫هذا االلتزام يعتبر ضرورة دولية‪ ،‬تنبع من االلتزام المفروض على الدولة بتطبيق محتوى النصوص‬
‫الدولية‪ ،‬حيث يعتبر القاضي في هذا السياق من أهم أجهزة الدولة إلنفاذ وتطبيق المعاهدات الدولية‪.1‬‬
‫ومن حيث قابلية المعاهدة الدولية للتطبيق المباشر‪ ،‬يمكن القول بأن المعاهدات الثنائية هي التي‬
‫يمكن تصور تطبيقها بشكل مباشر دون الحاجة إلى صدور قوانين من أجل تطبيق أحكامها‪ ،‬وهذا على‬
‫اعتبار أنها تضم أحكام خاصة بأطراف المعاهدة‪ ،‬الشيء الذي يجعل من الممكن تطبيقها بشكل مباشر‬
‫في المنازعات المتعلقة بها أمام الجهات القضائية‪ ،‬كان هذا هو الحل الذي طبقه مجلس الدولة الفرنسي‬
‫في قضية ‪ GISTI‬المؤرخ في ‪ 29‬جوان ‪ ،1990‬حيث استند قضاة المجلس على تطبيق أحكام االتفاقيات‬
‫الثنائية الموقعة بين الجزائر وفرنسا في ‪ 19‬مارس ‪ 1962‬و‪ 27‬ديسمبر ‪ 1968‬وكذا البروتوكول المعدل‬
‫لالتفاقية المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪.21986‬‬
‫في تطور الفت‪ ،‬أكد مجلس الدولة الفرنسي أن بنود المعاهدة الدولية المدرجة ضمن النظام‬
‫القانوني الوطني‪ ،‬يمكن إثارة تطبيقها من أجل طلب إلغاء قرار إداري أو استبعاد تطبيق نص تشريعي أو‬
‫تنظيمي ال يتوافق مع القاعدة القانونية الدولية‪ ،‬هذا يعني أنه عندما تنشئ هذه القاعدة حقوًقا لألفراد تبرر‬
‫لهم االحتجاج بها‪ ،‬فيتعين على القاضي اإلداري أن يقر باألثر المباشر للمعاهدة الدولية‪ ،‬بعد تحديد النية‬
‫الصريحة لألطراف المتعاقدة‪ ،‬وال تحتاج لتدخل أي عمل قانوني مكمل لتوليد آثارها بالنسبة لألفراد‪ .‬وعليه‬
‫فالمعاهدة الدولية تطبق بصفة مباشرة عند توافر معيارين األول ذاتي‪ ،‬بأن يكون النص الدولي غير‬
‫محصور بتنظيم العالقات بين الدول‪ ،‬وأن يكون قد أنشأ حقوًقا لألفراد من جهة‪ ،‬ومعيار موضوعي بأن ال‬
‫يتطلب تطبيق النص الدولي سن أي نص قانوني وطني من جهة أخرى‪.3‬‬

‫أنموذجا)"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى‬


‫ً‬ ‫‪ -1‬كمال دريد‪ ،‬أمينة رايس‪ " ،‬االلتزام القضائي بالمعاهدات الدولية (القضاء اإلداري الجزائري‬
‫الدولي الموسوم ب‪ :‬دولة القانون‪" :‬التجربة الجزائرية"‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪-‬أم البواقي‪ ،‬يومي ‪10‬‬
‫و‪ 11‬أفريل ‪ ،2018‬ص ‪( .281‬غير منشور)‬
‫‪ -2‬أمينة رايس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ -3‬سفيان عبدلي‪ " ،‬سلطات القاضي الوطني في مادة الرقابة على تطبيق االتفاقيات الدولية"‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد ‪،53‬‬
‫مارس ‪ ،2017‬ص ص‪.58- 57‬‬
‫‪- 91 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫هذا التحليل الفقهي اعتمده مجلس الدولة الفرنسي في ق ارره المؤرخ في ‪ 12‬أفريل ‪ 2012‬في قضية‬
‫‪ ،GISTI‬والرامية لطلب إلغاء المرسوم رقم ‪ 908-2000‬المتعلق بشروط البقاء في اإلقامات للمستفيدين‬
‫بناء‬
‫من حق السكن الالئق والمستقل‪ ،‬حيث قضى بعدم مشروعية هذا المرسوم‪ ،‬واعتبر أن الطلبات المثارة ً‬
‫على أحكام االتفاقية الدولية للعمل رقم ‪ 97‬لسنة ‪ 1949‬كافية للتطبيق بحد ذاتها وبصفة مباشرة‪.1‬‬
‫‪ -2‬اختصاص القاضي اإلداري بتفسير القانون االتفاقي‪ :‬تختص و ازرة الشؤون الخارجية فيما يتعلق‬
‫بتفسير المعاهدات الدولية في الجزائر‪ ،‬أما في فرنسا ففي البداية كانت هذا الوظيفة من اختصاص و ازرة‬
‫الخارجية‪ ،‬حيث يوقف القاضي اإلداري الفصل في الدعوى إلى حين صدور تفسير الو ازرة المعنية‪ ،‬لكن‬
‫هذا الموقف تغير الحًقا‪ ،‬حيث أصبح للقاضي اإلداري سلطة تفسير المعاهدة الدولية دون الرجوع لو ازرة‬
‫الخارجية‪ ،‬وكان ذلك في قضية جمعية ‪ GISTI‬حيث طلبت هذه األخيرة من القاضي اإلداري إلغاء‬
‫المنشور المتضمن النصوص الجديدة التي تنظم دخول وإقامة الرعايا الجزائريين إلى فرنسا‪ ،‬على أساس‬
‫تعارض هذا المنشور مع الملحق الصادر في ‪ 22‬ديسمبر ‪ 1986‬الذي عدل االتفاقية الموقعة بين الجزائر‬
‫وفرنسا في ‪ 27‬سبتمبر ‪ ،1968‬حيث قام القاضي اإلداري بتفسير نصوص االتفاقية والبروتكول الملحق‬
‫بها دون العودة إلى و ازرة الخارجية‪ ،‬وقضى بعدم تعارض المنشور مع االتفاقية الثنائية‪.2‬‬
‫ثالثا‪ -‬محدودية تطبيق القاضي اإلداري الجزائري للمصادر الخارجية لحرية التنقل‪ :‬رغم كثرة النصوص‬
‫الدولية التي استوفت شروط المصادقة والنشر في الجزائر‪ ،‬إال أن التطبيق القضائي لها من طرف‬
‫منعدما‪ .‬لكن مع تطور حركية االجتهاد القضائي خرج القاضي‬ ‫ً‬ ‫القاضي اإلداري الجزائري يكاد يكون‬
‫الوطني من جموده هذا ولو بشكل محتشم (‪ ،)1‬ومع الدفعة القوية التي حملها التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ 2020‬من المتوقع أن يزداد اعتماد القاضي اإلداري على النصوص الدولية حال فصله في النزاعات‬
‫اإلدارية (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬بشأن توكيل محام في قضية "يونيون بنك"‪ :‬بداية محتشمة لتطبيق القانون االتفاقي‪ :‬إن تطبيق‬
‫المعاهدات الدولية من طرف القاضي اإلداري الجزائري يتميز بالندرة‪ ،‬ونتيجة لقلة األحكام والق اررات‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, Ass, 11 avril 2012, GISTI et FAPIL, n° 322326, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.conseil-etat.fr/fr/arianeweb/CE/decision/2012-04-11/322326, consulté le 31 janvier 2021, à 20 :00.‬‬
‫‪ -2‬خير الدين زيوي‪ ،‬إدماج المعاهدات الدولية في النظام القانوني الداخلي الجزائري طبًقا لدستور ‪ ،1996‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2004-2003‬ص ص ‪.85-84‬‬
‫‪- 92 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫القضائية في هذا المجال‪ ،‬فإنه من الصعب تحديد موقف القاضي اإلداري من مسألة التطبيق المباشر‬
‫للمعاهدات الدولية وكذا تفسيرها‪.1‬‬
‫من الق اررات القضائية القليلة التي عالجت مسألة تطبيق المعاهدات الدولية نجد قرار مجلس الدولة‬
‫الجزائري في قضية يونيون بنك ضد محافظ بنك الجزائر المؤرخ في ‪ 8‬ماي ‪ ،2000‬وهي قضية معقدة‬
‫ومتشعبة تدور أسا ًسا حول موضوع سحب صفة الوسيط المعتمد لبنك يونيون بنك من طرف مديرية‬
‫مراقبة الصرف لبنك الجزائر‪ ،‬حيث طلب بنك يونيون بنك بإلغاء قرار اللجنة المصرفية المتضمن رفض‬
‫توكيل المحامية الفرنسية جوال موشار محامية بمجلس قضاء باريس بحجة أنها لم تقدم الترخيص المتعلق‬
‫بتمثيل األطراف أمام الجهات القضائية الجزائرية المسلم من طرف النقيب المختص‪ ،‬وذلك وفق ما تنص‬
‫عليه المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 04-91‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪.2‬‬
‫تمسكت هيئة الدفاع ليونيون بنك في مذكرتها بتطبيق المادة ‪ 16‬من البروتوكول القضائي الموقع‬
‫بين الجزائر وفرنسا في ‪ 28‬أوت ‪ ،31962‬والتي تشير إلى إمكانية تمثيل المحاميين الفرنسيين لألطراف‬
‫موطنا في المدينة مقر الجهة القضائية‪ ،‬حيث اختارت‬
‫ً‬ ‫أمام الجهات القضائية الجزائرية بشرط أن يختاروا‬

‫‪ -1‬كمال دريد‪ ،‬أمينة رايس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬


‫‪ -2‬قانون رقم ‪ ،04-91‬مؤرخ في ‪ 8‬جانفي ‪ ،1991‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،02‬صادرة في ‪ 9‬جانفي ‪.1991‬‬
‫(ملغى)‬
‫تنص المادة ‪ 6‬من هذا القانون على‪ ":‬يجوز للقاضي التابع لمنظمة أجنبية مع مراعاة أحكام االتفاقيات الدولية وتقاليد المهنة‪ ،‬أن‬
‫يساعد ويدافع وينوب عن الخصوم لدى جهة قضائية جزائرية بعد أن يرخص له خصيصا بذلك من نقيب المحامين المختص إقليميا‬
‫وبعد أن يختار مقره في مكتب محام يمارس في دائرة اختصاص المجلس"‪.‬‬
‫‪ -3‬البروتوكول القضائي الجزائري الفرنسي‪ ،‬تم التوقيع عليه بباريس في ‪ 28‬غشت ‪ ،1962‬دخل حيز التنفيذ في األول يوليو ‪،1962‬‬
‫معدل ومتمم باألمر رقم ‪ ،194-65‬مؤرخ في ‪ 29‬يوليو ‪ ،1965‬المتضمن التصديق على االتفاقية المتعلقة بتنفيذ األحكام وتسليم‬
‫المجرمين‪ ،‬الموقع عليها بالجزائر في ‪ 27‬غشت ‪ ،1964‬ج ر العدد ‪ ،68‬صادرة في ‪ 17‬غشت ‪( 1965‬متوفرة في النسخة الفرنسية‬
‫من الجريدة الرسمية‪ ،‬أما النسخة العربية فهناك تكرار للجريدة رقم ‪ ،)67‬معدل بالمرسوم رقم ‪ ،313-66‬مؤرخ في ‪ 4‬أكتوبر ‪،1966‬‬
‫يتضمن نشر اتفاقية التعاون التقني والثقافي بين فرنسا والجزائر الموقع عليها بباريس في ‪ 8‬أبريل ‪ ،1966‬ج ر العدد ‪ ،94‬صادرة في‬
‫‪ 4‬نوفمبر ‪.1966‬‬
‫مع المالحظة أنه تم إلغاء المواد من ‪ 11‬إلى ‪ 30‬من االتفاقية المتعلقة بتنفيذ األحكام وتسليم المجرمين‪ ،‬الموقع عليها في ‪ 27‬غشت‬
‫‪ ، 1964‬وذلك بموجب اتفاقية تسليم المجرمين بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية‬
‫الموقعة بالجزائر في ‪ 27‬جانفي سنة ‪ ،2019‬صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،166-21‬مؤرخ في ‪ 25‬أبريل‬
‫‪ ،2021‬ج ر العدد ‪ ،34‬صادرة في ‪ 9‬مايو ‪.2021‬‬
‫نص البروتوكول منشور على الموقع الرسمي لو ازرة العدل‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 31 :‬جانفي ‪ ،2021‬الساعة‪.17:00 :‬‬
‫‪https://www.mjustice.dz/wp-content/uploads/2019/pdf/prot_jud_alg_f_ar_9_1.pdf‬‬
‫‪- 93 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األستاذة جوال موشار توطينها لدى األستاذ عبالوي عميد محامي الجزائر‪ ،‬وعليه فإن المحامي الفرنسي‬
‫معفي من تقديم الترخيص بالموافقة أمام الجهات القضائية الجزائرية‪.‬‬
‫كما أن البروتوكول القضائي المؤرخ في ‪ 28‬غشت ‪ 1962‬وبموجب المادة ‪ 16‬منه يمنح لكل‬
‫محام مسجل في نقابة فرنسية حرية التنقل من أجل المرافعة أمام كل الجهات القضائية الجزائرية في‬
‫الظروف نفسها التي يمارس فيها الجزائريون مهنة المحاماة‪.‬‬
‫يظهر التطبيق المباشر لبنود معاهدة دولية‪ ،‬وتطبيق منهج التفسير من طرف القاضي اإلداري من‬
‫خالل ما جاء في قرار مجلس الدولة المذكور أعاله‪ ،‬حيث جاء في إحدى الحيثيات‪ ... " :‬أمام مجلس‬
‫الدولة ال يطلب يونيون بنك اعتمادا لمحاميته وهو الشيء الذي يفترض نشاطا دائما‪ ،‬بل مجرد‬
‫الترخيص بالمرافعة ومساعدة تمثيل موكله في ملفات مضبوطة وذلك طبقا للمادة ‪ 16‬من البروتوكول‪.‬‬
‫بل يذهب يونيون بنك إلى أبعد من ذلك في طلباته أمام مجلس الدولة ألن األمر يتعلق بمسألة تفسير‬
‫وتطبيق في الجزائر لمعاهدة وهي مسألة تطرح بدون أدنى شك ألول مرة والتي يكتسي الجواب عليها‬
‫بعدا كبي ار‪.1"...‬‬
‫الشيء الالفت لالنتباه في هذه الحيثية هو إقرار مجلس الدولة بأن النزاع يتعلق بتفسير وتطبيق‬
‫معاهدة دولية أمام القاضي الجزائري‪ ،‬وأن هذه المسألة تطرح ألول مرة‪ ،‬وهو ما ينطوي على أهمية كبيرة‪،‬‬
‫غير أن القاضي اإلداري لم يصل إلى التعبير الدقيق الذي كان مطلوب منه‪ ،‬فعبارة " وهي مسألة تطرح‬
‫كبير" يجب أن تصاغ بشكل دقيق ومفصل من خالل تحديد‬
‫ألول مرة والتي يكتسي الجواب عليها بعدا ا‬
‫المقصود بها‪ .‬يمكن أن يكون التعبير المستعمل من طرف القاضي اإلداري غير مناسب‪ ،‬لكن يفهم من‬
‫مباشرا‪ ،‬غير أنه ال يوجد بهذا القرار‬
‫ً‬ ‫ذلك بطريقة ضمنية بأنه تصدى لمسألة تطبيق معاهدة دولية تطبيًقا‬
‫ما يشير إلى أنه قام بعملية تفسير البروتوكول القضائي‪.2‬‬
‫في األخير‪ ،‬يمكن القول بأن اعتماد المعاهدات الدولية كمصدر للمشروعية اإلدارية من طرف‬
‫محتشما‪ ،‬وذلك بدليل غياب االجتهاد القضائي الذي يكرس أحكام هذه المعاهدات‬
‫ً‬ ‫القاضي اإلداري ال يزال‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة قرار رقم ‪ ،2111‬مؤرخ في ‪ 8‬ماي ‪ ،2000‬قضية يونيون بنك ضد محافظ بنك الجزائر‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2005 ،06‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -2‬كمال دريد‪ ،‬أمينة رايس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪- 94 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫واالتفاقيات بصفة تلقائية‪ ،‬ألنه حتى في الحاالت القليلة التي أسس فيها القاضي اإلداري ق ارراته على‬
‫نصوص دولية كان ذلك بطلب من أطراف الخصومة‪.1‬‬
‫‪ -2‬نحو تعزيز تطبيق القاضي اإلداري للقانون االتفاقي في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ :2020‬حمل‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬تحوًال جذرًيا في مجال عالقة القاضي اإلداري بالقانون االتفاقي‪ ،‬إذ نص‬
‫المؤسس الدستوري صراحة وألول مرة على إلزامية تطبيق القاضي للنصوص الدولية‪ ،‬وذلك في إطار ما‬
‫يعرف ب‪ " :‬الكتلة الدستورية"‪ ،‬وهذا ما جاء في المادة ‪ 171‬التي نصت على‪ " :‬يلتزم القاضي في‬
‫عليها‪ ،‬وقوانين الجمهورية وكذا ق اررات المحكمة‬ ‫ممارسة وظيفته بتطبيق المعاهدات المصاد‬
‫الدستورية"‪ ،2‬األمر الذي يعني أن القاضي اإلداري ملزم بتطبيق المعاهدات واالتفاقيات الدولية التي‬
‫تصادق عليها الجزائر‪ ،‬هذه األخيرة تعتبر مصدر مباشر في حماية حرية التنقل‪ ،‬وذلك بالنظر للعدد‬
‫الكبير للنصوص الدولية التي صادقت عليها الجزائر‪ ،‬والتي تنص بشكل صريح على حرية ممارسة التنقل‬
‫سواء من حيث ضمانات الممارسة أو القيود الواردة عليها‪.‬‬
‫لهذا من المنتظر أن تزداد وتيرة إعمال القاضي اإلداري للقانون االتفاقي في حمايته للحقوق‬
‫والحريات بصفة عامة وحرية التنقل بصفة خاصة‪ ،‬وهو ما يفرض عليه التحكم الجيد في فهم النصوص‬
‫الدولية‪ ،‬وإعطائها األولوية في التطبيق على التشريعات الوطنية‪ ،‬بالنظر للدرجة السامية التي منحها لها‬
‫الدستور بموجب المادة ‪ 154‬المذكورة سابًقا‪.‬‬

‫‪ -1‬كمال دريد‪ ،‬أمينة رايس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.286‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 171‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 95 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نطا حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‬


‫تعتبر حرية التنقل من مكونات الحرية الشخصية لإلنسان‪ ،‬وهي تتضمن حق التنقل داخل إقليم‬

‫الدولة دون الحاجة إلى الحصول على ترخيص من أجل التنقل‪ ،‬كما تتضمن ً‬
‫أيضا إمكانية الخروج من‬
‫اإلقليم والسفر إلى البلدان األخرى والعودة إلى الوطن في أي وقت‪ ،‬ومع ذلك فهي حرية تخضع لمبدأ‬
‫أحيانا الحد منها عبر مختلف اإلجراءات والتدابير‪ ،‬حيث يظهر سلطان‬
‫ً‬ ‫سيادة الدولة‪ ،‬األمر الذي يتطلب‬
‫الدولة بشكل كبير في تنظيم تنقل األفراد‪.1‬‬
‫تبعا لتنوع الظروف‪ ،‬األهداف‪ ،‬الوسائل والميادين التي تمارس ضمنها‪،‬‬
‫تتنوع صور حرية التنقل ً‬
‫سير‬
‫فتشمل التنقل في حاالت الظروف العادية واالستثنائية‪ ،‬ألغراض شخصية أو مهنية أو اقتصادية‪ً ،‬ا‬
‫على األقدام أو باستعمال المركبات أو عن طريق أية وسيلة أخرى‪ ،‬في داخل اإلقليم الوطني أو خارجه‪،‬‬
‫حيث يتمتع المواطن بحرية واسعة في التنقل سواء داخل الوطن أو في السفر إلى الخارج والعودة إلى‬
‫البالد‪ ،‬وفًقا للقوانين والتنظيمات التي تنظم هذا المجال‪.2‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬تنص المادة ‪ 49‬من الدستور على‪ ":‬يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه المدنية‬
‫والسياسية‪ ،‬أن يختار بحرية موطن إقامته‪ ،‬وأن يتنقل بحرية عبر التراب الوطني‪.‬‬
‫لكل مواطن الحق في الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه‪.3"...‬‬
‫بناء على هذا النص الدستوري‪ ،‬يتحدد النطاق الذي يتدخل فيه القاضي اإلداري لحمايته حرية‬
‫ً‬
‫التنقل‪ ،‬وذلك حسب صور ممارسة هذه األخيرة‪ ،‬فالجزء األكبر واألهم من اإلجراءات والق اررات التي‬
‫تتخذها السلطات اإلدارية المختصة في مواجهة حرية التنقل تظهر في نطاق التنقل داخل اإلقليم الوطني‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬وحتى تكتمل ممارسة األفراد لحرية التنقل يتطلب األمر تمكينهم من حق السفر إلى‬
‫خارج اإلقليم الوطني (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Henri OBERDORFF, op.cit, p 282.‬‬
‫‪ -2‬أحمد سليم سعيفان‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان دراسة تاريخية وفلسفية وسياسية وقانونية مقارنة‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.99‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 49‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 96 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صور حرية التنقل على المستوى الداخلي‬


‫بتحليل نص المادة ‪ 49‬فقرة ‪ 01‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬المذكورة أعاله‪ ،‬يتضح أن‬
‫المواطن له الحرية الكاملة في التنقل داخل إقليم الدولة بكل حرية‪ ،‬فهذه الحرية تمثل أساس نشاطه اليومي‬

‫وبالنتيجة ممارسته لبقية الحقوق والحريات األخرى‪ ،‬ألن اإلنسان الذي تقيد حريته في التنقل ال يمكنه ً‬
‫تبعا‬
‫لذلك ممارسة الحقوق والحريات األخرى التي كفلها له الدستور والقانون كالتعليم‪ ،‬العمل‪ ،‬االنتخاب‪،‬‬
‫التظاهر‪ ،‬التجارة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وهو األمر الذي يتطلب التنقل إلى مختلف المرافق العمومية للدولة‪.1‬‬
‫كما أن اختيار المواطن لمحل إقامته وعدم فرض اإلقامة عليه في مكان معين داخل الدولة يعتبر‬
‫سلبيا على هذه‬
‫قيدا ً‬
‫من أهم مرتكزات حرية التنقل‪ ،‬ألن اإلجبار على اإلقامة في مكان محدد يعتبر ً‬
‫الحرية‪ ،‬على اعتبار أن المواطن له الحرية المطلقة في اختيار مكان إقامته‪ ،‬إال إذا كانت هناك أسباب‬
‫تبرر منعه من اإلقامة في جزء معين من اإلقليم شرط أن يكون هذا المنع مؤقتًا‪ .2‬كما أن القانون يفرض‬
‫على األفراد أن يحملوا معهم الوثائق التي تثبت الهوية أثناء التنقل داخل الوطن‪ ،‬وهذا من أجل إظهارها‬
‫عند طلب التحقق من الهوية‪.3‬‬
‫يمارس األفراد حريتهم في التنقل دون اعتبار للوسيلة أو الطريقة المستعملة في ذلك‪ ،‬فهذه الحرية‬
‫تنطبق على جميع وسائل النقل سوا ًء كان التنقل على األقدام أو باستخدام مركبة آلية‪ ،‬مما يعني أن لهم‬
‫الحرية في اختيار استعمال وسيلة التنقل‪ ،4‬ولهذا فإن ممارسة حرية التنقل على المستوى الداخلي تقود إلى‬
‫التمييز بين تنقل الراجلين (الفرع األول)‪ ،‬والتنقل بواسطة المركبات (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬أمينة مرزوق‪ " ،‬حرية التنقل –دراسة تحليلية للمادة ‪ 55‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،"-2016‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫والسياسية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،57‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ‪.408‬‬
‫‪ -2‬طيب شريف موفق‪ ،‬جمال مصالي‪ ،‬فتيحة سالمي‪ " ،‬حرية التنقل وضوابطها الشرعية والقانونية"‪ ،‬مجلة الحوار الفكري‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،13‬العدد ‪ ،2018 ،15‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -3‬عيسى بيرم‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان بين النص والواقع‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 28.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تنقل الراجلين‬


‫يمكن التمييز بين عدة أنواع من التنقل على المستوى الداخلي كالتنقل الجوي‪ ،‬البحري والبري‪ ،‬إال‬
‫انتشار من الناحية العملية‪ ،‬والذي يتم بصور مختلفة‪ ،‬أكثرها أهمية هو التنقل‬
‫ًا‬ ‫أن هذا األخير يعتبر األكثر‬
‫سير على األقدام‪ ،1‬حيث تمارس هذه الصورة من صور التنقل بشكل كامل بالنسبة للمواطنين‪ ،‬فال يمكن‬
‫ًا‬
‫تقييدها إال بشكل استثنائي وبهدف تحقيق المصلحة العامة والمحافظة على النظام العام‪ ،‬ولهذا فقد تم‬
‫اسعا‬
‫مجاال و ً‬
‫ً‬ ‫يخيا وبشكل تدريجي إلغاء نظام جواز السفر الداخلي‪ ،‬مما أعطى لحرية التنقل الداخلي‬
‫تار ً‬
‫للممارسة‪ ،2‬األمر الذي جعل هذا الشكل من التنقل من أوسع أشكال حرية التنقل‪ ،‬إذ ال يخضع ألي نوع‬
‫من أنواع القيود سوى تلك الناتجة عن األحكام القضائية أو التي تفرضها الظروف االستثنائية وحماية‬
‫النظام العام‪.3‬‬
‫تشكل صورة تنقل الراجلين داخل إقليم الدولة الجانب الغالب لممارسة حرية التنقل‪ ،‬هذا ما يجعل‬
‫جدا ال يحده سوى قيد حماية النظام العام (أوال)‪ ،‬ورغم هذا المجال‬
‫اسعا ً‬
‫مجال ممارسة هذه الصورة و ً‬
‫الواسع تظهر بعض األنظمة الخاصة بتنقل بعض فئات الراجلين (ثانيا)‪ ،‬لكن هذا ال يمنع من وجود‬
‫أحكام عامة تطبق على هذه الصورة من صور حرية التنقل (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬حظر التقييد المطلق لتنقل الراجلين‪ :‬األصل أن األفراد عند ممارستهم لحرية التنقل عن طريق‬
‫السير على األقدام يمكنهم التنقل دون حدود أو قيود‪ ،‬فليس هناك ما يمنعهم من الذهاب إلى أي مكان‬
‫حسب رغباتهم واحتياجاتهم‪ ،4‬لكن ممارسة هذا الحق ال تكون بشكل مطلق من أي نوع من القيود‪ ،‬بل‬
‫تملك السلطات اإلدارية المختصة تنظيم هذا الحق‪ ،‬وذلك بوضع القيود التي تجد أساسها في اعتبارات‬
‫مختلفة كحماية األمن العام في الدولة‪ ،‬وحماية الصحة العامة‪ ،‬فقد تمنع السلطات اإلدارية المختصة كل‬
‫المواطنين أو بعضهم من دخول بعض المناطق إال بموجب تصريح خاص مثل الدخول إلى المناطق‬

‫‪ -1‬محمد بكر حسين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة حرية التنقل والسفر دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Henri OBERDOFF, op.cit, p 283.‬‬
‫‪ -3‬أحمد سليم سعيفان‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬النظام القانوني للحريات العامة في القانون المقارن‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.100‬‬
‫‪ -4‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪- 98 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫العسكرية‪ ،‬أو دخول بعض الرجال إلى بعض األماكن المخصصة للنساء‪ ،‬كما تلزم الراجلين باستعمال‬
‫الممرات المخصصة لهم في الشوارع والطرق‪.1‬‬
‫تفرق الدول بين المواطنين واألجانب في ممارسة حرية التنقل الداخلي‪ ،‬وذلك ألن المواطن يقيم‬
‫بناء على نص دستوري يخوله‬
‫داخل إقليم دولته وله حرية التنقل في كل مناطقه ألنه يمارس هذا الحق ً‬
‫ذلك‪ ،‬بعكس األجانب الذين تلجأ السلطات اإلدارية المختصة إلى منعهم من االقتراب أو التنقل في بعض‬
‫األماكن كالمناطق العسكرية‪ ،‬محطات الطاقة النووية والكهربائية وذلك العتبارات متعلقة باألمن القومي‪.2‬‬
‫وفًقا للنظام القانوني للحريات العامة السائد في الدول المختلفة‪ ،‬نجد أن ممارسة حرية التنقل‬
‫تستبعد من حيث المبدأ نظام الترخيص المسبق‪ ،‬فال يمكن فرض أي نوع من الرقابة المسبقة على ممارسة‬
‫هذه الحرية وفًقا الجتهاد القضاء اإلداري‪.3‬‬
‫ولهذا نجد أن القاضي اإلداري تصدى لكل اإلجراءات الضبطية غير المبررة بحماية النظام العام‪،‬‬
‫انتقاصا من حرية التنقل‪ ،‬ففي قضية ‪ Carrier‬ألغى مجلس الدولة الفرنسي قرار رئيس بلدية‬
‫ً‬ ‫والتي تشكل‬
‫تقع في منطقة جبلية‪ ،‬حيث قرر المبدأ الخاص بحرية التنقل على األقدام في قضية أثارت الرأي العام‬
‫ار يقضي بمثول كل شخص من غير المقيمين‬
‫لخروجها عما هو متعارف عليه‪ ،‬إذ أصدر رئيس البلدية قرًا‬
‫بالبلدية من أجل اإلدالء بمعلوماته الشخصية والرحلة المبرمجة مسبًقا‪ ،‬وضرورة اصطحاب دليل سياحي‬
‫عند التنقل إلى الجبال الواقعة ضمن إقليم البلدية‪ ،‬وذلك بهدف حمايتهم من المخاطر التي تنطوي عليها‬
‫تلك الرحالت‪ .‬ألغى مجلس الدولة هذا القرار على أساس عدم توافق إجراء الترخيص المسبق _وما يمثله‬
‫‪4‬‬
‫أيضا قرار بلدي يتضمن منع تنقل وإقامة كل شخص‬
‫من قيد عام ومطلق_ مع حرية التنقل ‪ ،‬كما ألغى ً‬
‫مريض بالسل داخل إقليم البلدية‪ ،5‬كما تراقب المحاكم اإلدارية بشكل مستمر الق اررات البلدية المتعلقة بمنع‬
‫تجول المتسولين وتنقل األطفال القصر‪.6‬‬
‫إن تصاعد التهديدات األمنية خالل السنوات األخيرة لم يمس بمبدأ وجوهر حرية التنقل والحركة‪،‬‬
‫نوعا من التنظيم المتشدد لهذه الحرية‪ ،‬يظهر ذلك من خالل القيود التي فرضها قانون ‪18‬‬
‫لكنه فرض ً‬

‫‪ -1‬أبو اليزيد علي المتيت‪ ،‬النظم السياسية والحريات العامة‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪ -2‬محمد بكر حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.12-11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 25.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 13 mai 1927, Carrier, Rec. C.E 1927, p 538; D, 1928, 3, p 9, note J.J. CHEVALLIER.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 17 octobre 1952, Syndicat climatique de Briançon, Rec. C.E, p 445, concl CHARDEAU.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Henri OBERDOFF, op.cit, p 284.‬‬
‫‪- 99 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫خصوصا ما تعلق منه بالتسول وتنقل البدو‬


‫ً‬ ‫مارس ‪ 2003‬المتعلق باألمن الداخلي في هذا المجال‬
‫الرحل‪.1‬‬
‫جديدا من التقييد يختلف في طبيعته عما سبق‪،‬‬
‫نوعا ً‬
‫يبدو بأن حرية التنقل بالنسبة للراجلين عرفت ً‬
‫حيث تزايد استعمال كاميرات فيديو المراقبة وتحديد مواقع األشخاص عن طريق الهواتف النقالة‪ ،‬وهو ما‬
‫يجعل من هذه الحرية تحت المراقبة المستمرة‪.2‬‬
‫أمر‬
‫من المفيد التنويه في هذا المجال أن القاضي االستعجالي لمجلس الدولة الفرنسي أصدر ًا‬
‫استعجاليا يطلب فيه من السلطات العمومية التوقف عن استعمال طائرات الدرون في عمليات مراقبة‬
‫ً‬
‫تنقالت األفراد في إطار تطبيق تدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬وهذا على أساس‬
‫أن هذا اإلجراء يمس بحرية أساسية هي حرية التنقل‪ .‬اشترط القاضي اإلداري أن تتم برمجة األجهزة التي‬
‫تستخدمها الشرطة بتقنيات تجعل تحديد هوية األشخاص الذين يتم تصويرهم غير ممكنة‪ ،3‬حيث وافق‬
‫على مبدأ استخدام طائرات الدرون بغرض حماية النظام العام ضمن مهام الضبط اإلداري بشرط توافر‬
‫اإلطار التقني والتنظيمي الذي يسمح بحماية المعطيات الشخصية لألفراد‪.4‬‬
‫ثانيا‪ -‬األنظمة الخاصة بتنقل بعض الفئات من الراجلين‪ :‬نتيجة لبعض االعتبارات الثقافية‪ ،‬األمنية‬
‫والرياضية‪ ،‬يمكن أن تطبق أ نظمة خاصة لتنقل بعض الفئات من األفراد داخل المجتمع‪ ،‬يظهر ذلك‬
‫أخير تنقل الرياضيين (‪.)3‬‬
‫بالنسبة لتنقل البدو الرحل (‪ ،)1‬المرضى داخل المؤسسات الصحية (‪ ،)2‬و ًا‬

‫‪1‬‬
‫‪- Henri OBERDOFF, op.cit, p 284.‬‬
‫يستعمل المشرع الفرنسي تعبير "‪ " Gens de voyage‬وهو مصطلح إداري يقصد به مجموعة السكان الرحل الذين ال يملكون إقامة‬
‫ثابتة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Cécile CRICHTON, « Surveillance policière par drones : encadrement nécessaire », Dalloz actualité ,22‬‬
‫‪mai 2020, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.dalloz-actualite.fr/flash/surveillance-policiere-par-drones-encadrement-necessaire#.YBs4lnnjLIU, consulté le:‬‬
‫‪03 février 2021, à 21:00.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 18 mai 2020, L’association « La Quadrature du Net » et la Ligue des droits de l’homme, n° s 440442‬‬
‫‪et 4400445, disponible sur le site du Conseil d’État :‬‬
‫‪www.conseil-etat.fr/content/download/155696/document/440442-440445, consulté le: 03 février 2021, à 21:00.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Bastien LE QUERREC, « Le Conseil d’État ouvre l’espace aux drones », commentaire sur CE, ord, 18 mai‬‬
‫‪2020, Association « La Quadrature du Net » et Ligue des Droits de l’Homme, n°440442, n°440445, RDLF, n°‬‬
‫‪81, 2020, p 2, disponible sur le site :‬‬
‫‪http://www.revuedlf.com/droit-administratif/le-conseil-detat-ouvre-lespace-aux-drones-ce-ord-18-mai-2020-‬‬
‫‪association-la-quadrature-du-net-et-ligue-des-droits-de-lhomme-n440442-n440445/#, consulté le: 03 février‬‬
‫‪2021, à 21:00.‬‬
‫‪- 100 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬تنقل البدو الرحل‪ :‬يعتبر التنقل بالنسبة لبعض الطوائف والمجموعات مثل البدو الرحل من مقومات‬
‫الهوية الثقافية‪ ،‬حيث تقوم حياة المجموعة على التنقل المستمر‪ ،‬ولهذا اعترفت المحكمة األوروبية لحقوق‬
‫اإلنسان بأن تنقل هؤالء في شكل قوافل يشكل جزًءا من عناصر الهوية‪.1‬‬
‫في فرنسا‪ ،‬يميز القانون رقم ‪ 03-69‬بين أربع فئات من البدو الرحل‪ ،‬حيث فرض عليهم حيازة‬
‫كتيب للتنقل والحركة‪ ،‬وكان للمجلس الدستوري الفرصة لبحث مدى دستورية هذا الشرط في ق ارره رقم‬
‫‪ ،279-2012‬وذلك بعد تلقيه لمسألة أولوية دستورية من طرف مجلس الدولة حول األحكام التي جاء بها‬
‫القانون المذكور أعاله‪ ،‬ومدى توافقها مع مبدأ المساواة بين المواطنين‪ ،‬لكن المجلس الدستوري صرح‬
‫بدستورية الحكم التشريعي القاضي بإلزامية حيازة كتيب للتنقل بالنسبة لفئات البدو الرحل‪ ،‬مع اقتراح تعديل‬
‫تسميته ب " دفتر التنقل"‪.2‬‬
‫ينتقد أحد الفقهاء هذا االجتهاد الدستوري‪ ،‬على أساس أنه احتفظ بشرط إلزامية حيازة دفتر التنقل‬
‫بالنسبة لكل شخص يتنقل دون أن يكون له مسكن أو إقامة ثابتة‪ ،‬فمن خالل هذا الموقف حافظ المجلس‬
‫الدستوري على شرط حمل وثيقة إدارية تضع فئة البدو الرحل في موقف مهين وغير مقبول‪ ،‬حيث لم‬
‫ينتهز الفرصة التاريخية إلدانة مبدأ التمييز في حد ذاته‪ ،‬والذي يعكس استمرار التمييز ضد هذه الفئة‪.3‬‬
‫كما أن موضوع البدو الرحل يظهر أكثر حساسية عما كان عنه في الماضي‪ ،‬لكن بسبب األزمة‬
‫االقتصادية يجب أال نتجاهل بأن الكثير من الناس يعيشون في سيارات ومنازل متنقلة دون أن يكونوا من‬
‫فئة البدو الرحل بالمعنى الدقيق للكلمة‪.4‬‬
‫كما قضى مجلس الدولة بأن العقوبات المترتبة على عدم تقديم دفتر التنقل تتنافى مع المادة‬
‫الثامنة من البروتوكول اإلضافي لالتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان الذي نص على ضمان حرية التنقل‪.5‬‬
‫في األخير‪ ،‬يجب التنويه بأن القانون رقم ‪ 86-217‬المتعلق بالمساواة والمواطنة‪ ،‬والذي عدل‬
‫بعض أحكام القانون رقم ‪ 61-2000‬المتعلق باستقبال وإسكان فئة البدو الرحل من أجل تسهيل سلطات‬

‫‪1‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 26.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.C, Décision n° 2012-279, QPC du 5 octobre 2012, M. Jean-Claude P, (Régime de circulation des gens du‬‬
‫‪voyage), JORF n° 0233, du 6 octobre 2012.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Emmanuel AUBIN, « Le statut des gens du voyage devant le Conseil constitutionnel: la fin des‬‬
‫‪discriminations ? », A.J.D.A, 2012, p 2393.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Michel VERPEAUX, « Gens du voyage : abrogation immédiate mais partielle de la loi du 3 janvier‬‬
‫‪1969 », Commentaire sur Cons. const, 5 oct 2012, n° 2012-279 QPC, Jean-Claude P, La Semaine Juridique‬‬
‫‪Administrations et Collectivités territoriales, n° 47, 26 Novembre 2012, 2375, p 12.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 19 novembre 2014, n° 359223, cité par Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 27.‬‬
‫‪- 101 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المحافظين في تنفيذ عمليات اإلخالء القسري في حالة االحتالل غير الشرعي الذي يخل بالنظام العام‪،1‬‬
‫أدخل بعض التعديالت المتعلقة بالتزام الجماعات اإلقليمية في مجال التهيئة العمرانية لمناطق االستقبال‪،‬‬
‫كما حدد نتائج إلغاء النظام اإلداري المطبق على البدو الرحل وخاصة دفتر التنقل‪.2‬‬
‫بالنسبة للجزائر‪ ،‬فهي تعرف منذ القدم ظاهرة البدو الرحل‪ ،‬ورغم أن العديد من هؤالء األفراد غير‬
‫مسجلين في سجالت الحالة المدنية إال أنهم مواطنون جزائريون رغم تناقص أعدادهم بنسبة كبيرة‪،‬‬
‫وتفضيل الكثير منهم االستقرار في المدن والقرى‪ .‬فبسبب تنقلهم من تراب والية إلى والية أخرى وفي‬
‫بعض الحاالت خارج الحدود الوطنية‪ ،‬األمر الذي جعلهم غير مسجلين في السجالت الرسمية‪ ،‬لهذا يرى‬
‫البعض أنه يجب أن تخصص مكاتب متنقلة خاصة بالحالة المدنية حتى يمكن تسجيل أوالد البدو الرحل‪،‬‬
‫وتوفير الرعاية الصحية لهم والحق في التعليم‪ ،‬وتوفير منازل متنقلة مجهزة ذات مواصفات خاصة حتى‬
‫يسهل تفكيكها وإعادة تركيبها‪ ،‬مع العلم أن تنقالت البدو الرحل لم تعد كبيرة مقارنة بالماضي‪.3‬‬
‫إن هذه الحلول هي أقل شيء يمكن عمله مع هؤالء المواطنين‪ ،‬بالنظر إلى المبدأ الدستوري الذي‬
‫ينص على ضمان المساواة بين الجميع وعدم التمييز ألي سبب كان‪ ،‬حيث أن هذه الفئة ال تتأخر عن‬
‫تأدية واجباتها الوطنية خاصة واجب االنتخاب‪.4‬‬
‫‪ -2‬تنقل المرضى داخل المؤسسات الصحية ومؤسسات األمراض النفسية‪ :‬يضمن القانون حرية التنقل‬
‫خصوصا في‬
‫ً‬ ‫للمرضى داخل المؤسسات الصحية‪ ،‬ومع ذلك يمكن فرض بعض القيود على هذه الحرية‬
‫حالة اإلخالل باألمن العام‪.5‬‬
‫نظر للخطر الذي‬
‫في هذه الصورة من صور تنقل الراجلين تطرح مسألة إجبارية تلقي العالج ًا‬
‫ينطوي عليه تنقل المرضى في المحيط الخارجي‪ ،‬وهو األمر الذي فصل فيه المجلس الدستوري الفرنسي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Loi n° 2017-86, du 27 janvier 2017, relative à l'égalité et à la citoyenneté, JORF n° 0024, du 28 janvier 2017.‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 27.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬كاهي مبروك‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬على الدستور القادم مراعاة ظروف البلديات التي تضم البدو الرحل"‪ ،‬منشور على موقع جريدة‬
‫الشروق أون الين‪ ،‬بتاريخ ‪ 12‬جويلية ‪ ،2020‬تاريخ وزمن التصفح‪ 04 :‬فيفري ‪ ،2021‬الساعة ‪.13:00‬‬
‫‪https://www.echoroukonline.com/%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%B8%D8%B1%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF%D9%8A/‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 132‬فقرة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬مؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬يتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام‬
‫االنتخابات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،17‬صادرة في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬معدل ومتمم باألمر رقم ‪ ،05-21‬مؤرخ في ‪ 22‬أبريل ‪ ،2021‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،30‬صادرة في ‪ 22‬أبريل ‪.2021‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 27.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بعد تلقيه مسألة أولوية دستورية بتاريخ ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،12010‬حيث ضبط المشرع مفهوم " العالج النفسي‬
‫دون رضا المريض"‪ ،‬والذي يطبق في ثالث حاالت كما هي محددة في المادة ‪ L.3211-22‬من قانون‬
‫الصحة العمومية‪ ،‬في هذا اإلطار نجد حالة االستشفاء اإلجباري عن طريق المحافظ‪ ،‬وهنا يعود‬
‫االختصاص للقاضي اإلداري في رقابة مشروعية هذا القرار‪ ،‬أما الحالتين الثانية والثالثة فهي تخص‬
‫بناء على وجود خطر وشيك على صحة الشخص‪ ،‬فيعود‬
‫بناء على طلب من الغير واالستشفاء ً‬
‫االستشفاء ً‬
‫االختصاص هنا للقاضي العادي‪.2‬‬
‫رغم الظروف االستثنائية المرتبطة بانتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬فإن القاضي‬
‫اإلداري االستعجالي لمجلس الدولة الفرنسي أمر بوقف تنفيذ التدابير المتخذة من طرف وزير الصحة في‬
‫إطار الوقاية من انتشار فيروس كورونا المتحور‪ ،‬حيث رأى بأن منع تنقل المرضى رغم ثبوت تلقيهم‬
‫للقاح المضاد للفيروس ينطوي على اعتداء جسيم وغير مشروع على حرية أساسية‪ ،‬وقد جاء في األمر‬
‫االستعجالي لمجلس الدولة الصادر في ‪ 3‬مارس ‪... ":2021‬إن التدبير الذي يحظر بموجبه خروج‬
‫ضروريا‬
‫ً‬ ‫تدبير‬
‫ًا‬ ‫المقيمين في هذه المؤسسات‪ ،‬والذي يتسم بالطابع العام والمطلق‪ ،‬ال يمكن اعتباره‬
‫ومناسبا‪ ،‬وبالتالي فهو ال يتوافق مع تدابير منع انتشار الفيروس‪...‬ولهذا فإن الطاعنين لديهم الحق‬
‫ً‬
‫في االدعاء بأن هذا التقييد ينطوي على اعتداء جسيم وغير قانوني على حرية التنقل"‪.3‬‬
‫‪ -3‬تنقل الرياضيين‪ :‬فرضت الضرورة الملحة لمكافحة تعاطي المنشطات بالنسبة للرياضيين تعزيز آليات‬
‫الرقابة‪ ،‬وهو ما يتطلب تقديم معلومات دقيقة ومحينة عن أماكن تواجد هؤالء‪ ،‬وذلك من أجل السماح‬
‫بالكشف عن المواد المنشطة‪ ،‬وقد اعتبر مجلس الدولة أن تعيين أماكن لمراقبة الرياضيين وكذا الفترات‬
‫التي يتم خاللها القيام بهذه الكشوفات ال تعتبر عائًقا أمام ممارسة حرية التنقل بالنسبة للرياضيين‪.4‬‬
‫ثانيا‪ -‬األحكام المطبقة على تنقل الراجلين‪ :‬يخضع تنقل الراجلين إلى مجموعة من القواعد واألحكام التي‬
‫نصت عليها القوانين والتنظيمات‪ ،‬والتي تهدف إلى حماية النظام واألمن العموميين‪ ،‬وتعزيز حرية اختيار‬
‫طريقة ممارسة هذه الصورة من صور حرية التنقل‪ .‬تتجسد هذه األحكام من خالل منع اإلخفاء الكلي‬
‫للوجه أثناء التنقل (‪ ،)1‬وحرية الراجلين في اختيار طريقة التنقل (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-C.C, décision n° 2010-71, QPC du 26 novembre 2010, Mlle Danielle S, (Hospitalisation sans consentement),‬‬
‫‪JORF n° 0275, du 27 novembre 2010.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, pp 27-28.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord du 3 mars 2021, Mme B et autres, n° 449759, disponible sur le site : https://www.conseil-‬‬
‫‪etat.fr/Media/actualites/documents/2021/03-mars/449759.pdf, consulté le 4 mars 2021 ; à 20 :00.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 24 février 2001, Union national des footballeurs professionnels et autres, Rec. C.E, 2001, p 934.‬‬
‫‪- 103 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬حظر اإلخفاء الكلي للوجه أثناء التنقل في األماكن العامة‪ :‬نتج هذا المنع في فرنسا بعد صدور‬
‫القانون رقم ‪ 1192-2010‬المتعلق بحظر إخفاء الوجه في األماكن العامة‪ ،1‬والذي أعلن المجلس‬
‫الدستوري عدم تعارضه مع الدستور‪ ،‬وهو االتجاه نفسه الذي ذهبت إليه المحكمة األوروبية لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬حيث ترى أن مفهوم العيش المشترك في المجتمع الفرنسي يتطلب االعتراف بالدور الذي يلعبه‬
‫الوجه في التفاعل االجتماعي‪ ،2‬رغم أن أحكام القانون المذكور أعاله ال تستهدف أي دين معين‪ ،‬لكن‬
‫الواضح أن المشرع الفرنسي يقصد بهذا المنع الحجاب اإلسالمي الكامل الذي يخفي الوجه أو كما يطلق‬
‫عليه النقاب أو البرقع‪.3‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬اعتبر مجلس الدولة الفرنسي أن إصدار هذا القانون باالستناد على مبرر حماية‬
‫الكرامة اإلنسانية للمرأة يتعارض مع المبدأ الدستوري الذي ينص على حرية المعتقد وممارسة الشعائر‬
‫الدينية‪ ،‬فكل شخص له الحرية في العيش والحياة حسب معتقداته الشخصية‪ ،‬وبالتالي فمن حق المرأة‬
‫ارتداء النقاب‪ ،4‬ولهذا انتهى مجلس الدولة في رأيه إلى أنه ال يمكن فرض المنع الكامل لتغطية الوجه ًأيا‬
‫كانت صورته وشكله؛ ألن هذا اإلجراء من شأنه أن ينتهك مجموعة أخرى من الحقوق والحريات األساسية‬
‫كحرية التنقل والعمل وحرمة الحياة الخاصة‪.5‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أصدرت المديرية العامة للوظيفة العمومية واالصالح اإلداري في الجزائر تعليمة‬
‫مؤرخة في ‪ 4‬أكتوبر ‪ 2018‬تتعلق بواجبات الموظفين واألعوان العموميين في مجال اللباس‪ .6‬تم تأسيس‬
‫هذه التعليمة على األحكام التي نص عليها األمر رقم ‪ 03-06‬المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬الذي حدد الواجبات المهنية للموظف العمومي‪ .‬لكن المالحظ أن هذه التعلمية جاءت بتحديد‬
‫جديد يتعلق باحترام قواعد ومقتضيات األمن واالتصال على مستوى اإلدارة العمومية‪ ،‬والذي يتطلب تحديد‬

‫‪1‬‬
‫‪- Loi n° 2010-1192, du 11 octobre 2010, interdisant la dissimulation du visage dans l'espace public, JORF n°‬‬
‫‪0237, du 12 octobre 2010.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.C, décision n° 2010-613, DC du 7 octobre 2010, loi interdisant la dissimulation du visage dans l'espace‬‬
‫‪public, JORF n° 0237, du 12 octobre 2010.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 28.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Denys DE BÉCHILLON, « Voile intégral : éloge du Conseil d’État en théoricien des droits‬‬
‫‪fondamentaux», R.F.D.A, n° 3, mai-juin 2010, pp 467-468.‬‬
‫‪ -5‬هبة بوكر الدين‪ " ،‬مدى مشروعية إرتداء الحجاب والنقاب في فرنسا"‪ ،‬مجلة التواصل في االقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬العدد ‪،38‬‬
‫جوان ‪ ،2014‬ص ‪.218‬‬
‫‪ -6‬المديرية العامة للوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري‪ ،‬تعليمة مؤرخة في ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،2018‬متعلقة بواجبات الموظفين واألعوان‬
‫العموميين في مجال اللباس‪ ،‬أنظر الملحق رقم ‪ ،02‬ص ‪.622‬‬
‫‪- 104 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫هوية الموظف العمومي بصفة آلية ودائمة‪ ،‬حيث يجب أن يعكس لباس هذا الموظف القواعد العامة التي‬
‫تحكم سير المرافق العمومية وعلى وجه الخصوص مبدأ الحياد‪ ،‬االستم اررية والشفافية‪.‬‬
‫انتهت التعليمة إلى التشديد على ضرورة التقيد الصارم بهذه األحكام‪ ،‬واالمتناع عن ارتداء كل‬
‫منعا‬
‫لباس يعرقل ممارسة مهام المرفق العام‪ ،‬وذكرت على وجه الخصوص "النقاب" الذي يمنع ارتداؤه ً‬
‫باتًا‪.‬‬
‫لم يتم الطعن باإللغاء ضد هذه التعليمة‪ ،‬لكن بالمقارنة مع فرنسا قام مجلس الدولة برقابة‬
‫مشروعية مجموعة من الق اررات الضبطية البلدية المتعلقة بمنع الدخول إلى الشواطئ بلباس السباحة‬
‫المعروف ب‪" :‬البوركيني" أو لباس السباحة اإلسالمي المستعمل من طرف النساء‪ ،‬وذلك في قراره الشهير‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 26‬أوت ‪ 2016‬في قضية ‪.1Burkini‬‬
‫حيث قام رئيس بلدية ‪ )Alpes-Maritimes( Villeneuve-Loubet‬بتاريخ ‪ 5‬أوت ‪ 2016‬بإصدار‬
‫قرار إداري مستحدثًا من خالله مادة جديدة في الئحة تنظيم الشواطئ‪ ،‬منع بموجبها ارتياد الشواطئ خالل‬
‫الفترة من ‪ 25‬جوان إلى ‪ 15‬سبتمبر ‪ 2016‬لكل شخص ال يرتدي اللباس المناسب والمالئم لآلداب العامة‬
‫ومبادئ العلمانية وقواعد النظافة‪ ،‬وقد كشفت جلسات المرافعة أن هذا القرار كان يستهدف حظر ارتداء‬
‫المالبس التي تكشف عن الهوية الدينية أثناء السباحة أو التواجد في شاطئ البحر‪.‬‬
‫تم الطعن على هذا القرار من طرف رابطة حقوق اإلنسان وجمعية الدفاع عن حقوق اإلنسان ضد‬
‫االسالموفوبيا في فرنسا‪ ،‬وقد أصدر قاضي األمور المستعجلة للمحكمة اإلدارية لنيس (‪ )Nice‬بتاريخ ‪22‬‬
‫أمر في الشق العاجل‪ ،‬أيد فيه قرار رئيس بلدية ‪ Villeneuve-Loubet‬المتضمن حضر‬
‫أوت ‪ً 2016‬ا‬
‫ارتداء لباس البوركيني في شواطئ المدينة‪.‬‬
‫اعتبرت المحكمة اإلدارية أن ارتداء مثل هذا اللباس من شأنه المساس بالقناعات الدينية الموجودة‬
‫از يؤجج التوتر بين السكان‪ ،‬كما قالت‬
‫تحديا واستفزًا‬
‫ً‬ ‫لدى المستخدمين اآلخرين للشواطئ‪ ،‬وقد تعتبر‬
‫المحكمة أن الشواطئ الفرنسية ليست المكان المناسب للتعبير عن المعتقدات الدينية‪ ،‬فهي مكان فرنسي‬
‫انتهاكا‬
‫ً‬ ‫تنطبق عليه كل القوانين الفرنسية العلمانية‪ ،‬وظهور النساء بشكل يشير التجاه ديني معين يعد‬
‫لقوانين الدولة‪ ،‬وأن منع هذا النوع من اللباس ال ينطوي على أي معاملة عنصرية بل هو إجراء لحماية‬
‫النظام العام واآلداب العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 26 août 2016, Ligue des droits de l'homme et autres et Association de défense des droits de l'homme‬‬
‫;‪Collectif contre l'islamophobie en France n° 402742 et n° 402777,A.J.D.A, 2016, p 1599, note P Gervier‬‬
‫‪R.F.D.A, 2016, p 1227, note Pierre Bon.‬‬
‫‪- 105 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ :‫الباب األول‬

‫ حيث‬،‫قامت رابطة حقوق اإلنسان بالطعن في هذا الحكم أمام مجلس الدولة بصفة مستعجلة‬
.‫أشارت إلى أن قرار حظر ارتداء النساء للباس البحر اإلسالمي على الشواطئ ينتهك حرية المعتقد‬
‫أشار القاضي اإلداري االستعجالي لمجلس الدولة إلى أنه إذا كان رئيس البلدية منوط به تنظيم‬
‫ فإن عليه أثناء القيام بذلك احترام الحقوق والحريات التي كفلها‬،‫الشواطئ واألنشطة التي تمارس بها‬
‫ وال يجوز لرئيس‬،‫ ومن ثم فإنه يتعين وضع فكرة النظام العام في اإلطار الزماني والمكان المحدد‬،‫القانون‬
‫ وأن التضييق على الحريات األساسية يتعين أن يتم حال‬،‫البلدية أن يؤسس ق ارره طبًقا العتبارات أخرى‬
.‫ظاهر‬
‫ًا‬ ‫مواجهة خطر ما يهدد النظام العام شريطة أن يكون هذا الخطر‬
‫) من شهر‬14( ‫إن مشاعر الخوف والقلق لدى السكان بعد اعتداءات مدينة نيس في الرابع عشر‬
‫ وال تكفي كسبب إلصدار‬،‫ ال تصلح كمبرر لالعتداء على الحقوق والحريات العامة لألفراد‬2016 ‫جويلية‬
‫ كما وقد خلت أوراق الدعوى من إثبات الخطر الذي يمثله ارتداء األفراد لباس‬،‫القرار المطعون فيه‬
‫ وعليه فإن قرار حظر ارتداء النساء للبوركينى يكون قد صدر على غير‬.‫"البوركينى" على النظام العام‬
‫اعتداء على الحقوق والحريات األساسية كحرية التنقل وحرية المعتقد‬
ً ‫ ويمثل‬،‫سند من الواقع والقانون‬
.1‫وممارسة الشعائر الدينية‬
‫ من قاضي األمور‬2016 ‫ أوت‬22 ‫انتهى قرار مجلس الدولة إلى إلغاء الحكم الصادر بتاريخ‬
.Villeneuve-Loubet ‫ ووقف تنفيذ قرار رئيس بلدية‬،Nice ‫المستعجلة بالمحكمة اإلدارية لمدينة‬

‫ بسلطة‬Villeneuve-Loubet ‫يالحظ أن قرار مجلس الدولة الفرنسي وبعد أن اعترف لرئيس بلدية‬
‫ فإنه اشترط أن تكون هذه‬،‫ممارسة الضبط اإلداري من خالل تنظيم الدخول واستعمال الشواطئ‬
‫ هذه االعتبارات لم تكن متوافرة في قرار رئيس‬،‫اإلجراءات في إطار حماية النظام العام والصحة العامة‬

1
- C.E, 26 août 2016, précité : « Il ne résulte pas de l'instruction que des risques de trouble à l'ordre public
aient résulté, sur les plages de la commune de Villeneuve-Loubet, de la tenue adoptée en vue de la
baignade par certaines personnes. S'il a été fait état au cours de l'audience publique du port sur les plages
de la commune de tenues de la nature de celles que l'article 4.3 de l'arrêté litigieux entend prohiber, aucun
élément produit devant le juge des référés ne permet de retenir que de tels risques en auraient résulté. En
l'absence de tels risques, l'émotion et les inquiétudes résultant des attentats terroristes, et notamment de
celui commis à Nice le 14 juillet dernier, ne sauraient suffire à justifier légalement la mesure d'interdiction
contestée. Dans ces conditions, le maire ne pouvait, sans excéder ses pouvoirs de police, édicter des
dispositions qui interdisent l'accès à la plage et la baignade alors qu'elles ne reposent ni sur des risques
avérés de troubles à l'ordre public ni, par ailleurs, sur des motifs d'hygiène ou de décence. L'arrêté
litigieux a ainsi porté une atteinte grave et manifestement illégale aux libertés fondamentales que sont la
liberté d'aller et venir, la liberté de conscience et la liberté personnelle. Les conséquences de l'application
de telles dispositions sont en l'espèce constitutives d'une situation d'urgence qui justifie que le juge des
référés fasse usage des pouvoirs qu'il tient de l'article L. 521-2 du code de justice administrative. Il y a
donc lieu d'annuler l'ordonnance du juge des référés du tribunal administratif de Nice du 22 août 2016 et
d'ordonner la suspension de l'exécution de l'article 4.3 de l'arrêté du maire de Villeneuve-Loubet en date
du 5 août 2016 ».
- 106 -
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫البلدية في تاريخ صدور القرار المطعون فيه‪ ،‬كما أن هذا األخير ينطوي على مساس جسيم وعدم‬
‫مشروعية ظاهرة بالحريات األساسية لألفراد وعلى وجه الخصوص حرية التنقل وحرية المعتقد‪.‬‬
‫إن تحليل هذا االجتهاد القضائي يحيلنا إلى نتيجتين أساسيتين‪ ،‬األولى هي نتيجة كالسيكية‬
‫لمفهوم النظام العام بعناصر المختلفة‪ ،‬واعتباره مفهوم متطور ومتغير في الزمان والمكان‪ ،‬وللقاضي‬
‫اإلداري السلطة التقديرية في إسقاط هذا المفهوم على النزاعات التي يفصل فيها حسب الظروف القائمة‪،‬‬
‫فرغم أن الجو العام السائد في مدينة نيس عقب هجمات ‪ 14‬أوت ‪ 2016‬كان يتميز باالحتقان ومشاعر‬
‫الغضب إال أنه اعتبر بأن الدخول بلباس البحر" البروكيني" ال ينطوي على أي تهديد للنظام العام‪،‬‬
‫والثانية أن المساس بحرية المعتقد ينتج عنه مباشرة المساس بحرية التنقل‪ ،‬من خالل منع التنقل إلى‬
‫الشواطئ بهذا اللباس‪ ،‬فنكون بالنتيجة أمام إجراء ضبطي استهدف حرية معينة ونتيجته كانت لها مفاعيل‬
‫على حرية أخرى‪.‬‬
‫هناك من الفقه من لم يستسغ قرار مجلس الدولة‪ ،‬حيث يرى أن إجراء فرض لباس معين ال ينتهك‬
‫خصوصا حرية التنقل‪ ،‬وهذا باالستناد على االجتهاد الدستوري المتعلق بقانون‬
‫ً‬ ‫الحقوق والحريات األساسية‬
‫حظر إخفاء الوجه في األماكن العامة‪ ،‬والذي مفاده أن المرأة التي تغطي كامل جسمها تكون بتصرفها هذا‬
‫قد خالفت المبادئ الدستورية في المساواة والحرية‪.1‬‬
‫بعد الهجمات التي تعرضت لها مدينة ‪ Nice‬و‪ Saint-Etienne-du-Rouvray‬كيف أمكن‬
‫لرؤساء البلديات أن يتغاضوا عن كون أن ارتداء لباس السباحة " البروكيني" يمكن أن يعتبر من طرف‬
‫البعض كمظهر يزيد من استفزاز المواطنين؟ في إطار هذا السياق جاءت ق اررات بعض رؤساء البلديات‬
‫بمنع السباحة في الشواطئ بلباس " البوركيني"‪ ،‬وهنا يطرح التساؤل حول فكرة حماية النظام العام في‬
‫‪2‬‬
‫شواطئ البحر؟‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬ليس المقصود الدخول في الجدال حول الهوية وموقع اإلسالم في المجتمع‬
‫الفرنسي‪ ،‬لكن ببساطة يكمن اإلشكال في التساؤل حول مشروعية الق اررات المتخذة من طرف رئيس البلدية‬
‫في إطار ممارسته لسلطة الضبط البلدي‪ ،‬ألنه حتى تكون تلك الق اررات مشروعة يجب أن تكون الغاية‬

‫‪1‬‬
‫‪- Noelle LENOIR, « Droit et valeurs fondamentales À propos de l'Ordonnance du Conseil d'État du 26‬‬
‫‪août 2016 sur le burkini », La Semaine Juridique Edition Générale n° 36, 5 Septembre 2016, 910, p 4.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Marc-Antoine GRANGER, « La liberté est la règle, la restriction de police l'exception: Burkini et‬‬
‫‪maintien de l'ordre public sur les rivages de la mer », A.J.C.T, 2016, p 529.‬‬
‫‪- 107 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫منها هي حماية النظام العام‪ ،‬هذا األخير يشكل الهدف من ممارسة سلطات الضبط اإلداري‪ ،‬فهل لباس‬
‫‪1‬‬
‫"البوركيني" يهدد النظام العام؟‬
‫الجواب يكمن في تشجيع الحل الذي اعتمده القاضي اإلداري االستعجالي على مستوى مجلس‬
‫الدولة الفرنسي‪ ،‬ألنه ترفع عن الدخول في الجدال الديني‪ ،‬وأكد على التقليد الليبرالي للقانون الذي حسبه‬
‫تعتبر الحرية هي القاعدة والتقييد هو االستثناء‪ ،‬كما أنه يلبي حتمية األمن القانوني المتوقع من القاضي‬
‫الذي يندرج ضمن اتجاه قضائي معروف منذ قرار مجلس الدولة الشهير في قضية ‪ Benjamin‬في ‪19‬‬
‫ماي ‪ ،1933‬خارج هذا اإلشكال القانوني‪ ،‬إذا كان يجب طرح السؤال حول مكانة اإلسالم في المجتمع‬
‫الفرنسي فهذا يندرج ضمن السياق السياسي‪.2‬‬
‫قانونا من أجل التدخل لحماية‬
‫ً‬ ‫إن سلطات الضبط اإلداري على المستوى المحلي غير مؤهلة‬
‫المبادئ الدستورية والحقوق والحريات األساسية‪ ،‬لكن دورها يقتصر على اتخاذ اإلجراءات الضبطية‬
‫الالزمة لحماية وصيانة النظام العام الذي اعتبره المجلس الدستوري كوظيفة لها قيمة دستورية‪ ،3‬وعليه فإن‬
‫حماية مبدأ علمانية الدولة ال يمكن أن يكون هو نفسه الغرض المستهدف من إجراءات الضبط اإلداري‬
‫المحلي‪.4‬‬
‫‪ -2‬حرية اختيار وسيلة التنقل‪ :‬تمارس حرية التنقل حسب الوسيلة التي يريدها الفرد‪ ،‬سواء يتنقل بواسطة‬
‫مظهر من‬
‫ًا‬ ‫المشي على األقدام أو باستخدام مركبة‪ ،‬فنجد أن التخييم ألغراض السياحة والذي يشكل‬
‫مظاهر ممارسة حرية التنقل قد اعترف به مجلس الدولة كحرية لألفراد‪ ،5‬لكن من جهة أخرى فإن إقامة‬
‫وتركيب مساحات للتخييم هو نشاط منظم بموجب قانون التهيئة العمرانية‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Pierre BON, « Le « burkini » au Conseil d'État», note sous Conseil d'État, 26 août 2016, Ligue des droits de‬‬
‫‪l'homme et autres et Association de défense des droits de l'homme Collectif contre l'islamophobie en France‬‬
‫‪n° 402742 et n° 402777, R.F.D.A, 2016, p 1227.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Marc-Antoine GRANGER, op.cit, p 529.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.C, décision n° 89-261, DC du 28 juillet 1989, loi relative aux conditions de séjour et d'entrée des étrangers‬‬
‫‪en France, JORF n° 0177, du 1 août 1989.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pierre BON, op.cit, p 1228.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 14 février 1958, Abisset, Rec. C.E, 1958, p 58, concl Marceau LONG.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 28.‬‬
‫‪- 108 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التنقل باستعمال المركبات‬


‫يتفق الفقه على اعتبار التنقل بواسطة المركبات في الطرق العمومية أكثر وسائل التنقل الحديثة‬
‫استعماال من طرف األفراد‪ ،1‬لهذا نجد بأن هذه الصورة من صور التنقل تعتبر ترجمة ملموسة‬
‫ً‬ ‫شيوعا و‬
‫ً‬
‫للحرية الدستورية في التنقل كما جاء في قرار المجلس الدستوري الفرنسي المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪،1977‬‬
‫غير أن هذا االستعمال يخضع لشرط الترخيص اإلداري المسبق‪ ،2‬ولهذا نجد أن استعمال المركبات منظم‬
‫جدا‪ ،‬وهذا راجع للمخاطر الكبيرة لحركة المركبات‪ ،3‬وذلك كما أشار إليه‬
‫بموجب إطار قانوني متميز ً‬
‫رره الشهير ‪.4Labonne‬‬
‫مجلس الدولة الفرنسي في ق ا‬
‫يشكل قانون المرور على هذا النحو مصالحة بين حرية التنقل باستعمال المركبات وأمن األفراد‬
‫في الطرق العامة‪ ،‬وهذا أمام التزايد المعتبر لعدد المركبات المستعملة في حركة التنقل من جهة‪ ،‬ومن‬

‫جهة أخرى تضاعف أرقام حوادث المرور‪ .‬لهذا نجد أن القواعد القانونية المنظمة لهذا المجال تهدف ً‬
‫دائما‬
‫لخلق نوع من المدنية والتحضر لدى السائقين‪ ،‬ومرونة أكثر في حركة التنقل بالمركبات‪ ،‬وبشكل عام‬
‫ضمان أكبر قدر من األمان في الطرق العامة‪ ،5‬وهذا ما عبر عنه المشرع الجزائري صراحة في نص‬
‫المادة األولى من القانون رقم ‪ 14-01‬التي جاء فيها‪ " :‬يهدف هذا القانون إلى تحديد القواعد المتعلقة‬
‫بتنظيم حركة المرور عبر الطر وسالمتها وأمنها‪.‬‬
‫ويهدف‪ ،‬بهذه الصفة‪ ،‬خصوصا إلى ما يأتي‪ - :‬تقليص وضعية انعدام األمن في الطرقات‪.6 "...‬‬
‫يظهر التشدد في تنظيم حرية التنقل بواسطة المركبات من خالل النص على جملة من الشروط‬
‫الستعمال المركبات (أوال)‪ ،‬إضافة لتكريس القاضي اإلداري لمجموعة من المبادئ العامة التي تحكم‬
‫استعمال المركبات في الطرق العمومية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬شروط التنقل باستعمال المركبات‪ :‬نص القانون على جملة من الشروط المتعلقة بسائق المركبة‬
‫(‪ ،)1‬وشروط أخرى خاصة بالمركبة ذاتها (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬رامز محمد عمار‪ ،‬حقوق اإلنسان والحريات العامة‪ ،‬مكتبة نرجس‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Saydou TRAORÉ, « Permis de conduire », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, fasc. n° 207, date de‬‬
‫‪fascicule : 21 octobre 2011, date de la dernière mis à jour : 8 juillet 2018, p 5.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 28.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 8 aout 1919, Labonne, Marceau LONG, Prosper WEIL, Guy BRAIBANT, Pierre DELVOLVÉ, Bruno‬‬
‫‪GENEVOIS, op.cit, n° 35, p 219.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Henri OBERDOFF, op.cit, p 285.‬‬
‫‪ -6‬المادة األولى من القانون رقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 109 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫نظر للخطورة التي تنطوي عليها قيادة المركبات فليس بإمكان أي شخص‬
‫‪ -1‬الشروط المتعلقة بالسائق‪ً :‬ا‬
‫قيادتها‪ ،‬لهذا يجب الستعمالها تحقق شرط القيادة المادية‪ ،‬هذا الشرط ال يترجم من الناحية القانونية إال‬
‫بموجب الحصول على رخصة سياقة‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫رمز للحرية الفردية واالستقاللية في الحضارة الحديثة‪،‬‬
‫أ‪ -‬شرط تحقق صفة السائق‪ :‬تشكل المركبة ًا‬
‫وممارسة هذه الحرية تتجسد من خالل الحق في السياقة المشروط بالحصول على رخصة‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫عبارة عن ترخيص إداري يثبت القدرة على قيادة المركبة‪ ،‬ولهذا نجد أن عصرنة نظام رخصة السياقة‬
‫حقيقيا لألمن المروري‪.1‬‬
‫ً‬ ‫طا‬
‫أصبح ضاب ً‬
‫إن قيادة المركبة ال تتم إال بوجود شخص طبيعي يقودها يدعى السائق‪ ،‬ولما كان هذا األخير هو‬
‫المسؤول عن القيادة فقد خول القانون لهيئات الضبط اإلداري عملية مراقبته من خالل التحقق من صفته‬
‫كسائق‪ ،‬ومدى احترامه لقواعد السالمة المرورية‪ ،2‬وبالعودة للمادة الثانية من القانون رقم ‪ 14-01‬نجدها‬
‫تعرف السائق بأنه‪ ":‬السائق‪ ،‬كل شخص يتولى قيادة مركبة بما فيها الدراجات العادية والدراجات النارية‬
‫أو يسو حيوانات الجر والحمل والركوب والقطعان عبر الطر أو يتحكم فعال في ذلك‪.3"...‬‬
‫وبما أن السائق هو من يتولى القيادة المادية للمركبة‪ ،‬فإن اكتساب صفة السائق ال يتحقق بمجرد‬
‫حدوث فعل القيادة‪ ،‬والذي يمكن ألي شخص القيام به‪ ،‬بل إن اكتساب هذه الصفة بمفهومها القانوني‬
‫يتوقف على حصول الشخص المعني على رخصة السياقة‪ ،4‬وهذا ما يجعلنا أمام نظام الترخيص المسبق‬
‫حتى يمكن ممارسة حرية التنقل بواسطة المركبات‪.5‬‬
‫ب‪ -‬شرط الحصول على رخصة السياقة‪ :‬عرف المشرع الجزائري رخصة السياقة بأنها‪ ":‬ترخيص إداري‬
‫يؤهل حائزه لقيادة مركبة في المسالك المفتوحة لحركة المرور"‪ 6،‬وبمناسبة تعديل القانون رقم ‪14-01‬‬
‫المذكور سابًقا سنة ‪ ،2009‬استحدث المشرع نظام رخصة السياقة بالنقاط من أجل جعل السائق يتحمل‬
‫مسؤولياته‪ ،‬ودعم مكافحة انعدام األمن في الطرق‪ ،‬حيث عرفها المشرع بأنها‪ ":‬نظام الرخصة بالنقاط أداة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Saydou TRAORÉ, op.cit, p 4.‬‬
‫‪ -2‬سعيدة لعموري‪ " ،‬الوقاية من حوادث المرور في التشريع الجزائري"‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد ‪ ،15‬سبتمبر ‪ ،2017‬ص‬
‫‪.297‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬سعيدة لعموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Henri OBERDOFF, op.cit, p 285.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 110 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫معيارية وبيداغوجية‪ ،‬يهدف إلى جعل السائقين يتحملون مسؤولياتهم تجاه مخالفاتهم لقواعد حركة‬
‫المرور من خالل نظام تسيير النقاط المخصصة لكل حائز رخصة سياقة"‪.1‬‬
‫قبل تسليم رخصة السياقة يجب أن يخضع السائق لتكوين نظري وعملي يشمل دروس نظرية‬
‫وأخرى تطبيقية من أجل اإلحاطة بقواعد قانون المرور‪ ،‬ثم تتبع هذه الدروس بمجموعة من االختبارات‬
‫التطبيقية للتأكد من كفاءته للحصول على رخصة السياقة‪ ،2‬وفي هذا اإلطار تنص المادة ‪ 177‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 381-04‬على‪ ":‬ال يجوز ألحد أن يسو سيارة أو مجموعة مركبات إذا لم يحمل‬
‫رخصة سياقة صالحة من الناحية القانونية سلمه إياها وباسمه والي الوالية التي يوجد بها مقر سكناه‪،‬‬
‫بعد أخد رأي بالموافقة من ممتحن رخصة السياقة"‪ ،3‬وقبل الحصول على رخصة السياقة النهائية تسلم‬
‫للسائق الذي نجح في مختلف االختبا ارت التنظيمية اإلجبارية رخصة سياقة اختبارية مؤقتة صالحة لمدة‬
‫شهر ‪.4‬‬
‫أربعة وعشرين (‪ً )24‬ا‬
‫يخصص لرخصة السياقة بالنقاط رصيد نهائي يحدد بأربعة وعشرين (‪ )24‬نقطة يتم تخفيضه بقوة‬
‫القانون في حالة ارتكاب صاحب الرخصة للمخالفات المنصوص عليها‪ ،‬بينما يخصص لرخصة السياقة‬
‫خالل الفترة االختبارية رصيد أولي مقداره أتنثي عشر (‪ )12‬نقطة‪.5‬‬
‫اعتبر المجلس الدستوري الفرنسي أن نظام رخصة السياقة بالنقاط ومع مراعاة الغرض من هذا‬
‫هنا بالضمانات المكرسة من طرف المشرع ال ينتهك حرية التنقل‪ ،6‬كما رفض مجلس الدولة‬
‫النظام ور ً‬
‫تحويل مسألة أولوية دستورية إلى المجلس الدستوري بخصوص رخصة السياقة بالنقاط‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫القاضي اإلداري يأخذ في رقابته بعين االعتبار طبيعة المخالفات المرتكبة‪ ،‬والنقاط المرتبطة بها وكذا‬
‫المدة المحددة لتعليق الرخصة‪.7‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬سعيدة لعموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 177‬فقرة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،381-04‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 178‬مكرر من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،381-04‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬أنظر المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.C, décision n° 99-411, DC du 16 juin 1999, loi portant diverses mesures relatives à la sécurité routière et‬‬
‫‪aux infractions sur les agents des exploitants de réseau de transport public de voyageurs, JORF n° 140, du 19‬‬
‫‪juin 1999, «… Considérant, en premier lieu, que la procédure instaurée par l'article L. 11-1 du code de la‬‬
‫‪route ne porte pas atteinte à la liberté individuelle au sens de l'article 66 de la Constitution ; qu'eu égard à‬‬
‫‪son objet, et sous réserve des garanties dont est assortie sa mise en oeuvre, elle ne porte pas davantage‬‬
‫‪atteinte à la liberté d'aller et venir…».‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 29.‬‬
‫‪- 111 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫نظر للخطورة التي تشكلها المركبات على سالمة السائقين‪ ،‬وكذا‬


‫‪ -2‬الشروط المتعلقة بالمركبة‪ً :‬ا‬
‫مستعملي الطريق العام‪ ،‬فقد اشترط المشرع أن تتوافر مجموعة من الوثائق الضرورية التي تعكس سالمة‬
‫ومطابقة المركبة للمواصفات القانونية‪ ،‬تتمثل هذه الوثائق في اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بطاقة تسجيل المركبة‪ :‬يجب أن يكون للمركبة رقم تسجيل وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 50‬من القانون‬
‫رقم ‪ ،14-01‬التي جاء فيها‪ " :‬ينبغي أن يكون لكل مركبة رقم تسجيل‪ ،‬وأن تتوفر على الرخص‬
‫والوثائق اإلدارية الالزمة لسيرها وفقا للشروط المحددة عن طريق التنظيم"‪ ،1‬ويتجسد رقم تسجيل المركبة‬
‫من خالل وثيقة إدارية تدعى " البطاقة الرمادية"‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 169‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 381-04‬على‪ " :‬يسلم‪ ،‬بعد فحص من الوالي‪ ،‬وصل تصريح يدعى "البطاقة الرمادية"‬
‫للمالك يعد وفقا للشروط المحددة‪ ...‬يوضح هذا الوصل بالخصوص رقم الترقيم والمواصفات التقنية‬
‫للمركبة وهوية المالك وكذا عنوانه الكامل"‪.2‬‬
‫كما يجب أن تتوفر المركبة على لوحة تسجيل تحدد مواصفاتها وشروط وكيفيات صنعها عن‬
‫طريق التنظيم‪ ،3‬وهذا حتى تتمكن السلطات العمومية من تحديد هوية مرتكبي المخالفات‪.4‬‬
‫ب‪ -‬محضر المراقبة التقنية للمركبة‪ :‬من أجل التأكد الدائم من سالمة المركبة من حيث مطابقتها لجميع‬
‫المواصفات والمعايير التقنية المتعلقة بالسالمة واألمن‪ ،‬أوجب المشرع أن تتوفر كل مركبة على محضر‬
‫للمراقبة التقنية‪ ،‬وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 14-01‬التي جاء فيها‪ ":‬يجب أن تتوفر كل‬
‫مركبة على محضر للمراقبة التقنية الذي يعتبر وثيقة إدارية إجبارية تقدم لمصالح المراقبة واألعوان‬
‫المذكورين في المادة ‪ 130‬من هذا القانون عند الحاجة"‪ ،5‬وعرف المرسوم التنفيذي رقم ‪223-03‬‬
‫المراقبة التقنية بأنها‪... " :‬المراقبة التقنية‪ :‬المعاينة التقنية المخصصة للتأكد من حالة السيارة ومدى‬
‫قابليتها للسير في الطريق بدون خطر‪.6"...‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 50‬من القانون رقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 169‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،381-04‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Henri OBERDOFF, op.cit, p 285.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 9‬مكرر من القانون رقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،223-03‬مؤرخ في ‪ 10‬يونيو ‪ ،2003‬يتعلق بتنظيم المراقبة التقنية للسيارات وكيفيات ممارستها‪،‬‬
‫ج ر العدد ‪ ،37‬صادرة في ‪ 15‬يونيو ‪.2003‬‬
‫‪- 112 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إن الرقابة التقنية للمركبات رغم األهمية التي تنطوي عليها إال أنها ال تحقق من الناحية العملية‬
‫كل األهداف المنشودة منها‪ ،‬وذلك لعدة أسباب منها ما هو راجع لقصور النصوص التشريعية حيث أن‬
‫إلزامية هذه الرقابة تقتصر على السيارات دون غيرها من المركبات‪ ،‬ومنها ما يعود للمكلف بالرقابة من‬
‫خالل عدم احترام مقتضيات النصوص التشريعية والتنظيمية‪.1‬‬
‫ج‪ -‬شهادة تأمين المركبة‪ :‬حددت المادة ‪ 191‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 381-04‬المذكور سابًقا‪ ،‬أنواع‬
‫الوثائق التي يجب أن يتوافر عليها كل سائق مركبة ومن بينها شهادة التأمين‪ ،2‬هذه األخيرة جعلها المشرع‬
‫وثيقة إلزامية على صاحب المركبة‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطار المادة األولى فقرة ‪ 01‬من األمر رقم‬
‫‪ 15-74‬على‪ ":‬كل مالك مركبة ملزم باالكتتاب في عقد تأمين يغطي األضرار التي تسببها تلك المركبة‬
‫للغير وذلك قبل اطالقها للسير"‪.3‬‬
‫فقد اتجهت معظم التشريعات العالمية إلى فرض إجراء التأمين اإلجباري على أصحاب المركبات‬
‫ذات المحرك‪ ،‬بحيث يغطي هذا التأمين األضرار التي من الممكن أن تتسبب بها المركبة‪ .‬المالحظ في‬
‫هذا اإلطار أن التأمين اإللزامي في حركية مستمرة وتوسع إلى مجاالت النشاط اإلنساني الذي يعتبر‬
‫التأمين على المركبات أبرز صورة له من الناحية العملية‪ ،‬وهذا راجع لالنتشار الكبير الستعمالها في‬
‫مقابل ارتفاع األخطار التي تنتج عنها‪.4‬‬
‫العمومية‪ :‬يخضع استعمال الطرق العامة لثالثة مبادئ‬ ‫ثانيا‪ -‬المبادئ التي تحكم التنقل في الطر‬
‫أساسية اعترف بها القضاء اإلداري‪ ،‬وهي مبدأ الحرية (‪ ،)1‬المساواة (‪ )2‬والمجانية (‪.)3‬‬
‫‪ -1‬حرية التنقل في الطر العمومية‪ :‬مقتضى هذا المبدأ الحرص على تهيئة كل ما من شأنه تسهيل‬
‫الزما على وجه‬
‫ً‬ ‫استعمال الطرق العمومية من طرف األفراد‪ .‬وتدخل السلطات اإلدارية هنا يكون‬
‫الخصوص مع اقتران استعمال الطريق العام بحرية مكفولة دستورًيا هي حرية التنقل‪.5‬‬

‫‪ -1‬سعيدة لعموري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 191‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،381-04‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أمر رقم ‪ ،15-74‬مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ ،1974‬يتعلق بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام التعويض عن األضرار‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،15‬صادرة في ‪ 19‬فبراير ‪ ،1974‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ ،31-88‬مؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،1989‬ج ر العدد ‪ ،29‬صادرة في ‪20‬‬
‫يوليو ‪.1988‬‬
‫‪ -4‬محمد أمين سعادي‪ ،‬التأمين على حوادث المرور في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص قانون‬
‫مدني أساسي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،2016 ،‬ص ‪.17‬‬
‫العامة"‪ ،‬مجلة هيئة قضايا الدولة‪ ،‬السنة ‪ ،47‬العدد ‪ ،185‬يناير ‪ ،2005‬ص‬ ‫‪ -5‬مدحت حافظ إبراهيم‪ " ،‬النظام القانوني للطر‬
‫‪.17‬‬
‫‪- 113 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مالزما لحرية التنقل‪ ،‬والذي يعني حق كل شخص‬


‫ً‬ ‫هذا المبدأ اعتبره المجلس الدستوري الفرنسي‬
‫في استعمال الطريق دون الحاجة إلى الحصول على ترخيص مسبق‪ ،‬لكن هذا ال يمنع من أن تكون هذه‬
‫الحرية منظمة حيث تمارس في إطار الضبط المتعلق بقانون المرور‪ ،1‬لهذا ترد عليها بعض القيود التي‬
‫تهدف إلى الحيلولة دون استعمال المركبات بشكل يخل باألمن العام‪ ،‬فيجوز منع مرور المركبات في‬
‫مناطق معينة أو تحديد مقدار معين للسرعة القصوى‪ ،‬كل هذا بشرط استهداف المصلحة العامة‪.2‬‬
‫العمومية‪ :‬يطبق هذا المبدأ بين مستعملي الطرق العمومية‪ ،‬وهو‬ ‫‪ -2‬المساواة بين مستعملي الطر‬
‫بموجب اجتهاد المجلس الدستوري الفرنسي مبدأ قانوني عام له قيمة دستورية‪ ،‬والذي يعني عدم التمييز‬
‫بين المنتفعين الذين يوجدون في وضعيات متشابهة‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ال يمنع مبدأ المساواة من استفادة بعض الفئات من امتيا ازت خاصة‪ ،‬فقد اعترف‬
‫رره الصادر في ‪ 15‬مارس ‪ 1968‬في قضية ‪Syndicat national des‬‬
‫مجلس الدولة الفرنسي في ق ا‬
‫‪ automobilistes‬بشرعية تخصيص ممرات لسير مركبات النقل المشترك والسيارات العمومية‪.3‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬ال يمنع مبدأ المساواة في استعمال األفراد للطرق العمومية حق اإلدارة في اشتراط‬
‫ً‬
‫الحصول على التراخيص والوثائق الخاصة بالسياقة‪ ،‬واشتراط تحقق عناصر معينة لمنح هذه التراخيص‬
‫أو اجتياز المركبة لفحص فني للتأكد من سالمتها‪.4‬‬
‫‪ -3‬مجانية التنقل في الطر العمومية‪ :‬اعترف مجلس الدولة الفرنسي في ق ارره الصادر في ‪ 22‬فيفري‬
‫‪ 1991‬في قضية ‪ ،5Commune de bagnères de Luchon‬وكذلك المجلس الدستوري من خالل ق ارره‬
‫الصادر في ‪ 12‬جويلية ‪ 6Pont à péage 1979‬بمبدأ مجانية استعمال الطرق العمومية‪ ،‬غير أن هذا‬
‫المبدأ عرف بعض االستثناءات من خالل قانون شبكة الطرقات الذي سمح بفرض الرسوم على استعمال‬
‫الطرق وبعض الجسور‪ ،‬وذلك بهدف تمويل تكلفة االستثمار المتعلق بهذه المنشئات‪ ،‬إضافة إلى أن‬

‫‪ -1‬سليم سعيفان أحمد‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬النظام القانوني للحريات العامة في القانون المقارن‪ ،‬مرجع سابق‬
‫ص ص ‪.110-109‬‬
‫‪ -2‬خليفة ثامر الحميده‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 15 mars 1968, Syndicat national des automobilistes, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000007636620, consulté le: 05 février 2021, à 21:00.‬‬
‫‪ -4‬خليفة ثامر الحميده‪ " ،‬دور الضبط اإلداري في حماية أمن الطر ‪ :‬دراسة في التشريع الكويتي"‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية‬
‫والتدريب‪ ،‬المجلد ‪ ،20‬العدد ‪ ،39‬فبراير ‪ ،2005‬ص ‪.287‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-C.E, 22 février 1991, Commune de Bagnères de Luchon c. Loquet, requête numéro 90381, disponible sur le‬‬
‫‪site : https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000007745788, consulté le: 05 février 2021, à 21:00.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.C, décision n° 79-107 DC du 12 juillet 1979, précité.‬‬
‫‪- 114 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫القضاء اإلداري اعترف بشرعية إنشاء المواقف المدفوعة للسيارات التي تنشئها البلديات من أجل تسهيل‬
‫حركة التنقل‪ .‬هذه االستثناءات ال تؤثر على مبدأ المجانية على اعتبار أن دفع الرسوم يكون فقط في حالة‬
‫استعمال الطريق السيار أو الجسور‪ ،‬أما استعمال مواقف السيارات فيرجع للحاجة لتسهيل حركة التنقل‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات حرية التنقل على المستوى الخارجي‬


‫يمثل حق التنقل الخارجي الصورة الثانية لممارسة حرية التنقل‪ ،‬فالفرد قد ال يكتفي بالتنقل على‬
‫المستوى الداخلي فقط بل تظهر حاجته للخروج والسفر خارج إقليم دولته من أجل العمل أو الدراسة أو‬
‫العالج أو لمجرد السياحة‪ .‬وقد نص المؤسس الدستوري على هذه الصورة من صور حرية التنقل في‬
‫المادة ‪ 49‬فقرة ‪ 02‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬التي جاء فيها‪ " :‬لكل مواطن الحق في الدخول‬
‫إلى التراب الوطني والخروج منه"‪.‬‬
‫وقد أكد القضاء بجميع فروعه على هذا الحق‪ ،‬حيث اعترفت المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‬
‫بحق مغادرة اإلقليم الوطني وذلك في قضية ‪ ،2Baumann‬كما قضت محكمة النقض الفرنسية بصفة‬
‫أيضا الخروج منه‪،3‬‬
‫صريحة باعتبار حرية التنقل حرية أساسية غير محصورة باإلقليم الوطني بل تشمل ً‬
‫وعلى المنوال نفسه سار مجلس الدولة الفرنسي‪.4‬‬
‫لقد كان لتحرير المعامالت والتبادل بين الدول ضمن ما يسمى بالعولمة األثر المباشر في زيادة‬
‫حركة التنقل بين دول العالم المختلفة‪ ،‬ورغم أن حرية التنقل قد تم االعتراف بها على مستوى جميع‬
‫النصوص القانونية فإن الدولة تظل مهيمنة على مراقبة الدخول والخروج عبر إقليمها‪ ،‬وحتى في حالة‬
‫وجود قيود ترد على حق الخروج من إقليم الدولة‪ ،‬فذلك ال يكون إال لألسباب التي ينص عليها القانون‪،‬‬
‫وتكون مبررة بحفظ األمن والنظام العام والوقاية من الجريمة‪ .5‬وهنا يأتي دور القاضي اإلداري للتأكد من‬

‫‪ -1‬سليم سعيفان أحمد‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬النظام القانوني للحريات العامة في القانون المقارن‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.109‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E.D.H, 22 mai 2001, Baumann c/ France, requête n° 33592/96, R.D.P, 2002, p 706.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Cass 1er Civ, 28 novembre 1984, (3 arrêts), n° 83-16.552, n°83-14.064, Bonnet, Buisson, Lisztman, R.F.D.A,‬‬
‫‪1985, p 761.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, Ass, 8 avril 1987, Ministre de l’Intérieur et de la décentralisation c/ M. Peltier, R.F.D.A, 1987, p 608,‬‬
‫‪note B. Pacteau, A.J.D.A, 1987, p 327, chron M. Azibert et M. Boisdeffre.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Henri OBERDOFF, op.cit, p 289.‬‬
‫‪- 115 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مبررات تقييد حق خروج المواطن من اإلقليم الوطني وعالقتها بحماية النظام واألمن العموميين‪ ،‬ويظهر‬
‫ذلك بشكل أساسي من خالل حق السلطات اإلدارية المختصة في تقييد استعمال جواز السفر‪.1‬‬
‫لقد نتج عن تطور الحياة المعاصرة تعدد وتنوع وسائل التنقل‪ ،‬وفي الوقت نفسه تزايدت الهواجس‬
‫األمنية المرتبطة بظاهرة الجريمة المنظمة‪ ،‬األمر الذي جعل من حق التنقل للخارج ليس بالمطلق بل‬
‫يخضع لمجموعة من القيود الصارمة‪ ،‬حيث تفرض الدولة على كل مواطن يريد التنقل إلى الخارج حيازة‬
‫وثيقة جواز السفر (الفرع األول)‪ ،‬كما يشترط في التنقل إلى بعض الدول الحصول على تأشيرة دخول‬
‫(الفرع الثاني)‪ ،‬زيادة على اشتراط ترخيص مسبق للسفر بالنسبة لبعض الفئات والحاالت (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اشتراط جواز السفر للتنقل إلى الخارج‬


‫تعتبر الصلة بين ممارسة حق الخروج من التراب الوطني من جهة‪ ،‬وحق الحصول على جواز‬
‫السفر من جهة أخرى الترجمة المباشرة لممارسة هذه الصورة من صور حرية التنقل‪ ،‬حيث أن حيازة جواز‬
‫السفر هو شرط للممارسة الفعالة للحق في مغادرة التراب الوطني والسفر إلى دول أخرى‪ ،‬لهذا فإن رفض‬
‫إصدار أو تجديد هذه الوثيقة يعتبر اليوم بمثابة عدوان على حرية أساسية‪.2‬‬
‫وخصوصا‬
‫ً‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬اعترف القاضي اإلداري بحق المواطن في الحصول على وثائق السفر‬ ‫ً‬
‫جواز السفر‪ ،3‬وبالتالي فإن السلطات المختصة وبالتحديد سلطات الدولة التي يحمل الفرد جنسيتها ملزمة‬

‫بإصدار هذه الوثيقة‪ ،‬بما فيها الحالة التي يكون فيها المواطن متو ً‬
‫اجدا في إقليم دولة أخرى‪.4‬‬
‫يسمح جواز السفر من حيث المبدأ ألي شخص بمغادرة اإلقليم الوطني مع استثناء األشخاص‬
‫المشمولين بإجراء المنع من مغادرة اإلقليم‪ ،‬لهذا فقد ألغى مجلس الدولة الفرنسي اإلجراء المتضمن فرض‬
‫تأشيرة على األجانب للخروج من اإلقليم‪ ،5‬في المقابل اعترف المجلس الدستوري الفرنسي بأن رعايا الدول‬
‫التي ال تنتمي للمجموعة االقتصادية األوروبية قد يطلب منهم اإلعالن عن نيتهم في مغادرة األراضي‬
‫الفرنسية وتقديم تأشيرة خروج عندما يكون ذلك ضرورًيا لألمن القومي‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Stéphane DOUMBÉ-BILLÉ, « La liberté de déplacement des Français à l'étrange », La Semaine Juridique‬‬
‫‪Edition Générale, n° 46, 11 Novembre 1987, doctr, 3305, p 9.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ibid, p 4.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 26 avril 2005, n° 279842, Said M’Lamali, Rec. C.E, 2005, p 1034.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, pp 30-30.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 22 mai 1992, GISTI, R.F.D.A, 1993, p 567, concl R. Abraham.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.C, décision n° 93-325, DC du 13 août 1993, loi relative à la maîtrise de l'immigration et aux conditions‬‬
‫‪d'entrée, d'accueil et de séjour des étrangers en France, JORF n° 190, du 18 août 1993.‬‬
‫‪- 116 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إن حيازة جواز السفر هو في الحقيقة اعتراف من طرف السلطات اإلدارية المختصة للمواطن بأنه‬
‫قادر على مغادرة اإلقليم‪ ،‬وعليه فإن الدولة ال يمكنها أن تمنع المواطن من ممارسة حرية التنقل‪ ،‬بل‬
‫العكس عليها تسهيل عملية إصدار الوثائق الضرورية للسفر‪ ،‬وأهمها جواز السفر الذي ال يمكن االستغناء‬
‫عنه في السفر إلى الخارج‪.1‬‬
‫وعليه‪ ،‬تشترط جميع الدول على األفراد أثناء الخروج من إقليم الدولة استظهار وثيقة للسفر مسلمة‬
‫من طرف السلطات اإلدارية المختصة‪ ،‬هذه الوثيقة تمنح لكل مواطن يتمتع بجنسية الدولة التي ينتمي‬
‫إليها‪ ،‬وهو ما يقتضي تحديد مفهوم جواز السفر(أوال)‪ ،‬ثم عرض نظامه القانوني (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف جواز السفر‪ :‬عرف بعض الفقه جواز السفر بأنه‪ " :‬الوثيقة التي تثبت شخصية وجنسية‬
‫ومحل إقامة حاملها وتسمح له بالسفر بحرية"‪ ،2‬كما عرفه البعض اآلخر بأنه‪ ":‬وثيقة رسمية مكتوبة‬
‫تصدر عن الدولة‪ ،‬تمكن حاملها من مغادرة البالد والعودة إليها‪ ،‬وتتضمن إثبات جنسية وشخصية‬
‫حاملها‪ ،‬كما تتضمن المعلومات والبيانات التي تتمتع بقوة االثبات لتوثيقها من قبل الموظف العام‬
‫‪3‬‬
‫أيضا الوثيقة التي تصدرها السلطات اإلدارية المختصة في الدولة التي يتبعها‬
‫المختص" ‪ ،‬ويقصد به ً‬
‫المواطن‪ ،‬تبرز من خاللها شخصية حامل الجواز‪ ،‬وجنسيته‪ ،‬وموطنه‪ ،‬وتاريخ ميالده‪ ،‬باإلضافة للعالمات‬
‫الجسدية المميزة‪.4‬‬
‫هناك من يرى أن جواز السفر يمثل وثيقة هوية دولية‪ ،‬حيث ال يمكن للشخص الدخول إلى إقليم‬
‫دولة أخرى دون الحصول على هذه الوثيقة التي تسلمها له الدولة التي يحمل جنسيتها‪ ،‬وتعتبر بمثابة‬
‫ترخيص لمغادرة اإلقليم الوطني‪.5‬‬
‫أخيرا‪ ،‬هناك من يرى بأن جواز السفر هو الوثيقة الرسمية المعترف بها على الصعيد الدولي‪،‬‬
‫ً‬
‫استعماال في تنقل األشخاص بين الدول‪ ،‬تصدرها السلطة اإلدارية المختصة في الدولة‪ ،‬سواء‬
‫ً‬ ‫واألكثر‬

‫‪1‬‬
‫‪- Henri OBERDOFF, op.cit, p 289.‬‬
‫‪ -2‬طارق حسين الباقوري‪ ،‬دور الشرطة في حماية حرية التنقل مع التطبيق على المنع من السفر‪ ،‬الناشر المؤلف‪ ،2006 ،‬ص‬
‫‪.194‬‬
‫‪ -3‬محمد عودة الجبور‪ ،‬مكافحة تزوير الجوازات ووثائق السفر‪ ،‬ط األولى‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬المركز العربي‬
‫للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪ ،1987 ،‬ص ص ‪.21-20‬‬
‫‪ -4‬صادق هشام علي‪ ،‬الجنسية والموطن ومركز األجانب‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1977 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -5‬محمد السيد عرفة‪ "،‬جواز السفر وأهميته كوثيقة أمنية"‪ ،‬مجلة األمن والحياة‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬المجلد ‪،17‬‬
‫العدد ‪ ،188‬ماي ‪ ،1998‬ص ‪54‬؛ طيبة الغيالن‪ " ،‬يلعب دو ار كبي ار في التعريف بحامله جواز السفر‪...‬وثيقة المرور الدولي"‪،‬‬
‫مجلة الديبلوماسي‪ ،‬معهد األمير سعود الفيصل للدراسات الديبلوماسية‪ ،‬العدد ‪ ،54‬مارس ‪ ،2011‬ص ص ‪.37-36‬‬
‫‪- 117 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلدارة المخولة بذلك على المستوى الداخلي أو السلطات الدبلوماسية المعتمدة في الخارج‪ ،‬تثبت فيه هوية‬
‫حامله‪ ،‬وتسمح له بالسفر للخارج بكل حرية‪.1‬‬
‫هذا التعريف األخير يعتبر األنسب واألكثر شمولية‪ ،‬حيث تضمن جميع عناصر تعريف جواز‬
‫السفر من حيث وظيفة الجواز والسلطة المختصة بإصداره‪.‬‬
‫لم يقم المشرع الجزائري بتعريف جواز السفر‪ ،‬لكنه أشار إلى وظيفة هذه الوثيقة‪ ،‬فهو من جهة‬
‫وثيقة إلثبات الهوية والجنسية‪ ،‬ومن جهة أخرى وثيقة سفر لمغادرة التراب الوطني والعودة إليه‪ ،‬حيث‬
‫تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 03-14‬على‪ ":‬ويثبت جواز السفر في الوقت‬
‫نفسه هوية وجنسية حامله‪ ،‬ويسمح له بمغادرة التراب الوطني أو العودة إليه طبقا للتشريع والتنظيم‬
‫المعمول بهما"‪.2‬‬
‫فوظيفة جواز السفر تظهر باعتباره وثيقة مرور تسمح لحامله مغادرة البالد والعودة إليها‪ ،‬وذلك‬
‫وفًقا لترتيبات إدارية وتنظيمية محددة‪ ،‬إضافة لكون جواز السفر وثيقة رسمية له قيمة في اإلثبات سواء‬
‫من ناحية جنسية حامله أو من ناحية البيانات والمعلومات التي يتضمنها الجواز ذاته‪ ،‬فهو وثيقة إثبات‬
‫شخصية تطلبها مختلف الجهات الرسمية لتوثيق المعامالت الرسمية في مجاالت التوظيف والصحة‬
‫والتأمينات‪ ،‬ويتمتع بذات القيمة في الداللة على جنسية وهوية حامله في مختلف التعامالت بين األفراد‪.3‬‬
‫وقد دفعت االعتبارات األمنية معظم الدول في العالم لتنظيم عملية سفر مواطنيها إلى الخارج‪،‬‬
‫وكذا دخول األجانب إليها بموجب قوانين وأنظمة‪ ،‬بحيث يمنع مغادرة إقليم الدولة أو دخولها إال بموجب‬
‫جواز سفر أو أية وثيقة رسمية أخرى تقوم مقامه‪ ،‬وذلك تحت طائلة التجريم الجنائي والمنع اإلداري‪ ،‬لهذا‬
‫تولت الدولة عملية إصدار جواز السفر باعتباره الوثيقة الرسمية للسفر‪ ،4‬وهو ما نص عليه المشرع‬

‫‪ -1‬زروتي الطيب‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‬
‫‪.126‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪ .‬وهو األمر نفسه الذي نص عليه المشرع في األمر رقم ‪ ،36-69‬حيث‬
‫تنص المادة األولى فقرة ‪ 01‬منه على‪ ":‬تثبت في وثيقة السفر هذه‪ ،‬في آن واحد‪ ،‬هوية وجنسية حاملها‪ .‬وتمكنه من القيام بالسفر‬
‫إلى الخارج"‪ ،‬وهو ما أعاد تأكيده في األمر رقم ‪ ،1-77‬حيث تنص المادة ‪ 2‬منه على‪ ":‬تتضمن وثيقة السفر الدمغة الجافة لخاتم‬
‫الدولة‪ .‬وهي تثبت هوية وجنسية صاحبها"‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد عودة الجبور‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪.22-21‬‬
‫‪ -4‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪Jaques ROBERT, Libertés publiques, 2ème éd, Montchrestien, Paris, 1977, p 325.‬‬
‫‪- 118 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الجزائري في المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 03-14‬التي جاء فيها‪ ":‬يجب على كل مواطن يسافر إلى الخارج‬
‫أن يكون حامال ألحد سندات السفر اآلتية‪- :‬جواز السفر‪.1"...‬‬
‫ثانيا‪ -‬النظام القانوني لجواز السفر‪ :‬بتحليل نصوص القانون رقم ‪ 03-14‬المتعلق بسندات ووثائق‬
‫السفر‪ ،‬يمكن تحديد النظام القانوني الذي يحكم جواز السفر‪ ،‬وذلك من حيث أنواع جوازات السفر التي‬
‫تسلمها الدولة الجزائرية (‪ ،)1‬وكذا إجراءات الحصول عليها (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬أنواع جوازات السفر‪ :‬تتنوع جوازات السفر التي تصدرها السلطات الجزائرية‪ ،‬فهناك الجوازات العادية‪،‬‬
‫أخير جوازات المصلحة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪،03-14‬‬
‫الديبلوماسية و ًا‬
‫التي جاء فيها‪ ":‬يجب على كل مواطن يسافر إلى الخارج أن يكون حامال ألحد سندات السفر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬جواز السفر‪،‬‬
‫‪ -‬جواز سفر ديبلوماسي‪،‬‬
‫‪ -‬جواز سفر المصلحة"‪ ،2‬كما تم استحداث نظام جواز السفر االستعجالي‪ ،‬إضافة لجواز السفر الخاص‬
‫بالحج‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬جواز السفر العادي ‪ :‬يمنح هذا النوع من الجوازات لكافة المواطنين‪ ،‬وهو يمثل الشكل الغالب لجوازات‬
‫السفر التي يتم إصدارها‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز السفر الديبلوماسي‪ :‬يستفيد من هذا الجواز الموظفين العاملين بالسلك الديبلوماسي والقنصلي‪،‬‬
‫وكذا بعض الشخصيات السامية في الدولة كرئيس الدولة‪ ،‬الوزير األول‪ ،‬الوزراء‪ ،‬وكذا العاملين لدى‬
‫المنظمات الدولية‪ .‬ويمنح هذا الجواز لحامله امتيازات عند الدخول والخروج من المنافذ الحدودية والتفتيش‬
‫لدى المصالح الجمركية‪ ،‬ألنه في الغالب نجد أن أصحاب هذا النوع من الجوازات يتمتعون بالحصانة‬
‫الديبلوماسية‪.3‬‬
‫ج‪ -‬جواز السفر لمهمة‪ :‬أطلق المشرع على هذا النوع من الجوازات مصطلح "جواز سفر المصلحة"‪،‬‬
‫ويمنح لألشخاص الذين يتم إرسالهم ضمن وفود إلى الخارج في مهام رسمية لحساب الحكومة‪ ،‬ويشتغلون‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد السيد عرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪54‬؛ طيبة الغيالن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.37-36‬‬
‫‪- 119 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في مناصب رسمية في الدولة‪ ،‬وهذا من أجل تمثيل الدولة في المؤتمرات واالجتماعات الدولية‪ ،‬ويسري‬
‫هذا النوع من الجوازات طيلة المدة المحددة للمهمة الموفد إليها حامله‪.1‬‬
‫د‪ -‬جواز السفر االستعجالي‪ :‬حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 58-16‬الحاالت التي يتم فيها إصدار هذا النوع‬
‫من جوازات السفر‪ ،‬وهي في مجملها تتعلق بالحاالت االستعجالية المرتبطة بضرورة السفر إلى الخارج‬
‫ألسباب عائلية‪ ،‬مهنية‪ ،‬إدارية‪ ،‬صحية أو في حالة ضياع جواز السفر أو تلفه أو سرقته أو الحاجة إلى‬
‫جواز سفر قيد الصالحية من أجل تسوية الوضعية اإلدارية للجزائريين في الخارج‪.2‬‬
‫تصدر الدولة هذا النوع من الجوازات للمواطنين الذين يحتاجون للسفر بشكل مستعجل‪ ،‬وفي ظل‬
‫ظروف عير عادية حيث ال يمكن إصدار جواز سفر عادي كامل الصالحية‪ ،‬وذلك عندما تقدر السلطات‬
‫اإلدارية المختصة أن الشخص لديه حاجة مبررة للسفر بصفة مستعجلة‪ ،‬وهو عادة دفتر بحجم جواز‬
‫السفر العادي‪ ،‬ولكن بعدد صفحات أقل مع وقت صالحية محدد‪ ،‬وهذا من أجل تسهيل عملية العودة إلى‬
‫الدولة األصلية أو إلجراء سفر قصير األجل‪.3‬‬
‫ه‪ -‬جواز السفر الخاص بالحج‪ :‬يتعلق هذا النوع من جوازات السفر بعمليات التنقل ألداء مناسك الحج‬
‫في األراضي اإلسالمية المقدسة‪ ،‬وهو عبارة عن كتيب غالفه باللون األزرق وأوراقه الداخلية باللون‬
‫األخضر‪.‬‬
‫دائما وثيقة السفر األساسية وهي جواز‬
‫غير أن هذه الوثيقة ليست بسند سفر بحد ذاتها بل تتبع ً‬
‫سنويا حيازة‬
‫ً‬ ‫السفر‪ ،‬فمن بين الشروط المطلوبة للتسجيل في قرعة الحج التي تعلن عنها و ازرة الداخلية‬
‫جواز سفر بيومتري قيد الصالحية‪ ،4‬بمعنى أن جواز السفر الخاص بالحج ال يكفي وحده للتنقل إلى‬
‫البقاع المقدسة‪.‬‬

‫‪ -1‬حمدي أبو السيد عويس‪ ،‬الحماية التشريعية والقضائية لحق الهجرة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص‬
‫‪.44‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،58-16‬مرجع سابق‪.‬‬
‫آليا‪ ،‬وثائق السفر للطوارئ‪ ،‬الجزء الثامن‪ ،‬منظمة الطيران المدني الدولي ايكاو )‪ ،(ICAO‬ط السابعة‪،‬‬
‫‪ -‬وثائق السفر المقروءة ً‬
‫‪3‬‬

‫‪ ،2015‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -4‬ملحق اإلعالن عن التسجيالت لقرعة الحج لموسمي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬يحدد شروط التسجيل في قرعة الحج‪ ،‬منشور على الصفحة‬
‫الرسمية لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية على موقع التواصل االجتماعي فايسبوك ‪.Facebook‬‬
‫‪- 120 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حدد قرار وزير الداخلية المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2008‬المواصفات التقنية لجواز السفر الخاص‬
‫بالحج‪ ،‬وكذا شروط إعداد وتسليمه‪ ،‬كما تحدد مدة صالحيته بفترة شعيرة الحج إلى األراضي المقدسة‪.1‬‬
‫‪ -2‬إجراءات الحصول على جواز السفر‪ :‬اشترط المشرع الجزائري المرور على مجموعة من اإلجراءات‬
‫الضرورية من أجل الحصول على جواز السفر‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقديم ملف الحصول على جواز السفر‪ :‬من أجل الحصول على جواز السفر يتطلب األمر توافر‬
‫مجموعة من الشروط في طالب الحصول على هذه الوثيقة‪ ،‬وهذا حتى يتسنى للجهات اإلدارية المختصة‬
‫القيام بإجراء التحقيق اإللكتروني‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬شروط الحصول على جواز السفر‪ :‬يخضع استخراج الوثائق والمستندات الرسمية لجملة‬
‫من الشروط والمتطلبات التي يتعين على المستفيد من تلك الوثيقة إثباتها‪ ،‬وتختلف تلك الشروط وتتدرج‬
‫تبعا ألهمية الوثيقة أو المستند‪ ،‬فكل ما كانت الوثيقة ذات أهمية مما يعتد به في إثبات الهوية‬
‫في األهمية ً‬
‫تبعا لذلك شروط الحصول عليها أكثر صعوبة‪.2‬‬ ‫واالنتماء للدولة تكون ً‬
‫سندا ضرورًيا للسفر‪ ،‬حيث‬
‫لهذا يمارس القضاء رقابته حول عملية إصدار جواز السفر باعتباره ً‬
‫ترتبط هذه الوثيقة بحق التنقل خارج الدولة‪ ،‬الذي اعتبرته محكمة النقض الفرنسية بمثابة حرية أساسية‪،3‬‬
‫كما اعترفت محكمة التنازع أنه ينبع من إعالن حقوق اإلنسان والمواطن‪.4‬‬
‫تمنح السلطات اإلدارية المختصة جواز السفر للمواطن الذي يتمتع بالجنسية الجزائرية‪ ،‬دون‬
‫تحديد لسن معين بشرط توافر السيرة الحسنة لدى طالب الجواز‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫البند األول‪ -‬الجنسية الجزائرية‪ :‬تقوم السلطات اإلدارية المختصة بإصدار وثائق الهوية التي تسمح للفرد‬
‫بالتنقل والسفر عبر الحدود للشخص الذي يحمل جنسية الدولة‪ ،5‬بمعنى أنه يشترط لحصول الشخص‬
‫على جواز السفر أن يكون من بين األشخاص الذين يحملون الجنسية الجزائرية‪ ،‬وال يهم في هذه األخيرة‬

‫‪ -1‬قرار مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ،2008‬يحدد المميزات التقنية لجواز السفر الخاص بالحج إلى األراضي المقدسة اإلسالمية وشروط‬
‫إعداده وتسليمه لموسم الحج لعام ‪ 1429‬الموافق سنتي ‪ ،2009/2008‬ج ر العدد ‪ ،42‬صادرة في ‪ 27‬يوليو ‪.2008‬‬
‫‪ -2‬سعيد حسين فهد القحطاني‪ ،‬حماية وثائق السفر في النظام السعودي الجديد والئحته التنفيذية (دراسة تطبيقية)‪ ،‬رسالة مقدمة‬
‫استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العدالة الجنائية‪ ،‬قسم العدالة الجنائية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪ ،2004 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪er‬‬
‫‪- Cass 1 civ, 28 novembre 1984, Jean Bonnet, R.F.D.A, 1985, p 760.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- T.C, 9 juin 1986, Eucat, R.D.P, 1987, p 1079, note Jaques Bobert.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- François JULIEN-LAFERIÈRE, Dalloz professionnel pratique du contentieux administratif, Dossier 440-‬‬
‫‪Contentieux du droit des étrangers, juin 2016, synthèse d’actualité, novembre 2019, p 22.‬‬
‫‪- 121 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أن تكون أصلية أو مكتسبة‪ ،‬على أن يقدم في الحالة األخيرة جميع المستندات التي تثبت حصوله على‬
‫الجنسية‪.‬‬
‫نص المشرع الجزائري على شرط الجنسية بصفة ضمنية‪ ،‬وذلك عندما أشار إلى جواز السفر‬
‫مقرونا بصفة المواطنة‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ":03-14‬يجب على كل مواطن يسافر‬
‫ً‬
‫إلى الخارج أن يكون حامال ألحد سندات السفر اآلتية‪ ،"...‬كما جاء في المادة ‪ 5‬من القانون نفسه‪ " :‬ال‬
‫يجوز ألي مواطن أن يحوز في آن واحد أكثر من سند أو وثيقة سفر من نفس النوع"‪ ،‬ونصت المادة ‪6‬‬
‫فقرة ‪ 01‬من القانون نفسه على‪ ":‬جواز السفر سند سفر فردي يمنح بدون شرط السن لكل مواطن‪.1"...‬‬
‫وقد حدد األمر رقم ‪ 86-70‬المتضمن قانون الجنسية شروط الجنسية الجزائرية‪ ،‬حيث يتمتع‬
‫الشخص الذي يكتسب الجنسية الجزائرية بجميع الحقوق المرتبطة بصفة المواطنة الجزائرية كما يتحمل‬
‫تبعا لذلك جميع الواجبات‪ ،‬وهذا حسب ما تنص عليه المادة ‪ 15‬من هذا القانون‪ .‬ورغم تعديل قانون‬
‫ً‬
‫الجنسية الجزائرية سنة ‪ ،2005‬فإن المالحظة البارزة بخصوص اآلثار الفردية الكتساب الجنسية الجزائرية‬
‫هي أن المشرع أبقى على صياغة المادة ‪ 15‬كما كانت في ظل األمر رقم ‪ 86-70‬قبل تعديله‪ ،‬حيث‬
‫ساوى بين الجزائري صاحب الجنسية األصلية وصاحب الجنسية المكتسبة في جميع الحقوق المدنية‬
‫والسياسية‪.2‬‬
‫فجواز السفر هو دليل على االنتماء للدولة‪ ،‬ومؤشر على جنسية حامله والدولة الي يتبعها‪ ،‬وهو‬
‫الوثيقة الوحيدة التي تثبت هويته على المستوى الدولي‪ .‬وبالنظر لما يمثله جواز السفر من أهمية قصوى‬
‫وخاصة على المستوى الدولي‪ ،‬وبما أن الدولة مكلفة بحماية مواطنيها وحماية حقوقهم على المستوى‬
‫الداخلي والخارجي بحكم تبعيتهم لها وانتمائهم إليها‪ ،‬فال يمكن أن تمنح جواز السفر إال لمن تثبت له صفة‬
‫المواطن الفعلي للدولة المعنية‪.3‬‬
‫نظم المشرع قواعد إصدار وثائق السفر حيث تمنح بصفة أساسية لمن يتمتعون بجنسية الدولة‪،‬‬
‫لكن يجوز أن تمنح هذه الوثائق لغير مواطني الدولة‪ ،‬ومن ضمن تلك الوثائق تذاكر المرور وهي تصدر‬

‫‪ -1‬أنظر المواد ‪ 5 ،2‬و‪ 6‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬بوجالل صالح الدين‪ ،‬محاضرات في مادة الجنسية‪ ،‬مطبوعة نهائية للتأهيل الجامعي في مادة الجنسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -3‬سعيد حسين فهد القحطاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪- 122 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عن مصلحة وثائق السفر والهجرة والجنسية أو عن البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخارج‪ ،1‬وهذا ما‬
‫كرسه المشرع الجزائري‪ ،‬حيث اعتبر من قبيل سندات السفر رخصة المرور القنصلية التي تسلمها المراكز‬
‫الديبلوماسية أو القنصلية الجزائرية أو أي موظف قنصلي مفوض لهذا الغرض‪.2‬‬
‫إن مبدأ ارتباط جواز السفر بجنسية الفرد ترد عليه بعض االستثناءات‪ ،‬حيث تصدر المنظمات‬
‫الدولية المختلفة جوازات سفر لألفراد العاملين لديها بهدف تسهيل تنقالتهم المرتبطة بممارسة وظائفهم‪،‬‬
‫ومثال ذلك جوازات السفر التي تصدرها منظمة األمم المتحدة‪ ،‬كما أنه والعتبارات تاريخية تصدر بعض‬
‫الدول جوازات سفر لغير رعاياها ممن يتمتعون بصفة اإلقامة الدائمة فيها‪ ،‬مثل جوازات السفر السورية‪،‬‬
‫األردنية والمصرية المسلمة إلى الفلسطينيين‪.3‬‬
‫البند الثاني‪ -‬عدم اشتراط سن محدد للحصول على جواز السفر‪ :‬كانت المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 02‬من األمر رقم‬
‫‪ 26-69‬تنص على‪ " :‬يجوز تقييد القصر البالغين من العمر ‪ 15‬سنة في جواز سفر أحد األبوين أو‬
‫الوصي‪ .‬وبعد سن الخامسة عشر يكون جواز السفر الفردي إلزاميا"‪ ،4‬وهو األمر نفسه الذي أعاد‬
‫المشرع تكرسيه في األمر رقم ‪ ،51-77‬بمعنى أن المشرع حدد سن السادسة عشر (‪ )16‬كعتبة زمنية‬
‫درج الطفل في جواز سفر أحد الوالدين أو‬
‫ألهلية المواطن في طلب جواز سفر فردي‪ ،‬وقبل ذلك يجب إ ا‬
‫من يتولى الوصاية عليه‪.‬‬
‫بناء على إذن من‬
‫هناك بعض التشريعات نصت على إمكانية منح جواز السفر لألطفال القصر ً‬
‫الولي أو الوصي‪ ،‬وإذا لم يوجد ولي أو وصي فالمحكمة بإمكانها منح اإلذن للطفل القاصر‪ ،6‬كما أن‬
‫هناك بعض التشريعات من نصت على إضافة الزوجة والبنات غير المتزوجات واألبناء القصر في جواز‬
‫سفر الولي‪.7‬‬

‫‪ -1‬نعيم عطية‪ ،‬حسن محمد هند‪ ،‬النظام القانوني للمنع من السفر‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬زروتي الطيب‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪.126 ،‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ ،26-69‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬أنظر المادة األولى من األمر رقم ‪ ،1-77‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬نعيم علي عبد العباس‪ " ،‬تأمالت في قانون الجوازات‪ :‬دراسة تحليلية لقانون جوازات السفر العراقي المرقم ‪ 32‬لسنة ‪2015‬‬
‫النافذ"‪ ،‬مجلة دراسات البصرة‪ ،‬مركز دراسات البصرة والخليج العربي‪ ،‬جامعة البصرة‪ ،‬العدد ‪ ،2017 ،25‬ص ‪.290‬‬
‫‪ -7‬سعيد حسين فهد القحطاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪- 123 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لكن المالحظة األساسية في هذا الشأن أنه منذ صدور التشريع الجديد المتعلق بوثائق السفر‬
‫تخلى المشرع الجزائري عن شرط بلوغ سن معينة من أجل إصدار جواز السفر‪ ،‬حيث أصبح هذا األخير‬
‫قاصر فال يحتاج إلدراجه ضمن جواز سفر أحد‬
‫ًا‬ ‫وثيقة فردية خاصة بحامله مهما كان سنه‪ ،‬وحتى لو كان‬
‫الوالدين‪ ،‬كما ال يحتاج ألي إذن أو ترخيص من طرف الولي أو الوصي من أجل استخراج جواز السفر‬
‫قبل بلوغه سن الرشد‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 03-14‬التي جاء فيها‪:‬‬
‫" جواز السفر سند سفر فردي يمنح بدون شرط السن لكل مواطن ‪.1"...‬‬
‫البند الثالث‪ -‬شرط السيرة الحسنة‪ :‬من خالل القوانين المتعاقبة المتعلقة بوثائق السفر‪ ،‬نجد بأن المشرع‬
‫نص على شرط السيرة الحسنة لطالب جواز السفر‪ ،‬وهذا ما يتجسد من خالل طلب وثيقة شهادة السوابق‬
‫العدلية في الملف اإلداري لجواز السفر‪ ،‬والتي تتضمن بيان األحكام الصادرة عن الجهات القضائية‬
‫الجزائرية في الجنايات والجنح‪.‬‬
‫كانت المادة ‪ 14‬فقرة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ 26-69‬تنص على‪ ":‬يرفض تسليم جواز السفر‬
‫لألشخاص الذين هم موضوع تحقيق قضائي أو إدانات بأحكام جنائية"‪ ،2‬يظهر من خالل هذا النص‬
‫التشدد الكبير من طرف المشرع في تكريس شرط حسن السيرة‪ ،‬حيث يكفي أن يكون الشخص محل‬
‫تحقيق قضائي أو إدانة جزائية لرفض إصدار جواز السفر دون تمييز لنوع الجريمة المرتكبة سواء كانت‬
‫جنحة أو جناية‪.‬‬
‫أما في ظل األمر رقم ‪ 1-77‬فقد كانت تنص المادة ‪ 11‬منه على‪ ":‬ال تسلم أي وثيقة سفر وال‬
‫يمنح أي تمديد لمدة صالحيتها ألي شخص‪ - :‬محكوم عليه بجناية‪،‬‬
‫‪ -‬محكوم عليه منذ أقل من ‪ 5‬أعوام‪ ،‬عن جنحة‪ ،‬بعقوبة الحبس لمدة ستة أشهر على األقل‪،3"...‬‬
‫يتبين من نص هذه المادة أن اإلدارة ملزمة بعدم تسليم جواز السفر أو تجديده في حالة الحكم بإدانة طالب‬
‫الجواز بسبب ارتكابه لجناية أو الحكم عليه بسبب ارتكابه لجنحة منذ خمس (‪ )05‬سنوات وأدين بسببها‬
‫بعقوبة ال تقل عن ستة (‪ )06‬أشهر‪.‬‬
‫بعد صدور القانون ‪ ،03-14‬نجد أن المشرع أعطى ضمانة كبيرة لألفراد في الحصول على جواز‬
‫السفر‪ ،‬حيث نصت في هذا الشأن المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 01‬من هذا القانون على‪ ":‬جواز السفر سند سفر فردي‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 14‬فقرة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ ،26-69‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 11‬من األمر رقم ‪ ،1-77‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 124 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يمنح بدون شرط السن لكل مواطن ما لم يكن محكوما عليه نهائيا في جناية ولم يرد اعتباره"‪ ،1‬يتبين‬
‫من نص هذه المادة أن المشرع الجزائري اكتفى بحالة واحدة فقط يمكن لإلدارة من خاللها رفض إصدار‬
‫جواز السفر‪ ،‬وذلك في حالة اإلدانة النهائية الرتكاب جناية‪ ،‬وهو ما كان ينص عليه األمر رقم ‪،1-77‬‬
‫جديدا وهو عدم استفادة المعني من إجراء رد االعتبار‪.‬‬
‫طا ً‬ ‫لكن القانون الجديد أضاف إلى ذلك شر ً‬
‫سبق للغرفة اإلدارية للمجلس األعلى أن ألغت قرار والي والية البليدة المتضمن رفض تسليم جواز‬
‫سفر لمواطن جزائري بحجة أنه صدر بحقه حكم قضائي على إثر حادث مرور‪ ،‬وحكم عليه بعقوبة شهر‬
‫حبس مع وقف التنفيذ وغرامة مالية‪ ،‬وهذا على أساس أن اإلدارة لم تلتزم بالتطبيق الصحيح لنص المادة‬
‫‪ 11‬من األمر رقم ‪.21-77‬‬
‫كما حدد القاضي اإلداري مفهوم "الحكم النهائي" غير القابل ألي شكل من أشكال الطعن‬
‫كأساس قانوني لرفض اإلدارة تسليم جواز السفر‪ ،‬حيث جاء في قرار مجلس الدولة الصادر في ‪18‬‬
‫سبتمبر ‪... ":2014‬غير أنه تم الطعن في القرار المذكور عن طريق الطعن بالنقض من قبل المدعي‬
‫وأنه لم يفصل فيه بعد‪... ،‬وبالتالي فإن قرار المستأنف المتضمن رفض منح جواز السفر للمستأنف‬
‫عليه مؤسس على قرار قضائي غير نهائي‪.3"...‬‬
‫نظر ألهمية جواز السفر من الناحية األمنية‪،‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الجهات المختصة بإصدار جواز السفر‪ً :‬ا‬
‫فإن االختصاص بإصداره تتقاسمه و ازرتي الداخلية والخارجية‪ ،‬وهذا ما كرسه المشرع الجزائري من خالل‬
‫القانون رقم ‪ ،03-14‬فقد نصت المادة ‪ 11‬من هذا القانون على‪ ":‬يسلم جواز السفر من قبل الوالي أو‬
‫من كل موظف مؤهل يفوضه لهذا الغرض‪.‬‬
‫يسلم جواز السفر أو رخصة المرور القنصلية‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬للمواطنين المقيمين أو الموجودين‬
‫بالخارج‪ ،‬من قبل رؤساء المراكز الديبلوماسية أو القنصلية الجزائرية أو أي موظف قنصلي مفوض‬
‫لهذا الغرض"‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،38541‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1984‬قضية (ح‪.‬س‪.‬ق) ضد والي والية البليدة‪،‬‬
‫المجلة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1989 ،04‬ص ‪.227‬‬
‫‪ -3‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،093831‬مؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪ ،2014‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،13‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 125 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أما بخصوص جواز السفر الديبلوماسي‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪02-97‬‬
‫على‪ ":‬يسلم جواز السفر الديبلوماسي ويمدد صالحيته وزير الشؤون الخارجية أو ممثله المخول‬
‫قانونا‪...‬غير أنه يمكن رؤساء البعثات الديبلوماسية تمديد جوازات السفر الديبلوماسية التي انتهت مدة‬
‫صالحيتها بترخيص صريح من وزير الخارجية‪.1"...‬‬
‫أما المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،58-16‬فقد نص في المادة ‪ 6‬منه على‪ ":‬يعد ويسلم جواز السفر‬
‫االستعجالي للطالبين المذكورين في الفقرات من ‪ 1‬إلى ‪ 4‬من المادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬من طرف المراكز‬
‫الديبلوماسية أو القنصلية‪.‬‬
‫يعد ويسلم جواز السفر االستعجالي للطالبين المذكورين في الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬من طرف‬
‫المصالح المؤهلة للوزارة المكلفة بالشؤون الخارجية‪.‬‬
‫يعد ويسلم جواز السفر االستعجالي للطالبين المذكورين في الفقرة ‪ 6‬من المادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬من طرف‬
‫الوالي"‪.2‬‬
‫يتضح من النصوص القانونية المذكورة أعاله أن االختصاص بإصدار جواز السفر للمواطنين‬
‫الجزائريين يتحدد حسب إقامتهم داخل أو خارج الوطن‪ ،‬وذلك حسب التفصيل اآلتي‪:‬‬
‫البند األول‪ -‬الجهة المختصة بإصدار جواز السفر داخل الوطن‪ :‬يختص والي الوالية بإصدار نوعين من‬
‫الجوازات‪ ،‬جواز السفر العادي وجواز السفر االستعجالي للمواطنين المقيمين داخل إقليم الوالية‪ ،‬بينما‬
‫يختص وزير الخارجية بإصدار جواز السفر الديبلوماسي إضافة لجواز السفر االستعجالي للمواطنين‬
‫الجزائريين المقيمين في الخارج‪.‬‬
‫البند الثاني‪ -‬الجهة المختصة بإصدار جواز السفر خارج الوطن‪ :‬يسلم جواز السفر العادي في هذه‬
‫الحالة من طرف رؤساء المراكز الديبلوماسية أو القنصلية الجزائرية في الخارج أو أي موظف مفوض لهذا‬
‫بناء على ترخيص من‬
‫الغرض‪ ،‬ويختص رؤساء البعثات الديبلوماسية بتمديد جوازات السفر الديبلوماسية ً‬
‫أخير تختص المراكز الديبلوماسية أو القنصلية بإصدار جواز السفر االستعجالي في‬‫وزير الخارجية‪ ،‬و ًا‬
‫الحاالت التي حددها المرسوم التنفيذي رقم ‪.58-16‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬التحقيق اإللكتروني‪ :‬كانت التشريعات السابقة المتعلقة بوثائق السفر تفرض على الجهات‬
‫اإلدارية المختصة بإصدار جوازات السفر إجراء بحث أو تحقيق إداري حول صاحب ملف طلب جواز‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،02-97‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،58-16‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 126 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫السفر‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 3‬من األمر رقم ‪ 26-69‬على‪ ":‬يهيئ ويسلم جواز السفر‬
‫عامل العمالة لمحل اإلقامة وذلك بعد إجراء البحث‪ ،1 "...‬وهو ما كرسه المشرع من جديد ضمن أحكام‬
‫األمر رقم ‪ ،1-77‬حيث نصت المادة ‪ 8‬منه على‪ ":‬تعد وتسلم جوازات السفر الفردية والجماعية بعد‬
‫التحقيق‪ ،‬من قبل رؤساء الدائرة‪ ،‬وفي البلدان األجنبية‪ ،‬من المصالح الديبلوماسية والقنصلية"‪.2‬‬
‫من الناحية العملية فإن مصالح الدائرة كانت تحيل إجراء التحقيق اإلداري والبحث إلى المصالح‬
‫األمنية‪ ،‬هذه األخيرة تتولى التحقيق عن الشخص صاحب ملف جواز السفر‪.3‬‬
‫الشيء الجديد في هذا اإلطار‪ ،‬أن المشرع الجزائري لم ينص ضمن مواد القانون رقم ‪03-14‬‬
‫على إجراء التحقيق اإلداري‪ ،‬مما يفهم منه بشكل ضمني تخليه عن هذا اإلجراء حيث لم يعد شرط‬
‫مطلوبا سواء من طرف الجهات اإلدارية داخل الوطن أو خارجه‪.‬‬
‫ً‬ ‫التحقيق‬
‫إن التطور التكنولوجي ساعد في تجاوز إجراء التحقيقات اإلدارية واألمنية التقليدية التي كانت‬
‫مكرسة في ظل القوانين السابقة‪ ،‬حيث برز نتيجة لذلك تحقيق آخر ذو طبيعة غير تقليدية‪ ،‬وهو التحقيق‬
‫اإللكتروني‪ .‬لهذا نجد أن جوازات السفر اإللكترونية يتم إعدادها على مستوى مركز واحد على المستوى‬
‫الوطني وهو ما يسمح باستغالل قاعدة بيانات هذا المركز في التحقق من جميع المعلومات الخاصة‬
‫بطالب جواز السفر‪.4‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يمكن للمركز الوطني للمستندات والوثائق المؤمنة التابع لو ازرة الداخلية‪،‬‬
‫باعتباره الجهة المسؤولة عن إصدار جواز السفر البيومتري االستفادة من قواعد البيانات التي توفرها‬
‫وصا قاعدة بيانات و ازرة العدل‪ ،‬وذلك من ناحية التحقق من مختلف الجرائم‬
‫مختلف الدوائر الو ازرية‪ ،‬خص ً‬
‫المرتكبة من طرف صاحب ملف جواز السفر‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحصول على جواز السفر‪ :‬بعد استيفاء مرحلة تقديم ملف جواز السفر‪ ،‬تقوم السلطة اإلدارية‬
‫المختص ة بإصدار جواز السفر للمدة التي نص عليها المشرع‪ ،‬والتي يتم تجديدها حسب الشروط المقررة‬
‫قانونا‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ً‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 3‬من األمر رقم ‪ ،26-69‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 8‬من األمر رقم ‪ ،1-77‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -4‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ -‬مدة صالحية جواز السفر‪ :‬حدد المشرع الج ازئري مدة صالحية جواز السفر بثالث (‪)03‬‬
‫ابتداء من‬
‫ً‬ ‫سنوات في ظل األمر رقم ‪ ،126-69‬وخمس (‪ )05‬سنوات في ظل األمر رقم ‪ ،21-77‬وهذا‬
‫تاريخ اإلصدار‪.‬‬
‫اضحا أن مدة صالحية جواز السفر في ظل القوانين السابقة كانت قصيرة وال تتناسب مع‬
‫يبدو و ً‬
‫أهمية ودور هذه الوثيقة‪ ،‬لهذا نجد أن المشرع الجزائري استدرك هذا النقص‪ ،‬وذلك بجعل مدة صالحية‬
‫نسبيا‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 03-14‬على‪:‬‬
‫جواز السفر طويلة ً‬
‫" تحدد مدة صالحية جواز السفر بعشر (‪ )10‬سنوات وبخمس (‪ )5‬سنوات بالنسبة للقصر الذين يقل‬
‫سنهم عن تسع عشر (‪ )19‬سنة"‪.3‬‬
‫أما مدة صالحية جواز السفر الديبلوماسي فهي محددة بأربع (‪ )4‬سنوات على األكثر‪ ،‬حسب ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 01‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،02-97‬وهذا يعني أن مدة صالحية هذا النوع‬
‫من الجوازات ال يمكن أن تتجاوز أربع سنوات ويمكن أن تكون أقل من ذلك‪ .‬هذا التحديد الزمني يفسر‬
‫بالمدة المعقولة التي يشغلها المستفيد من هذا النوع من الجوازات‪ ،‬ففي خاللها يمكن أن ينقل المستفيد منه‬
‫أو تتم ترقيته إلى مهام أخرى أو يتم إنهاء مهامه‪ ،‬الشيء الذي يستلزم بالضرورة انتفاء علة تمتعه بجواز‬
‫السفر الديبلوماسي‪.‬‬
‫وبالنسبة لجواز السفر لمهمة فمدة صالحيته ترتبط بطبيعة المهام الموكلة للمستفيد منه‪ ،‬حيث‬
‫تحدد بأربع سنوات بالنسبة للموظفين المعينين في المراكز الديبلوماسية أو القنصلية‪ ،‬وبحسب المدة‬
‫المطلوبة إلنجاز المهمة بالنسبة لألشخاص الذين توكل لهم مهمة في الخارج على أال تتجاوز سنة‬
‫واحدة‪.4‬‬
‫أما بالنسبة لجواز السفر االستعجالي فإن مدة صالحيته تنحصر في التاريخ الممتد من يوم‬
‫إصداره إلى غاية إصدار جواز سفر بيومتري عادي لصاحبه‪.5‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ ،26-69‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 4‬من األمر رقم ‪ ،1-77‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 13‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،02-97‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬أنظر المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،58-16‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 128 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ -‬شروط تجديد جواز السفر‪ :‬نص المشرع الجزائري على الحاالت التي تبرر طلب تجديد‬
‫جواز السفر‪ ،‬وذلك كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬انقضاء مدة صالحية جواز السفر‪ ،‬وهنا يقدم طلب التجديد خالل األشهر الستة (‪ )6‬السابقة لتاريخ‬
‫نهاية صالحيته‪.‬‬
‫‪ -‬عند استحالة وضع تأشيرات سفر جديدة على األوراق المخصصة لذلك داخل جواز السفر‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة فقدان جواز السفر بسبب الضياع أو التلف أو السرقة‪.1‬‬
‫إن رفض السلطة اإلدارية المختصة تجديد جواز السفر الخاص بالمواطن ينطوي على انتهاك‬
‫خطير لحرية أساسية هي حرية التنقل‪ ،‬ومع ذلك فإن التأخر في تجديد جواز السفر ال تتحمله اإلدارة في‬
‫حالة تراخي المعني باألمر في تقديم طلب التجديد خالل الفترة التي نص عليها القانون‪.2‬‬
‫إذا كان قرار رفض إصدار أو تجديد جواز السفر لمواطن ينتهك بشكل جسيم حرية التنقل فليس‬
‫هناك نص تشريعي أو تنظيمي ‪-‬تحت طائلة عدم مشروعية القرار المحتمل بالرفض‪ -‬يحدد ميعاد قانوني‬
‫إلصدار أو تجديد جواز السفر‪ ،‬ومع ذلك يجب على السلطة اإلدارية المختصة عند استالمها لملف طلب‬
‫إصدار أو تجديد الجواز أن تتخذ قرارها في غضون فترة زمنية معقولة‪ ،‬والتي يعود للقاضي اإلداري‬
‫تحديدها حسب ظروف كل قضية على حدة‪ .‬فالمدة التي يحتاجها المحافظ من أجل القيام بالتحقيق وطلب‬
‫المعلومات من مختلف الجهات اإلدارية والقضائية والقنصلية‪ ،‬تجعل من عدم إصدار قرار تجديد جواز‬
‫السفر في تاريخ صدور األمر االستعجالي ال ينتهك حقوق طالب جواز السفر بشكل صارخ‪.3‬‬
‫غير أن القاضي اإلداري اعتبر بأن رفض القنصل العام إصدار جواز السفر لمواطن‪ ،‬وكذا رفض‬
‫التظلم ضد قرار الرفض المقدم أمام وزير الداخلية بحجة أن صاحب الطلب مدين للخزينة العمومية بمبالغ‬
‫مالية كبيرة غير مشروع‪ ،‬وذلك بالنظر إلى أن هذا المبرر لم ينص عليه القانون‪ ،‬هذا األخير حصر‬
‫األسباب التي تبرر رفض إصدار أو تجديد جواز السفر في حماية أمن الدولة‪ ،‬حماية األمن والنظام‬
‫العمومين‪ ،‬الوقاية من الجرائم‪ ،‬حماية الصحة العمومية وحقوق وحريات اآلخرين‪ ،‬فهذا الرفض يمثل‬
‫اعتداء على حرية التنقل‪ ،‬وال يمكن اعتباره على أنه ممارسة للسلطات الممنوحة لإلدارة‪ ،‬ويعتبر فعل مادي‬
‫ً‬
‫باطل وكأنه لم يكن‪.4‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord, 9 janvier 2001, Deperthes, n° 228928, Rec. C.E, 2001, p 1.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 11 octobre 2001, Troubiza Tabibou, n° 238917, D, 2002, 1446.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 3ème et 5ème sous-sections réunies, 4 mai 1988, Plante, R.F.D.A, 1988, p 722, obs RUZIE.‬‬
‫‪- 129 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إن القاضي اإلداري يمنح للسلطات اإلدارية المختصة الوقت الكافي إلصدار جواز السفر‪ ،‬على‬
‫أساس أن القانون لم يفرض عليها االلتزام بميعاد محدد ال يمكن تجاوزه‪ ،‬ويفسر ذلك بحاجة اإلدارة للقيام‬
‫بالتحقيق وطلب مختلف الوثائق المتعلقة بصاحب الجواز‪ ،‬وهذا ما يتطلب تمكين اإلدارة المختصة من‬
‫مدة زمنية تخضع لتقدير القاضي اإلداري‪ ،‬لكن من جهة أخرى ال يمكن لإلدارة رفض إصدار أو تجديد‬
‫جواز السفر على أساس مبررات لم ينص عليها القانون‪ ،‬الشيء الذي يجعل هذا القرار مجرد تصرف‬
‫مادي ال يتعلق بممارسة اإلدارة الختصاصاتها القانونية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إقرار تأشيرة الدخول‬


‫األصل أن تسمح الدولة لألجانب بالدخول ألراضيها دون قيود‪ ،‬لكنه بالمقابل لها مطلق الحرية في‬
‫تنظيم ممارسة هذا الحق وفق وإجراءات تحددها‪ ،‬وذلك حتى يتم السماح لهم بالتنقل من اإلقليم الوطني‬
‫إلى إقليم دولة أخرى‪ ،‬وهذا ما يفرض على األجنبي تقديم طلب للسلطات القنصلية للدولة التي يريد السفر‬
‫إليها من أجل الحصول على تأشيرة الدخول‪ ،‬وهنا تملك اإلدارة القنصلية سلطة تقديرية واسعة في منح‬
‫هذه التأشيرة أو رفض منحها‪ ،‬حيث تمثل هذه التأشيرة األداة الرئيسية في مراقبة حركة الهجرة والتنقل إلى‬
‫الدولة‪.1‬‬
‫ومن المهم اإلشارة إلى أن مفهوم األجنبي ينصرف لكل فرد ال تتوافر فيه الشروط الالزمة للتمتع‬
‫بجنسية الدولة الموجود على أرضها‪ ،‬سواء كان ينتمي إلى دولة أجنبية يحمل جنسيتها أم ال ينتمي إلى‬
‫أي دولة ألنه عديم الجنسية‪.2‬‬
‫يحدد القانون مختلف االجراءات المتعلقة بالحصول على التأشيرة‪ ،‬حيث يحاول أن يضفي عليها‬
‫طابع المرونة‪ ،‬لكن المالحظ هنا هو الغموض بشأن الوثائق والسندات التي يجب تقديمها لدعم طلب‬
‫التأشيرة‪ ،‬التكاليف المالية المرتفعة‪ ،‬طول مدة اإلجراءات‪ ،‬وعدم وجود أسباب لقرار رفض إصدار التأشيرة‪.‬‬
‫وهو ما يوحي بوجود قرار تعسفي يثني العديد من طلب التأشيرة‪ ،‬حيث نجد أن األغلبية تجهل أنه هناك‬
‫إمكانية للطعن القضائي ضد قرار الرفض‪ ،‬وأكثر من هذا ال تمارس حقها في التظلم اإلداري أمام‬
‫السلطات القنصلية التي رفضت منح التأشيرة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Nathalie VAITER-ROMAIN, « Le visa délivré par les autorités consulaires », Droit Administratif, n° 4,‬‬
‫‪Avril 2011, étude 8, p 1.‬‬
‫‪ -2‬طارق فتح هللا خضر‪ ،‬حرية التنقل واإلقامة بين المشروعية والمالءمة األمنية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Zéhina AÏT-EL-KADI, « Délivrance des visas touristiques: une politique à géométrie variable », Juriss‬‬
‫‪tourisme, 2010, n°126, p 22.‬‬
‫‪- 130 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أصبحت تأشيرة الدخول أداة لمواجهة العديد من المشاكل التي برزت في الوقت الحاضر كظاهرة‬
‫اإلرهاب العابر للحدود والسيطرة على تدفقات المهاجرين‪ ،‬ألنه وحسب المفهوم التقليدي كانت وظيفة‬
‫التأشيرة هي حماية الدولة من مختلف التهديدات الماسة باألمن العام في المقام األول‪ ،‬فهنا يفسر إصدار‬
‫التأشيرة قبل كل شيء في منع األجانب ممن يمثلون خطورة في التنقل واإلقامة إلى داخل الدولة‪ ،‬لهذا فقد‬
‫اعترف مجلس الدولة الفرنسي بأن التأشيرة يمكن رفضها ليس فقط لألسباب المتعلقة بالنظام العام‪ ،‬ولكن‬
‫ألي سبب آخر متعلق بالمصلحة العامة بما في ذلك التحكم في حركة الهجرة‪.1‬‬
‫على هذا األساس ال يكفي الحصول على جواز السفر من أجل التنقل إلى الخارج‪ ،‬فقد يتطلب‬
‫األمر الحصول على تأشيرة دخول تسلم من طرف السلطات القنصلية للدولة المراد السفر إليها‪ ،‬األمر‬
‫الذي يستلزم عرض التأصيل المفاهيمي لتأشيرة الدخول (أوال)‪ ،‬ثم تحديد النظام القانوني التي يحكمها‬
‫(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬التأصيل المفاهيمي لتأشيرة الدخول‪ :‬من أجل اإلحاطة بمفهوم تأشيرة الدخول فإن ذلك يتطلب‬
‫أخير عرض أنواعها (‪.)3‬‬
‫القيام بتعريفها (‪ ،)1‬وتحديد طبيعتها القانونية (‪ ،)2‬و ًا‬
‫‪ -1‬تعريف تأشيرة الدخول‪ :‬تأشيرة الدخول هي عبارة عن إذن صادر من سلطات الدولة المختصة‪،‬‬
‫جهودا حثيثة في االهتمام بطريقة‬
‫ً‬ ‫حاليا‬
‫تتضمن الموافقة على قبول دخول األجنبي إلقليمها‪ .‬وتبدل الدول ً‬
‫منعا لتزويرها‪ ،‬حيث تحرص على صناعتها من نوع خاص من الورق الالصق المزود‬ ‫إعداد التأشيرة وهذا ً‬
‫بالعديد من الرسومات المعقدة التي ال يسهل تقليدها‪ ،‬مع وضع عالمات ممغنطة عليها يتم إلصاقها على‬
‫غالبا ما تكون‬ ‫‪2‬‬
‫صفحات جواز السفر ‪ ،‬من طرف الجهات المختصة داخل الدولة المضيفة لألجنبي‪ ،‬وهي ً‬
‫واحدة من السلطات السياسية أو القنصلية التابعة لها أو أية جهة أخرى يصرح لها بذلك‪.3‬‬
‫أشار المشرع الجزائري في المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 11-08‬إلى أن األجنبي الراغب في الدخول‬
‫حامال لجواز سفر مسلم له من طرف سلطات دولته‪ ،‬أو كل‬
‫ً‬ ‫إلى اإلقليم الجزائري يجب عليه أن يكون‬
‫وثيقة أخرى قيد الصالحية معترف بها من السلطات الجزائرية كوثيقة سفر‪ ،‬ممهورة عند االقتضاء‬

‫‪1‬‬
‫‪- Danièle LOCHAK, « Droits et libertés des étrangers : Liberté individuelle », JurisClasseur Droit‬‬
‫‪international, LexisNexis, Fasc. 524-60, date du fascicule : 5 Juillet 2011, date de la dernière mise à jour : 5‬‬
‫‪Juillet 2011, p 4.‬‬
‫‪ -2‬عبد المنعم زمزم‪ ،‬الجنسية ومركز األجانب في القانون الدولي والقانون المصري المقارن‪ ،‬مركز جامعة القاهرة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2016 ،‬ص ‪.406‬‬
‫‪ -3‬محمد السيد عرفة‪ ،‬القانون الدولي الخاص للمملكة العربية السعودية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار المؤيد للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،2000 ،‬ص‬
‫‪.166‬‬
‫‪- 131 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بالتأشيرة المشترطة من السلطات المختصة‪ ،1‬هذا ما يعني أن دخول األجنبي إلى اإلقليم الجزائري يجب‬
‫أن يكون بموجب ترخيص يتجسد من خالل تأشيرة الدخول التي تسلمها السلطات الديبلوماسية أو‬
‫القنصلية الجزائرية في الخارج‪.2‬‬
‫وعليه‪ ،‬يمكن القول بأن كل أجنبي ملزم بالحصول على تأشيرة دخول حتى يسمح له بالتنقل إلى‬
‫إقليم الدولة التي تطلبها‪ ،‬فالتأشيرة تعني بالدرجة األولى األجانب عند دخولهم إلى دولة أخرى‪ ،‬لكن‬
‫السلطات المختصة داخل الدولة تراقب مدى استيفاء مواطنيها للتأشيرة المطلوبة منهم حتى قبل سفرهم إلى‬
‫الدول التي تفرض عليهم الحصول على تأشيرة دخول‪.‬‬
‫‪ -2‬الطبيعة القانونية لتأشيرة الدخول‪ :‬إن منح تأشيرة الدخول لألجنبي يعني أن الدولة ستكون أمام‬
‫عنصر أجنبي له مركز قانوني معين يختلف حسب مآل منح هذه التأشيرة من عدمه‪ ،‬وفي هذا الشأن‬
‫اختلف الفقه في تحديد مسألة قبول دخول األجنبي إلى إقليم الدولة‪ ،‬بين من يرى في التأشيرة تعبير عن‬
‫سيادة الدولة في حين يرى البعض أنها مجرد تصرف إداري‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تأشيرة الدخول عمل سيادي‪ :‬لم يكن للفقه موقف موحد بخصوص سلطة الدولة في قبول األجانب‬
‫على إقليمها‪ ،‬فانطالًقا من مبدأ السيادة المطلقة ذهب فريق إلى القول بأن الدولة لها حق مطلق في قبول‬
‫دخول األجانب إلى إقليمها‪ ،‬وبالتالي ال يمكن االدعاء بوجود حق لألجنبي في الدخول إلى إقليم الدولة‪،‬‬
‫فهي عبارة عن هبة تمنحها الدولة لمن تريد وتمنعها عمن تريد‪.3‬‬
‫أسس أصحاب هذا الرأي موقفهم على أساس أن القانون الدولي العام ينظم العالقات بين الدول‬
‫مصدر من مصادر الحقوق وااللتزامات لألفراد سواء أكانوا من فئة‬
‫ًا‬ ‫وليس له عالقة باألفراد‪ ،‬فهو ليس‬
‫المواطنين أو األجانب‪ ،‬وبالتالي فإن الدولة لها الحرية في تقدير منح حق الدخول لألجانب‪ ،‬وأن القول‬
‫بحق الدولة المقيد والنسبي ينتج عنه االنتقاص من سيادة الدولة‪ .4‬فالدولة هي صاحبة الكلمة العليا على‬
‫إقليمها‪ ،‬وعليها تقع مسؤولية المحافظة على النظام واألمن العموميين داخل هذا اإلقليم‪ ،‬وما دام األمر‬
‫كذلك فمن الواجب حتى تستطيع الدولة القيام بالتزاماتها على النحو األكمل أن ال يفرض عليها أي التزام‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬عبد الحفيظ بن عبيدة‪ ،‬الجنسية ومركز األجانب في الفقه والتشريع الجزائري‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.275‬‬
‫‪ -3‬زمزم عبد المنعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.399‬‬
‫‪ -4‬الحسون عبد الزهرة‪ ،‬حقوق األجانب في القانون العراقي‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بغداد‪ ،1981 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪- 132 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بقبول األجانب الذين يطلبون الدخول إلى إقليمها‪ ،‬وأن يتم االعتراف لها بالحرية الواسعة في تنظيم مسألة‬
‫دخول األجانب‪.1‬‬
‫هذا االتجاه الفقهي دعمه القضاء اإلداري على أساس أن لكل دولة السلطة المطلقة على إقليمها‪،‬‬
‫وأن المواطنين وحدهم دون غيرهم الذين يحق لهم اإلقامة على أراضي هذه الدولة أما األجانب فإقامتهم ال‬
‫تكون كقاعدة عامة إال على سبيل التسامح وبقرار من السلطات المختصة‪ ،‬وعليه فإن الدولة لها الحرية‬
‫المطلقة في اإلذن لألجنبي بدخول البالد أو اإلقامة على أراضيها‪ ،2‬ولهذا نجد أن الدول في العادة تفرض‬
‫إجراء الحصول على تأشيرة الدخول بالنسبة لرعايا بعض الدول بينما قد تعفي رعايا دول أخرى‪ ،‬وذلك‬
‫وفق ما تتمتع به من سيادة مطلقة على إقليمها‪.3‬‬
‫هذا االتجاه بدأ في الزوال وهذا نتيجة لتطور العالقات الدولية‪ ،‬كما أن التمسك بتطبيق‬
‫المقتضيات المذكورة أعاله يؤدي إلى العزلة‪ ،‬وأنه من المبالغة التمسك بمبدأ سيادة الدولة على إقليمها‬
‫كمبرر يعطي للدولة الحق المطلق في رفض دخول األجانب إلى إقليمها‪.4‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن هذا االتجاه لم يصمد أمام تطور وسائل التنقل والطلب المتزايد على تأشيرة الدخول‬
‫بين الدول المختلفة‪ ،‬وذلك تحت ضغط إرهاصات العولمة التي جعلت من العالم قرية صغيرة‪ ،‬وفتح‬
‫الحدود بين الدول الذي أصبح حتمية اقتصادية واجتماعية‪ ،‬الشيء الذي جعل من تأشيرة الدخول مجرد‬
‫عمل إداري يخضع للقوانين والتنظيمات‪.‬‬
‫ب‪ -‬تأشيرة الدخول عمل إداري‪ :‬يرى جانب من الفقه أن تأشيرة الدخول هي عمل إداري تمارسه‬
‫السلطات المختصة وفًقا للقوانين والتنظيمات والتعليمات التي تصدر من الجهات المختصة مع مراعاة‬
‫االتفاقيات الدولية ذات الصلة والتي تكون الدولة طرًفا فيها‪.5‬‬

‫‪ -1‬إسماعيل عصام نعمة‪ ،‬ترحيل األجانب دراسة تحليلية في ضوء القانون واالجتهاد اللبناني والدولي‪ ،‬سلسلة القانون العام‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،‬ط األولى‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.34-33‬‬
‫‪ -2‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬حكم في الدعوى رقم ‪ ،2082‬لسنة ‪ 48‬قضائية عليا‪ ،‬صادر في ‪ 14‬جوان ‪ ،1994‬ذكره حمدي ياسين‬
‫عكاشة‪ ،‬موسوعة القرار االداري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬ط ‪ ،2001‬ص ‪.1437‬‬
‫‪ -3‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -4‬نجالء عبد حسن‪ " ،‬النظام القانوني لسمة الدخول"‪ ،‬مجلة الفنون واألدب وعلوم اإلنسانيات واالجتماع‪ ،‬كلية اإلمارات للعلوم‬
‫التربوية‪ ،‬العدد ‪ ،2018 ،30‬ص ‪.163‬‬
‫‪ -5‬الحسون عبد الزهرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪- 133 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حيث يكون للسلطات اإلدارية المختصة صالحية دراسة طلب الحصول على تأشيرة الدخول‪،‬‬
‫والرد بالموافقة أو بالرفض‪ ،‬وذلك حسب األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية للدولة مع مراعاة‬
‫القواعد العرفية واالتفاقيات الخاصة بتنقل األجانب‪.1‬‬
‫يمكن القول أن تأشيرة الدخول هي عمل مركب‪ ،‬تختلط طبيعته بين العمل السيادي واإلداري‪ ،‬فهو‬
‫عمل يعبر عن سيادة الدولة ألنها تملك السلطة التقديرية الواسعة في منح التأشيرة وفًقا لمبدأ سيادة الدولة‬
‫على إقليمها‪ ،‬وهي عمل إداري ألن السلطة المختصة بمنح التأشيرة هي سلطة من السلطات اإلدارية في‬
‫الدولة‪ ،‬وعادة ما تكون و ازرة الداخلية في الداخل أو السفارات والقنصليات في الخارج‪ ،‬حيث تخضع عملية‬
‫منح تأشيرة الدخول لقواعد آمرة تستهدف حماية النظام العام في الدولة‪ ،‬وبالتالي ال يجوز مخالفة القواعد‬
‫المنظمة لها سواء من طرف الدولة أو األفراد‪ ،‬كما أن تقدير منح أو رفض منح التأشيرة يخضع للسلطة‬
‫التقديرية لإلدارة المختصة‪ ،‬ولهذا تختلف إجراءات منحها بين التشدد والتخفيف حسب ظروف كل دولة‪.2‬‬
‫إذا كان التعاون الدولي يتطلب وجود عالقات مستمرة بين الدول وتكريسها باستمرار‪ ،‬هذا بدوره‬
‫يحتم على الدول أال تغلق األبواب في وجه األجانب‪ ،‬واالتصال بين الدول ال يتحقق إال بوجود االتصال‬
‫بين األفراد‪ ،‬وهو ما يستوجب االعتراف لهم بحرية التنقل والسفر إلى الدول األخرى‪ ،‬ألن إنكار هذه الحرية‬
‫هو نفي للعالقات الدولية والتجارة الخارجية‪ ،‬ولفكرة المجتمع في أساسها‪ ،‬كما يخالف فكرة االتحادات‬
‫الدولية التي بدأت تظهر على الساحة الدولية ويناقض جوهر فكرة العولمة‪.3‬‬
‫‪ -3‬أنواع تأشيرة الدخول‪ :‬نص القانون رقم ‪ 11-08‬المذكور سابًقا على ثالثة أنواع لتأشيرة الدخول‬
‫الممنوحة لألجانب هي‪ :‬التأشيرة القنصلية‪ ،‬تأشيرة تسوية الوضعية ورخصة التجوال‪ ،‬غير أن المرسوم رقم‬
‫‪ 212-66‬المتعلق بوضعية األجانب في الجزائر نص زيادة على التأشيرات السابقة على أنواع أخرى‪،‬‬
‫وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التأشيرة القنصلية‪ :‬تمنح هذه التأشيرة من طرف الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية في البلد‬
‫الذي يقيم فيه األجنبي‪ ،‬وتحدد مدة صالحيتها القصوى بسنتين‪ ،‬وهي تسمح لألجنبي باإلقامة لمدة تسعين‬
‫يوما كحد أقصى عند كل دخول إلى اإلقليم الجزائري‪ ،4‬ويمكن للسلطات اإلدارية المختصة أن تمدد‬
‫(‪ً )90‬‬

‫‪ -1‬أشرف وفا محمد‪ ،‬المركز القانوني لألجانب في القانون المقارن والمصري‪ ،‬مطبعة رشدي عابدين‪ ،2003 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪16-15‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل عصام نعمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 134 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫صالحية هذا النوع من التأشيرة بصفة استثنائية لألجنبي الذي يرغب في تمديد إقامته بالجزائر‪ ،‬ألكثر من‬
‫المدة المرخص بها في التأشيرة‪ ،‬دون أن يكون الغرض من ذلك هو تثبيت اإلقامة في الجزائر‪.1‬‬
‫ب‪ -‬تأشيرة العبور‪ :‬تسلم هذه التأشيرة لألجنبي العابر لإلقليم الجزائري على مستوى مصالح شرطة‬
‫الحدود في الموانئ والمطارات الجزائرية‪ ،‬وذلك عند التوجه إلى دولة أخرى عبر اإلقليم الجزائري بشرط أن‬
‫يكون ًا‬
‫حائز لتأشيرة بلد الوجهة‪ ،‬ويمتلك وسائل العيش الكافية طوال مدة عبوره لإلقليم الجزائري‪ ،‬وتحدد‬
‫مدة صالحية هذه التأشيرة بسبعة (‪ )07‬أيام‪ ،‬ويمكن تجديدها مرة واحدة بصفة استثنائية ‪ ،2‬كما تمنح‬
‫أيضا لألجنبي العابر لإلقليم الجزائري عن طريق الحدود البرية‪ ،‬وهذا في حالة حيازته لتأشيرة البلد المتجه‬
‫ً‬
‫إليه عبر اإلقليم البري الجزائري‪ ،‬كما يرخص عادة ألصحاب السيارات والشاحنات العابرة للحدود إذا كانت‬
‫طبيعة عملهم تتطلب المرور عبر اإلقليم البري للجزائر‪.3‬‬
‫ج‪ -‬تأشيرة تسوية الوضعية‪ :‬نصت المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬يمكن في الحاالت‬
‫االستعجالية أن تمنح شرطة الحدود بصفة استثنائية‪ ،‬تأشيرة تسوية الوضعية لألجنبي الذي يتقدم إلى‬
‫مراكز الحدود بدون تأشيرة‪.‬‬
‫تحدد مدة صالحية هذه التأشيرة عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة تقوم شرطة الحدود فو ار بإخطار السلطات اإلدارية المعنية"‪.4‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬تتولى شرطة الحدود على مستوى المنافذ الحدودية والمطارات منح تأشيرة الدخول‬
‫بدال من البعثات الديبلوماسية والقنصلية الجزائرية في الخارج‪ ،‬وذلك بصفة استثنائية‪ ،‬لرعايا الدول التي ال‬
‫ً‬
‫مضطر لدخول البالد ألسباب‬
‫ًا‬ ‫توجد بها بعثات ديبلوماسية أو قنصلية جزائرية‪ ،‬وكذلك إذا كان األجنبي‬
‫قاهرة أو إذا كان حسن النية ويجهل اإلجراءات المطلوبة للدخول إلى الجزائر‪.5‬‬
‫لم يحدد النص المذكور أعاله مدة صالحية هذا النوع من التأشيرة‪ ،‬لكن المادة ‪ 7‬من المرسوم رقم‬
‫‪ 212-66‬حددتها بثالثة (‪ )03‬أشهر كحد أقصى‪ ،‬دون اإلشارة إلى إمكانية تمديد هذه المدة‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 14‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪- 135 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 7‬من المرسوم رقم ‪ 212-66‬على اختصاص والي الوالية أو رئيس الدائرة‬
‫لمكان وصول األجنبي في منح تأشيرة تسوية الوضعية‪ ،‬إال أن القانون رقم ‪ 11-08‬لم ينص على هذه‬
‫الحالة‪ ،‬لكن المادة ‪ 36‬منه نصت على إجراء طرد األجنبي الذي يدخل إلى الجزائر بطريقة غير شرعية‬
‫أو يقيم بصفة غير قانونية‪ ،‬إال في حالة تسوية وضعيته اإلدارية‪ ،‬األمر الذي يفهم منه إمكانية تسوية‬
‫وضعية األجنبي من طرف المصالح المختصة بدل شرطة الحدود‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق منح األجنبي‬
‫تأشيرة تسوية الوضعية كنتيجة لمنحه بطاقة المقيم‪.1‬‬
‫إقليميا ألفراد أطقم السفن‬
‫ً‬ ‫د‪ -‬رخصة التجوال‪ :‬تمنح هذه الرخصة من طرف شرطة الحدود المختصة‬
‫والطائرات األجنبية‪ ،‬حيث يرخص لهم بالدخول لإلقليم الجزائري من أجل التجول‪ ،‬وهذا لمدة سبعة (‪)07‬‬
‫أيام كحد أقصى‪.2‬‬
‫ه‪ -‬التأشيرة الخاصة‪ :‬تمنح هذه التأشيرة لبعض األشخاص من أصحاب المكانة السياسية في الدولة‪،‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 5‬مكرر ‪ 1‬فقرة ‪ 02‬من المرسوم رقم ‪ 212-66‬على‪ -1 ":‬تسلم التأشيرة‬
‫الديبلوماسية وتأشيرة المصلحة وتأشيرة المجاملة على التوالي حائز جواز سفر ديبلوماسي وجواز سفر‬
‫لمصلحة وجواز سفر عاد قيد الصالحية"‪.3‬‬
‫بتحليل هذا النص القانوني يتضح أن التأشيرة الديبلوماسية تمنح لألجنبي الذي يمارس مهمة‬
‫دبلوماسية طبًقا ألحكام القانون الديبلوماسي والقنصلي‪ ،‬وهم أعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي‪ ،‬أما‬
‫تأشيرة المهمة أو المصلحة فتمنح لألجنبي الذي يحمل جواز سفر المصلحة‪ ،‬وعادة هم الذين يشغلون‬
‫أخير تمنح تأشيرة المجاملة لألجانب الحائزين على جواز سفر عادي‪ ،‬ولكنهم‬ ‫مناصب عليا في بلدانهم‪ ،‬و ًا‬
‫يشغلون مناصب عالية في بلدانهم أو يكونوا ممثلين لدولهم في المؤتمرات والملتقيات الدولية‪ ،‬أو الموظفين‬
‫في المنظمات الدولية أو الوكاالت المتخصصة‪.4‬‬
‫و‪ -‬التأشيرات الوظيفية‪ :‬نص المرسوم رقم ‪ 212-66‬على أنواع من التأشي ارت تمنح لألجانب حسب‬
‫أيضا الهدف من طلب التأشيرة‪ ،‬ويمكن إجمال هذه التأشيرات في‪:‬‬
‫الصفة الوظيفية من تلك التأشيرة‪ ،‬و ً‬

‫‪ -1‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 14‬فقرة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 5‬مكرر ‪ 1‬فقرة ‪ 02‬من المرسوم رقم ‪ ،212-66‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪- 136 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫التأشيرة السياحية‪ ،‬تأشيرة األعمال‪ ،‬تأشيرة الدراسة‪ ،‬تأشيرة العمل‪ ،‬التأشيرة العائلية‪ ،‬التأشيرة الطبية‪،‬‬
‫أخير التأشيرة الجماعية‪.1‬‬
‫التأشيرة الثقافية و ًا‬
‫ثانيا‪ -‬النظام القانوني لتأشيرة الدخول‪ :‬يثير النظام القانوني لتأشيرة الدخول مسألة تحديد السلطة‬
‫أخير حاالت اإلعفاء منها (‪.)3‬‬
‫المختصة بإصدارها (‪ ،)1‬ثم عرض شروط منحها (‪ ،)2‬و ًا‬
‫‪ -1‬السلطة المختصة بإصدار تأشيرة الدخول‪ :‬ينص القانون عادة على منح جهات إدارية معينة‬
‫صالحية منح تأشيرة الدخول‪ ،‬حيث تملك هذه الجهات االختصاص االستئثاري والحصري في هذا الشأن‪،‬‬
‫منعا لالزدواجية والتعارض إذا ما تعددت الجهات المانحة لهذه الوثيقة‪ ،‬وذلك بالنظر لما تنطوي عليه‬
‫وهذا ً‬
‫تأشيرة الدخول من أهمية وخطورة على اعتبار أنها تسمح بدخول عنصر أجنبي إلقليم الدولة‪.2‬‬
‫تمنح تأشيرة الدخول بصفة أساسية من طرف الممثليات الديبلوماسية أو القنصلية في الخارج‪ ،‬كما‬
‫يمنح القانون في حاالت معينة جهات أخرى داخل الوطن االختصاص في إصدارها‪ ،‬وذلك على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬السلطة المختصة بإصدار تأشيرة الدخول داخل الدولة‪ :‬عادة نجد أن الجهة التي تقوم بمنح التأشيرة‬
‫وتكون موجودة داخل الدولة وليس في الخارج تتواجد على مستوى المطارات والمنافذ الحدودية‪ ،‬وهذا‬
‫بالنسبة لألجانب الذين يدخلون دون تأشيرة‪ ،‬حيث أعطى القانون الصالحية لشرطة الحدود التابعة لو ازرة‬

‫الداخلية في منح تأشيرة الدخول‪ ،‬وتبرز الفائدة العملية لهذه الوضعية في الحالة التي يكون األجنبي ً‬
‫قادما‬
‫من دولة ال يوجد بها تمثيل ديبلوماسي للدولة المراد التنقل إليها‪.3‬‬
‫نص القانون رقم ‪ 11-08‬على حالتين يعود االختصاص فيهما لشرطة الحدود على مستوى‬
‫المطارات والمنافذ الحدودية في إصدار تأشيرة الدخول‪ ،‬الحالة األولى نصت عليها المادة ‪ 12‬من القانون‬
‫رقم ‪ ،11-08‬وتتعلق بتأشيرة تسوية الوضعية لألجنبي الذي يدخل للجزائر دون تأشيرة‪ ،‬والحالة الثانية‬
‫نصت عليها المادة ‪ 14‬من القانون نفسه‪ ،‬وتتعلق بتأشيرة العبور التي تسلم لألجنبي الذي يعبر اإلقليم‬
‫الجزائري عند توجهه إلقليم دولة أخرى‪ ،‬حيث تتولى مصالح شرطة الحدود على مستوى المنافذ الحدودية‬
‫بدال من البعثات الديبلوماسية والقنصلية الجزائرية في الخارج‪.‬‬
‫والمطارات منح تأشيرة الدخول ً‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 5‬مكرر ‪ 1‬فقرة ‪ 02‬من المرسوم رقم ‪ ،212-66‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬نجالء عبد حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل عصام نعمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪- 137 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫نشير إلى أنه يمكن أن تكون هناك اتفاقية بين دوليتين من أجل التمثيل الديبلوماسي قد تؤثر على‬
‫توزيع االختصاصات فيما يتعلق بعملية إصدار التأشيرة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لالتفاقية الفرنسية‬
‫البلجيكية‪ ،‬حيث تستطيع بموجبها السلطات القنصلية لهذه األخيرة وباسم الدولة الفرنسية إصدار أو رفض‬
‫منح تأشيرة الدخول دون االستشارة المسبقة للسلطات القنصلية الفرنسية‪ ،‬لكن حتى في مثل هذه الحاالت‬
‫تبقى المنازعة القضائية المتعلقة بالتأشيرة خاضعة للقوانين الفرنسية‪.1‬‬
‫ب‪ -‬السلطة المختصة بإصدار تأشيرة الدخول خارج الدولة‪ :‬تقوم السلطات المختصة في الخارج بمنح‬
‫تأشيرة الدخول لألجانب بنفس الشروط التي تمنح التأشيرة داخل إقليم الدولة‪ ،‬هذه السلطات تنحصر في‬
‫السفارات والقنصليات أو أي هيئة تتمتع بصالحية إصدار تأشيرة الدخول‪ ،‬وفي حالة غياب أي تمثيل‬
‫ديبلوماسي فإن منح تأشيرة الدخول يكون من اختصاص القائم باألعمال وفي حالة عدم وجوده تتولى دولة‬
‫أخرى رعاية مصالح الدولة المعنية‪ ،‬وهذا بموجب اتفاق بين الدولتين‪.2‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬تنص المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬تمنح الممثليات‬
‫الديبلوماسية والقنصلية الجزائرية المعتمدة في الخارج التأشيرة القنصلية"‪.3‬‬
‫وفًقا لمبدأ ثابت يقضي بأنه في حالة عدم وجود أي أحكام اتفاقية أو تشريعية تحدد الحاالت التي‬
‫يمكن فيها رفض إصدار التأشيرة لألجانب‪ ،‬وبالنظر إلى الطبيعة الخاصة لهذا اإلجراء‪ ،‬فإن السلطات‬
‫الديبلوماسية أو القنصلية المختصة بالخارج تتمتع بسلطة تقديرية واسعة في ذلك‪.4‬‬
‫‪ -2‬شروط منح تأشيرة الدخول‪ :‬تتراوح شروط منح تأشيرة الدخول بين التشديد والتخفيف‪ ،‬وذلك حسب‬
‫سياسة التنقل والهجرة التي تتبعها الدولة اتجاه األجانب‪ ،‬هذه السياسة هي في الحقيقة انعكاس لجملة من‬
‫الظروف والمعطيات الداخلية والخارجية تجعل من منح تأشيرة الدخول عملية تمتاز بالمرونة والتغير‬
‫المستمر‪ ،‬وهذا ما ينعكس على الشروط المطلوبة لمنح هذه التأشيرة والتي يمكن تقسيمها إلى شروط‬
‫موضوعية وأخرى إجرائية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-T.A, Nantes, 26 mai 2016, n°1400567, La semaine juridique administrations et collectivités territoriales, n°10-‬‬
‫‪11, 13 mars 2017, p 2076.‬‬
‫‪ -2‬حسن نجالء عبد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Étrangers -Entrée en France : Régime général », JurisClasseur Administratif,‬‬
‫‪LexisNixis, Fasc. 233.54, date du fascicule 1 er novembre 2017, mis à jour 11 juillet 2019, pp 40-41.‬‬
‫‪- 138 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشروط الموضوعية لمنح تأشيرة الدخول‪ :‬قبل منح التأشيرة لألجنبي تتحقق السلطات اإلدارية‬
‫المختصة من توافر جملة من الشروط الموضوعية‪ ،‬هذه األخيرة تهدف إلى حماية مصالح الدولة‬
‫والمجتمع‪ ،‬حيث تنقسم إلى شروط متعلقة باألمن العام‪ ،‬الصحة العامة والكفاية المالية‪ ،‬وذلك كاآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬السالمة األمنية‪ :‬عند تطبيق معيار األمن العام في عملية دخول األجانب إلى إقليم‬
‫الدولة‪ ،‬نجد أن من هؤالء من ينطوي وجوده على تهديد ألمن الدولة‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب أال يسمح له‬
‫بالدخول واإلقامة على التراب الوطني‪ ،‬ومنهم من ال يشكل أي تهديد على أمنها فيكون محل موافقة على‬
‫تبعا للظروف السياسية واألمنية‪ ،‬فإذا كانت الدولة التي‬
‫الدخول واإلقامة‪ .‬إن مقتضيات األمن العام تتغير ً‬
‫يحمل األجنبي جنسيتها تتبع سياسة معادية للدولة‪ ،‬الشيء الذي قد يدفع هؤالء األجانب على القيام بأفعال‬
‫خطر اتجاه الدولة المستضيفة‪.1‬‬
‫تشكل ًا‬
‫إن حق الدولة في منع األجانب من الدخول إلى إقليمها ينبع من فكرة حماية النظام واألمن‬
‫العموميين‪ ،‬وما يمس سالمتها فلها هنا أن تقرر عدم منحهم تأشيرة الدخول‪ ،‬إضافة إلى أن تقديم المعني‬
‫لوثائق مزورة ينطوي على خطورة أمنية تبرر رفض طلب إصدار التأشيرة‪ ،2‬وتساعد قواعد البيانات الرقمية‬
‫السلطات القنصلية في معرفة بعض المعلومات المهمة مثل‪ :‬السيارات المسروقة‪ ،‬األسلحة‪ ،‬المستندات‬
‫البنكية‪ ،‬وكذا المعلومات المتعلقة باألشخاص محل البحث والموضوعين على قوائم المنع من الدخول‪،3‬‬
‫حيث نجد على سبيل المثال بعض الدول مثل فرنسا تتوفر على عدد كبير من قواعد البيانات مثل‪ :‬سجل‬
‫تسيير ملفات األجانب‪ ،‬سجل األشخاص المبحوث عنهم‪ ،‬سجل األجانب غير المقبولين‪ ،‬سجل‬
‫المضيفين‪ ،‬السجل المتعلق بالترحيل‪ ،‬سجل طالبي اللجوء السياسي‪ ،‬إضافة لنظام معلومات تشنجن ونظام‬
‫المعلومات حول التأشيرات‪.4‬‬
‫إن هذا الشرط يستلزم من السلطة اإلدارية المختصة التأكد من وجود تهديد النظام العام أو سبب‬
‫متعلق بالمصلحة العامة يبرر عدم إصدار تأشيرة الدخول‪ ،‬فالنظام العام مفهوم مرتبط بالخطر الذي‬

‫ينطوي عليه وجود األجنبي بالنسبة لألفراد والممتلكات‪ ،‬و ً‬


‫أيضا الخطورة الناجمة عن االحتيال والتزوير في‬
‫وثائق التأشيرة‪ ،‬لكن من الناحية العملية‪ ،‬فإنه في الغالب ما تتم اإلشارة إلى المخاطر المرتبطة بالهجرة‬

‫‪ -1‬عبد الحفيظ بن عبيدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- François JULIEN-LAFERRIÈRE, op.cit, p 24.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Olivier LECUCQ, « Étranger: contentieux de l'entrée et du séjour », Répertoire de contentieux‬‬
‫‪administratif, Dalloz, septembre 2013, actualisation octobre 2014, p 12.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Danièle LOCHAK, « Droits et libertés des étrangers : Liberté individuelle », op.cit, p 17 et suite.‬‬
‫‪- 139 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وفًقا للتعبير الذي يستعمله القاضي اإلداري‪ ،‬والتي تستنتجها اإلدارة من مؤشرات مثل‪ :‬السن‪ ،‬عدم وجود‬
‫روابط عائلية‪ ،‬البطالة‪ ،‬األمر الذي يوحي إلى احتمال بقاء األجنبي بعد انتهاء مدة التأشيرة‪.1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬السالمة الصحية‪ :‬تجيز قواعد القانون الدولي لكل دولة أن ترفض دخول األجانب‬
‫المصابين بأمراض معدية أو وبائية‪ ،‬وهذا للمحافظة على الصحة العامة للسكان‪ ،‬ويكون ذلك من خالل‬
‫اشتراط بعض اإلجراءات الوقائية‪ ،‬وإجراء أنواع معينة من الفحوصات والتحاليل للتأكد من خلو األجنبي‬
‫تهديدا للصحة العمومية‪.‬‬
‫ً‬ ‫من األمراض التي تشكل‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬تنص المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 11-08‬على‪... " :‬يتعين على كل أجنبي يصل‬
‫إلى اإلقليم الجزائري أن يتقدم لدى السلطات المختصة المكلفة بالمراقبة على مستوى مراكز الحدود‬
‫حامال‪...‬وكذا دفت ار صحيا طبقا للتنظيم الدولي"‪.2‬‬
‫بالرجوع إلى اللوائح الصحية الدولية (‪ )2005‬نجد المادة ‪ 18‬تنص على التوصيات الصادرة عن‬
‫منظمة الصحة العالمية إلى الدول األطراف فيما يتعلق بتنقل األشخاص‪ ،‬حيث جاء فيها‪... " :‬رفض‬
‫دخول األشخاص المشتبه في إصابتهم والمصابين‪ ،3 "...‬كما تنص المادة ‪ 31‬من اللوائح الدولية‬
‫الصحية نفسها بخصوص التدابير الصحية المتعلقة بدخول المسافرين على‪... " :‬غير أن هذه اللوائح‪،‬‬
‫مع عدم االخالل بالمواد ‪ 32‬و‪ 42‬و‪ ،45‬ال تمنع الدول األطراف من طلب إجراء الفحص الطبي أو‬
‫التطعيم أو اتخاذ اإلجراءات االتقائية األخرى أو تقديم دليل يثبت إجراء التطعيم ‪.4 "...‬‬
‫بارز في تحديد سياسة الدولة‬
‫دور ًا‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬الكفاية المالية‪ :‬تلعب االعتبارات المالية واالقتصادية ًا‬
‫في التعامل مع األجانب‪ ،‬حيث تهدف هذه األخيرة إلى زيادة مواردها المالية‪ ،‬ولهذا تقدم تسهيالت كبيرة‬
‫في استقبال السياح والطلبة‪ ،‬وتسمح بدخول اليد العاملة األجنبية عندما تتطلب برامج التنمية ذلك نتيجة‬
‫نقص العمالة الوطنية‪ ،‬وعلى العكس من ذلك عند تفشي البطالة وضعف االقتصاد تنتهج الدولة سياسة‬
‫متشددة اتجاه هجرة األجانب إليها‪.5‬‬
‫تسعى الدولة إلى حماية اقتصادها من خالل منع دخول األجانب الذين ال يملكون وسائل المعيشة‬
‫أعباء أخرى على ميزانيتها نتيجة التكفل بهم‪ ،‬ولهذا تشترط الدول في‬
‫ً‬ ‫الكافية‪ ،‬وهذا حتى ال تضيف‬

‫‪1‬‬
‫‪- Vincent TCHEN, « ÉTRANGERS– Entrée en France : Régime général », op.cit, p 42‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 18‬من اللوائح الصحية الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 31‬من اللوائح الصحية الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬عبد الحفيظ بن عبيدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪- 140 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تشريعاتها تقديم الدليل على توفر األجنبي على قدرة مالية كافية كشرط لمنحه تأشيرة الدخول‪ ،‬وهذا حتى‬
‫يتمكن من ممارسة حياته بشكل طبيعي طيلة إقامته داخل إقليم الدولة‪ ،‬هذه الوسائل يمكن أن تكون ذات‬
‫طبيعة أكاديمية كحصول األجنبي على منحة دراسية جامعية‪ ،‬أو قدرات مالية تمكنه من القيام بمشاريع‬
‫استثمارية‪ ،‬وهي بذلك تكون قد حققت أحد أهداف التنمية االقتصادية‪.1‬‬
‫نص المشرع الجزائري على هذا الشرط في المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬التي جاء فيها‪:‬‬
‫" ‪...‬ويجب على األجنبي فيما يخص إقامته‪ ،‬أن يكون حائ از على وثيقة السفر وتأشيرة قيد‬
‫الصالحية‪...‬كما يجب عليه إثبات وسائل العيش الكافية له طوال مدة إقامته باإلقليم الجزائري‪.2"...‬‬
‫بناء على غش أو تزور من طرف األجنبي فمن‬
‫نشير إلى أنه في حالة صدور قرار منح التأشيرة ً‬
‫حق السلطات اإلدارية المختصة سحب التأشيرة‪ ،‬فبمناسبة قضية متعلقة بحصول أحد األجانب وهو زوج‬
‫مواطنة مصرية على تأشيرة دخول‪ ،‬والذي تم منعه بعد ذلك من الدخول عبر مطار القاهرة‪ ،‬ولم تدعي‬
‫متعاونا مع‬
‫ً‬ ‫و ازرة الداخلية حدوث أي خطأ أو غش في منح التأشيرة‪ ،‬وإنما المنع تم على أساس أنه كان‬
‫بناء على ذلك قضت محكمة القضاء اإلداري بأنه ال يجوز سحب‬
‫السلطات العراقية أثناء غزو الكويت‪ً .‬‬
‫قرار منح التأشيرة ما لم يثبت حصول الغش من جانب األجنبي‪ ،3‬أما إذا ثبت حدوث هذا الغش فمن حق‬
‫السلطات اإلدارية المختصة سحب تأشيرة الدخول‪.4‬‬
‫ب‪ -‬الشروط اإلجرائية لمنح تأشيرة الدخول‪ :‬يتضمن ملف طلب التأشيرة مجموعة من الوثائق اإلدارية‬
‫المتعلقة بصاحب الطلب‪ ،‬زيادة على اشتراط دفع رسوم قنصلية مترتبة على دراسة ملف التأشيرة‪ ،5‬وذلك‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد السيد عرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫كما نص المرسوم رقم ‪ 212-66‬على شرط الكفاية المالية في المادة ‪ 5‬مكرر ‪ ،1‬حيث يجب على األجنبي تقديم جميع الوثائق التي‬
‫تثبت مقدرته المالية طيلة م دة اإلقامة‪ ،‬وذلك بالنسبة لجميع أنواع التأشيرات سواء كانت تأشيرة سياحية‪ ،‬تأشيرة دراسية‪ ،‬تأشيرة عائلية‪،‬‬
‫تأشيرة طبية أو تأشيرة ثقافية‪.‬‬
‫‪ -3‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬الدعوى رقم ‪ 5397‬لسنة ‪ 47‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 22‬فيفري ‪ ،1993‬ذكره محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬الحقوق‬
‫والحريات العامة وحقوق اإلنسان في قضاء وإفتاء مجلس الدولة وقضاء النقض والدستورية العليا مع اإلشارة لألساس اإلسالمي لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2013 ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪ -4‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬الطعن رقم ‪ 1468‬لسنة ‪ 31‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 20‬جوان ‪ ،1987‬مجموعة السنة ‪ ،32‬ذكره محمد ماهر أبو‬
‫العينين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة وحقوق اإلنسان في قضاء وإفتاء مجلس الدولة وقضاء النقض والدستورية العليا مع اإلشارة لألساس‬
‫اإلسالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪ -5‬أنظر نموذج طلب تأشيرة دخول إلى الجزائر‪ ،‬الملحق رقم ‪ ،03‬ص ‪.623‬‬
‫‪- 141 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫نظر ألهمية تأشيرة الدخول فإن السلطات اإلدارية المختصة‬


‫الفقرة األولى‪ -‬ملف طلب تأشيرة الدخول‪ً :‬ا‬
‫تطلب مجموعة من الوثائق اإلدارية من أجل دراسة جميع التفاصيل المتعلقة باألجنبي طالب التأشيرة‪،‬‬
‫والغرض والمكان الذي ينوي الذهاب إليه وغيرها من المعلومات‪.1‬‬
‫استعماال‪ ،‬نجد أن الملف‬
‫ً‬ ‫فلو أخدنا التأشيرة السياحية على سبيل المثال باعتبارها األكثر ط ًلبا و‬
‫اإلداري يتكون من نموذج طلب التأشيرة يتضمن المعلومات العامة لألجنبي والغرض من الدخول‪ ،‬جواز‬
‫سفر قيد الصالحية‪ ،‬صور شمسية حديثة لتحديد الهوية‪ ،‬كل الوسائل المساعدة على الكشف البيومتري‪،‬‬
‫شهادة تأمين للمدة المطلوبة للسفر‪ ،‬شهادة إيواء في مؤسسة فندقية أو لدى األقارب‪ ،‬شهادة عمل‪ ،‬كشف‬
‫الراتب‪ ،‬شهادة مداخيل‪.2‬‬
‫البند الثاني‪ -‬دفع الرسوم القنصلية‪ :‬عند دفع ملف الحصول على تأشيرة الدخول‪ ،‬يجب على األجنبي‬
‫تبعا لنوع‬
‫تسديد الرسوم القنصلية إلى الجهة المختصة بمنح التأشيرة‪ ،‬ويتم تحديد مبالغ مختلفة لتلك الرسوم ً‬
‫التأشيرة المطلوبة ومدتها‪ ،3‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 9‬من المرسوم رقم ‪.4212-66‬‬
‫يتم تحديد قيمة رسوم تأشيرة الدخول إلى الجزائر حسب طبيعة التأشيرة‪ ،‬المدة الممنوحة للدخول‬
‫فمثال تحدد القنصلية العامة الجزائرية بباريس قيمة الرسوم القنصلية بمبلغ مائة‬
‫وعدد مرات الدخول‪ً ،‬‬
‫يوما‪ ،‬ومائة وثالثون (‪ )130‬أورو لتأشيرة تساوي‬
‫وعشرة (‪ )110‬أورو لتأشيرة مدتها أقل من تسعين (‪ً )90‬‬
‫تسعون (‪ً )90‬‬
‫يوما أو أكثر‪ ،5‬أما القنصلية العامة الجزائرية بميالنو‪ ،‬فالرسوم القنصلية محددة بمائة‬
‫يوما‪ ،‬ومائة وستة وثالثون (‪ )136‬أورو لتأشيرة أكثر من تسعين (‪)90‬‬
‫(‪ )100‬أورو لتأشيرة تسعين (‪ً )90‬‬
‫يوما‪.6‬‬
‫ً‬
‫غير أنه يمكن أن يعفى األجنبي من دفع رسوم التأشيرة وذلك في إطار مبدأ المعاملة بالمثل‪،‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 11-08‬التي جاء فيها‪... " :‬تمنح الممثليات الديبلوماسية‬
‫والقنصلية الجزائرية المعتمدة في الخارج التأشيرة القنصلية‪ ،‬مقابل دفع طالبها لرسوم قنصلية‪.‬‬

‫‪ -1‬نجالء عبد حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.171‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Zéhina Aït-El-Kadi, « Délivrance des visas touristiques: une politique à géométrie variable », Juris‬‬
‫‪tourisme, 2010, n°126, p 22.‬‬
‫‪ -3‬نجالء عبد حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 9‬من المرسوم رقم ‪ ،212-66‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬أنظر موقع القنصلية العامة للجزائر بباريس‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 11 :‬فيفري ‪ ،2021‬الساعة‪.20:30 :‬‬
‫‪https://consulat-paris-algerie.fr/modalites-visas/‬‬
‫‪ -6‬أنظر موقع القنصلية العامة الجزائرية بميالنو‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 11 :‬فيفري ‪ ،2021‬الساعة‪.20:30 :‬‬
‫‪http://www.consulatgeneralalgeriemilan.it/VISA.htm‬‬
‫‪- 142 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مع مراعاة مبدأ المعاملة بالمثل‪ ،‬تحدد هذه الرسوم طبقا ألحكام قانون المالية‪ ،1"...‬وعادة ما يتم تحيين‬
‫مبلغ الرسوم القنصلية بشكل دوري‪ ،‬لذلك يتم تنظيم هذه المسألة ضمن قوانين المالية‪.2‬‬
‫إن قرار منح أو رفض منح التأشيرة ال يمكن أن يؤسس إال على اعتبارات متعلقة بالنظام العام أو‬
‫المصلحة العامة للدولة‪ ،‬ومع ذلك فإن محكمة العدل األوروبية أقرت بأن الدول تتمتع بقدر كبير من‬
‫السلطة التقديرية في عملية إصدار تأشيرة الدخول‪ ،‬حيث يمكنها رفض ذلك لمجرد وجود شك في ملف‬
‫طلب التأشيرة أو احتمال عدم التزام األجنبي بمغادرة اإلقليم عند انتهاء مدة اإلقامة المحددة في التأشيرة‪.3‬‬
‫‪ -3‬اإلعفاء من تأشيرة الدخول‪ :‬األصل أن كل أجنبي يريد الدخول إلى الجزائر هو ملزم بالحصول على‬
‫التأشيرة‪ ،‬لكن ترد على ذلك مجموعة من االستثناءات تصبح معها تأشيرة الدخول غير مطلوبة‪ ،‬حيث‬
‫يمكن أن يعفى األجنبي من شرط الحصول على تأشيرة الدخول‪ ،‬إذ تراعي الدولة من خاللها مصالحها‬
‫وارتباطاتها بالدول األخرى من خالل االتفاقيات الثنائية‪ ،‬أو معاملة رعايا بعض الدول على أساس‬
‫المعاملة بالمثل‪.‬‬
‫نص القانون رقم ‪ 11-08‬على حاالت اإلعفاء من تأشيرة الدخول‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 11‬منه‬
‫على‪ " :‬يعفى من التأشيرة القنصلية‪:‬‬
‫‪ -1‬األجنبي الذي يتواجد على متن سفينة راسية في ميناء جزائري‪،‬‬
‫‪ -2‬البحار األجنبي العامل على متن سفينة راسية في ميناء جزائري‪ ،‬والمستفيد من إجازة على‬
‫اليابسة‪ ،‬طبقا لالتفاقيات البحرية التي صدقت عليها الدولة الجزائرية‪،‬‬
‫‪ -3‬األجنبي العابر لإلقليم الجزائري جوا‪،‬‬
‫‪ -4‬األجنبي عضو طاقم الطائرة المتوقفة بأحد مطارات الجزائر‪،‬‬
‫‪ -5‬األجنبي المستفيد من أحكام االتفاقيات الدولية أو من اتفاقيات المعاملة بالمثل في هذا المجال"‪.4‬‬
‫حاالت اإلعفاء الواردة في المطة األولى‪ ،‬الثالثة والرابعة هي تحصيل حاصل‪ ،‬نتيجة لوجود‬
‫األجنبي خارج السيطرة الفعلية‪ ،‬إما ألنه لم ينزل لليابسة أو أنه متواجد بالقسم الدولي للمطارات الجزائرية‪،‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 03‬و‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- François JULIEN-LAFERRÈR, Dalloz professionnels, Pratique du contentieux administratif ,dossier 440,‬‬
‫‪Contentieux du droit des étrangers, 440.110, conditions de délivrance des visas, juin 2016 , synthèse d'actualité,‬‬
‫‪novembre 2019, p 6.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 143 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أما الحالة المذكورة في المطة الثانية فمن الناحية العملية يحصل األجنبي الفرد في طاقم الطائرة أو‬
‫السفينة على تأشيرة تجوال عوض التأشيرة القنصلية‪ ،‬تبقى الحالة الواردة في المطة الخامسة وهي األهم‪،‬‬
‫نظر ألنها تنص على إعفاء رعايا دول معينة العتبارات خاصة بمصالح الدولة الجزائرية أو الرتباطها‬
‫ًا‬
‫باتفاقيات دولية أو على سبيل المعاملة بالمثل‪ ،‬ففي هذه الحاالت يكفي أن يكون األجنبي من أحد رعايا‬
‫بناء على االتفاقيات‬
‫الدولة المعنية‪ ،‬فيرخص له بالدخول بمجرد حمله لجواز السفر‪ ،‬وهذا ما هو مطبق ً‬
‫الثنائية المبرمة بين الجزائر ودول المغرب العربي‪ ،‬إذ يسمح لرعايا هذه الدول بالتنقل إلى إقليم الدول‬
‫األخرى واإلقامة فيه بمجرد تقديم جواز سفر قيد الصالحية‪.1‬‬
‫يمكن أن يكرس هذا اإلعفاء لفائدة فئات معينة فقط وليس لعامة المواطنين‪ ،‬يظهر ذلك من خالل‬
‫االتفاق المبرم بين الجزائر وأنغوال‪ ،‬والمتعلق بإلغاء التأشيرة للمواطنين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية‬
‫ولمهمة‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 2‬من هذا االتفاق على‪ " :‬يمكن لمواطني كل من الطرفين الحاملين لجوازات‬
‫السفر الدبلوماسية أو لمهمة‪ ،‬والمعتمدين لدى البعثات الدبلوماسية أو الممثليات القنصلية للبلدين‪،‬‬
‫وكذا أفراد أسرهم الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية أو لمهمة‪ ،‬الدخول إلى والخروج من إقليم‬
‫الطرف اآلخر واإلقامة به طيلة مدة مهمتهم‪ ،‬دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة"‪.2‬‬

‫‪ -1‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.135-134‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 2‬من االتفاق بي ن حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية أنغوال حول إلغاء التأشيرة للمواطنين‬
‫الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية ولمهمة‪ ،‬صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،186-21‬مؤرخ في ‪ 5‬مايو‬
‫‪ ،2021‬يتضمن التصديق على اتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية أنغوال حول إلغاء التأشيرة‬
‫للمواطنين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية ولمهمة‪ ،‬الموقع بلواندا في ‪ 14‬مارس سنة ‪ ،2008‬ج ر العدد ‪ ،34‬صادرة في ‪ 9‬مايو‬
‫‪.2021‬‬
‫أيضا المادة األولى من االتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية الهند حول اإلعفاء من‬
‫أنظر ً‬
‫التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية‪ ،‬لمهمة أو رسمية‪ ،‬الموقع عليه بنيودلهي في ‪ 31‬جانفي ‪ ،2019‬صادقت عليه الجزائر‬
‫بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،164-21‬مؤرخ في ‪ 25‬أبريل ‪ ،2021‬يتضمن التصديق على اتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية الهند‪ ،‬الموقع في ‪ 31‬جانفي ‪ ،2019‬ج ر العدد ‪ ،33‬صادرة في ‪ 5‬مايو ‪.2021‬‬
‫‪- 144 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عن ضرورة الحصول على الترخيص المسبق للسفر نحو الخارج‬
‫نص المؤسس الدستوري على حق المواطن في الخروج من التراب الوطني دون أن يقرن ممارسة‬
‫هذا الحق بأي قيد أو شرط‪ ،‬لكنه وبالنظر إلى مجموعة من االعتبارات المتعلقة بحماية األمن القومي‬
‫واالقتصاد الوطني وكذا حماية بعض الفئات العمرية‪ ،‬يمكن أن تشترط القوانين واألنظمة الحصول على‬
‫ترخيص مسبق من الجهة الوصية من أجل التمكن من التنقل إلى خارج اإلقليم الوطني‪.‬‬
‫يطبق الترخيص المسبق بالنسبة لمستخدمي المؤسسات العسكرية واألمنية (أوال)‪ ،‬األطفال القصر‬
‫أخير الخروج االستثنائي من التراب الوطني في‬
‫(ثانيا)‪ ،‬عند السفر للعمل لدى جهات أجنبية (ثالثا)‪ ،‬و ًا‬
‫ظل حالة الطوارئ الصحية (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الزامية الترخيص المسبق لمستخدمي المؤسسات العسكرية واألمنية‪ :‬إن مبدأ حماية األمن العام‬
‫في الدولة _باعتباره من القيود التي ترد على حرية التنقل_ يهدف إلى حماية االستقالل السياسي ووحدة‬

‫أراضي الوطن من أية قوى داخلية أو خارجية أو تهديد باستعمال القوة‪ ،‬و ً‬
‫استنادا لهذا لمبدأ يمكن للدولة أن‬
‫تمنع العسكريين الذين مازالوا في الخدمة أو يحملون أسرًا‬
‫ار عسكرية من مغادرة البالد إال بشرط الحصول‬
‫على ترخيص مسبق‪.1‬‬
‫ال شك أن العسكريين بحكم المهام والوظائف الحساسة التي يشغلونها فهم بهذه الصفة أكثر الناس‬
‫معرفة بالوطن وأس ارره‪ ،‬ولهذا حرص المشرع على حماية أمن الدولة بأن منع موظفي المؤسسة العسكرية‬
‫من السفر إلى الخارج إال بعد الحصول على ترخيص مسبق‪ ،‬وذلك حماية لهم من التعدي واالستهداف‬
‫وكذا حماية المصلحة العليا للدولة‪.2‬‬
‫وعليه‪ ،‬فقد تضمن القانون الجزائري النص على شرط الحصول على ترخيص مسبق للخروج من‬
‫اإلقليم الوطني بالنسبة ألربع فئات هي‪ :‬مستخدمي المؤسسة العسكرية (‪ ،)1‬مستخدمي األمن الوطني‬
‫(‪ ،)2‬فئة المستخدمين المدنيين التابعين لمؤسسات القطاع االقتصادي للمؤسسة العسكرية (‪ ،)3‬وأخي اًر‬
‫المستخدمين الشبيهين لألمن الوطني (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬مها علي إحسان محمد العزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬


‫‪ -2‬ريم بنت علي مدهللا السعراني‪ ،‬التعسف في استعمال سلطة المنع من السفر في النظام السعودي (دراسة تطبيقية)‪ ،‬رسالة مقدمة‬
‫استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الشريعة والقانون‪ ،‬قسم الشريعة والقانون‪ ،‬كلية العدالة الجنائية‪ ،‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2017 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪- 145 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة لمستخدمي المؤسسة العسكرية‪ :‬تنص المادة ‪ 36‬من األمر رقم ‪ ،02-06‬على‪ ":‬يجب أال‬
‫تمس حرية تنقل العسكري الموجود في نشاط الخدمة عبر التراب الوطني‪ ،‬بأي حال من األحوال‪،‬‬
‫بممارسة وظائفه‪ .‬يحدد قانون الخدمة في الجيش القواعد المتعلقة بذلك‪.‬‬
‫يخضع التنقل خارج التراب الوطني لترخيص مسبق يحدد عن طريق التنظيم"‪.1‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة لمستخدمي المؤسسة األمنية‪ :‬تنص المادة ‪ 33‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-10‬على‪:‬‬
‫" ال يمكن لموظفي األمن الوطني مغادرة التراب الوطني إال برخصة كتابية مسبقة من السلطة التي لها‬
‫صالحية التعيين"‪.2‬‬
‫‪ -3‬بالنسبة للمستخدمين المدنيين التابعين لمؤسسات القطاع االقتصادي للمؤسسة العسكرية‪ :‬تنص‬
‫المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 145-18‬على‪ ":‬يخضع خروج المستخدم المدني االقتصادي من‬
‫التراب الوطني إلى رخصة مسبقة من السلطة السلمية المختصة"‪.3‬‬
‫‪ -4‬بالنسبة للمستخدمين الشبيهين لألمن الوطني‪ :‬تنص المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪323-10‬‬
‫على‪ ":‬ال يمكن المستخدمين الشبيهين لألمن الوطني مغادرة التراب الوطني إال برخصة كتابية مسبقة‬
‫من السلطة التي لها صالحية التعيين"‪.4‬‬
‫يالحظ أن القانون الجزائري لم يستعمل مصطلح واحد للداللة على الترخيص المسبق‪ ،‬إذ يستعمل‬
‫تارة مصطلح " الترخيص" وتارة أخرى مصطلح " الرخصة"‪ ،‬لكن النتيجة واحدة‪ ،‬حيث يمنع على‬
‫مستخدمي األسالك العسكرية واألمنية التنقل والسفر إلى الخارج دون الحصول على ترخيص مسبق من‬
‫قيدا على حرية تنقل هؤالء‪ ،‬إذ تملك اإلدارة في‬
‫السلطة اإلدارية صاحبة صالحية التعيين‪ ،‬وهذا ما يشكل ً‬
‫مثل هذه األوضاع سلطة تقديرية واسعة في منح الترخيص بالسفر أو رفض منحه‪ ،‬وحتى في حالة طعن‬

‫‪ -1‬أمر رقم ‪ ،02-06‬مؤرخ في ‪ 28‬فبراير ‪ ،2006‬يتضمن القانون األساسي العام للمستخدمين العسكريين‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،12‬صادرة‬
‫في أول مارس ‪ ،2006‬متمم بالقانون رقم ‪ ،11-19‬مؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،2019‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة في ‪ 18‬ديسمبر ‪،2019‬‬
‫متمم باألمر رقم ‪ ،06-21‬مؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ ،2021‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة في ‪ 30‬مايو ‪.2021‬‬
‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،322-10‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2010‬يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك‬
‫الخاصة باألمن الوطني‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة في ‪ 26‬ديسمبر ‪.2010‬‬
‫‪ -3‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،145-18‬مؤرخ في ‪ 27‬مايو ‪ ،2018‬يحدد القانون األساسي للمستخدمين المدنيين التابعين لمؤسسات القطاع‬
‫االقتصادي للجيش الوطني الشعبي‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪ 30‬مايو ‪.2018‬‬
‫‪ -4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،323-10‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2010‬يتضمن األحكام الخاصة المطبقة على المستخدمين الشبيهين لألمن‬
‫الوطني‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة في ‪ 26‬ديسمبر ‪.2010‬‬
‫‪- 146 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المعني باألمر في قرار الرفض أمام القضاء اإلداري فمن المتوقع أن يتم رفض الطلب‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫قرار اإلدارة في مثل هذه الحاالت يتم تأسيسه على أسباب مرتبطة بحماية األمن العام الدولة‪.‬‬
‫ففي مصر‪ ،‬نجد أن قرار وزير الداخلية رقم ‪ 3937‬لسنة ‪ 1996‬بشأن استثناء بعض العاملين في‬
‫الجهات ذات الطابع الخاص من إلغاء تصريح السفر‪ ،‬اشترط على العاملين برئاسة الجمهورية‪ ،‬و ازرة‬
‫الدفاع‪ ،‬و ازرة اإلعالم‪ ،‬و ازرة العدل بالنسبة لرجال القضاء والنيابة العامة‪ ،‬و ازرة الداخلية بالنسبة ألعضاء‬
‫هيئة الشرطة‪ ،‬تقديم ما يفيد موافقة جهة العمل عند السفر للخارج‪.1‬‬
‫غير القاضي اإلداري قلص بشكل كبير من مجال تطبيق الترخيص بالسفر بالنسبة للفئات‬
‫المذكورة أعاله‪ ،‬حيث قضى بعدم مشروعية اشتراط هذا الترخيص بالنسبة لموظفي قطاع العدالة‪ ،2‬وقطاع‬
‫اإلعالم‪.3‬‬
‫فمن منظور القاضي اإلداري‪ ،‬أن تمتع هؤالء األعوان بحقوقهم القانونية مثل الحق في الراحة‬
‫والعطل السنوية عند اختيار قضائها خارج اإلقليم الوطني يصبح دون معنى‪ ،‬وال يقبله المنطق القانوني‬
‫السليم‪ ،‬وذلك عند منح هذا الحق ثم تعليقه على شرط الحصول على ترخيص مسبق من الجهة الوصية‪.‬‬
‫نظر للخطورة األمنية المترتبة على سفر األطفال‬
‫ثانيا‪ -‬اشتراط رخصة الخروج بالنسبة لألطفال القصر‪ً :‬ا‬
‫خصوصا في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تتميز بتزايد نشاط شبكات الجريمة‬
‫ً‬ ‫القصر إلى الخارج‪،‬‬
‫المنظمة العابرة للحدود واحتمال استغال األطفال في العمليات اإلجرامية أو تسهيل سفرهم للتجنيد في‬
‫حروبا وصراعات مسلحة‪ ،‬فقد تشدد القانون في تنظيم عملية خروج األطفال القصر‬
‫ً‬ ‫المناطق التي تعرف‬
‫من اإلقليم الوطني‪ ،‬يظهر هذا من خالل دراسة شرط رخصة الخروج لألطفال القصر في فرنسا (‪ ،)1‬ثم‬
‫في الجزائر (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬قرار وزير الداخلية رقم ‪ ،3937‬لسنة ‪ ،1996‬بشأن استثناء بعض العاملين في الجهات ذات الطابع الخاص من إلغاء تصريح‬
‫السفر‪ ،‬ذكره هاني سمير عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -2‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬الدائرة األولى‪ ،‬حكم بتاريخ ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،2008‬في الدعوى رقم ‪ ،24734‬لسنة ‪ 62‬قضائية‪ ،‬مقامة من‬
‫طرف القاضي هشام محمد عثمان البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض ضد كل من‪ :‬رئيس الوزراء‪ ،‬وزير الداخلية‪ ،‬وزير العدل‪،‬‬
‫رئيس مجلس القضاء األعلى ورئيس محكمة النقض‪ ،‬ذكره هاني سمير عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.28-27‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬الدائرة األولى‪ ،‬الطعن رقم ‪ ،8933‬لسنة ‪ 53‬قضائية‪ ،‬المقام من طرف رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وزير الدولة‬
‫للتنمية اإلدارية‪ ،‬وزير اإلعالم‪ ،‬وزير الداخلية‪ ،‬ضد بثينة عادل على كامل‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2014‬تاريخ وزمن التصفح‪ 14 :‬فيفري ‪،2021‬‬
‫الساعة‪.15:00 :‬‬
‫‪https://manshurat.org/file/25598/download?token=tQZym9xZ‬‬
‫‪- 147 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬حاالت اشتراط رخصة الخروج لألطفال القصر في القانون الفرنسي‪ :‬تراوح تعامل المشرع الفرنسي‬
‫مع نظام رخصة الخروج من اإلقليم بالنسبة لألطفال القصر غير المصحوبين بشخص يمارس السلطة‬
‫األبوية عليهم بين التكريس واإللغاء‪ ،‬لكن تزايد التهديدات األمنية المتعلقة بقضايا اإلرهاب في اآلونة‬
‫األخيرة جعله في مرحلة أولى يكرس آلية لالعتراض على خروج األطفال من اإلقليم‪ ،‬وفي المرحلة الثانية‬
‫أعاد تكريس نظام الترخيص بالخروج من جديد‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إلغاء نظام الرخصة وتكريس آلية االعتراض على الخروج في القضايا المتعلقة باإلرهاب‪ :‬كان‬
‫المشرع الفرنسي يشترط على الطفل القاصر غير المصحوب بأحد والديه تقديم رخصة خروج حتى يمكنه‬
‫السفر إلى خارج اإلقليم‪ ،‬هذه الرخصة تم إلغاؤها سنة ‪ ،2013‬غير أنه يسمح ألحد الوالدين أثناء تطبيق‬
‫حالة الطوارئ بمراسلة المحافظ من أجل طلب استصدار اعتراض على خروج الطفل القاصر من اإلقليم‪،‬‬
‫وهذا لحمايته من التوجه إلى البلدان التي تعرف حالة حرب تتسم بالطابع األيديولوجي المتطرف‪.1‬‬
‫وقد حددت التعليمة المشتركة الصادرة في ‪ 5‬ماي ‪ ،2014‬والمتعلقة باإلجراء اإلداري لالعتراض‬
‫على خروج األطفال القصر من اإلقليم دون رخصة من السلطة األبوية‪ ،‬نطاق هذا اإلجراء بأنه يشمل‬
‫أيضا األطفال القصر األجانب‬
‫األطفال القصر من جنسية فرنسية والمقيمين بفرنسا أو في الخارج‪ ،‬و ً‬
‫المقيمين مع والديهم بصفة قانونية بفرنسا‪.‬‬
‫يدفع طلب االعتراض على الخروج لدى مكتب المحافظ أو لدى مفتش الشرطة‪ ،‬حيث يتكون‬
‫الملف من طلب خطي يتضمن االعتراض على الخروج‪ ،‬وثيقة تثبت ممارسة السلطة األبوية على الطفل‬
‫القاصر‪ ،‬إضافة لوثيقة هوية صاحب الطلب ووثيقة تثبت هوية الطفل القاصر‪ ،‬تقوم بعدها المصالح‬
‫المختصة بفتح محضر استماع من أجل عرض مخاطر التنقل إلى الخارج‪.2‬‬
‫ينتح عن قرار االعتراض على الخروج من اإلقليم تسجيل الطفل القاصر في سجل األشخاص‬
‫المبحوث عنهم )‪ ،(F.P.R‬وإشعار نظام المعلومات تشنجن )‪ ،(S.I.S‬حيث تطلب مصالح التحقيق من‬
‫المديرية العامة لألمن الوطني (المصلحة المركزية للتوثيق الجنائي) تسجيل اإلجراء اإلداري لالعتراض‬
‫على الخروج ضمن األنظمة المعلوماتية المذكورة أعاله‪ ،‬كما يتم إعالم وكيل الجمهورية ومصالح شرطة‬
‫الحدود‪.‬‬

‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 31.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Demande de mesure conservatoire d'opposition à la sortie du territoire (OST) d'un mineur - Conflit parental.‬‬
‫‪Voir l’annexe n° 05, pp 625-626.‬‬
‫‪- 148 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يعتبر إجراء االعتراض على خروج الطفل القاصر من اإلقليم إجراء تحفظي في انتظار الحكم‬
‫القضائي‪ ،‬وهذا في حالة اكتشاف أحد الوالدين لميول راديكالية لدى الطفل القاصر‪.1‬‬
‫ب‪ -‬إعادة تكريس رخصة الخروج في جميع حاالت عدم مرافقة القاصر من طرف السلطة األبوية‪ :‬أعاد‬
‫المشرع الفرنسي تكريس نظام رخصة خروج األطفال القصر من اإلقليم بمناسبة سنه للقانون رقم ‪-2016‬‬
‫‪ 731‬المتعلق بتعزيز مكافحة الجريمة المنظمة واإلرهاب وتمويلهما وتحسين فعالية وضمانات اإلجراءات‬
‫الجزائية‪ ،2‬حيث تم تتميم التقنين المدني بالمادة ‪ 6-371‬التي تنص على‪ ":‬يمنح الطفل الذي يغادر التراب‬
‫الوطني دون مرافقة صاحب السلطة األبوية رخصة لمغادرة اإلقليم موقعة من طرف صاحب السلطة‬
‫األبوية"‪.3‬‬
‫وقد فصل المرسوم رقم ‪ 1483-2016‬المتعلق برخصة الخروج من اإلقليم لألطفال القصر غير‬
‫المصحوبين بصاحب السلطة األبوية في شروط تطبيق رخصة الخروج من اإلقليم‪ ،4‬حيث حددت المادة‬
‫ابتداء من‬
‫ً‬ ‫األولى منه البيانات التي تظهر في هذه الرخصة‪ ،‬وكذا مدتها والتي ال يمكن أن تتجاوز السنة‬
‫تاريخ التوقيع عليها‪.‬‬
‫تطبق هذه الرخصة على جميع القصر المقيمين بصفة عادية بفرنسا مهما كانت جنسيتهم‪ ،‬كما‬
‫أيضا في كل أنواع السفر الخارجي سواء كان ذلك في شكل فردي أو جماعي (رحالت مدرسية‪،‬‬
‫تطبق ً‬
‫رحالت سياحية)‪ ،‬وذلك عندما يغادر الطفل القاصر اإلقليم الفرنسي دون أن يكون صاحب السلطة األبوية‬
‫مرافًقا له‪.‬‬
‫في األخير‪ ،‬من المفيد التنويه إلى أن هذا اإلجراء يطبق دون المساس بالتدابير األخرى التي‬
‫تسمح بمنع السفر المحتمل وغير المرخص به للطفل القاصر إلى خارج التراب الوطني‪ ،‬كالمنع القضائي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ministre de l’intérieur, le garde des sceaux, ministre de la justice, instruction du Gouvernement mesure‬‬
‫‪administrative d'opposition à la sortie du territoire d'un mineur sans titulaire de l'autorité parentale, du 5 mai‬‬
‫‪2014, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/download/pdf/circ?id=38288, consulté le 14 février 2021, à 22 :00.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Loi n° 2016-731, du 3 juin 2016, renforçant la lutte contre le crime organisé, le terrorisme et leur financement,‬‬
‫‪et améliorant l'efficacité et les garanties de la procédure pénale, JORF n° 129, du 4 juin 2016.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art 49 du la loi n° 2016-731, op.cit, dispose : «Après l »article 371-5 du code civil, il est inséré un article 371-‬‬
‫‪6 ainsi rédigé : « L'enfant quittant le territoire national sans être accompagné d'un titulaire de l'autorité‬‬
‫‪parentale est muni d'une autorisation de sortie du territoire signée d'un titulaire de l'autorité parentale ».‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Décret n° 2016-1483, du 2 novembre 2016, relatif à l'autorisation de sortie du territoire d'un mineur non‬‬
‫‪accompagné par un titulaire de l'autorité parentale, JORF n° 0257, du 4 novembre 2016.‬‬
‫‪- 149 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫من السفر‪ ،‬المنع اإلداري من مغادرة اإلقليم واإلجراء اإلداري لالعتراض على الخروج من اإلقليم‪ ،‬فهي‬
‫تبقى سارية المفعول‪.1‬‬
‫‪ -2‬حاالت اشتراط رخصة الخروج لألطفال القصر في القانون الجزائري‪ :‬إن تنقل المواطن إلى خارج‬
‫اإلقليم الوطني حق مضمون بموجب الدستور‪ ،‬حيث يتم ممارسة هذا الحق بمجرد استظهار وثائق السفر‬
‫المطلوبة‪ ،‬لكن اإلشكال المطروح هنا أن القانون رقم ‪ 03-14‬المتعلق بوثائق وسندات السفر وكما سبقت‬
‫اإلشارة إليه‪ ،‬تخلى عن شرط السن عند تقديم ملف طلب جواز السفر‪ ،‬حيث أصبح هذا األخير سند سفر‬
‫قاصر فال يحتاج إلدراجه ضمن جواز سفر أحد‬
‫ًا‬ ‫فردي خاص بحامله مهما كان سنه حتى لو كان الطفل‬
‫الوالدين‪ ،‬مما يعني أنه بإمكان فئة القصر السفر إلى الخارج بمجرد الحصول على جواز السفر‪.‬‬
‫لكن وبالنظر إلى الخطورة األمنية واألخالقية التي تنطوي عليها هذه الوضعية‪ ،‬كان يجب على‬
‫السلطات اإلدارية التدخل لتنظيم إجراءات خروج األطفال القصر من اإلقليم الوطني‪ ،‬بشكل يضمن‬
‫الحماية الالزمة لهم من ناحية أمنهم الشخصي والصحي واألخالقي زيادة على األمن العام للدولة ككل‪،‬‬
‫حيث أصدرت في هذا الشأن المديرية العامة لألمن الوطني مذكرة لتنظيم إجراءات سفر األطفال القصر‬
‫إلى الخارج‪.2‬‬
‫اشترطت التعليمة المذكورة أعاله على األطفال القصر الذين تقل أعمارهم عن تسع عشرة (‪)19‬‬
‫سنة تقديم رخصة أبوية من أجل التمكن من الخروج من اإلقليم الوطني‪ ،‬والتي تظهر من خالل الحاالت‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫مصحوبا بأحد والديه‪ :‬في هذه الحالة تطلب نقطة المراقبة الحدودية جواز السفر‬
‫ً‬ ‫أ‪ -‬خروج الطفل القاصر‬
‫الفردي الخاص بالطفل القاصر قيد الصالحية‪ ،‬إضافة إلى وثيقة تثبت صلة القرابة‪ ،‬ويكون ذلك في‬
‫الغالب عن طريق تقديم الدفتر العائلي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Le garde des sceaux, ministre de la justice, ministre de l’intérieur, circulaire NOR/INTD1638914C, relative‬‬
‫‪aux conditions de sortie du territoire national des mineurs, du 29 décembre 2016, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/download/pdf/circ?id=41689, consulté le 14 février 2021, à 22 :00.‬‬
‫‪ -2‬المديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬إدارة اإلعالم والعالقات العامة‪ ،‬مذكرة مؤرخة في ‪ 3‬أوت ‪ ،2015‬متعلقة بإجراءات خروج القصر‬
‫من التراب الوطني‪ ،‬منشورة على الموقع الرسمي للمديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 14 :‬فيفري ‪ ،2021‬الساعة‪:‬‬
‫‪.16:00‬‬
‫‪https://www.dgsn.dz/IMG/pdf/paf_mineur_2_.pdf‬‬
‫أنظر نموذج من الترخيص األبوي للسفر إلى خارج اإلقليم بالنسبة لألطفال القصر‪ ،‬الملحق رقم ‪ ،04‬ص ‪.624‬‬
‫‪- 150 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أمر‬
‫رغم ذلك‪ ،‬ال يسمح للطفل القاصر بمغادرة التراب الوطني إذا كان أحد والديه قد استصدر ًا‬
‫من الجهة القضائية المختصة يقضي بمنعه من السفر إلى الخارج‪ ،‬حيث تقوم النيابة العامة بمجرد‬
‫صدور األمر القضائي بإخطار مصالح الشرطة القضائية المختصة التخاذ اإلجراءات المطلوبة لمنع‬
‫الطفل القاصر المعني من السفر‪.‬‬
‫مصحوبا بشخص آخر بالغ‪ :‬في هذه الحالة تطلب مصالح المراقبة‬
‫ً‬ ‫ب‪ -‬خروج الطفل القاصر بمفرده أو‬
‫الحدودية جواز السفر الفردي للطفل القاصر قيد الصالحية‪ ،‬إضافة إلى ترخيص من طرف أحد الوالدين‬
‫المتمتع بممارسة حق الوالية القانونية على الطفل‪ ،‬مصادق عليه من طرف مصالح الشرطة المختصة‬
‫إقليميا‪ ،‬أو من طرف ضابط الحالة المدنية لبلدية اإلقامة‪ ،‬أو من طرف الممثليات الديبلوماسية أو‬
‫ً‬
‫القنصلية الجزائرية بالخارج‪.‬‬
‫ج‪ -‬خروج الطفل القاصر بكفالة‪ :‬تطلب مصالح المراقبة الحدودية في هذه الحالة جواز السفر الفردي‬
‫للطفل القاصر قيد الصالحية‪ ،‬إضافة لترخيص بخروج الطفل القاصر المكفول من التراب الوطني بأمر‬
‫إقليميا للقاضي الذي وافق على الكفالة‪ ،‬أو المحكمة التي يقع ضمن‬
‫ً‬ ‫من رئيس المحكمة المختصة‬
‫اختصاصها مكتب الموثق الذي أعد عقد الكفالة‪.‬‬
‫د‪ -‬خروج الطفل القاصر المكفول المتواجد بمركز لحماية الطفولة المسعفة التابع للدولة‪ :‬تطلب مصالح‬
‫المراقبة الحدودية في هذه الحالة جواز السفر الفردي الخاص بالطفل القاصر قيد الصالحية‪ ،‬إضافة‬
‫لترخيص بالخروج من التراب الوطني مسلم من طرف مدير مركز حماية الطفولة المسعفة‪ ،‬وعند االقتضاء‬
‫إقليميا‪.‬‬
‫ً‬ ‫من طرف رئيس المحكمة المختصة‬
‫مصحوبا‪ :‬تطلب مصالح المراقبة الحدودية في‬
‫ً‬ ‫ه‪ -‬الطفل القاصر المقيم بالخارج المسافر بمفرده أو‬
‫هذه الحالة جواز السفر الفردي للطفل القاصر قيد الصالحية‪ ،‬باإلضافة لكل المستندات التي تثبت تواجد‬
‫الطفل القاصر بالخارج بصفة منتظمة كسند اإلقامة أو شهادة مدرسية أو بطاقة تعريف وطنية صادرة عن‬
‫الممثليات الديبلوماسية أو القنصلية الجزائرية بالخارج‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬رخصة العمل كشرط للتنقل إلى خارج اإلقليم الوطني‪ :‬يشترط القانون في بعض الحاالت الخاصة‬
‫حصول الشخص ال راغب في العمل لدى هيئات ومؤسسات أجنبية على إذن من طرف اإلدارة قبل‬
‫االلتحاق بالعمل لدى الهيئات والمؤسسات بالخارج‪.‬‬

‫‪- 151 -‬‬


‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تنص في هذا اإلطار المادة األولى من القانون رقم ‪ 173‬لسنة ‪ 1958‬على‪ ":‬يحظر على كل‬
‫شخص يتمتع بجنسية جمهورية مصر العربية أن يتعاقد أو يعمل في حكومة أو شركة أو هيئة أو‬
‫مؤسسة أو منظمة أجنبية أو فرع أو مكتب لها دون أن يحصل على إذن سابق من وزير الداخلية"‪.1‬‬
‫يتضح من خالل هذا النص أن المشرع المصري أوكل لوزير الداخلية االختصاص بإصدار إذن‬
‫العمل‪ ،‬مما يدل على أن هذا اإلجراء يعتبر في المقام األول بمثابة تصريح أمني بحت‪ ،‬وأن الحظر هو‬
‫األصل في التحاق المواطن بالعمل لدى المؤسسات األجنبية بالخارج‪ ،‬سواء كان هذا العمل بأجر أو‬
‫بالمجان‪.2‬‬
‫مانعا من‬
‫ومن حيث األثر القانوني لعدم الحصول على إذن العمل‪ ،‬فهو في حد ذاته ال تعتبر ً‬
‫سببا لإلدراج على قوائم الممنوعين من السفر‪ ،‬حيث أن إجراء المنع من‬
‫التنقل والسفر إلى الخارج‪ ،‬أو ً‬
‫مانعا من االلتحاق‬
‫السفر هو من اختصاص السلطة القضائية‪ ،‬لكن عدم الحصول على إذن العمل يعد ً‬
‫بالعمل لدى هيئة أجنبية بالخارج بعد تأكد السلطات المختصة بأن العمل بالخارج يمس بأمنها القومي‪،‬‬
‫كما أن العمل لدى هيئة أجنبية بالخارج دون الحصول على إذن يعتبر جنحة يعاقب عليها بالحبس‪،‬‬
‫وبالتالي فإن ضباط الموانئ أو الجوازات عندما يضبطون المتعاقد للعمل لدى هيئة أجنبية‪ ،‬والمسافر دون‬
‫الحصول على إذن من وزير الداخلية يمارسون اختصاصهم الذي ألزمهم به القانون بوصفهم مأموري‬
‫ضبط قضائي‪.3‬‬
‫يمارس وزير الداخلية سلطة إصدار إذن العمل بهدف حماية األمن العام للدولة‪ ،‬وفي سبيل ذلك‬
‫قد يلجأ إلى رفض منح اإلذن أو سحبه من المستفيد بعد إصداره‪ ،‬وذلك تحت حجج ومبررات المحافظة‬
‫على المصلحة العامة واألمن القومي للبالد أو المحافظة على سمعة الدولة في الخارج‪ ،‬حيث تخضع‬
‫سلطة وزير الداخلية في هذا الشأن لرقابة القضاء اإلداري للتحقق من مدى مشروعية مالءمة الق اررات‬
‫المترتبة عنها‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فقد قضت محكمة القضاء اإلداري برفض الدعوى المقامة ضد كل من وزير الداخلية‬
‫ورئيس مكتب تصاريح العمل‪ ،‬في قضية تتلخص وقائعها في أن المدعي حصل على عقد عمل بالمملكة‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،173‬لسنة ‪ ،1958‬متعلق باشتراط الحصول على إذن قبل العمل بالهيئات األجنبية‪ ،‬منشور على موقع شبكة قوانين‬
‫الشرق‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 15 :‬فيفري ‪ ،2021‬الساعة ‪.22:00‬‬
‫‪https://site.eastlaws.com/GeneralSearch/Home/ArticlesTDetails?MasterID=17585‬‬
‫‪ -2‬هاني سمير عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪- 152 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫العربية السعودية‪ ،‬وعليه تقدم الستخراج إذن بالعمل من اإلدارة العامة لتصاريح العمل إال أن طلبه تم‬
‫قضائيا في تهم تتعلق بالمتاجرة في المخدرات‪.‬‬
‫ً‬ ‫رفضه لكونه مسبوق‬
‫وقد رأت المحكمة أن االمتناع عن منح اإلذن بالعمل قام على سبب صحيح‪ ،‬إذ تبث لها أن‬
‫سجل المدعي حافل بالعديد من الجنايات المتعلقة بالمخدرات‪ ،‬وبذلك يكون قرار جهة اإلدارة بعدم منحه‬
‫إذن العمل بالخارج قد قام على سببه الصحيح من الواقع والقانون‪ ،‬مما ينتفي معه ركن الخطأ من جانب‬
‫اإلدارة‪ ،‬وتنهار أركان مسؤوليتها عن تعويض المدعي عما لحقه من أضرار‪.1‬‬
‫تم الطعن على هذا الحكم أمام المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬حيث أحيل لهيئة مفوضي الدولة إلعداد‬
‫أن الطاعن حصل على عقد عمل بالمملكة‬ ‫تقرير بالرأي القانوني‪ ،‬جاء فيه‪ ..." :‬والثابت من األو ار‬
‫العربية السعودية‪ ،‬وعند استخراجه لتصريح العمل من مكتب تصاريح العمل لوزارة الداخلية فوجئ بوقف‬
‫استخراج تصريح العمل له على سند أنه مسجل شقي خطر مخدرات وسرقات ‪ ،...‬ومن ثم يكون قرار‬
‫استندا إلى صدور حكم‬
‫ً‬ ‫الجهة اإلدارية – اإلدارة العامة لتصاريح العمل لوزارة الداخلية‪ -‬برفض الطلب‬
‫قائما على سند صحيح‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫جنائي بالحبس ستة أشهر مع الشغل والنفاذ‪ ،‬وبذلك يكو القرار المطعو فيه ً‬
‫من الواقع والقانون"‪.2‬‬
‫لم ينص المشرع الجزائري على إذن العمل‪ ،‬وهو ما يفهم منه بأن الجزائري الذي يرغب في العمل‬
‫بالخارج ويتحصل على عقد عمل لدى مؤسسة عمل أجنبية‪ ،‬يمكنه أن يتنقل ويسافر إلى تلك الدولة‬
‫األجنبية دون اشتراط الحصول على إذن من أية جهة إدارية‪ ،‬وهو ما يعتبر ضمانة لحماية لحرية التنقل‬
‫بالنسبة للمواطن الذي يرغب في العمل بالخارج‪ ،‬ألنه في الحالة المعاكسة من المؤكد أن ممارسة هذه‬
‫الحرية ستتأثر بشكل كبير نتيجة اشتراط الحصول على إذن أو رخصة إدارية مسبقة‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬رخصة الخروج االستثنائية من التراب الوطني في ظل حالة الطوارئ الصحية‪ :‬بعدما قامت‬
‫السلطات العمومية بغلق المجال الجوي وجميع المنافذ البرية والبحرية في وجه حركة التنقل إلى الخارج‬
‫كتدبير احترازي لمنع اتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد‪ )19-‬نهاية شهر مارس ‪ ،2020‬عادت‬

‫‪ -1‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬الدائرة العاشرة‪ ،‬الدعوى رقم ‪ ،34954‬جلسة ‪ 15‬مارس ‪ ،2009‬لسنة ‪ 59‬قضائية‪ ،‬ذكره هاني سمير‬
‫عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.124-123‬‬
‫‪ -2‬تقرير مفوض الدولة المستشار عبد المجيد أحمد حسن المتقن‪ ،‬نائب رئيس مجلس الدولة‪ ،‬بتاريخ ديسمبر ‪ ،2011‬ذكره هاني سمير‬
‫عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.127-125‬‬
‫‪- 153 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫السلطات العمومية شهر فبراير ‪ 2021‬إلى تبني سياسة التخفيف التدريجي للمنع الكلي من التنقل إلى‬
‫خارج اإلقليم الوطني‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬وضعت و ازرة الداخلية منصة للتسجيل عبر موقعها الرسمي على شبكة األنترنت‬
‫من أجل الحصول على ترخيص بالخروج من اإلقليم الوطني‪ ،‬حيث تم إطالق هذه الخدمة الجديدة لتمكين‬
‫المواطنين المقيمين داخل الوطن والراغبين في الخروج من التراب الوطني من تسجيل طلباتهم دون التنقل‬
‫إلى المصالح المختصة على مستوى الو ازرة‪.‬‬
‫هذا اإلجراء يستلزم من الشخص المعني أن يقوم بالتسجيل عن طريق إدخال مجموعة من‬
‫المعلومات المتعلقة بالهوية ومكان اإلقامة والبلد المزمع السفر إليه وكذا رقم الهاتف والبريد اإللكتروني‪،‬‬
‫ومن خالل هذه العملية يستطيع المعني متابعة مراحل معالجة الطلب عبر رابط متابعة الطلب في البوابة‬
‫اإللكترونية لو ازرة الداخلية‪ ،‬كما يتم تبليغه بنتيجة دراسة الطلب عبر الهاتف والبريد اإللكتروني‪.1‬‬
‫يمكن تفسير توجه السلطات اإلدارية إلى تطبيق إجراء رخصة التنقل االستثنائية إلى خارج اإلقليم‬
‫الوطني‪ ،‬والتي تطبق بشكل عام على كل مواطن يرغب في السفر للخارج وليست محصورة في فئة‬
‫محددة‪ ،‬في تبني سياسة مرنة ومدروسة في الفتح التدريجي لحركة التنقل إلى خارج الوطن‪ ،‬كما أن إعادة‬
‫العديد من الدول لحركة التنقل الخارجي إليها ورفع جميع قيود السفر التي كانت مفروضة بفعل اإلغالق‬
‫الناتج عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬ومباشرتها لدراسة طلبات الحصول على مختلف تأشيرات‬
‫الدخول‪ ،‬هذا الوضع نتج عنه حالة من التناقض‪ ،‬فمن جهة نجد أن المواطن الجزائري يوجد في وضعية‬
‫قانونية بالنسبة لشروط السفر بما فيها تأشيرة الدخول إلى الدولة التي يقصدها‪ ،‬ومن جهة أخرى عدم‬
‫تمكنه من الخروج من اإلقليم الوطني نتيجة استمرار غلق الحدود‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر الموقع الرسمي لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬خانة خدمات عبر األنترنت‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪8 :‬‬
‫ماي ‪ ،2021‬الساعة ‪.15:00‬‬
‫‪https://services.interieur.gov.dz/Home‬‬

‫‪- 154 -‬‬


‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬


‫ينطلق دور القاضي اإلداري في حماية حرية التنقل من تحديد مجموعة المصادر القانونية التي‬
‫كرست هذه الحرية‪ .‬وبالنظر لطبيعة هذه الحرية وتعدد أشكال ممارستها‪ ،‬فقد كان من نتيجة ذلك تنوع‬
‫مصادر حمايتها بشكل الفت‪ ،‬إذ يجد القاضي اإلداري نفسه في مواجهة مصادر قانونية داخلية يستمد‬
‫منها األساس القانوني لحماية حرية التنقل‪ ،‬وتأتي النصوص الدستورية في أعلى هرم هذه النصوص‪،‬‬
‫حيث اعترف المؤسس الدستوري الجزائري _عبر مختلف الدساتير المتعاقبة_ بشكل متدرج بحرية التنقل‪،‬‬
‫وصوًال إلى تكريس أقصى حماية لهذه الحرية منذ إقرار التعديل الدستوري لسنة ‪.2016‬‬
‫يعتبر المشرع السلطة المختصة بتنظيم ممارسة الحقوق والحريات العامة بموجب اإلحالة‬
‫الدستورية في هذا الشأن‪ .‬ونتيجة لتشعب مجاالت ممارسة حرية التنقل فقد قام المشرع بإصدار مجموعة‬
‫من القوانين التي تنظيم ممارسة هذه الحرية‪ ،‬كما أحال على السلطة التنفيذية تنظيم بعض جوانب ممارسة‬
‫هذه الحرية بموجب نصوص تنظيمية‪.‬‬
‫مهما للقاضي اإلداري في حماية حرية التنقل‪ ،‬وذلك بالنظر للتنوع‬
‫افدا ً‬
‫تشكل المصادر الخارجية ر ً‬
‫والشمولية التي تتميز بها‪ ،‬ولكن رغم ذلك فإن تطبيق القاضي اإلداري الجزائري لها يتميز بالمحدودية‪،‬‬
‫ونتيجة لوجود أحكام جديدة جاء بها التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬تلزم القاضي بتطبيق القانون‬
‫االتفاقي‪ ،‬فإن االعتماد على هذا المصادر سيعطي فعالية أكبر لدور القاضي اإلداري في هذه المجال‪.‬‬
‫يتحدد نطاق حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل حسب صور ممارسة هذه األخيرة‪ ،‬فنجد التنقل‬
‫على المستوى الداخلي الذي يظهر بشكل أساسي من خالل التنقل الطبيعي على األرجل أو بواسطة‬
‫المركبات‪ ،‬وهنا ال تملك اإلدارة سوى مجال ضيق ومحدود لتقييد حرية التنقل‪ ،‬أما التنقل على المستوى‬
‫الخارجي فيتميز بالتشدد الكبير في شروطه وإجراءاته‪ ،‬يظهر ذلك من ناحية اشترط جواز السفر‪ ،‬تأشيرة‬
‫أخير رخصة الخروج االستثنائية من‬ ‫الدخول‪ ،‬الترخص المسبق في بعض الحاالت‪ ،‬رخصة العمل و ًا‬
‫التراب الوطني في ظل حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬وهذا كله نتيج ًة لالعتبارات المرتبطة بحماية النظام العام‪.‬‬

‫‪- 155 -‬‬


‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تدخل القاض ي اإلداري‬


‫لحماية حرية التنقل‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مصاّاد ‪ ،‬امن ضمن هذه الماا نجّ مام الضبط‬ ‫منح القانون لإلاداة الاام ماا ااتصاااا‬
‫الصي تحوزها اإلاداة الاام ‪ ،‬االذي من تالله تسصطيع تقييّ‬ ‫اإلاداةي‪ ،‬هذا األتير ياصبر من أهم االمصيا از‬
‫الاام لألفرااد المضمون بموجب الناوص القانوني ‪ ،1‬اهو ما يبنى عليه اتصااص‬ ‫الحقوق االحريا‬
‫اإلاداةي المصالق بمماةس الحقوق االحريا‬ ‫السلطا‬ ‫القاضي اإلاداةي في ةقاب مشراعي أعمال اق ار اة‬
‫الاام ‪.2‬‬
‫يماةس األفرااد حري الصنقل ضمن مجموع من الضوابط المخصلف ‪ ،‬االصي تاّف إلى جال هذه‬
‫المماةس مصماشي مع األهّاف الصي ترسماا السياسي الحقوقي اداتل الّال ‪ ،‬اذلك من حيث ادةج الصشّاد‬
‫في تطبيق شراط تاا لمماةس هذه الحري ‪ ،‬اكذا القيواد الصي يجب أن تصحرك ضمناا السلطا‬
‫اإلاداةي المخصا عنّ تقييّ حري األفرااد في الصنقل‪ ،‬اهو ما يسصلز تّتل القاضي اإلاداةي في مواجا‬
‫المصخذ من طرف هذه السلطا ‪ ،‬لكن قّ يحّث أن يفقّ هذا القاضي اتصاااه في أحوال‬ ‫اإلجراءا‬
‫محّاد تشكل حّاًادا لرقابصه القضائي للق ار اة المقيّ لحري الصنقل (المبحث األول)‪.‬‬
‫الضبط اإلاداةي منحاا القانون اإلمكاني لصقييّ حري الصنقل‪،‬‬ ‫في إطاة مماةس اإلاداة لاالحيا‬
‫في هذا اإلطاة يظار االتصالف في المّى الذي من الممكن أن يبلغه هذا الصقييّ بين الوطني ااألجنبي‪،‬‬
‫فالوطني يصمصع بحماي ادسصوةي لحريصه في الصنقل األمر الذي أادى إلى انحااة سلط اإلاداة اتجاهه‪ ،‬إذ‬
‫اإلاداة في تقييّ حري تنقل الوطنيين بشكل‬ ‫الظراف االسصثنائي الصي تصوسع فياا سلطا‬ ‫أنه تاةج حاال‬
‫مؤقت ابحسب ما تصطلبه الظراف‪ ،‬فإن تقييّ حري تنقل الوطني في الظراف الااادي يقصار على إجراء‬
‫االسصيقاف اإلاداةي اتقييّ اسصامال ةتا السياق امناه من السفر إلى الخاةج‪ .‬أما بالنسب لحري تنقل‬
‫األجانب فسلطان الّال ثابت في هذا المجال‪ ،‬حيث تملك اإلاداة سلط تقّيري ااسا في تقييّ مماةس‬
‫المصالق بّتول اإقام اإتراج األجانب من اإلقليم‬ ‫هذه الحري ‪ ،‬يظار ذلك من تالل مجموع الق ار اة‬
‫الوطني (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Arlette HEYMANN-DOAT, Libertés publiques et droits de l’homme, 6 ème éd, L.G.D.J, Paris, 2000, p 281.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Police administrative : Théorie générale », JurisClasseur Administratif, LexisNexis,‬‬
‫‪Fasc. n° 200, date du fascicule 20 janvier 2013, p 67.‬‬
‫‪- 157 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التأصيل المفاهيمي والقانوني لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬
‫الاام ليست بالمطلق ألناا في هذه الحال تصحول إلى فوضى‪،‬‬ ‫إن مماةس الحقوق االحريا‬
‫اآلترين‪ ،‬فإذا ما كانت هناك تطوة في مماةس‬ ‫فحري اإلنسان مقيّ باّ المساس بحقوق احريا‬
‫الحري فإنه يجب على اإلاداة الصّتل لصقييّ هذه المماةس ‪.‬‬
‫مجاال للصااةض بين تحقيق مصطلبا‬
‫ً‬ ‫الاام في الواقع ياصبر‬ ‫لاذا فإن تقييّ مماةس الحريا‬
‫الاام من‬ ‫اإلاداة في المحافظ على النظا الاا من جا ‪ ،‬اكفال االحص ار الواجب االضراةي للحريا‬
‫الاام سواء كان ذلك في‬ ‫جا أترى‪ ،1‬الاذا ال بّ من اجواد ضوابط احّااد لمماةس الحقوق االحريا‬
‫الظراف الااادي أا في الظراف االسصثنائي ‪.2‬‬
‫المّني ااإلاداةي يكون اتصااص القاضي‬ ‫طبًقا للقواعّ الاام الواةاد في قانون اإلجراءا‬

‫اإلاداةي مرتب ً‬
‫طا بوجواد جا إاداةي عام في النزاع اإلاداةي‪ ،‬هذا المعياة الاضوي على بساطصه فإنه غير‬
‫المصال بحري الصنقل‪ ،‬فرغم اجواد جا إاداةي‬ ‫كاف لصبرير اتصااص القاضي اإلاداةي بجميع المنازعا‬
‫تفلت من اتصاااه لصخضع‬ ‫قائم على مماةس أعمال الضبط اإلاداةي فإن الباض من هذه المنازعا‬

‫بالضراة التصااص القاضي الااادي‪ ،‬هذا الخراج على القواعّ الاام يكون ً‬
‫ناتجا عن اجواد ناوص‬
‫قانوني تاا أا بفال بناء قضائي ماين (المطلب األول)‪.‬‬
‫الاام ‪ ،‬على اعصباة أناا‬ ‫نظر لألهمي الكبير الصي تحصلاا حري الصنقل ضمن الحقوق االحريا‬
‫ًا‬
‫تمثل المنطلق الذي يمكن للفراد من مماةس باقي حقوقه احرياته‪ ،‬فقّ تكفلت الناوص الّسصوةي االّالي‬
‫ببيان شراط اقيواد مماةس هذه الحري ‪ ،‬حيث انفراد المؤسس الّسصوةي بوضع شراط تاا امصميز من‬
‫الاام األترى المناوص‬ ‫أجل تمكين الفراد من مماةس حري الصنقل على عكس باقي الحقوق االحريا‬
‫الضبط اإلاداةي‬ ‫علياا في الّسصوة‪ ،‬كما فرضت المواثيق الّالي مجموع من القيواد الصي تلصز سلطا‬
‫بصحقيقاا عنّ تقييّها لحري الصنقل (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬حاتم فاةس الطاان‪ " ،‬مشروعية سلطة اإلدارة على تقييد الحريات العامة دراسة مقارنة"‪ ،‬مجل كلي بغّااد للالو االقصااادي‬
‫الجاما ‪ ،‬الاّاد ‪ ،2009 ،22‬ص ‪.19‬‬
‫القانون‬ ‫‪ -2‬أحمّ بن بلقاسم‪ ،‬محاضرات في الحريات العامة‪ ،‬مطبوع بيّاغوجي تاا بالسن األالى ماسصر‪ ،‬تخاص منازعا‬
‫الامومي‪ ،‬كلي الحقوق االالو السياسي ‪ ،‬جاما محمّ لمين ادباغين‪ ،‬سطيف ‪ ،2‬السن الجامعي ‪ ،2016-2015‬ص ‪.17‬‬
‫‪- 158 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬معالجة إشكالية اختصاص القاضي اإلداري لرقابة الق اررات المتعلقة بحرية التنقل‬
‫الاام ‪ ،‬حيث يخصص برقاب‬ ‫ياصبر القاضي اإلاداةي بمثاب القاضي الطبياي للحقوق االحريا‬
‫اإلاداةي المصخذ في إطاة مماةس سلط الضبط اإلاداةي‪ .‬إن اتصااص القاضي‬ ‫مشراعي الق ار اة‬
‫اإلاداةي هذا يجّ سنّه الّسصوةي في نص المااد ‪ 168‬من الّسصوة الصي جاء فياا‪ " :‬ينظر القضاء في‬
‫الطعون في ق اررات السلطات اإلدارية"‪ ،1‬ابالنسب لمعياة اتصااص القاضي اإلاداةي في المنازع اإلاداةي‬
‫نجّ أن المشرع كرس المعياة الاضوي باف أساسي ‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 800‬من ق إ‬
‫إ على‪ " :‬المحاكم هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف في جميع القضايا‪ ،‬التي تكون الدولة أو الوالية أو‬
‫البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها"‪ ،2‬هذا ياني بأن اجواد شخص‬
‫عا كطرف في النزاع يكفي لصكييف المنازع على أناا إاداةي ‪ ،‬اتخضع بالصالي التصااص القاضي‬
‫اإلاداةي‪.‬‬
‫االتصااص القضائي في الّال الصي تأتذ بنظا احّ‬ ‫امن المصااةف عليه أنه ال تثاة منازعا‬
‫الواقا بين اإلاداة الاام ااألفرااد‪،‬‬ ‫القضاء‪ ،‬حيث توجّ جا قضائي ااحّ تطبق القانون على المنازعا‬
‫لكن بالاكس من ذلك‪ ،‬فإن اجواد نظا القضاء المزاداج من شأنه تلق إشكالي تنازع االتصااص بين كل‬
‫من جاصي القضاء الااادي ااإلاداةي‪ ،‬اما ادا أن نظا القضاء المزاداج من طبياصه إثاة هذا الصنازع في‬
‫تنازع‬ ‫االتصااص كان من الطبياي أن يكرس المشرع جا قضائي مامصاا الفال في حاال‬
‫االتصااص‪.3‬‬
‫إن مسأل االتصااص القضائي في إطاة نظا االزادااجي القضائي يبنى على عّ اعصبا اة ‪،‬‬
‫الضبط‬ ‫المصخذ من طرف سلطا‬ ‫هذه األتير تمنح االتصااص للقاضي اإلاداةي في ةقاب الق ار اة‬
‫اإلاداةي االمصالق بحري الصنقل‪ ،‬فمن حيث المبّأ ياواد هذا االتصااص للقاضي اإلاداةي‪ ،‬لكن في حاال‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 168‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫المّني ااإلاداةي ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪،21‬‬ ‫‪ -2‬المااد ‪ 800‬من القانون ةقم ‪ ،09-08‬مؤةخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ،2008‬يصضمن قانون اإلجراءا‬
‫ااادة في ‪ 23‬أبريل ‪.2008‬‬
‫‪ -3‬محمّ اّيق اده شصي‪ ،‬القضاء اإلاداةي اتنازع اتصاااه مع القضاء الااادي (ادةاس تحليلي مقاةن )‪ ،‬ط األالى‪ ،‬المركز القومي‬
‫لإلاّا اة القانوني ‪ ،‬القاهر ‪ ،2016 ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪- 159 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫محّاد قّ يحّث تغيير في االتصااص القضائي يابح بموجبه القاضي الااادي هو المخصص برقاب‬
‫المقيّ لحري الصنقل‪.1‬‬ ‫اإلجراءا‬
‫تاةيخي مرتبط بصطوة مفاو الحري الفرادي ‪ ،‬ابصكر القضاء نظري االعتداء‬ ‫نصيج العصبا اة‬
‫مخصاا برقاب الق ار اة اإلاداةي باّ توافر جمل من الشراط‪ ،‬اقّ‬
‫ً‬ ‫المادي‪ ،‬بموجباا يابح القاضي الااادي‬
‫شاّ حري الصنقل في ظل تطوة هذه النظري تناقضا على مسصوى تنازع االتصااص القضائي لم‬
‫تحسم إال في اقت قريب‪.2‬‬
‫اإلاداةي المقيّ لحري الصنقل تاضا التصااص القاضي الااادي نصيج ً لوجواد‬ ‫تكون الق ار اة‬
‫نص قانوني يكون هو األساس الذي يبرة سلب اتصااص القاضي اإلاداةي اتحويله للقاضي الااادي‪،‬‬
‫ادسصوةي (الفرع األول)‪ ،‬اأترى تشريعي مصال بمبّأ المحاكم الااادل يفقّ القاضي‬ ‫فنصيج لمبر اة‬
‫اإلاداةي اتصاااه في ةقاب باض الق ار اة اإلاداةي المصالق بمماةس بحري الصنقل (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 9.‬‬

‫‪ -‬تاةج الحاال الصي يفقّ فياا القاضي اإلاداةي اتصاااه برقاب الق ار اة اإلاداةي المقيّ لحري الصنقل ً‬
‫بناء على نص قانوني‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫يمكن أن يكون عّ االتصااص ً‬


‫ناتجا عن بناء قضائي‪ ،‬افي هذا اإلطاة كرس القضاء _بشقيه اإلاداةي االااادي إضاف لمحكم‬
‫الصنازع_ نظري االعصّاء الماادي أا كما يسمياا الباض الفال الماادي‪ ،‬االصي بموجباا يكون القاضي الااادي هو المخصص برقاب‬
‫الق ار اة الااادة عن اإلاداة‪.‬‬

‫الاام األترى تأثر من الصطبيق القضائي لنظري االعصّاء الماادي‪ ،‬لكن هذه النظري عرفت تر ً‬
‫اجاا‬ ‫احري الصنقل كغيرها من الحريا‬
‫الماصبر الصي اكصسباا القاضي اإلاداةي في مواجا اإلاداة ‪ ،‬األمر الذي اناكس‬ ‫انحااة في اآلان األتير‪ ،‬اهذا نصيج للسلطا‬
‫ًا‬ ‫ا‬
‫الصنقل من نطاق االعصّاء الماادي‪.‬‬ ‫بشكل مباشر في تراج حري‬
‫االسصاجال‬ ‫تّم ألهّاف الّةاس اتناسقاا فضلنا تأجيل ادةاس نظري االعصّاء الماادي إلى الباب الثاني‪ ،‬اذلك عنّ بحث حاال‬
‫اإلاداةي‪ ،‬أنظر الحًقا من هذه األطراح ص ‪ 367‬اما باّها‪.‬‬
‫‪- 160 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عدم اختصاص القاضي اإلداري نتيجة للتحديد الدستوري‪" :‬الحرية الفردية" مفهوم‬
‫دستوري ُيخرج حرية التنقل من اختصاص القاضي اإلداري‬
‫يكون تحويل االتصااص من القاضي اإلاداةي إلى القاضي الااادي نصيج ً إلةااد المؤسس‬
‫الّسصوةي‪ ،‬بمانى أن الخراج عن المعياة الاضوي الضابط لالتصااص القضائي في مجال المنازعا‬
‫اإلاداةي يكون بموجب ناوص قانوني تسحب االتصااص من القاضي اإلاداةي اتحوله إلى القاضي‬
‫الااادي‪.‬‬
‫اقّ حّاد المشرع في المااد ‪ 800‬من ق‪.‬إ‪. .‬إ االتصااص النوعي للقاضي اإلاداةي باف ادقيق ‪،‬‬
‫الواةاد على هذا‬ ‫ثم عااد انص في المااد ‪ 802‬من القانون نفسه على مجموع من االسصثناءا‬
‫االتصااص‪ ،‬فمعياة اتصااص المحاكم اإلاداةي مصوافر إال أن المشرع فضل اسنااد االتصااص بالفال‬
‫الصي يوجّ باا طرف عا للقاضي الااادي‪.1‬‬ ‫في هذه المنازعا‬
‫الاام ‪ ،‬فإنه أما الامت الّسصوةي عن تحّيّ القاضي المخصص‬ ‫في مجال الحقوق االحريا‬
‫الاام ‪ ،‬فقّ تولى المشرع تنظيم هذا المجال‪ ،‬حيث يصوزع االتصااص القضائي بين‬ ‫بالحقوق االحريا‬
‫االعصّاء على الحري الفرادي ‪،‬‬ ‫القاضي الااادي الذي يسصفيّ من أساس ادسصوةي مضمون للنظر في حاال‬
‫الاام ‪ ،‬ايبقى‬ ‫ااداتل اتصااص القاضي الااادي يبرز اداة القاضي الجزائي في حماي الحقوق االحريا‬
‫اإلاداةي المصال بالحقوق االحريا‬ ‫في األتير اتصااص القاضي اإلاداةي في ةقاب مشراعي الق ار اة‬
‫الاام ‪.2‬‬
‫الاام اناكس بشكل مباشر على‬ ‫هذا الصحّيّ لالتصااص القضائي في مجال الحقوق االحريا‬
‫اإلاداةي المقيّ لاذه الحري يصقاسمه كل من‬ ‫حري الصنقل‪ ،‬حيث نجّ أن االتصااص برقاب الق ار اة‬
‫القاضي اإلاداةي االقاضي الااادي‪ ،‬فقّ اسنّ المؤسس الّسصوةي الفرنسي االتصااص بحماي الحري‬

‫‪ -1‬عمر بوجاادي‪ ،‬اتصااص القضاء اإلاداةي في الجزائر‪ ،‬ةسال لنيل ادةج ادكصوةاه ادال في القانون‪ ،‬كلي الحقوق االالو السياسي ‪،‬‬
‫جاما مولواد مامري‪ ،‬تيزي ازا‪ ،2011 ،‬ص ‪62‬؛ عموة سالمي‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مطبوع بيّاغوجي ‪ ،‬نسخ ماّل‬
‫إ‪ ،‬كلي الحقوق‪ ،‬جاما الجزائر‪ ،‬السن الجامعي ‪ ،2009-2008‬ص ‪20‬؛‬ ‫امنقح طبقا ألحكا قانون ‪ 09-08‬المصضمن ق إ‬
‫عماة بوضياف‪ "،‬المعيار العضوي وإشكاالته القانونية في ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية"‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد ‪،10‬‬
‫‪ ،2012‬ص ‪ 43‬اما باّها؛ عبّ الازيز نويري‪" ،‬االستثناءات الواردة على المعيار العضوي في تحديد المنازعات اإلدارية دراسة‬
‫نظرية‪/‬تطبيقية"‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد ‪ ،2014 ،12‬ص ص ‪.22-21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Vincent TCHEN, « Compétence en matière de droits fondamentaux des personnes », JurisClasseur‬‬
‫‪Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 1054, date du fascicule : 21 octobre 2013, p 1.‬‬
‫‪- 161 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اساا على مسصوى الفقه االقضاء حول اسصغراق مفاو‬


‫نقاشا ا ً‬
‫الفرادي للقاضي الااادي‪ ،‬األمر الذي أثاة ً‬
‫الحري الفرادي لحري الصنقل‪ ،‬اتضوع األتير بالصالي التصااص القاضي الااادي‪.‬‬
‫من الناحي الصاةيخي ‪ ،‬اسصنّ المجلس الّسصوةي الفرنسي على نص المااد ‪ 66‬من ادسصوة ‪،1958‬‬
‫االصي تقرة بأن القضاء الااادي هو حامي الحري الفرادي ‪ ،‬حيث ياصبر هذا النص الّسصوةي أهم ضابط‬
‫الاام ‪ ،‬اذلك بجاله غير مخصص برقاب‬ ‫حّا على اتصااص القاضي اإلاداةي في مجال الحريا‬
‫يقيم ً‬
‫كل ما له عالق بمماةس هذه الحري ‪.1‬‬
‫القضائي حول تحّيّ‬ ‫لقّ نصج على هذا النص الّسصوةي اتصالف في اآلةاء الفقاي ااالجصااادا‬
‫نطاق امضمون الحري الفرادي المناوص علياا في المااد ‪ 66‬المذكوة أعاله‪ ،‬امّى اسصغراقه لحري‬
‫الصنقل‪ ،‬األمر الذي ترتب عنه في البّاي اجواد مفاو ااسع لاذه الحري ‪ ،‬لكن القضاء الّسصوةي قلص‬
‫بشكل ك بير من نطاق هذه الحري في الوقت الحالي‪ ،‬اهو األمر الذي اناكس بشكل مباشر على توزيع‬
‫االتصااص القضائي بالنسب لحري الصنقل‪.‬‬
‫هذا المساة المصالق بصطوة مفاو الحري الفرادي لم يظار بالزتم نفسه في الجزائر كما هو الحال‬
‫بفرنسا‪ ،‬لاذا يصطلب األمر بحث مفاعيل إادةاج حري الصنقل ضمن نطاق الحري الفرادي في القانون‬
‫الفرنسي (أوال)‪ ،‬ثم البحث في مّى تكريس المؤسس الّسصوةي الجزائري لاذا المفاو ‪ ،‬ابالنصيج تأثير ذلك‬
‫على االجصاااد القضائي للقاضي اإلاداةي الجزائري (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مفاعيل تصنيف حرية التنقل ضمن نطاق الحرية الفردية في القانون الفرنسي‪ :‬تاصبر الحري‬
‫القليل الصي نص علياا الّسصوة الفرنسي لسن ‪ ،1958‬حيث تنص المااد ‪66‬‬ ‫الفرادي من بين الحريا‬
‫منه على‪ ":‬ال يجوز حبس أي شخص بطريقة تعسفية‪.‬‬
‫تكفل السلطة القضائية‪ ،‬باعتبارها حامية الحرية الفردية‪ ،‬احترام هذا المبدأ وفق الشروط المنصوص‬
‫عليها في القانون"‪.2‬‬
‫‪"L'autorité judiciaire‬‬ ‫تجّة اإلشاة في هذا الخاوص إلى أن ماطلح "السلطة القضائية‬
‫الواةاد ضمن نص المااد ‪ 66‬المذكوة أعاله‪ ،‬يقاّ به جا القضاء الااادي أا النظا القضائي الااادي‬
‫اليس جااز القضاء باف عام ‪ ،‬اهذا من أجل تمييزه عن جا القضاء اإلاداةي‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Yehia KERKATLY, op.cit, p 116.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Constitution française du 4 octobre 1958, op.cit, art 66 dispose : « Nul ne peut être arbitrairement détenu.‬‬
‫‪L'autorité judiciaire, gardienne de la liberté individuelle, assure le respect de ce principe dans les‬‬
‫‪conditions prévues par la loi ».‬‬
‫‪- 162 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫من بين الماالم الصقليّي الصي تميز القانون الفرنسي هي اعصباة القاضي الااادي حامي للحري‬
‫الفرادي ‪ .‬هذا المبّأ تم تكريسه ألسباب تاةيخي مرتبط بالصطوة الايكلي للنظا القضائي المزاداج بفرنسا‬
‫انشوء القضاء اإلاداةي‪ ،‬لكن في الوقت المااار ال يمكن الصسليم بشكل مطلق باذا المبّأ‪ ،‬حيث عرف‬
‫جّةي في مضمونه‪ ،‬األمر الذي اناكس على الحماي القضائي لألفرااد ضّ اإلاداة الاام ‪.2‬‬ ‫تحوال‬
‫نصج عن الصطوة الصاةيخي لمفاو الحرية الفردية اجواد مرحلصين‪ ،‬األالى سااد فياا مفاو ااسع‬
‫لاذه الحري (‪ )1‬أما الثاني فصقلص فياا هذا المفاو إلى حّااد ضيق (‪.)2‬‬
‫موساا للحري الفرادي ‪ ،‬ال‬
‫ً‬ ‫تاوة‬
‫ًا‬ ‫‪ -1‬المفهوم الواسع للحرية الفردية‪ :‬تبنى المجلس الّسصوةي الفرنسي‬
‫الصي ينص علياا‬ ‫يصضمن فقط الحق في األمن الفرادي الذي ياني منع االعصقال االصوقيف تاةج الحاال‬
‫القانون‪ ،‬لكن يمصّ ليشمل الحق في حرم المسكن‪ ،‬حري الزااج‪ ،‬الحق في احص ار الحيا الخاا احري‬
‫الصنقل‪.3‬‬
‫حّاد المجلس الّسصوةي شراط تّتل القاضي الااادي لحماي الحري الفرادي ‪ ،‬حيث يكون ذلك‬
‫بصوافر شرطين‪ ،‬األال يصالق بّةج االنصااك الااةخ للحري الفرادي ‪ ،‬إذ يجب الصمييز بين اإلجراء الذي‬
‫يحر الفراد من كامل حريصه في الصنقل‪ ،‬االثاني يصالق بمعياة مّ الحرمان من الحري ‪ ،‬إذ أن الحماي‬
‫القضائي الصي تمنحاا المااد ‪ 66‬من الّسصوة للحري الفرادي ال يمكن تحقيقاا إال من تالل سرع الصّتل‬
‫الصي يوفرها القاضي الااادي‪.4‬‬
‫غير المناوص علياا‬ ‫هذا المفاو الواسع من شأنه أن يمنح حماي ادسصوةي للحقوق االحريا‬
‫في الّسصوة‪ ،‬لكنه في المقابل ينطوي على باض المساائ‪ ،‬اذلك بالنظر إلى أن مفاو الحري الفرادي‬
‫يفصقّ للصحّيّ الّقيق‪ ،‬إضاف إلى أن مجال اتصااص القاضي الااادي سيصوسع بشكل كبير ما قّ ينصج‬
‫على مسصوى توزيع االتصااص بين جاصي القضاء اإلاداةي االااادي‪ .‬امن أجل‬ ‫عنه باض اإلشكاال‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean-Paul MARKUS, « Régimes législatifs de répartition des compétences », Répertoire de contentieux‬‬
‫‪administratif, Dalloz, juillet 2015, p 15.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Michel ROUSSET, Olivier ROUSSET, Droit administratif, Le contentieux administratif, 2 ème éd, Presses‬‬
‫‪universitaires de Grenoble, Grenoble, 2004, p 98.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Louis FAVOREU et autres, Droit constitutionnel, op.cit, pp 941-942.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Vincent TCHE, « Compétence en matière de droit fondamentaux des personnes », op.cit, p 9.‬‬
‫‪- 163 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كبح جماح هذا الصوسع التصااص القاضي الااادي لجأ المجلس الّسصوةي الحًقا إلى اسصخّا مفاو‬
‫"الحرية الشخصية" بّالً عن "الحرية الفردية"‪ ،‬اهذا من أجل حماي مجال اتصااص القاضي اإلاداةي‪.1‬‬
‫لاذا هناك من يرى بأن الحري الفرادي لاا مانى محّاد للغاي ‪ ،‬اال يمكن اسصخّاماا عوض مفاهيم‬
‫الاام ‪ ،‬فحري الصنقل لاا مانى مسصقل ضمن المفاو الواسع‬ ‫األساسي أا الحريا‬ ‫أترى مثل‪ :‬الحريا‬
‫للحري الفرادي ‪ .‬افيما يصالق باالتصااص القضائي‪ ،‬هناك باض الجوانب من هذه الحري تقع ضمن‬
‫مجال المااد ‪ 66‬من الّسصوة ابالصالي تبقى تاضا التصااص القاضي الااادي‪ ،‬بينما تفلت جوانب‬
‫أترى من هذا المجال‪.2‬‬
‫القرن الماضي بّأ المجلس الّسصوةي الفرنسي‬ ‫‪ -2‬المفهوم الضيق للحرية الفردية‪ :‬منذ مطلع تساينا‬
‫في اعصمااد مفاو ضيق للحري الفرادي ‪ ،‬حيث حارها بشكل أساسي في األمن الفرادي‪ ،‬االذي يشمل‬
‫الصوقيف االحبس الصاسفي‪ ،‬الصحقق من الاوي ‪ ،‬الصوقيف للنظر ااإلقام الجبري ‪ ،3‬أما بالنسب لباقي‬ ‫حاال‬
‫المنطوي تحت مفاو الحري الفرادي فقّ اكصسبت اسصقالليصاا‪ ،‬حيث توقف المجلس‬ ‫الحقوق االحريا‬
‫الّسصوةي عن ةبطاا بالمااد ‪ 66‬من الّسصوة‪ ،‬ااتجه إلى ةبطاا بالماادتين ‪ 2‬ا‪ 4‬من إعالن حقوق اإلنسان‬
‫االمواطن لسن ‪ ،1789‬الاذا نجّ بأن حري الصنقل أابحت تنّةج ضمن مجال الحري الشخاي ‪.4‬‬
‫الناتج عن تكريس مفاو الحرية الشخصية هو كبح اتساع اتصااص‬ ‫من بين اإليجابيا‬
‫القاضي الااادي الناتج عن نص المااد ‪ 66‬من الّسصوة‪ ،‬حيث يرى الفقه أن اسصامال مفاو الحري‬
‫الفرادي ال ينصج عنه بالضراة تفضيل أي من النظامين القضائيين‪ ،‬بل يصرك األمر لسلط القاضي‪ ،‬حيث‬
‫أثبت االجصاااد القضائي أن مفاو الحري الشخاي كان بمثاب ادةع حقيقي إلعااد االتصااص للقاضي‬
‫اإلاداةي‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.C, décision n° 91-294, DC du 25 juillet 1991, loi autorisant l'approbation de la convention d'application de‬‬
‫‪l'accord de Schengen du 14 juin 1985 entre les gouvernements des Etats de l'Union économique Benelux, de la‬‬
‫‪République fédérale d'Allemagne et de la République française relatif à la suppression graduelle des contrôles‬‬
‫‪aux frontières communes, JORF n° 174, du 27 juillet 1991.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Francette FINES, « L’autorité judicaire, gardienne de la liberté individuelle dans la jurisprudence‬‬
‫‪constitutionnelle », R.F.D.A, 1994, p 595.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Louis FAVOREU et autres, Droit constitutionnel, op.cit, p 942.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.C, décision n° 2010-13, QPC du 9 juillet 2010, M. Orient O. et autre (Gens du voyage), JORF n° 0158, du‬‬
‫‪10 juillet 2010 ; C.C, décision n° 2013-318, QPC du 7 juin 2013, M. Mohamed T (Activité de transport public de‬‬
‫‪personnes à motocyclette ou tricycle à moteur), JORF n° 0132, du 9 juin 2013.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Louis FAVOREU et autres, Droit et libertés fondamentales, tome 1, op.cit, p 231.‬‬
‫‪- 164 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫هذا الصحول في تاريف الحري الفرادي يقواد إلى القول بأن المبّأ الذي بموجبه يكون القاضي‬
‫الااادي هو الحامي للحري الفرادي يقصار على حماي الفراد من االعصقال الصاسفي‪ ،‬لذلك فإن هذا المبّأ‬
‫الحرمان من الحري كالصوقيف للنظر أا االعصقال أا الصوقيف‪.1‬‬ ‫الّسصوةي ينحار فقط في حاال‬
‫هناك من الفقه من ذهب أباّ من ذلك عنّما طرح الصساؤل حول‪ :‬هل القاضي اإلاداةي هو‬
‫الحامي الجّيّ للحري الفرادي ؟ يجيب األسصاذ ‪ Christophe DE BERNARDINIS‬على ذلك بالقول بأن‬
‫الاوامل القانوني االسياسي الصي كرست في السابق مبّأ أن القاضي الااادي هو الواي على الحري‬
‫الفرادي أابحت محل شك كبير في الوقت الراهن‪ .‬في إطاة السياق االسصثنائي الحالي‪ ،‬االصّابير المصخذ‬
‫في إطاة حال الطواةئ‪ ،‬جالت من القاضي اإلاداةي هو الضامن الرئيسي لمشراعي الصّابير الصي تنصاك‬
‫الحري الفرادي ‪ ،‬حيث ظار إلى السطح مجموع من الاوامل سمحت بإعااد الصوازن لوظيف القاضي‬
‫اإلاداةي‪ ،‬أهماا تضييق نطاق تطبيق المااد ‪ 66‬من الّسصوة من طرف المجلس الّسصوةي‪ ،‬إضاف إلى‬
‫االنصقاص المسصمر التصااص القاضي الااادي من طرف المشرع اكذا القضاء نفسه‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬الحرية الفردية في القانون الجزائري‪ :‬لمارف مّى تكريس مفاو الحري الفرادي في القانون‬
‫الجزائري‪ ،‬يجب البحث في الّسصوة الجزائري اهل تأثر بنظيره الفرنسي في هذا الخاوص هذا من جا‬
‫(‪ ،)1‬اطريق تاامل القاضي اإلاداةي مع هذا المفاو من جا أترى (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬غياب التكريس الدستوري لمفهوم الحرية الفردية‪ :‬بالرجوع إلى الّسصوة الجزائري نجّه قّ نص على‬
‫الاام المضمون لألفرااد‪ ،‬لكن المالحظ األساسي هي أن المؤسس الّسصوةي لم‬ ‫الحقوق االحريا‬
‫نفساا في الصابير عن الحقوق االحريا ‪ ،‬فقّ اسصامل في الفقر ‪ 14‬من الّيباج‬ ‫يسصامل الماطلحا‬
‫فقّ جاء‬ ‫ماطلح "الحقوق والحريات الفردية والجماعية"‪ ،3‬أما الفال المصالق بالحقوق االحريا‬
‫موسوما ب‪ ":‬الحقوق األساسية والحريات العامة"‪ ،‬بينما اسصامل ماطلح " الحريات العمومية والحريات‬
‫ً‬
‫الفردية" في نص المااد ‪.4139‬‬
‫اضمن الفال الرابع المصالق بالسلط القضائي ‪ ،‬نص المؤسس الّسصوةي على عالق السلط‬
‫الاام ‪ ،‬حيث جاء في المااد ‪ " :164‬يحمي القضاء المجتمع وحريات‬ ‫القضائي بالحقوق االحريا‬

‫‪1‬‬
‫‪- Olivier LE BOT, « État d’urgence et compétence juridictionnelles », R.F.D.A, juillet 2016, p 436.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Christophe DE BERNADINIS, « Le juge administratif, nouveau gardien de la liberté individuelle ? »,‬‬
‫‪Lexbase n° 429, du 15 septembre 2016, p 3.‬‬
‫‪ -3‬أنظر الفقر ‪ 14‬من اديباج الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظر المااد ‪ 139‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 165 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وحقوق المواطنين طبقا للدستور"‪ ،1‬يمكن القول أن محصوى نص هذه المااد مشابه لمحصوى نص المااد‬
‫‪ 66‬من الّسصوة الفرنسي‪ ،‬لكن عنّ الصامق في الصحليل نجّ بأن المؤسس الّسصوةي الجزائري لم يكرس‬
‫األحكا نفساا الموجواد في الّسصوة الفرنسي‪ ،‬فمن جا نجّ أن المااد ‪ 164‬من الّسصوة الجزائري نات‬
‫احقوق المواطنين ادان تخايص محّاد للجا القضائي الصي تصولى هذه‬ ‫على أن القضاء يحمي حريا‬
‫المام ‪ ،‬سواء كانت جا القضاء اإلاداةي أا الااادي‪ ،‬امن جا أترى لم يسصامل المؤسس الّسصوةي في‬
‫اشامال "حريات وحقوق المواطنين"‪.‬‬
‫ً‬ ‫عاما‬
‫هذه المااد ماطلح " الحرية الفردية"‪ ،‬بل جاء الصابير ً‬
‫مجاال للشك اناّا أي نص قانوني يحر القاضي‬‫ً‬ ‫من تالل هذه الناوص يصضح بما ال يّع‬
‫اإلاداةي بسبب اةتباطه بالحقوق االحريا ‪ ،‬فحماي‬ ‫اإلاداةي من ةقاب أي تارف ااادة عن السلطا‬
‫حسب نص المااد ‪( 139‬المااد ‪ 164‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ )2020‬مسؤالي‬ ‫المجصمع االحريا‬
‫فرادي ‪ ،‬فبمجراد اقوع‬ ‫عام احريا‬ ‫ملقا على عاتق السلط القضائي ‪ ،‬فال يوجّ تمييز بين حريا‬
‫االعصّاء من قبل اإلاداة يناقّ االتصااص كقاعّ عام للقاضي اإلاداةي‪ ،‬اأبرز مثال على ذلك منازعا‬
‫الصاّي ااالسصيالء االغلق اإلاداةي الصي جالاا المشرع من اتصااص القاضي اإلاداةي‪ ،‬عكس ما هو‬
‫مكرس في القانون الفرنسي‪.2‬‬
‫اإلاداةي المقيّ‬ ‫‪ -2‬االختصاص الحصري للقاضي اإلداري في رقابة حرية التنقل‪ :‬تخضع جميع الق ار اة‬
‫لحري الصنقل إلى ةقاب القاضي اإلاداةي‪ ،‬اهذه الحاري ما هي إال تجسيّ اريح للمعياة الاضوي‬
‫اإلاداةي ‪.‬‬ ‫المكرس من طرف المشرع الجزائري في مجال المنازعا‬
‫المصالق بحري الصنقل في القضاء اإلاداةي الجزائري نجّه ال‬ ‫لكن عنّ تحليل األحكا االق ار اة‬
‫موحّ في تكييفه لحري الصنقل‪ ،‬فصاة يافاا بالحري الفرادي ‪ ،‬اهذا ما جاء في األمر‬ ‫يسصامل ماطلحا‬
‫الااادة عن مجلس قضاء قسنطين ‪..." :‬إن صالحيات اإلدارة في مجال النظام العام ال ينبغي أن تمارس‬
‫إال في إطار القوانين واللوائح‪ ،‬ودون المساس بالحريات الفردية‪ .‬إن تصرف اإلدارة _بسحبها جواز‬
‫السفر من المدعي_ في غياب قرار يمكنه من تحريك دعوى اإللغاء‪.3"...‬‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 164‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬نار الّين بن طيفوة‪ " ،‬الطبيعة القانونية لمجلس الدولة وأثر ذلك على حماية الحقوق والحريات"‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد‬
‫‪ ،2009 ،09‬ص ‪.31‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Cour de Constantine (Ch. Adm), ordonnance du 30 novembre 1983, affaire n° 1374/83, Ch. M. c/ Ministre de‬‬
‫)‪l’Intérieur. (Non publié‬‬
‫‪- 166 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أما في قراة آتر لمجلس الّال ‪ ،‬ااف القاضي اإلاداةي فيه حري الصنقل بالحري األساسي ‪ ،‬اهذا‬
‫في ق ارةه المؤةخ في ‪ 21‬أكصوبر ‪ ،2009‬االذي جاء فيه‪ ... ":‬أنه وبالنتيجة وطبقا للمادة ‪ 44‬من‬
‫الدستور التي تنص على‪ ":‬يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬أن يختار بحرية موطن‬
‫إقامته‪ ،‬وأن يتنقل عبر التراب الوطني‪ ،"...‬يتعين القول أنه يحق للمدعي التمتع بهذه الحرية األساسية‬
‫التي تستند إلى أساس دستوري والتي تكون السلطات التنفيذية مكلفة بوضعها قيد التطبيق"‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عدم اختصاص القاضي اإلداري نتيجة للتحديد التشريعي‪ :‬اإلحالة التشريعية على‬
‫القاضي العادي بالنسبة لقرار االعتقال اإلداري‬
‫يخصلف مفاو االعصقال اإلاداةي من بلّ إلى آتر‪ ،‬اذلك حسب نظر المجصمع لمفاو الحريا‬
‫الّال في‬ ‫انظر لخطوة هذا اإلجراء فقّ هجرته كل الّال تقر ًيبا‪ ،‬الم ياّ له اجواد في تشرياا‬
‫ًا‬ ‫الاام ‪،2‬‬
‫الظراف االسصثنائي ‪ .3‬انصيج لاذا االتصالف فقّ‬ ‫الظراف الااادي ‪ ،‬حيث اقصار تطبيقه ضمن حاال‬
‫الّال‪ ،‬ايظار هذا االتصالف بشكل‬ ‫تباينت الماالج الصشريعي إلجراء االعصقال اإلاداةي بين تشرياا‬
‫ااضح من ناحي تحّيّ الجا القضائي المخصا برقاب مشراعي هذا اإلجراء‪.‬‬
‫بناء عليه سنسصارض مفاو االعصقال اإلاداةي (أوال)‪ ،‬اباّها نصطرق للماالج الصشريعي لاذا‬
‫ً‬
‫اإلجراء من ناحي االتصااص القضائي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مفهوم االعتقال اإلداري‪ :‬ينصج عن االعصقال اإلاداةي تقييّ الحري الشخاي بما فياا حري الصنقل‪،‬‬
‫اهذا بمقصضى قراة ااادة عن السلط اإلاداةي المخصا ‪ ،‬بقاّ حماي النظا ااألمن الاموميين من‬
‫الخطوة الصي ينطوي علياا الشخص الماصقل‪ ،‬لاذا ياصبر هذا اإلجراء ذةا ما تملكه اإلاداة من سلطا‬
‫في مواجا األفرااد‪ .4‬لاذا يصطلب األمر تاريف االعصقال اإلاداةي (‪ ،)1‬ثم تحّيّ طبياصه القانوني (‪.)2‬‬

‫المسصحّث‬ ‫اإلاداةي ‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظري االتصااص‪ ،‬ط تامس (منقح افقا للصاّيال‬ ‫ذكره مساواد شياوب‪ ،‬المباادئ الاام للمنازعا‬
‫المّني ااإلاداةي الجّيّ االناوص الخاا )‪ ،‬اد‪. .‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.158‬‬ ‫بقانون اإلجراءا‬
‫المحلي ‪ ،‬مجل‬ ‫‪ -1‬مجلس الّال ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،052342‬مؤةخ في ‪ 21‬أكصوبر ‪ ،2009‬قضي (ح‪.‬ط)‪ ،‬ضّ ازير الّاتلي االجماعا‬
‫مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد ‪ ،2012 ،10‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -2‬تالّ الزغبي‪ " ،‬شمولية عمل الحاكم اإلداري في المملكة األردنية الهاشمية إداريا وأمنيا"‪ ،‬مجل ادةاسا ‪ ،‬المجلّ ‪ ،14‬الاّاد ‪،08‬‬
‫‪ ،1987‬ص ‪.172‬‬
‫‪-3‬عبّ هللا سالم يحي الرماضين‪ " ،‬االعتقال اإلداري ومدى مشروعيته في التطبيقات القضائية األردنية –دراسة مقارنة بالقضاء‬
‫المصري‪ ،"-‬مجل الالو القانوني ااالقصااادي ‪ ،‬المجلّ ‪ ،2009 ،51‬ص ‪.700‬‬
‫اةقاب القضاء في النظم المقاةن مع إطالل على النظا القضائي اإلنجليزي‪ ،‬ط األالى‪ ،‬المركز‬ ‫‪-4‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬الصحريا‬
‫القومي لإلاّا اة القانوني ‪ ،‬القاهر‪ ،2015 ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪- 167 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف االعتقال اإلداري‪ :‬يمكن تاريف االعصقال اإلاداةي بأنه سلب مؤقت للحري ‪ ،‬تجريه السلط‬
‫اإلاداةي ادان أمر قضائي‪ ،‬أا أنه تقييّ للحري الشخاي بمقصضى قراة ااادة من السلط اإلاداةي‬
‫المخصا ‪ ،‬باّف المحافظ على النظا ااألمن الاموميين من الخطوة النابا من الشخص الماصقل‪،1‬‬
‫كما يارف بأنه حجز الفراد في مكان ماين‪ ،‬امناه من الصنقل أا االتاال بغيره إال في الحّااد الصي تسمح‬
‫باا السلط اإلاداةي المخصا ‪ ،2‬اذلك لمّ محّاد ادان توجيه تام إليه اادان تقّيمه للمحاكم ‪.3‬‬
‫السابق نجّها تجمع على أن االعصقال اإلاداةي هو إجراء إاداةي يصالق بحفظ‬ ‫باسصاراض الصاريفا‬
‫النظا الاا ‪ ،‬موجه ضّ شخص لم تاّة أي أحكا قضائي تبرة تقييّ حريصه‪ ،‬فاو عباة عن إجراء‬
‫موضوعي توقاه السلط اإلاداةي المخصا على الشخص باعصباةه حال تطر على المجصمع‪ ،‬اذلك باّف‬
‫مناه من اإلتالل باألمن الاا اليس باّف ةادعه‪.4‬‬
‫ابناء عليه‪ ،‬نجّ بأن تاريف االعصقال اإلاداةي يقواد إلى اسصنصاج مجموع من الاناار الصي يقو‬
‫ً‬
‫علياا هذا اإلجراء‪ ،‬فاو من جا قراة ااادة عن جا إاداةي مخصا بمماةس سلط الضبط اإلاداةي‪،‬‬
‫امن جا أترى هو إجراء اقائي اليس باقوب جنائي ‪ ،‬األمر الذي يقوادنا إلى الصساؤل حول الطبيا‬
‫القانوني لالعصقال اإلاداةي؟‬
‫‪ -2‬الطبيعة القانونية لالعتقال اإلداري‪ :‬تظار األهمي الاملي لصحّيّ الطبيا القانوني إلجراء االعصقال‬
‫اإلاداةي في تحّيّ الجا القضائي المخصا برقاب مشراعي هذا اإلجراء‪ ،‬باإلضاف إلى مارف حقوق‬
‫اإلاداةي المخصا بإاّاة هذا القراة‪.‬‬ ‫األفرااد اتجاه الجاا‬
‫يجمع الفقه اكذا القضاء على اعصباة االعصقال اإلاداةي إجراء يصم بواسط قراة إاداةي‪ ،‬اهو بالصالي‬
‫يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي‪ ،‬اذلك بالنظر ألن هذا القراة يصجسّ في إفااح اإلاداة عن إةاادتاا الملزم‬

‫النظا الاا ‪ ،‬ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه‪ ،‬كلي الحقوق‪،‬‬ ‫‪ -1‬محمّ ابري السنوسي‪ ،‬الصوقيف اإلاداةي بين الحري الشخاي امقصضيا‬
‫جاما القاهر ‪ ،1996 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -2‬إسماعيل سالم ‪ ،‬الحبس االحصياطي ادةاس مقاةن ‪ ،‬ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه‪ ،‬كلي الحقوق‪ ،‬جاما القاهر ‪ ،1983 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -3‬شاادي أحمّ عبّ الازيز ادةايس ‪ ،‬الصوقيف اإلاداةي امّى ةقاب القضاء عليه‪ ،‬ةسال لنيل ادةج الماجسصير في القانون‪ ،‬كلي القانون‪،‬‬
‫جاما جرش‪ ،2015 ،‬ص ‪.22‬‬
‫علو الشريا االقانون‪ ،‬المجلّ‬ ‫‪-4‬عبّ الرؤاف الكساسب ‪ " ،‬ضمانات التوقيف اإلداري (الضمانات اإلدارية والجزائية)"‪ ،‬مجل ادةاسا‬
‫‪ ،42‬الاّاد ‪ ،2015 ،01‬ص ‪.284‬‬
‫‪- 168 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫افي الشكل الذي حّاده القانون بما لاا من سلط بقاّ إحّاث أثر قانوني‪ ،1‬اهذه هي المقوما‬
‫األساسي الالزم لوجواد القراة اإلاداةي‪.‬‬
‫من المؤكّ أن قراة االعصقال اإلاداةي ياصبر قرًا‬
‫اة إاداةًيا بالمانى القانوني الّقيق‪ ،‬اال ياصبر من‬
‫القضائي الصي يخضع‬ ‫قبيل أعمال السيااد غير الخاضا للرقاب القضائي ‪ ،‬كما أنه ال ياصبر من الق ار اة‬
‫الجزائي ‪ ،‬لكنه ياصبر قراة إاداةي يخضع‬ ‫المناوص علياا في قوانين اإلجراءا‬ ‫الطان فياا لإلجراءا‬
‫لرقاب المشراعي من طرف القاضي اإلاداةي‪.2‬‬
‫اهذا ما أكّته المحكم الّسصوةي الاليا الماري ‪ ،‬حيث جاء في حكماا المؤةخ في ‪ 16‬يونيو‬
‫‪ " :1986‬أنه ليس من الصعوبة إبراز الطبيعة اإلدارية لق اررات التوقيف اإلداري‪ ،‬وذلك ألنها تصدر عن‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬وهي تمارس إحدى وظائفها اإلدارية‪ ،‬لتحقيق هدف من أهداف الضبط اإلداري‪،‬‬
‫المنوط بجهة اإلدارة تحقيقه‪ ،‬وهو المحافظة على النظام العام"‪.3‬‬
‫اعليه‪ ،‬من المفراض أن يخضع قراة االعصقال اإلاداةي التصااص القاضي اإلاداةي‪ ،‬لكنه‬
‫محّاد يمكن للمشرع أن ياّل في قواعّ توزيع االتصااص القضائي‪ ،‬اهذا حصى يسمح‬ ‫االعصبا اة‬
‫للقاضي الااادي –على عكس القواعّ الاام ‪ -‬برقاب ق ار اة االعصقال اإلاداةي‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬المعالجة التشريعية إلجراء االعتقال اإلداري في القانونين الفرنسي والجزائري‪ :‬ةغم أن االعصقال‬
‫اإلاداةي يكصسي طبيا إاداةي ‪ ،‬إال أن المشرع أسنّ االتصااص برقابصه لجا القضاء الااادي‪ ،‬يظار هذا‬
‫الصوجه من تالل ادةاس المسأل في القانون الفرنسي (‪ ،)1‬اباّها مناقش الوضع في القانون الجزائري‬
‫(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬عبّ الرؤاف الكساسب ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.285‬‬


‫النظا الاا ‪ ،‬أطراح لنيل ادةج الّكصوةاه في القانون اإلاداةي‪،‬‬ ‫‪-2‬هاشم الحافظ‪ ،‬الصوقيف اإلاداةي بين الحري الشخاي امقصضيا‬
‫الاليا‪ ،2007 ،‬ص ‪12‬؛ أحمّ تلف سالم الحامّ‪ ،‬مّى مشراعي‬ ‫القانوني الاليا‪ ،‬جاما عمان الاربي للّةاسا‬ ‫كلي الّةاسا‬
‫القضائي األةادني ادةاس مقاةن ‪ ،‬ةسال مقّم لنيل ادةج الماجسصير في الحقوق‪ ،‬كلي الحقوق‪ ،‬جاما‬ ‫الصوقيف اإلاداةي في الصطبيقا‬
‫مؤت ‪ ،2007 ،‬ص ‪10‬؛ شاادي أحمّ عبّ الازيز ادةايس ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 23‬اما باّها‪.‬‬
‫‪-3‬المحكم الّسصوةي الاليا‪ ،‬حكم ااادة في ‪ 16‬يونيو ‪ ،1986‬القضي ةقم ‪ 55‬لسن ‪ 5‬ادسصوةي ‪ ،‬ذكره ابري محمّ السنوسي‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪- 169 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬االعتقال اإلداري في القانون الفرنسي‪ :‬لم ينص المشرع الفرنسي في قانون الطواةئ على إجراء‬
‫المقيّ لحري الصنقل أثناء تطبيق حال الطواةئ على منع‬ ‫االعصقال اإلاداةي‪ ،1‬حيث اقصار اإلجراءا‬
‫السياة ‪ ،‬المنع من اإلقام اتحّيّ اإلقام ‪.2‬‬
‫ا‬ ‫تنقل األشخاص ا‬
‫الحال الوحيّ الصي كرس من تاللاا المشرع الفرنسي إجراء االعصقال اإلاداةي توجّ ضمن قانون‬
‫ادتول اإقام األجانب احق اللجوء‪ ،‬حيث جاء الفال الرابع من الكصاب السابع من القسم الصشرياي‬
‫موسوما ب‪" :‬االعتقال اإلداري" "‪ ،"Rétention Administrative‬إذ تنص المااد ‪ L.741-1‬على أن‬ ‫ً‬
‫األجنبي الذي ال يقّ ضمانا فاال للمثول أثناء مباشر تنفيذ إجراءا الصرحيل من اإلقليم الفرنسي الصي‬
‫يخضع لاا‪ ،‬يمكن اضاه في االعصقال اإلاداةي ضمن أماكن ال تاواد التصااص إاداة السجون‪.3‬‬
‫من أجل ضمان الصنفيذ الجبري لصّابير ترحيل األجانب سواء كانت من طبيا إاداةي أا قضائي ‪،‬‬
‫اإلاداةي المخصا لصقييّ حري تنقل األجنبي‪ ،‬اذلك عن طريق إجراء‬ ‫فقّ أعطى المشرع اإلمكاني للسلطا‬
‫ترحيل‬ ‫الوضع في االعصقال اإلاداةي‪ ،‬فاذا اإلجراء يمثل اآللي القانوني األكثر شّ لصطبيق ق ار اة‬
‫األجانب ألنه يحر الفراد من مماةس حريصه في الصنقل‪ ،4‬ايفسر ذلك بمنح اإلاداة الوقت الكافي من أجل‬
‫تنظيم عملي ترحيل األجانب‪.5‬‬
‫اقراة االعصقال اإلاداةي لألجانب هو تّبير إاداةي ااادة عن اإلاداة المخصا اليس عقوب‬
‫القضائي ‪ ،‬اعااد ما يصم اتخاذ هذا االجراء مباشر باّ القبض على األجنبي‬ ‫جنائي ااادة عن الجاا‬
‫المصواجّ في اضعي غير قانوني من طرف ةجال األمن ااسصنفااده لفصر الصوقيف للنظر‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Loi n° 55-385 du 3 avril 1955, instituant un état d'urgence et en déclarant l'application en Algérie, JORF n°‬‬
‫‪0085, du 7 avril 1955, modifiée par l’Ordonnance n°60-372, modifiant certaines dispositions de la loi n° 55-385‬‬
‫‪du 3 avril 1955 instituant un état d'urgence, JORF n°0092, du 17 avril 1960, modifiée par la loi n° 2011-525, de‬‬
‫‪simplification et d'amélioration de la qualité du droit, JORF n° 0115, du 18 mai 2011, modifiée par la loi n°‬‬
‫‪2015-1501, prorogeant l'application de la loi n° 55-385 du 3 avril 1955 relative à l'état d'urgence et renforçant‬‬
‫‪l'efficacité de ses dispositions, JORF n° 0270, du 21 novembre 2015, modifiée par la loi n° 2016-987, prorogeant‬‬
‫‪l'application de la loi n° 55-385 du 3 avril 1955 relative à l'état d'urgence et portant mesures de renforcement de‬‬
‫‪la lutte antiterroriste, JORF n° 0169, du 22 juillet 2016.‬‬
‫‪ -2‬ميريا أكرا ‪ " ،‬نظام حالة الطوارئ في القانون الفرنسي"‪. ،‬ج‪.‬ع‪.‬ق‪.‬س‪ ،‬المجلّ ‪ ،58‬الاّاد ‪ ،2021 ،01‬ص ‪.438‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ordonnance n°2020-1733, du 16 décembre 2020, portant partie législative du code de l'entrée et du séjour des‬‬
‫‪étrangers et du droit d'asile, JORF n°0315, du 30 décembre 2020.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Exécution des mesures de départ forcé », JurissClasseur Administratif, LexisNexis,‬‬
‫‪Fasc. n° 223-67, date du fascicule : 7 février 2020, p 1.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Denis SEGUIN, préface de Vincent TCGEN, Guide du contentieux du droit des étrangères 2019/2020, à jour‬‬
‫‪de la loi du 10 septembre 2018, LexisNexis, Paris, 2019, p 107.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-Ibid, p 107.‬‬
‫‪- 170 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫قبل اّاة قانون ‪ 7‬ماةس ‪ 2016‬المصالق بحقوق األجانب بفرنسا‪ ،‬كان االعصقال اإلاداةي هو‬
‫اإلجراء األساسي المامول به أثناء تنفيذ تّابير الصرحيل من اإلقليم الفرنسي‪ ،‬لكن باّ ادتول هذا القانون‬
‫حيز الصنفيذ‪ ،‬أابح إجراء تحّيّ اإلقام هو اإلجراء الغالب الذي تلجأ إليه اإلاداة ‪ ،‬اال يصم اللجوء إلى‬
‫الصي يقّماا األجنبي‪ ،‬كما يمكن لإلاداة تطبيق‬ ‫تطبيق االعصقال اإلاداةي إال في حال عّ كفاي الضمانا‬
‫المفراض عليه بموجب قراة تحّيّ اإلقام ‪.1‬‬ ‫االعصقال اإلاداةي في حال مخالف األجنبي لاللصزاما‬
‫ياّة قراة الوضع في مركز االعصقال اإلاداةي من طرف المحافظ لمّ ثماني اأةباون (‪)48‬‬
‫ساع ‪ ،‬لكن ةغم اّاة هذا القراة عن سلط إاداةي فإن المشرع الفرنسي لم يخضاه التصااص القاضي‬
‫"‪.2"Le juge des libertés‬‬ ‫اإلاداةي بل منحه لقاضي الحريا‬
‫الوضع في مراكز االعصقال تاواد بشكل حاري لقاضي الحريا ‪،‬‬ ‫المصالق بق ار اة‬ ‫إن المنازعا‬
‫األمر الذي ياني بأن هناك تغيير جّةي في قواعّ توزيع االتصااص بالنسب لرقاب قراة إاداةي من‬
‫المفراض أن يخضع _حسب القواعّ الاام _ التصااص القاضي اإلاداةي‪ ،‬لكن المشرع فضل اتضاعه‬
‫التصااص القاضي الااادي (قاضي الحريات)‪.3‬‬
‫هناك من الفقه من برة تراج المشرع عن قواعّ االتصااص القضائي برغبصه في سن أساس‬
‫التصااص القاضي الااادي من أجل الصمكن من مماةس الرقاب على الظراف الصي يصم تاللاا حرمان‬
‫هذه‬ ‫األجنبي من مماةس حري الصنقل‪ ،‬اكذا ظراف توقيفه ااضاه في االعصقال اإلاداةي‪ .‬حيث جاء‬
‫نصيج ً لقراة المحكم األاةابي لحقوق اإلنسان في قضي ‪ AM‬الااادة في ‪ 12‬جويلي ‪،2016‬‬ ‫الصاّيال‬
‫اكذا قراة محكم الاّل األاةابي في قضي ‪ Mahdi‬الااادة في ‪ 5‬جوان ‪ 2014‬ضّ الّال الفرنسي ‪،‬‬
‫االعصقال اإلاداةي‬ ‫تصضمن انصقااد اتصااص القاضي اإلاداةي بمنازعا‬ ‫حيث تم توجيه مالحظا‬
‫لألجانب‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, édition à jour des réformes du CESEDA issues des‬‬
‫‪lois du 31 juillet 2015 et du 7 mars 2016, La Découverte, Paris 2017, p 335.‬‬
‫‪ -2‬اسصحّث المشرع الفرنسي نظا " قاضي الحريات" سن ‪ ،2000‬بموجب قانون ‪ 15‬جوان ‪ ،2000‬حيث أسنّ له االحي إاّاة‬
‫كل األاامر الماس بالحري الفرادي ‪ ،‬اهذا بالنظر لكونه جااز قضائي محايّ مقاةن بوكيل الجماوةي اقاضي الصحقيق‪ ،‬للمزيّ أنظر‪:‬‬
‫‪Qu’est-ce qu’un juge des libertés et de la détention (JLD) ? dernière modification : 11 juin 2019, disponible sur‬‬
‫‪le site : https://www.vie-publique.fr/fiches/38261-juge-des-libertes-et-de-la-detention-jld-lois-de-2000-et-2016,‬‬
‫‪consulté le 02 mai 2021, à 23 :00.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Denis SEGUIN, op.cit, p 109.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Laurent FABRE, « Droit des étrangers : une répartition des compétences entre juge administratif et‬‬
‫‪judiciaire », Dalloz Actualité, 12 décembre 2016, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.dalloz-actualite.fr/chronique/droit-des-etrangers-une-repartition-des-competences-entre-juges-‬‬
‫‪administratif-et-judiciair, consulté le 25 avril 2021 ; à 16:00.‬‬
‫‪- 171 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حيث أن افصقاة المنازع اإلاداةي لخااي األثر الموقف للطان يجالاا مصااةض مع ضراة‬
‫ضمان ةقاب قضائي فاال حسب ما تقصضيه المااد ‪ 5‬من االتفاقي األاةابي لحماي حقوق اإلنسان‬

‫األساسي ‪ ،‬اهو ما يجال جا القضاء اإلاداةي تماةس ةقاب محّااد ً‬


‫جّا فيما يصالق بالظراف‬ ‫االحريا‬
‫السابق ‪ ،‬اكذا الشراط الصي يصم من تاللاا توقيف األجنبي‪.1‬‬
‫لاذا تّتل المشرع الفرنسي من تالل قانون ‪ 7‬ماةس ‪ ،2016‬امنح االتصااص بشكل اريح‬
‫للقاضي الااادي في ةقاب مشراعي قراة االعصقال اإلاداةي‪ ،‬حيث تصضمن هذه الرقاب ‪ ،‬الوقائع السابق‬
‫األجنبي في‬ ‫لقراة االعصقال‪ ،‬القراة اإلاداةي المصضمن الوضع في مركز االعصقال‪ ،‬ا ًا‬
‫أتير ةقاب ضمانا‬
‫مماةس حق الطان القضائي ضّ هذا القراة‪ .2‬هذا الخراج على قواعّ االتصااص يكون ضراةًيا فقط‬
‫في حال االعصّاء الجسيم على الحري اكذا مّ هذا االعصّاء‪ ،‬اهو ما يظار في حال االعصقال اإلاداةي‬
‫لألجانب‪.3‬‬
‫من طرف الفقه‪ ،‬اذلك بالنظر‬ ‫ااجات عملي تحويل االتصااص القضائي هذه باض االنصقاادا‬
‫إلى أن المشرع نص في المااد ‪ L.512-1‬من قانون ادتول اإقام األجانب احق اللجوء على أن قراة‬
‫لكنه لم يحّاد طبيا امّى هذه الرقاب ‪ ،‬فقاضي الحريا‬ ‫االعصقال اإلاداةي يخضع لرقاب قاضي الحريا‬
‫تاواا عنّ اسصامال اسائل ةقاب المشراعي الّاتلي االخاةجي‬
‫ً‬ ‫ليس بقاض إلغاء أا تجااز السلط ‪،‬‬
‫للق ار اة اإلاداةي ‪ ،4‬اهو ما ادفع باض الفقه إلى القول بأن قاضي الحريا يقع في منطق اسط‪ ،‬اهو‬
‫ترحيل‬ ‫يجسّ تقاسم االتصااص بين النظا القضائي الااادي ااإلاداةي عنّما يصالق األمر بمنازعا‬
‫األجانب‪.5‬‬
‫بالنسب لّسصوةي نقل االتصااص للقاضي الااادي‪ ،‬سبق للمجلس الّسصوةي الفرنسي اأن كرس‬
‫المصالق بّتول اإقام األجانب بفرنسا تخضع التصااص القاضي‬ ‫عاما مقصضاه اعصباة الق ار اة‬
‫مبّأ ً‬

‫‪1‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Exécution des mesures de départ forcé », op.cit, p 19.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Marie-Anne BAULON, « Le renforcement de l’intervention du juge judiciaire : les règles procédurales‬‬
‫‪applicables », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le territoire national,‬‬
‫‪organisé par la Cour de cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation irrégulière, ouvrage‬‬
‫‪coordonné par Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, p 40.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Jean-Paul MARKUS, op.cit, n°57, p 20.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Denis SEGUIN, op.cit, p 109.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Patrice SPINOSI, « Le renforcement du contrôle du juge des libertés et de la détention : l’incidence de‬‬
‫‪l’article 66 de la Constitution », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le‬‬
‫‪territoire national, op.cit, p 23.‬‬
‫‪- 172 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلاداةي‪ ،‬لكن مع حفظ مجال تطبيق المااد ‪ 66‬من الّسصوة االصي تجال من القاضي الااادي الحامي‬
‫للحري الفرادي ‪.1‬‬
‫على الصوزيع‬ ‫اعصرف المجلس الّسصوةي الفرنسي منذ مّ طويل بإمكاني المشرع اضع اسصثناءا‬
‫الااة لالتصااص القضائي بين جاصي القضاء اإلاداةي االااادي‪ ،‬اهذا في إطاة تبني سياس تحسين‬
‫هو تأكيّ لاذا االجصاااد‬ ‫االعصقال اإلاداةي لألجانب لقاضي الحريا‬ ‫إاداة مرفق الاّال ‪ ،2‬اإسنااد منازعا‬
‫الّسصوةي‪.3‬‬
‫بالنسب لّسصوةي اتصااص القاضي الااادي برقاب قراة االعصقال اإلاداةي لألجنبي الخاضع‬
‫الصرحيل‪ ،‬نجّ بأن موقف المجلس الّسصوةي ثابت منذ سن ‪ ،2011‬اذلك بمناسب ق ارةه ةقم‬ ‫إلجراءا‬
‫برقاب مشراعي قراة االعصقال‪ ،‬اذلك‬ ‫‪ ،672-2011‬حيث اعصرف بّسصوةي اتصااص قاضي الحريا‬
‫باّ اسصنفااد مال تمس (‪ )5‬أيا ‪ ،‬اهي مال كافي للقاضي اإلاداةي بأن يصّتل عن طريق آلي‬
‫االستعجال‪-‬حرية لرقاب القراة اإلاداةي المصضمن ترحيل األجنبي االذي يمثل األساس القانوني لقراة‬
‫االعصقال‪.4‬‬
‫بينما الجّيّ الذي جاء به قانون ‪ 7‬ماةس ‪ 2016‬هو أنه نقل االتصااص بشكل كلي لقاضي‬
‫الحريا ‪ ،‬حيث أابح هذا األتير يفال بأمر ااحّ في مشراعي قراة االعصقال اإلاداةي اكذا تمّيّه‪.5‬‬
‫ةغم هذا الصغيير في قواعّ االتصااص القضائي‪ ،‬فإن المشرع لم يسصامل ماطلح "إلغاء القرار‬
‫اإلداري"‪ ،‬ألن هذا الصابير تاص بّعوى تجااز السلط الصي تاواد التصااص القاضي اإلاداةي‪ ،‬بينما‬
‫إلى تقرير مشراعي قراة االعصقال اإلاداةي‬ ‫اسصامل عباة "فحص"‪ ،‬الصي من تاللاا يال قاضي الحريا‬
‫اتمّيّه أا إناائه‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-C.C, décision n° 89-261, DC du 28 juillet 1989, précité.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.C, décision n° 86-224, DC du 23 janvier 1987, loi transférant à la juridiction judiciaire le contentieux des‬‬
‫‪décisions du Conseil de la concurrence, JORF n° 0021, du 25 janvier 1987.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Patrice SPINOSI, op.cit, p 30.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-C.C, décision n° 2011-631, DC du 9 juin 2011, loi relative à l'immigration, à l'intégration et à la nationalité,‬‬
‫‪JORF n° 0139, du 17 juin 2011.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Suzanne VON COESTER, Stéphanie GARGOULLAUD, « L’articulation des contentieux commentaire à‬‬
‫‪deux voix de la loi du 7 mars 2016 », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le‬‬
‫‪territoire national, organisé par la Cour de cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation‬‬
‫‪irrégulière, ouvrage coordonné par Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, p 100.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-Ibid, pp 105-106.‬‬
‫‪- 173 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫طانا مصالًقا‬
‫عليه المحكم اإلاداةي لبوةادا " ‪ ،" Bordeaux‬حيث ةفضت ً‬ ‫اهذا بالضبط ما أكّ‬
‫بقراة اعصقال إاداةي على أساس أن نقل االتصااص ينصاك حقوق الماني ألن المشرع منح لقاضي‬
‫‪-‬‬ ‫سلط إلغاء قراة االعصقال‪ ،‬اجاء في حكم المحكم أن اآللي الجّيّ سمحت لقاضي الحريا‬ ‫الحريا‬
‫زيااد على الرقاب الصي كانت له بالفال من قبل‪-‬القيا برقاب مشراعي قراة االعصقال اإلاداةي لألجانب‪.1‬‬
‫هذا األمر جاء باّ قراة المجلس الّسصوةي ةقم ‪ 728-2016‬الذي فحص من تالله ادسصوةي‬
‫القانون ةقم ‪ ،274-2016‬حيث لم يصطرق القاضي الّسصوةي لمسأل تحويل االتصااص بشكل كلي‬
‫الجّيّ‬ ‫من أجل ةقاب مشراعي قراة االعصقال اإلاداةي لألجانب‪ ،2‬بمانى أن الصاّيال‬ ‫لقاضي الحريا‬
‫ال تحو حولاا شبا عّ الّسصوةي ‪.‬‬
‫في األتير‪ ،‬تجّة اإلشاة إلى حال االعصقال اإلاداةي لألجانب في حال طلب اللجوء‪ ،‬حيث عااد‬
‫المشرع الفرنسي اأعطى االتصااص للقاضي اإلاداةي برقاب مشراعي قراة االعصقال‪ ،‬اهو ما قضى‬
‫المجلس الّسصوةي بّسصوةيصه‪ ،‬اذلك باّ فحاه لمسأل أالوي ادسصوةي تصالق بالمااد ‪ L.556-1‬من قانون‬
‫ادتول اإقام األجانب احق اللجوء‪.3‬‬
‫يرى األسصاذ ‪ Gweltaz EVELLARD‬بأن المجلس الّسصوةي ضاعف من تالل هذا االجصاااد‬
‫األجانب‪ ،‬حيث أكّ على االتصااص الطبياي للقاضي‬ ‫المصالق بمنازعا‬ ‫تاقيّ توزيع االتصاااا‬
‫بّال من القاضي الااادي الذي يخصص بحماي الحري الفرادي ‪،‬‬
‫اإلاداةي ً‬ ‫الق ار اة‬ ‫اإلاداةي في ةقاب منازعا‬
‫اهو ما يؤكّ المكان النسبي الصي تحصلاا هذه األتير ‪ .4‬اهو باذا يكون قّ تراجع عن تطبيق اجصاااده‬
‫مجلس المنافس ‪ ،‬ايايّ‬ ‫السابق الااادة في ‪ 23‬جانفي ‪ 1987‬االمصالق باالتصااص في ةقاب ق ار اة‬
‫ترسيم الحّااد الصي يطرحاا قراة إاداةي سالب للحري ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-C.A.A Bordeaux, ord, 23 juin 2017, n° 17BX01467, cité par Vincent TCHEN, « Exécution des mesures de‬‬
‫‪départ forcé », op.cit, p 19.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.C, décision n° 2016-728, DC du 3 mars 2016, loi relative au droit des étrangers en France, JORF n° 0057,‬‬
‫‪du 8 mars 2016.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.C, décision n° 2019-807, QPC du 4 octobre 2019, M. Lamin J (Compétence du juge administratif en cas de‬‬
‫‪contestation de l'arrêté de maintien en rétention faisant suite à une demande d'asile formulée en rétention), JORF‬‬
‫‪n° 0232, du 5 octobre 2019.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Gweltaz EVELLARD, « La compétence du juge administratif en cas de constatation du maintien en‬‬
‫‪rétention faisant suit à une demande d’asile en rétention », commentaire sur C.C, décision n° 2019-807, QPC‬‬
‫‪du 4 octobre 2019, Droit administratif, n° 1, janvier 2020, p 10.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Pierre-Yves SAGNIER, « Le maintien en rétention du demandeur d’asile : le dualisme juridictionnel à‬‬
‫‪l’éprouve des décisions administratives privatives de libertés », Petites affiches, Gazette du Palais, n° 12, du‬‬
‫‪16 janvier 2020, p 7.‬‬
‫‪- 174 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -2‬االعتقال اإلداري في القانون الجزائري‪ :‬بالبحث في المنظوم القانوني الجزائري ‪ ،‬نجّ أن إجراء‬
‫االعصقال اإلاداةي مكرس في حالصين‪ ،‬األالى مصالق باالعصقال اإلاداةي للمواطنين أثناء تطبيق حالصي‬
‫الحااة أا الطواةئ‪ ،‬االثاني تصالق باألجنبي الخاضع لقراة الطراد من الصراب الوطني‪.‬‬
‫نات المااد ‪ 4‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ 196-91‬المصضمن تقرير حال الحااة على‪ " :‬يمكن‬
‫السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة‪ ،‬ضمن الحدود والشروط التي تحددها الحكومة‪ ،‬أن تتخذ‬
‫تدابير االعتقال اإلداري‪ ،1"...‬اقّ حّاد المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 201-91‬الذي يضبط حّااد الوضع في‬
‫مركز األمن اشراطه المقاواد باالعصقال اإلاداةي‪ ،‬حيث تنص المااد ‪ 2‬منه على‪ " :‬يتمثل الوضع في‬
‫مركز األمن ألي شخص يكون سلوكه خط ار على النظام العام أو على أمن األشخاص‪ ،‬أو حسن حسير‬
‫المرافق العمومية‪ ،‬في حرمانه من حرية الذهاب واالياب‪.2"...‬‬
‫المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 75-92‬الذي يحّاد شراط تطبيق باض أحكا‬ ‫اقّ حّاد‬
‫المرسو الرئاسي ةقم ‪ 44-92‬المصضمن إعالن حال الطواةئ‪ ،‬الطبيا القانوني إلجراء االعصقال اإلاداةي‪،‬‬
‫حيث جاء فياا‪ " :‬يعتبر الوضع في مركز أمن‪ ،‬تدبي ار إداريا‪ ،‬ذا طابع وقائي‪ ،‬يتمثل في حرمان كل‬
‫شخص راشد يعرض سلوكه النظام واألمن العموميين‪ ،‬وكذا حسن سير المصالح العمومية من حريته‬
‫في الذهاب واإلياب‪.3"...‬‬
‫من تالل تحليل الناوص القانوني المصالق بصنظيم حالصي الحااة االطواةئ‪ ،‬نجّ بأن المنظم‬
‫لم يكرس ضمان الرقاب القضائي على قراة االعصقال اإلاداةي ةغم النص اراح على الطبيا اإلاداةي‬
‫لاذا األتير‪.‬‬
‫لكن اكما يرى أحّ الباحثين‪ ،‬فإن عّ النص على إمكاني الطان القضائي ضّ قراة االعصقال‬

‫اإلاداةي ال ياني أن هذا القراة يفلت من الرقاب القضائي ‪ ،‬حيث يكون ً‬


‫قابال للطان عن طريق ادعوى‬
‫اإللغاء على أساس أن هذه األتير ال تحصاج إلى النص علياا من أجل مباشرتاا‪ ،‬اهذا باعصباةها من‬
‫القواعّ الاام ‪.4‬‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 4‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،196-91‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،201-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،75-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬حمز نقاش‪ "،‬دور القضاء اإلداري في حماية الحريات الشخصية أثناء حالة الطوارئ‪ :‬حالة االعتقال اإلداري"‪ ،‬مجل الالو‬
‫اإلنساني ‪ ،‬الاّاد ‪ ،45‬جوان ‪ ،2016‬ص ‪.254‬‬
‫‪- 175 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اعليه‪ ،‬فإن قراة االعصقال اإلاداةي هو قراة إاداةي يّتل ضمن مماةس سلط الضبط اإلاداةي‬
‫الظراف االسصثنائي ‪ ،‬لذلك فاو يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي طبًقا للقواعّ الاام ‪ ،‬اعّ‬ ‫أثناء حاال‬
‫اإلاداةي في ق ارةاتاا الرامي لحفظ‬ ‫النص على ضمان الرقاب القضائي ياّف إلى تغليب كف السلطا‬
‫النظا ااألمن الاموميين أثناء تطبيق حالصي الطواةئ االحااة‪ ،‬لاذا يجب على المشرع عنّ إاّاةه‬
‫للقانون الاضوي المصالق بصنظيم حال الطواةئ االحااة‪ ،1‬النص اراح على تكريس ضمان الرقاب‬
‫القضائي من تالل اتصااص القاضي اإلاداةي برقاب ق ار اة االعصقال اإلاداةي‪.‬‬
‫كما نص المشرع الجزائري على إجراء االعصقال اإلاداةي ضمن قانون ادتول األجانب إلى الجزائر‬
‫اإقامصام باا اتنقلام فياا‪ ،‬اهذا بالنسب لألجنبي الااادة بشأنه قراة الطراد إلى تاةج الحّااد‪ ،‬حيث تنص‬
‫في هذا اإلطاة المااد ‪ 37‬من القانون المذكوة أعاله على‪ " :‬يمكن أن تحدث عن طريق التنظيم مراكز‬
‫انتظار تخصص إليواء الرعايا األجانب الموجودين في وضعية غير قانونية‪ ،‬في انتظار طردهم إلى‬
‫الحدود أو تحويلهم إلى بلدهم األصلي‪.2"...‬‬
‫مر أترى‪ ،‬لم ينص المشرع الجزائري على حق األجنبي الخاضع إلجراء االعصقال اإلاداةي في‬
‫الطان القضائي ضّ هذا القراة‪ ،‬اهذا عكس ما هو مكرس في الصشريع الفرنسي‪ ،‬فلماذا لم يساير المشرع‬
‫الجزائري نظيره الفرنسي في هذا الخاوص؟ مع الالم بأن المشرع الجزائري ًا‬
‫كثير ما يقو بنقل األحكا‬
‫القانوني من الصشريع الفرنسي‪.‬‬
‫تكمن اإلجاب على هذا السؤال في أن األحكا القانوني ليست مصطابق ‪ ،‬ففي القانون الفرنسي نجّ‬
‫بأن المااد ‪ 66‬من الّسصوة لاا مفاعيل ااضح بحيث ادفات المشرع إلى تحويل االتصااص لقاضي‬
‫في ةقاب ق ار اة االعصقال اإلاداةي‪ ،‬على أساس أن هذا اإلجراء يحر الشخص من حريصه الفرادي ‪،‬‬ ‫الحريا‬
‫نظير في الّسصوة الجزائري‪ .‬كما أن المشرع الفرنسي كان تحت تأثير‬
‫ًا‬ ‫هذا النص الّسصوةي ال نجّ له‬
‫توجياا القانون األاةابي المشصرك اكذا ق ار اة المحكم األاةابي لحقوق اإلنسان‪ ،‬اهو ما ال نجّه في‬
‫القانون الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص الفقر الثاني من المااد ‪ 97‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ 2020‬على‪ " :‬يحدد قانون عضوي تنظيم حالة الطوارئ وحالة‬
‫الحصار"‪ .‬مع المالحظ أن هذا النص امنذ تكريسه أال مر ضمن ادسصوة ‪ 1996‬لم يصم إاّاة القانون الاضوي المصالق به إلى‬
‫اآلن‪.‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 37‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 176 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اعليه‪ ،‬يمكن القول بأن قراة االعصقال اإلاداةي لألجانب مثله مثل قراة االعصقال اإلاداةي المصالق‬
‫بالمواطنين يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي‪ ،‬اذلك بصطبيق المعياة الاضوي الضابط لالتصااص القضائي‬
‫للقاضي اإلاداةي االمناوص عليه في المااد ‪ 800‬من ق إ إ‪ ،‬اهذا حصى في ظل عّ النص على ذلك‬
‫اراح في الناوص القانوني الخاا ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عن اإلطار المفاهيمي لممارسة حرية التنقل‬


‫بشكل عا اادان ةبطاا بشراط ماين ‪،‬‬ ‫عااد ما ينص المؤسس الّسصوةي على الحقوق االحريا‬
‫المضمون بموجب الّسصوة بشكل يجال‬ ‫اهو ما ياني أن المشرع بإمكانه تنظيم الحقوق االحريا‬
‫مماةسصاا من الناحي الاملي ممكن ‪ .‬لكن ما يالحظ أن المؤسس الّسصوةي الجزائري ةبط مماةس حري‬
‫الاام‬ ‫مثيال بالنسب لباقي الحقوق االحريا‬
‫الصنقل بضراة توافر مجموع من الشراط الصي ال نجّ لاا ً‬
‫(الفرع األول)‪.‬‬

‫تماةس السلطا اإلاداةي اتصااااتاا المصالق بسلط الضبط اإلاداةي اتجاه حري الصنقل ً‬
‫بناء‬
‫على مااادل تاّف إلى تحقيق الصوازن بين المالح الاام من جا ‪ ،‬احماي الحقوق االحريا الخاا‬
‫باألفرااد من جا أترى‪ ،‬اهي في ذلك ال تماةس هذه الوظيف باف مطلق بل هي مجبر على الامل‬
‫ضمن جمل من القيواد (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط ممارسة حرية التنقل‬


‫تنص المااد ‪ 49‬فقر ‪ 01‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ 2020‬على‪ " :‬يحق لكل مواطن يتمتع‬
‫بحقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬أن يختار بحرية موطن إقامته‪ ،‬وأن يتنقل بحرية عبر التراب الوطني"‪ .1‬من‬
‫تالل هذا النص يصضح بأن المؤسس الّسصوةي اضع مجموع من الشراط لمماةس حري الصنقل‪ ،‬فيجب‬
‫مصمصاا بحقوقه المّني‬
‫ً‬ ‫أن تصوافر في الشخص الماني باذه الحري اف المواطن (أوال)‪ ،‬اأن يكون‬
‫االسياسي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬المواطنة‪ :‬نص المؤسس الّسصوةي في المااد ‪ 49‬المذكوة أعاله‪ ،‬على شرط المواطن بشكل غير‬
‫مباشر‪ ،‬اذلك عنّما اسصامل ماطلح "المواطن" بّل ماطلح "الفرد" أا "الشخص"‪ ،‬اهذا ياني أنه‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 49‬فقر ‪ 01‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪- 177 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يخاطب فئ المواطنين‪ .‬األمر الذي يصطلب تاريف فكر المواطن (‪ ،)1‬اتطبيق القاضي اإلاداةي لاذا‬
‫الشرط (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬تعريف المواطنة‪ :‬تارف المواطن لّى فقااء القانون بأناا‪ " :‬التزامات متبادلة بين األشخاص‬
‫والدولة‪ ،‬فالشخص يحصل على بعض الحقوق السياسية والمدنية نتيجة انتمائه إلى مجتمع سياسي‬
‫معين‪ ،‬وعليه في الوقت نفسه أن يؤدي بعص الواجبات"‪ ،1‬كما يقاّ باا‪ " :‬الرابطة القانونية‬
‫واالجتماعية التي تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي‪ ،‬ومن خالل هذه العالقة يقدم الطرف األول‬
‫الوالء بينما يتولى الطرف الثاني الحماية‪ ،‬وتتحدد هذه العالقة بين الفرد والدولة عن طريق أنظمة‬
‫الحكم القائمة"‪.2‬‬
‫إن فكر المواطن تصضمن بالضراة المسااا بين المواطنين‪ ،‬فاي باعصباةها مفاو قانوني في‬
‫األساس ترتكز على شرطين؛ األال يصالق بالّال الوطني اما يسصبع ذلك من إقام مجصمع عاري يقو‬
‫على إةااد العيش المشصرك بين مواطنيه‪ ،‬االثاني يرتبط بالنظا الّيمقراطي اةكيزته األساسي المصالق‬
‫بالموازن بين الحقوق االواجبا ‪.3‬‬
‫اعنّ الحّيث عن المواطن يطرح الصساؤل حول اسصباااد مفاو األجنبي؟ هذا األتير له موقع‬
‫تاص اداتل الّال ‪ ،‬الاذا اةتبط تجسيّ فكر المواطن باسصباااده من الصمصع بباض الحقوق االحريا ‪،4‬‬
‫األمر الذي جال الباض يميز بين مفاو المواطن امفاو الجنسي ‪ ،‬على أساس أن هذه األتير تمثل‬
‫ال اربط القانوني الصي تجمع الفراد برقا جغرافي محّاد ‪ ،‬ايصمصع باا سواء بطريق أالي أا مكصسب حسب‬
‫قانونيا يخوله مماةس مجموع من‬
‫ً‬ ‫مركز‬
‫ما تنص عليه القوانين االصشرياا ‪ ،‬لذلك تمنح الجنسي لحاملاا ًا‬
‫الحقوق اتفرض عليه مجموع من االلصزاما ‪ ،‬بينما نجّ بأن المواطن هي الاالق المصرتب عن مّى‬
‫هذا المركز‪ ،‬االصي يصبلوة عناا في األتير الاوي ااالنصماء في اوة المواطن ‪.5‬‬ ‫تطبيق مصرتبا‬

‫‪ -1‬عبّ الازيز أحمّ اداااد‪ " ،‬دور الجامعة في تنمية قيم المواطنة لدى الطلبة –دراسة ميدانية بجامعة كفر الشيخ‪ ،"-‬المجل الّالي‬
‫لألبحاث الصربوي ‪ ،‬جاما اإلما اة الاربي المصحّ ‪ ،‬الاّاد ‪ ،2011 ،30‬ص ‪.260‬‬
‫الالو االجصماعي ‪ ،‬اداة المارف الجامعي ‪ ،‬اإلسكنّةي ‪ ،1995 ،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪ -2‬غيث محمّ عاطف‪ ،‬المرجع في ماطلحا‬
‫‪ -3‬حسين فريج ‪" ،‬المواطنة تطورها ومقوماتها"‪ ،‬مجل المنصّى القانوني‪ ،‬الاّاد ‪ ،07‬أفريل ‪ ،2010‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -4‬نبيل قرقوة‪ " ،‬األسس القانونية للمواطنة بين القوانين العربية ومواثيق حقوق اإلنسان"‪ ،‬مجل الالو االجصماعي ‪ ،‬الاّاد ‪،25‬‬
‫اديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -5‬محمّ عربي الادمي‪ " ،‬المواطنة كخاصية مميزة للدولة الوطنية‪ :‬دراسة تحليلية للمواطنة في أبعادها وقيمها"‪ ،‬مجل آفاق علمي ‪،‬‬
‫المجلّ ‪ ،11‬الاّاد ‪ ،2019 ،03‬ص ص ‪.87-86‬‬
‫‪- 178 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اعليه‪ ،‬يمكن القول أن المواطن هي عباة عن ةابط سياسي اقانوني تربط الفراد بّال ماين‬
‫يحال بموجباا على جمل من الحقوق كالحق في االنصخاب‪ ،‬الحق في تولي الوظائف الاام ‪ ،‬كما‬
‫كّفع الضرائب االّفاع عن الوطن‪.1‬‬ ‫الوقت مجموع من االلصزاما‬ ‫يصحمل في ذا‬
‫الصي تصرتب‬ ‫فالمواطن هي تجسيّ على المسصوى الحقوقي لمجموع من الحقوق اكذا االلصزاما‬
‫على تمصع الفراد بجنسي ادال ماين ‪ ،‬هذا المفاو يخصلف من ادال إلى أترى بحسب طبيا النظا‬
‫الّيمقراطي‪ ،‬اتجسيّ قيم المواطن في الحيا السياسي االمّني ‪.‬‬
‫ما يمكن اسصنصاجه من تالل شرط المواطن أن المؤسس الّسصوةي قّ ضيق من نطاق مماةس‬
‫حري الصنقل‪ ،‬اذلك بجالاا مقصار على المواطنين فقط ادان األجانب‪ ،‬اهو ما يخالف الواقع حيث يضم‬
‫إقليم الّال –إلى جانب المواطنين‪ -‬أجانب من أاناف مخصلف ‪ :‬سواح‪ ،‬الجئين‪ ،‬سياسيين‪ ،‬عمال‪،‬‬
‫طلب ‪ ...،‬هؤالء يكون تواجّهم باف قانوني اداتل إقليم الّال فمن غير المقبول القول بحرمانام من‬
‫حري الصنقل بحج أنام من غير مواطني الّال ‪.2‬‬
‫أما بالنسب للناوص المصالق بحري الصنقل في المواثيق الّالي لحقوق اإلنسان فقّ اسصاملت‬
‫ماطلح " الفرد"‪ ،3‬األمر الذي يفام منه أن هذه الحري تشمل جميع المصواجّين اداتل إقليم الّال سواء‬
‫أكبر لمماةس حري الصنقل‪.‬‬ ‫كانوا مواطنين أا أجانب‪ ،‬اهي بالصالي تاطي ضمانا‬
‫‪ -2‬تطبيق القاضي اإلداري لشرط المواطنة عند رقابته للق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪ :‬ترتبط‬
‫فكر المواطن بشكل ااضح بالجنسي ‪ ،‬هذه األتير تاصبر ةابط قانوني اسياسي تابر عن عالق الفراد‬
‫بالّال اشاوةه باالنصماء لاا‪ ،‬بحيث يصرتب عن هذه الاالق نصيج مام هي الصمييز بين المواطن‬
‫ااألجنبي‪ ،‬فاذا األتير ماما كانت مّ إقامصه اداتل الّال فاو ال يرقى إلى ادةج المواطن ابالصالي ال‬
‫يصمصع باف المواطن ‪ ،‬حيث أن هذه األتير قاار فقط على األفرااد حاملي جنسي الّال ‪.4‬‬

‫‪ -1‬ابصسا بولقواس‪ " ،‬المقومات القانونية للمواطنة"‪ ،‬مجل السراج في الصربي اقضايا المجصمع‪ ،‬الاّاد ‪ ،06‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -2‬أمين مرزاق‪ " ،‬حرية التنقل طبقا للتعديل الدستوري ‪ ،"2016‬مجل االجصاااد القضائي‪ ،‬المجلّ ‪ ،12‬الاّاد ‪( 22‬عّاد تاص)‪،‬‬
‫أفريل ‪ ،2020‬ص ‪.813‬‬
‫‪ -3‬أنظر المااد ‪ 13‬من اإلعالن الاالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬مرجع سابق؛ المااد ‪ 12‬من الااّ الّالي الخاص بالحقوق المّني‬
‫السياسي ‪ ،‬مرجع سابق؛ المااد ‪ 25‬من الميثاق الاربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬مرجع سابق؛ المااد ‪ 12‬من الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان‬
‫األساسي (االتفاقي األاةابي لحقوق‬ ‫االشاوب‪ ،‬مرجع سابق؛ المااد ‪ 2‬من البراتوكول ةقم ‪ 04‬التفاقي حماي حقوق اإلنسان االحريا‬
‫اإلنسان)‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪- 179 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يظار هذا الصمييز بالنسب لمماةس حري الصنقل على مسصوى الحق في الاواد إلى الصراب الوطني‬
‫بالنسب للمواطن‪ ،‬االذي كرسه المؤسس الّسصوةي من تالل نص المااد ‪ 49‬فقر ‪ 02‬من الّسصوة الصي‬
‫جاء فياا‪ " :‬لكل مواطن الحق في الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه"‪.1‬‬
‫في قراة لمجلس الّال الجزائري مؤةخ في ‪ 21‬أكصوبر ‪ ،2009‬نجّ بأن القاضي اإلاداةي ةبط بين‬
‫الصمصع بالجنسي الجزائري ابين حق المواطن في الاواد االّتول إلى الجزائر‪ .‬تصلخص اقائع القضي في‬
‫أن السيّ (ح‪.‬ط) مواطن جزائري مقيم بفرنسا تم مناه من الّتول إلى الجزائر بموجب قراة غير مبلغ‬
‫ااادة عن ازير الّاتلي سن ‪ ،1980‬بحج أن الماني قا بالخّم في افوف الجيش الفرنسي أثناء‬
‫بناء على نص المااد ‪ 68‬من القانون ةقم ‪ 07-99‬المؤةخ في ‪ 5‬أبريل ‪ 1999‬المصالق‬
‫ثوة الصحرير‪ ،‬اهذا ً‬
‫بالمجاهّ االشايّ‪ ،‬الصي نات على فقّان الحقوق المّني االسياسي بالنسب لألشخاص الذين كان لام‬
‫سلوكا غير مشرف أثناء ثوة الصحرير الوطني‪.‬‬
‫ضّ المالح الوطني أا سلكوا ً‬ ‫تارفا‬
‫من اجا نظر القاضي اإلاداةي الجزائري‪ ،‬فإن فقّان الحقوق المّني االسياسي ال يمكن أن يكون‬
‫إال بموجب مرسو كما هو الحال بالنسب للصجريّ من الجنسي الجزائري ‪ ،‬لكن تبث أن السيّ (ح‪.‬ط)‬
‫جزائري الجنسي حسب الشاااد المقّم في الملف‪ ،‬اعليه فإنه اطبًقا للمااد ‪ 44‬من الّسصوة فإنه يحق له‬
‫الّتول إلى الصراب الوطني باعصباة هذا الحق يمثل حري أساسي تسصنّ على أساس ادسصوةي تكلف اإلاداة‬
‫بوضاه موضع الصنفيذ‪.‬‬
‫اعليه فإنه‪ " :‬إذا كان يحق فعال من حيث المبدأ لكل دولة االحتفاظ بحقها في اتخاذ التدابير‬
‫الخاصة بحرية الدخول والخروج من إقليمها فإنه مع ذلك ال يمكن تطبيق ذلك على مواطن جزائري‬
‫معتبر كذلك ما لم يثبت العكس والذي يتمتع بناء على الدستور بحرية الدخول إلى اإلقليم الوطني‬
‫والتنقل في أنحائه إال في حالة ما إذا كانت هذه الحرية محل تقييد محدد تحديدا دقيقا في القانون"‪.2‬‬
‫بصحليل هذا القراة يصضح بأن القاضي اإلاداةي ةبط بين الحق في الّتول إلى اإلقليم الوطني ابين‬
‫اإلاداةي المخصا تبقى محصفظ بكامل‬ ‫شرط المواطن ‪ ،‬األمر الذي ياني بمفاو المخالف أن السلطا‬
‫اتصاااا في منع األجنبي من الّتول على عكس المواطن الذي يصمصع بالجنسي الجزائري ‪ ،‬هذا األتير‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 49‬فقر ‪ 02‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مجلس الّال ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،052342‬مؤةخ في ‪ 21‬أكصوبر ‪ ،2009‬قضي (ح‪.‬ط) ضّ ازير الّاتلي ‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد‬
‫‪ ،2012 ،10‬ص ‪.162‬‬
‫‪- 180 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫من الممكن أن يفقّ هذا الحق في حال تقييّ حريصه في الصنقل نصيج الصجريّ من الجنسي الجزائري ‪ ،‬اهو‬
‫فر في القضي محل القراة المذكوة أعاله‪.‬‬
‫األمر الذي لم يكن مصوا ًا‬
‫هذا االتجاه القضائي الجّيّ يشكل قطيا مع االتجاه السابق للقاضي اإلاداةي الجزائري‪ ،‬سواء‬
‫على مسصوى مجلس الّال باّ تكريس نظا االزادااجي القضائي أا بالنسب للقاضي الفاال في‬
‫اإلاداةي المخصا أن تمنع‬ ‫اإلاداةي في ظل نظا احّ القضاء‪ ،‬االذي كان يسمح للسلطا‬ ‫المنازعا‬
‫ادتول األفرااد إلى اإلقليم الجزائري حصى بالنسب للمواطنين أاحاب الجنسي الجزائري ‪ ،‬اذلك إذا قّة أن‬
‫ادتولام ينطوي على مساس بالنظا ااألمن الاموميين‪.‬‬
‫في هذا اإلطاة‪ ،‬نجّ قراة مجلس الّال ةقم ‪ 5251‬المؤةخ في ‪ 11‬ماةس ‪ ،2003‬في قضي‬
‫تصالق بمنع مواطن جزائري الجنسي من الّتول إلى الجزائر على أساس أنه كان من فئ الخون "الحركى"‬
‫تالل ثوة الصحرير الوطني‪ ،‬حيث أيّ القاضي اإلاداةي قراة ازير الّاتلي المصضمن منع الطاعن (أ‪.‬ع)‬
‫هذا القراة‪ " :‬وحيث أن هذا المبدأ يتعلق بمبدأ‬ ‫من الّتول إلى اإلقليم الجزائري‪ ،‬اقّ جاء في حيثيا‬
‫سيادة الدولة وحرية تنقل األشخاص وهو يخضع الستثناءات إذ يكون لإلدارة المكلفة بالمحافظة على‬
‫األمن العمومي والنظام العام أن تتخذ جميع التدابير المالئمة دون تدخل القاضي اإلداري‪...‬وحيث أن‬
‫دخول الطاعن من شأنه أن يخل بالنظام العام‪.1 "...‬‬
‫هذا االتجاه القضائي سبق للمجلس األعلى أن طبقه في السابق‪ ،‬يظار ذلك من تالل القراة ةقم‬
‫أيضا بمنع مواطن جزائري من الاواد إلى‬
‫‪ 49330‬المؤةخ في ‪ 11‬أكصوبر ‪ ،1986‬في قضي تصالق ً‬
‫الجزائر على أساس أن اجواده يمس بالنظا الاا ‪ ،‬حيث أعااد القاضي اإلاداةي الصأكيّ على أنه يحق‬
‫مساسا باألمن‬
‫ً‬ ‫للسلطا اإلاداةي المخصا ةفض ادتول كل مواطن ترى في تواجّه اداتل اإلقليم الوطني‬
‫الاا ‪ ،‬اأن الصقّير الذي تماةسه السلط اإلاداةي قابل للنقاش أما قاضي تجااز السلط "‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬التمتع بالحقوق المدنية والسياسية‪ :‬تشصرط المااد ‪ 49‬فقر ‪ 01‬من الّسصوة المذكوة سابًقا‪،‬‬
‫شرط المواطن _ الصمصع بالحقوق المّني االسياسي ‪ ،‬أي‬ ‫لمماةس حري الصنقل بالنسب لألفرااد _باّ إثبا‬

‫‪ -1‬مجلس الّال ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،5251‬مؤةخ في ‪ 11‬ماةس ‪ ،2003‬قضي (أ‪.‬ع) ضّ ازير الّاتلي ‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد ‪،03‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -2‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرف اإلاداةي ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،49330‬مؤةخ في ‪ 11‬أكصوبر ‪ ،1986‬قضي (ز‪.‬ب) ضّ ازير الّاتلي ‪ ،‬نشر‬
‫القضا ‪ ،‬الاّاد ‪ ،1988 ،44‬ص ‪.79‬‬
‫‪- 181 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ةغم أن الفراد تصوافر فيه اف المواطن إال أن مماةسصه لحري الصنقل‬ ‫أنه بمفاو المخالف هناك حاال‬
‫تكون مقيّ نصيج فقّانه لحقوقه المّني االسياسي ‪.‬‬
‫األمر الذي يصطلب مارف المقاواد بالحقوق المّني االسياسي (‪ ،)1‬ثم عرض أنواع هذه الحقوق‬
‫(‪ ،)2‬اتحّيّ الحاال الصي يفقّ فياا المواطن هذه الحقوق (‪ ،)3‬ا ًا‬
‫أتير مّى توافق الشرط الّسصوةي‬
‫المصالق بالصمصع بالحقوق المّني االسياسي مع األحكا الصشريعي المنظم لاذه الحقوق (‪.)4‬‬
‫الفقاي لحقوق اإلنسان احرياته‪ ،‬لكن يبقى‬ ‫‪ -1‬تعريف الحقوق المدنية والسياسية‪ :‬تخصلف الصقسيما‬
‫إلى ثالث فئا‬ ‫الصقسيم الثالثي الذي يقو على نظر تاةيخي ‪ ،‬االذي من تالله تانف الحقوق االحريا‬
‫هي‪ :‬الحقوق المّني االسياسي أا ما يارف بحقوق الجيل األال‪ ،‬اهناك الحقوق االقصااادي ااالجصماعي‬
‫أتير هناك الحقوق البيئي االصنموي أا ما يسمى بحقوق الجيل الثالث‪.‬‬
‫أا ما يارف بحقوق الجيل الثاني‪ ،‬ا ًا‬
‫احسب المقاةب الصقليّي تواف الحقوق المّني االسياسي بأناا حقوق سلبي ‪ ،‬بمانى أن الّال تمصنع عن‬
‫الصّتل في مماةس األفرااد لاا‪ ،‬امع ذلك فاناك الاّيّ من هذه الحقوق ال تكصفي الّال اتجاهاا بااللص از‬
‫السلبي‪ ،‬بل يكون هناك تّتل إيجابي في تنظيم مماةسصاا‪.1‬‬
‫‪ -2‬أنواع الحقوق المدنية والسياسية‪ :‬من تالل الصاريف المذكوة أعاله نجّ أن هذه الفئ من الحقوق‬
‫تنقسم إلى قسمين الحقوق السياسي من جا ‪ ،‬االحقوق المّني من جا أترى‪ ،‬اذلك كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحقوق السياسية‪ :‬يقاّ بالحقوق السياسي تلك الحقوق الصي تثبت لألفرااد نصيج انصسابام لجماع‬
‫ماين ‪ ،‬اتاّف إلى تمكينام من المشاةك في تولي الشؤان السياسي للّال ‪ ،‬ايّتل ضمن هذا النوع من‬
‫الحقوق‪ :‬حق الصرشح في المجالس النيابي ‪ ،‬حق االنصخاب‪ ،‬الحق في تولي الوظائف الاام ‪ .‬هذه الحقوق‬
‫أا الصرشح للمنااب السياسي ‪،‬‬ ‫تاا فقط بمواطني الّال فال يجوز لألجانب المشاةك في االنصخابا‬
‫ابالصالي تاصبر الحقوق السياسي الوسيل المثلى لمشاةك المواطن في حكم بلّه اإاداة شؤانه‪.2‬‬
‫إن مفاو الحقوق السياسي يخصلف عن مفاو الحقوق المّني ‪ ،‬على اعصباة أن هذه األتير تاّ‬
‫اسيل تسمح للفراد بالصمصع بحقوقه الشخاي ‪ ،‬فإن الحقوق السياسي اسيل يصرتب عناا تنظيم مشاةك‬
‫األفرااد في إاداة الشؤان الاام ‪.3‬‬

‫‪ -1‬االح الّين بوجالل‪ ،‬محاضرات في قانون حقوق اإلنسان‪ ،‬مطبوع بيّاغوجي ‪ ،‬كلي الحقوق االالو السياسي ‪ ،‬جاما محمّ‬
‫لمين ادباغين‪ ،‬سطيف ‪ ،2‬السن الجامعي ‪ ،2014-2013‬ص ص ‪.16-15‬‬
‫‪ -2‬االح ادجال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪ -3‬علي يوسف‪ ،‬حقوق اإلنسان في ظل الاولم ‪ ،‬اداة أسام ‪ ،‬عمان‪ ،2006 ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪- 182 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫من تالل هذه الصاريفا ‪ ،‬نجّ أن الحقوق السياسي هي تلك المكن الصي يخولاا المشرع لألفرااد‬
‫المصالق بإاداة شؤان البالاد‪ ،‬اهذا ما ياني أن الحقوق السياسي لاا ثالث‬ ‫للمشاةك في انع الق ار اة‬
‫عناار هي‪ :‬الحق في الصرشح‪ ،‬الحق في االنصخاب االحق في تولي الوظائف الاام في الّال ‪ ،1‬في‬
‫مفاوما أاسع‪ ،‬اذلك باّ حارها في ثالثي‬
‫ً‬ ‫حين يرى الباض اآلتر أنه يصوجب إعطاء الحقوق السياسي‬
‫أيضا الحق في مماةس الرقاب على النشاط‬
‫الحق في االنصخاب االصرشح اتولي الوظائف الاام ‪ ،‬لصشمل ً‬
‫الحكومي‪ ،‬امماةس حق النقّ‪ ،‬االصابير بحري عن الرأي عبر مخصلف اسائل الصابير‪.2‬‬
‫إن إقراة الحقوق السياسي اإن كان ياّف إلى تمكين األفرااد من المساهم في إاداة الشأن الاا‬
‫إال أن لاا تاائص تميزها عن غيرها من الحقوق األترى‪ ،‬حيث أناا حقوق ليست عام من حيث‬
‫أساسا بالشؤان الاام للّال ‪،‬‬
‫المماةس بل تقصار على المواطنين ادان األجانب‪ ،‬اهذا بسبب أناا تصالق ً‬
‫اما حارها في المواطنين هذا من جا ‪ ،‬امن جا أترى نجّ أناا ال تثبت لجميع المواطنين‪،‬‬
‫لاذا كان لز ً‬
‫بل أن مماةسصاا تخضع لجمل من الشراط الصي ينص علياا القانون‪.3‬‬
‫مخصلف مناا الحقوق الشخاي ‪ ،‬كما يطلق علياا‬ ‫ب‪ -‬الحقوق المدنية‪ :‬يطلق على هذه الحقوق تسميا‬
‫أيضا الحقوق الطبيعي ‪ .‬االحقوق المّني هي تلك الطائف من الحقوق‬
‫الرتص الاام ‪ ،‬الحقوق الفرادي ‪ ،‬ا ً‬
‫الصي يصم االعصراف باا لكل إنسان ادان أي اعصباة آتر ‪ ،‬ايسصوي أن يكون الفراد مو ً‬
‫‪4‬‬
‫أجنبيا للصمصع‬
‫ً‬ ‫اطنا أا‬
‫باا على أساس أن هذه الحقوق الزم لكل فراد باعصباةه عضو في المجصمع بحث ال يمكن االسصغناء‬
‫عناا‪.5‬‬
‫مباشر ااثيًقا‪ ،‬بحيث ال يمكن له العيش اداناا‪،‬‬
‫ًا‬ ‫اتااال‬
‫ً‬ ‫تصال هذه الحقوق بشخص اإلنسان‬
‫اتصفرع إلى عّ فراع فاناك الحقوق االحريا الجسّي اينّةج ضمناا الحق في الحيا االسالم‬
‫الجسّي ‪ ،‬حق اإلنسان في الصارف في جسّه‪ ،‬الحق في األمن الفرادي‪ ،‬الحق في الزااج‪ ،‬أما الحق في‬

‫‪ -1‬شوقي إبراهيم عبّ الكريم عال ‪ ،‬الحقوق السياسي للم أر المسلم ادةاس تأايلي تطبيقي مقاةن ‪ ،‬ط األالى‪ ،‬مكصب الوفاء القانوني ‪،‬‬
‫اإلسكنّةي ‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.40-39‬‬
‫‪ -2‬االح ادجال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪ -3‬السايّ لوافي‪ ،‬الحماي الّسصوةي للحقوق السياسي في الجزائر‪ ،‬مذكر لنيل شاااد الماجسصير في الحقوق‪ ،‬تخاص قانون ادسصوةي‪،‬‬
‫كلي الحقوق االالو السياسي ‪ ،‬جاما محمّ تيضر‪ ،‬بسكر ‪ ،‬السن الجامعي ‪ ،2010-2009‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -4‬محمّ بواداة‪ ،‬الحقوق المّني للفراد في ظل القانون الّالي لحقوق اإلنسان االشريا اإلسالمي ‪ ،‬مذكر لنيل شاااد الماجسصير في‬
‫الّالي ‪ ،‬كلي الحقوق‪ ،‬جاما الجزائر ‪ ،1‬السن الجامعي ‪ ،2002-2001‬ص ص ‪.7-6‬‬ ‫القانون الّالي االاالقا‬
‫‪ -5‬غالب علي الّااادي‪ ،‬مّتل إلى علم القانون‪ ،‬ط األالى‪( ،‬اد‪.‬اد‪.‬ن)‪ ،‬عمان‪ ،2000 ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪- 183 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أتير الحق في احص ار الحيا‬


‫الكرام اإلنساني فينّةج ضمنه الحق في الكرام االشرف اإلنساني‪ ،‬ا ًا‬
‫احري الصنقل‪.1‬‬ ‫الخاا اينّةج ضمنه حرم المسكن‪ ،‬الحق في سري المراسال‬
‫القضائي من أجل األمر‬ ‫‪ -3‬التدابير القضائية المقيدة لحرية التنقل‪ :‬أعطى المشرع الاالحي للجاا‬
‫بمجموع من الصّابير الصي تمس بالحقوق المّني االسياسي للمصام أا المحكو عليه‪ .‬افي إطاة حري‬
‫الصنقل‪ ،‬نجّ الباض من هذه الصّابير تارقل مماةس هذه الحري ‪ ،‬اتّابير أترى حاةم من مماةس حري‬
‫الصنقل‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إجراء الرقابة القضائية المتخذ في إطار التحقيق القضائي‪ :‬أجاز المشرع تقييّ حري تنقل المصام من‬
‫الرقاب القضائي االحبس المؤقت‪ .‬افي هذا اإلطاة تاصبر‬ ‫أجل حماي الصحقيق‪ ،‬اهذا عن طريق إجراءا‬
‫الرقاب القضائي إجراء قاري يمس مباشر بحري الفراد في الصنقل‪ ،‬اهي عباة عن إجراء اسصثنائي يلجأ إليه‬
‫الصحقيق القضائي‪ ،‬الكن يجب إحاطصاا بجمل من الضوابط‬ ‫قاضي الصحقيق اهذا لمالح مجريا‬
‫أيضا حقه في مماةس حري الصنقل‪.2‬‬
‫القانوني باعصباة قرين البراء الصي يصمصع باا اإلنسان‪ ،‬ا ً‬
‫إن الرقاب القضائي باذا المانى تنطوي على اضعي تجال الماني باا بين أمريين مصناقضين‪،‬‬
‫الحبس المؤقت أا الحري الكامل ‪ ،‬فالشخص الماني ال يماةس حريصه بشكل كامل اال هو محرا مناا‬
‫بشكل كلي‪ ،‬فاي باذا المانى أقل شّ على المصام من إجراء الحبس المؤقت‪ ،‬حيث ال تحر الفراد من‬
‫الصي تنصقص من هذه الحري ‪.3‬‬ ‫حريصه في الصنقل بل تفرض عليه مجموع من االلصزاما‬
‫الجزائي على‪ " :‬الحبس المؤقت إجراء استثنائي‪.‬‬ ‫تنص المااد ‪ 123‬من قانون اإلجراءا‬
‫ال يمكن أن يؤمر بالحبس المؤقت أو أن يبقى عليه إال إذا كانت التزامات الرقابة القضائية غير‬
‫كافية‪.4"...‬‬
‫اضحا تفضيل المشرع الجزائري إلجراء الرقاب القضائي على حبس‬
‫من تالل هذا النص يبّا ا ً‬
‫المصام‪ ،‬فقاضي الصحقيق قبل أن يصخذ إجراء الحبس المؤقت عليه أن يصأكّ من أن الرقاب القضائي ال‬

‫‪ -1‬االح ادجال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.232‬‬


‫‪ -2‬عبّ الرزيق ادبوش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.83-82‬‬
‫‪ -3‬أحسن بوسقيا ‪ ،‬الصحقيق القضائي‪ ،‬ط السابا ‪ ،‬اداة هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.123‬‬
‫الجزائي ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،48‬ااادة في‬ ‫‪ -4‬المااد ‪ 123‬من األمر ةقم ‪ ،155-66‬مؤةخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬يصضمن قانون اإلجراءا‬
‫‪ 10‬يونيو ‪ ،1966‬ماّل امصمم‪ ،‬أنظر الموقع اإللكصراني لألمان الاام للحكوم ‪:‬‬
‫‪https://www.joradp.dz‬‬
‫‪- 184 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تحقق النصائج نفساا المصرتب على الحبس المؤقت‪ ،1‬بمانى أن المشرع جال من إجراء الرقاب القضائي‬
‫بّيال عن الحبس المؤقت‪ ،‬اهذا ياّف باألساس إلى ترك أكبر قّة ممكن من الحري للمصام‪ ،‬بما يصالء‬
‫ً‬
‫الصحقيق القضائي‪ ،‬اهذا عن طريق إتضاعه إلى الص از أا أكثر من االلصزاما‬ ‫مع حسن سي ر إجراءا‬
‫الجزائي ‪.2‬‬ ‫الصي تنص علياا المااد ‪ 125‬مكرة ‪ 1‬من قانون اإلجراءا‬
‫المصرتب على تطبيق إجراء الرقاب القضائي ‪،‬‬ ‫نص المشرع الجزائري على مجموع من االلصزاما‬
‫تؤثر على حري تنقل المصام‪ ،‬اتجاله من الناحي الاملي ممنوع من مغاادة الحّااد‬ ‫هذه االلصزاما‬
‫اإلقليمي الصي يايناا قاضي الصحقيق أا حصى مغاادة اإلقليم الوطني‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬التزام المتهم بعدم مغادرة الحدود اإلقليمية التي يحددها قاضي التحقيق‪ :‬نص المشرع‬
‫الجزائي ‪ ،‬حيث يصمصع قاضي‬ ‫على هذا االلص از في المااد ‪ 125‬مكرة ‪ 1‬النقط ‪ 01‬من قانون اإلجراءا‬
‫الصحقيق باالحي تايين الحّااد اإلقليمي الصي يصاين على المصام عّ مغاادةتاا إال بموجب إذن من طرف‬
‫قاضي الصحقيق‪.‬‬
‫اعليه‪ ،‬يمكن أن يقع المنع من مغاادة الحّااد اإلقليمي في هذه الحال ضمن حّااد إقليم بلّي‬
‫ماين أا أكثر‪ ،‬أا االي ماي ن أا أكثر‪ ،‬أا الحّااد اإلقليمي للّال ‪ ،‬اهو ما ياني منع المصام من السفر‬
‫االصنقل إلى تاةج الوطن‪.3‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬التزام المتهم بتسليم كافة الوثائق التي تسمح له بمغادرة اإلقليم الوطني‪ :‬نص المشرع‬
‫الجزائي ‪ ،‬حيث يلصز‬ ‫الجزائري على هذا االلص از في المااد ‪ 125‬مكرة ‪ 1‬نقط ‪ 04‬من قانون اإلجراءا‬
‫المصام بصسليم جميع اثائقه الخاا بالسفر للخاةج إلى أمان ضبط المحكم أا مالح تابا لألمن‬
‫يايناا قاضي الصحقيق‪.‬‬
‫الصكميلي بأناا‪ ":‬عقوبات تضاف إلى‬ ‫ب‪ -‬العقوبات التكميلية المقيدة لحرية التنقل‪ :‬تارف الاقوبا‬
‫العقوبات األصلية"‪ ،4‬كما يمكن تاريفاا بأناا‪ " :‬عقوبة إضافية أو ثانوية‪ ،‬تتضمن االنتقاص من الحقوق‬

‫‪ -1‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬


‫‪ -2‬محمّ حزيط‪ " ،‬األمر بالمنع من مغادرة التراب الوطني في القانون الجزائري"‪ ،‬المجل األكااديمي للبحث القانوني‪ ،‬المجلّ ‪،11‬‬
‫الاّاد ‪( 02‬عّاد تاص)‪ ،‬أا ‪ ،2020‬ص ‪.400‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Jean LARGUIER, Philippe CONTE, Procédure pénale, 23‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪éd, Dalloz, Paris, 2014, p 268.‬‬
‫نقال عن محمّ حزيط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.401‬‬ ‫ً‬
‫‪ -4‬أحسن بوسقيا ‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي الاا ‪ ،‬ط ‪ ،18‬مصمم امنقح ‪ ،‬اداة هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص ‪.241‬‬
‫‪- 185 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المدنية والسياسية أو الوطنية وبعض الحقوق األخرى التي ُيقدر المشرع مدى ضرورة القضاء بها على‬
‫المحكوم عليها"‪.1‬‬
‫اعليه‪ ،‬فإن الاقوب الصكميلي هي تلك الاقوب الصي تلحق الاقوب األالي المحكو باا على‬
‫الجاني‪ ،‬فيقضي باا القاضي الجزائي حسب ما ينص عليه القانون‪ ،‬أي أنه ال يمكن القضاء باا باف‬
‫أحيانا باف إجباةي كالحجر القانوني أا الحرمان‬
‫ً‬ ‫مسصقل اإنما تلحق باقوب أالي ‪ ،2‬حيث يقضي باا‬

‫من مماةس الحقوق المّني االسياسي ‪ ،‬ا ً‬


‫أحيانا أترى يقضي باا باف اتصياةي بالنسب لبقي الاقوبا‬
‫المقرة في قانون الاقوبا ‪.3‬‬
‫ضمن الفال الثالث من الباب األال من الكصاب األال‬ ‫اقّ أاةاد المشرع الجزائري هذه الاقوبا‬
‫من الجزء األال من قانون الاقوبا ‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 9‬من هذا القانون على‪:‬‬
‫" العقوبات التكميلية هي‪... :‬‬
‫‪ -2‬الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية‪،‬‬
‫‪ -3‬تحديد اإلقامة‪،‬‬
‫‪ -4‬المنع من اإلقامة‪...،‬‬
‫‪ -10‬تعليق أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤها مع المنع من استصدار رخصة جديدة‪،‬‬
‫الصكميلي المقيّ لحري الصنقل على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -11‬سحب جواز السفر‪ ،4"...‬اعليه تصحّاد الاقوبا‬
‫الفقرة األولى‪ -‬عقوبة تحديد اإلقامة‪ :‬هي عقوب تكميلي تمس بحري الصنقل بالنسب للمحكو عليه‪ ،‬حيث‬
‫يجبر هذا األتير على اإلقام ضمن منطق جغرافي محّاد طيل المّ المحكو باا‪ ،‬افي هذا الشأن‬
‫على‪ " :‬تحديد اإلقامة هو إلزام المحكوم عليه بأن يقيم في نطاق‬ ‫تنص المااد ‪ 11‬من قانون الاقوبا‬
‫إقليمي يعينه الحكم لمدة ال تتجاوز خمس (‪ )5‬سنوات‪.5"....‬‬

‫الجزائري القسم الاا ‪ ،‬اداة الخلّاني ‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.376-375‬‬ ‫‪ -1‬عبّ هللا أاهابي ‪ ،‬شرح قانون الاقوبا‬
‫الجامعي ‪ ،‬بيرا ‪ ،1986 ،‬ص ‪.496‬‬ ‫‪ -2‬محمّ زكي أبو عامر‪ ،‬قانون الاقوبا ‪ ،‬القسم الاا ‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة المطبوعا‬
‫القانوني االسياسي ‪،‬‬ ‫‪ -3‬سمير شعبان‪ ،‬عماة شرقي‪ " ،‬العقوبات التكميلية في ضوء قانون المرور الجزائري"‪ ،‬مجل المسصقبل للّةاسا‬
‫الاّاد ‪ ،04‬اديسمبر ‪ ،2018‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -4‬أنظر المااد ‪ 9‬من األمر ةقم ‪ ،156-66‬مؤةخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬يصضمن قانون الاقوبا ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،49‬ااادة في ‪11‬‬
‫يونيو ‪ ،1966‬ماّل امصمم‪ ،‬أنظر الموقع االلكصراني لألمان الاام للحكوم ‪:‬‬
‫‪https://www.joradp.dz‬‬
‫‪ -5‬المااد ‪ 11‬من األمر ةقم ‪ ،156-66‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 186 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫من تالل هذا النص‪ ،‬يصبين أن عقوب تحّيّ اإلقام تاني إل از المحكو عليه باإلقام في منطق‬
‫ياي ناا الحكم القضائي‪ ،‬حيث أن المقاواد باذه الاقوب هو تجنيب المحكو عليه باض الظراف الصي من‬
‫الممكن أن تّفاه إلى االسصمراة في اإلج ار اليس زيااد ادةج اإليال الواقا عليه‪.1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬عقوبة المنع من اإلقامة‪ :‬هي عقوب تكميلي تصضمن منع المحكو عليه من الصواجّ في‬
‫باض األماكن‪ ،‬بمانى أن حريصه في الصنقل في هذه األماكن تكون مقيّ بموجب هذه الاقوب ‪ ،‬افي هذا‬
‫على‪ " :‬المنع من اإلقامة هو حظر تواجد المحكوم عليه في‬ ‫الشأن تنص المااد ‪ 12‬من قانون الاقوبا‬
‫بعض األماكن‪.2"...‬‬
‫هذا ياني أن المنع من اإلقام عقوب تكميلي مضموناا منع المحكو عليه من الصواجّ في باض‬
‫األماكن الصي يحّادها الحكم القضائي‪ ،‬اهو ما ياني مناه من الصواجّ بأي شكل من األشكال سواء‬
‫باإلقام أا بمجراد المراة االصنقل في المناطق الصي تحّادها المحكم ‪ ،‬االسبب في ذلك ياواد إلى تقّير‬
‫المشرع لخطوة هذه األماكن الصي من الممكن أن تسال للمحكو عليه الوقوع في اإلج ار من جّيّ‪ ،‬اعليه‬
‫فالمحكو عليه حر في الصنقل ااإلقام في أي مكان يريّ باسصثناء هذه األماكن المحضوة عليه‪.3‬‬
‫الصكميلي المرتبط بحري الصنقل‪ ،‬األالى هي‬ ‫في الصشريع الفرنسي توجّ ثالث أنواع من الاقوبا‬
‫عقوب المنع من اإلقام ‪ ،‬االثاني هي المنع من اإلقام في اإلقليم بالنسب لألجانب‪ ،‬اهذا الوضع مشابه‬
‫لما هو مكرس في الصشريع الجزائري‪ ،‬لكن المشرع الفرنسي نص على عقوب تكميلي أترى هي المنع من‬
‫م غاادة اإلقليم الفرنسي‪ ،‬حيث يلصز الشخص المّان بالبقاء على اإلقليم الفرنسي لمّ تمس (‪ )5‬سنوا‬
‫على األكثر‪ ،‬لكن المالحظ األساسي بالنسب لاذه الاقوب الصكميلي األتير أن المشرع لم يحّاد كيفيا‬
‫تطبيقاا‪.4‬‬
‫سن‬ ‫الفقرة الثالثة‪ -‬عقوبة سحب جواز السفر‪ :‬اسصحّث المشرع الجزائري بمناسب تاّيله لقانون الاقوبا‬
‫الصكميلي ‪ ،‬اةاد النص علياا ضمن المااد ‪ 9‬من القانون‬ ‫‪ 52006‬أاناًفا جّيّ ضمن فئ الاقوبا‬

‫الجزائري‪ ،‬القسم الاا ‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الج ازء الجنائي‪ ،‬ط ‪ ،6‬اد‪. .‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‬ ‫‪ -1‬عبّ هللا سليمان‪ ،‬شرح قانون الاقوبا‬
‫‪.479‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 12‬من األمر ةقم ‪ ،156-66‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬عبّ هللا سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.480‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Annie BEZIZ-AYACHE, «Peines complémentaires », Répertoire de droit pénal et procédure pénal, Dalloz,‬‬
‫‪juin 2017 (actualisation décembre 2019), n° 29, p 10.‬‬
‫‪ -5‬قانون ةقم ‪ ،23-06‬مؤةخ في ‪ 20‬اديسمبر ‪ ،2006‬ياّل ايصمم األمر ةقم ‪ ،156-66‬المؤةخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬االمصضمن‬
‫قانون الاقوبا ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،84‬ااادة في ‪ 24‬اديسمبر ‪.2006‬‬
‫‪- 187 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المذكوة أعاله‪ ،‬حيث نجّ ضمن البنّ ةقم ‪ 11‬عقوب سحب جواز السفر‪ ،‬االذي يفضي من الناحي‬
‫الاملي إلى منع المحكو عليه من مغاادة اإلقليم الوطني‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ -‬عقوبة سحب رخصة السياقة‪ :‬نص المشرع الجزائري على هذه الاقوب الصكميلي في المااد‬
‫‪ 16‬مكرة ‪ 4‬من قانون الاقوبا ‪ ،‬االصي جاء فياا‪ " :‬دون اإلخالل بالتدابير المنصوص عليها في قانون‬
‫المرور‪ ،‬يجوز للجهة القضائية الحكم بتعليق أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤها‪ ،‬مع المنع من‬
‫استصدار رخصة جديدة‪.1"...‬‬
‫الصكميلي المرتبط‬ ‫بالرجوع إلى قانون المراة‪ ،‬نجّ المشرع الجزائري قّ نص على الاقوبا‬
‫باسصامال ةتا السياق ‪ ،‬حيث تأتذ ثالث أشكال هي‪ :‬االحصفاظ الفوةي بالرتا ألجل ماين‪ ،‬الصاليق‬
‫المؤقت للرتا ‪ ،‬اإلغاء ةتا السياق مؤقصًا أا بشكل ناائي‪ .2‬مع اإلشاة إلى أن الصاّيل األتير لقانون‬
‫المراة سن ‪ 2017‬جال من سحب نقاط ةتا السياق في مجال الجنح المراةي المؤادي للقصل ا‪ /‬أا‬
‫الجرح الخطأ عقوب تكميلي إاداةي ‪ ،‬أما تاليق الرتا فاو بمثاب عقوب تكميلي قضائي ‪.3‬‬
‫‪ -4‬عدم توافق الشرط الدستوري المتعلق بالتمتع بالحقوق المدنية والسياسية مع األحكام التشريعية‬
‫الاام‬ ‫الواردة في قانون العقوبات‪ :‬تاصبر حري الصنقل هي الحري الوحيّ من ضمن الحقوق االحريا‬
‫المضمون بموجب الناوص الّسصوةي الصي اشصرط المؤسس الّسصوةي لمماةسصاا الصمصع بالحقوق المّني‬
‫الاام ‪.‬‬ ‫االسياسي ‪ ،‬إذ ال نجّ مثل هذا الشرط بالنسب لباقي الحقوق االحريا‬
‫تم إادةاج هذا الشرط عنّ تكريس المؤسس الّسصوةي لحري الصنقل ألال مر بموجب ادسصوة‬
‫‪ ،1976‬حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 57‬من هذا الّسصوة على‪ ":‬لكل مواطن يتمتع بكامل حقوقه‬
‫المدنية والسياسية‪ ،‬حق التنقل بكل حرية‪ ،4"...‬يصبين من هذا النص الصشّاد الكبير من طرف المؤسس‬
‫الّسصوةي‪ ،‬حيث اشصرط على المواطن الصمصع بكامل حقوقه المّني االسياسي من أجل مماةس حري‬
‫الصنقل‪.‬‬
‫باّ اّاة ادسصوة ‪ ،1989‬قا المؤسس الّسصوةي بصاّيل طفيف في اياغ هذا الشرط‪ ،‬حيث‬
‫تخلى عن تابير " كامل حقوقه المدنية والسياسية" ااسصبّله بصابير " يتمتع بحقوقه المدنية‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 16‬مكرة ‪ 4‬من األمر ةقم ‪ ،156-66‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬سمير شعبان‪ ،‬عماة شوقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.24-23‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -4‬المااد ‪ 57‬من ادسصوة ‪ ،1976‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 188 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫والسياسية"‪ ،1‬اهو ما أعااد المؤسس الّسصوةي تكريسه في ادسصوة ‪ ،21996‬اكذا الصاّيل الّسصوةي لسن‬
‫أتير الصاّيل الّسصوةي لسن ‪.42020‬‬
‫‪ ،32016‬ا ًا‬
‫إن تابير الحقوق المّني االسياسي ينارف إلى مجموع من الحقوق المصالق بالجوانب السياسي‬
‫االوطني مثل‪ :‬االنصخاب‪ ،‬الصرشح اشغل الوظائف الاام ‪ ،‬احقوق أترى مّني مثل‪ :‬الشاااد أما الجاا‬
‫القضائي ‪ ،‬مماةس نظا الوالي ‪ ،‬الوااي االقوام ‪.‬‬
‫الصكميلي المصالق بمماةس حري الصنقل تكون مصرااح من حيث الصأثير‬ ‫بينما نجّ بأن الاقوبا‬
‫مقيّ كما في حال تحّيّ اإلقام االمنع من اإلقام ‪ ،‬أا‬ ‫على مماةس هذه الحري ‪ ،‬فقّ تكون عقوبا‬
‫مانا كما هو الحال بالنسب لسحب جواز السفر أا ةتا السياق ‪.‬‬
‫لاذا فإن شرط الصمصع بالحقوق المّني االسياسي الواةاد ضمن نص المااد ‪ 49‬من الّسصوة ال‬
‫الصكميلي المصالق بحري الصنقل‪ ،‬فالمشرع عنّما نص على‬ ‫يصوافق مع القيواد الاملي الناتج عن الاقوبا‬
‫فال بين عقوب الحرمان من مماةس الحقوق المّني‬ ‫الصكميلي في قانون الاقوبا‬ ‫أنواع الاقوبا‬
‫الصكميلي األترى الصي تؤثر على مماةس حري الصنقل‪.‬‬ ‫االسياسي ابين الاقوبا‬
‫القانوني الصي‬ ‫نجّها تنص على الحاال‬ ‫ابالاواد إلى نص المااد ‪ 9‬مكرة من قانون الاقوبا‬
‫تصجسّ من تاللاا عقوب الحرمان من مماةس الحقوق المّني االسياسي ‪ ،‬اهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬الازل أا االقااء من جميع الوظائف االمنااب الامومي الصي لاا عالق بالجريم ‪.‬‬
‫‪ -‬الحرمان من حق االنصخاب أا الصرشح احمل األاسم ‪.‬‬
‫‪ -‬عّ األهلي لمباشر باض الماا أما القضاء مثل‪ :‬الخبير‪ ،‬المحلف‪ ،‬اكذا الشاااد ‪.‬‬
‫‪ -‬الحرمان من الحق في حمل األسلح ‪ ،‬امماةس الصاليم سواء باف أسصاذ أا إاداةي‪.‬‬
‫‪ -‬عّ األهلي للوااي االقوام ‪.‬‬
‫‪ -‬سقوط حقوق الوالي ‪.5‬‬
‫اعليه‪ ،‬فقّ نص المشرع على سبيل الحار على أنواع الحقوق المّني االسياسي الصي يمكن‬
‫الصكميلي ‪ .‬لكن الشيء المالحظ‬ ‫القضائي المخصا أن تأمر بالحرمان مناا ضمن فئ الاقوبا‬ ‫للجاا‬

‫‪ -1‬أنظر المااد ‪ 41‬من ادسصوة ‪ ،1989‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المااد ‪ 44‬من ادسصوة ‪ ،1996‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المااد ‪ 55‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2016‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظر المااد ‪ 49‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-5‬أنظر المااد ‪ 9‬مكرة ‪ 1‬من األمر ةقم ‪ ،156-55‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 189 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أن كل هذه الحقوق ليست لاا عالق بمماةس حري الصنقل‪ ،‬فكيف لمواطن تم عزله من اظيفصه مثال أال‬
‫يماةس حريصه في الصنقل! أا من تم حرمانه من حق االنصخاب االصرشح ال يحق له مماةس هذه الحري !‬
‫الصي نات علياا المااد ‪ 9‬مكرة ‪ 1‬المذكوة أعاله‪.‬‬ ‫اكذلك الشأن بالنسب لجميع الحاال‬
‫لاذا يجب على المؤسس الّسصوةي تاّيل نص المااد ‪ 49‬من الّسصوة‪ ،‬سواء بحذف عباة‬
‫"حقوقه المدنية والسياسية"‪ ،‬أا اسصبّالاا بعباة " غير خاضع لعقوبة تكميلية"‪ ،‬اهذا حصى يصوافق النص‬
‫الصشرياي مع النص الّسصوةي‪ ،‬اياطي نص المااد ‪ 49‬من الّسصوة مفاعيله الحقيقي المصمثل في تمصع‬
‫المواطن بحري الصنقل بشرط عّ اجواد موانع تايق مماةس هذه الحري ‪ ،‬هذه الموانع تنحار في‬
‫الصكميلي الصي نص علياا المشرع في المااد ‪ 9‬من قانون الاقوبا ‪ ،‬االصي تخصص باا السلط‬ ‫الاقوبا‬
‫القضائي حسب الصحّيّ الواةاد في المااد ‪ 49‬فقر ‪ 03‬من الّسصوة‪ ،‬إضاف إلى القيواد الاام المسصمّ من‬
‫فكر حماي النظا الاا المناوص علياا في المااد ‪ 34‬من الّسصوة االصي تخصص باا السلطا‬
‫اإلاداةي ‪.‬‬

‫‪- 190 -‬‬


‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة على ممارسة حرية التنقل‬


‫الاام الصي يكفلاا الّسصوة االقانون‪،‬‬ ‫عنّما يكون النشاط الفرادي نصيج ً لمماةس الحقوق االحريا‬
‫اإلاداةي ضراة الامل على الصوفيق بين مقصضيا‬ ‫يصجه القاضي اإلاداةي إلى أن يفرض على السلطا‬
‫األفرااد‪ ،‬أي أنه يصحصم عليه البحث عن إيجااد توازن بين تطوة المساس‬ ‫حماي النظا الاا ااحص ار حريا‬
‫الاام ليست كلاا على قّ‬ ‫الاام اتطوة تاّيّ النظا الاا ‪ .1‬غير أن الحقوق االحريا‬ ‫بالحريا‬
‫المطلق الصي ال يجوز تقييّها أا تنظيماا‪،‬‬
‫تباا ألهميصاا‪ ،‬فاناك الحريا‬
‫المسااا ‪ ،‬بل تصفاا في ادةجصاا ً‬
‫امن جا أترى هناك الحريا النسبي الصي أباح المؤسس الّسصوةي تنظيماا من طرف المشرع كما‬
‫يجوز لإلاداة أن تصّتل فياا‪.2‬‬
‫الاام عنّ اضع قواعّ ادسصوةي‬ ‫اتأسيسا على ما تقّ ‪ ،‬تصحقق الحماي القانوني للحقوق االحريا‬
‫ً‬
‫اقانوني تكفل هذه الحقوق االحريا في مواجا السلطا الامومي في الّال ‪ ،‬ايابح احصراماا ً‬
‫قيّا‬
‫اإلاداةي الصي تماةس ماا الضبط اإلاداةي‪،‬‬ ‫قيّا على السلطا‬
‫قانونيا على هذه السلطا ‪ ،‬ابالصالي ً‬
‫ً‬
‫ال تصحلل‬ ‫فالصحّيّ الّسصوةي االقانوني للحقوق االحريا الاام يفرض على اإلاداة قيوًادا لاالح الحريا‬
‫مناا إال في حال الظراف االسصثنائي ‪.3‬‬
‫احري الصنقل باعصباةها حري نسبي تقبل الصقييّ باّف الموازن بين الماالح الخاا لألفرااد‬
‫االمالح الاام للّال ‪ ،‬هذه القيواد مناا ما هو محّاد بموجب الناوص الّسصوةي ‪ ،‬كما نجّ أن كاف‬
‫المواثيق الّالي كرست مجموع من القيواد الصي تراد على حري الصنقل‪ ،4‬لكن ادان الصوسع في فرض هذه‬
‫القيواد ألن ذلك يؤادي إلى اإلتالل بمماةس هذه الحري ‪.5‬‬
‫اإلاداةي المقيّ لحري الصنقل‪ ،‬فإنه مطالب بالصحقق‬ ‫عنّ مماةس القاضي اإلاداةي لرقاب الق ار اة‬
‫قّ تم اتخاذها ضمن جمل من القيواد المسصمّ من الناوص الّسصوةي (أوال)‪،‬‬ ‫من أن هذه الق ار اة‬
‫الواةاد في الناوص االمواثيق الّالي (ثانيا)‪.‬‬ ‫اأترى ناتج عن االلصزاما‬

‫‪-1‬عاادل السايّ محمّ أبو الخير‪ ،‬الضبط اإلاداةي احّااده‪( ،‬اد‪.‬اد‪.‬ن)‪ ،1993 ،‬ص ‪.463‬‬
‫الاام ‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة الفكر الجاماي‪ ،‬اإلسكنّةي ‪ ،2015 ،‬ص ‪.90‬‬ ‫‪-2‬محمّ علي حسون ‪ ،‬الضبط اإلاداةي اأثره في الحريا‬
‫‪-3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪-4‬ماا على إحسان الازااي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫األمني للسلط الصنفيذي ادةاس مقاةن ‪ ،‬ط األالى‪،‬‬ ‫‪ -5‬محمواد االح الحميّ الطائي‪ ،‬حقوق اإلنسان الشخاي في ظل اإلجراءا‬
‫المركز القومي لإلاّا اة القانوني ‪ ،‬القاهر ‪ ،2018 ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪- 191 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أوال‪ -‬القيود المستمدة من النصوص الدستورية‪ :‬لم تنص الّساتير الجزائري السابق على القيواد الواةاد‬
‫الاام ‪ ،‬حيث ال نجّ ضمن موااد هذه الّساتير أي إشاة إلى القيواد‬ ‫على مماةس الحقوق االحريا‬
‫الّسصوةي الصي فرضاا المؤسس الّسصوةي على سلط المشرع أا اإلاداة أثناء تنظيم مماةس الحقوق‬
‫مع الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬حيث‬ ‫الاام ‪ ،‬لكن الخطو الكبير في هذا المجال جاء‬ ‫االحريا‬
‫نص المؤسس الّسصوةي ألال مر ابشكل اريح على القيواد الصي تراد على مماةس الحقوق االحريا‬
‫الاام ‪.‬‬
‫في هذا اإلطاة‪ ،‬تنص المااد ‪ 34‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ 2020‬على‪ُ " :‬تلزم األحكام‬
‫الدستورية ذات الصلة بالحقوق األساسية والحريات العامة وضماناتها‪ ،‬جميع السلطات والهيئات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ال يمكن تقييد الحقوق والحريات والضمانات إال بموجب قانون‪ ،‬وألسباب مرتبطة بحف النظام العام‬
‫واألمن‪ ،‬وحماية الثوابت الوطنية وكذا تلك الضرورية لحماية حقوق وحريات أخرى يكرسها الدستور‪.‬‬
‫في كل األحوال‪ ،‬ال يمكن أن تمس هذه القيود بجوهر الحقوق والحريات‪.1"...‬‬
‫الاام يشكل ضمان مام لحماي‬ ‫إن النص على القيواد الّسصوةي المصالق بالحقوق االحريا‬
‫األفرااد‪ ،‬افي الوقت نفسه تشكل هذه القيواد ضوابط للقاضي اإلاداةي أثناء ةقابصه لمخصلف‬ ‫حقوق احريا‬
‫فبناء على النص الّسصوةي المذكوة أعاله أابحت‬
‫ً‬ ‫الق ار اة اإلاداةي المقيّ لاذه الحقوق االحريا ‪.‬‬
‫األسباب المبرة لصقييّ حري الصنقل نابا من حماي النظا الاا (‪ ،)1‬حماي حقوق احريا اآلترين (‪)2‬‬
‫أتير حماي الثوابت الوطني (‪.)3‬‬
‫ا ًا‬
‫‪ -1‬النظام العام‪ :‬يماةس القاضي اإلاداةي سلط تحّيّ الشراط القانوني للق ار اة اإلاداةي اذلك في الحال‬
‫الصي يمنح فياا المشرع سلط تقّيري لإلاداة ‪ ،‬حيث يمكن له في هذه الحال أن يضع الشراط األكثر‬
‫األساسي لألفرااد‪ ،‬ففي مجال‬ ‫اإلاداةي ‪ ،‬اال سيما في مجال الحقوق االحريا‬ ‫تحّيّا لمشراعي الق ار اة‬
‫ً‬
‫مماةس سلط الضبط اإلاداةي‪ ،‬يؤال للقاضي اإلاداةي تحّيّ فكر النظا الاا الذي يبرة تقييّ حريا‬
‫األفرااد‪.2‬‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 34‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫الاام ادةاس مقاةن ‪ ،‬المكصب الجاماي الحّيث‪،‬‬ ‫‪ -2‬آالء محمّ الفيلكااي‪ ،‬اداة القضاء الّسصوةي في حماي الحقوق االحريا‬
‫اإلسكنّةي ‪ ،2018 ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪- 192 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ابالرجوع إلى نص المااد ‪ 34‬من الّسصوة المذكوة أعاله‪ ،‬نجّ بأن المؤسس الّسصوةي نص على‬
‫مقرانا بقيّ األمن‪ ،‬في حين نجّ أن المااد ‪ 12‬من الااّ الّالي الخاص بالحقوق المّني‬
‫ً‬ ‫قيّ النظا الاا‬
‫االسياسي تنص على األمن القومي‪ ،‬النظا الاا ‪ ،‬الاح الاام ااآلاداب الاام مقران مع باضاا‪ .‬لكن‬
‫في حقيق األمر نجّ أن فكر النظا الاا تصحلل إلى عناار محّاد امصفق علياا من طرف الفقه‬
‫االقضاء‪ .‬األمر الذي يصطلب تاريف النظا الاا ‪ ،‬اتحّيّ عنااره‪ ،‬ثم عالقصه بمماةس حري الصنقل‪،‬‬
‫اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف النظام العام‪ :‬إن فكر النظا الاا هي فكر قانوني تاّف إلى المحافظ على األسس االقيم‬
‫الضبط اإلاداةي عنّ‬ ‫الصي يقو علياا المجصمع‪ ،1‬فاو ليس حال نفسي أا تاوة ذهني لّى جاا‬
‫الضبطي ‪ ،‬اإنما هو حال ااقعي تصحقق بالقضاء على كل ما ياّاد أمن األفرااد‬ ‫إاّاةها لمخصلف الق ار اة‬
‫اسالمصام ااحصام‪.2‬‬
‫اسصاماال ضمن القيواد الواةاد على حري الصنقل‪ ،‬اهو ماطلح‬
‫ً‬ ‫ياصبر النظا الاا القيّ األكثر‬
‫يحيط به الغموض اعّ الوضوح بالنظر إلى اتصالف مضمونه من نظا قانوني إلى آتر‪ ،‬بل يمكن أن‬
‫يخصلف ماناه في النظا القانوني ذاته بين نطاق زمني اآتر‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن الناوص الّالي لم‬
‫تضع تار ًيفا لفكر النظا الاا ‪ ،‬اإنما تركصاا لكل ادال على حّ تحّاده افًقا لنظاماا السياسي ااالقصااادي‬
‫الاجر االصنقل الصي تصبااا‪.3‬‬ ‫اتراثاا الثقافي االحضاةي اسياسا‬
‫ةغم كثر الناوص القانوني الصي نات على النظا الاا لكن المشرع لم يقم بصاريف هذه الفكر‬
‫اعناار النظا الاا ‪ ،‬يظار هذا من تالل القانون ةقم ‪ 10-11‬المصالق‬ ‫بل اكصفى باإلشاة إلى مكونا‬
‫بالبلّي ‪ ،‬حيث تنص المااد ‪ 88‬منه على‪ " :‬يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي تحت إشراف الوالي بما‬
‫يلي‪... :‬‬

‫‪ -1‬محمّ محمّ بّةان‪ ،‬الطبيا الخاا للضبط اإلاداةي ااآلثاة القانوني المصرتب علياا‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،1989 ،‬ص‬
‫‪.20‬‬
‫‪-2‬محمّ حسنين عبّ الاال‪ ،‬الرقاب القضائي على ق ار اة الضبط اإلاداةي‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،1991 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪-3‬ماا على إحسان محمّ الازااي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪- 193 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫السهر على النظام العام والسكينة والنظافة العمومية"‪ ،1‬كما نجّ المشرع الفرنسي نص في المااد‬
‫اإلقليمي على أن أهّاف الضبط البلّي هي‬ ‫‪ L.2212-2‬من القانون ةقم ‪ 142-96‬المصالق بالجماعا‬
‫حسن النظا ‪ ،‬األمن الاا ‪ ،‬السالم االاح الامومي ‪.2‬‬
‫أما من ناحي الفقه‪ ،‬فإن غالبيصه ياصبر النظا الاا مفاو غامض غير محّاد الماالم‪ ،‬الاذا فإن‬
‫المخصلف سواء‬ ‫تاريفه غير مسصقر ايصطوة بصطوة األزمن االمجصماا ‪ ،3‬فمن الواضح أن الصطو اة‬
‫المخصلف قّ تؤادي إلى فرض المزيّ من القيواد‬ ‫السياسي ‪ ،‬االقصااادي أا االجصماعي اداتل المجصماا‬
‫اعصماادا على فكر الماالح‬
‫ً‬ ‫حول مماةس حرس الصنقل‪ ،‬اذلك عن طريق الصوسع في فرض القيواد‬
‫المجصمعي االنظا الاا ‪.4‬‬
‫هناك من عرف النظا الاا بأنه قيّ على الحري ياّف إلى حماي األمن الاا في الّال ‪،‬‬
‫اتوفير السكين الصي يجب أن تسواد المجصمع‪ ،‬االمحافظ على الاح الاام ‪ ،‬اقّ الزمت هذه المام‬
‫اأشكال‪ ،‬اال تزال فكر النظا الاا هي الوظيف األالى للّال ‪،‬‬ ‫منذ بّء تكويناا على ادةجا‬ ‫المجصماا‬
‫ألنه يصوقف على القيا باا سير المجصمع‪ ،‬فاي بالنسب للّال جزء من فكر أهم هي فكر السلط الاام ‪.5‬‬
‫كما يمكن تاريف النظا الاا في نطاق القانون اإلاداةي بأنه ما يصحصم على اإلاداة ايانصه اهي‬
‫باّاد القيا بوظيف الضبط اإلاداةي‪ ،‬حيث ينطوي مّلول الفكر على إشاع األمن الاا ‪ ،‬اايان الاح‬
‫االسكين الاام ‪.6‬‬
‫تّتله‪ ،‬ألنه فكر مرن تخصلف حسب ظراف‬ ‫من الااب تاريف النظا الاا أا إحااء مجاال‬
‫الزمان االمكان‪ ،‬امع ذلك فيجب ضبطه بأسس موضوعي تباث فيه المران االقابلي للصطوة حسب ما‬
‫تصطلبه المالح الاام للمجصمع‪ ،‬الاذا فإن ادائرته تضيق اتصسع حسب ادةج تّتل الّال ‪ ،‬ااألسس الصي‬
‫االجصماعي ااألتالقي االّيني المصأال في‬ ‫يقو علياا النظا السياسي ااالقصااادي‪ ،‬االماصقّا‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 88‬من القانون ةقم ‪ ،10-11‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Loi n°96-142, du 21 février 1996, relative à la partie législative du code général des collectivités territoriales,‬‬
‫‪JORF n° 47, du 24 février 1996, modifiée et complétée, disponible sur le site:‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/codes/texte_lc/LEGITEXT000006070633/, consulté le 16 avril 2021.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Cour d’Alger (ch.adm), 27 janvier 1982, ministre de la justice c/ M’snoua M’hamed, R.A.S.J, n°, 1984 ; p 491.‬‬
‫‪-4‬سامي الحاج‪ ،‬المفاهيم القانوني لحقوق اإلنسان عبر الزمان االمكان‪ ،‬منشو اة الجاما المفصوح ‪ ،‬ليبيا‪ ،1995 ،‬ص ‪.266‬‬
‫الاام احقوق اإلنسان في قضاء اإفصاء مجلس الّال اقضاء النقض االّسصوةي الاليا‬ ‫‪-5‬محمّ ماهر أبو الاينين‪ ،‬الحقوق االحريا‬
‫القانوني ‪ ،‬القاهر ‪،‬‬ ‫مع اإلشاة لألساس اإلسالمي لحقوق اإلنسان (نظر أالي )‪ ،‬الكصاب األال‪ ،‬ط األالى‪ ،‬المركز القومي لإلاّا اة‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.166‬‬
‫الماري ‪ ،1954 ،‬ص ‪.332‬‬ ‫‪ -6‬توفيق شحات ‪ ،‬مباادئ القانون اإلاداةي‪ ،‬ج األال‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة النشر للجاماا‬
‫‪- 194 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المجصمع‪ ،1‬لاذا يسلم الباض بضراة منح القاضي السلط الصقّيري الواسا في تحّيّ مفاو النظا‬
‫الاا ‪ ،‬اذلك باالعصمااد على ماايير موضوعي تقو على فكر حماي المالح الاليا للّال االمجصمع‪.2‬‬
‫كبير في هذا الخاوص‪ ،‬حيث ينبغي عليه أن يراعي‬
‫اداة ًا‬
‫الذلك يجب على القاضي أن يلاب ًا‬
‫النظا الاا بأن يسصلام المالح الاام ‪ ،‬اأن يصقيّ بالنظم ااآلاداب السائّ في المجصمع‪ ،‬اأن‬ ‫مقصضيا‬
‫يضمن ما قّ يساو عنه المشرع‪ ،‬هذا األمر يبّا بالغ الااوب على اعصباة أن فكر النظا الاا ذاتاا‬
‫تسصااي على الصاريف الّقيق‪.3‬‬
‫تحّيّا ادقيًقا‪ ،‬ألناا ترتبط بالماالح الاليا‬
‫ً‬ ‫ياصبر النظا الاا من األفكاة الصي يااب تحّيّها‬
‫في المجصمع االمحافظ على كيانه‪ ،‬فاي تابر عن األسس االقصااادي ااالجصماعي ااألتالقي الصي يقو‬
‫الّال ‪ ،‬مع مراعا المقصضيا‬ ‫علياا المجصمع‪ ،4‬االنظا الاا على هذا النحو هو من اميم اتصاااا‬
‫الّالي ‪.5‬‬ ‫الصي تنص علياا المواثيق االمااهّا‬
‫الااوب األترى الصي اتصلف الفقه بشأناا تصالق بالمّى الذي تشغله فكر النظا الاا ‪ ،‬فالباض‬
‫يرى أن النظا الاا يجب أن يقف عنّ حّااد النظا الاا الماادي أا الملموس‪ ،6‬غير أن هناك من يرى‬
‫اإلسالمي الصي تاصبر‬ ‫أن النظا الاا مفاو ااسع يشمل الجانب الماادي االمانوي‪ ،‬تاا في المجصماا‬
‫الضبط اإلاداةي المحافظ علياا‬ ‫فياا األتالق ااآلاداب الاام من ادعائم تماسك المجصمع‪ ،‬اعلى سلطا‬
‫األساسي للمجصمع‪.7‬‬ ‫باعصباةها من المقوما‬
‫اعليه‪ ،‬يمكن القول بأن النظا الاا هو مجوع القيم االمباادئ األساسي الصي يقو علياا المجصمع‬
‫االّال ‪ ،‬االصي تصرسخ في اجّان الجماع باعصباةها ةكائز للحفاظ على توازن ااسصقراة المجصمع اسير‬

‫الّال ‪ ،‬اهو باذا المانى يكون ً‬


‫قابال للصطوة المسصمر‪ ،‬اذلك مراعا لصطوة الحيا‬ ‫اانصظا مؤسسا‬

‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج األال‪ ،‬اداة هومه للطباع االنشر االصوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‬ ‫‪ -1‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫ص ‪.293-292‬‬
‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪ -2‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫الاام ‪ ،‬الكصاب األال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.171‬‬ ‫‪-3‬محمّ ماهر أبو الاينين‪ ،‬الحقوق االحريا‬
‫‪ -4‬علي مجيّ الاكيلي‪ ،‬لمى علي الظاهري‪ ،‬الحماي الّسصوةي لفكر النظا الاا ‪ ،‬ط األالى‪ ،‬المركز الاربي للنشر االصوزيع‪ ،‬القاهر‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.18‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Yves GAUTIER, « Ordre public », Répertoire de droit européen, Dalloz, aout 2004 (actualisation avril 2018),‬‬
‫‪n°44, p 13.‬‬
‫الاام في الظراف االسصثنائي ‪ ،‬منشو اة الحلبي الحقوقي ‪ ،‬بيرا ‪ ،2009 ،‬ص ‪.70‬‬ ‫‪ -6‬محمّ حسن ادتيل‪ ،‬الحريا‬
‫‪-7‬محمّ علي محمّ ةاشّ‪ ،‬إسصراتيجي الضبط اإلاداةي في ظل الظراف االسصثنائي اادعااى اإلةهاب‪-‬ادةاس مقاةن ‪ ،-‬ةسال مقّم‬
‫لنيل ادةج الّكصوةاه في القانون المقاةن‪ ،‬كلي الشريا االقانون‪ ،‬جاما أ ادةمان اإلسالمي ‪ ،2013 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪- 195 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االجصماعي ‪ ،‬لاذا إذا كان من المسلم به في الماضي أن هذه الفكر تصشكل من عناار ثابص فإن الصطوة‬
‫أفرز عناار جّيّ للنظا الاا لم تكن ماراف في السابق‪.‬‬ ‫الذي عرفصه المجصماا‬
‫ب‪ -‬عناصر النظام العام‪ :‬ةغم عّ اجواد تاريف جامع امانع لفكر النظا الاا ‪ ،‬فإنه يمكن االتفاق على‬
‫األساسي لاذه الفكر ‪ ،‬حيث يصفق الفقه على أن النظا الاا‬ ‫مجموع من الاناار الصي تشكل المقوما‬
‫ينقسم إلى عناار تقليّي اأترى حّيث ‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقاي على أن النظا الاا يصكون‬ ‫الفقرة األولى‪ -‬العناصر التقليدية للنظام العام‪ :‬تصفق مخصلف الّةاسا‬
‫من عناار تقليّي تشمل األمن الاا ‪ ،‬الاح الاام االسكين الاام ‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫البند األول‪ -‬األمن العام‪ :‬اسصخّ المؤسس الّسصوةي ماطلح األمن مقوةًنا مع النظا الاا ضمن نص‬
‫المااد ‪ 34‬المذكوة سابًقا‪ ،‬في حين تنص المااد ‪ 28‬من الّسصوة على‪ " :‬الدولة مسؤولة عن أمن‬
‫األشخاص والممتلكات"‪.1‬‬
‫اقّ تمت اإلشاة إلى األمن الاا ضمن ناوص المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،322-10‬حيث جاء في‬
‫المااد ‪ 2‬فقر ‪ 01‬منه‪ " :‬يتشكل موظفو األمن الوطني من‪:‬‬
‫‪ -‬موظفي الشرطة الخاضعين ألحكام هذا القانون األساسي الخاص‪ ،‬المكلفين بمهام أمن األشخاص‬
‫والممتلكات وحف النظام العام‪ ،‬وبصفة عامة أداء جميع المهام المسندة لألمن الوطني كما هي محددة‬
‫في التشريع والتنظيم المعمول بهما"‪.2‬‬
‫اعليه‪ ،‬فإن األساس األال لصقييّ حري تنقل األفرااد هو حماي األمن الاا ‪ ،‬هذا األتير ياني‬
‫المواطنين في أةااحام اأموالام ضّ مخصلف الجرائم‬ ‫تحقيق األمن ااالسصقراة االنظا ‪ ،‬احماي‬
‫ااالعصّاءا ‪ ،‬اكذلك حمايصام ضّ أتطاة الكواةث الطبيعي ‪ .‬لاذا ياصبر األمن الاا من أهم أهّاف‬
‫اعب لوقاي األفرااد ضّ الجرائم ااألتطاة‬ ‫الضبط ااجبا‬ ‫الضبط اإلاداةي‪ ،‬فاو يضع على عاتق سطا‬
‫بكاف أنواعاا‪ ،‬اذلك بالامل على مكافحصاا اتالفي األتطاة قّة اإلمكان‪ ،‬امنع انصشاةها عنّ اقوعاا‪،‬‬
‫احار آثاةها‪.3‬‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 28‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬مرسو تنفيذي ةقم ‪ ،322-10‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬محمّ ةفات عبّ الوهاب‪ ،‬النظري الاام للقانون اإلاداةي‪ ،‬اداة الجاما الجّيّ ‪ ،‬اإلسكنّةي ‪ ،2012 ،‬ص ‪.2010‬‬
‫‪- 196 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫جااز األمن في الّال الامل على منع اقوع الجرائم‪،‬‬ ‫على هذا األساس‪ ،‬نجّ أن أهم ااجبا‬
‫باعصباة أن الحيلول ادان اقوع الجريم أفضل من ماالج آثاةها باّ اقوعاا االقبض على الجنا ‪ ،‬اياّ‬
‫هذا الواجب القاسم المشصرك لامل الجااز األمني في كل ادال الاالم سواء كانت ادال مصقّم أا مصخلف ‪.1‬‬
‫اقّ تباينت الّال في تنظيماا لجااز األمن المكلف بحفظ النظا الاا اداتل الّال ‪ ،‬كما اتصلفت‬
‫أيضا في مقّاة الاالحيا‬
‫في تحّيّ األطر القانوني ااألسس الصنظيمي لامل تلك األجاز ‪ ،‬اتفااتت ً‬
‫تباا للفلسف السياسي السائّ في الّال ‪ ،‬لكن ماظم الّال تصفق في تسمي الجااز‬
‫الممنوح لاا‪ ،‬اذلك ً‬
‫الماني بحفظ األمن الاا اداتل الّال ب‪":‬جهاز الشرطة"‪ ،‬هذا األتير يماةس اظيفصين أساسيصين‪ ،‬األالى‬
‫طابع إاداةي تاصم بالجوانب الوقائي الصي تاّف إلى حفظ النظا الاا بانااره المخصلف ‪ ،‬اهو ما‬ ‫ذا‬
‫طابع قضائي تاصم بمكافح الجريم اضبط‬ ‫يارف بالضبط اإلاداةي‪ ،‬أما الوظيف الثاني فاي ذا‬
‫المجرمين اتقّيمام للاّال ‪.2‬‬
‫الالزم‬ ‫الضبط اإلاداةي المخصا االحي اتخاذ اإلجراءا‬ ‫تيبا على ذلك‪ ،‬تملك سلطا‬
‫اتر ً‬
‫الاام ‪ ،‬االصي تنطوي على تاّيّ لألمن‬ ‫الال بمماةس الحقوق االحريا‬ ‫ذا‬ ‫لصنظيم عّاد من المجاال‬
‫الصي تنطوي على إتالل باألمن الاا ‪ ،4‬الوقاي من األتطاة‬ ‫االمظاه ار‬ ‫الاا ‪ ،3‬مثل تنظيم االجصماعا‬
‫إلى الحّ من الصارض للمخاطر الطبيعي‬ ‫االقواعّ الرامي‬ ‫الكبرى من تالل تحّيّ اإلجراءا‬
‫االصكنولوجي ‪.5‬‬
‫حماي األمن الاا في الطرق الامومي ‪ ،‬اذلك من تالل‬ ‫ياصبر الضبط المصالق بالمراة أهم آليا‬
‫االسار على احص ار قوانين المراة الوائح الضبط اإلاداةي‪ ،‬كما ياصم بأمن الراجلين‬ ‫تنظيم سير السيا اة‬

‫‪-1‬اداااد عبّ الرزاق الباز‪ " ،‬تدابير حماية األمن العام في إطار الطبيعة القانونية للضبط اإلداري بين الشرعية والقانون"‪ ،‬المجل‬
‫األمني االصّةيب‪ ،‬المجلّ ‪ ،18‬الاّاد ‪ ،35‬أبريل ‪ ،2003‬ص ص ‪.80-79‬‬ ‫الاربي للّةاسا‬
‫الحاول على‬ ‫الاام ‪ ،‬أطراح مقّم اسصكماال لمصطلبا‬ ‫‪-2‬بكيل بن محمّ البراشي‪ ،‬الوظيف اإلاداةي للشرط اأثرها على الحريا‬
‫ادةج ادكصوةاه الفلسف في الالو األمني ‪ ،‬كلي الاّال الجنائي ‪ ،‬جاما نايف الاربي للالو األمني ‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.19-18‬‬
‫الاام ‪ ،‬أطراح مقّم لنيل شاااد الّكصوةاه في‬ ‫‪ -3‬إبراهيم يام ‪ ،‬لوائح الضبط اإلاداةي بين الحفاظ على النظا الاا اضمان الحريا‬
‫القانون الاا ‪ ،‬كلي الحقوق االالو السياسي ‪ ،‬جاما أبي بكر بلقايّ‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السن الجامعي ‪ ،2015-2014‬ص ‪.102‬‬
‫الامومي ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،04‬ااادة في ‪24‬‬ ‫االمظاه ار‬ ‫‪-4‬قانون ةقم ‪ ،28-89‬مؤةخ في ‪ 31‬اديسمبر ‪ ،1989‬يصالق باالجصماعا‬
‫يناير ‪ ،1990‬ماّل امصمم بالقانون ةقم ‪ ،11-91‬مؤةخ في ‪ 2‬اديسمبر ‪ ،1991‬ج ة الاّاد ‪ ،62‬ااادة في ‪ 4‬اديسمبر ‪.1991‬‬
‫‪-5‬قانون ةقم ‪ ،20-04‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 197 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الضبط‬ ‫في الطريق الاا ‪ .1‬ايمكن إةجاع حماي األمن الاا في الطريق الامومي بواسط إجراءا‬
‫اإلاداةي إلى عّ تّابير تّاة حول مماةس اإلاداة للرقاب على االحي الفراد لقيااد المركب ‪ ،‬امّى‬
‫سالم هذه األتير للسير على الطريق الاا ‪ ،‬ثم سلط ةجال األمن في اسصامال اسائل الضبط اإلاداةي‬
‫لمراقب حرك السير‪ ،‬اإباااد كل ما من شأنه تاّيّ األمن الاا في الطرق‪.2‬‬
‫فاألمن الاا بالمحال هو غاي كل الشاوب ااألمم‪ ،‬الاذا يجب على الّال أن تسخر له كل‬
‫الصي‬ ‫لضمان حمايصه على الاايّين الّاتلي االخاةجي‪ ،‬اذلك من تالل ةادع كل الصاّيّا‬ ‫اإلمكانيا‬
‫تارض الّال للخطر‪ ،‬اتولّ الشاوة بالخوف اعّ األمان لّى المواطنين‪.3‬‬
‫المااار ‪ ،‬فأابح يشمل مجاال‬ ‫اقّ تطوة مفاو األمن الاا بشكل الفت في المجصماا‬
‫مصاّاد سياسي ااقصااادي ‪ ،‬فبالنسب للجانب االقصااادي يصمثل في حماي الامل الوطني من الصاريب‬
‫االمضاةب غير المشراع اتوفير المناخ األمني المناسب للسياح ‪ ،‬أما الجانب السياسي فصبرز أهميصه في‬
‫الّال الصي تااني من ظاهر اإلةهاب‪ ،‬سواء قا على أساس اديني أا عرقي أا فكري أا عقائّي‪ ،‬االذي‬
‫يسصلز الصاّي له‪.4‬‬
‫البند الثاني‪ -‬الصحة العامة‪ :‬تاصبر الاح الاام المظار الثاني للنظا الاا ‪ ،‬ايصمثل مضموناا في‬
‫النظاف الامومي أا ايان الاح الاام بالمانى الواسع للعباة ‪ ،‬ايصحّاد مجالاا بالسار على نظاف‬
‫الشواةع الامومي اأماكن الامل امراقب نظاف المياه الاالح للشرب انظاف السلع االموااد الغذائي‬
‫‪5‬‬
‫أيضا الصحقق من السالم‬
‫امحاةب األمراض الماّي اتحسين الظراف الاحي االاالجي للمواطنين ‪ ،‬ا ً‬
‫الاحي لألشخاص الوافّين من الخاةج اكذا السلع المسصوةاد ‪.6‬‬

‫الاام ‪ ،‬مذكر لنيل شاااد الماجسصير‪ ،‬تخاص اإلاداة االمالي‬ ‫‪ -1‬سكين عزاز‪ ،‬عملي الموازن بين أعمال الضبط اإلاداةي االحريا‬
‫الاام ‪ ،‬مااّ الحقوق االالو اإلاداةي ‪ ،‬جاما الجزائر‪ ،1990 ،‬ص ‪.34‬‬
‫األمني‬ ‫‪-2‬تليف ثامر الحميّه‪ " ،‬دور الضبط اإلداري في حماية أمن الطرق‪ :‬دراسة في التشريع الكويتي"‪ ،‬المجل الاربي للّةاسا‬
‫االصّةيب‪ ،‬المجلّ ‪ ،20‬الاّاد ‪ ،39‬ص ‪.299‬‬
‫‪ -3‬طه حميّ حسن الانكبي‪ " ،‬إشكالية التوفيق بين األمن الوطني والحقوق والحريات العامة في العراق"‪ ،‬مّاتل ضمن أعمال‬
‫الملصقى الالمي الثاني لكلي القانون االالو السياسي ‪ ،‬الموسو ب‪ :‬إشكالي الصّاتل بين مفاومي اإلةهاب احقوق اإلنسان‪ ،‬كلي القانون‬
‫االالو السياسي ‪ ،‬جاما اديالي‪ ،‬يومي ‪ 25-24‬ماةس ‪ ،2013‬ص ‪.92‬‬
‫الاام ‪ ،‬مذكر لنيل ادةج الماجسصير في القانون الاا ‪،‬‬ ‫‪-4‬إقبال عبّ العباس يوسف الخالّي‪ ،‬النظا الاا بوافه قيّا على الحريا‬
‫كلي القانون‪ ،‬جاما بابل‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.50-48‬‬
‫الاام ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪ -5‬سكين عزاز‪ ،‬عملي الموازن بين أعمال الضبط اإلاداةي االحريا‬
‫‪ -6‬ناار لبااد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪- 198 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أهمي هذا الانار من عناار النظا الاا في الوقت الحاضر‪ ،‬بسبب االنفجاة‬ ‫لقّ ازادااد‬
‫السكاني‪ ،‬اتاقّ الحيا الحّيث ‪ ،‬اساول االتاال بين األفرااد‪ ،‬األمر الذي ساعّ على ساول انصشاة‬
‫األمراض‪ ،‬اتاا باض األمراض الماّي الصي ليس لاا عالج في الوقت الحالي‪ ،‬فنجّ أن باض‬
‫األمراض ااألابئ أابحت تشكل كواةث اجصماعي حقيقي ‪ ،‬افي هذه الحال يمكن أن تحّث اضطرًابا‬
‫جسيما في النظا الاا ‪.1‬‬
‫ً‬
‫امن مظاهر هذه األهمي تقييّ حري الصنقل باّف حماي الاح الاام ‪ ،‬افرض قيواد على سفر‬
‫األفرااد إلى الخاةج لمنع انصشاة األمراض ااألابئ ‪ ،2‬اقّ ظار هذا القيّ بشكل ااضح أثناء انصشاة جائح‬
‫كوةانا (كوفيد‪ )19-‬مع بّاي سن ‪ ،2020‬إذ ساةعت الّال إلى اضع قيواد ااةم على حري الصنقل‬
‫الامومي الجزائري من تالل غلق المجال الجوي‬ ‫مناا النصشاة هذا الوباء‪ ،‬اهو ما أقّمت عليه السلطا‬
‫ً‬
‫االمنافذ البحري االبري ‪ ،‬األمر الذي نصج عنه تاليق كاف أشكال الصنقل الخاةجي‪ ،‬كما فرضت أنظم‬
‫للحجر الاحي على المسصوى الّاتلي‪.‬‬
‫البند الثالث‪ -‬السكينة العامة‪ :‬يقاّ باا ضمان تحقيق الاّاء اذلك بالقضاء على مااادة الضوضاء‬
‫الاو ‪ ،‬ذاي الماانع‪ ،‬ضوضاء االحصفاال‬ ‫المقلق لراح السكان مثل‪ :‬مكب ار‬ ‫ااالزعاج ااألاوا‬
‫الباع المصجولين‪ ،3‬اذلك باتخاذ مخصلف الصّابير الضبطي في الطرق ااألماكن الامومي ‪ ،‬في‬ ‫اأاوا‬
‫الليل االنااة‪.4‬‬ ‫أاقا‬
‫طابع اديني‬ ‫كما يمكن أن يرجع اإلتالل بالسكين الاام إلى الصقاليّ ااألعراف‪ ،‬سواء كانت ذا‬
‫كالمآتم أا تابير عن الفرح االساااد كمواكب الزفاف اما يااحباا من إطالق للناة‪ ،‬اكذلك اسصخّا‬
‫ااأللااب الناةي في أيا األعيااد‪.5‬‬ ‫المفرقاا‬
‫ايمكن القول أن للسكين الاام مانيين مانى إيجابي ااآلتر سلبي‪ ،‬يصمثل األال في المحافظ‬
‫على الاّاء االسكون في الطرق ااألماكن الاام ‪ ،‬أما الثاني فيصمثل في منع مخصلف مظاهر اإلزعاج‬
‫الصي تصجااز المضاة الااادي ‪.1‬‬ ‫االمضايقا‬

‫الضبط اإلاداةي ادةاس تحليلي ‪ ،‬اداة الكصب القانوني ‪،‬‬ ‫الاام في مواجا سلطا‬ ‫الحقوق االحريا‬ ‫‪-1‬محمّ توةشيّ توفيق‪ ،‬ضمانا‬
‫القاهر ‪ ،2017 ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪-2‬ماا علي إحسان محمّ الازااي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪-3‬محمّ ةفات عبّ الوهاب‪ ،‬النظري الاام للقانون اإلاداةي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -4‬ناار لبااد‪ ،‬مرجع سابق‪.20 ،‬‬
‫‪ -5‬إقبال عبّ العباس يوسف الخالّي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪- 199 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في هذا اإلطاة‪ ،‬تبرز مشكل الصلوث السماي الذي ينصج باألساس عن الضوضاء الصي تسبباا‬
‫اسائل النقل المخصلف ‪ ،‬اباض األنشط الاناعي ‪ ،‬كما أن هناك مااادة ناتج عن الضجيج المنزلي‬
‫امكب ار الاو ‪.2‬‬
‫الضبط اإلاداةي المخصا حماي السكين الاام بموجب‬ ‫لقّ تول المشرع الجزائري سلطا‬
‫القانون ةقم ‪ ،03-83‬المصالق بالبيئ ‪ ،3‬اتطبًقا للمااد ‪ 121‬من هذا القانون اّة المرسو الصنفيذي ةقم‬
‫‪ ،184-93‬الذي حّاد مسصوى الضجيج األقاى الذي يمكن قبوله في المناطق السكني افي الطرق‬
‫الاحي‬ ‫ااألماكن الاام االخاا ‪ ،‬في النااة االليل‪ ،‬كما حّاد مسصوى الضجيج بجواة المؤسسا‬
‫االصاليمي ‪.4‬‬
‫باّها أاّة المشرع القانون ةقم ‪ ،10-03‬المصالق بحماي البيئ في إطاة الصنمي المسصّام ‪،‬‬
‫حيث نظم أحكا الحّ من مشكل الضوضاء‪ ،5‬اتطبيًقا للقانون ةقم ‪ 14-01‬المصالق بصنظيم حرك المراة‬
‫القاوى‬ ‫عبر الطرق اسالمصاا اأمناا‪ ،‬اّة المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،410-03‬الذي يحّاد المسصويا‬
‫السام االضجيج من السيا اة ‪ ،6‬لكن هذا النص الصنظيمي ياالج ماّة ااحّ‬ ‫النبااث األادتن االغا از‬
‫من مااادة الضجيج االضوضاء‪ ،‬اهو ذلك الناتج عن اسائل النقل ابالصحّيّ السيا اة ‪.7‬‬
‫يمكن لإلنسان أن يصكيف مع باض المشاكل اليومي ‪ ،‬إال أنه ال يسصطيع الصكيف مع الضوضاء‬
‫اما ينصج عناا من آثاة سلبي على اح اإلنسان‪ ،‬اهذا ما جال المحكم اإلاداةي الاليا بمار تقضي‬
‫عاجا للسكان‪ ،‬حيث جاء في حكماا‬
‫ليال حصى ال يسبب تشغيلاا في هذا الوقت إز ً‬
‫بحضر تشغيل المطاحن ً‬

‫‪-1‬اداااد الباز‪ ،‬حماي السكين الاام ‪ ،‬ماالج إشكالي الاار في فرنسا امار (الضوضاء) ادةاس تأايلي مقاةن في القانون اإلاداةي‬
‫االشرعي اإلسالمي ‪ ،‬اداة الفكر الجاماي‪ ،‬اإلسكنّةي ‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.129-128‬‬
‫القانوني ااالقصااادي ‪،‬‬ ‫‪-2‬مناوة مجاجي‪ " ،‬المعالجة التشريعية لمشكل التلوث السمعي في الجزائري"‪ ،‬مجل االجصاااد للّةاسا‬
‫المجلّ ‪ ،09‬الاّاد ‪ ،2020 ،01‬ص ‪ 421‬اما باّها‪.‬‬
‫‪-3‬قانون ةقم ‪ ،03-83‬مؤةخ في ‪ 5‬فبراير ‪ ،1983‬يصالق بحماي البيئ ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،06‬ااادة في ‪ 8‬فبراير ‪( .1983‬ملغى)‬
‫‪-4‬مرسو تنفيذي ةقم ‪ ،184-93‬مؤةخ في ‪ 27‬يوليو ‪ ،1993‬ينظم إثاة الضجيج‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،50‬ااادة في ‪ 28‬يوليو ‪.1993‬‬
‫‪-5‬قانون ةقم ‪ ،10-03‬مؤةخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬يصالق بحماي البيئ في إطاة الصنمي المسصّام ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،43‬ااادة في ‪20‬‬
‫يوليو ‪.2003‬‬
‫السام االضجيج‬ ‫القاوى النبااث األادتن االغا از‬ ‫‪-6‬مرسو تنفيذي ةقم‪ ،410-03 ،‬مؤةخ في ‪ 5‬نوفمبر ‪ ،2003‬يحّاد المسصويا‬
‫من السيا اة ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،68‬ااادة في ‪ 9‬نوفمبر ‪.2003‬‬
‫‪-7‬مناوة مجاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.431‬‬
‫‪- 200 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المؤةخ في ‪ 16‬أبريل ‪ " :1960‬وحيث اتضح من تقرير اللجنة أن تشغيل المطحنة ليال يقلق راحة‬
‫الجوار‪ ،‬فإنه ينبغي التوقف عن العمل ليال"‪.1‬‬
‫اهو االعصباة نفسه الذي ادفع مجلس الّال الفرنسي إلى ةفض طلب جمعي ‪Association‬‬

‫‪ vigilance Nature Environnement Bresse-Revermont‬الرامي إلى إلغاء قراة ازير الّاتلي‬


‫المصضمن فرض باض الشراط على مشغلي حلب سباق )‪ Bresse (Saône-et-Loire‬بّاعي حماي‬
‫هذا الضجيج‬ ‫السكين الاام اااللص از بماايير انبااث الضجيج‪ ،‬حيث قضى بأنه يجب مراعا مسصويا‬
‫كما عاينصاا اإلاداة االمحّاد في مرسو ‪ 28‬أفريل ‪ 1995‬المصالق بمكافح الضجيج‪ ،‬الاذا فإن ازير‬
‫اضحا في الصقّير من تالل ق ارةه الااادف إلى حماي السكين الاام ‪ ،‬كما أن‬
‫الّاتلي لم يرتكب تطأ ا ً‬
‫الرياضي من‬ ‫المحافظ له السلط الصقّيري في إطاة االحياته الضبطي لصقّير منح الصرتيص للنشاطا‬
‫حيث مّى تأثيرها غير المصناسب مع السكين الاام "‪.2‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬العناصر الحديثة للنظام العام‪ :‬ال يقصار النظا الاا على الاناار الصقليّي السابق‬
‫مسصحّث تصوافق مع طبياصه المصطوة ‪ ،‬فإذا كانت هذه الفكر حسب المفاهيم‬ ‫اإنما امصّ ليشمل مجاال‬
‫الصقليّي تنحار في حماي األسس الاام للمجصمع اأمنه‪ ،‬فإن الصطوة الذي ميز الّال الحّيث قّ اسع‬
‫االقصااادي كان لاا اداة في توسيع نطاق‬ ‫كثير من فكر النظا الاا ‪ ،3‬فاألهمي المصزايّ للمشكال‬
‫ًا‬
‫فكر النظا الاا االقصااادي‪ ،‬كما اتسع النظا الاا ليشمل‬ ‫النظا االجصماعي‪ ،‬انصيج لذلك ظار‬
‫المصالق بجمال اةانق المّين ‪ ،4‬اقبل هذا بكثير طرح الصساؤل حول مّى اعصباة اآلاداب‬ ‫باض المجاال‬
‫الاام جزًءا من النظا الاا ؟‬
‫مجاال أاسع للصارف من أجل‬
‫ً‬ ‫الضبط اإلاداةي المخصا‬ ‫أادى هذا الصطوة إلى منح سلطا‬
‫حماي النظا الاا بمفاومه الواسع االمصطوة‪ ،‬األمر الذي يارض حقوق األفرااد احرياتام لمزيّ من القيواد‬

‫‪-1‬المحكم اإلاداةي الاليا‪ ،‬طان ةقم ‪ ،77‬ااادة في ‪ 16‬أفريل ‪ ،1960‬السن ‪ ،5‬المكصب الفني لمجلس الّال ‪ ،‬ص ‪ ،870‬ذكره عبّ‬
‫الرؤاف هاشم بسيوني‪ ،‬نظري الضبط اإلاداةي في النظم الوضعي المااار افي الشريا اإلسالمي ‪ ،‬ط الثاني ‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪،‬‬
‫القاهر ‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.94-93‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.E, 11 janvier 2008, 2 et 7‬‬
‫‪ème‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪sous-section réunies, 11 janvier 2008, n° 303726, Association vigilance‬‬
‫‪Nature Environnement Bresse-Revermont, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000018259692/, consulté le 19 avril 2021, à 20:00.‬‬
‫‪ -3‬لمى علي الطاهري‪ ،‬علي مجيّ الاكيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪-4‬ساّ عبّ المنام‪ ،‬الرقاب على أعمال اإلاداة في الشريا اإلسالمي االنظم المااار ‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة الفكر الجاماي‪ ،‬القاهر ‪،‬‬
‫‪ ،1976‬ص ‪.368‬‬
‫‪- 201 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المساس بالحريا‬ ‫حاال‬ ‫الصي كانت ال تطبق عليام في ظل المفاو الصقليّي للنظا الاا ‪ .‬اهكذا تزايّ‬
‫الاام مع تااظم السلط الصقّيري لإلاداة في اتخاذ الصّابير الصي تراها ضراةي لحماي النظا الاا األادبي‬
‫ااالقصااادي مع ما يسصلز ذلك من فرض المزيّ من القيواد الالزم لحماي النظا الاا بمفاومه الواسع‪،1‬‬
‫لذلك ال يمكن للقاضي اإلاداةي إال أن يؤيّ توسيع مفاو النظا الاا ‪ ،2‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫البند األول‪ -‬اآلداب العامة‪ :‬إجاب على تساؤل الفقه حول مّى اعصباة اآلاداب الاام جزًءا من النظا‬
‫الاا ابالصالي اعصباةها من األهّاف المشراع للضبط اإلاداةي؟ كان الجواب بالنفي لمّ طويل من الزمن‪،‬‬
‫مشراعا إال عنّما ينصج عن االعصّاء على اآلاداب الاام‬
‫ً‬ ‫على أساس أن تقييّ مماةس حري ما ال يكون‬
‫اضطرًابا في الاالم الخاةجي‪ ،3‬لاذا يرى مجلس الّال أن تااي انصااك اآلاداب الاام الناتج عن‬
‫إشااة لارض فيلم سينمائي بانوان "‪ " Messageries roses‬غير كافي لصبرة قراة منع الارض اإلشااةي‬
‫بسبب غياب مخاطر اإلتالل الماادي بالنظا الاا ‪.4‬‬
‫مااكسا‪ ،‬اكان‬
‫ً‬ ‫اجصااادا‬
‫ً‬ ‫طويال‪ ،‬حيث كرس مجلس الّال الفرنسي‬
‫ً‬ ‫هذا االتجاه القضائي لم يامر‬
‫ذلك بمناسب قضي تصالق باسصخّا ةئيس البلّي لسلطاته الضبطي من أجل حماي أتالق الشباب‬
‫ااآلاداب الاام ‪ ،‬حيث قضى برفض الّعوى الرامي إلى إلغاء قراة ةئيس البلّي المصضمن منع باض‬
‫بحج أناا تحصوي على عبا اة امضامين ضاة بأتالق الشباب‪.5‬‬ ‫المطبوعا‬
‫الرقص في‬ ‫تأكّ هذا المساة عنّما قضى مجلس الّال بمشراعي قراة بلّي يصضمن منع حفال‬
‫شرب‬ ‫باض المقاهي‪ ،‬امنع الشباب الذين تقل أعماةهم عن الثامن عشر (‪ )18‬سن من ادتول حانا‬
‫‪6‬‬
‫أيضا بمشراعي قراة ةئيس البلّي المصضمن منع عرض فيلم سينمائي ةغم أن جااز‬
‫الخمر ‪ ،‬كما قضى ً‬
‫الرقاب سبق اأجاز عرض الفيلم‪ ،‬اذلك ألنه يصااةض مع ظراف المّين ايمس باألتالق الاام مما‬
‫السيّ ‪ Mayras‬أن مماةس‬ ‫يارض النظا الاا للقالقل‪ ،7‬إذ يقول مفوض الحكوم لّى مجلس الّال‬
‫الضبط المحلي‬ ‫سلط الضبط اإلاداةي من طرف سلط حكومي عليا ال يشكل ً‬
‫ماناا لصّتل سلطا‬

‫‪-1‬ااديع البقالي‪ " ،‬إشكالية التوفيق بين النظام العام والحريات"‪ ،‬مجل الفقه االقانون‪ ،‬الاّاد ‪ ،51‬يناير ‪ ،2017‬ص ‪.63‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Yahia KARKATLY, Le juge administratif et les libertés publiques en droit libanaise et français, thèse pour le‬‬
‫‪grade de docteur en droit public, spécialité sciences juridiques, Université de Grenoble, 2013, p 228.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMENT, op.cit, p 722.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 8 décembre 1997, Commune d’Arcueil, Rec. C.E, p 482.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-C.E, 29 janvier 1937, Publication Zed, Rec. C.E, p 131.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-C.E, 6 août 1941, Buguburu, A.J.D.A, 1942, p 24.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-C.E, 18 décembre 1959, Les Films Lutétia, S, 1960, 3, p 99.‬‬
‫‪- 202 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تشّادا من تلك المصخذ‬


‫اتاواا ةئيس البلّي ‪ ،‬اذلك عنّما تصطلب الظراف المحلي اتخاذ تّابير أكثر ً‬
‫ً‬
‫على الاايّ الوطني‪.1‬‬
‫إن االعصراف باآلاداب الاام كانار جّيّ للنظا الاا يجسّ الباّ الالماادي لاذا المفاو ‪ ،‬اهذا‬
‫الضبط اإلاداةي الصّتل حصى في‬ ‫ياني اسصقاللي هذا الانار اقيامه بذاته‪ ،‬بحيث يخول لسلطا‬
‫الصي ال تصال بالاناار الصقليّي للنظا الاا ‪.2‬‬ ‫الحاال‬
‫لاذا هناك من يرى بأن حماي اآلاداب الاام تنّةج ضمن أهّاف الضبط اإلاداةي‪ ،‬ايمكن ةبطاا‬
‫بالقيّ األال ااألساسي المصمثل في حماي األمن الاا ‪ ،3‬على أساس أناا تمثل الحّ األادنى من القيم الصي‬
‫يجب الحرص على حمايصاا‪ ،‬ألنه في الحال المااكس سيؤادي اناياة الحياء الخلقي للمجصمع إلى اناياة‬
‫النظا الماادي له‪.4‬‬
‫من الناحي الصشريعي ‪ ،‬نجّ أن المشرع الجزائري ابالنظر إلى أن المجصمع الجزائري مجصمع مسلم‬
‫فإنه كان من المنطقي أن يساير موقف الفقه االقضاء‪ ،‬حيث أادةج قيّ اآلاداب الاام ضمن عناار‬
‫الضبط اإلاداةي مخصا بحمايصه‪ ،5‬فقّ نات المااد ‪ 237‬فقر ‪01‬‬ ‫النظا الاا ‪ ،‬اتكون بالصالي سلطا‬
‫من قانون البلّي لسن ‪ 1967‬على‪ " :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬مكلف على وجه الخصوص‪،‬‬
‫لتحقيق حسن النظام واألمن والسالمة والصحة العمومية‪ ،‬بما يلي‪ - :‬المحافظة على اآلداب العامة‪"...‬‬
‫ةئيس‬ ‫‪ ،6‬اهو األمر نفسه الذي اةاد في نص المااد ‪ 14‬من المرسو ةقم ‪ 267-81‬المصالق باالحيا‬
‫المجلس الشابي البلّي‪ ،‬حيث تنص على‪ " :‬يتخذ وينفذ رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬في إطار‬
‫التنظيم المعمول به كل اإلجراءات التي من شأنها أن تضمن حسن النظام واألمن العمومي‪ ،‬وكذلك‬
‫الحفاظ على الطمأنينة واآلداب العامة‪.7"...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, p 513.‬‬
‫األكااديمي ‪ ،‬المجلّ ‪ ،07‬الاّاد ‪،01‬‬ ‫‪-2‬مريم بن عباس‪ " ،‬العناصر الحديثة للنظام العام في القانون اإلداري"‪ ،‬مجل الباحث للّةاسا‬
‫‪ ،2020‬ص ‪.203‬‬
‫‪-3‬محمّ ةفات عبّ الوهاب‪ ،‬النظري الاام للقانون اإلاداةي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫في الصنظيم القانوني للنشاط الضبطي‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،1989 ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪-4‬عزيز الشريف‪ ،‬ادةاسا‬
‫الاام ‪ ،‬مذكر لنيل شاااد الماجسصير في القانون‪ ،‬فرع القانون‬ ‫‪ -5‬السايّ سليماني‪ ،‬اداة القاضي اإلاداةي في حماي الحقوق االحريا‬
‫الّالي لحقوق اإلنسان‪ ،‬كلي الحقوق االالو السياسي ‪ ،‬جاما مولواد مامري‪ ،‬تيزي ازا‪ ،‬السن الجامعي ‪ ،2004-2003‬ص ‪.22‬‬
‫‪-6‬أمر ةقم ‪ ،24-67‬مؤةخ في ‪ 18‬يناير ‪ ،1967‬يصضمن القانون البلّي‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،06‬ااادة في ‪ 18‬جانفي ‪( .1967‬ملغى)‬
‫ةئيس المجلس الشابي البلّي فيما يخص الطرق االنقاا‬ ‫‪-7‬مرسو ةقم ‪ ،267-81‬مؤةخ في ‪ 10‬أكصوبر ‪ ،1981‬يصالق باالحيا‬
‫االطمأنين الامومي ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،41‬ااادة في ‪ 13‬أكصوبر ‪.1981‬‬
‫‪- 203 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫البند الثاني‪ -‬النظام العام االقتصادي‪ :‬لقّ تزايّ تّتل الّال في القطاع االقصااادي اهذا تحت ضغط‬
‫الظراف االقصااادي ااالجصماعي المااار ‪ ،‬حيث تولت الّال بموجب ذلك تنظيم الكثير من المجاال‬
‫االقصااادي ‪ ،‬اذلك من أجل تحقيق المالح الاام االقصااادي بالنظر إلى أن ترك النشاط‬ ‫االاالقا‬
‫االقصااادي لألفرااد بشكل مطلق يارض االقصاااد القومي لمخاطر كبير ‪ ،1‬فالصحول في اداة الّال جال‬
‫النشاط االقصااادي‪ ،‬احماي المسصالكين من‬ ‫من الضراةي السماح لاا بالصّتل لصنظيم مخصلف قطاعا‬
‫الضبط اإلاداةي‪.2‬‬ ‫احصكاة المؤسسا ‪ ،‬فأابح ذلك جزًءا من النظا الاا الذي تماةسه سلطا‬
‫محال لمماةس‬ ‫ةغم أن هناك اتجاه من الفقه يرى أن النشاط االقصااادي الخاص كان ً‬
‫ادائما ً‬
‫سلطا الضبط اإلاداةي‪ ،‬على أساس أن النشاط االقصااادي يصال بمماةس األفرااد لحرياتام الاام‬
‫حبا‬
‫مجاال ة ً‬
‫ً‬ ‫تشكل‬ ‫كحري الصجاة االاناع ‪ ،‬حري الصنقل احق الملكي ‪ ،‬فكل هذه الحقوق االحريا‬
‫الضبط اإلاداةي الصي تسصاّف المحافظ على األمن الاا االسكين الاام ‪ ،‬الاذا فال‬ ‫لمماةس سلطا‬
‫محل للقول بوجواد نظا عا اقصااادي مسصقل‪.3‬‬
‫البند الثالث‪ -‬النظام العام المتعلق بالكرامة اإلنسانية‪ :‬ياني هذا القيّ أن الشخص ال ينبغي أن ياامل‬
‫على أنه اسيل أا شيء‪ ،‬الكن يجب النظر إليه ككيان جوهري يسصحق االحص ار غير المشراط بغض‬
‫النظر عن الجنس أا الامر أا الحال الماادي أا الحال الاحي أا الوضع االجصماعي‪ ،‬اهذا ما يمكن‬
‫اسصنباطه من نص المااد األالى من اإلعالن الاالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث يولّ جميع الناس اهم‬
‫اإلنساني الصي تاكس شاوة الفراد بقيمصه الخاا ‪.4‬‬ ‫مصسااين في الكرام ‪ ،‬هذه األتير تاني احص ار الذا‬
‫كرس القاضي اإلاداةي هذا القيّ بمناسب فاله في قضي تصالق بمماةس ماين كانت تطبق في‬
‫اة يصضمن منع هذا‬
‫المساةح الفرنسي ‪ ،‬يصم تاللاا قذف قز باتجاه الجماوة‪ ،‬الاذا اتخذ ةئيس البلّي قرًا‬
‫المشاّ اهو ما أيّه في ذلك مجلس الّال الفرنسي‪ ،‬حيث أقر بأن احص ار كرام اإلنسان تمثل إحّى‬
‫عناار النظا الاا ‪ ،‬اأنه ياواد لرئيس البلّي مماةس سلط الضبط اإلاداةي في هذا المجال‪.5‬‬

‫‪ -1‬علي مجيّ الاكيلي‪ ،‬لمى علي الظاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.89-88‬‬
‫‪-2‬محمّ توةشيّ توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪-3‬محمواد عاطف البنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫‪ -4‬علي مجيّ الاكيلي‪ ،‬لمى علي الظاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-C.E, Ass, 27 octobre 1995, n° 136727, Morsang-sur-orge, disponible sur le site:‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000007877723/, consulté le 19 avril 2021, à 13:00.‬‬
‫‪- 204 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يالق األسصاذ ‪ WALINE‬على هذا القراة بالقول بأن مجلس الّال باّ أن تأكّ من اجواد انصااك‬
‫للنظا الاا ‪ ،‬لكن ليس على أساس الاناار الصقليّي بل على أساس المساس بالكرام اإلنساني ‪ ،‬اباذا‬
‫الضبط اإلاداةي الصّتل عن طريق مخصلف إجراءا‬ ‫جّيّا للنظا الاا يسمح لسلطا‬
‫ً‬ ‫عنار‬
‫ًا‬ ‫أادةج‬
‫الضبط اإلاداةي‪ ،1‬اهو ما يظار مّى فاالي اداة القاضي اإلاداةي في حماي فكر النظا الاا ‪.2‬‬
‫هذا االتجاه القضائي تكرة الحًقا‪ ،‬حيث اعصبر مجلس الّال الفرنسي في األمر االسصاجالي‬
‫المؤةخ في ‪ 5‬جانفي ‪ 2007‬أن توزيع نوع من األكال " ‪ " Soupe au cochon‬ينطوي على نوع من‬
‫‪3‬‬
‫أيضا في قضي‬
‫الصمييز المقاواد الذي يمس بالكرام اإلنساني اتاّيّ للنظا الاا ‪ ،‬كما قضى ً‬
‫‪ Dieudonné‬أنه بإمكان المحافظ أن يمنع عرض مسرحي بسبب مساسه بالكرام اإلنساني ‪ ،‬حيث اعصبر‬
‫أن الارض المسمى " ‪ " Le Mur‬ينطوي على مااادا السامي من تالل إنكاة ما يسمى بمحرق الياواد‪،‬‬
‫اتالال بالنظا الاا ‪.4‬‬
‫ً‬ ‫اهو ما يشكل‬
‫البند الرابع‪ -‬النظام العام الجمالي‪ :‬من األهّاف الحّيث للضبط اإلاداةي المحافظ على جمال المّين‬
‫اةانقاا أا ما يسمى بالنظا الجمالي‪ ،‬بحيث ترمي اظيف الضبط اإلاداةي في هذه الحال إلى المحافظ‬
‫على جمال اةانق المحيط الامراني‪ ،‬امنع كل ما من شأنه إفسااد هذا الجمال‪.5‬‬
‫يظار تكريس القاضي اإلاداةي لاذا الانار المسصحّث للنظا الاا من تالل قراة مجلس الّال‬
‫المطابع االنشر لمّين باةيس‪ ،‬بخاوص‬ ‫الفرنسي المؤةخ في ‪ 15‬أكصوبر ‪ 1996‬في قضي اتحااد نقابا‬
‫على الماة في الطرق الامومي ‪ ،‬اهذا تشي من تمزيقاا اةمياا‬ ‫قراة إاداةي يصضمن منع توزيع اإلعالنا‬
‫في الشواةع األمر الذي ينصج عنه تشويه جمال اةانق المّين ‪.6‬‬
‫هذا ما ادفع المشرع إلى تكريس مفاو النظا الاا الجمالي ضمن المنظوم القانوني ‪ ،‬من تالل‬
‫اإلاداةي المخصا سلط الضبط المصالق بحماي الناحي الجمالي للمّن االشواةع‪ ،‬يظار‬ ‫منح السلطا‬
‫ذلك من تالل المااد ‪ 8‬فقر ‪ 08‬من المرسو ةقم ‪ ،267-81‬الصي جاء فياا‪ " :‬يسهر رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي ‪...‬ويتعين عليه أن يقوم على الخصوص بما يأتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jean WALINE, op.cit ; p 359.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Gustave PEISER, Droit administratif général, 26ème éd, Dalloz, Paris, 2014, p 189.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, ord, 5 janvier 2007, Min. de l’Intérieur c/ Association Solidarité des Français, A.J.D.A, 2007, p 601.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-C.E, ord, 9 janvier 2014, Min de l’Intérieur c/ Sté les Production de la Plume et M. Dieudonné, A.J.D.A, 2014,‬‬
‫‪p 129.‬‬
‫‪-5‬ناار لبااد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫الاام ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪ -6‬السايّ سليماني‪ ،‬اداة القاضي اإلاداةي في حماي الحقوق االحريا‬
‫‪- 205 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -‬يسهر على نظافة البلدية وتجميلها"‪.1‬‬


‫الاناعي االامراني تأثي ار سلبي على‬ ‫كثير ما تااحب النشاطا‬
‫البند الخامس‪ -‬النظام العام البيئي‪ً :‬ا‬
‫أيضا براز مضاة‬
‫البيئ ‪ ،‬االصي تؤادي إلى براز الاّيّ من األمراض الصي تؤثر على اح اإلنسان‪ ،‬ا ً‬
‫على نوعي البيئ اعلى قّة المواةاد الطبيعي على الصجّاد ااالسصمراة‪ ،‬كما تؤادي إلى تّهوة المحميا‬
‫الطبيعي الناادة االصي تاصبر موطن لمجموع كبير من األحياء‪.2‬‬
‫إن عناار النظا الاا لم تصوقف عنّ هذا الحّ‪ ،‬بل هناك من الفقه من يطالب بضراة إضاف‬
‫عناار أترى يرى أناا ضراةي لحماي النظا الاا ‪ ،‬اال يجوز االقصااة على الاناار السابق ‪ ،‬اذلك‬
‫بالنظر للصطوة الكبير االمصساةع الذي يارفه الاالم اليو ‪ ،‬االذي نصج عنه ظاوة الاّيّ من الاناار الصي‬
‫قّ تكون غريب عن فكر النظا الاا ‪.3‬‬
‫‪ -2‬احترام حقوق وحريات اآلخرين‪ :‬األساس الثاني لصقييّ حري الصنقل يصمثل في حماي حقوق احريا‬
‫اآلترين‪ ،‬اقّ اةاد النص هذا القيّ باوة عام ادان تحّيّ لمضمونه‪ ،4‬اذلك في المااد ‪ 34‬من الّسصوة‬
‫الصي جاء فياا‪... " :‬ال يمكن تقييد الحقوق والحريات والضمانات إال بموجب قانون‪ ،‬وألسباب‬
‫مرتبطة‪...‬وكذا تلك الضرورية لحماية حقوق وحريات أخرى يكرسها الدستور"‪.5‬‬
‫اسصال المؤسس الّسصوةي الفال األال من الباب الثاني من الّسصوة الموسو ب‪ " :‬الحقوق‬
‫األساسية والحريات العامة" بالمااد ‪ 34‬المذكوة سابًقا‪ ،‬اعنّ مقابل نص هذه المااد بنص المااد ‪ 81‬من‬
‫الّسصوة‪ ،‬الواةاد ضمن فال "الواجبات"‪ ،‬االصي جاء فياا‪ " :‬يمارس كل شخص جميع الحريات في إطار‬
‫احترام الحقوق المعترف بها للغير في الدستور‪ ،6"...‬نجّ بأن المؤسس الّسصوةي يؤكّ على ضراة‬
‫الاام ‪ ،‬بحيث ال ينصج عن مماةس حري أا حق ما ضرة‬ ‫الصاايش االصوازن في مماةس الحقوق االحريا‬
‫اآلترين‪.‬‬ ‫بحقوق احريا‬

‫‪-1‬أنظر المااد ‪ 8‬من المرسو ةقم ‪ ،267-81‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬علي مجيّ الاكيلي‪ ،‬لمى علي ظاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪-3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -4‬ماا علي إحسان محمّ الازااي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -5‬المااد ‪ 34‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬المااد ‪ 81‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 206 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫على أن‬ ‫هذه الناوص تّل على االهصما بصمكين األفرااد من مماةس حري الصنقل‪ ،‬حيث أكّ‬
‫مناقضا لجوهر هذه الحري ‪ ،‬طالما أن المشرع يصولى‬
‫ً‬ ‫تنظيم هذه الحري بموجب القانون ال ياصبر‬
‫اآلترين‪.1‬‬ ‫حفاضا على األمن الاا اضمان حقوق احريا‬
‫ً‬ ‫اتصااص تنظيم مماةسصاا‬
‫إن مماةس األفرااد لحقوقام احرياتام الاام ال سيما حري الصنقل تنصاي عنّ بّاي مماةس الغير‬
‫اآلترين‬ ‫لحقوقه احرياته‪ ،‬بمانى أن الفراد يصمصع بحقوقه احرياته بشرط عّ اإلضراة بحقوق احريا‬
‫المضمون بموجب الّسصوة االقانون‪ .‬اباعصباة أن اإلنسان كائن اجصماعي بطباه‪ ،‬فإن من شأن هذا‬
‫الصحّيّ أن يساهم في تازيز الصاايش بين أفرااد المجصمع‪ ،‬الشيء الذي يضمن الصوازن في مماةس الحقوق‬
‫الاام ابالصالي إشاع السلم ااألمن‪ ،‬إذ من غير المنطقي أن يماةس الفراد حقوقه احرياته باف‬ ‫االحريا‬
‫اآلترين‪.2‬‬ ‫مطلق ابالكيفي الصي يريّ ادان مراعا لحقوق احريا‬
‫‪ -3‬حماية الثوابت الوطنية‪ :‬يمكن تاريف الثوابت الوطني بأناا عباة عن مجموع من المباادئ االقيم‬
‫الصي تواتر عبر األزمن االحقب الصاةيخي إلى أن ترسخت في نمط حيا المجصمع‪ ،‬مصخذ في‬ ‫االقناعا‬
‫اوة مصاّاد مناا ما هو سياسي‪ ،‬اجصماعي‪ ،‬ثقافي ااديني‪ .‬اتصميز هذه المباادئ بأناا تخصلف من‬
‫ًا‬ ‫ذلك‬
‫ادال إلى أترى اذلك بحسب طبيا كل مجصمع‪ ،‬فالمجصماا اإلسالمي تظار فياا الشريا اإلسالمي‬
‫الغربي فصايمن فياا قيم حماي حقوق اإلنسان احرياته األساسي ‪.3‬‬ ‫كمحوة لنظاماا الاا ‪ ،‬أما المجصماا‬
‫في هذا اإلطاة‪ ،‬يبرز الصساؤل حول تحّيّ الثوابت الوطني للّال الجزائري امظاهر حمايصاا‪،‬‬
‫اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الثوابت الوطنية للدولة الجزائرية‪ :‬نص المؤسس الّسصوةي على جمل من المباادئ الاام الصي تحكم‬
‫انظر لألهمي القاوى لاذه المباادئ فقّ اسصال باا المؤسس الّسصوةي ناوص‬
‫ًا‬ ‫المجصمع الجزائري‪،‬‬
‫الّسصوة‪ ،‬يمكن تحّيّ هذه الثوابت في اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬النظام الجمهوري المرتبط بالخيار الديمقراطي في ظل عدالة اجتماعية‪ :‬من بين الخيا اة‬
‫الصي تبنصاا الجزائر باّ االسصقالل نجّ النظا الجماوةي المرتبط بالخياة الّيمقراطي‪ ،‬االذي حرمت منه‬

‫الّسصوةي لحري الرأي االحري الشخاي اإمكاني إتضاعاما‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة الحامّ‬ ‫‪-1‬غالب ايصان محجم الماضي‪ ،‬الضمانا‬
‫للنشر االصوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2012 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -2‬أمين مرزاق‪ " ،‬حرية التنقل طبقا للتعديل الدستوري ‪ ،"2016‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.815‬‬
‫‪-3‬نسيب محمّ أةزقي‪ ،‬أاول القانون الّسصوةي االنظم السياسي ‪ ،‬ج األال‪ ،‬مفاو القانون الّسصوةي ظاهر الّال االّسصوة‪ ،‬اداة‬
‫األم ‪ ،‬الجزائر‪ ،1998 ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪- 207 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الشاوب المسصضاف على مّاة تاةيخاا الطويل تحت هيمن االسصاماة‪ ،‬امن بين هذه الشاوب الشاب‬
‫كامال من جميع أنواع حقوقه‪ ،‬اهذا ما جاله‬
‫ً‬ ‫حرمانا‬
‫ً‬ ‫الجزائري الذي عاش في ظل االسصاماة الفرنسي‬
‫يصطلع لصحقيق الاّال االجصماعي ‪ ،‬امماةس الّيمقراطي إلى ادةج أن جال مناا ثابصًا من ثوابت الّال‬
‫الجزائري الحّيث ‪.1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬االنتماء للثقافة اإلسالمية العربية األمازغية كهوية للجزائر المستقلة‪ :‬كل أم تجّ ذاتاا‬
‫ضمن تاةيخاا الذي ياكس احّتاا انطالًقا من أاولاا‪ ،‬اضمن هذا المنظوة تصضح أسس هوي الّال‬
‫الجزائري ‪ ،‬فاإلسال يمثل ادين الّال ‪ ،‬االاراب تمثل الاوي الثقافي للشاب‪ ،‬اعلى هذا األساس تاصبر اللغ‬
‫الاربي هي اللغ الرسمي للّال ‪ ،‬اكذلك اللغ األمازغي كصراث مشصرك لجميع الجزائريين‪.2‬‬
‫ب‪ -‬الحماية الدستورية للثوابت الوطنية‪ :‬نص المؤسس الّسصوةي على جمل من القواعّ الموضوعي‬
‫الصي يمنع تاّيلاا‪ ،‬حيث انفاا ضمن األسس الّسصوةي الاام الصي تحكم المجصمع الجزائري‪ ،3‬لاذا‬
‫تنص المااد ‪ 223‬من الّسصوة على أنه‪ " :‬ال يمكن أي تعديل دستوري أن يمس‪:‬‬
‫‪-1‬الطابع الجمهوري للدولة‪،‬‬
‫‪-2‬النظام الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية‪،‬‬
‫‪-3‬الطابع االجتماعي للدولة‪،‬‬
‫‪-4‬اإلسالم باعتباره دين الدولة‪،‬‬
‫‪-5‬العربية باعتبارها اللغة الوطنية والرسمية‪،‬‬
‫‪-6‬تمازيغت كلغة وطنية ورسمية‪،‬‬
‫‪-7‬الحريات األساسية وحقوق اإلنسان والمواطن‪،‬‬
‫‪-8‬سالمة التراب الوطني ووحدته‪،‬‬
‫‪-9‬العلم الوطني والنشيد الوطني باعتبارهما من رموز ثورة نوفمبر ‪ 1954‬المجيدة والجمهورية واألمة‪،‬‬

‫امواثيق‪ ،‬اداة هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.9‬‬ ‫الصاةيخي للّال الجزائري الحّيث مؤسسا‬ ‫‪ -1‬عبّ الحميّ زازا‪ ،‬المراجاا‬
‫الّسصوةي في الجزائر بين الجمواد اادااعي الصغيير‪ ،‬مذكر لنيل شاااد الماجسصير في الحقوق‪ ،‬تخاص‬ ‫‪ -2‬زهر حويش‪ ،‬الصاّيال‬
‫القانون الّسصوةي‪ ،‬كلي الحقوق االالو السياسي ‪ ،‬جاما الحاج لخضر‪ ،‬باتن ‪ ،‬السن الجامعي ‪ ،2014-2013‬ص ‪.155‬‬
‫الصاّيل الّسصوةي في الجزائر‪ ،‬مذكر من أجل الحاول على شاااد الماجسصير في القانون‪ ،‬فرع الّال‬ ‫‪-3‬اليّ محمّ باي ‪ ،‬تطبيقا‬
‫الامومي ‪ ،‬كلي الحقوق‪ ،‬جاما الجزائر‪ ،‬السن الجامعي ‪ ،2012-2011‬ص ‪.43‬‬ ‫االمؤسسا‬
‫‪- 208 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪-10‬عدم جواز تولي أكثر من عهدتين رئاسيتين متتاليتين أو منفصلتين ومدة كل عهدة خمس (‪)5‬‬
‫سنوات"‪.1‬‬
‫اعليه‪ ،‬فإنه يمنع المساس باذه المباادئ عن طريق أي تاّيل ادسصوةي‪ ،‬افي حال الصاّي على‬
‫هذه الثوابت بالصاّيل أا الصغيير فإن ذلك ياصبر ترًقا للمكان السامي الصي يحصلاا الّسصوة‪ ،‬االذي من‬
‫الشاب االمجصمع‪ ،‬لاذا فإن المساس بمضمون هذه المااد الّسصوةي ياصبر‬ ‫ماامه األساسي حماي توجاا‬
‫تاّيا على أحكا الّسصوة‪.2‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ -‬القيود المستمدة من النصوص الدولية‪ :‬الظروف االستثنائية قيد مؤقت على حرية التنقل‪ :‬في‬
‫يكون لحري الصنقل حماي كبير ‪ ،‬حيث ال يصم تقييّ هذه الحري‬ ‫الظراف الااادي الصي تميز حيا المجصماا‬
‫إال بموجب القوانين المنظم للصنقل االحرك ‪ ،‬االصي تاّف إلى ضمان السالم ااألمن لألفرااد أثناء‬
‫مماةسصام لاذه الحري ‪ ،‬ابالنصيج فإن هذه األتير ال تشكل أي نوع من الخطر أا الصاّيّ لألمن االنظا‬
‫االسصثنائي تصارض هذه الحري للصقييّ الكبير‪ ،‬اذلك بغرض‬ ‫الاا للّال ‪ ،‬إال أنه تالل باض الفص ار‬
‫حماي سالم الّال االمجصمع‪.3‬‬
‫الاام إال إذا تم اسصصباب‬ ‫في ظل الظراف االسصثنائي ال يمكن ضمان مماةس الحقوق االحريا‬
‫النظا الاا االسير المنصظم للمرافق الاام ‪ ،‬اهذا ال يكون إال من تالل الصقييّ المؤقت الذي يطال هذه‬
‫اسصثناء يراد على تطبيق قواعّ القانون الاا ‪ ،‬حيث‬
‫ً‬ ‫الحقوق االحريا ‪ .‬اتمثل نظري الظراف االسصثنائي‬
‫تامل على توسيع قواعّ المشراعي الااادي ‪ ،‬امنح اتصاااا ااسا للسلطا اإلاداةي ‪ ،‬األمر الذي‬
‫تطر على الحقوق االحريا ‪.4‬‬
‫يشكل ًا‬
‫اهذا ما نات عليه المااد ‪ 4‬من الااّ الّالي المصالق بالحقوق المّني االسياسي ‪ ،‬االصي جاء‬
‫فياا‪ " :‬في حاالت الطوارئ االستثنائية التي تهدد حياة األمة‪ ،‬والمعلن قيامها رسميا‪ ،‬يجوز للدول‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 223‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬هّيل سيوسي‪ " ،‬أثر المبادئ الدستورية الثابتة على ديمومة الدساتير الجزائرية"‪ ،‬مجل بحوث جاما الجزائر ‪ ،1‬المجلّ ‪،09‬‬
‫الاّاد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2016‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -3‬عبّ الرزاق زين تولين‪ " ،‬حماية الحريات العامة في ظل حالة الطوارئ دراسة مقارنة"‪ ،‬مجل جاما الباث‪ ،‬المجلّ ‪ ،39‬الاّاد‬
‫‪ ،2017 ،30‬ص ‪67‬؛ فرحان نزال المساعيّ‪ " ،‬التنظيم الدستوري والقانوني لحق التنقل (مقارنة مع الشريعة اإلسالمية)"‪ ،‬المجل‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬المجلّ ‪ ،11‬الاّاد ‪ ،2015 ،04‬ص ‪.633‬‬ ‫األةادني في الّةاسا‬
‫‪-4‬أحمّ سليم سعيفان‪ " ،‬قراءة نظرية في وضع الحريات العامة في ظل الظروف االستثنائية"‪ ،‬مجل الحقوق االالو السياسي ‪،‬‬
‫الجاما اللبناني ‪ ،‬الاّاد ‪ ،2014 ،06‬ص ص ‪.159-158‬‬
‫‪- 209 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األطراف في هذا العهد أن تتخذ في أضيق الحدود التي يتطلبها الوضع‪ ،‬تدابير ال تتقيد بااللتزامات‬
‫المترتبة عليها بمقتضى هذا العهد‪.1"...‬‬
‫على الرغم من أن المؤسس الّسصوةي لم ينص اراح على سلط تاليق باض األحكا الواةاد‬
‫في الّسصوة‪ ،‬إال أن باض الفقه يرى أنه بمجراد إعالن حال الظراف االسصثنائي يؤادي ذلك إلى اقف‬
‫الاام ‪.2‬‬ ‫الامل بباض أحكامه امناا األحكا المصالق بالحريا‬
‫الطواةئ هو ضمان مبّأ الحكام‬ ‫إن الغاي من اضع ماايير ادالي للظراف االسصثنائي احاال‬
‫األمني من أجل تجااز هذه الظراف‪ ،‬حيث تلجأ باض الّال بمناسبصاا إلى الخراج عن الشرعي‬
‫الاام لألفرااد‪.3‬‬ ‫الّسصوةي ‪ ،‬من تالل تاطيل الحيا النيابي اتضييق مماةس الحقوق االحريا‬
‫لاذا يجب تاريف فكر الظراف االسصثنائي (‪ ،)1‬اشرح األساس القانوني لصقييّ حري الصنقل في‬
‫أتير نطاق تأثير الظراف االسصثنائي على حري الصنقل (‪.)3‬‬
‫ظل هذه الظراف (‪ ،)2‬ا ًا‬
‫‪ -1‬تعريف نظرية الظروف االستثنائية‪ :‬الظراف االسصثنائي هي نظري قضائي من ابصكاة مجلس الّال‬
‫اإلاداةي الصحرة مؤقصًا من قواعّ المشراعي الااادي‬ ‫الفرنسي‪ ،‬فاو الذي اضع أسساا بما يسمح للسلطا‬
‫اهذا بالقّة الالز لمواجا تلك الظراف‪ ،‬كما ساهم الفقه بشكل كبير في تأايل اشرح هذه النظري ‪،‬‬
‫اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬موقف القاضي اإلداري من تعريف الظروف االستثنائية‪ :‬اضع مجلس الّال الفرنسي أسس هذه‬
‫النظري بمناسب الحرب الاالمي األالى‪ ،‬الاذا سميت في أال األمر " نظرية سلطات الحرب والظروف‬
‫األترى الصي يابح‬ ‫االستثنائية"‪ ،4‬لكنه لم يقار تطبيقاا عنّ ظراف الحرب بل سحباا إلى الحاال‬
‫ماّادا كحال عّ االسصقراة السياسي باّ حراب االسصقالل‪ ،5‬الصاّيّ باإلضراب‬
‫ً‬ ‫فياا األمن االنظا الاا‬
‫الاا ‪ ،6‬االكواةث الطبيعي ‪.7‬‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 4‬من الااّ الّالي الخاص بالحقوق المّني االسياسي ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬أاديب إبراهيم حاةث‪ " ،‬الظروف االستثنائية وأثرها في الحريات الشخصية"‪ ،‬مجل الرافّين للحقوق‪ ،‬المجلّ ‪ ،09‬الاّاد ‪،31‬‬
‫‪ ،2007‬ص ص ‪.259-258‬‬
‫‪-3‬يوسف البحيري‪ " ،‬تدابير حالة الطوارئ لمكافحة جائحة فيروس كورونا والحريات العامة"‪ ،‬مجل كلي القانون الكويصي الاالمي ‪،‬‬
‫الاّاد ‪( 06‬ملحق تاص)‪ ،‬يونيو ‪ ،2020‬ص ‪.414‬‬
‫‪ -4‬سليمان الطمااي‪ ،‬النظري الاام للق ار اة اإلاداةي مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- T.C, 18 avril 1952, dame de la Murettre, R.D.P, 1952, p 757, note Marcel WALINE.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E ,18 avril 1947, Jarrigion, S, 1948.3, p 33, note Jean RIVERO‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- C.E, 18 mai 1983, Félix Rodes, A.J.D.A, 1984, P 44.‬‬
‫‪- 210 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫على الرغم من أن القضاء اإلاداةي هو من ابصكر نظري الظراف االسصثنائي ‪ ،‬اهو من كان له‬
‫الّاة الكبير في بلوةتاا من تالل ق ارةين شايرين لمجلس الّال الفرنسي‪ ،1‬إال أنه لم يقم بوضع تاريف‬
‫محّاد لاذه النظري أا تبيان حالصاا أا اضع معياة عا لاا‪ ،‬االسبب في ذلك كما أشاة إلى ذلك مفوض‬
‫الحكوم لّى مجلس الّال السيّ ‪ Letourneur‬في تقريره المصالق بقضي ‪ Laugier‬يكمن في أن‬
‫الظراف االسصثنائي هي فكر غير محّاد ‪ ،‬اال يمكن تاريفاا‪ ،‬اهي تخصلف من حال إلى أترى‪.2‬‬
‫الال السبب في إحجا القاضي اإلاداةي عن تاريف الظراف االسصثنائي ‪ ،‬ةاجع إلى مران الفكر‬
‫الصي تواجااا الّال ‪ ،‬كما أن الطابع الصقني لاا فرض‬ ‫إذ يمكناا أن تسصوعب اوة مصاّاد من األزما‬
‫المسبق ‪ ،‬حصى تبقى له حري ااسا في تقّير مّى اجواد‬ ‫على القاضي اإلاداةي االبصاااد عن الصاريفا‬
‫الظرف االسصثنائي‪ ،‬إضاف إلى أنه لو اضع تار ًيفا محًّادا لصقيّ به‪ ،‬مما سيؤثر على قضائه في المسصقبل‬
‫بما يؤادي إلى جمواد أحكامه في حين أن فكر الظراف االسصثنائي هي فكر ااسا امرن ‪.3‬‬
‫طبقت المحكم اإلاداةي الاليا الماري نظري الظراف االسصثنائي في الاّيّ من أحكاماا لال‬
‫أشارها حكماا المؤةخ في ‪ 14‬أفريل ‪ 1962‬الذي جاء فيه‪...":‬إن النصوص التشريعية إنما وضعت‬
‫لتحكم الظروف العادية‪ ،‬فإذا طرأت ظروف استثنائية‪ ،‬ثم أجبرت اإلدارة على تطبيق النصوص العادية‪،‬‬
‫فإن ذلك يؤدي حتما إلى نتائج غير مستساغة تتعارض حتى ونية واضعي تلك النصوص العادية‪،‬‬
‫ومادام أنه ال يوجد فيها نص على ما وجب إجراؤه في حالة الخطر العاجل‪ ،‬تعين عندئذ تمكين السلطة‬
‫اإلدارية من اتخاذ اإلجراءات الفاصلة التي تعمل لغاية سوى المصلحة العامة دون غيرها"‪.4‬‬
‫أما بالنسب للقضاء اإلاداةي الجزائري فاو اآلتر لم يقّ تار ًيفا لاذه النظري بل أشاة إلياا فقط‬
‫على اعصباةها من انع القضاء‪ ،‬اكان ذلك في القضي الصي فالت فياا الغرف اإلاداةي بالمجلس األعلى‬
‫الفالحي اازير الفالح ااإلاالح الزةاعي‪ ،5‬تصلخص‬ ‫بين الانّاق المركزي إلعااد تأمين الصااضّيا‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 30 mars 1916, Compagnie général d’éclairage de Bordeaux, G.A.J.A, op.cit, n°30, p 183. R.D.P, 1916, p‬‬
‫‪206; C.E ,28 juin, Heyriès, G.A.J.A, op.cit, n°31, p 192. S, 1922.3, p 49, note Maurice HAURIOU.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, Ass, 16 avril 1948, Laugier, Rec. C.E, p 161. S, 1948.3, p 36, conclusions Letourteur.‬‬
‫‪ -3‬حمز نقاش‪ ،‬الظراف االسصثنائي االرقاب القضائي ‪ ،‬مذكر لنيل شاااد الماجسصير في القانون الاا ‪ ،‬فرع اإلاداة الاام اإقليمي‬
‫القانون‪ ،‬كلي الحقوق االالو السياسي ‪ ،‬جاما منصوةي‪ ،‬قسنطين ‪ ،2011 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -4‬المحكم اإلاداةي الاليا‪ ،‬حكم مؤةخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1962‬السن ‪ 7‬قضائي ‪ ،‬ص ‪ ،601‬ذكره سليمان الطمااي‪ ،‬النظري الاام‬
‫للق ار اة اإلاداةي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-C.S Cham. Adm, 20 janvier 1967, CCRMA c/Ministre de l’agriculture et de la réforme agraire, R.A.J.A,‬‬
‫‪BOUCHAHDA Hamid et KHELLOUFI Rachid, O.P.U, 1985, p 18 et suite.‬‬
‫‪- 211 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اقائااا في أنه بصاةيخ ‪ 16‬أكصوبر ‪ 1963‬قا ازير الفالح ااإلاالح الزةاعي بإاّاة قراة يقضي بحل‬
‫الفالحي ااضع الانّاق تحت تارف الّال ‪،‬‬ ‫مجلس إاداة الانّاق المركزي إلعااد تأمين الصااضّيا‬
‫اباّ أن قا الانّاق بالطان في هذا القراة بّعوى اإللغاء أما المجلس األعلى قا هذا األتير بإلغاء‬
‫ماّة قضائي اليس لاا مجال للصطبيق سوى‬ ‫قراة الوزير‪ ،‬إذ اعصبر أن نظري الظراف االسصثنائي ذا‬
‫بالنسب للق ار اة الااادة تالل فصر الحرب‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعريف الفقهي‪ :‬اعصبر الفقيه ‪ André DE LAUBADÈRE‬بأن نظري الظراف االسصثنائي هي‬
‫اإلاداةي الصي تاصبر غير مشراع في‬ ‫بناء قانوني اضاه مجلس الّال الفرنسي‪ ،‬بمقصضاه فإن الق ار اة‬
‫نظر ألناا تابح ضراةي لحماي‬
‫مشراع في باض الظراف ًا‬ ‫الظراف الااادي يمكن أن تابح ق ار اة‬
‫النظا الاا اسير المرافق الاام ‪ ،‬فالمشراعي الااادي تحل محلاا في مثل هذه الظراف مشراعي‬
‫اإلاداة بشكل كبير‪.1‬‬ ‫اسصثنائي االصي من تاللاا تصوسع سلطا‬
‫أما الفقيه ‪ Jean WALINE‬فذهب إلى القول بأن مجلس الّال سمح لإلاداة أن تصحرة من‬
‫الااادة تالل هذه المرحل يجب أال تكون بمازل‬ ‫القوانين عنّما تواجااا ظراف اسصثنائي ‪ ،‬لكن الق ار اة‬
‫عن الخضوع للقانون‪ ،‬بل تخضع لقواعّ أترى مخصلف عن القواعّ المطبق في الظراف الااادي ‪ ،‬اعليه‬
‫فاو يرى في الظراف االسصثنائي بأناا األاضاع الفالي الصي تؤادي إلى نصيجصين‪ :‬اقف الامل بالقواعّ‬
‫الااادي اتجاه اإلاداة ‪ ،‬اتطبيق مشراعي تاا باذه الظراف يقو القاضي بصحّيّ مقصضياتاا‪.2‬‬
‫ايقصرب من ذلك تاريف األسصاذ سليمان الطماوي حيث يقول‪ ":‬أن بعض الق اررات اإلدارية غير‬
‫المشروعة في الظروف العادية‪ ،‬يعتبرها القضاء مشروعة إذا ما تبث أنها ضرورية لحماية النظام العام‬
‫أو لتأمين سير المرافق العامة بسبب حدوث ظروف استثنائية‪ ،‬وهكذا تتحلل اإلدارة مؤقتا من قيود‬
‫المشروعية العامة لتتمتع باختصاص واسع لم يرد به نص"‪.3‬‬
‫أن المقاواد بصابير الظراف االسصثنائي هي تلك األحكا‬ ‫يصضح من تالل هذه الصاريفا‬
‫على‬ ‫الصي ابصكرها القضاء اإلاداةي‪ ،‬بحيث تاصبر منف ًذا لصخفيف القيواد الصي تفرضاا الصشرياا‬ ‫االوضعيا‬
‫اإلاداة ‪ ،‬االصي تحّ من قّةتاا على الصارف إذا ااجاصاا ظراف اسصثنائي تصطلب الصحلل من تشرياا‬

‫‪1‬‬
‫‪- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET , op.cit, p 586.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jean WALINE, op.cit, p 346.‬‬
‫‪ -3‬سليمان الطمااي‪ ،‬النظري الاام للق ار اة اإلاداةي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪- 212 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تراجا عن مبّأ المشراعي اإنما فقط توسيع لنطاقه يرتص‬


‫ً‬ ‫الحال الااادي لفصر مؤقص ‪ ،‬اال ياصبر هذا‬
‫لإلاداة بموجبه القيا بأعمال تاّف لحماي النظا الاا اسير المرافق الاام ‪.‬‬
‫‪ -2‬األساس القانوني لتقييد حرية التنقل أثناء الظروف االستثنائية‪ :‬تطبق نظري الظراف االسصثنائي‬
‫الصي ال تسصطيع الّال أن تواجه فياا األتطاة الّاتلي أا الخاةجي إال بالصضحي بمجموع‬ ‫في الحاال‬
‫المقاواد في هذا‬ ‫الّسصوةي الصي ال يمكن تجاازها في الظراف الااادي ‪ ،‬ااالعصبا اة‬ ‫من االعصبا اة‬
‫الاام في‬ ‫األساسي الصي يحمياا الّسصوة‪ ،‬ابمانى آتر توازن السلطا‬ ‫الشأن هي الحقوق االحريا‬
‫الاام في الّال ‪ .‬لذلك فإن جوهر‬ ‫الّال بحيث يزادااد نفوذ السلط الصنفيذي على حساب باقي السلطا‬
‫اسصثنائي ال‬ ‫الفلسف الصي تقو علياا فكر الظراف االسصثنائي أناا ترتيص للحكوم بمماةس سلطا‬
‫تملك مماةسصاا في ظل الظراف الااادي ‪ ،‬فيمكن لاا تاطيل حكم القانون بشكل مؤقت‪ ،‬اأن تصغول على‬
‫الاام بالقّة الذي تصطلبه الحال االسصثنائي ‪ ،1‬األمر الذي يؤادي إلى نصيج بالغ األهمي ‪ ،‬اهي‬ ‫الحريا‬
‫الصي تاّةها السلط‬ ‫بناء على الق ار اة‬
‫أن اجواد هذه الحال قّ يوقف الامل بأحكا ماين من الّسصوة ً‬
‫القائم بالضبط اإلاداةي‪.2‬‬
‫الضبط اإلاداةي المخصا أثناء تطبيق حال الظراف‬ ‫اعلى هذا األساس‪ ،‬يجوز لسلطا‬
‫االسصثنائي أن تضع باض القيواد على حري تنقل األفرااد‪ ،‬اأن تنظم حركصام في األماكن الاام ‪ ،‬اتحّاد‬
‫تقييّ حري‬ ‫محّاد ‪ .3‬إن إجراءا‬ ‫اإلقام في باض المناطق‪ ،‬اأن تأمر بصنظيم اسائل النقل في أاقا‬
‫الضبط اإلاداةي في الظراف الااادي على أساس أنه ال يوجّ مبرة‬ ‫ناادة ما تلجأ إلياا سلطا‬
‫الصنقل ًا‬
‫الظراف االسصثنائي ‪ ،‬نجّ أن اإلاداة تكون مجبر على تقييّ حري تنقل‬ ‫يّفااا لذلك‪ ،‬أما في حاال‬
‫األفرااد‪.4‬‬
‫من الواضح أن هذه القيواد ليست بالمطلق ‪ ،‬الاذا يجب تحّيّها من الناحي المكاني االزماني ‪،‬‬
‫المقيّ لحري األفرااد في الصنقل أثناء فصر الطواةئ يجب أن تكون ضراةي لحفظ األمن‬ ‫كما أن الق ار اة‬

‫الاام ‪ ،‬الكصاب األال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.236-235‬‬ ‫‪ -1‬محمّ ماهر أبو الاينين‪ ،‬الحقوق االحريا‬
‫‪ -2‬حسين جميل‪ " ،‬حقوق اإلنسان في الوطن العربي‪ :‬المعوقات والممارسة"‪ ،‬مجل المسصقبل الاربي‪ ،‬بيرا ‪ ،‬الاّاد ‪ ،26‬نيسان‬
‫‪ ،1983‬ص ‪.141‬‬
‫‪ -3‬محمّ شوقي ماطفى الجرف‪ ،‬الحري الشخاي احرم الحيا الخاا ‪ ،‬ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه‪ ،‬كلي الحقوق‪ ،‬جاما‬
‫اإلسكنّةي ‪ ،1990 ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ -4‬محمّ بكر حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 213 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االنظا الاموميين‪ ،‬اأن تكون مصناسب مع الخطر القائم‪ ،‬ابالقّة الالز لمواجاصه‪ ،‬اذلك كله تحت ةقاب‬
‫القاضي اإلاداةي‪.1‬‬
‫المقيّ لحري الصنقل في إطاة تطبيق‬ ‫أكّ المجلس الّسصوةي الفرنسي على ادسصوةي اإلجراءا‬
‫مؤقص من الناحي الزمني ‪ ،‬كما أناا‬ ‫حال الطواةئ ‪ ،‬حيث اسصنّ في ذلك إلى فكر أن هذه اإلجراءا‬
‫محاوة فقط بنطاق جغرافي محّاد تطبق فيه‪ ،‬ااألهم من ذلك كله تضوعاا لرقاب القاضي اإلاداةي من‬
‫المقيّ‬ ‫ناحي مشراعيصاا اكذا امالءمصاا‪ ،2‬فاذا األتير يقو بّةاس ادقيق لمارف ما إذا كانت اإلجراءا‬
‫فنظر للظراف االسصثنائي في الزمان االمكان الصي شكلاا‬
‫ًا‬ ‫لحري الصنقل ضراةي لحماي النظا الاا ‪،‬‬
‫ثوةان بركان ‪ La Soufrière‬كان بإمكان المحافظ أن يلجأ إلى منع الصنقل في القطاع الجغرافي المارض‬
‫للخطر‪.3‬‬
‫‪ -3‬نطاق تأثير الظروف االستثنائية على حرية التنقل‪ :‬يظار تأثير الظراف االسصثنائي على حري‬
‫القانوني الصي يقرها‬ ‫الضبط اإلاداةي عبر اآلليا‬ ‫الصي تصخذها سلطا‬ ‫الصنقل من تالل مخصلف اإلجراءا‬
‫الّسصوة االصشريع‪ ،‬االصي يمكن حارها في الصقييّ المصرتب على تطبيق حال الطواةئ‪ ،‬تقييّ حري الصنقل‬
‫أتير الصقييّ المصرتب على تطبيق حال الطواةئ الاحي ‪ ،‬اذلك كاآلتي‪:‬‬
‫في إطاة محاةب اإلةهاب‪ ،‬ا ًا‬
‫أ‪ -‬تقييد حرية التنقل في إطار تطبيق حالة الطوارئ‪ :‬منح المشرع الفرنسي من تالل القانون ةقم ‪-55‬‬
‫الضبط اإلاداةي االتصااص بصقييّ حري تنقل األفرااد أا المركبا‬ ‫‪ 385‬المصالق بحال الطواةئ سلطا‬
‫في األماكن االمواقيت المحّاد ‪ ،‬اهذا باّف حماي األمن االنظا الاموميين‪ ،4‬الاذا فقّ اعصبر القاضي‬
‫اإلاداةي أن إعالن حال الطواةئ شار نوفمبر ‪ 2005‬ال يمكن اعصباةه غير قانوني بشكل ااضح‪ ،‬اذلك‬
‫بالنظر إلى حال الانف الذي شاّته باض المّن االضواحي في تلك الفصر ‪.5‬‬
‫المرتبط بحّاث كواةث طبيعي ‪ ،‬مثل الزالزل‬ ‫كما يمكن تقييّ مماةس حري الصنقل في الحاال‬
‫هو حماي األمن الاا‬ ‫الضبط اإلاداةي في هذه الحاال‬ ‫االبراكين االفيضانا ‪ ،‬حيث يكون هّف سلطا‬
‫للسكان من تالل تجنيبام الصواجّ في محيط حّاث الكاةث الطبيعي أا مناام من الصنقل إلى تلك األماكن‬

‫الاام (ادةاس مقاةن )‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪،‬‬ ‫‪ -1‬عاام ةمضان مرسي‪ ،‬الصنظيم القانوني لحال الطواةئ اأثره في الحقوق االحريا‬
‫القاهر ‪ ،2015 ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Julien BONNET, Agnès ROBLOT-TROIZIER, « Droits fondamentaux et libertés publiques », Les‬‬
‫‪Nouveaux Cahiers du Conseil constitutionnel, n° 52, 2016/3, p 78.‬‬
‫‪ -3‬أحمّ سليم سعيفان‪ " ،‬قراءة نظرية في وضع الحريات العامة في ظل الظروف االستثنائية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.158-157‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 25 juillet 1985, n° 68751, Dagostini, Rec. C.E, 1985, p 226‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, ord, 9 décembre 2005, n° 287777, Allouache, Rec. C.E, 2005, p 562.‬‬
‫‪- 214 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أا حصى القيا بصرحيلام من تلك المناطق إن اسصلز األمر ذلك‪ .‬في هذا اإلطاة أاّة االي االي بجاي‬
‫الناةي اتنقل الراجلين في الطريق المؤادي‬ ‫االّةجا‬ ‫قراة االئي يصضمن منع حرك مراة جميع المركبا‬
‫إلى منطق "رأس كاربون ‪ "Cap Carbon‬امنطق "زيڤواد ‪ ،"Les Aiguades‬اهذا إلى غاي عواد الوضع‬
‫إلى حالصه الطبيعي ازاال كل عوامل الخطر باّ الزلزال الذي ضرب االي بجاي يومي ‪ 19‬ا‪ 25‬ماةس‬
‫‪.2021‬‬
‫‪ 13‬نوفمبر ‪ 2015‬في الااام باةيس‬ ‫ب‪ -‬تقييد حرية التنقل في إطار محاربة اإلرهاب‪ :‬نصيج لاجما‬
‫تم اإلعالن عن تفايل تطبيق قانون حال الطواةئ لمواجا الخطر اإلةهابي‪ ،1‬ابناء على هذا القانون‬
‫ً‬
‫يمكن لسلطا الضبط اإلاداةي المخصا تقييّ حري الصنقل عن طريق إجراء الوضع تحت اإلقام‬
‫الضبطي المقيّ لاذه الحري ‪.‬‬ ‫الجبري ‪ ،‬االذي ياصبر من بين أقاى اإلجراءا‬
‫تم الطان في هذا اإلجراء الضبطي الجّيّ المسصحّث بموجب القانون ةقم ‪1501-2015‬‬
‫المذكوة أعاله‪ ،‬أما المجلس الّسصوةي عن طريق آلي مسأل األالوي الّسصوةي ‪ ،‬بذةيا انصااكه الخطير‬
‫لحري أساسي مضمون بموجب الّسصوة اهي حري الصنقل‪ ،‬لكن المجلس الّسصوةي قضى بّسصوةي‬
‫الصّابير الجّيّ المقيّ لاذه الحري ‪ ،‬اعلى اجه الخاوص قراة الوضع تحت اإلقام الجبري ‪.2‬‬
‫جّيّا على حري الصنقل ضمن قانون األمن الّاتلي‪ ،‬اهذا في‬
‫ً‬ ‫قيّا‬
‫كما كرس المشرع الفرنسي ً‬
‫إطاة سياسصه لمحاةب اإلةهاب‪ ،‬حيث سمح الصاّيل الذي جاء به القانون ةقم ‪ 1353-2014‬المصالق‬
‫بصازيز الصّابير المصالق بمكافح اإلةهاب للسلط اإلاداةي المخصا أن تمنع تنقل المواطن إلى تاةج‬
‫اإلقليم‪ ،‬عنّما تصوافر أسباب جّي تّعو إلى االعصقااد بأنه ينوي السفر إلى الخاةج باّف المشاةك في‬
‫إةهابي في الخاةج ضمن شراط تقواد إلى ترجيح مساسه‬ ‫إةهابي ‪ ،‬أا الصنقل إلى مسرح عمليا‬ ‫نشاطا‬
‫بالنظا الاا عنّ عوادته إلى اإلقليم الفرنسي‪.3‬‬
‫في األتير‪ ،‬سمح القانون ةقم ‪ 1510-2017‬المصالق بصازيز األمن الّاتلي امكافح اإلةهاب‬
‫الضبط اإلاداةي المخصا بإقام محيط حماي لمّ شار يصم فيه تنظيم تنقل األفرااد‪ ،‬بحيث تكون‬ ‫لسلطا‬

‫‪1‬‬
‫‪- Loi n° 2015-1501, du 20 novembre 2015, prorogeant l'application de la loi n° 55-385 du 3 avril 1955 relative‬‬
‫‪à l'état d'urgence et renforçant l'efficacité de ses dispositions, JORF n° 0270, du 21 novembre 2015.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.C, décision n° 2015-527, QPC du 22 décembre 2015, M. Cédric (Assignation à résidence dans le cadre de‬‬
‫‪l’état d’urgence), JORF n° 0299, du 26 décembre 2015.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Loi n° 2014-1353, du 13 novembre 2014, renforçant les dispositions relatives à la lutte contre le terrorisme,‬‬
‫‪JORF n° 0263, du 14 novembre 2014.‬‬
‫‪- 215 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مماةس حري الصنقل تاضا لقيواد كبير ‪ ،‬اهذا من أجل حماي مكان ماين أا حّث ما مارض لصاّيّ‬
‫تطر إةهابي‪.1‬‬
‫أيضا من تالل قانون ‪ 30‬أكصوبر ‪ 2017‬المذكوة أعاله‪ ،‬الاّيّ من تّابير‬
‫كرس المشرع الفرنسي ً‬
‫الضبط اإلاداةي المخصا تقييّ حري تنقل كل شخص‬ ‫الرقاب اإلاداةي لحري الصنقل‪ ،‬حيث يمكن لسلطا‬
‫اعصياادي مع أفرااد أا‬ ‫تطير على األمن االنظا الاموميين‪ ،‬ايّتل في عالقا‬
‫ًا‬ ‫تاّيّا‬
‫ً‬ ‫يشكل سلوكه‬
‫تحرض أا تسال أا تشاةك في أعمال إةهابي أا نشر ةسائل تشجع على اةتكاب أعمال إةهابي‬ ‫منظما‬
‫أا تّافع عناا‪ ،‬حيث يصم تقييّ حري تنقل الشخص الماني ضمن محيط جغرافي محّاد‪ ،‬االصزامه بالقيا‬
‫برقاب إاداةي اداةي أما أجاز األمن مع إتضاعه للمراقب اإللكصراني ‪ ،2‬الصي تجال من الممكن تحّيّ‬
‫بشكل مباشر‪ .‬اةغم ما ينطوي عليه هذا اإلجراء من مساس‬ ‫الموقع الجغرافي اتصبع تنقل األفرااد االمركبا‬
‫بحري الصنقل إال أن المجلس الّسصوةي ةأى بأنه ال ينصاك هذه الحري ‪ ،‬ابالصالي قضى بّسصوةيصه‪.3‬‬
‫كبير في عّاد القضايا الصي عالجاا منذ إقراة حال‬ ‫في هذا اإلطاة‪ ،‬سجل القضاء اإلاداةي تز ً‬
‫ايّا ًا‬
‫الطبيا‬ ‫الطواةئ سن ‪ ،2015‬اكانت أغلباا تصالق بالصّابير الصي تاّف إلى مكافح األعمال ذا‬
‫اإلةهابي ‪.4‬‬
‫من تالل هذه الصرسان القانوني يصبين مّى الصقييّ الكبير الذي كرسه المشرع على حري الصنقل‬
‫في إطاة محاةب الظاهر اإلةهابي ‪ ،‬حيث عالج هذا الصاّيّ من تالل مقاةب أمني تسصاّف حرمان‬
‫إلى المنع الكلي من مماةس هذه الحري ‪،‬‬ ‫األفرااد من مماةس حري الصنقل‪ ،‬االصي تال في باض الحاال‬
‫كما في حال المنع اإلاداةي من الصنقل إلى تاةج اإلقليم اكذا الوضع تحت اإلقام الجبري ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقييد حرية التنقل في ظل فترة الطوارئ الصحية‪ :‬في سياق مواجا انصشاة فيراس كوةانا (كوفيد‪-‬‬
‫الصي تقيّ بموجباا حري تنقل األفرااد من تالل إغالق‬ ‫‪ ،)19‬فرضت كل الّال تقر ًيبا جمل من اإلجراءا‬
‫الحّااد اتاطيل اسائل الصنقل إلى تاةج اإلقليم الوطني‪ ،‬افرض نظا الحجر الاحي الذي ياصبر من‬

‫‪1‬‬
‫‪- Loi n° 2017-1510, du 30 octobre 2017, renforçant la sécurité intérieure et la lutte contre le terrorisme, JORF‬‬
‫‪n° 0255, du 31 octobre 2017.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 19.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.C, décision n° 2005-532, DC du 19 janvier 2006, loi relative à la lutte contre le terrorisme et portant‬‬
‫‪dispositions diverses relatives à la sécurité et aux contrôles frontaliers, JORF n° 20, du 24 janvier 2006.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Stéphanie HENNETTE-VAUCHEZ, Maria KALOGIROU, Nicolas KLAUSSER, Cédric ROULHAC, Serge‬‬
‫& ‪SLAMA, Vincent SOUTY, Ce que le contentieux administratif révèle de l’état d’urgence « Cultures‬‬
‫‪Conflits », L’Harmattan, n° 112, 2018/4, pp 35 et suite.‬‬
‫‪- 216 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أكثر الوسائل نجاع للحّ من انصشاة األمراض الوبائي ‪ ،‬االذي بموجبه يمنع على أي شخص الصنقل إلى‬
‫المناطق الصي ينصشر فياا الوباء‪ ،‬كما يمنع على من يقيم في تلك المناطق الخراج مناا‪.1‬‬
‫أاّة الوزير األال المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬االذي نات المااد األالى فقر ‪ 02‬منه‬
‫على‪ ":‬ترمي هذه التدابير التكميلية إلى وضع أنظمة للحجر‪ ،‬وتقييد الحركة‪ ،‬وتأطير األنشطة التجارية‬
‫وتمويل المواطنين‪ ،‬وقواعد التباعد وكذا كيفيات تعبئة المواطنين لمساهمتهم في الجهد الوطني للوقاية‬
‫ابناء على هذا النص الصنظيمي اّة‬
‫ً‬ ‫من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19‬ومكافحته"‪،2‬‬
‫القر اة الضبطي الوالئي تصضمن منع الصنقل اداتل المحيط الحضري‪ ،‬اما بين‬
‫مجموع كبير من ا‬
‫البلّيا ‪ ،‬منع الصنقل إلى الشواطئ‪ ،‬منع الصنقل إلى الغابا ‪ ،‬منع الصنقل إلى المقابر تالل األعيااد‬
‫الّيني ‪.3‬‬
‫النظا‬ ‫إن الاّف من هذا المرسو الصنفيذي هو حماي اح المواطنين باعصباةها من أهم مكونا‬
‫الضبط اإلاداةي على حمايصه‪ ،‬اذلك من تالل مخصلف تّابير الضبط‬ ‫الاا الذي تسار سلطا‬
‫االسصاجالي الرامي لحماي اح المواطنين من هذا الفيراس‪ ،4‬االصي تاّف باف أساسي إلى تقييّ‬
‫الاام ال سيما حري الصنقل‪ .5‬اعليه يمكن تكييف حال الطواةئ الاحي على‬ ‫مماةس باض الحريا‬
‫أناا نظا قانوني اسصثنائي قائم على فكر اجواد مرض ابائي شّيّ الاّاى‪ ،‬ينطوي على تاّيّ الاح‬
‫الاام للمواطنين‪ ،‬مما يسصّعي اتخااد تّابير اسصاجالي تضمن سالم ااح األفرااد‪.6‬‬
‫الاام‬ ‫إن السوابق القضائي في هذا المجال‪ ،‬تجال من الممكن القول أنه من بين أكثر الحريا‬
‫الصي تصأثر بالخراج عن مشراعي الحال الااادي إلى مشراعي الحال االسصثنائي هي حري الصنقل‪،‬‬
‫ابالصالي فإن الظراف المرتبط باالنصشاة الرهيب لفيراس كوةانا (كوفيد‪ )19-‬تكشف أن جميع الّال‬

‫‪ -1‬بلقاسم مخلط‪ ،‬أحمّ بن غربي‪ " ،‬حالة الطوارئ الصحية لمجابهة فيروس كورونا وأثرها على حقوق اإلنسان"‪ ،‬مجل حقوق‬
‫الاام ‪ ،‬المجلّ ‪ ،06‬الاّاد ‪( 01‬تاص)‪ ،2021 ،‬ص ‪.146‬‬ ‫اإلنسان االحريا‬
‫‪ -2‬مرسو تنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر الملحق رقم ‪ 06‬ص ص ‪.628-627‬‬
‫‪ -4‬سي محمّ الحيان‪ " ،‬قراءة في القانون المنظم لحالة الطوارئ الصحية بالمغرب"‪ ،‬مقال ضمن مؤلف جماعي موسو ب‪" :‬اآلثار‬
‫القانوني ‪ ،‬الاّاد ‪( 11‬عّاد تاص)‪ ،2020 ،‬ص ص ‪.125-124‬‬ ‫القانونية للظروف الطارئة"‪ ،‬مجل مسا اة في األبحاث االّةاسا‬
‫‪ -5‬أحسن غربي‪ " ،‬دور الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فيروس كورونا بالجزائر"‪ ،‬مجل كلي القانون الكويصي الاالمي ‪،‬‬
‫ملحق تاص‪ ،‬الاّاد ‪ ،06‬يونيو ‪ ،2020‬ص ‪.633‬‬
‫‪ -6‬سناء بن مساواد‪ " ،‬آثار حالة الطوارئ الصحية على مبدأ الشرعية القانونية"‪ ،‬مقال ضمن مؤلف جماعي موسو ب‪ " :‬اآلثار‬
‫القانونية للظروف الطارئة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪- 217 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫فرضت مجموع كبير من القيواد على مماةس حري الصنقل بجميع اوةها‪ ،‬مع مراعا الحّ األادنى المبرة‬
‫تاضا لرقاب القاضي اإلاداةي‪ ،‬حيث‬ ‫لمماةس هذه الحري ‪ ،1‬على أن تكون هذه الصّابير ااإلجراءا‬
‫يجوز الطان فياا من حيث مّى توافر الظرف االسصثنائي اشراط تطبيقه‪ ،‬بحيث إذا تخلف شرط من‬
‫شراط تطبيق نظري الظراف االسصثنائي يصم إلغاء الق ار اة غير المشراع ‪.2‬‬
‫يظار هذا بالنسب للقضاء اإلاداةي الفرنسي‪ ،‬فقّ فرض القاضي اإلاداةي ةقابصه على الصّابير‬
‫المصخذ في إطاة حال الطواةئ الاحي لمواجا انصشاة فيراس كوةانا‪ ،‬حيث أقر بالطبيا اإلاداةي‬
‫عنّ الخراج إلى الشواةع‪ ،‬ابالنصيج‬ ‫لقراة ةئيس بلّي ‪ Strasbourg‬المصضمن فرض اةتّاء الكماما‬
‫فحص مشراعي هذا القراة من ناحي ما يصضمنه من تقييّ لحري الصنقل من جا ‪ ،‬امن جا أترى‬
‫اإلاداةي المركزي فقط‪ ،‬الاذا انصاى إلى األمر‬ ‫اتصااص ةئيس البلّي في مماةس ماا تاواد للسلطا‬
‫بوقف تنفيذ قراة ةئيس البلّي ‪.3‬‬
‫في السياق ذاته‪ ،‬طالبت نقاب األطباء الشباب من القاضي اإلاداةي االسصاجالي لمجلس الّال‬
‫إاّاة أمر للوزير األال من أجل إعالن حجر احي شامل‪ ،‬يصضمن منع الصنقل االخراج من المنازل إال‬
‫الضبط‬ ‫الاام ‪ .‬أجاب القاضي اإلاداةي بأن سلطا‬ ‫بموجب ةتا ‪ ،‬اكذا توقيف اسائل الموااال‬
‫الاام كحري الصنقل بشرط أن تكون‬ ‫اإلاداةي لاا أن تصخذ كل الصّابير الصي تقيّ من مماةس الحريا‬
‫مصناسب مع الاّف المصمثل في حماي الاح الامومي ‪ ،‬ابالنصيج ةفض إاّاة أمر للحكوم من أجل‬
‫تطبيق الحجر الاحي الشامل‪ ،‬لكن بالمقابل أمر الحكوم بصحّيّ نطاق اإلعفاء من تطبيق الحجر‬
‫المنزلي ألسباب احي ‪ ،‬اإعااد تكييف إجراء الصنقل قاير المّى بجواة مقر السكن‪.4‬‬
‫لكن مران القاضي اإلاداةي في الصاامل مع مخصلف تّابير الضبط اإلاداةي المصالق بمواجا‬
‫فيراس كوةانا(كوفيد‪ ،)19-‬تظار من تالل األمر الااادة عن مجلس الّال بصاةيخ الفاتح من أفريل‬

‫‪1‬‬
‫‪- Youssef GORRAM, « Les applications de la théorie des circonstances exceptionnelles dans la‬‬
‫‪jurisprudence administrative », livre collectif, publication du Centre Takamul pour les études et la recherche,‬‬
‫‪2020, p 391.‬‬
‫‪ -2‬محمّ عوض فرج‪ ،‬اداة قضاء المشراعي في الحّ من سلط اإلاداة الصقّيري ادةاس مقاةن ‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪،2020 ،‬‬
‫ص ‪.62‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-T.A de Strasbourg, ord, du 25 mai 2020, n° 2003058, Simon, disponible sur le site: http://strasbourg.tribunal-‬‬
‫‪administratif.fr/content/download/171091/1705849/version/1/file/2003058-1.pdf, consulté le 21 avril 2021, à‬‬
‫‪20:00.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 22 mars 2020, n° 439674, Syndicat Jeunes Médecins, disponible sur le site: https://www.conseil-‬‬
‫‪etat.fr/content/download/154911/document/439674%20%20ordonnance%20du%2022%20mars%202020.pdf‬‬
‫‪consulté le 22 avril 2021, à 16:00.‬‬
‫‪- 218 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ ،2021‬حيث ةفع السيّ )‪ (A.B‬ادعوى اسصاجالي يطالب فياا بوقف تنفيذ المرسو ةقم ‪296-2021‬‬
‫تاواا‬
‫ً‬ ‫المؤةخ في ‪ 19‬ماةس ‪ 2021‬الذي يحّاد الصّابير الاام الضراةي لمواجا جائح كوفيّ ‪،19‬‬
‫فيما يصالق بصطبيق الحجر الاحي المنزلي اةتا الصنقل االسصثنائي ‪ ،‬اهذا على أساس االنصااك الخطير‬
‫لحري الصنقل‪ ،‬من ناحي أن األحكا المطاون فياا تطبق بشكل عا اادان تمييز بين األفرااد الذين تلقوا‬
‫اللقاح اغير الملقحين‪.‬‬
‫لم ينكر مجلس الّال أن اللقاح يشكل أادا حماي فاال لمواجا الوباء‪ ،‬لكن هذه الفاالي غير‬
‫المصحوة من الفيراس‪ ،‬حيث يمكن لألفرااد الذين تم تطعيمام أن ينقلوا الاّاى‪،‬‬ ‫مؤكّ بالنسب للسالال‬
‫تقييّ حري الصنقل ال يمكن _في ضوء األهّاف المنشواد _ اعصباةها غير مصناسب ‪.1‬‬ ‫ابالصالي فإن إجراءا‬
‫إعااد فصح الحّااد بين الّال‪ ،‬ظار على الاايّ الاملي إجراء الصرتيص‬ ‫امع بّاي إجراءا‬
‫بالخراج كآلي لصمكين المواطن من السفر إلى الخاةج‪ ،2‬ففي فرنسا اّة مرسو ‪ 30‬جانفي ‪ 2021‬فرض‬
‫على األفرااد الذين يرغبون في السفر االصنقل بين فرنسا االّال األترى تاةج االتحااد األاةابي اكذلك من‬
‫احي أا‬ ‫الفرنسي اةاء البحاة‪ ،‬الحاول على ترتيص للسفر مؤسس على مبر اة‬ ‫اإلى المقاطاا‬
‫ماني ال يمكن تأجيلاا‪.‬‬
‫تم الطان في هذا المرسو من طرف االتحااد الفرنسي لألجانب‪ ،‬اقّ أجاب القاضي اإلاداةي‬
‫االسصاجالي بأن الصّابير الصي جاء باا هذا المرسو تنطوي على انصااك جسيم لحري الصنقل‪ ،‬االحق في‬
‫حيا عائلي عاادي بالنسب للمواطنين المقيمين تاةج فرنسا‪ ،‬حيث ال يوجّ ما يبرة هذا اإلجراء على‬
‫أساس أن المخاطر الاحي أكبر بالنسب للصنقل بين الّال األاةابي حيث الوضع الاحي أكثر تطوة ‪،‬‬
‫ال سيما مع ظاوة أنواع جّيّ لفيراس كوةانا‪ ،‬اةغم ذلك فال توجّ قيواد للسفر بين هذه الّال‪ .‬انصاى‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, ord, 1er avril 2021, M.B, n° 450956, disponible sur le site:‬‬
‫‪https://www.conseil-etat.fr/Media/actualites/documents/2021/03-mars/450956.pdf, consulté le 21 avril 2021, à‬‬
‫‪20:00.‬‬
‫‪ -2‬اهو ما تم تطبيقه في الجزائر‪ ،‬ةغم أن المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 69-20‬اجميع المراسيم الصنفيذي الملحق به لم تنص على إجراء‬
‫الطيران اكذا ماالح شرط الحّااد على مسصوى المنافذ الحّاادي‬ ‫الصرتيص بالسفر إلى الخاةج‪ ،‬لكن من الناحي الاملي فإن شركا‬
‫االمطا اة تطلبه‪ ،‬أنظر مقال بانوان‪ :‬ترخيص بالخروج‪...‬شرط جديد لمغادرة الجزائريين نحو فرسا‪ ،‬جريّ الحواة‪ ،‬الاّاد ‪14 ،2930‬‬
‫ماةس ‪ ،2021‬منشوة على موقع‪:‬‬
‫‪https://www.elhiwardz.com/event/195301/‬‬
‫تاريخ وزمن التصفُّح‪ 22 :‬أفريل ‪ ،2020‬الساعة ‪.17:00‬‬
‫‪- 219 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫القاضي اإلاداةي إلى األمر بصوقيف تنفيذ الصّابير الصي نص علياا مرسو ‪ 30‬جانفي ‪ 2021‬بخاوص‬
‫منع ادتول الفرنسيين من ادال تاةج االتحااد األاةابي إلى فرنسا‪.1‬‬
‫من هذا المنطلق‪ ،‬يظار الّاة الكبير الذي يجب أن يصمصع به القاضي اإلاداةي االسصاجالي في‬
‫إطاة مباادئ الاّال بمفاوماا الواسع‪ ،‬األمر الذي يسصوجب منه القيا بّاة إيجابي في حماي الحريا‬
‫األفرااد الخاا بضمان مماةسصام لحري الصنقل‪ ،‬مع مراعا‬ ‫الاام ‪ ،‬اذلك من تالل االسصجاب لمصطلبا‬
‫ضمان حماي الاح الامومي اداتل المجصمع‪.2‬‬
‫بالنسب لرقاب ادسصوةي حال الطواةئ الاحي ‪ ،‬فقّ أكّ المجلس الّسصوةي الفرنسي مر أترى اداةه‬
‫الّسصوةي ‪ ،‬االحرص على عّ الصااةض بين المالح‬ ‫االجصااادي باعصباةه ضامن للحقوق االحريا‬
‫القيم الّسصوةي ‪ ،3‬في هذا اإلطاة جاء ق ارةه المؤةخ في ‪ 11‬ماي ‪2020‬‬ ‫الاام احماي األهّاف ذا‬
‫مؤكّا على حق المشرع في تنظيم مماةس حري الصنقل تالل فصر الطواةئ الاحي ‪ ،‬إذ أن الّسصوة ال‬
‫ً‬
‫يسصباّ قيا المشرع بصنظيم حال الطواةئ الاحي ‪ ،‬من أجل ضمان الصوفيق بين الاّف ذا القيم‬
‫الماصرف باا‬ ‫الّسصوةي لحماي الاح الامومي من جا ‪ ،‬امن جا أترى احص ار الحقوق االحريا‬
‫الحري الشخاي ‪.4‬‬ ‫لجميع المقيمين على أةاضي الجماوةي ‪ ،‬امن بيناا حري الصنقل باعصباةها من مكونا‬
‫المصخذ من طرف السلطا‬ ‫أما في الجزائر‪ ،‬فاناك من يرى بأنه يجب اإلقراة بقانوني اإلجراءا‬
‫اتاواا الحجر الاحي‪ ،‬ةغم أناا تصااةض مع مضمون المااد ‪ 49‬من الّسصوة الصي تسصلز‬
‫ً‬ ‫الامومي‬
‫بأن تكون السلط القضائي هي ااحب االتصااص في تقييّ مماةس حري الصنقل‪ ،‬بينما في هذه الحال‬
‫اإلاداةي في‬ ‫تم تطبيق تّابير الحجر الاحي بموجب مرسو تنفيذي‪ ،‬لكن يمكن القول أن تّتل السلطا‬
‫ظل الظرف الاحي االسصثنائي الذي مر به البالاد هو تّتل أايل‪ ،‬يّتل ضمن اتصااااتاا في‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, ord, 12 mars 2021, n° 449743 et 448930, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.conseil-etat.fr/Media/actualites/documents/2021/03-mars/449743-449830.pdf, consulté le 22 avril‬‬
‫‪2021, à 17:00.‬‬
‫‪ -2‬عبّ الواحّ القرشي‪ " ،‬مبدأ المشروعية اإلدارية إبان حالة الطوارئ الصحية"‪ ،‬مؤلف جماعي موسو ب‪ " :‬حالة الطوارئ الصحية‪:‬‬
‫مركز تكامل‬ ‫التدابير القانونية واالقتصادية والسياسية وأبعادها"‪ ،‬سلسل توثيق أعمال كصبت في زمن كوةانا فيراس‪ ،‬منشو اة‬
‫ااألبحاث‪ ،2020 ،‬ص ‪.373‬‬ ‫للّةاسا‬
‫‪3‬‬
‫‪- Abdelmalek EL QUAZZANI, « État d’exception, état d’urgence, état de siège : quelles implication pour‬‬
‫‪les droits fondamentaux ?», livre collectif, publication du Centre Takamul pour les études et la recherche,‬‬
‫‪2020, p 64.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.C, décision n°2020-800, DC du 11 mai 2020, loi prorogeant l'état d'urgence sanitaire et complétant ses‬‬
‫‪dispositions, JORF n° 0116, du 12 mai 2020.‬‬
‫‪- 220 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ايان النظا الاا ‪ ،‬اأن نطاق تّتل السلط القضائي يكون في الظراف الااادي ‪ ،‬اعليه يمكن القول‬
‫المقيّ لحري الصنقل ضمن تّابير مواجا جائح كوةانا‪.1‬‬ ‫بّسصوةي اإلجراءا‬
‫إاداةي تصالق بصطبيق الحجر‬ ‫من تالل لوائح الضبط اإلاداةي تسصطيع الّال إاّاة ق ار اة‬
‫الاحي ادان االسصنااد إلى أي قانون‪ ،‬ألن ذلك يّتل ضمن مماةس سلط الضبط اإلاداةي باعصباةها‬
‫الوسيل القانوني لحماي النظا الاا ‪ ،‬االصي من تاللاا يصم تقييّ حري األفرااد في الصنقل‪ ،‬اهذا من أجل‬
‫محاةب تفشي فيراس كوةانا االحّ من انصشاةه‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمّ بوكماش‪ ،‬تلواد كالش‪ " ،‬اإلجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا‪-‬بين ضرورة ضمان الحق في الصحة وتقييد‬
‫الحقوق والحريات‪ ،"-‬مّاتل ضمن أشغال المؤتمر الّالي االفصراضي الموسو ب‪" :‬جائح كوةانا تحّ جّيّ للقانون"‪ ،‬المنظم من‬
‫طرف المركز الّيمقراطي الاربي برلين‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬جاما فلسطين األهلي ‪ ،‬بيت لحم‪ ،‬فلسطين‪ ،‬فريق البحث‪ :‬حسن األاداء في القانون‬
‫الّالي االمقاةن‪ ،‬جاما محمّ الخامس‪ ،‬المغرب‪ ،‬يومي ‪ 18‬ا‪ 19‬سبصمبر ‪ ،2020‬الناشر المركز الّيمقراطي الاربي للّةاسا‬
‫اإلسصراتيجي االسياسي ااالقصااادي برلين‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬ص ص ‪.346-345‬‬
‫‪ -2‬تالّ فايز الحويل ‪ " ،‬األدوات الدستورية والتشريعية لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد في النظام القانوني الكويتي"‪ ،‬مجل‬
‫كلي القانون الكويصي الاالمي ‪ ،‬الاّاد ‪( 06‬ملحق تاص)‪ ،‬يونيو ‪ ،2020‬ص ‪.277‬‬
‫‪- 221 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية التنقل‬
‫الصي‬ ‫االق ار اة‬ ‫نصيج ً لصنوع اوة مماةس حري الصنقل‪ ،‬ااتصالف طرق مماةسصاا‪ ،‬فإن الصارفا‬
‫تباا لذلك‪.‬‬
‫تاّةها السلطا اإلاداةي المخصا في مواجا األفرااد أثناء مماةسصام لاذه الحري تصنوع ً‬
‫انصيج ً لصباين ادةج االعصراف الّسصوةي بمماةس حري الصنقل‪ ،‬حيث يسصفيّ الوطني من حماي‬
‫ادسصوةي مباشر على عكس األجنبي الذي يسصمّ هذه الحماي من ناوص تحت ادسصوةي ادالي‬
‫اإلاداةي‬ ‫اتشريعي ‪ ،‬فإن الوطني يصمصع بقّة ااسا في مماةس حري الصنقل‪ ،‬لاذا ال تملك السلطا‬
‫المخصا سوى مجال ضيق للصّتل في تقييّ مماةس هذه الحري (المطلب األول)‪.‬‬
‫افي مقابل ذلك يبرز مبّأ سلطان الّال في أقوى اوةه على مسصوى الضبط المصالق بصنقل‬
‫ااسا في ةقاب حري تنقل اإقام األجنبي‬ ‫اإلاداةي المخصا سلطا‬ ‫األجانب‪ ،‬حيث تملك السلطا‬
‫مراة بفصر إقامصه اإلى غاي تراجه مناا (المطلب‬
‫ًا‬ ‫ابصّاء من مرحل ما قبل ادتوله إلى إقليم الّال‬
‫ً‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية تنقل الوطنيين‬
‫يصمصع المواطن بقّة تكااد تكون كامل في مماةس حري الصنقل اداتل اإلقليم الوطني‪ ،‬حيث تظار‬
‫الاام األترى‪ ،‬الاذا نجّ بأن سلط اإلاداة‬ ‫هذه الحري كضراة حصمي لمماةس باقي الحقوق االحريا‬
‫في مواجا حري تنقل المواطن تكون محاوة في الحّ المصالق بحماي النظا ااألمن الاموميين للّال ‪.‬‬
‫اإلاداةي‬ ‫يظار اتصااص اإلاداة في مواجا حري تنقل المواطن من تالل مجموع من الق ار اة‬
‫الصي تسصاّف تقييّ مماةس هذه الحري على المسصوى الّاتلي (الفرع األول)‪ ،‬كما يمكن للسلطا‬
‫اإلاداةي المخصا تقييّ مماةس هذه الحري على الاايّ الخاةجي (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪- 222 -‬‬


‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬فرض الرقابة على الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية تنقل الوطنيين على المستوى الداخلي‬
‫تظار سلط اإلاداة في تقييّ حري تنقل المواطن على المسصوى الّاتلي في أادنى مسصوياتاا من‬
‫تصازز بشكل‬ ‫تالل مجموع من الق ار اة الصي تاّةها تالل فصر الحال الااادي (أوال)‪ ،‬لكن هذه السلطا‬
‫أكبر تالل فصر الظراف االسصثنائي (ثانيا)‪.‬‬
‫الصي يمكن فياا للسطا‬ ‫أوال‪ -‬حالة الق اررات اإلدارية المتخذة في الظروف العادية‪ :‬تنحار الحاال‬
‫اإلاداةي تقييّ حري تنقل المواطن في الظراف الااادي في اإلجراء المصضمن عملي االسصيقاف اإلاداةي‬
‫(‪ ،)1‬اتقييّ اسصامال ةتا السياق (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬االستيقاف اإلداري‪ :‬يمكن أن يصارض المواطن أثناء مماةسصه لحري الصنقل إلى شكل مخصلف من‬
‫القيواد الصي تراد على هذه الحري ‪ ،‬حيث ال يصم ذلك عن طريق قراة إاداةي بل عن طريق تارف تنفيذي‪،‬‬
‫اإلاداةي المخصا باسصيقاف المواطن‪ .‬األمر الذي يصطلب تاريف‬ ‫يظار ذلك عنّ قيا السلطا‬
‫أتير ةقابصه‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫االسصيقاف اإلاداةي‪ ،‬ابيان اوةه‪ ،‬امّى مشراعيصه‪ ،‬اإجراءاته ا ًا‬
‫أ‪ -‬تعريف االستيقاق اإلداري‪ :‬يارف االسصيقاف اإلاداةي بأنه‪" :‬إجراء يقوم به رجال السلطة العامة في‬
‫سبيل التحري عن الجرائم وكشف مرتكبيها ويسوغه اشتباه تبرره الظروف"‪ ،1‬كما يارف بأنه سؤال‬
‫الصي تصالق باويصه ااجاصه باّ أن تحو حوله الشبا االريب نصيج‬ ‫الشخص باّ إيقافه عن المالوما‬
‫لقيامه بباض الصارفا ‪ ،‬يابح مااا من الضراةي اسصيضاح حقيق هذا الشخص‪.2‬‬
‫اعليه‪ ،‬فاالسصيقاف ينطوي على تارض ماادي لحرك اإلنسان اتنقله‪ ،‬يقصرب من إجراء القبض‬
‫اإن كان أقل منه شّ ‪ .‬افي جميع الحاال ‪ ،‬ينطوي هذا اإلجراء على تقييّ لحري الصنقل‪ ،‬حصى لو كان‬
‫ذلك بشكل مؤقت‪ ،‬األمر الذي يصطلب توافر ضوابط محّاد لمماةسصه باعصباة أنه يشكل تطوة على هذه‬
‫الحري ‪.3‬‬

‫اقضاء‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،1998 ،‬ص ‪.8‬‬


‫ً‬ ‫فقاا‬
‫‪ -‬إبراهيم حامّ طنطااي‪ ،‬اسصيقاف المواطنين ً‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬ماجب بن ماّي الحويقل‪ ،‬حقوق اإلنسان ااإلجراءا األمني ‪ ،‬مركز البحوث االّةاسا ‪ ،‬جاما نايف الاربي للالو األمني ‪،‬‬
‫الرياض‪ ،2006 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -3‬أحمّ عبّ الاال ابري جبلي‪ "،‬الحماية اإلدارية للكرامة اإلنسانية عند تقييد حرية الحركة‪ :‬دراسة مقارنة بالشريعة اإلسالمية"‪،‬‬
‫المجل القانوني ‪ ،‬المجلّ ‪ ،07‬الاّاد ‪ ،2020 ،07‬ص ‪.49‬‬
‫‪- 223 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الاام لألفرااد‪ ،‬اعلى اجه‬ ‫لاذا فإن االسصيقاف اإلاداةي يشكل تطوة بالغ على الحقوق االحريا‬
‫الخاوص حري الصنقل‪ ،‬حيث أنه يمس هذه الحري بشكل مباشر إضاف إلى أن آثاةه السلبي تمصّ إلى‬
‫أترى كحري االجصماع االصظاهر‪.1‬‬ ‫حريا‬

‫ياصبر إجراء االسصيقاف اإلاداةي بمثاب مماةس مصكرة ً‬


‫نسبيا من طرف األجاز األمني ‪ ،‬تميل إلى‬
‫الصطوة في سياق مصجّاد يصميز ببراز الظاهر اإلةهابي ‪ ،‬اعمل الّال على مكافحصاا عبر جميع السبل‬
‫احّا من هذه اآلليا ‪.2‬‬
‫المصاح ‪ ،‬االصي يشكل االسصيقاف ا ً‬ ‫ااآلليا‬
‫إن عملي الرقاب في إطاة إجراء االسصيقاف اإلاداةي تم تسايلاا في الوقت الحالي مع تاميم‬
‫اسصامال بطاق الاوي البيومصري ‪ ،‬الصي تحصوي على عناار بيومصري تساعّ على تحّيّ الاوي مثل‪:‬‬
‫ضوئيا‪ ،3‬افي هذا اإلطاة تظار مفاةق تصالق باّ إلزامي‬
‫ً‬ ‫الرقمي ‪ ،‬االاوة الممسوح‬ ‫الباما‬
‫الاوي عنّ مماةس‬ ‫اسصخراج بطاق الصاريف الوطني ةغم مجانيصاا‪ ،‬في الوقت الذي يجب القيا بإثبا‬
‫‪4‬‬
‫الرقاب !‬ ‫عمليا‬
‫ب‪ -‬صور االستيقاف اإلداري‪ :‬يظار االسصيقاف اإلاداةي من تالل اوةتين ةقاب الاوي اتحقيق الاوي ‪،‬‬
‫اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬رقابة الهوية‪ :‬هو أمر ااادة عن أعوان القو الامومي ‪ ،‬موجه لمواطن من أجل الكشف‬
‫عن هويصه‪ ،‬ايجري في أغلب األحيان في مكان الاملي ‪ ،‬اللمّ الالزم من أجل مراقب الاوي امقاةنصاا‬
‫لّى األجاز األمني ‪.5‬‬ ‫بقواعّ البيانا‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬تحقيق الهوية‪ :‬اهو إجراء يصم تنفيذه باّ عّ كفاي أا عّ جّاى مراقب الاوي ‪ ،‬ففي‬
‫حال عّ الصمكن من تحّيّ هوي الشخص األمر الذي يصطلب إجراء المزيّ من البحث المامق‪ ،‬االذي‬
‫يصطلب اقصيااد الشخص الماني إلى مركز األمن‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Claude –Albert COLLIARD, Libertés publiques, 5ème éd, Dalloz, Paris, 1975, p 285.‬‬
‫عوضا عن‬
‫ً‬ ‫تجّة اإلشاة إلى أن المشرع الفرنسي يسصخّ ماطلح ةقاب اتحقيق الاوي ‪Contrôles et vérifications d’identité‬‬
‫ماطلح االسصيقاف‪ ،‬أنظر‪ :‬حاتم عبّ الرحمن مناوة الشحا ‪ " ،‬المعالجة القانونية لرقابة وتحقيق الهوية في قانون اإلجراءات‬
‫الجنائية الفرنسي"‪ ،‬مجل الحقوق‪ ،‬السن ‪ ،37‬الاّاد ‪ ،02‬الجزء األال‪ ،‬يونيو ‪ ،2013‬ص ‪.298‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Henri OBERDORFF, op.cit, p 263.‬‬
‫إعّااد بطاق الصاريف الوطني اتسليماا اتجّيّها‪ ،‬ج ة‬ ‫‪ -3‬مرسو ةئاسي ةقم ‪ ،143-17‬مؤةخ في ‪ 18‬أبريل ‪ ،2017‬يحّاد كيفيا‬
‫الاّاد ‪ ،25‬ااادة في ‪ 19‬أبريل ‪.2017‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Henri OBERDORFF, op.cit, p 264.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Carole GIRAULT, « Contrôles et vérifications d’identité », Répertoire de droit pénal et de procédure pénale,‬‬
‫‪Dalloz, janvier 2017 (actualisation mars 2018), n°6, p 5.‬‬
‫‪- 224 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في الحال الصي يصاذة فياا تبرير الاوي يمكن لألجاز األمني اعصقال الشخص المسصوقف‪ ،‬هذا‬
‫االعصقال يؤسس على شراط موضوعي أساساا ةفض الكشف عن الاوي أا اسصحال الكشف عناا‪،‬‬
‫اشراط أترى شكلي تصمحوة حول االتصااص الحاري لجااز الضبطي القضائي في إجراء عملي‬
‫الصحقق من الاوي ‪ ،‬اذلك للمّ الالزم ‪ ،‬ااإلاداة في هذه الحال تخضع لمبّأ الصناسب بين إجراء الصحقق‬
‫من الاوي ااعصقال الشخص الماني‪.2‬‬
‫ج‪ -‬الطبيعة القانونية لالستيقاف‪ :‬يصنازع تحّيّ طبيا االسصيقاف ةأيان‪ ،‬الرأي األال يرى بأن االسصيقاف‬
‫الصي‬ ‫أعوان الضبط القضائي‪ ،‬اذلك في الحاال‬ ‫االسصّالل باعصباةه من ااجبا‬ ‫إجراء من إجراءا‬
‫تسصوجب الصّتل من أجل الصحري االكشف عن الجرائم‪.3‬‬
‫الضبط اإلاداةي‪ ،4‬اذلك ألنه يطبق‬ ‫أما االتجاه اآلتر فيرى بأن االسصيقاف إجراء من إجراءا‬
‫ادان ادليل على اجواد جريم ‪ ،‬اهذا انطالًقا من اتصااص الجااز األمني في المحافظ على النظا‬
‫ااألمن الاموميين‪ ،‬اهو ما ياطي االتصااص لاذا الجااز من أجل تحقيق هذه الغاي ‪ ،‬لذلك فإن‬
‫الضبط اإلاداةي يصم اإن لم تقع جريم ‪ ،‬فاو يبرة من تالل غايصه الوقائي‬ ‫االسصيقاف ياّ من إجراءا‬
‫اهي إةساء األمن في المجصمع‪.5‬‬
‫فاالسصيقاف ياصبر إجراء إاداةي عنّما يقو به عناار الجااز األمني في إطاة مماةس‬
‫شخاا في موقف يثير الشبا يمكنام‬
‫ً‬ ‫اتصااااتام من تالل الّاةيا االحواجز األمني ‪ ،‬فإذا ما ااجاوا‬
‫اسصيقافه اطلب إبراز هويصه اتبرير تواجّه في الزمان االمكان المانيين‪ ،‬أما في حال القيا بالصحريا‬
‫المصالق باةتكاب الجرائم فاذا االتصااص يّتل ضمن ماا الضبط القضائي‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Carole GIRAULT, n°6, p 5.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Ibid, pp 40-41.‬‬
‫الجنائي في الصشريع الماري‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،1999 ،‬ص ‪.345‬‬ ‫‪ -3‬إادااةاد غالي الذهبي‪ ،‬اإلجراءا‬
‫الجنائي ‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،1985 ،‬ص ‪501‬؛ أشرف إبراهيم‬ ‫‪ -4‬أحمّ فصحي سراة‪ ،‬الوسيط في قانون اإلجراءا‬
‫سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪40‬؛ أحمّ عبّ الظاهر‪ ،‬سلط الشرط في اسصيقاف األشخاص‪ ،‬ط األالى‪ ،‬منشأ المااةف‪ ،‬اإلسكنّةي ‪،‬‬
‫القانوني لمأموةي الضبط القضائي في األحوال الااادي ااالسصثنائي‬ ‫‪ ،2008‬ص ص ‪33-32‬؛ عبّ هللا ماجّ الاكايل ‪ ،‬االتصاااا‬
‫" الضابط الاّلي "‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة الثقاف للنشر االصوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ص ‪.406‬‬
‫‪ -5‬ماجب بن ماّي الحويقل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.64-63‬‬
‫الاربي المصحّ ‪ ،‬مذكر مقّم‬ ‫الجزائي لّال اإلما اة‬ ‫‪ -6‬حا ةاشّ البلوشي‪ ،‬االسصيقاف اأحكامه القانوني في قانون اإلجراءا‬
‫الاربي المصحّ ‪ ،2018 ،‬ص‬ ‫الحاول على ادةج الماجسصير في القانون الاا ‪ ،‬كلي القانون‪ ،‬جاما اإلما اة‬ ‫السصكمال مصطلبا‬
‫‪.36‬‬
‫‪- 225 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يمكن القول بأن الطبيا القانوني إلجراء االسصيقاف تصحّاد من تالل الغاي الصي ياّف إلياا‪ ،‬فقّ‬
‫يكون هذا اإلجراء ذا طبيا قضائي عنّما ياّف إلى البحث االصحري ااالسصّالل عن الجرائم امرتكبياا‪،‬‬
‫الجزائي على هذه المرحل من مراحل الصحري االبحث‪ ،‬اتحّاد بّق كيفي‬ ‫اعااد ما تنص قوانين اإلجراءا‬
‫مماةس هذا اإلجراء‪ ،‬في المقابل يكون االسصيقاف ذا طبيا إاداةي عنّما ياّف إلى ايان األمن‬
‫االنظا الاموميين‪ ،‬هذه الغاي تاصبر من اميم أهّاف الضبط اإلاداةي الملقا على عاتق السلطا‬
‫اإلاداةي ‪.‬‬
‫د‪ -‬شروط صحة االستيقاف اإلداري‪ :‬كرس المجلس الّسصوةي الفرنسي مبّأ الموازن بين حماي الحري‬
‫الفرادي اضراة ايان النظا الاا عنّ مماةس إجراء االسصيقاف اإلاداةي‪ ،1‬لاذا فإن االسصيقاف اإلاداةي‬
‫من أجل مراقب الاوي ال ينطوي على اعصّاء على حري الصنقل طالما أن الشخص المسصوقف يمكنه إثبا‬
‫هويصه بكل الوسائل الممكن ‪ ،‬اكانت الشراط المصالق بمشراعي هذا اإلجراء مصوفر كما ينص علياا‬
‫اواا فيما يصالق بصحقق األسباب الواقعي المبرة لالسصيقاف‪.2‬‬
‫ً‬ ‫القانون ت‬
‫قيّا على حري اإلنسان في الصنقل‪ ،‬لذلك ال بّ من توافر شراط ماين حصى‬
‫يشكل االسصيقاف ً‬
‫مشراعا‪ ،‬يمكن إجمال هذه الشراط كاآلتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫يكون هذا اإلجراء‬
‫الفقرة األولى‪ -‬أن يصدر االستيقاف من قبل الجهة اإلدارية المختصة‪ :‬يؤادي االسصيقاف اإلاداةي إلى‬
‫المساس بشكل مباشر بحري مضمون ادسصوةًيا هي حري الصنقل‪ ،‬لذلك يجب أن يماةس هذا االتصااص‬
‫من طرف جا محّاد ‪.‬‬
‫لم يكرس المشرع الجزائري إجراء االسصقاف اإلاداةي بشكل اريح‪ ،‬لكن يمكن اسصنصاج هذا‬
‫االتصااص من تالل نص المااد ‪ 9‬فقر ‪ 01‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ 143-09‬المذكوة سابًقا‪ ،‬االصي‬
‫إضاف‬ ‫منحت جااز الّةك الوطني االحي مماةس ماا حماي األمن الاا لألشخاص االممصلكا‬
‫للضبط المصالق بحري الصنقل عبر الطرق الامومي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-C.C, décision n°2003-467, DC du 13 mars 2003, loi pour la sécurité intérieure, JORF n° 66, du 19 mars 2003.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.C, décision n°80-127, DC du 20 janvier 1981, loi renforçant la sécurité et protégeant la liberté des‬‬
‫‪personnes, JORF n° 0018, du 22 janvier 1981.‬‬
‫‪- 226 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كما يمكن مماةس هذا االتصااص من طرف جااز األمن الوطني‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة‬
‫المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 322-10‬على‪ " :‬يتشكل موظفو األمن الوطني من‪... :‬المكلفين‬
‫بمهام أمن األشخاص والممتلكات وحف النظام العام‪.1"...‬‬
‫إن إجراء االسصيقاف اإلاداةي هو اتصااص حاري ألعوان القو الامومي (ادةك اطني اأمن‬
‫اطني)‪ ،‬اهذا ألنه مرتبط بماا حماي النظا الاا ‪ ،‬اعلى هذا األساس ال يمكن ألعوان سلك الشرط‬
‫البلّي القيا بمراقب االصحقق من الاوي ‪ ،‬ألن مماةس هذه الماا ليست من ضمن االحياتام‪.2‬‬
‫اهذا هو موقف المجلس الّسصوةي الفرنسي في ق ارةه المؤةخ في ‪ 10‬ماةس ‪ ،2010‬حيث قضى‬
‫باّ ادسصوةي مااد أضافت سلك الشرط البلّي إلى األسالك المخول لاا ةقاب االصحقق من الاوي باّ‬
‫البلّي ابالصالي ال يمكن اعصباةهم من‬ ‫القيا باالسصيقاف‪ ،‬اهذا بحج أن هذا السلك يخضع للسلطا‬
‫ضمن فئ الضبطي القضائي ‪.3‬‬
‫لال السبب في جال إجراء االسصيقاف اإلاداةي من اتصااص ةجال الضبط القضائي احّهم‬
‫ياواد إلى أن هذه الفئ محّاد على سبيل الحار مما يسال تحّيّ مسؤالياتام‪ ،‬اهو ما يمثل ضمان‬
‫مام لألشخاص محل هذا االجراء‪ ،‬تاا في ظل االزادااجي الصي تميز أعمالام كجا ضبط إاداةي‬
‫اقضائي في الوقت نفسه‪.4‬‬
‫المسلح في مماةس إجراء االسصيقاف اإلاداةي بغرض‬ ‫يمكن اباف اسصثنائي مشاةك القوا‬
‫ةقاب الاوي ‪ ،‬ففي فرنسا تم إنشاء مخطط " ‪ 5"Vigipirate‬في ‪ 15‬جوان ‪ ،1995‬اادتل حيز النفاذ في ‪7‬‬
‫اإلةهابي الصي اقات بمّين باةيس في ‪ 26‬جويلي ‪ ،1995‬حيث أشاة ازير‬ ‫سبصمبر ‪ 1995‬باّ الاجما‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،322-10‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Christophe SOULLEZ, «Forces de police : Définition et missions », JursiClasseur Administratif, LexisNexis,‬‬
‫‪Fasc. 201, date du fascicul 1er août 2019, n° 98, p 22.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.C, décision n° 2011-625, DC du 10 mars 2011, loi d'orientation et de programmation pour la performance de‬‬
‫‪la sécurité intérieure, JORF n° 0062, du 15 mars 2011.‬‬
‫‪ -4‬حاتم عبّ الرحمن مناوة الشحا ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.364‬‬
‫‪-5‬مخطط " ‪ "Vigipirate‬عباة عن آلي قانوني مركزي في نظا مكافح اإلةهاب بفرنسا‪ ،‬ياواد التصااص الوزير األال‪ ،‬ايشمل‬
‫المركزي االمحلي ‪ ،‬ايخضع له األفرااد في عملي يقظ ااقاي احماي ‪ .‬تم اعصمااد نسخ جّيّ لاذا المخطط سن‬ ‫جميع السلطا‬
‫‪ ،2016‬باّ سن مجموع القوانين المصالق بمكافح الخطر اإلةهابي‪.‬‬
‫‪Pour plus de détails voir le site :‬‬
‫‪https://www.gouvernement.fr/risques/comprendre-le-plan-vigipirate, consulté le : 30 juin 2021, à 15 :00.‬‬
‫‪- 227 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الّاتلي الفرنسي باّ ذلك بثالث (‪ )03‬أشار أن حوالي ثالث مالين شخص تضاوا إلجراء االسصيقاف‬
‫اإلاداةي منذ ادتول هذا المخطط حيز الصنفيذ‪.1‬‬
‫هذا الوضع سبق اأن تم تطبيقه في الجزائر‪ ،‬حيث سمح المشرع ألفرااد الجيش الوطني الشابي‬
‫بمماةس إجراء االسصيقاف اإلاداةي‪ ،‬اذلك في إطاة ماا حفظ النظا ااألمن الاموميين أثناء األزم الصي‬
‫عرفصاا البالاد باّ توقيف المساة السياسي سن ‪ ،1992‬حيث تنص المااد ‪ 2‬من القانون ةقم ‪،23-91‬‬
‫على‪ ":‬دون المساس بأحكام المادتين ‪ 91‬و‪ 92‬من الدستور يمكن استخدام وحدات الجيش الوطني‬
‫الشعبي وتشكيالته لالستجابة إلى المتطلبات اآلتية‪... :‬‬
‫‪-‬حف األمن‪.2"...‬‬
‫بناء على هذا الصأهيل القانوني‪ ،‬يحوز أفرااد الجيش الوطني الشابي على االتصااص في مماةس‬
‫ً‬
‫إجراء االسصيقاف اإلاداةي‪ ،‬ايكون ذلك من الناحي الاملي عن طريق ناب الحواجز الاسكري امباشر‬
‫مراقب االصحقق من هوي األشخاص‪ ،‬سواء بالنسب لل ارجلين أا مسصاملي المركبا ‪.‬‬ ‫عمليا‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬توفر الدالئل الكافية على خطورة الشخص المستوقف‪ :‬إن اتخاذ أي إجراء ينطوي على‬
‫مساس بحري الصنقل البّ أن يكون له ما يبرةه‪ .‬االّالئل في نطاق االسصيقاف اإلاداةي تاني أن الظراف‬
‫الصي تحيط بالشخص قبل اسصيقافه توحي بخطوةته على األمن االنظا الاموميين‪ ،‬تاكساا المظاهر‬
‫مصأتر من الليل في‬ ‫الماادي الخاةجي الصي تثير الشك االريب القوي كمحاال الاراب‪ ،‬الوجواد في ساعا‬
‫مكان ال يسمح فيه بالصواجّ في مثل ذلك الوقت‪.3‬‬
‫الصي تقا فياا‬ ‫فنجّ الظراف الزماني الصي تنطوي على تاّيّ للنظا الاا مثل‪ :‬المناسبا‬
‫ةياضي ‪ ،‬ثقافي ‪ ،‬افني فكلاا تنطوي على تجمع لاّاد كبير من األشخاص‪ ،‬األمر الذي يصطلب‬ ‫نشاطا‬
‫االسصيقاف اإلاداةي من أجل مراقب الاوي ‪ .‬أما الظراف المكاني الصي‬ ‫األمن القيا بامليا‬ ‫من قوا‬
‫تاّيّا للنظا الاا فصظار في باض األماكن الصي تشكل مساةح مساعّ على اةتكاب الجرائم‪.‬‬
‫ً‬ ‫تشكل‬
‫أتيرا‪ ،‬يشكل السلوك المشبوه للشخص حسب ما أشاة إليه المجلس الّسصوةي الفرنسي في قراة‬
‫ا ً‬
‫المؤةخ في ‪ 5‬أا ‪ 1993‬أحّ الاوامل الباةز في تقّير حقيق اجواد تطر لإلتالل بالنظا الاا ‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Arlette HEYMANN-DOAT, Libertés publiques et droits de l’homme, 6 ème éd, L.G.D.J, Paris, 2000, p 271.‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 2‬من القانون ةقم ‪ ،23-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫الجنائي في القانون الماري‪ ،‬اداة الفكر الاربي‪ ،‬القاهر ‪ ،2005 ،‬ص ‪.67‬‬ ‫‪ -3‬عبيّ ةؤاف‪ ،‬مباادئ اإلجراءا‬
‫‪4‬‬
‫‪-Carole GIRAULT, op.cit, p 25 et suite.‬‬
‫‪- 228 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المام الصي تثير‬ ‫ه‪ -‬عن خضوع االستيقاف اإلداري للرقابة القضائية‪ :‬ياّ االسصيقاف من الموضوعا‬
‫تنشأ نصيج االزادااجي الصي تصمصع باا باض‬ ‫الاملي االقانوني ‪ ،‬هذه اإلشكاال‬ ‫الاّيّ من اإلشكاال‬
‫األجاز األمني من حيث جمااا بين اف الضبط القضائي االضبط اإلاداةي‪.1‬‬
‫الجنائي االتصااص في ةقاب االسصيقاف‬ ‫في فرنسا‪ ،‬أعطت المااد ‪ 1-78‬من قانون اإلجراءا‬
‫بكاف أشكاله لجا القضاء الااادي‪ ،‬ابالنصيج فإن القاضي الااادي هو المخصص برقاب مشراعي‬
‫االسصيقاف اإلاداةي‪ .‬هذا الخراج عن القواعّ الاام ناتج عن المبّأ الّسصوةي الذي تضمنصه المااد ‪ 66‬من‬
‫ادسصوة ‪ ،1958‬االقاضي بأن السلط القضائي (القضاء الااادي) هو الحامي للحري الفرادي ‪ ،2‬اهذا ما‬
‫أكّته محكم النقض الفرنسي في قراةها المؤةخ في ‪ 25‬أفريل ‪.31985‬‬
‫يفسر هذا االجصاااد في أن الصقييّ المؤقت لحري الصنقل الناتج عن تنفيذ إجراء االسصيقاف االصحقيق‬
‫عن الاوي ينّةج ضمن االتصااص الحاري للقاضي الااادي في حماي الحري الفرادي ‪ ،‬ففي جميع‬
‫انصااك هذه الحري ياواد االتصااص لجا القضاء الااادي الصي تبقى مخصا باف حاري‬ ‫حاال‬
‫اادائم ‪.4‬‬
‫بناء على‬
‫في الجزائر‪ ،‬لم يكرس المشرع اراح إجراء االسصيقاف اإلاداةي‪ ،‬لكن يمكن اسصنصاجه ً‬
‫الناوص الذي تحّاد ماا األجاز األمني في حفظ النظا ااألمن الاموميين بشكل عا امطلق اادان‬
‫كثير‬
‫ًا‬ ‫الضبطي ‪ ،‬إضاف إلى أنه من الناحي الاملي نجّ أن األجاز األمني‬ ‫تحّيّ لنوعي هذه اإلجراءا‬
‫ما تماةس هذا اإلجراء سواء كان ذلك في شكل ةقاب هوي أا تحقيق الاوي ‪.‬‬
‫هذه الوضعي تاني بأن االسصيقاف اإلاداةي ال يكون في شكل قراة إاداةي بل يصم من تالل عمل‬
‫ماادي تنفيذي تقو به األجاز األمني المخصا ‪ ،‬لاذا يكون اتاال القاضي اإلاداةي بإجراء االسصيقاف‬
‫األساسي المناوص علياا في المااد ‪ 920‬من ق إ إ‪،5‬‬ ‫على أساس ادعوى الحماي المسصاجل للحريا‬

‫‪ -1‬حا ةاشّ البلوشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Carole GIRAULT, op.cit, n° 154, p 46.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Crim, 25 avril 1985, n° 85-91.324, D, 1985, p 329.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Carole GIRAULT, op.cit, n° 154, p 46.‬‬
‫إ على‪ " :‬يمكن لقاضي االستعجال‪ ،‬عندما يفصل في الطلب المشار إليه في المادة ‪ 919‬أعاله‪،‬‬ ‫‪ -5‬تنص المااد ‪ 920‬من ق إ‬
‫إذا كانت ظروف ا الستعجال قائمة‪ ،‬أن يأمر بكل التدابير الضرورية للمحافظة على الحريات األساسية المنتهكة من األشخاص‬
‫المعنوية العامة أو الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية أثناء ممارسة سلطاتها‪ ،‬متى كانت‬
‫هذه االنتهاكات تشكل مساسا خطي ار وغير مشروع بتلك الحريات‪."...‬‬
‫‪- 229 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في الحال الصي ينطوي فياا على اعصّاء جسيم على حري تنقل األفرااد‪ ،‬االصي يؤال أمر االتصااص في‬
‫اإلاداةي في القانون الجزائري‪.‬‬ ‫الفال فياا للقاضي اإلاداةي حسب األاول الضابط للمنازعا‬
‫الضبط اإلاداةي المخصا‬ ‫‪ -2‬العقوبات اإلدارية المرتبطة بمخالفة قواعد قانون المرور‪ :‬تماةس سلطا‬
‫اتصااااتاا في حماي األمن المراةي في الطرق الامومي باالسصنااد على ضوابط قانوني اتنظيمي‬
‫محّاد ‪ ،‬حيث ياصبر قانون المراة لسن ‪ 2001‬الماّل االمصمم امخصلف الناوص الصنظيمي المرتبط به‬
‫الال ‪.1‬‬ ‫اإلطاة الاا لمماةس هذه االتصاااا ‪ ،‬إلى جانب ناوص قانوني اتنظيمي أترى ذا‬
‫الصي نص علياا القانون ةقم ‪-01‬‬ ‫في حال اةتكاب سائق المركب لمخالف أا أكثر من المخالفا‬
‫محراما من مماةس حري الصنقل عن طريق المركب ‪ ،‬حيث يصم‬
‫ً‬ ‫‪ ،14‬فإنه قّ يجّ نفسه في حاال ماين‬
‫تقييّ حريصه في الصنقل للمّ الصي ينص علياا القانون‪ .‬لاذا سنصطرق للاقوبا اإلاداةي المصضمن تاليق‬
‫اإلغاء ةتا السياق ‪ ،‬امّى تضوعاا لرقاب القاضي اإلاداةي‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العقوبات اإلدارية المتضمنة تعليق وإلغاء رخصة السياقة‪ :‬يقاّ بالاقوب اإلاداةي في فقه القانون‬
‫اإلاداةي المخصا على األشخاص‬ ‫المخصلف الصي تصولى توقيااا السلطا‬ ‫الاا ‪ ،‬مجموع الجزاءا‬
‫القانوني المفراض عليام‪ ،‬االمقرة من أجل‬‫عقابا لام على مخالفصام لاللصزاما‬
‫الطبيعي أا المانوي ‪ً ،‬‬
‫المالح الاام ‪ ،2‬اهي تصجسّ في شكل قراة إاداةي فرادي ذا طبيا عقابي ‪ ،‬اذلك حسب األشكال‬
‫قانونا‪ ،‬غايصاا ضبط مماةس األنشط الفرادي ‪.3‬‬
‫المناوص علياا ً‬ ‫ااإلجراءا‬
‫اإلاداةي المخصا ‪،‬‬ ‫اإلاداةي المسلط على سائق المركب من طرف السلطا‬ ‫بالنسب للاقوبا‬
‫االصي ينصج عناا تقييّ حريصه في الصنقل‪ ،‬فقّ قرة المجلس الّسصوةي الفرنسي بأناا عباة عن طريق‬
‫السلط الاام الممنوح لإلاداة ‪ ،‬كما قضى مجلس الّال الفرنسي بأن قراة تاليق‬ ‫لمماةس امصيا از‬
‫ةتا السياق يّتل ضمن مماةس اظيف الضبط اإلاداةي‪ ،4‬ضّ كل من يخالف الناوص القانوني أا‬
‫الصنظيمي من المخاطبين باا‪.5‬‬

‫جاما الجزائر ‪ ،1‬المجلّ ‪ ،33‬الاّاد ‪،01‬‬ ‫‪ -1‬كفيف الحسن‪ " ،‬سلطات الضبط اإلداري في الطرق العمومية"‪ ،‬مجل حوليا‬
‫ماةس ‪ ،2019‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -2‬ةمضان غناي‪ " ،‬منافع العقاب اإلداري كطريق بديل للدعوى الجزائية"‪ ،‬مجل المحكم الاليا‪ ،‬الاّاد ‪ ،2017 ،01‬ص ‪.422‬‬
‫‪ -3‬عبّ الازيز عبّ المنام‪ ،‬سلط تحّيّ الاقوب اإلاداةي ‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة الكصاب الحّيث‪ ،‬القاهر ‪ ،2018 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -4‬كفيف الحسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Henry-Michel TESTARD, « Sanctions administratives », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n°‬‬
‫‪108-40, date du fascicule 29 octobre 2019, p 2.‬‬
‫‪- 230 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عقوب تاليق أا سحب ةتا السياق هي عقوب إاداةي عيني توقااا اإلاداة ‪ ،‬بحيث تكون‬
‫مناب على محل المخالف اإلاداةي ‪ ،‬فإذا كان محلاا ترتيص إاداةي كانت الاقوب تاليق أا سحب‬
‫نظر للخطر الذي تنطوي عليه المخالف على النظا الاا باناار الماراف ‪ ،1‬األن هذه‬
‫الصرتيص‪ ،‬اهذا ًا‬
‫الاقوب تنطوي على مساس بحقوق احريا الفراد المااقب‪ ،‬فيجب الصركيز على ضراة تناسب الاقوب مع‬
‫جسام المخالف المرتكب ‪.2‬‬
‫اإلاداةي المصالق برتا السياق ‪ ،‬االصي تطبق‬ ‫كرس المشرع الجزائري مجموع من الاقوبا‬
‫بحسب ادةج جسام المخالف الصي يرتكباا سائق المركب ‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬عقوبة تعليق رخصة السياقة‪ :‬إن تاليق ةتا السياق هو اتصااص أايل لإلاداة‬
‫ممثل في الوالي‪ ،‬اهذا باعصباة أن هذا األتير هو المسؤال على المحافظ على النظا ااألمن االسالم‬
‫االسكين الامومي ‪ ،3‬هذا اإلجراء الضبطي يكون لمّ محّاد ‪ ،‬في مواجا سائق مركب من المحصمل أن‬
‫تطر على مسصاملي الطريق الاا ‪.4‬‬
‫يشكل ًا‬
‫تاصبر عقوب تاليق ةتا السياق تّبير أمني له تااي اقائي ‪ ،‬ياّف إلى إباااد السائق الذي‬
‫ينطوي سلوكه على تطوة بالنسب للطريق الاا بشكل مؤقت ابأسرع اقت ممكن‪ .‬امع ذلك يمثل هذا‬
‫انصااكا لمبّأ الفال بين‬
‫ً‬ ‫ااةما على مماةس حري الصنقل بواسط المركبا ‪ ،‬ابالصالي يشكل‬
‫ً‬ ‫قيّا‬
‫اإلجراء ً‬
‫السلطا القضائي ااإلاداةي ‪ .‬إن أهمي الصاليق الاائّ التصااص السلطا اإلاداةي يقواد إلى الصساؤل‬
‫حول ادسصوةي اسصبّال الاقوب الجزائي بالاقوب اإلاداةي ؟ لكن يمكن القول بأن هذا االتصااص يصوافق مع‬
‫الصوجه الاا في االعصراف لإلاداة بمماةس السلط القمعي ‪.5‬‬
‫كانت المااد ‪ 108‬من القانون ةقم ‪ 14-01‬باّ تاّيل قانون المراة سن ‪ 2004‬تنص على‪:‬‬
‫" يصدر الوالي عندما يحال عليه محضر إثبات إحدى المخالفات المبينة في المادة ‪ 111‬أدناه‪ ،‬بصفة‬
‫مؤقتة وبعد أخد رأي لجنة سحب رخصة السياقة‪ ،‬قرار تعليق رخصة السياقة‪.6"...‬‬

‫‪ -1‬عبّ الازيز عبّ المنام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 114‬من القانون ةقم ‪ ،07-12‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Seydou TRAORÉ, « Permis de conduire », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 207, date du‬‬
‫‪fascicule : 21 Octobre 2011, date de la dernière mise à jour : 8 Juillet 2018 , p 56.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Nadine POULET-GIBOTLECLERC, « La suspension administrative du permis de conduire », R.F.D.A,‬‬
‫‪1992, p 112.‬‬
‫‪ -6‬المااد ‪ 20‬من القانون ةقم ‪ ،16-04‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 231 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ااألحكا الجّيّ‬ ‫جاء تاّيل قانون المراة بموجب القانون ةقم ‪ 105-17‬بجمل من اإلجراءا‬
‫السابق ‪ ،‬اذلك من تالل اسصحّاث نظا ةتا السياق‬ ‫تماما للصّابير الصي كرسصاا الصاّيال‬
‫االمغاير ً‬
‫بالنقاط‪ ،‬لكن المشرع نص على فصر انصقالي تبقى تاللاا أحكا القانون ةقم ‪ 14-01‬الماّل سن ‪2009‬‬
‫ساةي المفاول إلى إشااة آتر‪.‬‬
‫بناء عليه‪ ،‬سنارض األحكا الخاا لصالق ةتا السياق الواةاد ضمن أحكا القانون ةقم ‪-09‬‬‫ً‬
‫‪ ،03‬اباّها نصطرق لألحكا المسصحّث بموجب القانون ةقم ‪ ،05-17‬اذلك كاآلتي‪:‬‬
‫البند األول‪ -‬تعليق رخصة السياقة ضمن أحكام األمر رقم ‪ :03-09‬كما سبق ذكره‪ ،‬ياصبر إجراء تاليق‬
‫اتصاااا ياواد للسلط اإلاداةي ممثل في الوالي‪ ،‬هذا األتير تم سحب هذه الاالحي‬
‫ً‬ ‫ةتا السياق‬
‫منه بموجب األمر ةقم ‪ ،03-09‬اتم اسناادها للجن إاداةي تاا تّعى " لجنة تعليق رخصة السياقة"‪،‬‬
‫حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 94‬فقر ‪ 03‬من القانون ةقم ‪ 14-01‬على‪ " :‬وفي هذه الحالة ترسل‬
‫رخصة السياقة إلى لجنة تعليق رخصة السياقة"‪.2‬‬
‫الصي تسصوجب الصاليق اإلاداةي لرتا السياق ‪ ،‬حيث‬ ‫نص القانون ةقم ‪ 14-01‬على الحاال‬
‫تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 94‬منه على‪ " :‬في حالة المخالفات للحاالت ‪ 1‬إلى ‪ 10‬من النقطة ج‬
‫والحاالت ‪ 1‬إلى ‪ 17‬من النقطة د المنصوص عليها في المادة ‪ 66‬من هذا القانون‪ ،‬يقوم العون محرر‬
‫المحضر باالحتفاظ برخصة السياقة فو ار مقابل تسليم وثيقة تثبت االحتفاظ في الحال‪.‬‬
‫يكون االحتفاظ برخصة السياقة في الحاالت المنصوص عليها أعاله‪ ،‬موقفا للقدرة على السياقة بعد‬
‫أجل مدته ثمان وأربعون (‪ )48‬ساعة‪.3"...‬‬
‫البند الثاني‪ -‬تعليق رخصة السياقة ضمن أحكام القانون رقم ‪ :05-17‬جاء القانون ةقم ‪05-17‬‬
‫جوهري لقواعّ قانون المراة أهماا إلغاء الامل بلجان تاليق ةتص السياق ‪ ،4‬لكن المشرع‬ ‫بصاّيال‬
‫فضل تأجيل تطبيق هذه األحكا الجّيّ إلى غاي توافر الظراف المناسب الصي تضمن الصحكم في‬
‫الصكنولوجي الصي نات علياا األحكا الجّيّ ‪ ،‬لاذا نات المااد ‪ 16‬من القانون المذكوة أعاله‬ ‫اآلليا‬
‫على‪ ":‬بصفة انتقالية‪ ،‬تبقى األحكام المتعلقة بكيفيات تسيير رخصة السياقة‪ ،‬والمنصوص عليها في‬

‫‪ -1‬قانون ةقم ‪ ،05-17‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المااد ‪ 94‬فقر ‪ 03‬من القانون ةقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 94‬فقر ‪ 01‬ا‪ 02‬من القانون ةقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬سمير شعبان‪ ،‬عماة شرقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪- 232 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫القسم الثالث‪-‬الفصل السادس من القانون رقم ‪... 14-01‬سارية المفعول إلى غاية التجسيد الفعلي‬
‫لنظام الرخصة بالنقاط"‪.1‬‬
‫المراةي تخضع لاقوب الغرام المالي اكذا سحب‬ ‫بموجب القانون الجّيّ‪ ،‬أابحت المخالفا‬
‫عّاد محّاد من نقاط ةتا السياق ‪ ،‬اهو ما ياني بأن المشرع الجزائري سحب من لجن تاليق ةتا‬
‫السياق اتصااااا السابق في تاليق ةتا السياق ‪ ،‬حيث ترجت هذه الاقوب من مجال الاقوبا‬
‫اإلاداةي ‪ ،‬لصبقى عقوب تكميلي ينطق باا القاضي الجزائي فقط ادان غيره اهذا في حال المصابا الجزائي‬
‫لسائق المركب ‪.‬‬
‫أما بالنسب إلجراء سحب نقاط ةتا السياق ‪ ،‬فيرى الباض أنه يمثل عقوب تكميلي يحكم باا‬
‫القاضي باّ اإلادان الجزائي ‪ ،2‬لكن الرأي الراجح يرى أنه تّبير إاداةي‪ ،‬يمكن الطان فيه أما القاضي‬
‫اإلاداةي الذي يراقب مشراعي هذا القراة‪ ،‬ايمكن أن يحكم بإلغائه في حال ما إذا تم سحب نقاط أكثر مما‬
‫ينص عليه القانون‪.3‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬إلغاء رخصة السياقة‪ :‬يقاّ بإلغاء ةتا السياق إنااء الامل بالصرتيص اإلاداةي الذي‬
‫يؤهل ااحبه لقيااد المركب في المسالك المخاا لحرك المراة‪ ،‬اهذا حسب ما تنص عليه المااد ‪2‬‬
‫من القانون ةقم ‪ 05-17‬المذكوة سابًقا‪ ،‬ايكون إلغاء ةتا السياق عن طريق اإلجراء اإلاداةي أا‬
‫اإلجراء القضائي‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫البند األول‪ -‬إلغاء رخصة السياقة بقرار إداري‪ :‬يحّاد عّاد نقاط ةتا السياق بالنقاط بأةبع اعشرين‬
‫(‪ )24‬نقط ‪ ،‬اذلك حسب ما تنص عليه المااد ‪ 191‬مكرة ‪ 2‬فقر ‪ 02‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪-04‬‬
‫‪.4381‬‬
‫تقو اإلاداة المكلف بصسيير نظا ةتا السياق بالنقاط بسحب ةايّ ماين من النقاط‪ ،‬حسب‬
‫به‬ ‫االجنح المراةي المرتكب من طرف سائق المركب ‪ ،‬اهذا حسب الصفايل الذي جاء‬ ‫نوعي المخالفا‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 16‬من القانون ةقم ‪ ،05-17‬مرجع سابق‪ .‬القسم الثالث من الفال الساادس موسو ب " االحتفاظ برخصة السياقة‬
‫وتعليقها وإلغاؤها"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Colette GARNIER, « L’exécution d’une perte de points sur le permis de conduire », Gazette du Palais,‬‬
‫‪n°185/186, 3 et 4 juillet 1992.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Marc GUILLAUME, « L’évolution de droit du permis de conduire: Le permis de conduire à points »,‬‬
‫‪R.F.D.A, 1993, p 124.‬‬
‫‪ -4‬تنص المااد ‪ 191‬مكرة ‪ 2‬فقر ‪ 02‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،381-04‬مرجع سابق على‪ " :‬ويخصص للرخصة بالنقاط‪،‬‬
‫باعتبارها نظاما معياريا‪ ،‬رصيد من النقاط‪ ،‬يحدد بأربع وعشرين (‪ )24‬نقطة"‪.‬‬
‫‪- 233 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المااد ‪ 62‬مكرة من القانون ةقم ‪ ،05-17‬اباّ نفاذ جميع النقاط‪ ،‬تابح ةتا السياق غير االح‬
‫بشكل تلقائي‪ ،‬مما يصاين على ااحباا إعاادتاا إلى الماالح المؤهل للوزاة المكلف بالّاتلي ‪ ،‬اال يمكن‬
‫للماني طلب الحاول على ةتا سياق جّيّ إال باّ انصااء فصر سص (‪ )06‬أشار من تاةيخ إعااد‬
‫الرتا لاذه الماالح‪.1‬‬
‫السلط اإلاداةي المخصا ملزم بصبليغ ااحب ةتا السياق عن طريق قراة مسبب بخساة‬
‫النقاط‪ ،‬هذا الصبليغ له آثاة بالغ األهمي ‪ ،‬حيث يجب على اإلاداة أن تثبت أما المحكم اإلاداةي أن‬
‫إتطاة بالقراة المصالق بسحب النقاط‪ ،2‬كما أن هذا الصبليغ يمثل نقط البّاي في‬
‫ًا‬ ‫الشخص الماني قّ تقلى‬
‫احصساب آجال الطان الممنوح لااحب ةتا السياق ضّ القراة اإلاداةي المصضمن سحب النقاط‪.3‬‬
‫المذكوة أعاله‪ ،‬االمصالق بإمكاني طلب الحاول على ةتا سياق جّيّ باّ‬ ‫في كل الحاال‬
‫اقوعاا تحت عقوب اإللغاء اإلاداةي‪ ،‬فإن الماني ال يمكنه طلب الحاول على ةتا جّيّ إذا كان قّ‬
‫اّة في حقه حكم قضائي يصضمن مناه من السياق ‪.4‬‬
‫البند الثاني‪ -‬إلغاء رخصة السياقة بحكم قضائي‪ :‬تكون عقوب إلغاء ةتا السياق باعصباةها عقوب‬
‫المصرتب عن الجرائم المراةي المفضي للقصل الخطأ االجرح الخطأ‪،‬‬ ‫جزائي تكميلي عنّ النطق بالاقوبا‬
‫في المااد ‪ ،9‬االصي تحّاد مجموع‬ ‫اهي عقوب تكميلي نص علياا المشرع الجزائري ضمن قانون الاقوبا‬
‫األالي ‪.5‬‬ ‫الصكميلي الصي يحكم باا القاضي الجزائي مع الاقوبا‬ ‫الاقوبا‬
‫القضائي بإلغاء‬ ‫على اتصااص الجاا‬ ‫كما نجّ أن قانون المراة نص في الاّيّ من الحاال‬
‫ةتا السياق ‪ ،‬فنجّ المااد ‪ 98‬من القانون ةقم ‪ 14-01‬تنص على‪ " :‬يمكن الجهة القضائية المختصة‬
‫عندما يحال عليها محضر إثبات إحدى المخالفات المبينة في القسم الثاني من هذا الفصل‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى العقوبات الجزائية األخرى‪ ،‬القيام بتعليق رخصة السياقة‪...‬وفي حالة العود‪ ،‬تقوم الجهة المختصة‬
‫بإلغاء رخصة السياقة"‪.6‬‬

‫‪ -1‬أنظر المااد ‪ 62‬مكرة ‪ 5‬من القانون ةقم ‪ ،05-17‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Seydou TRAORÉ, op.cit, pp 23-24.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, 8 juillet 2009, n°322753, JurisData n°2009-075808; J.C.P, 2009, p 2227.‬‬
‫‪ -4‬سمير شعبان‪ ،‬عماة شرقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -5‬تنص المااد ‪ 9‬من األمر ةقم ‪ ،156-66‬مرجع سابق على‪ " :‬العقوبات التكميلية هي‪-10... :‬تعليق أو سحب رخصة السياقة أو‬
‫إلغاؤها مع المنع من استصدار رخصة جديدة‪."...‬‬
‫‪ -6‬المااد ‪ 98‬من القانون ةقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 234 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كما تنص المااد ‪ 99‬من القانون نفسه على إلغاء ةتا السياق االتصباةي في حال اةتكاب‬
‫المّةج ضمن القسم الثاني‪ ،‬االصي تصم مااينصاا تالل الفصر االتصباةي ‪ ،‬حيث ينطق‬ ‫السائق للمخالفا‬
‫الجزائي ‪.1‬‬ ‫باذه الاقوب إلى جانب الاقوبا‬
‫ب‪ -‬الرقابة القضائية على عقوبتي التعليق واإللغاء اإلداري لرخصة السياقة‪ :‬يخصص القاضي اإلاداةي‬
‫اإلاداةي المصضمن عقوبصي الصاليق ااإللغاء اإلاداةي الااادة عن لجن تاليق ةتا‬ ‫برقاب الق ار اة‬
‫السياق ‪ ،‬اكذا اإلاداة المكلف بصسيير نظا ةتا السياق بالنقاط على الصوالي‪.‬‬
‫إن ةتا السياق مثلاا مثل بقي األعمال اإلاداةي الفرادي األترى‪ ،‬يمكن أن يكون اجوادها‪،‬‬
‫االحيصاا اآثاةها موضع منازع قضائي ‪ ،‬إذ أناا تاصبر عمل إاداةي يرتبط بمماةس امصياز الضبط‬
‫اإلاداةي في شقه المصالق بشرط المراة‪.2‬‬
‫في فرنسا امع تاميم اسصامال ةتا السياق بالنقاط‪ ،‬تم تسجيل سحب ماليين النقاط من ةتص‬
‫المنازعا‬ ‫المصالق باا للطان أما القاضي اإلاداةي‪ ،‬لاذا تزايّ‬ ‫سنويا‪ ،‬حيث تخضع الق ار اة‬
‫ً‬ ‫السياق‬
‫األتير ‪ ،‬تاا مع اسصامال الوسائل الصكنولوجي الحّيث ‪،‬‬ ‫المصالق برتا السياق بالنقاط تالل السنوا‬
‫األمر الذي أادى إلى تراكم كبير لاذه القضايا على مسصوى المحاكم اإلاداةي ‪.3‬‬
‫فال مجلس الّال الجزائري في قضي تصالق بصاليق ةتا السياق ‪ ،‬اذلك في القراة المؤةخ في‬
‫‪ 23‬فيفري ‪ ،2012‬حيث أةسى مبّأ مقصضاه أن القراة اإلاداةي المصضمن تاليق ةتا السياق لشخص‬
‫تاسفا في اسصامال السلط ‪ ،‬ايسصوجب الصاويض‪ ،‬جاء في هذا القراة‪ " :‬حيث أن‬
‫ً‬ ‫محكو ببراءته ياصبر‬
‫القرار اإلداري محل الطعن جاء مخالفا للقانون ‪ 14/01‬المتعلق بتنظيم حركة المرور وخاصة المادة‬
‫‪ 109‬منه التي تنص على أن جميع اإلجراءات اإلدارية تبطل وتصبح عديمة األثر بصدور أمر قضائي‬
‫بأال وجه للمتابعة أو حكم بالبراءة أو التسريح"‪.4‬‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 99‬من القانون ةقم ‪ ،14-01‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Seydou TRAORÉ, op.cit, p 51.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean-Yves MADEC, « Permis de conduire à points: Un contentieux enfin majeur », A.J.D.A, 2011, p‬‬
‫‪2043.‬‬
‫‪ -4‬مجلس الّال ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،069821‬مؤةخ في ‪ 23‬فيفري ‪ ،2012‬قضي االي االي بجاي ضّ (ج‪.‬خ)‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد‬
‫‪ ،2015 ،13‬ص ‪.136‬‬
‫أابحت غير قابل للصطبيق‪ ،‬حيث أن اياغ المااد ‪ 109‬تم تاّيلاا سن ‪ ،2009‬اأابحت لجن‬ ‫جّير بالذكر أن هذه المقصضيا‬
‫تاليق ةتا السياق هي المخصا فقط بصاليق ةتا السياق إاداةًيا‪ ،‬اذلك بموجب الماادتين ‪ 95‬ا‪ 96‬من القانون ةقم ‪،14-01‬‬
‫حيث ال يوجّ في هذه المرحل أي مصابا جزائي أما الجاا القضائي ‪ ،‬بل توجّ فقط مصابا إاداةي ‪.‬‬
‫‪- 235 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أما جاصي القضاء اإلاداةي االااادي بخاوص قراة تاليق ةتا‬ ‫إن اسصقاللي اإلجراءا‬
‫السياق تظار بالنسب لمجلس الّال الفرنسي في أن الحكم القضائي الااادة عن القاضي الااادي االذي‬
‫يأتي الحًقا لقراة المحافظ بصاليق ةتا السياق االذي يؤكّها‪ ،‬ال يجال الطان أما القاضي اإلاداةي‬
‫ادان محل‪ ،‬إذ يجب على هذا األتير فحص جميع أسباب القراة اإلاداةي المخاام‪.1‬‬
‫اإلاداة بشكل كبير في‬ ‫ثانيا‪ -‬حالة الق اررات اإلدارية المتخذة في الظروف االستثنائية‪ :‬تصوسع سلطا‬
‫الظراف االسصثنائي ‪ .‬اتاصبر حري الصنقل من أكثر‬ ‫الاام لألفرااد أثناء حاال‬ ‫مواجا الحقوق االحريا‬
‫الصي تصخذها اإلاداة تكون‬ ‫عرض للصقييّ تالل هذه الفص ار ‪ ،‬حيث نجّ أن أغلبي اإلجراءا‬ ‫الحريا‬
‫الصي تمكناا في اسصاااد النظا‬ ‫موجا في األساس لصقييّ هذه الحري ‪ ،2‬اهذا من أجل منح اإلاداة اآلليا‬
‫ااألمن الاموميين في إطاة مشراعي الحال االسصثنائي ‪.3‬‬
‫لقّ أاجب المؤسس الّسصوةي تنظيم حال الطواةئ االحااة بموجب قانون عضوي‪ ،‬ابالصالي‬
‫انظر ألن هذا‬
‫ًا‬ ‫االسصثنائي ااجب االتباع لمواجا حال األزم ‪،‬‬ ‫تحّيّ اآلثاة المصرتب علياا ااإلجراءا‬
‫الظراف االسصثنائي‬ ‫المصرتب على مخصلف حاال‬ ‫القانون لم ياّة باّ‪ ،‬فإن تحّيّ اآلثاة ااإلجراءا‬
‫الامومي تطبيقاا‪.4‬‬ ‫الاملي الصي سبق للسلطا‬ ‫يكون من تالل الحاال‬
‫من تالل تحليل الناوص القانوني المنظم لحالصي الحااة االطواةئ يمكن اسصنصاج اجواد‬
‫حسب الصنظيم القانوني الذي‬ ‫ضبطي مقيّ لمماةس حري الصنقل‪ .‬لاذا نسصارض هذه الق ار اة‬ ‫إجراءا‬
‫تخضع له سواء أثناء حال الحااة (‪ ،)1‬اكذا حال الطواةئ (‪ ،)2‬كما كشف الصنظيم القانوني المصالق‬
‫بمكافح انصشاة اباء فيراس كوةانا (كوفيد‪ )19-‬عن تّابير تاا لصقييّ حري الصنقل (‪.)3‬‬
‫‪ -1‬الق اررات المقيدة لحرية التنقل في ظل حالة الحصار‪ :‬تم اإلعالن عن حال الحااة بموجب المرسو‬
‫الرئاسي ةقم ‪ ،5196-91‬اذلك باّ األحّاث السياسي المصرتب على اإلضراب الذي قا به حزب سياسي‬

‫‪1‬‬
‫‪-C.E, 25 mai 1990, n°99216, Ganneau, cité par Seydou TRAORÉ, op.cit, p 64.‬‬
‫‪ -2‬محمّ حسن ادتيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Philippe ZAVOLI, « État d’urgence », Répertoire de droit pénal et de procédure pénale, Dalloz, juin 2018,‬‬
‫‪n°3, p 3.‬‬
‫الجامعي ‪،‬‬ ‫‪ -4‬مرااد بّةان‪ ،‬الرقاب القضائي على أعمال اإلاداة الاام في ظل الظراف االسصثنائي ادةاس مقاةن ‪ ،‬اداة المطبوعا‬
‫اإلسكنّةي ‪ ،2008 ،‬ص ص ‪.144-143‬‬
‫‪ -5‬مرسو ةئاسي ةقم ‪ ،196-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 236 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫محضوة‪ ،‬االذي نصج عنه اللجوء إلى اسصامال اسائل عنف اتخويف السكان األمر الذي أادى إلى حال‬
‫من عّ االسصقراة في المجصمع‪ ،‬امس بشكل كبير بالماالح الاليا للّال ‪.1‬‬
‫المقيّ لحري‬ ‫يصضح من تالل المرسو الرئاسي ةقم ‪ 196-91‬المذكوة أعاله‪ ،‬بأن اإلجراءا‬
‫أتير المنع من اإلقام ‪ ،‬اذلك‬
‫الصنقل تنحار في إجراء االعصقال اإلاداةي‪ ،‬الوضع تحت اإلقام الجبري ‪ ،‬ا ًا‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬قرار االعتقال اإلداري‪ :‬نص المرسو الرئاسي ةقم ‪ 196-91‬على هذا اإلجراء في المااد ‪ 4‬الصي جاء‬
‫فياا‪ ":‬يمكن السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة‪ ،‬ضمن الحدود والشروط التي تحددها‬
‫الحكومة‪ ،‬أن تتخذ تدابير االعتقال اإلداري‪.2"...‬‬
‫اتاواا حري الصنقل‪،‬‬
‫ً‬ ‫ياصبر االعصقال اإلاداةي من أكثر الصّابير شّ على حقوق احريا األفرااد‬
‫اهذا ما يسصشف من نص المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،201-91‬الصي جاء فياا‪ " :‬يتمثل الوضع‬
‫في مركز األمن ألي شخص ‪...‬في حرمانه من حرية الذهاب واإلياب ووضعه في أحد المراكز التي‬
‫تحددها‪ ،3"...‬األمر الذي يصطلب تحّيّ األسباب المبرة لاذا اإلجراء‪ ،‬االجا المخصا به‪ ،‬االضمانا‬
‫المقرة للشخص الماني باذا القراة‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المبررة لالعتقال اإلداري‪ :‬طبًقا لنص المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪-91‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬األسباب ُ‬
‫تطر على النظا‬
‫ًا‬ ‫‪ ،201‬يجوز للسلطا الاسكري أن تصخذ هذا اإلجراء ضّ أي شخص يكون سلوكه‬
‫الاا ااألمن الامومي أا السير الحسن للمرافق الامومي ‪.4‬‬
‫الصي تبرة‬ ‫اساا بالنسب للحاال‬
‫ااضح من تالل النص المذكوة أعاله بأن المنظم ترك المجال ا ً‬
‫اللجوء إلى إجراء االعصقال اإلاداةي‪ ،‬اذلك عنّما ةبطه بمفاهيم غير محّاد مثل النظا الاا ااألمن‬
‫الامومي‪ .‬اياواد السبب في ذلك إلى الارام الصي تميز حال الحااة‪ ،‬من تالل تحويل االتصااص‬
‫الضبط اإلاداةي المصالق بحماي النظا ااألمن الاموميين إلى السلط الاسكري ‪ ،‬مع‬ ‫في مماةس سلطا‬
‫ما يجب أن تحوزه هذه األتير من سلط تقّيري ااسا في تحّيّ مااادة تاّيّ النظا الاا ‪.‬‬

‫ااطنيا)‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة‬


‫ً‬ ‫إقليميا‪،‬‬
‫(عالميا‪ ،‬ا ً‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬كمال الدين عمراني‪ ،‬المنظوم القانوني للمشرع الجزائري في مواجا جرائم اإلةهاب‬
‫الوفاء للطباع االنشر‪ ،‬اإلسكنّةي ‪ ،2020 ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 4‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،196-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،201-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،201-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 237 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ -‬الجهة المختصة بإصدار قرار االعتقال اإلداري‪ :‬ينصج عن تطبيق حال الحااة نقل‬
‫المّني إلى السلطا‬ ‫اتصااص مماةس الضبط المصالق بحماي النظا ااألمن الاموميين من السلطا‬
‫الاسكري ‪ ،‬على اعصباة أن هذه األتير أكثر قّة على الصاامل مع مثل هكذا أاضاع‪.1‬‬
‫اهذا ما كرسه المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،201-91‬حيث تنص المااد ‪ 3‬منه على‪ ":‬تتخذ تدابير‬
‫الوضع في مركز األمن السلطة العسكرية المخولة صالحيات الشرطة‪ ،‬المختصة إقليميا‪.2"...‬‬

‫يصم اتخاذ قراة االعصقال اإلاداةي ً‬


‫بناء على اقصراح ماالح األمن‪ ،‬إضاف لرأي لجن ةعاي النظا‬
‫الاا ‪ ،‬افي هذا اإلطاة تنص المااد ‪ 3‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 201-91‬على‪ ":‬تتخذ تدابير الوضع‬
‫في مركز األمن السلطة العسكرية ‪...‬ويكون ذلك بناء على اقتراحات قانونية من مصالح الشرطة‬
‫مصحوبة برأي لجنة رعاية النظام العام‪.3"...‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬التظلم من قرار االعتقال اإلداري‪ :‬كرس المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 201-91‬حق الصظلم‬
‫اإلاداةي ضّ قراة الوضع في مركز األمن‪ ،‬اهو ما نات عليه المااد ‪ 6‬الصي جاء فياا‪ ":‬يمكن أن يكون‬
‫الوضع في مركز لألمن موضوع طعن يرفع خالل العشرة (‪ )10‬أيام من تقريره لدى المجلس الجهوي‬
‫لحف النظام المنصوص عليه في المادة ‪ 7‬أدناه"‪.4‬‬
‫المالحظ أن آجال مماةس الصظلم اإلاداةي تنطلق من تاةيخ اّاة قراة االعصقال اإلاداةي من‬
‫طرف المجلس الجاوي لحفظ النظا اليس من تاةيخ تبليغ القراة‪ ،‬األمر الذي قّ يصرتب عليه تاسف‬
‫اإلاداة في اسصامال هذا اإلجراء‪ ،‬تاا مع زيااد احصمال عّ تبليغ هذا القراة إال باّ انصااء اآلجال‬
‫القانوني ‪ ،‬األمر الذي من شأنه المساس بحق األفرااد في مماةس الصظلم اإلاداةي‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Philippe ZAVOLI, « État de siège », Répertoire de droit pénal et de procédure pénale, Dalloz, juin 2014,‬‬
‫‪n°15, p 4.‬‬
‫مبراك غضبان‪ ،‬نجاح غربي‪ " ،‬قراءة تحليلية للنصوص القانونية المنظمة لحالتي الحصار والطوارئ ومدى تأثيرها على الحقوق‬
‫والحريات في الجزائر"‪ ،‬مجل المفكر‪ ،‬المجّ ‪ ،09‬الاّاد ‪ ،2014 ،01‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 3‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،201-91‬مرجع سابق‪ .‬اهو األمر نفسه الذي تنص عليه المااد ‪ 4‬من المرسو الرئاسي ةقم‬
‫‪ " :191-91‬يمكن السلطات العسكرية المخولة صالحيات الشرطة‪ ،‬ضمن الحدود والشروط التي تحددها الحكومة‪ ،‬أن تتخذ تدابير‬
‫االعتقال اإلداري‪."...‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 3‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،201-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المااد ‪ 6‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،201-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬مساواد شياوب‪ " ،‬الحماية القضائية للحريات األساسية في الظروف االستثنائية"‪. ،‬ج‪.‬ع‪.‬ق‪.‬إ‪.‬س‪ ،‬الاّاد ‪ ،1998 ،01‬ص ‪.37‬‬
‫‪- 238 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المااد ‪ 8‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 201-91‬تشكيل المجلس الجاوي لحفظ النظا‬ ‫اقّ حّاد‬

‫الاا ‪ ،‬االذي يصكون من‪ :‬الوالي ة ً‬


‫ئيسا‪ ،‬ةئيس القطاع الاسكري أا قائّ مجموع الّةك الوطني‪ ،‬محافظ‬
‫نظر لصمسكاا بالمالح الاام ‪.1‬‬
‫الشرط للوالي اثالث شخايا يصم اتصياةها ًا‬
‫مّني اأترى عسكري ‪ ،‬اهي‬ ‫تشكيل هذا المجلس مخصلط ‪ ،‬حيث تجمع بين شخايا‬ ‫جاء‬
‫الصشكيل نفساا تقر ًيبا الصي تصكون مناا لجن ةعاي النظا الاا المناوص علياا في المااد ‪ 5‬من المرسو‬
‫الرئاسي ةقم ‪.191-91‬‬
‫هذه الوضعي تطرح الصساؤل حول فاالي الصظلم اإلاداةي ضّ قراة االعصقال اإلاداةي‪ ،‬فرغم أن‬
‫المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 201-91‬كرس حق الطان اإلاداةي من الناحي اإلجرائي إال أنه من الناحي‬
‫الموضوعي نجّ أن ضمان هذا الطان تبقى ادان جّاى‪ ،‬على اعصباة أن لجن ةعاي النظا الاا الصي‬
‫سبق لاا اأن ادةست اناحت باتخاذ قراة االعصقال اإلاداةي هي نفساا تقر ًيبا الصي سصفال في الصظلم‬
‫اإلاداةي بشأن االعصقال اإلاداةي‪ ،‬ففي النااي من الااوب تاوة ةجوع أاحاب هذا الرأي عن موقفام‪،‬‬
‫إلى اّاة قراة االعصقال‪.‬‬ ‫الصي أاد‬ ‫إال في حال تغير الظراف االمالبسا‬
‫الفقرة الرابعة‪ -‬عن إمكانية الطعن القضائي ضد قرار االعتقال اإلداري‪ :‬من تالل ناوص المرسو‬
‫الرئاسي ةقم ‪ ،191-91‬اكذا المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 201-91‬نجّ بأن المنظم لم يكرس ضمان الرقاب‬
‫القضائي في مواجا قراة االعصقال اإلاداةي‪ ،‬اةبما يفسر ذلك بالرغب في جال هذا اإلجراء في منأى عن‬
‫الصي يبنى علياا‬ ‫األمني الصي تحيط به‪ ،‬فمخصلف األسس االمبر اة‬ ‫نظر لالعصبا اة‬
‫ًا‬ ‫الرقاب القضائي‬
‫االعصقال اإلاداةي ترتبط في أغلباا بخطوة الفراد على األمن الاا ‪ ،‬األمر الذي يصطلب تمصع اإلاداة بسلط‬
‫تقّيري ااسا في تطبيق هذا اإلجراء‪ ،‬اال أادل على ذلك من أن الناوص القانوني منحصاا إمكاني‬
‫الصراجع عن هذا اإلجراء في حال قبول الصظلم اإلاداةي‪.‬‬
‫لاذا يقول األسصاذ مسعود شيهوب‪ " :‬ال تشير هذه النصوص إلى إمكانية الطعن القضائي في‬
‫حالة رفض الطعن اإلداري‪ ،‬ولو أن دعوى اإللغاء ال تحاج إلى نص خاص لتحريكها ضد الق اررات‬
‫اإلدارية‪ ،‬فطالما أن هذه األخيرة ال تتعلق بأعمال السيادة يجوز الطعن فيها باإللغاء‪ .‬إن احتماالت‬

‫‪ -1‬أنظر المااد ‪ 8‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،201-91‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪- 239 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إلغاء هذه الق اررات تتجسد كلما خالفت ق اررات الوضع في مركز األمن أو تحت اإلقامة الجبرية أو المنع‬
‫من اإلقامة الشروط المحددة في المرسومين التنفيذين المتعلقين بشروط هذه الحاالت"‪.1‬‬
‫اما يؤكّ هذا الطرح أن االتصالف الذي اقع فيه الفقه االقضاء حول مّى اعصباة حال الحااة‬
‫‪2‬‬
‫الصنفيذي الااادة‬ ‫محال عنّما يصالق األمر باإلجراءا‬
‫من ضمن طائف أعمال السيااد ‪ ،‬ال يجّ له ً‬
‫أعماال إاداةي تخضع لرقاب القاضي اإلاداةي‪.3‬‬
‫ً‬ ‫اسصناادا لقراة إعالن حال الحااة‪ ،‬فاي تاصبر‬
‫ً‬
‫ب‪ -‬قرار الوضع تحت اإلقامة الجبرية‪ :‬نص المرسو الرئاسي ةقم ‪ 191-91‬على إجراء الوضع تحت‬
‫مقرانا مع إجراء االعصقال اإلاداةي‪ ،‬اذلك ضمن نص المااد ‪ .4‬يظار تأثير اإلقام‬
‫ً‬ ‫اإلقام الجبري‬
‫الجبري على حري الصنقل من تالل الصقييّ النسبي لاذه الحري عكس الصقييّ الكلي لاا نصيج االعصقال‬
‫اإلاداةي‪ ،‬اهو ما يظار من تالل اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬األسباب المبررة للوضع تحت اإلقامة الجبرية‪ :‬نات المااد ‪ 4‬من المرسو الرئاسي ةقم‬
‫‪ 196-91‬على السبب الاا إلجراء الوضع تحت اإلقام الجبري ‪ ،‬االذي يصمحوة حول النشاط الخطير‬
‫للفراد الذي ياّاد النظا ااألمن الاموميين أا السير الااادي للمرافق الامومي ‪.‬‬
‫ابالرجوع لنص المااد ‪ 5‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 202-91‬نجّها تنص على‪ " :‬األشخاص‬
‫الذين يمكن وضعهم تحت اإلقامة الجبرية هم‪:‬‬
‫‪ -‬الذين يعرضون النظام العام واألمن العمومي للخطر بسبب نشاطاتهم‪،‬‬
‫‪ -‬الذين يخالفون الترتيبات والتدابير المتخذة تطبيقا للمادة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪-91‬‬
‫‪.4"...191‬‬
‫يبّا الصوسع الكبير بخاوص األسباب المبرة للوضع تحت اإلقام الجبري ‪ ،‬اذلك من تالل‬
‫السلط الصقّيري الكبير الصي تصمصع باا اإلاداة في تحّيّ مّلول " تعريض النظام العام واألمن العمومي‬

‫‪ -1‬مساواد شياوب‪ " ،‬الحماية القضائية للحريات األساسية في الظروف االستثنائية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫اإلاداةي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪124-123‬؛ محمّ ااال‪ " ،‬أعمال السيادة‬ ‫‪ -2‬سليمان الطمااي‪ ،‬النظري الاام للق ار اة‬
‫واالختصاص القضائي"‪ ،‬مجل جاما ادمشق للالو االقصااادي االقانوني ‪ ،‬المجلّ ‪ ،22‬الاّاد ‪ ،2006 ،02‬ص ‪391‬؛ مساواد‬
‫شياوب‪ ،‬الحماية القضائية للحريات األساسية في الظروف االستثنائية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪39‬؛ مبراك غضبان‪ ،‬نجاح غربي‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪14‬؛ محمّ أمين أسواد‪ " ،‬سلطة رئيس الجمهورية في مواجهة الظروف غير العادية"‪ ،‬مجل االتحااد الوطني لمنظما‬
‫اداة المحامي‪ ،‬سيّي بلعباس‪ ،‬السن ‪ ،04‬الاّاد ‪ ،03‬أكصوبر ‪ ،2011‬ص ‪.91‬‬ ‫المحامين الجزائريين‪ ،‬منشو اة‬
‫‪C.E, 5 juin 1984, Chéron, Rec. C.E, p 515; C.E, 14 novembre 2005, M.Rolin, A.J.D.A, 2006, p 502; C.E, Ass,‬‬
‫‪24 mai 2006, Rolin et Boivert, A.J.D.A, 2006, p 1033.‬‬
‫‪ -3‬نقاش حمز ‪ ،‬الظراف االسصثنائي االرقاب القضائي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -4‬المااد ‪ 5‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،202-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 240 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫للخطر"‪ ،‬على عكس الوضع بالنسب لألسباب المبرة إلجراء الوضع في االعصقال اإلاداةي‪ ،‬االمحّاد بّق‬
‫في المرسو الصنفيذي ةقم ‪.1201-91‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الجهة المختصة بإصدار قرار الوضع تحت اإلقامة الجبرية‪ :‬يصم اتخاذ قراة الوضع تحت‬
‫نفساا المصالق بقراة االعصقال اإلاداةي‪ ،‬بمانى أنه ياّة عن السلط الاسكري‬ ‫اإلقام الجبري بالصرتيبا‬
‫بناء على اقصراح ماالح األمن اماحوب‬
‫إقليميا‪ ،‬االمخول بمماةس ماا حفظ النظا الاا ‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫المخصا‬
‫برأي اسصشاةي للجن ةعاي النظا الاا ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬التظلم من قرار الوضع تحت اإلقامة الجبرية‪ :‬كرس المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 202-91‬حق‬
‫الصظلم اإلاداةي ضّ قراة الوضع تحت اإلقام الجبري ‪ ،‬حيث تنص المااد ‪ 3‬منه على‪ ":‬يمكن أن يكون‬
‫تدبير الوضع تحت اإلقامة الجبرية المنصوص عليه في المادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬موضوع طعن يرفع خالل‬
‫العشرة (‪ )10‬أيام من تقريره‪ ،‬لدى المجلس الجهوي لحف النظام‪.2"...‬‬
‫مماةس الصظلم اإلاداةي موحّ بالنسب إلجراء الوضع تحت اإلقام الجبري‬ ‫يصضح أن إجراءا‬
‫كما بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي‪ ،‬لكن االتصالف يكمن في أن القراة األال يجب تبليغه‪ ،‬اذلك ما يفام‬
‫من نص المااد ‪ 4‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،202-91‬االصي جاء فياا‪ " :‬يبلغ تدبير الوضع تحت‬
‫اإلقامة الجبرية ويطبقه قائدة فرقة الدرك الوطني‪ ،‬أو محاف الشرطة‪ ،‬في مكان اإلقامة المعتاد"‪ ،3‬اهو‬
‫ما يضمن تبليغ الشخص الماني باذا اإلجراء مما يصيح له ةفع تظلمه في المياااد القانوني‪ ،‬على عكس‬
‫األمر بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي الذي غابت عنه شكلي الصبليغ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ -‬عن إمكانية الطعن القضائي ضد قرار الوضع تحت اإلقامة الجبرية‪ :‬على غراة قراة‬
‫االعصقال اإلاداةي‪ ،‬نجّ أن المنظم الجزائري لم يكرس ضمان الرقاب القضائي ضّ قراة الوضع تحت‬
‫الرقاب الجبري سواء في المرسو الرئاسي ةقم ‪ 191-91‬أا المرسو الصنفيذي ةقم ‪.202-91‬‬
‫الصي سبق تقّيماا بالنسب إلمكاني تضوع قراة االعصقال اإلاداةي‬ ‫يمكن القول بأن المبر اة‬
‫للرقاب القضائي تنطبق على قراة الوضع تحت الرقاب الجبري ‪ ،‬اذلك للصشابه الكبير بيناما من حيث‬
‫المبر اة ااألسس ااإلجراءا ‪.‬‬

‫‪ -1‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬


‫‪ -2‬المااد ‪ 3‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،202-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 4‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،202-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 241 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫قيّا أقل شّ على حري الصنقل‪ ،‬اذلك ألنه ال‬


‫ج‪ -‬قرار المنع من اإلقامة‪ :‬يشكل قراة المنع من اإلقام ً‬
‫يؤادي إلى حرمان األفرااد من مماةس حري الصنقل بشكل كلي‪ ،‬بل يقصار األمر على مناام من الصنقل‬
‫ااإلقام في باض المناطق المحّاد ‪ ،‬مع بقاء تمصاام بكامل حريصام في الصنقل تاةج هذه المناطق‪ ،‬اذلك‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬األسباب المبررة إلصدار قرار المنع من اإلقامة‪ :‬تنحار األسباب المبرة إلاّاة قراة‬
‫المنع من اإلقام في الحفاظ على النظا الاا االسير الااادي للمرافق الاام ‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة‬
‫المااد ‪ 8‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ 191-91‬على‪ " :‬يمكن السلطات العسكرية المخولة صالحيات‬
‫الشرطة أن تقوم ‪...‬بما يأتي‪... :‬‬
‫‪ -‬أن تمنع إقامة أي شخص راشد يتبن أن نشاطاته مضرة بالنظام العام وبالسير العادي للمرافق‬
‫العمومية‪.1"...‬‬
‫لم ينص المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 2203-91‬على األسباب المبرة إلاّاة قراة المنع من اإلقام‬
‫بشكل ادقيق‪ ،‬على عكس الحال بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي ابّةج أقل بالنسب لقراة الوضع تحت‬
‫الاسكري المخصا تصمصع بسلط تقّيري ااسا في تكييف األفاال‬ ‫اإلقام الجبري ‪ ،‬لاذا فإن السلطا‬
‫الصي تنطوي على تاّيّ للنظا الاا ابالسير الااادي للمرافق الامومي ‪ .‬اعلى كل حال‪ ،‬يمكن القول بأن‬
‫هذه األفاال يمكن أن تصخذ أي شكل من األشكال الصي نات علياا المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم‬
‫‪ ،201-91‬اكذا المااد ‪ 5‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 202-91‬المذكوة سابًقا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الجهة المختصة بإصدار قرار المنع من اإلقامة‪ :‬يصم اتخاذ قراة المنع من اإلقام باتباع‬
‫نفساا بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي اكذا الوضع تحت اإلقام الجبري ‪ ،‬بمانى أنه ياّة من‬ ‫اإلجراءا‬
‫بناء‬
‫إقليميا االمخول بمماةس ماا حماي النظا ااألمن الاموميين‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫طرف السلط الاسكري المخصا‬
‫على اقصراح ماالح األمن‪ ،‬اماحوب بالرأي االسصشاةي للجن ةعاي النظا الاا ‪.3‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬التظلم ضد قرار المنع من اإلقامة‪ :‬كرس المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 203-91‬حق الصظلم‬
‫اإلاداةي ضّ قراة المنع من اإلقام ‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 3‬منه على‪ ":‬يمكن أن يكون‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 8‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،191-91‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مرسو تنفيذي ةقم ‪ ،203-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،203-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 242 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تدبير المنع من اإلقامة المذكور في المادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬موضوع طعن يرفع خالل العشرة (‪ )10‬أيام لدى‬
‫المجلس الجهوي لحف النظام العام‪.1"...‬‬
‫اكما هو الشأن بالنسب لقراة الوضع تحت اإلقام الجبري ‪ ،‬لم يحّاد المنظم نقط انطالق حساب‬
‫آجال الصظلم اإلاداةي‪ ،‬لكنه على الامو يصم باّ اسصيفاء شكلي الصبليغ‪ ،‬اهو ما نات عليه المااد ‪ 10‬من‬
‫المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ":203-91‬يتم تبليغ قرار منع اإلقامة وتسليم بطاقة المعلومات التي تخص‬
‫المعني بطلب من السلطة العسكرية بواسطة مصالح الشرطة أو الدرك الوطني‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬وذلك في‬
‫جميع الحاالت التي ال يكون فيها الممنوع من اإلقامة معتقال"‪ ،2‬اهو األمر الذي يسمح للشخص الماني‬
‫من ةفع تظلمه اإلاداةي في مياااده القانوني‪ ،‬ابالصالي إمكاني مراجا هذا القراة اةفاه من طرف السلطا‬
‫الاسكري المخصا ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ -‬عن إمكانية الطعن القضائي ضد قرار المنع من اإلقامة‪ :‬لم يكرس المرسو الصنفيذي ةقم‬
‫مفاوما‪ ،‬حيث غاب النص‬
‫ً‬ ‫‪ 203-91‬حق الطان القضائي ضّ قراة المنع من اإلقام ‪ ،‬ايبّا هذا الصوجه‬
‫على ضمان الرقاب القضائي بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي اكذا الوضع تحت اإلقام الجبري اهما أكثر‬
‫اتأثير على مماةس حري الصنقل‪ ،‬فمن المفاو عّ تكريس هذه الضمان بالنسب لقراة المنع من‬
‫ًا‬ ‫شّ‬
‫اإلقام ‪.‬‬
‫‪ -2‬الق اررات المقيدة لحرية التنقل في ظل حالة الطوارئ‪ :‬تم اإلعالن عن حال الطواةئ بموجب المرسو‬
‫الرئاسي ةقم ‪ ،44-92‬اذلك باّ توقيف المساة السياسي ااسصقال ةئيس الجماوةي مطلع سن ‪.31992‬‬
‫اإذا كانت حال الطواةئ تصشابه مع حال الحااة في أنه يصرتب على الحالصين إمكاني اتخاذ‬
‫اتّابير اسصثنائي لمواجا الظراف الطاةئ ‪ ،‬فإن أهم الفراق بيناما تظار على مسصوى السلط‬ ‫إجراءا‬
‫المّني هي المخصا‬ ‫المخصا بمماةس هذه اإلجراءا ‪ ،‬فالى عكس حال الحااة‪ ،‬تبقى السلطا‬
‫بصسيير حال الطواةئ‪.4‬‬
‫تضمن المرسو الرئاسي ةقم ‪ 92-44‬مجموع من الصّابير المقيّ لحري الصنقل‪ ،‬تصّةج من حيث‬
‫الشّ ‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 3‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،203-91‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المااد ‪ 10‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،203-91‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،44-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Police administrative : Théorie générale», JurisClasseur Administratif, LexisNexis, date‬‬
‫‪du fascicule : 20 Janvier 2013, date de la dernière mise à jour : 8 Juillet 2018, n°277, p 89.‬‬
‫‪- 243 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬قرار الوضع في مركز األمن‪ :‬يشكل إجراء الوضع في مركز األمن قيًّا بالغ الخطوة على اإلنسان‪،‬‬
‫اذلك ألنه يحرمه بشكل كامل من مماةس حري الصنقل‪ .‬اعلى تالف الماطلح المكرس في ظل مرسو‬
‫حال الحااة‪ ،‬نجّ أن المنظم الجزائري تراجع عن اسصامال ماطلح " االعتقال اإلداري"‪ ،‬افضل‬
‫ماطلح " الوضع في مركز األمن"‪ ،‬ةغم أنه ال يوجّ أي اتصالف بين الماطلحين ما ادا أن النصيج‬
‫ااحّ اهي حرمان الشخص من حريصه في الصنقل بواسط إجراء ضبطي‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬األسباب المبررة للوضع في مركز األمن‪ :‬ياصبر الوضع في مركز األمن تّبير إاداةي له‬
‫اف اقائي باّف حماي النظا ااألمن الاموميين‪ ،‬افي هذا اإلطاة تنص المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي‬
‫ةقم ‪ 75-92‬على‪ " :‬يعتبر الوضع في مركز أمن‪ ،‬تدبي ار إداريا‪ ،‬ذا طابع وقائي‪ ،‬يتمثل في حرمان كل‬
‫شخص راشد يعرض سلوكه للخطر‪ ،‬النظام واألمن العموميين‪ ،‬وكذا حسن سير المصالح العمومية من‬
‫حريته في الذهاب واإلياب‪.1"...‬‬
‫اإلاداةي المخصا اتخاذ قراة الوضع في مركز األمن‬ ‫ااضح بأن األسباب الصي تبرة للسلطا‬
‫ااسا اغير محّاد ‪ ،‬اذلك بالنظر ألن النص القانوني ةبطاا بالسلوك الذي يارض النظا ااألمن‬
‫كبير من السلط الصقّيري في ادةاس اتقّير‬
‫قّة ًا‬
‫تملك ً‬ ‫الاموميين للخطر‪ ،‬اهو ما ياني بأن هذه السلطا‬
‫تطر على النظا الاا ‪.‬‬
‫األفاال الصي تشكل ًا‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬السلطة المختصة بإصدار قرار الوضع في مركز األمن‪ :‬ياواد االتصااص بإاّاة قراة‬
‫الوضع في مركز األمن لوزير الّاتلي ‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 5‬من المرسو الرئاسي ةقم‬
‫‪ 92-44‬على‪ ":‬يمكن وزير الداخلية والجماعات المحلية أن يأمر بوضع أي شخص راشد‪...‬في مركز‬
‫أمن‪.2"...‬‬
‫كرس المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 75-92‬إمكاني الصفويض في مماةس اتصااص الوضع في مركز‬
‫األمن‪ ،‬حيث تنص في اإلطاة المااد ‪ 3‬منه على‪ ":‬يتخذ تدبير الوضع في مركز أمن وزير الداخلية‬
‫ابناء عليه اّة القراة الوزاةي المؤةخ في ‪ 11‬فيفري‬
‫ً‬ ‫والجماعات المحلية أو السلطة التي يفوضها‪،3"...‬‬
‫‪ ،1992‬ينظم كيفيا مماةس هذا الصفويض‪ ،‬حيث جاء في المااد األالى منه‪ ":‬يفوض السادة الوالة‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،75-92‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المااد ‪ 5‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،44-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 3‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،75-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 244 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلمضاء باسم وزير الداخلية والجماعات المحلية على مقررات وضع كل شخص راشد‪...‬في مركز‬
‫األمن‪ ،‬وذلك في حدود اختصاصه"‪.1‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬التظلم من قرار الوضع في مركز األمن‪ :‬كرس المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 75-92‬حق الصظلم‬
‫اإلاداةي ضّ قراة الوضع في مركز األمن‪ ،‬حيث تنص المااد ‪ 4‬منه على‪ ":‬يمكن أن يكون تدبير الوضع‬
‫في مركز أمن‪ ،‬محل طعن يقدم لدى والي والية مكان إقامة الشخص الموضوع في مركز األمن‪.2"...‬‬
‫ابناء على هذا النص اّة القراة الوزاةي المؤةخ في ‪ 25‬أبريل ‪ ،1992‬االذي يحّاد شراط‬
‫ً‬
‫اكيفيا مماةس الطان المصالق بالوضع في مركز أمن‪ ،‬حيث يمكن ةفع الصظلم اإلاداةي سواء من طرف‬
‫الشخص الماني أا أحّ أفرااد عائلصه أا اكيله‪.3‬‬
‫اقّ حّاد المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 75-92‬الجا المخصا بّةاس هذا الطان‪ ،‬اهي المجالس‬
‫الجاوي للطان‪ ،4‬حيث تم تأسيس سص (‪ )06‬مجالس جاوي للطان بالجزائر الااام ‪ ،‬البليّ ‪ ،‬اهران‪،‬‬
‫بشاة‪ ،‬اةقل اقسنطين ‪.5‬‬
‫في حال قبول الصظلم من طرف المجلس الجاوي للطان‪ ،‬يصم ةفع الوضع في مركز األمن‪ ،6‬أما‬
‫تاضاا لالعصقال اإلاداةي‪ ،‬لكن‬
‫ً‬ ‫في الحال الصي يكون فياا الطان غير مجّي يبقى الشخص الماني‬
‫يمكنه ةفع تظلم إاداةي جّيّ تالل شار من تاةيخ تبليغ قراة ةفض الصظلم األال‪.7‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ -‬عن إمكانية الطعن القضائي ضد قرار الوضع في مركز األمن‪ :‬لم يكرس المنظم الجزائري‬
‫حق الطان القضائي ضّ قراة الوضع في مركز األمن‪ ،‬سواء على مسصوى المرسو الرئاسي ةقم ‪44-92‬‬
‫أا المرسو الصنفيذي ةقم ‪.75-44‬‬
‫في الحقيق نجّ بأن النص على ضمان الرقاب القضائي غائب بالنسب لقراة االعصقال اإلاداةي‬
‫المصالق بحال الطواةئ كما هو الشأن بالنسب لالعصقال اإلاداةي تالل حال الحااة‪ ،‬اإذا كان األمر يبّا‬

‫‪ -1‬المااد األالى من القراة الوزاةي المؤةخ في ‪ 11‬فبراير ‪ ،1992‬يصضمن تفويض اإلمضاء إلى الوال فيما يخص الوضع في مراكز‬
‫األمن‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،11‬ااادة في ‪ 11‬فبراير ‪.1992‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 4‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،75-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 3‬من القراة الوزاةي المؤةخ في ‪ 25‬أبريل ‪ ،1992‬يحّاد شراط مماةس الطان المصالق بالوضع في مركز األمن اكيفيا‬
‫ذلك‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،32‬ااادة في ‪ 29‬أبريل ‪.1992‬‬
‫‪ -4‬المااد ‪ 4‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،75-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬المااد ‪ 5‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،75-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬المااد ‪ 18‬من القراة الوزاةي المؤةخ في ‪ 25‬أبريل ‪ ،1992‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -7‬المااد ‪ 14‬من القراة الوزاةي المؤةخ في ‪ 25‬أبريل ‪ ،1992‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 245 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫نسبيا بالنسب للقراة األتير على اعصباة اّاةه عن سلط عسكري ‪ ،‬لكن األمر ال يسصقيم بالنسب‬
‫مقبوالً ً‬
‫لالعصقال اإلاداةي في ظل حال الطواةئ‪ ،‬فاو ااادة عن سلط إاداةي سواء كانت ازير الّاتلي أا الوالي‬
‫إقليميا‪ ،‬األمر الذي ياني أننا في مواجا قراة إاداةي يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي حسب‬
‫ً‬ ‫المخصص‬
‫اإلاداةي في الجزائر‪ ،‬اذلك حصى في غياب النص القانوني الاريح الذي‬ ‫القواعّ الاام المقرة للمنازعا‬
‫يكرس ضمان الطان القضائي‪.‬‬
‫ب‪ -‬قرار حظر التجول‪ :‬نص المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 44-92‬على إجراء حظر الصجول‪ ،‬حيث جاء في‬
‫المااد ‪ 6‬منه‪ ":‬يخول وضع حالة الطوارئ حيز التنفيذ‪ ،‬لوزير الداخلية والجماعات المحلية في كامل‬
‫التراب الوطني‪ ،‬والوالي على امتداد تراب واليته في إطار التوجيهات الحكومية‪ ،‬سلطة القيام بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد أو منع مرور األشخاص والسيارات في أوقات معينة‪.1"...‬‬
‫الطواةئ المالن عناا‬ ‫يقاّ بحظر الصجول المنع المؤقت من مماةس حري الصنقل تالل حاال‬
‫يمنع تاللاا الصجول في المناطق الخاضا لاذا القيّ‪ ،‬االذي قّ‬ ‫باف قانوني ‪ ،‬حيث يصم تحّيّ ساعا‬
‫يكون شامالً لكامل الصراب الوطني أا يقصار على منطق فقط يمنع الصنقل فياا‪ ،2‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫بناء على نص المااد ‪ 6‬من المرسو‬‫الفقرة األولى‪ -‬السلطة المختصة بإصدار قرار حظر التجول‪ً :‬‬
‫الرئاسي ةقم ‪ 44-92‬المذكوة أعاله‪ ،‬يصحّاد االتصااص بفرض إجراء حضر الصجول في حالصين‪ ،‬األالى‬
‫عنّما يشمل جميع الصراب الوطني أا أكثر من االي فانا ياواد االتصااص لوزير الّاتلي ‪ ،‬اعنّما يكون‬
‫إقليميا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وة في إقليم االي ااحّ يرجع االتصااص للوالي المخصص‬
‫محا ًا‬
‫اعليه‪ ،‬أاّة ازير الّاتلي القراة الوزاةي المؤةخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،1992‬االذي يصضمن إعالن‬
‫حظر الصجول الجزئي‪ ،‬جاء في ماادته األالى‪ ":‬تطبيقا ألحكام المرسوم الرئاسي رقم ‪ 44-92‬المؤرخ في‬
‫‪ 9‬فبراير ‪ 1992‬والمذكور أعاله‪ ،‬يعلن‪ ،‬ابتداء من ‪ 5‬ديسمبر سنة ‪ ،1992‬عن حظر التجول من‬
‫الساعة العاشرة والنصف ليال إلى غاية الساعة الخامة صباحا على تراب واليات الجزائر والبليدة‬
‫وبومرداس وتيبازة والبويرة والمدية وعين الدفلى"‪ ،3‬حيث يمنع كل تنقل لألشخاص تالل الفصر المحّاد‬
‫الامومي ‪.‬‬ ‫االساحا‬ ‫لحضر الصجول في الطرقا‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 6‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،44-92‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬محمّ حسين ادتيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -3‬المااد األالى من القراة الوزاةي المؤةخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،1992‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 246 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ -‬عن إمكانية الطعن القضائي ضد قرار حظر التجول‪ :‬يصم تطبيق إجراء حظر الصجول من‬
‫تالل الصّتل الماادي لاناار القو الامومي ‪ ،‬حيث يصم فرض احص ار هذا الحظر بالقو ‪ ،‬اهذا ما ياني أن‬
‫إاداةي ‪ ،‬لاذا يمكن‬ ‫مواجا المواطن باذا اإلجراء يكون من تالل أفاال تنفيذي اليس عن طريق ق ار اة‬
‫للقاضي اإلاداةي االسصاجالي الصّتل في حال االعصّاء الجسيم على حري الصنقل االصي تال إلى ادةج‬
‫إ االتصااص في اتخاذ كل الصّابير الضراةي‬ ‫االعصّاء الماادي‪ ،‬حيث تمنح له المااد ‪ 920‬من ق إ‬
‫األساسي في حال االعصّاء الجسيم من طرف اإلاداة ‪.‬‬ ‫لحماي الحريا‬
‫أما بالنسب للقراة الوزاةي المصالق بإعالن حظر الصجول فإنه يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي من‬
‫قيّا يحر‬
‫أجل فحص مّى مشراعيصه‪ ،‬اذلك من حيث ادةج تناسب إجراء حظر الصجول الذي ياصبر ً‬
‫األفرااد من حريصام في الصنقل بشكل كلي تالل الفص ار الزمني المحّاد لصطبيقه‪.‬‬
‫ج‪ -‬قراري المنع من اإلقامة وتحديد اإلقامة‪ :‬نات المااد ‪ 6‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ 44-92‬على‪:‬‬
‫" يخول وضع حالة الطوارئ حيز التنفيذ‪ ،‬لوزير الداخلية والجماعات المحلية في كامل التراب الوطني‪،‬‬
‫والوالي على امتداد تراب واليته‪...‬سلطة القيام بما يأتي‪... :‬‬
‫‪ -4‬منع من اإلقامة أو وضع تحت اإلقامة الجبرية كل شخص راشد يتضح أن نشاطه مضر بالنظام‬
‫العام أو بسير المصالح العمومية‪.1"...‬‬
‫ابالرجوع إلى المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 75-92‬نجّه يمنح االتصااص لوزير الّاتلي من أجل‬
‫تطبيق مخصلف تّابير حال الطواةئ‪.2‬‬ ‫تحّيّ كيفيا‬
‫على عكس الوضع بالنسب إلجراء الوضع تحت اإلقام الجبري اكذا المنع من اإلقام في إطاة‬
‫مماةس هذه الصّابير‪،‬‬ ‫حال الحااة‪ ،‬حيث تم تنظيماما بموجب مرسو تنفيذي يضبط شراط اكيفيا‬
‫اهذا ياكس األهمي الصي تنطوي علياا‪ ،‬بالنظر للخطوة الصي تكصسياا هذه اإلجراءا ‪ ،‬أما في ظل حال‬
‫بموجب‬ ‫الطواةئ‪ ،‬نجّ بأن المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 75-92‬أحال على ازير الّاتلي تنظيم هذه اإلجراءا‬
‫قراة ازاةي‪.‬‬
‫االصّابير‬ ‫بالمقاةن مع الصشريع الفرنسي‪ ،‬نجّ بأن المشرع كرس اراح مبّأ تضوع كل الق ار اة‬
‫المحّاد في‬ ‫المصخذ في إطاة حال الطواةئ لرقاب القاضي اإلاداةي‪ ،‬اذلك حسب الشراط ااإلجراءا‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 6‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،44-92‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬أنظر المااد ‪ 10‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،75-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 247 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫قانون الاّال اإلاداةي ‪ .1‬اياواد السبب في النص على اتصااص القاضي اإلاداةي في كون الصّابير‬
‫ضبط إاداةي‪ ،‬االقاضي اإلاداةي هو األكثر فاالي في‬ ‫الناتج عن تطبيق حال الطواةئ هي إجراءا‬
‫الضبطي ‪ ،‬تاا على مسصوى القاضي اإلاداةي االسصاجالي الذي أثبت فااليصه‬ ‫الرقاب على اإلجراءا‬
‫األساسي عن طريق آلي االسصاجال حري ‪.2‬‬ ‫الكبير في حماي الحقوق االحريا‬
‫المصخذ في‬ ‫إن المبّأ القائل بأن القاضي اإلاداةي هو قاضي الشريا الاام بالنسب لإلجراءا‬
‫تاواا بالنسب لقراة‬
‫ً‬ ‫إطاة حال الطواةئ تازز بشكل كبير باّ إعالن حال الطواةئ سن ‪،2015‬‬
‫اتاواا حري الصنقل‪ ،‬ابالنصيج فصح‬
‫ً‬ ‫تحّيّ اإلقام ‪ ،‬امراقب مّى مساساا بالحريا المكفول ادسصوةًيا‬
‫المجال لرقابصاا االحكم بإلغائاا في حال عّ مشراعيصاا‪.3‬‬
‫جميع ادال الاالم تقر ًيبا إلى تطبيق نظا‬ ‫‪ -3‬الحجر الصحي المنزلي أثناء فترة الطوارئ الصحية‪ :‬لجأ‬
‫للطواةئ الاحي نصيج ً للظرف االسصثنائي المرتبط بانصشاة جائح فيراس كوةانا (كوفيد‪ ،)19-‬حيث‬
‫اقصضت المالح الاليا للّال ‪ ،‬اكذا الحفاظ على اح اسالم المواطنين اللجوء إلى تطبيق تّابير‬
‫ااةم نصيج لاذا الفيراس الذي أابح جائح تاّاد البشري جمااء‪.4‬‬
‫السلبي لجائح كوةانا (كوفيد‪ )19-‬على الاح الاام للسكان‪ ،‬ااألضراة الصي‬ ‫ابقّة الصأثي ار‬
‫اقعيا‪ ،‬إذ كانت جمل‬
‫أمر ا ً‬
‫الاام ًا‬ ‫ألحقصاا على االقصاااد الاالمي‪ ،‬بقّة ما كان تاّيّها للحقوق االحريا‬
‫الصّابير الصي تم الصاامل من تاللاا مع هذه الجائح من الشّ ‪ ،‬بحيث اعصبرتاا الكثير من الّال ظرًفا‬
‫الطواةئ الصي كانت لاا تأثي ار على حقوق اإلنسان احرياته‪.5‬‬ ‫فاال إجراءا‬
‫اسصثنائيا‪ ،‬اطبقت ً‬
‫ً‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art 14-1 de la loi n°55-385, op.cit. « A l'exception des peines prévues à l'article 13, les mesures prises sur‬‬
‫‪le fondement de la présente loi sont soumises au contrôle du juge administratif dans les conditions fixées‬‬
‫‪par le code de justice administrative, notamment son livre V».‬‬
‫لإلشاة فإن هذه المااد لم تكن موجواد في النص األالي للقانون ةقم ‪ 385-55‬المصالق بحال الطواةئ‪ ،‬فقّ تم اضافصاا سن ‪،2015‬‬
‫بموجب القانون ةقم ‪ 1501-2015‬المصالق بصمّيّ تطبيق القانون ةقم ‪ 385-55‬اتازيز فاالي أحكامه‪.‬‬
‫‪Loi n° 2015-1501, du 20 novembre 2015, op.cit.‬‬
‫‪ -2‬ميريا أكرا ‪ " ،‬نظام حالة الطوارئ في القانون الفرنسي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Phillip ZAVOLI, « État d’urgence », op.cit, n°73, p16.‬‬
‫ااألبحاث القانوني‬ ‫‪ -4‬مرااد فاةسي‪ " ،‬النظام القانوني لحالة الطوارئ بالمغرب وفق المعايير الدولية"‪ ،‬مجل الباحث للّةاسا‬
‫االقضائي ‪ ،‬الاّاد ‪ ،19‬يونيو ‪ ،2020‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -5‬مبراك جنيّي‪ " ،‬أثر جائحة (كوفيد ‪ )19‬كظرف استثنائي على الحريات وحقوق اإلنسان"‪ ،‬مجل حقوق اإلنسان االحريا‬
‫الاام ‪ ،‬المجلّ ‪ ،06‬الاّاد ‪( 01‬تاص)‪ ،2021 ،‬ص ص ‪.21-20‬‬
‫‪- 248 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تشكل حري الصنقل الحري األكثر عرض ً للصقييّ أثناء تطبيق حال الطواةئ الاحي ‪ ،‬حيث يمكن‬
‫اإلاداةي المخصا اتخاذ الاّيّ من الصّابير الضبطي الصي تكون مصناسب مع المخاطر الاحي‬ ‫للسلطا‬
‫في الظراف الزماني االمكاني الصي تطبق فياا‪.‬‬
‫الامومي الجزائري بصسيير أزم جائح كوةانا عن طريق لوائح ضبط إاداةي‬ ‫قامت السلطا‬
‫تاواا المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،69-20‬امجموع‬ ‫ً‬ ‫أهماا المراسيم الصنفيذي الااادة عن الوزير األال‪،‬‬
‫المراسيم الملحق به‪ .‬هذه المراسيم الصنفيذي اسصحّث جمل من الصّابير الرامي للوقاي من انصشاة فيراس‬
‫كوةانا (كوفيد‪ ،)19-‬االصي لاا تأثير مباشر على مماةس حري الصنقل‪ ،‬األمر الذي يبرز بشكل أساسي‬
‫من تالل إجراء الحجر المنزلي‪ ،‬الذي نسصارضه على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الحجر الصحي المنزلي‪ :‬سمح المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 70-20‬بصطبيق نظا الحجر المنزلي‪،‬‬
‫حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 2‬منه على‪ " :‬يقام في الواليات و‪ /‬أو البلديات المصرح بها من قبل‬
‫السلطة الصحية الوطنية كبؤر لوباء فيروس كورونا (كوفيد ‪ )19-‬نظام الحجر المنزلي‪.1"...‬‬
‫ينصج عن إقراة نظا الحجر الاحي المنزلي تقييّ حري الصنقل‪ ،‬اهذا ما تنص عليه المااد ‪ 5‬من‬
‫المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 70-20‬الصي جاء فياا‪ ":‬تمنع حركة األشخاص خالل فترات الحجر‪ ،‬من ونحو‬
‫الوالية أو البلدية المعنية وكذا داخل هذه المناطق‪.2"...‬‬
‫المارح باا من قبل‬ ‫اعليه‪ ،‬فإن الحجر المنزلي ياني تقييّ حرك الصنقل في باض الواليا‬
‫الامومي كبؤة لفيراس كوةانا‪ ،‬ايشمل كل األشخاص المصواجّين بالوالي الماني تالل فص ار‬ ‫السلطا‬
‫زمني تخصلف حسب الوضعي الوبائي لكل منطق ‪.3‬‬
‫ب‪ -‬أنواع الحجر الصحي المنزلي‪ :‬نص المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 70-20‬على نوعين إلجراء الحجر‬
‫المنزلي‪ ،‬الحجر الاحي الكلي االحجر الاحي الجزئي‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬الحجر المنزلي الكلي‪ :‬عرفصه المااد ‪ 4‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 70-20‬بأنه‪ " :‬يتمثل‬
‫الحجر المنزلي الكلي في إلزام األشخاص بعدم مغادرة منازلهم أو أماكن إقامتهم‪ ،‬خالل الفترة‬
‫المعنية‪.1"...‬‬

‫‪-1‬المااد ‪ 2‬فقر ‪ 02‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المااد ‪ 5‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬عبّ القاادة ةقاب‪ " ،‬دور الضبط اإلداري في الوقاية من وباء "كوفيد ‪ ،""19‬المجل األكااديمي للبحوث القانوني االسياسي ‪ ،‬المجلّ‬
‫‪ ،04‬الاّاد ‪ ،2020 ،02‬ص ‪.715‬‬
‫‪- 249 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اليو ‪ ،‬اللفصر‬ ‫ينصج عن إقراة الحجر المنزلي الكلي الصقييّ الكامل لحري الصنقل طيل ساعا‬
‫نظر للّةج الاالي من الصشّاد الصي ينطوي علياا هذا اإلجراء‪،‬‬
‫اإلاداةي ‪ .‬ا ًا‬ ‫المحّاد من طرف السلطا‬
‫كبير لفيراس كوةانا (كوفيد‪ ،)19-‬اهي االي البليّ ‪،‬‬
‫انصشاة ًا‬
‫ًا‬ ‫فقط اقصار تطبيقه على البؤة الصي عرفت‬
‫" يطبق حجر كامل على والية البليدة لمدة ‪ 10‬أيام قابلة للتجديد‪.2"...‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الحجر المنزلي الجزئي‪ :‬عرفصه المااد ‪ 4‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 70-20‬بأنه‪ " :‬ويتمثل‬
‫الحجر المنزلي الجزئي في إلزام األشخاص بعدم مغادرة منازلهم أو أماكن إقامتهم خالل الفترة و‪/‬أو‬
‫الفترات الزمنية المقررة من طرف السلطات العمومية"‪.3‬‬
‫قيّا على حري‬
‫على تالف الحجر المنزلي الكلي‪ ،‬نجّ بأن نظا الحجر المنزلي الجزئي يشكل ً‬
‫يمكن للمواطن‬ ‫اإلاداةي ‪ ،‬اتاةج هذه الفص ار‬ ‫الزمني المحّاد من طرف السلطا‬ ‫الصنقل فقط في الفص ار‬
‫المااد ‪ 10‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 70-20‬الحيز‬ ‫مماةس حريصه في الصنقل بشكل طبياي‪ ،‬اقّ حّاد‬
‫الزمني للحجز الجزئي‪ ،‬حيث جاء فياا‪ " :‬يطبق على والية الجزائر‪ ،‬حجر جزئي من الساعة السابعة‬
‫مساء إلى غاية الساعة السابعة من صباح الغد‪.‬‬
‫يطبق هذا اإلجراء لمدة ‪ 10‬أيام قابلة للتجديد‪ ،‬ويمكن أن يمتد إلى واليات أخرى‪ ،‬عند االقتضاء"‪.4‬‬
‫ج‪ -‬السلطة المختصة باتخاذ إجراء الحجر المنزلي‪ :‬ياواد االتصااص بفرض الحجر الاحي المنزلي‬
‫للوزير األال باف أساسي ‪ ،‬االوال باف ثانوي ‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬الوزير األول‪ :‬ياواد االتصااص في إقراة نظا الحجر المنزلي للوزير األال‪ ،‬حيث تنص‬
‫في هذا اإلطاة المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 70-20‬على‪ " :‬يقام في الواليات و‪/‬أو البلديات‬

‫‪-1‬المااد ‪ 4‬فقر ‪ 02‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المااد ‪ 9‬فقر ‪ 02‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬المااد ‪ 4‬فقر ‪ 02‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬المااد ‪ 10‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫تم الحًقا تمّيّ إجراء الحجر المنزلي الجزئي لواليا ‪ :‬باتن ‪ ،‬تيزي ازا‪ ،‬سطيف‪ ،‬قسنطين ‪ ،‬المّي ‪ ،‬اهران‪ ،‬بومراداس‪ ،‬الواادي اتيباز ‪،‬‬
‫اذلك بموجب المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،72-70‬مؤةخ في ‪ 28‬ماةس ‪ ،2020‬يصضمن تمّيّ إجراء الحجر الجزئي المنزلي إلى باض‬
‫الواليا ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،17‬ااادة في ‪ 28‬ماةس ‪ .2020‬ثم الحًقا االيا ‪ :‬بجاي ‪ ،‬مسصغانم‪ ،‬برج بوعريريج اعين الّفلى‪ ،‬اذلك بموجب‬
‫المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،86-20‬مؤةخ في ‪ 2‬أبريل ‪ ،2020‬يصضمن تمّيّ األحكا المصالق بصّابير الوقاي من انصشاة اباء فيراس‬
‫كوةانا (كوفيّ‪ )19-‬امكافحصه‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،19‬ااادة في ‪ 2‬أبريل ‪ .2020‬افي النااي تم تطبيق إجراء الحجر الجزئي على كامل‬
‫الوطن‪ ،‬اذلك بموجب المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،92-20‬مؤةخ في ‪ 5‬أبريل ‪ ،2020‬ياّل ايصمم المرسو الصنفيذي ةقم ‪،72-20‬‬ ‫االيا‬
‫ج ة الاّاد ‪ ،20‬ااادة في ‪ 15‬بريل ‪.2020‬‬
‫‪- 250 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المصرح بها من قبل السلطة الصحية الوطنية كبؤر لوباء فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬نظام الحجر‬
‫المنزلي‪...‬يقرر هذا الحجر من قبل الوزير األول"‪.1‬‬
‫يفسر منح الوزير األال هذا االتصااص في أن المراسيم الصنفيذي يمكناا أن تصكيف مع الصغير‬
‫الحاال في االسصراتيجي الوطني لمواجا فيراس كوةانا (كوفيد‪ ،)19-‬اهو ما تحقق على أةض الواقع‪،‬‬
‫حيث فرضت الظراف المصساةع القيا بإاّاة جمل من المراسيم الصنفيذي بشكل يكااد يكون اداةي‪ ،‬افي‬
‫كان الفاةق الزمني بين المرسو الصنفيذي ااآلتر ثالث أيا فقط‪ ،‬هذه المران كانت‬ ‫باض الحاال‬
‫سصكون مقيّ لو منح االتصااص في إاّاة لوائح الضبط الخاا بصسيير فصر انصشاة فيراس كوةانا‬
‫(كوفيد‪ )19-‬لرئيس الجماوةي ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الوالة‪ :‬باّف إعطاء فاالي أكثر إلجراء الحجر المنزلي‪ ،‬امراعا للظراف المحلي النصشاة‬
‫فيراس كوةانا (كوفيد‪ ،)19-‬تم تأهيل اال الجماوةي إلقراة نظا الحجر المنزلي‪ ،‬حيث تنص في هذا‬
‫اإلطاة المااد ‪ 3‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،168-20‬على‪ ":‬يجب على الوالة‪ ،‬إذا اقتضت الوضعية‬
‫الصحية ذلك وبعد موافقة السلطات المختصة‪ ،‬إقرار حجر منزلي جزئي أو كلي يستهدف مكانا أو بلدية‬
‫أو حيا أو أكثر تشهد بؤ ار للعدوى"‪.2‬‬
‫المحلي ال تملك السلط الصقّيري في‬ ‫جاء نص هذه المااد بايغ االل از ‪ ،‬بمانى أن السلطا‬
‫إقراة الحجر المنزلي عنّما تسصّعي الوضعي الوبائي على مسصوى الوالي ذلك‪ ،‬لاذا تم تاّيل هذه‬
‫الحًقا‪ ،‬إذ أابح الوال لام السلط الصقّيري الواسا في إقراة الحجر المنزلي حسب الظراف‬ ‫المقصضيا‬
‫الخاا بكل االي ‪.3‬‬
‫الواةاد‬ ‫د‪ -‬رخصة التنقل االستثنائية‪ :‬نص المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 70-20‬على مجموع من االسصثناءا‬
‫على نظا الحجر المنزلي‪ ،‬يصم تاللاا السماح لألفرااد بالصنقل باّ الحاول على ةتا إاداةي مسبق ‪ ،‬في‬
‫هذا اإلطاة تنص المااد ‪ 6‬من هذا المرسو على‪ ":‬في ظل احترام تدابير الوقاية من انتشار وباء‬

‫‪-1‬المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المااد ‪ 3‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،168-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬تنص المااد ‪ 2‬فقر ‪ 02‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،182-20‬مرجع سابق‪ ،‬على‪ " :‬غير أنه يمكن الوالة‪ ،‬وبعد موافقة السلطات‬
‫المختصة‪ ،‬اتخاذ كل التدابير التي تقتضيها الوضعية الصحية لكل والية‪ ،‬السيما إقرار أو تعديل أو ضبط أوقات حجر منزلي جزئي‬
‫أو كلي‪"...‬‬
‫‪- 251 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬التي تتخذها السلطات الصحية‪ ،‬يمكن الترخيص لألشخاص بالتنقل‪ ،‬على‬
‫سبيل االستثناء‪ ،‬للدواعي اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬لقضاء احتياجات التموين من المتاجر المرخص لها‪،‬‬
‫‪ -‬لقضاء احتياجات التموين بجوار المنزل‪،‬‬
‫‪ -‬لضرورات العالج الملحة‪،‬‬
‫‪ -‬لممارسة نشاط مهني مرخص به‪.1"...‬‬
‫تسل م ةتا الصنقل االسصثنائي من طرف اللجن الوالئي المكلف بصنسيق النشاط القطاعي للوقاي‬
‫إقليميا كرئيس‪ ،‬اعضوي ممثلي ماالح‬
‫ً‬ ‫من اباء كوةانا‪ ،2‬اتصشكل هذه اللجن من االي الوالي المخصص‬
‫األمن‪ ،‬النائب الاا ‪ ،‬ةئيس المجلس الشابي الوالئي‪ ،‬ةئيس المجلس الشابي البلّي لمقر الوالي ‪.3‬‬
‫الماني الصي يرتص ألاحاباا بالصنقل‪ ،4‬تصالق بالنشاط الصجاةي الخاص بصمويل‬ ‫االنشاطا‬
‫السكان بالموااد الغذائي ‪ ،‬الايان االصنظيف‪ ،‬الايّالني اشبه الايّالني ‪ .5‬كما منح المرسو الصنفيذي ةقم‬
‫‪ 70-20‬الحق في الحاول على ةتا الصنقل االسصثنائي بالنسب للباع المصجولين للموااد الغذائي ‪.6‬‬
‫الواقع أنه باّ اّاة هذا المرسو مباشر ‪ ،‬أاّة الوزير األال تاليم ألعضاء الحكوم االوال‬
‫الماني بصّابير الحجر‬ ‫بخاوص الرتا االسصثنائي لصنقل المسصخّمين لّااعي ماني في الواليا‬
‫هذه الصاليم كنصيج منطقي للصّابير الصي جاء باا المرسو الصنفيذي ةقم ‪،69-20‬‬ ‫الاحي‪ .7‬اجاء‬
‫االقاضي بوضع في عطل اسصثنائي مّفوع األجر ‪ % 50‬على األقل من مسصخّمي المؤسسا‬
‫الحيوي الصي ال يطبق علياا هذا اإلجراء‪.8‬‬ ‫ااإلادا اة الامومي ‪ ،‬مع اسصثناء مجموع من القطاعا‬

‫‪-1‬المااد ‪ 6‬فقر ‪ 01‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المااد ‪ 6‬فقر ‪ 02‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪ .‬نموذج ةتا الصنقل االسصثنائي في الجزائر افرنسا‪،‬‬
‫أنظر الملحق رقم ‪ ،07‬ص ص ‪.630-629‬‬
‫‪-3‬أنظر المااد ‪ 7‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬أنظر المااد ‪ 9‬فقر ‪ 03‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-5‬أنظر المااد ‪ 11‬فقر ‪ 02‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-6‬أنظر المااد ‪ 11‬فقر ‪ 03‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،70-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫الماني‬ ‫‪-7‬تاليم ةقم ‪ ،120‬مؤةت في ‪ 25‬ماةس ‪ ،2020‬تصالق بالرتص االسصثنائي لصنقل المسصخّمين لّااعي ماني في الواليا‬
‫بصّابير الحجر الاحي‪ .‬أنظر الملحق رقم ‪ ،08‬ص ‪.631‬‬
‫‪-8‬أنظر الماادتين ‪ 6‬ا‪ 7‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،69-20‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 252 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االنقائص بخاوص‬ ‫لقّ كشف الصطبيق الاملي لرتا الصنقل االسصثنائي اجواد باض الصناقضا‬
‫الماني الماني باا‪ ،‬إذ توجّ باض المان تصطلب الصنقل بشكل مسصمر عبر كامل اإلقليم‬ ‫النشاطا‬
‫الوطني‪ ،‬اهنا نخص بالذكر فئ المحامين‪ ،‬الاذا أاّة الوزير األال تاليم مؤةت في ‪ 21‬أفريل‬
‫‪ ،2020‬يافي من تاللاا جميع أعضاء هيئ المحاميين من ةتص الصنقل االسصثنائي ‪ ،‬حيث يصم الصنقل في‬
‫هذه الحال بمجراد اسصظااة البطاق الماني ‪.1‬‬
‫ه‪ -‬عن خضوع إجراء الحجر المنزلي للرقابة القضائية‪ :‬مباشر باّ تطبيق حال الطواةئ الاحي ‪،‬‬
‫الاام اضراة‬ ‫تساءل باض الفقه حول هذه الحال القانوني اانصااكاتاا المحصمل للحقوق االحريا‬
‫تضوعاا للرقاب القضائي ؟‬
‫تم إتطاة القاضي اإلاداةي الفرنسي بالاّيّ من الّعااى ضّ الصّابير الصنظيمي المرتبط بمحاةب‬
‫انصشاة فيراس كوةانا (كوفيد‪ ،)19-‬لكن األغلبي من تلك الّعااى تم ةفضاا بحج حماي الاح‬
‫الامومي ‪ ،‬فمن المنطقي أن غياب فاالي القاضي اإلاداةي اتجاه هذه الصّابير يثير الاّيّ من األسئل ‪ ،‬إذ‬
‫الحكومي حماي ً للمالح الاام ‪.2‬‬ ‫إلى تقرير مشراعي اإلجراءا‬ ‫يبّا أنه يميل في مثل هذه الحاال‬
‫اإلاداةي المحلي‬ ‫السلطا‬ ‫لكن القاضي اإلاداةي الفرنسي‪ ،‬عااد اأمر بوقف تنفيذ باض ق ار اة‬
‫المصالق بمكافح فيراس كوةنا (كوفيد‪ ،)19-‬يظار ذلك من تالل األمر الااادة عن المحكم اإلاداةي‬
‫‪ Nantes‬المؤةخ في ‪ 24‬أفريل ‪ ،2020‬الذي أاقف تنفيذ قراة عمّ بلّي ‪ Maine-et Loire‬المصضمن‬
‫فرض حظر للصجول في الفصر المسائي ‪ ،‬حيث اعصبر أن مظاهر عّ احص ار الحجر الاحي عبر اسائط‬
‫مقناا لاذا القراة‪.3‬‬
‫أساسا ً‬
‫الصواال االجصماعي ال تشكل ً‬
‫الحًقا‪ ،‬ةفض القاضي االسصاجالي لمجلس الّال الفرنسي إاّاة أمر للوزير األال من أجل‬
‫إعالن الحجر الاحي الشامل من أجل مواجا فيراس كوةانا‪ ،‬ففي الشق المصالق بمماةس الحقوق‬
‫الاام ‪ ،‬اهي الشغل الشاغل في ظل هذه الظراف‪ ،‬تبرز مّى ااوب إيجااد توازن بين مبّأ‬ ‫االحريا‬

‫‪-1‬تاليم ةقم ‪ ،180‬مؤةت في ‪ 21‬أفريل ‪ ،2020‬تصالق بصنقل المحامين تالل مواقيت الحجر الاحي‪ ،‬أنظر الملحق رقم ‪ ،09‬ص‬
‫‪.632‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Julien MUCCHIELLI, « L’état d’urgence sanitaire, ses possibles dérives et la nécessité d’un contrôle »,‬‬
‫‪Dalloz Actualité, 30 avril 2020, disponible sur le site : https://www.dalloz-actualite.fr/flash/l-etat-d-urgence-‬‬
‫‪sanitaire-ses-possibles-derives-et-necessite-d-un-controle, consulté le :04 juillet 2021.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- T.A de Nantes, ord, 24 avril 2020, Ligue des droits de l’homme, disponible sur le site : https://www.dalloz-‬‬
‫‪actualite.fr/sites/dalloz-actualite.fr/files/resources/2020/05/2004365.pdf, consulté le 04 juillet 2021, à 15 :00.‬‬
‫‪- 253 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األمن الاحي احري الصنقل في مواجا حال طواةئ ابائي ‪ ،‬األمر الذي يفرض تاّيل ادائم امسصمر‬
‫للصّابير الحكومي بما يصناسب مع تطوة الحال الوبائي ‪.1‬‬
‫يظار الصشّاد الكبير للقاضي اإلاداةي في مواجا إجراء حضر الصجول المطبق تالل حال‬
‫‪Association‬‬ ‫الطواةئ الاحي ‪ ،‬من تالل األمر االسصاجالي الااادة عن مجلس الّال في قضي‬
‫‪ ،Société des Habous et Lieux de l’Islam et Fédération de la Grande Mosquée‬حيث طالبت‬
‫القاضي االسصاجالي لمجلس الّال إاّاة أمر لوزير الّاتلي من أجل الصرتيص‬ ‫مجموع من الجمعيا‬
‫بفصح المساجّ ليل ‪ 8‬إلى ‪ 9‬ماي‪ ،‬اذلك بمناسب إحياء " ليلة القدر"‪ .‬أشاة القاضي اإلاداةي إلى أن‬
‫الامومي الصأكّ من أن جميع الصنقال‬ ‫جّا على السلطا‬
‫الوضع الاحي اليزال مقلًقا‪ ،‬اأنه من الااب ً‬
‫في تلك الليل مرتبط باذه المناسب ‪ ،‬لاذا ةفض إاّاة هذا األمر‪.2‬‬
‫اكذا في األمر االسصاجالي الااادة في ‪ 6‬ماي ‪ 2021‬االمصالق بطلب اقف تنفيذ الصّابير الصي‬
‫نات علياا المااد ‪ 4‬من المرسو ةقم ‪ ،1310-2020‬االمصضمن إجراء حظر الصجول االحجر الاحي‬
‫مضااد لفيراس كوةانا (كوفيد‪ .)19-‬حيث اعصبر القاضي‬ ‫بالنسب لألشخاص الذين تلقوا لقاحا‬
‫المصحوة لاذا الفيراس‪ ،‬االصي‬ ‫االسصاجالي بأن الوضعي الاحي الحرج الناتج عن ظاوة السالال‬
‫مّى فاالي اللقاحا ‪ ،‬ابالنصيج ارح بأن إجراء حظر الصجول ال ينطوي على اعصّاء‬ ‫يااب مااا إثبا‬
‫على حري الصنقل‪.3‬‬
‫لم يغفل المشرع الفرنسي في القانون المصضمن تنظيم حال الطواةئ الاحي على تكريس ضمان‬
‫المصخذ في إطاة حال الطواةئ الاحي ‪ ،‬على اعصباة أن هذه‬ ‫الرقاب القضائي بالنسب لجميع اإلجراءا‬
‫الاام ‪ ،‬لاذا نجّه قّ نص في القانون ةقم‬ ‫األتير تمثل إطاة قانوني بالغ الخطوة على الحقوق االحريا‬
‫اإلاداةي على المسصوى الوطني‬ ‫الصي تصخذها السلطا‬ ‫االق ار اة‬ ‫‪ ،4299-2020‬على أن جميع اإلجراءا‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean-Sébastien BOBA, « Le juge des référés du Conseil d’État face aux mesures de lutte contre le Covid-‬‬
‫‪19 », La semaine juridique administration et collectivités territoriales, n°13, 30 mars 2020, 182, p 3.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord, 6 mai 2021, Association Société des Habous et Lieux de l’Islam et Fédération de la Grande‬‬
‫‪Mosquée, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.conseil-etat.fr/content/download/159659/document/452144.pdf, consulté le 04 juillet 2021 ; à‬‬
‫‪12 :00.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 6 mai 2021, M.A, n°451455 et M.E et autres, n°451940, disponible sur le site : https://www.conseil-‬‬
‫‪etat.fr/Media/actualites/documents/2021/05-mai/451455.pdf, consulté le 04 juillet 2021, à 17 :00.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Loi n° 2020-290, du 23 mars 2020, op.cit.‬‬
‫مكرر موسوم ب‪" :‬حالة الطوارئ الصحية" يتض ّمن‬ ‫لإلشارة ّ‬
‫فإن هذا القانون قد ت َّمم قانون الصحة العمومية من خالل استحداث فصل ّ‬
‫المواد من ‪ L.3131-12‬إلى ‪.L.3131-20‬‬
‫‪- 254 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أا المحلي يجب أن تكون مصناسب بشكل ااة مع المخاطر الاحي الناشئ ‪ ،‬اأن تكون مصوافق مع‬
‫الظراف الزماني االمكاني ‪ ،‬اأن يصم إنااؤها عنّما ال تكون هناك حاج لاا‪.1‬‬
‫الضبطي المصالق بحال الطواةئ‬ ‫هذا الحكم الصشرياي المصضمن فكر الصناسب في الق ار اة‬
‫االسصاجال‪-‬توقيف ااالسصاجال‪-‬‬‫تاواا عن طريق إجراءا‬
‫ً‬ ‫الاحي أسس لوجواد ةقاب قضائي فاال‬
‫حري ‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 2‬من القانون ةقم ‪ ،299-2020‬على أنه يجوز أن تكون‬

‫الصّابير المصخذ تطبيًقا لاذا القانون ً‬


‫محال للطان أما القاضي اإلاداةي‪ ،‬الذي يفال فياا افًقا لإلجراءا‬
‫المناوص علياا في الماادتين ‪ L.521-1‬ا‪ L.521-2‬من قانون الاّال اإلاداةي ‪.2‬‬
‫عنّ المقاةن بين الماالج القانوني لجائح كوةانا (كوفيد‪ )19-‬بين الجزائر افرنسا‪ ،‬نجّ أن‬
‫المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 69-20‬امخصلف المراسيم الملحق به لم تكرس حق الطان القضائي في مواجا‬
‫الاام ‪ ،‬اعلى الخاوص حري الصنقل‬ ‫الضبطي المقيّ لمخصلف الحقوق االحريا‬ ‫مخصلف اإلجراءا‬
‫باعصباةها األكثر عرض لالنصااك من تالل إجراء الحجر الاحي المنزلي‪ ،‬على عكس المشرع الفرنسي‬
‫الذي لم يغفل النص على ضمان الرقاب القضائي ‪ ،‬اهو ما تجسّ على أةض الواقع من تالل الاّاد‬
‫االصّابير الصي جاء باا قانون الطواةئ الاحي ‪.‬‬ ‫جّا من القضايا المرفوع ضّ مخصلف اإلجراءا‬
‫الكبير ً‬
‫كما نسجل الغياب الكلي لصّتل القاضي اإلاداةي الجزائري من أجل حماي الحقوق االحريا‬
‫الاام في مرحل جائح كوةانا (كوفيد‪ .)19-‬لكن اباف عام يمكن القول بأن تقييّ حري الصنقل عن‬
‫إاداةي تنظيمي تّتل ضمن نطاق‬ ‫طريق إجراء الحجر الاحي المنزلي أا حظر الصجول باعصباةها ق ار اة‬
‫لوائح الضبط اإلاداةي‪ ،‬فاي تخضع حسب القواعّ الاام لرقاب القاضي اإلاداةي حصى في حال عّ النص‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Art 2 de la loi n° 2020-290, op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Art 2 de la loi n° 2020-290, op.cit. « Art. L. 3131-18.-Les mesures prises en application du présent‬‬
‫‪chapitre peuvent faire l'objet, devant le juge administratif, des recours présentés, instruits et jugés selon‬‬
‫‪les procédures prévues aux articles L. 521-1 et L. 521-2 du code de justice administrative ».‬‬
‫‪- 255 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تدخل القاضي اإلداري لرقابة ق اررات المنع اإلداري من السفر إلى الخارج‬
‫يشكل الخراج من الّال حًقا ادسصوةًيا كرسصه المااد ‪ 49‬فقر ‪ 02‬من الّسصوة‪ ،‬االصي جاء فياا‪:‬‬
‫" لكل مواطن الحق في الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه"‪ ،1‬لاذا فقّ نص المؤسس الّسصوةي‬
‫على ضمان االتصااص الحاري للسلط القضائي في تقييّ مماةس حري الصنقل بكاف اوةها‪ ،‬حيث‬
‫تنص في هذا اإلطاة المااد المذكوة أعاله في فقرتاا ‪ 03‬على‪ ":‬ال يمكن تقييد هذه الحقوق إال لمدة‬
‫محددة‪ ،‬وبموجب قرار معلل من السلطة القضائية"‪.2‬‬
‫تظار تطوة المنع اإلاداةي من السفر نصيج المشاكل الاملي الصي تااادف األفرااد عنّ مغاادةتام‬
‫أا ةجوعام إلى أةض الوطن‪ ،‬االصي قّ تال إلى حّ مناام من السفر‪ ،‬ابالصالي تاطيل ماالحام‪ ،‬لاذا‬
‫تبّا أهمي إبراز مظاهر الحماي القضائي لحق السفر‪ ،‬اذلك من تالل ةقاب القاضي اإلاداةي لق ار اة‬
‫اإلاداةي عنّ اسصخّا سلطصاا في تقييّ حري األفرااد في الصنقل عن طريق المنع من السفر‪.3‬‬ ‫الجاا‬
‫على الّساتير‪ ،‬حيث‬ ‫الّسصوةي الصي ط أر‬ ‫مصوافق مع الصاّيال‬ ‫كما يجب أن تكون الصشرياا‬
‫ال يجوز أن تصااةض الناوص الصشريعي مع أحكا الّسصوة‪ ،‬اذلك تطبيًقا لمبّأ تّةج القواعّ القانوني‬
‫اسمو الّسصوة‪ ،‬الذلك من الضراةي أن يصوافق النظا القانوني للمنع اإلاداةي من السفر مع هذه‬
‫المباادئ‪.4‬‬
‫يشكل المنع اإلاداةي من السفر أبرز مظار للصقيّ الكلي لحري الصنقل‪ ،‬اذلك عن طريق حرمان‬
‫الفراد من الصمصع باذه الحري ‪ ،‬لاذا سنحاال عرض تاريفه (أوال)‪ ،‬اتكريسه في ضوء القانونين الفرنسي‬
‫االجزائري (ثانيا)‪ ،‬ا ًا‬
‫أتير البحث في مّى ادسصوةيصه (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف المنع اإلداري من السفر‪ :‬يظار المنع اإلاداةي من السفر في اوة اتصااص تماةسه‬
‫يعيا له‪ ،‬اعليه نجّ‬
‫اإلاداة انطالًقا من ااجباا في حماي النظا الاا ‪ ،‬لكن اةغم ذلك فال نجّ تار ًيفا تشر ً‬
‫من األحسن البحث في الصاريفا الفقاي للمنع اإلاداةي من السفر (‪ ،)1‬كما يمكن اسصنصاج تاريف آتر‬
‫قضائي (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 49‬فقر ‪ 02‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المااد ‪ 49‬فقر ‪ 03‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬محمواد أحمّ حلمي محمّ حمز‪ " ،‬ضوابط المنع من السفر"‪ ،‬المجل القانوني ‪ ،‬كلي الحقوق‪ ،‬جاما القاهر ‪ ،‬المجلّ ‪ ،07‬الاّاد‬
‫‪ ،2020 ،03‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -4‬فرحان نزال المساعيّ‪ " ،‬النظام القانوني للمنع من السفر في التشريعات األردنية"‪ ،‬مجل كلي الحقوق‪ ،‬جاما النارين‪ ،‬المجلّ‬
‫‪ ،19‬اإلاّاة ‪ ،2017 ،A1‬ص ‪.185‬‬
‫‪- 256 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬التعريف الفقهي للمنع اإلداري من السفر‪ :‬يمكن تاريف المنع اإلاداةي من السفر بأنه ةفض اإلاداة‬
‫الصرتيص بالسفر لكل شخص يرغب في مغاادة حّااد الّال ‪ ،‬اذلك لوجواد اقائع احيح تّينه‪ ،‬اتمنح‬
‫اإلاداةي المخصا الحق في مناه من السفر‪ ،1‬أا هو كما يارفه األسصاذ سيد أحمد محمود بأنه‪:‬‬ ‫السلطا‬
‫" حالة واقعية وفعلية قد يعبر عنها بقرار صادر من جهة اإلدارة‪ ،‬أو ممارسة فعلية بمنع الشخص من‬
‫السفر عند استعداده لمغادرة البالد بعد استكماله إجراءات السفر‪ ،‬فكالهما يعبر عن إرادة الجهة‬
‫اإلدارية في المنع من السفر‪ ،‬وهو ما ينطوي على قرار بالمنع من السفر"‪.2‬‬
‫كما يارفه الباض اآلتر بأنه قيّ غير مالن‪ ،‬اقصي‪ ،‬يفرض على حري السفر للخاةج‪ ،‬يفاجئ به‬
‫المواطن حال سفره للخاةج‪ ،‬افرض لال قّةتاا الجا اإلاداةي لمالح قضي أا تحقيق أا اتاا تالق‬
‫األمن الاا ‪ ،3‬فاو إجراء يصالق بحق تاص أا عا في ذم الشخص‬ ‫بالممنوع من السفر أا العصبا اة‬
‫سواء لألفرااد أا الّال ‪.4‬‬
‫اعليه‪ ،‬يمكن القول بأن المنع اإلاداةي من السفر هو ذلك اإلجراء الذي تقو من تالله السلطا‬
‫اإلاداةي المخصا بإاّاة قراة بالمنع من السفر إلى تاةج اإلقليم الوطني‪ ،‬اذلك عنّما تقّة جا اإلاداة‬
‫بأن سفر المواطن ينطوي على تاّيّ لألمن الاا ‪ ،‬فصقو باملي إادةاجه ضمن قوائم الممنوعين من السفر‪،‬‬
‫حيث تصولى ماالح شرط الحّااد تنفيذ هذا القراة‪.‬‬
‫‪ -2‬التعريف القضائي للمنع اإلداري من السفر‪ :‬عرفصه المحكم اإلاداةي الاليا الماري بأنه‪ ":‬إجراء‬
‫تفرضه طبيعة الغايات واألغراض المبتغاة منه‪ ،‬وهي ضمان األمن العام وتأمين المصالح القومية‬
‫واالقتصادية للبالد‪ ،‬فالمنع من السفر ليس عقوبة جنائية يتعين أن يتحقق االتهام بيقين ويثبت ثبوتا ال‬
‫شك فيه‪ ،‬إنما هو إجراء وقائي موقوت بتحقيق الغاية منه‪ ،‬يكفي التخاذه أن تقوم األدلة على وجود‬
‫أسباب تدعو إليه"‪.5‬‬

‫‪ -1‬أحمّ جااد مناوة‪ ،‬الحماي القضائي لحقوق اإلنسان ادةاس تاا في حري الصنقل ااإلقام في القضاء اإلاداةي الماري "ادةاس‬
‫مقاةن "‪ ،‬ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه‪ ،‬كلي الحقوق‪ ،‬جاما عين شمس‪ ،1998 ،‬ص ‪.509‬‬
‫‪ -2‬سيّ أحمّ محمواد‪ ،‬حول منع المّين من السفر‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪( ،‬اد‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪-3‬الباقوةي طاةق حسن‪ ،‬اداة الشرط في حماي حق الصنقل مع الصطبيق على المنع من السفر‪ ،‬الناشر المؤلف‪ ،2006 ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -4‬مظار أحمّ عمر حسين الراغب‪ "،‬المنع من السفر وتجميد األرصدة في الفقه اإلسالمي"‪ ،‬مجل قطاع الشريا االقانون‪ ،‬كلي‬
‫الشريا االقانون‪ ،‬جامع األزهر‪ ،‬المجلّ ‪ ،10‬الاّاد ‪ ،2018 ،10‬ص ‪.335‬‬
‫‪ -5‬المحكم اإلاداةي الاليا‪ ،‬حكم في الطان ةقم ‪ ،635‬لسن ‪ 34‬قضائي عليا‪ ،‬جلس ‪ 27‬جوان ‪ ،1993‬مجموع السن ‪ ،28‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬ص ‪.1507‬‬
‫‪- 257 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المحكم بأنه حال قانوني قّ يابر عناا بقراة ااادة عن جا‬ ‫أما في حكم آتر فصارفه ذا‬
‫اإلاداة أا مماةس فالي بمنع شخص من السفر عنّ اسصاّااده لمغاادة البالاد باّ اسصكمال إجراءا‬
‫السفر‪ .1‬ااضح من هذا الصاريف األتير أن المحكم اإلاداةي الاليا أادتلت ضمن مجال المنع اإلاداةي من‬
‫السفر المماةس الماادي أا الفالي بمنع المواطن من السفر من طرف شرط الحّااد على مسصوى المنافذ‬
‫الحّاادي ‪ .‬فسواء اّة قراة إاداةي يصضم ن منع المواطن من السفر أا نصج هذا المنع عن فال ماادي‬
‫فكالهما يشكل ااقا منع إاداةي من السفر‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تكريس المنع اإلداري من السفر في القانونين الفرنسي والجزائري‪ :‬للصمكن من تحّيّ النظا‬
‫القانوني للمنع اإلاداةي من السفر اقصضت الضراة ادةاسصه عن طريق المقاةن ‪ ،‬الاذا نسصارض المنع‬
‫اإلاداةي من السفر في القانون الفرنسي (‪ ،)1‬اباّها الجزائري (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬تحديد اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في القانون الفرنسي‪ :‬تاصبر حري الصنقل‬
‫االسفر إلى تاةج اإلقليم في القانون الفرنسي حري غير محّااد من حيث المماةس ‪ ،2‬بشرط الحاول‬
‫الالزم للسفر‪ ،‬اعلى اجه الخاوص جواز السفر‪.3‬‬ ‫على المسنّا‬
‫لم يارف القانون الفرنسي نظا المنع من السفر إلى غاي سن ‪ ،2014‬فنصيج لصزايّ تطر‬
‫اإلةهابي ‪ ،‬اسصحّث المشرع إجراء المنع من مغاادة اإلقليم اذلك عن طريق القانون ةقم ‪-2014‬‬ ‫الصاّيّا‬
‫‪ ،1353‬المصضمن تّعيم الصّابير المصالق بمكافح اإلةهاب‪ ،‬حيث تم بموجبه تصميم قانون األمن الّاتلي‬
‫بفال ساادس موسو ب‪" :‬المنع من مغادرة اإلقليم ‪.4" Interdiction de sortie du territoire‬‬
‫تنص المااد ‪ L.224-1‬من قانون األمن الّاتلي على‪ " :‬كل فرنسي يمكن أن يكون محال للمنع‬
‫من مغادرة اإلقليم‪ ،‬عندما تتوافر أسباب جدية تدعو إلى االعتقاد بأنه يخطط للقيام‪:‬‬
‫‪ -1‬التنقل إلى الخارج بهدف المشاركة في أنشطة إرهابية‪.‬‬

‫‪ -1‬المحكم اإلاداةي الاليا‪ ،‬حكم في الطان ةقم ‪ ،970‬لسن ‪ 48‬قضائي عليا‪ ،‬جلس ‪ 14‬اديسمبر ‪ ،2002‬ذكره حمّي أبو النوة‬
‫السيّ عويسي‪ ،‬الحماي الصشريعي االقضائي لحق الاجر ‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة الفكر الجاماي‪ ،‬اإلسكنّةي ‪ ،2011 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.E, 19 février 1975, Fouéré, D, 1975, p 435 ; C.E, ord, 26 avril 2005, n°279842, M’Lamali, Rec. C.E, 2005,‬‬
‫‪p 1034.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Francette FINES, « Liberté d’aller et venir », op.cit, p 30.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Loi n°2014-1353, du 13 novembre 2014, renforçant les dispositions relatives à la lutte contre le terrorisme,‬‬
‫‪JORF n° 0263, du 14 novembre 2014. A modifié les dispositions suivantes : crée Code de la sécurité intérieure -‬‬
‫‪Chapitre IV : Interdiction de sortie du territoire (V).‬‬
‫‪- 258 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -2‬أو التنقل إلى الخارج نحو مسرح عمليات لمجموعات إرهابية‪ ،‬ضمن شروط تقود إلى المساس‬
‫باألمن العام عند عودته إلى اإلقليم الفرنسي"‪.1‬‬
‫كرس هذا اإلجراء الجّيّ مبّأ شمولي تقييّ حري الصنقل لمواطني الّال كما بالنسب لألجانب‪،‬‬
‫حيث أن الحظر المفراض على المواطن لم ياّ يقصار على الّتول إلى اإلقليم الوطني فقط بل امصّ‬
‫أيضا‪ ،‬ابالصالي فإن تاّيّ األمن الاا الذي يشكله تراج المواطن من اإلقليم يسمح‬
‫إلى الخراج منه ً‬
‫بفرض تّابير تاّف إلى مناه من السفر‪.2‬‬
‫محّاد بموجب الناوص الصشريعي ‪،‬‬ ‫ياّة قراة المنع من مغاادة اإلقليم الفرنسي افًقا إلجراءا‬
‫قضائيا‪ ،‬اذلك كاآلتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫كما يمكن الطان فيه‬
‫أ‪ -‬السلطة المختصة بإصدار قرار المنع اإلداري من مغادرة اإلقليم‪ :‬ياواد االتصااص في إاّاة قراة‬
‫المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم لوزير الّاتلي ‪ ،‬ايكون ذلك بموجب قراة مكصوب امسبب بشكل كاف‪،‬‬
‫ابصّاء من تاةيخ تبليغه للماني‪ ،‬كما يمكن تجّيّ هذا‬
‫ً‬ ‫اتحّاد مّ سريان هذا القراة بسص (‪ )06‬أشار‬
‫قانونا ايرفع بمجراد تخلفاا‪.3‬‬
‫ً‬ ‫القراة بموجب قراة اريح امسبب عنّ توفر الشراط المطلوب‬
‫تاّيال على نص المااد ‪ L.224-1‬من قانون األمن الّاتلي‪،‬‬
‫ً‬ ‫لكن القانون ةقم ‪ 987-2016‬أادتل‬
‫حيث منح لوزير الّاتلي إمكاني تجّيّ قراة المنع من مغاادة اإلقليم لمّ غير محّاد ‪ ،4‬لاذا فقراة المنع‬
‫من مغاادة اإلقليم يشكل تّبير ضبط إاداةي مسبب الكنه غير محّاد المّ ‪.5‬‬
‫ب‪ -‬مفاعيل قرار المنع من مغادرة اإلقليم‪ :‬يصرتب على اّاة قراة المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم‬
‫النصائج اآلتي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Art 1 de la loi n°2014-1353, op.cit.‬‬
‫‪« Tout Français peut faire l'objet d'une interdiction de sortie du territoire lorsqu'il existe des raisons‬‬
‫‪sérieuses de penser qu'il projette :‬‬
‫; ‪1° Des déplacements à l'étranger ayant pour objet la participation à des activités terroristes‬‬
‫‪2° Ou des déplacements à l'étranger sur un théâtre d'opérations de groupements terroristes, dans des‬‬
‫‪conditions susceptibles de le conduire à porter atteinte à la sécurité publique lors de son retour sur le‬‬
‫» …‪territoire français‬‬
‫‪L’article L.224-1 modifié par la loi n°2016-987, du 21 juillet 2016, prorogeant l'application de la loi n° 55-385‬‬
‫‪du 3 avril 1955 relative à l'état d'urgence et portant mesures de renforcement de la lutte antiterroriste, JORF n°‬‬
‫‪0169, du 22 juillet 2016.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Ludivine RICHEFU, Le droit pénal fac à la migration transfrontière, thèse pour l’obtention du grade de‬‬
‫‪docteur en Doit, école de Droit de la Sorbonne, Université Paris 1, Panthéon-Sorbonne, 2018, pp 16-17.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Art L.224-1, du code de la sécurité intérieur, op.cit.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Loi n°2016-987, op.cit.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Yves MAYAUD, « Terrorisme : prévention », Répertoire de droit pénal et procédure pénale, Dalloz, février‬‬
‫‪2020, n°408, p 97.‬‬
‫‪- 259 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ -‬عدم صالحية جواز السفر لالستعمال‪ :‬من أهم النصائج المصرتب على قراة المنع من مغاادة‬
‫اإلقليم عّ االحي جواز السفر اكذا بطاق الصاريف الوطني لالسصامال‪ ،‬اعنّ االقصضاء يكون هذا‬
‫ماناا أما إاّاة مثل هذه الوثائق‪ ،‬ايصوجب على الشخص الماني إةجاع جواز سفره اكذا بطاق‬
‫القراة ً‬
‫اإلاداةي المخصا ‪.1‬‬ ‫هويصه للسلطا‬
‫إن سحب بطاق الصاريف الوطني في هذه الحال إجراء ينطوي على أهمي كبير ‪ ،‬فحسب مبّأ‬
‫الصنقل الحر بين ادال االتحااد األاةابي المشكل لفضاء شنجن‪ ،‬يكون الصنقل عبر الحّااد بمجراد حياز‬
‫بطاق هوي ‪ ،‬لذلك نص المشرع على تجميّ االحي اسصامالاا‪.2‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬منع شركات النقل من التعامل مع الشخص المعني بقرار المنع اإلداري من مغادرة‬
‫اإلقليم‪ :‬من أجل ضمان فاالي إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم‪ ،‬سمحت المااد ‪ L.224-1‬المذكوة‬
‫الّالي ‪ ،‬االصي‬ ‫المصالق بالرحال‬ ‫اإلاداةي المخصا عنّما تكصشف من تالل البيانا‬ ‫سابًقا‪ ،‬للسلطا‬
‫تجال من الممكن الصارف على هوي الشخص المشمول بقراة المنع من مغاادة اإلقليم‪ ،‬أن تخطر شرك‬
‫النقل الماني بشكل مسصاجل من أجل منع نقل هذا الشخص‪ ،‬اذلك تحت طائل الصارض لغرام مالي ‪.3‬‬
‫اقّ حّاد المرسو ةقم ‪ 26-2015‬المصالق بالمنع من مغاادة اإلقليم للمواطنين الفرنسيين الذين‬
‫إةهابي في الخاةج‪ ،‬السلط اإلاداةي المخصا بصقّيم الطلب لشركا‬ ‫يخططون للمشاةك في نشاطا‬
‫النقل المذكوة في المااد ‪ L.232-8‬من قانون األمن الّاتلي‪ ،4‬اهي بحسب المااد ‪ R.232-19‬ازير‬
‫الّاتلي ‪.5‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة القضائية على ق ارر المنع اإلداري من مغادرة اإلقليم‪ :‬كرس المشرع الفرنسي ضمان الرقاب‬
‫القضائي على قراة المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم‪ ،‬حيث نات المااد ‪ L.224-1‬المذكوة سابًقا‪ ،‬على‬
‫حق الشخص الماني في ةفع طان قضائي ضّ قراة ازير الّاتلي ‪ ،‬اهذا ضمن مال شارين (‪ )02‬من‬

‫‪1‬‬
‫‪-Art L.224-1, du code de la sécurité intérieur, op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Yves MAYAUD, « Terrorisme : prévention », op.cit, n°409, pp 97- 98.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Art L.224-1, du code de la sécurité intérieur, op.cit.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Nicole GUIMEZANES, « Interdiction du territoire », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier 2009‬‬
‫‪(actualisation mai 2019), n°8, p 5.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Décret n°2015-26, du 14 janvier 2015, relatif à l'interdiction de sortie du territoire des ressortissants français‬‬
‫‪projetant de participer à des activités terroristes à l'étranger, JORF n°0012, du 15 janvier 2015.‬‬
‫‪- 260 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أيضا باّ كل عملي تجّيّ لقراة المنع‪ ،‬حيث تفال المحكم اإلاداةي في‬
‫تاةيخ تبليغه باذا القراة‪ ،‬ا ً‬
‫مشراعي هذا القراة ضمن مال أةبا (‪ )04‬أشار من تاةيخ ةفع الّعوى‪.1‬‬
‫يماةس الماني حق الطان القضائي ادان المساس بأحكا الماادتين ‪ L.521-1‬ا‪ L.521-2‬من‬
‫قانون الاّال اإلاداةي ‪ ،‬بمانى أن هذا الطان ال يمس بحق المواطن في ةفع ادعوى اسصاجالي ضّ قراة‬
‫المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم‪ ،2‬اهذا أمر منطقي يصوافق مع طبيا االسصاجال الذي ينطوي عليه هذا‬
‫اإلجراء‪ ،‬تاا عنّما ال تحصر اإلاداة شرط الصبليغ أا بسبب تغيير عنوان الشخص الماني‪ ،‬حيث يصحقق‬
‫السفر في المنافذ الحّاادي أا المطا اة ‪ .‬لاذا يسصطيع القاضي‬ ‫علمه باذا القراة عنّ مباشر إجراءا‬
‫اإلاداةي االسصاجالي اتخاذ جميع الصّابير الضراةي الالزم لحماي حري الصنقل‪.3‬‬
‫د‪ -‬الجهة القضائية المختصة إقليميا بالنسبة لقرار المنع اإلداري من مغادرة اإلقليم‪ :‬بالاواد إلى‬
‫المرسو الصنفيذي ةقم ‪ 169-2015‬المصالق باالتصااص اإلقليمي للمحاكم اإلاداةي الفاال في الق ار اة‬
‫تاّيال على نص الفقر‬
‫ً‬ ‫اإلاداةي المصال بمسائل الضبط اإلاداةي االوقاي من اإلةهاب‪ ،4‬نجّه قّ أادتل‬
‫الق ار اة‬ ‫الثالث من المااد ‪ R.312-8‬من قانون الاّال اإلاداةي "القسم التنظيمي"‪ ،‬اذلك بإحال منازعا‬
‫الو ازةي المصالق بالمنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم التصااص المحكم اإلاداةي لمّين باريس‪ ،‬اذلك‬
‫تراجا عن القاعّ الاام الصي‬
‫ً‬ ‫حسب نص المااد ‪ R.312-19‬من قانون الاّال اإلاداةي ‪ ،5‬اهذا ياصبر‬
‫تحّاد االتصااص اإلقليمي للمحاكم اإلاداةي في مسائل الضبط اإلاداةي بمكان إقام الشخص الماني‬
‫بالقراة المخاام‪.6‬‬
‫يمكن القول بأن المشرع الفرنسي قّ ضبط اإلطاة القانوني للمنع اإلاداةي من السفر بطريق‬
‫إج ارئي مام‬ ‫الصي تسصوجب إاّاة هذا القراة‪ ،‬االذي أحاطه بضمانا‬ ‫شامل ‪ ،‬حيث حّاد بّق الحاال‬

‫‪1‬‬
‫‪-Art L.224-1, al 6, du code de la sécurité intérieur, op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Yves MAYAUD, « Terrorisme : prévention », op.cit, n°408, p 97.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- L’interdiction du sortie du territoire est conforme à la Constitution, commentaire QPC n°2015-490, du 14‬‬
‫‪octobre 2015, A.J.D.A, 2015, p 1886.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Décret n°2015-169, du 14 février 2015, relatif à la compétence territoriale des tribunaux administratifs pour‬‬
‫‪connaître des décisions ministérielles en matière de police administrative et de prévention du terrorisme, JORF‬‬
‫‪n° 0039, du 15 février 2015.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Décret n°2000-388, du 4 mai 2000, relatif à la partie Réglementaire du code de justice administrative, JORF‬‬
‫‪n°0107,‬‬ ‫‪du‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪mai‬‬ ‫‪2000,‬‬ ‫‪modifié‬‬ ‫‪et‬‬ ‫‪complété,‬‬ ‫‪disponible‬‬ ‫‪sur‬‬ ‫‪le‬‬ ‫‪site :‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/codes/section_lc/LEGITEXT000006070933/LEGISCTA000006091522?etatText‬‬
‫‪e=VIGUEUR&etatTexte=VIGUEUR_DIFF#LEGISCTA000006091522, consulté le 05 juillet 2021, à 22 :00.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Olivier YEZNIKIAN, « Tribunal administratif », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, janvier‬‬
‫‪2006 (actualisation janvier 2018), n°160, p 60.‬‬
‫‪- 261 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كالصسبيب االصبليغ‪ ،‬ةغم أنه تراجع عن مبّأ حار المّ الزمني لاذا اإلجراء اجالاا غير محّاد ‪ ،‬إال أنه‬
‫كرس أهم ضمان قضائي لحماي حري تنقل المواطن‪ ،‬اذلك من تالل إتضاع هذا القراة لرقاب القاضي‬
‫اإلاداةي حسب القواعّ الاام المقرة في قانون الاّال اإلاداةي ‪.‬‬
‫‪ -2‬غموض اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في القانون الجزائري‪ :‬تسصطيع السلطا‬
‫اإلاداةي المخصا أن ترفض إاّاة جواز السفر أا تمصنع عن تجّيّه أا حصى سحبه‪ ،‬اهو ما ياني‬
‫بطريق غير مباشر منع المواطن من السفر إلى تاةج اإلقليم‪ ،‬هذا االتصااص عرف تّة ًجا من حيث‬
‫السلط الصقّيري الصي منحاا المشرع لإلاداة عبر قوانين اثائق السفر المصااقب ‪ ،‬لكن الشيء الثابت هو أن‬
‫المنظوم القانوني الجزائري لم يسبق لاا أن عرفت تنظيم قانوني تاص بالمنع اإلاداةي من السفر‪ ،‬اذلك‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المنع من السفر الناتج عن ممارسة اإلدارة لسلطتها التقديرية في إصدار جواز السفر‪ :‬نص المشرع‬
‫الصي يجوز فياا لإلاداة ةفض‬ ‫الجزائري من تالل القوانين المصااقب المصالق بوثائق السفر على الحاال‬
‫إاّاة جواز السفر أا تجّيّه‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ةفض إاّاة جواز‬ ‫الملغاة‪ :‬كان األمر ةقم ‪ 26-69‬ينص على حاال‬
‫الفقرة األولى‪ -‬في ظل القوانين ُ‬
‫السفر‪ ،‬حيث تنص المااد ‪ 17‬منه على‪ " :‬يجب رفض تسليم جواز السفر إذا ظهر أن تسليمه يمكن أن‬
‫يتيح أو يسهل ارتكاب جناية أو جنحة"‪ ،1‬كما تنص المااد ‪ 18‬من األمر نفسه على‪ ":‬يمكن أن يرفض‬
‫تسليم جواز السفر إذا كان وجود الطالب في الخارج من شأنه أن يمس بأمن الدولة أو يلحق ضر ار‬
‫بعالقاتنا الحسنة مع دولة أجنبية"‪ ،2‬كما تنص المااد ‪ 14‬فقر ‪ 01‬من األمر نفسه على‪ ":‬يرفض تسليم‬
‫جواز السفر لألشخاص الذين هم موضوع تحقيق قضائي أو إدانات بأحكام جنائية"‪.3‬‬
‫يظار من أحكا هذه الموااد مّى الصشّاد الكبير في تطبيق إجراء ةفض منح جواز السفر‪ ،‬حيث‬
‫يكفي أن يكون الشخص محل تحقيق قضائي أا إادان جزائي ادان تمييز لنوع الجريم سواء كانت جنح‬
‫اإلاداةي المخصا ةفض تسليم جواز السفر في الحال الصي يكون فياا‬ ‫أا جناي ‪ ،‬كما يمكن للسلطا‬
‫تسليم الجواز طريًقا لصسايل اةتكاب جناي أا جنح ‪ ،‬االمقاواد هنا الجرائم المصالق بالصاريب‪ ،‬االجرائم‬
‫الاابر للحّااد االاجر غير الشرعي ‪.‬‬

‫‪-1‬المااد ‪ 17‬من األمر ةقم ‪ ،26-69‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المااد ‪ 18‬من األمر ةقم ‪ ،26-69‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬المااد ‪ 14‬فقر ‪ 01‬من األمر ةقم ‪ ،26-69‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 262 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أما الحال الصي نات علياا المااد ‪ 18‬المذكوة أعاله‪ ،‬فقّ منحت اإلاداة سلط تقّيري ااسا في‬
‫الحسن مع الّال األجنبي ‪ .‬في الحقيق إن إادةاج مثل هذه‬ ‫تقّير اجواد المساس باألمن الاا االاالقا‬
‫الاام اغير المحّاد من شأنه تقوي نفوذ اإلاداة اجالاا تخصفي تحت هذه الذةائع من أجل‬ ‫الماطلحا‬
‫منع المواطن من حقه في السفر إلى الخاةج‪.‬‬
‫أما في ظل األمر ةقم ‪ ،1-77‬فقّ كانت المااد ‪ 11‬منه تنص على‪ ":‬ال تسلم أي وثيقة سفر وال‬
‫يمنح أي تمديد لمدة صالحيتها ألي شخص‪:‬‬
‫‪ -‬محكوم عليه بجناية‪،‬‬
‫‪ -‬محكوم عليه منذ أقل من ‪ 5‬أعوام‪ ،‬عن جنحة‪ ،‬بعقوبة الحبس لمدة ستة أشهر على األقل‪،‬‬
‫‪ -‬أو كان موضوع منع من مغادرة التراب الوطني أو أمر قضائي أو تحديد محل اإلقامة"‪.1‬‬
‫اإلاداةي المخصا ملزم باّ تسليم جواز السفر أا‬ ‫يصبين من نص هذه المااد بأن السلطا‬
‫اأادين‬ ‫تجّيّه في حال الحكم بإادان طالب جواز السفر الةتكابه جناي أا جنح منذ تمس (‪ )05‬سنوا‬
‫ممنوعا‬
‫ً‬ ‫بسبباا باقوب ال تقل عن سص (‪ )06‬أشار‪ ،‬كما ال يصم تسليم جواز السفر في حال كان الشخص‬
‫من السفر‪.‬‬
‫المالحظ األساسي في هذا الشأن أن المشرع تخلى على السلط الصقّيري الصي كانت ممنوح‬
‫حماي األمن الاا للّال االمحافظ‬ ‫لإلاداة في ظل األمر ةقم ‪ ،26-69‬االصي كانت ترتكز على اعصبا اة‬
‫الخاةجي مع الّال األجنبي ‪.‬‬ ‫على الاالقا‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬في ظل القانون رقم ‪ :03-14‬نصيج لصغير الظراف الصي كانت سائّ باّ االسصقالل‬
‫الراهن ‪ ،‬أاّة المشرع الجزائري القانون الجّيّ المصالق بسنّا‬ ‫االصي أابحت ال تنسجم مع الماطيا‬
‫كبير للمواطنين في الحاول على جواز السفر‪ ،‬لاذا تنص المااد ‪6‬‬ ‫ااثائق السفر‪ ،‬حيث أعطى ضمانا‬
‫منه على‪ ":‬جواز السفر سند فردي يمنح بدون شرط السن لكل مواطن ما لم يكن محكوما عليه نهائيا‬
‫في جناية ولم يرد اعتباره"‪.2‬‬
‫ااضح من نص هذه المااد أن المشرع اكصفى بحال ااحّ يمكن لإلاداة من تاللاا ةفض إاّاة‬
‫جواز السفر‪ ،‬اهي حال اإلادان الناائي الةتكاب جناي ‪ ،‬مع اشصراط عّ اسصفااد الماني من ةاد االعصباة‪.‬‬

‫‪-1‬المااد ‪ 11‬من األمر ةقم ‪ ،1-77‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المااد ‪ 6‬من القانون ةقم ‪ ،03-14‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 263 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المذكوة أعاله‪،‬‬ ‫ب‪ -‬غياب اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في الجزائر‪ :‬تاةج الحاال‬
‫ال يوجّ إطاة قانوني تاص ينظم المنع اإلاداةي من السفر في الجزائر كما هو الحال في فرنسا‪ ،‬حيث أن‬
‫النص الوحيّ الذي كان يشير اراح إلى إمكاني اإلاداة إاّاة قراة المنع من السفر هو نص المااد‬
‫‪ 11‬من األمر ةقم ‪ 1-77‬المذكوة سابًقا‪ ،‬الصي جاء فياا‪ ":‬ال تسلم أي وثيقة سفر وال يمنح أي تمديد‬
‫لمدة صالحيتها ألي شخص‪...:‬‬
‫‪ -‬أو كان موضوع منع من مغادرة التراب الوطني أو أمر قضائي أو تحديد محل اإلقامة"‪.1‬‬
‫إن المنع من السفر المقاواد في نص هذه المااد هو المنع اإلاداةي الااادة عن السلطا‬
‫اإلاداةي اليس المنع القضائي‪ ،‬اذلك على أساس أن هذا األتير لم يصم تكريسه في المنظوم الصشريعي إال‬
‫سن ‪ ،2015‬كما أن نص المااد يصكلم بّاي عن المنع من مغاادة الصراب الوطني‪ ،‬اباّها يحّاد‬
‫اتصااص السلط القضائي في تقييّ حري الصنقل إلى الخاةج بموجب أاامر قضائي أا تحّيّ لإلقام ‪.‬‬
‫حاليا (القانون ةقم ‪ )03-14‬على حال المنع اإلاداةي من‬
‫ال ينص القانون الساةي المفاول ً‬
‫السفر‪ ،‬حيث أشاة إلى حال ااحّ فقط تجيز لإلاداة االمصناع عن إاّاة جواز السفر‪ ،‬اذلك بالنسب‬
‫ناائيا في جناي الم يراد اعصباةه كما سبق ذكره‪.‬‬
‫للمواطن المحكو عليه ً‬
‫اإلاداةي في مماةس‬ ‫حول مّى اتصااص السلطا‬ ‫هذا الوضعي أثاة الاّيّ من الصساؤال‬
‫حاليا‪ ،‬ةغم أن الواقع الاملي يثبت بما ال يّع‬
‫ً‬ ‫سلط المنع من السفر في ظل الناوص القانوني الساةي‬
‫ادائما مخصا في إاّاة ق ار اة المنع من السفر‪.2‬‬
‫مجاالً للشك أن اإلاداة سصبقى ً‬
‫من المنطقي أن القراة الذي ياّة عن السلطا اإلاداةي المخصا االمصضمن منع مواطن من‬

‫مغاادة اإلقليم الوطني ياواد لالتصاااا الصي منحاا القانون لإلاداة ‪ ،‬فاذه األتير هي الحكم ً‬
‫ادائما في‬
‫كل ما يصالق بحماي المالح الاام ‪ ،‬اتقّير األسباب الصي تالح للمنع من السفر بشرط عّ الصاسف‬
‫في اسصامال السلط ‪ ،3‬اتضوع هذا القراة لرقاب القضاء اإلاداةي‪ .4‬فإذا كانت حري الصنقل ماصرف باا‬

‫‪-1‬المااد ‪ 11‬من األمر ةقم ‪ ،1-77‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬زهير لاالم ‪ " ،‬اختصاص القاضي اإلداري بالرقابة على قرار المنع من السفر – دراسة مقارنة بين الجزائر‪ ،‬فرنسا ومصر‪،"-‬‬
‫مجل االجصاااد القضائي‪ ،‬المجلّ ‪ ،13‬الاّاد ‪( ،02‬الاّاد الصسلسلي ‪ ،)27‬أكصوبر‪ ،2021‬ص ص ‪.678-677‬‬
‫‪-3‬أحمّ ةفات تفاجي‪ " ،‬في منع األشخاص من الدخول إلى إقليم الدولة أو السفر منه‪ :‬دراسة في سيادة الدولة وحقها في البقاء‬
‫وصيانة النفس طبقا للقواعد المقررة في القانون الدولي العام"‪ ،‬المجل الماري للقانون الّالي‪ ،‬الاّاد ‪ ،1973 ،29‬ص ‪.242‬‬
‫‪-4‬لطيف عبّ المحسن موسى‪ " ،‬حظر السفر في القوانين الداخلية انتهاك دولي وحظر دستوري (العراق نموذجا)"‪ ،‬مجل أاةك‪،‬‬
‫جاما المثنى‪ ،‬المجلّ ‪ ،08‬الاّاد ‪ ،2015 ،02‬ص ‪.459‬‬
‫‪- 264 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الصي منحاا‬ ‫للجميع فإن للسلط اإلاداةي المخصا الحق في تقييّ مماةس هذه الحري بموجب الاالحيا‬
‫لاا الّسصوة االقانون‪ ،1‬في حماي النظا ااألمن الاموميين‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬إشكالية مدى دستورية المنع اإلداري من السفر‪ :‬اعصرفت جميع ادساتير الّال بحري الصنقل كحري‬
‫أساسي ‪ ،‬اأحالت للمشرع االتصااص بصنظيم مماةس هذه الحري ‪ ،‬لكن االتصالف ظار بين مخصلف‬
‫األنظم القانوني حول تطبيق هذا المقصضى الّسصوةي فيما يصالق بإجراء المنع اإلاداةي من السفر‪ ،‬حيث‬
‫نجّ الباض مناا احصر هذا القيّ الّسصوةي‪ ،‬في حين نجّ الباض اآلتر ترق ذلك‪ ،‬بينما في ادال أترى‬
‫كان للقضاء الّسصوةي كلمصه في‬ ‫ال نجّ باا أي تكريس للمنع اإلاداةي من السفر‪ .‬في كل هذه الحاال‬
‫تقرير مّى ادسصوةي المنع اإلاداةي من السفر‪ ،‬يظار ذلك من تالل عرض المسأل في القانون الفرنسي‬
‫(‪ ،)1‬اباّها بحث الوضع في القانون الجزائري (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬عن دستورية المنع اإلداري من السفر في فرنسا‪ :‬تم اسصحّاث إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة‬
‫اإلةهابي ‪،‬‬ ‫اإلقليم كما سبقت اإلشاة إليه سن ‪ ،2014‬باّف حماي األمن الاا للّال ضّ الصاّيّا‬
‫اذلك عن طريق تقييّ حري سفر المواطنين إلى تاةج اإلقليم‪ .‬اقّ سنحت الفرا للمجلس الّسصوةي‬
‫إتطاة عن طريق مسألة أولوية دستورية من‬ ‫ًا‬ ‫لفحص مّى ادسصوةي هذا اإلجراء‪ ،‬اكان ذلك باّ تلقيه‬
‫طرف مجلس الّال ‪ ،‬تصالق بمّى توافق إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم المسصحّث بموجب المااد‬
‫‪ L.224-1‬من قانون األمن الّاتلي المذكوة سابًقا‪.‬‬
‫تم اإلتطاة بمسأل األالوي الّسصوةي على أساس أن إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم‬
‫للمواطنين الفرنسيين‪ ،‬ينطوي على تجاهل من المشرع لحري الصنقل االحق في احص ار الحيا الخاا ‪ ،‬كما‬
‫أن النص المخاام يمنح لإلاداة اليس السلط القضائي االتصااص بإاّاة هذا القراة‪.‬‬
‫أشاة المجلس الّسصوةي إلى أن المااد ‪ 34‬من الّسصوة منحت المشرع الحق في تنظيم الحقوق‬
‫الاام ‪ ،‬حيث ياواد له تقّير عملي الموازن بين حماي النظا الاا من جا ‪ ،‬ااحص ار الحقوق‬ ‫االحريا‬
‫المضمون بموجب الّسصوة من جا أترى‪ ،‬اأنه بالنظر إلى أن‪:‬‬ ‫االحريا‬
‫‪ -‬إجراء المنع من مغاادة اإلقليم ال يصم اللجوء إليه إال في إطاة الوقاي من الخطر اإلةهابي‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء المنع من مغاادة اإلقليم محّاد من ناحي مّته الزمني ‪.‬‬

‫‪ -1‬علي هاشم يوسفا ‪ ،‬محمّ الماّي بن السيحمو‪ "،‬الحماية الدستورية لحرية التنقل"‪ ،‬مّاتل ضمن أعمال الملصقى الّالي حول‪:‬‬
‫الّسصوةي في حماي الحقوق االحريا ‪ ،‬المنظم من طرف كلي الحقوق االالو السياسي ‪ ،‬جاما أاد اةة‪ ،‬يومي ‪12-11‬‬ ‫اداة المؤسسا‬
‫ماةس ‪ ،2015‬ص ‪.302‬‬
‫‪- 265 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -‬إجراء المنع من مغاادة اإلقليم تاضع للرقاب القضائي من طرف القاضي اإلاداةي‪.‬‬
‫لاذا فقّ تلص المجلس الّسصوةي إلى الحكم بّسصوةي نص المااد ‪ ،L.224-1‬ابالصالي توافق‬
‫إجراء المنع اإلاداةي من مغاادة اإلقليم مع األحكا الّسصوةي ‪.1‬‬
‫‪ -2‬وضع المسألة في الجزائر‪ :‬تلت المنظوم القانوني الجزائري من النص على إجراء المنع اإلاداةي‬
‫من السفر‪ ،‬الاذا ال نجّ للمجلس الّسصوةي أي اجصاااد في هذا الخاوص‪ ،‬حيث اقصار هذا األتير‬
‫صلفا باّ اّاة الصاّيل الّسصوةي‬
‫على مناقش شرط اإلقام في باض القوانين‪ .‬لكن األمر قّ يبّا مخ ً‬
‫لسن ‪ 2016‬اباّه الصاّيل األتير لسن ‪ ،2020‬االذي منح للسلط القضائي احّها الحق في تقييّ حري‬
‫الصنقل‪ ،‬األمر الذي قّ يفصح مجال الرقاب الّسصوةي عن طريق آلية الدفع بعدم الدستورية‪.‬‬
‫تاامل المؤسس الّسصوةي مع حري الصنقل بنوع من الصّةج‪ ،‬فقبل الصاّيل الّسصوةي لسن ‪2016‬‬
‫الصي يمكن تاللاا لإلاداة ةفض إاّاة جواز‬ ‫كانت المااد ‪ 11‬من األمر ةقم ‪ 1-77‬تنص على الحاال‬
‫السفر‪ ،‬االصي من ضمناا أن يكون المواطن الماني مشموًال بإجراء المنع اإلاداةي من السفر‪.‬‬
‫ابناء عليه‪ ،‬فقّ فال القضاء اإلاداةي الجزائري في باض المنازعا‬
‫المصالق بالمنع من السفر‪،‬‬ ‫ً‬
‫من ذلك قراة مجلس الّال المؤةخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،2014‬االمصالق بمنع مواطن من السفر بحج توةطه‬
‫في قضايا تمس بأمن الّال ‪ ،‬حيث ألغى القاضي اإلاداةي قراة ازير الّاتلي على أساس أن الّسصوة‬
‫يضمن لكل مواطن يصمصع بحقوقه المّني االسياسي حق الّتول االخراج من الصراب الوطني‪ ،‬اأنه ال يوجّ‬
‫ما يثبت تجريّ المواطن من هذه الحقوق‪.2‬‬
‫المنع من‬ ‫كما ارح مجلس الّال باّ اتصاااه بالفال في الطاون باإللغاء ضّ ق ار اة‬
‫مغاادة الصراب الوطني الااادة عن النياب الاام ‪ ،‬حيث جاء في القراة الااادة في ‪ 28‬أفريل ‪:2010‬‬
‫" ‪...‬يتبين بأن قرار منع الطاعن من مغادرة التراب الوطني اتخذ تطبيقا لتعليمات من النيابة العامة لدى‬
‫مجلس قضاء الجزائر في إطار تحقيق جزائي مفتوح‪.‬‬
‫حيث يستخلص إذن أن قرار المنع من مغادرة التراب الوطني هو قرار صادر ضد الطاعن عن النيابة‬
‫العامة لسبب متابعته جزائيا‪ ،‬وأن المديرية العامة لألمن الوطني لم تقم سوى بتنفيذ هذا القرار الذي‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.C, décision n° 2015-490, QPC du 14 octobre 2015, décision de renvoi C.E, M.Omar K, interdiction‬‬
‫‪administrative de sortie du territoire, JORF n° 240, du 14 octobre 2015.‬‬
‫‪-2‬مجلس الّال ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،091782‬مؤةخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،2014‬قضي (ل‪.‬ع)‪ ،‬ضّ ازير الّاتلي ‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد‬
‫‪ ،2014 ،12‬ص ‪.25‬‬
‫‪- 266 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يدخل ضمن صالحيات القضاء العادي‪ ،‬حيث ال يسوغ للقضاء اإلداري التدخل في هذه الصالحيات‬
‫فيصرف الطاعن لما يراه مناسبا له بشأن مراجعتها"‪.1‬‬
‫يصضح من هذا القراة أن القاضي اإلاداةي الجزائري له موقف مماثل لموقف القضاء اإلاداةي‬
‫المنع من السفر الااادة عن النياب الاام ‪ ،‬االصي‬ ‫الماري بشأن االتصااص في الرقاب على ق ار اة‬
‫تخضع التصااص القاضي الااادي حصى الو تم تنفيذها من طرف جا إاداةي ‪.‬‬
‫القضائي المذكوة أعاله‪ ،‬ناقش القاضي اإلاداةي مشراعي قراة المنع من‬ ‫من تالل الق ار اة‬
‫بناء على مخالف هذا اإلجراء للمااد الّسصوةي الصي تنظم مماةس حري الصنقل‪ ،‬اذلك من تالل‬‫السفر ً‬
‫الموازن بين هذه الحري المضمون ادسصوةًيا احق الّال في حماي األمن الاا ‪ .‬نجّ أن القاضي اإلاداةي‬
‫اإن كان ال يملك حق مناقش ادسصوةي مااد ماين أا إجراء ماين‪ ،‬على اعصباة أن إتطاة المجلس‬
‫الّسصوةي عبر آلي الّفع باّ الّسصوةي لم يكن مكرًسا حيناا‪ ،‬احصى عنّما تم تكريس هذه اآللي فاي‬
‫مقصار على األفرااد ادان المحاكم‪ ،‬لكنه في المقابل ناقش مشراعي قراة المنع من السفر‪ ،‬يظار ذلك من‬
‫تالل عباة " كما أن أسباب المنع من السفر غير ثابتة"‪ ،‬اهو ما ياني بمفاو المخالف أن المنع من‬
‫السفر هو إجراء يحصمل المشراعي عنّ تحقق أسبابه الواقعي االقانوني ‪.‬‬
‫ااثائق السفر االذي ألغى األمر ةقم ‪،1-77‬‬ ‫باّ اّاة القانون ةقم ‪ 14-03‬المصالق بسنّا‬
‫نجّ بأن المشرع لم ينص على إجراء المنع اإلاداةي من السفر‪ ،‬كما نجّه باّ سن من ذلك يسنّ هذا‬
‫االتصااص اراح لوكيل الجماوةي ‪ ،‬اذلك من تالل نص المااد ‪ 36‬مكرة ‪ 1‬من قانون اإلجراءا‬
‫الجزائي ‪ ،2‬ليأتي باّ ذلك النص الّسصوةي على االتصااص الحاري للسلط القضائي في تقييّ مماةس‬
‫حري الصنقل‪ ،‬اذلك من تالل إضاف فقر جّيّ للمااد الّسصوةي المصالق بحري الصنقل‪ " ،‬ال يمكن األمر‬

‫‪-1‬مجلس الّال ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،060797‬مؤةخ في ‪ 28‬أفريل ‪ ،2010‬قضي (ط‪ ،) .‬ضّ ازير الّاتلي امن ماه‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪،‬‬
‫الاّاد ‪ ،2013 ،11‬ص ‪.245‬‬
‫‪ -2‬أمر ةقم ‪ ،02-15‬مؤةخ في ‪ 23‬يوليو ‪ ،2015‬ياّل ايصمم األمر ةقم ‪ ،155-66‬المؤةخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬االمصضمن قانون‬
‫الجزائي ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،40‬ااادة في ‪ 23‬يوليو ‪.2015‬‬ ‫اإلجراءا‬
‫الجزائي ‪ ،‬حيث تنص في هذا‬ ‫اسصحّث المشرع الجزائري نظا المنع القضائي من السفر سن ‪ ،2015‬اذلك إثر تاّيل قانون اإلجراءا‬
‫اإلطاة المااد ‪ 36‬مكرة ‪ 1‬من هذا القانون على‪ ":‬يمكن وكيل الجمهورية لضرورة التحريات‪ ،‬وبناء على تقرير مسبب من ضابط‬
‫الشرطة القضائية‪ ،‬أن يأمر بمنع كل شخص توجد ضده دالئل ترجح ضلوعه في جناية أو جنحة من مغادرة التراب الوطني‪.‬‬
‫يسري أمر المنع من مغادرة التراب الوطني المتخذ وفقا ألحكام الفقرة السابقة لمدة ثالثة (‪ )3‬أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة‪.‬‬
‫غير أنه إذا تعلق األمر بجرائم اإلرهاب أو الفساد يمكن تمديد المنع إلى غاية االنتهاء من التحريات‪."...‬‬
‫‪- 267 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بأي تقييد لهذه الحقوق إال لمدة محددة‪ ،‬وبموجب قرار مبرر من السلطة القضائية"‪ ،1‬امن أتطر القيواد‬
‫الواةاد على حري الصنقل نجّ المنع من السفر‪.‬‬
‫الّسصوةي االصشريعي المذكوة أعاله‪ ،‬يمكن القول أن إجراء المنع اإلاداةي‬ ‫بناء على المقصضيا‬
‫ً‬
‫مخالفا للّسصوة‪ ،‬إضاف إلى أنه ال سنّ تشرياي له‪ ،‬اعليه ال يمكن لإلاداة منع المواطن‬
‫ً‬ ‫من السفر أابح‬
‫القضائي‬ ‫القضائي الصي تماةساا الجاا‬ ‫من السفر‪ ،‬ألن هذا اإلجراء أابح ينصمي إلى طائف اإلجراءا‬
‫الجزائي ‪.‬‬ ‫المخصا حسب ما هو مقرة في قانون اإلجراءا‬
‫اإلاداةي المخصا فقّ‬ ‫لكن السؤال األساسي الذي يطرح في هذه الحال هل السلطا‬
‫االتصااص بشكل كلي في مماةس المنع من السفر‪ ،‬اتحت أي ظرف من الظراف؟ في الحقيق يجيب‬
‫األسصاذ محمد ماهر أبو العينين على ذلك بأن فكر النظا الاا كقيّ على الحري تاّف إلى حماي‬
‫النظا الاا للّال ‪ ،‬اكفال األمن ألفراادها‪ ،‬اتوفير السكين الصي يجب أن تسواد المجصمع‪ ،‬اقّ الزمت هذه‬
‫الوظيف الّال منذ تكويناا‪ ،‬اال تزال فكر النظا الاا هي الوظيف األالى للّال ‪ ،‬ألنه يصوقف على القيا‬
‫باا سير المجصمع‪ ،‬فاي بالنسب للّال جزء من فكر أكبر هي فكر السلط الاام ‪.2‬‬

‫‪-1‬المااد ‪ 55‬فقر ‪ 03‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪ ،2016‬مرجع سابق‪ ،‬اهي تقابل المااد ‪ 49‬فقر ‪ 03‬من الصاّيل الّسصوةي لسن‬
‫‪.2020‬‬
‫الاام ‪ ،‬الكصاب األال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬ ‫‪ -2‬محمّ ماهر أبو الاينين‪ ،‬الحقوق االحريا‬
‫‪- 268 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية تنقل األجانب‬
‫كامال‪ ،‬فإن حري تنقل‬
‫ً‬ ‫على عكس المواطن الذي يصمصع بحرته في الصنقل بشكل يكااد يكون‬
‫األجانب تخضع للكثير من القيواد الصي تنبع من مبّأ سيااد الّال على إقليماا‪ ،‬لاذا نجّ أن القاضي‬
‫اإلاداةي كرس مبّأ مفااده أن حري الصنقل الماصرف باا لألجنبي ال تاطي له الحق في الّتول بشكل‬
‫مطلق لإلقليم الوطني للّال ‪ ،‬فاي حري تخضع للصقييّ عن طريق الناوص الصشريعي االصنظيمي‬
‫المامول باا‪.1‬‬
‫ااألجنبي هو الشخص الذي ال يصمصع بجنسي الّال الصي يقيم فياا‪ ،‬بغض النظر عما إذا كان‬
‫الجئا‪ ،‬فاو على هذا‬
‫اجواده فياا بقاّ الابوة فقط أا بقاّ اإلقام ‪ ،‬اسواء ادتل إلياا بحريصه أا كان ً‬
‫الحال ال ياّ من مواطني الّال ما لم يكصسب جنسيصاا‪.2‬‬
‫األجانب تحصل مكان هام ضمن منظوم الامل الصشرياي للّال‪ ،‬اذلك‬ ‫اقّ أضحت منازعا‬
‫المصالحق هي الميز‬ ‫بالنظر الةتباطاا بمفاهيم الاجر االلجوء االامال ‪ ،‬فأابحت ظاهر الصاّيال‬
‫المصالق باألجانب‪ ،‬االصي‬ ‫األساسي لقانون األجانب‪ ،‬األمر الذي نصج عنه تااعّ في حجم المنازعا‬
‫تاواد في مجملاا التصااص القاضي اإلاداةي‪ ،‬هذا األتير يطبق حيالاا قواعّ الشريا الاام تاة ‪ ،‬اتاة‬
‫أترى قواعّ مصميز ترتبط بخاواي هذه المنازعا ‪.3‬‬
‫إن الااجس الذي يحكم مسلك الصشريع ااالجصاااد القضائي في مجال الضبط المصالق باألجانب‬
‫لّى مخصلف األنظم ‪ ،‬يصمثل في الموازن بين ضراة حماي النظا الاا من كل تاّيّ قّ يشكله تواجّ‬
‫األجنبي على إقليم الّال ‪ ،‬اهو ما يقصضي تنظيم كيفي ادتول اإقام اترحيل األجانب‪ ،‬ابين اجوب‬
‫احص ار الحق الطبياي لألفرااد في الصنقل بين مخصلف الّال تحقيًقا للصواال بين األجناس‪.4‬‬
‫نصيج لصغير الظراف الّالي ‪ ،‬اازاديااد ظاهر الاجر غير الشرعي احرك اللجوء تخلى المشرع‬
‫الجزائري عن سياسصه المكرس منذ االسصقالل بشأن تنظيم تنقل األجانب‪ ،‬اتوجه إلى تبني سياس أكثر‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 11 avril 2018, Mme A.B c/Ministre de l’Intérieur, A.J.D.A, 23 avril 2018, p 820.‬‬
‫‪ -2‬محمّ عبّ علي سواادي‪ ،‬كريم مزعل شبي الساعّي‪ " ،‬الوضع القانوني لألجانب في ضوء قانون إقامة األجانب العراقي المرقم‬
‫(‪ )76‬لسنة ‪ ،"2017‬مجل ةسال الحقوق‪ ،‬جاما كربالء‪ ،‬المجلّ ‪ ،12‬الاّاد ‪ ،2020 ،01‬ص ‪.9‬‬
‫‪Nicole GUIMEZANES, « Condition des étrangers en France: Introduction », JurisClasseur Droit‬‬
‫‪international, LexisNexis, Fasc. 523, date du fascicule 31 janvier 2015, p 2 ; Fabienne JAULT-SESEKE,‬‬
‫‪« Étranger », Répertoire de droit international, Dalloz, octobre 2019, n°1, p 4.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Denis SEGUIN, op.cit, 1.‬‬
‫‪ -4‬حمّي ياسين عكاش ‪ ،‬حري الصنقل في قضاء مجلس الّال ‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،2020 ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪- 269 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الّالي للجزائر‪ ،‬اهذا ما يظار من تالل القانون ةقم ‪-08‬‬ ‫تشّادا لكناا تراعي في الوقت نفسه االلصزاما‬
‫ً‬
‫ااسا لإلاداة من أجل تنظيم مماةس حري تنقل األجانب‬ ‫‪ ، 11‬الذي أعطى المشرع من تالله االحيا‬
‫انصااء بإتراجام مناا (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫ابصّاء من ادتولام اإقامصام في الجزائر (الفرع األول)‪ ،‬ا ً‬
‫ً‬

‫الفرع األول‪ :‬خضوع الق اررات اإلدارية المتعلقة بدخول وإقامة األجانب لرقابة القاضي اإلداري‬
‫قا المشرع الجزائري بصنظيم عملي ادتول اإقام األجانب بموجب القانون ةقم ‪ ،11-08‬فاألجنبي‬
‫مصمصاا بحري‬
‫ً‬ ‫القانوني المطلوب لإلقام يابح‬ ‫باّ ادتوله إلى اإلقليم الجزائري ااسصيفائه لجميع اإلجراءا‬
‫الصنقل‪.1‬‬
‫عنّما يصالق األمر بصنظيم ادتول األجانب إلى اإلقليم الوطني للّال ‪ ،‬فإن القاعّ األساسي في‬
‫كليا على‬
‫ذاتيا‪ ،‬لذلك فإن مماةسصاا تاصمّ ً‬
‫مماةس حري الصنقل تبنى على فكر أن هذه الحري ليست حًقا ً‬
‫الّال الصي تنظم شراط ادتول األجانب اتنقلام بشكل سياادي‪.2‬‬
‫مصاّاد ‪ ،‬أال هذه المراحل هي‬ ‫إن عملي ادتول األجانب إلى الجزائر تمر بمراحل اإجراءا‬
‫الّيبلوماسي أا القنالي الجزائري بالخاةج‪ ،‬هذه‬ ‫الحاول على تأشير ادتول مسلم من طرف السلطا‬
‫األتير تصمصع بسلط تقّيري ااسا في منح أا ةفض منح الصأشير (أوال)‪ ،‬احصى في حال حاول‬
‫اإلاداةي المخصا مناه من الّتول إلى اإلقليم الوطني‬ ‫األجنبي على تأشير الّتول يمكن للسلطا‬
‫الصي‬ ‫(ثانيا)‪ ،‬افي حال تجااز جميع هذه المراحل‪ ،‬يحق لألجنبي اإلقام االصنقل بشرط احص ار المقصضيا‬
‫ينص علياا القانون‪ ،‬االصي ينصج عن ترقاا جال إقامصه غير شرعي (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬رقابة القاضي اإلداري لقرار رفض منح تأشيرة الدخول‪ :‬اشصرط المشرع على كل أجنبي يرغب في‬
‫الّتول إلى اإلقليم الجزائري الحاول على تأشير ادتول‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 7‬من‬
‫القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪...":‬يتعين على كل أجنبي يصل إلى اإلقليم الجزائري أن يتقدم لدى السلطات‬
‫المختصة المكلفة بالمراقبة على مستوى مراكز الحدود حامال جواز سفر مسلم له من دولته‪ ،‬أو كل‬

‫‪ -1‬سمير بلحيرش‪ " ،‬حماية قاضي االستعجال اإلداري لحرية تنقل األجانب في الجزائر "‪ ،‬مجل أبحاث قانوني اسياسي ‪ ،‬الاّاد ‪،05‬‬
‫سبصمبر ‪ ،2017‬ص ‪.160‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Hocine ZEGHBIB, « Etrangers et nationaux : quel accès à la liberté d’aller et venir », La lettre juridique,‬‬
‫‪Droit des étrangers, Lexbase, n°672, du 13 octobre 2016, p 1.‬‬
‫‪- 270 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫وثيقة أخرى قيد الصالحية‪...‬وممهورة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬بالتأشيرة المشترطة الصادرة عن السلطات‬
‫المختصة‪.1"...‬‬
‫الصاامل الّالي‬ ‫ةغم أن القانون الّالي ياصرف للّال بحقاا السياادي على إقليماا‪ ،‬لكن ضرا اة‬

‫اقصضت أن تسمح الّال لألجانب بالّتول إلى إقليماا لّااعي مخصلف ‪ ،‬الكن ذلك يكون ً‬
‫مقيّا بمراعا‬
‫المصالق باّيمي الجنسي‬ ‫الماامل بالمثل ااالتفاقيا‬ ‫ماالح الّال اأمناا‪ ،‬لذلك نجّ أنه تاةج حاال‬
‫مصاّاد أهماا حياز جواز السفر‬ ‫االالجئين‪ ،‬فقّ قيّ المشرع ادتول األجانب إلى اإلقليم الجزائري بإجراءا‬
‫المماوة عنّ االقصضاء بصأشير الّتول‪.2‬‬
‫منح تأشير الّتول‪ ،3‬الم ياّة هذا‬ ‫اكيفيا‬ ‫أحال المشرع على الصنظيم مسأل تحّيّ إجراءا‬
‫الصنظيم إلى اآلن‪ ،‬األمر الذي ياني بأن الناوص الصنظيمي السابق على اّاة القانون ةقم ‪11-08‬‬
‫قابل للصطبيق إلى غاي اّاة الصنظيم الذي أحال إليه المشرع‪.‬‬
‫إن ةفض منح تأشير الّتول يمنح الحق لألجنبي في االعصراض على هذا القراة‪ ،‬ايكون ذلك‬
‫عن طريق الصظلم اإلاداةي الذي نص المشرع الجزائري عليه اراح (‪ ،)1‬اهو األمر الذي يطرح الصساؤل‬
‫حول قابلي قراة ةفض إاّاة الصأشير للرقاب القضائي في ظل غاب النص على ذلك (‪ ،)2‬لاذا يمكن‬
‫عرض الصجرب الفرنسي في هذا المجال اذلك السصخالص النصائج االحلول الممكن (‪.)3‬‬
‫‪ -1‬إقرار حق التظلم اإلداري ضد قرار رفض منح تأشيرة الدخول‪ :‬يمكن أن يكون قراة ةفض منح‬
‫يحا كما قّ يكون بشكل ضمني‪ ،‬حيث أن فوا‬
‫المياااد القانوني يفسر على أنه قراة سلبي‬ ‫الصأشير ار ً‬
‫بالرفض‪ ،4‬افي الحالصين فقّ كرس المشرع الجزائري حق الصظلم اإلاداةي في حال ةفض منح تأشير‬
‫الّتول‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 8‬فقر ‪ 06‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬وفي حالة رفض‬
‫منح التأشيرة القنصلية‪ ،‬يمكن طالبها تقديم طعن والئي أمام الهيئة المعنية عمال بمبدأ المعاملة‬
‫بالمثل"‪.5‬‬
‫يصضح من هذا النص بأن المشرع قّ حار حق الصظلم اإلاداةي في نوع ااحّ من تأشي ار‬
‫الّتول‪ ،‬اهي تأشير الّتول لمّ قاير أا كما تسمى التأشيرة القنصلية‪ ،‬الصي تمنح لألجنبي إذا لم يكن‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 7‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج األال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.368‬‬ ‫‪ -2‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫‪ -3‬أنظر المااد ‪ 7‬فقر ‪ 02‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Étrangers : Entrée en France :Régime général », op.cit, p 48.‬‬
‫‪ -5‬أنظر المااد ‪ 8‬فقر ‪ 06‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 271 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في نيصه تثبيت إقامصه في الجزائر‪ ،‬اتحّاد مّ اإلقام المسموح باا بصساين (‪ )90‬يوما كحّ أقاى‪،1‬‬
‫اسصاماال‪.2‬‬
‫ً‬ ‫ايشكل هذا النوع من الصأشي ار األكثر‬
‫لاذا يجب الصطرق إلى السلط المخصا بّةاس الصظلم اإلاداةي ضّ قراة ةفض منح تأشير‬
‫أتير النصيج المصرتب عليه‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الّتول‪ ،‬ااآلجال القانوني لذلك‪ ،‬ا ًا‬
‫أ‪ -‬السلطة المختصة بدراسة التظلم اإلداري ضد قرار رفض منح تأشيرة الدخول‪ :‬لم يحّاد المشرع‬
‫الجزائري السلط المخصا بّةاس الصظلم اإلاداةي المرفوع ضّ قراة ةفض منح تأشير الّتول‪ ،‬حيث‬
‫بناء على‬
‫ً‬ ‫اكصفى بالنص على عباة " طعن والئي أمام الهيئة المعنية"‪ ،‬لكن يمكن اسصنصاج هذه السلط‬
‫نوع الصأشير الصي تااا المشرع باذا اإلجراء‪ ،‬اهي الصأشير القنالي ‪ ،‬هذه األتير تخصص بإاّاةها‬
‫جاصين إاداةيصين‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬الممثليات الديبلوماسية والقنصلية‪ :‬تنص المااد ‪ 8‬فقر ‪ 03‬من القانون ةقم ‪11-08‬‬
‫على‪ ":‬تمنح الممثليات الديبلوماسية والقنصلية الجزائرية المعتمدة في الخارج التأشيرة القنصلية‪،3"...‬‬
‫ابالاواد إلى المااد ‪ 37‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،405-02‬نجّها تنص على‪ ":‬يمكن رئيس المركز‬
‫القنصلي أن يمنح تأشيرات للرعايا األجانب الخاضعين إلجراءات التأشيرة‪ ،‬الراغبين في الذهاب إلى‬
‫الجزائر‪ ،4"...‬اهو األمر الذي أكّته المااد ‪ 5‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ 407-02‬الذي يحّاد االحيا‬
‫ةؤساء المراكز القنالي للجماوةي الجزائري الّيمقراطي الشابي ‪.5‬‬
‫تقضي القاعّ الاام الصي كرساا المشرع الجزائري بأن يقّ الصظلم اإلاداةي أما الجا اإلاداةي‬
‫إ على‪ ":‬يجوز للشخص المعني‬ ‫الصي أاّة القراة المخاام‪ ،‬حيث تنص المااد ‪ 830‬من ق إ‬
‫بالقرار اإلداري‪ ،‬تقديم تظلم إلى الجهة اإلدارية مصدرة القرار‪ ،6"...‬اهو األمر الذي ياني بأن الصظلم‬
‫اإلاداةي ضّ قراة ةفض منح تأشير الّتول يرفع أما ةئيس المركز القنالي الذي أاّة هذا القراة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الوالي المختص إقليميا‪ :‬تنص المااد ‪ 13‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬يمكن السلطات‬
‫اإلدارية المختصة إقليميا أن توافق بصفة استثنائية على تمديد التأشيرة لمدة أقصاها تسعون (‪)90‬‬

‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬ ‫‪ -1‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫‪ -2‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 8‬فقر ‪ 03‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المااد ‪ 37‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،405-02‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬أنظر المااد ‪ 5‬من المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،407-02‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬المااد ‪ 830‬فقر ‪ 01‬من القانون ةقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 272 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يوما‪ ،‬لألجنبي الذي رغب في تمديد إقامته باإلقليم الجزائري ألكثر من المدة المرخص بها في‬
‫التأشيرة‪.1"...‬‬
‫ابالرجوع إلى نص المااد ‪ 8‬من المرسو ةقم ‪ ،212-66‬نجّها تحّاد بّق السلط اإلاداةي‬
‫إلى أن طلب الصظلم يقّ إلى الامال الصابع لاا محل إقام‬ ‫المخصا إقليميا‪ ،‬اذلك عنّما أشاة‬
‫األجنبي‪ ،2‬األمر الذي ياني أنه في حال ةفض طلب تمّيّ الصأشير فإن الصظلم اإلاداةي يرفع أما الوالي‬
‫إقليميا للوالي الصي باا محل إقام األجنبي‪.‬‬
‫ً‬ ‫المخصص‬
‫ب‪ -‬المدة القانونية للرد على التظلم اإلداري‪ :‬لم يحّاد المشرع الجزائري المّ القانوني الالزم لراد اإلاداة‬
‫المخصا على الصظلم اإلاداةي الموجه ضّ قراة ةفض منح تأشير الّتول‪ ،‬غير أنه بصطبيق القاعّ‬
‫اإلاداةي ‪ ،‬حيث تنص المااد ‪830‬‬ ‫الاام ‪ ،‬نجّ أن المشرع قّ حّاد المّ القانوني لراد اإلاداة على الصظلما‬
‫إ على‪ ":‬يعد سكوت الجهة اإلدارية المتظلم أمامها عن الرد‪ ،‬خالل شهرين (‪ ،)2‬بمثابة قرار‬ ‫من ق إ‬
‫رفض‪.3"...‬‬
‫ج‪ -‬آثار التظلم اإلداري‪ :‬لم يحّاد المشرع الجزائري اآلثاة المصرتب على تقّيم الصظلم اإلاداةي ضّ قراة‬
‫ةفض منح تأشير الّتول‪ ،‬فاذا اإلجراء يكون عااد من أجل اقناع اإلاداة على الصراجع عن قراةها‪ ،‬افي‬
‫حال ما إذا كانت النصيج سلبي فإن ذلك يفصح الباب أما المنازع القضائي ‪ ،‬لاذا فقّ كان من األحسن‬
‫على المشرع النص اراح على نصيج الصظلم اإلاداةي‪.‬‬
‫غالبا ما سيفضي هذا الصظلم اإلاداةي إلى نصائج‬
‫ً‬ ‫لكن اكما يرى الباض‪ ،‬فإنه من الناحي الاملي‬
‫اإلاداةي المخصا بإاّاة تأشير الّتول‪،‬‬ ‫سلبي ‪ ،‬اذلك بالنظر إلى السلط الصقّيري الواسا للجاا‬
‫األمر الذي يجال من الااب الصراجع عن قراة ةفض منح تأشير الّتول‪.4‬‬
‫‪ -2‬إغفال تكريس الحق في الطعن ضد قرار رفض منح تأشيرة الدخول‪ :‬بنااي مرحل الصظلم اإلاداةي‪،‬‬
‫اسواء كانت نصيجصه سلبي أا في حال سكو اإلاداة اعّ ةادها‪ ،‬تبّأ مرحل المنازع القضائي ‪ ،‬إذ يحق‬
‫لألجنبي ةفع طان قضائي ضّ قراة ةفض منح الصأشير ‪ .‬لكن المالحظ أن المشرع الجزائري أغفل النص‬

‫‪ -1‬أنظر المااد ‪ 13‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أنظر المااد ‪ 8‬فقر ‪ 01‬من المرسو ةقم ‪ ،212-66‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 830‬فقر ‪ 02‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬ ‫‪ -4‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫‪- 273 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الممنوح لألجنبي من أجل الّفاع عن حقوقه‬ ‫على ذلك ‪ ،‬اهو ما من شأنه أن يضاف من الضمانا‬
‫اماالحه‪.‬‬
‫لكن اةغم هذا النقص‪ ،‬يمكن القول بأن ةفض منح تأشير الّتول هو قراة إاداةي ااادة عن‬
‫سلط إاداةي ‪ ،‬فاو يخضع حسب القواعّ الاام للرقاب القضائي من طرف القاضي اإلاداةي‪ ،‬بالصالي يمكن‬
‫لألجنبي مخاامصه عن طريق ادعوى اإللغاء اذلك من أجل ةقاب مشراعيصه‪.‬‬
‫نظر للفراغ الموجواد على مسصوى‬
‫‪ -3‬النموذج الفرنسي للرقابة على قرار رفض منح تأشيرة الدخول‪ً :‬ا‬
‫الصشريع الوطني‪ ،‬اةتأينا أن نسصارض طريق تنظيم المشرع الفرنسي للرقاب على قراة ةفض منح تأشير‬
‫الّتول‪ ،1‬اهذا بالنظر لألهمي الاملي الصي يحصلاا هذا الموضوع‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التظلم اإلداري اإلجباري أمام لجنة الطعن ضد ق اررات رفض تأشيرة الدخول‪ :‬كما هو مالو فإن‬
‫القنالي تصمصع بسلط تقّيري ااسا في ةفض منح تأشير الّتول‪ ،‬لكن األسباب الشائا لاذا‬ ‫السلطا‬
‫تاّيّ النظا الاا ‪ ،‬الزااج الاوةي‪ ،‬عّ الكفاي المالي ‪ ،‬الشك في عّ الصقيّ‬ ‫الرفض تنحار في حاال‬
‫الاواد باّ انصااء المّ المحّاد ‪.2‬‬ ‫تاواا ضاف ضمانا‬
‫ً‬ ‫بموضوع امّ الصأشير‬
‫ةفض منح تأشير‬ ‫من أجل الصقليل من الطاون القضائي أما مجلس الّال فيما يصالق بق ار اة‬
‫الّتول‪ ،‬تم إنشاء " لجنة الطعون ضد ق اررات رفض التأشيرة" " ‪Commission de recours contre les‬‬

‫‪ "décisions de refus de visa‬عن طريق مرسو ‪ 10‬نوفمبر ‪.32000‬‬


‫اإلاداةي‬ ‫على عكس الوضع في الصشريع الجزائري الذي جال الصظلم اإلاداةي يصم أما الجاا‬
‫نفساا الصي أاّة قراة ةفض منح تأشير الّتول‪ ،‬فإن المشرع الفرنسي اسصحّث لجن تاا بالطاون‬
‫ةفض تأشير الّتول‪ .‬اعنّ البحث في طبيا هذا اإلجراء‪ ،‬نجّ بأن الخااي األساسي‬ ‫ضّ ق ار اة‬
‫للصظلم اإلاداةي أما هذه اللجن أنه إجراء إجباري قبل مماةس الطان القضائي‪ ،‬األمر الذي ياني أن عّ‬

‫اسصيفائه يؤادي إلى عّ قبول الّعوى ً‬


‫شكال‪.4‬‬

‫‪- Notification de la décision de refus de visa. Voir l’annexe n° 10, p 633.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- Vincent TCHEN, « Étrangers: Entrée en France: Régime général », op.cit, p 48.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-François JULIEN-LAFERRÈR, Conditions de délivrance des visas, op.cit, p 4.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Art D.213-3, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (CESEDA).‬‬
‫الملحق به‪ ،‬اهذا إلى‬ ‫يشاة إلى أن المشرع الفرنسي ألغى قانون ادتول اإقام األجانب احق اللجوء لسن ‪ 2004‬امخصلف الصاّيال‬
‫غاي الفاتح ماي ‪ ،2021‬حيث ادتل القانون الجّيّ حيز النفاذ عن طريق أمر تاص بالقسم الصشرياي امرسو تاص بالقسم‬
‫الصنظيمي‪.‬‬
‫‪Ordonnance n°2020-1733, du 16 décembre 2020, portant partie législative du code de l'entrée et du séjour des‬‬
‫‪étrangers et du droit d'asile, JORF n°0315, du 30 décembre 2020.‬‬
‫‪- 274 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يحّاد أجل الصظلم اإلاداةي بمّ شارين (‪ )02‬من تاةيخ اإلشااة بقراة ةفض منح الصأشير ‪ ،1‬افي‬
‫حال الرفض الضمني لمنح الصأشير فإن هذا المياااد يبّأ من تاةيخ نااي الشارين (‪ ،)02‬بشرط أن تمنح‬
‫اإلاداة القنالي إشااة بالواول يصضمن تحّيّ آجال الصظلم اإلاداةي‪ ،‬افي الحال المااكس فإنه ال يمكن‬
‫االحصجاج بأي مياااد في مواجا األجنبي‪ ،‬حيث يكون الصظلم مقبوًال حصى باّ نااي المال المذكوة‬
‫أعاله‪.2‬‬
‫تصكون اللجن المذكوة أعاله من ةئيس يصم اتصياةه من بين األشخاص الذين ماةسوا الوظيف‬
‫الّيبلوماسي أا القنالي برتب ةئيس مركز ادبلوماسي أا قنالي‪ ،‬اعضو يمثل جا القضاء اإلاداةي‪،‬‬
‫اممثل لكل من ازير الخاةجي ‪ ،‬الوزير المكلف بالاجر اازير الّاتلي ‪.3‬‬
‫ةفض تأشير الّتول إما ةفض الصظلم باف اريح أا ضمني‬ ‫يمكن للجن الطان ضّ ق ار اة‬
‫عنّما تصجااز مال شاريين (‪ )02‬من تاةيخ ةفع الصظلم‪ ،‬كما يمكناا قبول الصظلم اإلاداةي‪ ،‬افي هذه‬
‫الحال تاطي تواي لوزير الشؤان الخاةجي بالموافق على منح تأشير الّتول‪ ،4‬مع اإلشاة إلى أن هذا‬
‫األتير غير ملز برأي اللجن ‪.5‬‬
‫المنشوة بأن إجراء الصظلم اإلاداةي المسبق أما لجن الطاون ضّ‬ ‫تثبت األةقا ااإلحاائيا‬
‫اللجوء إلى‬ ‫كبير كمافا للطاون القضائي ‪ ،‬ابالصالي الصقليل من حاال‬
‫اداة ًا‬
‫قراة ةفض الصأشير يلاب ًا‬
‫عرض النزاع على القاضي اإلاداةي‪.6‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة القضائية ضد قرار لجنة الطعن ضد ق اررات رفض منح تأشيرة الدخول‪ :‬في حال ما إذا كانت‬
‫نصيج الصظلم اإلاداةي سلبي ‪ ،‬أا أن ازير الخاةجي أعااد تأكيّ ةفض إاّاة تأشير الّتول ةغم الرأي‬
‫اإليجابي للجن الطاون‪ ،‬يكون لألجنبي في هذه الحال الحق في ةفع طان قضائي أما القاضي‬

‫‪Décret n°2020-1734, du 16 décembre 2020, portant partie réglementaire du code de l'entrée et du séjour des‬‬
‫‪étrangers et du droit d'asile, JORF n°0315, du 30 décembre 2020.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Art D.213-4, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (CESEDA), op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, op.cit, pp 39-40.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art D.213-5, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Art D.213-7, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, op.cit, p 40.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Olivier LECUCQ, op.cit, n°2, p 5.‬‬
‫‪- 275 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلاداةي‪ .1‬امنذ اّاة المرسو ةقم ‪ 164-2010‬المؤةخ في ‪ 22‬فيفري ‪ 2010‬أابحت المحكم‬


‫إقليميا بكل الّعااى القضائي المصالق بصأشي ار الّتول‪.2‬‬
‫ً‬ ‫اإلاداةي لمّين نانت ‪ Nantes‬هي المخصا‬
‫في الحقيق نجّ بأن الطان القضائي يكون ضّ قراة لجن الطاون‪ ،‬هذا األتير يحل محل القراة‬
‫القنالي االمصضمن ةفض منح تأشير الّتول‪ ،‬كما أن القاضي اإلاداةي‬ ‫األالي الااادة عن السلطا‬
‫القنالي بأنه طان ضّ قراة لجن الطاون ضّ ق ار اة ةفض منح‬ ‫يايّ تكييف الطان ضّ قراة السلطا‬
‫تأشير الّتول‪.3‬‬
‫القنالي ابالصالي ةفض الطان‬ ‫فسواء كان قراة اللجن موافًقا لقراة الرفض الااادة عن السلطا‬
‫أا كان بالصواي لوزير الخاةجي بمنح الصأشير ‪ ،‬فإن قراة اللجن هو الذي يكون محل للطان القضائي‪،4‬‬
‫اهذا في الحال الصي يؤكّ فياا ازير الخاةجي على ةفض منح الصأشير ةغم الصواي اإليجابي للجن ‪ ،5‬أا‬
‫في حال الرفض الضمني الااادة عن لجن الطاون‪.6‬‬
‫تأشير الّتول عّيّ الااوبا ‪ ،‬الااوب األالى تظار عنّما‬ ‫في المحال ‪ ،‬أظار منازعا‬
‫ال يصخذ قراة الرفض الشكل الكصابي‪ ،‬لكن يكون في شكل تاريح من طرف أعوان الماالح القنالي ‪،‬‬
‫الاذا يجب ماالج هذه المماةس عن طريق إلزامي تسليم األجنبي اال إيّاع ملف طلب الصأشير ‪ ،‬اهذا‬
‫حصى يمكنه الحاول على قراة سلبي ناتج في حال الرفض الضمني لإلاداة القنالي ‪ ،‬أما الااوب‬
‫الثاني ‪ ،‬فصرجع إلى السلط الصقّيري الواسا لإلاداة في مجال إاّاة الصأشير ‪ ،‬األمر الذي يجال من‬
‫الااوب إلغاء قراة الرفض‪.7‬‬
‫ثانيا‪ -‬رقابة القاضي اإلداري لقرار منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم‪ :‬ال ياني حاول األجنبي على‬
‫اإلاداةي‬ ‫تأشير الّتول أن يابح له حق مكصسب في الّتول إلى اإلقليم الوطني‪ ،‬إذ يمكن للسلطا‬

‫‪1‬‬
‫‪- Zéhina AÏT-EL-KADI, op.cit, p 22.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Décret n°2010-164, du 22 février 2010, relatif aux compétences et au fonctionnement des juridictions‬‬
‫‪administratives, JORF n°0045, du 23 février 2010.‬‬
‫‪3‬‬
‫; ‪- C.E, 27 novembre 2002, n° 238982 ; C.E, 22 janvier 2007, n° 289811, cité par Denis SEGUIN, op.cit, p 11‬‬
‫‪C.E, 10 janvier 2007, Rennou, n°277418, Rec. C.E, 2008.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Olivier LECUCQ, op.cit, n°30, p 14.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 27 novembre 2002, Mell Zahia, n°126208, D, 2003, p 807‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, 20 juillet 2006, M. Emmaneul, n°294741.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- François JULIEN-LAFERRÈR, Contentieux de délivrance des visas, op.cit, p 6.‬‬
‫‪- 276 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المكلف بالماا الّيبلوماسي أا القنالي منحه تأشير‬ ‫المخصا مناه من الّتول ةغم أنه سبق للسلطا‬
‫للّتول‪.1‬‬
‫في هذا اإلطاة تنص المااد ‪ 5‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على أنه‪ ":‬يمكن وزير الداخلية منع أي‬
‫أجنبي من الدخول إلى اإلقليم الجزائري ألسباب تتعلق بالنظام العام و‪ /‬أو بأمن الدولة‪ ،‬أو تمس‬
‫بالمصالح األساسية والديبلوماسية للدولة الجزائرية‪.‬‬
‫ولألسباب نفسها‪ ،‬يمكن الوالي المختص إقليميا أن يقرر فو ار منع دخول األجنبي إلى اإلقليم الوطني"‪.2‬‬
‫اجّير بالذكر في هذا الشأن‪ ،‬أن سلط الّال في المنع من الّتول إلى إقليماا تنحار في‬
‫األجانب فقط‪ ،‬أما ةعاياها المقيمون في تاةج البالاد فال يمكن لاا أن تمناام من الّتول إلى اإلقليم‬
‫الوطني إذا أةااداا الرجوع إلى اطنام‪.3‬‬
‫يطرح موضوع المنع من الّتول إلى اإلقليم تحّيّ السلط المخصا بإاّاة هذا القراة (‪،)1‬‬
‫امّى تضوعه للرقاب القضائي (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬السلطة المختصة بإصدار قرار منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم الوطني‪ :‬منح المشرع الجزائري‬
‫االتصااص في إاّاة قراة المنع من الّتول إلى اإلقليم الوطني لوزير الّاتلي اكذا الوالي المخصص‬
‫إقليميا‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ً‬
‫أ‪ -‬وزير الداخلية‪ :‬حسب نص المااد ‪ 5‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬المذكوة أعاله‪ ،‬فإن االتصااص‬
‫بإاّاة قراة المنع من الّتول إلى اإلقليم ياواد لوزير الّاتلي باف أساسي ‪ ،‬اذلك عنّما يقّة بأن‬
‫ادتول األجنبي ينطوي على مساس بالنظا الاا أا أمن الّال أا بالماالح األساسي االّيبلوماسي‬
‫للّال الجزائري ‪.‬‬
‫يبّا الصشّاد الكبير من طرف المشرع الجزائري في منع األجانب من الّتول إلى اإلقليم الوطني‬
‫من تالل السلط الصقّيري الكبير الصي يصمصع باا ازير الّاتلي عنّ إاّاة هذا القراة‪ ،‬اذلك على أساس‬
‫أن مفاهيم النظا الاا اأمن الّال اماالحاا تصسم بالامومي اعّ الصحّيّ الّقيق‪ ،‬األمر الذي يمنح‬

‫‪1‬‬
‫‪-Nicole GUIMEZANES, « Immigration », Répertoire de droit international, Dalloz, août 2009 (actualisation‬‬
‫‪mars 2020), n° 103, p 25.‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 5‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أحمّ ةفات تفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪- 277 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اساا في تحّيّ مضموناا‪ ،‬على عكس المشرع الفرنسي الذي حار‬


‫مجاال ا ً‬
‫ً‬ ‫اإلاداةي المخصا‬ ‫السلطا‬
‫أسباب المنع من الّتول في عّ اسصيفاء شراط الّتول (اثائق السفر أا غياب تأشير الّتول)‪.1‬‬
‫سبق للقاضي اإلاداةي الجزائري تأكيّ هذا المبّأ‪ ،‬حيث اعصرف لوزير الّاتلي بمماةس سلط‬
‫تقّيري ااسا في منع ادتول األجانب إلى اإلقليم الوطني‪ ،‬اهذا ما جاء في قراة مجلس الّال المؤةخ في‬
‫‪ 11‬أكصوبر ‪...":1986‬حيث أنه يحق للسلطة اإلدارية رفض الدخول لكل مسافر ترى في دخوله إلى‬
‫تراب الجزائر مساسا باألمن العام‪.2"...‬‬
‫النظا ااألمن الاموميين‪ ،3‬اذلك‬ ‫يسصمّ ازير الّاتلي اتصاااه هذا باعصباةه يماةس االحيا‬
‫عمليا‬
‫ً‬ ‫من تالل ضمان مراقب المراة عبر الحّااد‪ ،4‬كما أن ماالح شرط الحّااد اهي الجااز المكلف‬
‫االموانئ‪ ،‬تصبع المّيري الاام لألمن‬ ‫بمراقب ادتول اتراج المسافرين عبر المنافذ الحّاادي االمطا اة‬
‫الوطني‪ ،‬هذه األتير تاصبر جااز أمني تابع لوزير الّاتلي ‪.‬‬
‫تحصفظ ماالح شرط الحّااد على مسصوى نقاط الابوة الّالي بقوائم الممنوعين من الّتول‬
‫اقائم ترقب الواول التخاذ اإلجراء المطلوب حيال الشخص األجنبي الذي يراد اسمه فياا بمجراد‬
‫ااوله لإلقليم الوطني‪.5‬‬
‫إقليميا إاّاة قراة منع األجنبي من‬
‫ً‬ ‫ب‪ -‬الوالي المختص إقليميا‪ :‬أجاز المشرع الجزائري للوالي المخصص‬
‫الّتول إلى اإلقليم الوطني لألسباب نفساا الصي يبنى علياا قراة ازير الّاتلي المذكوة أعاله‪.‬‬
‫اقّ اسصحّث المشرع الجزائري هذا االتصااص بموجب القانون ةقم ‪ ،11-08‬إذ لم يكن الوالي‬
‫مخصاا في هذا المجال في ظل األمر ةقم ‪ ،211-66‬هذا األتير أعطى االتصااص الحاري لوزير‬ ‫ً‬
‫الّاتلي فقط‪ .‬ايفسر ذلك بحّاث الّال الجزائري باالسصقالل‪ ،‬االرغب في تقوي الصسيير المركزي للسلط‬
‫الصي يصم على أساساا اتخاذ قراة المنع من ادتول الصراب الوطني‪ ،‬باّما‬ ‫اإلاداةي ‪ ،‬كما اس ع من الحاال‬
‫كانت في ظل األمر السابق تقصار على عنار حماي النظا الاا ‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Étrangers-Entrée en France : Contrôle aux frontières », JurisClasseur Administratif,‬‬
‫‪LexisNexis, Fasc. 233-58, date du fascicule 9 novembre 2017, p 6.‬‬
‫‪ -2‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرف اإلاداةي ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،49330‬مشاة إليه سابًقا‪.‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 2‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،331-18‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المااد ‪ 3‬من المرسو الصنفيذي ةقم ‪ ،331-18‬مرجع سابق‪.‬‬
‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬ ‫‪ -5‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫‪ -6‬علي شفاة‪ "،‬الق اررات الصادرة في مواجهة األجانب غير الشرعيين دراسة مقارنة على ضوء التشريع الجزائري والمغربي‬
‫القانوني ااالقصااادي ‪ ،‬الاّاد ‪ ،2012 ،01‬ص ‪.14‬‬ ‫والفرنسي"‪ ،‬مجل االجصاااد للّةاسا‬
‫‪- 278 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يطرح الصساؤل حول جّاى اتصااص الوالي في إاّاة قراة منع األجنبي من الّتول إلى اإلقليم‬
‫الوطني إلى جانب ازير الّاتلي الألسباب نفساا؟ فمن الناحي الاملي ‪ ،‬نجّ أن الجا الصي تسيطر على‬
‫عملي المنع هي مالح شرط الحّااد الصابا للمّيري الاام لألمن الوطني‪ ،‬االصي تباادة إلى إبالغ‬
‫ازير الّاتلي من أجل إاّاة هذا القراة‪ ،‬مما يجال اتصااص الوالي في هذا المجال ااب الصحقق من‬
‫الناحي الاملي ‪.1‬‬
‫يمكن فام اتصااص الوالي بإاّاة قراة منع األجنبي من الّتول إلى اإلقليم الوطني برغب‬
‫المشرع في الصنفيذ السريع لاذا القراة‪ ،‬فربما الرجوع إلى ازير الّاتلي قّ يصطلب باض الوقت الذي ال‬
‫تاواا‬
‫ً‬ ‫يصناسب مع الطابع المسصاجل االمرتبط بحماي النظا الاا اأمن الّال اماالحاا األساسي ‪،‬‬
‫أن المشرع أكّ من تالل نص المااد ‪ 5‬فقر ‪ 02‬المذكوة أعاله‪ ،‬على الطابع الفوةي لقراة الوالي في هذه‬
‫الحال ‪.‬‬
‫‪ -2‬الرقابة القضائية على قرار منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم الوطني‪ :‬لم يكرس المشرع الجزائري‬
‫حق الطان القضائي ضّ قراة منع األجنبي من الّتول إلى اإلقليم الوطني في القانون ةقم ‪،11-08‬‬
‫سائّا في ظل األمر ةقم ‪.211-66‬‬
‫اهو األمر نفسه الذي كان ً‬
‫ةغم هذا الفراغ الصشرياي‪ ،‬فإن قراة منع األجنبي من الّتول إلى اإلقليم هو قراة ااادة عن‬
‫سلط إاداةي ‪ ،‬ابالصالي فاو يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي حسب القواعّ الاام ‪ ،‬إذ يمكن لألجنبي ةفع‬
‫ادعوى إلغاء من أجل فحص مشراعيصه‪ ،‬لكن الطان في هذه الحال ال يوقف تنفيذ قراة المنع من‬
‫الّتول‪.2‬‬
‫فال القاضي اإلاداةي الجزائري في باض القضايا المصالق بالمنع من الّتول إلى اإلقليم‬
‫الوطني‪ ،‬اذلك من تالل ق ارةين‪ ،‬األال ااادة في ‪ 11‬أكصوبر ‪ ،1986‬االثاني في ‪ 31‬ماةس ‪،2003‬‬
‫ابصحليلاا يمكن الكشف عن اتجاه القضاء اإلاداةي الجزائري في هذا الشأن كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬النصيج األالى هي أن كال القراةين ال يصالقان بمنع األجانب من الّتول إلى اإلقليم الوطني بل بفئ‬
‫المسصامل تؤكّ بأن المنع من الّتول من اجا القاضي اإلاداةي يشمل‬ ‫المواطنين‪ ،‬لكن الحيثيا‬
‫المواطن كما األجنبي‪ ،‬ففي القراة األال نجّه يسصامل عباة‪ ":‬حيث أنه يحق للسلطة اإلدارية رفض‬

‫‪ -1‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.189-188‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Nicole GUIMEZANES, « Immigration », op.cit, n° 110, p 30.‬‬
‫‪- 279 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الدخول لكل مسافر‪ ،1"...‬كما أنه يسصامل في القراة الثاني عباة ‪ " :‬حيث أن الطاعن (أ‪.‬ع) قد تم منعه‬
‫‪2‬‬
‫أيضا نجّ‬
‫من الدخول إلى التراب الوطني‪...‬وحيث أن هذا المبدأ يتعلق‪...‬وحرية تنقل األشخاص" ‪ ،‬فانا ً‬
‫أن القاضي اإلاداةي ال يفرق بين الوطني ااألجنبي‪.‬‬
‫‪ -‬أما النصيج الثاني فصصالق بالصناقض في نظر القاضي اإلاداةي لقراة المنع من الّتول لإلقليم الوطني‪،‬‬
‫حيث اعصبره في القراة األال يخضع لرقاب المشراعي ‪ ،‬يسصشف ذلك من تالل عباة‪ ":‬حيث أنه يحق‬
‫للسلطة اإلدارية رفض الدخول لكل مسافر ترى في دخوله إلى تراب الجزائر ماسا باألمن العام‪ ،‬وأن‬
‫التقرير الذي تتمتع به هذه السلطة قابل للنقاش أمام قاضي تجاوز السلطة"‪ ،‬اعلى النقيض من ذلك‪،‬‬
‫عااد في القراة الثاني ااعصبر قراة المنع من الّتول غير تاضع لرقاب القاضي اإلاداةي‪ ،‬ايكون من‬
‫اإلاداةي المكلف بحماي النظا الاا ‪ ،‬اأكثر من هذا اعصبره نابع من مبّأ سيااد‬ ‫مطلق اتصااص السلطا‬
‫الّال ‪ ،‬ابصالي يكون في منأى عن الرقاب القضائي ‪ " :‬وحيث أن هذا المبدأ يتعلق بمبدأ سيادة الدولة‬
‫وتنقل األشخاص وهو يخضع الستثناءات إذ يكون لإلدارة المكلفة بالمحافظة على النظام العام أن تتخذ‬
‫جميع التدابير المالئمة دون تدخل القاضي اإلداري‪."...‬‬
‫ثالثا‪ -‬رقابة القاضي اإلداري لقرار التكليف بمغادرة اإلقليم الوطني‪ :‬يمكن تاريف الصكليف بالمغاادة بأنه‬
‫اإلاداةي المخصا برعاي شؤان األجانب في الوالي الصي يقيم باا األجنبي‪،‬‬ ‫اإلجراء الذي تصخذه السلطا‬
‫اذلك في الحال الصي يابح فياا هذا األتير ال يسصوفي باف ناائي شراط منحه بطاق المقيم‪ ،‬فياذة‬
‫بمغاادة اإلقليم الوطني‪.3‬‬
‫اقّ نص المشرع الجزائري على هذا اإلجراء في المااد ‪ 22‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬الصي جاء‬
‫فياا‪ ":‬يمكن سحب بطاقة المقيم من حائزها في أية لحظة إذا ثبت نهائيا أنه لم يعد ستوفي الشروط‬
‫المطلوبة لتسليمها‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة‪ ،‬يعذر المعني باألمر بمغادرة اإلقليم الجزائري‪.4"...‬‬
‫يطرح قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم مسأل تحّيّ السلط المخصا بإاّاةه (‪ ،)1‬اأسبابه (‪،)2‬‬
‫أتير مّى تضوعه للرقاب القضائي (‪.)3‬‬
‫ا ًا‬

‫‪-1‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرف اإلاداةي ‪ ،‬قراة قم ‪ ،49330‬مشاة إليه سابًقا‪.‬‬


‫‪ -2‬مجلس الّال ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،5251‬مشاة إليه سابًقا‪.‬‬
‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬ ‫‪ -3‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫‪ -4‬المااد ‪ 22‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 280 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -1‬السلطة المختصة بإصدار قرار التكليف بمغادرة اإلقليم الوطني‪ :‬لم يحّاد المشرع الجزائري في نص‬
‫المااد ‪ 22‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬المذكوة أعاله‪ ،‬السلط اإلاداةي المخصا بإاّاة قراة الصكليف‬
‫اإلاداةي ‪ ،‬فإن السلط اإلاداةي المخصا‬ ‫اعمال بقاعّ توازي االتصاااا‬
‫ً‬ ‫بمغاادة اإلقليم الوطني‪ ،‬لكن‬
‫بإاّاة القراة اإلاداةي لاا االحي تاّيل أا إلغاء القراة بالطريق اإلاداةي‪.1‬‬
‫افي هذا اإلطاة‪ ،‬تنص المااد ‪ 16‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬يعتبر مقيما األجنبي الذي‬
‫يرغب في تثبيت إقامته الفعلية المعتادة والدائمة في الجزائر‪ ،‬والذي رخص له بذلك بتسليمه بطاقة‬
‫إقليميا هو المخصص بإاّاة هذا القراة‪.‬‬
‫ً‬ ‫المقيم من قبل والية مكان إقامته‪ ،2"...‬فالوالي المخصص‬
‫‪ -2‬أسباب اتخاذ قرار التكليف بمغادرة اإلقليم الوطني‪ :‬حّاد المااد ‪ 16‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬أنواع‬
‫بطاق المقيم الصي تسلم لألجانب‪ ،‬فنجّ بطاق المقيم الصي تسلم للطالب األجنبي اال تصاّى مّ االحيصاا‬
‫مّ الّةاس أا الصكوين‪ ،‬ابطاق المقيم الصي تسلم للاامل األجنبي األجير لمّ تصوافق مع االحي ةتا‬
‫أا‬ ‫أتير بطاق المقيم الصي تسلم لألجانب الذين مضى على إقامصام بالجزائر سبع (‪ )07‬سنوا‬
‫الامل‪ ،‬ا ًا‬
‫أكثر‪.3‬‬
‫ففي حال لم ياّ األجنبي يسصوفي الشراط الصي كانت سبًبا في حاوله على بطاق المقيم‪ ،‬كأن‬
‫اإلاداةي‬ ‫يكون األجنبي قّ أناى ادةاسصه‪ ،‬أا انصاى عقّ عمله الذي يربطه بالمسصخّ ‪ ،‬يمكن للسلطا‬
‫تكليفه بمغاادة اإلقليم الوطني‪.‬‬ ‫المخصا في هذه الحاال‬
‫‪ -3‬الرقابة القضائية على قرار التكليف بمغادرة اإلقليم الوطني‪ :‬لم ينص المشرع الجزائري على حق‬
‫األجنبي في الطان القضائي ضّ قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم الوطني‪ ،‬اهو ما من شأنه إضااف‬
‫الممنوح لألجانب من أجل ةقاب مشراعي هذا القراة‪.‬‬ ‫الضمانا‬
‫يمكن القول بأنه ال يوجّ أي مانع لألجنبي من الطان في قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم الوطني‪،‬‬
‫فاو قراة ااادة عن سلط إاداةي ‪ ،‬يمكن له أن يكون غير مشراع نصيج ً لسوء تطبيق الوقائع أا الصكييف‬
‫علياا اإلاداة ‪ ،‬اهو ما يصطلب مناقشصه أما القاضي اإلاداةي‪.4‬‬ ‫القانوني لألسباب الصي اسصنّ‬

‫‪ -1‬علي تاطر شنطااي‪ "،‬دور القضاء اإلداري في تحديد المصدر الحقيقي للقرار المطعون فيه"‪ ،‬مجل الشريا االقانون‪ ،‬جاما‬
‫اإلما اة الاربي المصحّ ‪ ،‬الاّاد ‪ ،1999 ،12‬ص ص ‪.316-315‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 16‬فقر ‪ 01‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 16‬فقر ‪ 03‬ا‪ 04‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Denis SEGUIN, op.cit, p 83.‬‬
‫‪- 281 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أشاة مجلس الّال إلى ذلك الو بشكل ضمني‪ ،‬اذلك في القراة الااادة في ‪ 06‬أفريل ‪2011‬‬
‫الذي يصالق بإباااد أجنبي عن اإلقليم الجزائري‪ ،‬جاء فيه‪ ":‬حيث فضال عن ذلك فإن محضر إثبات التبليغ‬
‫المتضمن اإلشارة إلى قرار اإلعذار بمغادرة التراب الوطني لم يرد فيه أي سبب من األسباب المؤدية إلى‬
‫سحب بطاقة المقيم ومن ثمة فاإلعذار الموجه للطاعن بمغادرة التراب الوطني جاء مخالفا ألحكام‬
‫المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،1"11-08‬في المقابل إذا كان ةفض اإلاداة لصجّيّ اإلقام ألسباب ثابص فإن‬
‫احيحا‪.2‬‬
‫ً‬ ‫الصكليف بالمغاادة يكون‬
‫يبّا أن القاضي اإلاداةي قّ كرس مبّأ أحقي األجنبي في ةفع ادعوى إلغاء ضّ قراة الصكليف‬
‫بمغاادة اإلقليم‪ ،‬ع لى أساس أن اإلاداة لم تذكر في قراة الصبليغ األسباب الكامن اةاء سحب بطاق المقيم‪،‬‬
‫قاوة في تسبيب القراة‪ ،‬اكذا اناّا ةكن السبب من تالل عّ اإلشاة إلى الحال‬
‫ًا‬ ‫اهو ما ياصبر‬
‫الواقعي االقانوني المبرة لاذا القراة‪.‬‬
‫في الصشريع الفرنسي يخضع قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم لرقاب القاضي اإلاداةي‪ ،‬مع الصنبيه‬
‫ترحيل اإتراج األجانب في هذا الصشريع‪ ،‬حيث ال يكون الطان في قراة‬ ‫لوجواد تاواي تميز ق ار اة‬
‫الصكليف بمغاادة اإلقليم منفرًادا بل يكون بمناسب الطان في قراة االل از بالخراج من اإلقليم‪ ،‬هذا األتير‬
‫هي‪ :‬القراة المرتبط باإلقام ‪ ،‬قراة الصكليف بالمغاادة ‪ ،‬قراة منع الاواد إلى‬ ‫يضم مجموع من الق ار اة‬
‫تير قراة الوضع تحت اإلقام الجبري أا االعصقال اإلاداةي‬
‫اإلقليم الفرنسي‪ ،‬قراة تحّيّ بلّ اإلةسال‪ ،‬اأ ًا‬
‫المذكوة أعاله اإن كانت تشكل في‬ ‫عنّ االقصضاء‪ .3‬نص المشرع الفرنسي اراح على أن الق ار اة‬
‫مجموعاا قراة االل از بالخراج من اإلقليم الفرنسي لكناا تبقى مصميز عنه‪.4‬‬

‫‪ -1‬مجلس الّال ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،067894‬مؤةخ في ‪ 6‬أفريل ‪ ،2011‬قضي (ل‪.‬ب) ضّ ازير الّاتلي ‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد ‪،12‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.245‬‬
‫‪-2‬محكم القضاء اإلاداةي‪ ،‬الّعوى ةقم ‪ ،1209‬جلس الفاتح اديسمبر ‪ ،1953‬مجموع السن الثامن ‪ ،‬ص ‪ 157‬ذكره أحمّ سالم‬
‫بّة‪ ،‬اإلباااد اإلاداةي في ميزان القضاء اإلاداةي االّسصوةي‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،2016 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Denis SEGUIN, op.cit, p 81.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Art L.613-2 du C.E.S.E.D.A, op.cit.‬‬
‫‪- 282 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خضوع الق اررات اإلدارية المتعلقة بترحيل األجانب لرقابة القاضي اإلداري‬
‫يرتص لألجنبي باإلقام في اإلقليم الجزائري بشكل مؤقت‪ ،‬لاذا يجب عليه مغاادةته تالل المّ‬
‫المحّاد في تأشير ادتوله أا بطاق إقامصه‪ ،‬اهذا ما نات عليه المااد ‪ 6‬من القانون ةقم ‪ ":11-08‬على‬
‫األجنبي مغادرة اإلقليم الجزائري بمجرد انقضاء مدة صالحية تأشيرته أو بطاقة إقامته أو المدة القانونية‬
‫المرخص بها لإلقامة‪ ،1"...‬كما أنه " يمكن األجنبي غير المقيم والموجود في وضعية قانونية من حيث‬
‫اإلقامة في اإلقليم الجزائري‪ ،‬أن يغادره في إطار التشريع والتنظيم المعمول بهما"‪.2‬‬
‫إن فحوى هذه الناوص ينارف إلى الخراج اإلةاادي الذي يصم برغب اإةااد األجنبي‪ ،‬لكن في‬
‫الحال المااكس يكون الخراج غير إةاادي نصيج ً لمخالف األحكا القانوني المصالق بالّتول أا اإلقام أا‬
‫مرتبط بحماي النظا ااألمن الاموميين في حال اسصمراة اجواد األجنبي اداتل اإلقليم‬ ‫العصبا اة‬
‫الوطني‪.3‬‬
‫تمصّ سلط الّال في ةقاب األجانب إلى حقاا في ترحيل اإتراج كل أجنبي موجواد على إقليماا‬
‫عنّ توافر األسباب الصي نص علياا القانون‪ ،‬افي ضوء ذلك فإنه ال بّ من إتاح الفرا للقاضي‬
‫اإلاداةي من أجل بسط ةقابصه على هذه الق ار اة ‪ ،‬اذلك من أجل مراقب مّى مشراعصياا امطابقصاا‬
‫للناوص القانوني ‪ ،‬تاا مع ما تصمصع به اإلاداة من سلط تقّيري ااسا في مجال الضبط الخاص‬
‫باألجانب‪.4‬‬
‫قانوني مصنوع تسصطيع من تاللاا‬ ‫اإلاداةي المخصا آليا‬ ‫منح المشرع الجزائري للسلطا‬
‫الصي تصطلب إتراج األجانب من اإلقليم الجزائري‪ ،‬لاذا نص القانون ةقم‬ ‫الصاامل مع مخصلف الوضعيا‬
‫اإلتراج األساسي االصي تصثمل في اإلباااد االطراد إلى تاةج الحّااد (أوال)‪ ،‬كما‬ ‫‪ 11-08‬على ق ار اة‬
‫ثانوي أا ملحق بالق ار اة األساسي ‪ ،‬االصي تاّف إلى‬ ‫اإلاداةي المخصا أن تاّة ق ار اة‬ ‫يمكن للسلطا‬
‫الصرحيل‪ ،‬اهذا ما يظار بالنسب لقراة تحّيّ اإلقام اكذا الوضع في‬ ‫ضمان الصحك م في تنفيذ عمليا‬
‫مراكز االنصظاة (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬المااد ‪ 6‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المااد ‪ 9‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬محمّ بوجان ‪ ،‬ماامل األجانب في ظل أحكا القانون الّالي المااار‪ ،‬ةسال مقّم لنيل شاااد الّكصوةاه في القانون الاا ‪ ،‬كلي‬
‫الحقوق‪ ،‬جاما الجزائر ‪ ،1‬السن الجامعي ‪ ،2016-2015‬ص ‪.195‬‬
‫اإلباااد االصرحيل الخاا باألجانب‪ ،‬ط األالى‪ ،‬اداة الفكر‬ ‫‪ -4‬كريم نااة حسنااي كاظم المحن ‪ ،‬الرقاب القضائي على ق ار اة‬
‫االقانون للصوزيع االنشر‪ ،‬المناوة ‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.9-8‬‬
‫‪- 283 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلاداةي المخصا إمكاني اتخاذ‬ ‫أوال‪ -‬ق اررات الترحيل األساسية‪ :1‬منح المشرع الجزائري للسلطا‬
‫في مواجا األجانب المصواجّين اداتل اإلقليم الوطني‪ ،‬امن أهم هذه اإلجراءا‬ ‫مجموع من اإلجراءا‬
‫نجّ اإلباااد االطراد إلى تاةج الحّااد‪.2‬‬
‫إن األجنبي الذي تكون إقامصه مشراع اقانوني ليس بمنأى عن الصارض لصّابير الصرحيل من‬
‫محّاد (‪ ،)1‬أما األجنبي‬ ‫اإلاداةي المخصا إتراجه افًقا لشراط اإجراءا‬ ‫الّال ‪ ،‬إذ تسصطيع السلطا‬
‫الذي يّتل إلى اإلقليم الوطني بطريق غير شرعي أا تكون إقامصه غير قانوني فيسصوجب في هذه الحال‬
‫إاّاة قراة الطراد إلى تاةج الحّااد في حقه (‪.)2‬‬

‫إلى اللغ الاربي‬ ‫‪ -1‬تجّة اإلشاة إلى مالحظ مام ضمن قانون تنقل اإقام األجانب‪ ،‬اهي الخلط الكبير في ترجم الماطلحا‬
‫الاربي المصالق باألجانب مسصمّ من الصشريع‬ ‫الفقاي ‪ .‬فكما نالم بأن أغلبي الصشرياا‬ ‫على مسصوى الناوص القانوني ‪ ،‬اكذا الكصابا‬
‫مخصلف ‪ ،‬فنجّ ماطلح "‪"Expulsion‬‬ ‫الفرنسي‪ ،‬هذا األتير يسصامل ماطلح اإلتراج "‪ "Éloignement‬للصابير عن اضعيا‬
‫يسصامل للّالل على القراة المصضمن إتراج األجنبي الموجواد في اضعي قانوني ‪ ،‬بينما يسصامل ماطلح " ‪Reconduite à la‬‬
‫‪ "frontière‬للّالل على القراة المصضمن إتراج األجنبي الموجواد في اضعي غير قانوني ‪.‬‬
‫‪Voir : Anne-Lise DUCROQUETZ, l’expulsion en droit international et européen, thèse pour l’obtention du‬‬
‫‪grade de Docteur en Droit, Doctorat de Droit public-nouveau régime, faculté des sciences juridiques, politiques‬‬
‫‪et sociales, Université Lille 2-Droit et Santé, 2007, p p23-24.‬‬
‫بالنسبة للتشريعات العربية‪ :‬يسصامل المشرع الماري ماطلح اإلبعاد للحال األالى االترحيل للحال الثاني ‪ ،‬القانون ةقم ‪ 89‬لسن‬
‫‪ ،1960‬في شأن ادتول اإقام األجانب بأةاضي جماوةي مار الاربي االخراج مناا‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،71‬ااادة في ‪ 24‬ماةس‬
‫‪1960‬؛ المشرع اللبناني نص على اإلخراج للحال األالى فقط‪ ،‬قانون تنظيم الّتول إلى لبنان ااإلقام فيه االخراج منه‪ ،‬ااادة‬
‫في‪ 10‬تموز ‪ ،1962‬ماّل بموجب القانون ةقم ‪ ،173‬مؤةخ في ‪ 14‬فيفري ‪2000‬؛ المشرع الاراقي اسصامل ماطلح اإلبعاد للحال‬
‫األالى ااإلخراج للحال الثاني ‪ ،‬قانون اإلقام ةقم ‪ 118‬لسن ‪ ،1978‬ماّل بالقانون ةقم ‪ 7‬لسن ‪2003‬؛ المشرع المغربي اسصامل‬
‫ماطلح الطرد للحال األالى ااالقتيااد إلى الحدود للحال الثاني ‪ ،‬قانون ةقم ‪ ،02-03‬يصالق بّتول اإقام األجانب بالمملك المغربي‬
‫ابالاجر غير المشراع ‪ ،‬ااادة بصنفيذه ظاير الشريف ةقم ‪ ،1.03.196‬ااادة في ‪ 11‬نوفمبر ‪ ،2003‬ج ة الاّاد ‪ ،5160‬ااادة‬
‫في ‪ 13‬نوفمبر ‪2003‬؛ المشرع الصونسي اقصار على ماطلح الطرد للّالل على الحال األالى‪ ،‬قانون عّاد ‪ 7‬لسن ‪ ،1968‬مؤةخ‬
‫في ‪ 8‬ماةس ‪ ،1968‬يصالق بحال األجانب بالبالاد الصونسي ‪ ،‬الرائّ الرسمي عّاد ‪ ،11‬ااادة في ‪ 8‬ماةس ‪1968‬؛ أما بالنسب للمشرع‬
‫الجزائري‪ ،‬فقّ اسصامال في القانون ةقم ‪ 11-08‬ماطلح اإلبعاد للّالل على الحال األالى‪ ،‬ااالقتياد إلى الحدود للّالل على الحال‬
‫الثاني ‪ ،‬ةغم أنه اقع في تناقض من ناحي توحيّ الماطلحا ‪ ،‬اذلك عنّما اسصامل ماطلح الطرد في المااد ‪ 2‬فقر ‪ 05‬في حين‬
‫اسصامل في النسخ الفرنسي كلم ‪ ، Expulsion‬اأكثر من هذا‪ ،‬نجّه يسصامل ماطلح آتر اهو "الترحيل" في المااد ‪ 37‬فقر ‪02‬‬
‫من القانون ةقم ‪ 11-08‬االصي قابلاا بماطلح ‪ Rapatriement‬في النسخ الفرنسي من القانون‪.‬‬
‫القانوني ‪ ،‬نجّ أن الفقه اقع هو اآلتر في الخلط بين الماطلحا ‪ ،‬حيث ساير كل فقيه ما هو‬ ‫نصيج لاذا الصنوع في الماطلحا‬
‫المصالق بإتراج األجانب في سياقاا‬ ‫بأنه يجب أن تفام الماطلحا‬ ‫مكرس في تشرياه الوطني‪ ،‬لكن اكما تقول إحّى الباحثا‬
‫الّال األترى‪.‬‬ ‫الواةاد في تشرياا‬ ‫القانوني االمجصماي بغض النظر عن المفاهيم االصاريفا‬
‫‪Voir : Anne-Lise DUCROQUETZ, op.cit, pp 28-29.‬‬
‫ابناء عليه‪ ،‬اةتأينا مساير المشرع الجزائري في المالحا‬
‫الصي يسصاملاا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫‪ -2‬أيوب بنجبيلي‪ " ،‬رقابة القضاء اإلدار على الق اررات اإلدارية المتعلقة بدخول وإقامة األجانب بالمغرب على ضوء قانو ‪-03‬‬
‫القانوني ااإلاداةي ‪ ،‬عّاد تاص‪ ،2014 ،‬ص ‪.326‬‬ ‫‪ ،"02‬مجل المناة للّةاسا‬
‫‪- 284 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الاام ضمن ضابط األجانب‪ ،‬إذ أنه‬ ‫‪ -1‬قرار اإلبعاد‪ :‬ياصبر موضوع إباااد األجانب من الموضوعا‬
‫ذلك‬ ‫من المسلم به في القانون الّالي أن الّال لاا الحق المطلق في حماي أمناا القومي‪ ،‬امن موجبا‬
‫إباااد أي أجنبي موجواد على إقليماا إذا ظار أنه يمثل تطر على النظا ااألمن الاموميين‪ ،‬الذلك فإن‬
‫تاواا أن‬
‫ً‬ ‫قراة اإلباااد ابالنظر إلى تطوةته فإن له مصطلبا إجرائي اموضوعي يصاين مراعاتاا‪،1‬‬
‫الّال ملزم بصوفير الحّ األادنى من الضمانا القانوني ااإلنساني المفراض علياا بموجب المواثيق‬
‫الّالي ‪.2‬‬ ‫االمااهّا‬
‫المصالق بمكافح اإلةهاب ذةيا‬ ‫الكثير من الّال في اآلان األتير من المبر اة‬ ‫لقّ اتخذ‬
‫لصااقب كل أجنبي ترغب في الصخلص منه‪ ،‬مصجاهل جميع الناوص الّالي المصالق بحماي األجانب‪.3‬‬
‫ابما أن قراة اإلباااد ياّ من أهم الوسائل القانوني الصي تسصاملاا الّال في حماي النظا الاا ‪ ،‬فيجب أن‬
‫يكون ذلك في ظل احص ار حقوق اإلنسان امبّأ الكرام اإلنساني ‪.4‬‬
‫اإلاداةي المخصا إنااء إقام األجنبي حصى الو كانت إقام قانوني ‪ ،‬اهذا عنّما‬ ‫يحق للسلطا‬
‫حماي النظا الاا تفرض ذلك‪ .5‬لاذا فإن اإللما‬ ‫نظر ألن مصطلبا‬
‫تقّة أنه شخص غير مرغوب فيه ًا‬
‫ير مّى تضوعه‬
‫الصي يخضع لاا‪ ،‬اأت ًا‬ ‫بإجراء اإلباااد يصطلب القيا بارض مفاومه‪ ،‬اتحّيّ اإلجراءا‬
‫للرقاب القضائي ‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم اإلبعاد‪ :‬من أجل تحّيّ مفاو اإلباااد يصطلب األمر القيا بصاريفه‪ ،‬ثم تمييزه عن اإلجراءا‬
‫المشابا له‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الاام في الّال‬ ‫الفقرة األولى‪ -‬تعريف اإلبعاد‪ :‬يمكن تاريف اإلباااد بأنه إجراء تضع بمقصضاه السلطا‬
‫نااي إلقام األجنبي المقيم بطريق قانوني على أةاضياا‪ ،‬اتأمره فيه بمغاادة اإلقليم الوطني تالل مّ‬

‫‪ -1‬يحي االح أبو حاتم‪ " ،‬إبعاد األجانب في القانون اليمني (المفاهيم واألسباب)"‪ ،‬المجل الالمي المحكم ‪ ،‬جاما الالو الحّيث ‪،‬‬
‫الاّاد ‪ ،2015 ،01‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -2‬عبّ المؤمن بن اغير‪ " ،‬إبعاد األجانب في ضوء القوانين الكويتية وأحكام القانون الدولي‪ :‬دراسة حالة (البدون) في دولة‬
‫الكويت"‪ ،‬مجل جيل حقوق اإلنسان‪ ،‬مركز جيل البحث الالمي‪ ،‬الاّاد ‪ ،2013 ،01‬ص ‪.63‬‬
‫إقليمي ‪ ،‬جاما الموال‪ ،‬الاّاد ‪ ،2020 ،43‬ص ‪.203‬‬ ‫‪ -3‬ساجّ فرحان حسين‪ "،‬إبعاد األجانب‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬مجل ادةاسا‬
‫في الالو اإلنساني ااالجصماعي ‪ ،‬جاما ساكريا‪ ،‬المجلّ ‪ ،03‬الاّاد‬ ‫‪ -4‬عمااد اوالحي ‪ "،‬القرار اإلداري بإبعاد األجنبي"‪ ،‬مجل ادةاسا‬
‫‪ ،2020 ،02‬ص ‪.580‬‬
‫‪ -5‬الشيخ بوسماح ‪ ،‬الحاج مبطوش‪ " ،‬الوضع القانوني اإلداري لألجانب في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية"‪ ،‬المجل‬
‫الماري للقانون الّالي‪ ،‬الاّاد ‪ ،2010 ،66‬ص ‪.627‬‬
‫‪- 285 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫محّاد ‪ ،‬ابأن ال ياواد إليه مر أترى ما ادا أن قراة اإلباااد ً‬


‫قائما‪ ،‬اذلك بالنظر إلى أن اجواده اداتل‬
‫الّال ينطوي على تاّيّ للنظا الاا ‪.1‬‬
‫قانوني اسياسي ‪ ،‬تصخذه‬ ‫إن اإلباااد ليس مجراد إجراء ضبطي‪ ،‬اإنما هو قراة إاداةي له تباا‬
‫اإلاداةي المخصا بموجب سلطصاا الصقّيري في حماي النظا ااألمن الاموميين‪ ،‬اقّ كان‬ ‫السلطا‬
‫يان ف من طرف الفقه في السابق بأنه من ضمن أعمال السيااد الصي ال تخضع للرقاب القضائي ‪ ،‬الكن‬
‫المااار تراجات عن هذا االتجاه‪ .2‬كما أن اإلباااد ال ياّ عقوب جنائي تقضي به المحاكم‬ ‫الصشرياا‬
‫اإلاداةي المخصا تحقيًقا للمالح الاام ‪.3‬‬ ‫القضائي ‪ ،‬اإنما هو إجراء ضبطي تباشره السلطا‬
‫ابذلك يكون اإلباااد ذا طابع مزاداج‪ ،‬فاو حق للّال اااجب علياا لحماي أمناا‪ ،4‬الاذا ياصبر‬
‫على النظا الاا الااادة عن‬ ‫الضبط الرامي إلى الوقاي من مخصلف االعصّاءا‬ ‫من أهم إجراءا‬
‫األجانب‪ ،5‬كما أنه باذا المانى ال ياصبر عقوب جنائي ‪.6‬‬
‫عالميا تجال من غير الممكن‬
‫ً‬ ‫تجّة اإلشاة إلى أنه توجّ مجموع من المباادئ الماصرف باا‬
‫تطبيق إجراء اإلباااد ضّ مواطني الّال ‪ ،‬عّيمي الجنسي ‪ ،‬الالجئين اكذا تحريم اإلباااد الجماعي‪.7‬‬
‫اإلاداةي‬ ‫اعليه‪ ،‬يمكن القول بأن اإلباااد هو ذلك اإلجراء الضبطي الااادة عن السلطا‬
‫تاّيّا للنظا ااألمن‬
‫ً‬ ‫المخصا في الّال ‪ ،‬االرامي إلى إتراج كل أجنبي من اإلقليم الوطني ترى فيه‬
‫حماي النظا الاا تقصضي‬ ‫الاموميين‪ ،‬ةغم أن طريق ادتول اإقام هذا األجنبي قانوني ‪ ،‬لكن مقصضيا‬
‫ترحيله إلى تاةج إقليم الّال ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمّ الرابي‪ ،‬مركز األجانب‪ ،‬ج األال‪ ،‬مركز الشخص الطبياي‪ ،‬اداة الناض الاربي ‪ ،‬القاهر ‪ ،2001 ،‬ص ‪190‬؛ أحمّ سالم‬
‫بّة‪ ،‬اإلباااد اإلاداةي في ميزان القضاء اإلاداةي االّسصوةي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪45‬؛ عمااد اوالحي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.584‬‬
‫‪Nicole GUIMEZANES, « Expulsion », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier 2009 (actualisation mai‬‬
‫‪2019), n°1, p 3.‬‬
‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.148-147‬‬ ‫‪ -2‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫الاام ‪ ،‬الكصاب الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.537‬‬ ‫‪ -3‬محمّ ماهر أبو الاينين‪ ،‬الحقوق االحريا‬
‫‪ -4‬عبّ الرسول عبّ الرضا‪ ،‬إقبال مبّة نايف‪ "،‬المعايير الدولية في آلية إبعاد الالجئين دراسة مقارنة"‪ ،‬مجل المحقق الحلي للالو‬
‫القانوني االسياسي ‪ ،‬جاما بابل‪ ،‬المجلّ ‪ ،04‬الاّاد ‪ ،2012 ،02‬ص ‪.128‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 15 février 1991, n°96046.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, 19 juin 1992, R.F.D.A, 1992, p 774.‬‬
‫‪ -7‬أنواة بوزياني‪ "،‬طرد األجانب بين موجبات السيادة ومبادئ القانون الدولي"‪ ،‬مجل الالو السياسي االقانون‪ ،‬المركز الّيمقراطي‬
‫الاربي‪ ،‬برلين‪ ،‬المجلّ ‪ ،03‬الاّاد ‪ ،16‬يوليو ‪ ،2019‬ص ‪ 69‬اما باّها‪.‬‬
‫‪- 286 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ -‬تمييز اإلبعاد عن غيره من اإلجراءات المشابهة‪ :‬يصشابه اإلباااد اإلاداةي مع باض‬
‫مصميز عناا من حيث النطاق ااآلثاة‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ًا‬ ‫األترى‪ ،‬لكنه يبقى‬ ‫اإلجراءا‬
‫البند األول‪ -‬اإلبعاد والتسليم‪ :‬يقاّ بالصسليم ذلك اإلجراء الذي ياّف إلى تسليم أجنبي مصواجّ على إقليم‬
‫ادال أترى مطلوب فياا للمحاكم أا لصنفيذ عقوب محكو باا عليه‪ ،1‬اذلك في حال اجواد‬ ‫الّال لسلطا‬
‫اتفاقي ثنائي أا جماعي تلز الّال بذلك‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 50‬فقر ‪ 02‬من الّسصوة‬
‫على‪ ":‬ال يمكن تسليم أحد إال بمقتضى اتفاقية دولية مصادق عليها‪ ،‬أو بموجب قانون"‪.2‬‬
‫ثنائي فيما بيناا‪ ،‬تحّاد فياا األفاال الصي يصم الصسليم على أساساا‪،‬‬ ‫تقو الّال عااد بإب ار اتفاقيا‬
‫اغيرها من األموة الصفايلي ‪ ،3‬كما هو الحال بالنسب لالتفاقي المصالق بصسليم المجرمين بين الجزائر‬
‫االمملك المصحّ ‪ ،4‬أا اتفاقي تسليم المجرمين بين الجزائر افرنسا‪.5‬‬
‫يصفق اإلباااد االصسليم في النصيج المصرتب عناما‪ ،‬اهي إنااء إقام األجنبي على إقليم الّال‬
‫اإتراجه مناا‪ ،‬لكناما يخصلفان من حيث األساس‪ ،‬فإذا كان اإلباااد أساسه حماي النظا الاا االماالح‬
‫الاليا للّال ‪ ،‬فإن الصسليم ياّ إجراء تصخذه الّال لمالح المجصمع الّالي‪ ،‬فاو يابر عن الصااان الّالي‬
‫الّال في المجال القضائي‪.‬‬ ‫بين حكوما‬
‫البند الثاني‪ -‬اإلبعاد والتكليف بالمغادرة‪ :‬الصكليف بالمغاادة كما سبق ذكره هو اإلجراء الذي تصخذه‬
‫اإلاداةي المخصا برعاي شؤان األجانب على مسصوى الوالي الصي يقيم فياا األجنبي في الحال‬ ‫السلطا‬
‫الصي يابح فياا ال يسصوفي باف ناائي شراط منحه بطاق المقيم‪.‬‬
‫يقصرب الصكليف بالمغاادة من اإلباااد بشكل كبير‪ ،‬لكناما يخصلفان من حيث األساس ااآلثاة‪ ،‬فمن‬
‫حيث األساس يرتبط اإلباااد بالصاّيّ الذي يشكله اجواد األجنبي اداتل إقليم الّال ‪ ،‬أما الصكليف بالمغاادة‬
‫فاو مجراد أمر من اإلاداة المخصا لألجنبي بضراة الخراج من البالاد بسبب انصااء مّ إقامصه في‬

‫‪ -1‬محمّ بوجان ‪ "،‬سلطة الدولة في إبعاد األجانب"‪ ،‬مجل القانون‪ ،‬الاّاد ‪ ،2012 ،03‬ص ص ‪.239-238‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 50‬فقر ‪ 02‬من الصاّيل الّسصوةي لسن ‪.2020‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Didier REBERT, « Extradition », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier 2009 (actualisation mars‬‬
‫‪2020), n°1, p 3 ; Antoine BÉAL, « Extradition », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. 233-75, date‬‬
‫‪du fascicul 15 novembre 2018, p 1.‬‬
‫‪ -4‬اتفاقي تصالق بصسليم المجرمين بين حكوم الجماوةي الجزائري الّيمقراطي الشابي احكوم المملك المصحّ لبريطانيا الاظمى‬
‫اإيرلنّا الشمالي ‪ ،‬الموقا بلنّن في ‪ 11‬يوليو ‪ ،2006‬ااادقت علياا الجزائر بموجب المرسو الرئاسي ةقم ‪ ،464-06‬مؤةخ في ‪11‬‬
‫اديسمبر ‪ ،2006‬ج ة الاّاد ‪ ،81‬ااادة في ‪ 13‬اديسمبر ‪.2006‬‬
‫‪ -5‬اتفاقي تسليم المجرمين بين حكوم الجماوةي الجزائري الّيمقراطي الشابي احكوم جماوةي فرنسا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 287 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الّال ‪ ،‬امن حيث اآلثاة المصرتب على كل مناما فإن اإلباااد يصطلب ترحيل األجنبي اعّ السماح له‬
‫ائما‪ ،‬بينما الصكليف بالمغاادة ال يؤادي إلى منع األجنبي من‬
‫بالّتول إلياا من جّيّ ما ادا مبرة إباااده ق ً‬
‫ادتول الّال مر أترى‪ ،‬بل يمكنه تقّيم مبرة جّيّ من أجل الحاول على اإلقام ‪.1‬‬
‫البند الثالث‪ -‬اإلبعاد والمنع من الدخول‪ :‬يصفق اإلباااد االمنع من الّتول في أن السبب من اةائاما ياواد‬
‫إلى الصاّيّ الذي يشكله األجنبي على النظا الاا اأمن الّال ‪ ،‬لكن االتصالف بيناما يظار في أن المنع‬
‫من الّتول ال يسمح فيه لألجنبي بالّتول إلى إقليم الّال مباشر باّ ااوله للنافذ الحّاادي ‪ ،‬أما اإلباااد‬
‫فيأتي باّ ادتول األجنبي اتثبيت إقامصه اداتل الّال ‪.2‬‬
‫ب‪ -‬أسباب اإلبعاد‪ :‬نص المشرع الجزائري على األسباب المبرة إلباااد األجنبي‪ ،‬اذلك في المااد ‪ 30‬من‬
‫القانون ةقم ‪ 11-08‬الصي تنص على‪ ":‬عالوة على األحكام المقررة في المادة ‪( 22‬الفقرة ‪ )3‬أعاله‪ ،‬فإن‬
‫إبعاد األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن يتخذ بموجب قرار عن وزير الداخلية‪ ،‬في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا تبين للسلطات اإلدارية أن وجوده في الجزائر يشكل تهديدا للنظام العام و‪/‬أو ألمن الدولة‪،‬‬
‫‪ -2‬إذا صدر في حقه حكم أو قرار قضائي نهائي يتضمن عقوبة سالبة للحرية بسبب ارتكابه جناية أو‬
‫جنحة‪،‬‬
‫‪ -3‬إذا لم يغادر اإلقليم الجزائري في المواعيد المحددة له طبقا ألحكام المادة ‪( 22‬الفقرتان ‪ 1‬و‪)2‬‬
‫أعاله‪ ،‬ما لم يثبت أن تأخره يعود إلى قوة قاهرة"‪ ،3‬هناك من يرى بأنه من الااوب بمكان اضع قائم‬
‫عل سبيل الحار ألسباب اإلباااد‪ ،‬ألناا تنطوي على مران ااتساع لّةج يصاذة حارها‪ ،‬اإن كان‬
‫يمكن ةادها إلى فكر حماي النظا الاا االمالح الاام للّال ‪.4‬‬
‫يصضح من نص المااد المذكوة أعاله بأن أسباب اإلباااد تنحار في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬بوجان محمّ‪ "،‬سلطة الدولة في إبعاد األجانب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.240-239‬‬
‫‪ -2‬مرااد بسايّ‪ " ،‬اإلبعاد و‪ /‬أو الطرد إلى الحدود في ظل قانون ‪ 11-08‬تعدد المقاربات ووحدة الهدف"‪ ،‬مّاتل ضمن أعمال‬
‫الّالي الخاا في الجزائر ااقع مصطوة‪ ،‬من تنظيم كلي الحقوق االالو السياسي ‪،‬‬ ‫الملصقى الوطني الموسو ب‪ :‬تنظيم الاالقا‬
‫جاما قااّي مرباح‪ ،‬اةقل ‪ ،‬يومي ‪ 21‬ا‪ 22‬أفريل ‪ ،2010‬ص ‪.344‬‬
‫‪ -3‬المااد ‪ 30‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫الاام ‪ ،‬الكصاب الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪538‬؛ أماني عبّ المقاواد ساواد‪ " ،‬إبعاد‬ ‫‪-4‬محمّ ماهر أبو الاينين‪ ،‬الحقوق االحريا‬
‫األجانب في ضوء المتغيرات الدولية الحديثة"‪ ،‬مجل البحوث القانوني ااالقصااادي ‪ ،‬جاما المناوة‪ ،‬الاّاد ‪ ،2020 ،72‬ص‬
‫‪.1268‬‬
‫‪- 288 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ -‬تهديد النظام العام أو أمن الدولة‪ :‬النظا الاا من األفكاة الصي اقع الجّل بشأناا‬
‫تاواا من حيث المفاو االاناار الصي يصكون مناا‪ ،‬اهذا بالنظر للمران الكبير الصي يصميز باا‬
‫ً‬
‫‪1‬‬
‫ااتصالفه حسب ظراف الزمان االمكان ‪.‬‬
‫لم يحّاد المشرع الجزائري شكل الصاّيّ الذي يبرة اتخاذ قراة اإلباااد اادةج جسامصه‪ ،‬فال هذا‬
‫ياني أن كل تاّيّ ماما كان شكله اادةج تطوةته يالح كمبرة إلباااد األجنبي؟ اما هو الفرق بين‬
‫تاّيّ النظا الاا اأمن الّال ؟ فاذه المفاهيم ليست موضوع تاريف تشرياي اال تنظيمي‪ ،‬الكن يصم‬
‫تقّيرها من قبل اإلاداة اتحت ةقاب القاضي اإلاداةي‪.2‬‬
‫اإلاداةي المخصا تصمصع بسلط تقّيري كبير في تقّير الصاّيّ الذي ينطوي‬ ‫الواقع أن السلطا‬
‫عليه تواجّ األجنبي اداتل اإلقليم الوطني على النظا الاا سواء كان ذلك من تالل سجله اإلجرامي أا‬
‫مجراد تقّير لخطوة سلوكه‪.3‬‬
‫اإذا توسانا في تحليل األسباب المصالق بالنظا الاا ‪ ،‬فيمكن إجمالاا في أسباب أمني ناتج عن‬
‫تطوة األجنبي االصي تارض األمن الاا للّال للخطر‪ ،4‬اأسباب سياسي ناتج عن أفاال المؤام ار‬
‫االصجسس‪ ،‬اأسباب اقصااادي نصيج الضرة الذي يسببه األجنبي لالقصاااد الوطني‪ ،‬اأسباب اجصماعي‬
‫ناتج عن اناّا اسائل المعيش لّى األجنبي‪ ،‬اأسباب احي إذا كان األجنبي مااب بمرض ماّي‬
‫أا ابائي ياّاد الاح الاام ‪.5‬‬
‫اإلاداةي للصاّيّ المحصمل للنظا الاا يكون بمازل عن الصقيّ‬ ‫هناك من يرى بأن تقّير السلطا‬
‫بالسوابق القضائي لألجنبي‪ ،6‬بينما هناك من يرى عكس ذلك بأن تاّيّ النظا الاا ينبغي أن يقصرن‬

‫‪ -1‬للمزيّ حول مفاو النظا الاا ‪ ،‬ةاجع سابًقا ص ‪ 192‬اما باّها من هذه األطراح ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- François JULIEN-LAFERRÈR, conditions de délivrance des visas, juin 2016, op.cit, p 29.‬‬
‫‪ -3‬أحمّ إبراهيم مايلحي‪" ،‬إبعاد األجانب في ضوء المتغيرات اإلقليمية والدولية المعاصرة"‪ ،‬مجل جاما الشاةق للالو القانوني ‪،‬‬
‫المجلّ ‪ ،17‬الاّاد ‪ ،2020 ،02‬ص ‪.656‬‬
‫إباااد األجانب "ادةاس مقاةن "‪ ،‬أطراح مقّم للحاول على ادةج‬ ‫‪ -4‬علي فايّ سالم الاجمي‪ ،‬تطوة الرقاب القضائي على ق ار اة‬
‫ادكصوةاه فلسف في القانون‪ ،‬كلي القانون‪ ،‬جاما عمان الاربي ‪ ،2012 ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -5‬أحمّ إبراهيم مايلحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.657-656‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Étrangers :Expulsion : Interdiction judicaire du territoire », JurissClasseur‬‬
‫‪Administratif, LexisNexis, Fasc. 233.66, date de fascicule 9 février 2017, mise à jour 1 er janvier 2019, p 2.‬‬
‫‪- 289 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بجريم تؤادي إلى الحكم على األجنبي‪ .‬فالضراة الملح لحماي النظا الاا تبرز في حال اةتكاب‬
‫األجنبي لجرائم مثل جرائم تاريب األسلح االمصاجر باا‪ ،‬الجوسس ‪ ،‬تجاة المخّ اة اغيرها‪.1‬‬
‫إضاف لألسباب المرتبط بالنظا الاا ‪ ،‬نص المشرع الجزائري على سبب آتر لم يكن مكرًسا في‬
‫األمر ةقم ‪ ،211-66‬اهو الصاّيّ الواقع على أمن الّال ‪ ،‬اكما هو الحال بالنسب لفكر النظا الاا لم‬
‫يقّ المشرع أي تحّيّ للماالم األساسي لمفاو أمن الّال ‪ .‬انصج عن هذا الوضع تقرير ادةج إضافي‬
‫ألسباب اإلباااد‪ ،‬تخصلف عن تاّيّ النظا الاا ‪.2‬‬
‫يرى الباض أن مفاو أمن الّال يرتبط في الوقت الراهن بظاهر اإلةهاب الذي أابح مشكل‬
‫هذه الظاهر ‪ ،‬األمر الذي ادفع‬ ‫عالمي تام جميع الّال‪ .3‬االجزائر من بين الّال الصي عانت من ايال‬
‫المشرع إلى تبني سياس عقابي تاّف إلى حماي أمن الّال االمواطن ضّ كل شكل من أشكال تاّيّ‬
‫أمن الّال ‪ ،‬االصي من أهماا جريم اإلةهاب‪.4‬‬
‫من الااب إيرااد تاريف شامل لماطلح أمن الّال ‪ ،‬فاو مفاو غامض امرن بشكل يمنح‬
‫تاّيّا ألمن الّال ‪ ،‬لاذا تاصبر‬
‫ً‬ ‫اساا من الصقّير في تحّيّ الوقائع الصي تشكل‬
‫هامشا ا ً‬
‫ً‬ ‫السطا اإلاداةي‬
‫قضايا اإلةهاب االصحريض عليه أا على النزاعا االنفاالي ‪ ،‬اترق االنضباط لّى المؤسسا األمني‬
‫االاسكري من أبرز المظاهر الصي تاّاد أمن الّال ‪.5‬‬
‫الاسكري للّال ‪ ،‬األمن‬ ‫األمن الّال عّ أباااد‪ ،‬فنجّ األمن الاسكري ايشمل تازيز القّ اة‬
‫الّيمقراطي ‪ ،‬امن‬ ‫ااآلليا‬ ‫الّسصوةي للّال االحفاظ على االنصخابا‬ ‫السياسي ايشمل اسصقراة المؤسسا‬
‫أبرز ما ياّاد هذا األمن نجّ الانف السياسي الذي ياني االسصخّا الفالي للقو أا الصاّيّ باا‪ ،‬بقاّ‬
‫المساس بنظا الحكم‪ ،‬االانف اإلةهابي الذي ياني اسصخّا الصاّيّ االصخويف من أجل تحقيق أغراض‬
‫سياسي ‪.6‬‬

‫‪ -1‬أحمّ الاايغ‪ " ،‬حدود سلطة القاضي اإلداري في رقابته على إبعاد األجانب"‪ ،‬مّاتل ضمن نّا حول‪ :‬قراء في قانون الاجر ‪،‬‬
‫ااأليا الّةاسي ‪ ،‬يناير ‪ ،2006‬ص ‪.124‬‬ ‫االلقاءا‬ ‫من تنظيم المااّ الاالي للقضاء‪ ،‬ازاة الاّل‪ ،‬المملك المغربي ‪ ،‬سلسل النّاا‬
‫‪2‬‬
‫‪-Xavier VANDENDRIESSCHE, Code de l’entrée et séjour des étrangers et du droit d’asile, 2ème éd, Dalloz,‬‬
‫‪Paris, 2011, p 317.‬‬
‫‪ -3‬طيبي أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.260‬‬
‫‪ -4‬عمراني كمال الّين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -5‬عاا الاطي ‪ ،‬القانون الّالي الاا ‪ ،‬ط ‪ ،8‬الّاة الاراقي للطباع االنشر االصوزيع‪ ،‬بيرا ‪ ،2014 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -6‬ةنا سالم أمان ‪ ،‬مبّأ عّ اإلعااد القسري في القانون الّالي‪ ،‬أطراح لنيل شاااد الّكصوةاه‪ ،‬كلي الحقوق‪ ،‬جاما النارين‪،2015 ،‬‬
‫ص ‪.218‬‬
‫‪- 290 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تظار الاالق بين أمن الّال االظاهر اإلةهابي من تالل المااد ‪ 87‬مكرة من قانون الاقوبا‬
‫تاواا الصاّيل‬
‫ً‬ ‫الصي جر المشرع الجزائري من تاللاا األفاال اإلةهابي الصي تسصاّف أمن الّال ‪،‬‬
‫األتير الذي تضمن إادةاج فال الساي للواول إلى السلط أا تغيير نظا الحكم بالطرق غير الّسصوةي ‪،‬‬
‫االمساس بالسالم الصرابي للوطن‪.1‬‬
‫اإلةهابي إباااد األجنبي حصى الو لم يرتكب باوة مباشر أي جريم جنائي ‪ ،‬كما‬ ‫تبرة النشاطا‬
‫تشجع على اسصامال الانف‪ ،2‬أا الذي يقّ الّعم‬ ‫في حال األجنبي الذي يقّ الّعم الفالي لمنظما‬
‫اللوجيسصي لمجموع تماةس الامل المسلح‪.3‬‬
‫اإلاداةي المخصا في‬ ‫من الواضح بأن المشرع الجزائري منح سلط تقّيري ااسا للسلطا‬
‫تاّيّا للنظا الاا اأمن الّال ‪،‬‬
‫ً‬ ‫إاّاة قراة اإلباااد ضّ كل أجنبي ترى في تواجّه على اإلقليم الوطني‬
‫اهو معياة يصسم بالمران ‪ ،‬اهذا حصى تصمكن اإلاداة من تقّير ادةج تطوة األجنبي حسب الوقائع‬
‫االظراف الحاال ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬اإلدانة الجزائية‪ :‬السبب الثاني إلباااد األجانب يصمثل في اّاة حكم جزائي ناائي‬
‫باإلادان الةتكاب جناي أا جنح يقضي باقوب سالب للحري ‪ ،‬اذلك حسب ما تنص عليه المااد ‪ 30‬من‬
‫القانون ةقم ‪ 11-08‬المذكوة أعاله‪ ،‬اهو األمر نفسه الذي كان مكرًسا في ظل األمر ةقم ‪.4211-66‬‬
‫ااادة عن القضاء الجزائري‪،‬‬
‫ًا‬ ‫المالحظ أن المشرع لم يشصرط أن يكون الحكم أا القراة القضائي‬
‫القضائي الجزائري ‪.5‬‬ ‫اذلك بالنظر ألن األحكا الجزائي األجنبي ليس لاا حجي أما الجاا‬
‫زيااد على ذلك‪ ،‬لم يحّاد المشرع الجزائري طبيا الجنح من حيث تطوةتاا‪ ،‬فالى عكس‬
‫اواا‬
‫ً‬ ‫الصي تاكس تطوة بالنظر لطبياصاا الخاا ‪ ،‬فاألمر ليس كذلك بالنسب للجنح ت‬ ‫الجنايا‬
‫البسيط مناا االصي ال ترقى ألن تكون مبرًاة إلباااد األجنبي‪ ،‬كما لم يحّاد المشرع مّ الاقوب السالب‬
‫للحري المحكو باا على األجنبي‪ ،‬اهو ما يمنح لإلاداة سلط تقّيري ااسا في إباااد األجنبي بغض‬

‫‪ -1‬أنظر المااد ‪ 2‬من األمر ةقم ‪ ،08-21‬مؤةخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،2021‬ياّل ايصمم األمر ةقم ‪ ،156-66‬مؤةخ في ‪ 8‬يونيو ‪،1966‬‬
‫االمصضمن قانون الاقوبا ‪ ،‬ج ة الاّاد ‪ ،45‬ااادة في ‪ 9‬يونيو ‪.2021‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.E, 8 septembre 1997, Sahin, Rec. C.E, n°196690.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-T.A, Lille, 25 octobre 1994, Magri, Rec. C.E, p 94.‬‬
‫‪ -4‬أنظر المااد ‪ 20‬نقط ‪ 02‬من األمر ةقم ‪ ،212-66‬مرجع سابق‪.‬‬
‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬ ‫‪ -5‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫‪- 291 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫النظر عن مّ الاقوب ‪ ،‬عكس ما كان مكرًسا في ظل األمر ‪ 212-66‬الذي كان يشصرط عقوب السجن‬
‫أي الاقوب المقرة للجناي أا الجنح المشّاد ‪.‬‬
‫بالمقاةن مع الصشريع الفرنسي‪ ،‬نجّ بأن قانون ‪ 28‬نوفمبر ‪ 2003‬تخلى عن شرط الاقوب الجزائي‬
‫كسبب من أسباب قراة اإلباااد‪ ،1‬اهذا توجه موفق من طرف المشرع الفرنسي‪ ،‬اكان من األحسن على‬
‫المشرع الجزائري حذف هذه الحال من نص المااد ‪ 30‬من القانون ةقم ‪.11-08‬‬
‫إاّاة‬ ‫الفقرة الثالثة‪ -‬عدم االستجابة للتكليف بمغادرة اإلقليم الوطني‪ :‬ذكرنا سابًقا شراط اإجراءا‬
‫قراة الصكليف بمغاادة اإلقليم الوطني‪ ،‬فإذا ةفض األجنبي تنفيذ هذا الصكليف في اآلجال القانوني الصي‬
‫نات علياا المااد ‪ 22‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬يصحول الصكليف بالمغاادة إلى إباااد ما لم يثبت أن تأتره‬
‫في تنفيذ هذا القراة ياواد إلى قو قاهر ‪.‬‬
‫يمكن القول أن هذه الطريق المصبا من طرف المشرع الجزائري‪ ،‬االصي يصحول من تاللاا الصكليف‬
‫بمغاادة اإلقليم الوطني إلى إباااد مرادها ةغب المشرع في إضفاء طابع تنفيذي على قراة الصكليف بمغاادة‬
‫أيضا منح األجنبي الحق في الطان القضائي من أجل ةقاب مشراعي قراة اإلباااد الذي‬
‫اإلقليم الوطني‪ ،‬ا ً‬
‫يبنى في هذه الحال على أساس مشراعي الصكليف بالمغاادة ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ -‬األفعال المنافية لألخالق والسكينة العامة أو المساس بالمصالح الوطنية‪ :‬كرس المشرع‬
‫الجزائري هذه الحال بموجب المااد ‪ 30‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬المذكوة سابًقا‪ ،‬اذلك من تالل اإلحال‬
‫على األحكا المقرة في نص المااد ‪ 22‬الفقر ‪( 03‬الاحيح الفقر ‪ )04‬من القانون نفسه‪ ،‬ابالاواد لاذه‬
‫األتير نجّها تنص على‪ ":‬كما يمكن سحب بطاقة المقيم الذي يثبت للسلطات المعنية أن نشاطاته‬
‫منافية لألخالق والسكينة العامة‪ ،‬أو تمس بالمصالح الوطنية‪ ،‬أو أدت إلى إدانته عن أفعال ذات صلة‬
‫بهذه النشاطات"‪.2‬‬
‫يالحظ أن المشرع قّ اقع في تكراة غير مبرة في تحّيّ األسباب الّاعي لقراة اإلباااد‪ ،‬حيث‬
‫نات المااد ‪ 30‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على السبب الاا لاذا اإلجراء اهو تاّيّ النظا الاا ثم‬

‫‪1‬‬
‫‪- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, op.cit, p 304.‬‬
‫هي‪ :‬الصاّيّ الجسيم‬ ‫حار المشرع الفرنسي في القانون المصالق بّتول اإقام األجانب احق اللجوء أسباب اإلباااد في ثالث حاال‬
‫للنظا الاا (المااد ‪ ،)L.631-1‬الحاج الملح لحماي أمن الّال (المااد ‪ ،)L.631-2‬اهنا يوجّ تطابق ما بين الصشرياين‬
‫إةهابي (‪.)L.631-3‬‬ ‫الجزائري االفرنسي‪ ،‬االحال األتير تصالق بصاّيّ الماالح األساسي للّال الناتج عن نشاطا‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 22‬فقر ‪ 04‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 292 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أحالت المااد نفساا إلى نص المااد ‪ 22‬من القانون نفسه‪ ،‬االصي نات على األسباب المصالق بنشاطا‬
‫األجنبي المنافي لألتالق االسكين الاام ‪ ،‬االصي هي جزء من الاناار المكون لفكر النظا الاا ‪.1‬‬
‫اسصحّث المشرع الفرنسي بموجب القانون ةقم ‪ 1119-2003‬إجراء المراجا اآللي ألسباب‬
‫من تاةيخ اّاة قراة اإلباااد‪ ،‬اهذا للنظر في‬ ‫اإلباااد‪ ،‬حيث يصم إعااد ادةاسصاا كل تمس (‪ )05‬سنوا‬
‫إمكاني إلغاء هذا القراة‪ ،‬حيث يؤتذ في االعصباة تطوة الصاّيّ الذي ينطوي عليه األجنبي على النظا‬
‫الاا ‪ ،‬اكذا اضايصه الاائلي االماني ‪.2‬‬
‫في تحّيّ الجا الصي يناط باا إاّاة‬ ‫ج‪ -‬السلطة المختصة بإصدار قرار اإلبعاد‪ :‬اتصلفت الصشرياا‬
‫األفرااد‪ ،‬بينما‬ ‫قراة اإلباااد‪ ،‬فالباض مناا منح هذا االتصااص للسلط القضائي الضامن لحقوق احريا‬
‫ادال أترى هذا االتصااص للسلط اإلاداةي باعصباةها أكثر قّة على تقّير أسباب‬ ‫منحت تشرياا‬
‫المحاكم الطويل ‪.3‬‬ ‫اإلباااد‪ ،‬اتنفيذه بالسرع االفاالي المطلوب ‪ ،‬اهو ما ال توفره إجراءا‬
‫منح المشرع الجزائري االتصااص في إاّاة قراة اإلباااد لوزير الّاتلي ‪ ،‬حيث تنص المااد ‪30‬‬
‫من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪... ":‬فإن إبعاد األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن يتخذ بموجب قرار‬
‫صادر عن وزير الداخلية‪ ،4"...‬اذلك بالنظر ألن هذا القراة يصم تأسيسه على أسباب مرتبط بحماي‬
‫النظا الاا اأمن الّال اماالحاا الوطني ‪ ،‬فإن إسنااد هذا االتصااص لوزير الّاتلي باعصباةه السلط‬
‫المؤهل لحماي النظا الاا اداتل الّال ‪ ،‬ابالصالي فإنه ال يصاوة أن يقو بصفويض اتصاااه في هذا‬
‫المجال‪ ،‬ألن المشرع توله االتصااص الحاري في مماةس سلط إباااد األجانب‪.‬‬
‫د‪ -‬المدة القانونية لتنفيذ قرار اإلبعاد‪ :‬منح المشرع الجزائري لألجنبي الماني بقراة اإلباااد مال لمغاادة‬
‫اإلقليم الوطني‪ ،‬حيث تنص المااد ‪ 31‬فقر ‪ 02‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬ويستفيد حسب خطورة‬
‫الوقائع المنسوبة إليه‪ ،‬من مهلة تت اروح مدتها من ثمان وأربعين (‪ )48‬ساعة إلى خمسة عشر (‪)15‬‬
‫يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ تبليغه بقرار اإلبعاد من اإلقليم الجزائري"‪.5‬‬

‫‪ -1‬فوزي مااف ‪ "،‬سلطات مرفق األمن الوطني في إبعاد األجانب في النظام القانوني الجزائري"‪ ،‬مجل الالو االجصماعي ااإلنساني ‪،‬‬
‫الاّاد ‪ ،2016 ،12‬ص ‪.57‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Nicol GUIMEZANES, « Expulsion », op.cit, n°61, p15.‬‬
‫‪ -3‬كريم ناار حسنااي كاظم المحن ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -4‬المااد ‪ 30‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬المااد ‪ 31‬فقر ‪ 02‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 293 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تفسر هذه المال بمنح األجنبي الوقت الالز لصايئ أموةه اتسوي الصزاماته الاائلي االماني ‪ ،‬غير‬
‫اإلاداةي المخصا الخطوة الكبير للوقائع المنسوب لألجنبي فإن‬ ‫الصي تقّة فياا السلطا‬ ‫أنه في الحاال‬

‫المّ الممنوح لاذا األتير من أجل تنفيذ قراة اإلباااد تكون قاير ً‬
‫جّا‪ ،‬فالمشرع اضع نوع من الصّةج‬
‫بين تطوة الوقائع المنسوب لألجنبي امّ تنفيذ قراة اإلباااد‪.‬‬
‫قضائيا الم ياّة باّ حكم ضّه‪ ،‬يصم إتطاة النياب‬
‫ً‬ ‫افي الحال الصي يكون فياا األجنبي مصابع‬
‫الاام بقراة اإلباااد‪ ،‬حيث تقو هذه األتير بطلب إادةاج اسمه على قائم الممنوعين من مغاادة اإلقليم‪،‬‬
‫ناائيا‪ ،‬فإذا قضى باقوب سالب للحري‬
‫ابالصالي فإن قراة اإلباااد ال ينفذ إال باّ ايراة الحكم القضائي ً‬
‫فإن قراة اإلباااد ينفذ باّ انقضاء الاقوب ‪ ،‬افي حال الحكم بالبراء ‪ ،‬فالمفراض أال يصم اإلباااد ألنه أابح‬
‫غير مؤسس من الناحي القانوني ‪.1‬‬
‫اإلاداةي المخصا عنّما تاّة قراة اإلباااد على أساس تاّيّ النظا الاا ‪،‬‬ ‫غير أن السلطا‬

‫يجب على القاضي اإلاداةي أن يصأكّ من أن طبيا هذه الوقائع تبرة ً‬


‫فاال القراة المصخذ بغض النظر عن‬
‫الجزائي ‪ ،‬لاذا فإن الجرائم المرتكب من طرف األجنبي ال تبرة بذاتاا إاّاة قراة‬ ‫الجرائم االمصاباا‬
‫تاّيّا للنظا‬
‫ً‬ ‫اإلباااد‪ ،‬حيث تسصقل اإلاداة بفحص جميع ظراف القضي للصأكّ من كون األجنبي يشكل‬
‫الاا ‪ ،2‬اهذا ما طبقه مجلس الّال الفرنسي في ق ارةه المؤةخ في ‪ 14‬فيفري ‪.32014‬‬
‫نشير هنا إلى أن المشرع الجزائري لم ينص على قراة تحّيّ الّال الصي سيرسل لاا األجنبي‬
‫المباّ‪ ،‬لكن يمكن اسصنصاج ذلك بشكل ضمني من نص المااد ‪ 34‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬فانّ ةفض‬
‫ادتول األجنبي لإلقليم الجزائري تقو ماالح شرط الحّااد بإجباةه على الاواد إلى البلّ الذي سافر منه‬
‫أا البلّ الذي سلم له اثيق السفر‪ ،‬أا إلى أي بلّ آتر يقبل به‪.‬‬
‫اإلاداةي من اةاء إباااد األجنبي إال‬ ‫ه‪ -‬آثار قرار اإلبعاد‪ :‬ال يصحقق الاّف الذي تابو إليه السلطا‬
‫عنّما يكون لاذا القراة نصيج تصمثل في منع ادتول األجنبي المباّ إلى إقليم الّال من جّيّ‪ ،‬فال يجوز‬
‫قائما‪.4‬‬
‫له أن ياواد إلى الّال ما ادا قراة اإلباااد ً‬

‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬ ‫‪ -1‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫‪ -2‬زهير لاالم ‪ "،‬رقابة القاضي اإلداري لمشروعية ق اررات ترحيل األجانب –دراسة مقارنة بين الجزائر وفرنسا‪ ،"-‬مجل حوليا‬
‫جاما الجزائر ‪ ،1‬المجلّ ‪ ،35‬الاّاد ‪ ،2021 ،02‬ص ص ‪.37-36‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, 12 février 2014, M.B.A c/ Ministre de l’Intérieur, A.J.D.A, 2014, p 373.‬‬
‫‪-4‬االح الّين أحمّ حمّي‪ " ،‬القانون الجزائري والمركز القانوني لألجنبي في الدولة"‪ ،‬مجل القانون المقاةن‪ ،‬الجمعي الاراقي‬
‫للقانون المقاةن‪ ،‬الاّاد ‪ ،1985 ،16‬ص ‪.338‬‬
‫‪- 294 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لم ينص المشرع الجزائري على هذا األثر بشكل مباشر ااريح‪ ،‬لكن يمكن اسصنصاج ذلك من‬
‫تالل اشصراط المشرع لرتا إاداةي مسلم من ازير الّاتلي لكل أجنبي تم إباااده ايريّ باّها الاواد‬
‫إلى الجزائر‪ ،‬تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 43‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬كل أجنبي ‪...‬تم‬
‫إبعاده‪...‬ودخل من جديد إلى اإلقليم الجزائري دون رخصة‪."...‬‬
‫في القانون الفرنسي نص المشرع اراح على قراة المنع من الاواد إلى اإلقليم كأحّ مشصمال‬
‫قراة االل از بالخراج من اإلقليم‪ ،‬اذلك من تالل الموااد ‪ L.612-6‬إلى ‪ L.612-11‬من قانون ادتول‬
‫اإقام األجانب احق اللجوء‪.1‬‬
‫و‪ -‬الرقابة القضائية ضد قرار اإلبعاد‪ :‬نات باض القوانين المنظم إلقام األجانب اراح على عّ‬
‫جواز الطان في قراة اإلباااد على أساس أنه ينّةج ضمن طائف أعمال السيااد أا الحكوم ‪ ،‬اهو الحال‬
‫الّال تاصبر قراة إباااد األجانب مجراد‬ ‫بالنسب للصشرياين القطري االكويصي‪ ،2‬لكن األغلبي من تشرياا‬
‫إجراء ضبطي‪ ،‬يجوز الطان فيه باّ المشراعي أما القاضي اإلاداةي‪.3‬‬
‫لم ينص المشرع الجزائري بشكل اريح على حق األجنبي في ةفع ادعوى اإللغاء ضّ قراة‬
‫اإلاداةي في‬ ‫اإلباااد‪ ،‬لكن هذه الّعوى ال تحصاج للنص علياا باعصباةها من المباادئ الاام للمنازعا‬
‫النظا القضائي المزاداج الذي ساة عليه المشرع الجزائري‪ ،‬اعليه يمكن لألجنبي مماةس حق الطان طبًقا‬
‫المّني ااإلاداةي ‪.‬‬ ‫للقواعّ الاام المقرة في قانون اإلجراءا‬
‫اعلى اعصباة أن قراة اإلباااد ياّة عن ازير الّاتلي ‪ ،‬هذا األتير ياصبر سلط إاداةي مركزي ‪،‬‬
‫ياواد لمجلس الّال ‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطاة‬ ‫فإن االتصااص النوعي في هذا النوع من المنازعا‬
‫المااد ‪ 9‬من القانون الاضوي ةقم ‪ 01-98‬على‪ ":‬يختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة‪ ،‬بالفصل‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art L.612-6 à L.612-11, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪ -2‬أحمّ سالم أحمّ بّة‪ "،‬اإلبعاد اإلداري لألجانب في ضوء القضاء اإلداري والدستوري دراسة مقارنة تحليلية"‪ ،‬مجل مار‬
‫المااار ‪ ،‬الجمعي الماري لالقصاااد السياسي ااإلحااء االصشريع‪ ،‬السن ‪ ،107‬الاّاد ‪ ،521‬يناير ‪ ،2016‬ص ‪.169‬‬
‫‪ -3‬كريم ناار حسنااي المحن ‪ "،‬الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد"‪ ،‬مجل الفكر القانوني ااالقصااادي‪ ،‬السن الرابا ‪ ،‬الاّاد ‪،18‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.855‬‬
‫‪Edmond HONORAT, « Le renforcement du contrôle du juge administratif : le regard d’un conseiller‬‬
‫‪d’État », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le territoire national, organisé par‬‬
‫‪la Cour de cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation irrégulière, ouvrage coordonné‬‬
‫‪par Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, p 69.‬‬
‫‪- 295 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير المشروعية في الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية‬
‫المركزية‪.1"...‬‬
‫كما يمكن لألجنبي الطان في قراة اإلباااد عن طريق ةفع ادعوى اسصاجالي ‪ ،‬حيث تنص في هذا‬
‫اإلطاة المااد ‪ 31‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪... ":‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 13‬من قانون العقوبات‪،‬‬
‫يجوز لألجنبي موضوع قرار وزير الداخلية المتضمن اإلبعاد خارج اإلقليم الجزائري أن يرفع دعوى أمام‬
‫القاضي االستعجالي المختص في المواد اإلدارية في أجل أقصاه خمسة (‪ )5‬أيام ابتداء من تاريخ‬
‫تبليغه بهذا القرار‪.‬‬
‫‪...‬ويكون لهذا الطعن أثر موقف‪.2"...‬‬
‫المالحظ األساسي على نص هذه المااد أن المشرع جال الطان في قراة اإلباااد يصم أما‬
‫القاضي اإلاداةي االسصاجالي‪ ،‬مع أن المقاواد بعباة "الطعن" هي ادعوى البطالن ضّ هذا القراة‪ ،‬اذلك‬
‫من تالل فحص أاجه عّ مشراعي القراة اإلاداةي‪ ،‬ابالصالي يكون من اتصااص قاضي الموضوع‪.3‬‬
‫الواضح بأن المشرع الجزائري ترج عن القواعّ الاام المصالق بضوابط اتصااص القضاء‬
‫االسصاجالي اإلاداةي‪ ،‬االصي تقصضي اتخاذ تّابير مؤقص ال تمس بأال الحق‪ ،‬اكرس قواعّ جّيّ تمنح‬
‫لقاضي االسصاجال الاالحي للخوض في جوهر النزاع اتقّير مشراعيصه القانوني االواقعي ‪.4‬‬
‫مصناقضا‪ ،‬إذ قضى بأن قراة‬
‫ً‬ ‫كما نجّ أن موقف القاضي اإلاداةي الجزائري في هذا الشأن كان‬
‫اإلباااد يخرج عن نطاق اتصااص قاضي األموة المسصاجل على أساس نص المااد ‪ 171‬مكرة من‬
‫المصالق بالنظا الاا ‪،5‬‬ ‫المّني القّيم‪ ،‬االصي أترجت من نطاق اتصاااه المنازعا‬ ‫قانون اإلجراءا‬

‫مجلس الّال اتنظيمه اعمله‪ ،‬ج ة‬ ‫‪-1‬المااد ‪ 9‬من القانون الاضوي ةقم ‪ ،01-98‬مؤةخ في ‪ 30‬مايو ‪ ،1998‬يصالق باتصاااا‬
‫الاّاد ‪ ،37‬ااادة في أال يونيو ‪ ،1998‬ماّل امصمم بالقانون الاضوي ةقم ‪ ،13-11‬مؤةخ في ‪ 26‬يوليو ‪ ،2011‬ج ة الاّاد ‪،43‬‬
‫ااادة في ‪ 3‬غشت ‪ ،2011‬ماّل امصمم بالقانون الاضوي ةقم ‪ ،02-18‬مؤةخ في ‪ 4‬ماةس ‪ ،2018‬ج ة الاّاد ‪ ،15‬ااادة في ‪7‬‬
‫ماةس ‪ .2018‬اهو األمر ذاته الذي تنص عليه المااد ‪ 901‬من القانون ةقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬المااد ‪ 31‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬ ‫‪ -3‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫‪ -4‬سمير بلحيرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪ -5‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرف اإلاداةي ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،26998‬ااادة في ‪ 26‬اديسمبر ‪ ،1981‬قضي (اد‪.‬ك) ضّ ةئيس مكصب األبحاث‬
‫االصنظيم ااألمن الاا لقسم الاجر ‪ ،‬المجل القضائي ‪ ،‬الاّاد ‪ ،1989 ،02‬ص ‪.188‬‬
‫‪- 296 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫غير أنه عااد الحًقا اأقر باتصااص القاضي االسصاجالي في اقف تنفيذ قراة اإلباااد إلى غاي الفال في‬
‫ادعوى اإللغاء‪.1‬‬
‫‪ -2‬قرار الطرد إلى خارج الحدود‪ :2‬ياصبر الطراد إلى تاةج الحّااد اإلجراء الثاني لصرحيل األجانب من‬
‫إقليم الّال ‪ ،‬هذا اإلجراء لم يكن مكرًسا في ظل األمر ةقم ‪ ،211-66‬الذي اقصار فيه المشرع على‬
‫إجراء اإلباااد‪.‬‬
‫اةغم أن المشرع لم يكن ينص على هذا اإلجراء من الناحي القانوني ‪ ،‬إال أن الواقع الاملي كان‬
‫اإلاداةي تماةسه بشكل مصواال‪ ،‬اادان اجواد سنّ قانوني له‪ ،‬اذلك بالنظر‬ ‫يفرضه‪ ،‬اكانت السلطا‬
‫ادتول األجانب إلى إقليماا باوة غير شرعي ‪ ،‬أا اإلقام بطريق غير‬ ‫للضراة الصي تسصلزماا حاال‬
‫قانوني ‪ ،‬االصي تصطلب اتخاذ إجراء سريع ضّ األجنبي‪.3‬‬
‫هذا القاوة الصشرياي كان يصماشى إلى حّ ما مع الواقع الميّاني الذي كانت تارفه الجزائر في‬
‫الماضي‪ ،‬لكن الوضع الحالي قّ تغير عما كان عليه من قبل‪ ،‬ااقع أابح يصميز بصزايّ ظاهر الاجر غير‬
‫الشرعي ‪ ،‬حيث أابحت الجزائر مركز عبوة نحو ادال القاة األاةابي ‪ ،‬كما ظار في اآلان األتير‬
‫االحراب األهلي ‪ .‬الاذا فقّ أحسن المشرع الجزائري‬ ‫مشكل الالجئين األفاةق النازحين بسبب الاراعا‬
‫باسصحّاثه آلي الطراد إلى تاةج الحّااد بموجب القانون ةقم ‪.11-08‬‬
‫لّةاس قراة الطراد إلى تاةج الحّااد يصطلب األمر تحّيّ مفاو هذا اإلجراء‪ ،‬ثم عرض إجراءا‬
‫ير مّى تضوعه للرقاب القضائي ‪ ،‬اذلك كاآلتي‪:‬‬
‫إاّاةه‪ ،‬اأت ًا‬

‫‪ -1‬مجلس الّال ‪ ،‬قراة ةقم ‪ ،13772‬مؤةخ في ‪ 14‬أكصوبر ‪ ،2002‬قضي (أ‪.‬ن)‪ ،‬ضّ ازير الّاتلي ‪ ،‬مجل مجلس الّال ‪ ،‬الاّاد‬
‫‪ ،2002 ،02‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -2‬اسصحّث المشرع الفرنسي إجراء الطراد إلى تاةج الحّااد ألال مر من تالل القانون المصالق بالّتول ااإلقام الااادة في ‪29‬‬
‫أكصوبر ‪ ،1981‬باعصباةه تّبير بسيط لصنفيذ عقوب المنع القضائي من اإلقليم‪ ،‬ابموجب القانون الااادة في ‪ 9‬سبصمبر ‪ 1986‬ظار‬
‫إجراء الطراد إلى تاةج الحّااد باعصباةه تّبير إاداةي‪ ،‬الاّف منه ةادع الّتول غير المشراع لإلقليم الفرنسي أا اإلقام غير القانوني‬
‫لألجنبي في اإلقليم الفرنسي‪ .‬أنظر عاا نام إسماعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.142-141‬‬
‫‪Martine DENIS-LINTON, Mattias GUYOMAR, « Contentieux des étrangers : Reconduite à la frontière »,‬‬
‫‪JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. 1156, 2 juin 2003, mis à jour 22 décembre 2012, pp 2-3.‬‬
‫‪ -3‬ماطفى إبراهيم عبّ الفصاح الاّاي‪ " ،‬العقوبات المقررة على األجانب المخالفين لقواعد الدخول واإلقامة في القانون المصري‬
‫دراسة تطبيقية‪-‬تحليلية"‪ ،‬مجل القانون ااالقصاااد‪ ،‬جاما القاهر ‪ ،‬الاّاد ‪ ،2019 ،92‬ص ‪307‬؛ ماطفى إبراهيم عبّ الفصاح‬
‫الاّاي‪ ،‬سلط الّال في تنظيم إقام األجانب اإبااادهم االرقاب القضائي علياا ادةاس مقاةن ‪ ،‬ةسال لنيل ادةج الّكصوةاه‪ ،‬كلي‬
‫الحقوق‪ ،‬جاما عين شمس‪ ،2004 ،‬ص ‪.679‬‬
‫‪- 297 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ترحيل اإتراج‬ ‫أ‪ -‬مفهوم الطرد إلى خارج الحدود‪ :‬ياصبر الطراد إلى تاةج الحّااد من أهم ق ار اة‬
‫األجانب‪ ،‬لذلك يجب البحث في تاريفه‪ ،‬ثم تمييزه عن قراة اإلباااد‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬تعريف الطرد إلى خارج الحدود‪ :‬الطراد إلى تاةج الحّااد هو اإلجراء الذي يصم بموجبه‬
‫اقصيااد أحّ األجانب إلى أحّ منافذ الّال ‪ ،‬اهذا لصواجّه باوة غير مشراع ‪ ،‬سواء كان ذلك نصيج‬
‫لّتوله إلى إقليم الّال بطريق غير مشراع ‪ ،‬أا عّ حاوله على ترتيص باإلقام القانوني ‪ ،‬أا تخلفه‬
‫قانونا‪ ،1‬أا هو القراة الااادة من السلط‬
‫ً‬ ‫عن تجّيّ بطاق اإلقام حسب الضوابط المناوص علياا‬
‫غما عنه‪ ،‬نصيج لصواجّه‬
‫اإلاداةي المخصا ‪ ،‬االمصضمن اقصيااد األجنبي إلى منافذ البالاد الحّاادي اإتراجه ة ً‬
‫باوة غير قانوني أا ادتوله باوة غير مشراع "‪.2‬‬
‫اإلاداةي‬ ‫يمكن القول بأن قراة الطراد إلى تاةج الحّااد هو ذلك اإلجراء الذي يسمح للسلطا‬
‫المخصا إتراج األجنبي من إقليم الّال ‪ ،‬اذلك في عنّما تكون اضعي هذا األتير تخالف الشراط‬
‫القانوني ‪ ،‬سواء كان ذلك نصيج الّتول بطريق غير شرعي إلقليم الّال ‪ ،‬اتصجسّ هذه الاوة بشكل‬
‫عملي عبر ما يسمى بالاجر السري ‪ ،‬أا نصيج لصواجّه بطريق غير قانوني اداتل إقليم الّال ‪ ،‬اتصحقق‬
‫هذه الحال من الناحي الاملي عنّ تجااز المّ القانوني لصأشير الّتول أا بطاق اإلقام ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬تمييز الطرد إلى خارج الحدود عن اإلبعاد‪ :‬الطراد إلى تاةج الحّااد هو إجراء تصخذه‬
‫اإلاداةي المخصا في مواجا األجنبي الذي يوجّ في اضعي غير قانوني ‪ ،‬حيث تنص في هذا‬ ‫السلطا‬
‫اإلطاة المااد ‪ 36‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬يمكن طرد األجنبي الذي يدخل إلى الجزائر بصفة غير‬
‫شرعية أو يقيم بصفة غير قانونية على اإلقليم الجزائري إلى الحدود‪.3"...‬‬
‫من تالل نص هذه المااد يصبين بأن الطراد يخصلف عن اإلباااد من حيث اف األجنبي الماني‬
‫بإجراء الصرحيل‪ ،‬فإذا كان قراة اإلباااد ياّة في مواجا األجنبي المقيم بطريق قانوني فإن الطراد عكس‬
‫ذلك‪ ،‬إذ ياّة في مواجا األجنبي الذي يّتل إلى الّال بطريق غير شرعي أا كانت إقامصه غير‬
‫قانوني ‪ ،‬كما يخصلفان من حيث األساس القانوني‪ ،‬فقراة اإلباااد أساسه الصاّيّ الذي يشكله األجنبي على‬
‫النظا الاا ‪ ،‬أما الطراد فأساسه الوضعي غير القانوني لألجنبي اداتل الّال ‪.‬‬

‫‪ -1‬كريم ناار حسنااي كاظم الحن ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫الاام ‪ ،‬الكصاب الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪-2‬محمّ ماهر أبو الاينين‪ ،‬الحقوق االحريا‬
‫‪-3‬المااد ‪ 36‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 298 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ب‪ -‬الجهة المختصة بإصدار قرار الطرد إلى خارج الحدود‪ :‬أسنّ المشرع الجزائري االتصااص في‬
‫إقليميا‪ ،‬اهذا افق ما تنص عليه المااد ‪ 36‬من‬
‫ً‬ ‫إاّاة قراة الطراد إلى تاةج الحّااد للوالي المخصص‬
‫القانون ةقم ‪ 11-08‬الصي جاء فياا‪ ":‬يمكن طرد األجنبي‪...‬بقرار صادر عن الوالي المختص إقليميا‪.1"...‬‬
‫إن إسنااد االتصااص بطراد األجانب للوالي يجّ مبرةه في أن األجنبي الماني باذا القراة يكون‬
‫فاليا قّ ادتل إلى اإلقليم الجزائري‪ ،‬ااسصقر في االي ماين من االي الوطن‪ ،‬فسواء كان الطراد على أساس‬
‫ً‬
‫الّتول باف غير شرعي فإن الوالي المخصص في هذه الحال يصحّاد بمكان القبض على هذا األجنبي‪،‬‬
‫أا كان على أساس اإلقام غير القانوني فاالتصااص ياواد في هذه الحال للوالي الذي ةفض منح بطاق‬
‫اإلقام أا تجّيّها‪.‬‬
‫ج‪ -‬األسباب المبررة إلصدار قرار الطرد إلى خارج الحدود‪ :‬حّاد المشرع الجزائري في المااد ‪ 36‬من‬
‫القانون ةقم ‪ 11-08‬األسباب المبرة لطراد األجنبي‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬الدخول إلى اإلقليم الوطني بطريقة غير شرعية‪ :‬ينارف المانى الواةاد في المااد ‪36‬‬
‫من القانون ةقم ‪ ،11-08‬االقاضي بطراد األجنبي الذي يّتل إلى اإلقليم الجزائري بطريق غير شرعي‬
‫إلى تلك الحال الصي يكون فياا هذا الّتول قّ تم عبر منافذ غير ةسمي ‪ ،‬سواء عن طريق الحّااد البري‬
‫أا البحري ‪ ،‬اهو ما يابر عنه عااد بالهجرة السرية أا الهجرة غير الشرعية‪ ،‬فاألجنبي الذي ال يّتل من‬
‫غير شرعي تبرة طراده‪.‬‬ ‫األماكن الرسمي الماصمّ على مسصوى المراكز الحّاادي ياصبر في اضعي‬
‫مكمال للمصابا الجزائي ‪ ،‬حيث جر المشرع الجزائري من تالل القانون ةقم‬
‫ً‬ ‫اياصبر إجراء الطراد‬
‫‪ 11-08‬مخالف األحكا المصالق بالّتول إلى اإلقليم الجزائري إضاف لألحكا المصالق باإلقام امغاادة‬
‫اإلقليم‪ ،‬عكس ما فال على مسصوى قانون الاقوبا ‪ ،‬حيث اكصفى بصجريم فال الخراج غير الشرعي من‬
‫اإلقليم الجزائري اتجاهل الّتول غير الشرعي‪ ،‬اذلك حسب ما تنص عليه المااد ‪ 175‬مكرة ‪ 1‬المّةج‬
‫سن ‪.22009‬‬ ‫بموجب تاّيل قانون الاقوبا‬

‫‪-1‬المااد ‪ 36‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬ادليل سالمي‪ ،‬إباااد األجانب في القانون الجزائري‪ ،‬أطراح لنيل شاااد ادكصوةاه في الالو ‪ ،‬تخاص قانون تاص‪ ،‬كلي الحقوق‪،‬‬
‫جاما الجزائر ‪ ،1‬السن الجاما ‪ ،2019-2018‬ص ص ‪.125-124‬‬
‫‪- 299 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ال شك أن تحّيّ أماكن الّتول االخراج من اإلقليم الوطني أمر يصطلبه أمن الّال اسالمصاا‪،‬‬
‫مصسلال اال يكصسب أي مركز‬
‫ً‬ ‫فإذا ادتل األجنبي من غير هذه األماكن المحّاد فإنه يكون في هذه الحال‬
‫قانوني‪.1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬اإلقامة في االقليم الوطني بطريقة غير قانونية‪ :‬ترتبط هذه الحال بالوثائق الصي تبرة‬
‫إقام األجنبي اداتل الّال ‪ ،‬فاذا األتير يخضع طيل إقامصه للرقاب اإلاداةي من تالل مراقب مخصلف‬
‫الوثائق الصي تبرة تواجّه القانوني‪ .‬تنص في هذا اإلطاة المااد ‪ 25‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬على‬
‫الرعايا األجانب تقديم المستندات أو الوثائق المثبتة لوضعيتهم عند كل طلب من األعوان المؤهلين‬
‫لذلك"‪.2‬‬
‫عنّ انصااء المّ المحّاد في تأشير الّتول امع عّ مغاادةته للّال كما تنص عليه األحكا‬
‫اإلاداةي المخصا لقراة‬ ‫القانوني يصحول اجواد األجنبي إلى اضعي غير قانوني تبرة اتخاذ السلطا‬
‫الطراد‪ ،‬لاذا تنص المااد ‪ 6‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على أنه‪ ":‬على األجنبي مغادرة اإلقليم الجزائري‬
‫بمجرد انقضاء مدة صالحية تأشيرته أو بطاقة إقامته‪ ،‬أو المدة القانونية المرخص بها لإلقامة باإلقليم‬
‫الجزائري"‪.3‬‬
‫يمكن لألجنبي أن يصجنب قراة الطراد‪ ،‬اذلك في حال تسوي اضايصه اإلاداةي ‪ "،‬يمكن طرد‬
‫األجنبي‪...‬إال في حالة تسوية وضعيته اإلدارية"‪ ،4‬كأن ياّة قانون عا يصضمن تسوي الوضعي غير‬
‫القانوني لألجانب‪ ،‬أا يصزاج األجنبي بطرف اطني حسب ما ينص عليه القانون‪ ،‬أا يكون ممن ال يجوز‬
‫طرادهم إال باّ الفال في اضايصام كما في حال طلب اللجوء السياسي‪.5‬‬
‫المبرة لقراة االل از بالخراج من‬ ‫بالمقاةن مع القانون الفرنسي‪ ،‬نجّ المشرع قّ نص على الحاال‬
‫اآلتي ‪:‬‬ ‫تفاال‪ ،‬إذ حارها في الحاال‬
‫ً‬ ‫اإلقليم بشكل أكثر‬
‫الّتول القانوني لإلقليم الوطني‪.‬‬ ‫‪ -‬األجنبي الذي ال يسصطيع اثبا‬

‫‪-1‬كريم ناار حسنااي المحن ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬


‫‪-2‬المااد ‪ 25‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬المااد ‪ 6‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬المااد ‪ 36‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫في القانون الّالي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.156-155‬‬ ‫‪ -5‬الطيب زةاتي‪ ،‬ادةاسا‬
‫‪- 300 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الصأشير لكنه يبقى في اإلقليم‬ ‫‪ -‬األجنبي الذي انصات مّ تأشيرته‪ ،‬أا األجنبي الذي ال يخضع لمصطلبا‬
‫الفرنسي ادان الحاول على بطاق إقام ‪.‬‬
‫‪ -‬األجنبي الذي تم ةفض إاّاة بطاق إقام له أا ةفض تجّيّها أا سحباا منه باّ إاّاةها‪.‬‬
‫‪ -‬األجنبي الذي ةفض االعصراف له باف الالجئ‪.‬‬
‫تاّيّا‬
‫ً‬ ‫‪ -‬عنّما يشكل سلوك األجنبي الذي ال يقيم بطريق قانوني منذ أكثر من ثالث (‪ )03‬أشار بفرنسا‬
‫للنظا الاا ‪.‬‬
‫‪ -‬األجنبي الذي ال يقيم بطريق قانوني منذ أكثر من ثالث (‪ )03‬االذي يخرق أحكا قانون الامل‪.1‬‬
‫يالحظ أنه عنّما يؤس س قراة الطراد على تاّيّ األجنبي للنظا الاا يمكن لذلك أن يؤادي إلى‬
‫ادائما على‬
‫الخلط بين إجراءا الطراد إلى تاةج الحّااد بسبب اإلقام غير القانوني ‪ ،‬ااإلباااد الذي يسصنّ ً‬
‫اعصبا اة حماي النظا الاا ‪ ،‬االصي قضى المجلس الّسصوةي أناا ال تنطوي على أي لبس‪ .2‬يرى باض‬
‫الفقه أن المشرع الفرنسي ياّف من اةاء ذلك إلى إتراج األجنبي الذي ينطوي اجواده على تاّيّ للنظا‬
‫الصي يسصلزماا إجراء اإلباااد‪.3‬‬ ‫ااإلجراءا‬ ‫الاا ادان المراة بالضمانا‬
‫د‪ -‬تنفيذ قرار الطرد إلى خارج الحدود‪ :‬لم يحّاد المشرع الجزائري المّ الصي تمنح لألجنبي من أجل‬
‫مغاادة اإلقليم الوطني‪ ،‬األمر الذي ياني أن هذا القراة يمكن أن ينفذ بشكل فوةي بمجراد اّةاه‪.‬‬
‫كان من األحسن على المشرع الجزائري تحّيّ مال لصنفيذ قراة الطراد إلى تاةج الحّااد‪ ،‬لاذا نجّ‬
‫احوبا بقراة المغاادة‬
‫ً‬ ‫بأن المشرع الفرنسي نص على أن قراة االل از بالخراج من اإلقليم يجب أن يكون م‬

‫الطوعي ‪ ،‬تحّاد من تالله مال لألجنبي قّةها ثالثون (‪ً )30‬‬


‫يوما من أجل مغاادة اإلقليم‪ ،4‬لكن في‬
‫اإلاداةي المخصا لصنفيذ قراة االل از بالخراج من اإلقليم‬ ‫المقابل نجّه قّ أعطى الاالحي للسلطا‬
‫مباشر ادان مال للمغاادة ‪ ،‬اهذا في حال ما إذا كان سلوك األجنبي ينطوي على تاّيّ للنظا الاا ‪ ،‬أا‬
‫اسصاماله لطرق احصيالي في تسوي اثائقه أا تجّيّها‪ ،‬أا إذا كان هناك مبرة مقنع بأنه سيصارب من تنفيذ‬
‫قراة االل از بالخراج من اإلقليم‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Voir art L.611-1, du C.E.S.E.D.A, op.cit. Voir aussi l’annexe n° 11, p 634.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Dominique TURPIN, « Reconduite à la frontière », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier 2005‬‬
‫‪(actualisation décembre 2019), n°18, p 15.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Étrangers: Obligation de quitter le territoire-Réadmission », JurissClasseur‬‬
‫‪Administratif, LexisNexis, Fasc. 233.65, date du fascicule 7 février 2020, p 3.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Voir art L.612-1, du C.E.S.E.D.A, op.cit.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Voir art L.612-2, du C.E.S.E.D.A, op.cit.‬‬
‫‪- 301 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ال يمكن تنفيذ قراة الطراد إلى تاةج الحّااد ادان تحّيّ بلّ إعااد اإلةسال من طرف السلطا‬
‫اإلاداةي المخصا عن طريق قراة إاداةي مسصقل‪ ،1‬اهذه الوجا تكون باألساس البلّ الذي يحمل األجنبي‬
‫جنسيصه أا أي بلّ آتر يقبل به‪.‬‬
‫اإلاداةي الجزائري تصغاضى عن الصطبيق الااة ألحكا‬ ‫في الواقع الاملي نجّ أن السلطا‬
‫القانون ةقم ‪ ،11-08‬فاسح المجال أما فئ كبير من المااجرين االنازحين األفاةق بالبقاء على اإلقليم‬
‫طويل ‪ ،‬ةغم ما ينطوي عليه ذلك من نصائج سلبي قّ تمس باألمن الاا للّال اسالم‬ ‫الجزائري لفص ار‬
‫الامومي الصاامل بمنطق إنساني أكثر منه‬ ‫الموطنين‪ .‬يفسر هذا الموقف بشكل عا بصفضيل السلطا‬
‫ةادعي‪.2‬‬
‫في الصشريع الفرنسي اإلى غاي سن ‪ ،2011‬نجّ أن تّابير اإلباااد االمنع القضائي من اإلقليم‬
‫هي من تمنع األجنبي من الاواد من جّيّ إلى اإلقليم الفرنسي‪ ،‬بينما يمكن لمن تم طراده الاواد باّ‬
‫الحاول على الصأشير ‪ .‬لكن المشرع ألز اإلاداة على إاّاة قراة المنع اإلاداةي من الاواد ‪ ،‬االذي ياصبر‬
‫أيضا من مشصمالته‪ ،3‬لاذا يجب عّ‬
‫من أهم مفاعيل قراة االل از بالخراج من اإلقليم الفرنسي‪ ،‬اهو ً‬
‫الخلط بين المنع القضائي من اإلقليم اقراة المنع اإلاداةي من الاواد إلى اإلقليم‪ ،‬فاذا األتير إجراء‬
‫ضبطي يرافق ق ارة االل از بالخراج من اإلقليم‪.4‬‬
‫كما يجب عّ الخلط بين قراة المنع اإلاداةي من الاواد إلى اإلقليم اقراة المنع اإلاداةي من‬
‫اإلقليم‪ ،‬هذا األتير اسصحّثه المشرع الفرنسي سن ‪ 2014‬بموجب القانون ةقم ‪ ،1353-2014‬االذي‬

‫يطبق في إطاة محاةب الصاّيّ اإلةهابي‪ ،‬حيث يمكن لألجنبي أن يكون ً‬


‫محال للمنع اإلاداةي من اإلقليم‬
‫تطر على النظا الاا أا األمن الّاتلي‪ ،5‬ايكون تنفيذ هذا القراة عن طريق ةفض‬
‫عنّما يشكل اجواده ًا‬
‫مقيما بالخاةج أما إذا كان اداتل اإلقليم فيصم طراده إلى تاةج الحّااد‪.6‬‬
‫الّتول إذا كان األجنبي ً‬

‫‪1‬‬
‫‪- Christophe POULY, « Étranger: contentieux de l’obligation de quitter le territoire française »,‬‬
‫‪Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, juin 2019, n°186, p 56.‬‬
‫‪ -2‬محمّ األتضر ك ار ‪ " ،‬وضع المهاجرين األفارقة غير الشرعيين بالج ازئر في ضوء القانون الدولي الخاص"‪ ،‬مجل االجصاااد‬
‫القضائي‪ ،‬المجلّ ‪ ،12‬عّاد تاص (الاّاد الصسلسلي ‪ ،2020 ،)22‬ص ‪.150‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Étrangers: Obligation de quitter le territoire :Réadmission », op.cit, p 41.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Étrangers: Expulsion :Interdiction judiciaire du territoire », op.cit, p 45.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Yves MAYAUD, « Terrorisme :Prévention », op.cit, n°420, p 101.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-Art R.321-1 du C.E.S.E.D.A, op.cit.‬‬
‫‪- 302 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ه‪ -‬العالقة بين قرار الطرد إلى خارج الحدود وعقوبة المنع من اإلقامة في اإلقليم‪ :‬عنّ تحليل نظا‬
‫ترحيل األجانب من إقليم الّال نجّ له ثالث اوة هي المنع من اإلقام في اإلقليم‪ ،‬اإلباااد االطراد‪،‬‬
‫حيث ينصمي الصّبير األال إلى طائف اظائف الضبطي الاّلي ‪ ،‬بينما ينصمي كل من اإلباااد االطراد إلى‬
‫طائف الضبطي اإلاداةي ‪ ،‬فاألال له اف الصّبير الاقابي بينما الثاني يّتل في المجال الوقائي‪.1‬‬
‫كرس المشرع الجزائري هذا الصقسيم من تالل القانون ةقم ‪ ،11-08‬حيث نجّ أن الصواجّ غير‬
‫القانوني لألجنبي اداتل اإلقليم يؤسس للمصابا الجزائي الصي تكون لاا األالوي على إجراء الطراد‪ ،‬تنص‬
‫في هذا اإلطاة المااد ‪ 44‬من القانون المذكوة أعاله على‪ ":‬بغض النظر عن األحكام المنصوص عليها‬
‫في المادتين ‪ 30‬و‪ 36‬أعاله‪ ،‬يعاقب على مخالفة المواد ‪ 4‬و‪ 7‬و‪ 8‬و‪ 9‬أعاله‪ ،‬بالحبس من ستة (‪)6‬‬
‫أشهر إلى سنتين (‪ )2‬وبغرامة ‪.2"...‬‬
‫تكميلي أهماا المنع من اإلقام في اإلقليم‪ ،‬اهذا‬ ‫هذه الاقوب األالي يمكن أن تقصرن باا عقوبا‬
‫على‬ ‫ما نات عليه المااد ‪ 13‬من قانون الاقوبا ‪ ،‬اذلك باف ناائي أا لمّ عشر (‪ )10‬سنوا‬
‫األكثر‪ ،‬ايصرتب على المنع من اإلقام في اإلقليم الوطني اقصيااد األجنبي المحكو عليه إلى الحّااد مباشر‬
‫أا باّ نفاذ عقوب الحبس‪ ،3‬اتنفيذ عقوب المنع من اإلقليم باّ تنفيذ الاقوب السالب للحري أمر منطقي‪،‬‬
‫حيث أن تنفيذ عقوب المنع من اإلقليم أاًال يحول ادان تنفيذ الاقوب السالب للحري ‪.4‬‬
‫يظار اإلشكال بالنسب لاقوب المنع من اإلقام في اإلقليم في أناا تفرض على األجنبي مغاادة‬
‫البالاد امنع الاواد إلياا باف ناائي أا مؤقص ‪ ،5‬لاذا فاي تسصلز بقو القانون طراد األجنبي إلى تاةج‬
‫السوابق الاّلي ااألشخاص المبحوث عنام‪.7‬‬ ‫الحّااد‪ ،6‬اتسجيله في قواعّ بيانا‬

‫‪ -1‬عاا نام إسماعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬


‫‪-2‬المااد ‪ 44‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬أنظر المااد ‪ 13‬من األمر ةقم ‪ ،156-66‬مرجع سابق‪ .‬هذا الحكم تكرة في نص المااد ‪ 42‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬بالنسب‬
‫لألجنبي الذي يمصنع تنفيذ قراة اإلباااد أا الطراد أا الذي ادتل من جّيّ إلى اإلقليم الجزائري ادان ةتا باّ إباااده أا طراده‪.‬‬
‫‪-4‬عبّ اإلله محمّ النوايس ‪ " ،‬اإلبعاد القضائي لألجانب في القانون اإلماراتي"‪ ،‬المجل األةادني في القانون االالو السياسي ‪ ،‬المجلّ‬
‫‪ ،10‬الاّاد ‪ ،2018 ،03‬ص ‪.26‬‬
‫‪-5‬حسني محمّ نجيب‪ ،‬قانون الاقوبا ‪ ،‬القسم الاا ‪ ،‬منشو اة الحلبي الحقوقي ‪ ،‬بيرا ‪ ،1998 ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-Annie BEZIZ-AYACHE, « Peines complémentaires », op.cit, p 6.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-Claire SAAS, « Interdiction judicaire du territoire française », Répertoire de droit pénal et procédure‬‬
‫‪pénale, Dalloz, novembre 2015, n°2, p 4.‬‬
‫‪- 303 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫باّ الحكم باقوب المنع من اإلقام في اإلقليم من طرف القاضي الجزائي‪ ،‬ياواد االتصااص‬
‫بناء على طلب من النياب‬ ‫ن‬
‫بشكل طبياي للسلطا اإلاداةي من أجل تأمين تنفيذ هذه الاقوب ‪ ،‬ايكو ذلك ً‬
‫إقليميا‪ ،‬هذا األتير يصوجب عليه تحّيّ البلّ الذي سياااد إةسال األجنبي إليه‪،‬‬
‫ً‬ ‫الاام للمحافظ المخصص‬
‫األمن فياصبر‬ ‫حيث ياصبر هذا القراة إجراء ضبطي أما توايل األجنبي المّان إلى الحّااد من قبل قوا‬
‫مجراد تنفيذ ماادي ل اقوب المنع من اإلقام في اإلقليم‪ ،‬اعنّ اسصحال تنفيذ إجراء الطراد تلصمس النياب‬
‫اضاه في االعصقال اإلاداةي‪.1‬‬
‫يطرح الصساؤل هنا حول السلط الصقّيري للقاضي الجزائي في الحكم باقوب المنع من اإلقام في‬
‫اإلاداةي المخصا طراد‬ ‫اإلقليم‪ ،‬فإذا اكصفى بالاقوب األالي ادان الاقوب الصكميلي فال تسصطيع السلطا‬
‫اإلاداةي من طراد األجنبي الموجواد‬ ‫األجنبي في هذه الحال ؟ الواقع أن الحكم القضائي ال يمنع السلطا‬
‫في اضعي غير قانوني ‪ ،‬فليس من المنطقي أن يقضي األجنبي فصر عقوبصه اتسمح له باّها اإلاداة‬
‫بالبقاء على إقليم الّال طالما أن اضايصه التزال غير مشراع ‪.2‬‬
‫اعصبر القاضي اإلاداةي أن قراة المحافظ بطراد األجنبي هو نصيج طبيعي لاقوب المنع من اإلقام‬
‫في اإلقليم‪ ،‬فاو إجراء ال ينطوي على مساس بحري الصنقل‪ ،‬لكن على الاكس من ذلك‪ ،‬فإن قراة المحافظ‬
‫االتفاقي األاةابي لحقوق اإلنسان اينصاك‬ ‫المصالق بصحّيّ بلّ اإلةسال يمكن أن يصااةض مع مقصضيا‬
‫الحري الشخاي لألجنبي‪ .3‬اهو ما يؤكّ تاواي الرقاب القضائي الصي يماةساا القاضي اإلاداةي على‬
‫إجراء الطراد إلى الحّااد عنّما ينصج هذا األتير عن عقوب المنع من اإلقام في اإلقليم الااادة عن‬
‫الضبط اإلاداةي‪.4‬‬ ‫القاضي الجزائي اليس عن المحافظ عنّما يماةس إجراءا‬
‫إن القاضي الجزائي هو الذي ينطق باقوب المنع من اإلقام في اإلقليم‪ ،‬لكن ضمان تنفيذ هذه‬
‫اإلاداةي المخصا الصي تضمن الصنفيذ الجبري له‪ ،‬اهو ما يميز هذه الاقوب عن‬ ‫الاقوب يرجع للسلطا‬
‫اإلاداةي ‪ ،5‬اهو ما يفسر عّ اتصااص‬ ‫السلط القضائي االسلطا‬ ‫غيرها‪ ،‬فاناك ترابط بين ق ار اة‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jean-Christophe MARTIN, « Le contentieux administratif de l’exécution des peines d’interdiction‬‬
‫‪judicaire du territoire française », R.D.P, n°5, 2006, p 1205.‬‬
‫ادليل سالمي‪ ،‬إباااد األجانب في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -2‬عاا نام إسماعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.137-136‬‬
‫‪Nicole GUIMEZANES, « Interdiction du territoire », op.cit, n°1, p 2.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, 15 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Hammani, n°238934, Rec. C.E, 2001, p 466.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Jacqueline JUVÉNAL, « Des spécificités de la reconduite à la frontière découlant d’une peine‬‬
‫‪d’interdiction du territoire », L.P.A, n°34, 15 février 2002, p 15.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Jean-Christophe MARTIN, op.cit, p 1199.‬‬
‫‪- 304 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫القاضي الجزائي برقاب مشراعي قراة تحّيّ بلّ اإلةسال الناتج عن عقوب المنع من اإلقليم‪ ،‬ألنه ال يملك‬
‫القّة على تقّير الوقائع االظراف الموجواد في ذلك البلّ‪ ،‬فاذا الصقّير ياواد التصااص اإلاداة ابالصالي‬
‫لرقاب القاضي اإلاداةي‪.1‬‬
‫و‪ -‬الرقابة القضائية على قرار الطرد إلى خارج الحدود‪ :‬على تالف قراة اإلباااد الذي نص المشرع‬
‫الجزائري اراح على تضوعه للرقاب القضائي ‪ ،‬نجّ بأن قراة الطراد إلى تاةج الحّااد غابت عنه هذه‬
‫الضمان القضائي المام ‪.‬‬
‫يمكن القول أن قراة الطراد إلى تاةج الحّااد يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي حصى في ظل غياب‬
‫اإلاداةي اال‬ ‫النص الصشرياي الذي يكرس ذلك اراح ‪ .‬فّعوى اإللغاء تاصبر من المباادئ الاام للمنازعا‬
‫الصي كرسصاا مخصلف الناوص الّالي‬ ‫تحصاج لنص يقرةها‪ ،‬يبقى فقط مارف األجنبي بحقوقه‪ ،‬االضمانا‬
‫نظر لما قّ يايب قراة الطراد من عيوب عّ‬
‫ًا‬ ‫االوطني ‪ ،‬حيث تبّا األهمي البالغ لاذه الرقاب‬
‫مشراعي ‪.2‬‬
‫بالمقاةن مع القانون الفرنسي‪ ،‬نجّ أن المشرع كرس اراح ضمان الرقاب القضائي ضّ قراة‬
‫االل از بالخراج من اإلقليم‪ ،‬حيث يمكن لألجنبي الذي اّة بحقه هذا القراة الطان فيه أما القاضي‬
‫اإلاداةي‪.3‬‬
‫الفرق األساسي بين قراة االل از بالخراج من اإلقليم اقراة الطراد إلى تاةج الحّااد‪ ،‬في أن اآللي‬
‫الصي كانت منفال سابًقا‪ ،‬اهي قراة ةفض‬ ‫الجّيّ تصم بواسط قراة ااحّ يضم مجموع من الق ار اة‬
‫أتير قراة تايين البلّ الذي سيرسل إليه األجنبي‪.4‬‬
‫اإلقام ‪ ،‬قراة الطراد‪ ،‬ا ًا‬
‫لاذا طرح الصساؤل بخاوص الطان القضائي‪ ،‬هل يوجه ضّ قراة االل از بالخراج من اإلقليم في‬
‫مجمله أا يكون بشكل مسصقل ضّ كل قراة على حّ ؟ يجيب مفوض الحكوم لّى مجلس الّال السيّ‬
‫‪ Frédéric LENICA‬على هذا السؤال بالقول أن طبيا هذا القراة تقبل الصجزئ ‪ ،‬ابالصالي قابلي كل قراة‬
‫للطان بمفراده‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Civ, 5 décembre 2018, F.P, n°17-30.978, D, 2018, p 2417.‬‬
‫‪ -2‬زهير لاالم ‪ " ،‬رقابة القاضي اإلداري لمشروعية ق اررات ترحيل ألجانب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 31‬اما باّها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Voir art L.614-1, du C.E.S.E.D.A, op.cit.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Julien BOUCHER, Béatrice BOURGEOISE, « Le contentieux des obligations de quitter le territoire‬‬
‫‪français : bilan d’étape », A.J.D.A, 2008, p 344.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-C.E, 19 octobre 2007, M. Hammou et M. Benabdelhak, A.J.D.A, 2007, p 2009.‬‬
‫‪- 305 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لكن اإلشكال يظار في حال إلغاء قراة تحّيّ بلّ اإلةسال‪ ،‬إذ لم ياطي المشرع الحل في هذه‬
‫الحال ‪ ،‬لاذا يرى باض الفقه أن هذه الوضعي تاني إلغاء جزئي لقراة اإلتراج‪ ،‬اهو ما يمنع من تنفيذ‬
‫هذا القراة ‪ ،‬ايمكن في هذه الحال تحّيّ إقام األجنبي في انصظاة إعااد ادةاس أسباب هذا اإللغاء اتايين‬
‫بلّ آتر‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬الق اررات الملحقة بق اررات الترحيل األساسية‪ :‬قّ تكون هناك ظراف أا عوامل تؤثر على تنفيذ‬
‫الصرحيل‪ ،‬حيث يصأتر تنفيذها إلى حين تمكن اإلاداة من ترحيل األجنبي‪ ،‬لكنه ابالنظر إلى أن‬ ‫ق ار اة‬
‫مصالق بالنظا الاا تجال من الضراةي تقييّ حري‬ ‫الصرحيل تسصنّ في مجملاا إلى اعصبا اة‬ ‫إجراءا‬
‫اإلاداةي المخصا إمكاني إاّاة ق ار اة‬ ‫تنقل األجنبي تالل هذه المّ ‪ ،‬لاذا فقّ منح المشرع للسلطا‬
‫مااحب لصّابير الصرحيل لكناا تبقى منفال عناا‪ ،‬األمر الذي يفصح إمكاني الطان القضائي ضّها‪.‬‬
‫تظار هذه الق ار اة على مسصوى تحّيّ اإلقام (‪ ،)1‬االوضع في مراكز االنصظاة (‪.)2‬‬
‫اإلاداةي المخصا‬ ‫‪ -1‬قرار تحديد اإلقامة‪ :‬إذا تحققت الشراط الصي نص علياا القانون يمكن للسلطا‬
‫إباااد األجنبي‪ ،‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫إاّاة قراة تحّيّ اإلقام المصرتب على مباشر إجراءا‬
‫أ‪ -‬حاالت تحديد اإلقامة‪ :‬أجاز المشرع الجزائري تحّيّ إقام األجنبي الماني بقراة اإلباااد اذلك في‬
‫حالصين‪ ،‬األالى تنص علياا المااد ‪ 31‬فقر ‪ 06‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬الصي جاء فياا‪ ":‬يمكن تحديد‬
‫إقامة األجنبي الذي يقدم طعنا بموجب الفقرة الثالثة من هذه المادة إذا رأت السلطات اإلدارية المختصة‬
‫ضرورة ذلك"‪ ،2‬االثاني تنص علياا المااد ‪ 33‬من القانون نفسه‪ ،‬االصي جاء فياا‪ ":‬األجنبي موضوع إجراء‬
‫اإلبعاد من اإلقليم الجزائري‪ ،‬الذي يثبت استحالة مغادرته له‪ ،‬يمكن تحديد مكان إقامته‪...‬إلى غاية أن‬
‫يصبح تنفيذ هذا اإلجراء ممكنا"‪.3‬‬
‫تباا لذلك‪ ،‬فإن قراة تحّيّ اإلقام يمكن اتخاذه في حالصين‪ ،‬األالى عنّ ةفع ادعوى اسصاجالي‬
‫ً‬
‫تاّف إلى اقف تنفيذ قراة اإلباااد‪ ،‬االثاني عنّما يظار للسلط اإلاداةي اسصحال تنفيذ قراة اإلباااد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Denis SEGUIN, op.cit, p 92.‬‬
‫‪-2‬المااد ‪ 31‬فقر ‪ 06‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬المااد ‪ 33‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 306 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في الصشريع الفرنسي‪ ،‬ياّة قراة تحّيّ اإلقام سواء بسبب اسصحال تنفيذ قراة اإلباااد نصيج عّ‬
‫اإلاداةي‬ ‫تحّيّ بلّ إعااد اإلةسال الذي يقبل باألجنبي‪ ،‬أا بسبب آتر عملي‪ ،‬حيث تلجأ السلطا‬
‫تنفيذ اإلباااد‪.1‬‬ ‫المخصا إلى تحّيّ إقام األجنبي من أجل ضمان تواجّه الّائم أثناء مباشر إجراءا‬
‫اال يخرج قراة تحّيّ اإلقام عن كونه نوع من أنواع تقييّ حري األجنبي المباّ تشي اإلتالل‬
‫اإلاداةي المخصا ‪ ،‬اال ياني ذلك إيقاف أا إلغاء تنفيذ‬ ‫باألمن‪ ،‬اهو من األموة المصراك لصقّير السلطا‬
‫قائما اناف ًذا لحين إتما عملي تنفيذه‪.2‬‬
‫قراة اإلباااد الذي يظل ً‬
‫ب‪ -‬السلطة المختصة بإصدار قرار تحديد اإلقامة‪ :‬حّاد المااد ‪ 33‬المذكوة أعاله السلط اإلاداةي‬
‫المخصا بإاّاة قراة تحّيّ اإلقام ‪ ،‬حيث يكون ذلك بموجب قراة ااادة عن ازير الّاتلي ‪ " ،‬األجنبي‬
‫موضوع إجراء اإلبعاد من اإلقليم الجزائري‪...‬يمكن تحديد مكان إقامته بموجب قرار صادر عن وزير‬
‫الداخلية‪ ،3"...‬اهو أمر منطقي بالنظر إلى أن ازير الّاتلي هو من سبق له إاّاة قراة اإلباااد‪.‬‬
‫أما بالنسب لقراة تحّيّ اإلقام الناتج عن ةفع األجنبي لّعوى اسصاجالي ضّ قراة اإلباااد‪ ،‬فلم‬
‫يحّاد المشرع بشكل اريح السلط اإلاداةي المخصا بإاّاة هذا القراة‪ ،‬لكن يمكن القول بأن عباة‬
‫" إذا رأت السلطات اإلدارية المختصة ذلك" الواةاد في نص المااد ‪ 31‬المذكوة أعاله‪ ،‬يقاّ مناا المشرع‬
‫السلط الصي سبق لاا إاّاة قراة اإلباااد‪ ،‬اهي ازير الّاتلي كما هو محّاد في نص المااد ‪ 30‬من‬
‫القانون ةقم ‪.11-08‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة القضائية على قرار تحديد اإلقامة‪ :‬لم يكرس المشرع الجزائري اراح حق الطان القضائي‬
‫ضّ قراة تحّيّ اإلقام ‪ ،‬لكن يمكن القول بأنه ال يوجّ مانع من أن يقو األجنبي بالطان في هذا القراة‬
‫أما القاضي اإلاداةي‪ ،‬باعصباة أنه إجراء يمس بحري األجنبي في الصنقل تالل الفصر المطلوب لصنفيذ قراة‬
‫اإلباااد‪ ،‬االصي يمكن أن تمصّ لمّ زمني طويل ‪ ،‬أا الفصر الالزم للفال في المنازع القضائي لقراة‬
‫اإلباااد‪.‬‬
‫بالمقاةن مع الصشريع الفرنسي‪ ،‬نجّ أن قراة تحّيّ إقام األجنبي الخاضع إلجراء اإلباااد ياصبر‬
‫قراة إاداةي منفال‪ ،‬ابالصالي فاو يخضع لرقاب القاضي اإلاداةي بغض النظر عن الطان ضّ قراة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, op.cit, p 326.‬‬
‫للمحامين‬ ‫‪ -2‬ماطفى إبراهيم عبّ الفصاح الاّاي‪ " ،‬ترحيل األجانب‪ :‬دراسة تطبيقية تحليلية"‪ ،‬مجل الحق‪ ،‬جمعي اإلما اة‬
‫االقانونيين‪ ،‬الاّاد ‪ ،2009 ،14‬ص ص ‪.123-122‬‬
‫‪-3‬المااد ‪ 33‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 307 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلباااد ذاته‪ ،1‬اهذا ما كرسه المشرع اراح في نص المااد ‪ L.732-8‬من قانون ادتول اإقام األجانب‬
‫احق اللجوء‪.‬‬
‫مركز االنتظار‪ :‬اسصحّث المشرع الجزائري إجراء الوضع في مركز االنصظاة بموجب‬
‫‪ -2‬قرار الوضع في ا‬
‫القانون ةقم ‪ ،11-08‬االذي حاال من تالله سّ النقص الذي كان موجوًادا في ظل األمر ةقم ‪،212-66‬‬
‫اإلاداةي المخصا إنشاء مراكز‬ ‫حيث أجاز المااد ‪ 37‬فقر ‪ 01‬من القانون المذكوة أعاله للسلطا‬
‫انصظاة‪ ،‬تخاص إليواء األجانب الموجوادين في اضعي غير قانوني ‪ ،‬في انصظاة طرادهم إلى تاةج‬
‫الحّااد أا تحويلام إلى بلّهم األالي‪ ،2‬اذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫مركز االنتظار‪ :‬أسنّ المشرع الجزائري اتصااص إاّاة‬
‫أ‪ -‬السلطة المختصة بإصدار قرار الوضع في ا‬
‫إقليميا‪ ،‬حيث تنص المااد ‪ 37‬فقر ‪ 02‬من القانون ةقم‬
‫ً‬ ‫قراة الوضع في مركز االنصظاة للوالي المخصص‬
‫‪ 11-08‬على‪ ":‬يمكن أن يوضع األجنبي في هذه المراكز بناء على قرار الوالي المختص إقليميا‪،3"...‬‬
‫اهذا االتصااص يجّ مبرةه المنطقي في كون الوالي هو نفسه قّ سبق له إاّاة قراة الطراد إلى تاةج‬
‫الحّااد كما تنص على ذلك المااد ‪ 36‬من القانون ةقم ‪.11-08‬‬
‫مركز االنتظار‪ :‬حّاد المشرع الجزائري مّ الوضع في مراكز االنصظاة‪ ،‬حيث تنص‬
‫ب‪ -‬مدة الوضع في ا‬
‫المااد ‪ 37‬فقر ‪ 02‬من القانون ةقم ‪ 11-08‬على‪ ":‬يمكن أن يوضع األجنبي في هذه المراكز‪...‬لمدة‬
‫أقصاها ثالثون (‪ )30‬يوما قابلة للتجديد‪ ،‬في انتظار استيفاء إجراءات طرده إلى الحدود أو ترحيله إلى‬
‫بلده األصلي"‪.4‬‬
‫أحسن المشرع الجزائري عنّما نص على إمكاني تمّيّ فصر الوضع في مراكز االنصظاة‪ ،‬ذلك أنه‬
‫قّ تكون هناك ظراف تجال من الااب تنفيذ قراة طراد األجنبي‪ .‬لكن ما يااب عليه أنه لم يحّاد الحّ‬
‫تطير لحري تنقل‬
‫ًا‬ ‫انصااكا‬
‫ً‬ ‫األقاى المسموح به لصجّيّ قراة الوضع في مركز االنصظاة‪ ،‬اهو ما يشكل‬
‫األجنبي‪ ،‬على أساس أنه يحرمه من مماةس هذه الحري لمّ غير محّاد ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Bruno ODENT, « Le renforcement du contrôle du juge administratif: le regard d’un avocat », colloque‬‬
‫‪intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le territoire national, organisé par la Cour de‬‬
‫‪cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation irrégulière, ouvrage coordonné par‬‬
‫‪Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, p 86.‬‬
‫‪-2‬المااد ‪ 37‬فقر ‪ 01‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬المااد ‪ 37‬فقر ‪ 02‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬المااد ‪ 37‬فقر ‪ 02‬من القانون ةقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 308 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ج‪ -‬الرقابة القضائية على قرار الوضع في مراكز االنتظار‪ :‬يمثل قراة الوضع في مراكز االنصظاة أا كما‬
‫جسيما على الحري الشخاي لإلنسان اعلى األتص‬
‫ً‬ ‫يسمى في باض الصشرياا "االعتقال اإلداري" ً‬
‫قيّا‬
‫حري الصنقل‪ ،‬لاذا نجّ أنه في باض الصشرياا مثل الصشريع الفرنسي أتضع المشرع هذا النوع من‬
‫اإلاداةي ‪ ،‬بل ترج‬ ‫اإلاداةي للرقاب القضائي ‪ ،‬الكن ليس عن طريق القاضي الطبياي للمنازعا‬ ‫الق ار اة‬
‫عن القواعّ الاام ‪ ،‬افضل اسصحّاث مؤسس جّيّ سماها "قاضي الحريات"‪ ،‬أسنّ لاا االتصااص‬
‫برقاب قراة االعصقال اإلاداةي لألجانب‪.1‬‬
‫في القانون الجزائري ال توجّ مثل هذه المقصضيا ‪ ،‬لاذا يبقى قراة الوضع في مراكز االنصظاة‬
‫تاضاا لرقاب القاضي اإلاداةي حسب القواعّ الاام ‪ ،‬ةغم غياب الصكريس الاريح لحق األجنبي في‬
‫ً‬
‫الطان ضّ هذا القراة‪ ،‬لكنه ال يوجّ ما يمنع من الطان فيه أما المحكم اإلاداةي المخصا ‪.‬‬

‫ةاجع سابًقا ص ‪ 170‬اما باّها من هذه األطراح ‪.‬‬ ‫‪-1‬للمزيّ حول مفاو قاضي الحريا‬
‫‪- 309 -‬‬
‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫اإلاداةي المقيّ لحري الصنقل‬ ‫االصارفا‬ ‫يصحّاد اتصااص القاضي اإلاداةي في ةقاب الق ار اة‬
‫محّاد يحّث أن يفقّ القاضي اإلاداةي هذا‬ ‫حسب المعياة الاضوي بشكل أساسي‪ ،‬لكن في حاال‬
‫االتصااص لاالح القاضي الااادي‪ ،‬اذلك قّ يكون نصيج ً لوجواد أحكا ادسصوةي كما في حال معياة‬
‫الحرية الفردية‪ ،‬أا نصيج ألحكا تشريعي كما في حال االعتقال اإلداري‪ ،‬أا نصيج لبناء قضائي كما في‬
‫حال نظري االعتداء المادي‪.‬‬
‫مثيال بالنسب لباقي الحقوق‬
‫تص المؤسس الّسصوةي حري الصنقل بشراط مصميز ال نجّ لاا ً‬
‫الاام األترى‪ ،‬إذ اشصرط تصمصع الفراد بصفة المواطنة األمر الذي ياني أنه يخاطب فئ‬ ‫االحريا‬

‫الوطنيين ادان األجانب في الحماي الّسصوةي لاذه الحري ‪ ،‬كما اشصرط ً‬


‫أيضا تمصع الوطني بحقوقه المدنية‬
‫والسياسية من أجل الصمكن من مماةس حري الصنقل‪.‬‬
‫يراقب القاضي اإلاداةي مّى احص ار القيواد الصي يجوز من تاللاا لإلاداة تقييّ مماةس حري‬
‫الصنقل‪ ،‬حيث تبرز في هذا اإلطاة مجموع من القيواد المسصمّ من النصوص الدستورية تنحار في‬
‫حماي النظام العام‪ ،‬احص ار حقوق وحريات اآلخرين احماي الثوابت الوطنية‪ .‬امن جا أترى هناك قيواد‬
‫الظروف االستثنائية‪.‬‬ ‫أساسا بحاال‬
‫مسصمّ من الناوص الّالي تصالق ً‬
‫اإلاداةي المقيّ لحرية تنقل الوطنين بالمحّاادي ‪،‬‬ ‫يصميز تّتل القاضي اإلاداةي في ةقاب الق ار اة‬
‫المصالق بصقييّ اسصامال‬ ‫اذلك ألن اإلاداة ال تملك في هذا اإلطاة سوى مجال ضيق ينحار في الق ار اة‬
‫المنع من السفر إلى خارج اإلقليم‪ .‬اعلى الاكس من ذلك بالنسب لرقاب الق ار اة‬ ‫رخصة السياقة اق ار اة‬
‫اإلاداةي المقيّ لحرية تنقل األجانب‪ ،‬فصملك اإلاداة في هذا المجال سلط تقّيري ااسا ‪ ،‬تظار من تالل‬
‫انصااء بإخراجه منها‪.‬‬
‫ً‬ ‫مجموع من الق ار اة الصي ترافق األجنبي قبل دخوله إلى الّال ‪ ،‬اأثناء إقامته بها‪،‬‬

‫‪- 310 -‬‬


‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫خالصة الباب األول‪:‬‬


‫اإلاداةي المقيّ لحري الصنقل من تالل البحث عن‬ ‫تصحّاد ةقاب القاضي اإلاداةي لمخصلف الق ار اة‬
‫المصادر القانونية الصي تكرس الحماي لاذه الحري ‪ ،‬االصي يمكن تانيفاا إلى مصادر داخلية اأترى‬
‫خارجية‪ .‬ايظار من تالل الجانب الاملي مّى تغليب القاضي اإلاداةي السصامال المااادة الّاتلي ‪،‬‬
‫بينما بقي تطبيق المااادة الخاةجي يصميز بالمحّاادي هذا من جا ‪ ،‬امن جا أترى نجّ بأن نطاق‬
‫ممارسة حرية التنقل يصحّاد حسب الاوة الصي تصشكل مناا هذه الحري ‪ ،‬فنجّ اوة مماةس حرية التنقل‬
‫على المستوى الداخلي االصي تظار من تالل تنقل الراجلين أا باسصامال المركبا ‪ ،‬وحرية التنقل على‬
‫مصشّاد مقاةن مع الاوة األالى‪.‬‬ ‫المستوى الخارجي االصي تصطلب شراط اإجراءا‬
‫اإلاداةي المقيّ لمماةس حري الصنقل للقواعّ‬ ‫يخضع القاضي اإلاداةي في ةقابصه لمخصلف الق ار اة‬
‫الاام المصالق باالتصااص من حيث تكريس المعيار العضوي‪ ،‬لكنه ابالنظر لمجموع من االعتبارات‬
‫من اتصااص القاضي اإلاداةي‪ ،‬اتاةج هذه‬ ‫القانونية والقضائية يمكن أن تفلت باض من هذه الق ار اة‬
‫يراقب القاضي اإلاداةي مجموع من الضوابط تصالق بالشروط الصي نص علياا المؤسس‬ ‫االسصثناءا‬
‫الّسصوةي لمماةس حري الصنقل‪ ،‬اكذا مخصلف القيود الصي من أجلاا يمكن لإلاداة تقييّ مماةس هذه‬
‫الحري ‪ ،‬هذه األتير يظار على مسصواها مّى الصفاا في ادةج الصقييّ بين الوطني الذي ال تملك اإلاداة‬
‫تاضاا لسلط اإلاداة الصقّيري في‬
‫ً‬ ‫حياله سوى مجال ضيق لصقييّ حريصه‪ ،‬على عكس األجنبي الذي يبقى‬
‫تنظيم اةقاب مماةسصه لاذه الحري ‪.‬‬

‫‪- 311 -‬‬


‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اإلطاراإلجرائي الضابط‬
‫لتدخل القاض ي اإلداري‬
‫لحماية حرية التنقل‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لقد قررت النظم القانونية المقارنة العديد من أساليب الرقابة على التصرفات اإلدارية للتحقق من‬
‫مدى التزامها بمبدأ المشروعية‪ ،‬ومن أكثر هذه األساليب فعالية تبرز الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة‬
‫الصادرة بإرادتها المنفردة والمتمثلة في الق اررات اإلدارية للتأكد من مدى مطابقتها لمبدأ المشروعية من‬
‫عدمه‪.1‬‬
‫يختص القضاء اإلداري بالفصل في المنازعات التي تنشأ بين األفراد واإلدارة‪ ،‬وتظهر اإلدارة في‬
‫هذه المنازعات بصفتها صاحبة السلطة والسيادة وتتمتع بامتيازات ال يتمتع بها األفراد‪ ،‬ولهذا تعتبر رقابة‬
‫ضمانا للحقوق والحريات العامة لألفراد‪ ،‬وبخاصة تلك‬
‫ً‬ ‫القاضي اإلداري أهم وأجدى صور الرقابة وأكثرها‬
‫المتعلقة بالضبط اإلداري‪.2‬‬
‫وضمانا‬
‫ً‬ ‫والحقيقة أن وجود رقابة القضاء اإلداري يمثل ركيزة أساسية في حماية مبدأ المشروعية‪،‬‬
‫الحترام حقوق وحريات األفراد من تعسف السلطات اإلدارية‪ ،‬ألنه ال يعتبر مجرد قضاء لتطبيق القوانين‬
‫كالقضاء العادي‪ ،‬بل هو قضاء انشائي يبتكر الحلول المناسبة في عالقات األفراد باإلدارة‪ ،‬والفصل في‬
‫المنازعات الناشئة حتى وإن لم يوجد نص يتضمن الحل القانوني لهذه المنازعات‪.3‬‬
‫يبرز دور وأهمية اختصاص القاضي اإلداري بنظر المنازعات اإلدارية بصفة عامة‪ ،‬في كونه‬
‫إلماما ومعرفة بمجاالت النشاط اإلداري من القاضي العادي أو غيره من الجهات ذات االختصاص‬ ‫ً‬ ‫أكثر‬
‫القضائي‪ ،‬فالمشكلة هي تحديد القاضي األكثر مالءمة واألكثر خبرة بنظر النزاع ومعرفة طبيعته‪ ،‬وبخاصة‬
‫إذا تعلق األمر باالعتداء على الحريات األساسية‪.4‬‬
‫على هذا الصعيد تعتبر دعوى اإللغاء اآللية القانونية النموذجية لحماية مبدأ المشروعية‪ ،‬لهذا نجد‬
‫الفقيه الكبير ‪ Gaston JÈZE‬يقول‪ " :‬بأنّ ّدعوى ّتجاوز ّالسلطة ّهي ّالسالح ّاألكثر ّفعالية‪ّ ،‬واألكثرّ‬
‫عمليّةّالموجودّللدفاعّعنّالحرياتّالعامة"‪ ،‬كما يرى األستاذ ‪ " René CHPUS‬بأنّ ّالقانون ّاإلداريّ‬
‫هوّقانونّالحرياتّالعامة‪ّ،‬والقاضيّاإلداريّهوّقاضّحقوقّوحرياتّاإلنسان"‪.5‬‬

‫‪ -1‬أحمد عبد الحسيب عبد الفتاح السنتريسي‪ ،‬دور قاضي اإللغاء في الموازنة بين مبدأ المشروعية ومبدأ األمن القانوني (دراسة‬
‫مقارنة)‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2017،‬ص ص ‪.6-5‬‬
‫‪ -2‬محمد خورشيد توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪ -3‬عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -4‬مازن ليلو راضي‪ ،‬أبحاث في القانون العام‪ ،‬توجيه أمر من القضاء اإلداري المستعجل لحماية الحريات األساسية‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2017 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Henri OBERDORFF, op.cit, p 211.‬‬
‫‪- 313 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وعليه‪ ،‬فعند تحقق االعتداء على حرية التنقل يمكن للشخص المعني طلب الحماية القضائية‬
‫للدفاع عن مصالحه‪ ،‬حيث يعتبر اللجوء إلى القاضي اإلداري أكبر ضمانة يمتلكها األفراد في مواجهة‬
‫االمتيازات الكبيرة التي تحوزها اإلدارة في تقييد حرية التنقل‪.‬‬
‫قضائيا من أهم الضمانات الممنوحة لألفراد‪ ،‬فإن ذلك ال يؤدي إلى‬
‫ً‬ ‫رغم أن مخاصمة اإلدارة‬
‫إحداث نتائج مهمة بالنسبة للمتقاضي‪ ،‬كما أن رقابة القضاء ومصداقيته تبقى دون مفعول ًا‬
‫نظر لإلجراءات‬

‫المعقدة التي ينص عليها القانون‪ ،‬فتحسين حماية الحقوق والحريات األساسية يعتمد ً‬
‫أيضا على إصالح‬
‫اآلليات التي يتم من خاللها تحقيق العدالة اإلدارية وطول المدة الزمنية التي تستغرقها المنازعة اإلدارية‪،‬‬
‫ومن هنا تظهر أهمية وجود تدابير مستعجلة لحماية الحريات األساسية‪.1‬‬
‫من خالل مختلف الق اررات والتصرفات الصادرة عن اإلدارة والتي تمس من خاللها هذه األخيرة‬
‫بحرية التنقل‪ ،‬نجدها تنطوي على سرعة وعجلة في التنفيذ وهذا من منطلق رغبة السلطات اإلدارية في‬
‫عدم تأخير تنفيذ ق ارراتها المقيدة لحرية التنقل العتبارات تتعلق في مجملها بحماية النظام واألمن‬
‫العموميين‪ ،‬لهذا فإن اإلجراء القضائي المناسب الذي يسلكه األفراد في هذه الحالة يتمثل في طلب الحماية‬
‫المستعجلة ضد مختلف الق اررات والتصرفات اإلدارية التي تنتهك حريتهم في التنقل‪ ،‬وهذا بهدف الحصول‬
‫على حماية مستعجلة بواسطة تدابير مؤقتة (الفصلّاألول)‪.‬‬
‫بعد مباشرة مختلف الدعاوى االستعجالية والحصول على التدابير المؤقتة لحماية حرية التنقل‪،‬‬
‫ينتقل المتقاضي إلى مرحلة قضاء اإللغاء أمام قاضي الموضوع‪ ،‬وذلك من أجل مناقشة مشروعية‬
‫الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬حيث يفحص قاضي اإللغاء مختلف أوجه عدم المشروعية‬
‫الخارجية والداخلية التي تصيب الق اررات اإلدارية‪ ،‬ليصل في النهاية إلى تأكيد مشروعية القرار اإلداري إذا‬
‫كان متوافًقا مع القانون أو الحكم بإلغائه في الحالة المعاكسة (الفصلّالثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬مازن ليلو راضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬


‫‪- 314 -‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪:‬‬

‫إعمال دعاوى االستعجال‬


‫اإلداري لحماية حرية التنقل‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يمكن تعريف الدعوى االستعجالية بأنها إجراء قضائي بموجبه يطلب المدعي من القاضي‬
‫المختص اتخاذ جملة من التدابير التحفظية الضرورية والمؤقتة‪ ،‬لتدارك جبر الضرر الحاصل أو الذي‬
‫سيقع‪.1‬‬
‫طيلة المرحلة السابقة على صدور القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬كان النظام اإلجرائي يكرس سلطات محدودة للقاضي اإلداري االستعجالي‪ ،‬فمن حيث المبدأ ال‬
‫يمكنه وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬كما لم يتم تكريس الحماية المستعجلة للحقوق والحريات عن طريق نص‬
‫خاص‪ ،‬وإن كان ذلك مكرًسا من طرف القاضي اإلداري‪.2‬‬
‫نتيجة لالنتقادات الفقهية الكثيرة إلجراءات االستعجال في ظل قانون اإلجراءات المدنية القديم‪،‬‬
‫وخصوصا ما تعلق منها بوقف التنفيذ‪ ،‬فقد عمل المشرع على تعديلها بموجب القانون رقم ‪ ،09-08‬وذلك‬
‫ً‬
‫عن طريق إنشاء استعجال حقيقي يسمح للقاضي اإلداري بمعالجة مختلف الوضعيات االستعجالية‪،‬‬
‫وتحديدها بنطاق أوسع مقارنة مع األحكام التي كانت سائدة في ظل القانون السابق‪.3‬‬
‫نظم المشرع الجزائري حاالت جديدة لالستعجال اإلداري لم تكن واردة في قانون اإلجراءات المدنية‬
‫القديم‪ ،‬حيث نجد مجموعة من الدعاوى تظهر من خاللها السلطات المعتبرة التي يتمتع بها القاضي‬
‫اإلداري االستعجالي‪ ،‬األولى تتعلق بدعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية حماية لوضعية المتقاضي إلى‬
‫غاية الفصل في دعوى الموضوع‪ ،‬والثانية تتعلق باالستعجال في مجال الحقوق والحريات األساسية‪ ،‬وذلك‬
‫خطير لهذه الحريات‪.4‬‬
‫ًا‬ ‫انتهاكا‬
‫ً‬ ‫عندما يشكل التصرف الحاصل من طرف السلطات اإلدارية‬
‫ترفع الدعوى االستعجالية اإلدارية الرامية لحماية حرية التنقل عند توافر مجموعة من الشروط‬
‫(المبحث األول)‪ ،‬وبالنظر إلى الطبيعة الخاصة لحرية التنقل والق اررات واإلجراءات التي تستخدمها اإلدارة‬
‫لتقييد هذه الحرية‪ ،‬يمكن للمتقاضي استعمال أكثر من نوع من أنواع دعاوى االستعجال اإلداري من أجل‬
‫حماية هذه الحرية بشكل فعال وسريع (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬عطاء هللا بوحميدة‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري (تنظيم واختصاص)‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -2‬رحموني بلفاضل‪ ،‬دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية الحقوق والحريات‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في القانون العام‪،‬‬
‫فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪ ،2020-2019‬ص ‪.291‬‬
‫‪ -3‬سليمة غزالن‪ ،‬عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2010-2009‬ص ‪.302‬‬
‫‪ -4‬هجيرة هالبي‪ ،‬االستعجال في المادة اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬فرع جامعة األغواط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص ‪.46‬‬
‫‪- 316 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬شروط الدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل‬


‫تسمى هذه الشروط بشروط قبول الدعوى اإلدارية‪ ،‬أو كما يطلق عليها لدى بعض الفقه " الشروط‬
‫الشكلية"‪ ،‬رغم أن هذه العبارة األخيرة غير مالئمة‪ ،‬وذلك ألن كلمة " شكلية ‪ "Formelle‬يفهم ويستخلص‬
‫منها أنها تنطوي على عدم أهمية‪ ،‬بينما نجد بأن المنازعات اإلدارية تتميز بصرامة بالغة بالنسبة لشروط‬
‫قبول الدعوى اإلدارية‪.1‬‬
‫حتى تكون الدعوى االستعجالية الرامية لحماية حرية التنقل مقبولة‪ ،‬يجب أن تتوافر مجموعة من‬
‫ونظر‬
‫ًا‬ ‫الشروط العامة المطلوبة في كل الدعاوى المطروحة على الجهات القضائية (المطلب األول)‪،‬‬
‫الختالف طبيعة القضاء االستعجالي عن قضاء الموضوع من حيث األساس الذي يقوم عليه‪ ،‬فقط اشترط‬
‫المشرع توافر جملة من الشروط المتميزة خاصة بالدعاوى االستعجالية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الشروط العامة للدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل‬
‫نص المشرع الجزائري في القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على‬
‫شروط مشتركة تطبق على جميع الدعاوى اإلدارية‪ ،‬والتي تخص على التوالي المدعي‪ ،‬القرار اإلداري‬
‫محل دعوى اإللغاء واالختصاص القضائي‪ .‬ويرى األستاذ رشيد خلوفي في هذا اإلطار أنه رغم التشابه‬
‫الكبير في األهمية بين اإلجراءات المطبقة في المسائل المدنية ومثيلتها في المسائل اإلدارية‪ ،‬إال أن هذه‬
‫األخيرة تبقى متميزة بسبب المستجدات الدستورية التي نصت على إنشاء قضاء إداري بجانب القضاء‬
‫العادي‪ ،‬األمر الذي يوحي بتنظيم قواعد إجرائية إدارية في نص قانوني موازي للنص القانوني المنظم‬
‫لإلجراءات المدنية‪.2‬‬
‫تخضع الدعوى االستعجالية اإلدارية للقواعد نفسها التي تحكم الدعاوى الموضوعية‪ ،‬إذ يجب‬
‫توافر الشروط العامة المتعلقة برافع الدعوى (الفرع األول)‪ ،‬وكذا الشروط العامة المتعلقة بالجهة القضائية‬
‫المختصة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى اإلدارية وطرق الطعن‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.33-32‬‬
‫‪- 317 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط العامة المتعلقة برافع الدعوى‬


‫تشترك كل الطلبات والدعاوى المرفوعة أمام الجهات القضائية في مجموعة من الشروط تحت‬
‫طا من شروط قبول الدعوى طبًقا لنص المادة ‪ 13‬من ق‬
‫طائلة عدم القبول‪ ،‬فبالنسبة لألهلية‪ ،‬فلم تعد شر ً‬
‫إ م إ‪ ،‬مما يعني أن المشرع الجزائري قد اعتنق االتجاه الفقهي الذي يعتبر األهلية ال تدخل ضمن شروط‬
‫قبول الدعوى بل هي إجراء من إجراءات الخصومة تندمج ضمن شرط الصفة‪ ،1‬وذلك باعتبار أنها شرط‬
‫لصحة التقاضي‪ ،‬وأن الدفع المقدم بشأنها هو دفع شكلي وليس دفع بعدم القبول يتعلق بصحة اإلجراءات‪،‬‬
‫أيضا شرط لمباشرة الدعوى وليس لوجودها‪.2‬‬
‫وأنها ً‬
‫تظهر الشروط العامة المتعلقة برافع الدعوى في الصفة (أوال)‪ ،‬المصلحة (ثانيا)‪ ،‬و ًا‬
‫أخير عدم سبق‬
‫الفصل في الدعوى (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الصفة‪ :‬تنص المادة ‪ 13‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على‪ ":‬ال يجوز ألي شخص‪ ،‬التقاضي ما لم تكن له‬
‫صفة‪ .3"...‬يتطلب شرط الصفة القيام بتعريفه (‪ ،)1‬ثم إبراز خاصية هذا الشرط ضمن نطاق الدعوى‬
‫االستعجالية اإلدارية (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬تعريف الصفة‪ :‬بغض النظر عن الخالف الفقهي حول عالقة شرط الصفة بشرط المصلحة‪ ،‬إال أن‬
‫االتجاه السائد لدى الفقه والقضاء يذهب إلى القول باندماج مدلول الصفة في شرط المصلحة في نطاق‬
‫الدعاوى اإلدارية‪ ،‬بحيث تتوافر الصفة كلما وجدت مصلحة شخصية مباشرة لرافع الدعوى‪.4‬‬
‫يمكن تعريف الصفة بأنها قدرة الشخص على المثول أمام القضاء كمدعي أو مدعى عليه‪ ،‬بينما‬
‫يرى البعض أن الصفة هي السلطة التي يمارس بها شخص معين الدعوى أمام الجهات القضائية‪ ،‬أو هي‬

‫‪ -1‬أحمد محيو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ترجمة فائز أنجق وبيوض خالد‪ ،‬ط السابعة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -2‬زينب شويحة‪ ،‬اإلجراءات المدنية في ظل القانون رقم ‪ ،09-08‬ج األول‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2009 ،‬‬
‫ص ص ‪.46-45‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪109‬؛ رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬شروط‬
‫قبول الدعوى اإلدارية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،2009 ،‬ص ‪.246‬‬
‫معا عندما نكون بصدد منازعة‬‫قضى مجلس الدولة الجزائري بأن الصفة تتوافر كلما وجدت مصلحة شخصية ومباشرة‪ ،‬فهما تندمجان ً‬
‫إدارية‪ ":‬حيث أن العارضة تدفع بتخلف صفة التقاضي بالنسبة لبلدية سكيكدة بدعوى أنها لم تثبت صفتها كمالكة للعين المتنازع‬
‫عليها‪ .‬ولكن ال وجه للتصدي بقواعد المرافعات المدنية أمام الجهات القضائية اإلدارية فيما يخص صفة التقاضي التي تندمج في‬
‫المصلحة فيكفي لقبول طلب إلغاء القرار اإلداري توافر شرط المصلحة الشخصية والمباشرة مهما كانت صفة رافع الدعوى بالنسبة‬
‫للقرار المطعون فيه‪ ،"...‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الرابعة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،002764‬فهرس رقم ‪ ،690‬مؤرخ بتاريخ ‪ 24‬ديسمبر ‪،2001‬‬
‫(غير منشور)‪ ،‬ذكره فضيل كوسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪- 318 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫القدرة القانونية التي يملكها شخص معين إلقامة دعوى أمام القضاء‪ ،1‬فهي تعني أن يكون المدعي في‬
‫مركز قانوني سليم يخول له التوجه إلى مرفق القضاء‪ ،‬كما في الحالة التي يكون فيها ضحية لعمل إداري‬
‫غير مشروع‪.2‬‬
‫عند بحث القاضي لصفة الخصوم‪ ،‬فإنه يكون بالقدر الذي تتطلبه طبيعة الدعوى االستعجالية‪،‬‬
‫ولهذا فهو يكتفي بالتحقق من وجودها دون التعمق في صميم الموضوع أو تفسير الق اررات اإلدارية‬
‫للتوصل إلى تحديدها‪ ،3‬وهو ما يجعله يختلف عن قاضي الموضوع الذي يتوجب عليه البحث عن الصفة‬
‫الحقيقية من خالل التعمق في عناصر الدعوى‪ .‬لهذا نجد أن اختصاص قاضي االستعجال اإلداري‬
‫يقتصر على تقدير ما إذا كانت الصفة التي يدعيها المدعي ليست محل نزاع جدي‪ ،‬ليقبل أو يرفض‬
‫الدعوى‪.4‬‬
‫‪ -2‬خاصية شرط الصفة في مجال الدعوى االستعجالية اإلدارية‪ :‬حدد قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫مجال تطبيق شرط الصفة بالنسبة للمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪ ،‬والتي تكون بالضرورة طرًفا‬
‫في كل نزاع إداري‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 828‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على‪ ":‬مع مراعاة النصوص‬
‫الخاصة‪ ،‬عندما تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا‬
‫في الدعوى بصفة مدعي أو مدعى عليه‪ ،‬تمثل بواسطة الوزير المعني‪ ،‬الوالي‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي على التوالي‪ ،‬والممثل القانوني بالنسبة للمؤسسة ذات الصبغة اإلدارية"‪.5‬‬
‫الصفة المذكورة في هذه المادة هي صفة إجرائية‪ ،‬ألن األشخاص المذكورين فيها ليسوا أصحاب‬
‫الحق لكنهم ممثلين عن الدولة ومختلف الهيئات والمؤسسات اإلدارية العامة التابعة لها‪ ،6‬حيث يتجسد‬
‫شرط الصفة لدى هذه الجهات اإلدارية من خالل الشخصية المعنوية المعترف بها‪.7‬‬

‫‪ -1‬محمد بشير‪ ،‬إجراءات الخصومة أمام مجلس الدولة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2010-2009‬ص ‪.191‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز نويري‪ " ،‬المنازعة اإلدارية في الجزائر‪ :‬تطورها وخصائصها"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،08‬ص ‪.87‬‬
‫(مدعوما باالجتهاد القضائي المقارن)‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.52‬‬
‫ً‬ ‫وقضاء‬
‫ً‬ ‫‪ -‬حسين طاهري‪ ،‬قضاء االستعجال ً‬
‫فقها‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -4‬محمود عدنان مكية‪ ،‬الدليل إلى قضاء األمور المستعجلة‪ ،‬ج الثاني‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،‬بيروت‪ ،2009 ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 828‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬رحموني بلفاضل‪ ،‬االستعجال اإلداري في ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة‬
‫الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪ ،2013-2012‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -7‬رحموني بلفاضل‪ ،‬دور القاضي االستعجالي في حماية الحقوق والحريات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫‪- 319 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وكان للقضاء اإلداري الجزائري مساهمة غزيرة في هذا اإلطار ال يتسع المجال لعرضها كلها‪،‬‬
‫ففي قرار مجلس الدولة المؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪ 2006‬أقر القاضي اإلداري مبدأ مفاده بأن مدير كلية‬
‫الطب غير مؤهل لتمثيل الجامعة أمام القضاء ألن الكلية ليست لها شخصية معنوية إنما يمثلها مدير‬
‫الجامعة بصفتها مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‪ ،‬جاء في حيثيات هذا القرار‪... " :‬لكن حيث أن كلية‬
‫الطب ليس لها أهلية التقاضي لتمثيل اإلدارة الجامعية باعتبار هذه األخيرة مؤسسة عمومية ذات طابع‬
‫إداري يمثلها فقط رئيسها‪.1"...‬‬
‫وعليه‪ ،‬فيجب التمييز بين الصفة والتمثيل القانوني‪ ،‬فالصفة هي شرط لقبول الدعوى‪ ،‬بحيث ينتج‬
‫عن تخلفها عدم قبول الدعوى دون النظر في موضوع النزاع‪ ،‬بينما التمثيل القانوني ليس إال إجراء من‬
‫إجراءات الخصومة‪ ،‬فتخلفه يؤدي إلى بطالن العمل اإلجرائي فقط‪ .‬وبالتالي فاألشخاص المذكورين في‬
‫نص المادة ‪ 828‬المذكورة أعاله‪ ،‬ليسوا أصحاب الحق لكنهم ممثلون عن األشخاص المعنوية العامة‪،‬‬
‫ويتقاضون باسمها ولحسابها‪.2‬‬
‫يمكن للسلطات اإلدارية المذكورة في المادة ‪ 828‬المذكورة أعاله‪ ،‬تفويض التمثيل أمام الجهات‬
‫القضائية‪ ،‬ومثال ذلك القرار الوزاري الصادر عن وزير المالية بتاريخ ‪ 20‬فيفري ‪ ،1999‬يتضمن تفويض‬
‫أعوان إدارة أمالك الدولة والحفظ العقاري لتمثيل الوزير المكلف بالمالية في الدعاوى المرفوعة أمام‬
‫الجهات القضائية‪ ،‬حيث يؤهل لتمثيل وزير المالية المدير العام لألمالك الوطنية في القضايا المرفوعة‬
‫أمام المحكمة العليا‪ ،‬مجلس الدولة ومحكمة التنازع‪ ،‬وبالنسبة للمحاكم والمجالس القضائية والمحاكم‬
‫اإلدارية يمثله مديري أمالك الدولة ومديري الحفظ العقاري على مستوى الوالية‪ ،3‬وهذا ما طبقه مجلس‬
‫الدولة في ق ارره الصادر في ‪ 6‬ماي ‪.42003‬‬
‫ثانيا‪ -‬المصلحة‪ :‬نص المشرع الجزائري على هذا الشرط في المادة ‪ 13‬من ق‪.‬إم‪.‬إ التي جاء فيها‪ " :‬ال‬
‫يجوز ألي شخص التقاضي ما لم يكن له‪...‬وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون"‪ .‬تمنح‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،021929‬مؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪ ،2006‬قضية عميد كلية الطب والمستشفى الجامعي لقسنطينة‪ ،‬مجلة‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،08‬ص ‪.207‬‬
‫‪ -2‬رحموني بلفاضل‪ ،‬دور القاضي االستعجالي في حماية الحقوق والحريات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -3‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 2‬فبراير ‪ ،1999‬يؤهل أعوان إدارة أمالك الدولة والحفظ العقاري لتمثيل الوزير المكلف بالمالية في الدعاوى‬
‫المرفوعة أمام العدالة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،20‬صادرة في ‪ 24‬مارس ‪.1999‬‬
‫‪ -4‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،013334‬مؤرخ في ‪ 6‬ماي ‪ ،2003‬قضية وزير المالية والمديرية العامة لألمالك الوطنية ضد (خ‪.‬ر)‬
‫ومن معه‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،04‬ص ‪.105‬‬
‫‪- 320 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المصلحة للمدعي الصفة القانونية للتقاضي‪ ،‬فال دعوى دون مصلحة‪ ،1‬وقد استلزم المشرع توافر المصلحة‬
‫في المتقاضي حتى ال يساء استعمال حق اللجوء إلى الجهات القضائية‪ ،‬ويتأخر الفصل في الدعاوى‪،2‬‬
‫وهو األمر الذي يتطلب تعريف المصلحة (‪ ،)1‬وتحديد خصائصها (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬تعريف المصلحة‪ :‬استقر الفقه والقضاء على أن المصلحة هي مناط الدعوى‪ ،‬ومعنى ذلك أنه ال‬
‫يجوز االلتجاء إلى القضاء عبتًا دون تحقيق فائدة ما‪ ،‬والسبب في ذلك هو التخفيف من العبء الملقى‬
‫على عاتق القضاة‪ ،‬فال يجوز أن تنشغل المحاكم إال بالدعاوى التي تترتب عنها منفعة‪.3‬‬
‫فالمصلحة تتجسد من خالل الحاجة إلى حماية القانون للحق المعتدى عليه أو المهدد باالعتداء‬
‫عليه‪ ،‬إال أنه ال يشترط في رافع الدعوى أن يكون له حق تم االعتداء عليه أو مهدد باالعتداء عليه‪ ،‬بل‬
‫يكفي أن تكون له مصلحة شخصية مباشرة‪ ،‬ذلك ألن دعوى اإللغاء تحقق مصلحتين في الوقت ذاته‪،‬‬
‫مصلحة رافع الدعوى‪ ،‬وهي مصلحة شخصية ومباشرة‪ ،‬ومصلحة المجتمع وهي مصلحة عامة تتمثل في‬
‫ضمان احترام القانون وااللتزام بمبدأ المشروعية‪.4‬‬
‫يكفي لتوافر شرط المصلحة أن يمس القرار اإلداري المخاصم بمركز قانوني خاص بالمدعي‪،‬‬
‫سواء كان مضمون هذا المركز القانوني حق شخصي مكتسب أو وضعية قانونية خاصة‪ ،‬وهذا خالًفا لما‬
‫يشترط في دعاوى القضاء الكامل الذي يتطلب فيها مساس القرار اإلداري المخاصم بحق شخصي‬
‫مكتسب حتى يتحقق شرط المصلحة‪.5‬‬
‫‪ -2‬خصائص المصلحة‪ :‬أمام المواقف الفقهية المتناقضة‪ ،‬تبقى الخصائص المجال األكثر فعالية لتعريف‬
‫شرط المصلحة‪ ،6‬فهذه األخيرة تتميز بمجموعة من الخصائص نوجزها في اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون المصلحة قانونية‪ :‬يقصد بهذا الشرط أن يستند موضوع الدعوى إلى نص قانوني‪ ،‬وذلك بأن‬
‫تكون مصلحة المدعي مستمدة من حق أو مركز قانوني‪ ،‬أما إذا كانت المصلحة غير قانونية أي أن‬

‫‪ -1‬أحمد محيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬


‫‪ -2‬أمينة مصطفى النمر‪ ،‬قانون المرافعات‪ ،‬المكتبة القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1992 ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪ -3‬عباس العبودي‪ ،‬شرح أحكام أصول المحاكمات المدنية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2007 ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -4‬سامي الوافي‪ ،‬الوسيط في دعوى اإللغاء دراسة تشريعية‪ ،‬قضائية وفقهية‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2018 ،‬‬
‫ص ‪.90‬‬
‫‪ -5‬عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬نظرية الدعوى اإلدارية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪،1998 ،‬‬
‫ص ‪.415‬‬
‫‪ -6‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى اإلدارية وطرق الطعن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪- 321 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الحق الذي تستند عليه ال يقره القانون‪ ،‬فإن هذه المصلحة ال يعتد بها وال تكفي لقبول الدعوى‪ ،1‬فإذا كان‬
‫مركز المدعي ال يتفق مع القانون‪ ،‬وقد تساهلت معه اإلدارة فال يكون له على الرغم من ذلك مصلحة‬
‫مقبولة لرفع الدعوى‪.2‬‬
‫ب‪ -‬أن تكون المصلحة قائمة وحالة‪ :‬يقصد بالمصلحة القائمة الوضعية التي يشترط فيها أن يكون الحق‬
‫المدعى به والذي يهدف إلى حمايته قد حصل االعتداء عليه بالفعل أو حصل النزاع بصدده‪ ،‬ويتحقق‬
‫بذلك ضرر يبرر طلب الحماية القضائية‪ ،‬وإذا كانت القاعدة العامة في قبول الدعاوى القضائية ال تعتد‬
‫بالمصلحة المحتملة ما عدا ما استثنى بنص خاص‪ ،‬فإن التوسع في شرط المصلحة في دعاوى اإللغاء‬
‫يكون من باب أولى‪ ،‬ألن هذا النوع من الدعاوى مرتبط بالمواعيد‪ ،‬فإذا انتظر المعني حتى تصبح‬
‫مصلحته محققة قد تنقضي المدة ولن تقبل دعواه‪.3‬‬
‫وتعني المصلحة المحتملة أن يكون فيها الضرر أو االعتداء على الحق المراد حمايته لم يقع بعد‬
‫وإنما يكون محتمل الوقوع‪ ،‬فترفع الدعوى ليس لغرض ضرر وقع بالفعل وإنما لتوقي الضرر قبل وقوعه‪.‬‬
‫ففي الدعاوى االستعجالية تقبل الدعوى رغم أن المصلحة ليست حالة‪ ،‬بل مجرد مصلحة محتملة‪،‬‬
‫وقائيا من أجل دفع الضرر أو الخشية من زوال‬
‫ً‬ ‫وهذه اإلجازة منوطة بأن يكون الغرض من الدعوى‬
‫الدليل‪.4‬‬
‫عند بحث قاضي االستعجال في مدى تحقق شرط المصلحة من عدمه‪ ،‬يكتفي بالتحري من ظاهر‬
‫األوراق دون التعمق في جوهر الموضوع على غرار تحريه في مدى وجود شرط الصفة‪ ،‬وهنا يتفق مع‬
‫قاضي الموضوع في فرض المصلحة القانونية‪ ،‬إذ كالهما يبحث في تحقق هذه المصلحة القانونية أو‬
‫تخلفها‪ ،‬ألنه في حالة تخلفها فإنه يقضي بعدم قبول الدعوى االستعجالية‪ ،5‬األمر الذي أدى بالفقه إلى‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬


‫‪ -2‬حسين فريجة‪ ،‬المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -3‬عباس العبودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪ -4‬محمد علي راتب‪ ،‬محمد نصر الدين كامل‪ ،‬محمد فاروق راتب‪ ،‬قضاء األمور المستعجلة‪ ،‬ج األول‪ ،‬ط السابعة‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫القاهرة (د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -5‬ريم سكفالي‪ ،‬قضاء االستعجال اإلداري في ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪،‬‬
‫تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2016-2015‬ص ‪.42‬‬
‫‪- 322 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تسميتها بالدعوى الوقائية‪ ،‬فالمصلحة في هذه الدعاوى تعتبر من المصالح التي يقر فيها القانون المصلحة‬
‫المحتملة‪.1‬‬
‫ج‪ -‬أن تكون المصلحة مباشرة وشخصية‪ :‬وذلك يعني أن يؤثر القرار غير المشروع في المركز القانوني‬
‫للمدعي بصورة مباشرة‪ ،‬أي أن ينصب على مركز قانوني ذاتي وخاص للشخص رافع الدعوى بصورة‬
‫مباشرة‪ .2‬فالمصلحة الشخصية هي سند القبول في دعوى اإللغاء وهي غايتها‪ ،‬وتتضح من خالل الصلة‬
‫الموجودة بين الشخص المعني بالقرار المطعون فيه والضرر الذي يسببه‪ ،‬وبمعنى آخر أن يكون الطاعن‬
‫مباشر‪.3‬‬
‫ًا‬ ‫في حالة قانونية يؤثر فيها القرار المطعون فيه عليه ًا‬
‫تأثير‬
‫ثالثا‪ -‬عدم سبق الفصل‪ :‬يشترط لتدخل قاضي االستعجال أال يكون قد صدر حكم في موضوع الدعوى‬
‫ما لم يحدث تغير في المركز القانوني أو الواقعي للخصوم بعد صدور الحكم األول‪ ،4‬ففي حال سبقت‬
‫دعوى الموضوع الدعوى االستعجالية وصدر حكم نهائي حائز لقوة الشيء المقضي به‪ ،‬فال تقبل الدعوى‬
‫االستعجالية‪ ،‬وهذا لصدور الحل القضائي النهائي بين الطرفين حول الحق ذاته‪.5‬‬
‫هذا بالنسبة لسبق الفصل في دعوى الموضوع‪ ،‬غير أن سبق الفصل في دعوى استعجالية فهو‬
‫مجرد إجراء يهدف إلى الحفاظ على توازن مؤقت ألطراف النزاع من أجل الحفاظ على المراكز القانونية‬
‫بصفة تحفظية‪ ،‬لهذا فقد سمح المشرع للقاضي اإلداري االستعجالي بموجب المادة ‪ 922‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫مراجعة األمر الذي أصدره‪ ،‬فرغم القاعدة العامة المتمثلة في سبق الفصل‪ ،‬إال أن المشرع أجاز للقاضي‬
‫بناء على المقتضيات الجديدة‪.6‬‬
‫التراجع عن التدابير التي سبق له وأن أمر بها ً‬
‫وعليه‪ ،‬فإنه من األجدر على القاضي اإلداري االستعجالي إذا علم بسبق الفصل في الدعوى من‬
‫خالل الوثائق المعروضة عليه أن يحكم بعدم قبول الدعوى لسبق الفصل فيها‪ ،‬وذلك بالنظر لعدم بقاء ما‬

‫‪ -1‬رحموني بلفاضل‪ ،‬دور القاضي االستعجالي في حماية الحقوق والحريات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ -2‬عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬نظرية الدعوى اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.417‬‬
‫‪ -3‬الطاهر قاسي‪ ،‬الشروط الشكلية لدعوى اإللغاء في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2012 ،‬‬
‫ص ‪.94‬‬
‫‪ -4‬ريم سكفالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -5‬محمد الصالح بن أحمد خراز‪ ،‬ضوابط االختصاص النوعي لقاضي االستعجال اإلداري في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -6‬رحومني بلفاضل‪ ،‬دور القاضي االستعجالي في حماية الحقوق والحريات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫تنص المادة ‪ 922‬من القانون رقم ‪ 09-08‬على‪ " :‬يجوز لقاضي االستعجال‪ ،‬بطلب من كل ذي مصلحة‪ ،‬أن يعدل في أي وقت‬
‫وبناء على مقتضيات جديدة‪ ،‬التدابير التي سبق أن أمر بها أو يضع حدا لها"‪.‬‬
‫‪- 323 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يبرر عنصر االستعجال لوجود حكم سابق في موضوع النزاع‪ ،‬أو من زاوية عدم المساس بأصل الحق‪،‬‬
‫فالمصلحة القضائية تحققت من خالل الفصل في النزاع‪ ،‬وذلك بغرض تفادي صدور أحكام قضائية‬
‫متناقضة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط العامة المتعلقة بالجهة القضائية المختصة‬


‫تخضع الدعوى االستعجالية اإلدارية للقواعد نفسها التي تحكم اختصاص القضاء اإلداري في‬
‫دعاوى الموضوع‪ ،‬وعليه فيجب على قاضي االستعجال اإلداري احترام قواعد االختصاص النوعي (أوال)‪،‬‬
‫وقواعد االختصاص اإلقليمي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬قواعد االختصاص النوعي‪ :‬ال يوجد أي مقتضي قانوني يحدد االختصاص النوعي لقاضي‬
‫االستعجال اإلداري ضمن والية القضاء اإلداري‪ ،‬والذي يتبع بالتالي اختصاص قاضي الموضوع‪ ،2‬لهذا‬
‫فهو ال يختص بالفصل في طلب االستعجال إال إذا كانت دعوى الموضوع تدخل في اختصاص جهة‬
‫القضاء اإلداري‪.3‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬حدد المشرع الجزائري مجال االختصاص النوعي للجهات القضائية اإلدارية ً‬
‫بناء‬
‫شخصا من أشخاص القانون‬
‫ً‬ ‫على المعيار العضوي‪ ،‬بمعنى أن النزاع يكون إدارًيا كلما كان أحد طرفيه‬
‫العام التي حددتها المادة ‪ 800‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ هذه األخيرة حصرتها في‪ :‬الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية والمؤسسات‬
‫العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬
‫وبالنظر إلى أن الق اررات والتصرفات المقيدة لحرية التنقل تصدر عن سلطات إدارية مختلفة‪ ،‬سواء‬
‫كانت مركزية أو محلية‪ ،‬لهذا فاألمر يقتضي تحديد مجال اختصاص المحاكم اإلدارية (‪ ،)1‬إضافة لمجال‬
‫اختصاص مجلس الدولة (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬مجال اختصاص المحاكم اإلدارية‪ :‬تنص المادة األولى من القانون رقم ‪ 02-98‬على‪ ":‬تنشأ محاكم‬
‫إدارية كجهات قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية"‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد الصالح بن أحمد خراز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Marc DE MONSEMBERNARD, « Référé d’urgence : règles communes », Répertoire de contentieux‬‬
‫‪administratif, Dalloz, février 2020, n°6, p 6.‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار هومه للطابعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪ -4‬المادة األولى من القانون رقم ‪ ،02-98‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1998‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،37‬صادرة في األول‬
‫يونيو ‪.1998‬‬
‫‪- 324 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يرى األستاذ رشيد خلوفي أن عبارة "جهات قضائية للقانون العام" الواردة في نص المادة‬
‫المذكورة أعاله‪ ،‬والتي تقابل عبارة " ‪ " Juridiction de droit commun‬ال تعبر عن المعنى الحقيقي‬
‫الذي قصده المشرع‪ ،‬وهو أن اختصاص المحاكم اإلدارية هو اختصاص مبدئي وعام‪ ،‬إال ما استثني‬
‫بموجب نص خاص‪ ،‬لهذا فإن العبارة الصحيحة تكون في صيغة " المحاكم اإلدارية هي جهات قضائية‬
‫ذات الوالية العامة"‪ ،1‬وهو ما تحقق الحًقا حسب الصيغة التي جاء بها نص المادة ‪ 800‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫" المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية"‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 801‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على‪ " :‬تختص المحاكم اإلدارية كذلك بالفصل في‪:‬‬
‫‪ -1‬دعاوى إلغاء الق اررات اإلدارية والدعاوى التفسيرية ودعاوى فحص المشروعية للق اررات الصادرة‬
‫عن‪:‬‬
‫‪ -‬الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية‪،‬‬
‫‪ -‬البلدية والمصالح اإلدارية األخرى للبلدية‪،‬‬
‫‪ -‬المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة اإلدارية‪،‬‬
‫‪ -2‬دعاوى القضاء الكامل‪،‬‬
‫‪ -3‬القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة"‪.2‬‬
‫يتبين من هذا النص أن المحاكم اإلدارية مختصة بدعاوى اإللغاء الموجهة ضد الق اررات الصادرة‬
‫عن الوالية‪ ،‬البلدية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪ ،‬وكذا المصالح غير الممركزة للدولة على‬
‫مستوى الوالية‪ ،‬إضافة إلى كل القضايا المخولة لها بموجب نصوص قانونية خاصة‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 02-98‬على‪ ":‬تنظم المحاكم اإلدارية في شكل غرف ويمكن‬
‫تقسيم الغرف إلى أقسام‪.‬‬
‫يحدد عدد الغرف واألقسام عن طريق التنظيم"‪.3‬‬

‫‪ -1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬تنظيم واختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬ط الثانية (منقحة ومصححة)‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 801‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،02-98‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 325 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،356-98‬يحدد كيفيات تطبيق أحكام القانون رقم‬
‫‪ ،02-98‬إذ جاء في المادة ‪ 5‬منه‪ ":‬يحدد رئيس المحكمة اإلدارية‪ ،‬في إطار ممارسة مهامه‪ ،‬عدد‬
‫الغرف‪ ،‬بموجب أمر‪ ،‬حسب أهمية وحجم النشاط القضائي‪ ،‬في حدود غرفتين (‪ )2‬على األقل‪.‬‬
‫يمكن لرئيس المحكمة االدارية أن يقسم كل غرفة إلى قسمين (‪ )2‬على األقل"‪.1‬‬
‫على خالف تنظيم القضاء االستعجالي على مستوى مجلس الدولة‪ ،‬ال يوجد هيكل معين خاص‬
‫باالستعجال على مستوى المحاكم اإلدارية‪ ،‬وبالتالي فإن النظر في الدعاوى االستعجالية اإلدارية على‬
‫مستوى المحاكم اإلدارية يخضع للقواعد العامة للدعوى اإلدارية في الموضوع‪ ،2‬على عكس الوضع‬
‫بالنسبة لجهة القضاء العادي‪ ،‬حيث نص المشرع على وجود قسم استعجالي على مستوى المحاكم‪.3‬‬
‫‪ -2‬مجال اختصاص مجلس الدولة‪ :‬تنص المادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬على‪ " :‬يختص‬
‫مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة‪ ،‬بالفصل في دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير المشروعية في الق اررات‬
‫اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫ويختص أيضا بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة"‪.4‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 901‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على‪ ":‬يختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة بالفصل في‬
‫دعاوى اإللغاء والتفسير وتقدير المشروعية في الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية‬
‫المركزية‪.‬‬
‫كما يختص بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة"‪.5‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،356-98‬مؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1998‬يحدد كيفيات تطبيق أحكام القانون رقم ‪ ،02-98‬المؤرخ في ‪30‬‬
‫مايو ‪ ،1998‬والمتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،85‬صادرة في ‪ 25‬نوفمبر ‪ ،1998‬معدل بالمرسوم التنفيذي رقم ‪،195-11‬‬
‫مؤرخ في ‪ 22‬مايو ‪ ،2011‬ج ر العدد ‪ ،29‬صادرة في ‪ 22‬مايو ‪.2011‬‬
‫‪ -2‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬االستعجال اإلداري‪ ،‬الطرق البديلة لحل النزاعات اإلدارية‪،‬‬
‫ط الثانية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 13‬من القانون العضوي رقم ‪ ،11-05‬مؤرخ في ‪ 17‬يوليو ‪ ،2005‬يتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬ج ر العدد ‪،51‬‬
‫صادرة في ‪ 30‬يوليو ‪ ،2005‬معدل بالقانون العضوي رقم ‪ ،06-17‬مؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ ،2017‬ج ر العدد ‪ ،20‬صادرة في ‪29‬‬
‫مارس ‪.2017‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪ ،01-98‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 901‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 326 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وبخصوص تنظيم عمل مجلس الدولة‪ ،‬تنص المادة ‪ 14‬من القانون العضوي رقم ‪01-98‬‬
‫المذكور سابًقا على أنه‪ " :‬ينظم مجلس الدولة‪ ،‬لممارسة اختصاصاته ذات الطابع القضائي‪ ،‬في شكل‬
‫غرف‪ ،‬ويمكن تقسيم هذه الغرف إلى أقسام"‪ ،1‬وتضيف المادة ‪ 19‬من القانون نفسه‪ " :‬يحدد النظام‬
‫الداخلي كيفيات تنظيم وعمل مجلس الدولة‪ ،‬ال سيما عدد الغرف‪ ،‬واألقسام ومجاالت عملها‪.2"...‬‬
‫صدر النظام الداخلي الجديد لمجلس الدولة بتاريخ ‪ 19‬سبتمبر ‪ ،2019‬حيث ينص في مادته رقم‬
‫‪ 44‬على عدد الغرف المشكلة لمجلس الدولة‪ ،‬وكذا مجال عملها‪ ،‬وقد نصت هذه المادة بأن الغرفة‬
‫الخامسة مختصة على وجه الخصوص في القضايا ذات الصلة باالستعجال والحريات العامة‪.3‬‬
‫وانطالًقا من نص المادة ‪ 44‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ،‬تختص الغرفة الخامسة لمجلس‬
‫الدولة والمختصة بمنازعات االستعجال‪ ،‬كجهة أولى وأخيرة‪ ،‬وذلك في الدعاوى االستعجالية المتعلقة‬
‫بالق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية‪ ،‬وكجهة استئناف في حالة الدعوى االستعجالية‬
‫الرامية للمحافظة على الحريات األساسية المنصوص عليها في المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬والدعوى‬
‫االستعجالية تسبيق مالي المنصوص عليها في المادة ‪ 943‬من القانون نفسه‪.4‬‬
‫هذا االختصاص االستعجالي لمجلس الدولة كأول وآخر درجة‪ ،‬يظهر في القانون رقم ‪11-08‬‬
‫المذكور سابًقا‪ ،‬من خالل الدعوى االستعجالية ضد قرار وزير الداخلية المتضمن إبعاد األجنبي عن‬
‫اإلقليم الجزائري‪ ،‬لكن دون تحديد ما إذا كانت هذه الدعوى ترجع الختصاص مجلس الدولة! لكن يمكن‬
‫القول بأن المشرع يقصد مجلس الدولة عندما يفصل في القضايا االستعجالية‪ ،‬باعتبار أن موضوع‬
‫المنازعة يخص قرار إداري صادر عن سلطة إدارية مركزية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬قواعد االختصاص اإلقليمي‪ :‬يمارس القاضي االستعجالي اإلداري اختصاصه ضمن نطاق‬
‫المحكمة اإلدارية التي ينتمي إليها‪ ،‬في هذا اإلطار نصت المادة األولى من القانون رقم ‪ 02-98‬المذكورة‬
‫سابًقا‪ ،‬على أن تحديد عدد المحاكم اإلدارية واختصاصها اإلقليمي يكون عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 14‬من القانون العضوي رقم ‪ ،01-98‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 19‬من القانون العضوي رقم ‪ ،01-98‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬النظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ،‬مصادق عليه من طرف مكتب مجلس الدولة بتاريخ ‪ 19‬سبتمبر ‪ ،2019‬ج ر العدد ‪ ،66‬صادرة‬
‫في ‪ 27‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪ -4‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.133-132‬‬
‫‪- 327 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بناء عليه‪ ،‬نصت المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 365-98‬على‪ " :‬يرفع عدد المحاكم‬
‫و ً‬
‫اإلدارية إلى ثمانية وأربعين (‪ )48‬محكمة عبر كامل التراب الوطني‪.‬‬
‫يحدد اختصاصها اإلقليمي طبقا للجدول الملحق بهذا المرسوم"‪ ،1‬وبالرجوع إلى هذا الجدول نجده يحدد‬
‫المحاكم اإلدارية ومجموع البلديات التابعة لها عبر إقليم الوالية‪ ،‬وهذا يعني أن كل محكمة إدارية تختص‬
‫بالمنازعات اإلدارية الحاصلة في النطاق الجغرافي الذي توجد فيه‪ ،2‬أما قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫فقد نصت المادة ‪ 803‬منه على أن تحديد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية يتم وفًقا ألحكام‬
‫المادتين ‪ 37‬و‪ 38‬من هذا القانون‪.3‬‬
‫غير أن السؤال الذي يطرح في هذه الحالة‪ ،‬يتمحور حول األساس الذي يمكن من خالله القول‬
‫حاصال ضمن الحدود اإلقليمية للمحكمة اإلدارية‪ ،‬وبالتالي القول بأن االختصاص‬
‫ً‬ ‫معينا يعتبر‬
‫اعا ً‬‫بأن نز ً‬
‫اإلقليمي ينعقد لها؟ يجيب األستاذ مسعود شيهوب على ذلك بأن المشرع اعتمد في قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية على معيار أساسي في توزيع االختصاص اإلقليمي بين المحاكم اإلدارية‪ ،‬وهو المعيار‬
‫نفسه المعتمد في المواد المدنية‪ ،‬والمتمثل في قاعدة أن الجهة القضائية لموطن المدعى عليه هي‬
‫المختصة بالنزاع‪.4‬‬
‫وبالعودة إلى نص المادة ‪ 37‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ نجدها تنص على‪ ":‬يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة‬
‫القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬وإن لم يكن له موطن معروف‪ ،‬فيعود‬
‫االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها آخر موطن له‪ ،‬وفي حالة اختيار موطن‪ ،‬يؤول االختصاص‬
‫اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك"‪.5‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 38‬من القانون نفسه على‪ ":‬في حالة تعدد المدعى عليهم‪ ،‬يؤول االختصاص‬
‫اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن أحدهم"‪.6‬‬
‫غير أنه إذا كانت أحكام المادتين ‪ 37‬و‪ 38‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ مالئمة للمسائل المدنية‪ ،‬وتستجيب‬
‫لمختلف االحتماالت الممكنة في مجال االختصاص اإلقليمي للمحاكم العادية‪ ،‬فإن خصوصية المنازعة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،365-98‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية االختصاص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 803‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية االختصاص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 38‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 328 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اإلدارية ال تحتمل فكرة عدم معرفة أو عدم وجود موطن للمدعى عليه‪ ،‬وال فكرة الموطن المختار أو تعدد‬
‫المدعى عليهم‪.‬‬
‫تتميز الدعوى اإلدارية التي ترفع أمام المحاكم اإلدارية بطبيعة المدعى عليه الذي يتمثل‬
‫بالضرورة في سلطة من السلطات اإلدارية العامة‪ ،‬وعلى هذا األساس ال يمكن أن ال يكون إلدارة عامة‬
‫مقر غير معروف أو تعدد اإلدارات كمدعى عليهم في منازعة إدارية‪ .‬وبالتالي فإن اإلحالة إلى نص‬
‫المادتين ‪ 37‬و‪ 38‬كأساس لتحديد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية في غير محلها‪ ،‬وكان من‬
‫إقليميا هي‬
‫ً‬ ‫األحسن على المشرع النص في المادة ‪ 803‬المذكورة أعاله‪ ،‬أن المحكمة اإلدارية المختصة‬
‫التي يقع في نطاق إقليمها مقر السلطة اإلدارية التي أصدرت القرار اإلداري أو قامت بالتصرف اإلداري‬
‫محل الدعوى اإلدارية‪.1‬‬

‫‪ -1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬تنظيم واختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.334‬‬
‫‪- 329 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الخاصة للدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل‬
‫إلى جانب الشروط العامة المتعلقة بقبول الدعوى االستعجالية اإلدارية السابق ذكرها‪ ،‬نص المشرع‬
‫هدر للحقوق‪،‬‬
‫الجزائري على شروط خاصة‪ .‬إذ يعتبر اللجوء إلى القاضي االستعجالي دون ضوابط معينة ًا‬
‫لذلك فإن اختصاص قضاء االستعجال مرهون بتوافر شروط محددة ال غنى عنها‪ ،‬بحيث يؤدي تخلفها‬
‫إلى فقدان قضاء االستعجال الوالية في الدعوى المرفوعة أمامه‪.1‬‬
‫في هذا اإلطار تنص المادة ‪ 918‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على‪ ":‬يأمر قاضي االستعجال بالتدابير المؤقتة‪.‬‬
‫ال ينظر في أصل الحق‪ ،‬ويفصل في أقرب اآلجال"‪.2‬‬
‫ففكرة االستعجال التي يقوم عليها القضاء االستعجالي مرتبطة في الغالب بدور القاضي‬
‫االستعجالي مقارنة بقضاء الموضوع لمواجهة ضرورة واقعية يخشى عليها من فوات الوقت‪ ،‬وتقتضي‬
‫اتخاذ تدابير وقتية على وجه السرعة للمحافظة على الحقوق والمصالح‪ ،‬مما يجعل الحماية المستعجلة بما‬
‫لها من دور وقائي أفضل بكثير من الدور العالجي الذي تقوم به الدعوى الموضوعية‪.3‬‬
‫تتطلب الدعوى االستعجالية مجموعة من الشروط الخاصة يأتي في مقدمتها شرط االستعجال‪،‬‬
‫األمر الذي يستوجب البحث في مقومات هذه الفكرة (الفرع األول)‪ ،‬ثم شرط عدم المساس بأصل الحق‪،‬‬
‫وهو األمر الذي يستدعي ضرورة تحديد معالم ونطاق ذلك (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شرط االستعجال‬


‫لقد أكد المشرع الجزائري على ضرورة توافر عنصر االستعجال كأحد الشروط الموضوعية لقبول‬
‫محددا لهذا الشرط أو تحديد الحاالت التي يمكن أن‬
‫ً‬ ‫مضمونا‬
‫ً‬ ‫الدعوى االستعجالية اإلدارية‪ ،‬دون أن يضع‬
‫يتوافر فيها‪ ،‬وذلك حتى يكون قاضي االستعجال اإلداري مرًنا إلى حد كبير في تقدير توافره‪.4‬‬
‫يعتبر شرط االستعجال الركيزة األساسية الختصاص القاضي اإلداري االستعجالي‪ ،‬لهذا يجب‬
‫أخير تحديد آثار تخلفه (ثالثا)‪.‬‬
‫تعريف االستعجال (أوال)‪ ،‬وكيفية تقديره (ثانيا) و ًا‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف هداية هللا‪ ،‬القضاء المستعجل (في القانون المغربي)‪ ،‬ط األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،1998 ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 918‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬يعقوب بن تمرة‪ ،‬الموازنة بين المصالح في المنازعة اإلدارية المستعجلة –دراسة مقارنة‪ ،-‬رسالة دكتوراه مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم في القانون‪ ،‬تخصص القانون اإلجرائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2021-2020‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -4‬مازن ليلو راضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪- 330 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مستخدما تعبير‬
‫ً‬ ‫أوال‪ -‬تعريف االستعجال‪ :‬نص المشرع الفرنسي على شرط االستعجال صراحة‬
‫"‪ "L’urgence‬دون تحديده أو توضيح مضمونه‪ ،‬وهذا حتى يترك لقاضي االستعجال اإلداري تقدير ذلك‬
‫‪1‬‬
‫أيضا مصطلح‬
‫حسب ظروف كل حالة على حدة‪ ،‬وكذا حتى يعطي مرونة أكبر لهذا الشرط ‪ .‬ورد ً‬
‫االستعجال عدة مرات في نصوص مختلفة من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬غير أن المشرع لم يقم بتعريفه‪ ،‬ولعل ذلك يفهم‬
‫منه الرغبة في عدم تقييد القاضي اإلداري بأي مفهوم أثناء عملية تقدير وجود عنصر االستعجال‪ ،‬لهذا‬
‫فإن هذه العملية ساهم في بلورتها الفقه (‪ ،)1‬وكذا االجتهاد القضائي (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬التعريف الفقهي لالستعجال‪ :‬يعد شرط االستعجال القاسم المشترك الذي يجمع بين كل أنواع الدعاوى‬
‫أيضا بين االستعجال‬
‫المستعجلة‪ ،‬فهو بمثابة الروح في جسد اإلجراءات المستعجلة‪ ،‬وهو العامل المشترك ً‬
‫المدني واالستعجال اإلداري‪.2‬‬
‫يعرف االستعجال بأنه الخطر المحدق بالحق المراد المحافظة عليه‪ ،‬والذي يتطلب إبعاده عنه‬
‫بسرعة ال تكون عادة في التقاضي حسب اإلجراءات العادية‪ .‬لهذا يظهر االستعجال في كل حالة يؤدي‬
‫فيها التأخير في اإلجراء المؤقت‪ ،‬إذا لم يكن من شأنه المساس بالموضوع‪ ،‬وإلى تعريض مصالح أحد‬
‫فضال عن زوال المعالم‪.3‬‬
‫ً‬ ‫الخصوم للضرر أو إلى فوات المصلحة وضياع الحق‪،‬‬
‫وهذا ما جعل البعض يصف فكرة االستعجال بالنسبية ألنها تقاس باإلجراءات العادية‪،‬‬
‫ممكنا تحقيق المصلحة المطلوبة عن طريق هذه اإلجراءات‬
‫ً‬ ‫فاالستعجال حسبهم يتوافر إذا لم يكن‬
‫العادية‪.4‬‬
‫في حين عرفه آخرون بأ نه فكرة واقعية قوامها وجود خطر يحدق بحق أو مركز قانوني يستدعي‬
‫التدخل الفوري للقضاء من أجل درء ذلك الخطر وتحاشي وقوع الضرر‪ ،‬وكل ذلك بسبب القصور الذي‬
‫يعتري وسائل الحماية العادية‪ ،‬والبطء الذي يالزمها في حماية الحقوق والمراكز القانونية‪.1‬‬

‫‪ -1‬عصام نعمة إسماعيل‪ ،‬مقاالت في القانون العام‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة بين لبنان وفرنسا‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الرأي‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،2006 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -2‬حسن كاظم علوان‪ ،‬مازن ليلو ماضي‪ " ،‬االستعجال في دعوى الحماية المستعجلة للحقوق والحريات األساسية"‪ ،‬مجلة معالم‬
‫للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،2018 ،02‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -3‬مصطفى مجدي هرجة‪ ،‬الجديد في القضاء المستعجل‪ ،‬المبادئ القضائية في القضاء المستعجل‪ ،‬ط الثالثة‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1986 ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -4‬وجدي راغب فهمي‪ " ،‬نحو فكرة عامة للقضاء الوقتي في قانون المرافعات"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة عين‬
‫شمس‪ ،‬العدد ‪ ،01‬السنة ‪ ،1973 ،15‬ص ‪.246‬‬
‫‪- 331 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫االستعجال هو شرط جوهري‪ ،‬وهو الذي يبرر اتخاذ تدابير استعجالية ذات طابع مؤقت‪ ،‬والذي‬
‫يطبق بالنسبة لدعاوى االستعجال الفوري‪ :‬االستعجال توقيف‪ ،‬االستعجال حرية واالستعجال التحفظي‪،‬‬
‫بالمقابل لم يشترط المشرع استيفاء هذا الشرط بالنسبة لباقي أنواع االستعجال األخرى‪.2‬‬
‫إذا كان تعدد واختالف اآلراء الفقهية أمر منطقي‪ ،‬مرده خصوصية مفهوم االستعجال ذاته‪ ،‬والتي‬
‫تجمع ما بين فكرتي الضرورة الواقعية التي تتغير بتغير الظروف واألزمنة واالستثنائية اإلجرائية التي‬
‫تجعل للقضاء االستعجالي نظامه الخاص‪ ،‬مما نتج عنه الخلط ما بين االستعجال كحالة واقعية وبين‬
‫النظام القانوني االستعجالي بإجراءاته االستثنائية‪.3‬‬
‫يرجع سبب صعوبة ضبط تعريف لمفهوم االستعجال إلى أنه مفهوم نسبي ومتغير‪ ،‬وألنه مفهوم‬
‫واقعي وعملي بحت ال يمكن تحدده إال من خالل معاينة الوقائع الخاصة بكل قضية على حدة‪ ،‬ومعرفة‬
‫كافة عناصرها وظروفها‪ ،‬والتي هي بطبيعتها مختلفة عن بعضها ومتغيرة في ذاتها‪ ،‬ولذلك يتجه بعض‬
‫الفقه إلى القول بأن فكرة االستعجال ليست فكرة نظرية ألنها تتصل بالناحية العملية والواقعية‪.4‬‬
‫‪ -2‬التعريف القضائي لالستعجال‪ :‬سبق القول بأن فكرة االستعجال تبتعد بشكل كبير عن التحديد‬
‫النظري‪ ،‬ألنها شديدة االرتباط بالجانب العملي الذي كان الدافع الرئيسي إلنشائها‪ ،‬فاالستعجال حسب‬
‫البعض ال يعرف بل إنه يحدث في الواقع ويؤكد القضاء وجوده بعد معاينته‪ ،5‬فأي محاولة من طرف‬
‫المشرع لوضع تعريف لحالة االستعجال أو صياغة قائمة حصرية لها يعني تقييد سلطة قاضي‬
‫االستعجال‪ ،‬فهذا األخير هو األقرب لمعايشة الواقع من المشرع‪.6‬‬
‫في قرار صادر عن مجلس قضاء الجزائر العاصمة‪ ،‬مؤرخ في ‪ 6‬جانفي ‪ 1981‬جاء فيه‪:‬‬
‫" ‪...‬وقد أثبت من جهة أخرى بأن هذه اآلالت تشكل خط ار على سالمة المستأنف وسالمة الشاغلين‬

‫‪ -1‬حسين طاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪10‬؛ لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري دراسة قانونية‪ ،‬فقهية‬
‫وقضائية مقارنة‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -2‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬رسالة في االستعجاالت اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬في االستعجاالت الفورية (االستعجال‪-‬توقيف‪ ،‬االستعجال‬
‫–حرية‪ ،‬االستعجال التحفظي)‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬يعقوب بن تمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -4‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬القضاء المستعجل وتطبيقاته في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬ط األولى‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Jean-François SESTIER, « La pratique de référé : la perception par le barreau », R.F.D.A, 2007, p 80.‬‬
‫رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -6‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية االختصاص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪- 332 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اآلخرين للعمارة‪ ،‬والتي هي مهددة في صالبتها‪ .‬وحيث أن غلق المحل المتنازع عليه هو ضروري نظ ار‬
‫للخطر المحدق"‪.1‬‬
‫وفي قرار لمجلس الدولة مؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ 2004‬جاء فيه‪ " :‬وألن المستأنف خرق عمدا‬
‫القانون‪ ،‬فإن القاضي االستعجالي تمسك عن صواب باختصاصه بمعاينة الحالة المستعجلة التي كانت‬
‫تميز طلب البلدية‪ ،‬ال سيما وأن مواصلة األشغال المتنازع عليها‪ ،‬سينتج عنه ضرر ال يمكن‬
‫إصالحه‪.2"...‬‬
‫كما جاء في قرار آخر‪ ":‬عنصر االستعجال متوفر كون المستأنفة تمارس نشاطا تجاريا في‬
‫األماكن‪ ،‬وأنه من األكيد أن غلق المحل سيتسبب لها ولزبائنها ضر ار محدقا ال يمكن تصليحه‬
‫مستقبال"‪.3‬‬
‫يتبين من هذه الق اررات القضائية بأن القاضي اإلداري يعتمد في تعريفه لشرط االستعجال على‬
‫عنصر الخطر المحدق أو الضرر الذي يصعب إصالحه‪ ،‬مما يفهم منه التكريس الواضح للمفاهيم التي‬
‫قدمها الفقه لتقدير شرط االستعجال وهي الضرر‪ ،‬الخطر والسرعة‪.‬‬
‫جديدا لتعريف االستعجال‪ ،‬وهو العنصر‬
‫ً‬ ‫عنصر‬
‫ًا‬ ‫لكن القاضي اإلداري الجزائري أضاف‬
‫المستخلص من حماية مبدأ استم اررية عمل المرافق العامة‪ ،‬حيث جاء في قرار مجلس الدولة المؤرخ في‬
‫‪ 24‬أفريل ‪ " :2007‬حيث أن استمرارية المرفق العام المرتبط بهذا المسكن‪ ،‬يبرر االستعجال في رفع‬
‫الدعوى أمام القاضي الفاصل في المسائل االستعجالية‪ ،‬من أجل األمر بطرد المستأنف‪.4"...‬‬
‫في قرار مجلس الدولة المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،52002‬والمتعلق بطلب وقف تنفيذ قرار إبعاد أجنبي‬
‫من اإلقليم الجزائري‪ ،‬لم يحاول القاضي اإلداري تعريف عنصر االستعجال سواء من ناحية الخطر الذي‬
‫ينطوي عليه قرار اإلبعاد‪ ،‬أو بالنسبة لألضرار المحتملة التي يصعب تداركها في المستقبل‪ ،‬وهذا أمر‬

‫‪ -1‬مجلس قضاء الجزائر‪ ،‬قرار مؤرخ في ‪ 6‬جانفي ‪ ،1981‬ذكره الغوثي بن ملحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.13-12‬‬
‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الخامسة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،016148‬مؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ ،2004‬قضية (ق‪.‬س)‪ ،‬ضد والي والية وهران‪ ،‬مجلة‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،05‬ص ‪.234‬‬
‫‪ -3‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الخامسة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،066462‬مؤرخ في ‪ 16‬مارس ‪ ،2011‬قضية الشركة ذات المسؤولية المحدودة لمواد‬
‫البناء المسماة محتوت وشركائه ضد والية الجزائر‪( ،‬قرار غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -4‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الخامسة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،039120‬مؤرخ في ‪ 24‬أفريل ‪ ،2007‬قضية (م‪.‬ض) ضد وزير العدل‪ ،‬مجلة مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،09‬ص ‪.127‬‬
‫‪ -5‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،13772‬مؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2002‬قضية (أ‪.‬ن) ضد وزير الداخلية‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪،02‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.221‬‬
‫‪- 333 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ار في حالة تنفيذه‪ ،‬وهو ما يجعل أمر تدارك نتائج هذا‬


‫بديهي وال يحتاج لذكره‪ ،‬فقرار اإلبعاد سيرتب أضرًا‬
‫مستحيال ما دام أن القرار قد تم تنفيذه من خالل عملية إبعاد األجنبي‪ ،‬لهذا أمر القاضي‬
‫ً‬ ‫القرار‬
‫االستعجالي بوقف تنفيذ هذا القرار إلى غاية الفصل في مدى مشروعيته أمام قاضي الموضوع‪.‬‬
‫يذكر أنه كان للقاضي اإلداري الجزائري في ظل قانون اإلجراءات المدنية القديم الفرصة لمناقشة‬
‫عنصر االستعجال في قرار إداري متعلق برفض منح بطاقة اإلقامة ألجنبي‪ ،‬حيث رفض القاضي اإلداري‬
‫االستعجالي الدعوى ألنها خارج نطاق اختصاصه‪ ،‬وذلك بالنظر لتعلقها بمسائل النظام العام التي كانت‬
‫تنص عليه المادة ‪ 17‬مكرر من هذا القانون‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬تقدير عنصر االستعجال‪ :‬يثير موضوع تقدير عنصر االستعجال النقاش من زاويتين‪ ،‬األولى تتعلق‬
‫باالستقاللية في تقدير وجود هذا العنصر (‪ ،)1‬والثانية بوقت تقديره(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬مدى استقاللية القاضي اإلداري في تقدير وجود حالة االستعجال‪ :‬أثارت مسألة استقاللية قاضي‬
‫اء متعددة ومتباينة‪ ،‬فهناك من يرى بأنه من المسائل التي‬
‫االستعجال في تقدير وجود حالة االستعجال آر ً‬
‫يستقل القاضي بتقديرها‪ ،‬وال يخضع فيها لرقابة جهة النقض‪ ،‬بينما هناك من يرى بأن هذه االستقاللية في‬
‫التقدير هي استقاللية نسبية‪ ،‬تتوقف على مدى سالمة التكييف الذي أسس عليه قاضي االستعجال أمره‬
‫القضائي‪.2‬‬
‫من خالل بعض األحكام القضائية يظهر بأن القضاء اإلداري الجزائري ينظر إلى االستعجال‬
‫كمسألة واقع‪ ،‬والبحث عن وجود عنصر االستعجال من عدمه متروك للسلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬وال رقابة‬
‫عليه في هذا الخصوص من طرف الجهة القضائية األعلى‪ ،3‬إال أن ذلك ال يعني انعدام الرقابة على‬
‫كيفي ة تعامل القضاة مع عنصر االستعجال‪ ،‬وذلك باالستناد على الوجه المأخوذ من انعدام التسبيب أو‬
‫قصوره‪ ،‬والذي يظهر في عدم تحقق القاضي اإلداري من وجود عنصر االستعجال‪.4‬‬

‫‪ -1‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،266998‬مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،1981‬قضية (د‪.‬ك) ضد رئيس مكتب األبحاث‬
‫والتنظيم واألمن العام لقسم الهجرة‪ ،‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1989 ،02‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -2‬يعقوب بن تمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪173‬؛ عبد الغني بلعابد‪ ،‬الدعوى االستعجالية اإلدارية وتطبيقاتها في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،2008 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -3‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬؛ حسين طاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -4‬غنية نزلي‪ ،‬سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى حماية الحريات األساسية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.46‬‬
‫‪- 334 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مفترضا بمقتضى نص قانوني صريح‪ ،‬وهنا ال مجال للبحث عن‬


‫ً‬ ‫عنصر االستعجال إما أن يكون‬
‫مدى توافره وتقديره‪ ،‬وإما أن يكون واجب االثبات النعقاد االختصاص‪ ،‬وهذه الحالة األخيرة تمثل القاعدة‬
‫العامة‪.1‬‬
‫ففي مجال االستعجال المتعلق بحماية الحريات األساسية‪ ،‬يمكن التمييز بين حالتين لتقدير‬
‫عنصر االستعجال‪ ،‬األولى تتعلق باالستعجال القضائي الذي يعود تقديره حسب القاعدة العامة للسلطة‬
‫التقديرية للقاضي‪ ،‬أي أن هذا األخير هو من يقدر مدى توافر عنصر االستعجال حسب الظروف‬
‫المحيطة بالوقائع‪ ،‬ومثال هذه الحالة ما نصت عليه المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬حيث أن األصل فيها أن‬
‫تقدير االستعجال هو من صميم صالحيات القاضي اإلداري االستعجالي‪.‬‬
‫غير أنه توجد حاالت أخرى يتم تحديد عنصر االستعجال فيها بمقتضى النصوص القانونية‪،‬‬
‫بمعنى أن المشرع منح حماية خاصة لبعض الحريات المحمية من طرف قاضي االستعجال اإلداري‬
‫بموجب نصوص خاصة‪ ،‬بحيث يتم تحديد عنصر االستعجال عن طريق تطبيق أحكام هذه النصوص‪.2‬‬
‫ومن بين هذه النصوص الخاصة نجد القانون رقم ‪ 11-08‬المذكور سابًقا‪ ،‬إذ كرس المشرع حالة‬
‫االستعجال المرتبطة بقرار إبعاد األجنبي عن اإلقليم الجزائري‪ ،‬في هذا اإلطار تنص المادة ‪ 31‬فقرة ‪03‬‬
‫من هذا القانون على‪ " :‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 13‬من قانون العقوبات‪ ،‬يجوز لألجنبي موضوع قرار‬
‫وزير الداخلية المتضمن اإلبعاد خارج اإلقليم الجزائري أن يرفع دعوى أمام القاضي االستعجالي‬
‫المختص في المواد اإلدارية في أجل أقصاه خمسة (‪ )5‬أيام من تاريخ تبليغ هذا القرار"‪.3‬‬
‫وهو ما أكده القضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬إذ أن قرار إبعاد أجنبي يخلق بطبيعته حالة استعجال‬
‫تبرر األمر بوقف تنفيذ هذا القرار‪ ،4‬غير أنه في حالة قرار اإللزام بالخروج من اإلقليم المترتب على رفض‬
‫اإلقامة أو تجديدها فإن الدعوى االستعجالية ال توقف تنفيذ هذا القرار‪ ،‬لكن بإمكان الطاعن رفع دعوى‬
‫استعجالية لتوقيف الق اررات المتعلقة باإلقامة‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد الصالح بن أحمد خراز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬


‫‪ -2‬رحموني بلفاضل‪ ،‬دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية الحقوق والحريات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 31‬فقرة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 18 février 2008, n°231801, cité par Denis SEGUIN, Guide du contentieux du droit des étrangers op.cit, p‬‬
‫‪80.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 28 novembre 2007, Towo Menjadou, Rec. C.E, p 1009.‬‬
‫‪- 335 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يتضح من نص هذه المادة بأن المشرع الجزائري اعتبر قرار إبعاد األجنبي عن اإلقليم يشكل بذاته‬
‫حالة استعجال تمنح االختصاص للقاضي اإلداري االستعجالي‪ ،‬هذا األخير ليس له أي صالحية في‬
‫خروجا عن القاعدة العامة‬
‫ً‬ ‫تقدير مدى وجود عنصر االستعجال في مثل هذه المنازعات‪ ،‬وهو ما يعتبر‬
‫التي نصت المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي جاء فيها‪ " :‬يمكن لقاضي االستعجال‪ ،‬عندما يفصل في الطلب‬
‫المشار إليه في المادة ‪ 919‬أعاله‪ ،‬إذا كانت ظروف االستعجال قائمة‪.1"...‬‬
‫فمبدئيا يقوم هذا‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬وقت تقدير عنصر االستعجال‪ :‬يطرح التساؤل حول وقت قيام عنصر االستعجال‪،‬‬
‫العنصر وقت رفع الدعوى ولكن قد يزول أثناء سير الخصومة‪ ،‬وفي الحالة المعاكسة عند غياب عنصر‬

‫االستعجال وقت رفع الدعوى وتوافره أثناء النظر فيها‪ ،‬خص ً‬


‫وصا أن المشرع لم يفصل في هذا المسألة‪ ،‬إذ‬
‫نص على أنه‪ ":‬عندما ال يتوفر االستعجال في الطلب‪ ،‬أو يكون غير مؤسس‪ ،‬يرفض قاضي االستعجال‬
‫هذا الطلب بأمر مسبب"‪ ،2‬لهذا يمكن عرض األمر حسب اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقدير االستعجال يكون من تاريخ رفع دعوى االستعجال‪ :‬األصل في تقدير توافر عنصر االستعجال‬
‫أن يكون من تاريخ رفع دعوى االستعجال‪ ،‬وهو ما يستوجب على الجهة القضائية المرفوعة أمامها هذه‬
‫عمال بالقاعدة التي تقول " أن الدعوى ُتنظر بحسب الحالة التي رفعت بها"‪ ،‬إذ‬
‫الدعوى التحقق منه‪ ،‬وهذا ً‬
‫مستمر طيلة مراحل نظر الدعوى‪،‬‬
‫ًا‬ ‫أن اختصاص قاضي االستعجال بالدعوى يشترط أن يبقى االستعجال‬

‫فال يكفي أن يكون ً‬


‫قائما في تاريخ رفع الدعوى وانطالق الخصومة‪ ،‬بل ال بد أن يتواصل قيام تلك الحالة‬
‫كضرورة لدرء الخطر على الحق وحمايته‪.3‬‬
‫وقد تواتر القضاء اإلداري المصري على القول بأن المساس بالحريات الدستورية يقوم بشأنها ركن‬
‫دائما‪ ،‬والسبب في ذلك هو التزام القاضي اإلداري الدائم بالدفاع عن الحقوق والحريات‬
‫االستعجال ً‬
‫الدستورية المقررة للمواطنين‪.4‬‬
‫األصل أن القضاء االستعجالي هو قضاء استثنائي‪ ،‬الغاية منه دفع الخطر الداهم عند توافر‬
‫االستعجال الذي يلزم مواجهته بسرعة‪ ،‬لكن إذا رفعت الدعوى متوفرة على عنصر االستعجال ثم افتقدته‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 920‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 924‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1997 ،‬ص ‪.340‬‬
‫‪ -4‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 2297‬لسنة ‪ 41‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 17‬مارس ‪ ،1977‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء‬
‫األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬دار محمود للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2015 ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪- 336 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بعد ذلك لسبب ما فهنا يجب على المحكمة القضاء بعدم اختصاصها طالما أن الدعوى افتقرت إلى‬
‫عنصر االستعجال‪ ،1‬وبالتالي فإن هذه الوضعية تؤثر على موقف قاضي االستعجال‪ ،‬الذي يحكم برفض‬
‫الدعوى كما نص عليه المشرع الجزائري‪ ،2‬وال يبقى للطاعن سوى اللجوء إلى قاضي الموضوع ما دامت‬
‫علة اختصاص قاضي االستعجال قد انتفت‪.3‬‬
‫ب‪ -‬حالة تحقق االستعجال بعد رفع الدعوى‪ :‬قد يحدث أن يتحقق االستعجال بعد رفع الدعوى أو بعد‬
‫استئناف األمر القاضي برفضها‪ ،‬فهل تطبق قاعدة " الدعوى تنظر حسب الحالة التي ُرفعت بها؟" يذهب‬
‫االتجاه الغالب في الفقه إلى القول باستمرار نظر الدعوى طالما تحققت العلة من وجود قضاء االستعجال‪،‬‬
‫فينظر إليها وقت الفصل فيها ال وقت رفعها‪.4‬‬
‫وبما أن االستعجال فكرة ظرفية وآنية فإنه يجب أن يعتد به وقت الحكم في النزاع ال وقت رفع‬
‫الدعوى‪ ،‬إذ أن الحالة المعروضة على القضاء لم تكن تتوافر على عنصر االستعجال عند رفع الدعوى‬
‫لكنها أصبحت كذلك أثناء الفصل فيها‪.5‬‬
‫ثالثا‪ -‬آثار تخلف عنصر االستعجال‪ :‬إن إثبات وجود عنصر االستعجال من صميم أعمال القاضي‪،‬‬
‫الذي يستخلصه من ظروف القضية ووقائعها دون أن يكون التفاق الخصوم أو إرادتهم دخل في ذلك‪،‬‬
‫فعليه أن يبحث عنصر االستعجال من خالل الوقائع والظروف‪ ،‬وكذا من خالل مراكز األطراف واألضرار‬
‫الناجمة‪ ،‬والمدعي ملزم بتبرير الطابع االستعجالي للنزاع‪.6‬‬
‫حيث تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 925‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على‪ ":‬يجب أن تتضمن العريضة الرامية‬
‫إلى استصدار تدابير استعجالية عرضا موج از للوقائع واألوجه المبررة للطابع االستعجالي للقضية"‪،7‬‬
‫ولقاضي االستعجال اإلداري السلطة في تقدير مدى توافر عنصر االستعجال في الطلب من عدمه‪ ،‬وله‬
‫أن يرفضه في حالة عدم تأسيسه بموجب أمر مسبب‪ ،‬وهذا ما قضى به مجلس الدولة الفرنسي في األمر‬

‫‪ -1‬محمد علي راتب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ -2‬زكرياء قشار‪ ،‬االستعجال اإلداري كضمان لحقوق المتقاضي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخصص إدارة‬
‫ومالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -3‬خميس السيد إسماعيل‪ ،‬موسوعة القضاء اإلداري‪ ،‬القضاء المستعجل وقضاء التنفيذ وإشكاالته أمام مجلس الدولة والقضاء العادي‬
‫طبقا ألحدث التعديالت‪ ،‬دار محمود للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -4‬محمد براهيمي‪ ،‬القضاء االستعجالي‪ ،‬ج األول‪ ،‬ط الثالثة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -5‬كريم لحرش‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬ط األولى‪ ،‬مطبعة طوب بريس‪ ،‬الرباط‪ ،2012 ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ -6‬محمد الصالح بن أحمد خراز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 925‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 337 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المؤرخ بتاريخ ‪ 23‬جانفي ‪ ،2006‬عندما رأى بأنه ال يوجد استعجال لوقف تنفيذ قرار إداري في حالة‬
‫رفض إصدار تأشيرة دخول ألم أجنبية تحصلت على رخصة التجمع العائلي‪ ،‬وهذا بالنظر إلى أن الطفل‬
‫يعيش مع والده وإخوته‪ ،‬ويتمدرس بصفة منتظمة في بلده األصلي‪ ،‬وال وجود ألي مشاكل تمنع والده من‬
‫القيام برعايته وتربيته‪.1‬‬
‫تنص المادة ‪ 924‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على‪ " :‬عندما ال يتوفر االستعجال في الطلب‪ ،‬أو يكون غير‬
‫مؤسس‪ ،‬يرفض قاضي االستعجال هذا الطلب بأمر مسبب‪.‬‬
‫وعندما يظهر أن الطلب ال يدخل في اختصاص الجهة القضائية اإلدارية‪ ،‬يحكم بعدم االختصاص‬
‫النوعي"‪.2‬‬
‫حسب نص هذه المادة‪ ،‬يؤدي تخلف عنصر االستعجال إلى رفض القاضي للطلب المقدم من‬
‫طرف المدعي‪ ،‬أما إذا ظهر بأن الطلب ال يدخل في اختصاص جهة القضاء اإلداري بحكم أن المنازعة‬
‫عادية وليست إدارية فيحكم بعدم االختصاص النوعي‪.‬‬
‫ميز المشرع الجزائري بين حالة رفض الطلب الرامي إلى اتخاذ تدابير مؤقتة والحكم بعدم‬
‫االختصاص النوعي‪ ،‬إذ يعود سبب رفض قاضي االستعجال اإلداري التخاذ التدابير المؤقتة إلى عدم‬
‫توافر عنصر االستعجال‪ ،‬باعتباره األساس الذي يبرر رفض الطلب من طرف قاضي االستعجال‪ ،‬وكذلك‬
‫مؤسسا‬
‫ً‬ ‫الحال بالنسبة لعدم تأسيس الطلب‪ ،‬فيجب أن يكون الطلب الرامي إلى استصدار تدابير استعجالية‬
‫من ناحية الواقع والقانون‪.3‬‬

‫‪ -1‬أمر مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬مؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ ،2006‬قضية السيدة إيصوالح والسيد حازم‪ ،‬ذكره لحسين بن شيخ آث ملويا‪،‬‬
‫رسالة في االستعجاالت اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.53-52‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 924‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.471‬‬
‫‪- 338 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عدم المساس بأصل الحق‬


‫يعتبر مبدأ عدم المساس بأصل الحق من الشروط األساسية للدعوى االستعجالية‪ ،‬بالنظر إلى أن‬
‫الهدف من اللجوء إلى هذا النوع من الدعاوى هو الحصول على تدابير تحفظية مؤقتة إلى غاية الفصل‬
‫في أصل النزاع أمام قاضي الموضوع‪ .1‬لذلك اتجه المشرع إلى التمييز بين القضاء االستعجالي وقضاء‬
‫الموضوع من حيث طبيعة كل منهما‪ ،‬وذلك في مسألة النظر في أصل الحق من عدمها‪ ،‬فاختصاص‬
‫قاضي الموضوع يقوم على أساس حسم النزاع بشكل قطعي وبات‪ ،‬في حين أن اختصاص قاضي‬
‫االستعجال محدد بعدم الفصل في أصل الحق‪ ،‬وال يتدخل في النزاع المعروض عليه إال بموجب تدابير‬
‫مؤقتة‪.2‬‬
‫نص المشرع الجزائري على هذا الشرط من خالل المادة ‪ 918‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي جاء فيها‪ ":‬يأمر‬
‫قاضي االستعجال بالتدابير المؤقتة‪.‬‬
‫ال ينظر في أصل الحق‪ ،‬ويفصل في أقرب اآلجال"‪.3‬‬
‫بالنظر لآلثار المترتبة على هذا القيد التشريعي‪ ،‬فإن التعرف على مفهوم أصل الحق وأوجه‬
‫المساس به تكتسي أهمية بالغة في تحديد مجال اختصاص قاضي االستعجال اإلداري وسلطته التقديرية‪،‬‬
‫من حيث أنه يتوجب عليه أن يتحكم في استعمال هذا المفهوم حتى تكون أوامره سليمة‪ ،‬وال تخرق القيد‬
‫التشريعي المحدد لها‪.4‬‬
‫أخير‬
‫يتطلب شرط عدم المساس بأصل الحق القيام بتعريفه (أوال)‪ ،‬وعرض مبرراته (ثانيا)‪ ،‬و ًا‬
‫التطرق إلى نطاق تطبيق هذا الشرط (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف مبدأ عدم المساس بأصل الحق‪ :‬لم يحدد المشرع المقصود بشرط عدم المساس بأصل‬
‫مكتفيا بالنص على هذا القيد بالنسبة لقاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬وهو ما دفع الفقه إلى محاولة‬
‫ً‬ ‫الحق‪،‬‬
‫تحديد المقصود بهذا المبدأ (‪ ،)1‬كما ساهمت التطبيقات القضائية في استجالء معالمه (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬المدلول الفقهي لشرط عدم المساس بأصل الحق‪ :‬يرى جانب من الفقه أن أصل الحق الذي يمنع‬
‫على قاضي االستعجال المساس به هو السبب القانوني الذي يحدد حقوق والتزامات أطراف الدعوى‪ ،‬فال‬

‫‪ -1‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -2‬بن يعقوب بن تمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 918‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬بن يعقوب بن تمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪- 339 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يجوز له أن يتناول هذه الحقوق وااللتزامات بالتفسير أو التأويل الذي من شأنه المساس بموضوع النزاع‪،‬‬
‫أو أن يقضي بأي حال من األحوال في أصل الحقوق وااللتزامات مهما أحاط بها من استعجال‪ ،‬أو ترتب‬
‫على امتناعه عن القضاء فيها من ضرر للخصوم‪ ،‬ألن ذلك من صميم عمل قاضي الموضوع‪ ،1‬كالبحث‬
‫في مدى مشروعية القرار اإلداري من عدمه أو البحث عن مدى صحة العقد‪ .‬فقاضي االستعجال يجب‬
‫أن يتحسس الوضع بالقدر الذي يمكنه من الحفاظ على الوضع الظاهر‪ ،‬ألنه قاضي البداهة على حد‬
‫تعبير أحد الفقهاء‪.2‬‬
‫في حين يرى جانب آخر من الفقه‪ ،‬أن مفهوم أصل الحق ينصرف إلى كل ما يتصل بجوهر‬
‫مفهوما ألصل الحق بأنه كل ما يتعلق‬
‫ً‬ ‫الحق أو بصميم النزاع الموضوعي‪ .3‬يعطي أصحاب هذا الرأي‬
‫عدما‪ ،‬ويدخل في ذلك ما يخص وجود هذا الحق أو يمس صحته أو يؤثر في كيانه‬
‫وجودا أو ً‬
‫ً‬ ‫بالحق ذاته‬
‫أو يغير فيه أو في اآلثار المترتبة عنه‪.4‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن الطلبات المقدمة أمام قاضي االستعجال ألجل المطالبة بالحماية الموضوعية النهائية‬
‫للحق أو المركز القانوني المدعى به‪ ،‬سواء بالحصول عليه أو برد االعتداء الواقع عليه أو تأكيد وجوده‪،‬‬
‫أو تعديله‪ ،‬أو إسقاطه‪ ،‬تعتبر طلبات متعلقة بأصل الحق يختص بها قاضي الموضوع فقط‪.5‬‬
‫يمكن القول بأنه إذا كان القاضي اإلداري االستعجالي ال ينظر في أصل الحق‪ ،‬إال أنه حتى‬
‫يتمكن من الفصل في الدعوى االستعجالية يجب أن يطلع على مستندات وأوراق الخصوم المتعقلة بالنزاع‪،‬‬
‫لكن ذلك ال يكون بغرض حسم النزاع بين الخصوم‪ ،‬ولكن ليتوصل إلى معرفة أي الطرفيين أجدر بالحماية‬
‫القضائية المستعجلة‪.6‬‬
‫‪ -2‬المدلول القضائي لشرط عدم المساس بأصل الحق‪ :‬رغم أن قاضي االستعجال ليس بقاضي‬
‫موضوع‪ ،‬وال ينظر في أصل الحق‪ ،‬حيث أن مهمته ال تنطوي على فصل في نزاع قضائي‪ ،‬فإن الفقه بقي‬

‫‪ -1‬أحمد هندي‪ ،‬أصول التنفيذ الجبري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Olivier GOHIN, Contentieux administratif, 4ème éd, LexisNexis, Paris, 2005, p 255.‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ -4‬رينيه القبعيتي‪ ،‬توسيع اختصاص قاضي األمور المستعجلة وشرط عدم التعرض ألصل الحق –دراسة مقارنة‪ ،-‬ط األولى‪،‬‬
‫المنشورات الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2012 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -5‬بن يعقوب بن تمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.185-184‬‬
‫‪ -6‬عبد الكريم بن منصور‪ "،‬االستعجال في أحكام القضاء اإلداري الجزائري"‪ ،‬المجلة الجزائرية للدراسات التاريخية والقانونية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،02‬العدد ‪ ،2017 ،01‬ص ‪.116‬‬
‫‪- 340 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫في انتظار األوامر االستعجالية الصادرة عن القاضي اإلداري لتحديد مفهوم ونطاق قضاء االستعجال‬
‫اإلداري كمفهوم أصل الحق والحريات األساسية‪.1‬‬
‫يختلف أصل الحق الذي يمتنع القاضي االستعجالي عن المساس به باختالف وقائع القضية‪،2‬‬
‫فقد جاء في قرار للغرفة اإلدارية للمحكمة العليا سابًقا‪ ،‬مؤرخ في ‪ 16‬جوان ‪ " :1990‬حيث أن الخبير هنا‬
‫بدل أن يثبت حالة الضرر المدعى به من طرف المدعي‪ ،‬تطرق إلى موضوع التعويض الذي يمس‬
‫حقوق األطراف‪ ،‬فيكون بذلك قد تجاوز المهمة المنوطة له بحكم األمر االستعجالي‪.3"...‬‬
‫يظهر من هذا القرار بأن الخبير المعين من طرف قاضي االستعجال من أجل معاينة األضرار‬
‫يكون قد مس بأصل الحق عندما تطرق لموضوع التعويض المستحق‪.‬‬
‫وفي قرار صادر عن مجلس الدولة بتاريخ ‪ 19‬جويلية ‪ ،1999‬يتعلق بهدم بناية مشيدة دون‬
‫رخصة بناء‪ ،‬جاء فيه‪ ":‬حيث أن مشكل الملكية ال يمكن الفصل فيه من طرف القاضي االستعجالي‪ ،‬ألن‬
‫هذه المسألة تتعلق بنقطة تمس بالموضوع‪ ،‬والتي يبقى القاضي االستعجالي غير مختص للفصل فيها‬
‫طبقا للمادة ‪ 171‬مكرر من قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫حيث بالتالي ال تنازع في كون المستأنف قد شيد حائطا بدون رخصة بناء‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن‬
‫القاضي االستعجالي مختص باألمر بهدم البنايات المشيدة بطريقة غير قانونية"‪.4‬‬
‫اعتبر مجلس الدولة بأن مناقشة ملكية العقار ال يمكن الفصل فيها من طرف قاضي االستعجال‪،‬‬
‫على أساس أنها مسألة تمس بأصل الحق عكس األمر بهدم البناية المشيدة بطريقة غير قانونية فهو‬
‫مختص في هذه الحالة ألنه يمارس ذلك على أساس الصالحيات التي منحها لها المشرع بموجب القانون‬
‫المتعلق بالتهيئة والتعمير‪.‬‬
‫وفي قرار آخر لمجلس الدولة مؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2011‬يتعلق بعقود تأجير المحطات التابعة‬
‫للبلدية‪ ،‬أين قضى قضاة أول درجة بعدم توافر عنصر االستعجال‪ ،‬جاء في هذا القرار‪ " :‬وحيث أن‬
‫المستأنف التمس األمر بتجميد صرف الشيكات المقدمة للبلدية إلى غاية الفصل في دعوى الموضوع‪،‬‬

‫‪- Julia SCHMITZ, « Le juge du référé-liberté à la croisée des contentieux de l’urgence et du fond »,‬‬
‫‪1‬‬

‫‪R.F.D.A, 2014, p 502.‬‬


‫‪ -2‬عبد الغني بلعابد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -3‬المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،66930‬مؤرخ في ‪ 16‬جوان ‪ ،1990‬قضية (س‪.‬أ) ضد بلدية باتنة‪ ،‬المجلة القضائية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1992 ،03‬ص ‪.170‬‬
‫‪ -4‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،1999‬ذكره لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬ج األول‪ ،‬دار‬
‫هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪- 341 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وحيث أن الطلب يستدعي التطرق ألصل الحق المتمثل في مدى احترام الطرفين اللتزاماتهما التعاقدية‬
‫ودفوع أخرى أثارها كالهما تخص الموضوع‪.‬‬
‫حيث أنه محظور على قاضي االستعجال عند اتخاذ تدابير معينة أن يمس بأصل الحق‪ ،‬فكان على‬
‫قاضي أول درجة الحكم بعدم اختصاصه‪.1"...‬‬
‫يالحظ في هذا القرار أنه قضى بعدم اختصاص القاضي اإلداري االستعجالي‪ ،‬وأرجع ذلك ألن‬
‫المسألة تتعلق بالمساس بأصل الحق‪ ،‬لكن الالفت لالنتباه هو النتيجة التي توصل إليها قضاة مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬من خالل اإلشارة إلى عدم اختصاص قاضي االستعجال‪ ،‬والصحيح هو رفض الطلب سواء لعدم‬
‫توافر االستعجال أو عدم التأسيس حسب ما تنص عليه الفقرة األولى من المادة ‪ 924‬من ق‪.‬إم‪.‬إ المذكورة‬
‫سابًقا‪ .‬يبدو أن قاضي االستعجال لدى مجلس الدولة ال يزال تحت تأثير االجتهاد السابق المكرس في ظل‬
‫سريان قانون اإلجراءات المدنية القديم‪ ،‬عندما كان المساس بأصل الحق يستلزم الحكم بعدم االختصاص‪،‬‬
‫لكن المقتضيات الجديدة الواردة في المادة المذكورة أعاله تقتضي رفض الطلب لعدم التأسيس طالما أن‬
‫النزاع ال يخرج عن والية القضاء اإلداري‪.‬‬

‫لقد طبق القاضي اإلداري الجزائري مبدأ عدم المساس بأصل الحق باعتباره شر ً‬
‫طا الختصاص‬
‫قاضي االستعجال في النزاعات المعروضة عليه‪ ،‬لكن دون الخوض في تحديد بنيان هذا المفهوم‪ ،‬حيث‬
‫ركز في كثير من األحيان على استخدام عبارة " النزاع الجدي" دون تحديد‬
‫اكتفى بتحديد حاالته‪ ،‬م ًا‬
‫لمضمون ذلك‪ ،‬أو القول بأن األمر فيه مساس بأصل الحق‪ .2‬وما يالحظ أن القاضي االستعجالي عندما‬
‫يستعمل عبارة " الفصل في منازعة تتسم بالجدية يعد خرقا للقانون"‪ ،‬باعتبار أن كل المنازعات تتسم‬
‫بالجدية‪ ،‬ولعله يقصد أن القاضي االستعجالي ال يمكنه أن يمس بأصل الحق ويفصل في الموضوع‪ ،‬فهو‬
‫مجرد سوء تعبير‪ ،‬ألن كل منازعة في نظر صاحبها تتسم بالجدية وتهدف لحماية حقوقه‪.3‬‬
‫يمكن القول بأن المفهوم القضائي لعدم المساس بأصل الحق ونطاق عدم المساس به يدور حول‬
‫عدم بحث الحقوق الثابتة والتقديرات التي يختص بها قاضي الموضوع‪ ،‬وذلك يظهر من خالل ثالث‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الخامسة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،065440‬مؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2011‬قضية (ب‪.‬ع)‪( .‬قرار غير منشور)‪ ،‬ذكره‬
‫رحموني بلفاضل‪ ،‬دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية الحقوق والحريات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ -2‬زكرياء قشار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -3‬حسين فريجة‪ " ،‬االستعجال اإلداري في أحكام القضاء اإلداري الجزائري"‪ ،‬مجلد إدارة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪ ،02‬ديسمبر ‪ ،2003‬ص‬
‫‪.16‬‬
‫‪- 342 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أحكاما تفصل في أصل الحق الذي يعود‬ ‫ً‬ ‫ابتداء أن يصدر‬


‫ً‬ ‫أوجه‪ :‬فال يجوز لقاضي االستعجال‬
‫أحكاما يكون لها األثر نفسه للحكم الصادر في الموضوع بما‬
‫ً‬ ‫الختصاص قاضي الموضوع‪ ،‬وال أن يصدر‬
‫أخير أن ال يؤسس حكمه على تقديرات موضوعية‬
‫يعني بشكل غير مباشر فصله في أصل الحق‪ ،‬و ًا‬
‫يختص بها قاضي الموضوع‪.1‬‬
‫طبق مجلس الدولة الجزائري فكرة " المنازعة الجدية " كصورة من صور المساس بأصل الحق في‬
‫إطار منازعات حرية التنقل‪ ،‬وذلك في القرار المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ 2002‬السابق ذكره‪ ،‬حيث قضى بوقف‬
‫تنفيذ القرار الصادر عن مصالح الشرطة لوالية برج بوعريريج والمتضمن إبعاد أجنبي عن اإلقليم‬
‫الجزائري‪ ،‬جاء فيه‪...":‬حيث ثابت مما سبق أن القرار اإلداري محل طلب وقف التنفيذ لم يصدر عن‬
‫الجهة القضائية المختصة وهي وزارة الداخلية كما أنه لم يبلغ للمدعي ومن ثم يحتمل إبطاله ويجعل‬
‫دفوع المدعي جدية مما يتعين قبولها والطلب معا‪.2"...‬‬
‫بالرغم من عدم المشروعية الجسيمة التي ينطوي عليها قرار إبعاد األجنبي في القرار المذكور‬
‫أعاله‪ ،‬باعتبار أنه صادر عن جهة إدارية غير مختصة‪ ،‬ما يجعل هذا الوجه من عدم المشروعية متعلًقا‬
‫بالنظام العام يمكن للقاضي إثارته من تلقاء نفسه‪ ،‬إال أن قاضي االستعجال اإلداري لم يتعدى حدود‬
‫تاركا ذلك لقاضي الموضوع‪.‬‬
‫اختصاصه‪ ،‬ولم يفصل في الدفوع الجدية التي ساقها المدعي‪ً ،‬‬
‫ثانيا‪ -‬مبررات مبدأ عدم المساس بأصل الحق‪ :‬يجد مبدأ عدم المساس بأصل الحق مبرراته في اعتبارات‬
‫قانونية (‪ ،)1‬وأخرى واقعية (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬مبررات قانونية‪ :‬نص المشرع بشكل صريح على شرط عدم المساس بأصل الحق في المادة ‪918‬‬
‫من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ المذكورة سابًقا‪ .‬إن صياغة المشرع لهذه المادة تفيد بأنه منع بشكل قاطع على قاضي‬
‫االستعجال اإلداري النظر في أصل الحق‪ ،‬وقطع أمامه إمكانية التطرق لموضوع النزاع‪.‬‬

‫‪ -1‬بن يعقوب بن تمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬


‫وقد أظهرت التطبيقات القضائية كذلك أن الجهة القضائية المطعون أمامها ًا‬
‫كثير ما كانت متشددة في فرض رقابتها على قضاة الدرجة‬
‫األولى بخصوص شرط عدم المساس بأصل الحق‪ ،‬والسبب في ذلك يعود إلى أن هذا الشرط يمثل مسألة قانونية تستدعي التعقيب‬
‫عليها‪ ،‬عكس شرط االستعجال الذي هو مسألة واقعية تخضع لتقدير قضاة الدرجة األولى دون تعقيب من قضاة الدرجة الثانية‪ .‬أنظر‬
‫رضا المزغني‪ " ،‬القضاء المستعجل في تونس"‪ ،‬مجلة رابطة القضاة‪ ،‬تصدرها رابطة القضاة‪ ،‬السنة ‪ ،22‬العدد ‪،1987 ،21-20‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،13772‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪- 343 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المالحظة األساسية في هذا الخصوص أن المشرع لم يتطرق لموقف قاضي االستعجال اإلداري‬
‫من الطلبات الموضوعية‪ ،‬حيث اقتصرت المادة ‪ 924‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ السابق ذكرها‪ ،‬على حالة رفض قاضي‬
‫االستعجال للطلبات إذا كان ال يتوافر فيها عنصر االستعجال أو كان الطلب غير مؤسس‪ ،‬كما تطرق‬
‫إلى الحكم بعدم االختصاص النوعي إذا كان النزاع ال يدخل ضمن نطاق اختصاص الجهة القضائية‬
‫إقليميا‪ ،‬وكذا مسألة الطلبات الموضوعية‬
‫ً‬ ‫اإلدارية دون أن يتناول مسألة عدم اختصاص الجهة القضائية‬
‫التي يمكن أن ترفع أمامه‪.1‬‬
‫بينما نجد المشرع الفرنسي قد وحد موقف قاضي االستعجال اإلداري في مواجهة حاالت متعددة‪،‬‬
‫حيث يمكنه رفض الطلب كلما كان عنصر االستعجال غير متوافر‪ ،‬أو كان الطلب ال يدخل ضمن‬
‫اختصاص الجهة القضائية اإلدارية‪ ،‬أو كان غير مؤسس‪.2‬‬
‫‪ -2‬مبررات واقعية‪ :‬يرتبط دور القضاء االستعجالي بفكرة االستعجال‪ ،‬والتي تقوم على استباق وقوع‬
‫الضرر أو السعي لمنع تفاقمه‪ ،‬فالوقت هو محور حالة االستعجال‪ ،‬والذي تدور حوله تدابير القضاء‬
‫االستعجالي وإجراءاته في الوقت نفسه‪ ،‬فالقاضي ملزم بإصدار أحكامه القضائية على وجه السرعة‪ ،‬وال‬
‫يمكنه تحقيق ذلك إذا ما تعمق في تحديد العناصر الموضوعية للنزاع‪.3‬‬
‫وبما أن طبيعة دعوى االستعجال ال تحتمل التأخير‪ ،‬فإن لجوء قاضي االستعجال للتعمق والبحث‬
‫في أصل الحق أمر ال يتوافق مع هذه الطبيعة التي تستوجب السرعة‪ ،‬وذلك لتالفي الخطر دون تأخير‪،‬‬
‫ويتوافق مع طبيعة أصل الحق ذاته‪ ،‬ألنه يستلزم البحث والتعمق واالستقصاء‪ ،‬وهو ما ال يتوفر أمام‬
‫قاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬ويصبح مجاله قضاء الموضوع‪.4‬‬
‫ثالثا‪ -‬نطاق شرط عدم المساس بأصل الحق‪ :‬نستعرض القاعدة العامة التي تحدد نطاق تطبيق شرط‬
‫عدم المساس بأصل الحق (‪ ،)1‬ثم االستثناء المتعلق بالدعوى االستعجالية الرامية لحماية الحريات‬
‫األساسية (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬بن يعقوب بن تمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Art L.522-3 du C.J.A « Lorsque la demande ne présente pas un caractère d'urgence ou lorsqu'il apparaît‬‬
‫‪manifeste, au vu de la demande, que celle-ci ne relève pas de la compétence de la juridiction‬‬
‫‪administrative, qu'elle est irrecevable ou qu'elle est mal fondée, le juge des référés peut la rejeter par une‬‬
‫‪ordonnance motivée sans qu'il y ait lieu d'appliquer les deux premiers alinéas de l'article L. 522-1 ».‬‬
‫‪ -3‬آمال بوحفصي‪ ،‬حماية القضاء اإلداري االستعجالي للحريات األساسية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪ ،‬تخصص قانون عام‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -4‬زكرياء قشار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪- 344 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬القاعدة العامة‪ :‬شرط عدم المساس بأصل الحق يشمل جميع أنواع دعاوى االستعجال اإلداري‪:‬‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 918‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ والتي جاء فيها‪ ":‬يأمر قاضي االستعجال بالتدابير المؤقتة‪.‬‬
‫ال ينظر في أصل الحق‪ ،‬ويفصل في أقرب اآلجال"‪ ،‬يستخلص من نص هذه المادة أن عدم المساس‬
‫بأصل الحق شرط عام يطبق على جميع أنواع الدعاوى االستعجالية‪ ،‬إذ لم يستثني المشرع من نطاق هذا‬
‫الشرط أي نزاع‪.‬‬
‫إن قراءة تحليلية للمواد الالحقة للمادة ‪ 918‬المذكورة أعاله‪ ،‬تحيلنا إلى االستنتاج بأن نطاق‬
‫تطبيق شرط عدم المساس بأصل الحق ليس بالمطلق‪.‬‬
‫فإذا كانت التدابير التي يأمر بها قاضي االستعجال اإلداري ال تلزم قاضي الموضوع الذي‬
‫يستطيع العمل بها كما يستطيع تجاهلها وتغييرها‪ ،‬لكن هذه الوضعية تعتبر نظرية وليست عملية‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب أحكام المادة ‪ 917‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي تعتبر قاضي االستعجال هو القاضي نفسه الذي يفصل في‬
‫دعوى الموضوع‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن نتصور بأن قاضي االستعجال سيتخذ تدابير سينكرها عند فصله‬
‫في النزاع كقاضي موضوع‪.1‬‬
‫‪ -2‬شرط عدم المساس بأصل الحق في نطاق الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية‪ :‬تنص‬
‫المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على‪ ":‬يمكن لقاضي االستعجال‪ ،‬عندما يفصل في الطلب المشار إليه في‬
‫المادة ‪ 919‬أعاله‪ ،‬إذا كانت ظروف االستعجال قائمة‪ ،‬أن يأمر بكل التدابير الضرورية للمحافظة على‬
‫الحريات األساسية‪...‬متى كانت هذه االنتهاكات تشكل مساسا خطي ار وغير مشروع بتلك الحريات‪.2"...‬‬
‫يالحظ أن المشرع اشترط أن يشكل المساس بالحرية األساسية المراد حمايتها بكل التدابير‬
‫الضرورية "مساسا خطي ار وغير مشروع"‪ .‬إن اتخاذ القاضي االستعجالي للتدابير الضرورية يكون‬
‫باالستناد إلى عدم المشروعية التي يشكلها االنتهاك الواقع على الحرية‪ ،‬وبمفهوم المخالفة‪ ،‬يؤدي انتفاء‬
‫عدم المشروعية عن تصرف اإلدارة إلى رفض دعوى االستعجال‪ ،‬وهذا عكس ما هو مقرر بالنسبة‬

‫‪ -1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪170‬؛ مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة‬
‫للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية االختصاص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪ .152-151‬تنص المادة ‪ 917‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على‪ ":‬يفصل‬
‫في مادة االستعجال بالتشكيلة الجماعية المنوط بها البت في دعوى الموضوع"‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 920‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 345 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫للدعوى االستعجالية الرامية لوقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬التي تبنى على تغليب عدم مشروعية القرار وليس‬
‫على قطعية عدم مشروعيته‪ ،‬التي تبقى من اختصاص قاضي الموضوع‪.1‬‬
‫بالعودة إلى صياغة المادة ‪ 920‬المذكورة أعاله‪ ،‬نجدها ال تتطابق بشكل تام مع الصياغة الواردة‬
‫في النسخة الفرنسية من القانون نفسه‪ ،‬حيث نجد المشرع يصف االنتهاك في النسخة الفرنسية بالظاهر أو‬
‫الجلي " ‪ ،" Manifestement illégale‬بينما اقتصر في النسخة العربية للنص على وصفه ب" غير‬
‫مشروع"‪.‬‬
‫لو اعتمد قاضي االستعجال اإلداري على الصياغة الواردة في النسخة الفرنسية للمادة ‪ 920‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬فهي تغنيه عن فحص موضوع النزاع وبالتالي المساس بأصل الحق‪ ،‬ألنه يكتفي في هذه الحالة‬
‫بتقدير وجود عدم المشروعية الجلية من ظاهر األمور‪.‬‬
‫إن الصياغة العربية للمادة ‪ 920‬المذكورة أعاله‪ ،‬تسمح للقاضي اإلداري االستعجالي من خرق‬
‫مبدأ عدم المساس بأصل الحق‪ ،‬ما دام أنه سيبحث في عدم مشروعية التصرف اإلداري الذي ينتهك‬
‫الحرية األساسية‪ ،‬لهذا يجب إعادة صياغة هذه المادة حتى يمكن لقاضي االستعجال من االلتزام بمبدأ‬
‫عدم المساس بأصل الحق‪.2‬‬
‫تظهر هذه المقتضيات بشكل واضح بالنسبة للدعوى االستعجالية لحماية حرية تنقل األجانب‪،‬‬
‫حيث سمح المشرع الجزائري لألجنبي الذي صدر في حقه قرار باإلبعاد من اإلقليم من رفع دعوى‬
‫استعجالية‪ ،‬وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 11-08‬والتي جاء فيها‪... ":‬مع مراعاة أحكام‬
‫المادة ‪ 13‬من قانون العقوبات‪ ،‬يجوز لألجنبي موضوع قرار وزير الداخلية المتضمن اإلبعاد خارج‬
‫اإلقليم الجزائري أن يرفع دعوى أمام القاضي االستعجالي المختص في المواد اإلدارية في أجل أقصاه‬
‫خمسة (‪ )5‬أيام ابتداء من تاريخ تبليغ هذا القرار‪.‬‬
‫يفصل القاضي في الدعوى في أجل أقصاه عشرون (‪ )20‬يوما ابتداء من تاريخ تسجيل الطعن‪.3"...‬‬
‫يتبين من هذا النص أن المشرع الجزائري قد خرج على القواعد العامة المتعلقة باختصاص قضاء‬
‫االستعجال‪ ،‬والتي تفرض على القاضي االستعجالي األمر بمجرد تدابير مؤقتة ال تمس بأصل الحق‪،‬‬
‫حيث اتجه إلى تكريس قواعد استثنائية خاصة بهذا النوع من المنازعات‪ ،‬من خالل منح قاضي االستعجال‬

‫‪ -1‬زكرياء قشار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.51-50‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 346 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اإلداري سلطة إلغاء قرار اإلبعاد‪ ،‬رغم أن نص المادة ‪ 31‬المذكور أعاله ال يشير إلى ذلك صراحة‪ ،‬لكنه‬
‫استعمل مصطلح "الطعن"‪ ،‬وهو ما يفيد الفصل في جوهر النزاع‪ ،‬والخوض في موضوع قرار اإلبعاد من‬
‫خالل تقدير مشروعيته القانونية والواقعية‪ ،1‬رغم أن األمر يتعلق بدعوى استعجالية بنص القانون‪ ،2‬وهو ما‬
‫دفع البعض إلى تسمية هذه الحالة باالستعجال في الموضوع‪.3‬‬
‫هذا االتجاه سبق للمشرع المغربي وأن كرسه ضمن القانون رقم ‪ ،02-03‬حيث اعتبر جميع‬
‫الدعاوى المتعلقة بحرية التنقل والرامية للطعن في مختلف الق اررات اإلدارية المتعلقة باألجانب بمثابة‬
‫منطقيا عندما اعتبر هذه‬
‫ً‬ ‫دعاوى استعجالية بنص القانون‪ ،‬فهي إذن من النظام العام‪ .4‬وكان المشرع‬
‫الدعاوى استعجالية‪ً ،‬ا‬
‫نظر ألن قرار اإلبعاد أو الطرد قد يصعب تدارك العواقب الناتجة عن تنفيذهما‪.5‬‬
‫وهو ما طبقه القاضي اإلداري المغربي‪ ،‬إذ جاء في حكم المحكمة اإلدارية بالرباط المؤرخ في ‪2‬‬
‫فيفري ‪..." :2006‬بالرجوع إلى المادة ‪ 23‬من القانون ‪ 02-03‬السالف الذكر يستفاد منها أنها‬
‫أعطت االختصاص لرئيس المحكمة اإلدارية بصفته قاضيا للمستعجالت من أجل البت في طلب اإللغاء‬
‫ضد قرار االقتياد إلى الحدود الذي يمكن أن يصدر في حق األجنبي‪...‬األمر الذي يكون معه تقديم‬
‫الطعن الحالي أمام محكمة الموضوع في غير محله‪ ،6"...‬وهنا ال يقتصر دور قاضي االستعجال على‬
‫مراقبة شكليات القرار‪ ،‬بل يذهب إلى رقابة أسباب اتخاذ القرار‪.7‬‬
‫هذا ما يؤكد أن حماية الحريات األساسية عن طريق قاضي االستعجال تتجاوز قيد عدم المساس‬
‫بأصل الحق‪ ،‬وهو ما يرى فيه بعض الفقه من أن مجال تطبيق هذا القيد أصبح يضيق كلما كانت هناك‬

‫‪ -1‬سمير بلحيرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬


‫‪ -2‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية االختصاص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Julien PIASECKI, L’office du juge administratif des référés : Entre mutations et continuité jurisprudentielle,‬‬
‫‪thèse pour le Doctorat de Droit public, centre d'études et de recherche sur les contentieux faculté de droit,‬‬
‫‪université de Sud-Toulon Var, 2008, p 118.‬‬
‫‪ -4‬أيوب بنجبيلي‪ " ،‬رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بدخول وإقامة األجانب بالمغرب على ضوء قانون ‪-03‬‬
‫‪ ،"02‬مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬عدد خاص‪ ،2014 ،‬ص ‪.337‬‬
‫‪ -5‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫‪ -6‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،119‬مؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2006‬ملف رقم ‪( ،406-1-5‬حكم غير منشور)‪ ،‬ذكره سي‬
‫محمد الحيان‪ " ،‬دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية حقوق وحريات األجانب بالمغرب"‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونية‬
‫واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬يناير ‪ ،2013‬ص ‪.187‬‬
‫‪ -7‬حميد اربيعي‪ ،‬خديجة أمعيوي‪ " ،‬سحب جواز السفر في االجتهاد القضائي اإلداري‪ ،‬تعليق على حكم محكمة أكادير عدد‬
‫‪ ،2004/21‬بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪ ،2004‬حمية أحمد ضد المدير العام لألمن الوطني"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد‬
‫مزدوج‪ ،2006 ،67-66 ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪- 347 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫حاجة مستعجلة لحماية الحقوق والحريات بواسطة قاضي االستعجال‪ ،‬وهو ما يتأكد من خالل منح المشرع‬
‫االختصاص لهذا القاضي من أجل البت في بعض المسائل الموضوعية‪ .1‬إن هذا التحول نحو تكريس‬
‫إجراءات جديدة واستثنائية في معالجة هذا النوع من المنازعات يرجع إلى كون قاضي االستعجال اإلداري‬
‫أصبح القاضي الطبيعي لحماية حقوق وحريات األفراد‪ ،‬األمر الذي جعل المشرع يضيف إلى‬
‫اختصاصاته مسائل لها صلة وثيقة بجوهر الموضوع‪.2‬‬
‫لهذا فهناك من الفقه من يرى باستبعاد شرط عدم المساس بأصل الحق في مثل هذه المسائل‪،‬‬
‫اعتمادا على أن اختصاص قاضي االستعجال اإلداري في هذه المسائل تم بموجب نصوص قانونية‬
‫ً‬ ‫وذلك‬
‫صريحة‪ ،‬فال مجال بعد ذلك للحديث عن شرط عدم المساس بأصل الحق‪ ،3‬بينما ذهب اتجاه آخر إلى‬
‫القول بضرورة توافر هذا الشرط بالنظر إلى أنه مستمد من طبيعة عمل قاضي االستعجال‪ ،‬الذي يختص‬
‫باتخاذ التدابير الضرورية دون التعرض ألصل الحق ما دام لم ينص على خالف ذلك‪.4‬‬
‫أما بالنسبة للقانون الجزائري‪ ،‬يبقى شرط عدم المساس بأصل الحق _في غير الحاالت‬
‫الخاصة_قيد أساسي بالنسبة لقبول قاضي االستعجال الفصل في دعاوى االستعجال‪ ،‬وهذا بالنظر إلى‬
‫عمومية الصيغة الواردة في نص المادة ‪ 918‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬حيث أن القول بعدم لزوم هذا الشرط يحتاج‬
‫إلى نص صريح من طرف المشرع‪.5‬‬

‫‪ -1‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬التعليق على نصوص قانون المرافعات‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -2‬رضوان العنبي‪ " ،‬دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية حقوق وحريات األجانب"‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2013 ،04‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -3‬زودة عمر‪ ،‬اإلجراءات المدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬مطبعة االتصال‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‬
‫‪.190‬‬
‫‪ -4‬محمد علي راتب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.398‬‬
‫‪ -5‬زكرياء قشار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪- 348 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال تدخل القاضي اإلداري االستعجالي لحماية حرية التنقل‬
‫شكل صدور القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية قفزة نوعية في‬
‫مجال المنازعات اإلدارية‪ ،‬إذ حاول المشرع الجزائري من خالله تكريس قواعد وإجراءات جديدة خاصة‬
‫بالمنازعات اإلدارية تستجيب للخصوصية التي تميز هذا النوع من المنازعات‪ .‬وقد كان هذا اإلصالح‬
‫التشريعي بمثابة القطيعة مع القواعد واإلجراءات التي كانت سائدة في ظل سريان قانون اإلجراءات المدنية‬
‫القديم‪.‬‬
‫من أهم مالمح اإلصالح التشريعي الذي حمله القانون المذكور أعاله‪ ،‬أنه أعطى مكانة معتبرة‬
‫لإلجراءات المتعلقة باالستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية‪ .‬والحقيقة أن األغلبية الساحقة من القواعد‬
‫خصوصا‬
‫ً‬ ‫والمبادئ التي كرسها المشرع الجزائري ضمن هذا القانون كانت مستوحاة من التشريع الفرنسي‪،‬‬
‫القانون رقم ‪ ،597-2000‬المتعلق باالستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية‪ ،1‬والذي تمم قانون العدالة‬
‫اإلدارية الفرنسي بكتاب خامس موسوم ب‪" :‬االستعجال" " ‪ ."Le référé‬لكن التعمق في المقارنة بين‬
‫التشريعين يكشف عن وجود بعض النقائص التي حملها النص الجزائري على صعيد اإلجراءات‬
‫االستعجالية أمام جهة القضاء اإلداري‪.‬‬
‫تتعدد صور الدعاوى االستعجالية التي كرسها المشرع الجزائر بموجب القانون رقم ‪ ،09-08‬لكن‬
‫في إطار الحماية المستعجلة التي ينشدها األفراد ضد مختلف الق اررات والتصرفات الصادرة عن اإلدارة‪،‬‬
‫تبرز في الصدارة دعوى وقف تنفيذ القرار اإلداري كآلية قانونية يتم من خاللها الحصول على أمر بوقف‬
‫تنفيذ الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬وإعادة كفة التوازن بين اإلدارة واألفراد نتيجة امتياز التنفيذ‬
‫المباشر وقرينة المشروعية المرتبطة بالق اررات اإلدارية (المطلب األول)‪.‬‬
‫ورغبة من المشرع في إضفاء حماية قصوى للحقوق والحريات العامة‪ ،‬فقد استحدث دعوى‬
‫الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،‬والتي تشكل بحق اآللية األبرز واألكثر أهمية ضمن اإلصالح‬
‫التشريعي لنظام اإلجراءات القضائية اإلدارية سواء في فرنسا أو الجزائر‪ ،‬وفي هذا اإلطار يستفيد األفراد‬
‫من الحماية المقررة بواسطة هذه الدعوى في حالة االعتداء الجسيم وغير المشروع الصادر عن اإلدارة‬
‫سواء كان ذلك بواسطة قرار إداري أو مجرد تصرف إداري‪ ،‬األمر الذي يجعلها آلية لحماية الحقوق‬
‫والحريات العامة ضد التعسف الناتج عن النشاط اإلداري (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Loi n° 2000-597, du 30 juin 2000, relative au référé devant les juridictions administratives, JORF n°151, du 1‬‬
‫‪juillet 2000.‬‬
‫‪- 349 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‬
‫منح المشرع الجزائري سلطات واسعة لقاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬إذ أصبح مجال تدخله أكثر‬
‫اتساعا وشمولية مما كان عليه في ظل قانون اإلجراءات المدنية القديم‪ ،‬وهذا من أجل محاولة اإلحاطة‬
‫ً‬
‫بمختلف جوانب النشاط اإلداري‪ ،‬وما يترتب عليها من انتهاكات لحقوق وحريات األفراد‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يملك قاضي االستعجال اإلداري سلطة األمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬حيث يمكن من‬
‫خالل هذا اإلجراء مواجهة مفاعيل التنفيذ المباشر والجبري التي تميز الق اررات اإلدارية‪ ،‬هذه األخيرة تظهر‬
‫بشكل واضح بالنسبة لمختلف الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪.‬‬
‫استثناء من المبدأ‬
‫ً‬ ‫لذلك فإن سلطة قاضي االستعجال اإلداري في وقف تنفيذ القرار اإلداري تعد‬
‫العام القاضي بالتنفيذ المباشر للق اررات اإلدارية على اعتبار تمتعها بقرينة السالمة والصحة لحين إثبات‬
‫العكس‪ .1‬وبسبب بطء إجراءات التقاضي والطابع التحقيقي إلجراءات المنازعة اإلدارية‪ ،‬فإن الفصل في‬
‫طويال‪ ،‬األمر الذي قد يتسبب للمدعي في نتائج ضارة بسبب تنفيذ القرار‬
‫ً‬ ‫دعوى الموضوع قد يستغرق وقتًا‬
‫اإلداري المطعون فيه‪ ،‬وقد يصل األمر إلى حد استحالة تنفيذ حكم اإللغاء‪ ،2‬لهذا فإن دعوى وقف تنفيذ‬
‫مكمال لدعوى اإللغاء‪ ،‬إذ عن طريقها سيكون من الممكن إصالح نتائج‬
‫ً‬ ‫القرار اإلداري تعد إجر ً‬
‫اء ضرورًيا‬
‫مجاال إلعمال آثاره وحفظ قيمته‪.3‬‬
‫ً‬ ‫القرار اإلداري‪ ،‬وبالتالي يجد الحكم بإبطال هذا القرار‬
‫نص المشرع الجزائري على الدعوى االستعجالية لوقف تنفيذ القرار اإلداري في المادة ‪ 919‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ والتي جاء فيها‪ ":‬عندما يتعلق األمر بقرار إداري ولو بالرفض‪ ،‬ويكون موضوع طلب إلغاء كلي‬
‫أو جزئي‪ ،‬يجوز لقاضي االستعجال‪ ،‬أن يأمر بوقف تنفيذ هذا القرار أو وقف آثار معينة منه متى كانت‬
‫ظروف االستعجال تبرر ذلك‪ ،‬ومتى ظهر له من التحقيق وجود وجه خاص من شأنه إحداث شك جدي‬
‫حول مشروعيته‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف نايف‪ " ،‬الدعوى المستعجلة والحكم بوقف تنفيذ القرار اإلداري"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال المؤتمر الرابع لرؤساء المحاكم‬
‫اإلدارية في الدول العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬يوم ‪ 3‬سبتمبر ‪ ،2014‬ص ‪( .2‬غير منشور)‪.‬‬
‫يرى األستاذ رشيد خلوفي بأن قاعدة عدم وقف تنفيذ القرار اإلداري في حالة رفع دعوى اإللغاء ترجع إلى خاصيتين تميزان الق اررات‬
‫اإلدارية‪ ،‬األولى تتمثل في امتياز األولوية الذي يضفي على الق اررات اإلدارية طابع المشروعية إلى أن يثبت العكس من طرف القاضي‬
‫اإلداري‪ ،‬والثانية تتمثل في الطابع التنفيذي للقرار اإلداري والذي يكمل االمتياز السابق‪ ،‬حيث يعتبر أن المصلحة العامة التي يؤسس‬
‫عليها عمل السلطة اإلدارية ال يمكن عرقلة تنفيذها‪ .‬أنظر رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر عدو‪ " ،‬الجديد في قضاء االستعجال اإلداري"‪ ،‬مجلة القانون والمجتمع‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ،2013 ،01‬ص ‪.93‬‬
‫‪- 350 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عندما يقضي بوقف التنفيذ‪ ،‬يفصل في طلب إلغاء القرار في أقرب اآلجال"‪.1‬‬
‫تتطلب الدعوى االستعجالية الرامية لوقف تنفيذ القرار اإلداري تحديد نطاق تطبيق هذه الدعوى‬
‫أخير اآلثار المترتبة على وقف التنفيذ‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬ثم تحديد حاالت وقف التنفيذ (الفرع الثاني)‪ ،‬و ًا‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نطاق دعوى وقف تنفيذ القرار اإلداري‬


‫ال يقبل طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري إذا لم يثبت الطاعن وجود قرار إداري صريح أو ضمني‪،‬‬
‫كما في حالة التصرفات اإلدارية مثل القيام بأشغال أو في حالة اإلجراءات السابقة على صدور القرار‬
‫اإلداري مثل الق اررات التمهيدية وتدابير التنظيم الداخلي‪.2‬‬
‫ظا‬
‫توسعا ملحو ً‬
‫ً‬ ‫لقد شهد مجال الدعوى اإلدارية لوقف تنفيذ القرار اإلداري أمام قاضي االستعجال‬
‫في ظل األحكام الجديدة المكرسة في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وهو ما من شأنه تعزيز حقوق‬
‫وضمانات المتقاضي في مواجهة الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬سواء كانت ق اررات إيجابية (أوال)‪،‬‬
‫أو سلبية (ثانيا)‪ ،‬أو متعلقة بالنظام العام (ثالثا)‪ ،‬أو منعدمة (رابعا)‪ ،‬أو كان القرار اإلداري محل دعوى‬
‫إلغاء ذات أثر موقف بقوة القانون (خامسا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الطعن في قرار إداري إيجابي‪ :‬يعتبر القرار اإلداري اإليجابي المجال الطبيعي لدعوى وقف التنفيذ‪،‬‬
‫إيجابيا في مواجهة المخاطبين به‪،‬‬
‫ً‬ ‫موقفا‬
‫ويعني القرار اإليجابي ذلك التصرف الذي تتخذ بموجبه اإلدارة ً‬
‫آثار تمس مراكزهم القانونية‪.3‬‬
‫محدثة بذلك ًا‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 919‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪ .‬وهو األمر نفسه الذي تنص عليه المادة ‪ L.521-1‬من قانون العدالة اإلدارية‬
‫الفرنسي‪ ،‬التي جاء فيها‪:‬‬
‫‪« Quand une décision administrative, même de rejet, fait l'objet d'une requête en annulation ou en‬‬
‫‪réformation, le juge des référés, saisi d'une demande en ce sens, peut ordonner la suspension de‬‬
‫‪l'exécution de cette décision, ou de certains de ses effets, lorsque l'urgence le justifie et qu'il est fait état‬‬
‫‪d'un moyen propre à créer, en l'état de l'instruction, un doute sérieux quant à la légalité de la décision.‬‬
‫‪Lorsque la suspension est prononcée, il est statué sur la requête en annulation ou en réformation de la‬‬
‫‪décision dans les meilleurs délais. La suspension prend fin au plus tard lorsqu'il est statué sur la requête‬‬
‫‪en annulation ou en réformation de la décision ». Art L.521-1 du C.J.A, op.cit.‬‬
‫سلطة وقف تنفيذ القرار اإلداري كانت في ظل قانون اإلجراءات المدنية القديم مجرد استثناء يمارسه قاضي االستعجال اإلداري في‬
‫حالة التعدي أو االستيالء أو الغلق اإلداري‪ ،‬أنظر‪ :‬عبد العالي حاحة‪ ،‬أمال يعيش تمام‪ " ،‬قراءة في سلطات القاضي اإلداري‬
‫االستعجالي وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية رقم ‪ ،"09/08‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،06‬ص ‪.65‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Olivier LE BOT, « Référé-suspension », JurisClasseur Administratif, LexisNixis, Fasc. 1093, date du‬‬
‫‪fascicule 30 avril 2018, p 4.‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬األسس العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.46‬‬
‫‪- 351 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫استقرت أحكام المحكمة اإلدارية العليا المصرية على تعريف القرار اإلداري بأنه‪ ":‬إفصاح من‬
‫جهة اإلدارة في الشكل الذي يحدده القانون عن إرادتها الملزمة بما لديها من سلطة عامة بمقتضى‬
‫وجائز قانوًنا‪ ،‬بهدف تحقيق‬
‫ًا‬ ‫القوانين واللوائح‪ ،‬وذلك بقصد إحداث أثر قانوني متى كان ذلك ممكًنا‬
‫المصلحة العامة"‪ .1‬وفًقا لهذا التعريف فإن للقرار اإلداري مقومات ال يقوم بتخلفها وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تصرف قانوني‪ :‬بمعنى أنه تعبير عن اإلرادة بقصد ترتيب أثر قانوني‪ ،‬وقد يكون هذا األثر إنشاء‬
‫إلغاء له‪ .‬والمركز القانوني هو مجموعة من‬
‫ً‬ ‫مركز قانوني عام أو خاص أو تعديل في هذا المركز أو‬
‫احدا لجميع من تماثلت ظروفهم‪ ،‬كما يكون المركز القانوني‬
‫عاما عندما يكون و ً‬
‫الحقوق والواجبات‪ ،‬ويكون ً‬
‫شخصيا متى اختلف مضمونه من شخص إلى آخر‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬تصرف من جانب واحد‪ :‬ليس كل تصرف قانوني ينطبق عليه وصف القرار اإلداري‪ ،‬بل يلزم‬
‫العتباره كذلك صدوره باإلرادة المنفردة لإلدارة‪ ،‬وهذا ما يميز القرار اإلداري عن العقد اإلداري الذي يعد‬
‫تصرف قانوني ناتج عن توافق إرادتين هما اإلدارة ومن تعاقد معها‪.‬‬
‫‪ -3‬صدور التصرف من شخص عام‪ :‬يتطلب وصف القرار باإلداري أن يكون التصرف القانوني الصادر‬
‫من جانب واحد منبثًقا عن شخص معنوي عام‪ ،‬أي جهة تدخل ضمن التنظيم اإلداري للدولة مثل‬
‫السلطات اإلدارية المركزية‪ ،‬المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬هيئات اإلدارة المحلية‪ ،‬أو أي جهة‬
‫أخرى يعتبرها القانون من أشخاص القانون العام‪.‬‬
‫‪ -4‬صدور التصرف ضمن سلطة ممارسة النشاط اإلداري‪ :‬ال يكفي أن يكون التصرف القانوني قرًا‬
‫ار‬
‫ار إدارًيا من حيث مضمونه‪ ،‬وهو ال يكون كذلك إال إذا‬
‫إدارًيا من حيث الشكل‪ ،‬بل يجب أن يكون قرًا‬
‫تعلق بنشاط إداري‪ ،‬فإذا كان مضمون التصرف مسألة من مسائل القانون الخاص ال يعد قرًا‬
‫ار إدارًيا ولو‬
‫صدر عن جهة إدارية‪.2‬‬
‫بناء على هذه الخصائص والمقومات‪ ،‬فإن غياب أي منها يؤدي إلى انتفاء صفة القرار اإلداري‪،‬‬ ‫ً‬
‫وبالتالي رفض طلب وقف التنفيذ‪ ،‬وذلك كما في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 667‬لسنة ‪ 32‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 9‬ماي ‪ ،1993‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء‬
‫األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪- 352 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪-‬األعمال التحضيرية‪ :‬وهي أعمال يقتصر دورها على التحضير إلصدار القرار اإلداري‪ ،‬دون أن يتولد‬

‫عنها بذاتها أثر قانوني‪ ،‬األمر الذي ال تصلح معه ألن تكون ً‬
‫محال لدعوى اإللغاء وبالتالي لطلب وقف‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫‪-‬اإلجراءات التنفيذية‪ :‬هي مجموعة من اإلجراءات تهدف إلى تنفيذ القرار اإلداري على أرض الواقع‪ ،‬كما‬
‫هو الشأن بالنسبة لعملية نشر القرار‪ ،‬فهي إجراءات ال عالقة لها بموضوع القرار من حيث مشروعيته‪.‬‬
‫‪-‬أعمال اإلدارة الداخلية‪ :‬ويقصد بها التعليمات المتعلقة بتنظيم العالقة داخل األجهزة اإلدارية‪ ،‬والتي‬
‫تهدف إلى تنظيم سير العمل اإلداري‪.‬‬
‫وهذا ما ينطبق بالنسبة لرأي رئيس المجلس الشعبي البلدي المرفق بملف طلب رخصة البناء‬
‫وتبعا لذلك جاء في أمر استعجالي صادر عن‬
‫والمرسل من طرفه إلى المصلحة المكلفة بالتعمير‪ً ،‬‬
‫اعتبار من أنه يشترط لقبول دعوى وقف التنفيذ بمفهوم المادة ‪ 919‬من‬
‫ًا‬ ‫المحكمة اإلدارية لبجاية‪":‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬أن تنصب على قرار إداري وأن يكون ذو طابع تنفيذي واعتبا ار في كون دعوى الحال موجهة‬
‫ضد رأي بالموافقة صادر عن لجنة الدائرة‪ ،‬والذي ليست له مواصفات القرار اإلداري‪ ،‬بل هو مجرد عمل‬
‫تحضيري‪.1"...‬‬
‫كما أن مقتضيات المادة ‪ L.521-1‬من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي (تقابلها المادة ‪ 919‬من‬

‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) ال تسمح بوقف تنفيذ القرار اإلداري إال بشرط أن يكون هذا القرار مازال ً‬
‫قابال للتنفيذ‪ ،‬فعندما‬
‫يكون القرار قد نفذ بشكل كلي في تاريخ تقديم طلب وقف التنفيذ يجعل هذا الطلب دون محل‪ ،‬وبالتالي‬
‫يكون غير مقبول‪ ،‬وكذلك الوضع في حالة تنفيذ القرار بشكل كلي بعد تقديم طلب وقف التنفيذ‪ ،2‬كما في‬
‫حالة قرار الوضع في مركز االعتقال اإلداري لألجانب‪ ،‬إذا كان تدبير الترحيل الصادر على أساسه قد‬
‫انتهى أثره كأن يكون قرار الترحيل تم إبطاله أو تم ترحيل األجنبي إلى بلده‪ ،3‬لكن يتم قبول الطلب‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية لبجاية‪ ،‬أمر استعجالي رقم ‪ ،1241‬مؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر ‪( .2014‬غير منشور)‪ ،‬ذكره عن لحسين بن شيخ آث‬
‫ملويا‪ ،‬رسالة في االستعجاالت اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Marc de MONSEMBERNARD, « Référé d’urgence : le référé –suspension », Répertoire de contentieux‬‬
‫‪administratif, Dalloz, février 2020, n°28, pp10-11.‬‬
‫لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .187‬وهو ما يظهر من خالل قرار مجلس‬
‫نظر لكون دعوى‬
‫الدولة الجزائري في قضية البنك الجزائري الدولي (‪ ،)A.I.B‬حيث تم رفض طلب وقف التنفيذ الذي أصبح دون محل ًا‬
‫اإللغاء تم رفضها‪ ،‬أنظر‪ :‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،14489‬مؤرخ في الفاتح أفريل ‪ ،2003‬قضية بنك (‪ )A.I.B‬ضد البنك المركزي‬
‫الجزائري‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،04‬ص ‪.138‬‬
‫‪- C.E, ord, 15 mars 2002, Ministre de l’Intérieure c/ Benkhira, Rec. C.E, p 854.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪- 353 -‬‬


‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المستعجل في حالة وقف تنفيذ قرار تعليق رخصة السياقة لمدة محددة‪ ،‬فرغم أن هذا القرار قد تم تنفيذه‬
‫بشكل كامل‪ ،‬إال أنه استمر في حرمان الطاعن من حقه في السياقة وبالتالي المساس بحرية التنقل‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬الطعن في قرار إداري سلبي‪ :‬يعتبر القرار اإلداري السلبي المجال الرحب للتصرفات المقيدة لحرية‬
‫التنقل‪ ،‬إذ توجد هناك العديد من الحاالت ضمن نطاق الق اررات والتصرفات المقيدة لهذه الحرية يكون‬
‫تدخل اإلدارة فيها من خالل ق اررات رفض ضمني أو ق اررات سلبية كرفض منح تأشيرة الدخول‪ ،‬رفض‬

‫إصدار أو تجديد جواز السفر‪ ،‬رفض إصدار رخصة اإلقامة‪ .‬يمكن أن تكون هذه الق اررات ً‬
‫محال لوقف‬
‫منطقيا يجب أن يتم إرفاقه بتدابير إيجابية‪ ،‬وهذا هو السبب الذي‬
‫ً‬ ‫التنفيذ‪ ،‬لكن حتى يكون هذا اإلجراء‬
‫يجعل قاضي االستعجال عندما يأمر بوقف تنفيذ قرار إداري سلبي‪ ،‬يجب عليه أن يحدد لإلدارة مجموعة‬
‫من االلتزامات لجعل هذا األمر مثمر وفعال‪.2‬‬
‫يظهر هذا من خالل األمر بوقف تنفيذ القرار الضمني الصادر عن لجنة الطعون ضد ق اررات‬
‫رفض تأشيرة الدخول‪ ،‬والذي يتعلق هو اآلخر بالرفض الضمني للقنصل العام لفرنسا بمدينة ‪Douala‬‬

‫بالكاميرون إصدار تأشيرة طويلة المدة للدخول واإلقامة بفرنسا ألوالد مواطنة فرنسية‪ ،‬وتوجيه أمر لإلدارة‬
‫بإعادة دراسة ملف التأشيرة‪.3‬‬
‫يعرف القرار اإلداري السلبي بأنه رفض السلطات اإلدارية أو امتناعها عن اتخاذ قرار كان من‬
‫الواجب عليها إصداره خالل مدة معينة وفًقا للقوانين واللوائح‪ .‬فالقرار السلبي هو في حقيقته تصرف‬
‫قانوني تلجأ إليه اإلدارة عندما تمتنع عن إصدار قرار كان من الواجب عليها إصداره خالل مدة معينة‪.4‬‬
‫في فرنسا لم يكن االجتهاد القضائي يعترف للقاضي اإلداري االستعجالي بسلطة وقف تنفيذ‬
‫الق اررات اإلدارية السلبية‪ ،‬مثل ق اررات رفض منح الرخص اإلدارية أو تجديد بطاقة اإلقامة لألجانب‪ ،‬وذلك‬
‫وفق اجتهاد متواتر لمجلس الدولة كرسه منذ ق ارره في قضية ‪ ،Amoros‬حيث ال يمكن األمر بوقف التنفيذ‬
‫إال في مواجهة ق اررات إدارية تنفيذية‪ ،‬إال أنه أجاز وقف تنفيذ القرار اإلداري السلبي إذا كان هناك مساس‬
‫بالمراكز القانونية أو الواقعية لألفراد‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 7 juin 2004, Dubus, Rec. C.E, p 819.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Rémy SCHWARTZ, « Le juge français des référés administratif », Revue du Conseil d’État, n°04, 2003, p‬‬
‫‪74.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 29 avril 2009, Ministre de l’Immigration c/ Mme A, n°326143, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000020936077/, consulté le 2 septembre 2021, à 22 :00.‬‬
‫‪ -4‬شعبان عبد الحكيم سالمة‪ ،‬القرار اإلداري السلبي دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص‬
‫‪.42‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪- René CHAPUS, Droit du contentieux administratif, 13‬‬ ‫‪éd, Montchrestien, Paris, 2008, p 1388.‬‬
‫‪- 354 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫رفض مجلس الدولة الفرنسي وقف تنفيذ قرار إداري سلبي ناتج عن منع وزير الداخلية بعض‬
‫األجانب من الدخول إلى اإلقليم الفرنسي لكل من السادة‪ ،Zabeti, Eksir, Toufani :‬وعلى إثر ذلك تقدم‬
‫المعنيون بطلب وقف التنفيذ أمام مجلس الدولة‪ ،‬وبتاريخ ‪ 27‬جانفي ‪ 1984‬أصدر هذا األخير ق ارره بأنه‬
‫ال يحق للقاضي أن يوجه أوامر لإلدارة‪ ،‬ومن ثمة ليس له سلطة األمر بوقف تنفيذ قرار إداري سلبي‪ ،‬إال‬
‫تعديال في المراكز القانونية أو المادية‪ ،‬حيث أن بقاء‬
‫ً‬ ‫إذا كان بقاء نفاذ هذا القرار من شأنه أن يحدث‬
‫ق اررات وزير الداخلية المتضمنة رفض السماح للطاعنين بالدخول إلى اإلقليم الفرنسي ليس من شأنها أن‬
‫تحدث تعديالت في المراكز القانونية أو المادية‪ ،‬وعليه فإن طلب وقف التنفيذ غير مقبول‪.1‬‬
‫يتضح من خالل هذا القرار أن المبدأ العام هو عدم جواز وقف تنفيذ القرار اإلداري السلبي‪ ،‬إذ‬
‫من شأن األمر بوقف التنفيذ إلزام اإلدارة على اتخاذ موقف إيجابي مخالف للقرار األصلي‪ ،‬باستثناء قرار‬
‫الرفض الذي يؤدي إلى التعديل في المراكز القانونية‪.2‬‬
‫يعود سبب تشدد مجلس الدولة الفرنسي في السماح بوقف تنفيذ القرار اإلداري السلبي‪ ،‬ألن القول‬
‫بخالف ذلك يعني أن القاضي اإلداري سيحل محل اإلدارة في ممارسة نشاطها من خالل إصدار األوامر‬
‫جانبا من الفقه يرى بأن هذه الحجة ضعيفة‪ ،‬ألن وقف تنفيذ القرار اإليجابي هو اآلخر يتضمن‬
‫إليها‪ ،‬لكن ً‬
‫أمر لإلدارة بأن تتوقف على ما أقدمت عليه‪ ،‬كما أن رقابة القضاء اإلداري ألعمال اإلدارة هي رقابة‬
‫ًا‬
‫مشروعية‪ ،‬وسلطة وقف التنفيذ من ضمنها‪ ،‬لذلك اتجه الفقه الحديث إلى التسليم بقابلية القرار اإلداري‬

‫السلبي ألن يكون ً‬


‫محال لدعوى وقف التنفيذ‪.3‬‬
‫الحًقا‪ ،‬تراجع مجلس الدولة عن موقفه السابق بشأن وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية السلبية‪ ،‬وكان‬
‫ذلك بمناسبة األمر الصادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2000‬والذي قضى بوقف تنفيذ القرار اإلداري السلبي‬
‫الصادر عن قنصل فرنسا بتونس في مواجهة السيد عباس وتاح ‪ ،Abbas Ouatah‬والمتضمن الرفض‬
‫الضمني لمنح هذا المواطن التونسي تأشيرة دخول إلى فرنسا‪ ،4‬وهذا حتى قبل دخول قانون ‪ 30‬جوان‬
‫‪ 2000‬المتعلق باالستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية حيز النفاذ‪ ،‬إذ عززت المادة ‪ 5‬منه (المادة‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 27 janvier 1984, Eksir et autres, Rec. C.E, p 30.‬‬
‫‪ -2‬السعيد سليماني‪ " ،‬وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية‪ :‬حالة الق اررات اإلدارية الضبطية دراسة مقارنة بين فرنسا والجزائر في ظل‬
‫التحوالت التشريعية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب‪ :‬قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬المنظم من طرف معهد العلوم‬
‫القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬يومي ‪ 10-09‬مارس ‪ ،2011‬ص ‪( .5‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياف‪ " ،‬شروط وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية في التشريع الجزائري وتطبيقاتها أمام القضاء االستعجالي"‪ ،‬مجلة الفقه‬
‫والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،52‬فبراير ‪ ،2017‬ص ‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, Sect, 20 décembre 2000, n°206745, M. Outah, A.J.D.A, 2001, p 149.‬‬
‫‪- 355 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ L.521-1‬من قانون العدالة اإلدارية) من التدخل السريع والفعال لقاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬جعلته‬
‫يتجاوز الشروط التقليدية لوقف التنفيذ‪.1‬‬
‫يفسر هذا التحول في اجتهاد مجلس الدولة الفرنسي بسبب عاملين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬أن األساس الذي قام عليه حكم ‪ Amoros‬المتضمن رفض وقف تنفيذ القرار اإلداري ألن القاضي‬
‫اإلداري ليس له الصالحية لتوجيه األوامر لإلدارة قد زال مع صدور قانون ‪ 8‬فيفري ‪ ،1995‬الذي سمح‬
‫صراحة للقاضي اإلداري بتوجيه أوامر لإلدارة‪.‬‬
‫‪ -2‬كرس المشرع الفرنسي صراحة ضمن نص المادة ‪ L.521-1‬من قانون العدالة اإلدارية سلطة قاضي‬
‫االستعجال اإلداري في وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية السلبية أو كما يطلق عليها ق ا‬
‫ررات الرفض " ‪Quand‬‬

‫‪.2" une décision administrative, même de rejet‬‬


‫أما الوضع في مصر‪ ،‬فإن القرار اإلداري السلبي يخضع لنظام وقف التنفيذ مثله في ذلك مثل‬
‫الق اررات اإلدارية اإليجابية‪ ،‬حيث ال يفرق القاضي اإلداري المصري بين الق اررات اإليجابية والسلبية‪،‬‬
‫فيطبق بشأنها القاعدة العامة الواردة في المادة ‪ 49‬من قانون مجلس الدولة رقم ‪ 47‬لسنة ‪ ،1972‬حيث‬
‫أن منع وقف التنفيذ يتعارض مع التطور المنشود نحو التوسع في نظام وقف التنفيذ لحماية حقوق األفراد‬
‫وحرياتهم األساسية‪.3‬‬
‫وهذا ما جاء حكم المحكمة اإلدارية العليا المصرية المؤرخ في ‪ 26‬جانفي ‪ ،1988‬والذي يتعلق‬
‫بامتناع اإلدارة عن إنهاء خدمة عامل انتهت مدة خدمته وفًقا للقانون مما شكل عقبة تحرمه من ممارسة‬
‫حرية التنقل‪ ،‬جاء فيه‪ " :‬طالما ثبت من جواز السفر والبطاقة الشخصية أنه موظف فاألمر يحتاج‬
‫قيدا على حريته في التنقل التي كفلها الدستور‬
‫لموافقة جهة اإلدارة على سفره‪ .‬عدم إنهاء خدمته يعد ً‬
‫وهو أبرز الصور التي يترتب عليها نتائج يتعذر تداركها مما يتوافر معه ركن االستعجال‪...‬يتعين على‬
‫جهة اإلدارة تسليم العامل شهادة تفيد بإنهاء خدمته‪.4"...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Francis MALLOL, « Les nouveaux pouvoirs et devoirs du juge administratif statuant en urgence : La fin‬‬
‫‪de la jurisprudence Amoros », L.P.A, n°55, du 19 mars 2001, p 8.‬‬
‫‪ -2‬موسى مصطفى شحادة‪ " ،‬شروط االستعجال الجديد أمام القضاء اإلداري الفرنسي وتطبيقاته في نطاق الحريات األساسية"‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،2013 ،01‬ص ‪.197‬‬
‫‪ -3‬حمدي علي عمر‪ ،‬سلطة القاضي في توجيه أوامر لإلدارة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -4‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 122‬لسنة ‪ 32‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 26‬جانفي ‪ ،1988‬مجموعة المبادئ التي قررتها المحكمة‬
‫اإلدارية العليا‪ ،‬المكتب الفني‪ ،‬ج األول‪ ،‬مبدأ رقم ‪ ،116‬ص ‪.748‬‬
‫‪- 356 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بالنسبة للجزائر فإن القاضي اإلداري في وضعية أحسن‪ ،‬فهو ال يحتاج إلى تكريس اجتهاد‬
‫قضائي لقبول وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية السلبية‪ ،‬فالمشرع تدخل صراحة ضمن نص المادة ‪ 919‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ المذكور أعاله‪ ،‬وزود قاضي االستعجال اإلداري بسلطة وقف تنفيذ هذه الق اررات "عندما يتعلق‬

‫األمر بقرار إداري ولو بالفرض‪ ،"...‬األمر الذي يعني أن الق اررات السلبية تصلح ألن تكون ً‬
‫محال لدعوى‬
‫اإللغاء‪ ،‬وبالنتيجة يمكن طلب وقف تنفيذها رغم افتقارها ألهم عنصر يميز القرارات اإلدارية وهو الطابع‬
‫التنفيذي‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن المشرع لم يستثن الق اررات السلبية بالرغم من أن هذه األخيرة في األصل ال تكون‬
‫محال لدعوى وقف التنفيذ‪ ،‬إال أنه إذا كان هذا القرار يعدل من الوضعية القانونية للشخص‬
‫بسبب طبيعتها ً‬
‫المعني فوقف التنفيذ يكون مقبوًال‪ ،1‬كما في حالة الرفض الضمني لطلب الدخول إلى اإلقليم أو رفض‬
‫طلب تجديد بطاقة اإلقامة ألجنبي‪.2‬‬
‫ثالثا‪ -‬الطعن في قرار إداري متعلق بالنظام العام‪ :‬كان المشرع الجزائري يقيد القاضي اإلداري‬
‫االستعجالي عند فصله في الطلبات االستعجالية‪ ،‬من حيث أن مفهوم " النظام العام" يفرض نفسه على‬
‫القاضي ويمنعه من اتخاذ اإلجراءات التي تمس بهذا القيد‪ ،‬وفي هذا اإلطار كانت المادة ‪ 171‬مكرر من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية القديم تنص على‪... ":‬في جميع حاالت االستعجال يجوز لرئيس المجلس‬
‫القضائي‪ ،‬أو العضو الذي ينتدبه‪ ،‬األمر بصفة مستعجلة باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة‪...‬باستثناء ما‬
‫تعلق منها بأوجه النزاع التي تمس النظام العام أو األمن العام"‪.3‬‬
‫محصور‬
‫ًا‬ ‫قيدا على سلطة القاضي اإلداري االستعجالي‪ ،‬ظل فيه‬
‫وبالفعل فقد كان هذا الشرط ً‬
‫ضمن فكرة ضيقة فضفاضة غير محددة المعالم وهي فكرة النظام العام‪ ،‬وهذا ما يظهر من خالل قرار‬
‫المجلس األعلى المؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،1981‬يتعلق بقرار منع من اإلقامة ألجنبي‪ ،‬جاء فيه‪ ":‬حيث‬
‫أن قاضي األمور المستعجلة الجالس للبت في القضايا اإلدارية‪...‬فإن المشرع قد استثنى صراحة من‬
‫نطاق اختصاصه النزاعات المتعلقة بالنظام العام واألمن العام‪ .‬حيث أنه من الثابت أن اإلجراء المنتقد‬
‫من طرف المدعي المستأنف يعد ق ار ار صاد ار عن مصالح األمن‪ ،‬متخذا ضمن نطاق الصالحيات الموكلة‬

‫‪ -1‬غنية نزلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ -2‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬قانون اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬دار هومه للطابعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.464‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ ،154-66‬مؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪( .‬ملغى)‬
‫‪- 357 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إليها‪ .‬حيث يستخلص من ذلك إذن‪ ،‬أن المنع من اإلقامة يعد قرار خارج عن نطاق اختصاص قاضي‬
‫األمور المستعجلة"‪.1‬‬
‫طويال‪ ،‬إذ تخلى مجلس الدولة الجزائري عن تطبيق شرط‬
‫ً‬ ‫لكن هذا االتجاه القضائي لم يعمر‬
‫النظام العام‪ ،‬وذلك من خالل القرار المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2002‬والمتعلق بقرار إبعاد أجنبي عن اإلقليم‬
‫الجزائري‪ .‬فرغم أن هذا النوع من الق اررات وثيق الصلة بمفاهيم حماية النظام واألمن العموميين‪ ،‬لكن‬
‫قاضي االستعجال اإلداري أمر بوقف تنفيذه "حيث ثابت مما سبق أن القرار اإلداري محل طلب وقف‬
‫التنفيذ لم يصدر عن الجهة اإلدارية المختصة وهي وزارة الداخلية كما أنه لم يبلغ للمدعي ومن ثم‬
‫يحتمل إبطاله ويجعل دفوع المدعي جدية مما يتعين قبولها والطلب معا‪.2"...‬‬
‫يبدو أن مجلس الدولة قد سبق المشرع في التخلي عن شرط عدم تعلق النزاع بالنظام العام من‬
‫أجل قبول دعوى وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬وذلك ما تأكد الحًقا من خالل تخلي المشرع الصريح عن هذا‬
‫الشرط في القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وهو ما من شأنه تعزيز الحماية القضائية للحقوق‬
‫والحريات العامة‪ ،‬من خالل منح األفراد حق اللجوء للقاضي االستعجالي حتى في الحاالت المتعلقة‬
‫بالنظام العام‪.‬‬
‫إن تخلي المشرع عن شرط عدم المساس بأوجه النزاع المتعلقة بالنظام العام يمكن تفسيره بأن‬
‫االستعجال يغني عن هذا الشرط‪ ،‬حيث يمكن لقاضي االستعجال اإلداري حماية المصلحة العامة‪ ،‬فإذا‬
‫اعتمد على معيار النتائج التي ال يمكن تداركها‪ ،‬أو معيار الخطر الداهم‪ ،‬أو معيار الضرورة القصوى في‬
‫تقدير سالمة القرار المتخذ على النظام واألمن العموميين‪ ،‬إضافة إلى أن ترجيح كفة حماية المصلحة‬
‫العامة للمجتمع على مصلحة الفرد الذي يمكن تعويضه عن الضرر الذي يصيبه‪ ،‬فيمكن هنا االستغناء‬
‫عن شرط عدم مساس النزاع بالنظام العام‪.3‬‬
‫رابعا‪ -‬الطعن في قرار إداري منعدم‪ :‬يعرف األستاذ عبد الحكيم فودة القرار المنعدم بأنه‪ ":‬انعدام القرار‬
‫جسيما‪ ،‬فإذا فقد ركًنا أو أكثر من أركانه فإن ذلك يؤدي إلى اختالله‬
‫ً‬ ‫اإلداري يتحقق إذا كان عيب القرار‬
‫حقا وال‬
‫قانونيا‪ ،‬فال تكتسب ً‬
‫ً‬ ‫أثر‬
‫حد االنعدام‪ ،‬فيعتبر بمثابة واقعة مادية ال يرتب ًا‬‫بحيث يصل به إلى َّ‬

‫‪ -1‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،26998‬مشار إليه سابًقا‪.‬‬


‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،13772‬مشار إليه سابًقا‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الغني بلعابد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.26-25‬‬
‫‪- 358 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اما"‪ ،1‬في حين يعرفه األستاذ حسين عثمان بأنه القرار الذي لحقت به مخالفة جسيمة أفقدته‬
‫ترتب التز ً‬
‫صفة القرار اإلداري وهبطت به إلى مجرد عمل مادي ال يتمتع بشيء من الحصانة المقررة للق اررات‬
‫اإلدارية‪ .2‬في مجال القانون اإلداري يقصد باالعتداء المادي عدم مشروعية صارخة تصيب القرار‬
‫اإلداري‪ ،‬بحيث ال يمكن ربطه بالعمل اإلداري‪ ،‬أو كما يعبر عنه القضاء بصفة مستمرة بأنه سلوك ال‬
‫يمكن اعتباره على أنه تنفيذ الختصاص تملكه اإلدارة‪.3‬‬
‫قضائيا دون‬
‫ً‬ ‫إذا تقرر انعدام القرار اإلداري فإنه يجوز سحبه بالطريق اإلداري أو تقرير إبطاله‬
‫التقيد بالمواعيد المقررة في القانون‪ .‬إن االعتبار األهم في تقرير االنعدام يكمن في النتائج التي يرتبها‪،‬‬
‫ألنه من الناحية العملية‪ ،‬نجد أن هذه النتائج هي التي تدفع القاضي اإلداري لتطبيق نظرية االنعدام‪ ،‬لهذا‬
‫يقول األستاذ ‪ Prosper WEIL‬أنه ال توجد عالقة سببية بين مفهوم االنعدام والنتائج المترتبة عنه‪ ،‬بل‬
‫العكس فإن النتائج التي يبحث عنها القاضي هي التي تدفعه إلى تقرير االنعدام‪.4‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يطرح التساؤل حول إمكانية وقف تنفيذ القرار اإلداري المنعدم؟ يرى بعض الفقه‬
‫بإمكانية وقف تنفيذ القرار المنعدم‪ ،‬وذلك بالنظر ألن حرمان األفراد من ذلك من شأنه أن يجعل هذا القرار‬
‫إلحاحا من الوضع‬
‫وضوحا و ً‬
‫ً‬ ‫_رغم أن المخالفة القانونية فيه أشد جسامة‪ ،‬وعنصر االستعجال فيه أكثر‬
‫العادي_ يتمتع بحماية أقل من الق اررات التي تقتصر على عدم مشروعية عادية‪ ،‬والتي يجوز طلب وقف‬
‫تنفيذها لحين الفصل في دعوى الموضوع‪ ،‬األمر الذي يستوجب قبول طلب وقف تنفيذ القرار المنعدم إلى‬
‫غاية الفصل في طلب تقرير االنعدام‪.5‬‬
‫هذا ما أكدته محكمة القضاء اإلداري المصرية " القرار المعيب بعيب عدم االختصاص الجسيم‬
‫يحوله إلى مجرد فعل مادي معدوم األثر قانوًنا‪...‬ال يعدو أن يكون عقبة مادية في سبيل استعمال ذوي‬

‫‪ -1‬عبد الحكيم فودة‪ ،‬الخصومة اإلدارية بطالن وانعدام وسحب القرار اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪.55‬‬
‫‪ -2‬حسين عثمان محمد عثمان‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2010 ،‬ص ‪.677‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jaques MOREAU, « Voie de fait », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, septembre 2016‬‬
‫‪(actualisation mars 2018), n°13, p 4.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- « Il n'y a pas de relation de cause à effet entre la notion d'inexistence et ses conséquences; ce sont, au‬‬
‫‪contraire, les résultats recherchés par le juge qui conduisent celui-ci à faire appel à la notion d'inexistence‬‬
‫‪», WEIL Prosper, « Une résurrection : la théorie de l’inexistence en droit administratif », D.1958,‬‬
‫‪chron.40, p 53, cité par Jacques MOREAU, «Inexistence », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,‬‬
‫‪avril 2002, mise à jour mars 2013, n°32, p 4.‬‬
‫‪ -5‬مصطفى أبو زيد فهمي‪ ،‬القضاء اإلداري ومجلس الدولة‪ ،‬المرافعات اإلدارية‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،1986 ،‬ص ‪.498‬‬
‫‪- 359 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الشأن لمراكزهم القانونية المشروعة‪ ،‬مما يجيز طلب إزالته بصفة مستعجلة‪ ،‬األمر الذي يتعين معه‬
‫الحكم بوقف تنفيذه"‪.1‬‬
‫كما ذهب جانب من الفقه إلى القول بجواز وقف تنفيذ الق اررات المنعدمة حتى وإن لم تكن هناك‬
‫نتائج يتعذر تداركها من جراء تنفيذها‪ ،2‬ولهذا إذا قامت اإلدارة بتنفيذ قرارها المنعدم‪ ،‬يعتبر هذا التنفيذ غير‬
‫مشروع‪ ،‬لذلك فقد استقر القضاء اإلداري على أن انعدام القرار اإلداري يبرر طلب وقف تنفيذه دون النظر‬
‫إلى توافر شروط وقف التنفيذ‪ ،3‬بمعنى أن االنعدام يكفي وحده كأساس للدعوى االستعجالية‪ ،‬وهذا ما‬
‫قضت به المحكمة اإلدارية العليا المصرية في حكمها الصادر بتاريخ ‪ 14‬جانفي ‪...":1956‬أما إذا نزل‬
‫القرار إلى حد غصب السلطة‪ ،‬وانحدر إلى مجرد الفعل المادي المعدوم األثر القانوني‪...‬ال يعدو أن‬
‫يكون مجرد عقبة مادية في سبيل استعمال ذوي الشأن لمراكزهم القانونية المشروعة‪ ،‬مما يبرر بذاته‬
‫مطالبتهم إزالة تلك العقبة بصفة مستعجلة"‪.4‬‬
‫ال نجد في أحكام وق اررات القضاء اإلداري الجزائري ما يشير إلى استبعاد الق اررات المنعدمة من‬
‫مجال وقف التنفيذ‪ ،‬إذ تعتبر ق اررات إدارية قابلة للطعن فيها عن طريق دعوى اإللغاء‪ ،‬وبالتالي فإنه يجوز‬
‫طلب وقف تنفيذها‪ ،‬وما يميز هذه الق اررات هو أن طلب وقف تنفيذها يكون مقبوًال دون مراعاة لشرط‬
‫الميعاد‪.5‬‬
‫خامسا‪ -‬الطعن في قرار إداري ذو أثر موقف بقوة القانون‪ :‬يكون وقف تنفيذ القرار اإلداري عادة بطلب‬
‫من المدعي‪ ،‬لكن توجد بعض حاالت وقف التنفيذ بقوة القانون‪ ،‬بمعنى أن وقف التنفيذ في هذه الحالة‬
‫نابعا من إرادة المشرع نفسه‪ ،‬إذ يتم وقف تنفيذ القرار اإلداري بمجرد رفع دعوى في الموضوع‪ ،‬فهو‬‫يكون ً‬
‫وقف آلي للقرار اإلداري‪ ،‬وتمتنع اإلدارة بمجرد تبليغها بعريضة دعوى اإللغاء عن تنفيذ القرار اإلداري‪.‬‬

‫‪ -1‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬قضية رقم ‪ 675‬للسنة ‪ 22‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 28‬جانفي ‪ ،1969‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء‬
‫األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -2‬عبد الغفار إبراهيم موسى‪ ،‬الدفوع اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2009 ،‬ص ‪.745‬‬
‫‪ -3‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬القرار اإلداري المنعدم دراسة مقارنة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2014 ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ -4‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ ،3635‬لسنة ‪ 2‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 14‬جانفي ‪ ،1956‬القواعد القانونية التي قررتها المحكمة‬
‫اإلدارية العليا في عشر سنوات ‪ ،1960-1950‬ج األول‪ ،‬ص ‪ ،1157‬ذكره محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪-273‬‬
‫‪.274‬‬
‫‪ -5‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪- 360 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لهذا فالمدعي ليس في حاجة إلى طلب وقف التنفيذ حتى يصل إلى هذه الغاية‪ ،‬وإذا تقدم بطلب مستقل‬
‫يطلب فيه من القاضي األمر بوقف التنفيذ‪ ،‬تكون العريضة في هذه الحالة غير مقبولة‪.1‬‬
‫هذه الحالة نص عليها المشرع الجزائري في المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 11-08‬المتعلق بدخول‬
‫األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها‪ ،2‬حيث جعل للطعن في قرار إبعاد األجنبي الصادر عن‬
‫موقفا‪ ،‬بمعنى أن األجنبي المعني بهذا القرار ليس في حاجة لرفع دعوى استعجالية‬
‫أثر ً‬ ‫وزير الداخلية ًا‬
‫مستقلة لوقف تنفيذ قرار اإلبعاد‪ .‬لكن وكما سبق لنا شرح ذلك‪ 3‬فإن الدعوى المقصودة في المادة ‪ 31‬من‬
‫القانون رقم ‪ 11-08‬هي دعوى استعجالية خاصة أقرب إلى دعوى الموضوع‪ ،‬وذلك ألن قاضي‬
‫االستعجال هو من سيفصل في دعوى إلغاء قرار اإلبعاد‪ ،‬فالمشرع لم يحدد نوعية الدعوى االستعجالية‬
‫عاما فمن المرجح أن يتم اللجوء إلى رفع دعوى الحماية المستعجلة‬ ‫المرفوعة‪ ،‬وبما أن النص جاء ً‬
‫للحريات األساسية دون الحاجة لطلب وقف التنفيذ المقرر بقوة القانون‪.‬‬
‫مفترضا في بعض الحاالت‬
‫ً‬ ‫من المعلوم أن االستعجال في نظام وقف تنفيذ القرار اإلداري يكون‬
‫دون الحاجة لقيام الطاعن بإثباته‪ ،‬وذلك وفق ما يعرف بقرينة االستعجال‪ ،‬ومن أبرزها مساس القرار‬
‫المطعون فيه والمطلوب وقف تنفيذه بإحدى الحريات األساسية‪ ،4‬إال أن هذه القرينة ال يعمل بها في حالة‬
‫وجود نص صريح ينص على هذا االلتزام‪ ،‬وهو ما قضى به مجلس الدولة الفرنسي من أن افتراض‬
‫تأسيسا على أن امتناع اإلدارة عن تجديد رخصة اإلقامة يعرض األجنبي للطرد من البالد‪ ،‬ال‬
‫ً‬ ‫االستعجال‬
‫محل له في دعوى الحماية المستعجلة للحريات‪ ،‬وإنما هي قرينة مقصورة على دعوى وقف التنفيذ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- René CHAPUS, Droit du contentieux administratif, op.cit, p 1398 ; C.E, 30 juillet 2003, Sté Laboratoire‬‬
‫‪Legras, Rec. C.E, p 917.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،11-08‬مرجع سابق‪ " .‬يجوز لألجنبي موضوع قرار وزير الداخلية المتضمن اإلبعاد خارج اإلقليم‬
‫الجزائري أن يرفع دعوى‪...‬ويكون لهذا الطعن أثر موقف‪ ."...‬كما نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪11-91‬‬
‫المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العمومية على أنه في حالة الطعن في قرار التصريح بالمنفعة العمومية يوقف تنفيذ قرار‬
‫التصريح بالمنفعة العمومية‪.‬‬
‫‪ -3‬راجع سابًقا من هذه األطروحة ص ‪.296‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Francis LAMY, Conclusions sur C.E, 16 février 2004, Mme Rekia, A.J.D.A, 2004, p 891.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 23 janvier 2004, Koff, Rec. C.E, p 827.‬‬
‫‪- 361 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يبقى اإلشكال في المدة التي يستغرقها إجراء تبليغ اإلدارة التي أصدرت قرار اإلبعاد وهي وزير‬
‫الداخلية‪ ،‬فالتأخر في التبليغ قد يمنحها الوقت الكافي لتنفيذ القرار‪ ،‬أو أن يكون القرار قد أنتج كل‬
‫مفاعيله‪ ،‬فهنا ال بد من تبليغ اإلدارة بوصل تسجيل العريضة بمجرد تسجيلها‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت وقف تنفيذ القرار اإلداري‬


‫تتحدد الحاالت التي تسمح للقاضي اإلداري االستعجالي بوقف تنفيذ القرار اإلداري في وجود‬
‫مختصا في حالة التصرف اإلداري المتميز‬
‫ً‬ ‫شك جدي حول مشروعية القرار اإلداري (أوال)‪ ،‬كما يكون‬
‫بعدم مشروعية صارخة والتي تجعل منه مجرد اعتداء مادي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬وقف تنفيذ القرار اإلداري في حالة وجود شك جدي حول مشروعية القرار اإلداري‪ :‬نص المشرع‬
‫الجزائري على هذا الشرط في نص المادة ‪ 919‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ "‪...‬يجوز لقاضي االستعجال‪ ،‬أن يأمر‬
‫بوقف تنفيذ هذا القرار‪...‬ومتى ظهر له من التحقيق وجود وجه خاص من شأنه إحداث شك جدي حول‬
‫مشروعية القرار‪ ،"...‬وقد نص المشرع الفرنسي على هذا الشرط ضمن مرسوم ‪ 30‬جويلية ‪ 1963‬تحت‬
‫تسمية " السبب الجدي" "‪ ،"Moyen propre à créer un doute sérieux‬لكن القانون الجديد الصادر في‬
‫‪ 30‬جوان ‪ ،2000‬والمتعلق باالستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية تخلى عن هذا التعبير‪ ،‬واتجه إلى‬
‫استعمال عبارة السبب الذي ينبئ بوجود شك جدي حول مشروعية القرار " ‪Un moyen propre à créer,‬‬

‫‪ ،" en l'état de l'instruction, un doute sérieux quant à la légalité de la décision‬وهذا ما ساهم‬


‫في تحرير قاضي االستعجال اإلداري من التقييد التقليدي الذي كان يواجهه‪.2‬‬
‫من أجل اإلحاطة بهذه الحالة نستعرض طبيعة الشك الجدي (‪ ،)1‬وحاالت تحققه (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬طبيعة الشك الجدي‪ :‬يعتبر وجود شك جدي حول مشروعية القرار اإلداري تحول مهم لصالح‬
‫المتقاضي‪ ،‬حيث يمكن لهذا األخير إظهار وجود هذا الوجه‪ ،‬الذي هو بالتأكيد الوجه نفسه الذي سيستند‬
‫عليه في دعوى إلغاء القرار المطلوب وقف تنفيذه‪ ،‬مع التأكيد على أهمية شرط توافر الشك الجدي الذي‬

‫‪ -1‬زكرياء قشار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬


‫‪2‬‬
‫; ‪- Sophie OVERNEY, « le référé de suspension et le pouvoir de régulation du juge », A.J.D.A, 2001, p 720‬‬
‫‪Jean WALIN, op.cit, p 686.‬‬
‫‪- 362 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يعتبر النقطة الفارقة التي أصبحت تميز العمل االجتهادي لقاضي االستعجال اإلداري بعد التخلي عن‬
‫شرط السبب الجدي‪.1‬‬
‫وشرط الجدية هو الوجه اآلخر للضرورة التي بررت وجود نظام وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫مفروضا من ناحية لضرورات واقعية‪ ،‬فإن حتمية إعالء حكم القانون‬
‫ً‬ ‫فالوقف كإجراء استثنائي وإن كان‬
‫على نجاعة العمل اإلداري يفرض نفسه ضمن مفهوم الجدية حول مشروعة القرار اإلداري‪.2‬‬
‫طبق القاضي اإلداري الجزائري هذا الشرط في كثير من الق اررات‪ ،‬حيث اعتبر شرط الجدية بالرغم‬
‫من عدم النص عليه في قانون اإلج ارءات المدنية القديم بمثابة الشرط فوق العادة‪ ،3‬وهو ما يظهر من‬
‫خالل قرار مجلس الدولة المؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪ ،2002‬والذي جاء فيه‪ ":‬حيث أن وقف التنفيذ ينبغي أن‬
‫يؤسس على أوجه جدية من شأنها أن تحدث شكوكا فيما يخص الفصل النهائي‪ ،‬وكذلك فيما يخص‬
‫جسامة واستحالة إصالح األضرار التي يمكن أن تنجر عن تنفيذ القرار"‪.4‬‬
‫إن الشك المطلوب في دعوى وقف التنفيذ ال يقصد به الشك العادي الذي يقف عليه قاضي‬
‫االستعجال من خالل فحص مختلف أوجه عدم مشروعية القرار اإلداري‪ ،‬إذ أن هذا النوع من الشك ال‬

‫يكفي لتكوين قناعة القاضي بل يتوجب أن يكون الشك ً‬


‫جديا‪ ،5‬وما دام أن المشرع لم يحدد المقصود‬
‫بالشك الجدي‪ ،‬وبالتالي ترك األمر للقاضي اإلداري االستعجالي‪ ،‬فالشك هو حالة نفسية يتردد معها الذهن‬
‫بين االثبات والنفي‪ ،‬أما الجدية فتعني أن يميل الشك أكثر إلى اإلثبات‪.6‬‬
‫من خالل التعديل الذي جاء به المشرع‪ ،‬يظهر أن الهدف من ذلك هو تحرير تدخل قاضي‬
‫االستعجال اإلداري من خالل إبراز سلطاته مقارنة بتلك العائدة لقاضي الموضوع‪ ،‬وهذا من خالل‬
‫التخفيف من صرامة الشروط السابقة بهدف تمكين قاضي االستعجال من وقف تنفيذ القرار اإلداري دون‬
‫الحاجة إلى وجود يقين يتعلق بأوجه عدم مشروعية الق اررات اإلدارية‪.7‬‬

‫‪ -1‬سهام عبد النور‪ " ،‬مكانة قضاء االستعجال اإلداري في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪،28‬‬
‫العدد ‪ ،2017 ،03‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -2‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.429‬‬
‫‪ -3‬عبد الغني بلعابد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -4‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،9451‬مؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪ ،2002‬قضية مدير الضرائب لوالية عنابة ضد (ت‪.‬خ)‪ ،‬مجلة مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،02‬ص ‪.224‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Julien PIASECKI, op.cit, p 178.‬‬
‫‪ -6‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Olivier LE BOT, « Référé-suspension », op.cit, p 25.‬‬
‫‪- 363 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬حاالت تحقق الشك الجدي‪ :‬ينبغي اإلشارة إلى أن فحص قاضي االستعجال اإلداري لألسباب الجدية‬
‫يجب أن يكون بشكل أولي‪ ،‬وبالقدر الذي يسمح له بتكوين فكرة بخصوص وقف التنفيذ دون أن يستبق‬
‫قاضي الموضوع إلى تكوين عقيدة في موضوع النزاع‪ ،1‬وهذا ما قضى به مجلس الدولة الفرنسي بأنه ال‬
‫يشترط سوى وجود شك جدي وليس يقين بعدم مشروعية القرار اإلداري المخاصم‪.2‬‬
‫وهنا يطرح التساؤل حول الطريقة التي يعتمد عليها قاضي االستعجال اإلداري في كشف وجود‬
‫الوجه الذي من شأنه إحداث شك جدي؟ إن أوجه عدم مشروعية القرار اإلداري والتي تبنى عليها دعوى‬
‫اإللغاء هي نفسها التي تولد الشك الجدي لدى قاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬وتسمح له بالتالي بالموافقة‬
‫على طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري المطعون فيه‪ ،‬هذه األوجه تظهر على مستوى عدم المشروعية‬
‫الخارجية أو الداخلية للقرار اإلداري‪ ،‬أو حتى الوسائل المتعلقة بالنظام العام‪ ،‬والتي يثيرها القاضي حتى‬
‫ولو لم يطلب الخصوم منه ذلك‪.3‬‬
‫بمعنى أن يقتنع قاضي االستعجال اإلداري من خالل الفحص الظاهري ألوراق الدعوى أنه من‬
‫المرجح الحكم بإلغاء القرار اإلداري‪ ،‬وذلك من واقع أن األسباب التي أسس عليها الطاعن دعوى اإللغاء‪،‬‬
‫حيث أن وقف التنفيذ هو طلب متفرع عن طلب اإللغاء‪ ،‬فيقبل األول إذا كانت الثاني مرجح القبول‪.‬‬
‫ورقابة اإللغاء هي في الواقع رقابة مشروعية‪ ،‬ومن هنا يأخذ شرط الجدية وضعه في دائرة المشروعية‪ ،‬من‬
‫فحصا ظاهرًيا ال يمس بأصل‬
‫ً‬ ‫خالل البحث في مدى مشروعية القرار اإلداري محل طلب وقف التنفيذ‬
‫الحق‪.4‬‬
‫ذهبت المحكمة اإلدارية العليا المصرية في تحديدها لمفهوم الجدية وعالقته بمبدأ المشروعية‪ ،‬بأن‬
‫يقوم طلب الطاعن بحسب الظاهر من األوراق ومن واقع الحال‪ ،‬ودون المساس بأصل الحق على أسباب‬
‫قانونية جدية‪ ،‬تدعو إلى ترجيح إلغاء القرار اإلداري‪ ،5‬ويكفي لتوافر شرط الجدية أن يستظهر قاضي‬

‫االستعجال اإلداري ً‬
‫وجها أو أكثر من أوجه عدم المشروعية‪.6‬‬

‫‪ -1‬عبد الغني بلعابد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 7 mars 2012, M. Ahmad Fatah, A.J.D.A, 2012, p 1304.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Julien PIASECKI, op.cit, p 181.‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.84-83‬‬
‫‪ -5‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 3745‬لسنة ‪ 31‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 5‬جانفي ‪ ،1993‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء‬
‫األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -6‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 2742‬لسنة ‪ 29‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 4‬مارس ‪ ،1984‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء‬
‫األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪- 364 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فبالنسبة للشك الجدي المستمد من عيب عدم االختصاص نجد بأن مجلس الدولة الجزائري سبق‬
‫له وأن طبق هذه الوسيلة لوقف تنفيذ قرار إداري متعلق بإبعاد أجنبي عن اإلقليم الجزائري‪ ،‬وذلك في‬
‫القرار المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2002‬الذي جاء فيه‪ ":‬حيث ثابت مما سبق أن القرار اإلداري محل طلب‬
‫وقف التنفيذ لم يصدر عن الجهة القضائية المختصة وهي وزير الداخلية‪ ،‬كما أنه لم يبلغ ومن تم‬
‫يحتمل إبطاله ويجعل دفوع المدعي جدية مما يتعين قبولها والطلب معا‪ ،1"...‬لهذا فإن عدم اختصاص‬
‫مصدر القرار يشكل وسيلة جدية إلحداث شك جدي حول مشروعية القرار اإلداري المخاصم‪ ،‬وهي وسيلة‬
‫متعلقة بالنظام العام على قاضي االستعجال اإلداري إثارتها من تلقاء نفسه‪.2‬‬
‫صدر هذا القرار في ظل سريان قانون اإلجراءات المدنية القديم‪ ،‬لهذا لم يتضمن في منطوقه‬
‫اإلشارة إلى وجود شك جدي مستمد من عيب عدم االختصاص الذي أصاب القرار المطعون فيه‪ ،‬لكنه‬
‫أشار إلى جدية هذا الوجه من أوجه عدم المشروعية‪ ،‬وبالتالي تغليب كفة إلغاء القرار المخاصم في دعوى‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫بالنسبة للوسيلة المستمدة من عيب اإلجراءات‪ ،‬تظهر في حالة عدم مشروعية قرار تعيين بلد‬
‫إعادة اإلرسال ألجنبي صدر في حقه قرار بالطرد إلى خارج الحدود‪ ،‬وذلك نتيجة لعدم تمكين المعني من‬
‫إبداء مالحظاته حول البلد الذي سيرسل إليه‪.3‬‬
‫هذه الوسيلة قادرة على خلق شك جدي عندما يتعلق عيب عدم المشروعية بالغلط في الوصف‬
‫القانوني للوقائع‪ ،‬يظهر ذلك في األمر االستعجالي الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ ‪ 4‬مارس‬
‫‪ ،2008‬في قضية السيدة ‪ ،Ellenita Omokinde‬والمتعلق برفض السلطات القنصلية الفرنسية منحها‬
‫تأشيرة دخول للتراب الفرنسي‪ ،‬حيث اعتبر أن رفض التبرير المقدم من طرف وزير الهجرة واالندماج‬
‫والهوية‪ ،‬والمتعل ق بتهديد النظام العام على أساس أن المدعي سبق له الدخول إلى فرنسا سنة ‪2004‬‬
‫باستخدام تأشيرة دخول مزورة‪ ،‬ينطوي على خطأ واضح في التقدير‪ ،‬عند اعتبار أن مقتضيات حماية‬
‫النظام العام تبرر االعتداء على حرمة الحياة الخاصة للطاعن أمر من طبيعته خلق شك جدي حول‬
‫مشروعية قرار رفض منح التأشيرة المخاصم‪.4‬‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،13772‬مذكور سابًقا‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- C.E, sect, 16 mai 2001, Épx Dufaut, D, 2001, p 2223.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 24 février 2004, M.Fadiga, Rec. C.E, p 924.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 4 mars 2008, Mme Ellenita Omokinde, n° 312584, cité par Julien PIASECKI, op.cit, p 182.‬‬
‫‪- 365 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بناء على ما تقدم‪ ،‬فإن قاضي االستعجال اإلداري يبحث في مدى توافر الشك الجدي في طلب‬
‫ً‬
‫وقف التنفيذ‪ ،‬وبالتالي إذا رجح له أن أسباب الطعن باإللغاء لن تصل إلى المس بمشروعية القرار‬
‫اإلداري‪ ،‬وأن هناك ما يوحي بتوافر ما يؤكد مشروعية القرار المطعون فيه‪ ،‬فهنا يحكم برفض طلب وقف‬
‫التنفيذ‪ ،‬أما في الحالة المعاكسة‪ ،‬فإن ترجيح األسباب التي تؤدي إلى إلغاء القرار المطعون فيه فإنه يحكم‬

‫بوقف التنفيذ ‪ ،‬لهذا يظهر الفرق و ً‬


‫‪1‬‬
‫اضحا بين مصطلح الوسيلة الجدية ومصطلح الشك الجدي‪ ،‬حيث أن‬
‫األول يتعلق بدفع قانوني من شأنه تبرير إلغاء القرار المطعون فيه‪ ،‬أما الثاني فهو مجرد إثارة للشك حول‬
‫مشروعية القرار‪ ،‬وللقاضي السلطة التقديرية في تقدير جدية أو عدم جدية السبب المثار‪.2‬‬
‫يتضح مما سبق ذكره أن شرط الجدية يظهر من خالل حالتين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬ترجيح إلغاء القرار اإلداري في دعوى الموضوع‪ :‬تجد هذه الحالة تفسيرها في أن تأكيد إلغاء القرار‬
‫اإلداري هو أمر لن يصل إليه القاضي اإلداري وهو بصدد الفصل في طلب وقف التنفيذ‪ ،‬ألن ذلك يحتاج‬
‫إلى فحص موضوعي‪ ،‬وهو ما ال يملكه قاضي االستعجال‪ ،‬فإنه يجد نفسه وهو بصدد الفصل في الطلب‬
‫االستعجالي أمام احتمالين‪ ،‬األول هو سالمة القرار اإلداري وهنا يتخلف شرط الجدية‪ ،‬والثاني هو بطالن‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬والذي إذا رجحه القاضي على االحتمال األول فإنه يقضي بقبول طلب وقف التنفيذ لتوافر‬
‫شرط الجدية‪ .3‬ولهذا فإن شرط الجدية ينتفي إذا ظهر لقاضي االستعجال اإلداري أن أسباب الطعن‬
‫باإللغاء ال تقوى على النيل من مشروعية القرار اإلداري‪ ،‬وأن هناك على العكس من ذلك ما يوحي‬
‫بمشروعية القرار‪.4‬‬
‫ب‪ -‬االستخالص بحسب الظاهر‪ :‬يجب أن يكون استخالص القاضي اإلداري االستعجالي إللغاء القرار‬
‫اإلداري والذي على أساسه يأمر بوقف التنفيذ من خالل الفحص الظاهري ألوراق دعوى اإللغاء‪ ،‬دون‬
‫التعمق في بحث موضوع الدعوى لخروج ذلك عن نطاق اختصاصه كقاضي استعجال‪ ،5‬وهذا ما قضت‬
‫به المحكمة اإلدارية العليا المصرية بقولها‪... ":‬بحيث يقف اختصاصه في هذا الشأن عند حد استظهار‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.89-88‬‬
‫‪ -2‬السعيد سليماني‪ " ،‬وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية‪ :‬حالة الق اررات اإلدارية الضبطية دراسة مقارنة بين فرنسا والجزائر في ظل‬
‫التحوالت التشريعية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -4‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬طعن رقم ‪ 1747‬لسنة ‪ 39‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 7‬نوفمبر ‪ ،1985‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء‬
‫األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.89-88‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪- 366 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫استخالصا من ظاهر األوراق‬


‫ً‬ ‫وتقدير جدية المطاعن المنسوبة إلى القرار اإلداري بالنظر إلى ظاهرها‬
‫دون غوص في موضوع المنازعة‪.1"...‬‬
‫يتبين من مضمون نص المادة ‪ 919‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ السابق اإلشارة إليه‪ ،‬أن شرط الجدية مرتبط‬
‫بمبدأ المشروعية‪ ،‬فمتى تبين لقاضي االستعجال من خالل التحقيق أن هناك شك جدي في أن القرار‬
‫اإلداري المطعون فيه هو قرار غير مشروع يمكنه عندئذ األمر بوقف تنفيذه‪.2‬‬
‫والمالحظ أن المشرع الجزائري في ظل ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ قد خفف من القيد المتعلق بفحص مدى مشروعية‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬وهذا أسوة بالمشرع الفرنسي‪ ،‬فقاضي االستعجال اإلداري في ظل قانون اإلجراءات المدنية‬
‫لزما قبل األمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري فحص مدى مشروعيته مثلما يفعل قاضي‬
‫القديم كان م ً‬
‫الموضوع‪ ،‬أما في ظل القانون الحالي فيكفي أن يتحقق من وجود وجه من شأنه إحداث شك جدي حول‬
‫مشروعية القرار اإلداري‪.3‬‬
‫لهذا يمكن لقاضي االستعجال اإلداري االكتفاء بالوسائل المثارة في الطلب المستعجل بغض‬
‫النظر عن الوسائل المثارة في دعوى الموضوع‪ ،4‬كما يمكنه األمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري باالستناد‬
‫على وسيلة من شأنها خلق شك جدي حول مشروعية القرار اإلداري حتى ولو لم يتم إثارتها في دعوى‬
‫الموضوع‪.5‬‬
‫ثانيا‪ -‬وقف تنفيذ القرار اإلداري في حالة االعتداء المادي‪ :‬تنص المادة ‪ 921‬من ق‪.‬إم‪.‬إ على‪ ":‬في‬
‫حالة االستعجال القصوى يجوز لقاضي االستعجال‪ ،‬أن يأمر بكل التدابير الضرورية األخرى‪ ،‬دون‬
‫عرقلة تنفيذ أي قرار إداري‪ ،‬بموجب أمر على عريضة ولو في غياب القرار اإلداري المسبق‪.‬‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 743‬لسنة ‪ 53‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،1990‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء‬
‫األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر مهداوي‪ ،‬مومني أحمد‪ " ،‬سلطات القاضي اإلداري االستعجالي لوقف تنفيذ الق اررات اإلدارية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال‬
‫الملتقى الرابع الموسوم ب‪ :‬قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪،‬‬
‫يومي ‪ 10-09‬مارس ‪ ،2011‬ص ‪( .4‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -3‬علي قصير‪ " ،‬دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب‪ :‬قضاء االستعجال اإلداري‪،‬‬
‫المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬يومي ‪ 10-09‬مارس ‪ ،2011‬ص ‪( .6‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 19 février 2003, Cave Coopérative Les Remparts, cité par Olivier LE BOT, « Référé-suspension »,‬‬
‫‪op.cit, p 25.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 30 décembre 2002, Sté Cottage Wood, Rec. C.E, p 867.‬‬
‫‪- 367 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وفي حالة التعدي أو االستيالء أو الغلق اإلداري‪ ،‬يمكن أيضا لقاضي االستعجال أن يأمر بوقف تنفيذ‬
‫القرار اإلداري المطعون فيه"‪ ،1‬الفقرة األولى من هذه المادة تتعلق بالدعوى االستعجالية التحفظية‪ ،‬وهي‬
‫خاصة بحاالت االستعجال القصوى‪ ،‬أما الفقرة الثانية فهي تدخل في إطار وقف التنفيذ‪ ،‬وذلك في حالة‬
‫التعدي أو االستيالء أو الغلق اإلداري‪.‬‬
‫لكن يبقى التساؤل المطروح حول العالقة بين الحريات العامة ونظرية االعتداء المادي‪ ،‬وبمعنى‬
‫ماديا يجيز‬
‫اعتداء ً‬
‫ً‬ ‫آخر هل يمكن أن يشكل المساس بالحريات العامة ومنها حرية التنقل محل الدراسة‬
‫تدخل قاضي االستعجال اإلداري عن طريق إجراء وقف التنفيذ؟‬
‫وعلى اعتبار أن الجزء األكبر من نطاق نظرية االعتداء المادي يقع ضمن نطاق الحريات‬
‫األساسية‪ ،‬فهذا يطرح التساؤل كذلك حول العالقة بين نص الفقرة الثانية من المادة ‪ 921‬المذكورة أعاله‬
‫ونص المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ؟ وبعبارة أخرى هل أن تكريس المشرع الجزائري لالستعجال في مجال‬
‫ماديا؟‬
‫اعتداء ً‬
‫ً‬ ‫الحريات األساسية بموجب نص خاص يمنع من اعتبار االعتداء على هذه الحريات يشكل‬
‫في الحقيقة ال يمكن إد ارج حاالت االعتداء المادي ضمن استعجال حماية الحريات األساسية‪،‬‬
‫ألن هذه األخيرة تشترط أن يكون المساس بالحريات من طرف اإلدارة عند ممارستها الختصاصاتها‪ ،‬بينما‬
‫المساس بالحريات األساسية خارج الصالحيات اإلدارية هو ما ينتج عنه االعتداء المادي‪.2‬‬
‫أخير موقع‬
‫ولتوضيح ذلك ينبغي تعريف االعتداء المادي (‪ ،)1‬وتحديد حاالت وجوده (‪ ،)2‬و ًا‬
‫حرية التنقل من نظرية االعتداء المادي (‪.)3‬‬
‫‪ -1‬تعريف االعتداء المادي‪ :‬تعتبر نظرية االعتداء المادي من المسائل التي اشتد الجدل حولها‪،‬‬
‫وتضاربت االتجاهات الفقهية والقضائية بشأنها‪ ،‬خاصة مع التطور المستمر في مفهومها‪ ،‬ومفاعيل ذلك‬

‫على تحديد مجال اختصاص كل من القاضي اإلداري والعادي ‪ .‬ونتيجة لذلك فقد احتلت مكانة مهمة ً‬
‫‪3‬‬
‫جدا‬
‫في حركية االجتهاد القضائي‪ ،‬ورغم انحصار تطبيقها في الوقت الحاضر إال أنها تبقى خاضعة في‬
‫للتقدير الذي يجريه القاضي‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 919‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Charles DEBBASCH, Frédéric COLIN, Droit administratif, 10 ème éd, Economica, Paris, 2011, p 624.‬‬
‫‪ -3‬أحمد الطاهر فاصلة‪ ،‬التعدي ودور القاضي في مواجهة اإلدارة –دراسة مقارنة‪ ،-‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص قانون‬
‫عام معمق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015-2014‬ص ‪.10‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Jean WALINE, op.cit, p 600.‬‬
‫‪- 368 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ساهم الفقه مدعو ًما باالجتهادات القضائية لكل من مجلس الدولة‪ ،‬محكمة النقض ومحكمة التنازع‬
‫خصوصا في بلورة مفهوم االعتداء المادي‪ ،‬وذلك من خالل محاولة إلعطاء تعريف لهذه الفكرة‬‫ً‬ ‫بفرنسا‬
‫وتحديد عناصرها‪.‬‬
‫إن محاولة وضع تعريف لالعتداء المادي من المسائل الشائكة والمعقدة في نطاق القانون اإلداري‬
‫خاصة الفرنسي‪ ،‬وزاد األمر تعق ًيدا بعد صدور قانون ‪ 30‬جوان ‪ 2000‬المتعلق باالستعجال أمام الجهات‬
‫القضائية اإلدارية‪ ،‬والذي أتبعه القضاء بمجموعة من الق اررات القضائية الصادرة عن مجلس الدولة وكذا‬
‫محكمة التنازع‪ ،‬والتي أحدثت تحوًال في مفهوم االعتداء المادي ونطاق تطبيقه‪ ،1‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعريف الفقهي‪ :‬يعرف األستاذ ‪ André DE LAUBADÈRE‬االعتداء المادي بأنه ارتكاب اإلدارة‬
‫لمخالفة جسيمة أثناء قيامها بنشاط مادي تنفيذي يمس بحق الملكية أو حرية عامة‪ ،2‬أما األستاذ سليمان‬
‫جسيما أثناء قيامها بعمل مادي يتضمن اعتداء على حرية‬
‫ً‬ ‫الطماوي فيعرفه بأنه‪ " :‬ارتكاب اإلدارة خطأ‬
‫فردية‪ ،‬أو على مال مملوك ألحد األفراد"‪ ،3‬في حين يعرفه األستاذ مسعود شيهوب بأنه‪ ":‬تصرف مادي‬
‫يصدر عن اإلدارة ومشوب بال شرعية صارخة‪ ،‬ويشكل مساسا بالملكية الخاصة‪ ،‬أو بحقوق أساسية‬
‫لألفراد"‪.4‬‬
‫على خالف الفقه الفرنسي‪ ،‬نجد بأن هناك اختالف لدى الفقه العربي حول ترجمة المصطلح‬
‫الفرنسي "‪ "Voie de fait‬إلى اللغة العربية‪ ،‬لكن هذه االختالفات شكلية فقط‪ ،‬حيث يجمع الفقه العربي‬
‫على أن االعتداء المادي يقصد به الخروج الجسيم عن المشروعية‪ ،‬من خالل االعتداء على حق الملكية‬
‫أو حريات األفراد‪ ،‬مع المالحظة أنه في الغالب ال يفرق بين الحرية األساسية أو الفردية أو العامة‪.5‬‬
‫ويرى بعض الفقه أنه من الضرورة التمييز بين مصطلح "االعتداء" الموجود ضمن نطاق القانون‬
‫المدني والقانون الجنائي‪ ،‬ومصطلح "االعتداء المادي" ضمن نطاق القانون اإلداري‪ ،‬فالمصطلح‬

‫‪ -1‬شفيقة بن كسيرة‪ ،‬الحماية القضائية للحقوق والحريات األساسية لألفراد في حالة االعتداء المادي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين‪ ،‬سطيف ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪-2014‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, p 421.‬‬
‫‪ -3‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬دروس في القضاء اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهرة‪ ،1976 ،‬ص ص ‪.287-286‬‬
‫‪ -4‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬األنظمة القضائية المقارنة والمنازعات اإلدارية‪ ،‬ط ‪ ،3‬د‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -5‬شفيقة بن كسيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪- 369 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المستعمل لدى الفقه اإلداري الفرنسي يعبر عن تصرف جسيم ضد األفراد‪ ،‬وبالتالي فإنه من األحسن‬
‫استعمال عبارة "االعتداء المادي"‪.1‬‬
‫من خالل التعريفات الفقهية السابقة‪ ،‬يتضح بأن االعتداء المادي هو تصرف ذو طابع تنفيذي‬
‫تقوم به اإلدارة‪ ،‬ينطوي على عدم مشروعية جسيمة تمس بحق الملكية أو بحرية أساسية لألفراد‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعريف القضائي‪ :‬كان الدور األكبر في تكريس نظرية االعتداء المادي ورسم حدودها للقضاء‪ ،‬وهذا‬
‫من خالل االجتهاد المتواصل لمحكمة التنازع وكذا مجلس الدولة الفرنسي‪ .‬ففي قرار ‪ Schneider‬عرفت‬
‫محكمة الت نازع االعتداء المادي بأنه إجراء ال يمكن ربطه بشكل واضح بتطبيق النصوص التشريعية أو‬
‫التنظيمية‪ ،2‬في حين عرفه مجلس الدولة في قرار ‪ Carlier‬بأنه تصرف يتميز بالخطورة صادر عن‬
‫اإلدارة‪ ،‬والذي بموجبه تعتدي هذه األخيرة على حق الملكية الخاصة أو حرية أساسية‪ ،‬وبالتالي ينزل‬
‫تصرفها إلى مرتبة االعتداء المادي‪.3‬‬
‫ومن الق اررات الحديثة لمحكمة التنازع الفرنسية‪ ،‬نجد قرارها في قضية ‪ Boussadar‬والذي عرفت‬
‫من خالله االعتداء المادي بأنه‪ ":‬يوجد اعتداء مادي عندما تباشر اإلدارة إجراءات التنفيذ الجبري‬
‫بإجراءات وشروط مخالفة للقانون حتى ولو كان القرار في حد ذاته مشروع‪ ،‬بحيث ينطوي على اعتداء‬
‫جسيم على حق الملكية أو على حرية أساسية‪ ،‬أو هو تصرف ال يمكن حمله بأي شكل من األشكال‬
‫على أنه ممارسة الختصاص يعود للسلطة اإلدارية"‪ ،4‬وأعادت المحكمة التعريف نفسه في قرارها المتعلق‬
‫بقضية ‪.5Mlle Mohamed‬‬
‫بعد ذلك حدث تحول جذري في االجتهاد القضائي المتعلق باالعتداء المادي‪ ،‬البداية كانت من‬
‫األمر االستعجالي الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ ‪ 23‬جانفي ‪ ،2013‬والذي اعتبر فيه بأن‬
‫مختصا ضمن إطار آلية "االستعجال‪-‬حرية" بوقف التصرف الذي له طابع اعتداء‬
‫ً‬ ‫القاضي اإلداري يكون‬

‫‪ -1‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬شروط قبول الدعوى اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-T.C, 4 juin 1940, Schneider, Rec. CE, p 243.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, 18 novembre 1949, Carlier, R.D.P, 1950, p 181.‬‬
‫‪-T.C, 23 octobre 2000, req n° 3227, M. Boussadar c/ Min. des Affaires étrangères, A.J.D.A, 2001, p 145, chro‬‬
‫‪4‬‬

‫‪M. Guyomar et P. Collin.‬‬


‫‪5‬‬
‫‪-T.C, 19 novembre 2001, Mlle Mohamed c/ Min. Intérieur, A.J.D.A, 2002, p 234, note S. petit ; voir aussi T.C,‬‬
‫‪23 mai 2005, Haut-commissaire de la République en Polynésie française, A.J.D.A, 2005, p 1151.‬‬
‫‪- 370 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مادي على حرية أساسية‪ .1‬وقد أثار هذا األمر االستعجالي الكثير من النقاش حول نهاية نظرية االعتداء‬
‫المادي والتوجه نحو قضاء الحريات االستعجالي‪.2‬‬
‫بعدها قامت محكمة التنازع الفرنسية في قرارها المتعلق بقضية ‪ Bergeond‬بإعادة رسم مجال‬
‫تطبيق نظرية االعتداء المادي‪ ،‬حيث احتفظت بالتعريف المذكور في قرار ‪ ،Boussadar‬لكنها أكدت على‬
‫أن التنفيذ الجبري الذي تقوم به اإلدارة‪ ،‬والذي ينتج عنه اعتداء مادي يجب أن يقع على حق الملكية أو‬
‫حرية فردية وليس على حرية أساسية‪.3‬‬
‫يرى الفقه الفرنسي أن هذا التحول كان نتيجة لقانون ‪ 30‬جوان ‪ 2000‬المتعلق باالستعجال أمام‬
‫الجهات القضائية اإلدارية (أدمج ضمن قانون العدالة اإلدارية)‪ ،‬والذي أعطى االختصاص للقاضي‬
‫اإلداري االستعجالي باتخاذ جميع التدابير الضرورية لحماية الحريات األساسية لألفراد نتيجة االعتداء‬
‫الجسيم من طرف السلطات اإلدارية‪.4‬‬
‫من خالل هذا القرار نستنتج بأن محكمة التنازع الفرنسية أعادت تعريف االعتداء المادي‪ ،‬بحيث‬
‫ضيقت من شرط المساس بحق الملكية وجعلت من االعتداء على الحرية الفردية هو المجال الجديد‬
‫لالعتداء المادي‪ ،‬وهو حسب رأي البعض اجتهاد يتناسق مع مفهوم الحرية الفردية الوارد في نص المادة‬
‫‪ 66‬من الدستور الفرنسي‪.5‬‬
‫كان لإلصالح التشريعي الذي أدخله المشرع الفرنسي بمناسبة قانون ‪ 30‬جوان ‪ ،2000‬والذي‬
‫كرس من خالله آليات جديدة للقاضي اإلداري االستعجالي من أجل حماية الحريات األساسية لألفراد ضد‬
‫االعتداءات الجسيمة لإلدارة‪ ،‬الدور البارز في إعادة رسم مضمون ونطاق نظرية االعتداء المادي‪ ،‬وهو ما‬

‫‪1‬‬
‫;‪-C.E, ord, 23 janvier 2013, Commune de Chirongui, A.J.D.A, 2013, p 788, Chron Domino et Bretonneau‬‬
‫‪R.F.D.A, 2013, p 299, note P. Delvolvé.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Jean DE GLINIASTY, « De Madame B à Monsieur B : La voie de fait dans l’impasse », L.P.A, n° 175,‬‬
‫‪2013, p 6 et suite.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-T.C, 17 juin 2013, req. n° 3911, Bergoend, A.J.D.A, 2013, p 1568.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Pierre DELVOLVÉ, « Voie de fait : limitation et fondements », note sous T.C, 17 juin 2013, Bergoend,‬‬
‫‪R.F.D.A, 2013, p 1041 ; Xavier DOMINO, Aurélie BRETONNEAU, « La voie de fait mis au régime sec »,‬‬
‫‪A.J.D.A, 2013, p 1568; Sandrine BIAGNINI-GIRARD, L’inexistence en droit administratif : contribution à‬‬
‫‪l’étude de la fonction des nullités, thèse pour le doctorat en droit public, Université Paul Cézanne (Aix-Marseille‬‬
‫‪Ⅲ), 2007, p 33; Pierre DELVOLVÉ, « De la voie de fait à l’emprise : nouvelle réduction de la compétence‬‬
‫‪judiciaire », R.F.D.A, 2014, p 61.‬‬
‫‪ -5‬شفيقة بن كسيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪- 371 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫شكل بداية بزوغ قضاء الحريات االستعجالي بدل االعتداء المادي‪ ،‬وقلص بشكل كبير من اختصاص‬
‫القاضي العادي في مواجهة التصرفات والق اررات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬عناصر االعتداء المادي‪ :‬من خالل التعريفات السابقة يمكن تحديد العناصر المكونة لالعتداء‬
‫المادي‪ ،‬والتي تتمثل في وجود فعل مادي ناتج عن تصرف ينطوي على عدم مشروعية جسيمة‪ ،‬ينتج عنه‬
‫مساس بحق الملكية أو حرية أساسية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬فعل مادي ناتج عن تصرف تنفيذي‪ :‬حتى يتحقق االعتداء المادي يجب أن تقوم اإلدارة بعمل مادي‪،‬‬
‫خاصا‪ ،‬وال يترتب عليها أثر قانوني بصرف النظر عما إذا‬
‫قصدا ً‬
‫واألعمال المادية هي التي ال تستهدف ً‬
‫كان مصدر القرار يريد النتيجة المادية لتصرفه أو ال‪ ،‬وذلك بخالف األعمال القانونية التي تتجه إرادة‬
‫صاحبها إلى إحداث أثر قانوني معين‪.1‬‬
‫وحتى يتحقق االعتداء المادي ال بد أن نكون أمام عمل تنفيذي‪ ،‬هذا الشرط أثار الكثير من‬
‫الجدل بين الفقهاء‪ ،‬وذلك بسبب االختالف حول قيام االعتداء المادي بمجرد صدور قرار إداري غير‬
‫مشروع ودون الحاجة إلى مباشرة إجراءات تنفيذه من طرف اإلدارة‪ ،‬حيث ذهب بعض الفقه إلى القول بأن‬
‫القرار المشوب بعيب جسيم يمكن أن يرتب بذاته اعتداء مادي دون الحاجة إلى تنفيذه‪ ،‬غير أن الرأي‬
‫الراجح يشترط قيام اإلدارة بعمل تنفيذي للقول بوجود اعتداء مادي‪.2‬‬
‫إن العمل القانوني لإلدارة يتحول إلى اعتداء مادي عندما ينطوي على عيب جسيم من عدم‬
‫المشروعية يصل به إلى درجة االنعدام‪ ،‬فالقرار اإلداري المنعدم ينتمي إلى طائفة األعمال المادية غير‬
‫اإلرادية‪ ،‬كصدور القرار ممن ليست له سلطة إصدار الق اررات اإلدارية‪ ،3‬وعليه فالقرار المنعدم هو القرار‬
‫الذي تريد من خالله اإلدارة ترتيب نتائج وآثار معينة في حين أنه لم يسبق لها اتخاذه (انعدام مادي)‪ ،‬أو‬
‫مشوبا بعيب من عيوب عدم المشروعية الجسيمة تفقده طبيعته القانونية (انعدام‬
‫ً‬ ‫عندما يكون هذا القرار‬
‫قانوني)‪.4‬‬
‫تبقى المشكلة هي أن الميادين الخاصة بنظرية االنعدام وتلك الخاصة باالعتداء المادي ال تتطابق‬
‫تماما‪ ،‬ألنه نجد بأن االعتداء المادي يوجد في كثير من الحاالت عن طريق عمل مادي وليس بالضرورة‬
‫ً‬
‫‪ -1‬عبد المنعم عبد العظيم جيرة‪ ،‬آثار حكم اإللغاء دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1971 ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ -2‬أحسن غربي‪ " ،‬نظرية االعتداء المادي في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة التواصل في االقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،39‬سبتمبر‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.218‬‬
‫‪ -3‬سامي جمال الدين‪ ،‬نظرية العمل اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Pierre DE MONTE, « La « Septimanie » face à la théorie de l’inexistence », A.J.D.A, 2008, p 753.‬‬
‫‪- 372 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫قرار إداري هذا من جهة‪ ،‬كما أن مجلس الدولة الفرنسي اعتبر بعض الق اررات منعدمة مع أنها ال تشكل‬
‫بالضرورة اعتداء مادي من جهة أخرى‪.1‬‬
‫ب‪ -‬أن يتميز االعتداء بعدم المشروعية الجسيمة‪ :‬يشترط في االعتداء المادي أن يتصف العمل‬
‫مجاال للشك‪ ،‬وبالتالي إذا كانت عدم مشروعية‬
‫ً‬ ‫الصادر عن اإلدارة بعدم المشروعية الجسيمة بما ال يدع‬
‫التصرف بسيطة ال نكون بصدد اعتداء مادي‪ ،2‬هذه الجسامة ينتج عنها تغيير الطبيعة القانونية للتصرف‬
‫اإلداري من عمل قانوني إلى مجرد فعل مادي‪.3‬‬
‫وللداللة على عدم المشروعية الجسيمة أو الصارخة فقد استعمل القضاء مصطلحات متعددة‪،4‬‬
‫ففي البداية كان االعتداء المادي ينتج عن تصرف غير مرتبط بتطبيق نص تشريعي أو تنظيمي‪ ،5‬أو‬
‫حسب تعبير أشمل بأن يكون التصرف غير مرتبط بالسلطات المخولة لإلدارة‪ ،6‬لكن تطور االجتهاد‬
‫القضائي أظهر أنه لم يعد من الضروري لوجود االعتداء المادي أن يكون التصرف غير مرتبط بالسلطات‬
‫الممنوحة لإلدارة‪ ،‬بل يكفي أن يكون غير مرتبط بالسلطات الممنوحة لإلدارة في ممارسة وظائفها‪ .7‬ففي‬
‫ظل عدم تحديد المشرع لمفهوم االعتداء المادي‪ ،‬وكذا درجة الجسامة التي تميزه‪ ،‬كان على القاضي تحديد‬
‫هذه المفاهيم من خالل فصله في القضايا المعروضة عليه‪.8‬‬
‫يمكن تقسيم عدم المشروعية الجسيمة إلى عدم مشروعية األساس القانوني للقرار اإلداري‪ ،‬وعدم‬
‫مشروعية ناتجة عن التنفيذ الجبري للقرار اإلداري‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬عدم مشروعية األساس القانوني للقرار اإلداري‪ :‬يوصف التصرف بعدم المشروعية‬
‫نظر ألن اإلدارة تقوم بتنفيذ قرار لم يصدر‪ ،‬أو تم الحكم بإبطاله من طرف القاضي اإلداري‪،‬‬
‫الجسيمة ًا‬
‫وهو ما يمكن استنتاجه من قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪.9Époux Léonard‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 280.‬‬
‫‪ -2‬حبيبة رحومني‪ ،‬العيد سعادنة‪ " ،‬االتجاهات القضائية الحديثة لحماية الحقوق والحريات األساسية من االعتداء المادي لإلدارة"‪،‬‬
‫مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ‪.924‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, p 421.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Jean WALINE, op.cit, p 602.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-T.C, 11 février 1947, Perrin, D, 1947, p 134.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-C.E, 18 novembre 1949, Carlier, Rec. C.E, p 490.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-T.C, 9 juin 1986, Eucat, Rec. C.E, p 301; T.C, 12 janvier 1987, Grivivetz, A.J.D.A, 1987, p 425; Cass.Civ, 28‬‬
‫‪novembre 1984, D, 1985, p 313.‬‬
‫‪ -8‬أحسن غربي‪ " ،‬نظرية االعتداء المادي في القانون الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-C.E, 17 mars 1949, Époux Léonard, Rec. C.E, p 592.‬‬
‫‪- 373 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مشوبا بعدم مشروعية جسيمة‬


‫ً‬ ‫أيضا إذا ما كان القرار الذي تريد اإلدارة تنفيذه‬
‫كما تنتج هذه الحالة ً‬
‫بمعنى أنه يصل إلى درجة االنعدام‪ ،‬ويتحقق هذا في حالة عدم االختصاص الجسيم‪ ،‬أي ذلك القرار الذي‬
‫ال يخرج فقط عن توزيع االختصاصات بين الجهات اإلدارية بل يخرج من مجال الوظيفة اإلدارية كلها‬
‫بأن يكون من اختصاص السلطة التشريعية أو القضائية‪.‬‬
‫شيوعا من الناحية‬
‫ً‬ ‫الفقرة الثانية‪ -‬عدم مشروعية التنفيذ الجبري للقرار اإلداري‪ :‬تعتبر هذه الحالة األكثر‬
‫العملية والمسرح الحقيقي لحاالت االعتداء المادي‪ ،1‬فعدم المشروعية في هذه الحالة يعود إلجراءات‬
‫التنفيذ ذاتها كما في الحالة التي تستعمل فيها اإلدارة إجراءات تنفيذ غير مشروعة‪ ،‬والمثال النموذجي لذلك‬
‫يظهر في حالة امتياز التنفيذ المباشر للقرار اإلداري خارج الحاالت التي يجوز فيها اللجوء لهذا االمتياز‪،2‬‬
‫كثير ما طبقه مجلس الدولة الفرنسي وكذا محكمة التنازع‪.3‬‬
‫وهو االتجاه الذي ًا‬
‫وهذا ما قضى به مجلس الدولة الجزائري في قرار حديث له‪ ،‬حيث اعتبر أن عدم اتباع اإلدارة‬
‫اعتداء على الملكية الخاصة‪ ،‬ويستوجب‬
‫ً‬ ‫لإلجراءات القانونية لنزع الملكية من أجل المنفعة العمومية يشكل‬
‫شامال لجبر األضرار الالحقة بالمالكين‪ ،‬وقد جاء في هذا القرار‪ " :‬حيث أنه بالرجوع إلى‬‫ً‬ ‫تعويضا‬
‫ً‬
‫محتويات الملف يتبين أن اإلدارة المدعى عليها المستأنفة لم تلجأ إلى اتباع اإلجراءات القانونية‬
‫المنصوص عليها في أحكام قانون نزع الملكية من أجل المنفعة العمومية‪ ،‬وبالتالي فإن كل األعمال‬
‫التي قامت بها توصف بالتعدي على الملكية الخاصة‪.4"...‬‬
‫وعليه‪ ،‬فال يمكن للسلطات اإلدارية استعمال التنفيذ الجبري لتنفيذ ق ارراتها إال في الحاالت التي‬
‫ينص عليها القانون أو يكون ذلك مبرًار بوجود ظروف استثنائية طارئة‪ .5‬فالقاعدة أن مجال تطبيق التنفيذ‬
‫الجبري محدد بشكل دقيق‪ ،‬حيث ال تلجأ اإلدارة إليه إال بعد استعمال االمتيازات األخرى التي تحوزها مثل‬
‫العقوبات اإلدارية ليبقى التنفيذ الجبري وسيلة ثانوية‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Gustave PEISER, Contentieux administratif, 13ème éd, Dalloz, Paris, 2004, pp 87-88.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, p 522.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 30 juillet 1949, Dam Depalle, D, 1950, p 109 ; C.E, 18 novembre 1949, Carlier, Rec. C.E, p 490; T.C,‬‬
‫‪22 juin 1998, Préfet de la Guadaloupe, J.C.P, 1998, 2, 10169.‬‬
‫‪ -4‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،103386‬صادر في ‪ 26‬جانفي ‪ ،2017‬قضية و ازرة المالية ضد (و‪.‬ف‪.‬أ)‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2017 ،15‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -5‬أحمد الطاهر فاصلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -6‬شفيقة بن كسيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 58‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪- 374 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ج‪ -‬االعتداء على الملكية الخاصة أو حرية أساسية‪ :1‬يشترط لقيام االعتداء المادي أن يشكل التصرف‬
‫خطير بالملكية الخاصة أو بحرية أساسية‪.‬‬
‫ًا‬ ‫مساسا‬
‫ً‬ ‫اإلداري‬
‫بالنسبة لالعتداء على الملكية الخاصة يستوي في ذلك أن تكون ملكية عقارية أم منقولة‪ ،‬حيث‬
‫يترتب على اعتداء اإلدارة على هذه الحقوق وقف التمتع بها أو فقدها بشكل كلي مما يصعب تداركه أو‬
‫إعادة الحال إلى ما كان عليه‪.2‬‬
‫ويعتبر حق الملكية من الحقوق التي تحظى بأهمية بالغة‪ ،‬فقد نص عليه المؤسس الدستوري‪،‬‬
‫وأحاطه بضمانات هامة‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 60‬من الدستور على‪ " :‬الملكية الخاصة‬
‫مضمونة‪.‬‬
‫ال تنتزع الملكية إال في إطار القانون‪ ،‬وبتعويض عادل ومنصف"‪.3‬‬
‫فإذا توافرت هذه الشروط ينعقد االختصاص للقاضي العادي‪ ،‬فيكون له أن يحكم بالتعويض عن‬
‫األضرار الناجمة عن االعتداء المادي‪ ،‬كما يختص بفحص مشروعية القرار اإلداري الذي قامت اإلدارة‬
‫بتنفيذه‪ ،‬وله في ذلك أن يحكم على اإلدارة بفعل شيء أو االمتناع عن فعل شيء‪ ،‬وتوجيه األوامر لها من‬
‫أجل وقف أعمال االعتداء‪ ،‬كالحكم برد الشيء إلى أصله أو بالهدم أو الطرد‪ ،‬ومن أجل إجبارها على‬
‫تنفيذ هذه األوامر يجوز للقاضي العادي اللجوء إلى التهديد المالي والحكم على اإلدارة بالغرامة التهديدية‪.4‬‬
‫‪ -3‬حرية التنقل في ظل نظرية االعتداء المادي‪ :‬خالل ممارسة اإلدارة المتيازاتها من الممكن أن تعتدي‬
‫على الحقوق والحريات العامة‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن لألفراد اللجوء إلى القاضي اإلداري لطلب إلغاء‬
‫الق اررات اإلدارية والتعويض عنها إن اقتضي األمر‪ ،‬لكن خارج حاالت عدم المشروعية التي تعتبر فيها‬
‫اإلدارة منحرفة عن ممارسة اختصاصاتها‪ ،‬يقع االعتداء المادي الذي يخرج التصرف اإلداري عن مجال‬
‫الوظيفة اإلدارية‪ ،‬ففي هذه الحالة ال تكون هناك فائدة لمبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬ومبدأ اختصاص‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬ألن هذا التصرف يفقد طبيعته اإلدارية ويعود بالتالي للقاضي العادي ضمان حماية‬
‫حقوق وحريات األفراد‪.5‬‬

‫‪ -1‬للمزيد حول مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬راجع الحًقا من هذه األطروحة ص ‪ 389‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬بالل أمين زين الدين‪ ،‬المسؤولية اإلدارية التعاقدية وغير التعاقدية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط األولى‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 60‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬ده شتي صديق محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Jean WALINE, op.cit, p 601.‬‬
‫‪- 375 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إن تأثير االعتداء المادي على اختصاص القاضي اإلداري برقابة الق اررات والتصرفات المقيدة‬
‫لحرية التنقل مر بمرحلتين‪ ،‬مرحلة التكريس ومرحلة نهاية االستثناء‪ ،‬األولى كانت الجهات القضائية‬
‫المختلفة تتعامل مع االعتداء المادي كحد على اختصاص القاضي اإلداري وأساس قانوني الختصاص‬
‫القاضي العادي‪ ،‬أما في المرحلة الثانية فقد تم التخلي عن هذه السياسية القضائية‪ ،‬حيث أصبح االعتداء‬
‫ماديا‪ ،‬وبالتالي عاد االختصاص للقاضي‬
‫اعتداء ً‬
‫ً‬ ‫على حرية التنقل تحت أي شكل من األشكال ال يشكل‬
‫اإلداري برقابة الق اررات المقيدة لحرية التنقل طبًقا للقواعد العامة‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االعتداء المادي على حرية التنقل يخضع الختصاص القاضي العادي‪ :‬عند اجتماع العناصر المكونة‬
‫لالعتداء المادي يكون القاضي العادي هو المختص بتقدير وجود هذا االعتداء‪ ،‬وبالنتيجة تقدير درجة‬
‫عدم مشروعية القرار اإلداري‪ .‬هذا االختصاص يمنح للقاضي العادي المكنة لوقف االعتداء المادي‪،‬‬
‫مختصا في توجيه أوامر لإلدارة لوقف هذا االعتداء‪ .‬يفسر هذا الخروج عن‬ ‫ً‬ ‫وأكثر من هذا فهو يكون‬
‫القواعد العامة بأن اإلدارة حال ارتكابها لالعتداء المادي تخرج عن القواعد المقررة في القانون اإلداري‪،‬‬
‫وتخضع بالتالي لرقابة القاضي العادي بالشروط نفسها التي يخضع لها األفراد‪.1‬‬
‫كان لمحكمة التنازع الفرنسية الفرصة لتطبيق نظرية االعتداء المادي في نطاق االعتداء على‬
‫حرية التنقل باعتبار هذه األخيرة حرية أساسية‪ ،‬وذلك بمناسبة قرارها في قضية ‪ ،Eucat‬حيث اعتبرت بأن‬
‫سحب اإلدارة لجواز السفر الخاص بمواطن بحجة أنه مدين لمصالح الضرائب بمبالغ مالية كبيرة إجراء ال‬
‫يمكن ربطه بممارسة اإلدارة الختصاص يعود لها بموجب القانون الضريبي‪.‬‬
‫جاء في هذا القرار‪... ":‬باعتبار أن حرية التنقل حرية أساسية غير محصورة فقط باإلقليم‬
‫أيضا الحق في الخروج منه‪...‬وباعتبار سحب جواز سفر المدعي على أساس أنه‬
‫الوطني‪ ،‬لكن تتضمن ً‬
‫مدين بمبالغ مالية كبيرة لمصلحة الضرائب‪ ،‬ولم يقدم ضمانات كافية لدفع هذه المبالغ‪...‬مثل هذا‬
‫اعتداء على حرية التنقل‪ ،‬من الواضح أنه ال يمكن اعتباره على أنه ممارسة‬
‫ً‬ ‫اإلجراء الذي يتضمن‬
‫ماديا"‪.2‬‬
‫اعتداء ً‬
‫ً‬ ‫لسلطة يمنحها القانون لإلدارة من أجل ضمان استرداد الضرائب‪ ،‬وبالتالي فإنه يشكل‬

‫‪1‬‬
‫‪- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, pp 424-425.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-T.C, 9 juin 1986, Eucat, précité, « Considérant que la liberté fondamentale d'aller et venir n'est pas‬‬
‫‪limitée au territoire national, mais comporte également le droit de le quitter…Considérant que l'ordre de‬‬
‫‪retirer son passeport à M. X..., au motif qu'il était redevable de lourdes impositions et n'offrait pas de‬‬
‫‪garanties de solvabilité, ne découle ni de poursuites pénales, ni de la mise à exécution d'une contrainte par‬‬
‫‪corps; qu'une telle mesure, qui porte atteinte à la liberté ci-dessus définie, est manifestement insusceptible‬‬
‫‪de se rattacher à l'exercice d'un pouvoir conféré par la loi à l'administration pour assurer le‬‬
‫‪recouvrement d'impôts directs; qu'elle constitue donc une voie de fait…».‬‬
‫‪- 376 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لكن وكما يقول األستاذ ‪ André DE LAUBADÈRE‬أن القاضي العادي حتى في هذه الحالة ال‬

‫يملك االختصاص الحصري‪ ،‬وذلك عندما يكون االعتداء المادي ً‬


‫ناتجا عن تنفيذ قرار إداري ينطوي على‬
‫عدم مشروعية جسيمة‪ ،1‬فيمكن للقاضي اإلداري أن يسترد اختصاصه عن طريق تطبيق نظرية االنعدام‬
‫كجزاء مترتب على عدم المشروعية الجسيمة‪ ،2‬وهذا ما كرسته محكمة التنازع نفسها في قرارها الشهير‬
‫‪ Guigon‬حيث أقرت االختصاص المزدوج لجهة القضاء اإلداري كما لجهة القضاء العادي في تقرير‬
‫‪3‬‬
‫جدا‪ ،‬فليس من شأن‬
‫انعدام الق ار ارت اإلدارية ‪ .‬لكن يجب اإلشارة إلى أن مجال الق اررات المنعدمة واسع ً‬
‫كل قرار منعدم أن يرتب اعتداء مادي بل يجب أن ينطوي على مساس بحق أو حرية من الحريات‬
‫األساسية‪.4‬‬
‫هذا ما دفع مجلس الدولة الفرنسي إلى اعتبار القرار الصادر عن القنصل العام لفرنسا بمدينة‬
‫لوزان ‪ ،Lausanne‬والمتضمن رفض إصدار جواز سفر لمواطن ينطوي على مساس جسيم بحرية التنقل‪،‬‬
‫بحيث ال يمكن اعتباره مرتبط بممارسة السلطة الممنوحة لإلدارة بموجب القانون‪ ،‬وبالتالي فإنه يكتسي‬
‫طابع االنعدام‪ ،5‬أما في حالة ما إذا كانت عدم المشروعية الالحقة بحرية التنقل ليست بالجسيمة فمن شأن‬
‫ذلك أن يخرج التصرف من دائرة االعتداء المادي‪ ،‬ويعود االختصاص من جديد للقاضي اإلداري‪ ،‬كما‬
‫هو الشأن في حالة حجز جواز السفر أو وضع مسافر في منطقة العبور الدولية في المطار‪ ،6‬أو في‬
‫حالة الطعن في قرار قبول دخول مهاجر غير شرعي لإلقليم الوطني‪ ،7‬أو قرار ترحيل أجنبي الصادر‬
‫تطبيًقا للنصوص القانونية‪.8‬‬
‫ومن تطبيقات القضاء اإلداري الجزائري‪ ،‬نجد األمر الصادر عن مجلس قسنطينة بتاريخ ‪30‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1983‬والذي جاء فيه‪..." :‬إن الصالحيات اإلدارية في مجال النظام العام ال ينبغي أن تمارس‬

‫‪1‬‬
‫‪- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, op.cit, p 424.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jaques MOREAU, « Voie de fait », op.cit, n° 50, p 10.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- T.C, 27 juin 1966, Guigon c/ Min. des Armées, A.J.D.A, 1966, p 547.‬‬
‫‪ -4‬زهير العمراني‪ " ،‬نظرية االعتداء المادي في التشريع المغربي"‪ ،‬مجلة منازعات األعمال‪ ،‬العدد ‪ ،15‬يوليوز ‪ ،2016‬ص ‪.116‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 4 mai 1988, SSR, n° 60590, disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000007721598, consulté le 30 avril 2021, à 20 :00.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- T.C, 19 novembre 2001, Mme Mohamed c/Min. de l’Intérieur, D, 2002, p 1446; A.J.D.A, 2002, p 234.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- T.C, 12 mai 1997, Préfet de police de Paris c/ Ben Salem et Taznaret, D, 1997, p 567.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- T.C, 20 juin 1994, Madaciet Youbi, Rec. C.E, p 602.‬‬
‫‪- 377 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إال في إطار القوانين واللوائح‪ ،‬دون المساس بالحريات الفردية‪ .‬إن تصرف اإلدارة بسحبها جواز السفر‬
‫من المدعي في غياب قرار يمكنه من تحريك دعوى اإللغاء‪ ،‬ال يمكن إال أن يكيف على أنه تعدي‪.1"...‬‬
‫اعتداء‬
‫ً‬ ‫رغم أن القاضي اإلداري اعتبر في هذا األمر أن سحب جواز السفر من مواطن يشكل‬
‫ماد ًيا على حرية التنقل‪ ،‬إال أن مفاعيل نظرية االعتداء المادي ال تتطابق مع تلك المكرسة بفرنسا‪ ،‬حيث‬

‫يبقى القاضي اإلداري الجزائري محتف ً‬


‫ظا باختصاصه في مواجهة أفعال االعتداء المادي‪ ،‬وهذا ما يميز‬
‫منظومة القضاء اإلداري الجزائرية‪ ،‬حيث كرس المشرع المعيار العضوي كمعيار أساسي الختصاص‬
‫محصور ضمن نطاق القيد التشريعي لالختصاص‬
‫ًا‬ ‫القاضي اإلداري بالمنازعة اإلدارية‪ ،‬فهذا األخير يبقى‬
‫القضائي حتى في حالة تقرير وجود اعتداء مادي فهو ال يقضي بعدم اختصاصه لصالح القاضي العادي‪.‬‬
‫إن االجتهاد القضائي المتعلق بنظرية االعتداء المادي وإن كان يجد أساسه من منطلق أن‬
‫القاضي العادي يحوز على سلطة توجيه األوامر لإلدارة الغائبة عن القاضي اإلداري‪ ،‬لكن قانون ‪30‬‬
‫جوان ‪ 2000‬أعطى لهذا األخير سلطات واسعة من بينها سلطة توجيه األوامر‪ ،‬ولهذا يمكن اعتبار هذا‬
‫النص القانوني بمثابة الضربة القاضية لنظرية االعتداء المادي‪ ،2‬رغم أن التطبيقات القضائية لهذه‬
‫تماما لكن مجال تطبيقها تقلص بشكل كبير‪.3‬‬
‫النظرية لم تختفي ً‬
‫لهذا نجد أنه أثناء مناقشة قانون االستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬كان هناك اقتراح‬
‫بسن نص قانوني يتضمن إلغاء العمل بنظرية االعتداء المادي‪ ،‬وهذا حتى يتفرغ القاضي العادي لحماية‬
‫الحرية الفردية والقاضي اإلداري للحريات األساسية‪ ،‬لكن المشرع لم يوافق على هذا المقترح‪ .‬كما أن‬
‫محكمة التنازع قضت بعد ذلك عبر مجموعة من الق اررات تؤكد من خاللها استمرار وجود هذه النظرية‪،‬‬
‫وهو ما يعني استمرار حاالت تنازع االختصاص بين القضاء العادي واإلداري حول المواضيع نفسها كما‬
‫كانت في الماضي‪.4‬‬
‫ب‪ -‬االعتداء على حرية التنقل ال يدخل ضمن نطاق االعتداء المادي‪ :‬من بين المبررات القوية التي‬
‫ساقها الفقه لتطبيق نظرية االعتداء المادي هي عدم وجود سلطات للقاضي اإلداري شبيهة بتلك التي‬

‫‪1‬‬
‫‪-Cour de Constantine (Ch. Adm), ordonnance du 30 novembre 1983, précité.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Yahia KERKATKY, op.cit, p 124.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Gustave PEISER, op.cit, p 265.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif », D, 2001, p 1739.‬‬
‫‪- 378 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يتمتع بها القاضي العادي‪ ،‬ويبدو أن هذه الحجة ستفقد علة وجودها بمجرد أن يمنح المشرع للقاضي‬
‫اإلداري سلطة األمر بجميع التدابير االستعجالية لحماية حقوق وحريات األفراد من اعتداءات اإلدارة‪.1‬‬
‫بتحليل االجتهاد القضائي لمحكمة التنازع الفرنسية‪ ،‬نجد أنها أصدرت مجموعة من الق اررات‬
‫أعادت من خاللها رسم مفهوم ونطاق نظرية االعتداء المادي‪ .‬هذا اإلصالح كان له األثر العميق في‬
‫تحديد طبيعة االعتداء على حرية التنقل‪ ،‬من حيث مواصلة خضوعه للنظام القانوني الضابط لالعتداء‬
‫المادي‪ ،‬وبالنتيجة تحديد الجهة القضائية التي تختص بمنازعات حرية التنقل‪.‬‬
‫إن اإلصالح القضائي لنظرية االعتداء المادي يقودنا إلى التسليم بخروج المنازعات المتعلقة‬
‫بحرية التنقل من نطاق االعتداء المادي بشكل ضمني منذ سنة ‪ ،2013‬هذا االتجاه تم تكريسه بشكل‬
‫صريح سنة ‪ ،2018‬أين أخرجت محكمة التنازع الفرنسية حرية التنقل من نطاق االعتداء المادي‬
‫وأخضعتها صراحة الختصاص القاضي الطبيعي للمنازعات اإلدارية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬اإلحالة الضمنية الختصاص القاضي اإلداري نتيج ًة ال رتباط االعتداء المادي بالحرية‬
‫انقالبا‬
‫ً‬ ‫الفردية‪ :‬أحدث قرار محكمة التنازع الفرنسية في قضية ‪ Borgoend‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪2013‬‬
‫في تعريف االعتداء المادي‪ ،‬حيث قضت المحكمة بأنه ال يوجد اعتداء مادي من جانب اإلدارة يبرر‬
‫اختصاص القاضي العادي في األمر بوقف هذا االعتداء أو التعويض عن الضرر المترتب عليه‪ ،‬وأن‬
‫االعتداء المادي يكون فقط في حالة مباشرة اإلدارة إلجراءات التنفيذ الجبري ضمن شروط غير قانونية‬
‫لقرار إداري حتى لو كان في حد ذاته مشروع‪ ،‬والذي ينطوي على اعتداء على حرية فردية أو يؤدي إلى‬

‫الحرمان من حق الملكية‪ ،‬والذي ال يكون مرتب ً‬


‫طا بممارسة سلطة تعود لإلدارة‪.2‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن تكييف االعتداء المادي أصبح يعتمد على ضوابط جديدة‪ ،‬إذ يشترط أن يؤدي هذا‬
‫االعتداء إلى الفقد النهائي لحق الملكية عوض االعتداء الجسيم على هذا الحق‪ ،‬أو التعدي على حرية‬
‫فردية عوض حرية أساسية‪ .‬هذا االتجاه القضائي يشكل قطيعة مع السوابق القضائية السابقة‪ ،‬حيث أنه‬
‫يضيق من نطاق االعتداء المادي‪ ،‬وذلك بحصره في االعتداء الذي يؤدي إلى زوال حق الملكية أو‬
‫انتهاك واضح للحرية الفردية بالمعنى المقصود في المادة ‪ 66‬من الدستور‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Vincent TCHEN, « Compétence en matière de droit fondamentaux des personnes », op.cit, pp 27-28.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- T.C, 17 juin 2013, Bergoend c/ Sté ERDF A nnecy-Léman, A.J.D.A, 2013, p 1568, chron Domino et‬‬
‫‪Bretonneau; R.F.D.A, 2013, p 1041, note P. Delvolvé.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Gérard QUIOT, Antoine BÉAL, « Voie de fait », JurissClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 1051,‬‬
‫‪date de fascicule 1 juillet 2012, date de la dernière mise à jour 11 juillet 2019, pp 2-3.‬‬
‫‪- 379 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫هذا التحليل يقود إلى إخراج حرية التنقل من نطاق االعتداء المادي‪ ،‬على أساس أن المجلس‬
‫الدستوري الفرنسي اتجه _حسب اجتهاده األخير_ إلى اعتبار حرية التنقل تندرج ضمن نطاق الحرية‬
‫الشخصية وليس الحرية الفردية‪.‬‬
‫يتيح هذا االجتهاد التقليل من حاالت تنازع االختصاص القضائي‪ ،‬والذي يبدو أنه الهدف الكامن‬
‫وراء اجتهاد محكمة التنازع الجديد‪ ،‬إضافة إلى تقليص نطاق االعتداء المادي بشكل كبير‪ ،‬ويكون بالتالي‬
‫متوافًقا مع االجتهاد األخير لمجلس الدولة‪ ،‬والذي أجاز للقاضي اإلداري االستعجالي التدخل في المجال‬
‫المحجوز سابًقا للقاضي العادي بموجب نظرية االعتداء المادي‪ ،‬ففي النهاية يمكن تفسير قرار محكمة‬
‫غالبا ما تكون لها نتائج سلبية على‬
‫التنازع أنه جاء كمحاولة لمنع مخاطر التنازع في االختصاص والتي ً‬
‫حقوق وحريات األفراد‪.1‬‬
‫ضمن السياق ذاته‪ ،‬سارت محكمة النقض الفرنسية على المسار الذي رسمته محكمة التنازع في‬
‫تحديدها لنطاق الحرية الفردية كشرط من شروط االعتداء المادي‪ ،‬يظهر ذلك من خالل قرارها في قضية‬
‫‪ ،Vincent Lambert‬والذي يتعلق بالحق في الحياة الناتج عن قرار توقيف عالج مريض‪ ،‬حيث قضت‬
‫أنه ال يدخل ضمن نطاق الحرية الفردية وال يشكل بالتالي اعتداء مادي‪.2‬‬
‫يرى بعض الفقه أنه من الطبيعي أن يكون هناك تنافس بين نظرية االعتداء المادي من جهة‪،‬‬
‫وآلية االستعجال حرية من جهة أخرى‪ ،‬وبالنتيجة بين القاضي العادي واإلداري‪ ،‬وهذا بالنظر ألن االعتداء‬
‫المادي يقوم نتيجة العتداء جسيم على حرية أساسية‪ ،‬هذا التصرف ال يمكن ربطه بممارسة اختصاص‬
‫يعود لإلدارة‪ ،‬كما أن آلية االستعجال حرية تهدف إلى حماية الحريات األساسية في حالة االعتداء الجسيم‬
‫على الحريات األساسية من طرف اإلدارة‪ .‬وهنا نسجل تصاعد اختصاص قاضي الشريعة العامة في‬
‫المنازعات اإلدارية بما في ذلك المجال المحجوز لالعتداء المادي‪ ،‬هذا األخير أصبح ال يمنح للقاضي‬

‫العادي سوى اختصاص محصور ً‬


‫جدا‪ ،3‬يتمثل في حماية الحرية الفردية بمعناها الضيق‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Charles-André DUBREUIL, « La voie de fait nouvelle est arrivée ! », commentaire sur T.C, 17 juin 2013,‬‬
‫‪n°3911, Borgoend, La semaine juridique administration et collectivités territoriales, n° 42, 14 octobre 2013, p 9.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Christophe DE BERNADINIS, « Le point sur le contentieux de voie de fait », Hebdo édition publique‬‬
‫‪procédure administrative, Lexbase, n° 553, du 25 juillet 2019, pp 6-7.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Christophe TUKOV, « Le référé-liberté administratif, élément structurant de la modification de la‬‬
‫‪répartition des compétences entre les deux ordres de juridiction », Procédures, n° 10, octobre 2016, étude 9,‬‬
‫‪p 6.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Hélène CHRISTODOULOU, « Le juge judicaire seul garant de la liberté individuelle », Dalloz Actualité,‬‬
‫‪29 mai 2020, disponible sur le sur :‬‬
‫‪- 380 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ -‬اإلحالة الصريحة الختصاص القاضي اإلداري نتيج ًة لخروج حرية التنقل عن نطاق‬
‫االعتداء المادي‪ :‬بمناسبة فصلها في قضية تنازع لالختصاص القضائي حول التقييد الواقع على حرية‬
‫تنقل أجنبي تعرض لحجز وثائق هويته من طرف مصالح شرطة الحدود‪ ،‬طبقت محكمة التنازع الفرنسية‬
‫المبادئ التي سبق وأن كرستها في قرار ‪ ،Borgoend‬والذي حصر مجال تطبيق االعتداء المادي في‬
‫حالتين فقط هي سلب حق الملكية واالعتداء على الحرية الفردية‪.1‬‬
‫من خالل حجز وثائق هوية أجنبي عند دخوله إلى اإلقليم الفرنسي بشبهة ارتكاب أفعال احتيال‪،‬‬
‫وهذا لمدة تتجاوز الوقت الالزم لممارسة الرقابة على وثائق الهوية ووضعية األجنبي القانونية‪ ،‬فإن شرطة‬
‫الحدود تعتدي على حرية التنقل للشخص المعني من خالل وضعه في منطقة االنتظار‪ ،‬ومع ذلك فإن‬
‫هذه الحرية ال تندرج ضمن نطاق الحرية الفردية الواردة في نص المادة ‪ 66‬من الدستور‪ ،‬فال يكون لهذه‬
‫الوقائع صفة االعتداء المادي‪ ،‬وبالتالي يعود االختصاص بتقدير هذا االعتداء والتعويض عنه لجهة‬
‫القضاء اإلداري‪.2‬‬
‫وقد كان السؤال المطروح أمام محكمة التنازع يتمحور حول الجهة القضائية المختصة بتقرير‬
‫مسؤولية الدولة عن توقيف أجنبي من طرف مصالح األمن؟ أجابت المحكمة على ذلك بالقول بأن حرية‬
‫التنقل كحرية أساسية لها قيمة دستورية ال تدخل ضمن مجال الحرية الفردية‪ ،‬وبالتالي فإن االختصاص‬
‫يعود للقاضي اإلداري وليس للقاضي العادي الحارس التقليدي للحرية الفردية‪ ،3‬فاالعتداء على حرية التنقل‬
‫ال يستلزم قيام حالة اعتداء مادي‪.4‬‬
‫من خالل قرار ‪ Ndary Gueye‬أكدت محكمة التنازع اجتهادها المرجعي في قرار ‪،Borgornd‬‬
‫وهي بهذا تساهم في توحيد االجتهاد القضائي‪ ،‬فهي تؤكد على عدم التطابق بين التعريف الجديد لالعتداء‬

‫‪https://www.dalloz-actualite.fr/flash/juge-judiciaire-seul-garant-de-liberte-individuelle, consulté le 30 avril 2021,‬‬


‫‪à 22 :00.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Jaques MOREAU, « Voie de fait », op.cit, n° 34, p 8.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- T.C, 12 février 2018, req n° 4110, M. Ndary Gueye c/ Agent judiciaire de l’État, A.J.D.A, 2018, p 307, obs‬‬
‫‪de Montecler.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Nicolas CHIFFLOT, « Champ d’application de la voie de fait », commentaire sur T.C, 12 février 2018, n°‬‬
‫‪4110, Procédures, n° 4, avril 2018, comm 130, p 2 ; Olympia DANG VAN SUNG, « La liberté fondamentale‬‬
‫‪d’aller et venir n’est pas une liberté individuelle », Actualité de droit, droit public général, 27 février 2018,‬‬
‫‪disponible sur le site :‬‬
‫‪https://www.actualitesdudroit.fr/browse/public/droit-public-general/12085/la-liberte-fondamentale-d-aller-et-‬‬
‫‪venir-n-est-pas-une-liberte-individuelle, consulté le 30 avril 2021, à 15 :00.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Lucienne FRSTEIN, « La liberté d’aller et venir n’est pas individuelle », La semaine juridique‬‬
‫‪administration collectivités territoriales, LexisNexis, n°8, 26 février 2018, act.177‬‬
‫‪- 381 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تبار من اآلن ضمن إطار‬


‫المادي واالنتهاك الواقع على حرية التنقل‪ ،‬هذه األخيرة ال يمكن إدراجها اع ًا‬
‫االعتداء المادي‪ ،‬فكل اعتداء على هذه الحرية ينتج بالضرورة عن ممارسة اختصاصات تعود لإلدارة‪.1‬‬
‫إن التطور الذي لحق بنظرية االعتداء المادي يفهم من زاويتين‪ ،‬األولى تتعلق بالمفهوم القضائي‬
‫لمصطلح " الحرية الفردية"‪ ،‬فكما يقول األستاذ ‪ Pierre DELVOLVÉ‬أنه من المتوقع أن ينحصر هذا‬
‫المفهوم في االنتهاكات الواقعة على الحق في األمن الفردي‪ ،‬والثانية تتعلق بالمدى الذي سيصل إليه‬
‫المفهوم الجديد لالعتداء المادي‪ .‬إن اإلجابة على هاتين المالحظتين ستسمح دون أدنى شك من تفادي‬
‫االندثار الوشيك الذي توقعه بعض مفوضي الحكومة وكذا الفقهاء لنظرية االعتداء المادي‪.2‬‬
‫في ضوء االجتهادات القضائية الحديثة‪ ،‬يظهر بأن االعتداء المادي ال يعتبر سوى قيد استثنائي‬
‫على التوزيع العادي لالختصاصات بين القضاء اإلداري والقضاء العادي‪ ،‬مجال تطبيقه تم تقليصه بشكل‬
‫كبير‪ ،‬وتأثيره األساسي انحصر في منازعات التعويض عن أفعال االعتداء المادي‪ ،3‬وهذا ما يحيلنا إلى‬
‫ما قاله الفقيه الكبير ‪ Marceau LONG‬في مؤلفه الشهير " الق اررات الكبرى للقضاء اإلداري"‪ ،‬وذلك في‬
‫معرض تحليله لنظرية االنعدام في الق اررات اإلدارية‪ ،‬حيث يرى أنها باألساس بناء تجريبي‪ ،‬وللقاضي‬
‫مفهوم غير فقهي ولكنه نفعي‪ ،‬فهي بالنسبة له وسيلة عملية لتدعيم الرقابة القضائية التي يمارسها على‬
‫اإلدارة في حاالت استثنائية بحتة يقوم هو بتحديدها‪.4‬‬
‫نشير في األخير إلى أن كل النقاشات الفقهية واالتجاهات القضائية المتعلقة بنظرية االعتداء‬
‫المادي ال تجد لها محل للتطبيق في النظام القانوني والقضائي الجزائري‪ ،‬حيث أن تحليل النصوص‬
‫القانونية يقود إلى التسليم باختصاص القاضي اإلداري في حالة االعتداء الجسيم على حرية التنقل‪ ،‬فال‬
‫مجال لتدخل القاضي العادي في المنازعة القضائية في هذه الحالة‪ ،‬كما أن االجتهاد القضائي يثبت دون‬
‫أدنى شك بأن مسألة التنازع في االختصاص بين جهتي القضاء العادي واإلداري ال محل لها من التطبيق‬
‫بخصوص نظرية االعتداء المادي‪ ،‬هذه األخيرة تبقى نظرية قضائية لها خصوصيتها المرتبطة بالنظام‬
‫القانوني والقضائي الفرنسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Anthony FALGAS, « La compétence du juge administratif pour la confiscation de documents d’identité‬‬
‫‪d’un ressortissant étranger », commentaire sur T.C, 12 février 2018, n° 4110, Droit administratif, n° 5, mai‬‬
‫‪2018, comm 25, p 5.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jaques MOREAU, « Voie de fait », op.cit, n° 34, pp 7-8.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibid, p 11.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, p 503.‬‬
‫‪- 382 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فما جاء به المشرع الجزائري من خالل القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن ق إ م إ يؤكد بأن المشرع‬
‫أعطى للقاضي اإلداري صالحيات واسعة باعتباره حام الحريات األساسية لألفراد ضد كل االعتداءات‬
‫المرتكبة من طرف اإلدارة‪ ،1‬كما أنه على خالف نظرية االعتداء المادي في القانون الفرنسي‪ ،‬أين يتقاسم‬
‫تماما في الجزائر إذ يكون‬
‫االختصاص بها بين جهتي القضاء العادي واإلداري‪ ،‬نجد أن األمر مغاير ً‬
‫القاضي اإلداري هو المختص في الحالتين‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثار األمر االستعجالي المتعلق بوقف تنفيذ الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‬
‫عند األمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري اشترط المشرع أن يتم الفصل في طلب اإللغاء في أقرب‬
‫اآلجال‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 919‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬كما نصت عليه المادة ‪ L.521-1‬من قانون‬
‫العدالة اإلدارية الفرنسي‪ ،‬لكن وكما يقول األستاذ ‪ Jean WALIN‬ليس هناك إحصائية تسمح بمعرفة مدى‬
‫احترام هذا المقتضى التشريعي‪ ،3‬فقد فصل مجلس الدولة الفرنسي في مشروعية قرار إداري بتاريخ ‪22‬‬
‫جوان ‪ 2007‬في حين أن تدخل قاضي االستعجال بوقف القرار كان بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪.42005‬‬
‫يترتب على صدور األمر القاضي بوقف تنفيذ القرار اإلداري مجموعة من اآلثار‪ ،‬بعضها يتعلق‬
‫بالقرار اإلداري محل دعوى وقف التنفيذ (أوال)‪ ،‬والبعض اآلخر يتعلق بأمر الوقف ذاته (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬اآلثار المترتبة على القرار اإلداري الموقوف‪ :‬يترتب على صدور األمر بوقف التنفيذ وقف تنفيذ‬

‫القرار اإلداري من تاريخ تبليغه الرسمي لإلدارة‪ ،‬وفي بعض الحاالت فور صدوره‪ ،‬ويكون الوقف إما ً‬
‫كليا‬
‫أو جز ًئيا حسب ما تنص عليه المادة ‪ 919‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬فليس بالضرورة أن يشمل الوقف كل القرار بل‬

‫باإلمكان أن يقتصر على بعض آثاره‪ ،‬وهذا في الحالة التي يكون فيها القرار ً‬
‫قابال للتجزئة‪.5‬‬

‫وال يمكن أن يكون ألمر وقف التنفيذ أثر على حكم اإللغاء وإال اعتبر ذلك ً‬
‫تعديا على اختصاص‬
‫تيبا على ذلك يمنع على السلطات اإلدارية اإلقدام على أي إجراء يهدف إلى تنفيذ‬
‫قاضي الموضوع‪ ،‬وتر ً‬

‫‪ -1‬حياة غالي‪ ،‬مدى فعالية الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في مجال الحقوق والحريات األساسية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في العلوم‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2020-2019‬‬
‫ص ‪.202‬‬
‫‪ -2‬بن يعقوب بن تمرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean WALIN, op.cit, p 687.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, sect, 22 juin 2007, Arfi, Rec. C.E, p 263.‬‬
‫‪ -5‬فهد عبد الكريم أبو العثم‪ ،‬القضاء اإلداري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2011/1432 ،‬ص ‪.436‬‬
‫‪- 383 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫القرار اإلداري الموقوف‪ ،‬وذلك إلى أن يتحدد مصيره من طرف قاضي الموضوع بموجب حكم قطعي‬
‫بإلغائه أو رفض دعوى اإللغاء‪.1‬‬
‫وفي انتظار ذلك‪ ،‬تبقى السلطات اإلدارية مجبرة على احترام المقررات القضائية وذلك بأن تلتزم‬
‫بعدم التصرف عكس مضمون ق ارراتها الموقوفة‪ ،‬فإذا كانت قد اتخذت قرًا‬
‫ار بعزل موظف أو حرمانه من‬
‫مرتبه‪ ،‬أو منع طالب من الدخول إلى قاعة االمتحان‪ ،‬أو منع متسابق من المشاركة في مسابقة توظيف‪،‬‬
‫فإنها تكون مجبرة على أن ترفع هذا الحضر عن الشخص المعني بالقرار‪ ،‬وكذلك األمر في حالة القرار‬
‫اإلداري السلبي كما في الحالة التي ترفض فيها اإلدارة منح رخصة سياقة أو جواز سفر أو تأشيرة دخول‪،‬‬
‫إيجابيا من الطلب وتتخلى عن‬
‫ً‬ ‫موقفا‬
‫فإنه يتوجب عليها وبعد صدور األمر بوقف تنفيذ القرار أن تتخذ ً‬
‫المنع‪ ،‬ألن وقف تنفيذ قرار إداري بالرفض معناه أمر بفعل شيء ما يحدده قاضي االستعجال اإلداري‬
‫بصفة دقيقة‪.2‬‬
‫فيمكن لقاضي االستعجال اإلداري بعد أن يأمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬أن يستعمل سلطته في‬
‫توجيه األوامر لإلدارة‪ ،‬لذلك نجد أنه بعد أن أمر القاضي اإلداري بوقف تنفيذ قرار رئيس البلدية الذي‬
‫رفض استدعاء المجلس البلدي لالنعقاد‪ ،‬أمره بعد ذلك بعقد هذا االجتماع خالل مهلة محددة‪.3‬‬
‫إن وقف التنفيذ ولو بصفة مؤقتة يعني تحقق هدف الشخص المخاطب بالقرار اإلداري‪ ،‬والمتمثل‬
‫في وقف اإلدارة تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬وهو األمر الذي يبرر االستعمال الكبير لهذه الدعوى على الساحة‬
‫القضائية بالنظر لفائدتها العملية ألصحاب المصلحة‪ ،4‬ذلك ما يظهر بشكل واضح من خالل األمر‬
‫الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي في قضية السيد عباس وتاح ‪ ،Abbas Ouatah‬المتعلق بقرار‬
‫بالرفض الضمني لمنح هذا المواطن التونسي تأشيرة دخول إلى فرنسا‪.5‬‬
‫ثانيا‪ -‬اآلثار المترتبة على األمر بوقف التنفيذ ذاته‪ :‬يتمتع األمر الصادر بشأن وقف تنفيذ القرار‬
‫اإلداري بحجية ذات طبيعة خاصة ينحصر نطاقها في موضوع األمر بوقف التنفيذ (‪ ،)1‬لذلك يتميز بأنه‬
‫مشمول بالنفاذ المعجل (‪ ،)2‬ويفرض نفسه على قاضي الموضوع فيما يفصل فيه من مسائل فرعية (‪،)3‬‬
‫دون أن تقيد تلك الحجية قاضي الموضوع حال فصله في دعوى اإللغاء(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬زكرياء قشار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬


‫‪ -2‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, p 787.‬‬
‫‪ -4‬عمار بوضياف‪ " ،‬شروط وقف تنفيذ القرارات اإلدارية في التشريع الجزائري وتطبيقاتها أمام القضاء االستعجالي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, Sect, 20 décembre 2000, précité.‬‬
‫‪- 384 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬حجية األمر بوقف التنفيذ من حيث موضوعه‪ :‬مقتضى حيازة األمر الصادر في طلب وقف تنفيذ‬
‫القرار اإلداري للحجية في خصوص موضوعه أن تتقيد به المحكمة التي أصدرته‪ ،‬بحيث ال يجوز لها‬
‫العدول عنه‪ ،‬وال تقبل إثارة النزاع من أصحاب الشأن أمامها حول ذات النزاع من جديد‪ ،‬طالما أن الظروف‬
‫المصاحبة إلصدار األمر لم تتغير‪ ،1‬وهذا يعني أنه ال يجوز تجديد طلب وقف التنفيذ بعد أن يتم رفضه‬
‫إال إذا ظهرت وقائع جديدة مغايرة لتلك التي صدر األمر بالرفض في ظلها‪ ،‬حيث يكون بإمكان قاضي‬
‫االستعجال اإلداري نظر طلب وقف التنفيذ في ظل الظروف الجديدة والتي في ضوئها يقضي بقبول أو‬
‫رفض طلب وقف التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -2‬النفاذ الفوري ألمر وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ :‬يستمد األمر القاضي بوقف تنفيذ القرار اإلداري قوته‬
‫التنفيذية من طبيعته كأمر صدر بصفة مستعجلة‪ ،‬لذلك يتميز بأنه مشمول بالنفاذ المعجل‪.2‬‬
‫واألمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري من طبيعته أنه مستعجل‪ ،‬فهو على هذا النحو معجل النفاذ‪،‬‬
‫لذلك يرتب آثاره في مواجهة القرار اإلداري فور تبليغه‪ ،‬أي من تاريخ وساعة استيفاء إجراء التبليغ الرسمي‬
‫لإلدارة التي أصدرته‪ ،3‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 935‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي جاء فيها‪ ":‬يرتب األمر‬
‫االستعجالي آثاره من تاريخ التبليغ الرسمي أو التبليغ للخصم المحكوم عليه‪.‬‬
‫غير أنه‪ ،‬يجوز لقاضي االستعجال اإلداري أن يقرر تنفيذه فور صدوره‪.4"...‬‬
‫وتعود أهمية إخضاع األمر االستعجالي للنفاذ المعجل إلى أهمية هذه الميزة للقضايا التي قد يؤدي‬
‫تعطيل التنفيذ بها إلى إلحاق ضرر ال يمكن تالفيه‪ ،‬وقد يؤدي إلى التأثير على وجود الحق بصفة نهائية‪،‬‬
‫وبالتالي تظهر أهمية النفاذ المعجل لتدارك ذلك‪.5‬‬
‫‪ -3‬حجية األمر بوقف التنفيذ فيما فصل فيه من مسائل فرعية‪ :‬يحوز األمر الصادر بوقف التنفيذ‬
‫حجية فيما فصل فيه من مسائل فرعية سابقة على الفصل في موضوع الطلب‪ ،‬كفصله في الدفع بعدم‬
‫أصال بنظر الدعوى بسبب موضوعها‪ ،‬أو بعدم قبولها لرفعها بعد الميعاد‬
‫ً‬ ‫اختصاص القضاء اإلداري‬

‫‪ -1‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬قضية رقم ‪ 339‬لسنة ‪ 7‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 29‬جانفي ‪ ،1957‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء‬
‫األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ -2‬حسن سليمان محمد الصالح‪ ،‬الحكم المستعجل –دراسة مقارنة‪ ،-‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2013 ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -3‬زكرياء قشار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 935‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫وفقا للتشريع األردني"‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم القانونية‬
‫‪ -‬إبراهيم صالح الصرايرة‪ " ،‬مدى فاعلية القضاء المستعجل وآلية تنفيذه ً‬
‫‪5‬‬

‫والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،2013 ،02‬ص ‪.91‬‬


‫‪- 385 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫القانوني‪ .‬يظهر هنا بأن حجية األمر االستعجالي ليست قطعية فحسب‪ ،‬بل هي نهائية وليست مؤقتة‪،‬‬
‫ومن ثم تتقيد المحكمة بمضمون األمر بوقف التنفيذ عن نظر دعوى اإللغاء‪.1‬‬
‫لهذا يتعين قبل الفصل في طلب وقف التنفيذ‪ ،‬الفصل في جميع الدفوع الشكلية والمسائل الفرعية‬
‫المؤثرة في الدعوى سواء تلك التي يعرضها الخصوم‪ ،‬أو تلك التي تكون من النظام العام‪ ،‬حيث يلتزم‬
‫القاضي بالتصدي لها من تلقاء نفسه ولو لم يدفع بها أمامه‪ ،‬وبالتالي فال يجوز إثارتها مرة أخرى عند‬
‫قطعيا يستنفذ به القاضي واليته في نظر‬
‫ً‬ ‫قضاء‬
‫ً‬ ‫نظر دعوى الموضوع‪ ،‬ألن األمر بوقف التنفيذ يعتبر‬
‫الدفوع الشكلية وغيرها من المسائل الفرعية‪.2‬‬
‫‪ -4‬حجية األمر بوقف التنفيذ في مواجهة قاضي الموضوع‪ :‬ال يتقيد القاضي اإلداري عند نظره في‬
‫دعوى إلغاء القرار اإلداري باألمر السابق في دعوى وقف التنفيذ‪ ،‬ومبرر ذلك يرجع الختالف الغاية‬
‫والوسيلة بين طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري ودعوى إلغائه‪ ،‬ففي حين أن القصد من دعوى وقف التنفيذ‬
‫يتمثل في توقي اآلثار الضارة الناجمة عن تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬والتي يتعذر تداركها في الفترة بين إصدار‬
‫القرار وحتى يقضى في دعوى إلغائه‪ ،‬كل ذلك مشروط بعدم المساس بالمراكز القانونية التي أنشأها‬

‫القرار‪ ،‬في حين أن الهدف من دعوى اإللغاء هو التأثير على المراكز القانونية التي أنشأها القرار ً‬
‫إلغاء أو‬
‫تعديال‪.‬‬
‫ً‬
‫وكنتيجة لعدم تقيد قاضي الموضوع بمضمون األمر بوقف التنفيذ‪ ،‬فإن له إلغاء القرار اإلداري‬
‫محل دعوى وقف التنفيذ رغم سبق الحكم فيها برفض طلب وقف التنفيذ‪ ،‬وذلك بعدما يثبت له عدم‬
‫مشروعية الق ارر اإلداري من خالل دراسته الكاملة والمتأنية لموضوع الدعوى‪ ،‬كما يكون لقاضي الموضوع‬
‫أن يقضي بمشروعية القرار اإلداري رغم سبق األمر بوقف تنفيذه‪ ،3‬والسبب في ذلك هو أن قاضي‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 541‬لسنة ‪ 36‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1996‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء‬
‫األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.108-107‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬قضاء األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ -3‬صونية بن طيبة‪ " ،‬الدعوى االستعجالية وأهم التطبيقات المكرسة على ضوء جديد قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية"‪ ،‬مداخلة‬
‫ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب‪ :‬قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫الوادي‪ ،‬يومي ‪ 10-09‬مارس ‪ ،2011‬ص ص ‪( .21-20‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪- 386 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الموضوع عند تصديه لدعوى اإللغاء فهو يبحث في موضوع غير وقتي‪ ،‬لذلك فهو يختلف بطبيعة الحال‬
‫عن الحكم المؤقت الصادر في دعوى وقف التنفيذ‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية‬


‫قبل استحداث نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية لم يكن يتوفر بيد المتقاضي سوى سبيل‬
‫واحد من أجل حماية حقوقه وحرياته‪ ،‬وهو قضاء الموضوع من خالل رفع دعوى إلغاء ضد الق اررات‬
‫اإلدارية المقيدة لهذه الحقوق والحريات‪ ،‬مع ما ينطوي عليه هذا المسار من مخاطر عدم الحصول على‬
‫نظر لما تتميز به إجراءات دعوى اإللغاء من بطء‬
‫الحماية القضائية الالزمة وفي الوقت المناسب‪ ،‬وذلك ًا‬
‫وطول في اإلجراءات‪ .‬لهذا أصبح من الواضح بأن دعوى اإللغاء ليست هي الطريق األنسب لتحقيق هذه‬
‫الغاية‪ ،‬فهذه الدعوى لم تحقق الفائدة العملية في مواجهة انتهاكات اإلدارة للحقوق والحريات‪.2‬‬
‫يكون االعتداء على الحقوق والحريات سواء عن طريق قرار إداري أو مجرد تصرف إداري‪ ،‬لهذا‬
‫كانت هناك حاجة إلنشاء آلية استعجال جديدة من أجل حماية الحريات األساسية ضد االنتهاكات‬
‫خصوصا عندما ال يمكن مواجهة هذه االنتهاكات عن طريق‬
‫ً‬ ‫الحاصلة من طرف اإلدارة مهما كان شكلها‪،‬‬
‫دعوى وقف التنفيذ‪ ،‬كما أنه حتى لو كان األصل في االعتداء على الحريات األساسية أنه يتم عن طريق‬
‫ق اررات إدارية‪ ،‬فإن توقيف تنفيذ هذا الق اررات ال يمكن أن يحقق النتائج التي تحققها الدعوى االستعجالية‬
‫خصيصا لهذا الغرض‪.3‬‬
‫ً‬ ‫لحماية الحريات األساسية التي تم إنشاؤها‬
‫أسند المشرع الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫جديدا لقاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬إذ أصبح بإمكان هذا األخير حماية الحريات األساسية في حالة‬
‫دور ً‬‫ًا‬
‫انتهاكاها من طرف السلطات اإلدارية‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق الدعوى االستعجالية لحماية الحريات‬
‫األساسية المنصوص عليها في المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي جاء فيها‪ ":‬يمكن لقاضي االستعجال‪ ،‬عندما‬
‫يفصل في الطلب المشار إليه في المادة ‪ 919‬أعاله‪ ،‬إذا كانت ظروف االستعجال قائمة‪ ،‬أن يأمر بكل‬

‫‪ -1‬رامي بركات قيسون‪ " ،‬دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب‪ :‬قضاء االستعجال‬
‫اإلداري‪ ،‬المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬يومي ‪ 10-09‬مارس ‪ ،2011‬ص ‪( .18‬غير‬
‫منشور)‪.‬‬
‫‪ -2‬شريف يوسف خاطر‪ ،‬دور القضاء اإلداري المستعجل في حماية الحريات األساسية‪ :‬دراسة تحليلية تطبيقية للمادة ‪ 521-2‬من‬
‫تقنين القضاء اإلداري الفرنسي مقارنة بالقضاء المصري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2009 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- Yehia KERKATLY, op.cit, p 154.‬‬
‫‪- 387 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫التدابير الضرورية للمحافظة على الحريات األساسية المنتهكة من األشخاص المعنوية العامة أو‬
‫الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية أثناء ممارسة سلطاتها‪ ،‬متى‬
‫كانت هذه االنتهاكات تشكل مساسا خطي ار وغير مشروع بتلك الحريات‪.‬‬
‫يفصل قاضي االستعجال في هذه الحالة في أجل ثمان وأربعين (‪ )48‬ساعة من تاريخ تسجيل الطلب"‪.1‬‬
‫بهذا األساس التشريعي منح المشرع ‪-‬وألول مرة‪ -‬لقاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬إمكانية األمر بأي‬
‫تدبير ضروري يحقق المحافظة على الحريات األساسية‪ ،‬وحمايتها في حالة االعتداء‪ ،‬وهذا اإلصالح‬
‫التشريعي يعد خطوة هامة وتحول كبير في تاريخ تطور قضاء االستعجال اإلداري نحو فعالية تدخل‬
‫القاضي‪ ،‬وتوسيع سلطاته في بسط حماية قضائية مستعجلة للحريات األساسية الالزمة في مواجهة اعتداء‬
‫اإلدارة عند ممارسة سلطاتها‪ ،‬كون هذا المبدأ يعد من أبرز المبادئ المبتكرة حديثًا من جانب المشرع‪.2‬‬
‫يعتبر استعجال حماية الحريات األساسية أهم استعجال استحدثه المشرع الجزائري بموجب قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬والذي يرمي إلى تكريس مفهوم دولة الحق والقانون من خالل تعزيز ممارسة‬
‫وحماية الحقوق والحريات‪ ،‬لهذا يتطلب األمر التطرق لمفهوم الحرية األساسية (الفرع األول)‪ ،‬ومدى‬
‫أخير القواعد اإلجرائية للدعوى االستعجالية لحماية‬
‫اعتبار حرية التنقل حرية أساسية (الفرع الثاني)‪ ،‬و ًا‬
‫حرية التنقل (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 920‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬شريف يوسف خاطر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪- 388 -‬‬


‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الحرية األساسية‬


‫تخلى المشرع الفرنسي _وتبعه في ذلك المشرع الجزائري_ عن استعمال المصطلح الكالسيكي‬
‫"الحريات العامة"‪ ،‬وكرس مصطلح " الحريات األساسية" ضمن قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬هذا المصطلح‬
‫الجديد لم يأتي من فراغ أو بشكل عرضي‪ ،‬بل قصد المشرع من ورائه تحقيق أهداف محددة‪ ،‬األمر الذي‬
‫يتطلب بالضرورة عرض معنى الحرية األساسية (أوال)‪ ،‬ثم تحديد األساس القانوني الذي يقوم عليه هذا‬
‫المفهوم (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬معنى الحرية األساسية‪ :‬للوقوف على معنى الحرية األساسية يجب تحديد المقصود بمصطلح‬
‫الحرية األساسية (‪ ،)1‬ثم عرض العناصر التي تشكل هذا المفهوم (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬تعريف الحرية األساسية‪ :‬نتيج ًة للفراغ التشريعي في تحديد مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬فقد اجتهد الفقه‬
‫والقضاء في هذه المسألة‪ ،‬وهو ما نتج عنه وجود مفهوم فقهي للحرية األساسية وآخر قضائي‪ ،‬األمر الذي‬
‫يطرح التساؤل حول مدى اتفاق المفهومان أو اختالفهما؟ وأيهما أقرب إلى التعبير عن إرادة المشرع من‬
‫هذا الوصف؟‬
‫من أجل اإللمام بمعنى الحرية األساسية سنعرض لموقف الفقه من هذا المفهوم‪ ،‬ثم الطريقة التي‬
‫سار عليها القاضي اإلداري في هذا الشأن‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعريف الفقهي للحرية األساسية‪ :‬من بين الشروط التي جاء بها المشرع إلعمال دعوى الحماية‬
‫المستعجلة للحريات‪ ،‬ضرورة وجود القاضي اإلداري في مواجهة "حرية أساسية"‪ ،‬لكن المشرع لم يقم‬
‫بتعريف وشرح هذا المفهوم‪ ،‬والذي تكمن الصعوبة في إيجاد تعريف له في أنه يعبر عن فكرة غريبة عن‬
‫القانون اإلداري‪ ،‬ألنها مستمدة من القانونين الدولي والدستوري‪.1‬‬
‫لقد أعاد البحث في مفهوم الحرية األساسية لدى الفقه‪ ،‬الجدل الكبير الذي سبق واحتدم عند ظهور‬
‫وتطبيق نظرية االعتداء المادي ‪ .La voie de fait‬تقول مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي‬
‫السيدة ‪ Pascale FOMBEUR‬أن مفهوم الحرية األساسية ليس غر ًيبا عن القانون اإلداري الفرنسي‪ ،‬فقد‬
‫أيضا خارج هذه النظرية‪ ،‬في العديد‬
‫استخدمه القضاء كشرط لتطبيق نظرية االعتداء المادي‪ ،‬كما استعمله ً‬
‫قضائيا‪ ،‬حتى‬
‫ً‬ ‫من األحكام والق اررات التي تتعلق بالحق في الحياة الخاصة وحرية التنقل‪ ،‬وما زال يستخدم‬
‫بعد سريان قانون العدالة اإلدارية‪.2‬‬

‫‪ -1‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬رسالة في االستعجاالت اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pascale FOMBOUR, Conclusions sur C.E, Sect, 28 février 2001, Casanovas, R.F.D.A, 2001, p 399.‬‬
‫‪- 389 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ولعل ما ساهم في ظهور الخالف الفقهي حول مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬تعدد النعوت التي‬
‫توصف بها هذه الحرية‪ ،‬سواء في النصوص الدستورية أو االتفاقية أو التشريعية‪ ،‬دون أن تفصح عن‬
‫المعيار المعتمد لتطبيق هذا الوصف‪ .1‬من أجل ذلك يجب التطرق للمعايير التي قدمها الفقه والتي يمكن‬
‫من خاللها االهتداء إلى مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬معيار استغراق الحرية األساسية لمفهوم الحريات العامة‪ :‬ساير بعض الفقهاء االتجاه‬
‫الذي تبناه مقرر اللجنة التشريعية بالجمعية الوطنية بفرنسا السيد ‪ ،François COLCOMBET‬إذ يرى‬
‫أساسا للتعريف بالحرية األساسية‪ ،‬فرغم أن الحرية العامة ال تماثل‬
‫ً‬ ‫بأن مصطلح الحرية العامة يمثل‬
‫الحرية األساسية بشكل مطلق لكنهما قريبتان في المعنى‪ ،‬فإذا كان المشرع لم يستعمل المصطلح األول‪،‬‬
‫وفضل استعمال الثاني فذلك ألن الحرية األساسية أوسع نطاًقا من الحرية العامة‪ ،‬فاألولى تستغرق الثانية‬
‫لهذا فإنه إذا كانت كل حرية عامة هي حرية أساسية‪ ،‬فإنه ليست كل حرية أساسية هي حرية عامة‪ ،2‬هذا‬
‫االتجاه يتوافق مع ما ذهب إليه الفقيه الكبير ‪ Marcel WALINE‬والذي يرى بأن كل حرية عامة هي‬
‫بحكم الواقع حرية أساسية‪.3‬‬
‫في حقيقة األمر وكما يقول الفقيه الكبير ‪ Louis FAVOREU‬بأن تعبير " الحريات العامة" لم‬
‫يتم إعادة استخدامه من طرف المشرع‪ ،‬وهو ما يعني دون أدنى شك أننا نريد تجاوز هذا المفهوم‬
‫الكالسيكي‪ .‬وفي كل الفرضيات‪ ،‬لقد تم تقر ًيبا استبدال مفهوم الحرية العامة بمفهوم الحرية األساسية‪.4‬‬
‫توافق إدخال مفهوم الحريات األساسية في فرنسا مع تحول عميق في نظام الحريات ونطاقها‪ ،‬إذ‬
‫نجد بأن الحريات العامة تشير إلى الحقوق التي يتم تجسيدها عن طريق السلطة التشريعية‪ ،‬وتكون كحد‬
‫على سلطة اإلدارة العامة‪ ،‬أما الحريات األساسية فلها نطاق أكبر‪ .‬حيث عزز ظهور الرقابة على دستورية‬
‫القوانين‪ ،‬وبعدها تطور الرقابة عن طريق آلية مسألة األولوية الدستورية‪ ،‬من مستوى حماية الحريات‪ ،‬من‬
‫حماية بموجب القوانين وهذا ما يتوافق مع نموذج الحريات العامة التقليدية‪ ،‬إلى حماية بموجب الدستور‬
‫والقانون الدولي واألوروبي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وهذا هو النموذج الحالي للحريات األساسية‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Patrick FRAISSEIX, « Les droits fondamentaux : prolongement ou dénaturalisation des droits de‬‬
‫‪l’homme », R.D.P, 2001, p 531.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », D, juin‬‬
‫‪2001, Chronique, p 1739.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Marcel WALINE, note sous C.E, 10 octobre 1969, Consorts Muselier, R.D.P, 1970, p 779.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », op.cit, p‬‬
‫‪1739.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Diane Roman, « Droit humaines et libertés fondamentales, des notions " intelligibles " mais‬‬
‫‪" imprécises " ? », R.D.T, 28 juin 2017, p 391.‬‬
‫‪- 390 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فالحريات العامة تتمتع بحماية في مواجهة السلطة التنفيذية فقط‪ ،‬على عكس الحريات األساسية‬
‫التي تتمتع بحماية في مواجهة السلطات العامة الثالث‪ ،‬لهذا نجد بأن الحريات العامة تتفق مع مبدأ‬
‫المشروعية اإلدارية‪ ،‬بينما الحريات األساسية تتفق مع مبدأ المشروعية الدستورية‪ .‬هذه الحماية تعتمد‬
‫بصفة أساسية على القانون العادي والمبادئ العامة للقانون في الحالة األولى‪ ،‬بينما الثانية مصدر حمايتها‬
‫أخير نجد بأن الحريات العامة تكون محل حماية من جانب القضاء‬
‫الدستور أو النصوص الدولية‪ .‬و ًا‬
‫فضال عن حماية‬
‫ً‬ ‫العادي واإلداري‪ ،‬بينما الحريات األساسية تستفيد من حماية الجهات القضائية السابقة‬
‫القضاء الدستوري‪.1‬‬
‫واضح بأن هذا المعيار اعتمد في تصنيف الحريات على االختالف الموجود بين مفهوم الحرية‬
‫األساسية والحرية العامة حسب درجة النص القانوني الذي يكفلها‪ ،‬فالحريات األساسية ترتبط بشكل وثيق‬
‫بالقواعد التي تعلو مرتبة التشريع العادي إلى مصاف القواعد الدستورية والدولية‪ ،‬أما الحريات العامة‬
‫فترتبط بالحريات المكفولة بموجب النصوص التشريعية‪.‬‬
‫أساسا لتعريف الحرية‬
‫ً‬ ‫الفقرة الثانية‪ -‬معيار القيمة الدستورية‪ :‬اتخذ بعض الفقهاء النص الدستوري‬
‫األساسية‪ ،‬فحسب هذا الرأي كل حرية ورد ذكرها في الدستور تعتبر بذاتها حرية أساسية‪ ،‬تستحق الحماية‬
‫المقررة للحريات األساسية‪.2‬‬
‫يقول الفقيه الكبير ‪ Louis FAVOREU‬بأن الحريات األساسية هي تلك المحمية دستورًيا‪ ،‬ويرى‬
‫إشكاال بالنسبة للقاضي اإلداري على اعتبار أن معظم هذه الحريات تم االعتراف‬
‫ً‬ ‫بأن هذا الوضع ال يطرح‬
‫بها من طرف مجلس الدولة قبل أن يتم االعتراف بدستوريتها من طرف المجلس الدستوري‪ .‬لكن الفقيه‬
‫‪ FAVOREU‬يطرح التساؤل حول احتمال االعتداء على حرية أساسية غير مدرجة في قائمة الحريات‬
‫المحمية على المستوى الدستوري أو االتفاقي؟ يجيب على ذلك بالقول بأنه من غير المحتمل أن يحدث‬
‫مثل هذا األمر‪ ،‬على أساس أن القاضي اإلداري اقتنع بالفعل وإلى حد كبير بقائمة الحريات الدستورية‬
‫واالتفاقية‪ ،‬حيث يمكنه أن يحد من تدفق الحريات من خالل االلتزام بالقائمة المذكورة‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.70-69‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Laurent TOUVET, Conclusions sur C.E, Sect, 18 et 19 janvier 2001, Confédération nationale des radios libre,‬‬
‫‪Commune de Venelles (Bouches-du-Rhône), R.F.D.A, 2001, p 378.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », op.cit, p‬‬
‫‪1739.‬‬
‫‪- 391 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لهذا يرى األستاذ ‪ Henri OBERDORFF‬بأن مفهوم الحرية األساسية يمكن تفسيره حسب‬
‫الطابع الشكلي الذي يعني منشأ الحرية‪ ،‬والذي يكون عبر مصدر أعلى في هرم التدرج القانوني مثل‬
‫الدستور أو المعاهدات الدولية‪ .‬هذا االتصال مع مصدر قانوني فوق تشريعي يفسر الحماية الكاملة لهذه‬
‫الحريات ليس فقط اتجاه السلطة التنفيذية بل حتى السلطة التشريعية والقضائية‪ .‬هذه المقاربة الشكلية‬
‫تسمح بتفسير التطبيق العمودي للحريات األساسية في العالقات بين السلطات العمومية واألفراد وليس‬
‫بشكل أفقي بين األفراد فيما بينهم‪.1‬‬
‫الواقع أن جل الحريات العامة قد أضحت ‪-‬بفعل النصوص الدستورية والدولية المتزايدة‪-‬حريات‬
‫غالبا من الحماية المكفولة للحريات العامة‪ ،‬يضاف‬
‫أساسية‪ ،‬إذ يمكن القول بأن الحريات األساسية تستفيد ً‬
‫إليها الحماية الدستورية والدولية‪ ،‬وهو االستنتاج الذي وصل إليه الفقيه ‪ ،Jean RIVERO‬بتقريره بأن‬
‫جميع الحريات التي تتعلق بالدستور أو القانون األوروبي تعتبر حريات أساسية‪.2‬‬
‫هذه اآلراء اعترضت عليها مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة ‪Pascale‬‬

‫‪ ،FOMBEUR‬وذلك على اعتبار أن تطبيق هذا المعيار يخالف روح الحماية المستعجلة‪ ،‬ألنه يضيق‬
‫بغير مسوغ من نطاقها‪ ،‬بسبب أنه يقصرها على ما يرد في صلب الدستور من حريات فقط‪ .‬وهو ما ينتج‬
‫عنه إقصاء حريات أخرى لم ينص عليها الدستور‪ ،‬فتستبعد من الحماية رغم أن مضمونها ينطوي على‬
‫إشباع حاجات أساسية‪ ،‬وتحقيق مصالح أولى بالرعاية‪ ،‬وهذا ما عبرت عنه بقولها‪" :‬من الصعب اعتبار‬
‫الحريات التي نص عليها الدستور هي وحدها األساسية التي يجب على القاضي اإلداري إسباغ الحماية‬
‫المستعجلة عليها دون غيرها‪ ،‬فصحيح أن الحريات األساسية لها قيمة دستورية‪ ،‬لكن ليس بالضرورة‬
‫أن تكون المبادئ والقواعد ذات القيمة الدستورية حريات أساسية"‪.3‬‬
‫وهو ما أيده بعض الفقه بالقول إنه ال ينبغي للحق أو الحرية الدستورية بأن تدرج بشكل تلقائي‬
‫ضمن نطاق الحماية القضائية المستعجلة للحريات األساسية‪.4‬‬
‫نستخلص مما تقدم بأن الحريات األساسية هي تلك الحريات التي كفلها الدستور‪ ،‬ولكن ال يجب‬
‫أن نفصل بين الحريات العامة والحريات األساسية‪ ،‬ذلك أنه بفضل انتشار الدساتير المكتوبة والنص من‬
‫خاللها على مجموعة كبيرة من الحقوق والحريات‪ ،‬أصبحت في الوقت الحالي حقوًقا وحريات أساسية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Henri OBERDORFF, op.cit, p 28.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Jean RIVERO, Les libertés publiques, T 1, Les droit de l’homme, P.U.F, Paris, 1981, p 23.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Pascale FOMBEUR, Conclusions sur C.E, 28 février 2001, op.cit, p 399.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Antoine BOURREL, Jean GOURDOU, Les référés d’urgence devant le juge administratif, Collection : La‬‬
‫‪justice au quotidien, édition L’Harmattan, Paris, 2003, p 75.‬‬
‫‪- 392 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تستفيد حسب هذا المعيار من الحماية التي كانت مقررة للحريات العامة مع تمتعها بالحماية الدستورية في‬
‫الوقت نفسه‪.‬‬
‫هذا ما دفع الفقيه الكبير أحمد فتحي سرور إلى القول بأن الحماية الدستورية للحقوق والحريات‬
‫هي التي تكشف طابعها األساسي‪ ،‬فإضفاء الحماية الدستورية على الحريات هو الوسيلة الوحيدة إلعطاء‬
‫هذه الحقوق قيمة أعلى من القيمة التي يمنحها المشرع العادي‪ ،‬بمعنى أن الحريات األساسية ال تنعت‬
‫بهذا الوصف إال إذا قررها الدستور‪ .‬ويالحظ أنه إذا نظرنا إلى الطابع األساسي من ناحية الجوهر‪ ،‬فإن‬
‫هذا الطابع المبرر الذي يؤدي إلى الحماية الدستورية‪ ،‬بخالف إذا نظرنا إلى هذا الطابع من الناحية‬
‫الشكلية‪ ،‬فإن صفة الدستورية هي التي تمنح الحرية طابعها األساسي‪.1‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬معيار أهمية الحرية‪ :‬يرى فريق من الفقه في أهمية الحرية وما تمثله من مصالح حيوية‪،‬‬
‫معيار لوصفها باألساسية‪ ،‬ويستند أنصار هذا الرأي إلى ما ذهب إليه مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة‬
‫ًا‬
‫الفرنسي السيد ‪ Maxime LETOURNEUR‬من أنه يشترط العتبار حرية ما أساسية توافر شرطين‪،‬‬

‫األول أن نكون أمام حرية ضرورية‪ ،‬والثاني أن تكون حرية محمية ً‬


‫قانونا‪ ،2‬وهو ما دفع البعض من الفقه‬
‫إلى القول بأن الحرية األساسية هي أحد الضمانات الجوهرية الحترام الحقوق والحريات األخرى‪.3‬‬
‫نظر لطابعه المرن وكذا واقعيته‪ ،‬وما يعكسه‬
‫يبدو أن هذا المعيار قد حاز على قبول غالبية الفقه‪ً ،‬ا‬
‫باعتباره يحدد الحرية األساسية من خالل مضمونها‪ ،‬بل إن البعض يؤيد هذا االتجاه ألنه يترك مسألة‬
‫تحديد مفهوم الحرية األساسية لقاضي األمور المستعجلة ليقدرها وفًقا لما تتطلبه ظروف الواقع‪.4‬‬
‫إذا كان معيار أهمية الحرية يسمح بشكل واضح من تحديد مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬فهذه النتيجة‬
‫ال تكون بعيدة عن تلك التي يحققها معيار قيمة النص‪ ،‬وذلك بالنظر ألن النصوص القانونية األعلى قيمة‬
‫وأهمية ال تحمي الحريات إال عندما تكون أساسية‪ ،‬وبالتالي فإن معياري األهمية والقيمة المعيارية يمكن‬
‫النظر إليهما بأنهما وجهين للميدالية نفسها‪.5‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن استقاللية مفهوم الحرية األساسية كما يطالب بذلك العديد من الفقهاء‪،‬‬
‫سجينا لتقسيمات أو مفاهيم معينة‪ ،‬وأن موقفه باألساس‬
‫ً‬ ‫تجعلهم يؤكدون بأن القاضي اإلداري ليس‬

‫‪ -1‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الحماية الدستورية للحقوق والحريات‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص ص ‪.48-47‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Maxime LETOURNEUR, Conclusions sur C.E, 23 novembre 1951, Société nouvelle d'imprimerie, d'éditions‬‬
‫‪et de publicité, R.D.P, 1951, p 553.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Louis FAVOREU, et autres, Les grandes décisions du Conseil constitutionnel, op.cit, p 589.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Gilles BACHELIER, « Le référé- liberté », R.F.D.A, 2002, p 261.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Yehia KERKATLY, op.cit, p 26.‬‬
‫‪- 393 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫براغماتي‪ .‬وهذا في ظل التوجه نحو اعتماد معيار مزدوج لطبيعة الحرية المعنية والحماية الممنوحة لها‪،‬‬
‫من خالل التأكيد على أهمية الحرية أو الحق المعني‪ ،‬فهل هذا يعني أن القاضي اإلداري يمتلك في‬
‫‪1‬‬
‫النهاية االستقاللية في تحديد مالمح الحرية األساسية بالمعنى الذي قصده المشرع؟‬
‫أساسيا في استشعاره بأهمية الحرية األساسية‪ ،‬سواء بالنسبة للفرد أو بالنسبة‬
‫ً‬ ‫دور‬
‫يلعب القضاء ًا‬
‫للمجتمع‪ ،‬باعتبارها شرط ضروري لدولة القانون‪ .‬فمما ال شك فيه بأن بعض الحقوق والحريات‪ ،‬تعتبر‬
‫جوهرية بالنسبة لبعض الحقوق والحريات األخرى‪.2‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن الذي يميز أصالة هذه الحقوق والحريات‪ ،‬أن صفة األساسية تعبر عن أن‬
‫السلطة التأسيسية في كل دولة أو مجموعة دولية قد قر ار أن تكون مجموعة من القيم بمنأى عن أي تدخل‬
‫من السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬بيد أن فكرة أهمية ونوعية الحريات األساسية‪ ،‬ال تعني مع ذلك أن كافة‬
‫الدول تحترم أو تعمل على احترام نفس القائمة للحقوق والحريات األساسية‪.‬‬
‫في األخير‪ ،‬يمكن القول بأن أحسن تعريف للحرية األساسية هو ذلك الذي ذكره األستاذ موسى‬
‫مصطفى شحادة‪ ،‬حيث يقول‪ " :‬نرى تعريف الحقوق والحريات األساسية يشمل جميع الحقوق األساسية‬
‫والحريات العامة المعترف بها لألشخاص الطبيعيين واألشخاص المعنوية على السواء‪ ،‬واستنادا إلى‬
‫اإلعالنات والمواثيق واالتفاقيات الدولية المنظمة لحقوق االنسان‪ ،‬وكذلك الحقوق والمبادئ األساسية‬
‫التي أقرها القضاء‪ ،‬سواء القضاء الدستوري أو القضاء اإلداري أو القضاء المدني أو القضاء المختص‬
‫بحقوق االنسان"‪.3‬‬
‫ب‪ -‬التعريف القضائي للحرية األساسية‪ :‬يطرح تحديد مفهوم الحرية األساسية مسألة ما إذا كان القاضي‬
‫ودوليا كحريات أساسية؟‬
‫ً‬ ‫مطالبا بتكريس جميع الحريات المضمونة دستورًيا‬
‫ً‬ ‫اإلداري‬

‫ترك المشرع للقاضي اإلداري االستعجالي مهمة تعريف مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬حيث ً‬
‫غالبا ما‬

‫يربط هذه الحريات باألساس الدستوري و ً‬


‫أحيانا باألساس االتفاقي‪ .‬ولكن اجتهاده في هذه الشأن يظهر‬
‫بشكل متكرر االستغناء عن أي إشارة إلى مثل هذه األسس‪ ،‬وهي عالمة على نهجه االستقاللي‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Guillaume DRAGO, « Les droits fondamentaux entre juge administratif et juge constitutionnel et‬‬
‫‪européens », R.D.A, n° 6, juin 2004, étude 11, p 3.‬‬
‫‪ -2‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -3‬مصطفى موسى شحادة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Kamal Jawad ALHAMIDAWI, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référé‬‬
‫مجلة رسالة الحقوق‪ ،‬العدد الخاص ببحوث المؤتمر السابع‪ ،2010 ،‬ص ‪en France », 67‬‬
‫‪- 394 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فكما يقول الفقيه الكبير ‪ Louis FAVOREU‬ال يمكن فهم الكيفية التي يتعامل معها القاضي‬
‫اإلداري بخصوص مفهوم الحرية األساسية إال من خالل دراسة النطاق الذي جاءت فيه أال وهو إجراء‬
‫االستعجال‪-‬حرية‪ .1‬األمر الذي يعني أن تحديد مفهوم الحرية األساسية من وجهة نظر القاضي اإلداري‬
‫ال يكون إال من خالل تحليل األوامر االستعجالية الصادرة ضمن الدعوى االستعجالية لحماية الحرية‬
‫األساسية‪.‬‬
‫حاول مجلس الدولة الفرنسي أن يضع تصوًار لمفهوم الحرية األساسية‪ ،‬وذلك من أجل توحيد‬
‫معايير عمل المحاكم اإلدارية‪ ،‬ل تفادي تكرار مشكلة هذا المفهوم في نطاق نظرية االعتداء المادي‪ .‬ولهذا‬
‫نجده قد طبق كل المعايير التي قدمها الفقه لضبط هذا المفهوم‪ ،‬الشيء الذي نتج عنه توسع في نطاق‬
‫الحرية األساسية منذ أول أمر صدر بشأنها في قضية ‪.Commune de Fauillet‬‬
‫فمجلس الدولة الفرنسي فضل عدم اختيار اتجاه معين بشكل حصري بخصوص تحديد مفهوم‬
‫الحرية األساسية‪ ،‬بل على العكس فقد استند في الوقت نفسه على الحماية المكرسة للحرية من طرف‬
‫أيضا على أهمية الحرية في المجتمع من أجل كفالتها كحرية أساسية‪ .2‬فقد رفض من البداية‬
‫النصوص‪ ،‬و ً‬
‫إعطاء تعريف للحرية األساسية‪ ،‬ثم رفض مواءمة هذه الفكرة مع التعريفات المستخدمة فيما يتعلق بالحقوق‬
‫أخير‬
‫والحريات الواردة في الدستور أو المعاهدات الدولية‪ ،‬وبالتالي إعطاء استقاللية ذاتية لهذه الفكرة‪ ،‬و ًا‬
‫رفض تحديد المعايير التي تسمح بتعريفها على وجه الدقة‪ ،‬ولذلك فقد اكتفى مجلس الدولة باقتراح تعداد‬
‫بسيط بمنح أو رفض وصف الحرية األساسية لحرية دون أخرى‪.3‬‬
‫نظر للغياب شبه الكلي لتدخل القاضي اإلداري االستعجالي الجزائري في تحديد مفهوم الحرية‬
‫ًا‬
‫األساسية‪ ،‬وخدمة ألهداف الدراسة‪ ،‬سنعتمد على األوامر االستعجالية الصادرة عن القضاء اإلداري‬
‫الفرنسي‪ ،‬ومن خالل هذه األخيرة يظهر بأن القاضي اإلداري االستعجالي سار في ثالثة اتجاهات‪ ،‬وهو‬
‫ما يمكن عرضه كاآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬اعتبار كل حرية نص عليها الدستور أو االتفاقيات الدولية حرية أساسية‪ :‬استلهم قاضي‬
‫االستعجال اإلداري في تعريفه للحرية األساسية على جزء كبير من ق اررات المجلس الدستوري الفرنسي‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », op.cit, p‬‬
‫‪1740.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Yehia KERKATLY, op.cit, p 143.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Camille BROYELLE, « Procédures d’urgence », Synthèse, LexisNexis, date de fraîcheur : 22 octobre 2019, p‬‬
‫‪6.‬‬
‫‪- 395 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وهو ما يؤكد اعتماد القاضي اإلداري ولو بشكل ضمني على اجتهاد القاضي الدستوري‪ ،1‬األمر الذي‬
‫يظهر بشكل واضح من خالل قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪.2Djalout‬‬
‫نظر للنص عليها‬
‫اعتبر مجلس الدولة الفرنسي حرية إدارة الهيئات المحلية بمثابة حرية أساسية ًا‬
‫في المادة ‪ 72‬من الدستور‪ ،3‬وكذلك الشأن بالنسبة للحرية الدينية بما تشمله من حرية الفرد في اختيار‬
‫عقيدة معينة‪ ،‬وحريته في ممارسة شعائرها‪ ،‬فقد قضى بأن حرية التعبير بالشكل المناسب عن المعتقدات‬
‫الدينية تعد حرية أساسية تستوجب الحماية المنصوص عليها في المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة‬
‫اإلدارية‪ ،4‬وكذلك األمر بالنسبة لحرية الرأي والتعبير‪ ،5‬وحق االنتخاب‪.6‬‬
‫كما اعتبر مجلس الدولة الفرنسي الحق في الحياة العائلية الطبيعية المنصوص عليه في االتفاقية‬
‫األوروبية لحقوق اإلنسان بمثابة حرية أساسية‪ ،7‬وكذلك الشأن بالنسبة لحق األجنبي في اإلقامة على‬
‫األراضي الفرنسية‪ ،‬إذا ما كان يخشى االضطهاد أو التعذيب في دولته‪ ،‬وذلك بسبب آرائه الفكرية أو‬
‫السياسية‪ ،‬وذلك حسب ما تنص عليه المادة ‪ 33‬من االتفاقية ذاتها‪.8‬‬
‫وال يقتصر وصف الحرية باألساسية على ما ورد بالنصوص الدستورية أو الدولية فحسب‪ ،‬وإنما‬
‫يتجاوزه إلى ما نصت عليه مقدمة الدساتير من حقوق وحريات مثل حق ممارسة اإلضراب‪ ،9‬وكذا حق‬
‫المتقاضي في تقديم دفاعه أمام الجهات القضائية المختلفة‪.10‬‬
‫يتبين من خالل هذه الق اررات بأن القاضي اإلداري غير ملزم بالرجوع إلى المصدر الدستوري من‬
‫أجل تكريس مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬لكن اجتهاد مجلس الدولة الفرنسي يظهر بأن القاضي اإلداري‬
‫يفضل المصدر الدستوري مقارنة مع باقي المصادر األخرى‪ ،‬ففي استنتاجاتها حول قضية ‪ ،Tliba‬أصرت‬
‫مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة السيدة ‪ Isabelle DE SILVA‬على اإلشارة إلى كل المصادر التي‬
‫تكرس لألجانب الحماية لحياتهم األسرية في الدولة الفرنسية‪ ،‬دون تفضيل لمصدر على آخر‪ ،‬لكن مجلس‬
‫الدولة اختار االستناد على الصيغة الدستورية للحق في الحياة الخاصة‪.11‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Kamal Jawad ALHAMIDAWI, op.cit, p 69.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.E, ord, 27 mars 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Djalout, Rec. C.E, p 158.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, ord, 12 juin 2002, Commune de Fauillet, A.J.D.A, 2002, p 590.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-C.E, ord, 7 avril 2004, Eprux Klicikesen, Rec. C.E, p 820.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-C.E, ord, 28 février 2001, Casanovas, R.F.D.A, 2001, p 399.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-C.E, ord, 20 avril 2004, Théron et autres, Rec. C.E, p 821.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-C.E, ord, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba, R.F.D.A, 2002, p 324.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪-C.E, ord, 27 mars 2001, Rec. C.E, p 210.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-C.E, ord, 24 février 2001, Tibéri, R.F.D.A, 2001, p 629.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪-C.E, ord, 3 avril 2002, Rec. C.E, p 871.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-Kamal ELHAMIDANI, op.cit, pp 72-73.‬‬
‫‪- 396 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ -‬التحديد القضائي لمفهوم الحرية األساسية يتجاوز ما هو منصوص عليه في الدستور‬
‫واالتفاقيات الدولية‪ :‬طرح التساؤل في فرنسا حول عالقة القاضي اإلداري بالقاضي الدستوري في مجال‬
‫الحقوق والحريات العامة؟ وذلك على أساس أن تحديد مفهوم الحرية األساسية ال ينحصر فقط عند‬
‫القاضي الدستوري‪ ،‬بل يمتد إلى القاضي اإلداري االستعجالي‪ .‬ففكرة أساسية الحرية ال يجب أن تنطبق‬
‫بشكل كلي مع المصادر الدستورية أو االتفاقية‪ ،‬رغم ما لهذه المصادر من أهمية ومكانة لكنها ليست‬
‫حصرية‪ ،‬كما أنها غير كافية لتحديد مفهوم الحرية األساسية‪.1‬‬
‫اتجه مجلس الدولة الفرنسي إلى إسباغ وصف "الحرية األساسية" على حريات لم يرد النص‬
‫عليها في الدستور وال في االتفاقيات الدولية‪ ،‬وهذا ما طالبت به مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة‬
‫الفرنسي السيدة ‪ ،Pascale FOMBEUR‬التي ترى أنه ليست الحريات المنصوص عليها في الدستور أو‬
‫التي اعتبرها المجلس الدستوري ذات قيمة دستورية هي وحدها الحريات التي يسقط عليها وصف‬
‫"األساسية" لدى القضاء اإلداري االستعجالي‪.2‬‬
‫هذا األمر يؤكد بأن المعيار المعتد به في قضاء مجلس الدولة الفرنسي للحرية األساسية‪ ،‬ليس‬
‫ورود النص عليها في الدستور وإنما ما تمثله الحرية من قيم ومصالح جوهرية‪ ،‬تعكس أهميتها‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬مفهوم الحرية األساسية يتجاوز الحريات إلى الحقوق‪ :‬ال يقتصر مفهوم الحرية األساسية‬

‫في قضاء مجلس الدولة الفرنسي على الحريات بمعناها الدقيق‪ ،‬بل يمتد ليشمل الحقوق ً‬
‫أيضا‪ ،‬كالحق في‬
‫الملكية‪ ،‬الحق في اللجوء السياسي‪ ،‬الحق في الحياة الخاصة وغيرها‪ .‬هذا األمر اعترض عليه بعض‬
‫الفقه‪ ،‬بحجة أن المشرع قصر الحماية المستعجلة على الحريات األساسية فقط دون غيرها‪ ،‬مما يفيد بعدم‬
‫أساسيا‪.3‬‬
‫ً‬ ‫امتدادها إلى ما ال يعتبر في مفهوم الفقه من الحريات‪ ،‬حتى ولو اعتبر حًقا‬
‫ساير بعض الفقه اتجاه مجلس الدولة‪ ،‬إذ يرى بأن التفرقة بين الحرية والحق هي تفرقة غير‬
‫معيار للتفرقة بينهما‪ ،‬وحتى أنه على فرض‬
‫ًا‬ ‫حقيقية‪ ،‬بل إنها من المسائل التي عجز الفقه على أن يجد‬
‫وجود هذه التفرقة فإن الحريات جميعها بمثابة حقوق معترف بها‪ ،‬سواء وقع هذا االعتراف عن طريق‬

‫‪1‬‬
‫‪- Kamal ELHAMIDANI, op.cit, p, 81.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Pascale FOMBRUR, Conclusions sur C.E, 28 février 2001, Casanovas, op.cit, p 399.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Roland VANDERMEEREN, « La réforme des procédures d’urgence devant le juge administratif »,‬‬
‫‪A.J.D.A, 2000, p 713.‬‬
‫‪- 397 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الدستور أو االتفاقيات الدولية أو النصوص التشريعية‪ ،‬حيث أن الكثير من الحقوق هي في حقيقتها‬


‫حريات أو تتفرع عنها حريات أساسية‪.1‬‬
‫لهذا فقد اعتبر مجلس الدولة الفرنسي حق اللجوء السياسي من الحقوق التي يستغرقها مفهوم‬
‫الحريات األساسية‪ ،2‬مما يخول الالجئ ممارسة حريته في التنقل واإلقامة والعمل على اإلقليم الفرنسي‪،‬‬
‫وهو ما يمكنه من اللجوء إلى القاضي اإلداري االستعجالي لطلب الحماية المستعجلة‪ ،‬كلما وقع اعتداء من‬
‫جانب اإلدارة على هذا الحق‪.3‬‬
‫إن تخلي المشرع الفرنسي عن تعبير " الحريات العامة" لصالح " الحريات األساسية" في مجال‬
‫محددا‬
‫ً‬ ‫تطبيق إجراء االستعجال‪-‬حرية‪ ،‬يعبر عن رغبته في استبدال هذا المفهوم الكالسيكي من أن يكون‬
‫لمفهوم الحرية األساسية‪ .‬وقد استوعب مجلس الدولة هذه اإلشارة التشريعية‪ ،‬فأعطى للحرية األساسية‬
‫مرجعا لتحديد مفهوم الحرية األساسية‪.4‬‬
‫ً‬ ‫مستقال عن الحرية العامة‪ ،‬ورفض أن تكون هذه األخيرة‬
‫ً‬ ‫مفهوما‬
‫ً‬
‫سمحت هذه المقاربة بتوسيع جوهري لقائمة الحريات التي يشملها إجراء الحماية المستعجلة‪ ،‬ذلك‬
‫ألن الحريات العامة حسب مفهومها التقليدي تقتصر على ما يطلق عليه " الحقوق‪-‬حريات" كالحرية‬
‫الفردية‪ ،‬حرية االجتماع‪ ،‬حرية الرأي‪ .‬وعليه يخرج عن نطاق الحماية المستعجلة ما يعرف ب " حقوق‬
‫المشاركة" كالحق في االنتخاب‪ ،‬الحق في الصحة والتقاضي والمساواة‪ ،‬بينما تستوعب الحريات األساسية‬
‫جميع هذه الحقوق والحريات‪ .‬باإلضافة إلى اتساع النطاق الموضوعي‪ ،‬سمحت مقاربة االستقاللية بتوسيع‬
‫النطاق الشخصي لقضاء االستعجال‪-‬حرية‪ ،‬حيث سمحت هذه السياسية القضائية لقاضي االستعجال‬
‫اإلداري إمكانية توسيع قائمة المستفيدين من هذا اإلجراء‪ ،‬ألنه إذا كانت الحرية العامة قاصرة على‬
‫األشخاص الطبيعية‪ ،‬فإن الحريات األساسية تتسع لتشمل األشخاص المعنوية العامة والخاصة‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jérôme TREMEAU, « Le référé-liberté, instrument de protection du droit de propriété », A.J.D.A, 2003, p‬‬
‫‪653.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-François JULIEN-LAFERRÈRE, note sous C.E, 2 mai 2001, Mme Dziri, req n° 232997, D, 2001, p 3479.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, 25 mars 2003, Mme Sulaimanov, A.J.D.A, 2003, p 166.‬‬
‫‪ -4‬سميحة لعقابي‪ ،‬شمس الدين بشير الشريف‪ " ،‬التوجه الحديث لمجلس الدولة بشأن مفهوم الحرية األساسية"‪ ،‬مداخلة ضمن‬
‫أعمال الملتقى الدولي الثامن الموسوم ب‪ :‬التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة القانون‪ ،‬المنظم من طرف كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬يومي ‪ 6‬و‪ 7‬مارس ‪ ،2018‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -5‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.137-139‬‬
‫‪- 398 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ما يلفت االنتباه في هذا الشأن أن القاضي اإلداري الجزائري لم يكلف نفسه ولو مرة واحدة عناء‬
‫محاولة تحديد مفهوم " الحرية األساسية"‪ ،‬رغم أنه سبق له استعمال هذا المصطلح ضمن نطاق نظرية‬
‫االعتداء المادي‪ ،‬ولو أنه استخدم مصلح " الحقوق األساسية" عوض " الحريات األساسية"‪.1‬‬
‫هذه الوضعية تثبت بأن القاضي اإلداري الجزائري ال يعير أي اهتمام لمسألة المفاهيم والخوض‬
‫في تحديد معنى الحرية األساسية‪ ،‬رغم أنه مطالب بذلك ما دام المشرع قد أدخل هذا المفهوم ضمن نطاق‬
‫اختصاصه‪ ،‬فالقاضي اإلداري مجبر على تحديد مفهوم الحريات األساسية لتبرير تطبيق دعوى الحماية‬
‫المستعجلة التي نص عليها المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬وأغلب الظن أنه إذا ما‬
‫فصل في منازعات االستعجال الخاصة بالحريات األساسية سيعتمد المعايير ذاتها التي كرسها نضيره‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -2‬عناصر الحرية األساسية‪ :‬يتبين مما سبق ذكره عدم وجود تعريف جامع مانع للحرية األساسية‪ ،‬لكن‬
‫بتحليل مختلف اآلراء الفقهية‪ ،‬وكذا األحكام والق اررات القضائية يمكننا تحديد العناصر التي يتكون منها‬
‫هذا المفهوم‪ ،‬والتي تنحصر في العنصر الموضوعي للحرية األساسية‪ ،‬وكذا العنصر الشكلي‪ ،‬وذلك على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العنصر الموضوعي للحرية األساسية‪ :‬يعني هذا العنصر مقدار المنفعة المترتبة على ممارسة حرية‬
‫ما‪ ،‬أو قيمة المصالح المرتبطة بها‪ .‬ففي الفقه وكذا القضاء ال تتساوى الحريات وإنما تتفاوت في األهمية‪،‬‬
‫بين ما يطلق عليه حريات الصف األول وحريات الصف الثاني‪ .2‬فهي حريات قيمتها ترقى إلى وصف‬
‫"األساسية"‪ ،‬وهي قيمة تكتسبها من أنها تقوم على إشباع حاجات جوهرية ال تستقيم الحياة دونها‪.3‬‬
‫هذا ما قصده مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيد ‪ LETOURNEUR‬بقوله أنه‬

‫يلزم العتبار حرية ما أساسية‪ ،‬توافر شرطين‪ :‬أن تكون الحرية ضرورية وأن تكون محمية ً‬
‫قانونا‪ .4‬فالحرية‬
‫األساسية هي التي تتميز من حيث أهمية المصالح المترتبة عنها مقارنة بغيرها من الحريات‪ ،‬أو كما يعبر‬

‫‪ -1‬عبد القادر عدو‪ " ،‬استعجال المحافظة على الحريات في القانونين الجزائري والفرنسي"‪ ،‬مجلة الحقيقة‪ ،‬العدد ‪ ،25‬جوان ‪،2013‬‬
‫ص ص ‪.16-15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Michel ROCARD, « Normes de valeur constitutionnelle et degré de protection des droits‬‬
‫‪fondamentaux », R.F.D.A, 1990, p 317.‬‬
‫‪ -3‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬الحماية القضائية المستعجلة للحرية األساسية دراسة لدور قاضي األمور المستعجلة اإلدارية في حماية‬
‫الحرية األساسية وفًقا لقانون المرافعات اإلدارية الفرنسي الجديد‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Maxime LETOURNEUR, Conclusions sur C.E, 23 novembre 1951, op.cit, p 553.‬‬
‫‪- 399 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عنها البعض بأنها حرية لها من األهمية بالنظر إلى المصالح التي تقوم عليها‪ ،‬مما يستلزم إحاطتها‬
‫بحماية قانونية متميزة‪.1‬‬
‫وقد كشفت التطبيقات القضائية للحماية المستعجلة للحريات األساسية عن توجه لدى مفوضي‬
‫الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي في التأكيد على هذا العنصر‪ ،‬وحث قضاة المجلس على األخذ به‬
‫كعنصر مميز لمفهوم الحرية األساسية‪ .‬فقد قدم مفوض الحكومة السيد ‪ Laurent TOUVET‬أول تقرير‬
‫إلى مجلس الدولة الفرنسي في قضية تتعلق بالحماية المستعجلة‪ ،‬إذ يرى بأن الحرية األساسية تحمل هذا‬
‫الوصف بالنظر إلى محلها الذي ينطوي على أهمية بالغة‪.2‬‬
‫تضيف مفوض الحكومة السيدة ‪ Pascale FOMBEUR‬في تقريرها لمجلس الدولة في قضية‬
‫‪ ،Casanovas‬بأن مفهوم الحرية األساسية يستلزم العمل بمعيار مزدوج‪ ،‬فيجب االعتداد في الوقت نفسه‬
‫بمضمون الحرية وكذا بالمنزلة التي يحتلها النص المقرر لها في سلم التدرج القانوني‪ .3‬وتقصد مفوض‬
‫الحكومة بالشق األول لهذا العنصر الذي اقترحته‪ ،‬أن يكون للحرية من األهمية ما ال يمكن االستغناء‬
‫عنها‪ ،‬وهو ما يؤيدها فيه مفوض الحكومة السيد ‪ ،Gille BACHELIER‬والذي يرى بأن الحق في الحياة‬
‫العائلية‪ ،‬حرية أساسية بالنظر إلى القيمة السامية التي يحتلها هذا الحق‪ ،‬وهو ما يستوجب إحاطته‬
‫بالحماية المستعجلة ضد كل انتهاك غير مشروع من طرف اإلدارة ينتقص من قدرة الفرد على التمتع بحقه‬
‫في حياة عائلية طبيعية‪.4‬‬
‫بعيدا عن ذلك‪ ،‬ففي تقريرها المتعلق‬
‫ولم تذهب مفوض الحكومة السيدة ‪ً Isabelle DE SILVA‬‬
‫مزدوجا لتحديد هذا المفهوم‪ ،‬والذي يدور في جزء منه حول طبيعة‬
‫ً‬ ‫معيار‬
‫ًا‬ ‫بقضية ‪ Tliba‬نجدها تقترح‬
‫الحرية‪ ،‬وفي جزئه اآلخر بالحماية المقررة لها‪ .‬إذ ترى بأنه من غير المجدي االكتفاء على الوصف الذي‬
‫ي سبغ على الحرية لتحديد ما إذا كانت أساسية أم ال‪ ،‬وإنما األجدر هو البحث عن األهمية التي تحتلها‬
‫الحرية بالنسبة للطاعن‪ .‬وتقدير هذه األهمية أمر يستقل به قاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬باعتبارها من‬
‫وتبعا لظروف ومالبسات كل قضية على حدة‪.5‬‬
‫مسائل الموضوع التي تختلف من حالة إلى أخرى‪ً ،‬‬
‫إذا كان هذا هو المقصود بالعنصر الموضوعي للحرية األساسية‪ ،‬فإنه يجسد بذاته شمولية هذا‬
‫المصطلح‪ ،‬وهي شمولية تظهر على مستوى ثالثة عناصر‪ ،‬الحرية األساسية مفهوم أعم من الحرية‬

‫‪1‬‬
‫‪-Gille LEBROTON, Libertés publiques et droit de l’homme, Armand-Colin, 5ème éd, Paris, 2001, p 47.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Laurent TOUVET, Conclusion sur C.E, 19 janvier 2001, op.cit, p 378.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Pascale FOMBOUR, Conclusions sur C.E, Sect, 28 février 2001, op.cit, p 399.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Gilles BACHELIER, op.cit, p 261.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 326.‬‬
‫‪- 400 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العامة‪ ،‬كما أنها مفهوم يستغرق فكرة الحقوق‪ ،‬و ًا‬


‫أخير هي مفهوم وإن لم يستوعب بعض الحريات أو‬
‫الحقوق لذاتها فإنه يشمله لغيرها‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬الحرية األساسية مفهوم يشمل الحريات العامة‪ :‬إن المفهوم التقليدي للحريات في القانون‬
‫الفرنسي يقصر مصطلح الحريات العامة على ما يطلق عليه الحقوق‪-‬حريات‪ ،‬مثل الحرية الفردية‪ ،‬حرية‬
‫‪1‬‬
‫تبعا لذلك ما يعرف‬
‫الرأي‪ ،‬حرية التنقل‪ ،‬حرية االجتماع‪ ،‬حرية التجارة والصناعة ‪ ،‬ويخرج عن نطاقه ً‬
‫بالحقوق ضمانات مثل الحق في التقاضي‪ ،‬الحق في الدفاع‪ ،‬وحقوق المشاركة كالحق في االنتخاب‪،‬‬
‫وحقوق الدائنية‪ ،‬مثل الحق في الصحة‪ ،‬الحق في العمل والضمان االجتماعي‪.2‬‬
‫وهذا على خالف الحريات األساسية التي تستوعب جميع هذه المفردات‪ ،‬بما فيها الحريات العامة‪.‬‬
‫ولعل هذا ما قصدته مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة السيدة ‪ Isabelle DE SILVA‬بقولها بأن للحرية‬
‫األساسية معنى يتجاوز الحريات العامة‪ ،‬وأوسع نطاًقا منها‪ ،3‬فكل حرية أساسية هي حرية عامة‪ ،‬ولكن‬
‫ليس كل حرية عامة هي حرية أساسية‪.4‬‬
‫تقليديا كحرية التنقل‪،‬‬
‫ً‬ ‫إن الحريات األساسية ال تشمل فحسب على الحريات العامة المعروفة‬
‫أيضا غيرها من الحريات األخرى‬‫الحرية الدينية‪ ،‬حرية الصحافة‪ ،‬وحرية االجتماع وغيرها‪ ،‬وإنما تستغرق ً‬
‫ذات األهمية البالغة‪ ،‬والتي لها قيمة دستورية‪ ،‬كالحق في السالمة الجسدية‪ ،‬احترام الحياة العائلية‪ ،‬حق‬
‫اللجوء السياسي والحق في االتصاالت السمعية والمرئية‪.5‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الحرية األساسية مفهوم يستغرق الحقوق‪ :‬رفض بعض قضاة األمور المستعجلة اإلدارية‬
‫أن يمنحوا لبعض األنواع من الحقوق الحماية المقررة للحريات األساسية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لحق‬
‫الملكية‪ ،‬بحجة أن المشرع الفرنسي قصر تلك الحماية على الحريات األساسية بصريح نص المادة‬
‫‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية‪ ،‬حيث لم يجزها للحقوق مهما كانت أهميتها‪ ،‬ولو كان المشرع‬
‫يستهدف إسباغ هذه الحماية على الحقوق لكان قد نص على ذلك صراحة‪.6‬‬
‫هذا الرأي على وجاهته إال أنه منتقد من عدة أوجه‪ ،‬فهو يخالف ما هو مستقر عليه لدى الفقه من‬
‫أنه ليس هناك فرق بين الحق والحرية‪ ،‬فالحرية حق في الثبوت والحق حرية في الممارسة‪ ،‬وربما هذا ما‬

‫‪1‬‬
‫‪- Claud-Albert COLLIARD, Liberté publiques, Dalloz, 7ème éd, Paris, 1989, p 22.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Françoise BRENET, « La notion de liberté fondamentale au sens de l’article L.521-2 du CJA », R.D.P,‬‬
‫‪n°6, 2003, p 1535.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 324.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Laurent RICHER, « Les droits fondamentaux : une nouvelle catégorie », A.J.D.A, 1998, p 1.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Roland VANDERMEEREN, op.cit, p 706.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- T.A, Paris, 9 novembre 2002, Société Brink’s France, A.J.D.A, 2003, p 654.‬‬
‫‪- 401 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يقصده الفقيه ‪ Louis FAVOREU‬بقوله بأن الحق والحرية يرادف كال منهما اآلخر‪ ،‬ولذلك فإن التفرقة‬
‫بينهما ليست إال تفرقة مصطنعة ال حقيقية‪.1‬‬
‫إن حصر مفهوم الحرية األساسية على الحريات بمعناها الضيق دون الحقوق‪ ،‬يخالف االتجاه‬
‫القضائي الحالي لمجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬والذي طبقه مع دخول قانون االستعجال أمام الجهات القضائية‬
‫اإلدارية حيز التنفيذ‪ ،‬إذ اعتبر حق اللجوء السياسي يشكل حرية أساسية‪ ،2‬وكذلك الحق في الصحة‪،3‬‬
‫والحق في حياة عائلية مستقرة‪ ،4‬والحق في الحصول على موافقة المريض على إجراء عملية جراحية‪.5‬‬
‫وعليه‪ ،‬فيجب عدم التوقف عند تحديد مفهوم الحرية األساسية على الوصف الخارجي‪ ،‬وإنما يجب‬
‫البحث عما إذا كان محل االعتداء على الحرية له من القيمة واألهمية ما يبرر إسباغ الحماية القانونية‬
‫المطلوبة من عدمه‪ ،‬فإذا كانت له هذه األهمية استحق وصف الحرية األساسية‪ ،‬حتى ولو كان في أصله‬
‫يدخل ضمن فئة الحقوق ال الحريات بمعناها الدقيق‪ .‬فالحرية األساسية مفهوم له من االتساع ما يجعل‬
‫من الصعب قصره على الحرية بمعناها الدقيق‪.6‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬الحرية األساسية مفهوم إن لم يستغرق الحقوق والحريات لذاتها يشملها لغيرها‪ :‬يدل‬
‫هذا المظهر على عمومية مفهوم الحرية األساسية وشموليته للحقوق والحريات‪ ،‬إن لم يكن العتبارها في‬
‫ذاتها‪ ،‬فلما يترتب على االعتراف بها من حماية لحقوق وحريات تكون أولى بالحماية‪ .‬فهنا نجد بأن‬
‫االعتراف بحماية حرية أو حق معين كشرط من أجل التمتع بحرية أو حق آخر له قيمة أكبر‪.7‬‬
‫تقول في هذا الشأن مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة ‪Isabelle DE SILVA‬‬

‫أن الحق في الحياة العائلية المستقرة حرية أساسية ال ألنه كذلك‪ ،‬وإنما العتبار الحق في الحياة العائلية‬
‫المستقرة حق مفترض بصفة أولية لحماية مجموعة أخرى من الحقوق والحريات كحرية الشخص في‬
‫الزواج وتكوين أسرة‪ ،‬فليس هناك أدنى شك في اعتبار هذه الحرية في مقدمة الحريات األساسية‪.8‬‬
‫كما ترى مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة ‪ Pascale FOMBEUR‬في‬
‫استنتاجاتها حول قضية ‪ Casanovas‬بأن فصل السيد ‪ Casanovas‬من عمله كمدرب في جهاز اإلطفاء‬

‫‪1‬‬
‫‪-Louis FAVOREU, « La notion de liberté fondamentale devant le juge administratif des référés », op.cit, p‬‬
‫‪1740.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.E, ord, 12 janvier 2001, Mme Hyacinthe, A.J.D.A, 2001, p 589.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-T.A, Nantes, 18 septembre 2004, Garde des sceaux-ministre de la justice, A.J.D.A, 2004, p 1653.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, sec, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ M me Tliba, R.F.D.A, 2002, p 324.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, ord, 16 août 2002, Mme V et L.F, J.C.P, 2002, 2, n° 10184.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Richard GHEVONTIAN, « Le référé-liberté : une procédure prometteuse », D, 2001, p 1748.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Olivier LECUCQ, note sous C.E, 25 mars 2003, Sumaimanove, A.J.D.A, 2003, p 1662.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 330.‬‬
‫‪- 402 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اعتداء على حرية أساسية‪ ،‬على اعتبار أن الحق في العمل ليس بذاته حرية أساسية‪ ،‬ال النعدام‬
‫ً‬ ‫ال يمثل‬
‫أهميته‪ ،‬وإ نما الفتقاره للعنصر اآلخر في مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬أال وهو عنصر االعتراف التشريعي‬
‫قانونا‪ ،‬حيث أن الحق في العمل ورد ضمن الحقوق التي نصت عليها مقدمة الدستور‪،‬‬
‫بالحرية وتنظيمها ً‬
‫كالتزام يخاطب به المؤسس الدستوري المشرع لصياغة وتنظيم ممارسة هذا الحق‪ ،‬وال يخاطب به‬
‫القاضي‪.1‬‬
‫اعتداء على حرية‬
‫ً‬ ‫لهذا فإن االعتداء على حق العمل من خالل إجراء الفصل ال يعتبر بذاته‬
‫أساسية‪ ،‬ولكن في الحالة التي يكون هذا اإلجراء قد تم بسبب آراء واتجاهات الموظف السياسية‪ ،‬فهنا‬
‫اعتداء على حرية أساسية وهي حرية الرأي والتعبير‪ ،‬وهو ما يستوجب حماية‬
‫ً‬ ‫يشكل الفصل من العمل‬
‫اعتداء على حرية الرأي والتعبير‪ .‬ولهذا اعتبر مجلس‬
‫ً‬ ‫اعتبار بأن االعتداء عليه يمثل‬
‫ًا‬ ‫الحق في العمل‬
‫اجعا ألسباب وظيفية تتعلق بالطاعن وكفاءته‪ ،‬وليس له عالقة بآرائه‪ ،‬وهو األمر‬
‫الدولة أن الفصل كان ر ً‬
‫اعتداء على حرية أساسية حسب مفهوم المادة ‪L.521-2‬‬
‫ً‬ ‫الذي يقود إلى القول بأن إجراء الفصل ال يمثل‬
‫من قانون العدالة اإلدارية‪.2‬‬
‫وهو المسلك ذاته الذي قاد مجلس الدولة الفرنسي إلى اعتبار الحق في اللجوء بمثابة حرية‬
‫سلبا على الحقوق والحريات األخرى التي تثبت‬
‫أساسية‪ ،‬وذلك عندما وجد بأن المساس بهذا الحق ينعكس ً‬
‫للشخص بمجرد االعتراف له بصفة الالجئ‪ ،‬إذ تمنح هذه الصفة لالجئ الحق في اإلقامة على اإلقليم‬
‫الفرنسي‪ ،‬كما يتمتع بالحقوق والحريات التي يكفلها القانون لألجانب‪.3‬‬
‫ب‪ -‬العنصر الشكلي للحرية األساسية‪ :‬إذا كان العنصر الموضوعي للحرية األساسية يظهر مقدار‬
‫األهمية التي تحتلها الحرية‪ ،‬فإن العنصر الشكلي يكشف عن مكانتها ضمن هرم تدرج القواعد القانونية‪.‬‬
‫هذا العنصر يشكل الجانب الثاني للمعيار المزدوج المكرس من طرف القاضي اإلداري منذ بداية تطبيق‬
‫نظام الحماية المستعجلة للحريات‪ ،‬ومفاده أن الحرية ال تكتسب صفة "األساسية" إال من النص الذي‬
‫يعترف بها‪.‬‬
‫إلبراز دور العنصر الشكلي للحرية األساسية‪ ،‬يتطلب األمر التطرق إليه من اتجاهات مختلفة‬
‫أخير نطاق تطبيق الحرية‬
‫هي‪ :‬مصادر االعتراف بالحرية األساسية‪ ،‬طبيعة االعتراف بالحرية األساسية‪ ،‬و ًا‬
‫األساسية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-Pascale FOMBEUR, Conclusions sur C.E, 28 février 2001, op.cit, p 399.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-C.E, 28 février 2001, Casanovas, R.F.D.A, 2001, p 406.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, ord, 12 janvier 2001, Mme Hyacinthe, précité.‬‬
‫‪- 403 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ -‬مصادر االعتراف بالحرية األساسية‪ :‬من خالل الق اررات األولى الصادرة عن مجلس الدولة‬
‫الفرنسي بعد بداية تطبيق قانون االستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬يظهر مدى االرتباط بين‬
‫الحرية األساسية بمفهوم المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية والحريات المعترف بها بموجب‬
‫النصوص الدستورية أو االتفاقيات الدولية أو النصوص التشريعية‪ .1‬على الرغم من أن مفهوم الحرية‬
‫األساسية كأساس لتدخل القاضي اإلداري االستعجالي ال يشمل كل الحقوق والحريات التي ينص عليها‬
‫الدستور‪ ،‬فبواسطة إجراء الحماية المستعجلة تم االعتراف لحق الملكية بالصفة "األساسية"‪ ،2‬وعلى العكس‬
‫من ذلك لم يتم إسباغ الصفة األساسية على الحق في السكن‪.3‬‬
‫يكون االعتراف بالصفة األساسية للحرية عندما يرد النص عليها في الدستور أو االتفاقيات‬
‫الدولية أو النصوص التشريعية أو إحدى المبادئ العامة للقانون‪ .‬هذه التراتبية تدل على أن األداة القانونية‬
‫التي تقرر الحرية األساسية ليست على درجة واحدة‪ ،‬وتب ًعا لمكانة هذه األداة تكتسب الحرية درجتها في‬
‫تبعا لمكانة النص القانوني الذي يعترف بها‪.4‬‬
‫تدرجا ً‬
‫القيمة‪ ،‬أي أنها تحوز ً‬
‫فكما تقول مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة ‪ ،Isabelle DE SILVA‬حتى‬
‫يمكن اعتبار حرية ما أنها حرية أساسية حسب نص المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية‪ ،‬على‬
‫القاضي اإلداري االستعجالي أن ينطلق في بداية بحثه عما إذا ورد النص عليها في النصوص الدستورية‬
‫أخير عند‬
‫أو ال‪ ،‬فإذا لم يجد فينتقل إلى البحث في االتفاقيات الدولية‪ ،‬وبعدها في النصوص التشريعية‪ ،‬و ًا‬
‫عدم النص عليها في كل المصادر السابقة يبحث عنها ضمن المبادئ العامة للقانون‪.5‬‬
‫على هذا األساس اعتمد مجلس الدولة الفرنسي على نص المادة ‪ 72‬من الدستور إلضفاء صفة‬
‫"األساسية " على حرية الجماعات اإلقليمية في إدارة شؤونها على نحو ما يعرف بحرية اإلدارة المحلية‪،6‬‬
‫كما استند على نص المادة ‪ 8‬من االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان العتبار الحق في الحياة العائلية‬
‫الطبيعية حرية أساسية‪.7‬‬
‫أحيانا يقوم القاضي اإلداري االستعجالي بتكييف الحرية على أنها أساسية إذا ما تم النص عليها‬
‫ً‬
‫بموجب القوانين العادية‪ ،‬وهو ما كرسه مجلس الدولة الفرنسي عندما اعتبر حرية االتصاالت حرية‬

‫‪1‬‬
‫‪-Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, n° 103, p 788.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Martine OMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, op.cit, p 466.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 3 mai 2002, Association de réinsertion sociale du Limousin, A.J.D.A, 2002, p 818.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Pascale FOMBEUR, Conclusions sur C.E, 28 février 2001, op.cit, p 399.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 324.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, 18 janvier 2001, Commune Venelles (Bouches-du-Rhône), R.F.D.A, 2001, p 378.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- C.E, sec, 30 octobre 2001, précité.‬‬
‫‪- 404 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بناء على النص عليها بموجب قانون ‪ 30‬ديسمبر ‪ 1986‬المتعلق باالتصاالت السمعية‬
‫أساسية‪ً ،‬‬
‫والبصرية‪.1‬‬
‫كما استند القاضي اإلداري إلى فكرة المبادئ العامة للقانون ليضفي صفة " األساسية" على حرية‬
‫معينة‪ ،‬إذ اعتبر القاضي اإلداري االستعجالي حق الدفاع بمثابة حق أساسي‪ ،‬له معنى الحرية األساسية‬
‫المكرسة بموجب المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية‪.2‬‬
‫ونيا لبعض الحقوق والحريات‪،‬‬ ‫وإذا كانت المبادئ العامة للقانون قد شكلت في مرحلة ما ً‬
‫سندا قان ً‬
‫يجيا بفعل تزايد االهتمام الدولي والوطني بموضوع الحقوق والحريات‪ ،‬الشيء‬
‫إال أن أهميتها قد تقلصت تدر ً‬
‫الذي نتج عنه تقنين معظم الحقوق والحريات التي كانت مكرسة بموجب المبادئ العامة للقانون‪.3‬‬
‫لهذا يقول األستاذ ‪ Patrick WACHSMANN‬باستحالة االلتزام بالمصادر الدستورية لتحديد‬
‫مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬بالمعنى الذي قصده المشرع في المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية‪،‬‬
‫وذلك في رده على الفقيه الكبير ‪ Louis FAVOREU‬الذي حصر مصادر االعتراف بالحرية األساسية‬
‫في الدستور والمعاهدات الدولية‪ .‬رغم أن ق اررات مجلس الدولة التي استندت على التشريعات العادية تبدو‬
‫قليلة‪ ،‬لكن فيها داللة على توسيع القاضي اإلداري لمصادر االعتراف بالحرية األساسية‪.4‬‬
‫إذ اعتبر القاضي اإلداري االستعجالي حق المريض الراشد في الموافقة على أخذ وصفة طبية‬
‫عندما يكون في مقدوره التعبير عن إرادته بمثابة حرية أساسية‪ ،‬ناتجة عن أحكام قانون الصحة العمومية‪،‬‬
‫رغم أنه من الممكن ربط هذه الحرية األساسية بالمبدأ الدستوري الذي ينص على الحرية الشخصية‪ ،‬لكن‬
‫األمر الصادر عن مجلس الدولة ال يشير إلى ذلك‪ ،‬واتجه إلى تأسيس الحكم على النص التشريعي فقط‪.5‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإنه من الناحية العملية نجد بأن القاضي اإلداري يحوز على سلطة تقديرية واسعة بشأن‬
‫وضع تصور لمفهوم الحرية األساسية‪ ،‬وهذا ما دفع مجلس الدولة إلى تجاوز كل المعايير الفقهية التي‬
‫وضعت لتحديد هذا المفهوم‪ ،‬حيث تجاوز التحديد الدستوري واالتفاقي عندما اعتبر بأن الحريات‬
‫دوليا ليست بالضرورة تكون أساسية‪ ،‬والعكس صحيح إذ من الممكن أن‬ ‫المنصوص عليها دستورًيا أو ً‬
‫تكون الحرية أساسية رغم عدم النص عليها في الدستور أو االتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, ord, 24 février 2001, précité.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Richard GHEVONTIAN, note sous C.E, 24 février 2001, Tibéri, D, 2001, p 1748.‬‬
‫‪ -3‬شمس الدين بشير الشريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪-Patrick WACHSMANN, « L’atteinte grave à une liberté fondamentale », R.F.D.A, janvier 2007, p 58.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-C.E, ord, 16 août 2002, Mme Feuillatey, Rec. C.E, p 309.‬‬
‫‪- 405 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ -‬طبيعة االعتراف بالحرية األساسية‪ :‬يثير االعتراف بالحق أو الحرية تساؤًال مفاده‪ :‬هل‬
‫وتلقائيا صفة الحرية‬
‫ً‬ ‫النص على الحق أو الحرية في أي من المصادر السابق ذكرها يكسبها بالضرورة‬
‫األساسية؟‬
‫قبل اإلجابة على هذا التساؤل‪ ،‬من المفيد أن نشير إلى أنه قبل استخدام القاضي اإلداري لهذا‬
‫الوصف بشكل منهجي في إطار الحماية المستعجلة للحريات‪ ،‬فلم يكن تعبير "الحرية األساسية" بالغريب‬
‫بالنسبة له‪ ،1‬فقد استعمله من قبل في وصف حرية التنقل ب‪":‬األساسية" في قضية ‪.2Peltier‬‬
‫بتحليل أحكام وق اررات القضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬يتبين بأن القاضي اإلداري يرى أنه ليس كل‬
‫موجبا العتبارها حرية أساسية‪ ،‬فالعبرة ال تكون في مجرد االعتراف‬
‫ً‬ ‫اعتراف بالحرية مهما كان مصدره‪،‬‬
‫وإنما بطبيعة هذا االعتراف نفسه‪ ،‬أي أن األساس هنا ال يكون بوجود نص على حرية معينة في أي من‬
‫المصادر القانونية‪ ،‬وإنما بالصيغة التي جاء عليها‪ ،‬وما إذا كانت تكشف عن إمكانية المطالبة بحماية هذه‬
‫الحرية عن طريق القضاء‪.3‬‬
‫صيغة االعتراف التشريعي بالحرية‪ ،‬والتي على أساسها تتحدد طبيعتها تكون في شكلين‪ ،‬صيغة‬
‫توجيهية وأخرى الزامية‪ ،‬فاألولى ترد في صيغة عامة‪ ،‬بغير تنظيم لكيفية ممارسة الحرية أو الحق‪ ،‬فهنا ال‬
‫قضائيا‪ ،‬فال يكون االعتراف وفق هذه‬
‫ً‬ ‫يكون ألصحاب المصلحة الحق في المطالبة بحماية الحرية‬
‫إعالنا للنوايا‪ ،‬يخاطب به المؤسس الدستوري المشرع وليس القاضي اإلداري‪ .‬وهذا ما جاء‬
‫ً‬ ‫الصيغة سوى‬
‫في استنتاجات مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة ‪ Isabelle DE SILVA‬بقولها بأن‬
‫الحرية تتجرد من صفة األساسية عندما يرد النص عليها دستورًيا في صياغة عامة‪ ،‬وحين يتوجب تدخل‬
‫إيجابيا لتنظيم ممارستها‪.4‬‬
‫ً‬ ‫تدخال‬
‫ً‬ ‫الدولة‬
‫وهو االتجاه نفسه الذي قالت به مفوض الحكومة السيدة ‪ ،Pascale FOMBEUR‬حيث أشارت‬
‫كمثال على ذلك إلى الحق في المواطنة‪ ،‬الوارد في مقدمة دستور ‪ ،1946‬إذ ترى بأن هذا الحق ال يعتبر‬
‫أساسيا رغم االعتراف الدستوري به‪ ،‬ألن هذا مجرد خطاب من المؤسس الدستوري للمشرع ال للقاضي‬
‫ً‬
‫اإلداري‪ ،‬وعليه ال توجد إمكانية للمطالبة به أمام القضاء‪ ،‬ولذا ال يمكن تصنيفه ضمن الحريات‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, Ass, 8 avril 1987, n° 55895, Ministre de l’Intérieur c/ Peltier, Rec. C.E, 1987, p 128.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Bertrand TAURE, « Juge administratif des référé statuant en urgence- Référé-liberté », JurisClasseur‬‬
‫‪Justice administrative, LexisNexis, Fasc.51, date du fascicule : 15 octobre 2016, p 10.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Bertrand MATHIEU, Michel VERPEAUX, Contentieux constitutionnel des droits fondamentaux, L.G.D.J,‬‬
‫‪Paris, 2002, p 276.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, op.cit, p 329.‬‬
‫‪- 406 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫األساسية‪ ،1‬ألن هذه الحالة تعني غياب إرادة المؤسس الدستوري في االعتراف بحقوق وحريات معينة‬
‫قضائيا بذاتها‪.2‬‬
‫ً‬ ‫تكون قابلة للمطالبة‬
‫أما صيغة االعتراف اإللزامية‪ ،‬فهي على خالف الصيغة التوجيهية‪ ،‬فخالصة الموضوع أن‬
‫لصيغة االعتراف بالحرية أثر مزدوج‪ ،‬األول مفاده أن الحرية يمكن أن تكون أساسية رغم عدم النص‬
‫عليها في الدستور أو االتفاقيات الدولية‪ ،‬ويحدث ذلك عند النص عليها في تشريع عادي أو مبدأ من‬
‫المبادئ العامة للقانون‪ ،‬أما الثاني فمفاده أن الحرية يمكن أن تتجرد من الصفة األساسية رغم االعتراف‬
‫بها في نصوص الدستور أو االتفاقيات الدولية طالما كان هذا االعتراف يحمل معنى التوجيه فقط‪.3‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬المصلحة الفردية المحمية بموجب الحرية األساسية‪ :‬إن التصور التقليدي لمفهوم الحرية‬
‫مقتصر على الشخص الطبيعي أو األشخاص االعتبارية الخاصة‪ ،‬إذ لم يتبادر‬
‫ًا‬ ‫يجعل االعت ارف بها‬
‫لألذهان أنه يمكن االعتراف بها لألشخاص المعنوية العامة‪ ،‬ألنه ال يتصور أن يمارسها إال األفراد أو‬
‫األشخاص االعتبارية الخاصة‪.4‬‬
‫حيث يمكن االعتراف للشخص المهني الخاص بمجموعة من الحريات األساسية التي تتفق مع‬
‫طبيعته‪ ،‬كحق المليكة‪ ،‬حرية العمل‪ ،‬حرية الصناعة والتجارة‪ .‬وبالمقابل ال يمكن االعتراف بتمتعه ببعض‬
‫الحقوق والحريات األساسية المالزمة لصفة اإلنسان الطبيعي‪.‬‬
‫لهذا يرى بعض الفقه بأن تطبيق إجراء الحماية المستعجلة للحريات األساسية أدى إلى تكريس‬

‫توسع أفقي للحقوق والحريات األساسية‪ ،‬ويظهر ذلك ً‬


‫جليا في قضية ‪ ،Tibéri‬حيث كان النزاع بين‬
‫شخصين من الخواص‪ ،‬شخص طبيعي وهو السيد ‪ Tibéri‬وشخص آخر من األشخاص المعنوية‬
‫الخاصة مكلف بخدمة عمومية وهو مؤسسة ‪ Canal+‬التلفزيونية‪ ،‬والذي انتهي بصدور أمر من مجلس‬
‫الدولة الفرنسي موجه للمجلس األعلى للسمعي البصري بأن يفرض على القناة الخاصة توسيع االستفادة‬
‫من الحيز الزمني للحوارات التليفزيونية أثناء الحملة االنتخابات لبلدية مدينة باريس‪.5‬‬
‫ذهب بعض الفقه إلى القول بأنه ال يتصور االعتراف للشخص االعتباري العام بالحريات‬
‫األساسية مثله مثل األفراد‪ ،‬بسبب االمتيازات ووسائل السلطة العامة التي يتمتع بها‪ .‬فكيف يتصور أن‬
‫‪1‬‬
‫‪-Pascale FOMBEUR, Conclusions sur C.E, 28 février 2001, op.cit, p 402.‬‬
‫‪ -2‬شمس الدين بشير الشريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Guy BRAIBANT, Bernard STIRN, Le droit administratif français, 4ème éd, Dalloz-Presses de la Fondation‬‬
‫‪nationale des Sciences Politiques, Paris, 1997, p 212.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Michel VERPEAUX, note sous C.E, 18 janvier 2001, Commune de Venelles c/ M. Morbelli, R.F.D.A, 2001, p‬‬
‫‪681.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Richard GHEVONTIAN, « Le référé-liberté : une procédure prometteuse », op.cit, p 1748.‬‬
‫‪- 407 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يلجأ الشخص العام إلى القاضي اإلداري االستعجالي لطلب الحماية المستعجلة لحرياته التي وقع االعتداء‬
‫عليها سواء من طرف شخص معنوي عام أو من طرف األشخاص الطبعيين‪ ،‬رغم أنه يملك دفع هذا‬
‫االعتداء دون الحاجة لتدخل القاضي اإلداري‪.1‬‬
‫بينما يذهب رأي آخر إلى القول بأنه ليس هناك ما يمنع االعتراف للشخص االعتباري العام‬

‫بالحقوق والحريات التي يتمتع بها األفراد الطبيعيين‪ .‬فاألشخاص االعتبارية اإلقليمية تمارس ً‬
‫فعال جملة‬
‫من الحريات التي تتطلبها عملية إدارة شؤونها المحلية كاالنتخابيات‪ ،‬وإنشاء وتنظيم الوحدات التابعة لها‪،‬‬
‫وحرية التعاقد‪ ،‬وغيرها من الحقوق والحريات التي تتناسب مع طبيعتها‪.2‬‬
‫وهذا ما يدعمه مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيد ‪ Laurent TOUVET‬في‬
‫تقريره أمام مجلس الدولة‪ ،‬في أول قضية طرحت فيها إشكالية االعتراف لألشخاص االعتبارية العامة‬
‫بالحقوق والحريات األساسية‪ .‬إذ يرى أنه ليس هناك ما يحول دون تمتع الشخص المعنوي العام بمثل ما‬
‫يتمتع به الشخص الطبيعي من حريات‪ ،‬وهذا على أساس أن نص المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة‬
‫اإلدارية لم يقصر مفهوم الحرية األساسية على أشخاص بعينها‪ ،‬بل جاء مطلًقا‪ ،‬مما يفيد شموله للشخص‬
‫االعتباري العام‪ .‬حيث من المتصور أن يعتدي شخص معنوي عام على حرية شخص معنوي عام آخر‪،‬‬
‫كأن يقع االعتداء على حق الملكية‪ ،‬كما يمتلك الشخص االعتباري اإلقليمي حرية إدارة شؤونه دون تدخل‬
‫الدولة‪ ،‬وهو حق معترف به بموجب المادة ‪ 72‬من الدستور الفرنسي‪.3‬‬
‫وما يعزز هذه اإلمكانية‪ ،‬أنه ال يوجد سند تشريعي يحصر مجال االستفادة من الحماية المقررة‬
‫للحرية األساسية‪ ،‬بل تركها على إطالقها لتستوعب األشخاص الطبيعية وكذا المعنوية الخاصة أو العامة‪.‬‬
‫وذلك رغبة من المشرع في إضفاء أكبر قدر من الفعالية على إجراء الحماية المستعجلة للحريات‬
‫األساسية‪.4‬‬
‫في المحصلة يمكن القول بأن هناك من الحقوق والحريات ما يتنافى مع صفة األشخاص‬
‫نظر لطبيعة تلك الحقوق والحريات‪ .‬فإذا كان من الممكن تصور أن هذه األشخاص يمكنها‬
‫االعتبارية‪ً ،‬ا‬

‫‪ -1‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Rolland DRAGO, « Droits fondamentaux et personnes publiques », A.J.D.A, 1998, p 130.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Laurent TOUVET, Conclusion sur C.E, 19 janvier 2001, op.cit, p 378.‬‬
‫‪ -4‬شمس الدين بشير الشريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.61-60‬‬
‫‪- 408 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ممارسة بعض الحريات كالتعاقد أو الصناعة أو التجارة أو االجتماع‪ ،‬أو حق الملكية‪ ،‬فإنه ال يمكن‬
‫تصور أن يتم االعتراف لها بحرية التنقل أو الحق في الحياة العائلية أو اللجوء السياسي‪.1‬‬
‫طا‪ ،‬فقصر االعتراف لألشخاص‬
‫موقفا وس ً‬
‫لهذا نجد بأن الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1958‬اتخذ ً‬
‫االعتبارية على الحق في حرية إدارة شؤونها المحلية‪ ،‬وهي حرية من الشمول بحيث تستغرق غيرها من‬
‫الحقوق والحريات التي تتطلبها إدارة شؤون الهيئة اإلقليمية‪ ،‬من خالل المجالس المنتخبة‪ ،‬حتى تضمن‬
‫ومنعا للتدخل في شؤونها‪.2‬‬
‫استقالليتها اتجاه السلطات المركزية‪ً ،‬‬
‫وهو ما طبقه مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬عندما أكد بأن حرية إدارة األشخاص االعتبارية المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 72‬من الدستور‪ ،‬تعتبر واحدة من الحريات األساسية المعترف بها لهذه األشخاص‪،‬‬
‫وبالتالي تشملها الحماية المستعجلة التي أقرها المشرع بموجب نص المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة‬
‫اإلدارية للحريات األساسية‪ ،3‬وهو ما يؤكد بشكل قاطع على صحة االعتراف بالحريات األساسية لهذه‬
‫األشخاص‪ ،‬مع مراعاة ما يتوافق مع طبيعتها الخاصة‪.‬‬
‫يمكن القول بأن كل هذه الخصائص والعناصر التي تساهم في تحديد معالم الحرية األساسية‪،‬‬
‫دوليا‬
‫نصا دستورًيا أو ً‬
‫تعطي في المقام األول األولوية لمرتبة المصدر الذي ينص على الحرية‪ ،‬سواء كان ً‬
‫يعيا‪ ،‬ثم في المقام الثاني طبيعة وأهمية المحل الذي تحميه الحرية‪ ،‬سواء كان لفائدة شخص طبيعي‬
‫أو تشر ً‬
‫أو معنوي‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬األساس القانوني للحرية األساسية‪ :‬تراوح التكريس القانوني لمصطلح الحرية األساسية بين‬
‫النص صراحة على ذلك ضمن أحكام الدستور أو العكس‪ ،‬بينما نجد بأن المشرع كرس صراحة هذا‬
‫المصطلح‪ ،‬لهذا تقتضي الدراسة عرض األساس القانوني للحرية األساسية في القانون الفرنسي (‪ ،)1‬ثم‬
‫التطرق بعدها لموقع هذه الفكرة في القانون الجزائري (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬األساس القانوني للحرية األساسية في القانون الفرنسي‪ :‬نستعرض األساس القانوني للحرية‬
‫األساسية في القانون الفرنسي من خالل موقف كل من المؤسس الدستوري وكذا المشرع العادي‪ ،‬وذلك‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحرية األساسية في الدستور الفرنسي‪ :‬تشمل الدساتير الفرنسية المتعاقبة في الدساتير الثورية‪،‬‬
‫دساتير نابليون والمواثيق التي اعقبتها من سنة ‪ 1792‬إلى سنة ‪ ،1848‬والتي تناولت جميعها غالبية‬
‫‪1‬‬
‫‪- François BERNET, op.cit, p 1535.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jean-Claude DOUENCE, note sous C.E, 12 décembre 2003, Département des Landes, R.F.D.A, 2004, p 525.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 24 janvier 2002, Commune de Beaulieu-sur-Mer, Rec. C.E, p 867.‬‬
‫‪- 409 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مبادئ إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ‪ ،1789‬ودستور اإلمبراطورية الثانية لعام ‪ ،1852‬والقوانين‬
‫الدستورية لسنة ‪ ،1875‬التي تميزت بالتكريس التشريعي للحريات العامة‪ ،‬ودستور الجمهورية الرابعة الذي‬
‫انفرد بديباجة للحقوق والحريات العامة‪ ،‬و ًا‬
‫أخير دستور الجمهورية الخامسة لعام ‪ 1958‬الذي كرس الحماية‬
‫الدستورية للحريات العامة‪.1‬‬
‫من خالل هذه الدساتير‪ ،‬نجد بأنها ال تتضمن أي إشارة لعبارة " الحريات األساسية"‪ ،‬حيث اكتفت‬
‫بالتأكيد على الحريات العامة التي تضمنها إعالن حقوق اإلنسان والمواطن الفرنسي لسنة ‪.21789‬‬
‫أما الدستور الفرنسي الحالي (دستور ‪ )1958‬فقد استعمل عبارة " الحريات العامة"‪ ،‬ضمن نص‬
‫المادة ‪ ،34‬التي حددت مجال اختصاص السلطة التشريعية بوضع القواعد المتعلقة بالحقوق المدنية‬
‫والضمانات األساسية التي يتمتع بها المواطنون لممارسة الحريات العامة‪ ،3‬كما استعمل المؤسس‬
‫الدستوري عبارة " الحرية الفردية" " ‪ "La liberté individuelle‬ضمن نص المادة ‪.66‬‬
‫ب‪ -‬الحرية األساسية في التشريع الفرنسي‪ :‬ظهر مفهوم " الحرية األساسية" " ‪La liberté‬‬

‫‪ " fondamentale‬ألول مرة ضمن قانون االستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية في نص المادة ‪،4‬‬
‫والتي تم إدماجها ضمن قانون العدالة اإلدارية تحت رقم ‪.4L.521-2‬‬
‫لم يقدم المشرع الفرنسي تعر ًيفا لمفهوم الحرية األساسية التي نص عليها في المادة ‪ L.521-1‬من‬
‫قانون العدالة اإلدارية‪ ،‬رغم أن هذا المفهوم قد استخدم قبل ذلك من طرف المجلس الدستوري الفرنسي‬
‫والمحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وكذا من طرف المحاكم العادية‪.5‬‬
‫كما لم يقم أصحاب مشروع إصالح إجراءات االستعجال أمام الجهات القضائية اإلدارية بإعطاء‬
‫تعريف لمفهوم الحريات األساسية‪ ،‬والتي تبرر استعمال القاضي اإلداري لسلطاته من أجل حماية هذه‬
‫الحريات‪ ،‬رغم أن الفرصة قد أتيحت لفريق العمل المكلف بإعداد مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة‬
‫من أجل شرح مفهوم الحرية األساسية عند مناقشة مجال تطبيق إجراء االستعجال‪-‬حرية‪ ،‬حيث انقسم‬

‫‪ -1‬آالء محمد الفيلكاوي‪ ،‬دور القضاء الدستوري في حماية الحقوق والحريات العامة دراسة مقارنة‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2018 ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -2‬محمد بودالي‪ " ،‬القضاء اإلداري والحريات العامة"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،04‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art 34 Constitution du 4 octobre 1958, op.cit, dispose que : « La loi fixe les règles concernant :‬‬
‫‪-les droits civiques et les garanties fondamentales accordées aux citoyens pour l'exercice des libertés‬‬
‫» …‪publiques‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Loi n° 2000-597, du 30 juin 2000, relative au référé devant les juridictions administratives, JORF n°151, du 1‬‬
‫‪juillet 2000.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Marc DE MONSEMBERNARD, « Référé d’urgence : le référé-liberté », Répertoire de contentieux‬‬
‫‪administratif, Dalloz, février 2020, Dalloz, p 7.‬‬
‫‪- 410 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫النقاش إلى فريق يرى بضرورة أن يغطي هذا اإلجراء جميع الحقوق والحريات‪ ،‬وفريق آخر طالب بضرورة‬
‫قصر تطبيقه على حماية الحريات األساسية‪.1‬‬
‫دور بالغ األهمية في تطبيق اإلجراءات الجديدة التي استحدثها‬
‫إن مفهوم الحرية األساسية سيلعب ًا‬
‫المشرع الفرنسي بموجب المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية‪ ،‬والذي أطلق عليه تسمية‬
‫االستعجال‪-‬حرية‪ .2‬هذه المادة حددت شروط تطبيق هذا اإلجراء الجديد‪ ،‬لكنها من جهة أخرى لم تتضمن‬
‫تعر ًيفا لهذه الشروط ومن ضمنها تعريف الحرية األساسية‪ ،‬ويفسر ذلك بأن المشرع منح لقاضي‬
‫االستعجال اإلداري مهمة تحديد هذا المفهوم ضمن مجال دعوى االستعجال‪-‬حرية‪ ،‬هذه المهمة ليست‬
‫غالبا ما يطبق على المنازعات اإلدارية قواعد غير مكتوبة يقوم هو‬
‫بالغريبة على القاضي اإلداري‪ ،‬فهو ً‬
‫بتحديد محتواها‪.3‬‬
‫‪ -2‬األساس القانوني للحرية األساسية في القانون الجزائري‪ :‬نستعرض هذا األساس من خالل عرض‬
‫موقف كل من المؤسس الدستوري وكذا المشرع العادي‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬موقف المؤسس الدستوري الجزائري من الحرية األساسية‪ :‬استعمل المؤسس الدستوري مصطلح‬
‫الحرية األساسية في المادة ‪ 9‬من الدستور التي تنص على‪ " :‬يختار الشعب لنفسه مؤسسات‪ ،‬غايتها‬
‫ما يأتي‪ - ...:‬حماية الحريات األساسية للمواطن‪.4 "...‬‬
‫جليا بأن المؤسس الدستوري الجزائري استعمل بشكل صريح مصطلح الحرية األساسية‪،‬‬
‫يتضح ً‬
‫لكنه لم يتعرض لتعريفها أو تحديد مشتمالتها‪ ،‬واالختالف بينها وبين المفاهيم األخرى القريبة منها مثل‬
‫الحقوق األساسية‪ ،‬الحريات العامة والحريات الفردية‪.‬‬
‫يمكن القول بأن مفهوم الحريات األساسية ال يقتصر فقط على تلك التي نصت عليها الوثيقة‬
‫الدستورية‪ ،‬بل يتعداها إلى غيرها من الحريات المكفولة بموجب نصوص أخرى تحت دستورية‪ ،‬ألن القول‬
‫بخالف ذلك يقود إلى نتيجة غير منطقية تحصر الحماية القضائية على الحريات التي وردت في‬
‫النصوص الدستورية فقط‪ .‬كما أن تعدد المصطلحات التي استعملها المؤسس الدستوري لوصف الحريات‬
‫(أساسية‪ ،‬فردية‪ ،‬جماعية وعمومية) ليس له أي آثار قانونية على مستوى التطبيق‪ ،‬وإنما هو تعبير له‬

‫‪1‬‬
‫‪- Laurence CORRE, « Les droits-créances et le référé-liberté », R.D.A, n° 2, février 2012, étude 3, p 2.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Yahia KARKATLY, Le juge administratif et les libertés publiques en droit libanaise et français, thèse pour le‬‬
‫‪grade de docteur en droit public, spécialité sciences juridiques, Université de Grenoble, 2013, p 24.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibid, p 196.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 9‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪ .‬وقد تكرر استعمال مصطلح الحريات األساسية في المواد ‪57 ،35‬‬
‫و‪.223‬‬
‫‪- 411 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫قاصر على رسم مفهوم محدد‬


‫ًا‬ ‫داللة رمزية من أجل إبراز أهمية ومكانة الحرية‪ ،‬هذا ما يجعل مسلكه‬
‫ودقيق للحرية األساسية‪ ،‬لكن بالمقابل من شأن ذلك أن يضفي على الحريات طابع المرونة‪ ،‬كما يجعلها‬
‫قادرة على استيعاب التفسير الواسع لمضمونها‪ ،‬والقدرة على استيعاب مفاهيم قريبة أخرى‪.1‬‬
‫هذه المرونة تسمح للقاضي اإلداري بأن يخرج عن نطاق التعداد الوارد للحريات المنصوص عليه‬
‫في الدستور والمعاهدات الدولية‪ ،‬إلى كل حرية يرى بأنها ضرورية وتستوجب الحماية لما تمثله من قيم‬
‫ومصالح جوهرية ترقى بها إلى وصف " األساسية"‪.2‬‬
‫ب‪ -‬موقف المشرع الجزائري من الحرية األساسية‪ :‬على غرار المشرع الفرنسي‪ ،‬استعمل المشرع‬
‫الجزائري مصطلح " الحرية األساسية" ضمن اآلليات الجديدة التي كرسها في القانون رقم ‪09-08‬‬
‫المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬إذ حدد نطاق اختصاص قاضي االستعجال اإلداري في‬
‫حماية الحريات العامة بضرورة وجود اعتداء على حرية أساسية‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 920‬من‬
‫القانون المذكور أعاله‪.‬‬
‫إن مفهوم الحرية األساسية الوارد في نص المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬من أكثر المفاهيم إثارة‬
‫للجدل‪ ،‬فهل جميع الحريات التي كانت محل اعتراف وحماية على مستوى النصوص الدستورية أو الدولية‬
‫أو التشريعية تتعلق بالحريات األساسية بالمعنى الذي قصده المشرع‪ ،‬والتي تستوجب تدخل قاضي‬
‫‪3‬‬
‫االستعجال اإلداري أم أنه قاصر على البعض منها فقط؟‬
‫من هذا المنطلق يبرز وجود فراغ تشريعي بخصوص تحديد مفهوم الحرية األساسية‪ .‬وهو فراغ‬
‫خصوصا في نطاق القضاء االستعجالي‪ ،‬الذي تقتضي طبيعته تخلي المشرع عن الخوض في‬ ‫ً‬ ‫مبرر‪،‬‬
‫مسائل وجزئيات التعاريف‪ ،‬التي من األحسن تركها للفقه والقضاء‪ ،‬ألن القول بعكس ذلك يؤدي إلى‬
‫حصر القاضي اإلداري ضمن مفاهيم محددة مسبًقا‪ ،‬في حين أن مجال التدخل في حماية الحريات‬
‫األساسية يتطلب الكثير من المرونة حسب ما تتطلبه حالة االستعجال المعروضة على القاضي‪.4‬‬

‫‪ -1‬شمس الدين بشير الشريف‪ ،‬الحماية الخاصة للحريات األساسية من طرف قاضي االستعجال اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،2018 ،1‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -2‬فيروز براني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.33-32‬‬
‫‪ -3‬غنية نزلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -4‬شمس الدين بشير الشريف‪ ،‬الحماية الخاصة للحريات األساسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪- 412 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إن تكريس المشرع لمفهوم الحرية األساسية ضمن مجال في غاية األهمية والدقة أال وهو الحريات‬
‫العامة‪ ،‬يعتبر خطوة تشريعية هامة وتحول كبير في تطور القضاء اإلداري نحو منح فعالية للقاضي‬
‫اإلداري من خالل توسيع سلطاته المتعلقة بحماية الحريات األساسية‪ ،‬غير أن تطبيق هذا المبدأ يظل‬
‫متوقفا على تحديد مفهوم الحريات األساسية‪.1‬‬
‫ً‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تكييف حرية التنقل "حرية أساسية"‬


‫تعتبر حرية التنقل واحدة من أهم حريات الجيل األول لحقوق اإلنسان‪ ،‬وتظهر هذه األهمية‬
‫بالنظر ألنها تمثل القاطرة التي تمر عبرها الكثير من الحقوق والحريات األخرى‪ ،‬لهذا فقد حرصت الدول‬
‫على ضمان التكريس القانوني لهذه الحرية‪ .‬غير أن النص على حرية التنقل في صلب النصوص‬
‫الدستورية ال فائدة منه إال إذا تقرر وجود حماية خاصة لها‪ ،‬فال يتم تقييد هذه الحرية إال بموجب القانون‪،‬‬
‫وضمن الحدود التي تكون الزمة لحماية النظام واألمن العموميين‪.2‬‬
‫لكن المالحظ أن الفقه لم يتفق على تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪ ،‬حيث برز الجدال‬
‫وتعددت اآلراء الفقهية حول ذلك‪ ،‬وهذا نتيجة الختالف الزاوية التي ينظر إليها كل فقيه لطبيعة ومضمون‬
‫هذه الحرية‪ ،‬كما أن القضاء حاول من خالل بعض األحكام والق اررات القضائية أن يحدد الطبيعة القانونية‬
‫لحرية التنقل‪ .‬وعليه سنحاول تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل من خالل عرض وجهة نظر الفقه في‬
‫هذا الموضوع (أوال)‪ ،‬ثم بعدها نعرض لموقف القضاء (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬موقف الفقه من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪ :‬حرية التنقل كغيرها من الحقوق والحريات‬
‫العامة‪ ،‬تستمد وجودها ومشروعيتها من الفطرة اإلنسانية أو الطبيعية المعبر عنها في المجال القانوني‬
‫بمصطلح " الحق الطبيعي"‪ ،‬لكن رغم صحة هذا الوصف إال أنه حتى تتمتع هذه الحرية بالحماية القانونية‬
‫كان ال بد من إ دماجها في المنظومة القانونية واإلقرار بها من طرف المشرع‪ .‬واإلقرار القانوني بحرية‬
‫التنقل قديم قدم الجيل األول من أجيال حقوق اإلنسان وحرياته‪ ،‬باعتبار هذه الحرية واحدة من الحريات‬
‫التي تشكل صنف الحقوق والحريات المدنية والسياسية التي يتكون منها هذا الجيل‪.3‬‬

‫‪ -1‬سعاد حافظي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.281-280‬‬


‫‪ -2‬أيمن البطوش‪ " ،‬الحقوق الشخصية في الدستور األردني ومدى االلتزام بها"‪ ،‬مجلة جامعة النجاح لألبحاث (العلوم اإلنسانية)‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،2014 ،)7( 28‬ص ص ‪.1601-1600‬‬
‫‪ -3‬شريف موفق طيب‪ ،‬جمال مصالي‪ ،‬فتيحة سالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.260‬‬
‫‪- 413 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ونتيجة الختالف وتضارب األفكار والمذاهب الفكرية حول مفهوم الحقوق والحريات بصفة عامة‪،‬‬
‫فقد اختلفت نتيجة لذلك آراء ومواقف الفقه حول تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪ ،‬فهناك من أدمجها‬
‫ضمن مفهوم الحرية الشخصية (‪ ،)1‬كما أنها تخضع للتقييد باعتبارها حرية نسبية (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬حرية التنقل جزء من الحرية الشخصية‪ :1‬ارتقى المؤسس الدستوري بالحرية الشخصية بأن جعلها‬
‫غالبا على أن الحرية الشخصية حق طبيعي‪ ،‬وهي‬
‫طبيعيا يحميه بمبادئه ونصوصه‪ ،‬فالدساتير تنص ً‬
‫ً‬ ‫حًقا‬
‫مصونة ال تمس‪ ،‬وفيما عدا حالة التلبس ال يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته‬
‫بأي قيد أو منعه من التنقل إال بموجب أمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع‪ ،‬ويجب أن‬
‫يصدر هذا األمر من القاضي المختص أو النيابة العامة‪ ،‬وفًقا ألحكام القانون‪ .‬وحرية التنقل على هذا‬
‫النحو‪ ،‬من أهم مشتمالت الحرية الشخصية‪.2‬‬
‫لهذا يرى جانب من الفقه بأن الطبيعة القانونية لحرية التنقل هي أنها تندرج ضمن الحرية‬
‫الزما لقيام الحقوق والحريات العامة األخرى‪،3‬‬
‫الشخصية‪ ،‬فهي تعتبر حرية أساسية باعتبار أن وجودها ً‬
‫وذلك ألن جوهر هذه الحرية يمثل قيمة أساسية لإلنسان بما تحمله من إمكانية الحركة داخل الدولة بكل‬

‫حرية دون اشتراط الحصول على أي ترخيص من أجل التنقل‪ ،‬كما تتضمن ً‬
‫أيضا القدرة على الخروج‬
‫والعودة إلى الدولة في أي وقت‪.4‬‬
‫يرى هذا االتجاه الفقهي بأنه ال قيمة لتقرير بعض الحقوق والحريات العامة األخرى إذا لم يتقرر‬
‫إلى جانبها تمتع الفرد بحرية التنقل‪ ،‬أي االمتناع عن فرض القيود على تنقل الفرد أو منعه من ذلك‪ ،‬كعدم‬
‫جواز القبض عليه أو حبسه أو إبعاده دون أساس قانوني‪ ،‬فإذا سمح للسلطات اإلدارية بممارسة سلطة‬
‫مطلقة في تقييد حرية األفراد في التنقل فإنها تستطيع بالنتيجة أن تحرمهم من ممارسة حقوقهم وحرياتهم‬
‫العامة األخرى كالحق في االنتخاب‪ ،‬العمل‪ ،‬الحرية األكاديمية‪ ،‬حرية الصناعة والتجارة وغيرها‪.5‬‬

‫‪ -1‬تعرف الحرية الشخصية بأنها حق الفرد في أن يأمن على نفسه وماله وعرضه من ناحية‪ ،‬وأن يتنقل داخل البالد وخارجها دون‬
‫قيود من ناحية ثانية‪ .‬كما تعرف بأنها مجموعة الحقوق والحريات التي تستهدف حماية اإلنسان في ذاته سواء من الجانب المادي‪،‬‬
‫أساسا بجسم اإلنسان‪ ،‬أو من الجانب المعنوي الذي يتعلق بالنشاط الذهني أو الفكري لإلنسان‪ .‬أنظر سامي جمال الدين‪،‬‬
‫الذي يتصل ً‬
‫القانون الدستوري والشرعية الدستورية على ضوء قضاء المحكمة الدستورية العليا المصرية‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.344‬‬
‫‪ -2‬مها علي إحسان محمد العزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميد متولي‪ ،‬القانون الدستوري واألنظمة السياسية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1981 ،‬ص ‪ ،153‬ص ‪.101‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Henri OBERDORFF, op.cit, p 282.‬‬
‫‪ -5‬مها علي إحسان محمد العزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪- 414 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬حرية التنقل حرية نسبية‪ :‬يرى جانب من الفقه بأن حرية التنقل من الحريات النسبية‪ ،‬أي أنها ليست‬
‫مطلقة‪ ،‬بل يخضع األفراد عند ممارستهم لهذه الحرية إلى عدة قيود تفرض في إطار احترام القانون‪،‬‬
‫وحماية النظام العام‪ ،‬وكذا مراعاة ممارسة الحقوق والحريات العامة األخرى ذاتها‪.1‬‬
‫للدولة الحق في تنظيم ممارسة حرية التنقل‪ ،‬وهذا عن طريق اتخاذ مختلف اإلجراءات التي تمس‬
‫ظا على األمن العام وسالمة الدولة في‬
‫بهذه الحرية‪ ،‬وأن تجعل ممارستها تخضع لضوابط معينة‪ ،‬وهذا حفا ً‬
‫الداخل والخارج‪ .2‬فالدستور يفرض التوازن بين المصالح المشروعة للدولة من جهة‪ ،‬وممارسة األفراد‬
‫لحرية التنقل من جهة أخرى‪ ،‬لذلك فإذا كانت المقتضيات الدستورية قد اعترفت بهذه الحرية فإنها مع ذلك‬
‫قد منحت للمشرع االختصاص في تحديد الحاالت التي يجوز فيها تقييد ممارسة حرية التنقل بشكل‬
‫قانوني‪.3‬‬
‫هذه القيود يجب أن تكون في أضيق الحدود‪ ،‬ولفترة مؤقتة‪ ،‬وضمن الحدود التي رسمها القانون‪،‬‬
‫وكل ذلك تحت رقابة القاضي اإلداري‪ .‬فممارسة اإلدارة لسلطاتها المخولة لها كسلطة ضبط إداري يجب‬
‫أن ال يترتب عليها إلغاء ممارسة األفراد للحريات المكفولة لهم بموجب النصوص الدستورية والتشريعية‪.‬‬
‫فالحظر المطلق للحرية يعني إلغائها‪ ،‬وليس لإلدارة أن تلغي حرية معترف بها من طرف النصوص‬
‫القانونية‪ ،‬أما الحظر النسبي الذي يقتصر على منع الممارسة في مكان معين أو وقت معين فإن القضاء‬
‫اإلداري يجيزه بعد أن يتأكد من ضرورة اإلجراء الضبطي لحفظ النظام العام‪.4‬‬
‫رغم أن حرية التنقل هي الركيزة األساسية لممارسة باقي الحقوق والحريات األخرى‪ ،‬إال أن المشرع‬
‫لم يقررها كحرية مطلقة‪ ،‬بل هي مقيدة ببعض القيود الرامية إلى تحقيق التوازن بين المصلحة العامة للدولة‬
‫ومصلحة األفراد الخاصة‪ ،5‬هذه القيود يرجع تطبيقها إلى اعتبارات متنوعة‪ ،‬وذلك لتحقيق أمن األفراد‬

‫‪ -1‬أحمد حافظ نجم‪ ،‬حقوق اإلنسان بين القرآن واإلعالن‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم جابر الراوي‪ ،‬حقوق اإلنسان وحرياته األساسية في القانون الدولي والشريعة اإلسالمية‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.193-192‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Chaker MZOUGHI, « La constitution tunisienne et la liberté de circulation », Cahiers politiques et droit,‬‬
‫‪vol 4, n° 7, juin 2012, p 4.‬‬
‫‪ -4‬علي عصام الدبس‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬الحقوق والحريات العامة وضمانات حمايتها‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ص ‪.685-684‬‬
‫‪ -5‬رزان محمد ياسر العلبي‪ ،‬صفاء أوتاني‪ " ،‬جريمة الخطف في القانون السوري"‪ ،‬مجلة جامعة البعث‪ ،‬المجلد ‪ ،38‬العدد ‪،14‬‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.83‬‬
‫‪- 415 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كرقابة حركة المرور عبر الطرق‪ ،‬أو أمن الدولة الداخلي أو الخارجي‪ ،‬فقد تمنع اإلدارة األفراد من التنقل‬
‫في بعض المناطق إال بموجب تصريح خاص‪.1‬‬
‫من هذا المنطلق يجب التأكيد على مبدأ نسبية الحريات العامة‪ ،‬فال يمكن االعتراف بحرية عامة‬
‫مطلقة الممارسة وإنما بحرية نسبية‪ ،‬لهذا يتعين التوفيق بين الحريات العامة وصيانة النظام العام داخل‬
‫الدولة‪ .‬فاإلشكال القانوني المتعلق بالحريات العامة بصفة عامة وحرية التنقل بصفة خاصة‪ ،‬مرتبط‬
‫بطبيعة الحياة االجتماعية التي تتكون من عنصرين متالزمين ولكنهما في الوقت نفسه متناقضين‪ ،‬فمن‬
‫جهة يحاول األفراد االستفادة من الممارسة القصوى لحرية التنقل‪ ،‬ومن جهة أخرى تلتزم اإلدارة بحماية‬
‫تماسك المجتمع والمحافظة على عنصر النظام العام وصيانته‪.‬‬
‫صحيح أن الدساتير والمواثيق الدولية واإلقليمية نصت على حرية التنقل باعتبارها حرية ترتبط‬
‫بالحرية الشخصية لإلنسان‪ ،‬وبالتالي فهي تعتبر جوهر وجوده وازدهاره‪ ،‬إال أن التحليل القانوني يفرض‬
‫علينا االعتراف بأن هذه الحرية تعتبر المنطلق واألساس لممارسة الكثير من الحقوق والحريات األخرى‪،‬‬
‫هذه األخيرة تصبح دون فائدة إذا ما تم االنتقاص من ممارسة حرية التنقل‪ .‬لكن هذا االعتراف بحرية‬
‫التنقل ال ينفي عنها صفة النسبية‪ ،‬فاإلدارة تملك الحق في تقييد ممارسة هذه الحرية بما يتماشى مع‬
‫متطلبات حماية النظام واألمن العموميين‪ ،‬فهذه االعتبارات تؤسس للتبرير القانوني والمنطقي لجميع‬
‫الق اررات والتصرفات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬موقف القضاء من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪ :‬باعتبار الحقوق والحريات العامة من‬
‫أهم مشتمالت الدساتير الحديثة‪ ،‬فقد سبق للقضاء الدستوري عند ممارسة اختصاصه األساسي المتمثل في‬
‫الرقابة على دستورية القوانين الفصل في تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل (‪ ،)1‬كما كانت مساهمة‬
‫خصوصا بعد تكريس اآلليات الجديدة لقاضي االستعجال اإلداري‬
‫ً‬ ‫القاضي اإلداري بارزة في هذا المجال‬
‫الخاصة بالحماية القضائية للحريات األساسية (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬موقف القضاء الدستوري من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪ :‬نستعرض المسألة في كل من‬
‫أخير الجزائر‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫فرنسا‪ ،‬مصر و ًا‬

‫‪ -1‬محمد بكر حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.11-10‬‬


‫‪- 416 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -‬موقف القضاء الدستوري الفرنسي‪ :‬لم ينص الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1958‬على حرية التنقل‪ ،‬إال أن‬
‫هذه الحرية لها مكانتها األساسية في المجتمع الفرنسي‪ ،‬وقد أكد المجلس الدستوري الفرنسي هذه المكانة‬
‫في العديد من ق ارراته‪.1‬‬
‫تعتبر حرية التنقل أحد عناصر ومقومات الحرية الشخصية‪ ،‬لذلك فهي تظهر ضمن الحريات‬
‫دما‪ ،‬والتي كرستها بصفة ضمنية المادة الرابعة من إعالن حقوق اإلنسان والمواطن‬
‫العامة األكثر ق ً‬
‫الفرنسي لسنة ‪ ،1789‬وكرسها بصفة رسمية دستور سنة ‪ ،1791‬حيث أقر في الباب األول حرية كل‬
‫إنسان في الذهاب واإلياب واالستقرار‪.2‬‬
‫وتعتبر هذه الحرية في قضاء المجلس الدستوري الفرنسي بمثابة مبدأ أساسي أقرته قوانين‬
‫الجمهورية‪ ،‬حيث تستند بصورة طبيعية على الحرية الفردية التي كرسها المجلس الدستوري‪ ،‬حتى وإن لم‬
‫يوجد ارتباط صريح في هذا الشأن‪.3‬‬
‫هناك من الفقه من وقف على حرية التنقل في إطار الحرية الفردية‪ ،‬ورأى بأن هناك طائفتين من‬
‫التدابير بشأن حرية التنقل في قضاء المجلس الدستوري الفرنسي‪ ،‬األولى مقيدة للحرية والتي تشمل حرية‬
‫التنقل دون المساس بالحرية الفردية‪ ،‬وذلك عندما تشكل هذه التدابير مجرد إعاقة لممارسة هذه الحرية‪،‬‬
‫وذلك كحالة األجنبي الي يفرض عليه تقديم وإظهار جواز السفر من طرف السلطات اإلدارية المختصة‪،‬‬
‫دون أن يؤثر ذلك على إمكانية التنقل داخل اإلقليم الوطني‪ ،‬في حين أن النوع الثاني من التدابير يصل‬
‫إلى حد سلب الحرية أي أن األمر يتعدى المساس بحرية التنقل‪ ،‬وذلك ما قرره المجلس الدستوري‬
‫بخصوص إجراء التوقيف للنظر‪.4‬‬
‫في قرار للمجلس الدستوري الفرنسي مؤرخ في ‪ 13‬مارس ‪ ،2003‬يتعلق برقابة دستورية قانون‬
‫األمن الداخلي‪ ،‬حدد المجلس –بطريقة مستحدثة_ متطلبات الموازنة بين ضمان ممارسة حرية التنقل‬
‫وفكرة النظام العام‪ ،‬حيث قرر بأنه يعود للمشرع ضمان نوع من المصالحة بين وقاية النظام العام من‬
‫االنتهاك‪ ،‬والذي يتجسد من خالل اآلليات التي قررها المشرع للبحث والتحري عن مرتكبي المخالفات من‬

‫‪-1‬نعيم عطية‪ ،‬حسن محمد هند‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Gilles LEBRETON, op.cit, p 305.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.C, décision n° 79-107, Louis FAVOREU et autres, Les grandes décisions du Conseil constitutionnel, op.cit,‬‬
‫‪p 326.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.C, décision n° 93-326, Louis FAVOREU et autres, Les grandes décisions du Conseil constitutionnel, op.cit,‬‬
‫‪p 326.‬‬
‫‪- 417 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫جهة‪ ،‬وممارسة الحريات الدستورية المضمونة والتي تشمل حرية التنقل واحترام الحياة الخاصة من جهة‬
‫أخرى‪.1‬‬
‫حافظ المجلس الدستوري الفرنسي على تكييفه لحرية التنقل باعتبارها حرية أساسية‪ ،‬وذلك أثناء‬
‫تطبيق نظام حالة الطوارئ‪ ،‬وكان ذلك بمناسبة إحالة مجلس الدولة لمسألة أولوية دستورية حول نص‬
‫المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 385-55‬المتعلق بحالة الطوارئ‪ ،‬في صياغتها الناتجة عن القانون رقم‬
‫‪ .1501-2015‬حيث طرح النقاش حول سلطات الضبط االستثنائية التي يمارسها وزير الداخلية على‬
‫أساس قانون الطوارئ بصيغته المعدلة سنة ‪ ،2015‬وكذا رقابة القاضي اإلداري على ممارسة هذه‬
‫خصوصا ما تعلق منها بإجراء الوضع تحت اإلقامة الجبرية؟‬
‫ً‬ ‫السلطات‪،‬‬
‫بخصوص الوجه المثار حول انتهاك حرية التنقل وتخلي المشرع عن اختصاصه‪ ،‬أعاد المجلس‬
‫الدستوري الصيغة المبدئية المكرسة في ق ارراته السابقة‪ ،‬حيث يعود للمشرع االختصاص بضمان الموازنة‬
‫بين عملية حماية النظام العام من جهة‪ ،‬واحترام الحقوق والحريات لجميع المقيمين على تراب الجمهورية‪،‬‬
‫ومن بينها حرية التنقل من جهة أخرى‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يربط المجلس الدستوري الفرنسي بين حرية التنقل والحرية الشخصية‬
‫المضمونة بموجب إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ‪ .1789‬في هذا القرار ذكر المجلس الدستوري‬
‫بهذه المبادئ‪ ،‬بعد أن قرر بأن الدستور ال يستبعد إمكانية قيام المشرع بتنظيم إطار قانوني لتطبيق حالة‬
‫الطوارئ‪.2‬‬
‫أما بالنسبة لتكييف حرية التنقل بالنسبة لألجانب‪ ،‬فقد كان للمجلس الدستوري الفرنسي اجتهاد‬
‫بخصوص العالقة بين هذه الحرية والق اررات الضبطية المتعلقة باألجانب‪ ،‬وذلك بمناسبة فحص دستورية‬
‫القانون رقم ‪ 631-2011‬المتعلق بالهجرة واالندماج‪ ،‬في مادته رقم ‪ 47‬التي نصت على إجراء االعتقال‬
‫اإلداري لألجانب في أماكن ال تعود لسلطة إدارة السجون المترتب على صدور قرار االلزام بالخروج من‬
‫اإلقليم‪ ،‬حيث يعود للمشرع ضمان الموازنة بين مبدأ حماية النظام العام وممارسة حرية التنقل‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Les Cahiers du Conseil constitutionnel, Cahier n° 15, janvier 2004, commentaire de la décision n° 2003-467,‬‬
‫‪du 13 mars 2003, relative à la loi pour la sécurité intérieur, p 2.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.C, commentaire de décision n° 2015-527, QPC du 22 décembre 2015, M. Cédric D. Assignations à‬‬
‫‪résidence dans le cadre de l'état d'urgence, JORF n° 0299, du 26 décembre 2015.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.C, commentaire de décision n° 2011-631, DC du 9 juin 2011, loi relative à l'immigration, à l'intégration et à‬‬
‫‪la nationalité, JORF n°0139, du 17 juin 2011.‬‬
‫‪- 418 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مؤكدا لحرية التنقل‪ ،‬حيث‬


‫ً‬ ‫ب‪ -‬موقف القضاء الدستوري المصري‪ :‬جاء قضاء المحكمة الدستورية العليا‬
‫قررت في شأن هذه الحرية جملة من المبادئ أهمهما أن حرية التنقل حرية عامة ال يجوز تقييدها إال‬
‫لمقتضى مشروع‪ ،‬وهي حق لكل فرد وإن جاز أن يتدخل المشرع لموازنتها بالمصالح التي يقتضيها األمن‬
‫العام للدولة‪.1‬‬
‫إعماال لنص المادة‬
‫ً‬ ‫بعيدا عنها‪ ،‬إذ أنه‬
‫إن حرية التنقل من عناصر الحرية الشخصية فال تتكامل ً‬
‫‪ 41‬من الدستور أن القبض والحرمان من التنقل مشروط بصدور أمر من الجهة القضائية المختصة‪،‬‬
‫مستندا إلى ضرورة يستلزمها التحقيق‪ ،‬ويقتضيها األمن العام للدولة‪ .‬كذلك كشف الدستور عن‬
‫ً‬ ‫ويكون‬
‫بعض األبعاد التي تتسم بها حرية التنقل في المادة ‪ 52‬التي تنص على حق كل مواطن في التنقل إلى‬
‫الخارج وفًقا للقواعد التي يضعها المشرع‪ .‬فهذه النصوص تبين جميعها بأن حرية التنقل حق عام‪ ،‬وأن‬
‫تقييدها دون مقتضى مشروع إنما يجرد الحرية الشخصية من خصائصها ويقوض صحيح بنيانها‪.2‬‬
‫فصلت المحكمة الدستورية العليا في كثير من القضايا المرتبطة بحرية التنقل‪ ،‬ويمكن القول بأن‬
‫األحكام التي صدرت عنها قد أكدت على مختلف الضمانات الدستورية لحماية هذه الحرية‪ ،‬وتطرقت على‬
‫وجه الخصوص إلى تبيان عدم قانونية بعض األنواع من الق اررات اإلدارية المتبعة في هذا الصدد‪،‬‬
‫وأشارت بشكل واضح إلى الفراغ التشريعي فيما يتعلق بضوابط المنع من السفر والجهات المختصة به‪.‬‬
‫وكان حكم المحكمة الدستورية العليا المؤرخ بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر ‪ 2000‬عالمة فارقة في حماية حرية‬
‫التنقل‪ ،‬حيث قضت بعدم دستورية نص المادتين ‪ 8‬و‪ 11‬من قانون جوازات السفر رقم ‪ 87‬لسنة ‪،1958‬‬
‫جاء فيه‪"... :‬حق المواطن في استخراج وحمل جواز السفر‪ ،‬ال يعد فحسب عنواًنا لمصريته التي يتشرف‬

‫بها داخل وطنه وخارجه‪ ،‬بل يعكس فوق ذلك ر ً‬


‫افدا من روافد حريته الشخصية التي حفي بها الدستور‬
‫بنصه في المادة ‪ 41‬على أنها مضمونة‪ ،‬وال يجوز المساس بها‪.3"...‬‬
‫عادت المحكمة الدستورية العليا إلى التأكيد على المبادئ التي أقرتها في األحكام السابقة‪ ،‬وكان‬
‫ذلك بمناسبة حكمها في القضية رقم ‪ 40‬لسنة ‪ 27‬قضائية "تنازع"‪ ،‬وذلك بشأن أوامر المنع من السفر‬

‫‪ -1‬المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬حكم صادر بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،1997‬السنة ‪ ،18‬جريدة رسمية العدد ‪ ،48‬صادرة في ‪ 27‬نوفمبر‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -2‬المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬حكم صادر بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،1997‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪ -3‬المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬حكم صادر في ‪ 4‬نوفمبر ‪ ،2000‬القضية رقم ‪ ،243‬لسنة ‪ 21‬قضائية دستورية‪ ،‬ذكره محمد ماهر أبو‬
‫العينين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.472‬‬
‫‪- 419 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫التي يصدرها النائب العام في إطار التحقيق القضائي‪ ،‬جاء في هذا الحكم‪ " :‬حرية التنقل تنخرط في‬
‫دائما أن يكون بمقتضى مشروع‪ ،‬وتقييدها دون مسوغ مشروع‬
‫مصاف الحريات العامة‪ ،‬وتقييدها يتعين ً‬
‫يجرد الحرية الشخصية من بعض خصائصها‪ ،‬ويقوض صحيح بنيانها‪ .‬ولقد احتفت الدساتير المصرية‬
‫جميعها بالحقوق المتصلة بالحق في التنقل‪.1"...‬‬
‫من خالل ما تقدم‪ ،‬يتبين بأن القضاء الدستوري المصري ينظر لحرية التنقل باعتبارها جزًءا من‬
‫الحرية الشخصية المضمونة بموجب النصوص الدستورية‪ ،‬ولهذا ال يجوز تقييد ممارسة هذه الحرية إال‬
‫لدواعي مرتبطة بسير التحقيق القضائي الذي يتطلب تقييد حرية تنقل المتهم خالل مختلف مراحل المتابعة‬
‫الجزائية‪ ،‬لهذا فقد قررت نتيجة لذلك مبدأ االختصاص الحصري للسلطة القضائية في تقييد هذه الحرية‪.‬‬
‫ج‪ -‬موقف القضاء الدستوري الجزائري‪ :‬بالعودة إلى أحكام الدستور الجزائري‪ ،‬يتبين بأن المؤسس‬
‫الدستوري لم يخول المجلس الدستوري اختصاص حماية الحقوق والحريات العامة‪ ،‬على خالف ما هو‬
‫الوضع عليه بالنسبة للدول التي أوكلت دساتيرها هذا االختصاص للمحاكم الدستورية‪ .‬إذ تتولى السلطة‬
‫القضائية وظيفة حماية الحقوق والحريات العامة‪ ،‬لكن المجلس الدستوري ومن خالل آرائه وق اررته اعترف‬
‫لنفسه بحق مطابقة القوانين للحقوق والحريات المضمونة بموجب النصوص الدستورية‪.2‬‬
‫صالحا في الحقبة الماضية إال أنه ال يعتبر كذلك اآلن‪ ،‬فقد حصل‬
‫ً‬ ‫لكن هذه التحليل وإن كان‬
‫تحول جدري في مهام المجلس الدستوري الجزائري‪ ،‬األول كان بموجب التعديل الدستوري لسنة ‪،2016‬‬
‫حيث اتجه المؤسس الدستوري الجزائري إلى إصالح آليات إخطار المجلس الدستوري‪ ،‬وذلك عبر‬
‫استحداث آلية " الدفع بعدم الدستورية ‪ ،"Exception d’inconstitutionnalité‬وذلك عندما يدعي أحد‬
‫يعيا ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪.3‬‬ ‫أطراف الدعوى بأن ً‬
‫نصا تشر ً‬
‫الواقع أن هذا اإلصالح على أهميته فهو مجرد تقليد لما سبق وأن كرسه المؤسس الدستوري‬
‫الفرنسي‪ ،‬الذي استحدث بموجب القانون الدستوري رقم ‪ 724-2008‬آلية تسمح بإخطار المجلس‬
‫الدستوري عن طريق اإلحالة من طرف مجلس الدولة أو محكمة النقض‪ ،‬وذلك عندما يدعي أحد أطراف‬

‫‪ -1‬المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬قضية رقم ‪ ،40‬لسنة ‪ 27‬قضائية "تنازع"‪ ،‬يونيو ‪( .2015‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -2‬فطة نبالي‪ " ،‬الحقوق والحريات العامة في اجتهاد المجلس الدستوري‪ :‬بين اإلقدام والعرقلة"‪ ،‬م‪.‬ج‪.‬ع‪.‬ق‪.‬س‪ ،‬المجلد ‪ ،53‬العدد‬
‫‪ ،02‬جوان ‪ ،2016‬ص ص ‪.87-86‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 188‬فقرة ‪ 01‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬مرجع سابق‪ " .‬يمكن إخطار المجلس الدستوري بالدفع بعدم الدستورية‬
‫بناء على إحالة من المحكمة العليا أو مجلس الدولة‪ ،‬عندما يدعي أحد األطراف في المحاكمة أمام جهة قضائية أن الحكم‬
‫التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور"‪.‬‬
‫‪- 420 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يعيا ينتهك حقوقه وحرياته المضمونة بموجب الدستور‪ .1‬وقد أطلق المشرع على هذه‬ ‫الدعوى بأن ً‬
‫نصا تشر ً‬
‫اآللية الجديدة مسألة األولوية الدستورية "‪ ،2"La question prioritaire de constitutionnalité‬وهي‬
‫توصيفا لمضمون هذا النوع من الرقابة الدستورية من التسمية التي استعملها‬
‫ً‬ ‫التسمية األحسن واألكثر‬
‫المؤسس الدستوري الجزائري‪.‬‬
‫يمكن القول بأن الرقابة الدستورية على احترام الحقوق والحريات العامة ستتعزز أكثر بعد استبدال‬
‫مؤسسة المجلس الدستوري وتحويله لمحكمة دستورية‪ ،‬وذلك بموجب التعديل الدستوري لسنة ‪ 3،2020‬رغم‬
‫أن آليات اإلخطار بقيت هي نفسها‪ ،‬حيث غاب عن هذا التعديل النص على أهم آلية تكرس بحق مفهوم‬
‫القضاء الدستوري أال وهي اإلحالة الذاتية للمحكمة الدستورية عن طريق الجهات القضائية المختلفة‪.‬‬
‫بالعودة لق اررات المجلس الدستوري الجزائري‪ ،‬ال نجد لهذا األخير أي مساهمة تتعلق بتحديد‬
‫الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪ ،‬وذلك على غرار باقي الحقوق والحريات العامة األخرى‪ ،‬لكن في المقابل‬
‫نجد له بعض الق اررات التي عالج من خاللها شرط اإلقامة ضمن بعض القوانين العضوية‪ ،‬باعتبار هذه‬
‫األخيرة تدخل ضمن اختصاصه في رقابة المطابقة السابقة‪.‬‬
‫جديدا‬
‫ً‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬أدرج المؤسس الدستوري ضمن التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬شر ً‬
‫طا‬
‫ضمن الشروط الواجب توافرها في المترشح لمنصب رئيس الجمهورية‪ ،‬وهو شرط اإلقامة بالجزائر‪ ،‬حيث‬
‫تنص المادة ‪ 87‬المطة السابعة على‪ ":‬يثبت إقامة دائمة بالجزائر دون سواها لمدة عشر (‪ )10‬سنوات‬
‫على األقل قبل إيداع الترشح"‪ .4‬وبصدور القانون العضوي رقم ‪ 10-16‬المتعلق بنظام االنتخابات‪،‬‬
‫أفصح المشرع على الوسيلة التي يتم من خاللها إثبات اإلقامة الدائمة بالجزائر‪ ،‬وهي وثيقة تصريح‬
‫بالشرف‪ ،‬حيث تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 139‬من القانون المذكور أعاله على‪ -13... " :‬تصريح‬
‫بالشرف يشهد بموجبه المعني على اإلقامة دون انقطاع بالجزائر دون سواها مدة العشر (‪ )10‬سنوات‪،‬‬
‫على األقل‪ ،‬التي تسبق مباشرة إيداع ترشحه‪.5"...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Loi constitutionnelle n° 2008-724, du 23 juillet 2008, de modernisation des institutions de la Ve République,‬‬
‫‪JORF n° 0171, du 24 juillet 2008.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Loi organique n° 2009-1523, du 10 décembre 2009, relative à l'application de l'article 61-1 de la Constitution,‬‬
‫‪JORF n° 0287, du 11 décembre 2009.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 195‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 87‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬مرجع سابق‪.‬‬
‫أعاد المؤسس الدستوري تكريس هذا الشرط ضمن نص المادة ‪ 87‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 139‬من القانون العضوي رقم ‪ ،10-16‬مؤرخ في ‪ 25‬غشت ‪ ،2016‬يتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،50‬صادرة في‬
‫‪ 28‬أوت ‪( .2016‬ملغى)‪.‬‬
‫‪- 421 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أحسن المؤسس الدستوري عندما اشترط توافر اإلقامة لدائمة لمدة عشر (‪ )10‬سنوات بالجزائر‬
‫قبل إيداع ملف الترشح النتخاب رئيس الجمهورية‪ ،‬فهذا الشرط يعبر عن مدى االرتباط الكافي للمترشح‬
‫لتولي أعلى منصب تنفيذي في الدولة‪ ،‬ومعايشته لمختلف األحداث والظروف التي تسبق هذا الترشح‪.‬‬
‫لكن يالحظ من النصوص القانونية المذكورة أعاله‪ ،‬بأن المشرع جعل من وسيلة إثبات اإلقامة‬
‫الدائمة بالجزائر ال تتناسب مع القيمة الدستورية للشرط المستحدث من طرف المؤسس الدستوري بموجب‬
‫تعديل ‪ ،2016‬إذ يكفي أن يقدم المترشح لمنصب رئيس الجمهورية تصريح شرفي يشهد بموجبه على‬
‫اإلقامة دون انقطاع بالجزائر فقط دون سواها للمدة المطلوبة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لموقف المجلس الدستوري‪ ،‬فلم يقدم مبرر مقنع حول استحداث شرط اإلقامة الدائمة‬
‫بالجزائر‪ ،‬سوى أنه يساهم في تجسيد المهام الدستورية السامية لرئيس الجمهورية‪ ،‬حيث جاء في الرأي رقم‬
‫اعتبار أن إضافة الشروط الواردة في المادة ‪ 73‬أعاله يجسد‬
‫‪ 16-01‬المؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪ " :2016‬و ًا‬
‫المهام الدستورية السامية المخولة لرئيس الجمهورية بموجب المادة ‪ 70‬من الدستور"‪.1‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن رأي المجلس الدستوري المذكور أعاله يتناقض مع آرائه السابقة في مسألة‬
‫حق اإلقامة وحرية اختيار الموطن‪ ،‬حيث جاء في الرأي رقم ‪ 12-01‬المؤرخ في ‪ 8‬جانفي ‪2012‬‬
‫والمتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي المتعلق باألحزاب السياسية‪ ،‬أنه‪ - ":‬واعتبا ار أن المؤسس‬
‫الدستوري باقتصاره على ذكر حرية اختيار موطن اإلقامة دون ربطه باإلقليم‪ ،‬كان يهدف إلى تمكين‬
‫المواطن من ممارسة إحدى الحريات األساسية المكرسة في الدستور والمتمثلة في حرية اختيار موطن‬
‫إقامته داخل أو خارج التراب الوطني‪،‬‬
‫‪ -‬واعتبا ار أنه إذا كانت نية المشرع باشتراطه تقديم العضو المؤسس للحزب السياسي شهادة‬
‫اإلقامة‪ ،‬ال ُيقصد بها اشتراط إقامة المعني على التراب الوطني‪ ،‬بل اشترطها كوثيقة في الملف‬
‫اإلداري‪.2"...‬‬

‫أعاد المشرع تكريس هذه المقتضيات في نص المادة ‪ 249‬من القانون العضوي رقم ‪ ،01-21‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -1‬المجلس الدستوري‪ ،‬رأي رقم ‪ ،16-01‬ر‪.‬ت‪.‬د‪/‬م د‪ ،‬مؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪ ،2016‬يتعلق بمشروع القانون المتضمن التعديل‬
‫الدستوري‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،06‬صادرة في ‪ 3‬فبراير ‪.2016‬‬
‫‪ -2‬المجلس الدستوري‪ ،‬رأي رقم ‪ /01‬ر‪.‬م‪.‬د‪ ،12/‬مؤرخ في ‪ 8‬جانفي ‪ ،2012‬يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي المتعلق‬
‫باألحزاب السياسية للدستور‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،02‬صادرة في ‪ 15‬جانفي ‪.2012‬‬
‫هذا الموقف تكرر في الرأي رقم رأي رقم ‪ /02‬ر‪.‬م‪.‬د‪ ،12/‬مؤرخ في ‪ 8‬جانفي ‪ ،2012‬يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي المتعلق‬
‫باإلعالم للدستور‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،02‬صادرة في ‪ 15‬جانفي ‪.2012‬‬
‫‪- 422 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فالمؤسس الدستوري عندما نص على حرية اختيار الموطن لم يعمد إلى ربطها باإلقليم‪ ،‬بل‬
‫اقتصر على ذكر حرية اختيار موطن اإلقامة‪ ،‬ألنه كان يهدف إلى تمكين المواطن من ممارسة إحدى‬
‫حرياته األساسية المكرسة في الدستور‪ ،‬والمتمثلة في حرية اختيار موطن إقامته داخل أو خارج التراب‬
‫الوطني‪ ،‬وهو األمر الذي يتطلب بطبيعة الحال التمتع بممارسة حرية التنقل‪.1‬‬
‫يتبين من االجتهادات الدستورية المذكورة أعاله‪ ،‬المكانة الكبيرة التي تحتلها حرية التنقل‪ ،‬والتي‬
‫تظهر من خالل الحق في اإلقامة‪ ،‬الذي اعتبره المجلس الدستوري بمثابة حرية أساسية للمواطن يمارسها‬
‫سواء داخل أو خارج الوطن‪.‬‬
‫‪ -2‬موقف القضاء اإلداري من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪ :‬حاول القاضي اإلداري تحديد‬
‫الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪ ،‬يظهر ذلك من خالل عرض موقف القضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬المصري‪،‬‬
‫أخير الجزائري‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫و ًا‬
‫أ‪ -‬موقف القضاء اإلداري الفرنسي‪ :‬تنطلق مساهمة القاضي اإلداري في حماية الحقوق والحريات العامة‬
‫من خالل الوصف الذي يطلق على حرية ما‪ ،‬حيث درج قضاء مجلس الدولة الفرنسي على وصف بعض‬
‫الحقوق والحريات العامة ب‪ " :‬األساسية" "‪."Fondamentale‬‬
‫وهو هنا يعتمد في هذا الوصف على معيارين‪ ،‬معيار النص القانوني من جهة‪ ،‬ومعيار أهمية‬
‫الحرية من جهة أخرى‪ ،‬حيث يعني المعيار األول بأن خاصية "أساسية" بعض الحريات تظهر من خالل‬
‫النص الذي ينظمها ويحميها‪ ،‬وهو ما يتطلب تمتع هذه الحريات بأعلى درجات الحماية من طرف‬
‫السلطات العمومية‪ .‬إن االعتراف بالطابع المعياري يؤدي إلى إقرار طابع "األساسية" لكل حرية لها قيمة‬
‫دستورية‪ ،‬وهذا ما سيؤدي إلى توسيع دائرة الحريات األساسية‪.2‬‬
‫لإلشارة فإن الكتلة الدستورية في النظام الدستوري الفرنسي ال تشمل فقط الوثيقة الدستورية‪ ،‬إذ‬
‫اعترف المجلس الدستوري الفرنسي بالقيمة الدستورية لديباجة دستور سنة ‪ ،1946‬وكذا إعالن حقوق‬
‫أخير ميثاق البيئة لسنة ‪ ،2005‬إضاف ًة إلى المبادئ األساسية المعترف‬
‫اإلنسان والمواطن لسنة ‪ ،1789‬و ًا‬
‫بها من طرف قوانين الجمهورية‪.3‬‬

‫‪ -1‬سليمة مسراتي‪ ،‬مدى تطبيق الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.335‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Yahia KARKATLY, op.cit, p 24.‬‬
‫للمزيد من التفاصيل حول معايير تصنيف الحريات األساسية‪ ،‬راجع سابًقا ص ‪ 389‬وما بعدها من هذه األطروحة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibid, p 24.‬‬
‫‪- 423 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وعليه‪ ،‬فقد ارتكز مجلس الدولة الفرنسي على إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ‪1789‬‬
‫لالعتراف بحرية التنقل كحرية أساسية‪ ،‬وذلك في ق ارره الصادر في ‪ 8‬أفريل ‪ 1987‬في قضية ‪.1Peltier‬‬
‫بعدها كان لمجلس الدولة الفرنسي اجتهاد متميز بخصوص تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‬
‫في إطار إجراء االستعجال‪-‬حرية‪ ،‬وذلك بمناسبة األمر الصادر في قضية السيد ‪David Luc‬‬

‫‪ ،DEPERTHES‬والتي تدور وقائعها حول رفض اإلدارة تجديد جواز السفر الخاص بمواطن فرنسي‪.‬‬
‫حيث توصل قضاة مجلس الدولة إلى التقرير بأن حرية التنقل والتي تتضمن الحق في السفر إلى خارج‬
‫اإلقليم الفرنسي‪ ،‬تشكل حرية أساسية بمفهوم المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية‪ ،‬وذلك نتيج ًة‬
‫لرفض تجديد جواز سفر مواطن فرنسي‪ ،‬والذي يبرر حاجته لهذه الوثيقة الحتياجات نشاطه المهني خارج‬
‫جسيما على حرية التنقل‪.2‬‬
‫ً‬ ‫اعتداء‬
‫ً‬ ‫الدولة‪ ،‬األمر الذي يشكل على هذا النحو‬
‫لكن رغم االعتراف الصريح بالصفة األساسية لحرية التنقل في أمر مجلس الدولة الفرنسي‬
‫المذكور أعاله‪ ،‬لكن هذه الحرية ليست بالمطلقة‪ ،‬فيمكن تقييدها حسب ما ينص عليه القانون‪ ،‬وهو ما‬
‫تحقق في قضية ‪ ،DEPERTHES‬فنتيجة إلخالل هذا األخير بالتزامات الخدمة الوطنية قامت اإلدارة‬
‫بعدم تجديد جواز سفره كما تنص على ذلك أحكام قانون الخدمة الوطنية‪ .‬فهنا نحن أمام حالة عصيان‬
‫اللتزام يفرضه القانون‪ ،‬األمر الذي منح السلطات القنصلية المختصة الحق في عدم تجديد جواز السفر‪،‬‬
‫ألنها في وضعية اختصاص مقيد اتجاه حالة منح جواز سفر لمواطن هارب من التجنيد‪.‬‬
‫إضافة إلى االعتراف الصريح بالصفة األساسية لحرية التنقل‪ ،‬نجد بأن مجلس الدولة الفرنسي‬
‫يضفي هذه الصفة على بعض الحقوق والحريات األخرى المرتبطة بممارسة حرية التنقل‪ ،‬حيث أن الحق‬
‫في الحياة العائلية العادية من خالل إجراء التجمع العائلي لألجانب يشكل حرية أساسية‪ ،3‬وينطبق األمر‬
‫نفسه على حق اللجوء وما يترتب عليه مزايا‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, Ass, 8 avril 1987, Ministre de l’Intérieur c/ M. Peltier, R.F.D.A, 1987, p 608, note B. Pacteau.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord, 9 janvier 2001, Deperthes, Rec. C.E, p 1 ; A.J.D.A, 2001, p 155. « Considérant que le refus de‬‬
‫‪renouvellement ou de délivrance d'un passeport à un citoyen français porte atteinte à la liberté d'aller et‬‬
‫‪venir, laquelle comporte le droit de se déplacer hors du territoire français, qui constitue une liberté‬‬
‫‪fondamentale au sens de l'article L. 521-2 précité du code de justice administrative ; qu'en l'espèce, le‬‬
‫‪refus de renouvellement de son passeport opposé à M. X... qui justifie devoir, pour les besoins de son‬‬
‫‪activité professionnelle, se rendre au Brésil et au Canada, porte une atteinte grave à sa liberté d'aller et‬‬
‫‪venir… ».‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, Sect, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba, R.F.D.A, p 324.‬‬
‫تتعلق القضية بدعوى استعجالية أقامتها السيدة طليبة نهية أمام مجلس الدولة ضد قرار وزير الداخلية الفرنسي المؤرخ في ‪ 27‬جويلية‬
‫‪ ،2001‬والمتضمن إبعادها عن اإلقليم الفرنسي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 12 janvier 2001, Mme Hyacinthe, Rec. C.E, p 12.‬‬
‫‪- 424 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بالنسبة للحق في حياة أسرية طبيعية‪ ،‬طرحت مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيدة‬
‫‪ Isabelle DE SILVA‬مجموعة من التساؤالت تدور حول مدى اعتبار هذا الحق يشكل حرية أساسية‬
‫بمفهوم المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية؟ وبعبارة أخرى مدى تأثير اإلجراءات الضبطية‬
‫المتصلة بترحيل وإبعاد األجانب بتقييد حق ذو قيمة دستورية؟ تواصل مفوض الحكومة طرح األسئلة‬
‫بخصوص حرية التنقل وتكييفها القانوني‪ ،‬حيث تتساءل حول اعتبار حرية التنقل حرية أساسية‪ ،‬وهل قرار‬
‫اعتداء على هذه الحرية بالنسبة لجميع األجانب أو فقط لمن يقيم منهم بطريقة قانونية؟‬
‫ً‬ ‫اإلبعاد يتضمن‬
‫تجيب مفوض الحكومة على هذه التساؤالت بالقول بأن النظام القانوني لحرية التنقل ال يقبل‬
‫التشكيك في كونها حرية أساسية كما تم الفصل في ذلك سابًقا بموجب قرار ‪ ،Deperthes‬والذي يستند‬
‫على اجتهاد قضائي مستقر في الوقت الحالي‪ .‬في الوقت نفسه يتأكد طابع الحرية الشخصية لهذه الحرية‪،‬‬
‫حسب ما ينص عليه الدستور وكذا االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان‪.1‬‬
‫ب‪ -‬موقف القضاء اإلداري المصري‪ :‬اعتبرت محكمة القضاء اإلداري حرية التنقل فرًعا من الحرية‬
‫الشخصية‪ ،‬ال يجوز مصادرتها وال تقييد ممارستها بال مبرر‪ ،‬وذلك حسب ما تنص عليه القوانين واللوائح‪،‬‬
‫وإال كان في ذلك مخالفة للقانون وإساءة الستعمال السلطة مما يجيز لألفراد الطعن فيما يصدر من ق اررات‬
‫في هذا الشأن‪.2‬‬
‫تفصيال للمحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬جاء فيه‪ " :‬ومن حيث أن المشرع‬
‫ً‬ ‫وفي حكم آخر أكثر‬
‫طبيعيا يصونه بنصوصه ويحميه بمبادئه‪ ،‬فحرية التنقل كأحد‬
‫ً‬ ‫الدستوري جعل من الحرية الشخصية ً‬
‫حقا‬
‫حقا لكل مواطن ألنه يتصل‬
‫عناصر الحرية الشخصية بما تشمل عليه وحرية السفر للخارج‪ ،‬تعتبر ً‬
‫بحريته الشخصية‪ ،‬وهذا الحق يستمد أصل تقريره من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪...‬إال أن دستور‬
‫‪ 1971‬بخالف الدساتير السابقة كان أكثر حماية وضماًنا لهذا الحق فارتقى به إلى مصاف الحقوق‬
‫والحريات العامة الدستورية‪.3"...‬‬

‫‪- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sect, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba,‬‬
‫‪1‬‬

‫‪R.F.D.A, p 324.‬‬
‫‪ -2‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬حكم في القضية رقم ‪ ،3551‬جلسة ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،1953‬السنة ‪ 7‬قضائية‪ .‬ذكرته مها علي إحسان‬
‫العزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬حكم في الطعن رقم ‪ ،4383‬جلسة األول من نوفمبر ‪ ،2008‬للسنة ‪ 53‬قضائية‪ ،‬ذكره محمد ماهر أبو‬
‫العينين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.475-474‬‬
‫‪- 425 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بتحليل هذا الحكم القضائي يتبين بأن القاضي اإلداري اعتبر حرية التنقل جزًءا من الحرية‬
‫الشخصية‪ ،‬كما أنها تدخل ضمن طائفة الحقوق المستمدة من القانون الطبيعي‪ ،‬بمعنى أنها سابقة على‬
‫التنظيم القانوني للحقوق والحريات‪ ،‬وكل إنسان يستمد حقه الطبيعي في التنقل دون أن يتوقف ذلك على‬
‫أي شرط أو إجراء‪ .‬ورغم القيمة الدستورية لحرية التنقل‪ ،‬والضمانات الدستورية المقررة لممارستها‪ ،‬لكنها‬
‫حرية غير مطلقة‪ ،‬بل تخضع للتقييد سواء لضرورة التحقيق القضائي أو لحماية النظام العام‪.‬‬
‫وبذلك يكون القضاء اإلداري المصري قد اتفق _من خالل هذا االتجاه القضائي_ مع ما استقر‬
‫عليه الفقه بصدد الرقابة على كافة ق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬فال تكون اإلجراءات الماسة بالحقوق والحريات‬
‫العامة مشروعة ومنتجة آلثارها إال إذا كانت ضرورية والزمة‪ ،‬وال شك بأن حرية التنقل تعتبر من أهم هذه‬
‫الحريات‪ ،‬فاألصل فيها اإلباحة وال يجوز منازعة المواطن فيها إال على سبيل االستثناء‪ ،‬وفي أحوال تقدرها‬
‫السلطات اإلدارية تحت رقابة القاضي اإلداري‪.1‬‬
‫ج‪ -‬موقف القضاء اإلداري الجزائري‪ :‬كان للقاضي اإلداري الجزائري الفرصة لتحديد الطبيعة القانونية‬
‫لحرية التنقل‪ ،‬يظهر ذلك من خالل قرار مجلس الدولة المؤرخ ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2009‬والذي يتعلق بمنع‬
‫مواطن جزائري من الدخول إلى الجزائر بحجة سلوكه المعادي لثورة التحرير الوطني‪ ،‬جاء في هذا القرار‪:‬‬
‫" وأنه بالنتيجة وطبقا للمادة ‪ 44‬من الدستور التي تنص علي أنه‪ " :‬يحق لكل مواطن يتمتع بحقوقه‬
‫المدنية والسياسية‪ ،‬أن يختار بحرية موطن إقامته‪ ،‬وأن يتنقل عبر التراب الوطني‪ .‬حق الدخول إلى‬
‫التراب الوطني والخروج منه مضمون"‪.‬‬
‫يتعين القول أنه يحق للمدعي التمتع بهذه الحرية األساسية التي تستند إلى أساس دستوري والتي‬
‫تكون السلطات التنفيذية مكلفة بوضعها قيد التطبيق"‪.2‬‬
‫من خالل قرار مجلس الدولة المذكور أعاله تتبين الطبيعة القانونية لحرية التنقل لدى القاضي‬
‫اإلداري الجزائري‪ ،‬إذ اعتبرها حرية أساسية‪ ،‬وذلك نتيجة لالعتراف الدستوري بهذه الحرية‪ ،‬بحيث تلتزم‬
‫السلطات اإلدارية المختصة بضمان ممارستها بما يحقق المقاصد التي حددها المؤسس الدستوري‪.‬‬
‫وإذا كان موقف القاضي اإلداري الجزائري ثابت في تطبيق مبدأ الموازنة بين ممارسة حرية التنقل‬
‫واعتبارات حماية النظام العام‪ ،‬وهذا عن طريق الرقابة القضائية على جميع الق اررات والتصرفات اإلدارية‪،‬‬
‫وبذلك فهو يعتبر حرية التنقل حرية نسبية‪ ،‬تخضع للتقييد حسب ما ينص عليه القانون‪ ،‬إال أنه خالف هذا‬

‫‪ -1‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.147‬‬


‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،052342‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪- 426 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫االتجاه‪ ،‬واعتبر قرار المنع من السفر الصادر عن اإلدارة تحت مبرر حماية أمن الدولة والمحافظة على‬
‫النظام العام ال يخضع للرقابة القضائية‪ ،‬يظهر ذلك من خالل قرار مجلس الدولة المؤرخ في ‪ 11‬مارس‬
‫‪ ،2003‬الذي جاء فيه‪... " :‬حيث أن الطاعن (أ‪.‬ع) قد تم منعه من الدخول إلى التراب الوطني باعتبار‬
‫أنه حركي‪ .‬وحيث أن هذا المبدأ يتعلق بمبدأ سيادة الدولة وحرية تنقل األشخاص‪...‬إذ تكون لإلدارة‬
‫المكلفة بالمحافظة على األمن العمومي والنظام العام أن تتخذ جميع التدابير المالئمة دون تدخل‬
‫القاضي اإلداري‪.1"...‬‬
‫بناء على‬
‫في الحقيقة نجد بأن هذا الموقف قد جانب الصواب‪ ،‬ألن الق اررات اإلدارية الصادرة ً‬
‫السلطة التقديرية لإلدارة تبقى خاضعة لرقابة القاضي اإلداري‪ ،‬وهذا ما هو مكرس في جميع األنظمة‬
‫القضائية الرائدة في القضاء اإلداري‪ ،‬إضافة إلى أن موازنة القاضي اإلداري بين مبدأ سيادة الدولة‬
‫وممارسة حرية التنقل ال يستقيم‪ ،‬فطائفة ما يسمى بأعمال السيادة ال عالقة لها بممارسة الحقوق والحريات‬
‫العامة‪ ،‬ألن مجالها محدد ضمن عالقات الدولة الخارجية وكذا العالقة بين السلطات العمومية‪ ،‬وكان من‬
‫األحسن على القاضي اإلداري البحث في اإلجراء الضبطي من خالل عملية الموازنة بين صيانة األمن‬
‫العام للدولة وحماية حرية المواطن في التنقل‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬القواعد اإلجرائية للدعوى االستعجالية لحماية حرية التنقل‬


‫زيادة على الشروط العامة المطلوب توافرها في جميع أنواع الدعاوى االستعجالية‪ ،‬فإن الدعوى‬
‫االستعجالية لحماية الحريات األساسية تخضع لجملة من الشروط الخاصة التي تعكس تميز وخصوصية‬
‫هذا النوع من الدعاوى (أوال)‪ ،‬ونتيجة لهذه الخصوصية فإن سلطات قاضي االستعجال تظهر بشكل بارز‬
‫في دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الشروط الخاصة المميزة لدعوى استعجال حماية الحريات األساسية‪ :‬تشترك دعوى الحماية‬
‫المستعجلة للحريات األساسية مع باقي دعاوى االستعجال اإلداري األخرى في الشروط العامة (الصفة‬
‫والمصلحة)‪ ،‬وكذا الشروط الموضوعية الخاصة بضوابط اختصاص القضاء االستعجالي (االستعجال‬
‫وعدم المساس بأصل الحق)‪.‬‬
‫يمكن أن يقع االعتداء على الحريات األساسية نتيج ًة لتصرفات مادية صادرة عن اإلدارة وليس‬
‫بالضرورة أن يكون ذلك نتيج ًة لق اررات إدارية‪ ،‬ولهذا فإنه على عكس الدعوى االستعجالية لوقف التنفيذ‪،‬‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،5251‬مذكور سابًقا‪.‬‬


‫‪- 427 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فإن دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية يمكن رفعها بشكل مستقل عن كل طعن في قرار‬
‫إداري‪ ،1‬لهذا فإن الضمانة المتميزة التي جاءت بها المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي‬
‫هي أن دعوى الحماية المستعجلة تمارس بشكل مستقل عن أي دعوى ضد القرار اإلداري‪.2‬‬
‫وحتى في حالة توافر الشروط الخاصة بباقي الدعاوى االستعجالية األخرى‪ ،‬فإن المعنيين يفضلون‬
‫الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية‪ ،‬ألنها تسمح لهم بالحصول على التدابير الضرورية‬
‫جدا‪ ،‬أما في دعوى وقف التنفيذ فإنهم مجبرون على انتظار‬
‫الالزمة لحماية حرياتهم في مدة زمنية قصيرة ً‬
‫اتخاذ األمر خالل ميعاد معقول‪ ،‬إضافة إلى أن دعوى الحماية المستعجلة تسمح ليس فقط بوقف تنفيذ‬
‫أيضا األمر بكل التدابير الضرورية لحماية الحريات األساسية‪.3‬‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬لكن ً‬
‫وقد سبق التطرق لهذه الشروط‪ ،‬كما تم تحديد مفهوم الحرية األساسية‪ ،‬لهذا سيتم التركيز على‬
‫الشروط الخاصة بدعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،‬والتي يمكن استنتاجها من نص المادة‬
‫‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ المذكورة أعاله‪ ،‬والتي حددت شروط متعلقة بطبيعة االعتداء الواقع على الحرية‬
‫األساسية (‪ ،)1‬ومنها ما هو متعلق بالجهة الصادر عنها االعتداء (‪ ،)2‬وأن يقع هذا االعتداء بمناسبة‬
‫ممارسة الشخص المعتدي الختصاصاته (‪.)3‬‬
‫‪ -1‬الشروط المرتبطة باالعتداء على الحرية‪ :‬يشترط المشرع لقبول طلب الحماية المستعجلة للحريات‬
‫األساسية أن يمتاز التصرف الصادر عن اإلدارة بالخطورة من جهة‪ ،‬وأن تكون عدم المشروعية فيه‬
‫ظاهرة من جهة أخرى‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االعتداء الخطير على الحرية‪ :‬اشترط المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ المذكورة‬
‫خطير حتى يمكن لقاضي االستعجال اإلداري التدخل‪ ،‬وفي‬
‫ًا‬ ‫أعاله‪ ،‬أن يكون المساس بالحرية األساسية‬
‫خطير حسب ما‬‫ًا‬ ‫اعتداء‬
‫ً‬ ‫هذا اإلطار يطرح التساؤل هل كل اعتداء على حرية أساسية يعتبر بالضرورة‬
‫تقتضيه المادة المذكورة أعاله؟ وكيف يتم تحديد هذه الخطورة؟ هل يكون ذلك بالنظر إلى الحرية المنتهكة‬
‫أم بالنظر إلى النتائج المترتبة عنها؟ وما هي الجهة المخولة بتحديد ذلك‪ ،‬المدعي أم قاضي االستعجال؟‬
‫أجاب على هذه األسئلة مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيد ‪Laurent TOUVET‬‬

‫في تقريره المتعلق بقضية ‪ ،Confédération national des radios libres‬حيث يرى بأنه ليس بالضرورة‬
‫تبعا لذلك تطبيق نظام الحماية‬
‫جسيما يستوجب ً‬
‫ً‬ ‫اعتداء‬
‫ً‬ ‫أن يشكل كل اعتداء على حرية أساسية‬
‫‪1‬‬
‫‪- Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, p 788.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Marc DE MONSEMBERNARD, « Référé d’urgence : le référé-liberté », op.cit, n°9, p 5.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Yehia KERKATLY, op.cit, p 154.‬‬
‫‪- 428 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المستعجلة‪ ،1‬وهو ما عبر عنه الفقيه الكبير ‪ René CHPUS‬بأنه إذا كان االعتداء على الحرية األساسية‬
‫يعد من األمور المؤسفة‪ ،‬إال أنه على أي حال ليس عمال ال يغتفر كجريمة العيب في الذات الملكية‪.2‬‬
‫معيار لتحديد درجة االعتداء الموجب للحماية المستعجلة للحريات األساسية‬
‫ًا‬ ‫أصبحت هذه اآلراء‬
‫في قضاء مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬فاالعتداء الجسيم يحتل منزلة تعلو االعتداء البسيط الذي ال يتطلب‬
‫تدخل قاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬بل يكفي في شأنه تدخل القاضي اإلداري بموجب اآلليات العادية‬
‫كدعوى اإللغاء أو التعويض‪ ،‬ومن جهة أخرى يقترب من االعتداء بالغ الجسامة الذي يتطلب تطبيق آلية‬
‫االعتداء المادي‪ ،‬وما يقتضيه األمر من اللجوء إلى القضاء العادي‪ ،‬لهذا يكون من األفضل تقييد قاضي‬
‫االستعجال اإلداري بالتصرفات اإلدارية الجسيمة‪.3‬‬
‫وهذا ما يفسر األمر الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي والذي قضى بأن القرار الذي أصدره‬
‫رئيس بلدية بشأن تقييد حرية تنقل األطفال القصر بغير مرافق بالغ من الساعة الحادية عشر(‪)23 :00‬‬
‫صباحا‪ ،‬بهدف حمايتهم‪ ،‬ال ينطوي على اعتداء جسيم على حرية التنقل‪،4‬‬
‫ً‬ ‫مساء إلى السادسة )‪(06 :00‬‬
‫ً‬
‫كما أن االمتناع عن تجديد جواز سفر لمواطن ينطوي على مساس خطير بحرية التنقل‪ ،‬ورفض تجديد‬
‫خطر على حياته في حال ترحيله إلى بلده األصلي‪ ،‬ويتسبب في تقسيم أفراد‬
‫ًا‬ ‫اإلقامة ألجنبي قد يشكل‬
‫عائلة كانت مقيمة بشكل قانوني‪ ،5‬كما أن رفض طلب الحصول على ترخيص اإلقامة بالنسبة ألجنبي‬
‫مقيم بطريقة غير قانونية ال ينطوي على اعتداء جسيم على حرية أساسية‪ ،‬ألن ممارسة الحقوق والحريات‬
‫التي يتمتع بها األجانب على اإلقليم الفرنسي يخضع لشرط دخولهم وإقامتهم بطريقة قانونية‪.6‬‬
‫وألن المشرع لم يحدد المقصود بشرط االعتداء الجسيم‪ ،‬فهذه المهمة يقوم بها قاضي االستعجال‬
‫بناء على األدلة المادية‬
‫اإلداري‪ ،‬فهو من يتولى تحديد هذا المفهوم حسب ظروف كل قضية على حدة‪ً ،‬‬
‫والقانونية التي يقدمها المدعي بوقوع االعتداء الجسيم‪ ،‬وهذا يكون من خالل تحديد األضرار التي لحقته‬
‫من التصرف اإلداري‪ ،7‬لهذا لم يقبل مجلس الدولة الفرنسي المزاعم التي قدمها المدعي للتدليل على ما‬

‫‪1‬‬
‫‪- Laurent TOUVET, Conclusion sur C.E, 19 janvier 2001, Confédération national des radios libres, R.F.D.A,‬‬
‫‪2001, p 378.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- René CHAPUS, Droit du contentieux administratif, op.cit, p 1357.‬‬
‫‪ -3‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.86-85‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 29 novembre 2002, Arakibo, R.F.D.A, 2003, p 177.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Isabelle DE SILVA, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba, R.F.D.A,‬‬
‫‪n° 2, mars-avril 2002, p 326.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, ord, 5 mars 2021, Préfet de l’Hérault c/ M. Hajjah, Rec. C.E, p 1130.‬‬
‫‪ -7‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪- 429 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ينطوي عليه قرار طرده إلى الجزائر‪ ،‬والمترتب على حكم محكمة ‪ Montpellier‬بمنعه من اإلقامة على‬
‫اإلقليم الفرنسي لمدة خمس (‪ )5‬سنوات‪ ،‬وذلك بحجة وجود اضطرابات بالجزائر تعرضه للخطر دون‬
‫تحديد لطبيعتها‪ ،‬فلم يكن هذا كاف في نظر قاضي االستعجال اإلداري إلثبات جسامة االعتداء‪.1‬‬
‫فقاضي االستعجال اإلداري يفحص آثار التصرف المطعون فيه‪ ،‬حيث يستطيع من خالل ذلك‬
‫بأن يقدر مدى ما يشكله ذلك من اعتداء جسيم على حق أو حرية معينة‪ ،‬وتتبدى مدى الجسامة في ضوء‬
‫خطورة هذه اآلثار‪ ،‬ومقدار األضرار التي تصيب الطاعن‪ ،2‬ولذلك اعتبر قاضي االستعجال اإلداري‬
‫افر في حالة رفض تجديد جواز سفر مواطن‪ ،‬وذلك بالنظر لما يترتب عليه من منع‬
‫االعتداء الجسيم متو ًا‬
‫جسيما على حرية التنقل‪.3‬‬
‫ً‬ ‫اعتداء‬
‫ً‬ ‫من السفر إلى الخارج لضرورات نشاطه المهني‪ ،‬مما يشكل‬
‫فأحيانا‬
‫ً‬ ‫كما يمكن لقاضي االستعجال اإلداري أن يعتمد على طبيعة التصرف المطعون فيه‪،‬‬
‫يكشف تصرف اإلدارة عن األضرار التي ستترتب على تنفيذه‪ ،‬والتي ال يمكن تداركها‪ ،‬وهذا ألن طبيعتها‬
‫تزيد من جسامة االعتداء على الحق أو الحرية‪ ،‬كأن يكون من الق اررات التي تنفذ مباشرة فور صدورها‪،‬‬
‫وال يوقف الطع ن أمام قاضي اإللغاء تنفيذها‪ ،‬فال يملك المدعي الحماية القضائية السريعة في مواجهة هذا‬
‫التصرف‪ ،4‬ومثال ذلك قرار طرد أجنبي مع ما يترتب عليه من تهديد للحق في الحياة العائلية‪ ،‬والحيلولة‬

‫دون أن يتمكن أفراد عائلة األجنبي من العيش ً‬


‫معا على اإلقليم الفرنسي‪.5‬‬
‫فعال‪ ،‬بمعنى أن يكون قد‬
‫وجسامة االعتداء على هذا النحو‪ ،‬تقتضي بأن يكون االعتداء قد وقع ً‬
‫ترتب على التصرف ضرر حال‪ ،‬فالعبرة ليست بصدور التصرف وإنما بما ينتج عنه من آثار‪ ،6‬فإذا كان‬
‫بعيدا بين صدور التصرف وبين ترتيبه لمختلف آثاره فإنه ال يكون ثمة تهديد أو ضرورة لتفعيل‬
‫المدى ً‬
‫الحماية المستعجلة للحريات‪ ،‬ولذا تم رفض طلب مستعجل قدم في فيفري ‪ 2001‬متعلق بقرار إداري ال‬
‫يبدأ في السريان إال في الفاتح جويلية ‪.72001‬‬
‫تيبا على ذلك‪ ،‬إذا استنفذ التصرف اإلداري غرضه بتنفيذه أو انقضت المدة المحددة لسريانه‬ ‫وتر ً‬
‫إذا كان محدد المدة‪ ،‬فإنه يكون قد فقد القدرة القانونية والواقعية على تهديد الحق أو الحرية‪ ،‬وال يكون‬

‫‪- C.E, ord, 27 mars 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Djalout, J.C.P, 2002,11.10003.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬


‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 9 janvier 2001, Deperthes, Rec. C.E, p 1 ; A.J.D.A, 2001, p 155.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Gilles BACHELIE, « Le référé-liberté », R.F.D.A, n°2 mars-avril 2002, p 266.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, sec, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba, R.F.D.A, 2002, p 324, concl. De Silva.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, 1er février 2001, Mme Combert et autres, Rec. C.E, p 855.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- C.E, 28 février 2001, Union syndicale groupe des Dix, R.F.D.A, 2002, p 288.‬‬
‫‪- 430 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫هناك اعتداء جسيم يترتب عليه‪ ،1‬غير أنه يرد على هذا األصل استثناء يتعلق بالتصرفات التي تظل رغم‬
‫تنفيذها مرتبة آلثارها السلبية على الحرية‪ ،‬مثل قرار طرد أجنبي‪ ،‬إذ رغم تنفيذه من خالل عملية إخراج‬
‫هذا األخير من إقليم الدولة‪ ،‬إال أنه يظل للقرار بعض من اآلثار‪ ،‬وذلك بحرمان األجنبي من الحق في‬
‫جسيما على حرية التنقل‪.2‬‬
‫ً‬ ‫اعتداء‬
‫ً‬ ‫العودة إليها مرة أخرى‪ ،‬ولذا يبقى رغم تنفيذه يشكل‬
‫فعال‪ ،‬يقتضي بداهة أن يكون حقيقة واقعية ال مجرد أمر توهمه الطاعن‪ ،‬وال‬
‫ولزوم وقوع الضرر ً‬
‫أساس واقعي أو قانوني له‪ ،‬وهو ما يظهر من قضاء مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪ ،Koulali‬حيث‬
‫تقدم السيد ‪ ،Koulali‬بطلب مستعجل يتضمن إصدار أمر لإلدارة بمنحه تأشيرة خروج من اإلقليم‬
‫جسيما على حريته في التنقل‪ .‬رفض مجلس‬ ‫ً‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وذلك بعد أن تم رفض طلبه‪ ،‬مما يشكل اعتدا ًء‬
‫تأسيسا على أن هذا االعتداء المزعوم غير قائم ال من الناحية الواقعية وال القانونية‪،‬‬
‫ً‬ ‫الدولة هذا الطلب‬
‫ألنه ال يوجد نص قانوني أو تنظيمي يشترط ذلك‪ ،‬وإنما أساسه ما توهمه الطاعن ذاته‪ ،‬حيث أن األجنبي‬
‫الذي له إقامة قانونية على اإلقليم الفرنسي يمكنه الخروج والعودة بغير حاجة لطلب تأشيرة مغادرة‪ ،‬ولذا‬
‫جسيما وغير مشروع على حرية التنقل‪.3‬‬
‫ً‬ ‫اعتداء‬
‫ً‬ ‫فإن رفض المحافظ لطلب الطاعن ال يمكن أن يشكل‬
‫هناك من يرى بأن مجلس الدولة قد جانب الصواب بخصوص مسألة رفض طلب التأشيرة‪ ،‬وعدم‬
‫ار إدارًيا يشكل في حد ذاته قرار ضمني بالرفض‪ ،‬كما أن رفض طلب التأشيرة تم‬ ‫اعتبار هذا الرفض قرًا‬
‫مساسا‬
‫ً‬ ‫على أساس عدم توافر الضوابط القانونية لمنحها وفًقا لما ينص عليه القانون‪ ،‬لذلك فال يشكل ذلك‬
‫بحرية التنقل‪ .4‬يبدو بأن هذا الرأي قد أخطأ في تحليل األمر القضائي لمجلس الدولة‪ ،‬وذلك ألن رفض‬
‫طلب الطاعن المتضمن توجيه أمر لإلدارة بإصدار تأشيرة للتنقل خارج اإلقليم الفرنسي ليس على أساس‬
‫عدم توافر الشروط القانونية‪ ،‬بل على أساس أنه ال يوجد أي نص قانوني يفرض على الشخص سواء كان‬
‫أجنبيا الحصول على أي نوع من التأشيرات للخروج من دولة اإلقامة‪ ،‬لهذا فإن قرار الرفض من‬
‫ً‬ ‫اطنا أم‬
‫مو ً‬
‫جسيما على حرية التنقل‪.‬‬
‫ً‬ ‫اعتداء‬
‫ً‬ ‫طرف االدارة ال يشكل‬
‫كما ينتفي عنصر الخطورة في التصرف اإلداري عندما ترفض اإلدارة تسليم رخصة جديدة لإلقامة‬
‫المؤقتة بالنسبة لألجنبي طالب اللجوء‪ ،‬والذي سبق وأن تم رفض طلبه بخصوص اللجوء من طرف‬

‫‪ -1‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 26 avril 2001, Fondation Tenval, R.F.D.A, 2001, p 770.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 26 décembre 2003, Koulali, Rec. C.E, p 520.‬‬
‫‪-4‬مختارية حلحال‪ ،‬الحماية القضائية المستعجلة للحريات األساسية دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون عام‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2017-2016‬ص ‪.126‬‬
‫‪- 431 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الديوان الفرنسي لحماية الالجئين وعديمي الجنسية‪ ،1‬أو إبعاد أجنبي لدواعي حماية النظام العام بسبب‬
‫الحالة العقلية للمعني‪ ،‬فهنا ال ينطوي قرار اإلدارة على اعتداء جسيم على حرية التنقل‪ ،‬بشرط أن تضمن‬
‫اإلدارة استفادة األجنبي المبعد من العالج المناسب في بلده األصلي‪.2‬‬
‫وبخصوص منع التنقل في إطار تدابير الحجر الصحي المتخذة من طرف الوزير األول خالل‬
‫فترة تسيير أزمة جائحة كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬رغم مقدار التقييد الناتج عن هذه التدابير بالنسبة لممارسة‬
‫العديد من الحقوق والحريات العامة‪ ،‬فإنه يمكن للوزير األول اتخاذ كل التدابير التي تنتقص من ممارسة‬
‫حرية التنقل‪ ،‬بشرط أن تكون متناسبة مع هدف حماية الصحة العمومية‪.3‬‬
‫إن التمييز بين جسامة وبساطة االعتداء الواقع على الحريات األساسية متروك للسلطة التقديرية‬
‫للقاضي اإلداري االستعجالي المعروض عليه النزاع‪ ،‬وذلك حسب ظروف كل قضية على حدة‪ ،‬لهذا نجد‬
‫جسيما على حرية أساسية هي حرية التنقل التي تحميها‬
‫ً‬ ‫اعتداء‬
‫ً‬ ‫بأن رفض تسليم أو تجديد جواز السفر يعد‬
‫المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية‪ ،‬لكن في بعض الحاالت ال يعتبر االعتداء على هذه الحرية‬
‫مبرًار لتدخل قاضي االستعجال اإلداري وفق مقتضيات دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،‬وهو‬
‫ما أكده مجلس الدولة الفرنسي في األمر الصادر بتاريخ ‪ 9‬جانفي ‪ ،2001‬حيث قضى بأن رفض اإلدارة‬
‫تجديد جواز سفر مواطن مزال ساري المفعول لمدة تسعة (‪ )09‬أشهر أخرى‪ ،‬ال يشكل اعتداء جسيم يبرر‬
‫تدخل قاضي االستعجال اإلداري‪.4‬‬
‫يطرح التساؤل حول ما إذا كان التصرف اإلداري ال يصل إلى درجة بالغة من الجسامة‪ ،‬فهل‬
‫هناك آلية أخرى يمكن أن يسلكها الطاعن إذا ما تم رفض دعوى الحماية المستعجلة للحريات؟‬
‫الجواب باإليجاب‪ ،‬فيمكن للمعني اللجوء إلى الدعوى االستعجالية الرامية لوقف تنفيذ القرار‬
‫اإلداري‪ ،‬ألن هذه األخيرة ال يشترط فيها من الناحية الموضوعية شرط جسامة االعتداء‪ ،‬بل تكفي‬
‫الخطورة البسيطة‪ ،‬أما إذا كان االعتداء يخرج عن االختصاصات اإلدارية فيمكن للمعني رفع دعوى‬
‫االستعجال التحفظي وذلك على أساس وجود اعتداء مادي‪ ،‬مع مراعاة أن هذه األخيرة من موجبات‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 5 octobre 2005, Abalo.‬‬
‫ذكره لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬قانون اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.485‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord, 7 mai 2015, Ministre de l’Intérieur c/ Ould Brahim, A.J.D.A, 2015, p 1015.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 4 avril 2020, n°439816, Gazette du Palais, n°140, du 12 mai 2020, p 38.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 9 janvier 2001, M. David Lus, Rec. C.E, p1.‬‬
‫‪- 432 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اختصاص القاضي العادي في النظام القضائي الفرنسي‪ ،‬على عكس الحال بالنسبة للجزائر إذ يختص بها‬
‫القاضي اإلداري‪.1‬‬
‫ب‪ -‬أن ينطوي االعتداء على عدم مشروعية ظاهرة‪ :‬بعد التأكد من توافر شرط االعتداء الخطير على‬
‫الحرية األساسية‪ ،‬اشترط المشرع الجزائري أن يتسم هذا االعتداء بعدم المشروعية الظاهرة‪ ،‬وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بالصيغة اآلتية‪... " :‬يمكن لقاضي االستعجال‪...‬متى كانت هذه‬
‫االنتهاكات تشكل مساسا خطي ار وغير مشروع بتلك الحريات"‪ ،‬لكن المشرع وفي النسخة الفرنسية من‬
‫المادة نفسها استخدم تعبير‪ ،"Une atteinte grave et manifestement illégale " :‬والتي يمكن ترجمتها‬
‫ب‪ :‬االعتداء الخطير وغير المشروع بصفة ظاهرة أو جلية‪ .‬إن وصف االعتداء بالخطير وغير المشروع‬
‫بصفة ظاهرة هو تقليد لما نص عليه المشرع الفرنسي في المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة االدارية‪.2‬‬
‫يفهم من نص المشرع الجزائري على شرط االعتداء غير المشروع بأن قاضي االستعجال اإلداري‬
‫مجبر على البحث في مشروعية التصرف اإلداري‪ ،‬األمر الذي يجعله يعتدي على مبدأ عدم المساس‬
‫خروجا عن القواعد العامة الضابطة الختصاص قاضي االستعجال‪ ،‬لهذا نجد‬
‫ً‬ ‫بأصل الحق‪ ،‬وهو ما يعتبر‬
‫بأن المشرع الفرنسي نص على عدم المشروعية الظاهرة أو الجلية‪ ،‬وهذا حتى يبقى قاضي االستعجال‬
‫اإلداري ضمن نطاق القضاء االستعجالي‪.‬‬
‫يظهر اإلشكال حول النص القانوني الذي يطبقه قاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬هل هو نص المادة‬
‫‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ في نسخته العربية الذي ال يفي بالغرض ويظهر فيه سهو المشرع الجزائري‪ ،‬أو النسخة‬
‫الفرنسية التي تستجيب لمتطلبات القضاء االستعجالي‪ ،‬وتتوافق مع ما جاء في التشريع الفرنسي مهد‬
‫ابتكار نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية؟‬
‫إشكاال آخر‬
‫ً‬ ‫يثير موضوع التناقض في صياغة النصوص القانونية بين نسختها العربية والفرنسية‬
‫يتعلق بأولوية التطبيق في حالة االختالف بين النصيين‪ ،‬فعلى مدار سنين طويلة ساد االعتقاد بأولوية‬
‫النص القانوني في نسخته المحررة باللغة الفرنسية‪ ،‬وهذا بحجة الترجمة السيئة للغة العربية عند صياغة‬
‫النصوص القانونية التي اعتمدت تاريخ ًيا على القوانين الفرنسية‪.‬‬

‫‪-1‬مختارية حلحال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.142-141‬‬


‫‪- « …aurait porté, dans l'exercice d'un de ses pouvoirs, une atteinte grave et manifestement illégale… »,‬‬
‫‪2‬‬

‫‪Art L521-2 du C.J.A, op.cit.‬‬


‫‪- 433 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لكن هذا الوضع لم يستمر‪ ،‬حيث حسم المجلس الدستوري الجزائري مسألة أولوية اللغة التي يتم‬
‫بها تحرير النصوص القانونية‪ ،‬وذلك بمناسبة ق ارره المؤرخ في ‪ 24‬مايو ‪ ،2021‬حيث أرسى مبدأ دستورًيا‬
‫مفاده أولوية النصوص القانونية المحررة باللغة العربية‪ ،‬وأن النص المترجم باللغة الفرنسية ال يعدو بأن‬
‫يكون مجرد عمل إداري‪ ،‬جاء في هذا القرار‪... ":‬اعتبا ار أن المادة ‪ 4‬من األمر‪ ،‬موضوع اإلخطار‪،‬‬
‫وردت لتصحيح المصطلحات والعبارات في الصيغة المحررة باللغة الفرنسية في األمر المعدل والمتمم‬
‫لألمر رقم ‪ 02-06‬المتضمن القانون األساسي العام للمستخدمين العسكريين‪ ،‬واعتبا ار أن اللغة العربية‬
‫هي اللغة الرسمية للدولة‪ ،‬طبقا للفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 3‬من الدستور‪ ،‬ومن ثم فهي لغة صياغة القوانين‬
‫دون غيرها‪ ،‬واعتبا ار أن ترجمة القوانين تعتبر مجرد عمل إداري ال يعدو أن يكون عمال تشريعيا‪ ،‬وال‬
‫يندرج ضمن االختصاصات التي يخولها الدستور للمشرع في إعداده للقوانين‪.1"...‬‬
‫رغم األهمية الكبيرة لهذا االجتهاد الدستوري‪ ،‬إال أن االختالف في صياغة المادة ‪ 920‬المذكورة‬
‫نوعا من التضارب في تقدير عدم مشروعية التصرف اإلداري‪ ،‬إذ أن االكتفاء‬
‫أعاله من شأنه أن يحدث ً‬
‫بما جاء في النص العربي للمادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ معناه إسناد مهمة لقاضي االستعجال هي من صميم‬
‫اختصاص قاضي الموضوع‪ ،‬وهي التعمق في بحث مشروعية التصرف األمر الذي يخرق مبدأ عدم‬
‫المساس بأصل الحق‪ ،‬وهو أمر يتناقض مع مهمة قاضي االستعجال‪ ،‬وال يتوافق مع طبيعة دعوى‬
‫االستعجال في حد ذاتها‪ ،‬هذه األخيرة تتميز بالسرعة في الفصل وبالخصوص دعوى الحماية المستعجلة‬
‫للحريات األساسية‪ ،‬وذلك بالنظر إلى القيد الذي فرضه المشرع على القاضي اإلداري االستعجالي من‬
‫اعتبار من تسجيل الطلب‪.2‬‬
‫ًا‬ ‫خالل إلزامه بالفصل في مهلة ثمانية وأربعون (‪ )48‬ساعة‬
‫لهذا فإن عبارة عدم المشروعية الظاهرة الواردة في النص الفرنسي للمادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪،‬‬
‫سهوا من المشرع الجزائري في النص العربي للمادة نفسها‪ ،‬تقتضي بأن يكتفي قاضي‬ ‫والتي سقطت ً‬
‫االستعجال اإلداري بالتحقق من الوضع الظاهر لألسانيد والوثائق التي يقدمها المدعي دون أن يتجاوز‬
‫ذلك إلى بحث مشروعية التصرف اإلداري‪.‬‬

‫‪-1‬المجلس الدستوري‪ ،‬قرار رقم ‪/21‬ق‪.‬م‪.‬د‪ ،21/‬مؤرخ في ‪ 14‬مايو ‪ ،2021‬يتعلق بمراقبة دستورية األمر الذي يعدل ويتمم األمر رقم‬
‫‪ 02-06‬المؤرخ في ‪ 28‬فبراير ‪ ،2006‬والمتضمن القانون األساسي العام للمستخدمين العسكريين‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة في ‪30‬‬
‫مايو ‪.2021‬‬
‫‪-2‬زكرياء قشار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪- 434 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإن المنطق القانوني السليم يتطلب منا دراسة المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ حسب الشروط‬
‫التي تحقق الهدف من الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية‪ ،‬والتي طبقها القاضي اإلداري‬
‫الفرنسي وغابت إلى حد اآلن عن القاضي اإلداري الجزائري‪ ،‬في انتظار تدارك المشرع للسهو الذي وقع‬
‫فيه في نص المادة المذكورة أعاله‪.‬‬
‫المقصود بعدم المشروعية الظاهرة على حد قول مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي‬
‫السيد ‪ Laurent VALLÉE‬بأن قاضي الظاهر يقضي فيما يناط به من طلبات بظاهرها‪ ،‬دون أن يتعمق‬
‫في بحث موضوعها‪ ،‬أي يقوم بتحسس ظاهر األوراق بغير مساس بأصل الحق‪ ،1‬وحتى يتوافق هذا‬
‫اما بأن تكون عدم المشروعية ظاهرة‪ ،‬وذلك حتى ال يتردد قاضي االستعجال‬
‫الشرط مع هذه المهمة كان لز ً‬
‫في استخالص عدم المشروعية هذه‪ .2‬وهكذا يتمكن من تبيان عدم المشروعية الظاهرة من خالل احترام‬
‫مقتضيات مهمته كقاضي استعجال من جهة‪ ،‬وسرعة الفصل في طلب الحماية التزاما بالميعاد الذي‬
‫فرضه المشرع من جهة أخرى‪ ،3‬فإقرار المشرع لشرط عدم المشروعية الظاهرة يعكس رغبة هذا األخير في‬

‫أن ال يتجاوز قاضي االستعجال اإلداري المدة المحددة له ً‬


‫قانونا‪.4‬‬
‫هذا الشرط يشير إلى سلطات قاضي االستعجال اإلداري باعتباره قاضي بداهة‪ ،‬فهذا األخير ال‬
‫وخصوصا مبدأ عدم المساس‬
‫ً‬ ‫يمكنه التعمق في البحث وإال فإنه يخاطر بعدم احترام مفهوم االستعجال‬
‫بأصل الحق‪ ،‬لهذا يجب أن تظهر من الملف وقائع محققة غير مشروعة ويمكن مالحظتها على الفور‪.5‬‬
‫حسب هذا المنظور ال يمكن تفسير عدم المشروعية الظاهرة بحصرها في عدم المشروعية‬
‫الجسيمة‪ ،‬هذه األخيرة تتطلب بلوغ التصرف اإلداري درجة صارخة من عدم المشروعية‪ ،‬بحيث يتحول‬
‫فيها هذا التصرف إلى مجرد عمل منعدم ال مجرد عمل غير مشروع‪ ،‬وذلك على النحو المعروف ضمن‬
‫نطاق نظرية االعتداء المادي‪.6‬‬
‫لكن هناك من يرى عكس ذلك‪ ،‬على أساس أن المشرع لم ينصرف قصده إلى هذا المعنى‪،‬‬
‫فالمادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية تشترط بأن يكون التصرف مما يدخل في اختصاصات‬

‫‪1‬‬
‫‪- Laurent VALLÉE, Conclusions sur C.E, 29 novembre 2002, Communauté d’agglomération de Saint-Etienne‬‬
‫‪Métropole, A.J.D.A, 2002, p 278.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Gille BACHELIRE, op.cit, p 266.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 4 décembre 2002, Du Couëdic de Keréant, Rec. C.E, p 875.‬‬
‫وهي قضية تتعلق بطلب موجه للسلطات القنصلية تسجيل أوالد المدعي ضمن جواز سفره أو تسليمهم جوازات سفر فردية‪.‬‬
‫‪ -4‬مختارية حلحال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Antoine BOURREL, Jean GOURDOU, op.cit, p 81.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Bernard FAURE, « Juge administratif statuant en urgence : Référé-liberté », J.C.P, 2003, 1, Fasc 51.‬‬
‫‪- 435 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اإلدارة‪ ،‬والمعلوم أن عدم المشروعية الجسيمة تستغرق ما تقوم به اإلدارة خارج اختصاصاتها‪ ،‬األمر الذي‬
‫يفقد معه التصرف صفته اإلدارية‪ ،‬ويتحول إلى عمل منعدم يتجرد من وصف التصرف القانوني‪ ،‬ويختص‬
‫به القضاء العادي‪ ،1‬رغم أنه يظهر مدى التماثل الظاهري بين الحماية المستعجلة واالعتداء المادي‪،‬‬
‫التحادهما في حماية الحريات األساسية من االعتداءات اإلدارية‪ ،‬وعلى الرغم من حرص المشرع والقضاء‬
‫على التفريق بينهما‪ ،‬والتأك يد على أن لكل منهما مجال ونظام خاص‪ ،‬فإن أدى ذلك إلى تكاملهما فذلك ال‬
‫يعني اندماجهما‪ ،‬فإذا كانت عدم المشروعية الجسيمة جزًءا من عدم المشروعية الظاهرة في الحدود التي‬
‫مشروعا‪.2‬‬
‫ً‬ ‫يكون فيها التصرف في ذاته‬
‫يرى األستاذ ‪ Olivier LE BON‬أن تكريس المشرع لشرط عدم المشروعية الظاهرة يفسر في‬
‫اتجاهين‪ ،‬األول من خالل اآلجال المتناهية في القصر إلصدار األمر في طلب الحماية‪ ،‬والثاني أن‬
‫دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية ال تتطلب وجود دعوى في الموضوع‪ ،‬لهذا يجب أن تظهر‬
‫للقاضي وضعية بعدم المشروعية الظاهرة‪ ،‬فقاضي االستعجال اإلداري ال يملك في هذه الحالة المعطيات‬
‫التي تسمح له بالبحث المتعمق الالحق لتقديم طلب الحماية‪.3‬‬
‫من المؤكد بأن مهمة قاضي االستعجال اإلداري الجزائري أصعب من نظيره الفرنسي في هذا‬
‫المجال‪ ،‬والسبب في ذلك يعود الرتباط استعجال حماية الحريات األساسية في التشريع الجزائري باستعجال‬
‫وقف التنفيذ‪ ،‬ففي هذا األخير مطلوب من القاضي التثبت فقط من أن مشروعية القرار مشكوك فيها‪،‬‬
‫وذلك وفق الصيغة الواردة في المادة ‪ 919‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬أما دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية‬
‫شكا‬
‫فإن المطلوب من القاضي التحقق من مشروعية القرار اإلداري‪ ،‬أي وجود سبب جدي وليس فقط ً‬
‫جدًيا حول مشروعية القرار‪.4‬‬
‫في طلب تتلخص وقائعه في أن اإلدارة رفضت منح المدعي بطاقة تعريف وطنية‪ ،‬بحجة أنها‬
‫سلمتها إلى شخص آخر انتحل شخصيته‪ ،‬وأن هناك دعوى مقامة أمام الجهات القضائية في هذا الشأن‪،‬‬

‫‪-1‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫‪-2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Olivier LE BON, La protection des libertés fondamentales par la procédure du référé-liberté :Étude de l’article‬‬
‫‪L.521-2 du Code de la justice administrative, thèse en vue de l’obtention du grade de Docteur en Droit, Doctorat‬‬
‫‪nouveau régime, discipline Droit public, faculté de Droit et de Science politique d’Aix-Marseille, université Paul‬‬
‫‪Cézanne, Aix-Marseille Ⅲ, 2006, p 284.‬‬
‫‪-4‬عبد القادر عدو‪ " ،‬استعجال المحافظة على الحريات األساسية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪- 436 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وأن عليه االنتظار حتى صدور الحكم النهائي لبحث طلبه‪ .‬قضى مجلس الدولة بعدم مشروعية قرار‬
‫نظر لما يمثله من اعتداء جسيم وغير مشروع بشكل ظاهر على حرية التنقل‪.1‬‬
‫الرفض ًا‬
‫كما اعتبر مجلس الدولة الفرنسي بأن قرار اإلدارة بعدم الموافقة على طلب المدعي الحصول على‬
‫وتبعا لذلك تم رفض دخوله إلى اإلقليم الفرنسي‪ ،‬قرار‬
‫قانونا‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫صفة الجئ رغم توافر الشروط المطلوبة‬
‫ينطوي على اعتداء جسيم وعدم مشروعية ظاهرة على حق اللجوء‪.2‬‬
‫وفي قرار آخر‪ ،‬قضى مجلس الدولة الفرنسي بأن تصرف اإلدارة من خالل التأخر في إجراء‬
‫التحقيق الالزم إلصدار جواز السفر ينطوي على عدم مشروعية ظاهرة‪ ،‬لذلك أمر اإلدارة المختصة بإجراء‬
‫هذا التحقيق ودون إبطاء حتى ال يتفاقم االعتداء الحاصل على حرية تنقل المدعي‪.3‬‬
‫كما اعتبر مجلس الدولة الفرنسي بأن قرار رفض إرجاع رخصة إقامة سارية المفعول ألجنبي‬
‫صدر حكم لصالحه يقضي بوقف تنفيذ قرار ترحيله‪ ،‬ينطوي على اعتداء غير مشروع بصفة ظاهرة على‬
‫حرية التنقل‪.4‬‬
‫كما أن الحالة الصحية والعائلية لألجنبي الصادر في حقه قرار اإللزام بالخروج من اإلقليم ينطوي‬
‫على عدم مشروعية ظاهرة‪ ،‬وذلك بالنظر للحماية التي يمنحها المشرع في مثل هذه الحاالت‪.5‬‬
‫على خالف ذلك‪ ،‬قضى مجلس الدولة الفرنسي بمشروعية قرار طرد المدعي إلى خارج الحدود‪،‬‬
‫تأسيسا‬
‫ً‬ ‫إذ اعتبر أن القرار ال ينطوي على عدم مشروعية ظاهرة على حرية الزواج كما يدعي المعني‪،‬‬
‫على أن القرار صدر قبل عدة أشهر من إبرام زواجه‪ ،‬كما ظهر بأن هذا الزواج كان محل اعتراض من‬
‫طرف النيابة العامة‪ ،‬وأنه تحجج بذلك من أجل التحايل على قرار طرده‪.6‬‬
‫كما أن رفض اإلدارة منح أو تجديد جواز السفر لمواطن ال ينطوي على عدم مشروعية ظاهرة‪،‬‬
‫فرغم أن جواز السفر هو حق لكل مواطن‪ ،‬غير أنه ليس بالحق المطلق‪ ،‬بل يخضع لبعض الضوابط التي‬
‫ينص عليها المشرع‪ ،‬كما في الحالة التي يتم فيها عدم إصدار جواز السفر لجندي سبق له المشاركة في‬
‫عمليات تمرد أو الهارب من أداء التزامات الخدمة الوطنية العسكرية‪ ،‬فهنا ال يتوافر في رفض اإلدارة‬
‫شرط عدم المشروعية الظاهرة التي تبرر طلب الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 11 mars 2003, Mohamed Ben-Sam, Rec. C.E, p 119.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 25 mars 2003, Ministre de l’Intérieur c/ M. Rashid et Mme Zurax, Rec. C.E, p 146.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 4 octobre 2002, 4 décembre 2002, Du Couëdic de Keréant, précité.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 8 novembre 2001, Kaigisiz, Rec. C.E, p 545.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 13 juillet 2016, Ministre des Affaires sociales et de la Santé, J.C.P adm, 2016, Actu 639.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, 3 janvier 2003, Bena, Rec. C.E, p 928.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- C.E, ord, 3 mars 2003, Depethes, précité.‬‬
‫‪- 437 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كما ال يتوافر شرط عدم المشروعية الظاهرة في حالة عدم تجديد إقامة األجنبي الذي استنفذ مبرر‬
‫وجوده على اإلقليم الفرنسي بعد انتهاء مدة دراسته الجامعية دون الحصول على الشهادة الجامعية‬
‫المطلوبة‪ ،‬لهذا رفض قاضي االستعجال اإلداري الطلب المستعجل على أساس أن اإلدارة لم ترتكب خطأ‬
‫جسيم ينطوي على عدم مشروعية ظاهرة برفضها تجديد إقامة المدعي‪.1‬‬
‫في قضية السيد ‪ Djalout‬وهو جزائري الجنسية‪ ،‬ذهب مجلس الدولة الفرنسي إلى الحكم‬
‫بمشروعية قرار طرده إلى الجزائر عن طريق قرار صادر عن حافظ ‪ Pyrénées-Orientales‬مؤرخ في‬
‫تأسيسا على أنه كان مجرد تطبيق لحكم محكمة جنح ‪ Montpellier‬المتضمن‬
‫ً‬ ‫‪ 27‬فيفري ‪ ،2001‬وهذا‬
‫منعه من اإلقامة على اإلقليم الفرنسي‪ ،‬فحتى على فرض أن هناك اعتداء على حرية المدعي في التنقل‪،‬‬
‫فإن مصدر ذلك هو حكم القاضي الجزائي الذي قضي بالعقوبة وليس قرار المحافظ الذي اقتصر على‬
‫صحيحا ما يزعمه المدعي من أن تنفيذ السلطات‬‫ً‬ ‫ترحيل المدعي إلى موطنه األصلي‪ .‬وعليه فال يكون‬
‫اإلدارية لعقوبة المنع القضائي من اإلقامة يتعارض مع الحق في احترام الحياة الخاصة‪ ،2‬وال ينطوي بذاته‬
‫على اعتداء على حرية التنقل‪.3‬‬
‫تتجلى أهمية هذا األمر القضائي في أنه أظهر الحدود الفاصلة بين مشروعية أو عدم مشروعية‬
‫التصرفات المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬حيث أشار إلى ثالثة أمور رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -‬بإمكان اإلدارة إصدار الق اررات المقيدة بحرية التنقل إذا كان ذلك ضمن حدود االختصاصات التي‬

‫منحها المشرع‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يكون تصرف اإلدارة ً‬


‫معيبا بعدم المشروعية‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم الجنائي له الحجية على ق اررات وتصرفات اإلدارة ال سيما فيما يقضي فيه من عقوبات‪ ،‬وهو ما‬
‫يترتب عليه مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة تطبيًقا لهذه العقوبات‪ ،‬وذلك ضمن الحدود التي تقررها‬
‫هذه األخيرة‪.‬‬
‫‪ -‬االعتداء على الحقوق والحريات الناتج عن تنفيذ حكم اإلدانة الجزائية ال محل له من تطبيق نظام‬
‫الحماية المستعجلة للحريات األساسية بالنسبة لإلجراءات التي تصدر تنفي ًذا لألحكام الجزائية‪ ،‬بشرط التزام‬
‫قانونا‪ .4‬وقد لخص األستاذ ‪ François LICHÈRE‬في تعليقه على‬
‫ً‬ ‫اإلدارة بالشروط المنصوص عليها‬

‫‪-1‬شريف يوسف خاطر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.231-230‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord, 27 mars 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Djalout, J.C.P, 2002,2.10003.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 18 juin 2010, Safta, J.C.P adm, 2010, Actu p 51.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- François LICHÈRE, « Notion d’atteinte grave à une liberté fondamentale », note sous C.E, ord, 27 mars‬‬
‫‪2001, Ministre de l’Intérieur c/ Djalout, J.C.P, 2002, 2.10003.‬‬
‫‪- 438 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫هذا األمر القضائي‪ ،‬بالقول بأن االعتداء على حرية التنقل لم ينتج عن قرار إداري لكن عن عقوبة‬
‫جنائية‪ ،‬فليست درجة االعتداء هي المفقودة‪ ،‬بل االعتداء نفسه غير ناتج عن قرار إداري‪.1‬‬
‫في األخير‪ ،‬نشير إلى أن المشرع سواء في الجزائر أو فرنسا اشترط الجمع بين شرطي خطورة‬
‫التصرف اإلداري وعدم المشروعية الظاهرة من أجل قبول الدعوى االستعجالية الرامية لحماية الحريات‬
‫األساسية‪ ،‬وهذا األمر يجد مبرره في أنه ليس كل تصرف غير مشروع يصدر عن اإلدارة يكون بالضرورة‬
‫خطيرا‪.‬‬
‫ً‬
‫المنتهك للحرية األساسية‪ :‬حسب نص المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ السابق‬
‫‪ -2‬الشروط المتعلقة بالشخص ُ‬
‫مصدر لالعتداء على الحريات‬
‫ًا‬ ‫ذكرها‪ ،‬فقد حدد المشرع الجزائري صنفين من األشخاص يمكن أن يكونا‬
‫األساسية‪ ،‬إذ جاء فيها‪..." :‬للمحافظة على الحريات األساسية المنتهكة من األشخاص المعنوية العامة‬
‫أو الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية أثناء ممارسة‬
‫سلطاتها‪ ،"...‬وعليه يمكن تقسيم هذه األشخاص إلى صنفين‪ ،‬أشخاص معنوية عامة من جهة‪،‬‬
‫واألشخاص التي جعل المشرع منازعاتها خاضعة الختصاص القضاء اإلداري من جهة أخرى‪ ،‬وذلك على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االعتداء الواقع من طرف األشخاص المعنوية العامة‪ :‬حددت المادة ‪ 49‬من القانون المدني‬
‫األشخاص المعنوية العامة بأنها‪ " :‬األشخاص االعتبارية هي‪:‬‬
‫الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪،‬‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.2"...‬‬
‫وتعبير المادة ‪ 920‬المذكورة أعاله‪ ،‬هو تكريس واضح للمعيار العضوي الذي اعتمده المشرع‬
‫الجزائري كأساس الختصاص القاضي اإلداري في المنازعات اإلدارية‪ ،‬فقد نص المشرع في هذا الشأن‬
‫على المبدأ العام في المادة ‪ 800‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪..‬إ‪ ،‬بأن جعل المحاكم اإلدارية تختص بالفصل في جميع‬
‫القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرًفا‬

‫‪1‬‬
‫‪- François LICHÈRE, « Du bon usage du référé-liberté devant le juge administratif », La semaine juridique‬‬
‫‪édition générale, n°1, 2 janvier 2002, 2, 10003.‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 49‬من األمر رقم ‪ ،58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة في ‪ 30‬سبتمبر‬
‫‪ ،1975‬معدل ومتمم‪ ،‬أنظر الموقع الرسمي لألمانة العامة للحكومة‪:‬‬
‫‪https://www.joradp.dz/TRV/ACivil.pdf‬‬

‫‪- 439 -‬‬


‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فيها‪ ،‬بينما حددت المادة ‪ 901‬من القانون نفسه اختصاص األشخاص المعنوية المركزية‪ ،‬إذ تنص على‪":‬‬
‫يختص مجلس الدولة‪...‬الق اررات الصادرة عن السلطات المركزية‪.‬‬
‫كما يختص بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة"‪ ،1‬لكن المشرع الجزائري وسع من‬
‫مجال المعيار العضوي بموجب القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المذكور سابًقا‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 9‬منه‬
‫على‪ " :‬يختص مجلس الدولة كدرجة أولى وأخيرة‪ ،‬بالفصل في دعاوى اإللغاء‪...‬في الق اررات اإلدارية‬
‫الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية‪.‬‬
‫ويختص أيضا بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة"‪.2‬‬
‫لم ينص المشرع الجزائري بشكل صريح في المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على حصر األشخاص‬
‫المعنوية العامة التي ينتج عن تصرفاتها الماسة بالحريات األساسية طلب الحماية المستعجلة‪ ،‬على عكس‬
‫تحديد مجال قاضي الموضوع في دعوى اإللغاء كما سبق ذكره‪ ،‬لكن رغم ذلك فإن اختصاص قاضي‬
‫االستعجال يفهم بشكل ضمني بأن يكون االعتداء على الحرية األساسية من طرف شخص معنوي عام‬
‫كما هو محدد في المادتين ‪ 800‬و‪ 901‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬والمادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪ ،01-98‬وذلك‬
‫تحت طائلة رفض الدعوى االستعجالية لعدم االختصاص النوعي كما تنص عليه المادة ‪ 924‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫يفسر هذا الشرط برغبة المشرع في إسباغ حماية عاجلة للحريات األساسية ال يمكن تحقيقها‬
‫بوسطة اإلجراءات المعتادة‪ ،‬في مواجهة مختلف التصرفات المتعلقة باستعمال امتيازات السلطة العامة‪،‬‬
‫وعلى اعتبار أن هذه األخيرة ال تتمتع بها إال األشخاص المعنوية العامة‪ ،‬لهذا فقد اشترط المشرع بأن‬
‫صادر عن هذه األشخاص حتى يمكن طلب الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪.3‬‬
‫ًا‬ ‫يكون االعتداء‬
‫يتم تحديد األشخاص المعنوية العامة وفق معيارين‪ ،‬األول تعداد حصري مفاده تقسيم هذه‬
‫األشخاص إلى أشخاص معنوية عامة مثل الو ازرات‪ ،‬وأشخاص إقليمية مثل الوالية والبلدية‪ ،‬وأشخاص‬
‫عامة مرفقية أو ما يصطلح على تسميتها المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري مثل الجامعة‪،‬‬
‫المستشفى‪ ،‬أما المعيار الوصفي فيقصد به التعداد الذي يرتكز على مدى التمتع بالشخصية االعتبارية‬
‫العامة من عدمه‪ ،‬ووفًقا للمعيار المستقر عليه في قضاء مجلس الدولة الفرنسي فإن الخصائص المطلوبة‬

‫‪-1‬المادة ‪ 901‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪ ،01-98‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪- 440 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الكتساب الشخصية االعتبارية العامة تدور حول التمتع بامتيازات السلطة العامة كسلطة إصدار الق اررات‬
‫اإلدارية الملزمة‪ ،‬سلطة التنفيذ الجبري‪ ،‬سلطة التنفيذ المباشر‪ .1‬وهذا في الحقيقة ما هو إال تعبير آخر‬
‫عن معايير اختصاص القاضي اإلداري بالمنازعة اإلدارية‪ ،‬هذه األخيرة تتحقق من خالل معيار عضوي‬
‫أساسي يعتمد على صفة الشخص‪ ،‬ومعيار آخر مادي ثانوي يعتمد على طبيعة العمل اإلداري‪.‬‬
‫وتطبيًقا لذلك‪ ،‬ذهب مجلس الدولة الفرنسي إلى رفض طلب بتوجيه أمر بطرد أحد شاغلي أرض‬
‫مملوكة للمدعي بغير سند قانوني‪ ،‬وذلك على اعتبار أن ذلك يدخل في اختصاص قاضي األمور‬
‫المستعجلة لجهة القضاء العادي‪ ،‬ألن االعتداء وإن وقع على حق الملكية إال أنه لم يصدر من أحد‬
‫األشخاص المعنوية العامة‪ ،2‬أو عندما يتصرف الشخص العام كأحد أشخاص القانون الخاص دون‬
‫عقدا ال يشتمل على بنود غير مألوفة في‬
‫استعمال امتيازات السلطة العامة التي يتمتع بها‪ ،‬كأن يبرم ً‬
‫تأسيسا على عدم اعتبارها ضمن‬
‫ً‬ ‫العقود الخاصة‪ ،3‬أو الطلب الذي يقدم به الطاعن ضد إحدى الجمعيات‪،‬‬
‫األشخاص المعنوية العامة‪.4‬‬
‫ب‪ -‬االعتداء الواقع من طرف الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص القضاء اإلداري‪ :‬ال يكون‬
‫مقتصر على األشخاص المعنوية العامة‪ ،‬بل يشمل األشخاص التي جعل‬
‫ًا‬ ‫المساس بالحريات األساسية‬
‫المشرع منازعتها من اختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬وهو ما عبرت عنه المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ بنصها‬
‫على‪ " :‬الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية"‪ ،‬مع ضرورة اإلشارة‬
‫إلى االختالف في التعبير على هذا الشرط بين التشريعين الجزائري والفرنسي‪ ،‬حيث استعمل هذا األخير‬
‫تعبير الهيئة الخاضعة للقانون الخاص المكلفة بتسيير مرفق عمومي‪.5‬‬
‫يمكن تصنيف هذه الهيئات إلى صنفين ذكرها المشرع صراحة في نص المادة ‪ 9‬من القانون‬
‫العضوي رقم ‪ 01-98‬المذكور أعاله‪ ،‬المنظمات المهنية الوطنية والهيئات الوطنية‪ ،‬وذلك حسب التفصيل‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ -‬المنظمات المهنية‪ :‬يقصد بها األشخاص القائمة على اعتبار مهني‪ ،‬ويجب التفريق بين‬
‫المنظمات والنقابات التي تقوم على تنظيم ممارسة مهنة من المهن كمنظمة المحامين‪ ،‬األطباء‪،‬‬

‫‪ -1‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 11 juin 2002, Camping d’oc, Rec. C.E, p 933.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 10 octobre 2003, Meunier, Rec. C.E, p 825.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 28 septembre 2001, Fvoit, Rec. C.E, p 436.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- « …un organisme de droit privé chargé de la gestion d'un service public », Art L.521-2 du C.J.A, op.cit.‬‬
‫‪- 441 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المهندسين وغيرها‪ ،‬والتي يطلق عليها في فرنسا تسمية ‪ ،Les ordres professionnels‬والتي تعد من‬
‫أشخاص القانون العام‪ 1‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى النقابات المكلفة بالدفاع عن مصالح طائفة معينة‪،‬‬
‫طا لمزاولة المهنة‪ ،‬وهي ما يطلق عليها تسمية ‪Les‬‬
‫وال يعد االنضمام إليها كما في الحالة األولى شر ً‬
‫‪ ،syndicats‬حيث ال تعتبر من أشخاص القانون العام‪ ،‬وإنما من أشخاص القانون الخاص‪ ،‬وال تنطبق‬
‫عليها بالتالي دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪.2‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬قضى مجلس الدولة الجزائري باعتبار االتحاد العام للعمال الجزائريين منظمة‬
‫شخصا من أشخاص القانون العام طبًقا لنص المادة ‪ 800‬من‬
‫ً‬ ‫نقابية مطلبية اجتماعية‪ ،‬وال يمكن اعتباره‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وبالتالي ال يختص القضاء اإلداري بالفصل في المنازعات القائمة بينه وبين أعضائه‪.3‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الهيئات الوطنية‪ :‬أخضع المشرع منازعات هذه الهيئات الختصاص القاضي اإلداري‬
‫بموجب المادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المذكورة أعاله‪ ،‬دون تحديد المقصود بها‪.‬‬
‫يتميز مصطلح " الهيئات الوطنية" بنوع من الغموض وعدم التحديد‪ ،‬فحسب رأي األستاذ رشيد‬
‫خلوفي تشمل هذه العبارة الهيئات ذات الطابع العام التابعة للدولة‪ ،‬وبالتالي تستبعد الهيئات ذات الطابع‬
‫الوطني التابعة للقطاع الخاص‪ ،‬وفي انتظار أن يفصل مجلس الدولة في هذه المسألة‪ ،‬يمكن اعتبار‬
‫بعض الهيئات المذكورة في الدستور كهيئات عمومية وطنية‪ ،‬تخضع ق ارراتها ذات الطابع اإلداري‬
‫الختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬مثل‪ :‬البرلمان بغرفتيه‪ ،‬المجلس الدستوري‪ ،‬المجلس األعلى للقضاء‬
‫ومختلف الهيئات االستشارية التي نص عليها الدستور‪.4‬‬
‫أما األستاذ عمار بوضياف فقد أدرج ضمن وصف الهيئات العمومية الوطنية‪ ،‬المديريات العامة‬
‫مثل‪ :‬المديرية العامة للوظيفة العمومية‪ ،‬المديرية العامة للحماية المدنية‪ ،‬المديرية العامة لألمن الوطني‪،5‬‬
‫بينما يرى األستاذ محمد الصغير بعلي بأن المقصود بالهيئات الوطنية تلك األجهزة الوطنية المكلفة‬
‫بممارسة نشاط معين تلبي ًة الحتياجات المجموعة الوطنية في مختلف مجاالت الحياة العامة للدولة‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean RIVERO, Jean WALINE, Droit administratif, 15 ème éd, Dalloz, Paris, 1994, pp 441-442.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord, 10 avril 2001, Snudi-Fo du Maire et Loire, R.F.D.A, 2002, p 267.‬‬
‫‪-3‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،111508‬مؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ،2016‬قضية االتحاد العام للعمال الجزائريين ضد (م‪.‬م ومن معه)‪،‬‬
‫مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،14‬ص ‪.176‬‬
‫‪-4‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬تنظيم واختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫‪-5‬عمار بوضياف‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائري‪ ،‬دراسة وصفية تحليلية مقارنة‪ ،‬طبعة معدلة طبقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪-6‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2009 ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪- 442 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كما يمكن ذكر مجلس المحاسبة‪ ،‬الذي تخضع منازعاته الختصاص الجهات القضائية اإلدارية‪،‬‬
‫وذلك طبًقا لنص المادة ‪ 958‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وكذا المادة ‪ 110‬من األمر رقم ‪ 20-95‬المتعلق بمجلس‬
‫المحاسبة‪.1‬‬
‫إضافة إلى مختلف السلطات اإلدارية المستقلة التي يمكن إدراجها ضمن فئة الهيئات الوطنية‪،‬‬
‫فبعد تبني الجزائر لنمط التسيير الرأسمالي لالقتصاد الوطني‪ ،‬واعتماد التعددية السياسية‪ ،‬وفتح مجال‬
‫الحرية اإلعالمية‪ ،‬ظهرت العديد من السلطات المستقلة التي اعترف لها المشرع صراحة بالطابع اإلداري‪،‬‬
‫وكمثال على ذلك نجد مجلس المنافسة الذي نص المشرع على طابعه اإلداري في المادة ‪ 23‬من األمر‬
‫رقم ‪ ،03-03‬المتعلق بالمنافسة‪.2‬‬
‫ج‪ -‬تحديد الهيئات التي تصدر عنها التصرفات المقيدة لحرية التنقل‪ :‬سبق لنا تحديد الهيئات‬
‫مصدر لالعتداء على الحريات األساسية‪ ،‬وتستوجب بالتالي طلب الحماية‬
‫ًا‬ ‫واألشخاص التي تكون‬
‫المستعجلة‪ ،‬إذ صنفتها المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ المذكورة سابًقا إلى صنفين‪ ،‬األشخاص المعنوية العامة‬
‫من جهة‪ ،‬والهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية من جهة أخرى‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يطرح التساؤل حول مختلف السلطات التي بإمكانها المساس بحرية التنقل‪ ،‬وبالتالي‬
‫فتح الباب لطلب الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،‬هل هي من الصنف األول أو الثاني من‬
‫األشخاص المذكورة أعاله؟‬
‫بالعودة إلى مختلف الق اررات والتصرفات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬نجد بأنها تصدر عن‬
‫الهيئات التي تنتمي لصنف األشخاص المعنوية العامة بشكل حصري‪ ،‬وهو ما يعني بأن الصف الثاني‬
‫أي الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص جهة القضاء اإلداري ال يمكن أن تصدر عنها ق اررات‬
‫أو تصرفات في مواجهة حرية تنقل األفراد‪ ،‬ألن تقييد هذه األخيرة يكون من طرف أشخاص معنوية عامة‬
‫سواء كانت سلطات إدارية مركزية أو محلية‪ ،‬والتي يمكن حصرها في الوزير األول في حاالت خاصة‪،‬‬
‫إقليميا بصفة أساسية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ووزير الداخلية والوالي المختص‬

‫‪-1‬أمر رقم ‪ ،20-95‬مؤرخ في ‪ 17‬يوليو ‪ ،1995‬يتعلق بمجلس المحاسبة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة في ‪ 23‬يوليو ‪ ،1995‬معدل‬
‫باألمر رقم ‪ ،02-10‬مؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ ،2010‬ج ر العدد ‪ ،50‬صادرة في أول سبتمبر ‪.2010‬‬
‫‪-2‬أمر رقم ‪ ،03-03‬مؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،43‬صادرة في ‪ 20‬يوليو ‪ ،2003‬معدل ومتمم‬
‫بالقانون رقم ‪ ،12-08‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2008‬ج ر العدد ‪ ،36‬صادرة في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2008‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪-10‬‬
‫‪ ،05‬مؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪ ،2010‬ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة في ‪ 18‬غشت ‪.2010‬‬
‫‪- 443 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إن حصر السلطات المختصة في تقييد حرية التنقل في األشخاص المعنوية العامة يجد مبرره في‬
‫أن مختلف الق اررات والتصرفات المقيدة لحرية التنقل تكون مرتبطة في الغالب باعتبارات حماية النظام‬
‫واألمن العموميين‪ ،‬وبالتالي يكون الهدف منها تحقيق المصلحة العامة للدولة والمجتمع‪ ،‬لهذا نجد بأن‬
‫المشرع أسند مهمة ذلك لجهات إدارية محددة على سبيل الحصر‪ ،‬تكون في العادة هي المسؤولة عن‬
‫صيانة النظام العام‪ ،‬وال تشاركها في ذلك جهات أخرى سواء كانت هيئات عامة ذات طابع إداري أو‬
‫هيئات تخضع الختصاص جهة القضاء اإلداري‪ ،‬فال يمكن أن يصدر قرار المنع من السفر أو إبعاد‬
‫مثال من طرف مؤسسة عمومية ذات طابع إداري مثل الجامعة أو منظمة المحامين أو سلطة‬
‫أجنبي ً‬
‫إدارية مستقلة‪.‬‬
‫‪ -3‬الشرط المتعلق بأن يقع االعتداء أثناء مباشرة اإلدارة الختصاصاتها‪ :‬نص المشرع الجزائري على‬
‫هذا الشرط في المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي جاء فيها‪..." :‬الحريات األساسية المنتهكة من األشخاص‬
‫المعنوية العامة أو الهيئات التي تخضع في مقاضاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية أثناء‬
‫ممارسة سلطاتها‪."...‬‬
‫يرى األستاذ ‪ Olivier LE BOT‬بأن هذا الشرط قيد من نطاق اختصاص قاضي االستعجال‬
‫اإلداري‪ ،‬وذلك عندما اشترط بأن يكون االعتداء الحاصل على الحريات األساسية أثناء ممارسة اإلدارة‬
‫لسلطاتها‪ ،‬بمعنى أن التصرفات التي تقع خارج نطاق ممارسة اإلدارة الختصاصاتها ال يمكن أن تستفيد‬
‫من نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،‬األمر الذي يكشف على إرادة المشرع في الحفاظ على‬
‫نطاق تطبيق نظرية االعتداء المادي‪ ،‬وذلك عندما يخرج التصرف اإلداري عن نطاق االختصاصات‬
‫اإلدارية‪.1‬‬
‫إن وجود هذا الشرط ضمن نص المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي (تقابلها‬
‫المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) منتقد بشدة‪ ،‬ألنه يهدف إلى الحفاظ على اختصاص قضائي فقد كل مبررات‬
‫اكا من المشرع‬
‫وجوده (نظرية االعتداء المادي) مع إنشاء نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،‬وإدر ً‬
‫لحجم الصعوبات المترتبة على هذا الشرط فقد توجه بالخطاب للقاضي إلجراء نوع من ترسيم الحدود بين‬
‫نطاق االستعجال المتعلق بالحماية المستعجلة للحريات واالعتداء المادي‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Olivier LE BOT, La protection des libertés fondamentales par la procédure du référé-liberté, op.cit, pp 332-‬‬
‫‪333.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ibid, p 334.‬‬
‫‪- 444 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فقد تعرضت نظرية االعتداء المادي لالنتقاد المتواصل على أساس المشاكل المترتبة عنها‬
‫خصوصا ما تعلق منها بإشكالية التنازع في االختصاص بين جهتي القضاء العادي واإلداري‪ ،‬لهذا فإنه‬
‫ً‬
‫‪1‬‬
‫يمكن الستعجال المحافظة على الحريات األساسية أن يدفع القاضي إلى التخلي عن هذه النظرية ‪ ،‬وهذا‬
‫بالنظر إلى أنه أصبح هناك إمكانية للطاعن في اختيار اللجوء إلى القاضي العادي حسب آلية االعتداء‬
‫المادي أو القاضي اإلداري حسب آلية الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،2‬فحتى في مثل هذه‬
‫مشتركا بين قاضي االستعجال اإلداري والقاضي العادي في األمر بكل ما‬
‫ً‬ ‫الحاالت يكون االختصاص‬
‫يحافظ على الحريات األساسية المنتهكة‪ ،3‬كما أن تقليص نطاق االعتداء المادي وحصره في االعتداء‬
‫على الحريات الفردية‪ ،‬األمر الذي جعل أغلبية الحقوق والحريات تخرج من نطاق االعتداء المادي‪.4‬‬
‫وبما أن حاالت االعتداء المادي على النحو الذي تم تحديده سابًقا‪ ،‬هي في فرنسا من اختصاص‬
‫القاضي العادي على عكس الوضع في الجزائر‪ ،‬وذلك عندما تمارس اإلدارة اختصاصات ال تعود لها‪.‬‬
‫وإن كان البعض يرى بأن مجال تطبيق الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية ال يشمل مجال‬
‫االعتداء المادي‪ ،‬إذ في األولى يخص المساس بحرية أساسية عند ممارسة اإلدارة الختصاصاتها‪ ،‬بينما‬
‫تماما عن االختصاصات التي منحها لها المشرع‪.5‬‬
‫خارجا ً‬
‫ً‬ ‫في الحالة الثانية يكون تصرفها‬
‫وبمعنى آخر‪ ،‬فإنه يعتد في هذا اإلطار بكل قرار أو تصرف اتخذ بمناسبة ممارسة الصالحيات‬
‫قانونا لإلدارة‪ ،‬ومن هنا يظهر الفارق بين تصرف اإلدارة الذي يمكن معه تطبيق نظرية االعتداء‬
‫الممنوحة ً‬
‫المادي‪ ،‬وبين التصرف المعتد به في مجال الحماية المستعجلة للحريات‪ ،‬فالحالة األولى يشترط أن يكون‬
‫الفعل المادي الذي تقوم به اإلدارة غير مرتبط بأي سند قانوني أو اختصاص تملكه اإلدارة‪ ،‬بينما في‬
‫الحالة الثانية يشترط أن يكون التصرف الذي قامت به اإلدارة من صلب اختصاصاتها‪ ،‬واتخذ في معرض‬
‫تنفيذ صالحياتها‪.6‬‬
‫إن تحديد نطاق الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية بممارسة اإلدارة الختصاصاتها‬
‫يفسر الصيغة التي جاء بها نص المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬عندما ربطت دعوى حماية الحريات األساسية‬

‫‪1‬‬
‫‪- Bertrand FAURE, « Juge administratif des référés statuant en urgence référé-liberté », JurisClasseur‬‬
‫‪Justice Administrative, LexisNexis, Fasc. 51, date du fascicule 18 octobre 2016, p 4.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord, 23 janvier 2013, Cne Chirongui, A.J.D.A, 2013, p 788.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Bertrand FAURE, op.cit, p 17.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- T.C, 17 juin 2013, Bergoend, précité.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Gilles BACHELIER, op.cit, p 261.‬‬
‫‪ -6‬بالل عقل الصنديل‪ " ،‬التدابير المستعجلة الخاصة بالحريات في القضاء اإلداري الفرنسي "الثورة التشريعية""‪ ،‬مجلة الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الكويت‪ ،‬المجلد ‪ ،38‬العدد ‪ ،2014 ،03‬ص ص ‪.295-294‬‬
‫‪- 445 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بدعوى وقف التنفيذ‪ ،‬فالمشرع اشترط لقبول دعوى حماية الحريات األساسية وجود قرار إداري مطعون فيه‬
‫بدعوى وقف التنفيذ‪ ،‬فالتصرف هنا يقع ضمن مجال ممارسة اإلدارة الختصاصاتها وليس خارج ذلك‪.‬‬
‫ولو أن هذا التحليل الشكلي لنص المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ سيصطدم بالمعيار العضوي المكرس‬
‫من طرف المشرع الجزائري كمعيار للمنازعة اإلدارية‪ ،‬فسواء كان التصرف يقع ضمن اختصاصات اإلدارة‬
‫مختصا في جميع الحاالت‪ ،‬وأكثر من هذا فقد نص صراحة على‬ ‫ً‬ ‫أم ال فإن القاضي اإلداري يكون‬
‫اختصاص قاضي االستعجال اإلداري بسلطة وقف تنفيذ القرار اإلداري في حالة التعدي (االعتداء‬
‫المادي) وذلك بموجب المادة ‪ 921‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬ولهذا فإن المشرع عندما استعمل عبارة " أثناء ممارسة‬
‫اختصاصاتها" هي عبارة زائدة‪ ،‬وتقليد لما هو مكرس في التشريع الفرنسي‪ ،1‬وذلك ألن المعيار المعتمد في‬
‫تحديد طبيعة النزاع اإلداري في فرنسا هو المعيار المادي أو الموضوعي‪ ،‬إال أن هذا الشرط ليس له ما‬
‫يبرره في القانون الجزائري‪ ،‬وذلك بسبب أن المعيار المعتمد من طرف المشرع هو المعيار العضوي‪.2‬‬
‫ماسا بحرية أساسية عندما يكون ذلك‬
‫وبناء عليه‪ ،‬يعد تعلق التصرف الذي يتخذه الشخص العام ً‬
‫ً‬
‫ضمن ممارسة اختصاصاته‪ ،‬فهو المعيار في التفرقة بين مجال تطبيق الحماية المستعجلة للحريات وبين‬
‫داخال في‬
‫ً‬ ‫نظرية االعتداء المادي‪ ،‬وهذا ما كرسته محكمة التنازع الفرنسية‪ ،‬فعندما يكون التصرف‬
‫اختصاص الشخص العام يجري إعمال الحماية المستعجلة‪ ،‬وينعقد االختصاص لقاضي االستعجال‬
‫منعدما لعدم تعلقه بأي اختصاص مسند لإلدارة بموجب القانون‪ ،‬تكون‬
‫ً‬ ‫اإلداري‪ ،‬وحين يكون التصرف‬
‫نظرية االعتداء المادي هي السبيل لحماية الحريات األساسية‪ ،‬وينعقد االختصاص للقاضي العادي‪.3‬‬
‫لهذا يظهر استعجال المحافظة على الحريات األساسية كمحاولة من المشرع لوضع حد لظاهرة‬
‫إفراط األفراد في استخدام نظرية االعتداء المادي أمام القضاء العادي‪ ،4‬وهذا عن طريق تقسيم‬

‫‪-1‬غنية نزلي‪ ،‬سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى حماية الحريات األساسية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪،‬‬
‫تخصص قانون إداري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص ‪.102‬‬
‫يرى األستاذ مسعود شيهوب بأن اعتماد المشرع الجزائري على المعيار العضوي كأساس الختصاص القاضي اإلداري في الجزائر أدى‬
‫دائما للقاضي اإلداري‪ .‬أنظر‪ :‬مسعود شيهوب‪،‬‬
‫إلى عدم بروز ازدواجية االختصاص في حالة االعتداء المادي‪ ،‬إذ ينعقد االختصاص ً‬
‫المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية االختصاص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.48-47‬‬
‫‪-2‬فيروز براني‪ " ،‬الحماية القضائية االستعجالية للحريات األساسية"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،54‬العدد‬
‫‪ ،04‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪.36-35‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ronny ABRAHAM, L’avenir de la voie de fait et le référé administratif, in l’État de droit, Mélange en‬‬
‫‪l’honneur de Guy BRAIBANT, Dalloz, Paris, 1996, p 1 et s.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Mattias GUYOMAR, Pierre COLIN, chron. sous C.E, Sect, 18 janvier 2001, Commune de Venelles, A.J.D.A,‬‬
‫‪2001, p 153.‬‬
‫‪- 446 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الصالحيات بين جهتي القضاء العادي واإلداري‪ ،‬إذ يختص هذا األخير بالحاالت التي يكون فيها‬
‫االعتداء نتيجة ممارسة اإلدارة لسلطتها‪ ،‬في حين يختص القضاء العادي بالحاالت التي يكون االعتداء‬
‫غير مرتبط باالختصاصات الممنوحة لإلدارة‪.1‬‬
‫يعتمد التعريف الجديد لالعتداء المادي على احترام االختصاص الدستوري لجهة القضاء العادي‬
‫في حالة االعتداء على الحرية الفردية‪ ،‬والتي يتعين على القاضي اإلداري احترامها‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن‬
‫اجتهاد محكمة التنازع الفرنسية أصبح متوافًقا مع الصياغة الواردة في المادة ‪ L521-2‬من قانون العدالة‬
‫خصوصا شرط االعتداء الصادرة عن اإلدارة أثناء ممارسة اختصاصاتها‪.2‬‬
‫ً‬ ‫اإلدارية‪،‬‬
‫لكن هذا التحليل قد تجاوزه الزمن‪ ،‬وأصبح ال يتطابق مع الواقع القضائي الجديد الذي كرسته‬
‫مقتصر على‬
‫ًا‬ ‫محكمة التنازع الفرنسية‪ ،‬والذي مفاده بأن نطاق تطبيق نظرية االعتداء المادي أصبح‬
‫الحريات الفردية وليس الحريات األساسية‪ ،3‬حيث جاء هذا االجتهاد الجديد بعد أشهر قليلة من صدور‬
‫أمر من مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ ‪ 23‬جانفي ‪ ،2013‬اعترف خالله بصالحية قاضي االستعجال‬
‫اإلداري في وقف تنفيذ أي تصرف يشكل اعتداء مادي‪ .4‬لقد شكل هذا االجتهاد سابقة في القضاء اإلداري‬
‫الفرنسي‪ ،‬إذ ألول مرة يشترك القاضي اإلداري مع القاضي العادي في وضع حد لحالة االعتداء المادي‬
‫على الحريات األساسية من خالل األوامر التي يوجهها لإلدارة‪.5‬‬
‫ثانيا‪ -‬سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ :‬يجمع الفقه‬
‫على أن القاضي اإلداري بسلطاته الجديدة في مجال االستعجال اإلداري أصبح في مقدوره حماية الحريات‬
‫األساسية بطريقة فعالة‪ .6‬فقد منحه المشرع سلطات واسعة للمحافظة على الحريات األساسية المنتهكة من‬
‫طرف اإلدارة‪ ،‬حيث يمكنه األمر بكل التدابير الضرورية للمحافظة على هذه الحريات (‪ ،)1‬لكن في‬

‫المقابل يمكن أن يكون موقف قاضي االستعجال اإلداري ً‬


‫سلبيا اتجاه طلب الحماية المستعجلة في حاالت‬
‫محددة (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Bernard PACTEAU, Contentieux administratif, 6ème éd, P.U.F, Paris, 2002, p 326.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Bertrand SEILLER, « La voie de fait, en voie de disparition de fait ? », Revue juridique de l’économie‬‬
‫‪publique, n° 712, octobre 2013, comm 38, p 8.‬‬
‫‪-3‬راجع سابًقا ص ‪ 367‬وما بعدها من هذه األطروحة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 23 janvier 2013, n°365262, A.J.D.A, 2013, p 199.‬‬
‫‪-5‬عبد القادر عدو‪ " ،‬دور القضاء االستعجالي في حماية الحريات األساسية‪ :‬دراسة مقارنة بين القانون الجزائري والمصري‬
‫والفرنسي"‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬المجلد ‪ ،41‬العدد ‪ ،2017 ،03‬ص ‪.380‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Merceau LONG, et autres, G.A.J.A, op.cit, p 298 ; Marc de MONSEMBERNARD, « Référé d’urgence : le‬‬
‫‪référé liberté », op.cit, n°9, p 5.‬‬
‫‪- 447 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬سلطة توجيه األوامر لإلدارة‪ :‬أجاز المشرع الجزائري لقاضي االستعجال اإلداري سلطة توجيه األوامر‬
‫لإلدارة إذا توافرت الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي تنص على‪ ":‬يمكن‬
‫لقاضي االستعجال‪...‬أن يأمر بكل التدابير الضرورية للمحافظة على الحريات األساسية‪ ،"...‬وهو األمر‬
‫نفسه الذي نص عليه المشرع الفرنسي في المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية‪:‬‬
‫‪« …le juge des référés peut ordonner toutes mesures nécessaires à la sauvegarde d'une‬‬
‫» …‪liberté fondamentale‬‬
‫لم يحدد المشرع طبيعة ومحتوى ونطاق التدابير التي يأمر بها قاضي االستعجال اإلداري من‬
‫أجل حماية الحريات األساسية‪ ،‬إذ منح له كامل السلطة التقديرية في اختيار اإلجراء المناسب‪ ،‬وهو ما‬
‫اسعا لسلطة قاضي االستعجال دون تحديد‪ ،‬وهذا على عكس القيد الذي يوجد في التحديد‬
‫يفتح المجال و ً‬
‫الدقيق لصالحياته في دعوى وقف تنفيذ القرار اإلداري المنصوص عليها في المادة ‪ 919‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪،1‬‬
‫حيث يمكنه وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬أو إصدار أوامر صريحة لإلدارة إللزامها بعمل أو االمتناع عن‬
‫عمل‪ ،‬كما له أن يقرن هذا األوامر بغرامة تهديدية‪.2‬‬
‫يرى األستاذ ‪ Olivier LE BOT‬بأن كلمة " ‪ " Toutes‬الواردة في المادة ‪ L.521-2‬من قانون‬
‫العدالة اإلدارية تعني غياب التحديد‪ ،‬وتعمل على توسيع سلطات قاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬وأن كلمة‬
‫" ‪ " Ordonner‬التي يفهم منها أنها مرادفة لكلمة " يأمر "‪ ،‬وهو ما يعني بأن المشرع رأى عدم تقييد‬
‫سلطات قاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬ولم يحدد ما هي التدابير الضرورية الالزمة لحماية الحريات األساسية‬
‫ال من حيث طبيعتها وال من حيث مضمونها‪.3‬‬
‫إن السبب في وجود هذه السلطة الواسعة راجع إلى طبيعة النص القانوني المتعلق بهذه الدعوى‬
‫االستعجالية‪ ،‬والذي غاب عنها التحديد التشريعي من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى نجد بأن الجانب الموضوعي‬
‫لهذه الدعوى يختلف من قضية ألخرى‪ ،‬وهو ما يستلزم أن يترك األمر لقاضي االستعجال اإلداري الختيار‬
‫اإلجراء المناسب حسب ظروف ومقتضيات كل قضية على حدة‪.4‬‬

‫‪-1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪-2‬فريدة مزياني‪ ،‬آمنة سلطاني‪ " ،‬مبدأ حظر توجيه أوامر من القاضي اإلداري لإلدارة واالستثناءات الواردة عليه في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ"‪ ،‬مجلة‬
‫المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،07‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص ‪.136‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Olivier LE BOT, La protection des libertés fondamentales par la procédure du référé-liberté, op.cit, p 473.‬‬
‫‪-4‬شريف يوسف خاطر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪- 448 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عند التمعن في عبارة " التدابير الضرورية" الواردة في نص المادة ‪ 920‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬وكلمة‬
‫"التدابير الضرورية" المذكورة في نص المادة ‪ 921‬من القانون نفسه‪ ،‬والمتعلقة بحالة االستعجال‬
‫القصوى‪ ،‬نجد بأنه ال يظهر بينهما أي اختالف في الصياغة باللغة العربية‪ ،‬لكن بالعودة إلى صياغة‬
‫النص باللغة الفرنسية نجد أن عبارة " التدابير الضرورية" الواردة في متن المادة ‪ 920‬هي الترجمة‬
‫الصحيحة لعبارة "‪ ،"Mesures nécessaires‬إال أن عبارة " التدابير الضرورية" المذكورة في المادة ‪921‬‬
‫ال تطابق الترجمة الصحيحة لعبارة " ‪ ،" Mesures utiles‬والتي تعني التدابير الناجعة‪.‬‬
‫تعكس هذه األوامر أبرز مظاهر تفرد نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية عن غيره من‬
‫األنظمة اإلجرائية في المرافعات اإلدارية‪ ،‬إذ أنها المرة األولى في تاريخ القضاء اإلداري التي يعترف‬
‫للقاضي اإلداري فيها بسلطة توجيه أوامر لإلدارة بشكل مستقل عن أي منازعة أصلية‪ ،1‬إذ منحت المادة‬
‫‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي للقاضي سلطة توجيه أوامر لإلدارة دون شرط وجود دعوى‬
‫في الموضوع‪ ،‬وحتى في حالة عدم وجود قرار إداري مخاصم‪ ،‬هذه الخاصية الجديدة دفعت بعض الفقه‬
‫إلى اعتبار قاضي االستعجال اإلداري بمثابة " قاضي متصرف" " ‪.2"Juge administrateur‬‬
‫انقالبا‬
‫ً‬ ‫يعتبر الدور الجديد للقاضي اإلداري بصفة عامة وقاضي االستعجال اإلداري بصفة خاصة‬
‫ضد مسار عمر فترة طويلة من الزمن‪ ،‬التزم خاللها بعدم توجيه األوامر لإلدارة‪ ،‬وقد مثل هذا التطور‬
‫خصوصا من أجل الحد‬
‫ً‬ ‫طريقة للموازنة بين االمتيازات التي تتمتع بها اإلدارة وسلطات القاضي اإلداري‪،‬‬
‫من تجاوزات اإلدارة المتعلقة بانتهاك الحريات األساسية‪.3‬‬
‫والثابت أن قاضي االستعجال اإلداري ال يرتبط بطلبات الخصوم‪ ،‬فقد منحه المشرع الحرية‬
‫مناسبا دون التقيد بطلبات المدعي‪ ،‬فهو يقضي بما يتوافق مع حدود‬
‫ً‬ ‫الكاملة في اتخاذ التدبير الذي يراه‬
‫اختصاصه كقاضي استعجال إداري مهمته حماية الحريات األساسية‪ ،4‬وفي ظل غياب التحديد التشريعي‬
‫لطبيعة ومضمون هذه التدابير نجد بأن الممارسة العملية تظهر من خالل سلطة األمر بوقف التنفيذ‪،‬‬
‫األمر بالقيام بعمل أو االمتناع عن عمل‪ ،5‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Cyril CLÉMENT, « Le juge administratif des référé : un véritable juge de l’urgence après la loi du 30‬‬
‫‪juin 2000 », L.P.A, n° 159, du 10 août 2000, p 6.‬‬
‫‪-3‬زكرياء قشار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪-4‬ريم سكفالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Bertrand FAURE, op.cit, p 24.‬‬
‫‪- 449 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -‬األمر بوقف تنفيذ القرار اإلداري‪ :‬في بداية تطبيق نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،‬رفض‬
‫مجلس الدولة الفرنسي تطبيق مقتضيات المادة ‪ L.521-1‬من قانون العدالة اإلدارية والخاصة بسلطة‬
‫وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية على حاالت االعتداء على الحريات األساسية التي تحكمها المادة ‪L.521-2‬‬
‫من القانون نفسه‪ ،‬وكان ذلك بمناسبة فصله في قضية ‪ ،Aberbri‬وذلك بحجة أن المادة األولى خاصة‬
‫بحاالت وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية فقط‪.1‬‬
‫لكنه غيًّر موقفه الحًقا‪ ،‬حيث اعتبر بأن سلطة وقف تنفيذ القرار اإلداري المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ L.521-1‬من قانون العدالة اإلدارية ال تقتصر على حاالت وقف التنفيذ فقط‪ ،‬بل يمكن تطبيقها‬
‫في حاالت االعتداء على الحريات األساسية المنصوص عليها في المادة ‪ L.521-2‬من القانون نفسه‪ .‬إذ‬
‫جاء في أمر مجلس الدولة المؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪ 2005‬في قضية ‪ Marzieh‬أنه يجوز لقاضي‬
‫االستعجال اإلداري عندما يفصل في الطلب على أساس المادة ‪ L521-2‬من قانون العدالة اإلدارية‪ ،‬أن‬

‫يأمر بوقف تنفيذ القرار المعروض عليه عندما يرى بأن الشروط المنصوص عليها ً‬
‫قانونا متوفرة‪ ،‬وأن وقف‬
‫التنفيذ ضروري لحماية حرية التنقل‪.2‬‬
‫من التطبيقات الحديثة لمجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬نجد األمر بوقف تنفيذ قرار الوضع تحت اإلقامة‬
‫الجبرية في إطار حالة الطوارئ‪ ،‬بحجة عدم توافر الظروف التي تسمح للمحافظ باتخاذ هذا القرار‪ ،‬مما‬
‫خطير وغير مشروع بشكل ظاهر لحرية التنقل‪ ،3‬كما أمر بوقف تنفيذ قرار عمدة‬
‫ًا‬ ‫انتهاكا‬
‫ً‬ ‫يجعله يشكل‬
‫مدينة ‪ ،)Alpes-Maritimes( Villeneuve-Loubet‬المتضمن منع الدخول إلى الشواطئ والسباحة بلباس‬
‫يظهر توجه ديني معين (‪ ،)Bourkini‬رغم أنه ليس هناك أسباب متعلقة بحفظ النظام العام أو النظافة‬
‫العامة‪ ،‬وهذا النطوائه على مساس خطير وغير مشروع بشكل ظاهر بحرية التنقل‪ ،4‬وهو ما يثبت بأن‬
‫الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية ودعوى وقف التنفيذ ال يستبعد أحدهما اآلخر‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Emmanuelle PRADA-BORDENAVE, Conclusions sur C.E, Sec, 23 novembre 2001, Aberbri, R.F.D.A, 2002,‬‬
‫‪p 335.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 4 février 2005, n°270407, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Marzieh, disponible sur‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/ceta/id/CETATEXT000008215643/, consulté le 29 août 2021, à 21 :00.‬‬
‫تتعلق القضية بدعوى استعجالية ضد قرار وزير الداخلية الفرنسي إبعاد السيدة ‪ Merzieh‬من اإلقليم الفرنسي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 22 janvier 2016, M.B, n°396116, Rec. C.E, p 2016.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 26 août 2016, Ligue des droits de l'homme et autres et Association de défense des droits de l'homme‬‬
‫;‪Collectif contre l'islamophobie en France n° 402742 et n° 402777, A.J.D.A 2016, p 1599, note P Gervier‬‬
‫‪R.F.D.A, 2016, p 1227, note Pierre Bon.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Bertrand FAURE, op.cit, p 24.‬‬
‫‪- 450 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وتدعيما لسلطات قاضي االستعجال اإلداري في منح الحماية المطلوبة للحريات األساسية‪ ،‬يمكنه‬
‫ً‬
‫إصدار أوامر لإلدارة‪ ،‬تتضمن القيام بعمل أو االمتناع عن القيام بعمل حتى في حالة غياب القرار‬
‫اإلداري‪.1‬‬
‫ب‪ -‬األمر بالقيام بعمل‪ :‬يمكن لقاضي االستعجال اإلداري توجيه أوامر لإلدارة تتضمن القيام بعمل‬
‫معين‪ .‬ففي إطار األوامر المتعلقة بحماية حرية التنقل يمكننا الرجوع إلى القضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬مهد‬
‫ير يتعلق بحماية‬
‫قضاء غز ًا‬
‫ً‬ ‫ظهور وتطور نظام الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،‬وفي هذا الشأن نجد‬
‫هذه الحرية‪.‬‬
‫في البداية يجب اإلشارة إلى أن قاضي االستعجال اإلداري ال يتدخل ضمن الشروط المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ L.521-2‬من قانون العدالة اإلدارية الفرنسي إال إذا كانت الوضعية المتنازع فيها تسمح‬
‫في وقت قصير باتخاذ التدابير الضرورية لحماية الحريات األساسية‪ ،2‬لهذا ال يمكن توجيه أمر لإلدارة من‬
‫أجل تنفيذ إجراء ال يمكنها اتخاده‪ ،‬كما في حالة الطلب منها السماح لألجنبي المعاد توجيه إلى بلد آخر‬
‫بعد رفض دخوله إلى اإلقليم الفرنسي بإعادة توجيهه إلى فرنسا‪ ،‬ألنه يمكن له أن يطلب الدخول مرة أخرى‬
‫عن طريق القيام بكل التدابير المتوافقة مع القوانين واألنظمة‪ ،3‬أو األمر الموجه لإلدارة بضمان عودة‬
‫أجنبي لفرنسا بعد صدور حكم في حقه يقضي بعقوبة المنع النهائي من اإلقليم‪ ،‬فال يجوز مثل هذا األمر‬
‫ما دام أن المعني لم يستفد من إجراء رفع العقوبة الجزائية‪.4‬‬
‫أصدر قاضي االستعجال اإلداري أمر لإلدارة من أجل تسليم المدعي رخصة مؤقتة لإلقامة‪ ،‬وهذا‬
‫‪5‬‬
‫أيضا األمر‬
‫حتى يتسنى له مواصلة اإلقامة باإلقليم الفرنسي إلى غاية الفصل في موضوع طلب اللجوء ‪ ،‬و ً‬
‫بإرجاع سند اإلقامة الساري المفعول في مهلة ثمانية (‪ )8‬أيام‪ ،6‬أو االنتهاء من التحقيق في ملف طلب‬
‫يوما‪ ،‬وتمكين الطاعن من وصل يعد بمثابة رخصة إقامة‬‫رخصة اإلقامة خالل مهلة خمسة عشر (‪ً )15‬‬
‫مؤقتة‪ ،7‬أو قبول إقامة المدعي تحت صفة طالب لجوء‪ ،1‬أو األمر الموجه للمحافظ بإعادة دراسة وضعية‬
‫أجنبي تم إلغاء قرار طرده‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Victor TOWO KAMGA, La protection juridictionnelle des droits de l’étranger en matière de séjour, thèse de‬‬
‫‪doctorat en Droit international, université Paris 1, Panthéon-Sorbonne, 2005, p 363.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord 13 décembre 2017, A.J.D.A, 2017, p 2447.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 21 septembre 2007, Ministre de l’Intérieur c/Mlle Marie Stely Mayelu, A.J.D.A, 2008, p 763.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 18 mars 2005, Drif, Rec. C.E, p 122.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, ord, 12 janvier 2001, Mme Hyacinthe, Rec. C.E, p 12.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, ord, 8 novembre 2001, Kaigisis, Rec. C.E, p 545.‬‬
‫‪7‬‬
‫; ‪- C.E, ord, 12 novembre 2001, Rec. C.E, p 1132 ; C.E, ord, 11 juin 2002, Ait Oubba, A.J.D.A, 2002, p 925‬‬
‫‪C.E, 12 novembre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Zhar, Rec. C.E, p 988.‬‬
‫‪- 451 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وفي مجال الحق في استعمال جواز السفر والحصول على تأشيرة الدخول‪ ،‬نذكر األمر الموجه‬
‫للسلطات القنصلية بالقيام دون تأخير ومن اللحظة التي يودع فيها المدعي ملفه بالتحقيق في طلبه‪،3‬‬
‫أيضا األمر بإعادة فحص الملف المودع من طرف المدعي‪ ،‬والرامي لتجديد بطاقة التعريف الوطنية‬
‫و ً‬
‫يوما‪ ،4‬أو األمر بتسليم المدعي وأفراد أسرته جوازات سفرهم‬
‫وجواز السفر خالل مهلة خمسة عشر (‪ً )15‬‬
‫التي سحبت منهم بحجة عدم تمتع المدعي بالجنسية الفرنسية‪.5‬‬
‫لكن حسب االجتهاد األخير لمجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬فإن توجيه األمر لإلدارة من أجل إصدار أو‬
‫تجديد جواز السفر ال يخضع لمهلة محددة‪ ،‬وذلك في ظل عدم وجود نص تشريعي أو تنظيمي يحدد ذلك‪،‬‬
‫لهذا فإن هذه اآلجال تحدد في مهل معقولة‪ ،‬والتي يقوم قاضي االستعجال اإلداري بتقديرها حسب‬
‫الظروف الخاصة بكل قضية على حدة‪.6‬‬
‫بالنسبة لقرار المنع من السفر الصادر عن النيابة العامة‪ ،‬والذي يتجاوز المدة المالئمة المطلوبة‬
‫للقيام بالتحريات والبحث‪ ،‬وفي ظل الفراغ التشريعي الذي ينظم هذه المسألة‪ ،‬يعتبر بمثابة اعتداء مادي‬
‫على حرية التنقل‪ ،‬يبرر تدخل قاضي االستعجال اإلداري لتوجيه أمر لإلدارة برفع اسم المدعي من على‬
‫قوائم الممنوعين من السفر وإرجاع جواز سفر المدعي‪.7‬‬
‫في إطار تسيير الحالة الصحية المرتبطة بمكافحة انتشار فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬اتخذ‬
‫محافظ الشرطة لمدينة باريس قرار استخدام الطائرات دون طيار (‪ )Drone‬لمراقبة مدى االلتزام بتدابير‬
‫الحجر الصحي‪ ،‬لكن القاضي اإلداري االستعجالي على مستوى مجلس الدولة أمر الحكومة بوقف تنفيذ‬
‫نظر لالنتهاك الخطير وغير المشروع بشكل ظاهر الذي يشكله على حرية التنقل‪.8‬‬
‫هذا اإلجراء ًا‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, ord, 14 mai 2004, Gaitukaev, n°267360.‬‬
‫ذكره لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬رسالة في االستعجاالت اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord, 22 février 2002, Dieng, R.F.D.A, p 1080.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 4 décembre 2002, Couëdic de Kérerant, Rec. C.E, p 875.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 26 avril 2005, Ministre de l’Intérieur c/ Said M’Lamali, Rec. C.E, p 1034.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, ord, 2 avril 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Marcel, Rec. C.E, p 167.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, ord, 18 août 2015, Ministre de l’Intérieur c/ Mme E, A.J.D.A, 2016, p 19.‬‬
‫وهي قضية تتعلق بطلب مواطنة من جنسية كونغولية تجديد جواز سفر ابنها الفرنسي الجنسية‪ ،‬وتماطل اإلدارة في الرد على هذا‬
‫الطلب‪.‬‬
‫‪-7‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬أمر استعجالي رقم ‪ ،2446‬ملف رقم ‪ ،2015/7101/2561‬مؤرخ في ‪ 28‬أكتوبر ‪ ،2015‬قضية‬
‫المعطي نجيب ضد الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالرباط ووزير العدل والحريات والوكيل القضائي للمملكة‪( .‬قرار غير‬
‫منشور)‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- C.E, ord, 18 mai 2020, n°440442, 440445, Association La Quadrature du Net et Ligue des droit de l’homme,‬‬
‫‪disponible‬‬ ‫‪sur :‬‬ ‫‪https://www.conseil-etat.fr/content/download/155696/document/440442-‬‬
‫‪440445%20%20Quadrature%20du%20net%20et%20LDH.pdf, consulté le 22 juin 2021, a 22 :00.‬‬
‫‪- 452 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫في بعض الحاالت يكون الطعن في األوامر الصادرة عن قاضي االستعجال اإلداري على مستوى‬
‫مجلس الدولة بمثابة عامل ضغط على السلطات اإلدارية‪ ،‬حيث تتراجع وتلتزم بتنفيذ األوامر الصادرة‬
‫إليها‪ ،‬ففي قضية السيدة ‪ ،Hyacinthe‬وهي مواطنة من جنسية تاهيتية طلبت اللجوء لفرنسا لكن السلطات‬
‫اإلدارية المختصة رفضت الطلب‪ ،‬كما رفض قاضي االستعجال اإلداري على مستوى المحكمة االدارية‬
‫توجيه أمر لإلدارة يتضمن تمكين الطاعنة من رخصة إقامة مؤقتة وتسليمها الوثائق الالزمة لتجهيز ملف‬
‫طلب اللجوء‪ .‬في اليوم المحدد لالستئناف أمام مجلس الدولة أمر وزير الداخلية محافظ ‪Seine-Saint-‬‬

‫‪ Denis‬بتسجيل طلب اللجوء وتسليم الطاعنة رخصة إقامة مؤقتة‪.1‬‬


‫األمر نفسه تكرر في قضية السيدة ‪ ،Aubert‬فبعد رفض اإلدارة لطلب حصول الطاعنة على‬
‫رخصة إقامة عن طريق إجراء التجمع العائلي‪ ،‬وبعد رفض قاضي االستعجال اإلداري للمحكمة اإلدارية‬
‫لمدينة ‪ ،Marseille‬استأنفت المعنية األمر أمام مجلس الدولة‪ ،‬وفي اليوم الموالي قرر محافظ ‪Bouches-‬‬

‫‪ du-Rhône‬منح الطاعنة رخصة إقامة على أساس التجمع العائلي‪.2‬‬


‫يعتبر القاضي اإلداري الجزائري المساس بحرية التنقل بمثابة تعدي يستوجب رفعه من قبل‬
‫القاضي االستعجالي‪ ،‬لهذا يمكن توجيه أمر لإلدارة (و ازرة الداخلية) من أجل إرجاع جواز السفر للمدعي‪،‬‬
‫وهذا ما جاء في األمر الصادر عن مجلس قضاء قسنطينة المؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪.31983‬‬
‫ج‪ -‬األمر باالمتناع عن القيام بعمل‪ :‬في هذه الحالة يتضمن األمر الموجه لإلدارة أال تتخذ تصرًفا‬
‫معينا‪ ،‬كما في األمر الموجه لوزير الداخلية بتأجيل تنفيذ قرار إبعاد أجنبي إلى غاية الفصل في دعوى‬
‫ً‬
‫اإللغاء‪ ،4‬فهنا األمر الموجه لإلدارة ال يتضمن القيام بعمل معين بل هو أمر بعدم القيام بعمل‪ ،‬وهو في‬
‫هذه القضية تأجيل تنفيذ إجراءات ترحيل األجنبي الصادر في حقه قرار اإلبعاد‪ ،‬وذلك إلى غاية الفصل‬
‫في مشروعية هذا األخير عن طريق دعوى اإللغاء‪.‬‬
‫كبير في مجال حماية الحقوق‬
‫تطور ًا‬‫لقد شهد القضاء اإلداري المقارن –الفرنسي خاصة‪ً -‬ا‬
‫والحريات األساسية‪ ،‬وهو األمر الذي أشاد به الفقيه ‪ Pacteau‬إذ يرى بأنه " إذا كان القرن العشرون هو‬
‫عصر قضاء تجاوز السلطة‪ ،‬فإن القرن الواحد والعشرون هو عصر القضاء الكامل"‪ ،‬إذ برز التدخل‬
‫االمتيازي للقاضي اإلداري الذي لم يعد قاضي حكم فقط‪ ،‬بل قاضي آمر يتصدى لتعسف اإلدارة ويحمي‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, ord, 12 janvier 2001, Hyacinthe, Rec. C.E, p 12.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, ord, 21 Août 2006, Aubret, n°296570, cité par Olivier LE BOT, op.cit, pp 493-494.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Cour de Constantine, Ch.Adm, ordannance du 30 novembre 1983, précité.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 10 avril 2001, Merzouk, Rec. C.E, p 925.‬‬
‫‪- 453 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الحريات األساسية‪ .‬وقد وصف الفقيه ‪ Foufoutier‬هذا اإلصالح بأنه اإلصالح الذي كان يرجوه الفقه‬
‫وينتظره القضاء ويأمله المتقاضون لما رأوه من عجز األنظمة اإلجرائية القائمة في حماية حرياتهم بشكل‬
‫فعال"‪.1‬‬
‫‪ -2‬الموقف السلبي لقاضي االستعجال اإلداري‪ :‬كباقي الدعاوى المرفوعة أمام الجهات القضائية‪ ،‬فإن‬
‫دعوى الحماية المستعجلة لحماية الحريات األساسية قد يكون مآلها الرفض‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل الحكم‬
‫بعدم االختصاص النوعي أو رفض الطلب‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحكم بعدم االختصاص النوعي‪ :‬نص المشرع الجزائري على حالة عدم االختصاص النوعي لقاضي‬
‫االستعجال اإلداري في المادة ‪ 924‬فقرة ‪ 02‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي تنص على‪ ":‬وعندما يظهر أن الطلب ال‬
‫يدخل في اختصاص الجهة القضائية اإلدارية‪ ،‬يحكم القاضي بعدم االختصاص النوعي"‪ ،2‬ويتحقق ذلك‬
‫في حالة ما إذا تأكد القاضي اإلداري من أن الطلب ال يدخل ضمن اختصاص جهة القضاء اإلداري‪،‬‬
‫كأن تكون المنازعة بين شخصيين من أشخاص القانون الخاص‪ ،‬أو عندما تتصرف اإلدارة بأساليب‬
‫القانون الخاص‪.‬‬
‫وهذا ما يظهر من خالل بعض األوامر الصادر عن القضاء الفرنسي‪ ،‬إذ رفض قاضي‬
‫االستعجال اإلداري طلبات المدعين الرامية لوقف تنفيذ ق اررات حكومية ذات طابع سيادي تتصل بمسائل‬
‫متعلقة بالعالقات الخارجية للدولة‪ ،‬كما في قضية تتعلق بسماح الحكومة الفرنسية للطائرات األمريكية‬
‫والبريطانية المرور عبر المجال الجوي الفرنسي خالل تنفيذها لعمليات حرب الخليج ضد العراق سنة‬
‫‪ ،32003‬أو رفض السماح لدولة أجنبية بتنظيم عملية انتخابية لرعاياها المقيمين في الدولة الفرنسية‪.4‬‬
‫ب‪ -‬األمر برفض الطلب‪ :‬نص المشرع الجزائري على هذه الحالة في المادة ‪ 924‬فقرة ‪ 01‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫التي تنص على‪ ":‬عندما ال يتوفر االستعجال في الطلب‪ ،‬أو يكون غير مؤسس‪ ،‬يرفض قاضي‬
‫قانونا لقبول‬
‫ً‬ ‫االستعجال هذا الطلب بموجب أمر مسبب"‪ ،5‬فعندما ال تتوافر في الطلب الشروط المطلوبة‬
‫الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية يكون مصيرها الرفض‪ ،‬هذه الحاالت هي ذاتها التي‬

‫‪-1‬مازن ليلو راضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 924‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, ord, 10 avril 2003, Comité contre la guerre en Irak et autres, Rec. C.E, p 944.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, ord, 23 mai 2014, Droit Administratif, 2014, n° 57.‬‬
‫تماشيا مع نص‬
‫ً‬ ‫مع المالحظة بأن قاضي االستعجال اإلداري في الجزائري يحكم في مثل هده الحاالت بعدم االختصاص النوعي‬
‫المادة ‪ 924‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬عكس نظيره الفرنسي الذي يحكم برفض الطلب حسب نص المادة ‪ L.522-3‬من قانون العدالة اإلدارية‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 924‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 454 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تقتضي األمر برفض الطلب المستعجل في غير حاالت الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ ،‬بمعنى‬
‫أنها تشكل قاعدة عامة لجميع دعاوى االستعجال اإلداري‪.‬‬
‫فقد رفض القاضي اإلداري للمحكمة اإلدارية لمدنية ‪ Besançon‬طلب الجمعية الوطنية للرياضيين‬
‫وقف تنفيذ قرار محافظ مدينة ‪ Territoire de Belfort‬المتضمن منع تنقل مشجعي فريق كرة القدم‬
‫‪ Nancy Lorraine‬بتاريخ ‪ 15‬جانفي ‪ ،2000‬وبعد الطعن أمام مجلس الدولة قرر هذا األخير بأنه ال‬
‫يوجد أي انتهاك خطير وغير مشروع لحرية التنقل‪ ،‬على أساس أن القرار المخاصم يدخل ضمن مهام‬
‫سلطات الضبط اإلداري في حماية النظام العام‪.1‬‬
‫ثالثا‪ -‬نطاق سلطة توجيه األوامر لإلدارة في إطار الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية‪:‬‬
‫يظهر نطاق سلطات قاضي االستعجال اإلداري في توجيه األوامر الالزمة للمحافظة على الحريات‬
‫األساسية المنتهكة من طرف اإلدارة‪ ،‬من خالل احترام حدود اختصاصه كقاضي استعجال من جهة (‪،)1‬‬
‫ومن جهة أخرى نجد بأن طبيعة سلطة توجيه األوامر لإلدارة في نطاق دعوى حماية الحريات األساسية‬
‫تختلف عن سلطة توجيه األوامر المتعرف بها لقاضي الموضوع (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬احترام حدود اختصاص قضاء االستعجال اإلداري‪ :‬بالرغم من السلطات المعتبرة وغير المحدودة التي‬
‫منحها المشرع لقاضي االستعجال اإلداري من أجل المحافظة على الحريات األساسية المنتهكة من طرف‬
‫اإلدارة‪ ،‬إال أنه ال يمكن له األمر بإلغاء أو تعديل أو سحب قرار إداري أو النطق بتدابير ذات طابع‬
‫نهائي‪ ،‬وذلك يدخل ضمن احترام المبدأ العام المتعلق بعدم المساس بأصل الحق الذي نصت عليه المادة‬
‫‪ 918‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫هذه القاعدة يترتب عليها حضر إلغاء القرار اإلداري‪ ،‬وذلك ألن اإللغاء ال يتوافق مع صفة‬
‫التدابير المؤقتة التي تميز قضاء االستعجال‪ ،2‬فإلغاء القرار اإلداري ال يكون من التدابير التي يختص بها‬
‫قاضي االستعجال اإلداري‪ ،‬باعتباره ليس تدبير مؤقت‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم قبول الطلب األصلي بإلغاء‬
‫القرار على نحو ما أورده المدعي في طلب الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪.3‬‬
‫مماثال في اآلثار التي‬
‫ً‬ ‫كما أن األمر الذي يصدره قاضي االستعجال اإلداري ال يجب أن يكون‬
‫يحدثها مع اآلثار المترتبة على الحكم الصادر عن قاضي الموضوع‪ ،‬وإال فإن العلة في اللجوء إلى قاضي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Interdiction de déplacement, jurissport, 2020, n°206, p 10.‬‬
‫‪-2‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- T.A, Marseille, 22 juillet 2001, Saddouki, A.J.D.A, 2002, p 1053.‬‬
‫‪- 455 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الموضوع ستنتفي‪ ،‬ويكون تدخل قاضي االستعجال لحماية الحريات األساسية ً‬


‫كافيا من خالل تسوية آثار‬
‫التصرفات المعتدية على الحريات بصفة نهائية‪ ،‬وهو ما يعني تحول قاضي االستعجال بشكل غير مباشر‬
‫إلى قاضي موضوع‪ ،1‬لذلك قضى مجلس الدولة الفرنسي بأن األمر بتسليم المدعي رخصة نهائية لإلقامة‬
‫يتجاوز سلطات واختصاصات قاضي االستعجال‪ ،‬والذي تتوقف مهمته عند األمر بتسليم رخصة مؤقتة‬
‫لإلقامة فحسب‪ ،‬أو األمر بتسليم اإليصال الدال على تسليم الطلب لإلدارة‪ ،‬مما يمكنه من ممارسة حرية‬
‫التنقل واإلقامة بصفة قانونية إلى غاية االنتهاء من دراسة طلبه‪.2‬‬
‫كما قضى مجلس الدولة الفرنسي بأنه ال يجوز لقاضي االستعجال اإلداري أن يأمر اإلدارة بتسليم‬
‫المدعي وهو مواطن جزائري الجنسية رخصة إقامة لمدة عام‪ ،‬والتي كانت اإلدارة قد رفضت منحها له‪،‬‬
‫وذلك ألن هذا يعني أمر اإلدارة بإلغاء قرارها بالرفض‪ ،‬وهو ما يدخل ضمن اختصاص قاضي‬
‫أيضا بأنه ال يجوز لقاضي االستعجال اإلداري توجيه أمر للمحافظ من أجل تسليم‬ ‫‪3‬‬
‫الموضوع ‪ ،‬كما قضى ً‬
‫المدعي رخصة إقامة‪ ،‬ألن هذا األمر له ذات اآلثار المترتبة على الحكم بإلغاء قرار المحافظ‪ ،‬وهو ما‬

‫يكون من آثاره سحب المحافظ لهذا القرار ‪ ،‬كما قضى ً‬


‫‪4‬‬
‫أيضا بأنه ال يمكن لقاضي االستعجال أن يأمر‬
‫اإلدارة بضمان رجوع أجنبي إلى اإلقليم الفرنسي كان محل منع من اإلقامة على اإلقليم الفرنسي بموجب‬
‫عقوبة تكميلية‪ ،‬وذلك ما دام أن المعني لم يستفد من رفع هذه العقوبة‪.5‬‬
‫‪ -2‬اختالف طبيعة األوامر الصادرة عن قاضي االستعجال اإلداري عن تلك الصادرة عن قاضي‬
‫الموضوع‪ :‬تختلف سلطة توجيه األوامر في الدعوى االستعجالية لحماية الحريات األساسية من حيث‬
‫طبيعتها‪ ،‬فه ي ال تتطابق مع تلك المعترف بها لقاضي الموضوع في مجال توجيه األوامر بخصوص تنفيذ‬
‫المقررات التي يصدرها‪ ،‬والتي نص عليها المشرع الجزائري في المواد من ‪ 978‬إلى ‪ 989‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.6‬‬
‫إن االعتراف للقاضي اإلداري بسلطة توجيه األوامر لإلدارة كان ألول مرة بفرنسا بموجب قانون ‪8‬‬

‫فيفري ‪ ،1995‬ورغم أهمية هذا اإلصالح القانوني إال أنه كان غير ً‬
‫كافيا‪ ،‬وذلك ألن هذه األوامر كانت‬
‫مقيدة بهدف واحد وهو ضمان تنفيذ األحكام والق اررات القضائية كطريقة إلجبار اإلدارة على تنفيذ األحكام‬

‫‪-1‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Olivier DUGRIP, « Les procédures d’urgence : l’économie générale de la réforme », R.F.D.A, 2002, p‬‬
‫‪246.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 10 avril 2001, Marzouk, Rec. C.E, p 925.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 14 février 2003, Mme Fatma Foury, Rec. C.E, p 913.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 18 mars 2005, Drif.‬‬
‫ذكره لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬رسالة في االستعجاالت اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪-6‬راجع مواد الباب السادس من الكتاب الرابع الموسوم ب" في تنفيذ أحكام الجهات القضائية اإلدارية" من القانون رقم ‪.09-08‬‬
‫‪- 456 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الصادرة ضدها‪ ،‬فهذه األوامر لم تكن مقصودة لذاتها‪ ،‬ولم يكن في مقدور القاضي الحكم بها بصفة‬
‫مستقلة عن منازعة أخرى‪.1‬‬
‫كامال عن الحظر المفروض على‬
‫لهذا يوجد من الفقه من لم يعتبر هذا اإلصالح رغم قيمته تحوًال ً‬
‫القاضي اإلداري في توجيه أوامر لإلدارة كما كان يرجى‪ ،‬أو على نحو ما هو عليه الوضع بالنسبة‬
‫للقاضي العادي‪.2‬‬
‫أما بالنسبة ألوامر الحماية المستعجلة للحريات األساسية فهي تكريس للخروج المطلق على مبدأ‬
‫حظر توجيه األوامر إلى اإلدارة‪ ،‬والسبب في ذلك أنها أوامر مستقلة‪ ،‬فكما تقدم فهي ال تتعلق إال بدعوى‬
‫الحماية المستعجلة للحريات‪ ،‬وال ترتبط بسواها مثل األوامر التنفيذية‪ ،‬كما أنها أوامر مباشرة‪ ،‬بمعنى أنها‬
‫تدخل في نطاق سلطة القاضي المباشرة بمجرد اتصاله بالدعوى االستعجالية الرامية للمحافظة على‬
‫الحريات األساسية‪ ،‬ويأمر بها إذا توافرت شروط تطبيقها دون حاجة أن يطلب المدعي ذلك بموجب طلب‬
‫مستقل عن الدعوى االستعجالية‪ ،3‬ولعل هذا هو السبب الذي دفع بعض الفقه بأن يطلق على نظام‬
‫الحماية المستعجلة للحريات بقضاء األوامر المستعجلة ‪.4Référé-injonction‬‬
‫وهذا معناه أنها وسيلة القاضي االستعجالي لحماية الحرية األساسية التي ينفرد بسلطة األمر بها‬
‫دون سواه من قضاة القضاء اإلداري‪ ،‬الذي يمنع عليهم توجيه أوامر إلى اإلدارة إال في حدود إجبارها على‬
‫تنفيذ ما يصدر عنهم من أحكام‪ ،5‬وهو ما دفع بعض الفقه إلى القول بأن سلطة قاضي الحماية المستعجلة‬
‫للحريات تتجاوز إلى حد بعيد سلطة األوامر التي يمارسها القاضي اإلداري إلجبار اإلدارة على تنفيذ‬
‫األحكام القضائية‪.6‬‬
‫في األخير‪ ،‬يمكن القول بأن دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية تعتبر أحد أبرز معالم‬
‫اإلصالحات التي جاء بها المشرع ضمن دعاوى االستعجال اإلداري‪ ،‬األمر الذي جعل الفقه يصفها بأنها‬
‫ذات طبيعة مبتكرة‪ ،‬بل وحتى ثورية‪ ،‬واألكثر فائدة ورمزية لهذا اإلصالح التشريعي‪ .‬فإذا اعتبرنا أن‬

‫نوعا من التدرج لسلطات القاضي االستعجالي اإلداري ً‬


‫تبعا لمدى أهمية ونوعية الحريات‬ ‫المشرع يكرس ً‬

‫‪-1‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.163-162‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Jean GOURDOU, « Les nouveaux pouvoirs du juge administratif en matière d’injonction et‬‬
‫‪d’astreinte », R.F.D.A, 1996, p 333.‬‬
‫‪-3‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- François BRENET, op.cit, p 1535.‬‬
‫‪-5‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪- Daniel LABETOULLE, « Le projet de réforme des procédures d’urgence devant le juge administratif »,‬‬
‫‪6‬‬

‫‪A.J.D.A, 1999, p 80.‬‬


‫‪- 457 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫التي يجب حمايتها‪ ،‬فإن االستعجال حرية يجسد النقطة النهائية لحماية حقوق المتقاضين‪ ،‬لهذا أطلق عليه‬
‫األستاذ ‪ CHAPUS‬وصف "ملك اإلجراءات المستعجلة"‪.1‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬


‫يشكل تدخل القاضي اإلداري االستعجالي ضمانة مهمة لحماية حرية التنقل‪ ،‬وذلك بالنظر لتوافق‬
‫االعتداء على هذه الحرية مع الشروط المتعلقة بدعاوى االستعجال اإلداري من حيث ضرورة توافر عنصر‬
‫كثير ما يلجأ األفراد إلى رفع دعاوى االستعجال اإلداري‬
‫االستعجال وكذا عدم المساس بأصل الحق‪ ،‬لهذا ًا‬
‫مباشرة بعد رفع دعوى اإللغاء أمام قاضي الموضوع‪.‬‬
‫تتنوع صور حماية القاضي اإلداري االستعجالي لحرية التنقل حسب الهدف الذي يبتغيه‬
‫المتقاضي‪ ،‬ففي المقام األول تبرز الدعوى االستعجالية لوقف تنفيذ الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية‬
‫تجسيدا لحماية المتقاضي في مواجهة امتيازات السلطات اإلدارية في التنفيذ المباشر‬
‫ً‬ ‫التنقل‪ ،‬والتي تعتبر‬
‫خصوصا الق اررات اإلدارية‬
‫ً‬ ‫والجبري للق اررات اإلدارية‪ .‬وتغطي هذه الدعوى مجمل أنواع الق اررات اإلدارية‬
‫السلبية التي تحتل حي ًاز الفتًا ضمن الق اررات المقيدة لحرية التنقل‪ .‬وتطبق هذه الدعوى في حالة الشك‬
‫الجدي حول مشروعية القرار اإلداري وفي حالة االعتداء المادي‪.‬‬
‫تعتبر دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية من أهم المستجدات التي جاء بها المشرع‬
‫الجزائري ضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬فهي _رغم ندرة استعمالها من طرف القاضي اإلداري‬
‫الجزائري_ تشكل اآللية اإلجرائية األكثر مالءمة للحماية المستعجلة ضد تعسف السلطات اإلدارية الناتج‬
‫عن مختلف االنتهاكات التي تتعرض لها حرية التنقل "األساسية"‪ ،‬وذلك بالنظر لآلجال المتناهية القصر‬
‫التي يتم الفصل خاللها‪ ،‬وكذلك إلى طبيعية السلطات التي يحوزها القاضي اإلداري االستعجالي في األمر‬
‫بكل التدابير الضرورية لحماية هذه الحرية بما فيها وقف التنفيذ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Olivier LE BOT, La protection des libertés fondamentales par la procédure du référé-liberté op.cit, pp 41-42.‬‬
‫‪- 458 -‬‬
‫‪:‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دعوى اإللغاء كآلية لحماية‬


‫حرية التنقل‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بعد مباشرة مختلف الدعاوى االستعجالية والحصول على التدابير المؤقتة لحماية حرية التنقل‪،‬‬
‫ينتقل المتقاضي إلى مرحلة قضاء اإللغاء أمام قاضي الموضوع‪ ،‬وذلك من أجل مناقشة مشروعية مختلف‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪.‬‬
‫القرارات اإلدارية ّ‬
‫إن القاضي اإلداري وهو يقوم بالتحّقق من مخالفة القرار اإلداري لمبدأ المشروعية‪ ،‬يقتضي منه‬
‫ّ‬
‫األمر إجراء عملية الموازنة بين مبدأ المشروعية‪ ،‬وما يتطّلبه من الحكم بإلغاء كل قرار إداري غير مشروع‬
‫من جهة‪ ،‬وبين مبدأ األمن القانوني‪ ،‬وما يقتضيه من حماية الحقوق الشخصية والمراكز القانونية التي‬
‫بناء على القرار اإلداري من جهة أخرى‪ ،1‬ووسيلته في هذا المجال هي دعوى اإللغاء أو كما‬
‫استقرت ً‬
‫ّ‬
‫تسمى في فرنسا دعوى تجاوز السلطة "‪ ،"Recours pour excès de pouvoir‬والتي ّ‬
‫تتحدد فيها سلطات‬
‫القاضي اإلداري في اإللغاء الكلي أو الجزئي للقرار اإلداري المطعون فيه‪.2‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتبر تصنيف األستاذ ‪ François GAZIER‬لوسائل عدم المشروعية في دعوى اإللغاء األكثر‬
‫منطقية وأهمية‪ ،‬وذلك ألنه قسم أسباب عدم المشروعية الممكنة لالحتجاج على مشروعية القرار اإلداري‬
‫إلى صنفّين‪ ،‬أوجه عدم المشروعية الخارجية وتضم‪ :‬عيب عدم االختصاص‪ ،‬عيب الشكل واإلجراءات‪،‬‬
‫وأوجه عدم المشروعية الداخلية وتضم‪ :‬عيب انعدام األساس القانوني‪ ،‬عيب مخالفة القانون‪ ،‬وعيب‬
‫كرسه القضاء اإلداري في عدد كبير من ق ارراته‪ ،‬كما سار‬
‫االنحراف في استعمال السلطة‪ .‬هذا التصنيف ّ‬
‫عليه غالبية الفقه‪.3‬‬
‫نص تشريعي أو تنظيمي‬
‫ورغم أنه وكما يقول األستاذ ‪ Fabrice MELLERAY‬ال يوجد أي ّ‬
‫معمول به في القانون الفرنسي ّ‬
‫ينص على أوجه عدم مشروعية الق اررات اإلدارية أو حاالت رفع دعوى‬
‫إن هذا الغياب يظهر بشكل الفت عند مقارنة الوضع القانوني الفرنسي مع باقي الدول التي‬
‫اإللغاء‪ّ .‬‬
‫استلهمت من النظام الفرنسي آليات ممارسة دعوى اإللغاء‪ ،‬لكنها قامت بتحديد حاالت رفع هذه الدعوى‬
‫ضمن تشريعاتها الوطنية‪.4‬‬
‫لم يحظى موضوع حاالت رفع دعوى اإللغاء في النظام القضائي اإلداري الجزائري باالهتمام نفسه‬
‫وضعية ومكانة القضاء الفاصل في المنازعات اإلدارية منذ سنة‬
‫ّ‬ ‫الموجود في القانون المقارن‪ ،‬وذلك بسبب‬

‫‪ -1‬أحمد عبد الحسيب عبد الفتاح السنتريسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Bruno LASSERRE, « Recours », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, novembre 2001,‬‬
‫‪actualisation janvier 2015, n° 36, p 8.‬‬
‫‪ -3‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المسؤولية اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 29‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Fabrice MELLERAY, « Recours pour excès de pouvoir : moyens d'annulation », Répertoire de contentieux‬‬
‫‪administratif, Dalloz, janvier 2007, actualisation janvier 2019, n° 2, p 3.‬‬
‫‪- 460 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مندمجا في نظام قضائي موحد‪ .‬إضافة لعدم وجود اجتهاد قضائي‬


‫ً‬ ‫‪ 1963‬إلى غاية سنة ‪ ،1998‬إذ كان‬
‫متكامل‪ ،‬األمر الذي ال يسمح بمعرفة موقف القاضي اإلداري اتجاه حاالت رفع دعوى اإللغاء‪ ،‬لكن ومن‬
‫أن هذه الحاالت م ّرت بمرحلتين‪ ،‬األولى ساد‬
‫خالل األحكام والق اررات القضائية المنشورة يمكن االستنتاج ب ّ‬
‫تضم عيب عدم االختصاص‪ ،‬الشكل‬ ‫خاللها العمل بالقائمة الموروثة من القضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬والتي ّ‬
‫واإلجراءات‪ ،‬االنحراف في استعمال السلطة وخالفة القانون‪ .‬لكن الوضع ّ‬
‫تغير في المرحلة الثانية‪ ،‬والتي‬
‫يصعب تحديدها من الناحية التاريخية‪ ،‬وأصبحت دعوى اإللغاء تستند على حالة واحدة وهي حالة تجاوز‬
‫السلطة‪.1‬‬
‫فسر النطاق الذي يملكه القاضي اإلداري‪ ،‬فيمكن له‬
‫إن تصنيف وسائل وأوجه عدم المشروعية ي ّ‬
‫ّ‬
‫نادر ما يكون للقاضي اختيار مجال‬
‫كما في حالة عدم االختصاص إثارة هذا العيب بشكل تلقائي‪ .‬لكن ًا‬
‫الرد على أوجه عدم المشروعية المعروضة عليه‪.2‬‬
‫الرقابة الخارجية أو الداخلية‪ ،‬إذ يقتصر على ّ‬
‫على هذا األساس‪ ،‬يفحص قاضي اإللغاء أوجه عدم المشروعية الخارجية والداخلية التي تصيب‬
‫تأكيد مشروعية القرار اإلداري إذا كان متوافًقا مع القانون أو‬
‫الق اررات اإلدارية‪ ،‬ليصل في النهاية إلى ّ‬
‫الحكم بإلغائه في الحالة المعاكسة‪ .‬فبالنسبة لرقابة القاضي اإلداري ألوجه عدم المشروعية الخارجية‬
‫المقيدة لحرية التنقل فهي رقابة محدودة‪ ،‬ال يملك القاضي اإلداري حيالها سوى مراقبة‬
‫ّ‬ ‫للق اررات اإلدارية‬
‫تنص عليه النصوص القانونية‪ ،‬ورغم ما يبدو على هذه الرقابة من‬
‫مدى التزام السلطات اإلدارية بما ّ‬
‫وضوح وبساطة في الوهلة األولى باعتبار أنها مجرد تحّقق من مدى تطابق القرار اإلداري مع ّ‬
‫النص‬
‫القانوني‪ ،‬فإنها تطرح بعض الصعوبات في حاالت خاصة (المبحث األول)‪.‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬فيملك‬
‫ّ‬ ‫أما بالنسبة لرقابة أوجه عدم المشروعية الداخلية للق اررات اإلدارية‬
‫الية في مواجهة السلطة‬
‫فع ّ‬‫القاضي اإلداري حيالها سلطات واسعة‪ ،‬وهذا من أجل جعل هذه الرقابة أكثر ّ‬
‫التقديرية الكبيرة التي تتمتّع بها السلطات اإلدارية في تقييد حرية التنقل‪ ،‬والتي تبنى في مجملها على‬

‫تصرف اإلدارة يكون ّ‬


‫مقيًدا بالعمل ضمن‬ ‫ّ‬ ‫إن‬
‫اعتبارات متعّلقة بحماية النظام واألمن العموميين‪ ،‬وبالتالي ف ّ‬
‫إطار المصلحة العامة‪ ،‬األمر الذي يجعل من رقابة القاضي اإلداري على درجة من األهمية بالنسبة‬
‫للمتقاضي كما لإلدارة (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬رشيد خلوفي‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe », op.cit, n° 42, p 15.‬‬
‫‪- 461 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المقيدة لحرية‬
‫ّ‬ ‫المبحث األول‪ :‬رقابة القاضي اإلداري ألوجه عدم المشروعية الخارجية للق اررات اإلدارية‬
‫التنقل‬
‫يتكون منها هذا‬
‫تتوافق أوجه عدم المشروعية الخارجية للقرار اإلداري مع األركان الخارجية التي ّ‬
‫فإن عدم المشروعية التي تلحق هذه‬
‫القرار وهي ركن االختصاص‪ ،‬ركن الشكل وركن اإلجراءات‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫فإن‬
‫األركان تتثمل في عيب عدم االختصاص‪ ،‬عيب الشكل وأخي ًار عيب اإلجراءات‪ .‬وفي جميع األحوال ّ‬
‫يتم فحصها من طرف القاضي اإلداري في حالة إثارتها من طرف المدعي‬
‫أوجه عدم المشروعية الخارجية ّ‬
‫عكس الحال بالنسبة لعيب عدم االختصاص الذي يمكن للقاضي إثارته من تلقاء نفسه‪.1‬‬
‫يأتي عيب عدم االختصاص في مقدمة أوجه عدم المشروعية الخارجية أهمي ًة من حيث مدى‬
‫حسمه للنزاع اإلداري‪ ،‬فهو عيب يتعّلق بالنظام العام‪ ،‬بمعنى أنه بإمكان الطاعن إثارته في أي مرحلة‬
‫تكون عليها الدعوى كما يمكن للقاضي إثارته من تلقاء نفسه‪ .‬ورغم أن قواعد االختصاص بالنسبة للق اررات‬
‫المختصة بإصدار‬
‫ّ‬ ‫حدد المشرع بشكل دقيق السلطات اإلدارية‬
‫المقيدة لحرية التنقل واضحة‪ ،‬حيث ّ‬
‫اإلدارية ّ‬
‫كل نوع من هذه الق اررات‪ ،‬لكن رغم ذلك فإنه قد يحدث أن تعتدي سلطة إدارية على اختصاص سلطة‬
‫أحيانا عن سوء تطبيق قواعد تفويض االختصاصات اإلدارية (المطلب‬
‫ً‬ ‫أخرى‪ ،‬كما قد ينتج هذا العيب‬
‫األول)‪.‬‬
‫نص عليها‬
‫المقيدة لحرية التنقل يجب أن تصدر حسب األشكال التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫لصحة الق اررات اإلدارية‬
‫أهم هذه األشكال أن تكون هذه الق اررات مسببة بشكل كاف‪ ،‬ومبدأ تسبيب القرار اإلداري يختلف‬‫المشرع‪ ،‬و ّ‬
‫عن أسبابه‪ ،‬فهذه األخيرة تتعّلق بركن السبب وهو ركن من األركان الداخلية للقرار اإلداري‪ .‬وحسب المبدأ‬
‫نص القانون على خالف ذلك‪ ،‬لكن ما يالحظ أن‬
‫فإن اإلدارة غير ملزمة بتسبيب ق ارراتها ّإال إذا ّ‬
‫العام ّ‬
‫ص على الزامية تسبيب‬‫المشرع في كثير من النظم القانونية اتجه في اآلونة األخيرة إلى إصدار قوانين تن ّ‬
‫خصوصا تلك المتعّلقة بق اررات الضبط اإلداري في مواجهة الحقوق والحريات العامة‬‫ً‬ ‫الق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫لألفراد (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫شكل عيب عدم صحة اإلجراءات الوجه األخير من أوجه عدم المشروعية الخارجية للق اررات‬
‫ي ّ‬
‫اإلدارية‪ ،‬حيث فرض المشرع جملة من اإلجراءات التي يجب على اإلدارة احترامها قبل إصدار القرار‬

‫شكل اإلجراء االستشاري أحد ّ‬


‫أهم الضمانات المتعّلقة بالمشروعية الخارجية‪ ،‬إضافة الحترام‬ ‫اإلداري‪ ،‬وي ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Fabrice MELLERAY, op.cit, n° 13, p 7‬‬
‫‪- 462 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يكرس ضمانة مهمة‬


‫المقيدة لحرية التنقل نجد أن المشرع ّ‬
‫حق الدفاع أمام اإلدارة‪ .‬ففي إطار الق اررات ّ‬
‫مبدأ ّ‬
‫أي‬
‫محددة من أجل إعطاء الر ّ‬
‫يتم استشارتها حول وضعيات ّ‬ ‫النص على لجان إدارية ّ‬
‫جدا لألفراد من خالل ّ‬
‫ً‬
‫االستشاري حول إصدار القرار المعني‪ ،‬إضافة ّ‬
‫لتكريس مبدأ اإلجراء الوجاهي لتمكين األفراد من الدفاع‬
‫المقيدة لحريتهم في التنقل (المطلب الثالث)‪.‬‬
‫عن مصالحهم ضد كل الق اررات ّ‬

‫المقيدة‬
‫ّ‬ ‫المطلب األول‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على عيب عدم االختصاص في الق اررات اإلدارية‬
‫لحرية التنقل‬
‫يمثل االختصاص ركن أساسي من أركان القرار اإلداري‪ ،‬ويقصد به التأهيل القانوني الذي تحوزه‬
‫ومنتجا لكافة آثاره‬
‫ً‬ ‫صحيحا‬
‫ً‬ ‫اإلدارة في ممارسة امتيازات السلطة العامة‪ ،‬ولكي يكون القرار اإلداري‬
‫القانونية يجب أن يقوم على جميع األركان‪ ،‬والتي يعتبر االختصاص من أبرزها وأهمها على اإلطالق‬

‫بالنظر ألن القانون العام يقوم في مجمله على فكرة االختصاص‪ ،‬فتحديد االختصاص لجهة إدارية ّ‬
‫معينة‬ ‫ّ‬
‫أن تباشر كل سلطة ممارسة‬
‫يعتبر النتيجة المباشرة لمبدأ الفصل بين السلطات الذي يقتضي ب ّ‬
‫االختصاصات المسندة لها وفًقا ألحكام الدستور والقانون‪ .‬فكل من السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية‬
‫تحدد بدقة وبشكل واضح‬
‫المهام والصالحيات المرتبطة بها‪ ،‬وحتى داخل السلطة التنفيذية يجب أن ّ‬
‫ّ‬ ‫تباشر‬
‫تتكون منها‪.‬‬
‫االختصاصات المسندة لكل الهيئات اإلدارية التي ّ‬
‫إن جميع إدارات الدولة وهيئاتها سواء المركزية أو المحلية أو المرفقية تحكمها قواعد االختصاص‬
‫ّ‬
‫المنصوص عليها في الدستور والقانون والتنظيم‪ ،‬ففي ضوء هذه القواعد يجب على كل هيئة من تلك‬
‫فإن الق اررات اإلدارية لكي تكون‬
‫وتبعا لذلك ّ‬
‫قانونا‪ً .‬‬
‫ً‬ ‫المحددة لها‬
‫ّ‬ ‫الهيئات االلتزام بنطاق االختصاصات‬
‫تختص بها‪ ،‬فإذا صدر قرار إداري من‬‫ّ‬ ‫صحيحة ومشروعة يجب أن تصدر عن الهيئات اإلدارية التي‬
‫فإن ذلك يؤدي إلى عدم مشروعية هذا القرار‪ ،‬ويصبح‬
‫طرف سلطة إدارية ال تملك االختصاص إلصداره ّ‬
‫مشوبا بعيب عدم االختصاص‪ ،‬ويكون ً‬
‫قابال للطعن فيه باإللغاء أمام الجهة القضائية المختصة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بالتالي‬
‫سليما‬
‫ً‬ ‫يقصد باالختصاص في مجال القرارات اإلدارية سلطة إصدار القرار‪ ،‬وحتى يكون القرار‬
‫مشوبا بعيب عدم االختصاص‪ ،‬وعليه‬
‫ً‬ ‫فإنه يجب أن يصدر من موظف عام يملك هذه السلطة‪ ،‬و ّإال كان‬
‫معين‪.1‬‬
‫قانونا على مباشرة عمل ّ‬
‫فإن عيب عدم االختصاص هو عدم القدرة ً‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1988 ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪- 463 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يترتّب على مخالفة قواعد االختصاص إصابة القرار اإلداري بعيب االختصاص‪ ،‬ويتسم القرار‬
‫قانونا بإصداره‪ .‬ولما كانت قواعد القانون اإلداري‬
‫بهذه الصفة لصدوره عن جهة إدارية غير الجهة المخولة ً‬
‫األسس والمعايير التي‬
‫محدودا لتبيان ّ‬
‫ً‬ ‫ذات منشأ قضائي باألساس فمن الطبيعي أن يكون ّ‬
‫تدخل المشرع‬
‫تدخل الفقه‬
‫فإن ّ‬‫خصوصا في جانب الرقابة القضائية والنتائج المترتبة عنها‪ ،‬لهذا ّ‬
‫ً‬ ‫ترتبط بركن االختصاص‬
‫الدور الكبير في تقرير األحكام التي تحكم موضوع االختصاص‬
‫والقضاء في هذا المجال كان له األثر و ّ‬
‫في القرار اإلداري‪.‬‬
‫تتحدد دراسة عيب عدم االختصاص حول تبيان األحكام العامة لهذا‬‫بناء على ما سبق ذكره‪ّ ،‬‬ ‫ً‬
‫الوجه من أوجه عدم المشروعية (الفرع األول)‪ ،‬ثم حاالت تحّقق عيب عدم االختصاص بالنسبة للق اررات‬
‫أخير سلطات القاضي اإلداري في إقرار جزاء لعيب عدم‬
‫المقيدة لحرية التنقل (الفرع الثاني)‪ ،‬و ًا‬
‫ّ‬ ‫اإلدارية‬
‫االختصاص (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األحكام العامة لعيب عدم االختصاص‬


‫يتمي ز عيب عدم االختصاص بأنه عيب صارم ومختلف بصفة جذرية عن باقي عيوب عدم‬
‫ّ‬
‫فصل ودقيق عن‬‫محددة بشكل م ّ‬‫المشروعية األخرى‪ ،‬وهذا راجع ألن اختصاصات السلطات اإلدارية ّ‬
‫طريق القوانين المختلفة‪ ،‬ففكرة االختصاص هي األساس الذي يبنى عليه كل القانون العام‪ ،‬فمن خالل‬

‫عملية الرقابة التي يقوم بها القاضي اإلداري يظهر مدى ّ‬


‫تميز وصرامة هذا العيب‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫تشكل في مجملها األحكام العامة لهذا العيب‪.‬‬
‫األسس ّ‬
‫مجموعة من ّ‬
‫رغم أن عيب عدم االختصاص يعتبر أقدم حاالت عدم المشروعية التي تفتح المجال للطعن في‬
‫يتميز في‬
‫الق اررات اإلدارية‪ ،‬واألصل العام الذي انبثقت عنه باقي عيوب عدم المشروعية األخرى‪ ،‬فإنه ّ‬
‫واقع األمر بجملة من الخصائص أعطت له مكانة ومعاملة خاصة من قبل القاضي اإلداري‪ ،‬فهو العيب‬
‫الوحيد المتعّلق بالنظام العام (أوال)‪ ،‬األمر الذي يثير مسألة إمكانية تصحيحه (ثانيا)‪ ،‬ويظهر في بعض‬
‫الوضعيات مجرد وسيلة غير مؤثرة في الخصومة القضائية (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬عيب عدم االختصاص من النظام العام‪ :‬اتّفق الفقه والقضاء اإلداري على أن القواعد المنظمة‬
‫التقيد بتلك القواعد وعدم الخروج عن‬
‫الختصاص السلطات اإلدارية تعتبر من النظام العام‪ ،‬فيجب عليها ّ‬
‫فإن العيب المتّصل بمخالفة تلك القواعد يعتبر هو اآلخر من النظام العام‪ ،1‬بمعنى أنه‬
‫مقتضياتها‪ ،‬وعليه ّ‬

‫‪ -1‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬أصول القضاء اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪- 464 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بإمكان المدعي أن يثيره في أي وقت كما يستطيع القاضي اإلداري أن يثيره من تلقاء نفسه في أي مرحلة‬
‫كانت عليها الدعوى‪.1‬‬
‫أهم األسباب المتعّلقة‬
‫يتميز به من أحكام يعتبر من ّ‬
‫وبالنظر لما ّ‬
‫ّ‬ ‫إن عيب عدم االختصاص‬ ‫ّ‬
‫بالنظام العام في القانون اإلداري الفرنسي‪ ،‬فقواعد االختصاص بالنسبة ألعمال اإلدارة تعتبر من النظام‬
‫العام‪ ،‬وذلك لكون القانون اإلداري يقوم على فكرة االختصاص‪ ،‬وهذا منذ صدور قانون ‪ 1790‬الذي‬
‫يسا على صعيد‬
‫تكر ً‬
‫أهم وأكثر الوسائل ّ‬
‫استحدث مبدأ الفصل بين السلطات اإلدارية والقضائية‪ ،‬ومن ّبين ّ‬
‫خصوصا محكمة التنازع حيث أعطت‬
‫ً‬ ‫أكد عليه القضاء اإلداري في فرنسا‬
‫المنازعات اإلدارية‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫متميزة باعتباره من النظام العام‪ .2‬هذا ما يقود بالضرورة لتعريف الوسيلة‬
‫لعيب عدم االختصاص مكانة ّ‬
‫المتعّلقة بالنظام العام (‪ )1‬وعرض مختلف النتائج المترتبة عنها (‪.)2‬‬
‫عرف األستاذان ‪ Jean-Marie AUBY‬و ‪Roland‬‬
‫‪ -1‬تعريف الوسيلة المتعّلقة بالنظام العام‪ّ :‬‬
‫‪ DRAGO‬الوسيلة المتعّلقة بالنظام العام بأنها تلك الوسيلة التي يمكن أن يثيرها القاضي من تلقاء نفسه‪،‬‬
‫عرفها األستاذ ‪ ODENT‬بأنها تلك‬
‫كما يمكن إثارتها ألول مرة أمام قاضي االستئناف أو النقض‪ ،‬كما ّ‬
‫الوسيلة المتعّلقة بمسألة ذات أهمية‪ ،‬بحيث ينكر القاضي القاعدة القانونية والتي من واجبه احترامها إذا‬
‫تبرر فحصة‬
‫كان القرار القضائي الصادر منه لم يأخذها بعين االعتبار‪ ،‬وأن أهمية هذه المسألة هي التي ّ‬
‫التلقائي لها‪.3‬‬
‫الوصف بسبب خطورة عدم المشروعية الناجمة عنها‪ ،‬على‬ ‫ّ‬ ‫وقد أعطاها القاضي اإلداري هذا‬
‫تكريس هذه القاعدة يعود إلى أن الوسيلة المتعّلقة بالنظام العام تمس بالقواعد‬
‫أساس أن السبب في ّ‬
‫لمقررة في النظام القانوني بحيث يكون هذا النظام م ً‬
‫عرضا للخطر إذا لم تعالج هذه الوسائل‬ ‫األساسية ا ّ‬
‫استمر استفحال تلك المخالفة‪ ،‬ويكون من األهمية إثارتها من القاضي بحيث ال تمنعه من ذلك أية قاعدة‬
‫و ّ‬
‫من القواعد المتعّلقة بالمواعيد أو اإلجراءات‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫‪ -2‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪" ،‬وسائل المشروعية"‪ ،‬ط الخامسة‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -4‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪- 465 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وهذا ما جاء في حكم المحكمة اإلدارية العليا المصرية المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ":1985‬عيب عدم‬
‫االختصاص من النظام العام تحكم به المحكمة ولو لم يثره أصحاب الشأن تأسيسا على أن تحديد‬
‫االختصاص هو من عمل المشرع‪ ،‬وعلى من يناط به اختصاص معين أن يلتزم حدوده كما رسمها‬
‫المشرع‪ ،‬باعتبار هذا األخير ينشد عند تحديده تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬بما ينطوي عليه من تقابله‬
‫مسؤوليات من يمارس االختصاص لسلطاته وهو أمر يمثل حجر الزاوية في مجال تنظيم إدارة‬
‫العمل‪.1"...‬‬
‫بالنسبة للقضاء اإلداري الجزائري ورغم قّلة الق اررات التي تعرضت لطبيعة الدفع بعدم‬
‫الشأن من خالل ق ارره المؤرخ في ‪15‬‬
‫ّ‬ ‫الكشف عن موقف مجلس الدولة في هذا‬
‫االختصاص‪ ،‬فإنه يمكن ّ‬
‫جويلية ‪ 2002‬الذي جاء فيه‪ " :‬حيث يستفاد من المستندات المرفقة بالملف أن العارض استفاد من‬
‫قطعة أرضية ببلدية المحمدية تبلغ مساحتها ‪ 810‬مت ار مربعا‪ ،‬بموجب مقرر إداري صادر عن رئيس‬
‫المندوبية التنفيذية لهذه البلدية بتاريخ ‪ 31‬أوت ‪ .1997‬حيث أنه بالنظر للمادة ‪ 73‬من القانون رقم‬
‫‪ 25-90‬المتضمن التوجيه العقاري والمادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 405-90‬المحدد لقواعد إحداث‬
‫وكاالت محلية للتسيير والتنظيم العقاري‪ ،‬أن هذا المقرر يعتبر باطالً وعديم األثر لصدوره من شخص‬
‫ليست له الصف ة للقيام بمثل هذه التصرفات‪ .‬حيث أن هذا البطالن يتعلق بالنظام العام وكان على‬
‫الغرفة اإلدارية إثارته من تلقاء نفسها‪ ،‬السيما أن المستأنف عليه تمسك به خالل الخصومة األولى‬
‫التي انتهت بصدور القرار المعاد"‪.2‬‬
‫المقرر اإلداري الصادر عن‬
‫تأكدوا من أن ّ‬
‫أن قضاة مجلس الدولة بعد أن ّ‬
‫يالحظ في هذا القرار ب ّ‬
‫مختصة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المندوبية التنفيذية لبلدية المحمدية بمنح قطعة أرضية هو قرار صادر عن سلطة إدارية غير‬
‫على أساس أن قانون التوجيه العقاري أحدث وكاالت للتسيير والتنظيم العقاريين أصبحت بموجبه هذه‬
‫تنص في هذا‬
‫المختصة بتسيير األمالك العقارية التابعة للبلدية‪ ،‬إذ ّ‬
‫ّ‬ ‫األخيرة هي الجهة اإلدارية الوحيدة‬
‫اإلطار المادة ‪ 73‬من القانون رقم ‪ 25-90‬على‪ " :‬تسير المحافظة العقارية التابعة للجماعات المحلية‪،‬‬
‫في إطار أحكام المادة ‪ 71‬السابقة‪ ،‬هيئات التسيير والتنظيم العقاريين المتمايزة والمستقلة الموجودة أو‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ ،1883‬لسنة ‪ 27‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1985‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪،‬‬
‫دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الرابعة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،004911‬مؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2002‬فهرس رقم ‪( .339‬قرار غير منشور) ذكره‬
‫فضيل كوسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪- 466 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫التي ينبغي إنشاؤها‪ .‬وكل تصرف تباشره الجماعة المحلية مباشرة وال يكون لفائدة شخصية عمومية‬
‫يعد باطال وعديم األثر"‪ ،1‬وبالنتيجة قاموا بإثارة الدفع بعدم االختصاص على أساس أنه دفع متعّلق بالنظام‬
‫العام‪.‬‬
‫طبق القاضي اإلداري الجزائري ‪-‬من خالل القرار المذكور أعاله‪-‬القواعد التي أرساها كل من‬
‫لقد ّ‬
‫الفقه واالجتهاد القضائي المقارن باعتبار أن عدم اختصاص السلطات اإلدارية عيب يتعّلق بالنظام العام‪،‬‬
‫رغم أن الغرفة اإلدارية لم تراعي الدفع بعدم االختصاص المثار من طرف المستأنف عليه‪ ،‬مما جعل‬
‫أن عدم االختصاص بإصدار قرار منح قطعة أرضية تابعة للمحافظة العقارية للبلدية‬
‫يقرر ب ّ‬
‫مجلس الدولة ّ‬
‫تلقائيا حتى ولو كان ذلك على مستوى جهة االستئناف‪ ،‬وهو‬
‫ً‬ ‫هو دفع يتعّلق بالنظام العام‪ ،‬يجوز إثارته‬
‫موقف صحيح وموفق من طرف القاضي اإلداري الجزائري‪.‬‬
‫سير الخصومة القضائية واعتبار نوعية الدفوع متعّلقة‬
‫بالرجوع للقواعد العامة المتعّلقة بإجراءات ّ‬
‫تحدد المادة ‪ 807‬من ق إ م إ طبيعة االختصاص بصنفيه النوعي والمحلي في‬
‫بالنظام العام أو ال‪ّ ،‬‬
‫المادة اإلدارية‪ ،‬واعتبرته من النظام العام ألن هذا الدفع يدخل في نطاق تحديد والية اختصاص القضاء‬

‫اإلداري ‪ ،‬ورغم عدم وجود ّ‬


‫‪2‬‬
‫يبرر خضوع الدفع بعدم االختصاص في الق اررات اإلدارية للنظام‬
‫نص قانوني ّ‬
‫أن عيب عدم االختصاص يدخل ضمن هذه الفكرة‪.3‬‬
‫كل من الفقه والقضاء ب ّ‬
‫العام فقد اعتبر ّ‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،25-90‬مؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1990‬يتضمن التوجيه العقاري‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،49‬صادرة في ‪ 18‬نوفمبر ‪،1990‬‬
‫تنص في‬
‫معدل ومتمم باألمر رقم ‪ ،26-95‬مؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،1995‬ج ر عدد ‪ ،55‬صادرة في ‪ 27‬سبتمبر ‪ .1995‬كما ّ‬
‫اإلطار نفسه المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،405-90‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1990‬يحدد قواعد إحداث وكاالت محلية للتسيير‬
‫والتنظيم العقاريين الحضريين وتنظيم ذلك‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،56‬صادرة في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،1990‬على‪ " :‬تتمثل المهمة العامة للوكالة في‬
‫حيازة جميع العقارات أو الحقوق العقارية المخصصة للتعمير‪ ،‬لحساب الجماعة المحلية وتقوم بنقل ملكية هذه العقارات أو الحقوق‬
‫العقارية "‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 807‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪ّ ،‬‬


‫تنص على‪ ":‬االختصاص النوعي واالختصاص اإلقليمي للمحاكم من النظام‬ ‫‪2‬‬

‫العام يجوز إثارة الدفع بعدم االختصاص من أحد الخصوص في أية مرحلة كانت عليها الدعوى‪ .‬يجب إثارته تلقائيا من طرف‬
‫القاضي"‪.‬‬
‫‪ -3‬سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬ط السابعة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص ‪593‬؛‬
‫سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء ا‬
‫القررات اإلدارية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪399‬؛ عمار بوضياف‪،‬‬
‫الوسيط في قضاء اإللغاء‪ ،‬دراسة مقارنة مدعمة بتطبيقات قضائية حديثة في كل من الجزائر‪-‬فرنسا‪-‬تونس ‪-‬مصر‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2011 ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪Martine LOMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, op.cit, p 496 ; Jean WALINE, op.cit, p 659.‬‬
‫‪- 467 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬أثر اعتبار عيب عدم االختصاص من النظام العام‪ :‬يترتّب على اعتبار عيب عدم االختصاص‬
‫طا بالنظام العام نتائج بالغة األهمية‪ ،‬سواء بالنسبة للقاضي اإلداري أو للخصوم أنفسهم‪ ،‬وذاك على‬
‫مرتب ً‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‪ -‬القاضي اإلداري ملزم بإثارة عيب عدم االختصاص من تلقاء نفسه‪ :‬هذا االلتزام يقع على عاتق‬
‫القاضي اإلداري في أي مرحلة من مراحل الخصومة خاصة في حالة عدم ذكر رافع دعوى اإللغاء لهذا‬
‫العيب في عريضته‪ ،1‬وهذا سواء على مستوى قاضي الدرجة األولى أو قاضي االستئناف أو النقض‪.2‬‬

‫ولكن القاضي اإلداري حتى ولو قام بإثارة عيب عدم االختصاص من تلقاء نفسه فهو ال يستطيع ب ّ‬
‫أن‬
‫يقضي بأكثر مما يطلبه أطراف الدعوى‪ ،‬فال يستطيع أن يلغي الجانب غير المطلوب إلغاؤه من قرار‬
‫مختصة‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫صادر عن سلطة إدارية غير‬
‫القاعدة العامة أنه يجب على القاضي اإلداري عند البحث في عيب عدم االختصاص أن يكون‬
‫التصدي‬
‫ّ‬ ‫يضطر إلى‬
‫ّ‬ ‫استثناء من هذا األصل قد‬
‫ً‬ ‫التعرض لموضوع الدعوى‪ ،‬ولكن‬
‫ّ‬ ‫هذا سابًقا على‬
‫للموضوع وهذا لنفي أو تقرير وجود عيب عدم االختصاص‪ ،4‬ولكن إذا وصل القاضي اإلداري إلى قبول‬
‫الدفع بعدم االختصاص فإنه ال يجوز له أن يستطرد في أسباب حكمه إلى قبول مشروعية القرار المطعون‬
‫فيه‪ ،5‬بمعنى أن قبول القاضي اإلداري للدفع المتعّلق بعدم االختصاص يفرض نفسه على الحكم الذي‬
‫سوف يصل إليه بالنسبة لمشروعية القرار اإلداري‪.‬‬
‫ب‪ -‬القاضي اإلداري ملزم بإعالم األطراف بالوسيلة المتعّلقة بالنظام العام‪ :‬باعتبار أن عدم اختصاص‬
‫تتجسد فيها الوسائل المتعّلقة بالنظام العام في المنازعات اإلدارية‪،6‬‬
‫ّ‬ ‫أهم صورة‬
‫السلطات اإلدارية يشكل ّ‬
‫فيجب على القاضي اإلداري أن يبلغ الخصوم بهذه الوسيلة حتى يتسنى لهم مناقشتها‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- André LEGRAND, « Incompétence », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, février 2001 (Dernière‬‬
‫‪mise à jour: juin 2014), n°198, p 41 ; Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la‬‬
‫‪légalité externe », op.cit, n°61, p 28.‬‬
‫‪ -2‬وردية العربي‪ ،‬فكرة النظام العام في اإلج ارءات القضائية اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2010 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E ,6 janvier 1954, Augeras, Rec. C.E, p 48.‬‬
‫‪ -4‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬حكم مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1966‬مجموعة المبادئ‪ ،‬ص ‪ ،1010‬ذكره سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،597‬جاء فيه‪ " :‬متى كان الفصل في الدفع بعدم االختصاص متوق ًفا على بحث الموضوع‪ ،‬فإنه ينبغي‬
‫على المحكمة نظر الموضوع بالقدر الالزم للفصل في االختصاص باعتباره من المسائل األولية‪ ،‬التي يلزم بحثها أوالً وقبل الفصل‬
‫في مسألة االختصاص"‪.‬‬
‫‪ -5‬سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.597‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Martine LOMBARD, Gilles DUMONT, Jean SIRINELLI, op.cit, p 450.‬‬
‫‪- 468 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫محل نقاش فقهي‪ ،‬إذ طالب به‬


‫وقد كان موضوع إعالم األطراف بالوسيلة المتعّلقة بالنظام العام ّ‬
‫نص عليه المشرع الفرنسي في قانون‬
‫تكريسه فيما بعد إذ ّ‬‫الفقه منذ زمن بعيد ‪ ،‬وهذا ما عمل المشرع على ّ‬
‫‪2‬‬
‫كرس المشرع الحكم‬
‫العدالة اإلدارية من خالل المادة ‪ R.611-7‬من القسم التنظيمي ‪ ،‬أما في الجزائر فقد ّ‬
‫تنص المادة ‪ 843‬من ق إ م إ على ذلك‪" :‬عندما يتبين لرئيس تشكيلة الحكم‪ ،‬أن‬
‫القانوني نفسه‪ ،‬إذ ّ‬
‫الحكم يمكن أن يكون مؤسسا على وجه مثار تلقائيا‪ ،‬يعلم الخصوم قبل جلسة الحكم‪ ،‬بهذا الوجه‪،‬‬
‫ويحدد األجل الذي يمكن فيه تقديم مالحظاتهم على الوجه المثار‪ ،‬دون خرق أجال اختتام‬
‫التحقيق‪.3"...‬‬
‫في الحقيقة‪ ،‬يعتبر هذا االلتزام تطبيًقا لمبدأ الوجاهية المنصوص عليه في المادة الثالثة من ق إ م‬
‫تلقائيا بين أطراف الخصومة يخ ّل بهذا‬
‫ً‬ ‫إ ضمن األحكام التمهيدية‪ ،‬إذ أن غياب مناقشة هذا الوجه المثار‬
‫المبدأ‪ .4‬فالقانون يفرض على القاضي اإلداري االلتزام بإعالم األطراف باألوجه المتعّلقة بالنظام العام‪،‬‬
‫والمحتمل إثارتها تلقائيا وإتاحة الفرصة لهم لمناقشتها وإبداء مالحظاتهم‪ ،5‬وهذا يعني وجوب حصول‬
‫يتمكن من الدفاع عن‬
‫اإلجراءات في مواجهة الخصوم أي إعالم كل خصم بما يجريه الخصم اآلخر حتى ّ‬
‫بناء على المستندات واألقوال واألدلة التي قدمت إليه أثناء‬
‫مصالحه‪ ،‬كما يفرض على القاضي أن يحكم ً‬
‫طلع عليها كل الخصوم‪.6‬‬ ‫سير إجراءات الدعوى كما يجب عليه أال يقبل أية وثيقة لم ي ّ‬
‫ّ‬
‫وعليه‪ ،‬فمبدأ الوجاهية يرتبط بحقوق الدفاع وهو يعد وفًقا لقضاء مجلس الدولة الفرنسي من‬
‫المبادئ العامة للقانون بحيث يسهر القاضي اإلداري على تطبيقه في مواجهة الخصوم‪.7‬‬
‫ج‪ -‬إمكانية إثارة عيب عدم االختصاص من طرف الطاعن في أي مرحلة‪ :‬بإمكان الطاعن أن يثير‬
‫الدفع بعدم االختصاص أمام مجلس الدولة كجهة استئناف إن لم يسبق له الدفع به أمام المحكمة‬

‫‪1‬‬
‫‪- André LEGRAND, op.cit, n°206, p 43 ; C.E, sect, 30 octobre 1992, Ministre d’État ministre des Affaires‬‬
‫‪étrangères c/ Association de sauvegarde de site Alma-champ-de-Mars, A.J.D.A, 1992, p 821.conclusions‬‬
‫‪F.Lamy.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Décret n° 2000-388, du 4 mai 2000, Relatif à la partie Réglementaire du code de justice administrative, JORF‬‬
‫‪n° 107, du 7 mai 2000. www.Legifrance.gouv.fr.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 843‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pascale IDOUX, « Vers un redéploiement de la contradiction en droit administratif français », A.J.D.A,‬‬
‫‪2009, p 637 ; Denys DE BÉCHILLON, «Principe du contradictoire et protection du secret des affaires »,‬‬
‫‪R.F.D.A, 2011, p 1107.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Jean WALINE, op.cit, p 697.‬‬
‫‪ -6‬حسين فريجة‪ ،‬المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬د م ج‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -7‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪- 469 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫قدم طلبات جديدة‪ .2‬وهذا ما يبرز األهمية‬ ‫اإلدارية ‪ ،‬دون أن ي ّ‬


‫‪1‬‬
‫العملية الكبيرة التي يحتلها‬
‫ّ‬ ‫حتج عليه بأنه ّ‬
‫الحق في إثارته حتى في‬
‫ّ‬ ‫عيب عدم االختصاص على مستوى الخصومة القضائية‪ ،‬إذ يبقى للطاعن‬
‫مرحلة االستئناف أمام مجلس الدولة إذا لم يسبق له الدفع به أمام المحكمة اإلدارية‪ ،‬رغم أن هذا االحتمال‬
‫العملية ألن القاضي اإلداري وكما سبقت اإلشارة إليه ملزم بإثارة الدفع بعدم‬
‫ّ‬ ‫صعب التحّقق من الناحية‬
‫العملية في إنهاء النزاع بسرعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالنظر ألهميته من الناحية‬
‫االختصاص ّ‬
‫يبرر‬
‫يبرر لإلدارة الخروج عن قواعد االختصاص‪ :‬إن مجرد قيام حالة االستعجال ال ّ‬
‫د‪ -‬االستعجال ال ّ‬
‫لإلدارة الخروج عن القواعد التي تنظم ممارسة االختصاصات اإلدارية‪ ،‬وهذا ما جاء في قرار مجلس‬
‫‪3‬‬
‫شكل معها ظرًفا‬
‫حدا من الجسامة ي ّ‬
‫الدولة الفرنسي في قضية ‪ ، Cashova‬ما لم يبلغ هذا االستعجال ً‬
‫استثنائيا ينتج عنه توسيع نطاق المشروعية بصفة مؤقتة‪ ،‬ولكن ذلك يكون تحت رقابة القاضي اإلداري‪،4‬‬
‫ً‬
‫يحددها‪ ،‬وهي أن يتحّقق ظرف استثنائي عام يقتضي اتخاذ إجراءات مخالفة لقواعد‬
‫وبالشروط التي ّ‬
‫االختصاص وأن تكون المخالفة للقانون بالقدر الالزم لمواجهة ذلك الظرف‪.5‬‬
‫ه‪ -‬عدم جواز االتفاق على مخالفة قواعد االختصاص‪ :‬ال يجوز لإلدارة أن تتّفق مع األفراد على مخالفة‬
‫عدل فيها‪ ،‬كما ال يجوز لها أن تضيف إلى اختصاصاتها‬ ‫قررة في القانون أو ت ّ‬
‫قواعد االختصاص الم ّ‬
‫مصدر في المبادئ العامة للقانون التي ّ‬
‫كرسها‬ ‫ًا‬ ‫اختصاصا غير منصوص عليه في القانون أو ال يجد له‬
‫ً‬
‫القضاء اإلداري‪.6‬‬
‫و‪ -‬خاصية النظام العام تنطبق على جميع صور عدم االختصاص‪ :‬يمكن إثارة عيب عدم االختصاص‬
‫في جميع الصور التي يظهر عليها سواء في صورة عيب عدم االختصاص البسيط‪ ،‬الموضوعي‪،‬‬
‫المكاني‪ ،‬الزماني‪ ،‬السلبي‪ ،‬أو عيب عدم االختصاص الجسيم أو كما يطلق عليه اغتصاب السلطة‪.7‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫‪2‬‬
‫; ‪- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe », op.cit, n°61, p 27‬‬
‫‪C.E 10 février 1956, Torame, Rec. C.E, p 733 ; CE, 11 mai 1956, Sté Français des transports Gondrand frères,‬‬
‫‪Rec. C.E, p 202 ; CE, 28 janvier 1977, Ministre de l’économie et finances c/Sté Heurtey, Rec. CE, p 50,‬‬
‫‪A.J.D.A, 1977, p 394.‬‬
‫‪ -3‬قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪ Cashova‬مؤرخ في ‪ 3‬ماي ‪ ،1925‬ذكره سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري الكتاب األول‬
‫قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.594‬‬
‫‪ -4‬طعيمة الجرف‪ ،‬رقابة القضاء ألعمال اإلدارة قضاء اإللغاء‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1988 ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪ -5‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬أصول القضاء اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ -6‬عمر محمد الشوبكي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2006 ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- C.E, 5 mai 1971, préfet de Paris et Min. Intérieur c/Syndicat chrétien de la préfecture de la Seine, A.J.D.A,‬‬
‫‪1972, p 302 ; C.E, 26 octobre1973, Grassin, A.J.D.A, 1974, p 36, concl A. Bernard ; C.E, ass, 27‬‬
‫‪- 470 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ -‬عن تصحيح عيب عدم االختصاص‪ :‬في حالة صدور قرار إداري وهو معيب بعدم االختصاص‬
‫أصال بإصداره‪،1‬‬
‫ً‬ ‫ختصة‬
‫فال يمكن تصحيح هذا القرار أو إجازته من طرف الجهة أو السلطة اإلدارية الم ّ‬
‫أن للقرار اإلداري الذي يصحح أو يجيز عيب عدم االختصاص أثر رجعي والرجعّية في‬ ‫ألن ذلك يعني ب ّ‬
‫الق اررات اإلدارية غير جائزة كقاعدة عامة‪ ،2‬هذا ما فتح النقاش على مستوى الفقه (‪ ،)1‬كما تضاربت‬
‫بشأنه االتجاهات القضائية (‪.)2‬‬
‫إن االتجاه القضائي الذي سارت عليه المحكمة‬
‫‪ -1‬موقف الفقه من تصحيح عيب عدم االختصاص‪ّ :‬‬
‫محل نظر ونقاش من طرف الفقه‪ ،‬ألن المشرع لم يقصد تحقيق النتيجة التي‬
‫اإلدارية العليا في مصر كان ّ‬
‫وصلت إليها المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬كما أن إعادة االختصاص للجهة اإلدارية ال يخفي أن المخاطب‬
‫أهم من كل هذا أن قضاء المحكمة اإلدارية العليا ال‬ ‫بالقرار اإلداري قد أهدرت له ضمانة جوهرية‪ ،‬و ًا‬
‫أخير و ّ‬
‫يستقيم إطالًقا مع ما درجت عليه في أحكامها من أن اغتصاب السلطة يؤدي إلى انعدام القرار اإلداري ال‬
‫إلى بطالنه والقرار المعدوم ال يعود للحياة بأي وسيلة كانت‪.3‬‬
‫وينم عن فهم‬
‫إن االتجاه القضائي الذي رفض تصحيح عيب عدم االختصاص سليم ومنطقي ّ‬
‫حقيقي وعميق لطبيعة ركن االختصاص‪ ،‬والغاية من إناطة صالحية قانونية بموظف أو جهة إدارية‬
‫أن يمارس الموظف صاحب االختصاص بنفسه‬
‫معينة‪ .‬فالعنصر الشخصي لالختصاص يقتضي ب ّ‬
‫وتجسيدا لها‪ ،‬كما أن الغاية من‬
‫ً‬ ‫تعبير عن إرادته وحده‬
‫ًا‬ ‫الصالحيات المنوطة به‪ ،‬وأن يكون القرار الصادر‬
‫معينة صالحية إصدار القرار اإلداري يستلزم أن يتولى صاحب االختصاص بنفسه‬ ‫تخويل جهة إدارية ّ‬
‫شكل ركن السبب في القرار اإلداري فقد يختلف تقديره لهذه‬
‫تقدير األسباب القانونية والواقعية التي ت ّ‬
‫األسباب عن تقدير أي جهة أخرى‪ ،‬وعليه فالتهاون مع السلطات اإلدارية يؤدي إلى قيام صاحب‬
‫المختصة وإضفاء مشروعية زائفة عنها‪.4‬‬
‫ّ‬ ‫االختصاص باعتماد الق اررات الصادرة عن السلطات غير‬
‫أن الرأي الذي رفض فكرة التصحيح الالحق‬‫من خالل الق اررات واألحكام المذكورة أعاله‪ ،‬يتّضح ب ّ‬
‫أسس قانونية واضحة ال خالف عليها‪ ،‬بينما الرأي الذي سمح‬
‫لعيب عدم االختصاص هو رأي مبني على ّ‬
‫‪novembre1970, épx Junchat, Rec. C.E, p 706 ; C.E, 19 novembre.1971, Min. Santé publique et population‬‬
‫‪c/delle Bruguière, Rec. C.E, p 691, concl. M. Rougevin-Baville.‬‬
‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬الوسيط في قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ -2‬عمر محمد الشوبكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪ -3‬سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪.596 ،‬‬
‫‪ -4‬علي خاطر شنطاوي‪ "،‬دور القضاء اإلداري في تحديد المصدر الحقيقي للقرار اإلداري المطعون"‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬كلية‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد ‪ ،1999 ،12‬ص ‪.334‬‬
‫‪- 471 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عملية غير مقنعة ال تصمد أمام‬


‫ّ‬ ‫بالتصحيح الالحق لعيب عدم االختصاص ال يستند ّإال على حجج‬
‫االعتبارات القانونية المرتبطة بهذا الموضوع وهي‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبار قواعد االختصاص من النظام العام وعليه فال يجوز مخالفتها أو تصحيحها‪،‬‬
‫وقضاء أن البحث في مشروعية القرار اإلداري يكون بالرجوع إلى تاريخ إصداره‬
‫ً‬ ‫فقها‬
‫‪ -‬من المستقر عليه ً‬
‫دون اعتبار للظروف الواقعية أو القانونية التي تحدث بعد ذلك‪،‬‬
‫نص قانوني يجيز ذلك صراحة‪.1‬‬
‫الرجعية في الق اررات اإلدارية ما لم يوجد ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬عدم جواز‬
‫بأن اإلجازة‬ ‫فإن االتجاه الذي سارت عليه محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬والذي ّ‬
‫أقرت من خالله ّ‬ ‫لذلك ّ‬
‫بأن تسير عليه ق اررات وأحكام‬
‫تصحح عيب عدم االختصاص هو االتجاه السليم واألجدر ّ‬ ‫ّ‬ ‫الالحقة ال‬
‫التطور القضائي الجتهاد‬
‫ّ‬ ‫القضاء اإلداري التفاقها مع القواعد القانونية المستقرة في هذا الشأن‪ .2‬فإذا كان‬
‫المحكمة اإلدارية العليا والذي أجاز فيه التصحيح الالحق لعيب عدم االختصاص بالتصديق عليه من‬
‫المختصة‪ ،‬أو بصدور تعديل تشريعي أو تنظيمي يمنح السلطة التي أصدرت القرار‬
‫ّ‬ ‫طرف السلطة اإلدارية‬
‫العملية من غير الجائز‬
‫ّ‬ ‫فإن كل هذه االعتبارات‬
‫رغم عدم اختصاصها في السابق االختصاص بإصداره‪ّ ،‬‬
‫تغليبها على مبدأ المشروعية الذي يجب أن يبقى فوق كل االعتبارات‪.3‬‬
‫توسع في تقرير حاالت انعدام الق اررات اإلدارية المشوبة‬
‫كما أن قضاء المحكمة اإلدارية العليا قد ّ‬
‫بعيب عدم االختصاص الجسيم فكيف يمكن تصحيح القرار المنعدم الذي يأخذ حكم العمل المادي‬
‫‪4‬‬
‫باإلجازة أو التعديل التشريعي؟‬
‫فإن اإلجابة على هذا التساؤل تقودنا إلى نتيجة في غاية األهمية وهي خروج‬
‫في حقيقة األمر ّ‬
‫القرار المعيب بعدم االختصاص الجسيم (القرار المنعدم) عن نطاق تطبيق فكرة القرار اإلداري المضاد‬
‫بينما يخضع لها القرار المعيب بعدم االختصاص البسيط (القرار الباطل)‪.5‬‬

‫‪ -1‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.402‬‬
‫‪ -2‬رمضان محمد بطيخ‪ " ،‬أوجه إلغاء القرار اإلداري"‪ ،‬القضاء اإلداري الق اررات اإلدارية ومبدأ المشروعية‪ ،‬برنامج المنظمة العربية‬
‫للتنمية اإلدارية‪ ،‬جامعة الدول العربية وديوان المظالم المملكة العربية السعودية‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية‪ ،‬الرياض‪30-19 ،‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2005‬ص ‪.433‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سباق‪ ،‬ص ‪.433‬‬
‫‪ -4‬عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬ط الثالثة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص ‪.575‬‬
‫‪ -5‬أحمد محمد نعم‪ ،‬عبد هللا إنسام‪ " ،‬إنهاء القرار اإلداري بإرادة اإلدارة بأثر رجعي دراسة مقارنة "‪ ،‬مجلة جامعة تكريت للعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة تكريت‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،04‬ص ‪.124‬‬
‫‪- 472 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أما على مستوى القضاء اإلداري الج ازئري سواء بالنسبة للغرفة اإلدارية للمحكمة العليا سابًقا أو‬
‫حاليا فلم نعثر على ق اررات قضائية بخصوص فكرة تصحيح عيب عدم االختصاص‪ ،‬وعليه‬ ‫مجلس الدولة ً‬
‫الصعب معرفة موقف القاضي اإلداري الجزائري في هذا الخصوص‪ ،‬كما أن فقهاء القانون اإلداري‬ ‫فمن ّ‬
‫ولعل السبب في ذلك يعود إلى دقة هذا‬
‫ّ‬ ‫يتعرضوا لهذه المسألة ّإال على سبيل اإلشارة العابرة فقط‪،‬‬
‫لم ّ‬
‫بالشكل الموجود عليه‬
‫ّ‬ ‫الموضوع من جهة‪ ،‬وعدم وجود قضاة متخصصين في مجال المنازعات اإلدارية‬
‫الحال في فرنسا ومصر من جهة أخرى‪ ،‬كما أن الدراسات الفقهية لم تساهم هي األخرى في إلقاء الضوء‬
‫على هذه المسألة‪.‬‬
‫‪ -2‬موقف القاضي اإلداري من تصحيح عيب عدم االختصاص‪ :‬من خالل االطالع على أحكام وق اررات‬
‫أن القاضي اإلداري كان يرفض في البداية تصحيح‬ ‫يتبين ب ّ‬
‫كل من فرنسا ومصر‪ّ ،‬‬ ‫القضاء اإلداري في ّ‬
‫عيب عدم االختصاص‪ ،‬إذ يستمر هذا العيب عالًقا بالقرار اإلداري وال يزول عنه حتى ولو قامت الجهة‬
‫المختصة بالموافقة عليه‪.1‬‬
‫ّ‬
‫في فرنسا رفض القاضي اإلداري التصحيح الالحق لعيب عدم االختصاص‪ً ،‬ا‬
‫نظر ألنه يتعارض‬
‫جعية الق اررات اإلدارية التي تعتبر من المبادئ العامة في القانون اإلداري‪ ،2‬فقد رفض‬
‫مع قاعدة عدم ر ّ‬
‫مجلس الدولة اعتبار قرار الموافقة المتّخذ من طرف محافظ كإجازة وتصحيح لعيب عدم االختصاص‪،‬‬
‫وهذا بخصوص قرار يتعّلق بفصل موظف عن العمل صادر من طرف رئيس البلدية‪ ،3‬كما أن تطبيق‬
‫بعض الق اررات الصادرة عن السلطات اإلدارية الالمركزية يتوّقف على الموافقة المسبقة عليها من طرف‬
‫السلطة الوصائية‪ ،‬فتوقيع رئيس البلدية على عقد قبل إرسال المداولة إلى المحافظ للمصادقة عليها يعيب‬
‫التصرف بعدم االختصاص الذي ال يمكن تصحيحه بإجراء الحق متمثل في إرسال المداولة إلى‬
‫ّ‬ ‫هذا‬
‫المحافظ‪.4‬‬
‫ابتداء‪ ،‬وفي هذه‬
‫ً‬ ‫المختصة أن تصدر القرار الصحيح‬
‫ّ‬ ‫لكن في المقابل‪ ،‬بإمكان الجهة اإلدارية‬
‫الحالة ال يكون هذا القرار ناف ًذا ّإال من تاريخ صدوره عنها وليس من تاريخ صدور القرار األول المشوب‬
‫بعيب عدم االختصاص‪ ،‬فهو باطل وال يزول عنه هذا البطالن نتيجة اإلجازة أو التصحيح الالحق من‬

‫‪ -1‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬أصول القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- André LEGRAND, op.cit, n°213, p 44.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 13 mai 1959, Pieux, Rec. C.E, p 299.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, avis, 10 juin 1996, préfet de la côte d’Or et autres, R.F.D.A, 1997, P 83, note Jean-Claude Douence.‬‬
‫‪- 473 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فإن التصحيح أو اإلجازة‬
‫المختصة ما عدا في حالة الظروف االستثنائية ‪ ،‬وإذا حدث ذلك ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجهة اإلدارية‬
‫تكون بدورها باطلة ويبقى القرار اإلداري برمته باط ًال بعد تلك اإلجازة أو التصحيح‪.2‬‬
‫رفضت محكمة القضاء اإلداري المصرية تصحيح القرار المعيب بعدم االختصاص وهذا في‬
‫حكمها المؤرخ في ‪ 15‬جوان ‪ 1953‬جاء فيه‪ " :‬أن القرار المطعون فيه قد صدر من غير الجهة‬
‫المختصة بإصداره قانونا‪ ،‬وال يغير من هذا الوضع إحاطة مدير المصلحة به أو اعتماده له ألن القرار‬
‫الباطل بسبب عيب عدم االختصاص ال يصحح باالعتماد فيما بعد من صاحب الشأن فيه‪ ،‬بل يجب أن‬
‫‪3‬‬
‫أن العبرة في الحكم على‬
‫يصدر منه إنشائيا بمقتضى سلطته المخولة له" ‪ .‬يتّضح من هذا القرار ب ّ‬

‫مشروعية القرار اإلداري من حيث احترام القواعد المنظمة لركن االختصاص تكون ً‬
‫دائما حسب تاريخ‬
‫للمستجدات التي تحدث بعد ذلك‪ ،‬خاصة وأن مصلحة المدعي في دعوى اإللغاء تكون‬
‫ّ‬ ‫صدوره دون ّ‬
‫النظر‬
‫في إلغاء القرار المشوب بعيب عدم االختصاص وعدم نفاذه في حقه ّإال من تاريخ هذا التصحيح‪ ،‬وهذا‬

‫حتى ال يكون له أثر رجعي وهو ما يخالف مبدأ عدم ر ّ‬


‫جعية الق اررات اإلدارية‪.4‬‬
‫المختصة من سلطة التصحيح‬
‫ّ‬ ‫كما يستشف من تحليل هذا الحكم القضائي تجريد الجهة اإلدارية‬
‫أن هذه األخيرة بوسعها إصدار قرار جديد يتناول مضمون‬‫الالحق للقرار المعيب بعدم االختصاص‪ ،‬إذ ّ‬
‫ومحتوى القرار السابق‪ ،‬وهذا بتفادي ما شاب القرار األول من مخالفة لقواعد االختصاص‪.5‬‬
‫لكن مجلس الدولة الفرنسي سمح بتصحيح عيب عدم االختصاص الذي يشوب القرار اإلداري عن‬
‫يتم الطعن في هذا القانون بعدم الدستورية‪ ،6‬فهناك حاالت يسمح فيها‬
‫التدخل التشريعي بشرط أال ّ‬
‫ّ‬ ‫طريق‬
‫القانون بصفة مباشرة بتصحيح عيب عدم االختصاص‪.7‬‬
‫كما أن القضاء اإلداري الفرنسي سمح للسلطات اإلدارية العليا عند ممارستها سلطة الرقابة على‬
‫المختصة بقرار جديد‪ ،‬لكن هذا‬
‫ّ‬ ‫الطعون والتظّلمات أن تستبدل القرار الذي أصدرته السلطة اإلدارية غير‬

‫‪ -1‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.400‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 15 juillet 1958, Bonanni.‬‬
‫ذكره لحسين بن شيخ آت ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -3‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬حكم مؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ ،1953‬قضية رقم ‪ ،644‬لسنة ‪ 6‬قضائية‪ .‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم‬
‫خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ -4‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.400‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- André LEGRAND, op.cit, n°216, p 44.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- C.E, 11 juillet 1947, Marland, Rec. C.E, p 309 ; C.E, 30 juin 1961, Groupement de défense des riverains de la‬‬
‫‪route de l'intérieur, D, 1961, p 663 ; C.C, décision n° 85-192, DC du 24 juillet 1985, loi portant diverses‬‬
‫‪dispositions d'ordre social, A.J.D.A, 1985, p 485.‬‬
‫‪- 474 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫األخير ال يكون له أثر رجعي بل ينفذ من تاريخ إصداره‪ ،1‬فقرار تسليط عقوبة على مساعدة اجتماعية من‬
‫قانونيا لممارسة مثل هذا‬
‫ً‬ ‫تفويضا‬
‫ً‬ ‫طرف المفتش الرئيسي للتعليم والتربية الوطنية دون أن يتلقى‬
‫صحيحا‪ ،‬إذ أن هذه العقوبة تصبح قانونية من‬
‫ً‬ ‫االختصاص في إصدار العقوبات التأديبية يمكن أن يصبح‬
‫تاريخ المصادقة عليها وإجازتها من طرف األمين العام للتربية والتعليم‪.2‬‬

‫صحح عيب عدم االختصاص أن يكون صر ً‬


‫يحا‪،‬‬ ‫زيادة على أنه يشترط في القرار الجديد الذي ي ّ‬
‫فال يكفي أن يكون هذا القرار في صورة رفض ضمني ناتج عن السكوت الممنوح لإلدارة فهو ال يصلح‬
‫ّ‬
‫لتغطية عيب عدم االختصاص في القرار األصلي‪.3‬‬
‫لكن المحكمة اإلدارية العليا المصرية ذهبت إلى اتجاه آخر مغاير لقضاء محكمة القضاء اإلداري‬
‫السابق ذكره‪ ،‬حيث أجازت التصحيح الالحق لعيب عدم االختصاص وذلك باعتماده أو إجازته من طرف‬
‫المختصة أو صدور قانون يجيز ذلك‪ ،‬وإن كانت قد اشترطت في بعض أحكامها أن ال‬
‫ّ‬ ‫الجهة اإلدارية‬
‫تغيير في مضمون القرار أو مالءمة إصداره‪ ،‬حيث جاء في حكمها المؤرخ في ‪18‬‬
‫ًا‬ ‫يتضمن التصحيح‬
‫ّ‬
‫أفريل ‪ 2000‬ما يلي‪ " :‬قرار فصل نجل الطاعن عن المدارس الفنية األساسية العسكرية‪ ،‬وإن كان‬
‫صاد اًر عن غير مختص‪ ،‬حيث صدر عن مجلس إدارة المدرسة في حين أنه كان يتعين صدوره عن‬
‫مجلس إدارة المدارس‪ ،‬إال أن هذا القرار قد تم التصديق عليه من مجلس إدارة المدارس‪ ،‬األمر الذي‬
‫يفيد تصحيح عيب عدم االختصاص الذي شاب القرار الصادر بالفصل‪...‬حيث أن جهة اإلدارة تملك‬
‫تصحيح ما شاب القرار اإلداري من عيب في االختصاص حين ال يتعلق األمر بصحة موضوع القرار"‪.4‬‬
‫استقر على جواز تصحيح القرار المشوب‬
‫ّ‬ ‫وإذا كان قضاء المحكمة اإلدارية العليا المصرية قد‬
‫المختصة بإجازته‪ ،‬فإنها ذهبت إلى مدى أبعد في هذا‬
‫ّ‬ ‫بعيب عدم االختصاص إذا قامت الجهة اإلدارية‬
‫الشأن حيث أجازت التصحيح الالحق لعيب عدم االختصاص بإجراء تشريعي يصبح بموجبه مصدر‬
‫مختصا بإصداره بعد أن كان غير مختص في تاريخ إصداره للقرار األول المعيب‪ ،‬إذ جاء‬
‫ً‬ ‫القرار اإلداري‬
‫في حكمها المؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ 1972‬ما يلي ‪ ":‬لم يعد ثمة جدوى من إلغاء القرار المطعون فيه‬
‫استنادا إلى أن المحكمة التأديبية كانت هي المختصة وقت إصداره ليعود األمر ثانية إلى ذات السلطة‬

‫‪1‬‬
‫‪- André LEGRAND, op.cit, n°217, p 44.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, sect, 1er octobre 1954, Dama Bonnetblanc, Rec. C.E, p 491 ; C.E, 5 octobre 1983, Sté de transports en‬‬
‫‪commun de l'agglomération de Bayonne, Rec. C.E, p 395.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, sect, 10 avril 1959, Syndicat national des speakers de la radiodiffusion française, Rec. C.E, p 231.‬‬
‫‪ -4‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ ،633‬لسنة ‪ 43‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 18‬أفريل ‪ ،2000‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪،‬‬
‫دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪- 475 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الرئاسية التي سبق لها أن أوضحت رأيها فيه فتصر على موقفها وتصحح قرارها بإعادة إصداره‬
‫بسلطتها التي خولت لها في هذا القانون وتعود بذلك المنازعة في دورة ال ُمسوغ لتكرارها‪ ،‬ويعتبر‬
‫القانون الجديد والحالة هذه وكأنه صحح القرار المطعون فيه بإزالة عيب عدم االختصاص الذي كان‬
‫يعتوره"‪.1‬‬
‫هذا االتجاه القضائي‪2‬يتناقض مع ما ذهبت إليه محكمة القضاء اإلداري في حكمها المؤرخ في‬
‫‪ 15‬نوفمبر ‪ 1971‬الذي جاء فيه‪ " :‬أنه ال يجدي الجهة الطاعة الحجاج بأن‪ ...‬التشريع قد أزال العيب‬
‫الذي كان يعيب القرار المطعون فيه‪ .‬ذلك أنه يتعين للحكم على مشروعية القرار اإلداري الرجوع إلى‬
‫القوانين القائمة وقت صدوره دون ما يصدر من قوانين الحقة‪ ،‬هذا فضال أن القول بذلك فيه إعمال‬
‫ألحكام القانون المذكور بأثر رجعي وهو ما ال يجوز إال بنص صريح من القانون"‪ ،‬فهذا يعني أن‬
‫يصحح ما شاب القرار من عيب عدم االختصاص‪ ،‬وذلك ألن الحكم على مشروعيته‬ ‫ّ‬ ‫التشريع الالحق ال‬
‫يكون من خالل القوانين القائمة وقت صدوره دون ما يصدر من قوانين الحقة‪ ،‬إضافة إلى أن القول بغير‬

‫ذلك معناه إعمال أحكام القانون الجديد بأثر رجعي وهو ما ال يجوز بغير ّ‬
‫نص قانوني صريح‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬مدى اعتبار عيب عدم االختصاص وسيلة غير مؤثرة‪ :‬ال ينتج عن الوسائل والدفوع التي يستند‬
‫عليها الطاعن في دعوى اإللغاء الحصول على حكم بإلغاء القرار اإلداري المرفوعة ضده الدعوى حتى‬
‫شيوعا لتطبيق هذه النظرية في حالة وجود السلطة‬
‫ً‬ ‫ولو كانت هذه الوسائل منتجة‪ ،‬وتتمثل الصورة األكثر‬
‫المقيد‪ ،3‬إذ أن عدم اختصاص السلطة اإلدارية مصدرة القرار اإلداري‬
‫اإلدارية في وضعية االختصاص ّ‬
‫دفعا دون فائدة عندما تكون اإلدارة في وضعية اختصاص ّ‬
‫مقيد يحتم عليها اتخاذ التدابير التي‬ ‫يعتبر ً‬
‫ينص عليها القانون مسبًقا‪.4‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ ،504‬مؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ ،1972‬للسنة ‪ 16‬قضائية‪ ،‬المجموعة السنة ‪ ،17‬ص ‪ ،178‬ذكره‬
‫سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.401‬‬
‫ستقر عليه‬
‫‪ -‬يشير األستاذ مصطفى أبو زيد فهمي إلى أن ما تسير عليه المحكمة اإلدارية العليا في مصر أصبح االتجاه الجديد الم ّ‬
‫‪2‬‬

‫سواء في فرنسا أو في مصر‪ ،‬راجع مؤلفه القضاء اإلداري ومجلس الدولة قضاء اإللغاء‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫(د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪ 639‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -3‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe », op.cit, n°69, p 31.‬‬
‫‪- 476 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تقنية الوسائل غير المؤثرة بالنسبة لعيب عدم االختصاص _كما بالنسبة لباقي عيوب عدم‬
‫تلعب ّ‬
‫دور يهدف إلى تفادي اإللغاء غير المجدي للقرار اإلداري ‪ ،‬وعليه ّ‬
‫المشروعية األخرى_ ًا‬
‫‪1‬‬
‫فإن وجود عيب‬

‫ما في القرار المطعون فيه ال يؤدي إلى إلغائه إذا كانت السلطة اإلدارية وفي جميع الحاالت ملزمة ّ‬
‫بأن‬

‫تسلك االتجاه نفسه‪ ،‬فالقاضي اإلداري يصرح في هذه الحالة ّ‬


‫بأن الوسيلة المقحمة من طرف الطاعن غير‬
‫مؤثرة‪.2‬‬
‫المستمدة من عدم اختصاص رئيس‬
‫ّ‬ ‫فقد اعتبر القاضي اإلداري كوسيلة غير مؤثرة تلك الوسيلة‬
‫ار يرفض بموجبه تسليم رخصة البناء عندما تكون اإلدارة مجبرة بالفصل على هذا‬
‫البلدية عند اتخاذه قرًا‬
‫المنوال‪ ،3‬كما اعتبر كذلك كوسيلة غير مؤثرة و‬
‫المستمدة من عدم اختصاص السلطة اإلدارية التي أحالت‬
‫ّ‬
‫السن القانونية المطلوبة لإلحالة على التقاعد‪.4‬‬
‫موظف على التقاعد عندما يتبّين بأنه وصل إلى ّ‬
‫لكن االتجاه الحديث لقضاء مجلس الدولة الفرنسي تراجع بعض الشيء في تعامله مع نظرية‬
‫الوسائل غير المؤثرة‪ ،‬فقرار المحافظ برفض طلبات اإلعفاء من التزامات الخدمة الوطنية بينما‬
‫قانونا في هذا المجال لم يتعامل معه القاضي اإلداري كوسيلة‬
‫االختصاص يعود للجنة الجهوية المختصة ً‬
‫المختصة سوف تعتمد نفس الحل‬
‫ّ‬ ‫غير مؤثرة‪ ،‬وقضى بإلغاء القرار على الرغم من أن السلطة اإلدارية‬
‫وترفض طلبات اإلعفاء المقدمة إليها‪.5‬‬
‫المستمدة من اختصاص سلطة إدارية ما ال يجوز أن تكون بأي‬
‫ّ‬ ‫أن الوسيلة‬
‫لكن في المقابل نجد ب ّ‬
‫المختصة ملزمة باتخاذ القرار‬
‫ّ‬ ‫حال من األحوال وسيلة غير مؤثرة‪ ،‬وهذا عندما ال تكون السلطة اإلدارية‬
‫قانونا بتعيين األساتذة المساعدين وإنهاء مهامهم‪ ،‬لهذا‬
‫المختصة ً‬
‫ّ‬ ‫اإلداري‪ ،‬فعميد الكلية هو السلطة اإلدارية‬
‫المستمدة من عدم اختصاص رئيس الجامعة عند اتخاذه قرار مخالف بإنهاء مهام أستاذة‬
‫ّ‬ ‫فإن الوسيلة‬
‫ّ‬
‫المبرر عن العمل ألكثر من شهر ال يمكن أن تعتبر غير مؤثرة‪ ،‬فال يوجد أي التزام‬
‫بسبب غيابها غير ّ‬
‫تم تكييف هذا الغياب على أنه تخّلي عن الوظيفة‪.6‬‬
‫المختصة باتخاذ قرار الفصل حتى ولو ّ‬
‫ّ‬ ‫لإلدارة‬

‫‪1‬‬
‫‪- « La technique du moyen inopérant joue en matière d'incompétence pour les mêmes raisons que pour‬‬
‫‪les autres moyens d'annulation: elle vise à éviter les annulations (inutiles) », André LEGRAND, op.cit,‬‬
‫‪n°210 p 44.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, sect, 26 mai 1950, Dirat, Rec. C.E, p 322.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 2 octobre 1970, Gaillard, Rec. C.E, p 553.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 19 novembre 1954, Greffe, Rec. C.E, p119.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- André LEGRAND, op.cit, n°210, p 43 ; C.E, 9 avril 1986, deux espèces, Rego de Sebes, A.J.D.A, 1986, p‬‬
‫‪500.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, 10 mars 1978, Secr d’État aux universités c/ Dame Aubin, Rec. C.E, p 918.‬‬
‫‪- 477 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ومع ذلك يجب التحّقق من وجود األساس القانوني المرتبط بممارسة اإلدارة الختصاصاتها‪ ،‬فإذا‬
‫كمبرر‬
‫كان هذا األساس غير موجود كما في المثال المذكور أعاله فإن االدعاء بالتخلّي عن الوظيفة ّ‬
‫المستمدة من‬
‫ّ‬ ‫المقيد والوسيلة‬
‫للفصل هو أمر غير ثابت‪ ،‬ما يجعل اإلدارة في غير وضعية االختصاص ّ‬
‫عدم االختصاص في هذه الحالة تكون مؤثرة في الدعوى‪.1‬‬
‫المستمدة من عدم اختصاص سلطة إدارية معينة هي وسيلة أو دفع غير‬
‫ّ‬ ‫بأن الوسيلة‬
‫لكن القول ّ‬
‫تمكنها من استعمال سلطتها التقديرية أو بالعكس تكون في‬
‫مؤثر على أساس أن اإلدارة توجد في وضعية ّ‬
‫مقيد‪ ،‬هو قول يفتقر للدقة ألن االختصاص كركن في القرار اإلداري ال يتعّلق في‬
‫وضعية اختصاص ّ‬
‫نظر ألن التقييد أو التقدير في القرار اإلداري إنما يرد على ركن‬
‫الحقيقة بممارسة اإلدارة لسلطتها التقديرية ًا‬
‫حدد النصوص القانونية الموظف‬
‫تتقرر بعد أن ت ّ‬
‫المحل أو السبب فقط‪ ،‬فممارسة اإلدارة لسلطتها التقديرية ّ‬
‫المختص بممارسة سلطة إصدار الق اررات اإلدارية‪.‬‬
‫كما أن هذا الرأي يتناقض مع الخاصّية األهم لعيب عدم االختصاص واعتباره مرتبط بالنظام‬
‫العام‪ ،‬فال يجوز بالتالي وصفه بأنه وسيلة غير مؤثرة في الخصومة القضائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir – Contrôle de la légalité externe », op.cit, n°69, p 31.‬‬
‫‪- 478 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المقيدة لحرية التنقل‬


‫ّ‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت تحقق عيب عدم االختصاص في الق اررات اإلدارية‬
‫وتتنوع حسب اختالف صور ممارسة هذه الحرية‪ ،‬فقد تتعّلق‬
‫ّ‬ ‫قيدة لحرية التنقل‬
‫تتعدد الق اررات الم ّ‬
‫ّ‬
‫بممارسة حرية التنقل على المستوى الداخلي أو الخارجي‪ ،‬كما تظهر هذه القرارات في مواجهة الموطن‬
‫التصرفات التي يمكن للسلطات اإلدارية من خاللها تقييد‬
‫كما األجنبي‪ .‬وقد سبق حصر مختلف الق اررات و ّ‬
‫ممارسة حرية التنقل‪ ،‬وتحديد السلطة التي منحها المشرع التأهيل القانوني إلصدار هذه الق اررات‪.1‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫في الواقع فإن عيب عدم االختصاص قّلما يثور بالنسبة للق اررات اإلدارية‬
‫حيث حصر المشرع سلطة اتخاذ هذه الق اررات بشكل ال يترك أي مجال لتداخل االختصاص بين السلطات‬
‫‪2‬‬
‫أن هذا الوجه من أوجه عدم المشروعية ال يمكن أن يتحّقق على‬
‫اإلدارية المختلفة ‪ ،‬لكن هذا ال يعني ب ّ‬
‫استنادا‬
‫ً‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬فليس هناك ما يمنع القاضي اإلداري من إلغاء مختلف الق اررات ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل‬
‫إلى عيب عدم االختصاص‪.‬‬

‫في هذا اإلطار استند القاضي اإلداري في رقابته لمشروعية الق اررات اإلدارية ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل‬
‫على عيب عدم اختصاص الجهة المصدرة للقرار اإلداري بالنسبة لق اررات المنع من السفر (أوال)‪ ،‬ق اررات‬
‫طرد األجانب إلى خارج الحدود (ثانيا)‪ ،‬قرارات إبعاد األجانب عن اإلقليم (ثالثا)‪ ،‬كما يظهر عيب عدم‬

‫االختصاص في حالة مخالفة قواعد التفويض اإلداري خالل إصدار مختلف الق اررات ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل‬
‫(رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬عيب عدم االختصاص في ق اررات المنع من السفر‪ :‬يعتبر المنع من السفر إلى خارج البالد من‬
‫المؤسس‬
‫ّ‬ ‫قيدا على الحرية الشخصية والتي من عناصرها حرية التنقل‪ ،‬ولذا استلزم‬
‫اإلجراءات التي تمثل ً‬
‫محددة‪ ،‬وفي‬
‫مسبب ولمدة ّ‬ ‫مشروعا أن يصدر بموجب أمر قضائي ّ‬
‫ً‬ ‫الدستوري حتى يكون هذا اإلجراء‬

‫المبينة في القانون‪ .‬وفي ّ‬


‫ظل العمل بالدستور المصري لسنة ‪ ،2014‬أضحت هذه الق اررات ذات‬ ‫األحوال ّ‬
‫يختص بإصدارها قاضي التحقيق أو النيابة العامة‪ ،‬وهو ما يعني أنه من غير الجائز‬
‫ّ‬ ‫طبيعة قضائية‬
‫صدور هذا األمر من غير الجهات القضائية و ّإال كان القرار الصادر في حكم المعدوم‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد الروبي‪ ،‬إخراج األجانب من إقليم الدولة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -2‬كريم ناصر حسناوي كاظم المحنة‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة باألجانب‪ ،‬دار الفكر والقانون‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -3‬حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.379‬‬
‫‪- 479 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وهذا ما قضت به المحكمة اإلدارية العليا المصرية في حكمها المؤرخ في ‪ 7‬سبتمبر ‪،2019‬‬
‫حريا بجهة اإلدارة إذا ارتأت خطورة الطاعن على األمن العام كما ذكرت‬
‫والذي جاء فيه‪ ..." :‬وقد كان ً‬
‫في دفاعها أن تتخذ اإلجراء الذي أوجبه الدستور بأن تقدم المذكرة للنيابة العامة للتحقيق لتتولي هي‬
‫وجها لذلك‪ ...‬إال أنها لم تفعل هذا‪ ،‬وإنما اغتصبت سلطة‬
‫إصدار أمر بمنعه من السفر‪ ،‬إن ارتأت ً‬
‫وفقا ألحكام المادة (‪ )62‬من الدستور‪ ،‬األمر الذي يكون معه القرار المطعون‬
‫انيطت بالقضاء وحده ً‬
‫مشوبا‬
‫ً‬ ‫فيه الصادر من جهة اإلدارة (وزارة الداخلية) بإدراج الطاعن على قوائم الممنوعين من السفر‬
‫بعيب االختصاص الجسيم والذي ينحدر به إلى درجة االنعدام‪ ،‬مما يتعين معه والحال هذه القضاء‬
‫بإلغائه"‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬عيب عدم االختصاص في ق اررات طرد األجانب إلى خارج الحدود‪ :‬يظهر عيب عدم االختصاص‬
‫بالنسبة لطرد األجانب إلى خارج الحدود نتيج ًة لمخالفة القواعد المتعّلقة بإصدار هذا القرار‪ ،‬وهو ما يظهر‬
‫على مستوى الق اررات الصادرة عن القاضي اإلداري الفرنسي (‪ ،)1‬وكذا الجزائري (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬موقف القاضي اإلداري الفرنسي‪ :‬قد يظهر عيب عدم االختصاص بالنسبة لقرار الطرد إلى خارج‬
‫المختصة بهذا القرار من الناحية اإلقليمية‪ ،‬فبالنسبة لقرار الطرد الصادر عن‬
‫ّ‬ ‫تعدد السلطات‬
‫الحدود نتيجة ّ‬
‫المختصة‬
‫ّ‬ ‫المحافظ نتيجة لرفض رخصة اإلقامة أو رفض اللجوء فهنا األمر ال يطرح أي إشكال‪ ،‬فالسلطة‬
‫تنحصر في المحافظة التي يقيم بها األجنبي‪ ،‬أي التي له بها عنوان ثابت‪ ،‬لكن األمر يختلف في حالة‬
‫المختصة هي محافظ المحافظة التي‬
‫ّ‬ ‫التحّقق من عدم قانونية إقامة األجنبي‪ ،‬فهنا تكون السلطة اإلدارية‬
‫يتم فيها اكتشاف واقعة مخالفة قانون اإلقامة والتنقل وليس مكان إقامة األجنبي‪ ،2‬ففي هذه الحالة ليس‬
‫ّ‬
‫بالضرورة أن يصدر قرار الطرد إلى خارج الحدود عن المحافظ الذي رفض إصدار رخصة اإلقامة والتي‬
‫كانت األساس في عملية ترحيل األجنبي‪.3‬‬
‫‪ -2‬موقف القاضي اإلداري الجزائري‪ :‬سبق لمجلس الدولة الجزائري الفصل في منازعة تتعّلق بقرار طرد‬
‫مواطن سوري من اإلقليم الجزائري‪ ،‬وذلك في القرار المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،42002‬ويجب اإلشارة في‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬الدائرة األولى موضوع‪ ،‬الطعن رقم ‪ ،51924‬لسنة ‪ 62‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 7‬سبتمبر ‪ ،2019‬ذكره‬
‫حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.379-378‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Christophe POULY, op.cit, n°121 et 122, p 34 ; C.E, 13 janvier 1997, n° 176410, préfet des Yvelines c/ Ayed,‬‬
‫‪JurisData n° 1997-050110.‬‬
‫‪3‬‬
‫; ‪-Vincent TCHEN, « ÉTRANGERS : Obligation de quitter le territoire- Réadmission », op.cit, n°123, p 37‬‬
‫‪C.E, 29 octobre 2001, n° 226802, préfet Territoire de Belfort c/ Ndiaye.‬‬
‫‪ -4‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،13772‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪- 480 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تم التطرق له سابًقا ضمن سلطات‬


‫البداية أن هذا القرار صادر في القضايا المتعّلقة بوقف التنفيذ‪ ،‬وقد ّ‬
‫قاضي االستعجال اإلداري في وقف تنفيذ الق ار ارت اإلدارية‪ ،‬لكن الحيثيات ومنطوق القرار ّ‬
‫تدل على أن‬
‫حاسما في دعوى اإللغاء أمام قاضي الموضوع‪.‬‬
‫ً‬ ‫وجه عدم المشروعية المتعلّق بعدم االختصاص سيكون‬
‫تتعّلق هذه المنازعة بقرار طرد أجنبي من اإلقليم الوطني‪ ،‬وهو سوري الجنسية مقيم بطريقة‬
‫تم تبليغه بقرار الطرد الصادر عن مصالح‬
‫قانونية بإقليم والية برج بوعريريج‪ ،‬وبتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ّ 2001‬‬
‫شرطة والية برج بوعريريج‪ ،‬وهو األمر الذي دفع هذا األجنبي إلى رفع دعوى استعجالية يطلب من خاللها‬
‫األمر بوقف تنفيذ قرار الطرد إلى غاية الفصل في مشروعيته عن طريق دعوى اإللغاء‪.‬‬
‫ظل سريان قانون اإلجراءات المدنية القديم‪ ،‬الذي كان يشترط لقبول الدعوى‬
‫صدر هذا القرار في ّ‬
‫مستمد‬
‫ّ‬ ‫جد ّي لعدم مشروعية القرار اإلداري‪ ،‬وهو في هذه القضية‬
‫االستعجالية لوقف التنفيذ وجود سبب ّ‬
‫من عدم اختصاص الجهة التي أصدرت قرار طرد األجنبي إلى خارج الحدود‪.‬‬
‫جاء في منطوق هذا القرار‪..." :‬حيث أن ممثل وزارة الداخلية يصرح بأن القرار محل الطلب‬
‫صادر حسب تأشيرته من طرف مصالح الشرطة المحلية التابعة لوالية برج بوعريريج‪ ،‬مع العلم أن طرد‬
‫األجانب من التراب الوطني يرجع إلى اختصاص وزير الدولة وزير الداخلية دون سواه‪ .‬حيث ثابت مما‬
‫سبق أن القرار اإلداري محل طلب وقف التنفيذ لم يصدر عن الجهة اإلدارية المختصة وهي وزارة‬
‫الداخلية‪...‬ومن ثم يحتمل إبطاله‪."...‬‬
‫طبق القانون بشكل‬
‫أن قاضي االستعجال على مستوى مجلس الدولة قد ّ‬
‫بتحليل هذا القرار‪ ،‬نجد ب ّ‬
‫سليم‪ ،‬إذ أنه بالعودة للمادة ‪ 20‬من األمر رقم ‪ 211-66‬المتعّلق بوضعية األجانب في الجزائر‪ ،‬والتي‬
‫تعطي االختصاص لوزير الداخلية في ق اررات طرد األجانب‪ ،‬األمر الذي يجعل من قرار الطرد في األمر‬
‫فإن عيب عدم‬
‫مختصة وهي مصالح الشرطة‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫ّ‬ ‫صادر عن جهة إدارية غير‬
‫ًا‬ ‫المذكور أعاله‬
‫االختصاص يكون محقًقا‪.‬‬
‫رغم أن الق اررات المنشورة في أعداد مجلة مجلس الدولة الحًقا ال تشير لمآل هذه القضية على‬
‫مستوى قاضي اإللغاء‪ ،‬لكن المنطق القانوني السليم يقضي بتحّقق عيب عدم االختصاص‪ ،‬وهو عيب‬
‫وكثير‬
‫ًا‬ ‫كاف للنطق بإلغاء قرار الطرد إلى خارج الحدود‪ ،‬فهذا العيب كما سبق ذكره متعّلق بالنظام العام‪،‬‬
‫حاسما في دعوى اإللغاء‪ ،‬وربما هذا ما يفسر ما جاء في قرار مجلس الدولة المذكور أعاله‪" :‬‬ ‫ً‬ ‫ما يكون‬
‫األمر بإيقاف تنفيذ القرار ‪...‬إلى غاية الفصل في مدى مشروعيته بعد رفع دعوى بالبطالن أمام مجلس‬

‫‪- 481 -‬‬


‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الدولة‪...‬نظ ار لحالة االستعجال القصوى ينفذ هذا األمر فو ار على المسودة وقبل تسجيله‪ً ،"...‬ا‬
‫فنظر لعدم‬
‫المشروعية الجسيمية المترتّبة على عدم اختصاص الجهة اإلدارية التي أصدرت القرار‪ ،‬فقد قبل قاضي‬

‫االستعجال اإلداري ّ‬
‫النظر في دعوى وقف التنفيذ حتى قبل رفع دعوى في الموضوع‪ ،‬كما أمر ب ّ‬
‫أن ينفذ‬
‫هذا األمر بموجب مسودته‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬عيب عدم االختصاص في ق اررات إبعاد األجانب‪ :‬فصل مجلس الدولة الجزائري في دعوى إلغاء‬
‫ضد قرار إبعاد أجنبي إلى خارج اإلقليم الجزائري‪ ،‬حيث صدر قرار بإبعاد السيد (ل‪.‬ب) من طرف‬
‫المديرية العامة لألمن الوطني بتاريخ ‪ 05‬نوفمبر ‪.2011‬‬
‫المستمد من عدم اختصاص المديرية‬
‫ّ‬ ‫استند الطاعن في دعواه على إبراز وجه عدم المشروعية‬
‫العامة لألمن الوطني في إصدار قرار إبعاد األجانب عن اإلقليم الوطني‪ ،‬هذا األخير يعود لالختصاص‬
‫تنص على ذلك المادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ 11-08‬المتعّلق بشروط دخول‬
‫الحصر ّي لوزير الداخلية كما ّ‬
‫ردت الجهة المدعى عليها (و ازرة الداخلية) بالقول‬
‫األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها‪ ،‬بينما ّ‬
‫لنص المادة ‪30‬‬
‫مختصة طبًقا ّ‬
‫ّ‬ ‫أن مزاعم المدعي بعدم مشروعية قرار اإلبعاد ألنه صادر عن هيئة غير‬
‫بّ‬
‫من القانون رقم ‪ ،11-08‬محاوالً بذلك خلق اللبس بين مقتضيات هذه المادة والمادة ‪ 22‬من القانون‬
‫نفسه‪ ،‬والمتعّلقة بقرار الطرد المترتّب على سحب بطاقة اإلقامة‪.‬‬
‫وافق مجلس الدولة على دفوع المدعي وألغى قرار اإلبعاد بسبب عيب عدم االختصاص‪ ،‬إذ جاء‬
‫في هذا القرار‪ ":‬لكن حيث تنص المادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ 11/08‬المؤرخ في ‪2008/06/25‬‬
‫المتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها على ما يلي‪ " :‬عالوة على‬
‫األحكام المقررة في المادة ‪( 22‬الفقرة ‪ )3‬أعاله‪ ،‬فإن إبعاد األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن‬
‫يتخذ بموجب قرار صادر عن وزير الداخلية"‪ .‬حيث بالرجوع إلى محضر إثبات التبليغ المقدم من طرف‬
‫الطاعن يظهر منه أن اإلعذار بمغادرة الجزائر كان بناء على قرار صادر في ‪ 2010/11/15‬عن‬
‫المكلف بنشاطات الشرطة العامة والتنظيم بالمديرية العامة لألمن الوطني ولم يصدر عن وزير الداخلية‬
‫كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 30‬أعاله‪ ،‬وعليه فالدفع المثار في محله"‪.1‬‬
‫حاسما في إسناد اختصاص إصدار قرار اإلبعاد‬
‫ً‬ ‫بأن المشرع الجزائري لم يكن‬
‫هناك من يرى ّ‬
‫لوزير الداخلية بصفة حصرّية‪ ،‬وهو ما يمكن فهمه من الصياغة التي جاءت بها المادة ‪ 30‬من القانون‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،067894‬مذكور سابًقا‪.‬‬


‫‪- 482 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تنص على‪... " :‬فإن إبعاد األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن يتخذ بموجب‬
‫رقم ‪ ،11-08‬التي ّ‬
‫قرار صادر عن وزير الداخلية‪ ،"...‬وهو ما يفتح المجال أمام سلطات إدارية أخرى لممارسة هذا‬
‫أن تكون هناك جهات إدارية أخرى تحوز‬ ‫‪1‬‬
‫االختصاص ‪ .‬لكن هذا التحليل يفتقر للدّقة‪ ،‬فالمشرع لم يقصد ب ّ‬
‫على االختصاص في إصدار قرار إبعاد األجانب‪ ،‬بل القصد من ذلك هو تمتّع السلطة اإلدارية ‪-‬وهي في‬
‫هذه الحالة وزير الداخلية‪-‬بالسلطة التقديرية الواسعة في إصدار هذا القرار من عدمه في حالة توافر‬
‫نص عليها المشرع كأسباب لقرار اإلبعاد‪.‬‬
‫الحاالت التي ّ‬
‫رابعا‪ -‬عيب عدم االختصاص لمخالفة قواعد التفويض اإلداري‪ :‬يقصد بالتفويض في ممارسة‬
‫أن يف ّوض لموظف آخر في نفس‬‫االختصاص ذلك األسلوب اإلداري الذي يستطيع من خالله موظف ب ّ‬
‫يستمدها من النصوص‬
‫ّ‬ ‫مستواه الوظيفي أو في مستوى أدنى منه‪ ،‬مباشرة البعض من اختصاصاته التي‬
‫نص قانوني ممارسة التفويض‪ ،2‬ليقوم المفوض إليه بممارسة تلك‬ ‫القانونية وذلك عندما يجيز ّ‬
‫االختصاصات دون العودة لصاحب االختصاص األصلي‪ ،‬على أن تبقى مسؤوليته قائمة عن النتائج التي‬
‫تترتب على ممارسة االختصاصات المفوض فيها‪.3‬‬
‫كحل لتراكم المسؤوليات اإلدارية‬
‫يتم تطبيقه ّ‬
‫أن أسلوب التفويض ّ‬‫من خالل هذا التعريف نستنتج ب ّ‬
‫العملية أن تباشر سلطة‬
‫ّ‬ ‫وضمانا لسير المرافق العامة بانتظام واستمرار‪ ،‬إذ من المستحيل من الناحية‬
‫ً‬
‫مثال جميع االختصاصات المخولة لها فكان من الضروري اللجوء إلى نظام‬
‫إدارية معينة كالوزير ً‬
‫التفويض‪ .4‬كما أن تحويل ونقل سلطة اتخاذ القرار اإلداري إلى السلطات األقرب من المسائل والقضايا‬
‫الجارية يساعد على معالجتها بإتقان وسرعة‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى إمكانية تفويض االختصاص من السلطة‬
‫األصلية‪.5‬‬
‫المختصة بإصدار قرار الطرد إلى خارج الحدود تفويض‬
‫ّ‬ ‫وعليه‪ ،‬يمكن للمحافظ وهو السلطة‬
‫يتم‬
‫قانونيا يجب أن ّ‬
‫ً‬ ‫اختصاصه في هذا الشأن للموظفين الموجودين تحت سلطته‪ ،6‬وحتى يكون التفويض‬

‫‪ -1‬فوزية معافة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري دعوى اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Jean WALINE, op.cit, p 425.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Bertrand SEILLIER, « Acte administratif : Régime », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,‬‬
‫‪octobre 2015, actualisation : mai 2018, n°50, p 19.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, 30 septembre 1996, n°157424, Rec. C.E, cité par Denis SEGUIN, Le guide du contentieux du droit des‬‬
‫‪étrangers, op.cit, p 85.‬‬
‫‪- 483 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مختصة‪ ،1‬كما يجب تحديد مجال‬


‫ّ‬ ‫صادر من طرف سلطة غير‬‫ًا‬ ‫فإن هذا القرار سيكون‬
‫نشره‪ ،‬و ّإال ّ‬
‫نوعية‬
‫ّ‬ ‫التفويض‪ ،‬هل هو تفويض اختصاص أم تفويض توقيع‪ ،‬وفي هذه الحالة األخيرة يجب تحديد‬
‫يتصرف‬
‫ّ‬ ‫المفوض له‪ .2‬لهذا يرى األستاذ ‪ Christophe POULY‬أنه من النادر أن‬
‫الق اررات التي سيوقعها ّ‬
‫مسؤول إداري بخصوص إجراءات ترحيل األجانب دون الحصول على تفويض خاص بذلك‪.3‬‬
‫وحتى في إطار ما يسمى بنظرية الموظف الفعلي‪ ،‬فقد قبل مجلس الدولة الفرنسي التفويض‬
‫ّ‬
‫بالتوقيع المتعّلق بقرار االلزام بالخروج من اإلقليم الفرنسي ضد أجنبي يقيم بطريقة غير شرعية رغم تجاوز‬
‫المحددة لممارسة وظيفته‪ ،‬ووافق على إلغاء اإلدارة لقرار التفويض المعيب‪ ،‬وذلك‬
‫ّ‬ ‫للسن القانونية‬
‫المحافظ ّ‬
‫ضمانا لمبدأ سير المرفق العام بانتظام واستمرار‪.4‬‬
‫ً‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إقرار القاضي اإلداري النعدام القرار كجزاء لعيب عدم االختصاص‬
‫بعد أن يقوم القاضي اإلداري بإجراء عملية الرقابة على مشروعية القرار اإلداري المتعّلق بركن‬
‫االختصاص‪ ،‬وذلك من خالل مختلف المصادر التي تستمد منها السلطات اإلدارية اختصاصها‪ ،‬ويقوم‬
‫بإثبات قيام عيب عدم االختصاص‪ ،‬فإنه ينتقل في مرحلة الحقة إلى إقرار الجزاء المناسب لهذا العيب‪.‬‬
‫في هذه المرحلة تظهر بشكل واضح السلطات الواسعة التي يمتلكها القاضي اإلداري في تعامله‬
‫مع عيب عدم االختصاص على خالف عيوب عدم المشروعية األخرى‪ ،‬والتي تجعله في الكثير من‬
‫وشدة المخالفة‬
‫المقررة ضمن القواعد العامة‪ ،‬وهذا بسبب االختالف في درجة ّ‬
‫الحاالت يخرج عن المبادئ ّ‬
‫فإن تعامل القاضي اإلداري في تقرير‬
‫لقواعد االختصاص من مخالفة بسيطة إلى مخالفة جسيمة وظاهرة‪ّ ،‬‬
‫الشدة والصرامة‪ ،‬يظهر ذلك من خالل اإلقرار بانعدام‬
‫يتدرج في ّ‬ ‫تبعا لذلك بحيث ّ‬ ‫الجزاء المناسب يختلف ً‬
‫القرار اإلداري وعدم االكتفاء بمجرد الحكم بإلغاء القرار‪.‬‬
‫ابتكر القاضي اإلداري فكرة االنعدام كجزاء للقرار اإلداري الذي يشوبه عيب عدم اختصاص‬
‫جسيم‪ ،‬لكن النقاش احتدم حول هذا المفهوم واختلف القضاء اإلداري وكذا الفقه في وضع نظام قانوني‬
‫أن هذه الفكرة تحكمها اعتبارات مرتبطة بالسياسة القضائية‬
‫يحكم فكرة االنعدام‪ ،‬مما يعني من البداية ب ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 21 octobre 2005, n°269361, Rec. C.E, cité par Christophe POULY, « Étranger : contentieux de‬‬
‫‪l'obligation de quitter le territoire », op.cit, n°119, p 34.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.A.A Nantes, 17 janvier 2013, n° 12NT01499, cité par Vincent TCHEN, « ÉTRANGERS : Obligation de‬‬
‫‪quitter le territoire. Réadmission », op.cit, n° 126, p 38.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Christophe POULY, « Étranger : contentieux de l'obligation de quitter le territoire », op.cit, n°120, p 34.‬‬
‫‪4‬‬
‫; ‪- C.E, 3 décembre 2001, n° 234018, Ngbanda ; C.E, 28 décembre 2001, n° 231671, préfet de police c/ Hussen‬‬
‫‪C.E, 26 février 2003, n° 234217, préfet de police c/ Oueslati, JurisData n° 2003-065072.‬‬
‫‪- 484 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كل نظام قضائي‪ ،‬لهذا يجب دراسة مفهوم القرار اإلداري المنعدم (أوال)‪ ،‬وحاالت تحّقق‬ ‫المتّبعة في ّ‬
‫أخير تحديد مفاعيل القرار اإلداري المنعدم (ثالثا)‪.‬‬
‫االنعدام في الق اررات اإلدارية (ثانيا)‪ ،‬و ًا‬
‫أوال‪ -‬مفهوم القرار اإلداري المنعدم‪ :‬يعتبر الفقيه الفرنسي الكبير ‪ Edouard LAFEEIÈRE‬أول من‬

‫طرح فكرة االنعدام بشكل واضح في القانون اإلداري‪ ،‬إذ ير ّى ب ّ‬


‫أن هناك بعض الق اررات ال تحمل صفة‬
‫القرار اإلداري بحيث ال يكفي وصفها بالبطالن‪ ،‬ومنها القرار الصادر من طرف فرد عادي والقرار‬
‫الصادر من السلطة اإلدارية معتدية على اختصاص السلطة التشريعية أو القضائية‪ ،‬إذ تعتبر هذه‬
‫األعمال في نظر ‪ LAFEEIÈRE‬قرارات منعدمة ال يترتّب عليها أي أثر‪ .1‬ورغم أن هذا الفقيه لم يستند‬
‫عبر عن االتجاه العام في هذا‬
‫فإن أفكاره ما تزال ت ّ‬
‫ّإال على ق اررات قليلة لمجلس الدولة الفرنسي‪ّ ،‬‬
‫الموضوع‪ ،‬وكان لها صدى واسع في قضاء مجلس الدولة وفقهاء القانون اإلداري من بعده أمثال‪:‬‬
‫‪ BONNARD ،HAURIOU ،DUGUIT‬و‪.2WALINE‬‬
‫بأن القرار الذي يصدره‬
‫ومع ذلك‪ ،‬يوجد جانب من الفقه يعارض نظرية االنعدام‪ ،‬ألن القول ّ‬
‫شخص عادي ال يملك سلطة إدارية هو قرار إداري لحقه عيب عدم االختصاص الجسيم هو قول غير‬
‫نظر ألن هذا القرار الذي يصدر عن هذا الشخص لم يكتسب في األصل مفهوم القرار اإلداري‪،‬‬
‫صحيح‪ً ،‬ا‬
‫متضمنا االعتداء على اختصاص السلطتين التشريعية أو‬
‫ً‬ ‫كما أن القرار الذي يصدر عن السلطة اإلدارية‬
‫القضائية هو في الحقيقة قرار باطل ومنعدم في نظر القانون والقضاء‪.3‬‬
‫العملية تتطّلب‬
‫ّ‬ ‫ولم ينكر جانب آخر من الفقه فكرة االنعدام بصورة مطلقة‪ ،‬ولكنه يرى ب ّ‬
‫أن الفائدة‬
‫هجرها واالمتناع عن تطبيقها‪ ،‬باعتبار أن االنعدام نظرية قضائية المنشأ وال يوجد لها أساس في التشريع‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫الرأي‬
‫وأن األصل في ظهورها هو قضاء مجلس الدولة الفرنسي وذلك تحت تأثير ظروف خاصة ‪ .‬لكن ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Edouard LAFEEIÈRE, Traité de la juridiction administrative et des recours contentieux, Tome 1, 2 ème éd,‬‬
‫‪Berger-Levrault, Paris, 1896, pp 479-480.‬‬
‫‪ -2‬الطماوي سليمان‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.378‬‬
‫‪ -3‬رياض عبد عيسى الزهيري‪ "،‬عيب عدم االختصاص في القرار اإلداري دراسة مقارنة مع الجزائر"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬جامعة‬
‫بغداد‪ ،‬العدد األول‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.214-213‬‬
‫‪ -4‬محمد فؤاد مهنا‪ ،‬القانون اإلداري المصري والمقارن‪ ،‬ج األول‪ ،‬مطبعة نصر‪ ،‬القاهرة‪ ،1957 ،‬ص ‪ 661‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪- 485 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫قر بفكرة االنعدام في القرار اإلداري‪ ،1‬وذلك ألنها نظرية باتت واضحة المعالم في‬
‫الراجح لدى الفقه ي ّ‬
‫القانون اإلداري وال مجال إلنكارها فقد أخد بها الفقه والقضاء على ّ‬
‫حد سواء‪.2‬‬
‫المميز له‬
‫ّ‬ ‫على هذا األساس يجب اإلحاطة بتعريف القرار اإلداري المنعدم (‪ ،)1‬وعرض المعيار‬
‫(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬تعريف القرار اإلداري المنعدم‪ّ :‬‬


‫يعرفه األستاذ حسين عثمان بأنه ذلك القرار الذي لحقت به مخالفة‬
‫المقررة‬
‫مجرد عمل مادي ال يتمتع بشيء من الحصانة ّ‬ ‫جسيمة أفقدته صفة القرار اإلداري وهبطت به إلى ّ‬
‫للق اررات اإلدارية‪ ،3‬كما يعرفه األستاذ عبد الحكيم فودة بأنه‪ " :‬انعدام القرار اإلداري يتحّقق إذا كان عيب‬
‫فإن ذلك يؤدي إلى اختالله بحيث يصل به إلى حد‬ ‫جسيما‪ ،‬فإذا فقد ركنا أو أكثر من أركانه ّ‬ ‫ً‬ ‫القرار‬
‫اما"‪.4‬‬
‫حقا وال ترتب التز ً‬
‫االنعدام‪ ،‬فيعتبر بمثابة واقعة مادية ال يرتب أث ار قانونيا‪ ،‬فال تكسب ً‬
‫من خالل هذه التعاريف يالحظ أنها تجمع على أن القرار اإلداري المنعدم هو ذلك القرار الذي‬
‫مجرد عمل مادي ال تترتب عليه حقوق وال‬
‫يلحقه عيب جسيم ينزل به إلى درجة االنعدام‪ ،‬بحيث يعتبر ّ‬
‫التزامات‪ ،‬كما ال يتمتع بالحصانة المعترف بها للق اررات اإلدارية‪.‬‬
‫يتحول إلى عمل مادي حال اتسامه بعيب جسيم من عدم المشروعية‬ ‫إن العمل القانوني لإلدارة ّ‬
‫يصل به إلى درجة االنعدام مثل القرار اإلداري المشوب بعيب جسيم من عدم المشروعية‪ ،‬فالقرار اإلداري‬
‫ّ‬
‫المنعدم ينتمي إلى طائفة األعمال المادية غير اإلرادية كصدور القرار ممن ليست له سلطة إصدار‬
‫تبين أنها قصدت من ورائه إحداث‬
‫يتحول العمل المادي لإلدارة إلى عمل قانوني إذا ّ‬
‫الق اررات اإلدارية‪ ،‬وقد ّ‬
‫‪5‬‬
‫معينة في‬
‫آثار قانونية ‪ .‬وعليه فالقرار المنعدم هو القرار الذي تريد من خالله اإلدارة ترتيب نتائج وآثار ّ‬
‫حين أنه لم يسبق لها اتخاذه (انعدام مادي) أو عندما يكون هذا القرار مشوب بعيوب عدم مشروعية‬
‫جسيمة تفقده طبيعته القانونية (انعدام قانوني)‪.6‬‬

‫‪ -1‬رمزي طه الشاعر‪ ،‬تدرج البطالن في الق اررات اإلدارية – دراسة مقارنة‪ ،-‬ط الثانية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1985 ،‬ص‬
‫ص ‪.56-53‬‬
‫‪ -2‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬القرار اإلداري المنعدم‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2014 ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -3‬حسين عثمان محمد عثمان‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2010 ،‬ص ‪.677‬‬
‫‪ -4‬عبد الحكيم فودة‪ ،‬الخصومة اإلدارية بطالن وانعدام وسحب القرار اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪.55‬‬
‫‪ -5‬سامي جمال الدين‪ ،‬نظرية العمل اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Pierre DE MONTE, « La " Septimanie " face à la théorie de l’inexistence », A.J.D.A, 2008, p 753.‬‬
‫‪- 486 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المتكررة هي أن الميادين الخاصة بنظرية االنعدام واالعتداء المادي ال يبدو بأنها‬


‫ّ‬ ‫لكن المشكلة‬
‫أن االعتداء المادي يوجد في الكثير من الحاالت عن طريق عمل‬ ‫تماما‪ ،‬ألنه من جهة نجد ب ّ‬
‫تتطابق ً‬
‫مادي وليس بالضرورة قرار‪ ،‬ومن جهة أخرى نجد ب ّ‬
‫أن مجلس الدولة الفرنسي اعتبر بعض القرارات بأنها‬
‫تشكل اعتداء مادي‪.1‬‬
‫منعدمة مع أنها ليس بالضرورة ّ‬
‫إن أحسن تعريف للقرار اإلداري المنعدم جاء به األستاذ ‪ Prosper WEIL‬إذ يرى ب ّ‬
‫أن القرار‬
‫بأي‬
‫نص تشريعي أو تنظيمي‪ ،‬أو بصفة عامة ال يرتبط ّ‬ ‫طا بأي ّ‬‫المنعدم هو القرار الذي ال يكون مرتب ً‬
‫اختصاص لإلدارة‪ ،2‬وهو التعريف الذي أخذت به محكمة التنازع الفرنسية‪.3‬‬

‫المميز للقرار اإلداري المنعدم‪ :‬انتهينا إلى القول ّ‬


‫بأن القانون اإلداري يعرف نوعين من عدم‬ ‫‪ -2‬المعيار ُ‬
‫المشروعية التي تصيب القرار اإلداري‪ ،‬البطالن واالنعدام‪ّ ،‬‬
‫وبالنظر إلى أن النصوص القانونية لم تحسم‬
‫في شأن تمييز القرار الباطل عن القرار المنعدم بل أكثر من ذلك فهي ال تشير صراحة إلى درجتي‬
‫بأن الق اررات المخالفة للقانون تكون غير مشروعة‪ ،‬وهذا ليس بالشيء‬
‫البطالن مكتفية بتقرير مبدأ عام ّ‬
‫نظر لطبيعة قواعد القانون اإلداري ذات المنشأ القضائي‪ ،‬فنظرية االنعدام ومحاوالت وضع معيار‬
‫الغريب ًا‬
‫تمت من طرف القضاء اإلداري وبدعم من الفقه‪ ،4‬وذلك حسب التفصيل اآلتي‪:‬‬ ‫ميز لها ّ‬
‫م ّ‬
‫أ‪ -‬معيار اغتصاب السلطة‪ :‬هو أقدم معيار طرح للتمييز بين القرار اإلداري المنعدم والقرار الباطل يقوم‬
‫على أساس أن الفارق بين البطالن واالنعدام هو فارق بين عيب عدم االختصاص وعيب اغتصاب‬
‫السلطة أو بين عدم االختصاص البسيط وعدم االختصاص الجسيم‪.5‬‬
‫وكان الفقيه الفرنسي الكبير ‪ّ Edouard LAFEEIÈRE‬أول من أخد بمعيار اغتصاب السلطة‪،‬‬
‫أن هناك من أعمال اإلدارة ما ال يمكن االكتفاء بنعته بالبطالن كما لو صدر القرار اإلداري من‬
‫فهو يرى ب ّ‬
‫شخص ال سلطات له إطالًقا ألنه ال ينتمي إلى اإلدارة أو ألن عالقته بها قد انقطعت ألي سبب من‬
‫الشأن إذا صدر القرار من سلطة إدارية وفيه اعتداء على اختصاصات السلطتين‬
‫األسباب‪ ،‬وكذلك ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit , p 280.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Prosper WEIL, « une résurrection : la théorie de l’inexistence en droit administratif », D, 1598, chor 49,‬‬
‫‪cité par André LEGRAND, op.cit, n°47, p 12.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- T.C , 27 juin 1966, Guigon, Rec. C.E, p 830, A.J.D.A, 1966, p 547, note André DE LAUBADÈRE, D, 1968,‬‬
‫‪p 7.‬‬
‫‪ -4‬عبد الكريم بودريوه‪ " ،‬جزاء مخالفة القرارات اإلدارية لقواعد المشروعية‪-‬درجات البطالن في الق اررات اإلدارية‪ ،"-‬مجلة مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،05‬ص ‪.106‬‬
‫‪ -5‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪- 487 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫قررات‬
‫بأن مثل هذه األعمال هي ا‬
‫التشريعية أو القضائية ‪ .‬وقد قطع الفقيه ‪ LAFEEIÈRE‬من البداية ّ‬
‫منعدمة ال يترتّب عليها أي أثر وتصبح محاولة تنفيذها بمثابة اعتداء مادي‪.2‬‬
‫أن القرار اإلداري‬
‫وقد أخد األستاذ مصطفى أبو زيد فهمي بمعيار اغتصاب السلطة‪ ،‬إذ يرى ب ّ‬
‫ينعدم في حالة صدوره من فرد عادي أو في حالة اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة‬
‫التشريعية أو القضائية‪ ،3‬فهو يوافق في ذلك على االتجاه الذي نادى به الفقيه ‪.LAFEEIÈRE‬‬
‫اسعا في القضاء والفقه المقارن ًا‬
‫نظر لسهولته ووضوح حدوده‪،‬‬ ‫انتشار و ً‬
‫ًا‬ ‫رغم أن هذا المعيار عرف‬
‫ّإال أنه ال يصلح كمعيار حاسم لتفسير فكرة االنعدام‪ ،‬وإن كان يصلح للتمييز بين عيب عدم االختصاص‬
‫الجسيم والبسيط في ركن االختصاص‪ .‬ألن القرار المنعدم ال يترتّب فقط على فقدان ركن االختصاص‬
‫فهناك عيوب أخرى تؤدي إلى تقرير االنعدام وبتطبيق هذا المعيار فإنها تخرج من دائرة الق اررات المنعدمة‬
‫تطبق‬
‫يقدم لنا الحلول المطلوبة في الدول التي ال ّ‬
‫وتوصف فقط بالق اررات الباطلة‪ ،‬كما أن هذا المعيار ال ّ‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات وتعرف تداخل في الوظائف وتركيز السلطة في يد جهة واحدة‪.4‬‬
‫ب‪ -‬معيار الوظيفة اإلدارية‪ :‬انطلق الفقيه الكبير سليمان الطماوي من تحليل ق اررات محكمة التنازع‬
‫أن الفارق يكمن في فكرة الوظيفة اإلدارية‪ ،‬فكل عمل ليس له صلة بالوظيفة اإلدارية‬
‫الفرنسية‪ ،‬إذ يرى ب ّ‬
‫مباشر أو‬
‫ًا‬ ‫يحددها القضاء في ضوء المبادئ الدستورية العامة في الدولة بحيث ال يمكن اعتباره تنفيذا‬
‫كما ّ‬
‫غير مباشر للوظيفة اإلدارية هو عمل إداري منعدم‪ ،‬أما إذا أمكن إرجاع عمل اإلدارة إلى وظيفتها‬
‫اإلدارية سواء كانت قد ما رست تلك الوظيفة في حدودها المشروعة أو تجاوزت تلك الحدود فهو عمل‬

‫إداري يبقى محتف ً‬


‫ظا بصفته اإلدارية وما ينتج عنها من أحكام‪.5‬‬
‫يقوم هذا المعيار على أساس حصر اختصاص السلطة اإلدارية على ممارسة كل ما يتعّلق‬
‫بموضوع إداري‪ ،‬وهنا حسب رأي الفقيه الطماوي تكمن الصعوبة الكبرى ًا‬
‫نظر لتعّلقه بمبدأ الفصل بين‬

‫‪ -1‬عليوة مصطفى فتح الباب‪ ،‬البطالن واالنعدام في الق اررات اإلدارية‪ – ،‬دراسة مقارنة‪-‬مصر والدول العربية‪ ،‬دار سعد سمك للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2014 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -2‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.378‬‬
‫‪ -3‬مصطفى أبو زيد فهمي‪ ،‬القضاء اإلداري ومجلس الدولة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.655‬‬
‫‪ -4‬أحسن غربي‪ " ،‬معايير التفرقة بين القرار المنعدم والقرار الباطل – دراسة تحليلية نقدية‪ ،"-‬مجلة دراسات وأبحاث‪ ،‬العدد ‪،02‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -5‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.426‬‬
‫‪- 488 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يكرس مبدأ‬ ‫السلطات وطبيعة النظام الدستوري المطبق في كل دولة‪ .‬ولكن رغم هذه الحقيقة ّ‬
‫فإن الدستور ّ‬
‫ار من اختصاص السلطة التشريعية أو القضائية‪.1‬‬
‫الفصل بين السلطات فال يجوز لإلدارة أن تصدر قرًا‬
‫تعرض هذا المعيار للنقد ألن الحاالت التي ذكرها ال تتعدى حاالت اغتصاب السلطة الناتج عن‬
‫صدور قرار من فرد عادي وكذلك االعتداء على اختصاص السلطتين التشريعية والقضائية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أن هذا المعيار يستبعد فكرة انعدام القرار اإلداري كلما صدر من سلطة إدارية في موضوع إداري مهما‬
‫ّ‬
‫التوسع في حاالت‬
‫ّ‬ ‫بلغت درجة العيب الذي يصيب القرار اإلداري‪ .2‬رغم أن هذا المعيار حاول الحّد من‬
‫يطبق لدى الفقه والقضاء الفرنسي سوى لفترة وجيزة‪.3‬‬
‫االنعدام لكن يبدو أنه لم ّ‬
‫ج‪ -‬معيار تخّلف أركان القرار اإلداري‪ :‬ذهب األستاذ مصطفى كمال وصفي إلى القول ّ‬
‫بأن العيب الذي‬
‫التصرف ذاته‪ ،‬ولذلك فيجب‬
‫ّ‬ ‫يؤدي بالقرار اإلداري إلى االنعدام يجب أن يكون ً‬
‫ماديا فيرجع إلى مادة‬
‫التصرف وأركانه لتقرير انعدامه‪ ،‬فاالنعدام ينشأ في القرار اإلداري كما هو الحال في‬
‫ّ‬ ‫البحث في تكوين‬

‫القانون الخاص إثر تهدم أحد أركان القرار وهي اإلرادة و ّ‬


‫المحل والسبب أما الشكل واالختصاص فهما من‬
‫منعدما في حالة تخّلف ركن اإلرادة أو‬
‫ً‬ ‫وتأسيسا على ذلك يكون القرار اإلداري‬
‫ً‬ ‫شروط صحة اإلرادة‪،‬‬
‫المحل أو السبب‪ ،‬أما إذا توافرت األركان الثالثة ولكن اختّلت شروط صحة القرار اإلداري وهي‬
‫ّ‬
‫االختصاص والشكل والغاية كان القرار باطالً‪.4‬‬
‫هناك من الفقه الجزائري من تبنى هذا المعيار‪ ،‬إذ يرى األستاذ أحسن غربي أن التمييز بين‬
‫يتحدد من خالل شروط االنعقاد وشروط الصحة وأن القرار ينعدم فقط في‬
‫القرار المنعدم والقرار الباطل ّ‬
‫أن القرار اإلداري يقوم على ثالثة أركان وهي ركن الوالية‪ ،‬اإلرادة‬
‫حالة افتقاده أحد أركانه‪ .‬لكنه يرى ب ّ‬
‫أن االختصاص يمكن أن يكون‬
‫وركن األثر القانوني (الذي يسميه بركن المحل)‪ ،‬لكن في المقابل يرى ب ّ‬
‫ركنا جوهرًيا يترتّب على تخلّفه انعدام القرار اإلداري‪.5‬‬
‫ً‬

‫‪ -1‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.427‬‬
‫‪ -2‬رمزي طه الشاعر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪ -3‬محمد جمال الذنيبات‪ " ،‬القرار اإلداري المنعدم في القضاء اإلداري األردني والفقه المقارن"‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،28‬العدد األول‪ ،2004 ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -4‬مصطفى كامل وصفي‪ " ،‬انعدام الق اررات اإلدارية "‪ ،‬مجلة المحاماة‪ ،‬العدد ‪ ،1961 ،5‬ص ص ‪ ،733-730‬نقال عن محمد عبد‬
‫الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -5‬أحسن غربي‪ "،‬معايير التفرقة بين القرار المنعدم والقرار الباطل – دراسة تحليلية نقدية‪ "-‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪- 489 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بأن أركان القرار اإلداري هي‬


‫فالرأي القائل ّ‬
‫واجه معيار تخّلف األركان معارضة من جانب الفقه‪ّ ،‬‬
‫المحل والسبب وأن الشكل واالختصاص هي شروط لصحة القرار يخالف ما سار عليه قضاء‬ ‫اإلرادة و ّ‬
‫المحكمة اإلدارية العليا في تعريفها للقرار اإلداري‪ ،1‬والذي مقتضاه أن أركان مشروعية القرار اإلداري هي‬
‫أخير الغاية‪ .‬فالقضاء‬ ‫السبب واإلفصاح عن اإلرادة في الشكل الذي يتطلبه القانون واالختصاص و ّ‬
‫المحل و ًا‬
‫فإن عيب عدم االختصاص يعتبر‬ ‫فضال عن ذلك ّ‬
‫ً‬ ‫يفرق بين شروط االنعقاد وشروط الصحة‪،‬‬ ‫اإلداري لم ّ‬
‫من النظام العام فكيف يكون هذا العنصر الجوهري شر ً‬
‫طا لصحة القرار اإلداري وليس ً‬
‫‪2‬‬
‫ركنا النعقاده!‬
‫د‪ -‬معيار جسامة مخالفة القاعدة القانونية‪ :‬يرى األستاذ رمزي طه الشاعر أن التمييز بين القرار المنعدم‬
‫أن البطالن كجزاء قانوني يلحق القرار‬
‫والقرار الباطل يقوم على أساس جسامة مخالفة القاعدة القانونية‪ ،‬إذ ّ‬
‫أن الخروج‬
‫شك ب ّ‬
‫يتضمنها مبدأ المشروعية‪ ،‬وال ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلداري في حالة مخالفته لقاعدة من القواعد القانونية التي‬

‫جسيما كما قد يكون غير جسيم بحيث ّ‬


‫يتدرج‬ ‫ً‬ ‫دائما بنفس الدرجة فقد يكون‬
‫عن القاعدة القانونية ال يكون ً‬
‫سمو الدستور‬
‫الجزاء من االنعدام إلى البطالن طبًقا لمدى جسامة المخالفة‪ ،‬واستند في ذلك إلى مبدأ ّ‬
‫فإن مخالفة هذه القاعدة يؤدي إلى انعدام القرار اإلداري‬
‫باعتباره القاعدة القانونية العليا في الدولة‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫تقررها القوانين العادية فتكون ّ‬
‫تصرفاتها باطلة‪.3‬‬ ‫أما إذا خالفت اإلدارة اإلجراءات والشروط التي ّ‬
‫فنظرية االنعدام بال جدال هي آلية من صنع القاضي اإلداري تسمح له بالحكم على مشروعية‬
‫وكأن‬
‫منعدما ّ‬
‫ً‬ ‫يتأكد من جسامة المخالفة‪ ،‬وبالنتيجة فهذا القرار ال يكون فقط ً‬
‫باطال بل‬ ‫القرار اإلداري عندما ّ‬
‫لم يكن‪ ،‬بمعنى أن القاضي اإلداري يلجأ إلى تقرير االنعدام عندما ّ‬
‫يتأكد من جسامة عدم المشروعية التي‬
‫تصيب القرار اإلداري‪.4‬‬
‫بأن االنعدام يكون في صورتين‪ ،‬الصورة األولى االنعدام‬
‫الرأي إلى القول ّ‬
‫وذهب صاحب هذا ّ‬
‫النتفاء صفة عضو السلطة اإلدارية عن مصدر القرار‪ ،‬وتتحّقق هذه الصورة في حالتين األولى‪ ،‬عند‬
‫اغتصاب الوظيفة اإلدارية كصدور قرار من شخص ال سلطة له إطالًقا بإصدار الق اررات اإلدارية‪ ،‬أما‬

‫‪ -1‬تواترت المحكمة اإلدارية العليا المصرية في تعريفها للقرار اإلداري بأنه‪ " :‬إفصاح جهة اإلدارة في الشكل الذي يحدده القانون عن‬
‫إرادتها الملزمة بما لها من سلطة عامة بمقتضى القوانين واللوائح وذلك بقصد إحداث أثر قانوني معين متى كان جائ از قانونا‬
‫وابتغاء المصلحة العامة"‪ ،‬طعن رقم ‪ 3413‬لسنة ‪ 33‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،1988‬ذكره مجدي محمود محب حافظ‪ ،‬موسوعة‬
‫أحكام المحكمة اإلدارية العليا في خمسين عاما‪ ،‬ج الرابع‪ ،‬دار محمود للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.2378‬‬
‫‪ -2‬رمزي طه الشاعر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.201-209‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.235-234‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 296.‬‬
‫‪- 490 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الثانية فتظهر عندما يصدر قرار من أحد رجال اإلدارة وهو غير متمتّع بسلطة إصدار الق اررات اإلداري‪،‬‬
‫أما الصورة الثانية فهي االنعدام لمخالفة القاعدة القانونية العليا في الدولة‪ .‬فصاحب هذا الرأي يربط بين‬
‫تحّقق هذه الصورة وبين استحالة ترتيب األثر القانوني الذي يستهدفه القرار‪ ،‬هذه االستحالة قد تكون مادية‬
‫محل القرار اإلداري كأن يصدر قرار بترقية موظف بعد انتهاء خدمته‪ ،‬وقد تكون‬
‫ّ‬ ‫تؤدي إلى انعدام‬
‫كلية أو كان تحقيقه يدخل ضمن‬
‫استحالة قانونية وذلك إذا كان الدستور قد منع تحقيق هذا األثر ّ‬
‫االختصاص المطّلق لجهة غير التي أصدرته‪ ،‬وتتحّقق االستحالة القانونية في ثالث حاالت هي المساس‬
‫بالحقوق المحمية دستورًيا‪ ،‬اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاصات السلطة التشريعية أو القضائية‪،‬‬
‫أخير اتخاذ السلطة اإلدارية لقرار في مسألة من اختصاص سلطة أخرى‪.1‬‬
‫و ًا‬
‫رغم أن هذا المعيار القى قبوًال لدى جانب من الفقه على اعتبار أنه يوّفق بين المعايير السابقة‪،‬‬
‫ّإال أنه لم يسلم بدوره من النقد‪ ،‬حيث ال يصلح كمعيار لتبرير فكرة انعدام الق اررات اإلدارية نتيجة‬
‫المخالفات الجسيمة للقانون العادي وما أكثرها والتي يترتّب عليها حسب هذا المعيار مجرد البطالن‪.2‬‬

‫ه‪ -‬معيار استقراء أحكام القضاء اإلداري‪ :‬يرى األستاذ عصام عبد الوهاب البرزخي ب ّ‬
‫أن نظرية االنعدام‬
‫يجب أن تبحث في إطار أحكام وق اررات القضاء اإلداري‪ ،‬إذ ذهب إلى القول‪ ":‬لم ينجح الفقه في تقديم‬
‫المحدد والدقيق القائم على أساس من نظرية علمية متكاملة تستوعب كل حاالت االنعدام أو‬
‫ّ‬ ‫المعيار‬
‫على األقل معظم حاالته التي ذهب إليها القضاء‪ .‬وبدل االستمرار في هذه المحاوالت‪ ،‬والتي لم يجد ًأيا‬
‫منها القبول لدى القضاء‪ ،‬يجب العمل على استقراء أحكام القضاء في شأن فكرة االنعدام الستخالص‬
‫تكررت في أحكام القضاء"‪.3‬‬
‫حاالت االنعدام التي ّ‬
‫المميز لفكرة االنعدام يستخلص مباشرة من خالل تحليل أحكام القضاء‬
‫ّ‬ ‫فإن المعيار‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬
‫كرس مجلس الدولة الفرنسي نظرية االنعدام في حالة افتقار القرار اإلداري ألي عنصر من‬ ‫اإلداري‪ ،‬فقد ّ‬
‫مشوبا بمخالفة جسيمة أو في الحالة التي ال يمكن اعتباره ممارسة لسلطة أو‬
‫ً‬ ‫عناصره أو عندما يكون‬
‫فإن حاالت االنعدام تظهر من خالل الصور التالية‪ :‬صدور‬
‫اختصاص تملكه السلطة اإلدارية‪ .‬وعليه ّ‬

‫‪ -1‬رمزي طه الشاعر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 238‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -2‬عليوة مصطفى فتح الباب‪ ،‬البطالن واالنعدام في الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -3‬البرزخي عصام عبد الوهاب‪ " ،‬العنصر الشخصي لالختصاص في القرار اإلداري"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،10‬العدد األول‪ ،1994 ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪- 491 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫القرار من فرد عادي أو ممن ليس له صفة الموظف العام أو ممن ال يملك سلطة إصدار الق اررات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وكذلك في حالة اعتداء سلطة إدارية على اختصاص السلطتين التشريعية أو القضائية‪.1‬‬
‫الرأي فقد استحسنه جانب من الفقه على أساس أن األحكام القضائية تعتبر من‬‫نظر لوجاهة هذا ّ‬
‫ًا‬
‫أهم مصادر القانون اإلداري‪ ،‬كما أن النظريات الكبرى في القانون اإلداري هي من ابتكار القضاء‪ ،‬وهذا‬
‫ّ‬
‫ما يبرز الدور اإلنشائي الذي يقوم به القاضي اإلداري ّ‬
‫لسد النقص الموجود في التشريعات‪ ،‬فإذا كانت‬
‫هذه هي الميزة األساسية لقواعد القانون اإلداري فهل من المنطق القانوني السليم تقييد نظرية االنعدام في‬

‫القرار اإلداري بمعيار واحد؟ وعليه فمعيار استقراء أحكام القضاء هو المعول عليه لوضع ّ‬
‫حد للجدل‬
‫الفقهي الذي دار حول هذه النظرية‪.2‬‬
‫وكما يقول األستاذ عليوة مصطفى فتح الباب وهو نائب رئيس مجلس الدولة المصري‪ ":‬إن‬
‫مجلس الدولة _قضاء وإفتاء_ لم يشغل نفسه بصياغة نظرية عامة لالنعدام أو استعراض معاييرها‬
‫فقهيا بذاته ورفض ما عداه وإنما مزج بين هذه المعايير‪ ،‬بل وخرج‬
‫معيار ً‬
‫ًا‬ ‫المتعددة‪ ،‬ولم يعتنق‬
‫ّ‬ ‫الفقهية‬
‫عليها جميعا في بعض الحاالت"‪.3‬‬
‫الصدد ذهب مجلس الشورى اللبناني في قرار له مؤرخ في ‪ 19‬نوفمبر ‪ 1992‬إلى‬
‫ّ‬ ‫في هذا‬
‫القول‪ ":‬إن انعدام العمل اإلداري لم يعد يقتصر على حالة اغتصاب السلطة‪ ،‬وتعدي سلطة إدارية على‬
‫اختصاصات السلطة التشريعية أو القضائية‪ ،‬أو على الحريات العامة أو الحقوق الخاصة‪ ،‬بل إن كل‬
‫‪4‬‬
‫مخالفة واضحة وعمل غير مشروع _بصورة جلية_ ممكن أن تؤدي إلى انعدام القرار"‬
‫نؤيد معيار استقرار أحكام القضاء اإلداري‪ ،‬ألن القاضي اإلداري يتمتّع بسلطة‬
‫ونحن بدورنا ّ‬
‫تقديرية واسعة للحكم على الوقائع وترتيب األثر الذي يتوافق مع ظروف كل قضية على حدة‪ .‬فحتى في‬
‫اغتصابا للسلطة‬
‫ً‬ ‫تندرج ضمن الهرم اإلداري ّ‬
‫فإن هذا ال يعتبر بالضرورة‬ ‫حالة صدور القرار عن سلطة ال ّ‬
‫يرتب انعدام القرار اإلداري‪ ،‬فاالختيار بين تقرير االنعدام أو البطالن يعود للسلطة التقديرية المطلقة‬
‫نظر لمالبسات القضية واآلثار التي يعتزم القاضي تحقيقها أو بلوغها‪.‬‬
‫للقاضي ًا‬

‫‪ -1‬البرزخي عصام عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬


‫‪ -2‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.73-72‬‬
‫‪ -3‬عليوة مصطفى فتح الباب‪ ،‬البطالن واالنعدام في الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪ -4‬مجلس الشورى اللبناني‪ ،‬قرار رقم ‪ ،93-92/14‬مؤرخ في ‪ 19‬نوفمبر ‪ ،1992‬مجلة القضاء اإلداري في لبنان‪ ،‬العدد ‪،05‬‬
‫‪ ،1994‬ص ‪.15‬‬
‫‪- 492 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مميز للقرار المنعدم‪ ،‬لكن القضاء‬


‫رغم أن بعض الفقه اعتقد بأنه في استطاعته وضع معيار ّ‬
‫اإلداري ظهر بشكل مرن ومتقّلب في أحكامه بهذا الخصوص ‪ ،‬ولهذا نجد ب ّ‬
‫‪1‬‬
‫أن الفقه في فرنسا قد ابتعد‬
‫عن هذه المعايير على اعتبار أن االنعدام هو مجرد أداة للسياسة القضائية تخضع لالعتبارات التي يراها‬

‫القاضي اإلداري ‪ ،‬فيمكن القول ب ّ‬


‫‪2‬‬
‫أساسا بناء تجريبي وللقاضي مفهوم غير فقهي‬
‫ً‬ ‫أن نظرية االنعدام هي‬
‫عملية لتدعيم الرقابة القضائية التي يمارسها على اإلدارة في حاالت‬
‫نفعي‪ ،‬فهي بالنسبة إليه وسيلة ّ‬ ‫ولكنه‬
‫ّ‬
‫استثنائية بحتة يقوم هو بتحديدها‪.3‬‬
‫ثانيا‪ -‬حاالت انعدام القرار اإلداري‪ :‬ترتبط حاالت االنعدام بمخالفة قواعد مشروعية ركن أو أكثر من‬
‫أركان القرار اإلداري‪ ،‬لكن الفقه يجمع على أن اإلطار الرحب والمالئم لظهور حاالت االنعدام يكمن في‬
‫ركن االختصاص وبالذات في العنصر الموضوعي له‪ .4‬قد تبلغ مخالفة القرار اإلداري للقواعد المتعّلقة‬
‫فتحوله إلى مجرد عمل مادي حيث يكون‬
‫حدا من الجسامة لدرجة تفقده صفته اإلدارية ّ‬
‫بركن االختصاص ً‬
‫‪5‬‬
‫أشدها‬
‫صبا لسلطة لم يمنحها له المشرع ‪ ،‬وحالة اغتصاب السلطة هي أقدم حاالت االنعدام و ّ‬
‫مصدره مغت ً‬
‫خروجا على قواعد المشروعية‪.‬‬
‫ً‬
‫يمكن تعريف اغتصاب السلطة بأنه‪ ":‬ذلك العيب الذي يجعل القرار معيبا بعيب جسيم‪ ،‬ويكون‬
‫من أثره فقدان القرار لصفته وطبيعته اإلدارية‪ ،‬بحيث ال يعتبر القرار باطالً وقابال لإللغاء‪ ،‬بل منعدما‪،‬‬
‫ألنه يفقد مقومات صحته كقرار إداري ويصبح مجرد واقعة مادية‪ ،‬وألن العيب الذي يلحقه يتمثل في‬
‫عدم انعقاد أي اختصاص أصالً لمصدر الق ارر‪ ،‬أو في االعتداء على اختصاص منوط قانونا لسلطة‬

‫أخرى" ‪ ،‬من خالل هذا التعريف نجد ب ّ‬


‫‪6‬‬
‫تتجسد في ثالث صور‪ ،‬اغتصاب‬
‫ّ‬ ‫أن حالة اغتصاب السلطة‬

‫‪1‬‬
‫‪- André LEGRAND, op.cit, n°46, pp ,11-12.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- F Wodié, « l’inexistence des actes juridiques unilatéraux en droit administratif », A.J.D.A, 1969, p 76,‬‬
‫‪cité par André LEGRAND, op.cit, n°74, p 12.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- « La théorie de l’inexistence apparaît ainsi comme une construction essentiellement empirique: le juge‬‬
‫‪en a une conception non pas doctrinale, mais utilitaire; elle est pour lui un moyen pratique de renforcer,‬‬
‫‪dans des cas tout à fait exceptionnels qu’il détermine lui-même, le contrôle juridictionnel qu’il exerce sur‬‬
‫‪l’administration », Marceau LONG et autres, G.A.J.A, op.cit, p 503.‬‬
‫‪ -4‬عبد الكريم بودريوه‪ " ،‬جزاء مخالفة الق اررات اإلدارية لقواعد المشروعية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪107‬؛ سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية‬
‫العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.381‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬أوجه الطعن بإلغاء القرار اإلداري في الفقه وقضاء مجلس الدولة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -6‬سعد عصفور‪ ،‬محسن خليل‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.446‬‬
‫‪- 493 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الوظيفة اإلدارية (‪ ،)1‬واعتداء اإلدارة على اختصاص سلطة إدارية أخرى ال صّلة لها بها (‪ ،)2‬كما توجد‬
‫حالة ثالثة تتعّلق باالعتداء على اختصاص السلطة القضائية (‪.)3‬‬
‫‪ -1‬اغتصاب الوظيفة اإلدارية‪ :‬يقصد بهذه الحالة صدور القرار من شخص ال يتمتّع بأي صفة إدارية‬
‫أصال أو ألن القرار قد صدر‬
‫تخوله سلطة إصدار الق اررات اإلدارية‪ ،‬وهذا إما لعدم تقّلده الوظيفة اإلدارية ً‬
‫‪1‬‬
‫يتدخل شخص‬
‫في وقت كانت صفته كموظف عام زالت عنه ألي سبب من األسباب ‪ .‬والفرض هنا أن ّ‬
‫عادي ليس له أي صلة باإلدارة ويصدر ق اررات إدارية مع أنه ال يحوز على أي تأهيل قانوني‪.2‬‬
‫إن مثل هذه األعمال التي تصدر عن فرد عادي في خصوص اختصاصات السلطات اإلدارية ال‬
‫ّ‬
‫يجوز وصفها بأنها ق اررات إدارية الفتقادها لشرط هام يفترض توافره في كل قرار إداري أال وهو صدروه‬
‫عن سلطة إدارية عمومية‪ ،‬وأنسب وصف لما يصدر عن هذا الشخص أنه عمل مادي منعدم‪.3‬‬
‫أن هناك رأي في الفقه عارض فكرة اعتبار القرار الصادر عن فرد عادي بمثابة‬
‫لهذا نجد ب ّ‬
‫بأن القرار الذي يصدر عن شخص عادي ليست له أية سلطة إدارية بأنه‬
‫اغتصاب للسلطة‪ ،‬ألن القول ّ‬
‫قرار إداري مشوب بعيب عدم االختصاص الجسيم تجعله قرار منعدم هو قول غير صحيح‪ً ،‬ا‬
‫نظر ألن‬
‫طبيعة هذا القرار لم تكتسب من األصل صفة القرار اإلداري الذي يشترط صدوره عن سلطة إدارية عامة‪،‬‬
‫يحوله من عمل قانوني إلى عمل‬ ‫لذلك فهو ليس قرار إداري لحقه عيب عدم االختصاص الجسيم الذي ّ‬
‫مادي و" إنما هو في األصل عمل خاطئ يقيم مسؤولية القائم به إذا تكاملت أركانها‪ ،‬األمر الذي يجعله‬
‫خارج اختصاص قضاء اإللغاء لهذا السبب وليس بسب عيب عدم االختصاص"‪.4‬‬
‫الرأي‪ ،‬على أساس أنه من شروط صحة القرار اإلداري صدوره عن سلطة إدارية‬ ‫رغم وجاهة هذا ّ‬
‫وتنطبق في‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫فرضية صدور القرار اإلداري من طرف فرد عادي تبقى قائمة من الناحية‬
‫ّ‬ ‫عامة‪ ،‬لكن‬
‫صادر‬
‫ًا‬ ‫حالة عدم توافر شروط وضوابط نظرية الموظف الفعلي‪ ،‬فإذا لم تتوافر هذا الشروط يكون القرار‬
‫ّ‬
‫للشك في‬
‫ّ‬ ‫مجاال‬
‫ً‬ ‫مغتصبا للسلطة اإلدارية‪ .5‬كما أن التطبيقات القضائية ال تدع‬
‫ً‬ ‫عن فرد عادي ويكون‬
‫اعتبار القرار الصادر من فرد عادي بمثابة اغتصاب للسلطة‪ ،‬وهذا ما أخذ به مجلس الدولة الفرنسي منذ‬

‫‪ -1‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دار أبو المجد‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬أوجه الطعن بإلغاء القرار اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -4‬رياض عبد عيسى الزهيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪ -5‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪- 494 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫زمن بعيد وذلك في قضية ‪ Welter‬بتاريخ ‪ 18‬ديسمبر ‪ 1953‬وفي قضية ‪ Pecha‬بتاريخ ‪ 31‬ماي‬
‫‪ ،1957‬هذه الحاالت ترجع في معظمها إلى اغتصاب السلطة من طرف فرد ال عالقة له باإلدارة‪.1‬‬
‫أن مجلس الدولة الفرنسي ال يقصد بتعبير " اغتصاب السلطة" من طرف فرد‬
‫في المقابل‪ ،‬نجد ب ّ‬
‫عادي أن يقوم فرد ًأيا كان بممارسة اختصاصات اإلدارة فهذا الفرض يتحّقق فقط في حالة الموظف‬
‫الفعلي‪ ،‬ولكن صورة اغتصاب السلطة تتحّقق في حالة غياب التأهيل القانوني لمصدر القرار اإلداري‪.‬‬
‫ّ‬
‫أن القرار الصادر عن‬ ‫الحل الذي وصل إليه في قضية ‪ ،Gaubert‬إذ اعتبر ب ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكان هذا هو‬
‫يتم تعيينهم بصفة رسمية بعد‬
‫اللجنة الوالئية لترتيب المؤسسات هو قرار منعدم ألن أعضاء تلك اللجنة لم ّ‬
‫في مناصبهم الوظيفية‪.2‬‬
‫أن القرار الصادر من طرف‬
‫وفي قضية ‪ Ville de Narbonne‬اعتبر مجلس الدولة الفرنسي ب ّ‬
‫كيفيات وطرق انتخاب المجلس‬
‫يتضمن تحديد ّ‬
‫ّ‬ ‫هيئة مؤلفة من ممثلين عن البلدية وأولياء التالميذ‪ ،‬والذي‬
‫ينص‬
‫النحو المذكور أعاله لم ّ‬
‫ّ‬ ‫البلدي للطفولة بمثابة قرار منعدم‪ ،‬باعتبار أن جماعة العمل المشكلة على‬
‫المختصة التخاذ الق اررات الواردة في التقرير‬
‫ّ‬ ‫تتحصل على أي وكالة من السلطات‬
‫ّ‬ ‫عليها في القانون‪ ،‬ولم‬
‫المطعون فيه‪ ،‬والتي تتعّلق في الوقت نفسه باإلدارة المحلية وبتنظيم النشاط التربوي على مستوى‬
‫المؤسسات التعليمية العامة والخاصة‪.3‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬يكون قرار االلزام بالخروج من اإلقليم الفرنسي ضد أجنبي‬
‫في إطار الق اررات ّ‬
‫المحددة‬
‫ّ‬ ‫بناء على تفويض بالتوقيع رغم تجاوز المحافظ للسن القانونية‬
‫يقيم بطريقة غير شرعية‪ ،‬والصادر ً‬
‫قائما‪ ،‬لكن مجلس‬
‫نظر ألن اختصاص المحافظ لم يعد ً‬ ‫لممارسة وظيفته بمثابة اغتصاب للوظيفة اإلدارية‪ً ،‬ا‬
‫الدولة الفرنسي لم يحكم بإلغاء أو انعدام القرار اإلداري‪ ،‬بل على العكس من ذلك قضي بمشروعيته‪ ،‬بعد‬
‫طبق اجتهاده المتعّلق بنظرية الموظف الفعلي‪.4‬‬
‫أن ّ‬
‫ّ‬
‫أعين الجميع وكأنه‬‫الفعلي جميع مظاهر التعيين في الوظيفة العامة ويبدو في ّ‬ ‫تتوافر للموظف‬
‫ّ‬
‫عمليا على األفراد التحّقق‬
‫يشغل وظيفته بطريقة قانونية على خالف الحقيقة‪ ،‬والسبب في ذلك أنه يصعب ً‬

‫‪ -1‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العاملة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.407‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 18 mars 1921, Gaubert, Rec. C.E, p 328.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, sect, 7 octobre 1994, Ville de Narbonne c/Mme Arditi, R.F.D.A, 1995, p 1092, R.D.P, 1995, p 251,‬‬
‫‪conclusion Savoie, A.J.D.A, 1995, p 159, observation M Hecquard-Théron.‬‬
‫‪4‬‬
‫; ‪- C.E, 3 décembre 2001, n° 234018, Ngbanda ; C.E, 28 décembre 2001, n° 231671, préfet de police c/ Hussen‬‬
‫‪C.E, 26 février 2003, n° 234217, préfet de police c/ Oueslati, JurisData n° 2003-065072.‬‬
‫‪- 495 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫من وجود ومشروعية التأهيل القانوني الذي يتمتّع به هذا الشخص‪ ،1‬لكن يالحظ أن بعض الفقه الفرنسي‬
‫المعاصر يؤسس نظرية الموظف الفعلي في الظروف العادية ليس على أساس نظرية الظاهر فحسب‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫أيضا ‪.‬‬
‫وإنما على أساس مبدأ األمن القانوني ً‬
‫‪ -2‬اعتداء اإلدارة على اختصاص سلطة إدارية أخرى ال صلة لها بها‪ :‬تظهر هذه الصورة عندما تعتدي‬
‫اإلدارة على اختصاص سلطة إدارية أخرى ال تربطها بها صلة أي أن الجهة اإلدارية مصدرة القرار‬
‫تغتصب سلطة التقرير‪ ،‬فهذه الحالة ال تدخل ضمن حاالت عدم االختصاص البسيط بل تعتبر حالة من‬
‫‪3‬‬
‫تدق التفرقة في حالة صدور‬
‫نظر لجسامة العيب الذي يصب القرار ‪ّ ،‬إال أنه ّ‬
‫حاالت اغتصاب السلطة ًا‬
‫المختصة ومعرفة ما إذا كان العيب الذي‬
‫ّ‬ ‫القرار من جهة إدارية معتدية على اختصاص الجهة اإلدارية‬
‫جسيما‪.4‬‬
‫ً‬ ‫طا أم‬
‫يصيب القرار في هذه الحالة بسي ً‬
‫أن القرار اإلداري الصادر من سلطة إدارية والذي يعود الختصاص سلطة‬
‫يرى جانب من الفقه ب ّ‬
‫اغتصابا للسلطة إذا كانت الجهتان ال تربطهما أية صلة‪ ،5‬كأن يصدر وزير المالية‬
‫ً‬ ‫إدارية أخرى يعتبر‬

‫ار بتعيين موظف في و ازرة التربية والتعليم ‪ ،‬وال يلزم أن يكون ّ‬


‫‪6‬‬
‫لكل من الجهتين شخصية معنوية مستقّلة‬ ‫قرًا‬
‫وإنما يكفي أن يكون االعتداء على اختصاص جهة إدارية أخرى مستقّلة إدارًيا‪.7‬‬
‫بينما يرى رأي آخر في الفقه بأنه يجب أن تكون الجهة اإلدارية المعتدى عليها متمتّعة‬
‫بشخصيتها القانونية المستقّلة لكي يمكن اعتبار االعتداء على اختصاصاتها من قبيل عدم االختصاص‬
‫اغتصابا للسلطة‪ ،8‬وفي هذا تقول المحكمة اإلدارية العليا المصرية‪ ":‬االتفاق منعقد‬
‫ً‬ ‫الجسيم الذي يشكل‬
‫على أنه سواء اعتبر االختصاص أحد أركان القرار اإلداري أم أحد مقومات اإلرادة التي هي ركن من‬

‫‪ -1‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬األساس القانوني لنظرية الموظف الفعلي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،1987 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Mattais GUYOMAR, Pierre COLLIN, note sur: C.E, 16 mai 2001, A.J.D.A, 2001, p 643.‬‬
‫‪ -3‬نبيلة عبد الحليم كامل‪ ،‬الدعاوى اإلدارية والدستورية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1997 ،‬ص ‪.235‬‬
‫‪ -4‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫‪ -5‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ -6‬قرار مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬مؤرخ في ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1938‬في قضية ‪ ،Bloch‬ذكره سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات‬
‫اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.342‬‬
‫‪ -7‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.343‬‬
‫‪ -8‬عبد الكريم أبو العثم فهد‪ ،‬القضاء اإلداري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،2011 ،‬ص ‪.329‬‬
‫‪- 496 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أركانه‪ ،‬فإن صدور القرار اإلداري من جهة غير منوط بها إصداره قانونا‪ ،‬يعيبه بعيب جسيم‪ ،‬ينحدر به‬
‫إلى حد العدم‪ ،‬طالما كان في ذلك افتئاتا على سلطة جهة أخرى لها شخصيتها المستقلة"‪.1‬‬
‫يبدو أن القضاء اإلداري الجزائري سار في هذا االتجاه‪ ،‬وذلك ما يظهر من خالل قرار مجلس‬
‫الدولة المؤرخ في ‪ 27‬جويلية ‪ 1998‬يتعّلق بقرار لجنة ما بين البلديات بيع مسكن بينما االختصاص يعود‬
‫لديوان الترقية والتسيير العقاري جاء فيه‪ ":‬حيث أنه في الواقع إذا كان القانون رقم ‪ 01-81‬ينص على‬
‫اللجوء إلى لجان ما بين البلديات‪ ،‬فإن النصوص القانونية المنظمة لعملية بيع المساكن الجديدة تنص‬
‫المترشح للشراء إلى الهيئة البائعة‪ ،‬وفي قضية‬
‫على أن الطلب يجب أن يقدم من طرف المستأجر ُ‬
‫الحال إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري‪ ،‬حيث يستخلص مما سبق بأن لجنة ما بين البلديات لم تكن‬
‫مختصة في عملية بيع هذا المسكن مادام األمر يتعلق بمسكن جديد‪ .‬وبالنتيجة فإن القرار المتخذ من‬
‫طرف جهة غير مختصة يشكل ق ار ار منعدما‪.2"...‬‬
‫الحل نفسه في القرار المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ 2002‬يتعّلق‬
‫ّ‬ ‫عاد مجلس الدولة الجزائري ّ‬
‫وطبق‬
‫المقرر سبق‬
‫رخص لشركة التضامن شعبان بتوزيع مادة "سيرغاز"‪ ،‬هذا ّ‬‫بمقرر رئيس دائرة تيزي وزو الذي ّ‬
‫ّ‬
‫مقتضبا ودون‬
‫ً‬ ‫وأن أبطلته الغرفة الجهوية لمجلس قضاء الجزائر العاصمة‪ .‬رغم أن منطوق القرار جاء‬
‫عرض حيثيات القضية لكن الشيء الالفت هي النتيجة الذي وصل إليها قضاة مجلس الدولة‪ ،‬إذ جاء‬
‫فيه‪ ...":‬حيث وفضال عن ذلك فإن قرار تتخذه سلطة غير مختصة التخاذه يحلل على أساس أنه قرار‬
‫منعدم وبطالنه من النظام العام"‪.3‬‬
‫أن مجلس الدولة الجزائري وفي قضايا مشابهة تتعّلق باعتداء السلطات‬
‫لكن من جهة أخرى‪ ،‬نجد ب ّ‬
‫المقررة لسلطات إدارية أخرى قضى بإلغاء القرار اإلداري فقط دون تقرير‬
‫ّ‬ ‫اإلدارية على االختصاصات‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ ،1365‬لسنة ‪ 12‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 29‬نوفمبر ‪ ،1969‬ذكره سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية‬
‫العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.343-342‬‬
‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،169417‬مؤرخ في ‪ 27‬جويلية ‪ ،1998‬قضية ديوان الترقية والتسيير العقاري ضد اللجنة ما بين‬
‫البلديات‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،01‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -3‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،11803‬مؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ ،2002‬قضية الشركة ذات االسم الجماعي شعبان ضد والي والية تيزي‬
‫وزو‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،03‬ص‪.171‬‬
‫‪- 497 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫انعدامه‪ ،‬وهذا ما يعكس التذبذب الحاصل لدى القاضي اإلداري الجزائري في هذا الخصوص‪ ،‬وعدم وجود‬
‫موقف ثابت له في موضوع االنعدام في الق اررات اإلدارية‪.1‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬ففي قرار مجلس الدولة المؤرخ‬
‫وهذا ما يظهر بخصوص الق اررات اإلدارية ّ‬
‫في ‪ 6‬أفريل ‪ ،2011‬المتعّلق بإبعاد أجنبي عن اإلقليم الجزائري‪ ،‬أشار إلى عيب عدم االختصاص في‬
‫تم اتخاذ هذا القرار من طرف‬
‫مختصة‪ ،‬حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫قرار اإلبعاد‪ ،‬وهذا نتيجة لصدوره عن جهة إدارية غير‬
‫المختصة على سبيل الحصر وفًقا‬
‫ّ‬ ‫عوضا عن وزير الداخلية الجهة‬
‫ً‬ ‫المديرية العامة لألمن الوطني‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ 11-08‬المذكور سابًقا‪.‬‬
‫جاء في هذا القرار‪ ":‬عالوة على األحكام المقررة في المادة ‪( 22‬الفقرة ‪ )3‬أعاله‪ ،‬فإن إبعاد‬
‫األجنبي خارج اإلقليم الجزائري يمكن أن يتخذ بموجب قرار صادر عن وزير الداخلية‪ .‬حيث بالرجوع إلى‬
‫محضر إثبات التبليغ المقدم من طرف الطاعن يظهر منه أن اإلعذار بمغادرة الجزائر كان بناء على‬
‫قرار صادر في ‪ 2010/11/15‬عن المكلف بنشاطات الشرطة العامة والتنظيم بالمديرية العامة لألمن‬
‫الوطني ولم يصدر عن وزير الداخلية كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 30‬أعاله‪ ،‬وعليه فالدفع‬
‫المثار في محله‪...‬لهذه األسباب يقرر مجلس الدولة‪...‬‬
‫في الموضوع‪ :‬إلغاء القرار الصادر عن المديرية العامة لألمن الوطني‪.2"...‬‬
‫أن مجلس الدولة الجزائري اعتنق االتجاه الفقهي الذي يرى في عيب عدم االختصاص‬
‫يبدو ب ّ‬
‫الناتج عن ممارسة سطلة إدارية الختصاص سلطة إدارية أخرى تربطهما عالقة وظيفية ال ينطوي على‬
‫فإن الحكم القضائي يكون بإلغاء الق ارر اإلداري وليس بتقرير انعدامه‪ .‬ففي‬
‫اغتصاب للسلطة‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫أن المديرية العامة لألمن الوطني هي جهاز أمني تابع لوزير الداخلية‪ ،‬فهنا ال‬
‫القرار المذكور أعاله نجد ب ّ‬
‫تنص في هذا اإلطار المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫تام بين السلطتين اإلداريتين‪ّ .‬‬
‫يوجد انفصال ّ‬
‫يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية على‪ ":‬تشمل اإلدارة‬
‫ّ‬ ‫‪،104-14‬‬

‫‪ -1‬أنظر قرار مجلس الدولة‪ ،‬مؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ،2000‬قضية (ش‪.‬أ) ضد والي والية تيزي وزو‪( .‬قرار غير منشور)‪ ،‬ذكره لحسين‬
‫بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬ج األول‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪321‬؛ ق ارر مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ ،2002‬قضية والي والية الجزائر ضد شركة اإلنتاج واالستثمار المغاربي‪( .‬قرار غير منشور)‪ ،‬ذكره‬
‫لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،067894‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪- 498 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المركزية لوزارة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬تحت سلطة الوزير‪ ،‬على ما يأتي‪ ...:‬المديرية العامة‬
‫لألمن الوطني‪.1 "...‬‬
‫‪ -3‬اعتداء اإلدارة على اخصاص السلطة القضائية‪ :‬ال يمكن لإلدارة وفًقا لمبدأ الفصل بين السلطات أن‬
‫تصدر ق اررات تفصل من خاللها في موضوع من اختصاص السلطة القضائية‪ ،2‬لكونها غير مؤهلة لمهمة‬
‫حصر للسلطة القضائية‪ ،‬هذه األخيرة تتوفر على كل الضمانات الدستورية‬
‫ًا‬ ‫الفصل في النزاعات التي تعود‬
‫تختص بها‪ .3‬فإذا قامت اإلدارة باالعتداء‬
‫ّ‬ ‫والقانونية للحكم بصفة مستقلّة ونزيهة في مختلف النزاعات التي‬
‫اغتصابا للسلطة‪ّ ،4‬إال في الحاالت‬
‫ً‬ ‫منعدما ويشكل‬
‫ً‬ ‫فإن ق ارراها يعتبر‬
‫على اختصاص السلطة القضائية ّ‬
‫معينة بممارسة اختصاصات قضائية‪ 5‬مثل حالة مجلس‬ ‫التي يجيز فيها القانون صراحة لسلطة إدارية ّ‬
‫المحاسبة في الجزائر‪.6‬‬
‫أهم حاالت االنعدام في الق اررات‬
‫تعتبر حالة اعتداء اإلدارة على اختصاص السلطة القضائية من ّ‬
‫اإلدارية‪ ،‬فقد حسم القضاء اإلداري الفرنسي منذ زمن أمره من هذه الصورة ورتّب عليها انعدام القرار‪.‬‬
‫كانت البداية في ذلك بمناسبة قرار مجلس الدولة الفرنسي الشهير في قضية ‪ ،Rosan Girard‬إذ اعتبر‬

‫القاضي اإلداري ب ّ‬
‫أن قرار المحافظ بإبطال نتائج االنتخابات هو بمثابة اغتصاب الختصاص يعود للقضاء‬

‫اإلداري ورتّب على ذلك انعدام القرار اإلداري‪ ،‬إذ أن قرار المحافظ بإلغاء العملية االنتخابية هو ّ‬
‫تدخل في‬
‫بالنظر لجسامة المساس الواقع من طرف‬
‫مجال محصور من طرف المشرع للمحكمة اإلدارية‪ ،‬وأنه ّ‬
‫منعدما وكأن لم يكن‪.7‬‬
‫ً‬ ‫السلطة اإلدارية على اختصاصات قاضي االنتخابات يجب اعتبار القرار المذكور‬
‫أن معظم الحاالت التي أبطل فيها القضاء ق اررات‬ ‫بالنسبة للقضاء اإلداري الجزائري يالحظ ب ّ‬
‫إدارية مشوبة بعيب عدم االختصاص تدخل ضمن صورة اغتصاب السلطة‪ ،‬ومعظم هذه الحاالت تتعّلق‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،104-14‬مؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ ،2014‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬ج‬
‫ر العدد ‪ ،15‬صادرة في ‪ 19‬مارس ‪.2014‬‬
‫‪ -2‬عبد الحكيم فودة‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬أحكام دعوى اإللغاء‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1996 ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -4‬عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية الدعوى اإلدارية‪ ،‬طبعة ‪،1998‬‬
‫د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ،1998 ،‬ص ‪.257‬‬
‫‪ -5‬كنعان نواف‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2007 ،‬ص ‪.257‬‬
‫‪ -6‬نوار أمجوج‪ ،‬مجلس المحاسبة‪ :‬نظامه ودوره في الرقابة على المؤسسات اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪،‬‬
‫فرع المؤسسات السياسية واإلدارية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2007 ،‬ص ‪ 60‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- C.E, Ass, 31 mai 1957, Rosan Girard, Rec. C.E, p 355, conclusion Gazier.‬‬
‫‪- 499 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المهم اإلشارة إلى أن القضاء اإلداري‬


‫ّ‬ ‫باعتداء اإلدارة على اختصاص السلطة القضائية‪ .1‬لكن من‬
‫نادر‪ ،‬وال يصرح بها بصورة دقيقة في منطوق ق ارراته‪ ،2‬إذ يكتفي‬ ‫الجزائري ال ي ّ‬
‫طبق نظرية االنعدام ّإال ًا‬
‫بذكر عبارة اإلبطال لتجاوز السلطة فال يذكر نوع العيب الذي يشوب القرار اإلداري وال األثر المترتب‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫يفرق بين األثر المترتّب على التمييز بين‬ ‫كما أن القاضي اإلداري الجزائري ًا‬
‫كثير ما يخلط وال ّ‬
‫كريس الحاالت التي يجمع عليها الفقه‬ ‫درجات عدم المشروعية في الق اررات اإلدارية‪ ،‬سواء من حيث ت ّ‬
‫اغتصابا للسلطة‪ ،‬وحتى في تقرير النتائج المترتّبة على القرار المنعدم أو‬
‫ً‬ ‫والقضاء المقارن بأنها ّ‬
‫تشكل‬
‫الباطل‪.3‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬يمكن اإلشارة إلى التطبيقات‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة لتقرير االنعدام في الق اررات اإلدارية‬

‫القضائية التي كرسها القضاء اإلداري المصري بخصوص ق اررات المنع من السفر‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫يتبين من‬
‫حكم المحكمة اإلدارية العليا المؤرخ في ‪ 1‬سبتمبر ‪ ،2001‬والذي جاء فيه‪...":‬القرار المطعون فيه بإدراج‬
‫بناء على طلب مصلحة األمن العام‪ ،‬وأن هذا القرار‬
‫اسم الطاعن على قوائم الممنوعين من السفر كان ً‬
‫صدر استنادا إلى نص المادة األولى من قرار وزير الداخلية رقم ‪ 2214‬لسنة ‪...1994‬الذي حكم‬
‫بعدم دستوريتها‪...‬يكون قد صدر بحسب الظاهر من األوراق مشوبا باالنعدام ألنه فضال عن صدوره‬
‫عن سلطة غير مختصة قد صدر استنادا لقرار تنظيمي مستندا بدوره إلى نص تشريعي غير‬
‫دستوري‪.4 "...‬‬
‫إن االتجاه الحالي للقضاء اإلداري المصري يعتبر ق اررات المنع من السفر من اختصاص للسلطة‬
‫قيدا على الحرية الشخصية‪ ،‬والتي من عناصرها حرية التنقل‪ ،‬فمن‬
‫القضائية فقط‪ ،‬فالمنع من السفر يمثل ً‬
‫النص الدستوري‬
‫قانونا صدور األمر بالمنع من السفر من غير الجهات القضائية التي خولها ّ‬
‫غير الجائز ً‬
‫هذا االختصاص‪ ،‬و ّإال كان القرار الصادر منعدم األثر‪ ،‬وهذا ما يجعل صدور أي قرار من سلطة غير‬

‫‪ -1‬لحسين بن الشيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -2‬عمري بوفلجة‪ ،‬قضاء اإللغاء في الجزائر وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬المكتبة المصرية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجيزة‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.104-103‬‬
‫‪ -3‬عبد الكريم بودريوه‪ " ،‬جزاء مخافة الق اررات اإلدارية لقواعد المشروعية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.114-113‬‬
‫‪ -4‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬الطعن رقم ‪ ،1089‬لسنة ‪ 47‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 1‬سبتمبر ‪2002‬؛ الطعن رقم ‪ 4383‬لسنة ‪53‬‬
‫قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 1‬نوفمبر ‪ ،2008‬ذكرها محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫ص ‪.476-475‬‬
‫‪- 500 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مختصة به يؤدي إلى انعدامه‪ ،‬بحيث يخرج عن نطاق اختصاص القضاء العادي‪ ،‬ويدخل ضمن‬ ‫ّ‬
‫اختصاص القضاء اإلداري بوصفه عمل من أعمال اإلدارة‪.1‬‬
‫األهم في نظرية االنعدام يكمن في النتائج التي ترتّبها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ثالثا‪ -‬مفاعيل القرار اإلداري المنعدم‪ :‬إن االعتبار‬
‫العملية نجد أن هذه النتائج هي التي تدفع القاضي اإلداري لتطبيق هذه النظرية‪ ،‬فكما‬ ‫ّ‬ ‫ألنه من الناحية‬
‫يقول األستاذ ‪ " :Prosper Weil‬ال توجد عالقة سببية بين مفهوم االنعدام والنتائج المترّتبة عنه‪ ،‬بل‬
‫فإن هذه النتائج التي يبحث عنها القاضي هي التي تدفعه إلى تطبيق نظرية االنعدام"‪ ،2‬بمعنى‬
‫العكس ّ‬
‫أن النتائج التي يرتّبها القرار اإلداري المنعدم هي التي تدفع القاضي اإلداري لإلقرار بانعدام هذا القرار‬
‫وليس العكس‪ .‬تظهر آثار القرار اإلداري المنعدم بالنسبة للقاضي اإلداري بشكل خاص على مستوى‬
‫االختصاص القضائي (‪ ،)1‬كما تؤثر على إجراءات الطعن (‪ )2‬وكذا األحكام الصادرة (‪.)3‬‬
‫‪ -1‬تأثير القرار اإلداري المنعدم على االختصاص القضائي‪ :‬يظهر االختالف الجوهر ّي بين القرار‬
‫المنعدم والقرار الباطل من حيث االختصاص القضائي‪ ،‬فاإلشكال هنا يتعّلق بتحديد الجهة القضائية‬
‫المختصة بالفصل في الطعون المتعّلقة بالقرار المنعدم هل هي جهة القضاء العادي أم جهة القضاء‬
‫ّ‬
‫اإلداري؟ وذلك على النّحو اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬االختصاص المزدوج لجهتي القضاء العادي واإلداري‪ :‬يرى هذا الر ّ‬
‫أي بأنه يمكن للقاضي العادي على‬
‫يتصدى لتقدير مشروعية القرار اإلداري المنعدم دون حاجة إلحالة الدعوى إلى‬
‫ّ‬ ‫عكس القاعدة العامة أن‬

‫الشأن بالنسبة للقرار اإلداري الباطل‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ّ‬


‫توسع القضاء العادي في‬ ‫القضاء اإلداري كما هو ّ‬
‫تقرير حاالت االنعدام حتى يتغّلب على قواعد االختصاص القضائي‪.3‬‬
‫تأكد خروج القرار اإلداري عن قواعد المشروعية بصفة جسيمة تجعله في منزلة القرار المنعدم‬
‫فإذا ّ‬
‫غالبا إلى منح‬
‫حد سواء‪ ،‬ويميل األمر ً‬ ‫فإن االختصاص القضائي يعود للقضاء العادي أو اإلداري على ّ‬
‫ّ‬
‫فتسترد المحاكم العادية‬
‫ّ‬ ‫االختصاص للقضاء العادي باعتباره الحامي الطبيعي لحقوق وحريات األفراد‪،4‬‬

‫يتضمن إدراج اسم مواطن على قوائم الممنوعين من السفر‪،‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -1‬حيثيات حكم بإلغاء قرار منع من السفر صادر عن وزير الداخلية‪،‬‬
‫منشور على موقع جريدة الوطن‪ ،‬تاريخ وزمن التصفح‪ 5 :‬نوفمبر ‪ ،2020‬الساعة ‪.01:00‬‬
‫‪https://www.elwatannews.com/news/details/4469758‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- « Il n'y a pas de relation de cause à effet entre la notion d'inexistence et ses conséquences; ce sont, au‬‬
‫‪contraire, les résultats recherchés par le juge qui conduisent celui-ci à faire appel à la notion d'inexistence‬‬
‫‪», Prosper WEIL, « Une résurrection : la théorie de l’inexistence en droit administratif », D.1958, chron.40, p 53,‬‬
‫‪cité par Jacques MOREAU, «Inexistence », op.cit, n°32, p 4.‬‬
‫‪ -3‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.384‬‬
‫‪ -4‬عبد الكريم بودريوه‪ " ،‬جزاء مخالفة الق اررات اإلدارية لقواعد المشروعية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪- 501 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كامل اختصاصاتها في مواجهة مثل هذا القرار‪ ،1‬إذ جاء في قرار لمحكمة النقض المصرية‪ " :‬يشترط‬
‫لخروج القرار اإلداري من اختصاص القضاء العادي أال يكون معدوما‪ ،‬فإذا ظهر للمحاكم العادية أن‬
‫القرار مشوب بعيب ينحدر به إلى العدم خضع األثر المترتب على صدوره الختصاص المحاكم‬
‫العادية"‪.2‬‬
‫أي على حجتين األولى‪ ،‬هي أن القرار المنعدم هو قرار مشوب بعيب‬
‫يستند الفقه في تبرير هذا الر ّ‬
‫جسيم يفقد على إثره طبيعته اإلدارية مما يجعل اختصاص النظر فيه ينعقد للقضاء العادي‪ ،‬والثانية أن‬
‫القاضي الذي ينظر في الدعوى ال يلغي القرار بل يقتصر على مجرد تقرير انعدام القرار‪.3‬‬
‫فإن الجهتين القضائيتين‬ ‫فالمبدأ أنه عندما يكون الفعل المادي متر ًتبا عن قرار إداري ّ‬
‫معين ّ‬
‫اإلدارية والعادية تملكان االختصاص بشكل متوازي للنظر في الدعوى‪ ،‬في حين أنه في جميع الحاالت‬
‫األخرى للفعل المادي فاالختصاص يكون بشكل حصر ّي للمحاكم العادية‪.4‬‬
‫أي إلى القول باختصاص القضاء العادي بصفة حصرّية‬
‫ب‪ -‬اختصاص القضاء العادي‪ :‬ذهب هذا الر ّ‬
‫تصرفات مادية محضة وال تعتبر ق اررات‬
‫للنظر في الق اررات اإلدارية المنعدمة بحجة أن هذه الق اررات تعتبر ّ‬
‫ّ‬
‫إدارية‪.5‬‬

‫أي إلى القول باختصاص القضاء اإلداري ّ‬


‫بالنظر في القرار‬ ‫ج‪ -‬اختصاص القضاء اإلداري‪ :‬ذهب هذا الر ّ‬
‫المنعدم دون القضاء العادي‪ ،‬لكون رقابة هذا القرار من األمور المحصورة للقضاء اإلداري‪ ،‬وال يمكن‬
‫أي‬
‫حجب هذا االختصاص عنه بحجة أن القرار المنعدم هو مجرد عمل مادي معدوم األثر‪ .‬واستند هذا الر ّ‬
‫ّ‬
‫التأكد من مشروعية القرار اإلداري والتي تعمل ً‬
‫جنبا إلى‬ ‫على حجة أن دعوى تقرير االنعدام تهدف إلى ّ‬
‫جنب مع دعوى اإللغاء‪ ،‬ويستثنى من هذا حالة الدفع الفرعي أمام المحاكم العادية في حالة االعتداء‬
‫المادي ورأت المحكمة أن تقرير هذا االعتداء يستند إلى معرفة كون القرار اإلداري مشوب بعيب جسيم‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة فقط يسمح للمحاكم العادية برقابة مشروعية القرار المنعدم‪.6‬‬

‫‪ -1‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.405‬‬
‫‪ -2‬محكمة النقض المصرية‪ ،‬طعن رقم ‪ ،1750‬مؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ ،1983‬لسنة ‪ 35‬قضائية‪ ،‬ذكره محمد عبد الكريم شريف‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪- Pierre DELVOLVÉ, Le droit administratif, 2‬‬ ‫‪éd, Dalloz, Paris, 1998, p 126 ; Jaques MOREAU,‬‬
‫‪«Inexistence », op.cit, n°44, p 5.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 264.‬‬
‫‪ -5‬محمود الجبوري‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،1997 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -6‬رمزي طه الشاعر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.384-383‬‬
‫‪- 502 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لتقدير بطالن القرار اإلداري أو انعدامه يحتاج القاضي إلى تقدير مشروعية القرار‪ ،‬وذلك من‬
‫اختصاص القاضي اإلداري وليس القاضي العادي‪ ،‬زيادة على أن اختصاص القاضي اإلداري بفحص‬
‫أن هذا الطعن يدخل ضمن المنازعات اإلدارية التي يعود أمر النظر فيها للقضاء‬
‫القرار المنعدم يرجع إلى ّ‬
‫سهال اكتشافه لكون‬ ‫اإلداري كأصل عام ‪ .‬كما أن ّ‬
‫الحد الفاصل بين العيب الجسيم والعيب البسيط ليس ً‬
‫‪1‬‬

‫القاضي العادي ال يملك الخبرة الكافية لذلك‪ ،‬وعليه فيجب رفع العبء عن كاهل القاضي العادي وجعله‬
‫حصر لكون هذا األخير أكثر خبرة ودراية من القاضي العادي مع استثناء‬
‫ًا‬ ‫من اختصاص القاضي اإلداري‬
‫حاالت االعتداء المادي‪.2‬‬
‫أي يعود ألن انعدام القرار اإلداري من الناحية القانونية ال يمنع من‬
‫والسبب في ذلك حسب هذا الر ّ‬
‫وجود شبهة قرار يكون من األفضل إزالتها بحكم صريح‪ ،‬فليس من المعقول حماية األفراد في مواجهة‬
‫الق اررات المشوبة بعيب بسيط وتركهم دون حماية في مواجهة حاالت االنعدام التي تنطوي على أبشع‬
‫العيوب‪.3‬‬

‫أن القرار المنعدم ال يصلح من الناحية القانونية ألن يكون ً‬


‫محال للطعن القضائي‪،‬‬ ‫المؤكد ب ّ‬
‫ّ‬ ‫من‬
‫كأي قرار عادي‪ ،‬والفرق الوحيد في هذا‬
‫ولكن ألصحاب المصلحة الطعن فيه وعلى القاضي اإلداري بحثه ّ‬
‫يتقرر بأنه باطل وكأنه لم يكن أما القرار غير المشروع فيلغى‪ ،‬وهذا في‬‫المجال أن القرار المنعدم سوف ّ‬
‫الحقيقة فارق شكلي محض‪ ،‬إذ في كال الحالتين سيختفي القرار بأثر رجعي ويعتبر كأ ّن لم يكن‪.4‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عملية‬
‫ّ‬ ‫لكن يبقى هذا التداخل في االختصاصات بين جهتي القضاء اإلداري والعادي دون قيمة‬
‫كبيرة‪ ،‬ألن االجتهاد القضائي لمحكمة التنازع الفرنسية من خالل قرارها الشهير في قضية ‪ 5Guigon‬قد‬
‫شكل لالعتداء المادي وكذا في القرار اإلداري‬ ‫منح االختصاص للقاضي اإلداري ّ‬
‫للنظر في القرار الم ّ‬
‫حول نقطتين‪ ،‬األولى أنه يعود للقاضي اإلداري وحده‬ ‫‪6‬‬
‫المنعدم ‪ ،‬فاالجتهاد القضائي إلى اآلن يبقى ثابتًا ّ‬
‫االختصاص بنظر الطعون باإللغاء ضد الق اررات اإلدارية سواء للحكم بإلغائها أو لتقرير انعدامها واعتبارها‬
‫شكل اعتداء مادي يجب أن يقود القاضي اإلداري بصورة‬
‫بأن قرار إداري ي ّ‬
‫كأن لم تكن‪ ،‬والثانية أن القول ّ‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬عليوة مصطفى فتح الباب‪ ،‬القرار اإلداري الباطل والمعدوم‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1997 ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪ -2‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -3‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.383-382‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Marceau LONG, et autres, G.A.J.A, op.cit, p 502.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 13 juillet 1966, Guigon, Rec. C.E, p 476 ; D.1966, p 669, note F.G Bertrand ; T.C, Guigon 27 juin 1966,‬‬
‫‪précité.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Jaques MOREAU, «Inexistence », op.cit, n°46, p 6.‬‬
‫‪- 503 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أكدته محكمة التنازع الفرنسية في قضية ‪ Guigon‬من خالل التّأكيد‬
‫ثابتة إلى تقرير انعدامه ‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫ماديا‪.2‬‬
‫اعتداء ً‬
‫ً‬ ‫على اختصاص القضاء اإلداري بتقرير انعدام الق اررات التي تشكل‬
‫‪ -2‬تأثير القرار اإلداري المنعدم على إجراءات الطعن القضائي‪ :‬تتأثر إجراءات الطعن القضائي في‬
‫محدد لرفع دعوى تقرير االنعدام من جهة‪،‬‬ ‫مواجهة القرار االداري المنعدم من ناحية عدم ّ‬
‫التقيد بميعاد ّ‬
‫وإعفاء الطاعن من إجراء التظّلم اإلداري من جهة أخرى‪ ،‬وذلك على ّ‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 928‬من ق إ م إ على أنه‪ " :‬يحدد أجل‬ ‫أ‪ -‬غياب آجال للطعن في القرار اإلداري المنعدم‪ّ :‬‬
‫الطعن أمام المحكمة اإلدارية بأربعة (‪ )4‬أشهر‪ ،‬يسري من تاريخ التبليغ ‪ ،3" ...‬إذ يترتّب على انقضاء‬

‫حصن القرار اإلداري ضد دعوى اإللغاء‪ .‬وي ّ‬


‫فسر إقرار المشرع لهذا الميعاد القصير بحرصه‬ ‫هذا الميعاد ت ّ‬
‫على تحقيق االستقرار في األوضاع والمراكز القانونية وذلك عن طريق الحيلولة دون بقائها ّ‬
‫معرضة‬
‫لإللغاء لفترة طويلة من الزمن‪.4‬‬
‫يتحصن بمرور الزمن كالق اررات‬
‫ّ‬ ‫أما القرار اإلداري المنعدم وباعتباره ّ‬
‫مجرد واقعة مادية‪ ،‬فهو ال‬
‫المقرر لرفع دعوى اإللغاء‪ ،5‬حيث ال يتأثر هذا‬
‫تتحصن بمرور الزمن وهو الميعاد ّ‬‫ّ‬ ‫القابلة لإلبطال والتي‬
‫محدد‬ ‫أي وقت دون ّ‬
‫التقيد بميعاد ّ‬ ‫القرار بفوات ميعاد الطعن‪ ،‬ويجوز ألصحاب المصلحة الطعن فيه في ّ‬
‫أي أثر قانوني مهما طال الوقت‪.6‬‬
‫بحيث ال يترتّب عليه ّ‬
‫استثناء على القاعدة المعتادة في اإلجراءات والمترتّبة على مبدأ استقرار‬
‫ً‬ ‫يمثل القرار المنعدم‬

‫المراكز القانونية وقاعدة الحقوق المكتسبة‪ ،‬فهذه الحدود والضوابط ال ّ‬


‫يتقيد بها القاضي اإلداري بالنسبة‬
‫فإن القاضي اإلداري ال‬ ‫لميعاد رفع دعوى تقرير انعدام القرار اإلداري ‪ .‬وعند ّ‬
‫النظر في هذه الدعوى ّ‬
‫‪7‬‬

‫تم المباشرة في إجراءات الطعن القضائي إذ ال‬


‫تم مراعاتها لكي ت ّ‬
‫يبحث فيما إذا كانت إجراءات التبليغ قد ّ‬
‫تطبق هنا القواعد العامة المتعّلقة بتبليغ القرار المطعون فيه‪.8‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 266.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ibid, p 279.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 928‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.120-119‬‬
‫‪ -5‬عبد الحكيم فودة‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬بطالن وانعدام وسحب القرار اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -6‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪.348 ،‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 369.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Ibid, p 371.‬‬
‫‪- 504 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تحصن القرار اإلداري القابل لإللغاء ضد دعوى‬


‫أن سبب ّ‬ ‫ير لهذه الوضعية بالقول ب ّ‬
‫قدم الفقه تبر ًا‬
‫ّ‬
‫اإللغاء هو الرغبة في كفالة استقرار المراكز القانونية‪ ،‬هذا االعتبار ال يكون متوا ًا‬
‫فر في حالة القرار‬
‫المقررة للق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اإلداري المنعدم لسببين‪ ،‬األول أنه ليس قرار إداري حتى يكتسب الحصانة‬
‫والثاني أنه ال يترتّب عليه نشوء مراكز قانونية حيث ال يعدو أن يكون مجرد عمل مادي ال تأثير له‪.1‬‬
‫يبدو القضاء اإلداري ثابتًا في خصوص استبعاد دعوى تقرير االنعدام من شرط اآلجال والمواعيد‬
‫المقررة لرفع دعاوى اإللغاء‪ ،‬يظهر ذلك من خالل قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪،2Maurice‬‬
‫ّ‬
‫وكذا في قضية ‪ ،3Corep des Landes‬وفي قضية ‪.4Lavaur‬‬

‫وهذا ما جاء في قرار المحكمة اإلدارية العليا المصرية‪ ":‬األعمال والتصرفات المعدومة السند‬
‫قانونا مجرد عقبة مادية‪ ،‬يجـوز إزالتها في أي وقت‪ ،‬مهـما طـال عليها الزمن‪ ،‬دون أن يعــصمها فـوات‬
‫المدة من الطلب في إلغائها في أي وقت إعال ًء للشرعية وسيادة الدستور والقانون"‪.5‬‬
‫فإن علم صاحب المصلحة بهذا القرار ال يؤثر على‬ ‫وحتى في حالة نشر القرار اإلداري المنعدم ّ‬
‫ميعاد رفع دعوى تقرير االنعدام التي تبقى مفتوحة دون تقييدها بميعاد معين‪ .6‬والمقصود هنا هو تطبيق‬
‫االجتهاد القضائي المتعّلق بنظرية العلم اليقيني التي كان القضاء اإلداري يعتنقها في السابق‪.‬‬
‫تمثل نظرية االنعدام سياسة قضائية يهدف من خاللها القاضي اإلداري إلى الوصول في النهاية‬
‫المقررة لرفع دعوى اإللغاء‪ ،‬وهذا ما‬
‫ّ‬ ‫إلى قبول الطعن القضائي ضد قرار إداري خارج اآلجال القانونية‬
‫يتصرف بسلطة مالءمة تسمح له‬
‫ّ‬ ‫أن تطبيق فكرة االنعدام هي نتيجة إلرادة القاضي اإلداري لكي‬‫يؤكد ب ّ‬
‫ّ‬
‫التحرر من القواعد اإلجرائية االعتيادية‪ ،‬فهي فكرة ليس لها سوى دور‬
‫ّ‬ ‫بتقرير انعدام قرار إداري عن طريق‬
‫وظيفي‪.7‬‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jaques MOREAU, «Inexistence », op.cit, n°36, p 5.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, Ass, 15 mai 1982, Maurice, A.J.D.A, 1982, p 86, conclusions Bacquet.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 28 février 1986, Corep des Landes, A.J.D.A, 1986, p 326, note Jacques Moreau.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 9 mai 1990, Cne de Laveur c/ Lozar, Rec. CE, P 115.‬‬
‫‪ -5‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ ،1447‬مؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،1992‬لسنة ‪ 27‬قضائية‪ ،‬ذكره محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬القرار‬
‫اإلداري المنعدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -6‬عبد السالم عبد الهادي المجبري‪ " ،‬شروط قبول دعوى اإللغاء في القانون اإلداري الليبي"‪ ،‬مجلة دراسات قانونية‪ ،‬منشورات‬
‫الجامعة الليبية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬السنة األولى ‪ ،1971‬ص ‪ ،237‬نقال عن محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬القرار اإلداري المنعدم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, pp 338-339.‬‬
‫‪- 505 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لكن هناك من الفقه من يرى بأنه ليس من المعقول أن تبقى آجال الطعن في القرار اإلداري‬
‫المنعدم مفتوحة‪ ،‬فدعوى التعويض عن القرار اإلداري المنعدم تتقادم في حين أن القرار المنعدم نفسه يكون‬
‫قابال للسحب واإللغاء في أي وقت‪ ،1‬لذلك فيجب الرجوع إلى القواعد العامة في سقوط االلتزام وجعل‬
‫دعوى الطعن في القرار المنعدم تتقادم بمرور خمس عشرة (‪ )15‬سنة‪.2‬‬
‫مهمة وهي أن ميعاد الطعن في الق اررات اإلدارية يعتبر من النظام العام‪،‬‬
‫هنا يجب إثارة مسألة ّ‬
‫فيجوز للجهة القضائية من تلقاء نفسها ودون طلب من الخصوم أن تقضي برفض الدعوى لرفعها خارج‬
‫المحدد وفي أي مرحلة كانت عليها الخصومة القضائية‪ ،3‬كما ال يجوز االتفاق بين اإلدارة واألفراد‬
‫ّ‬ ‫الميعاد‬
‫قانونا بأي حال من األحوال تحت طائلة البطالن‬
‫ً‬ ‫المحددة‬
‫ّ‬ ‫أصحاب المصلحة على إطالة مدة الطعن‬
‫المطلق‪ ،‬إذ جاء في قرار لمجلس الدولة الفرنسي مؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ " :1932‬إن المجلس البلدي ال‬
‫يستطيع أن ي ّتفق مع موظفيه على جعل مدة الطعن في ق اررات فصلهم أمام مجلس الدولة ثالثة أشهر‬

‫بدال من شهريين‪ ،‬باعتبار أن مدة الطعن من النظام العام ‪ ، "...‬فكيف يمكن للقاضي اإلداري أن ّ‬
‫‪4‬‬
‫يطبق‬
‫ينص عليه المشرع ويفتح باب الطعن أمام الق اررات اإلدارية المنعدمة دون تحديد آلجال رفع مثل‬
‫ميعاد لم ّ‬
‫هذه الدعوى؟‬

‫بأن القاضي اإلداري قد طبق ميعاد لم ّ‬


‫ينص عليه المشرع‪،‬‬ ‫لكننا ال نتّفق مع هذا الرأي في قوله ّ‬
‫نص المشرع الجزائري على ميعاد الطعن‬
‫ألن هذا القول ينطبق فقط على دعوى إلغاء القرار اإلداري التي ّ‬
‫فيها من خالل المادة ‪ 830‬من ق إ م إ‪ ،‬أما دعوى تقرير انعدام القرار اإلداري فهي باألساس دعوى‬
‫قضائية أنشأها القاضي اإلداري العتبارات وظيفية بحتة‪ ،‬وال يكمن القول بأنه تجاوز حدود اختصاصه‬
‫ينص عليه المشرع‪.‬‬
‫وطبق ميعاد لم ّ‬
‫ّ‬
‫تم‬
‫المقررة للطعن في الق اررات اإلدارية قد ّ‬
‫أن المواعيد القانونية ّ‬
‫لهذا اقترح بعض الفقه بأنه طالما ّ‬
‫نص قانوني خاص يتعّلق بميعاد الطعن‬ ‫يسن ّ‬‫تقريرها بموجب نصوص قانونية‪ ،‬فيجب على المشرع أن ّ‬
‫في الق اررات المنعدمة‪ ،‬وهذا ما فعله المشرع األردني بنصه في قانون محكمة العدل العليا رقم ‪ 12‬لسنة‬

‫‪ -1‬عليوة مصطفى فتح الباب‪ ،‬القرار اإلداري الباطل والمنعدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.327‬‬
‫‪ -2‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.121-120‬‬
‫‪ -4‬يوسف شباط‪ " ،‬موعد الطعن في دعوى اإللغاء ودوره في توطيد سيادة القانون"‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬جامعة‬
‫دمشق‪ ،‬المجلد ‪ ،15‬العدد األول‪ ،1999 ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪- 506 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ 1992‬في المادة ‪ 12‬فقرة ‪ 03‬التي جاء فيها‪ ":‬تقبل دعوى الطعن بالق اررات اإلدارية المنعدمة في أي‬
‫وقت دون التقيد بميعاد"‪ ،‬أو بتحديد مّدة للطعن في القرار المنعدم وتكون خمس عشرة (‪ )15‬سنة من‬
‫تاريخ إصداره‪.1‬‬

‫فكما يجمع الفقه على أن وظيفة القاضي اإلداري تختلف ً‬


‫تماما عن وظيفة القاضي العادي‪ ،‬فهذا‬
‫أن القاضي اإلداري كأصل عام هو قاضي تأسيس وإبداع وإنشاء‬
‫األخير هو قاضي تطبيقي بينما نجد ب ّ‬
‫خاصة في حالة عدم وجود النصوص القانونية وهي مه ّمة في غاية الصعوبة‪ ،2‬ففي نطاق القرار المنعدم‬
‫النفعية أو الواقعية هي التي تقود القاضي اإلداري في تطبيقه لنظرية االنعدام‪ ،‬فهي‬
‫ّ‬ ‫أن االعتبارات‬
‫نجد ب ّ‬
‫مصدر إلنشاء القواعد واألحكام القانونية المتعلّقة بهذه النظرية‪.3‬‬
‫ًا‬ ‫شكل في الوقت نفسه‬
‫ت ّ‬
‫ب ‪ -‬إعفاء الطاعن من إجراء التظّلم اإلداري‪ :‬يقصد بالتظّلم اإلداري ذلك اإلجراء الذي يرسمه القانون‬
‫والمتمثل في طعن إداري يقوم به الشخص الذي يريد مقاضاة اإلدارة كإجراء أولي‪ ،‬وهذا عن طريق توجيه‬
‫ّ‬
‫تصرفها أو قرارها قبل الشروع في مباشرة‬
‫ّ‬ ‫شكوى أو احتجاج أو التماس يطلب فيه من اإلدارة مراجعة‬
‫اإلجراءات القضائية ضدها‪ ،4‬سواء كانت هي الجهة مصدرة القرار أو السلطة الرئاسية لها وهذا من أجل‬
‫وجوبيا أو اختيارًيا‬
‫ً‬ ‫القيام بسحبه أو إلغائه أو تعديله ليتطابق مع القواعد القانونية‪ .5‬والتظّلم يكون إما‬
‫يقرر المشرع جعله‬ ‫تحدده النصوص القانونية‪ ،‬فاألصل في التظّلم أن يكون اختيارًيا ما لم ّ‬ ‫حسب ما ّ‬
‫وجوبيا‪.6‬‬
‫ً‬
‫ونظر ألن القرار المنعدم ال يصدق عليه وصف القرار اإلداري‪ ،‬فال تسري في شأنه النصوص‬
‫ًا‬
‫التي توجب التظّلم من بعض الق اررات اإلدارية قبل اللجوء إلى القضاء لطلب إلغائها‪ ،‬فمثل هذا القرار‬
‫يعتبر مجرد عمل مادي معدوم ال يكتسب الحصانة‪.7‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬


‫‪ -2‬عبد الكريم بودريوه‪ " ،‬القضاء اإلداري في الجزائر‪ :‬الواقع واآلفاق"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،06‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 28.‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز نويري‪ "،‬المنازعة اإلدارية في الجزائر‪ :‬تطورها وخصائصها دراسة تطبيقية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -5‬عمور سالمي‪ ،‬سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ،2012 ،1‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -6‬حسين فريجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 360‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -7‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.365‬‬

‫‪- 507 -‬‬


‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أكدت عليه المحكمة اإلدارية العليا المصرية بقولها‪ ":‬اشتراط التظلم من قرار الفصل‪ ،‬قبل‬
‫وهذا ما ّ‬
‫رفع الدعوى‪ ،‬ال ينطبق إالّ إذا توافر في القرار المطعون فيه وصف القرار‪ .‬والقرار المنعدم ال يعتبر قرًا‬
‫ار‬
‫اقعا وقانوًنا_ يعني‬
‫ماديا‪ ،‬واشتراط التظلم لدى الجهات اإلدارية من قرار غير موجود _و ً‬
‫عمال ً‬
‫إداريا بل ً‬
‫ً‬
‫اشتراط التظلم من عدم‪ ،‬وهو أمر ال يتفق مع طبائع األشياء‪ ،‬بل يتأبى على الدوق القانوني السليم أن‬
‫يعفى الطعن في مثل هذا القرار من شرط الميعاد دون إعفائه من شرط سابق عليه وهو التظلم منه‪،‬‬
‫وكال الشرطين يجمعهما أصل مشترك واحد كونها من الشروط التي تتطلب لقبول الدعوى شكالً"‪.1‬‬
‫أكدت على عدم اشتراط التظّلم اإلداري من األفعال التي‬
‫كما أن الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى ّ‬
‫تعدًيا‪ ،‬وهذا في ق ارراها المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 1988‬إذ جاء فيه‪ ":‬حيث أن األفعال التي وقع‬
‫تشكل ّ‬
‫المعنيون ضحيتها تشكل تعديا‪ ،‬أي تصرفا ماديا لإلدارة مشوب بعيب جسيم وماسا بأحد الحقوق‬
‫األساسية للفرد‪ .‬وأنه ال مجال بالتالي للتمسك في دعوى التعدي بفحوى المادة ‪ 169‬مكرر من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية"‪.2‬‬
‫‪ -3‬الحكم الصادر بشأن القرار اإلداري المنعدم‪ :‬إذا لجأ األفراد إلى القاضي اإلداري إلزالة الشبهة‬
‫المترتّبة على القرار اإلداري المنعدم فيجب أن تقبل هذه الدعوى‪ ،‬ولكن ال يجب أن يصدر الحكم في هذه‬
‫الحالة بإلغاء القرار اإلداري المنعدم بل يكتفي القاضي اإلداري بإعالن انعدامه‪ ،‬ألن حكم اإللغاء هو‬
‫محل للحكم بإلغائه‪ ،‬ألن الحكم‬
‫منعدما فال ّ‬
‫ً‬ ‫الذي يعدم القرار غير المشروع أما القرار المنعدم فهو قد ولد‬
‫باإللغاء يفترض حياة القرار المحكوم بإلغائه قبل النطق بالحكم‪ .3‬فهذه الدعوى تستهدف التصريح بانعدام‬
‫القرار اإلداري‪ ،4‬وذلك رغم وجود تقارب كبير بين دعوى اإللغاء ودعوى تقرير االنعدام من حيث شروط‬
‫قبول عريضة افتتاح الدعوى‪.5‬‬
‫بأن القرار اإلداري منعدم مثل عبارة " ‪Nul et non‬‬
‫يستعمل القاضي اإلداري عادة عبارات تفيد ّ‬
‫صارخا عن قواعد‬
‫ً‬ ‫خروجا‬
‫ً‬ ‫يشكل‬
‫‪ "avenue‬أو عبارة "‪ "Nul et nul effet‬للداللة على أن القرار ّ‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ ،1594‬مؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ ،1989‬السنة ‪ 31‬قضائية‪ ،‬ص ‪ ،322‬ذكره سامي جمال الدين‪،‬‬
‫الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -2‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،1988‬قضية فريق (م) ضد (س‪.‬ي)‪ ،‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد ‪،02‬‬

‫المتضمن قانون اإلجراءات المدنية الملغى‪ ،‬كانت ّ‬


‫تنص على إجراء‬ ‫ّ‬ ‫مكرر من األمر رقم ‪،154-66‬‬
‫‪ ،1992‬ص ‪ .140‬المادة ‪ّ 169‬‬
‫التظّلم اإلداري‪.‬‬
‫‪ -3‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.431‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- Jaques MOREAU, « Inexistence », op.cit, n°43, p 5.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Sandrine BIAGNINI-GIRARD, op.cit, p 41.‬‬
‫‪- 508 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ار منعدما‪ ،‬بينما يكتفي في حالة القرار الباطل بعبارة " يلغى القرار" ‪"La‬‬
‫المشروعية يجعل منه قرًا‬
‫ً‬
‫‪ .1"décision est annulée‬في الحقيقة هذا مجرد فارق شكلي إذ في كلتا الحالتين يزول القرار بأثر‬
‫ّ‬
‫أبدا‪ ،2‬لكن الفارق الحقيقي بين الحالتين يكون قبل صدور قرار اإللغاء أو‬
‫رجعي ويعتبر كأن لم يوجد ً‬‫ّ‬
‫تقرير االنعدام وليس بعده‪ ،‬ألنه إذا لم ترفع دعوى إلغاء القرار غير المشروع خالل اآلجال القانونية ّ‬
‫فإن‬
‫شأن القرار الصحيح أما القرار المنعدم فال يرتّب أية آثار قانونية‬
‫القرار الباطل يرتّب آثاره شأنه في ذلك ّ‬
‫مهما طال عليه الزمن‪.3‬‬

‫أن القاضي اإلداري الجزائري ورغم أنه لم ي ّ‬


‫طبق نظرية االنعدام ّإال في‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬يالحظ ب ّ‬
‫جدا‪ ،‬ورغم أن هذه األخيرة ال تشكل حاالت انعدام بل مجرد حاالت عدم اختصاص بسيط‪،‬‬
‫حاالت قليلة ً‬
‫لكنه حتى من خالل الق اررات التي قضى فيها باالنعدام فإنه ال يستعمل العبارات التي يستعملها القضاء‬

‫اإلداري المقارن والتي تفيد ّ‬


‫بأن القرار باطل كأن لم يكن أو باطل وبغير أثر‪.‬‬
‫قررها القاضي اإلداري‪ ،‬والتي تدفعه في بعض‬
‫أن هذه هي بالتحديد اآلثار التي ّ‬
‫في األخير نقول ب ّ‬
‫الحاالت إلى تطبيق فكرة االنعدام‪ ،‬فهي تسمح له في الحقيقة بالنفاذ من المنطق الجامد الذي يتعّلق بقواعد‬
‫المواعيد وإجراءات سحب الق اررات اإلدارية‪ .‬لكن يجب األخذ بعّين االعتبار أن اللجوء إلى هذه الفكرة يجب‬
‫يظل استثنائيا و ّإال أصبح مبدأ عدم المساس بالحقوق الناشئة عن القرار اإلداري نفسه ميتًا‪.4‬‬
‫أن ّ‬

‫‪ -1‬عبد الكريم بودريوه‪" ،‬جزاء مخالفة الق ار ارت اإلدارية لقواعد المشروعية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Marceau LONG, et autres, G.A.J.A, op.cit, p 502 ; C.E, Ass, 11 mai 2004, Association AC ! et autres, Rec.‬‬
‫‪C.E, p 197 ; G.A.J.A, op.cit, commentaire n° 110, p 860.‬‬
‫‪ -3‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Marceau LONG, et autres, G.A.J.A, op.cit, p 503.‬‬
‫‪- 509 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المقيدة لحرية‬
‫ّ‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على عيب ّ‬
‫الشكل في الق اررات اإلدارية‬
‫التنقل‬
‫الشكليات مثل اإلمضاء‪ ،‬توازي‬
‫تخضع كل الق اررات اإلدارية أثناء عملية إصدارها لمجموعة من ّ‬
‫الشكليات‬
‫النحو تشكل مجموع ّ‬
‫ّ‬ ‫ينص عليها القانون‪ .‬فهي على هذا‬
‫األشكال‪ ،‬التسبيب في الحاالت التي ّ‬
‫تكوين القرار اإلداري‪ ،‬والكشف عن نية اإلدارة في إحداث أثر قانوني في مواجهة‬
‫القانونية من أجل ّ‬
‫المخاطبين به‪.1‬‬
‫بالشكل في القرار اإلداري الصورة التي تفرغ فيها اإلدارة إرادتها حال صدور القرار‪،‬‬
‫يقصد ّ‬
‫معين في‬
‫تقيد اإلدارة بشكل ّ‬
‫واألصل وفق ما ذهب إليه قضاء المحكمة اإلدارية العليا المصرية هو عدم ّ‬
‫إفصاحها عن إرادتها ما لم يلزمها القانون بذلك‪ ،‬حيث ال يشترط صدور القرار اإلداري في شكل ّ‬
‫معين‪.2‬‬
‫معين في إصدار الق اررات اإلدارية هو ضمان عدم التسرع‪ ،‬ومدعاة ألن‬
‫والهدف من اشتراط شكل ّ‬
‫تتريث اإلدارة في عملية إصدار ق ارراتها‪ ،‬وهو ما يشكل ضمانة كبيرة لألفراد في مواجهة ما تتمتّع به‬
‫‪3‬‬
‫الشكليات قبل إصدار القرار‬
‫اإلدارة من سلطات وامتيازات واسعة ‪ ،‬لكن يجب عدم اإلفراط في اشتراط ّ‬
‫اإلداري‪ ،‬ألن ذلك سيؤدي إلى بطء النشاط اإلداري وجموده‪ ،‬ويحّقق أهداًفا غير مبتغاة من اشتراط هذه‬
‫الشكليات‪.4‬‬
‫ّ‬
‫المقررة‬
‫ّ‬ ‫التقيد بالقواعد واإلجراءات‬
‫بناء على ما سبق ذكره‪ ،‬يمكن تعريف عيب الشكل بأنه عدم ّ‬ ‫ً‬
‫‪5‬‬
‫كليا أم بمخالفتها في جزء منها ‪.‬‬
‫إلصدار الق اررات اإلدارية‪ ،‬سواء كان ذلك بإهمال تلك اإلجراءات ً‬
‫يتجسد في‬
‫ّ‬ ‫وعليه‪ ،‬سنتناول دراسة عيب الشكل المتعّلق بالمظهر الخارجي للقرار اإلداري والذي‬
‫الشكل في القرار اإلداري (الفرع الثاني)‪،‬‬
‫عدم التسبيب (الفرع األول)‪ ،‬ثم األثر المترتّب على مخالفة ركن ّ‬

‫أخير رقابة القاضي اإلداري لعدم التسبيب في الق اررات اإلدارية ّ‬


‫المقيدة لحرية التنقل (الفرع الثالث)‪.‬‬ ‫و ًا‬

‫‪ -1‬عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية الدعوى اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.510-509‬‬
‫‪ -2‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 213‬لسنة ‪ 35‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 23‬ديسمبر ‪ ،1990‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪،‬‬
‫دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -4‬شعبان عبد الحكيم عبد العليم سالمة‪ " ،‬عيب الشكل في القرار اإلداري دراسة تحليلية مقارنة بأحكام مجلس الدولة المصري"‪،‬‬
‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات باإلسكندرية‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ،31‬ص ‪.662‬‬
‫‪ -5‬محمد مصطفى المكي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مطبعة جامعة السودان المفتوحة‪ ،‬الخرطوم‪ ،2007 ،‬ص ‪.336‬‬
‫‪- 510 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عيب عدم التسبيب في القرارات اإلدارية المقّيدة لحرية التنقل‬
‫معينة أو شكل‬
‫األصل أن اإلدارة غير ملزمة عند اإلفصاح عن إرادتها بإفراغ قرارها في صيغة ّ‬
‫مناسبا‪ ،‬ما لم يفرض المشرع‬
‫ً‬ ‫محدد‪ ،‬فالسلطة اإلدارية تتمتّع بحرية تقدير إفراغ القرار في الشكل الذي تراه‬
‫ّ‬
‫يحا‬
‫شفويا‪ ،‬صر ً‬
‫ً‬ ‫مكتوبا وقد يكون‬
‫ً‬ ‫معينة‪ ،‬ولذلك فقد يكون القرار اإلداري‬
‫إتباع شكل خاص بالنسبة لق اررات ّ‬
‫مسببا أو غير مسبب‪.1‬‬
‫ً‬ ‫ضمنيا‪ ،‬كما قد يكون‬
‫ً‬ ‫أو‬
‫المقيدة‬
‫شكلية التسبيب ضمن نطاق الق اررات اإلدارية ّ‬
‫ّ‬ ‫وقد كشف الواقع التشريعي والقضائي أهمية‬
‫وضوحا عندما تتعّلق الق ار ارت اإلدارية بأسباب واقعية أو‬
‫ً‬ ‫لحقوق وحريات األفراد‪ ،‬وتزداد هذه األهمية‬
‫المقيدة لحرية‬
‫قانونية تنبع من مبدأ حماية النظام واألمن العموميين كما هو الشأن بالنسبة لكافة الق اررات ّ‬
‫التنقل‪ ،‬األمر الذي يتطّلب تحديد مفهوم التسبيب (أوال)‪ ،‬وعرض أهمية وضوابط هذا العنصر من عناصر‬
‫الشكل في القرار اإلداري (ثانيا)‪ ،‬و ًا‬
‫أخير موقف المشرع من تسبيب الق اررات اإلدارية بشكل عام‪ ،‬وتلك‬ ‫ّ‬
‫المتعّلقة بتقييد ممارسة حرية التنقل بشكل خاص (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مفهوم التسبيب‪ :‬تسبيب القرار اإلداري كإجراء شكلي يمثل ضمانة في غاية األهمية لألفراد‪ ،‬ألنها‬
‫ّ‬
‫تسمح لهم وللقاضي اإلداري في الوقت نفسه بم ارقبة مشروعية القرار اإلداري من حيث سببه‪ ،‬األمر الذي‬
‫يتطلب تعريف التسبيب (‪ ،)1‬وتحليل العالقة بينه وبين ركن السبب (‪.)2‬‬
‫المبررات التي استندت عليها في عملية‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬تعريف التسبيب‪ :‬يقصد بالتسبيب ذكر اإلدارة لمختلف‬
‫إصدار ق ارراتها اإلدارية‪ ،‬وذلك بهدف إحاطة المخاطبين بها بالدوافع التي من أجلها صدرت تلك‬
‫الق اررات‪ ،2‬كما يقصد به التزام اإلدارة بذكر االعتبارات واألسانيد القانونية والواقعية التي بنت عليها ق ارراها‪.‬‬
‫المبررات الضرورية والكافية التي أدت إلى إصداره‪،‬‬
‫يتضمن القرار ّ‬ ‫ّ‬ ‫فإن التسبيب يقصد به أن‬
‫وعلى ذلك ّ‬
‫وهذا ما يضمن قيام القرار على أساس من القانون والواقع‪.3‬‬
‫نص المشرع على ذلك‪ ،‬فإذا لم تلتزم‬ ‫واألصل هو عدم إلزام جهة اإلدارة بتسبيب ق ارراتها ّإال إذا ّ‬
‫ن‬
‫معيبا بعيب الشكل‪ ،‬فهنا يكو تسبيب القرار اإلداري إجر ً‬
‫اء جوهرًيا يترتّب على‬ ‫بهذا التسبيب كان قرارها ً‬

‫‪ -1‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.464‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم المنجي‪ ،‬المرافعات اإلدارية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.573‬‬
‫‪- 511 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المختصة وإنما يجب‬


‫ّ‬ ‫مخالفته إلغاء القرار اإلداري‪ ،1‬فال يكفي صدور القرار من طرف السلطة اإلدارية‬
‫نص عليها المشرع‪.2‬‬
‫الشكليات التي ّ‬ ‫مراعاة ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ :‬يرتبط التسبيب‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬أوجه َّ‬
‫التفرقة بين التسبيب والسبب في الق اررات اإلدارية‬
‫كشكلية من أشكال القرار اإلداري بركن السبب‪ ،‬فالتسبيب أحد عناصر الجانب الشكلي للقرار اإلداري‬
‫ّ‬
‫معاصر لعميلة إصدار القرار‪ ،‬أما سبب القرار اإلداري فهو أحد العناصر الموضوعية للقرار ويأتي‬
‫ًا‬ ‫ويأتي‬
‫سابًقا على اتخاذ القرار‪.3‬‬
‫ورغم التشابه اللفظي بين تسبيب القرار اإلداري وسببه ّإال أن ثمة فارق جوهر ّي مرجعه أن سبب‬
‫ّ‬
‫القرار اإلداري والمتمثل في الحالة الواقعية أو القانونية التي دفعت اإلدارة إلى إصداره هو ركن فيه ال يقوم‬
‫مبررات إصداره ال يؤثر تخلّفه‬
‫ينصب على ذكر ّ‬
‫ّ‬ ‫القرار بدونه‪ ،‬في حين أن تسبيب القرار اإلداري‪ ،‬والذي‬
‫الصحة المفترض توافرها في كافة‬
‫ّ‬ ‫إعماال لقرينة‬
‫ً‬ ‫على صحة هذا القرار ما لم يلزم المشرع اإلدارة به‪ ،‬وذلك‬
‫نص قانوني_ ينبغي استنادها لسبب‬
‫الق اررات اإلدارية‪ ،‬في حين أن جميع تلك الق اررات _وبغير حاجة إلى ّ‬
‫فإن القرار اإلداري يفترض أنه‬
‫ملزما أم ال ّ‬
‫‪4‬‬
‫ومحدد بوقائع يقوم عليها ‪ .‬فسواء كان التسبيب ً‬
‫ّ‬ ‫قائم ومشروع‬
‫حتمية بين عدم التسبيب وقرينة قيام القرار على سبب‬
‫ّ‬ ‫قائم على سبب صحيح‪ ،‬ولهذا فال توجد عالقة‬
‫يبرره‪.5‬‬
‫صحيح ّ‬
‫الشكلية للقرار اإلداري فقط‪ ،‬دون ّ‬
‫أن‬ ‫بأن عدم التزام اإلدارة بالتسبيب يتعّلق بالسالمة ّ‬
‫يفهم من ذلك ّ‬
‫يتمكن فيها المدعي من‬
‫يؤثر ذلك في الرقابة على األسباب الواقعية والقانونية للقرار‪ ،‬وذلك في الحالة التي ّ‬
‫إثبات وجود عيب في سبب القرار اإلداري‪.‬‬
‫أن القرار اإلداري الذي ال يشتمل على ذكر األسباب التي استند عليها‪،‬‬
‫المقررة ب ّ‬
‫ّ‬ ‫فمن المبادئ‬
‫يفترض فيه أنه صدر وفًقا للقانون وأنه يهدف لتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬وهذه القرينة تصاحب كل قرار‬
‫أن األسباب التي بني عليها القرار المطعون‬
‫إداري لم تذكر أسبابه‪ ،‬وتبقى قائمة إلى أن يثبت المدعي ب ّ‬

‫‪ -1‬عبد الغني بسيوني‪ ،‬والية القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1983 ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪ -2‬صفاء محمود السويلميين‪ ،‬عبد الرؤوف أحمد الكساسبة‪ ،‬أحمد عارف الضالعين‪ " ،‬عيب الشكل وأثره في القرار اإلداري"‪ ،‬دراسات‬
‫علوم الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجلد ‪ ،40‬الملحق ‪ ،2013 ،01‬ص ‪.1013‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا الرقاد‪ ،‬مشعل الرقاد‪ " ،‬تسبيب القرار اإلداري"‪ ،‬مجلة صوت القانون‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،02‬نوفمبر ‪ ،2019‬ص ‪.706‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, octobre 2004,‬‬
‫‪actualisation octobre 2014, n° 69, p 12.‬‬
‫‪ -5‬وهيبة بلباقي‪ " ،‬عالقة التسبيب بركن السبب في الق اررات اإلدارية"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،2018 ،18‬ص ‪.6‬‬
‫‪- 512 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يتضمن اإلشارة إلى‬


‫ّ‬ ‫فيه هي أسباب غير مشروعة‪ ،1‬وبالتالي فال يمكن اعتبار القرار اإلداري الذي ال‬
‫ار غير مشروع‪ ،‬وال يمكن خاصة إرجاع عدم مشروعيته إلى‬ ‫األسباب التي دفعت اإلدارة إلى إصداره قرًا‬
‫عنصر من عناصر السبب بل يدخل ضمن عناصر‬
‫ًا‬ ‫ألن التسبيب كما سبق ذكره ليس‬
‫انتفاء ركن السبب ّ‬
‫ركن الشكل في القرار اإلداري‪.2‬‬
‫وقد لخص األستاذ سامي جمال الدين هذه العالقة بالقول‪ " :‬عنصر الشكل يتحّقق بمجرد ذكر‬
‫األسباب في صلب القرار اإلداري بغض النظر عن صحة هذه األسباب أو عدم صحتها‪ ،‬وعلى العكس‬
‫يتم تسبيب القرار رغم اشتراط القانون ذلك‪،‬‬
‫معيبا بعدم المشروعية إذا لم ّ‬
‫يتخلف عنصر الشكل ويصبح ً‬
‫حتى ولو كانت األسباب التي بني عليها القرار صحيحة ومشروعة قانوناً"‪.3‬‬
‫تكريس قاعدة االلتزام القضائي بالتسبيب‪،‬‬
‫تطور الرقابة القضائية على عيب السبب إلى ّ‬ ‫أدى ّ‬
‫والتي تعني سلطة القاضي اإلداري في إلزام اإلدارة باإلفصاح عن أسباب القرار اإلداري في حالة تقديم‬
‫مبررات تؤكد ذلك من طرف المدعي‪ .‬غير أنه يجب التمييز بين إلزام القاضي لإلدارة باإلفصاح عن‬
‫ّ‬
‫أسباب القرار كإجراء من اإلجراءات القضائية في الدعوى‪ ،‬والتسبيب كشرط شكلي يؤدي تخّلفه إلى إلغاء‬
‫ّ‬
‫اميا‪.4‬‬
‫القرار في حالة كان هذا التسبيب إلز ً‬
‫نوعا من االلتزام بالتسبيب‪ ،‬يكون‬
‫أن الرقابة على أسباب القرار اإلداري خلقت ً‬
‫وعليه‪ ،‬يمكن القول ب ّ‬
‫قرر بموجب النصوص القانونية‪ ،‬وفي الوقت نفسه يعتبر بمثابة تسبيب‬
‫بديال عن التسبيب اإللزامي الم ّ‬
‫ً‬
‫مطلوبا لذاته‪ ،‬وإنما هو وسيلة يراقب بها القاضي اإلداري‬
‫ً‬ ‫الحق للقرار اإلداري‪ .‬فالتسبيب هنا ليس‬
‫مشروعية األسباب التي استندت عليها اإلدارة في إصدار قرارها‪.5‬‬
‫أن إلزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها سيسهل مهمة القاضي اإلداري في الرقابة على‬
‫شك فيه ب ّ‬
‫مما ال ّ‬
‫األسباب الواقعية والقانونية التي يقوم عليها القرار اإلداري‪ ،‬وأن غياب التسبيب يجعل هذه الرقابة دون‬

‫جدوى في كثير من الحاالت ‪ ،‬وهو ما دفع م ّ‬


‫‪6‬‬
‫فوض الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي السيد‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.45-44‬‬


‫‪ -2‬عبد الكريم بودريوه‪ " ،‬القضاء اإلداري في الجزائر‪ :‬الواقع واآلفاق"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪Fabrice MELLERAY, op.cit, n° 21, p 10.‬‬
‫‪ -3‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.469-468‬‬
‫‪ -4‬محمد أحمد الديداموني‪ ،‬اإلجراءات واألشكال في القرار اإلداري‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1992 ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ -5‬سعيد عطية إبراهيم هالل‪ ،‬النظام القانون للقرار اإلداري السلبي‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الحقانية‪ ،‬القاهرة‪ ،2015 ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -6‬صفيان بوفراش‪ ،‬مبدأ التعليل الوجوبي للق اررات اإلدارية في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2015 ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪- 513 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بأن الرقابة التي يمارسها القضاء اإلداري على أسباب القرار‪ ،‬ستكون رقابة‬
‫‪ Letourneur‬إلى القول ّ‬
‫عملية‪ ،‬تجعل من مقولة أن قاضي تجاوز السلطة يراقب الوجود المادي‬
‫ّ‬ ‫مجردة من أية قيمة‬
‫نظرية ّ‬
‫نوعا من مظاهر النفاق‪ ،‬إذا كان في إمكان اإلدارة وباختيارها‬
‫والقانوني ألسباب الق اررات المطروحة عليه ً‬
‫أن تمتنع عن اإلفصاح عن أسباب قرارها‪ ،‬مثل هذا الح ّل ال يمكن قبوله‪ ،‬ألنه إذا كنا قد سّلمنا بوجود‬
‫ّ‬
‫الية‪.1‬‬
‫بفع ّ‬
‫الرقابة فيجب أن تمارس ّ‬
‫نص قانوني‬
‫فرضه على اإلدارة من خالل ّ‬ ‫قانونا إذا اتّجهت إرادة المشرع إلى ّ‬
‫اجبا ً‬ ‫يكون التسبيب و ً‬
‫قضائيا في الحالة التي يفرض القاضي اإلداري على اإلدارة التصريح‬
‫ً‬ ‫عام أو خاص‪ ،‬كما يكون التز ً‬
‫اما‬
‫باألسباب التي دفعتها إلى إصدار قرارها‪ ،‬وهو ما يصطلح عليه بالتسبيب الوجوبي‪ ،‬كما يمكن أن يكون‬
‫التسبيب بشكل تلقائي من طرف اإلدارة دون وجود التزام قانوني أو قضائي‪ ،‬وهو ما يطلق عليه بالتسبيب‬
‫االختياري‪ .2‬في الحقيقة فإن هذه الحالة األخيرة مرتبطة بمبدأ شفافية التسيير اإلداري‪ ،‬وتعزيز عالقات‬
‫المتطورة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الثقة بين المواطن واإلدارة الذي بلغته الكثير من الدول‬
‫ثانيا‪ -‬أهمية وضوابط التسبيب‪ :‬تنطوي شكلية التسبيب على أهمية بارزة بالنسبة لجميع األطراف المعنية‬
‫بالقرار اإلداري (‪ ،)1‬لهذا يجب على اإلدارة االلتزام بجملة من الضوابط حتى تتحّقق الغاية من وجود هذه‬
‫الشكلية (‪.)2‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬أهمية التسبيب‪ :‬للتسبيب أهمية بالغة تظهر من خالل تضمين اإلدارة لألسباب التي بنت عليها‬
‫قرارها‪ ،‬األمر الذي يمنح المخاطب بالقرار اإلداري إمكانية اإلحاطة بمختلف جوانب هذا األخير‪ ،‬كما‬
‫تظهر أهمية التسبيب بالنسبة لرقابة القاضي اإلداري على عيب آخر ينتمي لعيوب عدم المشروعية‬
‫الداخلية أال وهو عيب السبب‪ ،‬وذلك كاآلتي‪:‬‬
‫استقر في البداية لدى الفقه والقضاء في‬
‫ّ‬ ‫لصحة القرار اإلداري‪ :‬لقد‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬أهمية التسبيب كضمانة شكلية‬
‫أن اإلدارة ليست ملزمة بتسبيب ق ارراتها‪ ،‬أي أنها غير ملزمة باإلشارة في صلب القرار اإلداري‬
‫فرنسا‪ ،‬ب ّ‬
‫تأسيسا‬
‫ً‬ ‫إلى الحالة الواقعية أو القانونية التي كانت وراء اتخاذه‪ ،‬أي بمفهوم آخر اإلشارة إلى سبب القرار‪،‬‬
‫تتصرف وفًقا للقانون وبهدف تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬وعلى من يدعى خالف‬
‫ّ‬ ‫على أن اإلدارة العامة إنما‬
‫تعرض لها مبدأ عدم التسبيب‪ ،‬فقد‬
‫ذلك إثبات عيب عدم المشروعية‪ّ .‬إال أنه وأمام موجة االنتقادات التي ّ‬

‫‪ -1‬علي خاطر شنطاوي‪ " ،‬دور القضاء في تحديد أسباب القرار اإلداري المطعون فيه"‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،‬العدد ‪ ،2000 ،13‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -2‬وهيبة بلباقي‪ " ،‬عالقة التسبيب بركن السبب في الق اررات اإلدارية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪- 514 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫نحو توسيع نطاق تسبيب الق اررات اإلدارية‪ ،‬وذلك بموجب القانون الصادر‬
‫تغير موقف المشرع الفرنسي ّ‬
‫ّ‬
‫سنة ‪ ،1979‬الذي وضع بموجبه قاعدة عامة تكون اإلدارة بمقتضاها ملزمة بتسبيب جميع الق اررات ّ‬
‫المقيدة‬
‫لحقوق األفراد وحرياتهم العامة‪.1‬‬
‫هامة في الق اررات اإلدارية_ هدف مزدوج‪ ،‬فإضافة إلى أن فيه إجبار‬
‫للتسبيب _كضمانة شكلية ّ‬
‫روي قبل إصدار ق ارراتها‪ ،‬و ّ‬
‫التأكد من التزامها بمبدأ المشروعية‪ ،‬فهو يمنح المخاطب بالقرار‬ ‫لإلدارة على الت ّ‬
‫تبصر فإما‬
‫ليتسنى له بعد ذلك تحديد موقفه منه بشكل م ّ‬ ‫اإلداري إمكانية اإلحاطة الكاملة بكافة جوانبه‪،‬‬
‫ّ‬
‫أن يقتنع بمشروعيته من خالل معرفته بأسبابه فيمتنع عن الطعن فيه‪ ،‬وإما أن يتخذ من تلك األسباب‬
‫مبرر للطعن سواء لمخالفتها للحقيقة أو لما شابها من قصور‪ .2‬فهذا األمر من شأنه أن يتيح للفرد تقدير‬
‫ًا‬
‫قضائيا‪.3‬‬
‫ً‬ ‫موقفه قبل مخاصمة ق اررات اإلدارة‬
‫ب‪ -‬أهمية التسبيب في الرقابة على مشروعية عيب السبب‪ :‬يكتسي التسبيب في القرار اإلداري أهميته‬
‫تبعا‬ ‫الخاصة بالنسبة للقاضي حال ممارسة هذا األخير للرقابة على مشروعية القرار اإلداري‪ ،‬حيث ّ‬
‫يتبين ً‬
‫تبرره‪.‬‬
‫استنادا لما ساقته من أسباب ّ‬
‫ً‬ ‫لذلك مدى إصابة اإلدارة أو خطئها في إصدار القرار‬

‫مكن القاضي اإلداري من ممارسة رقابة ّ‬


‫فعالة على أسباب‬ ‫ولهذا تبرز أهمية التسبيب في أنه ي ّ‬

‫القرار اإلداري‪ ،‬ففي الحاالت التي تكون اإلدارة ملزمة بتسبيب ق ارراتها‪ ،‬يستطيع القاضي اإلداري ً‬
‫تبعا لذلك‬
‫فإن التسبيب يؤدي إلى تسهيل مهمة القاضي‬
‫من مراقبة عيب انعدام األسباب في القرار اإلداري‪ .‬ولهذا ّ‬
‫اإلداري في الرقابة على مشروعية األسباب الواقعية والقانونية التي صدر على أساسها القرار‪ ،‬خاصة في‬
‫ارتها‪.4‬‬
‫حالة امتناع اإلدارة عن اإلفصاح عن أسباب قر ا‬
‫كما تظهر أهمية التسبيب في أنه يعتبر في بعض الحاالت الوسيلة الوحيدة واألساسية التي يمكن‬

‫للقاضي اإلداري من خاللها معرفة أسباب القرار اإلداري‪ ،‬وفي هذا الشأن يقول م ّ‬
‫فوض الحكومة لدى‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪ -2‬سامي الوافي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا الرقاد‪ ،‬مشعل الرقاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.705‬‬
‫‪ -4‬وهيبة بلباقي‪ " ،‬دور التسبيب في الرقابة على مشروعية السبب في القرار اإلداري"‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2018 ،06‬ص ‪.103‬‬
‫‪- 515 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بأن‪ " :‬التسبيب يبدو هنا الوسيلة الوحيدة‬


‫مجلس الدولة الفرنسي في تقرير المتعّلق بقضية ‪ّ Billard‬‬
‫لمعرفة ما إذا كانت اللجنة لم تخالف أحكام القانون‪ ،‬وهي تفصل في تظّلم صاحب الشأن"‪.1‬‬
‫مزدوجا في الرقابة على سبب القرار اإلداري‪،‬‬
‫ً‬ ‫دور‬
‫فالتسبيب في حالة غيابه أو عدم كفايته‪ ،‬يلعب ًا‬
‫قابال لإللغاء لعيب خارجي هو عيب الشكل‪ ،‬دون الحاجة لبحث موضوع القرار‪،‬‬ ‫فهو من ناحية يجعله ً‬
‫كما أنه يترجم من ناحية أخرى عدم توافر ركن السبب أو عدم صحته‪.2‬‬
‫أن القول بعدم أهمية دور التسبيب في الرقابة على مشروعية عيب‬
‫وقد اعتبر جانب من الفقه ب ّ‬
‫السبب في القرار اإلداري أمر ال يمكن التسليم به‪ ،‬فهو ليس مجرد وسيلة جوهرّية يجب على اإلدارة ّ‬
‫التقيد‬
‫تبين مدى وجود وصحة‬
‫نص قانوني‪ ،‬بقدر ما هو وسيلة إثبات مكتوبة في القرار ذاته ّ‬
‫بها في حالة وجود ّ‬
‫السبب ‪ .‬كما أن هذه األهمية تتساوى في حالة كانت سلطة اإلدارة تقديرية أم ّ‬
‫‪3‬‬
‫فإن القول‬
‫مقيدة‪ ،‬ومن ثم ّ‬
‫بأن دور التسبيب ال يبرز ّإال من خالل رقابة المالءمة التي يمارسها القاضي اإلداري في حالة‬
‫االختصاص التقديري لإلدارة في إصدار القرار اإلداري‪ ،‬أمر يفتقد للدّقة‪ ،‬ذلك ألن المشرع قد يشترط‬
‫المقيد‪.4‬‬
‫التسبيب حتى في حالة ممارسة اإلدارة الختصاصها ّ‬
‫الية القرار اإلداري‪ :‬إذا كان للتسبيب تلك األهمية بالنسبة لمن صدر‬
‫لفع ّ‬
‫ج‪ -‬أهمية التسبيب بالنسبة ّ‬
‫الية‬
‫لفع ّ‬
‫يخلو من أهمية بالنسبة ّ‬‫حد سواء‪ ،‬فإنه ال ّ‬ ‫بشأنه القرار اإلداري وبالنسبة لإلدارة والقاضي على ّ‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬والتي قد يعوقها الطعن عليه ممن صدر بشأنه لعدم إحاطته بأسبابه‪ ،‬األمر الذي يوّلد لديه‬
‫قناعة بعدم مشروعيته ويقوده إلى طلب اإللغاء ووقف التنفيذ‪ ،‬في حين أنه كان من الممكن تجنب ذلك‬
‫بتضمين منطوق القرار بأسباب إصداره فلربما يقتنع به‪.5‬‬
‫تكدس الطعون باإللغاء أمام‬ ‫عملية تتمثل في منع ّ‬
‫ّ‬ ‫يخلو التسبيب من فائدة‬
‫إضافة إلى ذلك ال ّ‬
‫دية بعد استبعاد‬ ‫تكريس هذا القضاء لجهده في الدعاوى ّ‬
‫الهامة والج ّ‬ ‫القضاء اإلداري‪ ،‬األمر الذي ينتج عنه ّ‬

‫‪ -1‬أشرف عبد الفتاح أبو المجد‪ ،‬موقف قاضي اإللغاء من سلطة اإلدارة في تسبيب الق اررات اإلدارية دراسة مقارنة‪ ،‬الشركة العربية‬
‫المتحدة للتسويق والتوريدات‪ ،‬القاهرة‪ ،2008 ،‬ص ‪.376‬‬
‫‪ -2‬وهيبة بلباقي‪ " ،‬دور التسبيب في الرقابة على مشروعية السبب في القرار اإلداري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.104-103‬‬
‫‪ -3‬أشرف عبد الفتاح أبو المجد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫‪ -4‬وهيبة بلباقي‪ " ،‬دور التسبيب في الرقابة على مشروعية السبب في القرار اإلداري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.47-46‬‬
‫‪- 516 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الشك والريبة‬
‫ّ‬ ‫تلك الناتجة عن عدم الشفافية اإلدارية المتجّلية في عدم تسبيب اإلدارة لق ارراتها‪ ،‬والتي زرعت‬
‫الشأن مما دفعه للطعن فيها‪.1‬‬
‫لدى صاحب ّ‬
‫شكال قصد لذاته‪ ،‬وإنما هو وسيلة لبلوغ غاية حسن إصدار اإلدارة‬
‫‪ -2‬ضوابط التسبيب‪ :‬التسبيب ليس ً‬
‫المرجوة‪ ،‬لذلك فال بد من احترام مجموعة الضوابط‬
‫ّ‬ ‫مكنها من أن تصل لتحقيق غاياتها‬
‫للق اررات اإلدارية‪ ،‬ت ّ‬
‫تقرر التسبيب‪.‬‬
‫التي استقر عليها القضاء اإلداري‪ ،‬والتي تؤدي في مجملها إلى تحقيق الهدف الذي ألجله ّ‬
‫وعليه‪ ،‬فال يكفي لصحة القرار اإلداري وجود التسبيب الذي استلزمه المشرع من الناحية المادية‬
‫منتجا‬
‫ً‬ ‫كمبرر لصدور القرار‪ ،‬بمعنى أن يكون‬ ‫في صلب القرار ‪ ،‬بل يجب أن يكون هذا التسبيب ً‬
‫كافيا ّ‬
‫‪2‬‬

‫معاصر لصدور القرار اإلداري‪،‬‬


‫ًا‬ ‫ألثره في النتيجة التي انتهى إليها القرار‪ ،3‬كما يجب أن يكون التسبيب‬
‫ومفصال بالدرجة التي تتّفق مع صفة هذا القرار‪.4‬‬
‫ً‬
‫بعينه أو‬
‫محددا بواقعة بذاتها أو بشخص ّ‬
‫ً‬ ‫وقد استلزم القضاء لصحة تسبيب القرار اإلداري وروده‬

‫وظرفيا‪ ،‬فال يجوز أن يكون ً‬


‫عاما‬ ‫ً‬ ‫نوعيا‬
‫ً‬ ‫تماثال‬
‫ً‬ ‫بمجموعة من األشخاص تتماثل الوقائع المنسوبة إليهم‬
‫محددة من األشخاص أو المواقف المتباينة‪ ،‬حتى ولو كانت تجمعهم رابطة الواقعة‬
‫يتعّلق بمجموعة غير ّ‬
‫طالما تفاوتت ظروفهم وتباينت مراكزهم‪.5‬‬

‫أن يكون التسبيب في ّ‬


‫الشكل المكتوب‪ ،‬بمعنى أن يظهر في صلب القرار اإلداري‪ ،‬غير‬ ‫ويشترط ب ّ‬
‫ضمنية أو الصادرة في‬
‫ّ‬ ‫أنه يستثنى من ذلك حالة الضرورة القصوى والحاالت التي تنطوي على ق اررات‬
‫الحاالت المستعجلة‪.6‬‬

‫أن يكون و ً‬
‫اضحا بحيث يكشف عن األسباب التي دفعت اإلدارة إلى‬ ‫كما يشترط في التسبيب ب ّ‬
‫إصدار القرار اإلداري‪ .‬وإذا اكتفت اإلدارة مصدرة القرار بذكر النصوص القانونية دون تفصيل األسباب‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬


‫‪ -2‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 4898‬لسنة ‪ 46‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 16‬جوان ‪ ،1994‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 455‬لسنة ‪ 24‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 1‬جويلية ‪ ،1980‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -4‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 1586‬لسنة ‪ 8‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 22‬ماي ‪ ،1965‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -5‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬الرقابة القضائية على شرعية الجزاءات اإلدارية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،2000 ،‬‬
‫ص ‪.30‬‬
‫‪ -6‬فهد عبد الكريم أبو العثم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫‪- 517 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يعرضه لإللغاء‪ .1‬فالتسبيب يجب‬


‫خاليا من التسبيب مما ّ‬
‫التي بني عليها القرار فإنه يعتبر في هذه الحالة ً‬
‫المبررات التي قام عليها القرار اإلداري دون حاجة للتفسير أو ّ‬
‫التوقع‪ ،‬كما يجب أن‬ ‫ّ‬ ‫أن يسمح بمعرفة‬
‫بأن األسباب‬
‫يتضم ن األسباب القانونية والواقعية التي بني عليها القرار بما يعكس القاعدة المنطقية القائلة ّ‬
‫ّ‬
‫تدل على النتائج‪.2‬‬
‫مبدئيا بالنظام العام‪ ،‬األمر الذي‬
‫ً‬ ‫فإن عيب الشكل ال يتعّلق‬
‫على خالف عيب عدم االختصاص ّ‬
‫يعني أنه ليس بمقدور القاضي إثارته من تلقاء نفسه‪ّ ،‬إال أن مجلس الدولة الجزائري كان له موقف مغاير‬
‫أن التسبيب يسري على جميع الق اررات اإلدارية‪ ،‬كما اعتبر شكلية تحرير القرار‬
‫لهذا المبدأ العام‪ ،‬إذ اعتبر ب ّ‬
‫بلغة أخرى غير الّلغة العربية وسيلة متعّلقة بالنظام العام يجوز إثارتها حتى دون طلب من الخصوم‪ ،‬إذ‬
‫جاء في القرار المؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ " :2002‬حيث أن النزاع يتعلق بطلب إلغاء القرار الصادر عن‬
‫منظمة المحامين لناحية وهران‪...‬وحيث أن القرار أو المقرر فيه جاء غير مسبب في حين أن كل قرار‬
‫مسببا‪ ،‬وهذا وحده يكفي إللغائه إضافة إلى كونه محر ار باللغة‬
‫ً‬ ‫إداري كان أم قضائي يجب أن يكون‬
‫األجنبية خالفا لنص المادة ‪ 03‬من الدستور التي تنص على أن اللغة العربية هي اللغة الوطنية‬
‫والرسمية وكذلك المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 05/91‬المتضمن تعميم استعمال اللغة العربية ‪...‬وحيث أن‬
‫قضاة الدرجة األولى قد أصابوا لما قضوا بإلغاء القرار المطعون فيه إال أنه كان عليهم مراعاة الجانب‬
‫الجوهري فيه وهو عدم تسبيبه‪.3"...‬‬

‫من منطوق هذا القرار يظهر التّناقض الذي وقع فيه قضاة مجلس الدولة‪ ،‬فمن جهة ّ‬
‫صنفوا عدم‬
‫تسبيب قرار منظمة المحامين لناحية وهران بأنه شكل جوهر ّي ثم ربطوه بعدم التسبيب‪ ،‬وهذا اإلسقاط ال‬
‫نص خاص‪ ،‬وخارج ذلك يكون المبدأ العام‬ ‫يستقيم‪ ،‬ألن التسبيب في القانون الجزائري ال يكون ّإال بموجب ّ‬
‫هو عدم التسبيب‪ ،‬على عكس الوضع الموجود في فرنسا‪ ،‬حيث تخضع جميع الق اررات المتعّلقة بالحقوق‬
‫مستقر عليه في‬
‫ّ‬ ‫والحريات العامة لضمانة التسبيب‪ .‬كما أن منطوق القرار جاء باجتهاد مخالف لما هو‬
‫االجتهاد المقارن‪ ،‬وذلك حين أثار قضاة مجلس الدولة مسألة الّلغة التي ح ّرر بها القرار اإلداري‪ ،‬وبهذا‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E 24 juillet 1981, Belasri, A.J.D.A, 1981, p 464, chron. F. Tiberghien et B. Lasserre ; C.E, 17 déc. 2003,‬‬
‫‪Mme A, req. n° 242857, A.J.D.A, 2004, p 996.‬‬
‫‪ -2‬صفاء محمود السويلميين‪ ،‬عبد الرؤوف أحمد الكساسبة‪ ،‬أحمد عارف الضالعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1015‬‬
‫‪ -3‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،005951‬مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ ،2002‬قضية (أ‪.‬ن) ضد مجلس االتحاد الوطني للمحامين‪ ،‬مجلة‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،01‬ص ‪.147‬‬
‫‪- 518 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أصبح عيب الشكل مثله مثل عيب االختصاص من النظام العام‪ ،‬يجوز للقاضي إثارته من تلقاء نفسه‬
‫ولو لم يطلب الخصوم ذلك‪.‬‬
‫بأن مجلس الدولة الجزائري ومن خالل القرار المذكور أعاله قد سلك‬
‫يرى األستاذ عبد القادر عدو ّ‬
‫بعيدا في اشتراط التسبيب عندما أشار إلى وجوب تسبيب كل الق اررات‬
‫اجتهادا يتسم بالمغاالة‪ ،‬وذهب ً‬
‫ً‬
‫اإلدارية‪.1‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل في القانونين الفرنسي والجزائري‪ :‬اختلفت‬
‫ّ‬ ‫تكريس تسبيب الق اررات اإلدارية‬
‫ثالثا‪ّ -‬‬
‫المعالجة التشريعية لمسألة تسبيب الق اررات اإلدارية‪ ،‬فبعد فترة من السكوت وعدم الوضوح حسم المشرع‬
‫بالنص على مبدأ التسبيب عبر‬
‫ّ‬ ‫الشأن (‪ ،)1‬أما بالنسبة للمشرع الجزائري فقد اكتفى‬
‫الفرنسي أمره في هذا ّ‬
‫عاما (‪.)2‬‬
‫متفرقة يصعب التّقرير بأنها تشكل مبدأ ً‬
‫نصوص ّ‬
‫تكريس التسبيب في التشريع الفرنسي‪ :‬لحقبة زمنية طويلة خضع القانون اإلداري الفرنسي لقاعدة‬‫‪ّ -1‬‬
‫عدم إلزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها‪ ،2‬ولغاية تاريخ متأخر لم تكن السلطات اإلدارية مجبرة على تسبيب‬
‫ق ارراتها‪ ،‬ولم يكن يوجد ّإال استثناء وحيد على هذا المبدأ‪ ،‬وهو االلتزام المفروض على اإلدارة بالكشف عن‬
‫الخاصة‬
‫ّ‬ ‫أسباب ق ارراتها للقاضي اإلداري عندما يطلب منها هذا األخير ذلك‪ .‬وقد ّ‬
‫كرست بعض النصوص‬
‫مبدأ التسبيب الوجوبي كما هو الحال بالنسبة للمنازعات المتعّلقة برخص البناء‪ ،‬زيادة على ذلك فقد أوجب‬
‫القاضي اإلداري على اإلدارة االلتزام بالتّسبيب في المنازعات المتعّلقة بتدابير الضبط اإلداري‪ ،‬وكذا‬
‫الق اررات المتّخذة من طرف الهيئات الجماعية ذات االختصاص المهني والتي منحت لها صالحيات‬
‫ممارسة امتيازات السلطة العامة‪ ،‬وكذا تلك الصادرة عن الهيئات الشبيهة بالهيئات القضائية‪ .‬لكن وإلى‬
‫توصل إلى أنه ال يوجد مبدأ عام في القانون يفرض على‬
‫متأخرة من قضاء مجلس الدولة‪ ،‬فقد ّ‬ ‫مراحل ّ‬
‫محددة بذاتها‪.3‬‬
‫اما بتسبيب ق ارراتها‪ ،‬حتى لو تعلق األمر بميادين ّ‬
‫اإلدارة التز ً‬
‫في مواجهة هذه الوضعية وأمام المفارقة التي تدفع القاضي اإلداري إلى بحث عدم المشروعية‬
‫للتوصل إلى وجود عيب شكلي يتعّلق بمشروعية القرار‬
‫ّ‬ ‫الداخلية من خالل أسباب القرار اإلداري‬
‫ّ‬
‫الخارجية‪ ،4‬فقد وضع المشرع الفرنسي حدا لذلك بإصداره للقانون رقم ‪ 587-79‬المؤرخ في ‪ 11‬جويلية‬

‫‪ -1‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 5 juillet 1919, Fighiera, Rec. CE, p 605 ; C.E, 7 juill. 1978, Comité d'étude et de vigilance des artisans,‬‬
‫‪petits industriels et commerçants, D, 1979, p 187, note J.-F. Couzinet.‬‬
‫‪ -3‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.138-137‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », op.cit, n° 71, p 12.‬‬
‫‪- 519 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عاما‬
‫اما ً‬
‫‪ ،1979‬المتعّل ق بتسبيب الق اررات اإلدارية وتحسين العالقة بين اإلدارة والجمهور‪ ،‬والذي أنشأ التز ً‬
‫ولكل الق اررات اإلدارية الفردية التي ليست في صالح‬
‫ّ‬ ‫على السلطات اإلدارية بالتسبيب التلقائي لق ارراتها‪،‬‬
‫تتضمن فرض قيود على ممارسة الحقوق والحريات العامة‪ .‬وهذا االلتزام يستفيد منه‬ ‫ّ‬ ‫المواطن‪ ،‬والتي‬
‫أشخاصا طبيعيين كانوا أم معنويين‪.1‬‬
‫ً‬ ‫المواطنين وكذا األجانب‪،‬‬
‫أوجبت المادة ‪ L.211-5‬من القانون رقم ‪ 1341-2015‬المتعّلق بالعالقات بين الجمهور واإلدارة‬
‫أن تكون االعتبارات القانونية والواقعية التي بني‬ ‫أن يكون تسبيب الق اررات اإلدارية في ّ‬
‫الشكل الكتابي‪ ،‬وب ّ‬ ‫بّ‬
‫عليها القرار اإلداري منصوص عليها في صلب القرار نفسه‪.2‬‬
‫كرس المشرع الفرنسي من خالل القانون المتعّلق بالعالقات بين الجمهور واإلدارة وقبله القانون‬
‫لقد ّ‬
‫رقم ‪ 587-79‬المؤرخ في ‪ 11‬جويلية ‪ ،1979‬المتعّلق بتسبيب الق اررات اإلدارية وتحسين العالقة بين‬
‫نص على قائمة الق اررات‬
‫اإلدارة والجمهور مبدأ التسبيب الوجوبي لمجموعة من الق اررات اإلدارية‪ ،‬حيث ّ‬
‫المقيدة لممارسة الحريات‬
‫التي تخضع للتسبيب الوجوبي‪ ،‬ووضع المشرع على رأس هذه القائمة الق اررات ّ‬
‫تنص في هذا اإلطار المادة ‪ L.211-2‬من القانون رقم ‪ 1341-2015‬المذكور أعاله‬ ‫العامة‪ ،‬حيث ّ‬
‫يحق لألشخاص الطبيعيين أو االعتباريين إبالغهم دون تأخير بأسباب الق اررات اإلدارية الفردية‬
‫على‪ّ " :‬‬
‫غير المواتية التي تخصهم‪:‬‬
‫إن الق اررات المسببة التي تصدرها اإلدارة هي‪:‬‬
‫لهذا الغرض‪ ،‬ف ّ‬
‫ضبطيا‪.3"...‬‬
‫ً‬ ‫اء‬
‫‪ -1‬الق اررات التي تتضمن تقييد لممارسة الحريات العامة‪ ،‬أو بشكل عام‪ ،‬تشكل إجر ً‬

‫‪1‬‬
‫‪- Loi n° 79-587 du 11 juillet 1979, relative à la motivation des actes administratifs et à l'amélioration des‬‬
‫‪relations entre l'administration et le public, JORF n° 33, du 30 septembre 1979, modifiée et complétée.‬‬
‫‪(Abrogé).‬‬
‫فإن المشرع الفرنسي ألغى القانون رقم ‪ 587-79‬سنة ‪ ،2015‬عن طريق األمر رقم ‪ ،1341-2015‬ونقل أحكامه لقانون‬
‫لإلشارة ّ‬
‫العالقات بين الجمهور واإلدارة‪.‬‬
‫‪Cette disposition législative a été abrogée par l'ordonnance 2015-1341 du 23 octobre 2015, relative aux‬‬
‫‪dispositions législatives du code des relations entre le public et l'administration.‬‬
‫‪-Ordonnance n° 2015-1341, du 23 octobre 2015, relative aux dispositions législatives du code des relations entre‬‬
‫‪le public et l'administration, JORF n° 0248, du 25 octobre 2015.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art L.211-5 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit, dispose que : « La motivation‬‬
‫‪exigée par le présent chapitre doit être écrite et comporter l'énoncé des considérations de droit et de fait‬‬
‫‪qui constituent le fondement de la décision ».‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art L.211-2 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit, dispose que : « Les personnes‬‬
‫‪physiques ou morales ont le droit d'être informées sans délai des motifs des décisions administratives‬‬
‫‪individuelles défavorables qui les concernent.‬‬
‫‪A cet effet, doivent être motivées les décisions qui :‬‬
‫‪1° Restreignent l'exercice des libertés publiques ou, de manière générale, constituent une mesure de‬‬
‫‪police… ».‬‬
‫‪- 520 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أن المشرع الفرنسي وضع قاعدة عامة مفادها أن‬


‫من خالل هذه المقتضيات التشريعية‪ ،‬يتّضح ب ّ‬
‫اإلدارة مجبرة على تسبيب ق ارراتها التي تنطوي على مختلف أشكال التقييد للحريات العامة‪ ،‬ولهذا ّ‬
‫فإن‬
‫المقيدة لحرية التنقل يجب أن تكون مسببة‪ .‬هذه الوضعية تشكل ضمانة تشريعية مهمة‬
‫ّ‬ ‫جميع القرارات‬
‫خصوصا بالنسبة للق اررات المتعّلقة‬
‫ً‬ ‫تحقق الغاية التي يهدف إليها نظام التسبيب في الق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫بالحقوق والحريات العامة‪.‬‬
‫كرس المشرع الفرنسي بعض االستثناءات التي يخضع لها مبدأ التسبيب الوجوبي‪،‬‬
‫في المقابل‪ّ ،‬‬
‫يمس بمشروعية‬
‫فإن ذلك ال ّ‬
‫وذلك في الحالة التي يمنع االستعجال المطّلق اإلدارة من تسبيب ق ارراتها‪ّ ،‬‬
‫الشأن من اإلدارة خالل اآلجال القانونية للطعن القضائي‬
‫القرار اإلداري‪ .‬غير أنه إذا طلب صاحب ّ‬
‫استثناء آخر‬
‫ً‬ ‫كرس المشرع الفرنسي‬ ‫اطالعه على أسباب القرار اإلداري فيجب عليها القيام بذلك‪ .‬كما ّ‬
‫السرّية‪ ،‬حيث ال تنتقص األحكام المتعّلقة بتسبيب الق اررات اإلدارية من‬
‫يتعّلق بالق اررات التي تكتنفها ّ‬
‫السرّية كما في حالة القضايا‬
‫النصوص التشريعية التي تحظر إفشاء أو نشر المعلومات المشمولة بمبدأ ّ‬
‫المتعّلقة بالدفاع الوطني‪.1‬‬
‫كما أن القاضي اإلداري حصر مفهوم الق اررات الفردية في تلك الصادرة عن شخص معنوي عام‪،‬‬
‫فإن الق اررات الصادرة عن شخص خاص‬
‫يعود االختصاص بنظر منازعاته لجهة القضاء اإلداري‪ ،‬وعليه ّ‬
‫يتّمتع بممارسة امتيا ازت السلطة العامة في تسيير مرفق عام ال يشترط فيها التسبيب‪.2‬‬
‫أن المشرع الفرنسي اتبع منهج " القائمة" عند فرض مبدأ التسبيب الوجوبي للق اررات‬
‫من المالحظ ب ّ‬
‫مثار‬
‫اإلدارية‪ ،‬أي أنه لم يتنازل عن القاعدة األصلية التي تقضي بأنه " ال تسبيب ّإال بنص"‪ ،‬وهو ما كان ًا‬
‫للنقد من طرف غالبية الفقه الفرنسي وعلى رأسهم ‪ DELVOLVE‬و‪ ،VEDEL‬ممن نادوا بضرورة فرض‬
‫المشرع لمبدأ التسبيب الوجوبي كقاعدة عامة‪ ،‬ووضع مجموعة من االستثناءات على هذا المبدأ في أضيق‬
‫الحدود‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art L.211-6 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit.‬‬
‫‪C.E, 13 juin 1997, Pourbagher, R.F.D.A, 1998, p 358, concl. Bergeal.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 21 déc. 1994, Association sportive de Mazargues, Rec. CE, p. 576.‬‬
‫أيضا أنيس فوزي عبد المجيد‪ " ،‬االستثناءات الواردة على مبدأ‬ ‫‪ -‬أشرف عبد الفتاح أبو المجد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .173‬راجع ً‬
‫‪3‬‬

‫التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية الفردية في فرنسا"‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬السنة ‪ ،26‬العدد‬
‫‪ ،50‬أبريل ‪ ،2012‬ص ‪ 318‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪- 521 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫جانبا آخر من الفقه يرى عكس ذلك‪ ،‬وذلك ّ‬


‫بالنظر إلى أن خطة المشرع الفرنسي تنطوي‬ ‫ّإال أن ً‬
‫تضمنت الق اررات الفردية األكثر أهمية وأوجبت تسبيبها‪ ،‬وذلك حتى‬
‫ّ‬ ‫على حكمة واضحة المعالم‪ ،‬ذلك أنها‬
‫تتحول ضمانة التسبيب إلى حجر عثرة أمام نجاعة النشاط اإلداري‪.1‬‬
‫ال ّ‬
‫المبدأ العام الذي أعلن عنه المشرع الفرنسي من خالل القانون ‪ 1341-2015‬المذكور أعاله‪،‬‬
‫تم تجسيده بشكل صريح بالنسبة لمجمل‬ ‫المقيدة للحريات العامة‪ّ ،‬‬
‫والقاضي بإلزامية تسبيب الق اررات اإلدارية ّ‬
‫أن يكون‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬فبالنسبة للمنع اإلداري من مغادرة اإلقليم‪ ،‬اشترط المشرع ب ّ‬
‫الق اررات اإلدارية ّ‬
‫ومسببا‪.2‬‬
‫ً‬ ‫مكتوبا‬
‫ً‬ ‫قرار وزير الداخلية‬
‫أن يكون قرار المحافظ المتّخذ في إطار حالة الطوارئ‪ ،‬والذي يسمح‬
‫كما اشترط المشرع الفرنسي ب ّ‬
‫هوية األشخاص‪ ،‬وكذا مراقبة المركبات التي تتوقف أو تقف‬
‫لرجال الضبطية القضائية بتوقيف ورقابة ّ‬
‫لكل‬ ‫‪3‬‬
‫مسببا ‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة ّ‬
‫ً‬ ‫على الطرق العامة أو األماكن التي يمكن للجمهور الوصول إليها‬
‫التدابير التنظيمية التي يتّخذها وزير الصحة بخصوص تنظيم وعمل النظام الصحي في إطار حالة‬
‫الطوارئ الصحية‪.4‬‬
‫المقيدة لحرية تنقل األجانب‪ ،‬فبالنسبة لقرار‬
‫فرض المشرع الفرنسي التسبيب كذلك بالنسبة للق اررات ّ‬
‫نص المشرع األوروبي في النظام رقم ‪ 399-2016‬لبرلمان ومجلس أوروبا المؤرخ‬
‫رفض تأشيرة الدخول ّ‬
‫في ‪ 9‬مارس ‪ ،2016‬الخاص بقانون االتحاد المتعّلق بنظام عبور الحدود من طرف األشخاص (قانون‬
‫أن قرار رفض منح تأشيرة الدخول الصادر من طرف السلطات‬
‫تشنجن للحدود)‪ ،‬في المادة ‪ 14‬منه‪ ،‬على ّ‬

‫‪ -1‬أشرف عبد الفتاح أبو المجد‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Art L.224-1 du code de la sécurité intérieur, op.cit. « L'interdiction de sortie du territoire est‬‬
‫‪prononcée par le ministre de l'intérieur pour une durée maximale de six mois à compter de sa‬‬
‫‪notification. La décision est écrite et motivée… ».‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art 8-1 de la loi n°55-385, op.cit. « Dans les zones mentionnées à l'article 2 de la présente loi, le préfet‬‬
‫‪peut autoriser, par décision motivée, les agents mentionnés aux 2° à 4° de l'article 16 du code de procédure‬‬
‫‪pénale … à procéder aux contrôles d'identité prévus au huitième alinéa de l'article 78-2 dudit code, à‬‬
‫‪l'inspection visuelle et à la fouille des bagages ainsi qu'à la visite des véhicules circulant, arrêtés ou‬‬
‫‪stationnant sur la voie publique ou dans des lieux accessibles au public ». Abrogé par C.C, décision n° 2017-‬‬
‫‪677, QPC, du 1er décembre 2017, Ligue des droits de l'Homme (Contrôles d'identité, fouilles de bagages et‬‬
‫‪visites de véhicules dans le cadre de l'état d'urgence), JORF n°0281, du 2 décembre 2017.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Art 2 de la loi n° 2020-290, op.cit « Art. L. 3131-16 Dans les circonscriptions territoriales où l'état‬‬
‫‪d'urgence sanitaire est déclaré, le ministre chargé de la santé peut prescrire, par arrêté motivé, toute‬‬
‫‪mesure réglementaire relative à l'organisation et au fonctionnement du dispositif de santé, à l'exception‬‬
‫‪des mesures prévues à l'article L. 3131-15, visant à mettre fin à la catastrophe sanitaire mentionnée à‬‬
‫‪l'article L. 3131-12 ».‬‬
‫‪- 522 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ :‫الباب الثاني‬

‫لكل دولة من دول االتحاد األوروبي ال يمكن أن يكون ّإال من خالل‬


ّ ‫المختصة حسب القانون الداخلي‬
ّ
.1‫قرار مسبب‬
‫تنص عليه‬
ّ ‫كما يجب أن يصدر قرار رفض الدخول إلى اإلقليم في الشكل المسبب حسب ما‬
ّ ‫ من قانون دخول وإقامة األجانب‬L.332-2
2
‫نص المشرع الفرنسي على‬
ّ ‫ إضافة إلى ذلك‬، ‫وحق اللجوء‬
.3‫ضرورة تسبيب اإلجراء الجديد المتعّلق بالمنع اإلداري من اإلقليم‬
‫ سواء كان ذلك‬،‫أن تكون الق اررات المتعّلقة بإقامة األجانب مسببة‬
ّ ‫كما فرض المشرع الفرنسي ب‬
،L.432-1 ‫نصت عليه المواد‬
ّ ‫ وهذا ما‬،‫بالنسبة لقرار رفض إصدار سند اإلقامة أو تجديده أو سحبه‬
ّ ‫ من قانون دخول وإقامة األجانب‬L.432-4‫ و‬L.432-2
.4‫وحق اللجوء‬
،‫ فرض المشرع الفرنسي تسبيب جميع الق اررات المتعّلقة بترحيل وإخراج األجانب من اإلقليم‬،‫أخير‬
‫ًا‬

ّ ‫ من قانون دخول وإقامة األجانب‬L.613-1 ‫نصت المادة‬


‫وحق‬ ّ ‫فبالنسبة لقرار االلزام بالخروج من اإلقليم‬
،‫الشأن بالنسبة لجميع الق اررات الملحقة به (قرار المغادرة الطوعية‬ 5
ّ ‫ وكذلك‬، ‫مسببا‬
ً ‫اللجوء على أن يكون‬
6
‫نص المشرع الفرنسي‬
ّ ‫أيضا بالنسبة لقرار اإلبعاد فقد‬
ً ، )‫قرار المنع من العودة وتمديد المنع من العودة‬
.1‫على ضرورة تسبيب ال ّرأي الصادر عن لجنة اإلبعاد‬

1
- Art 14 du Règlement (UE) 2016/399, du Parlement européen et du Conseil du 9 mars 2016, concernant un
code de l’Union relatif au régime de franchissement des frontières par les personnes (code frontières Schengen),
JOUE, n° 77/1, du 23 mars 2016.
«… 2. L’entrée ne peut être refusée qu’au moyen d’une décision motivée indiquant les raisons précises
du refus. La décision est prise par une autorité compétente habilitée à ce titre par le droit national. Elle
prend effet immédiatement.
La décision motivée indiquant les raisons précises du refus est notifiée au moyen d’un formulaire
uniforme tel que celui figurant à l’annexe V, partie B, et rempli par l’autorité compétente habilitée par le
droit national à refuser l’entrée. Le formulaire uniforme ainsi complété est remis au ressortissant de pays
tiers concerné, qui accuse réception de la décision de refus au moyen dudit formulaire… ».
2
- Art L.332-2 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
« La décision de refus d'entrée, qui est écrite et motivée… ».
3
- Art L.321-2 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.
« L'interdiction administrative du territoire fait l'objet d'une décision écrite rendue après une procédure
non contradictoire. Elle est motivée, à moins que des considérations relevant de la sûreté de l'Etat ne s'y
opposent.… ».
4
- Art L.432-1, L.432-2 et L.432-4 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (CESEDA),
op.cit. « La délivrance d'une carte de séjour temporaire ou pluriannuelle ou d'une carte de résident peut,
par une décision motivée… », « Le renouvellement d'une carte de séjour temporaire ou pluriannuelle
peut, par une décision motivée… », « Une carte de séjour temporaire ou pluriannuelle peut, par une
décision motivée, être retirée… ».
5
- Art L.613-1 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « La
décision portant obligation de quitter le territoire français est motivée… ».
6
- Art L.613-2 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « Les
décisions relatives au refus et à la fin du délai de départ volontaire prévues aux articles L. 612-2 et L. 612-
5 et les décisions d'interdiction de retour et de prolongation d'interdiction de retour prévues aux articles
- 523 -
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يتم اتخاذها لضمان حسن تنفيذ عمليات إخراج األجانب من إقليم الدولة‪،‬‬
‫وبالنسبة للق اررات التي ّ‬
‫أيضا بشأنها المشرع الفرنسي على ضرورة االلتزام‬
‫نص ً‬‫والتي تكون ملحقة بق اررات الترحيل األساسية‪ّ ،‬‬
‫بشكلية التسبيب‪ ،‬سواء كان ذلك بالنسبة لقرار تحديد اإلقامة‪ ،2‬أو قرار االعتقال اإلداري‪.3‬‬
‫‪ -2‬موقف المشرع الجزائري من المسألة‪ :‬باستثناء المرسوم رقم ‪ 131-88‬المتعّلق بعالقات اإلدارة‬
‫ظم مسألة تسبيب الق اررات اإلدارية‪ ،4‬حيث كرس المشرع‬
‫نص تشريعي خاص ين ّ‬ ‫بالمواطن ال يوجد ّ‬
‫الجزائري قاعدة عدم إلزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها‪ ،‬وذلك بعدم وضع ّ‬
‫نص قانوني يفرض مبدأ التسبيب‬
‫بتكريس بعض االستثناءات‪ ،‬أين فرض عليها‬
‫الوجوبي على اإلدارة‪ ،‬لكنه خرج على هذه القاعدة وذلك ّ‬
‫وجوب التسبيب بموجب نصوص قانونية خاصة‪ ،‬إذ توجد في المنظومة القانونية الجزائرية نصوص تلزم‬
‫كرس بالنسبة للق اررات المتعّلقة برفض االعتماد‪ ،‬الق اررات المتعّلقة‬
‫اإلدارة بتسبيب ق ارراتها‪ ،‬كما هو م ّ‬
‫متعددة‬
‫بالعقوبات التأديبية‪ ،‬الق اررات المتعّلقة بمجال التعمير‪ .‬رغم أنه للوهلة األولى تبدو هذه النصوص ّ‬
‫الكم الهائل من الق اررات اإلدارية التي ال تلتزم اإلدارة‬
‫تظل محدودة وغير كافية مقارنة مع ّ‬
‫ّإال أنها مع ذلك ّ‬
‫بأي نوع من التسبيب‪.5‬‬
‫اتجاهها ّ‬
‫اضحا منهج المشرع الجزائري في حصر مبدأ التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية في‬ ‫يظهر و ً‬
‫أن يكون قرار رفض‬ ‫محددة من خالل القانون العضوي المتعّلق بنظام االنتخابات‪ ،‬حيث اشترط ب ّ‬
‫مجاالت ّ‬
‫تنص عليه المادة ‪ 206‬الفقرة األولى من األمر‬
‫مسببا بشكل صريح‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫ً‬ ‫الترشيح أو قائمة مرشحين‬
‫يتعين أن يكون رفض أي ترشيح أو قائمة مترشحين معلال تعليال‬‫رقم ‪ ،01-21‬التي جاء فيها‪ّ " :‬‬

‫‪L. 612-6, L. 612-7, L. 612-8 et L. 612-11 sont distinctes de la décision portant obligation de quitter le‬‬
‫‪territoire français. Elles sont motivées ».‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Art L.632-2 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « …Devant‬‬
‫‪la commission, l'étranger peut faire valoir toutes les raisons qui militent contre son expulsion. Un procès-‬‬
‫‪verbal enregistrant les explications de l'étranger est transmis, avec l'avis motivé de la commission, à‬‬
‫‪l'autorité administrative compétente pour statuer. L'avis de la commission est également communiqué à‬‬
‫‪l'intéressé. … ».‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art L.732-1 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « Les‬‬
‫‪décisions d'assignation à résidence, y compris de renouvellement, sont motivées ».‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art L.741-6 du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit. « La‬‬
‫‪décision de placement en rétention est prise par l'autorité administrative, après l'interpellation de‬‬
‫‪l'étranger ou, le cas échéant, lors de sa retenue aux fins de vérification de son droit de circulation ou de‬‬
‫‪séjour, à l'expiration de sa garde à vue, ou à l'issue de sa période d'incarcération en cas de détention. Elle‬‬
‫‪est écrite et motivée ».‬‬
‫‪ -4‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ -5‬صفيان بوفراش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪- 524 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫قانونيا صريحا‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬بقرار من منسق المندوبية الوالئية للسلطة المستقلة أو منسق السلطة‬
‫لدى الممثلية الدبلوماسية أو القنصلية بالخارج"‪.1‬‬
‫ظم عملية تسبيب اإلدارة‬
‫لكن المالحظة األساسية في هذا المجال‪ ،‬أنه رغم وجود إطار قانوني ين ّ‬
‫لق ارراتها‪ ،‬واالقتصار على بعض النصوص المتف ّرقة كما هو مذكور أعاله‪ّ ،‬إال أن المشرع الجزائري اتّجه‬

‫تكريس اتجاه جديد بموجب القانون رقم ‪ 01-06‬المتعّلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬إذ ّ‬
‫تنص‬ ‫إلى ّ‬
‫المادة ‪ 11‬منه على‪ " :‬إلضفاء الشفافية على كيفية تسيير الشؤون العمومية‪ ،‬يتعين على المؤسسات‬
‫واإلدارات والهيئات العمومية أن تلتزم أساسا‪...:‬‬
‫‪ -‬بتسبيب ق ارراتها عندما تصدر في غير صالح المواطن‪ ،‬وبتبين طرق الطعن المعمول بها"‪.2‬‬

‫النص القانوني المذكور أعاله (القانون رقم ‪ )01-06‬يتعّلق ّ‬


‫بدعم التدابير الرامية إلى‬ ‫رغم أن ّ‬
‫نصت‬‫فإن المادة نفسها ّ‬‫تنص عليه المادة األولى من هذا القانون‪ّ ،‬‬
‫الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬حسب ما ّ‬
‫الشفافية في تسيير القطاعين العام والخاص هدف أساسي لهذا القانون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫على أن تعزيز النزاهة والمسؤولية و‬
‫كما أن المادة ‪ 11‬المذكورة أعاله‪ ،‬جاءت تحت عنوان‪ " :‬الشفافية في التعامل مع الجمهور"‪ ،‬بمعنى أن‬
‫يتوجه في خطابه هنا إلى كل مسؤول إداري مهما كانت رتبته في هرم السّلم اإلداري‪ ،‬والذي يحوز‬
‫المشرع ّ‬
‫النص القانوني _الذي جاء بصيغة‬
‫ّ‬ ‫سلطة إصدار الق اررات اإلدارية‪ .‬لهذا نعتقد بأنه يمكن اعتبار هذا‬
‫اإللزام كقاعدة قانونية آمرة_ يمثل إطار قانوني عام يفرض على اإلدارة تسبيب ق ارراتها كلما كانت في‬
‫غير صالح المواطن كما يشير إلى ذلك المشرع‪.‬‬
‫أما بالنسبة للنصوص القانونية المتعّلقة بممارسة حرية التنقل‪ ،‬نالحظ الغياب الكّلي لضمانة‬
‫ّ‬
‫المقيدة لممارسة هذه الحرية‪ ،‬سواء كان ذلك بالنسبة للق اررات المتعّلقة بتنقل‬
‫ّ‬ ‫تسبيب الق اررات اإلدارية‬
‫المواطنين كرفض إصدار أو تجديد أو سحب جواز السفر‪ ،‬تعليق وإلغاء رخصة السياقة‪ ،‬الق اررات‬
‫المرتبطة بتطبيق حاالت الحصار والطوارئ والطوارئ الصحية‪ ،‬أو كان ذلك بالنسبة للق اررات المتعّلقة‬
‫بدخول وإقامة وترحيل األجانب‪.‬‬
‫المقيدة لحرية‬
‫ّ‬ ‫للنظر أن المنظم الجزائري ّ‬
‫نص على تسبيب بعض الق اررات‬ ‫لكن الشيء الالفت ّ‬
‫التنقل ولو بطريقة غير مباشرة‪ ،‬وذلك عندما اشترط توافر التسبيب في الق اررات المتعّلقة بالتسجيل في‬
‫القائمة الوطنية لألشخاص والكيانات اإلرهابية‪ .‬حيث صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،384-21‬تطبيًقا‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 206‬فقرة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،01-06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 525 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫للمادتين ‪ 87‬مكرر ‪ 13‬و‪ 87‬مكرر ‪ 14‬من قانون العقوبات‪ ،‬والذي يهدف إلى تحديد كيفيات التسجيل‬
‫تنص‬
‫في القائمة الوطنية لألشخاص والكيانات اإلرهابية والشطب منها واآلثار المترتّبة على ذلك‪ ،‬حيث ّ‬
‫المادة ‪ 15‬من هذا المرسوم التنفيذي على‪ " :‬يجب أن تكون ق اررات التسجيل في القائمة والشطب منها‬
‫مسببة‪.1"...‬‬
‫ومن بين آليات تنفيذ ق اررات التسجيل في القائمة الوطنية لألشخاص والكيانات اإلرهابية‪ ،‬نجد‬
‫تنص عليه المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 384-21‬المذكور‬
‫قرار المنع من السفر‪ ،‬وذلك حسب ما ّ‬
‫نصت على قرار المنع المادة ‪ 37‬فقرة ‪ 01‬من هذا المرسوم التنفيذي والتي جاء فيها‪ " :‬بمجرد‬
‫أعاله‪ ،‬وقد ّ‬
‫نش ر قرار التسجيل في القائمة في الجريدة الرسمية‪ ،‬تطلب اللجنة من وكيل الجمهورية المختص منع‬
‫الشخص المسجل في القائمة من السفر"‪.2‬‬
‫أن يكون قرار التسجيل‬
‫ظم الجزائري اشترط ب ّ‬
‫أن المن ّ‬
‫يتبين من النصوص القانونية المذكورة أعاله‪ ،‬ب ّ‬
‫ّ‬
‫ضمن القائمة الوطنية لألشخاص والكيانات اإلرهابية الصادر عن لجنة تصنيف األشخاص والكيانات‬

‫وبناء على صدور هذا القرار اإلداري في الشكل المسبب يمكن القول ب ّ‬
‫أن قرار المنع من‬ ‫ً‬ ‫مسببا‪،‬‬
‫ً‬ ‫اإلرهابية‬
‫السفر الذي هو مجرد آلية لتطبيق قرار التسجيل ضمن القائمة قد توافرت فيه شكلية التسبيب‪.‬‬
‫الشأن وصل‬
‫ّ‬ ‫يرتبط مبدأ تسبيب الق اررات اإلدارية بشكل واضح بمبدأ ديمقراطية اإلدارة‪ ،‬في هذا‬
‫أن‪ " :‬التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية سوف يساهم في تعديل العالقة‬
‫أحد الباحثين إلى نتيجة مفادها ب ّ‬
‫األ زلية التي تربط المواطن العربي باإلدارة‪ .‬تلك العالقة التي يشوبها اإلحساس بالتبعية وعدم الثقة من‬
‫ظل مفهوم‬
‫ار يمكن أن يبدأ في ّ‬
‫جانب‪ ،‬والرغبة في السيطرة والتحكم من جانب آخر‪ ،‬إنه يعني أن حو ًا‬
‫إنساني جديد"‪ ،3‬رغم أنه وكما يقول باحث آخر سيبقى مبدأ عدم التسبيب الوجوبي تعبير عن البيروقراطية‬

‫اإلدارية التي تسود النظام اإلداري في الدول المتخّلفة‪ ،‬وذلك تحت ّ‬


‫مبررات سيادة مفهوم السرية والهيمنة‬
‫اإلدارية‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،384-21‬مؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،2021‬يحدد كيفيات التسجيل في القائمة الوطنية لألشخاص‬
‫والكيانات اإلرهابية والشطب منها واآلثار المترتبة على ذلك‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة في ‪ 13‬أكتوبر ‪.2021‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 37‬فقرة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،384-21‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنيس فوزي عبد المجيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫‪Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », op.cit, n° 72, p 13.‬‬
‫‪ -4‬أشرف عبد الفتاح أبو المجد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 272‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪- 526 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األثر المترّتب على تخلف ركن الشكل في القرار اإلداري‬
‫يتّفق القضاء اإلداري على اعتبار عيب الشكل كما في حالة عدم التزام اإلدارة باحترام القواعد‬
‫المتعّلقة بتسبيب الق اررات اإلدارية ال يتعّلق بالنظام العام‪ ،‬وبالتالي ال يمكن للقاضي اإلداري إثارته من‬
‫تلقاء نفسه‪ ،‬وهو ما يظهر من خالل قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪ ،Jelmoni‬إذ اكتفى القاضي‬
‫اإلداري بتقرير جزاء البطالن وألغى القرار اإلداري لعيب الشكل‪.1‬‬
‫الشكل في الحالة التي يرتب المشرع نفسه جزاء البطالن‬
‫ال يثور الخالف حول جزاء مخالفة قواعد ّ‬
‫نتيجة لتلك المخالفة‪ّ ،‬إال أن صمت المشرع على تحديد جزاء مخالفة قواعد الشكل دفع الفقه والقضاء إلى‬
‫لسد الفراغ‬
‫الشكليات غير الجوهرية أو الثانوية‪ ،‬وذلك ّ‬
‫بالشكليات الجوهرية و ّ‬
‫تكريس التفرقة بين ما يعرف ّ‬
‫ّ‬
‫القانوني الذي يرتب جزاء البطالن عند مخالفة قواعد الشكل‪.2‬‬

‫نص القانون على جزاء مخالفة الشكل‪ ،‬فال تثير هذه الحالة أية صعوبة‪ ،‬إذ ّ‬
‫يتعين على‬ ‫فإذا ّ‬
‫القاضي اإلداري أن يقضي بإلغاء القرار الصادر على غير مقتضى القواعد الشكلية التي ّ‬
‫نص عليها‬
‫وقضاء أنه وإن كانت‬
‫ً‬ ‫فقها‬
‫النص عن تقرير جزاء اإللغاء‪ ،‬فالمتّفق عليه ً‬‫القانون‪ ،‬أما في حالة سكوت ّ‬
‫يصح القول‬
‫ّ‬ ‫الشكلية واإلجرائية التي أوجبها القانون‪ ،‬فال‬
‫النصوص فرضت على اإلدارة أن تلتزم القواعد ّ‬
‫حتما إلغاء القرار اإلداري‪.3‬‬
‫كل مخالفة تستتبع ً‬
‫بأن ّ‬
‫ّ‬
‫وعليه‪ ،‬فقد كان من الضروري المواءمة بين مصلحة األفراد في إلزام اإلدارة بشكل ّ‬
‫معين لبعض‬
‫تمس بحرياتهم‪ ،‬ومصلحة اإلدارة في التحّلل من‬
‫تسرعها في إصدار ق اررات قد ّ‬
‫ق ارراتها ضما ًنا لعدم ّ‬
‫قرر‬
‫قررها المشرع لصالح األفراد حينما ّ‬
‫الشكليات طالما أن ذلك ال ينتقص من الضمانات التي ّ‬
‫تعقيدات ّ‬
‫‪4‬‬
‫ميز الفقه والقضاء اإلداريين بين شكليات ال يؤثر تخّلفها على‬
‫إلزام اإلدارة بشكليات معينة ‪ .‬لهذا فقد ّ‬
‫صحة القرار اإلداري في حين أن تخّلف شكليات أخرى من شأنه إبطال القرار‪.5‬‬
‫الية النشاط‬
‫فع ّ‬‫نوعا من المرونة الالزمة لضمان ّ‬
‫الشأن يظهر ً‬‫ومنهج القاضي اإلداري في هذا ّ‬
‫اإلداري وحماية الحقوق والحريات العامة‪ ،‬فهو ال يضفي على شكلية معينة األهمية التي تحتلها في فروع‬

‫‪1‬‬
‫‪- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe », op.cit, n° 85, pp 28-‬‬
‫‪29 ; C.E 18 décembre 1991, Min. Coopération et Développement c/ Jelmoni, Rec. CE, p. 453.‬‬
‫‪ -2‬صفاء محمود السويلميين‪ ،‬عبد الرؤوف أحمد الكساسبة‪ ،‬أحمد عارف الضالعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1017‬‬
‫‪ -3‬فؤاد العطار‪ ،‬القضاء اإلداري دراسة مقارنة ألصول رقابة القضاء على أعمال اإلدارة وعمالها ومدى تطبيقاتها في القانون‬
‫الوضعي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪ ،‬ص ‪.656‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », op.cit, n° 108, p 21.‬‬
‫‪- 527 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الشكليات التي قد تؤدي إلى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ .‬لكن القاضي اإلداري‬ ‫القانون األخرى كما ي ّ‬
‫حد من ّ‬
‫قانونا‪ ،‬والتي‬
‫الشكلية المنصوص عليها ً‬
‫بالمقابل يظهر أكثر تطّل ًبا من خالل إضافة قواعد اجتهادية للقواعد ّ‬
‫تحكم عمل اإلدارة حتى في حالة عدم وجود أحكام قانونية خاصة‪.1‬‬

‫ساهم القضاء اإلداري وبدعم من الفقه في ابتكار وتطوير نظرية ّ‬


‫الشكليات التي تؤثر على صحة‬
‫ركن الشكل في القرار اإلداري‪ ،‬يظهر ذلك من خالل إقامة معيار يقوم على التفرقة بين األشكال الجوهرية‬
‫(أوال)‪ ،‬واألشكال غير الجوهرية أو الثانوية (ثانيا)‪.‬‬
‫استقر القضاء اإلداري على التقرير بعدم بطالن القرار اإلداري إذا‬
‫ّ‬ ‫أوال‪ -‬حالة تخلف األشكال الجوهرية‪:‬‬
‫مؤثر في صحة القرار وبالتالي ال يرتب وجوده إلغاء‬
‫ثانويا فال يعتبر ًا‬
‫فإن كان ً‬ ‫كان الشكل غير جوهر ّي‪ّ ،‬‬
‫باطال ّإال في حالتين‪ ،‬أولهما‬
‫ً‬ ‫أن القرار اإلداري المعيب بعيب الشكل ال يكون‬ ‫‪2‬‬
‫القرار ‪ .‬يستفاد من ذلك ب ّ‬
‫ينص القانون على ذلك‪ ،‬وهنا ال يطرح أي إشكال‪ ،‬فما على القاضي سوى تطبيق المقتضيات‬ ‫عندما ّ‬
‫الشكل جوهرًيا فذلك يرتب إلغاء القرار اإلداري‪ ،3‬وال يكون من‬
‫القانونية‪ ،‬وثانيهما إذا كان العيب في ركن ّ‬
‫دائما التمييز بين األشكال الجوهرية والثانوية مما يترك للقاضي اإلداري سلطة معتبرة في تقدير‬
‫السهل ً‬
‫ذلك‪.4‬‬
‫يصعب وضع معيار موضوعي للتمييز بين األشكال واإلجراءات الجوهرية وغير الجوهرية بسبب‬
‫أيضا أهميتها التي تختلف بالنسبة للق اررات اإلدارية‪ ،‬وبالتالي يعود للقاضي‬
‫تتميز بها‪ ،‬و ً‬
‫المرونة التي ّ‬
‫ألهم األشكال الجوهرية التي اتفق‬ ‫اإلداري تقدير طبيعة الشكل المثار‪ .‬وعلى هذا األساس ّ‬
‫تم وضع قائمة ّ‬
‫القضاء اإلداري عليها‪.5‬‬

‫فرق القاضي اإلداري بين ّ‬


‫الشكليات الجوهرية التي يترتّب على تخّلفها إلغاء القرار اإلداري‪ ،‬أما‬ ‫يّ‬
‫الشكليات الثانوية فال يؤثر عدم مراعاتها على صحة القرار اإلداري‪ .‬وتقدير جوهرية الشكل من‬
‫غيرها من ّ‬
‫يستقل بها القاضي اإلداري‪ ،‬واستق ارء أحكام وق اررات القضاء اإلداري يكشف عدم اتباعه‬
‫ّ‬ ‫عدمه هي مسألة‬
‫طبقها‬
‫تبعا للظروف الخاصة بكل منازعة على حدة‪ .‬والمعايير التي ّ‬
‫طبق معايير مختلفة ً‬
‫لمعيار واحد بل ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe », op.cit, n° 95, p 31.‬‬
‫‪ -2‬محكمة العدل العليا األردنية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،82-152‬مجلة نقابة المحامين‪ ،1982 ،‬ص ‪.936‬‬
‫‪ -3‬صفاء محمود السويلميين‪ ،‬عبد الرؤوف أحمد الكساسبة‪ ،‬أحمد عارف الضالعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1017‬‬
‫‪ -4‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المسؤولية اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -5‬رشيد خلوفي‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪- 528 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الشكل‬
‫الشكل لصالحها (‪ ،)1‬معيار إغفال أو إسقاط ّ‬
‫تقرر ّ‬
‫القضاء ودعمها الفقه هي معيار الجهة التي ّ‬
‫الشكل (‪.)3‬‬
‫أخير معيار مدى جسامة عيب ّ‬
‫المطلوب (‪ ،)2‬و ًا‬
‫المقررة‬
‫ّ‬ ‫فرق الفقه بين ّ‬
‫الشكليات‬ ‫استنادا لهذا المعيار ي ّ‬
‫ً‬ ‫الشكل لصالحها‪:‬‬
‫تقرر ّ‬
‫‪ -1‬معيار الجهة التي َّ‬
‫المقررة‬
‫الشكليات ّ‬
‫لصالح األفراد فيرتب اإللغاء على مخالفة هذه الشكليات‪ ،‬باعتبار أنها شكليات جوهرية‪ ،‬و ّ‬
‫لصالح اإلدارة فيعتبرها شكليات ثانوية ال تؤثر مخالفتها على مشروعية القرار اإلداري‪ ،‬وهذا مسلك فيه‬
‫المقررة‬
‫ّ‬ ‫الشكليات‬
‫تأسيسا على أن ّ‬
‫ً‬ ‫تغليب لمصلحة األفراد الطرف الضعيف في المنازعة اإلدارية‪،1‬‬
‫التمسك بإتباعها‪ ،‬بحيث يكون لها حرية تقدير مالءمة إتباعها أو عدم‬
‫ّ‬ ‫لمصلحة اإلدارة ال يجوز لسواها‬
‫يحق لألفراد التمسك بطلب إلغاء القرار اإلداري‪.2‬‬
‫أن ّ‬‫إتباعها في إصدار قرارها اإلداري‪ ،‬دون ّ‬
‫حددها المشرع وفي الشكل المرسوم‬ ‫لهذا " يتوجب أن يصدر القرار اإلداري ً‬
‫وفقا لإلجراءات التي ّ‬
‫له‪ ،‬ذلك أن قواعد الشكل واإلجراءات قد وضعت لحماية المصلحة العامة ومصلحة األفراد على السواء‪،‬‬
‫النص على ذلك صراحة ألن عدم‬
‫ّ‬ ‫ومخالفتها تستدعي بطالن اإلجراءات المتخذة دون حاجة إلى‬
‫المقررة لألفراد‪.3"...‬‬
‫مراعاتها فيه إخالل بالضمانات ّ‬
‫أن هذا المعيار فيه حماية لمصلحة األفراد على حساب مصلحة اإلدارة ّإال أنه لم يسلم من‬
‫رغم ّ‬
‫أن هذا‬
‫حد سواء‪ ،‬كما ّ‬
‫النقد‪ ،‬ذلك أن مصطلح " المصلحة العامة" يسقط على اإلدارة كما األفراد على ّ‬
‫المسلك ال يتوافق مع طبيعة دعوى اإللغاء كونها دعوى عينية موجهة ضد القرار اإلداري ذاته دون اعتبار‬
‫لمصالح أطراف المنازعة اإلدارية‪.4‬‬
‫الشكليات‬
‫يتدخل المشرع في تحديده‪ ،‬بين ّ‬
‫صدد بين عنصر الشكل الذي ّ‬
‫فال يمكن التفرقة في ال ّ‬
‫المقررة لمصلحة األفراد‪ .‬وما قد يعتبره‬
‫المقررة لمصلحة اإلدارة وتلك ّ‬
‫الشكليات ّ‬ ‫المقررة للمصلحة العامة و ّ‬
‫ّ‬
‫القاضي اإلداري بأنه لمصلحة اإلدارة أو األفراد‪ ،‬هو في تقدير المشرع م ّ‬
‫قرر للمصلحة العامة‪ ،‬و ّإال لكان‬
‫تقرر‬
‫ونص على عدم جواز التمسك بإلغاء القرار المخالف ّإال لمن ّ‬
‫المشرع قد أشار إلى ذلك صراحة‪ّ ،‬‬
‫مقرر للمصلحة العامة‪.5‬‬
‫الشكل ّ‬
‫أن ّ‬‫ينص المشرع على ذلك‪ ،‬فاألصل ب ّ‬
‫الشكل لمصلحته‪ ،‬أما إذا لم ّ‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, Traité de droit administratif, T 1, op.cit, p 494.‬‬
‫‪ -2‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.477‬‬
‫‪ -3‬محكمة العدل العليا األردنية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،82-134‬مجلة نقابة المحامين‪ ،1982 ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -4‬كريم يوسف كشاكش‪ " ،‬عيب الشكل في قضاء محكمة العدل العليا األردنية"‪ ،‬مجلة المنارة للبحوث والدراسات‪ ،‬جامعة آل البيت‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،2006 ،03‬ص ‪497‬؛ محمود عاطف البنا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.698‬‬
‫‪ -5‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.479‬‬
‫‪- 529 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بأن القاضي اإلداري يعتبر األشكال "جوهرية"‪ ،‬هي تلك التي أوجدها المشرع في‬
‫من جهتنا نرى ّ‬
‫محددة تتطلب مراعاتها من جانب اإلدارة‪ ،‬ألنها تنطوي على مبادئ تعتبر من قبيل المبادئ العامة‬
‫حاالت ّ‬
‫للقانون ال يجوز مخالفتها‪.‬‬
‫للشكل‬
‫الشكل المطلوب‪ :‬يقوم هذا المعيار على اعتبار اإلغفال أو اإلسقاط ّ‬
‫‪ -2‬معيار إغفال أو إسقاط ّ‬
‫الشكليات‬
‫فإن كان اإلغفال جز ًئيا بأن راعت اإلدارة بعض ّ‬
‫المطلوب مخالفة يستوجب إلغاء القرار اإلداري‪ّ ،‬‬
‫فإن ذلك‬
‫الشكل المطوب لكن بشكل غير صحيح ّ‬ ‫دون البعض اآلخر‪ ،‬أو أنها قامت بإصدار القرار حسب ّ‬
‫شأن هذا التطبيق غير‬
‫ال يؤدي إلى إلغاء القرار‪ ،‬إذ تعتبر المخالفة في هذه الحالة ثانوية‪ ،‬ما لم يكن من ّ‬
‫السليم أو الجزئي التأثير على الغاية التي قصدها المشرع من تقرير هذا الشكل‪.1‬‬
‫ّ‬
‫الشكلية التي‬
‫فإن كانت ّ‬
‫المقررة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الشكلية‬
‫يتمثل معيار التفرقة في هذه الحالة في مدى إلزامية ّ‬
‫الشكلية جوهرية‪ ،‬وأما إذا كانت‬
‫نص عليها المشرع بشكل ملزم اعتبرت هذه ّ‬ ‫أغفلتها اإلدارة بصورة كاملة ّ‬
‫ثانويا‪ ،‬وهذا التمييز يتوّقف على إرادة المشرع‪ .2‬فالقاضي اإلداري يمكن‬
‫الشكل يعتبر ً‬
‫الشكلية اختيارية فإن ّ‬
‫ّ‬
‫أن يتغاضى عن المخالفة ما لم يثبت أنها لم تؤثر في موضوع القرار أو تنتقص من حقوق وضمانات‬
‫ّ‬
‫األفراد‪.3‬‬
‫الشأن قضت محكمة العدل العليا األردنية‪ " :‬إنه وإن أوجب قانون االستمالك على أن‬
‫ّ‬ ‫في هذا‬
‫إجراء الكشف من قبل مأمور التسجيل يتم بإيعاز من مجلس الوزراء إلى مأمور التسجيل بإجراء‬
‫الكشف ال يجعل الكشف باطال إذ أن مثل هذه المخالفة شكلية ثانوية وليست جوهرية"‪.4‬‬
‫الشكلية جوهرية دون النظر إلى طبيعة‬
‫تعرض هذا المعيار للنقد باعتبار أن مجرد اإلغفال يجعل ّ‬
‫الشكلية‬
‫الشكلية بصورة منقوصة أو غير صحيحة ال يجعل ّ‬
‫الشكلية ذاتها والغاية منها‪ ،‬كما أن استيفاء ّ‬
‫ّ‬
‫ثانوية‪.5‬‬
‫الشكل أو‬
‫تقرر ّ‬ ‫الشكل‪ :‬ظهر اتجاه فقهي جديد‪ ،‬يرى ب ّ‬
‫أن العبرة ليست بمن ّ‬ ‫‪ -3‬معيار جسامة عيب ّ‬
‫الشكل‪ .‬يقوم هذا المعيار‬
‫الشكل من عدمه‪ ،‬وإنما العبرة بمدى جسامة عيب ّ‬
‫اإلجراء لمصلحته‪ ،‬وال بإغفال ّ‬

‫‪ -1‬كريم يوسف كشاكش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.498‬‬


‫‪André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, Traité de droit administratif, tome 1, op.cit, p 619.‬‬
‫‪ -2‬مصطفى أبو زيد فهمي‪ ،‬القضاء اإلداري ومجلس الدولة‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.425‬‬
‫‪ -3‬صفاء محمود السويلميين‪ ،‬عبد الرؤوف أحمد الكساسبة‪ ،‬أحمد عارف الضالعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1017‬‬
‫‪ -4‬محكمة العدل العليا‪ ،‬قرار رقم ‪ ،66-100‬مجلة نقابة المحامين‪ ،1966 ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪ -5‬صفاء محمود السويلميين‪ ،‬عبد الرؤوف أحمد الكساسبة‪ ،‬أحمد عارف الضالعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1013‬‬
‫‪- 530 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الشكل ومدى تأثيره على جوهر القرار اإلداري ومضمونه‪ّ ،‬‬


‫فإن كان العيب‬ ‫على أساس جسامة عيب ّ‬
‫فإن لم يكن للعيب هذا األثر اعتبر‬
‫الشكل جوهرًيا‪ّ ،‬‬
‫أن إهماله يؤثر في القرار ومضمونه كان ّ‬
‫جسيما لدرجة ّ‬
‫ً‬
‫‪1‬‬
‫ثانويا ‪.‬‬
‫شكال ً‬ ‫ً‬
‫بأن‪ " :‬تشكيل المجلس التأديبي في نقابة‬
‫الشأن قضت محكمة العدل العليا األردنية ّ‬
‫ّ‬ ‫في هذا‬
‫الفنانين برئاسة نقيب الفنانين هو تشكيل باطل لعلة أن النقيب هو الذي حرك الشكوى التأديبية ضد‬
‫النقابة‪ ،‬وهو الشاهد الوحيد الذي استمعت له لجنة التحقيق وكونت رأيها من خالل هذه الشهادة‪ ،‬فضال‬
‫على أنه ال يجوز للنقيب أن يشترك في محاكمة المستدعي التأديبية وأنه خصم في الشكوى‬
‫التأديبية‪...‬وعليه فيكون القرار الصادر عن مجلس نقابة الفنانين والقاضي بفصل المستدعي من‬
‫عضوية النقابة وشطب اسمه من سجالت األعضاء العاملين مخالفا للقانون ويتعين إلغاؤه"‪.2‬‬
‫أن القاضي اإلداري لم يلتزم بمعيار واحد في الكشف على جوهرية مخالفة القواعد‬
‫يمكن القول ب ّ‬
‫فإن المعيار الذي يستند على مدى تأثير عيب الشكل على حقوق‬
‫المتعّلقة بشكل القرار اإلداري‪ ،‬ولهذا ّ‬
‫خصوصا عندما يتعّلق العيب بالمساس بأحد‬
‫ً‬ ‫حسما في هذه المسألة‪،‬‬
‫ً‬ ‫وحريات ومصالح األفراد هو األكثر‬
‫المبادئ العامة للقانون‪.‬‬
‫الشكليات الجوهرية التي يؤدي عدم إتباعها‬
‫أن محاولة البحث عن معيار للتفرقة بين ّ‬
‫لقد تبث ب ّ‬
‫الشكليات الثانوية التي ال تؤدي إلى ذلك قد أسفرت عن فشل ذريع من جانب‬
‫إلى إلغاء القرار‪ ،‬وغيرها من ّ‬
‫الفقه والقضاء‪ ،‬حيث لم يصال سوى إلى معايير غامضة تدور حول أفكار مبهمة‪ ،‬مثل ّ‬
‫الشكل أو اإلجراء‬

‫"الجوهري" أو العيب "الجسيم"‪ ،‬وهي أفكار تحتاج بدورها إلى معايير ّ‬


‫تحدد المقصود منها‪ ،‬ومن ثم انتهى‬
‫كل‬
‫الحال _كما هو العادة في مثل هذه األحوال‪ -‬إلى أن يغدو األمر بيد القاضي اإلداري‪ ،‬إذ يبحث في ّ‬
‫مية ‪ .‬لهذا يرى األستاذ عبد الكريم بودريوة ب ّ‬
‫‪3‬‬
‫الشكلية التي يمكن وصفها‬
‫أن ّ‬ ‫حالة على حدة بطريقة تحك ّ‬
‫بالجوهرية تقتصر على الحالة التي يكون فيها مساس بحقوق وحريات المواطنين‪ ،‬أما ما عدا ذلك فال‬
‫توصف بأنها جوهرية‪.4‬‬

‫‪ -1‬أحمد عودة الغويدي‪ ،‬القضاء اإلداري األردني‪ ،‬ط األولى‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪ ،1997 ،‬ص ‪198‬؛ عبد القادر‬
‫عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -2‬محكمة العدل العليا‪ ،‬قرار رقم ‪ ،79-125‬مجلة نقابة المحامين ‪ ،1979‬ص ‪.1060‬‬
‫‪ -3‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.484‬‬
‫‪ -4‬عبد الكريم بودريوه‪ " ،‬القضاء اإلداري في الجزائر‪ :‬الواقع واآلفاق"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪- 531 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الشكل الثانوي الذي ال يؤثر تخّلفه على صحة القرار اإلداري هو‬
‫ثانيا‪ -‬حالة تخلف األشكال الثانوية‪ّ :‬‬

‫الشكل غير المؤثر في مضمون هذا القرار بحيث ال ّ‬


‫يغير غيابه في مضمونه‪ .‬ولم يقصد المشرع عند‬ ‫ّ‬
‫النص على هذه األشكال في بعض الق اررات اإلدارية إلزام اإلدارة باحترامها‪ ،‬وإنما كان قصده من ذلك‬
‫ّ‬
‫معين في إصدار القرار مع ترك الحرية لها في إتباعه أو مخالفته ما‬‫جرد توجيه اإلدارة إلتباع مسلك ّ‬
‫م ّ‬
‫دامت تلك المخالفة ال تؤثر في مضمون القرار‪ ،‬والذي لن يتأثر سواء اتبعت اإلدارة توجيهات المشرع أم‬
‫ال‪.1‬‬
‫مقررة لصالح اإلدارة فال تعد من األشكال واإلجراءات الجوهرية وال‬ ‫الشكلية ّ‬‫إذا كانت القواعد ّ‬
‫يترتب على إغفالها بطالن القرار اإلداري‪ ،2‬فإذا كانت اإلدارة قد قامت بإتمام اإلجراءات الثانوية ولكنها‬
‫فإن القاضي اإلداري يتغاضى عن هذه المخالفة إذا ثبت أنها لم تؤثر في القرار من حيث‬
‫خالفتها جز ًئيا ّ‬

‫الموضوع أو لم تنتّقص من ضمانات األفراد‪ ،‬فإذا تطلب القانون مثال أن يحاط الموظف ً‬
‫علما بأسماء‬
‫رد بعض األعضاء‪ ،‬غير أن اإلدارة قامت‬
‫أعضاء مجلس التأديب قبل المحاكمة لممارسة حّقه في ّ‬
‫سليما‪ ،‬ألن‬
‫ً‬ ‫بإعالمه بأسماء األعضاء المنتخبين فقط دون األعضاء بحكم القانون‪ّ ،‬‬
‫فإن القرار يعتبر‬
‫الموظف ال يستطيع أن يرد وفًقا للقانون سوى األعضاء المنتخبين‪.3‬‬
‫الشكليات‬
‫مجبرة على إتباع سلسلة طويلة من ّ‬
‫فليس من المصلحة العامة أن تجد اإلدارة نفسها ّ‬
‫واإلجراءات كلما أرادت إصدار قرار إداري ّ‬
‫معين‪ ،‬وال أن يترتّب جزاء اإللغاء على مخالفة شكل أو إجراء‬
‫ثانويا‪ ،‬وهنا يبرز دور القاضي اإلداري في إيجاد الموازنة بين الحفاظ على المصلحة‬
‫ً‬ ‫معين مهما كان‬
‫ّ‬
‫العامة من جهة‪ ،‬وحقوق وحريات األفراد من جهة أخرى‪ ،‬وذلك عن طريق احترام قواعد ّ‬
‫الشكل‬
‫استقر القضاء اإلداري على أن مخالفة‬
‫ّ‬ ‫وتفاديا لهذه التعقيدات‬
‫ً‬ ‫واإلجراءات‪ ،‬وعدم عرقلة النشاط اإلداري‪،‬‬
‫دوما إلى إلغاء القرار اإلداري خشية عرقلة نشاط المرافق العامة‪.4‬‬
‫الشكل ال تؤدي ً‬
‫ّ‬
‫وهو ما أوضحته المحكمة اإلدارية العليا المصرية‪ ،‬وذلك بقولها‪ " :‬القرار اإلداري ال يبطل لعيب‬
‫شكلي إال إذا نص القانون على البطالن لدى إغفال اإلجراء أو كان اإلجراء جوهريا في ذاته يترتب على‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -2‬أحمد محمود أحمد محجوب‪ ،‬عيب الشكل واإلجراءات في القرار اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪،‬‬
‫قسم القانون‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النيلين‪ ،2018 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -3‬رزيق برهان‪ ،‬عيب الشكل في القرار اإلداري‪ ،‬ط األولى‪ ،‬الناشر المؤلف‪ ،‬دمشق‪ ،2017 ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ -4‬هنية أحميد‪ " ،‬عيوب القرار اإلداري (حاالت تجاوز السلطة)"‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،05‬ص ‪.51‬‬
‫‪- 532 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إغفاله تفويت المصلحة التي عنى القانون بتأمينها‪ ،‬ألن قواعد الشكل في القرار اإلداري هي إجراءات‬
‫هدفها حماية المصلحة العامة ومصلحة األفراد على السواء‪ .‬ويجب التفرقة بين الشكليات الجوهرية‬
‫التي تنال من تلك المصلحة‪ ،‬والشكليات الثانوية‪...‬وعلى فرض أن الجهة اإلدارية أغفلت هذا اإلجراء‬
‫فإن القرار الطعين تدارك هذا اإلغفال بما انطوى عليه من بيانات تغني عن ترديدها في مذكرة أو بيان‬
‫آخر منفصل ومن ثم فال يستقيم النعي عليه بالبطالن بذريعة هذا السبب"‪.1‬‬

‫كذلك ال يلغي القاضي اإلداري القرار اإلداري المعيب من ناحية شكله إذا ثبت ب ّ‬
‫أن الظروف‬
‫جعلت من المستحيل من الناحية المادية مراعاة الشكل الذي يتطّلبه القانون‪ ،‬ومثال ذلك أن يفصل موظف‬
‫مستحيال لعدم تركه عنو ًانا إلقامته‪.2‬‬
‫ً‬ ‫أن هذا اإلعذار كان‬ ‫دون إعذاره حتى يقوم بالدفاع عن نفسه‪ ،‬وي ّ‬
‫تبين ب ّ‬
‫إن مقتضى هذا التمييز الذي أقامه القاضي اإلداري‪ ،‬أن يغدو لإلدارة سلطة تقديرية في إتباع أو‬
‫ّ‬
‫الشكليات الثانوية‪ ،‬بل وقد ترى جهة اإلدارة أن‬
‫يقرر القضاء اإلداري بأنها من ّ‬
‫الشكليات التي ّ‬
‫عدم إتباع ّ‬
‫لها حرية التقدير في تحديد الشكل أو اإلجراء الثانوي‪ ،‬ومن ثم مدى مالءمة إتباعه وعدم إتباعه آخذة في‬
‫الشكل‪ ،‬سيؤيدها القاضي اإلداري في‬
‫االعتبار أنه في حالة المنازعة في مشروعية قرارها المخالف لهذا ّ‬
‫ذلك‪.3‬‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬قرار رقم ‪ ،571‬مؤرخ في ‪ 12‬مايو ‪ ،1979‬مجموعة األحكام‪ ،‬السنة ‪ ،24‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -2‬رزيق برهان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -3‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.473-472‬‬
‫‪- 533 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المقيدة لحرية التنقل‬


‫ّ‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬رقابة القاضي اإلداري لعيب ّ‬
‫الشكل في الق اررات اإلدارية‬
‫تبعا لوجود نصوص قانونية تسمح لإلدارة‬ ‫يختلف تعامل القاضي اإلداري مع عيب ّ‬
‫الشكل ً‬
‫التصرف في هذه الحاالت حسب ظروف االستعجال القصوى‪ ،‬وبالتالي تسمح لإلدارة بتجاوز شكلية‬
‫ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل التي عالجها القضاء‬
‫ّ‬ ‫التسبيب كما هو الحال بالنسبة للمنازعات المتعّلقة بالق اررات‬
‫اإلداري الفرنسي (أوال)‪ ،‬وبين الحالة التي ال توجد فيها نصوص قانونية عامة أو خاصة تفرض أشكال‬
‫محددة لمثل هذه الق اررات‪ ،‬وهو ما يظهر من خالل موقف القاضي اإلداري الجزائري (ثانيا)‪.‬‬
‫ّ‬
‫نظر‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ً :‬ا‬
‫ّ‬ ‫أوال‪ -‬رقابة القاضي اإلداري الفرنسي لعيب ّ‬
‫الشكل في الق اررات اإلدارية‬
‫توسع في تفسير‬
‫فإن مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬قد ّ‬
‫الشكل في الق اررات اإلدارية ّ‬
‫ألهمية القواعد المتعّلقة بركن ّ‬
‫الشكلية هو حماية المصلحة‬
‫النصوص المتعّلقة بهذا الركن‪ ،‬وذلك ألن المقصود من وضع هذه القواعد ّ‬
‫التسرع‪.1‬‬
‫حد سواء‪ ،‬وهذا لتجنيب اإلدارة مواطن الخطأ و ّ‬
‫العامة ومصلحة األفراد على ّ‬
‫يتدخل القاضي اإلداري ويلزم اإلدارة بتسبيب‬
‫ّ‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬يجب التنويه إلى أنه عندما‬
‫ق ارراتها‪ ،‬وذلك من أجل اإلفصاح عن األسباب الموجبة التخاذ القرار‪ ،‬فيكون طلب اإلفصاح هنا أحد‬

‫إجراءات دعوى اإللغاء‪ ،‬فإذا امتنعت اإلدارة عن اإلفصاح عن سبب القرار اإلداري ّ‬
‫فإن هذا يؤدي إلى‬
‫إلغاء القرار النعدام السبب‪.2‬‬
‫من أشهر التطبيقات القضائية لمجلس الدولة الفرنسي ق ارره في قضية ‪ ،Belkacem Abina‬والذي‬
‫انتهى فيه إلى إلغاء حكم المحكمة اإلدارية لباريس التي أيدت فيه قرار اإلبعاد الذي أصدره وزير الداخلية‬
‫الفرنسي في مواجهة السيد بلقاسم‪ ،‬واستند قرار اإللغاء إلى عدم التزام اإلدارة بتسبيب قرار اإلبعاد‪ ،‬على‬
‫نحو ما جاء به قانون ‪ 11‬جويلية ‪ ،1979‬المتعّلق بتسبيب الق اررات اإلدارية وتحسين العالقة بين اإلدارة‬
‫والجمهور‪ ،‬والذي كرس مبدأ التسبيب الوجوبي للق اررات المتعّلقة بالحريات العامة‪ ،‬وإعفاء اإلدارة من‬
‫تسبيب بعض الق اررات في حالة االستعجال القصوى‪.3‬‬
‫في هذه القضية طرح مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة السيد ‪ Olivier SCHREMECK‬سؤ ًاال‬
‫نصت عليها المادة ‪ 26‬من‬ ‫مفاده‪ :‬هل تدخل إجراءات إبعاد األجانب ضمن االستعجال المطلق الذي ّ‬
‫األمر رقم ‪ ،2658-45‬المؤرخ في ‪ 2‬نوفمبر ‪ ،1945‬المتعّلق بشروط دخول وإقامة األجانب بفرنسا‪ ،‬وهو‬

‫‪ -1‬سليمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا الرقاد‪ ،‬مشعل الرقاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.716‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 13 janvier 1988, req n° 65856, A.J.D.A, 1988, p 225.‬‬
‫‪- 534 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ما يعني صدورها خالية من التسبيب بالرغم من خضوعها لمبدأ التسبيب الوجوبي تنفي ًذا ألحكام المادة ‪4‬‬
‫من القانون رقم ‪587-79‬؟‬
‫السيد بلقاسم هو جزائري الجنسية دخل فرنسا سنة ‪ ،1963‬وأقام بها بطريقة غير شرعية‪ ،‬ثم‬
‫تزوج بمواطنة فرنسية أنجب منها أربعة أطفال يحملون الجنسية الفرنسية‪ ،‬وفي سنة ‪ ،1984‬صدر في‬
‫حقه قرار باإلبعاد من اإلقليم الفرنسي بحجة المشاركة في دعم حركات إرهابية‪ ،‬مما يشكل حالة استعجال‬
‫مطلق حسب ما ادعته السلطة اإلدارية التي اتخذت القرار‪.‬‬
‫تم اتخاذه في ظروف استعجال مطلق حسب‬ ‫فاألمر هنا يتعّلق بتحديد ما إذا كان قرار اإلبعاد قد ّ‬
‫التقيد بمبدأ تسبيب قرار‬
‫نص المادة ‪ 26‬من المرسوم رقم ‪ ،2658-45‬وبالتالي فاإلدارة غير مجبرة على ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلبعاد‪ ،‬واالستثناء الوارد بالمادة الرابعة من القانون رقم ‪ 587-79‬الذي يؤدي إلى إعفاء اإلدارة من‬
‫شكلية التسبيب الوجوبي لهذا القرار‪ .‬وقد انتهى مفوض الحكومة إلى القول بعدم اشتراط التسبيب الوجوبي‬
‫في حاالت االستعجال القصوى حتى في مجال إبعاد األجانب‪ ،‬وأنه بالرجوع لقضية السيد ‪Belkacem‬‬

‫تحتل مرتبة وسطى بين حالة االستعجال القصوى واالستعجال العادية‪ ،‬فال ّ‬
‫مبرر إذن لغياب تسبيب‬ ‫ّ‬ ‫فهي‬
‫قرار اإلبعاد الصادر من طرف وزير الداخلية‪ .‬وعليه فاإلدارة لم يستحل عليها تسبيب قرار اإلبعاد وقت‬
‫إصداره‪.‬‬
‫أن عيب عدم التسبيب ال يترتّب عنه إلغاء القرار اإلداري في حاالت‬
‫لهذا يمكن القول ب ّ‬
‫الوضعية تقود القاضي اإلداري إلى التغاضي عن عدم تسبيب اإلدارة‬
‫ّ‬ ‫االستعجال القصوى‪ .‬إن هذه‬
‫لق ار ارتها ّإال في حاالت استثنائية‪ ،‬ألنه من النادر في حالة القرار اإلداري المكتوب أن ال يكون للسلطة‬
‫طبقه القاضي اإلداري في قضية إبعاد السيد‬ ‫‪1‬‬
‫اإلدارية الوقت الكافي لتوضيح أسباب قرارها ‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫‪.2Abdul‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل مبدأ ثابتًا في قضاء مجلس الدولة‬
‫ّ‬ ‫يعتبر مبدأ تسبيب الق اررات اإلدارية‬
‫الفرنسي‪ ،‬إذ يراقب هذا األخير مدى التزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها الفردية المتعّلقة بإبعاد أجنبي كما في‬
‫قضية ‪ ،3Rezzouk‬أو رفض تجديد بطاقة اإلقامة ألجنبي كما في قضية ‪.4Malley‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », op.cit, n° 102, p 20.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 6 mai 1988, Abdul, Rec. CE, p 182.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, sect, 11 juin 1982, Rezzouk, A.J.D.A 1982, p 599.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 30 juin 1982, Malley, Rec. CE, p 504 ; T.A Nantes, 31 décembre 2013, n° 12247, cité par Denis‬‬
‫‪SEGUIN, op.cit, p 21.‬‬
‫‪- 535 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وحتى أنه في بعض الحاالت قد تحترم اإلدارة إجراء استشارة لجنة اإلبعاد وتطلب هذا الرأي قبل‬
‫إصدار قرار إبعاد األجنبي‪ ،‬لكن القاضي اإلداري كشف عن عيب يتعّلق بعدم تسبيب رأي اللجنة ذاته مما‬
‫طبقه مجلس الدولة في قضية ‪ ،1Benchabanne‬كما اعتبر أن عدم‬
‫نتج عنه إلغاء قرار اإلبعاد‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫كفاية التسبيب للرأي االستشاري للجنة الطبية للوكالة الجهوية للصحة بالنسبة لقرار رفض إصدار بطاقة‬
‫المتضمن إصدار بطاقة اإلقامة ألجنبي‪.2‬‬
‫ّ‬ ‫مبرر إللغاء قرار المحافظ‬
‫اإلقامة يشكل ًا‬

‫بالنسبة لقرار المنع من الدخول‪ ،‬اعتبر القاضي اإلداري ب ّ‬


‫أن مجرد اإلشارة في صلب القرار إلى‬
‫ويتعين بالتالي إلغاء القرار لهذا العيب‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫عبارة " تهديد النظام العام" غير كاف الستيفاء شكلية التسبيب‪،‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ :‬تبنى‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪ -‬موقف القاضي اإلداري الجزائري من عيب ّ‬
‫الشكل في الق اررات اإلدارية‬

‫القضاء اإلداري الجزائر قاعدة عدم إلزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها كقاعدة عامة‪ ،‬وذلك ّ‬
‫بالنظر لعدم وجود‬
‫أكده القضاء اإلداري الجزائري في ق اررات عديدة‪ ،‬كما في القرار‬
‫نص قانوني عام يلزمها بذلك‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫ّ‬
‫الصادر عن الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1984‬والذي أرسى بموجه مبدأ‬
‫مفاده‪ " :‬متى كان من المقرر قانونا أنه ال يجوز لإلدارة رفض تسليم جواز السفر أو رفض تمديد أجله‬
‫للمواطنين الجزائريين إذا ما رأت أن تنقلهم إلى الخارج من شأنه أن يمس بالنظام العام وهذا دون أن‬
‫تكون ملزمة بتوضيح أسباب رفضها ودون أن يكون تقديرها هذا قابال للمناقشة أمام قاضي تجاوز‬
‫السلطة غير أنه إذا سببت اإلدارة رفضها بتطبيق أحكام المادة ‪ 11‬من األمر رقم ‪ 01/77‬الصادر في‬
‫‪ ،1977/01/23‬فإن عليها أن تلتزم بالتطبيق القانوني الصحيح لنص هذه المادة وإال تعرض قرارها‬
‫لإلبطال"‪.4‬‬
‫أن القاضي اإلداري الجزائري التزم بتطبيق قاعدة عدم إل ازم اإلدارة بتعليل‬
‫يتّضح من هذا القرار ب ّ‬
‫ق ارراتها‪ ،‬فالمادة ‪ 11‬من األمر رقم ‪ 01-77‬المتعّلق بوثائق السفر للمواطنين الجزائريين‪ ،‬ال تلزم اإلدارة‬
‫المختصة بتسبيب قرار رفض منح جواز السفر أو تجديده‪ ،‬فهي هنا غير ملزمة بتوضيح األسباب التي‬
‫ّ‬
‫اعتمدت عليها في اتخاذ قرارها‪.‬‬
‫لكن إذا قامت اإلدارة بذكر األسباب التي اعتمدت عليها بالنسبة لقرار رفض إصدار جواز السفر‬
‫أكد عليه قرار المجلس األعلى المذكور أعاله‪،‬‬
‫فإن هذا التسبيب يخضع لرقابة القاضي اإلداري‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 27 avril 1998, Benchabanne, req n° 165419, Rec. CE, p 691.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 12 mars 2014, n° 350646, cité par Denis SEGUIN, op.cit, p 23.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 18 octobre 1995, n° 117754, Droit administratif, 1995, p 764.‬‬
‫‪ -4‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1989‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪- 536 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫والذي جاء فيه‪ " :‬حيث أن النص التشريعي اآلنف الذكر‪ ،‬ال يلزم اإلدارة حقا‪ ،‬بتوضيح األسباب التي‬
‫اعتمدت عليها في اتخاذ قرارها‪ .‬وأنه يجوز لإلدارة من حيث المبدأ رفض أو تمديد أجل جواز سفر ألحد‬
‫الرعايا الجزائريين‪...‬ولكن حيث أن المسألة ليست كذلك فيما يتعلق بهذه القضية‪ ،‬ذلك أن رئيس دائرة‬
‫بوفاريك قد اختار تداول القضية على الصعيد القانوني عندما صرح وعلل رفضه بتطبيق المادة ‪ 11‬من‬
‫األمر رقم ‪ .01-77‬وحيث أن تطبيق هذا القانون يلزم السلطة اإلدارية باالستجابة لطلب السيد‪."...‬‬

‫كرسه القضاء اإلداري المصري‪ ،‬فإذا كان األصل على ّ‬


‫نحو ما‬ ‫هذا االتجاه القضائي يتّفق مع ما ّ‬
‫فإن هذه األسباب تخضع لرقابة‬
‫تقد م هو عدم التزام اإلدارة بتسبيب ق ارراتها ما لم تكن ملزمة بذلك‪ّ ،‬‬
‫عنصر من‬
‫ًا‬ ‫القاضي اإلداري ّ‬
‫للتأكد من مدى مشروعيتها طالما أنه طرحت على المحكمة‪ ،‬وأصبحت بذلك‬
‫عناصر الدعوى الثابتة باألوراق‪.1‬‬
‫أن يفرض على اإلدارة تسبيب بعض الق اررات اإلدارية دون‬
‫وأبعد من هذا‪ ،‬يمكن للقاضي اإلداري ب ّ‬
‫نص يلزمها بذلك‪ ،‬مثل ق اررات الضبط اإلداري التي استلزم مجلس الدولة الفرنسي تسبيبها‪،‬‬ ‫اشت ارط وجود ّ‬
‫استنادا للمبادئ العامة للقانون‪.2‬‬
‫ً‬ ‫وجميع الق اررات المتعّلقة بالمجال التأديبي‪ ،‬وذلك‬
‫خاضعا لتقدير السلطات‬
‫ً‬ ‫فإن تسبيب الق اررات اإلدارية يبقى‬
‫نظر للوضع القانوني الحالي‪ّ ،‬‬
‫ًا‬
‫النص التشريعي الخاص بمسألة التسبيب ال يمنع القاضي اإلداري من وضع قواعد‬
‫اإلدارية‪ .‬لكن غياب ّ‬
‫تسد هذا الفراغ خاصة أن المشرع منح له سلطة توجيه األوامر لإلدارة‪ ،‬سلطة تتماشى ورقابة‬
‫قضائية ّ‬
‫تكريس مفهوم دولة القانون‪.3‬‬
‫القاضي اإلداري في إطار فرض احترام مبدأ المشروعية‪ ،‬والمساهمة في ّ‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬نجد مجلس الدولة الجزائري ّ‬
‫يكرس قاعدة التمييز بين األشكال الجوهرية واألشكال‬

‫األخرى غير الجوهرية أو الثانوية‪ ،‬فبالنسبة لألولى ّ‬


‫فإن إغفالها يؤدي إلى إصابة القرار بعيب الشكل‪.4‬‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 3945‬لسنة ‪ 37‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 29‬جانفي ‪1994‬؛ المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم‬
‫‪ 798‬لسنة ‪ 36‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 17‬جانفي ‪ .1995‬ذكرها عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات‬
‫إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -2‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.470‬‬
‫‪ -3‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.149-148‬‬
‫‪ -4‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الثانية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،014359‬مؤرخ في ‪ 15‬فيفري ‪( .2005‬غير منشور)؛ مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الثالثة‪ ،‬قرار‬
‫رقم ‪ ،194988‬مؤرخ في ‪ 24‬أفريل ‪( .2000‬غير منشور)‪ .‬ذكرها فضيل كوسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.150-149‬‬
‫‪- 537 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المقيدة‬
‫ّ‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على عيب مخالفة اإلجراءات في الق اررات اإلدارية‬
‫لحرية التنقل‬
‫المقصود بعنصر اإلجراءات مجموعة القواعد التي تتبعها اإلدارة في إصدار الق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫قانونا يصيب القرار بعيب‬
‫ً‬ ‫المقررة‬
‫ّ‬ ‫فإن صدور القرار اإلداري دون التزام اإلدارة بإتباع اإلجراءات‬
‫وعليه ّ‬
‫قابال لإللغاء لعدم المشروعية‪ .1‬واألصل أن اإلدارة عند قيامها بإصدار الق اررات‬
‫اإلجراءات‪ ،‬ويجعله ً‬
‫قرر القانون أو التنظيم خالف ذلك‪ ،‬ففي هذه الحالة تلزم جهة‬
‫معينة ما لم ي ّ‬
‫اإلدارية ال تلتزم بإجراءات ّ‬
‫المحددة‪ ،‬ألن سلطتها في هذه الحالة تكون ّ‬
‫مقيدة‪ ،‬فال تملك‬ ‫ّ‬ ‫اإلدارة باتخاذ القرار اإلداري حسب اإلجراءات‬
‫حددتها النصوص القانونية‪.2‬‬
‫صالحية الخروج عن اإلجراءات التي ّ‬
‫ينص القانون أو التنظيم‬
‫فمن أجل حماية حقوق وحريات األفراد وضمان المصلحة العامة‪ ،‬قد ّ‬
‫معينة‪ ،‬يؤدي عدم احترامها وخرقها إلى إصابة القرار اإلداري بعيب اإلجراءات‪ ،‬ويسمح‬
‫على إجراءات ّ‬
‫للقاضي اإلداري باالستناد عليها كوجه إللغاء القرار‪.3‬‬
‫لإلشارة فقد وقع خلط لدى الفقه ما بين عيب الشكل وعيب اإلجراءات‪ ،‬فتحت تأثير آراء الفقيه‬

‫الكبير ‪ LAFFERRIÈRE‬الذي أدمج عيب اإلجراءات في إصدار القرار اإلداري ضمن ركن ّ‬
‫الشكل‪،4‬‬

‫كما يرى ً‬
‫حاليا بعض الفقه بأنه يجب الجمع بينهما كما هو الشأن بالنسبة للفقيهين ‪DEBBASCH‬‬

‫و‪ ، RICCI‬غير أن البعض اآلخر من الفقه وعلى رأسهم األستاذ ‪ CHAPUS‬يرى ّ‬


‫‪5‬‬
‫العيبين يتميزان‬
‫ّ‬ ‫بأن‬
‫عن بعضهما البعض بشكل واضح‪ ،‬فعكس الحال بالنسبة لعيب اإلجراءات الذي يتعّلق بمسار إعداد القرار‬
‫معين‪.6‬‬
‫المعبر عنه من خالل نموذج ّ‬
‫ّ‬ ‫الشكل يتعّلق بالعرض الخارجي للقرار اإلداري‬
‫فإن عيب ّ‬‫اإلداري‪ّ ،‬‬
‫كما أن إقرار حماية أكثر لحقوق وحريات األفراد في مواجهة امتيا ازت وسلطات اإلدارة يتطّلب أن يفصل‬
‫الشكل واإلجراءات مما يجعلها أسباب مستقّلة لطلبات إلغاء الق ارر اإلداري‪ ،‬وفي ذلك‬
‫المشرع بين قواعد ّ‬
‫التروي ومراعاة المصلحة العامة فيما يصدر عنها من ق اررات‪ ،‬وإن كان ذلك من‬
‫لحث اإلدارة على ّ‬
‫دعوة ّ‬

‫شأنه أن يكون ً‬
‫سببا في زيادة العبء على القاضي اإلداري‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Fabrice MELLERAY, op.cit, n°22, p 10.‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ،‬الوسيط في قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de forme », op.cit, n°2, p 2.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Charles DEBBASCH, Jean-Claude RICCI, Contentieux administratif, Dalloz, Paris, 1999, p 677.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- René CHAPUS, Droit administratif général, tome 1, op.cit, p 912.‬‬
‫‪ -7‬كريم يوسف كشاكش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.469-468‬‬
‫‪- 538 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫غالبا ما يتطّلب إصدار بعض الق اررات اإلدارية المرور على بعض الخطوات التمهيدية وفق ما‬
‫ً‬
‫استقر القضاء على تطبيقها‪ ،‬بحيث ينتج عن عدم التزام‬
‫ّ‬ ‫ينص عليه القانون أو أحد مبادئه العامة التي‬
‫ّ‬
‫اإلدارة بتلك اإلجراءات في إصدار القرار بطالن هذا األخير‪ ،‬سواء تغاضت اإلدارة عن كل اإلجراءات‬
‫المطلوبة أو عن جزء منها فقط‪.1‬‬
‫يظهر عيب اإلجراءات في القرار اإلداري عند مخالفة اإلدارة لمجموعة من القواعد اإلجراءات‬
‫ص عليها القانون‪ ،‬لهذا ينبغي تحديد مفهوم عيب مخالفة اإلجراءات (الفرع األول)‪،‬‬
‫غير القضائية التي ين ّ‬
‫ويتجسد هذا العيب من خالل حاالت سابقة على صدور القرار اإلداري (الفرع الثاني)‪ ،‬وهو ما يقود إلى‬ ‫ّ‬
‫بحث رقابة القاضي اإلداري لعيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم عيب اإلجراءات في القرار اإلداري‬


‫يرتبط عيب اإلجراءات بمجموعة من القواعد التي يصدر القرار اإلداري وفقها‪ ،‬والتي يترتّب على‬
‫مخالفتها إصابة القرار بعيب اإلجراءات‪ ،‬األمر الذي يتطّلب تعريف هذا العيب (أوال)‪ ،‬وإبراز أهمية هذه‬
‫القواعد بالنسبة للقرار اإلداري (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف عيب اإلجراءات‪ :‬هو العيب الذي يلحق بمجموعة اإلجراءات والمراحل السابقة على عملية‬
‫اتخاذ الق اررات اإلدارية وتدخل في تكوينها وتشكيل محتواها‪ ،‬أو هي تلك اإلجراءات المنصوص عليها‬
‫قانونا والتي تؤثر في مشروعية الق اررات اإلدارية في جميع الحاالت ألنها تعتبر جزًءا من القرار اإلداري‪،‬‬
‫ً‬
‫وقضائيا‪.2‬‬
‫ً‬ ‫باطال‪ ،‬ويجوز الطعن فيه إدارًيا‬
‫فإن القرار يقع ً‬
‫فإذا ما تخّلفت ّ‬
‫كما يمكن تعريف اإلجراءات في القرار اإلداري بأنها إفصاح اإلدارة عن إرادتها وفًقا للطرق التي‬

‫معينة عند إصدارها للقرار اإلداري ما لم ّ‬


‫يقيدها‬ ‫حددها القانون‪ ،‬واألصل ب ّ‬
‫أن اإلدارة غير ملزمة بإجراءات ّ‬ ‫ّ‬
‫النص على‬
‫تشدد في ّ‬‫يحدد بطالن القرار اإلداري إذا ّ‬
‫نص قانوني بذلك‪ .‬ومنهج المشرع وحده هو من ّ‬‫ّ‬
‫محدد وأظهره في صيغة قاعدة آمرة وألزم جهة اإلدارة به‪ ،‬والقاضي اإلداري باعتباره من ّ‬
‫يطبق‬ ‫إجراء ّ‬
‫التشدد وصوًال إلى تحديد‬
‫ّ‬ ‫النصوص القانونية على مختلف المنازعات التي يفصل فيها هو من يستنتج هذا‬
‫جوهرية اإلجراء من عدمه‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -3‬عمار عوابدي‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪- 539 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المتنوعة‬
‫ّ‬ ‫تتبع جملة من اإلجراءات‬
‫بالرغم من قاعدة حرية اإلدارة في التعبير عن إرادتها‪ ،‬فإنها ّ‬
‫السير العادي للعمل‬
‫خالل عملية إصدار الق اررات اإلدارية‪ ،‬منها ما هو مجرد إجراءات روتينية يتطلبها ّ‬
‫اإلداري‪ ،‬ومنها ما فرضه المشرع كضمان لألفراد‪ ،‬كأخذ رأي استشاري للجنة معينة‪ ،‬وكذلك ّ‬
‫كل الضمانات‬
‫الحق في االطالع على الملف أثناء مباشرة اإلجراءات التأديبية‪ ،‬وغيرها من‬
‫المتعّلقة بإجراءات الدفاع و ّ‬
‫اإلجراءات األخرى‪ ،‬والتي يترتّب على تخّلفها إلغاء القرار من طرف القاضي اإلداري إذا كان اإلجراء‬
‫فإن مخالفة اإلجراء ال تؤثر في صحة القرار في حالة اإلجراء الثانوي أو كان بإمكان اإلدارة‬
‫جوهرًيا‪ ،‬و ّإال ّ‬
‫تقررت لصالح اإلدارة ذاتها‪.1‬‬
‫أن هناك إجراءات ّ‬ ‫تدارك هذا العيب الحًقا‪ ،‬كما ّ‬
‫ثانيا‪ -‬أهمية اإلجراءات في القرار اإلداري‪ :‬تظهر أهمية اإلجراءات المتّبعة في إصدار الق اررات اإلدارية‬
‫كريس ضمانات أخرى‬
‫في حماية المصلحة العامة التي تهدف اإلدارة إلى تحقيقها (‪ ،)1‬إضافة إلى ت ّ‬
‫لحماية حقوق وحريات األفراد ً‬
‫أيضا (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬حماية المصلحة العامة‪ :‬تبدو أهمية اإلجراءات في عملية إصدار القرار اإلداري في أن المشرع‬
‫حينما يفرضها فعادة ما يكون ذلك من أجل تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬فهي تحمي اإلدارة من مخاطر‬
‫التسرع‪ ،‬وتدفعها إلى اتخاذ ق ارراتها بعد دراسة متأنية بما يحافظ على مبدأ مشروعية النشاط اإلداري‪.2‬‬
‫ّ‬
‫واإلجراءات ليست مجرد روتين أو عقبات إجرائية ال قيمة لها‪ ،‬وإنما هي في حقيقتها ضمانات‬
‫روي في‬‫التسرع وتهديد حريات األفراد باتخاذ ق اررات غير مدروسة‪ ،‬وحملها على التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫لإلدارة‪ ،‬تمنعها من‬
‫ذلك ووزن المالبسات والظروف المحيطة بموضوع القرار تحقيًقا للمصلحة العامة‪ ،‬وهو األمر الذي يحّقق‬
‫بحق الفقيه األلماني الكبير ‪IHERING‬‬
‫تعسف اإلدارة‪ .‬وكما يقول ّ‬
‫أيضا لألفراد ضمانات ضد احتماالت ّ‬
‫ً‬
‫الشكليات واإلجراءات تعد األخت التوأم للحرية‪ ،‬وهي العدو اللدود للتحكم واالستبداد"‪ ،‬وذلك على‬
‫إن ّ‬‫" ّ‬
‫الرأي الشائع الذي يرى بعدم أهمية القواعد اإلجرائية والنظر إليها على أنها مجموعة من التّعقيدات‬
‫خالف ّ‬
‫دون فائدة‪.3‬‬

‫‪ -1‬عقيلة بونة‪ ،‬الشكل واإلجراءات في القرار اإلداري‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع اإلدارة‬
‫والمالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪ ،2013-2012‬ص ص ‪.29-28‬‬
‫‪ -2‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الق اررات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم‪ ،‬عنابة‪ ،2005 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -3‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.437‬‬
‫‪- 540 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫معينة إلصدار القرار‬


‫يقرر إجراءات ّ‬ ‫أن المشرع عندما ّ‬ ‫‪ -2‬حماية حقوق وحريات األفراد‪ :‬ال ّ‬
‫شك ب ّ‬
‫تتجسد في حماية حقوق وحريات األفراد‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫ّ‬ ‫اإلداري فهو يهدف إلى تحقيق مقاصد عامة‬
‫عسف من جانب اإلدارة‪.1‬‬
‫يمثل ضمانات مهمة لألفراد تحميهم من احتماالت التّ ّ‬
‫بحق التنفيذ المباشر‪ ،‬والسلطة التقديرية‬
‫فإذا كانت السلطات اإلدارية تتمتّع في هذا الخصوص ّ‬
‫تحدده القوانين والتنظيمات‪ .‬وبهذا تكون القواعد المتعّلقة‬
‫فإن عليها أن تسلك الطريق الذي ّ‬
‫وقرينة السالمة‪ّ ،‬‬
‫باإلجراءات في إصدار الق اررات اإلدارية مقصود بها حماية المصلحة العامة ومصلحة االفراد على‬
‫السواء‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت تحقق عيب اإلجراءات‬

‫تتعد أسباب وحاالت إلغاء القرار اإلداري المشوب بعيب اإلجراءات‪ ،‬ورغم أن المشرع لم ّ‬
‫يحدد‬
‫معين فهناك إجراءات تؤدي إلى إلغاء القرار اإلداري في حالة إغفالها‪.‬‬
‫نص ّ‬‫هذه الحاالت ولم يحصرها في ّ‬
‫كما في حالة مخالفة اإلجراء االستشاري‪ ،‬خرق إجراء التحقيقات المسبقة‪ ،‬مخالفة اإلجراء المضاد‪ ،‬مخالفة‬
‫المتعددة والمختلفة في مداها وقوتها‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫مبدأ توازي اإلجراءات‪ ،‬وغيرها من اإلجراءات‬
‫قررها المشرع لحماية حقوق وحريات األفراد‪،‬‬ ‫يشكل طلب الرأي االستشاري ّ‬
‫أهم ضمانة إجرائية ّ‬
‫حيث فرض على اإلدارة ضرورة المرور على هذه المرحلة في بعض الق اررات وذلك من أجل تحقيق‬
‫اعتبارات تتعّلق بالحياد والشفافية (أوال)‪ ،‬كما يشكل مبدأ احترام حقوق الدفاع ضمانة هامة على مستوى‬
‫اإلجراءات السابقة على صدور القرار اإلداري (ثانيا)‪.‬‬
‫فكثير ما يفرض المشرع على‬
‫ًا‬ ‫أوال‪ -‬اإلجراء االستشاري‪ :‬أصبحت االستشارة ظاهرة ّ‬
‫تميز العمل اإلداري‪،‬‬
‫التقيد بهذا اإلج ارء‪ ،‬كما يمكن أن تلجأ اإلدارة نفسها إلى تطبيقه بصفة تلقائية‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫اإلدارة ّ‬

‫‪ -1‬سامي جمال الدين‪ ،‬الدعاوى اإلدارية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪ -2‬سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.753‬‬
‫‪ -3‬عقيلة بونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.150-149‬‬
‫زمنيا‪ ،‬منها اإلجراءات السابقة على صدور القرار‪،‬‬
‫متعددة ً‬‫بأن اإلجراءات المتّصلة بالقرار اإلداري ّ‬
‫يرى األستاذ سامي جمال الدين ّ‬
‫تمهيدا إلصداره‪ ،‬وهناك إجراءات الحقة إلصدار القرار مثل إجراءات تنفيذه وخاصة في حالة التنفيذ الجبري المباشر‪ ،‬كذلك‬
‫ً‬ ‫والتي تتم‬
‫نص القانون على ذلك‪ ،‬كما ّ‬
‫أن هناك من يعتبر بعض اإلجراءات المعاصرة إلصدار القرار مثل تحديد‬ ‫إجراءات التظّلم اإلداري إذا ّ‬
‫الشكل بمعنى المظهر الخارجي للقرار‪ ،‬كما أن‬ ‫آجال وطرق الطعن‪ّ .‬إال أنه يمكن القول ّ‬
‫بأن بعض هذه االجراءات تتعّلق بعنصر ّ‬
‫حتميا‪ ،‬وال تؤثر عدم مشروعيتها على صحة القرار ذاته‪ ،‬لذلك فاإلجراءات السابقة‬
‫ً‬ ‫اإلجراءات الالحقة ال ترتبط بالقرار اإلداري ارتبا ً‬
‫طا‬
‫على اتخاذ القرار اإلداري تقتصر على اإلجراءات االستشارية وضمانات التأديب والدفاع‪ .‬أنظر مؤلفه الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات‬
‫اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.439‬‬
‫‪- 541 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الرأي االستشاري ّ‬
‫فإن األمر يتطلب تحديد‬ ‫وبالنظر الختالف طبيعة ّ‬
‫يستوجب تعريف هذا اإلجراء (‪ّ ،)1‬‬
‫كرسه‬
‫أنواعه (‪ ،)2‬وقد اختلفت المعالجة التشريعية لهذا اإلجراء في تشريعات الدول المختلفة بين من ّ‬
‫تماما لدى البعض اآلخر (‪.)3‬‬‫نص عليه بشكل مقتضب في حين غاب ً‬ ‫صراحة وبين من ّ‬
‫‪ -1‬تعريف اإلجراء االستشاري‪ّ :‬‬
‫بالنظر إلى الطابع الفني المعّقد الذي أخد يسود الحياة اإلدارية في كافة‬
‫معينة‬
‫جوانبها في الدولة الحديثة‪ ،‬فقد أصبح من المألوف أن يفرض المشرع على اإلدارة أخد رأي جهة ّ‬
‫تتحدد بحسب موضوع القرار ومضمونه‪ ،‬فقد تكون هيئة إدارية‬
‫قبل إصدار بعض ق ار ارتها‪ ،‬هذه الجهة ّ‬

‫أخرى أو لجنة خاصة ّ‬


‫يتم تشكيلها لهذا الغرض أو أحد األفراد أو المكاتب الفنية المتخصصة‪.1‬‬
‫بالنظر إلى طبيعتها الخاصة ال يجوز لإلدارة إصدارها قبل عرض‬
‫فهناك بعض الق اررات اإلدارية ّ‬
‫حددها المشرع‪ ،‬حيث يؤثر تخلف هذا االجراء على صحة القرار‬
‫موضوعها على فرد أو هيئة معينة ّ‬
‫اإلداري لكونه قد ّ‬
‫تقرر لتحقيق غرض قصده المشرع‪.2‬‬
‫ادية غير الحاسمة‪ ،‬لهذا فمن الخطأ االعتقاد‬
‫عموما إلى فئة األعمال اإلدارية االنفر ّ‬
‫ً‬ ‫تنتمي اآلراء‬
‫ار بذاتها‪ .‬وتدعم اآلراء‬ ‫تشكل فئة مستقلة‪ ،‬فهي جزء من عملية صنع القرار اإلداري لكنها ال ّ‬
‫تشكل قرًا‬ ‫بأنها ّ‬
‫االستشارية عملية التّحاور قبل اتخاذ القرار اإلداري‪ ،‬وذلك من خالل طلب رأي هيئة استشارية بشأن‬
‫تعدد وكثرة اإلجراءات االستشارية من شأنه أن يطيل عملية إصدار القرار اإلداري‪.4‬‬ ‫‪3‬‬
‫مشروع القرار ‪ ،‬لكن ّ‬
‫وبالنظر إلى أن الرأي االستشاري ال يشكل بذاته قرار إداري بل مجرد إجراء تمهيدي إلصدار‬
‫ّ‬
‫استقر القضاء اإلداري على عدم قبول الطعن باإللغاء ضد هذا الرأي بصفة مستقّلة‪ ،‬بل يجب‬
‫ّ‬ ‫القرار‪ ،‬فقد‬
‫إثارة عدم المشروعية المرتبطة به عند الطعن ضد القرار اإلداري‪.5‬‬

‫‪ -2‬أشكال اإلجراء االستشاري‪ :‬يختلف ّ‬


‫الرأي االستشاري من حيث طبيعته القانونية‪ ،‬فقد يشترط المشرع‬
‫ملزما لإلدارة‪ ،‬كما يمكن أن يكون‬
‫أن يكون هذا األخير ً‬
‫على اإلدارة مجرد طلب استيفاء هذا اإلجراء دون ّ‬
‫ملزما لها بمعنى أنه يجب أن يصدر القرار اإلداري بشكل مطابق لمحتوى ّ‬
‫الرأي‪ ،‬وذلك على‬ ‫الرأي ً‬ ‫هذا ّ‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.441-440‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de procédure», Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, octobre 2004,‬‬
‫‪actualisation octobre 2014, n° 17, p 6.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Bertrand SEILLER, « Acte administratif: Identification », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,‬‬
‫‪octobre 2015, actualisation avril 2019, n° 434, p 109.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Jean WALINE, op.cit, p 431.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 5 avril 1957, Cne de Abymes, A.J.D.A, 1957, p 290.‬‬
‫‪- 542 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫خصوصا تلك المتعّلقة‬


‫ً‬ ‫أ‪ -‬الرأي االستشاري االختياري‪ :‬قد يشترط المشرع لصحة إصدار بعد الق اررات‬

‫بتوقيع بعض العقوبات اإلدارية أو بممارسة الضبط اإلداري أخذ رأي جهات أو لجان ّ‬
‫يحددها‪ ،‬وذلك‬
‫مقومات فنية ال يمتلكها‬
‫نظر لما تتمتع به هذه اللجان من ّ‬
‫ضمانا لمصداقية وصحة القرار الصادر‪ ،‬وهذا ًا‬ ‫ً‬
‫مصدر القرار اإلداري‪ ،‬إضافة التصافها بالحياد الذي يفتقده من يملك سطلة التقرير‪.1‬‬
‫وال تملك اإلدارة سلطة تقديرية في اختيار استشارة اللجنة التي تستطلع رأيها قبل إصدار القرار‬
‫اإلداري‪ ،‬إذا اكتفى المشرع بتقرير لزوم الرجوع إلى لجنة معينة قبل إصدار هذا القرار دون تحديد منه‬
‫لطبيعة هذا الرأي‪ ،‬إذ تكون اإلدارة ملزمة باللجوء إلى استطالع رأي اللجنة‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى إلغاء‬

‫قرار اإلدارة إذا خالفت هذا اإلجراء‪ ،‬حيث يكون إغفال ّ‬


‫الرأي االستشاري من شأنه إهدار الغاية التشريعية‬
‫الرأي‪.2‬‬
‫التي ألجلها ألزم المشرع اإلدارة األخذ بهذا ّ‬
‫وال يكفي لصحة القرار اإلداري استيفاء اإلدارة إلجراء الرأي االستشاري بل يجب لتقرير مشروعية‬
‫ينص عليه القانون‪ ،‬مع ضرورة‬
‫القرار الصادر صحة تشكيل اللجنة التي يطلب رأيها‪ ،‬وذلك حسب ما ّ‬
‫ظم طرق انعقادها من حيث نصاب األعضاء ورئاسة العضو الذي ّ‬
‫حدده القانون‪.3‬‬ ‫مراعاة األحكام التي تن ّ‬
‫على الرغم من أن رأي اللجان الفنية التي استلزم المشرع طلبها قبل اتخاذ بعض الق اررات اإلدارية‬

‫يكون في بعض األحيان رًأيا استشارًيا‪ ،‬وبإمكان اإلدارة أن تأخذ به أو تطرحه ً‬


‫جانبا متخذة قرارها على‬
‫ابتداء من شأنه إلغاء القرار من طرف القاضي اإلداري‬
‫ً‬ ‫أن إغفال طلب هذا ال ّرأي‬
‫عكس مضمونه‪ ،‬غير ّ‬
‫مخالفا لشكل جوهر ّي ‪ .‬ويكون ّ‬
‫‪4‬‬
‫الرأي‬ ‫ً‬ ‫نحو مخالف إلرادة المشرع‪ ،‬حيث يصدر القرار‬
‫لصدوره على ّ‬
‫نص القانون على ضرورة طلب ال ّرأي‪ ،‬وثانيهما إذا كان من شأن‬
‫االستشاري كذلك في حالتين‪ ،‬أولهما إذا ّ‬
‫إغفاله تفويت المصلحة التي حرص القانون على تأمينها‪.5‬‬
‫حد من هذا‪ ،‬إذ اعترف لإلدارة بإمكانية إنشاء لجان‬
‫ذهب مجلس الدولة الفرنسي إلى أبعد ّ‬
‫نص قانوني يمنع الوزير األول من‬
‫استشارية ضمن نطاق اختصاصها‪ ،‬ولهذا فقد قضى بأنه ال يوجد أي ّ‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -3‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬جلسة ‪ 5‬نوفمبر ‪ ،1960‬مجموعة أحكام السنة الخامسة‪ ،‬ص ‪.1387‬‬
‫‪C.E, sect, 23 mars 1962, Revers, Rec. C.E, p 202 ; C.E, sect, 5 avril 1957, Syndicat des sylviculteurs du Sud-‬‬
‫‪Ouest, Rec. C.E, p 239.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E 3 septembre 1997, Syndicat national négoce indépendant des produits sidérurgiques, req n° 156599, Rec.‬‬
‫‪C.E, p 644.‬‬
‫‪ -5‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ ،2118‬لسنة ‪ 31‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1987‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪- 543 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عدي على اختصاص السلطات‬ ‫وسير مرفق العدالة‪ ،‬بشرط عدم التّ ّ‬‫إنشاء لجنة استشارية خاصة بتنظيم ّ‬
‫معينة ال تكون قانونية ّإال‬
‫التلقائية لجهة أو لجنة ّ‬
‫ّ‬ ‫والهيئات األخرى ‪ .‬لكن من جهة أخرى ّ‬
‫فإن االستشارة‬ ‫‪1‬‬

‫تم طلبه‪ ،2‬لهذا السبب‬


‫بالرأي الذي ّ‬
‫إذا كانت السلطة اإلدارية صاحبة سلطة التقرير ال تعتبر نفسها ملزمة ّ‬
‫رفض مجلس الدولة الفرنسي رقابة امتناع اإلدارة عن تنظيم إجراء استشاري خارج عن نطاق‬
‫اختصاصها‪.3‬‬
‫ب‪ -‬الرأي االستشاري المطابق‪ :‬توجد بعض الق اررات اإلدارية الخاصة التي يرى المشرع بأنه ال يكفي‬
‫توصل‬ ‫معينة‪ ،‬حيث تكون اإلدارة غير ملزمة في ّ‬
‫التقيد بما ّ‬ ‫_كضمانة الصدارها_أخذ رأي لجنة أو جهة ّ‬
‫يتعين موافقة تلك اللجنة على مضمون القرار بحيث يكون هذا األخير عرضة‬
‫إليه ال ّرأي االستشاري‪ ،‬بل ّ‬
‫الرأي االستشاري الملزم‪.4‬‬ ‫لإللغاء إذا صدر على خالف مضمون ّ‬
‫وبعبارة أخرى ال يمكن لإلدارة أن تتخذ قرارها إ ّال بموافقة الهيئة االستشارية‪ ،‬وهو ما يعني ب ّ‬
‫أن هذه‬

‫األخيرة تكون شريكة لإلدارة في ممارسة سلطة اتخاذ القرار‪ ،‬ألنه إذا كان ّ‬
‫الرأي االستشاري المطابق غير‬
‫‪5‬‬
‫أن اإلدارة في هذه الحالة ال‬
‫موافق لقرار اإلدارة فال تملك هذه األخيرة ّإال العدول عن إصدار ق ارراها ‪ ،‬رغم ّ‬
‫الرأي االستشاري المطابق بصفة كاملة و ّإال أصبح هذا‬ ‫جسد محتوى ّ‬ ‫تكون مجبرة على إصدار قرار إداري ي ّ‬
‫الرأي الموافق بمثابة قرار إداري ّإال ّ‬
‫أن له قوة قانونية تلزم اإلدارة‬ ‫الرأي بمثابة قرار إداري‪ .‬فإذا لم يكن ّ‬
‫ّ‬
‫ار إدارًيا‬
‫أن تصدر قرًا‬
‫معينة‪ ،‬حيث يمكنها أن تمتنع عن إصدار هذا القرار من جهة‪ ،‬كما لها ّ‬
‫ضمن حدود ّ‬
‫الرأي االستشاري من جهة أخرى‪.6‬‬
‫يسّلط عقوبة أدنى من العقوبة المقترحة في ّ‬
‫تنص عليه المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬المتعّلق بدخول وإقامة‬‫ومثال ذلك ما ّ‬
‫األجانب بمصر‪ ،‬والتي جاء فيها‪ " :‬ال يجوز إبعاد األجنبي من ذوي اإلقامة الخاصة إال إذا كان في‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, sect, 25 février 2005, Syndicat de la magistrature, req n° 265482, A.J.D.A, 2005, p 995.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Bertrand SEILLER, « Acte administratif: Régime », op.cit, n° 127, p 39.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 1er mars 2013, n° 340859, Sté Roozen France et la SCI des Serres, JurisData n° 2013-003338.‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪C.E, 22 février 1957, Sté cooperative de reconstruction de Rouen, Rec. C.E, p 126.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de procédure», op.cit, n° 29, p 8.‬‬
‫‪ -6‬رشيد خلوفي‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫الرأي االستشاري المطابق ال يعني ضرورة اتخاذ القرار اإلداري‪ ،‬كل ما في‬ ‫في المعنى نفسه يرى األستاذ سامي جمال الدين ّ‬
‫بأن ّ‬
‫تعين عليها طلب االستشارة أوًال‪ ،‬والتزام رأي الجهة المستشارة إذا استوجب القانون ذلك ً‬
‫ثانيا‪،‬‬ ‫األمر أنه إذا أرادت اإلدارة اتخاذ القرار ّ‬
‫تعبير عن إرادة الجهة اإلدارية التي طلبت‬
‫ًا‬ ‫يظل القرار‬
‫الحق في اتخاذ القرار أو عدم اتخاذه‪ ،‬ومن هنا ّ‬
‫ّ‬ ‫ولكن يبقى لإلدارة المختصة‬
‫بالرأي االستشاري‪ .‬أنظر مؤلفه الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫المختصة بإصداره بالرغم من اشتراط المشرع االلتزام ّ‬
‫ّ‬ ‫الرأي‪ ،‬و‬
‫ّ‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.441‬‬
‫‪- 544 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وجوده ما يهدد أمن الدولة أو سالمتها‪...‬بعد عرض األمر على اللجنة المنصوص عليها في المادة‬
‫‪1‬‬
‫النص مسألة مدى إلزامية رأي اللجنة بالنسبة لإلدارة صاحبة االختصاص؟‬
‫‪ 29‬وموافقتها" ‪ .‬ويثير هذا ّ‬
‫النص القانوني المذكور أعاله‪ ،‬حيث يرى البعض ّ‬
‫بأن رأي اللجنة غير‬ ‫اختلف الفقه في تفسير ّ‬
‫ملزم لجهة اإلدارة في الحالة التي يفيد الموافقة على إصدار قرار اإلبعاد‪ ،‬أما في الحالة التي يحمل فيها‬

‫فإن رأيها يكون ً‬


‫ملزما ويمتنع وزير الداخلية عن إصدار قرار اإلبعاد‪ .‬أما‬ ‫هذا ال ّرأي معنى عدم الموافقة‪ّ ،‬‬

‫أن رأي اللجنة يكون ً‬


‫ملزما في حالة قبولها لإلبعاد أما في‬ ‫البعض اآلخر من الفقه فيرى عكس ذلك‪ ،‬إذ ّ‬

‫الرفض فيكون غير ً‬


‫ملزما‪.2‬‬ ‫حالة ّ‬
‫أن اإلدارة تلتزم‬
‫بأن التفسير األقرب للصواب هو ّ‬
‫الرأي الغالب لدى الفقه يذهب إلى القول ّ‬
‫أن ّ‬‫ّإال ّ‬
‫نص المادة ‪26‬‬ ‫بالرفض لقرار اإلبعاد‪ ،‬فالحكم الوارد في ّ‬
‫اء جاء رأيها بالموافقة أو ّ‬
‫برأي اللجنة ًأيا كان‪ ،‬سو ً‬
‫اشترط موافقة اللجنة على إصدار قرار اإلبعاد‪ ،‬وهو ما يعني بشكل ضمني التزام جهة اإلدارة بال ّرأي‬
‫ّ‬
‫فإن رفضت اللجنة فإنه ال يجوز لإلدارة إصدار القرار‪ ،‬وإن هي وافقت على إبعاد األجنبي‬ ‫االستشاري‪ّ ،‬‬
‫فإن جهة اإلدارة يمكنها في هذه الحالة مباشرة إصدار وتنفيذ قرار اإلبعاد‪.3‬‬
‫أن‬
‫اء جوهرًيا‪ ،‬يترتّب على عدم االلتزام به ّ‬
‫فإن إجراء طلب رأي لجنة اإلبعاد يعد إجر ً‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬
‫مشوبا بعيب مخالفة اإلجراءات‪ ،‬مما يستوجب اإللغاء من طرف القاضي اإلداري‪.4‬‬
‫ً‬ ‫يصدر القرار اإلداري‬
‫أن القاضي اإلداري الفرنسي قد تخلى عن اجتهاده السابق‬
‫الشأن‪ّ ،‬‬
‫المالحظة األساسية في ّ‬
‫اء جوهرًيا أو ال‪ ،5‬واتجه في قضائه الحديث من‬ ‫المتعّلق بمدى كون عيب ّ‬
‫الشكل واإلجراءات يشكل إجر ً‬
‫خالل القرار الشهير في قضية ‪ Danthony‬إلى القول بأنه إذا كانت الق اررات اإلدارية يجب اتخاذها حسب‬

‫محددة في القانون أو التنظيم‪ّ ،‬‬


‫فإن العيب الذي يصيب اإلجراءات اإلدارية السابقة‪،‬‬ ‫األشكال واإلجراءات ال ّ‬
‫سواء كان إجبارًيا أو اختيارًيا‪ ،‬ليس من طبيعته االنتقاص من مشروعية القرار ّإال إذا ظهر من مستندات‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ ،1960‬في شأن دخول وإقامة األجانب بأراضي جمهورية مصر العربية والخروج منها‪ ،‬جريدة رسمية العدد‬
‫‪ ،71‬صادرة في ‪ 24‬مارس ‪ ،1960‬معدل بالقانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ ،2005‬جريدة رسمية العدد ‪( 18‬مكرر)‪ ،‬صادرة في ‪ 7‬مايو‬
‫‪ ،2005‬معدل بالقانون رقم ‪ 77‬لسنة ‪ ،2016‬جريدة رسمية العدد ‪ 38‬مكرر (ج)‪ ،‬صادرة في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،2016‬معدل بالقانون رقم‬
‫‪ 140‬لسنة ‪ ،2019‬جريدة رسمية العدد ‪ 30‬مكرر (ب)‪ ،‬صادرة في ‪ 30‬يوليو ‪.2019‬‬
‫‪ -2‬عصام الدين القصبي‪ ،‬ضمانات األجنبي في مواجهة اإلبعاد دراسة مقارنة‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،1985 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -3‬أمل لطفي حسن جاب هللا‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات الضبط الخاصة باألجانب دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،2004 ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪ -4‬كريم ناصر حسناوي كاظم المحنة‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة باألجانب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, ass, 7 mars 1975, Association des amis de l’Abbaye de Fontevraud, A.J.D.A, 1976, p 208.‬‬
‫‪- 545 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أن يكون له تأثير على فحوى الق ارر المتّخذ أو أنه يحرم األفراد من ضمانة‬
‫الملف أنه من المحتمل ب ّ‬
‫قانونا‪.1‬‬
‫مكرسة ً‬
‫ّ‬
‫التحول في االجتهاد القضائي لمجلس الدولة الفرنسي بصدور القانون رقم ‪-2011‬‬
‫ّ‬ ‫فسر هذا‬
‫ي ّ‬
‫تنص‬
‫‪ 525‬المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ ،2011‬والمتعّلق بتبسيط وتحسين جودة النصوص القانونية‪ ،‬حيث ّ‬
‫المادة ‪ 70‬منه على أنه عندما تقوم السلطة اإلدارية باستشارة هيئة ما قبل اتخاذ القرار اإلداري‪ّ ،‬‬
‫فإن‬

‫المخالفات التي من المحتمل أن يكون لها تأثير على محتوى القرار المتخذ في ضوء ّ‬
‫الرأي المقدم‪ ،‬يمكن‬
‫عند االقتضاء االحتجاج على أساسها ضد القرار‪.2‬‬
‫شكل‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ :‬ت ّ‬
‫ّ‬ ‫كريس القانوني لإلجراء االستشاري في مجال الق اررات اإلدارية‬
‫‪ -3‬الت ّ‬
‫اإلجراءات السابقة على صدور الق اررات اإلدارية ضمانة بالغة األهمية بالنسبة للمخاطبين بالق اررات‬
‫الصدد اختلفت‬
‫ّ‬ ‫المقيدة لحرية التنقل‪ .‬وفي هذا‬
‫ّ‬ ‫اإلدارية‪ ،‬وتزداد هذه األهمية بالنسبة للق اررات اإلدارية‬

‫المعالجة التشريعية لإلجراء االستشاري بين كل من فرنسا‪ ،‬مصر والجزائر‪ ،‬وذلك على ّ‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫نموذجا يحتذى به فيما يتعّلق‬
‫ً‬ ‫تكريس اإلجراء االستشاري في التشريع الفرنسي‪ :‬يمثل التشريع الفرنسي‬
‫أ‪ّ -‬‬
‫المكرسة لحماية حرية التنقل‪ ،‬يظهر ذلك بالنسبة للق اررات المتعّلقة برفض إصدار‬
‫ّ‬ ‫بالضمانات اإلجرائية‬
‫فإن المشرع الفرنسي جعل من التظّلم اإلداري ضد قرار السلطات‬ ‫تأشيرة الدخول‪ ،‬وكما سبق شرح ذلك ّ‬
‫فإن‬
‫اء إجبارًيا قبل اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وفي هذه الحالة األخيرة ّ‬
‫القنصلية رفض إصدار تأشيرة الدخول إجر ً‬
‫توجه ضد القرار الصادر عن لجنة الطعن ضد ق اررات رفض تأشيرة الدخول وليس ضد قرار‬ ‫الدعوى ّ‬
‫السلطات القنصلية‪.3‬‬

‫أن طابع اإلجراء االستشاري ال يظهر في هذه الحالة بشكل مباشر على أساس ّ‬
‫أن قرار‬ ‫رغم ّ‬
‫السلطات القنصلية األولي برفض إصدار تأشيرة الدخول ال يخضع ألي نوع من أنواع االستشارة من طرف‬
‫ّ‬
‫لجنة الطعون ضد ق اررات رفض التأشيرة‪ ،‬لكن يمكن أن نفهم رغبة المشرع الفرنسي في ّ‬
‫تحويل‬
‫تضم أعضاء ذوي خبرة في مجال العمل‬
‫ّ‬ ‫االختصاص بدراسة التظّلم اإلداري ضد قرار الرفض لهيئة‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, Ass, 23 décembre 2011, Danthony, R.F.D.A, 2012, p 284, G.A.J.A, op.cit, n°118, p 965.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Loi n° 2011-525, du 17 mai 2011, de simplification et d'amélioration de la qualité du droit, JORF n° 0115, du‬‬
‫‪18 mai 2011.‬‬
‫فإن المشرع الفرنسي ألغى المادة ‪ 70‬من القانون رقم ‪ 525-2011‬المذكورة أعاله بموجب المادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪-2018‬‬
‫لإلشارة ّ‬
‫‪ ،727‬المتعّلق بدولة في خدمة مجتمع موثوق به‪.‬‬
‫‪Loi n° 2018-727, du 10 août 2018, pour un Etat au service d'une société de confiance, JORF n° 0184, du 11 août‬‬
‫‪2018.‬‬
‫‪ -3‬راجع سابًقا من هذه األطروحة ص ‪ 274‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪- 546 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الدبلوماسي والقنصلي‪ ،‬مع وجود ممثل عن جهة القضاء اإلداري‪ ،‬إضافة لممثلين عن القطاعات الو ازرية‬
‫يتم دراسة التظلم اإلداري بشكل حيادي وأكثر‬ ‫ألن ّ‬
‫وضمانا ّ‬
‫ً‬ ‫توسيعا لمجال االستشارة‪،‬‬
‫ً‬ ‫المعنية‪ ،1‬يمثل‬
‫الرأي االستشاري عن طريق اللجان الفنية واإلدارية‬
‫تكريس إجراء ّ‬
‫تم ّ‬ ‫الية‪ ،‬وهي األهداف التي من أجلها ّ‬
‫فع ّ‬‫ّ‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫يظهر اإلجراء االستشاري بشكل صريح بالنسبة للق اررات المتعّلقة بترحيل األجانب‪ ،‬حيث ّ‬
‫نص‬
‫المختصة إصدار قرار اإلبعاد ّإال بعد عرض األمر على لجنة‬
‫ّ‬ ‫المشرع الفرنسي على أنه ال يمكن لإلدارة‬
‫المختصة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بناء على طلب السلطة اإلدارية‬
‫اإلبعاد " ‪ ،" Commission d'expulsion‬هذه األخيرة تجتمع ً‬
‫معين من طرف‬
‫ئيسا‪ ،‬قاض ّ‬ ‫تتكون من رئيس المحكمة االبتدائية ّ‬
‫لمقر المقاطعة أو من ينوب عنه ر ً‬ ‫والتي ّ‬
‫المحكمة االبتدائية لمقر المقاطعة ومستشار من المحكمة اإلدارية‪.2‬‬
‫يطبق في حاالت االستعجال‬
‫أن إجراء استشارة لجنة اإلبعاد ال ّ‬
‫نص المشرع الفرنسي على ّ‬
‫وقد ّ‬
‫القصوى ‪ ،‬األمر الذي يسمح لإلدارة بتجاوز ّ‬
‫‪3‬‬
‫التقيد بهذا اإلجراء‪.‬‬
‫الرأي االستشاري للجنة اإلبعاد هل هو مجرد رأي استشاري‬
‫يحدد المشرع الفرنسي طبيعة ّ‬
‫لم ّ‬
‫نصت المادة ‪ L.632-2‬من قانون دخول وإقامة األجانب على ّ‬
‫أن لجنة اإلبعاد‬ ‫اختياري أو مطابق‪ ،‬فقد ّ‬
‫المختصة التخاذ الالزم‪،4‬‬
‫ّ‬ ‫تحيل محضر سماع األجنبي مع رأي مسبب حول قرار اإلبعاد للسلطة اإلدارية‬
‫النص يوحي بأنه مجرد رأي استشاري اختياري ألزم المشرع اإلدارة بطلبه لكنه ال يلزمها‬
‫أن ظاهر ّ‬
‫رغم ّ‬
‫الرأي االستشاري الصادر عن لجنة اإلبعاد‪.‬‬
‫بتطبيق محتوى ّ‬
‫حددت المادة ‪ L.611-3‬من قانون دخول‬
‫أما بالنسبة لقرار االلزام بالخروج من اإلقليم‪ ،‬فقد ّ‬
‫نصت عليه‬
‫وإقامة األجانب الحاالت التي تمنع من إصدار هذا القرار في مواجهة األجنبي‪ ،‬ومنها ما ّ‬
‫النقطة رقم ‪ 09‬من هذه المادة‪ ،‬والتي تمنع طرد األجنبي إذا كانت حالته الصحية تتطّلب رعاية خاصة ال‬
‫بالشكل المطلوب في بلده األصلي‪.5‬‬
‫يمكن ضمان توافرها ّ‬
‫تنص عليه المادة ‪ ،L.611-3‬ألزم المنظم‬
‫تأكد من الحالة الصحية لألجنبي حسب ما ّ‬ ‫ولل ّ‬
‫المختصة طلب رأي استشاري صادر عن لجنة أطباء تتبع اختصاص الديوان‬
‫ّ‬ ‫الفرنسي السلطة اإلدارية‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art D.213-5, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art L.632-1, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art L.632-1, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Art L.632-2, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Art L.611-3, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪- 547 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يتضمن رأي هذه اللجنة شهادة طبية للحالة الصحية لألجنبي إضافة إلى‬ ‫ّ‬ ‫الفرنسي للهجرة واالندماج‪،1‬‬
‫الفعلية من العالج المناسب في البلد األصلي‪.2‬‬
‫ّ‬ ‫جميع المعلومات المتاحة عن االستفادة‬
‫الرأي االستشاري‬
‫يحدد المشرع الفرنسي طبيعة ّ‬
‫وكما هو الشأن بالنسبة للجنة الخاصة باإلبعاد‪ ،‬لم ّ‬
‫الصادر عن لجنة األطباء بخصوص قرار االلزام بالخروج من اإلقليم‪ ،‬لكن سكوت المشرع عن ذلك يمكن‬
‫بأن هذا اإلجراء هو مجرد رأي استشاري اختياري تلتزم اإلدارة بطلبه لكنها غير مجبرة على اتباعه‪.‬‬
‫تفسيره ّ‬
‫تكريس اإلجراء االستشاري في التشريع المصري‪ّ :‬‬
‫نص المشرع المصري على إجراء االستشارة‬ ‫ب‪ّ -‬‬
‫المتعّلقة بقرار إبعاد األجانب‪ ،‬وهذا من خالل طلب رأي لجنة اإلبعاد بخصوص القرار الصادر عن وزير‬
‫تنص في هذا اإلطار المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬المتعّلق بدخول وإقامة‬‫الداخلية‪ّ ،‬‬
‫األجانب بمصر‪ ،‬على‪ " :‬ال يجوز إبعاد األجنبي من ذوي اإلقامة الخاصة إال إذا كان في وجوده ما‬
‫يهدد أمن الدولة أو سالمتها‪...‬بعد عرض األمر على اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪29‬‬
‫وموافقتها"‪.3‬‬
‫ئيسا‪ ،‬وعضوية كل‬
‫تتشكل لجنة اإلبعاد من السلطات اآلتية‪ :‬مساعد أول وزير الداخلية لألمن ر ً‬
‫من رئيس إدارة الفتوى لو ازرة الداخلية بمجلس الدولة‪ ،‬مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية‪ ،‬مدير‬
‫اإلدارة القنصلية بو ازرة الخارجية ومندوب عن مصلحة األمن العام‪.4‬‬
‫مكرر من القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪1960‬‬
‫نصت عليه المادة ‪ّ 31‬‬ ‫أما بالنسبة لقرار الطرد الذي ّ‬
‫ينص المشرع المصري بشأنه على عرض هذا القرار على لجنة خاصة بالطرد‪.‬‬
‫المذكور أعاله‪ ،‬فلم ّ‬
‫تكريس اإلجراء االستشاري في التشريع الجزائري‪ :‬لم ّ‬
‫ينص المشرع الجزائري في القانون رقم ‪-08‬‬ ‫ج‪ّ -‬‬
‫‪ 11‬المتعّل ق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم بها وتنقلهم فيها على إجراء االستشارة‪ ،‬إذ على‬
‫مكرس في التشريعين الفرنسي والمصري‪ ،‬ال يستفيد األجنبي من عرض قرار اإلبعاد‬
‫عكس ما هو ّ‬
‫انتقاصا من الضمانات المطلوبة لحماية‬
‫ً‬ ‫شكل‬
‫تكريس هذه اللجنة ي ّ‬
‫المتعّلق به على لجنة اإلبعاد‪ ،‬وغياب ّ‬
‫المتضمن إبعاد‬
‫ّ‬ ‫يضعف من مصداقية قرار وزير الداخلية‬ ‫ّ‬ ‫حرية تنقل األجانب ضد قرار اإلبعاد‪ ،‬كما‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art R.611-1, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art R.611-2, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ ،1960‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 29‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ ،1960‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 548 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ويصحح‬
‫ّ‬ ‫بالنظر لعدم طلب رأي استشاري يمكن أي ينير بعض الجوانب التي غابت عن اإلدارة‪،‬‬
‫األجنبي ّ‬
‫ما يمكن أن تقع فيه من أخطاء وتجاوزات‪.‬‬
‫النحو بالنسبة لقرار اإلبعاد الذي يصدر ضد األجنبي المقيم بطريقة‬
‫ّ‬ ‫إذا كان الوضع على هذا‬
‫الرأي االستشاري من‬
‫ينص المشرع الجزائري بشأنه على إجراء ّ‬
‫فإن قرار الطرد هو اآلخر لم ّ‬
‫قانونية‪ّ ،‬‬
‫طرف لجنة أو هيئة معنية بدراسة حالة األجانب المعرضين إلجراد الطرد إلى خارج الحدود‪ ،‬وهو ما من‬
‫ضعف من الضمانات التي يستفيد منها األجانب في مواجهة اإلدارة التي تتمتّع في هذا المجال‬
‫شأنه أن ي ّ‬
‫بسلطة شبه مطلقة‪.‬‬
‫أهم اإلجراءات التي يحرص القاضي‬
‫ثانيا‪ -‬الوجاهية وحق الدفاع‪ :‬يعتبر مبدأ الوجاهية وحق الدفاع من ّ‬
‫اإلداري على ضمان احترامها لما تمثله من ضمانات لحماية حرية التنقل‪ ،‬األمر الذي يقتضي تحديد‬
‫المقيدة لحرية التنقل‬
‫التكريس التشريعي لهذه الضمانة بالنسبة للق اررات ّ‬
‫أن ّ‬ ‫مضمون هذا المبدأ (‪ ،)1‬غير ّ‬
‫يختلف من دولة إلى أخرى (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬مضمون الوجاهية وحق الدفاع‪ :‬تهدف اإلدارة من وراء إصدار الق اررات اإلدارية إلى تحقيق‬

‫المصلحة العامة‪ ،‬وفي الق اررات التي تنطوي على عقوبات إدارية أو تقييد لحقوق وحريات األفراد‪ّ ،‬‬
‫يتعين‬
‫عليها إحاطتهم بأوجه المخالفات المنسوبة إليهم‪ ،‬ونيتها في إصدار القرار اإلداري في مواجهتهم‪.‬‬
‫معين ضد أحد األفراد‪ ،‬أن‬
‫وعليه‪ ،‬فقد ألزم المشرع اإلدارة في بعض الحاالت قبل اتخاذها لقرار ّ‬
‫إخطار مسبًقا‪ ،‬قصد منحه فرصة لمراجعة وضعيته‪ ،‬خاصة إذا كان اإلجراء الذي سوف تلجأ إليه‬
‫ًا‬ ‫توجه له‬
‫مساسا بالحقوق والحريات العامة لألفراد كحرية التنقل‪ ،‬حق العمل‪ ،‬حرية التجارة وغيرها‪.1‬‬
‫ً‬ ‫يشكل‬
‫كل مقومات التحقيق القانوني الصحيح بما يشتمله من‬‫وعملية التحقيق اإلداري يجب أن تكون لها ّ‬
‫أكدت عليه المحكمة اإلدارية العليا المصرية‪ ،‬إذ جاء في حكمها المؤرخ في ‪16‬‬
‫جميع الضمانات‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫ديسمبر ‪ " :1967‬من حيث وجوب استدعاء الموظف وسؤاله ومواجهته بما هو مأخوذ عليه‪ ،‬وتمكينه‬
‫من الدفاع عن نفسه وإتاحة الفرصة له لمناقشة شهود اإلثبات وسماع من يريد استشهادهم من شهود‬
‫النفي وغير ذلك من مقتضيات الدفاع‪ .‬فإذا خلى التحقيق اإلداري من هذه المقومات فال يمكن وصفه‬
‫بأنه تحقيق بالمعنى المقصود من هذه الكلمة"‪.2‬‬

‫‪ -1‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المسؤولية اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪ -2‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬حكم مؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،1967‬قضية رقم ‪ 1042‬لسنة ‪ 9‬قضائية‪ ،‬ذكره سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط‬
‫في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.446‬‬
‫‪- 549 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫محل االتهام‪ ،‬بحيث‬


‫مكتمال من حيث محّله وغايته ّإال إذا تناول الواقعة ّ‬
‫ً‬ ‫ال يكون التحقيق اإلداري‬
‫يحد د عناصرها بوضوح ويقين من حيث األفعال والزمان والمكان واألشخاص وأدلة الثبوت‪ ،‬فإذا‬
‫ال بد وأن ّ‬
‫وجودا‬
‫ً‬ ‫نحو تجهل منه الواقعة‬
‫ما قصر التحقيق عن استيفاء عنصر أو أكثر من هذه العناصر‪ ،‬على ّ‬
‫معيبا ويكون قرار الجزاء المستند إليه ً‬
‫معيبا‬ ‫دما أو أدلة وقوعها أو نسبتها إلى المتهم‪ ،‬كان تحقيًقا ً‬
‫وع ً‬
‫كذلك‪.1‬‬
‫ينبع هذا االلت ازم من مجموعة المقتضيات المنبثقة من النصوص القانونية التي تفرض على اإلدارة‬
‫ارتها دون تمكين المخاطب بها من اإلدالء بوجهة نظره‪ ،‬وتقديم اعتراضاته على القرار‬
‫أن ال تتخذ قر ا‬
‫المزمع اتخاذه‪ ،‬األمر الذي يعني أنه توجد حاالت ال تستطيع اإلدارة فيها إصدار قرارها قبل االستماع إلى‬
‫خصوصا في مجال التأديب ومجال‬ ‫ً‬ ‫حق الدفاع عن مصالحه‪،2‬‬ ‫الطرف اآلخر وتمكينه من ممارسة ّ‬
‫تهديدا على الحقوق والحريات العامة لألفراد‪.3‬‬
‫ً‬ ‫الضبط اإلداري ّ‬
‫وكل ما من شأنه أن يشكل‬
‫أن‬
‫إذا كان الواجب عدم الخلط بين اإلجراءات اإلدارية واالجراءات القضائية‪ ،‬فإنه مع ذلك نجد ب ّ‬
‫حق الدفاع ينطوي على مكانة بارزة بشكل ملحوظ‪ ،‬مما يدل على الرغبة في حماية مصالح األفراد بشكل‬
‫ّ‬
‫التصرفات اإلدارية التي تنتقص من حقوقهم وحرياتهم‪ .‬ويعتبر مبدأ احترام حقوق‬
‫كل الق اررات و ّ‬
‫أفضل ضد ّ‬
‫الدفاع من المبادئ العامة للقانون التي اعترف بها القاضي اإلداري منذ مدة طويلة‪ ،‬وبالتحديد منذ قرار‬
‫مجلس الدولة الفرنسي الشهير في قضية السيدة ‪.4Dame Veuve Trompier-Gravier‬‬
‫لهذا يقول األستاذ ‪ Jean WALINE‬بأنه يجب على اإلدارة خالل عملية إصدار ق ارراتها التي‬
‫المكرسة أمام‬
‫ّ‬ ‫تتضمن االنتقاص من الحقوق والحريات العامة لألفراد ّ‬
‫أن تمكنهم من الضمانات نفسها‬ ‫ّ‬
‫‪5‬‬
‫حق الدفاع ‪.‬‬
‫الجهات القضائية‪ ،‬ويأتي في مقدمة هذه الضمانات ّ‬
‫كرس المشرع الفرنسي مبدأ الدفاع عندما ربط بين الق اررات التي تخضع لمبدأ التسبيب الوجوبي‬
‫ّ‬
‫بموجب المادة ‪ L.211-2‬من قانون العالقات بين الجمهور واإلدارة‪ ،‬إذ يجب أن تخضع هذه الق اررات‬
‫‪6‬‬
‫يتم إصدار هذه الق اررات ّإال بعد تمكين الشخص المعني من‬
‫سبق ‪ ،‬حيث ال ّ‬
‫لمبدأ اإلجراء الوجاهي الم ّ‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬حكم مؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ ،1996‬قضية رقم ‪ 1190‬لسنة ‪ 39‬قضائية‪ ،‬ذكره سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط‬
‫في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.447‬‬
‫‪ -2‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المسؤولية اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري دعوى اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-C.E, Sect, 5 mai 1944, Damm Veuve Trompier-Gravier, G.A.J.A, op.cit, n° 53, p 344.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Jean WALINE, op.cit, p 429.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Art L.121-1 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit.‬‬
‫‪- 550 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تقديم مالحظاته الكتابية‪ ،‬وعند االقتضاء طلباته الشفاهية‪ ،‬كما يمكنه االستعانة بمستشار قانوني‬
‫لمساعدته‪.1‬‬
‫حق الدفاع من ضمن الحقوق األساسية‬
‫من جهته اعتبر المجلس الدستوري الفرنسي احترام ّ‬
‫المعترف بها من طرف قوانين الجمهورية وله قيمة دستورية‪ ،‬حيث يمكن تطبيقه خارج نطاق األحكام‬
‫خصوصا بالنسبة للق ار ارت اإلدارية الناطقة بعقوبات إدارية بشكل‬
‫ً‬ ‫والق اررات المتعّلقة بالقضاء الجزائي‪،2‬‬
‫‪3‬‬
‫جعية القوانين‪،‬‬
‫مباشر ‪ ،‬والتي يجب على اإلدارة العمل على إخضاعها لضمانات شرعية العقوبة وعدم ر ّ‬
‫يتم تطبيق مبدأ المشروعية بمرونة تناسب النشاط اإلداري‪.4‬‬
‫وهكذا ّ‬
‫بأن مبدأ الوجاهية واحترام حقوق الدفاع يشكل أحد مكونات المبدأ العام‬
‫بشكل عام‪ ،‬يمكن القول ّ‬
‫لحق الدفاع أمام الجهات القضائية‪ ،‬لكن في إطار اإلجراءات اإلدارية غير القضائية نجد العديد من‬
‫ّ‬
‫تحدد نطاق ومحتوى هذا المبدأ‪.5‬‬
‫النصوص القانونية التي تدعمها القواعد االجتهادية القضائية هي التي ّ‬
‫كرس المشرع‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬تنظيم المشرع للوجاهية وحق الدفاع بالنسبة للق اررات اإلدارية‬
‫الحق في الدفاع أثناء المرحلة اإلدارية؟‬
‫ّ‬ ‫حق الدفاع أثناء الخصومة القضائية‪ ،‬لكن ماذا عن‬
‫ّ‬
‫حق الدفاع في المرحلة اإلدارية من خالل حق الفرد في االطالع على الق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫يتجسد ّ‬
‫ّ‬
‫يتجسد أمام اللجان التأديبية في السماح للفرد باالطالع على ملفه في القضية التأديبية‪ ،‬ومنحه‬
‫ّ‬ ‫كما‬
‫اإلمكانية للدفاع عن مصالحه بنفسه أو بواسطة محام‪ .‬وبالتالي يشكل إغفال هذا اإلجراء إصابة القرار‬
‫يبرر بالنتيجة إبطاله من طرف القاضي اإلداري‪.6‬‬
‫بعيب اإلجراءات و ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬يشكل إجراء الوجاهية وحق الدفاع أهمية‬
‫تصرفات ّ‬
‫ضمن نطاق الق اررات وال ّ‬
‫أخير القانون الجزائري‪،‬‬
‫بالغة‪ ،‬األمر الذي يتّضح من خالل دراسة الوضع في القانون الفرنسي‪ ،‬المصري و ًا‬
‫وذلك كاآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art L.122-1 du code des relations entre le public et l'administration, op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.C, décision n° 76-70, DC du 2 décembre 1976, loi relative au développement de la prévention des accidents‬‬
‫‪du travail, JORF du 7 décembre 1976.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.C, décision n° 88-248, DC du 17 janvier 1989, loi modifiant la loi n° 86-1067 du 30 septembre 1986‬‬
‫‪relative à la liberté de communication, JORF du 18 janvier 1989.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Vincent TCHEN, « Édiction de l'acte administratif: Auteurs. Forme. Procédure », JurisClasseur‬‬
‫‪Administratif, LexisNixis, Fasc. n° 107-20, date du fascicule : 10 Juillet 2016, date de la dernière mise à jour :‬‬
‫‪1er Janvier 2019 n° 118, p 30.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Bertrand SEILLER, « Acte administratif: Régime », op.cit, n° 145, p 44.‬‬
‫‪ -6‬رشيد خلوفي‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪- 551 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كرس المشرع الفرنسي إجراء الوجاهية وحق‬


‫تكريس الوجاهية وحق الدفاع في التشريع الفرنسي‪ّ :‬‬
‫أ‪ّ -‬‬
‫الدفاع بالنسبة لقرار المنع من مغادرة اإلقليم أو ما يصطلح على تسميته لدى الفقه العربي بالمنع من‬
‫الحساس للمنع اإلداري من السفر نتيج ًة الرتباطه بالجانب األمني ومحاربة الظاهرة‬
‫السفر‪ ،‬ورغم الطابع ّ‬
‫أن المشرع الفرنسي لم يغفل النص على ضمان احترام اإلجراءات الوجاهية‪ ،‬وتمكين المواطن‬
‫اإلرهابية ّإال ّ‬
‫بنفسه أو بواسطة محام أو وكيل من تقديم مالحظاته أمام اإلدارة التي أصدرت قرار المنع من مغادرة‬
‫تنص عليه المادة‬
‫اإلقليم‪ ،‬وذلك ضمن مهلة ثمانية (‪ )08‬أيام من تاريخ تبليغه بهذا القرار حسب ما ّ‬
‫‪ L.224-1‬من قانون األمن الداخلي‪.1‬‬
‫نص المشرع الفرنسي على ضمانة التحقيق بالنسبة لقرار اإلبعاد‪ ،‬حيث ال يجوز إصدار هذا‬
‫كما ّ‬
‫القرار ّإال بعد إخطار األجنبي وفًقا للشروط المنصوص عليها في القانون‪ ،2‬وذلك من خالل استدعائه‬
‫لالستماع إليه من قبل لجنة اإلبعاد‪.3‬‬
‫يوما على األقل من اجتماع لجنة اإلبعاد‪،‬‬
‫يتم إرسال االستدعاء قبل مهلة خمسة عشر (‪ً )15‬‬‫ّ‬
‫يتم ضمان االستماع له بوجود مترجم‪.‬‬
‫ويحق لألجنبي االستعانة بمحام أو أي شخص آخر يختاره‪ ،‬كما ّ‬
‫ّ‬
‫أن األجنبي يمكنه أمام لجنة اإلبعاد تقديم كل األدلة واألسباب التي تحول‬‫نص المشرع الفرنسي على ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫المختصة بالتراجع عن قرار اإلبعاد بعد رأي اللجنة اإليجابي‪.4‬‬
‫ّ‬ ‫دون تنفيذ القرار‪ ،‬وتقنع اإلدارة‬
‫ّ‬
‫نص المشرع على أنها تصدر عن طريق إجراءات‬ ‫في المقابل توجد هناك طائفة من الق اررات التي ّ‬
‫يحق له المثول أمام اإلدارة للدفاع عن نفسه‪ ،‬كما هو‬
‫أن الشخص المعني بها ال ّ‬ ‫غير وجاهية‪ ،‬بمعنى ّ‬
‫الشأن بالنسبة للمنع اإلداري من اإلقليم الصادر في ّ‬
‫حق األجانب‪.5‬‬
‫يكرس المشرع المصري إجراء الوجاهية‬ ‫تكريس الوجاهية وحق الدفاع في التشريع المصري‪ :‬لم ّ‬ ‫ب‪ّ -‬‬
‫وحق الدفاع في القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬المذكور سابًقا‪ ،‬فال تلتزم اإلدارة بإخطار األجنبي الذي ترى‬
‫يهدد األمن أو النظام العام أو غير ذلك من األسباب التي يبنى عليها قرار اإلبعاد‪.6‬‬
‫في وجوده ما ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art L.224-1, du code de code de la sécurité intérieure, op.cit.‬‬
‫‪ -2‬أمل لطفي حسن جاب هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art L.632-1, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Art L.632-2, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Art L.321-2, du code de l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile (C.E.S.E.D.A), op.cit.‬‬
‫‪ -6‬كريم ناصر حسناوي كاظم المحنة‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة باألجانب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪- 552 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ومع ذلك يرى بعض الفقه بأنه ليس هناك ما يمنع جهة اإلدارة من أن تقوم بإخطار األجنبي الذي‬
‫تعتزم إصدار قرار اإلبعاد في حقه‪ ،‬وذلك للتحقيق معه حتى يتسنى له الدفاع عن نفسه من جهة‪ ،‬وحتى‬
‫تبعد عنها شبهة التّعسف في إصدار قرار اإلبعاد من جهة أخرى‪.1‬‬
‫تكريس الوجاهية وحق الدفاع في التشريع الجزائري‪ :‬رغم ما لمبدأ الوجاهية وحق الدفاع من أهمية‬
‫ج‪ّ -‬‬
‫يسا في جميع النصوص القانونية‬ ‫صنف ضمن المبادئ العامة للقانون‪ ،‬فال نجد له ّ‬
‫تكر ً‬ ‫بالغة باعتباره ي ّ‬
‫المقيدة لحرية تنقل المواطنين أو تلك المتعّلقة بحرية تنقل‬
‫المتعّلقة بحرية التنقل‪ ،‬فسواء بالنسبة للق اررات ّ‬
‫ينص المشرع على ضمانة الدفاع وسماع الشخص المعني بالقرار اإلداري‪ .‬فزيادة على عدم‬
‫األجانب لم ّ‬
‫النص على إجراء سماع‬
‫المقيدة لحرية التنقل كما سبق شرحه‪ ،‬يأتي غياب ّ‬
‫النص على تسبيب الق اررات ّ‬
‫ّ‬
‫الشخص المعني‪ ،‬وتمكينه من الدفاع عن مصالحه ليضعف من الضمانات الممنوحة لألفراد‪ ،‬في مقابل‬
‫التقيد بهذا اإلجراء‪.‬‬
‫تحررها من ّ‬
‫ذلك يزداد نفوذ وقوة اإلدارة نتيجة ّ‬

‫المقيدة لحرية التنقل‬


‫ّ‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬رقابة القاضي اإلداري لعيب مخالفة اإلجراءات في الق اررات اإلدارية‬
‫الشكل ألوجه عدم المشروعية‬
‫ينتمي عيب اإلجراءات كما عيب عدم االختصاص وعيب ّ‬
‫الخارجية‪ ،‬وبالتالي ينتج عنه الحكم بإلغاء القرار من طرف القاضي اإلداري في إطار دعوى اإللغاء‪.2‬‬
‫ومن حيث طبيعة العيب الناتج عن مخالفة القواعد المتعّلقة باإلجراءات‪ ،‬فهو عيب ال يتعّلق بالنظام العام‪،‬‬
‫وبالتالي ال يجوز للقاضي إثارته من تلقاء نفسه‪.3‬‬
‫ترتكز رقابة القاضي اإلداري لعيب مخالفة اإلجراءات من خالل الموازنة بين مبدأ المشروعية وما‬
‫قانونا من جهة‪ ،‬ومبدأ األمن القانوني الذي‬
‫يقتضيه من رقابة صارمة لقواعد اإلجراءات المنصوص عليها ً‬
‫المتكرر للق اررات اإلدارية ألسباب خارجة عن موضوع القرار من جهة أخرى‪.4‬‬
‫ّ‬ ‫يتطّلب تجنب اإللغاء‬
‫من خالل تحليل االجتهادات القضائية المتعّلقة برقابة القاضي اإلداري لمختلف الق اررات اإلدارية‬
‫التكريس التشريعي لمختلف اإلجراءات‬
‫ّ‬ ‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬ونتيجة لما سبق ذكره بخصوص مسألة‬
‫ّ‬
‫المتعّلقة بإصدار هذه الق اررات‪ ،‬يظهر مدى االختالف في تعامل القاضي مع هذا الوجه من أوجه عدم‬

‫‪ -1‬عصام الدين القصبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Pierre-Laurent FRIER, « Vice de procédure», op.cit, n° 161, p 33.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E 15 février 1961, Hôpital-hospice de Bayeux, Rec. C.E, p. 126 ; C.E, 15 octobre 1975, Rodier, Rec. C.E, p‬‬
‫‪1230 ; C.E 23 avril 1965, dame Vve Ducroux, R.D.P, 1965, p 1188 ; C.E, 12 novembre 1975, Placé dit‬‬
‫‪Alexander, Rec. C.E, p 567.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- OMBARD Martine, DUMONT Gilles, SIRINELLI Jean, op.cit, p 240.‬‬
‫‪- 553 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أحيانا واقعية القاضي اإلداري في ّ‬


‫تكريس رقابة تضمن تحقيق‬ ‫ً‬ ‫المشروعية (أوال)‪ ،‬وضمن كل هذا تظهر‬
‫فعالة النشاط اإلداري (ثانيا)‪.‬‬
‫ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل في ضوء االجتهاد القضائي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أوال‪ -‬أثر تخلف ركن اإلجراءات في الق اررات اإلدارية‬
‫المقيدة لحرية التنقل بين‬
‫ّ‬ ‫تتراوح معالجة القاضي اإلداري لعيب مخالفة اإلجراءات في الق اررات اإلدارية‬
‫الحماية القضائية القصوى التي يوفرها القاضي اإلداري الفرنسي في هذا الخصوص (‪ ،)1‬وبين المساهمة‬
‫تدخل القاضي‬ ‫المشجعة كما هو الوضع بالنسبة للقاضي اإلداري المصري (‪ ،)2‬في حين نجد ّ‬
‫بأن ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلداري الجزائري في هذا المجال محتشم (‪.)3‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬موقف القاضي اإلداري الفرنسي من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية‬
‫أن القاضي اإلداري يفحص مدى صدور القرار اإلداري وفق اإلجراءات التي‬ ‫مستقر عليه في فرنسا ب ّ‬
‫ال ّ‬
‫كرسة في القانون المتعّلق‬
‫نص عليها القانون‪ ،‬إذ يراقب مدى تشكيل لجنة اإلبعاد وفًقا للقواعد القانونية الم ّ‬
‫ّ‬
‫بدخول وتنقل األجانب‪ ،‬والتي نظمت اإلجراءات التي يجب على اإلدارة إتباعاها‪ ،‬من ناحية المدة التي‬
‫وبناء على ذلك فقد اعتبر مجلس الدولة الفرنسي قرار إبعاد أجنبي‬ ‫ً‬ ‫أن يصدر فيها قرار اللجنة‪.‬‬
‫يجب ّ‬
‫أن تعلن لجنة اإلبعاد رأيها‪ ،‬أو إذا تأخر الوزير في إصدار القرار لمدة‬
‫باطال إذا أصدره وزير الداخلية قبل ّ‬
‫ً‬
‫طويلة بعد حصوله على رأي لجنة اإلبعاد‪.1‬‬

‫أن يكون الوقت الفاصل بين إرسال ّ‬


‫الرأي االستشاري وإصدار القرار‬ ‫اشترط القاضي اإلداري ب ّ‬
‫اإلداري معقوًال‪ ،‬ويجب أن ال يكون لمدة طويلة‪ ،‬وذلك لتفادي ظهور معطيات جديدة تتعّلق بالواقع أو‬

‫القانون والتي تستوجب طلب رأي استشاري جديد‪ ،‬وهذا ما ّ‬


‫طبقه مجلس الدولة الفرنسي بالنسبة لقرار إبعاد‬
‫تم إصداره بعد سنتين من تاريخ إعطاء لجنة اإلبعاد لرأيها االستشاري‪.2‬‬
‫أجنبي ّ‬
‫حرة في أن تأخذ‬
‫المختصة ّ‬
‫ّ‬ ‫في الحالة التي تكون فيها االستشارة اختيارية‪ّ ،‬‬
‫تظل السلطة اإلدارية‬

‫بالرأي االستشاري أو ال‪ ،‬لهذا ّ‬


‫فإن العيب اإلجرائي المترتّب على هذا النوع من المخالفات يظهر للقاضي‬ ‫ّ‬
‫اإلداري بشكل واضح‪ ،‬كما في حالة استشارة السلطات القنصلية قبل إصدار تأشيرة الدخول‪.3‬‬
‫اء جوهرًيا أمام‬
‫المتضمن للمخالفات التي ارتكبها سائق المركبة يعتبر إجر ً‬
‫ّ‬ ‫كما أن تالوة التقرير‬
‫لجنة تعليق رخصة السياقة‪ ،‬يترتب على مخالفته إلغاء القرار اإلداري نتيجة لعيب اإلجراءات‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, Ass, 18 juin 1976, Moussa Konta, A.J.D.A, 1976, p 582 ; Jean-Claude BONICHOT, « Le contrôle‬‬
‫‪juridictionnel du pouvoir discrétionnaire dans l’expulsion et l’extradition des étrangers », R.I.D.C, 1986,‬‬
‫‪vol 38, n° 2, p 701.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E 11 décembre 1987, Min. Intérieur c/ Stasi, Rec. C.E, p 410.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-C.E, 19 janvier 2011, Mazroui, req. n° 332635, Rec. C.E, p 429 ; J.C.P A, 2011, n° 2064.‬‬
‫‪- 554 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يسمح القاضي اإلداري بتجاوز اإلجراءات الوجاهية في حالة االستعجال‪ ،‬إذ يمكن للسلطات‬
‫المختصة إصدار القرار اإلداري دون المرور على إجراء استدعاء الشخص للمثول أمام اإلدارة‬
‫ّ‬ ‫اإلدارية‬
‫ص المادة ‪ L.224-1‬من قانون المرور على االحتفاظ برخصة‬ ‫وشرح وجهة نظره‪ .‬في هذا اإلطار تن ّ‬
‫سيما عند القيادة في حالة سكر‪ ،‬ويمكن للمحافظ في غضون اثنان وسبعون‬
‫السياقة كتدبير احترازي‪ ،‬ال ّ‬
‫تم إثبات حالة السكر بالنسبة للسائق‪ .‬هذا‬
‫(‪ )72‬ساعة الموالية تعليق الرخصة لمدة ستة (‪ )06‬أشهر إذا ّ‬
‫يتمكن السائق من‬
‫سبق بإجراء وجاهي حتى ّ‬ ‫اإلجراء باعتباره ينتقص من حقوق وحريات األفراد يجب أن ي ّ‬
‫الشكلية ّإال في حالة االستعجال‪ ،‬وذلك‬
‫تقديم مالحظاته المكتوبة والشفهية‪ .‬فال يمكن للمحافظ تجاوز هذه ّ‬
‫عندما يشكل سلوك السائق خطورة جسيمة بالنسبة للسائق ذاته أو للغير‪.2‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬موقف القاضي اإلداري المصري من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية‬

‫الرأي الفقهي الذي يرى ّ‬


‫بأن رأي لجنة اإلبعاد غير ملزم لجهة‬ ‫اتجه القضاء اإلداري المصري إلى اعتناق ّ‬
‫الرأي يفيد الموافقة على إصدار قرار اإلبعاد‪ ،‬أما في الحالة يكون‬
‫اإلدارة في الحالة التي يكون فيها هذا ّ‬
‫ملزما ويمتنع وزير الداخلية عن‬
‫ً‬ ‫فإن رأيها يكون‬
‫يتضمن عدم الموافقة على اإلبعاد‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫فيها رأي اللجنة‬
‫إصدار قرار اإلبعاد‪.‬‬
‫أن‬
‫أكدته المحكمة اإلدارية العليا المصرية في أحد أحكامها الذي جاء فيه‪ّ " :‬‬
‫وهو األمر الذي ّ‬
‫القرار بقانون لسنة ‪ 1960‬اشترط أخذ موافقة لجنة اإلبعاد‪ ،‬أي ّ‬
‫أن وزير الداخلية يلتزم برأي اللجنة‬
‫استشاريا"‪.3‬‬
‫ً‬ ‫عندما تكون مطابقة إلجراء اإلبعاد‪ ،‬وأن عدم موافقتها يجعل رأيها‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ :‬في‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬موقف القاضي اإلداري الجزائري من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية‬
‫قرار مجلس الدولة الجزائري المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2002‬والمتعّلق بإبعاد أجنبي من اإلقليم الوطني‪،‬‬
‫ناقش المدعي في هذه القضية مسألة عدم قيام اإلدارة بتبليغه قرار اإلبعاد‪ ،‬وبالتالي حرمانه من ممارسة‬
‫حقه في الدفاع عن حقوقه ومصالحه‪ ،‬وقد جاء فيه‪ " :‬حيث ثابت مما سبق أن القرار اإلداري محل طلب‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 7 octobre 1994, Ministre. Intérieur c/M. Charles, Rec. C.E, p 429.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 28 septembre 2016, n° 390438, JurisData n° 2016-020261 ; C.E, 28 septembre 2016, n° 390439,‬‬
‫‪JurisData n° 2016-020361.‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬الطعن رقم ‪ 24‬لسنة ‪ 8‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 28‬مارس ‪ ،1964‬مجموعة األحكام‪ ،‬السنة التاسعة‪ ،‬ص‬
‫‪.888‬‬
‫‪- 555 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وقف التنفيذ لم يصدر عن الجهة اإلدارية المختصة وهي وزارة الداخلية كما أنه لم يبلغ للمعني ومن ثم‬
‫يحتمل إبطاله‪.1"...‬‬
‫بأن القاضي اإلداري راقب إجراء تبليغ قرار اإلبعاد لألجنبي وذلك‬
‫يتبين ّ‬
‫من خالل هذا القرار ّ‬
‫يتم احترامه‬
‫نص عليه المادة ‪ 21‬فقرة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ 211-66‬المذكور سابًقا‪ ،‬والذي لم ّ‬
‫حسب ما ت ّ‬
‫نظر لعدم المشروعية‬
‫من طرف اإلدارة‪ ،‬مما جعل القاضي االستعجالي يقبل طلب وقف تنفيذ هذا القرار ًا‬
‫مختصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التي ينطوي عليها نتيجة وجود هذا العيب اإلجرائي‪ ،‬باإلضافة إلى صدوره عن جهة إدارية غير‬
‫كما نجد تطبيًقا آخر لرقابة إجراء التبليغ في قضاء مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬وذلك في ق ارره‬
‫الصادر في ‪ 6‬أفريل ‪ ،2011‬المتعّلق بإبعاد أجنبي إلى خارج اإلقليم‪ ،‬حيث استند الطاعن على أوجه‬
‫تنص عليه المادة ‪ 31‬من‬
‫تعددة منها عدم احترام اإلدارة إلجراء تبليغ قرار اإلبعاد كما ّ‬
‫عدم مشروعية م ّ‬
‫القانون رقم ‪ 11-08‬المذكور سابًقا‪ ،‬وقد جاء في حيثيات هذا القرار‪ " :‬حيث فضال على ذلك فإن محضر‬
‫إثبات التبليغ المتضمن اإلشارة إلى قرار اإلعذار بمغادرة التراب الوطني لم يرد فيه أي سبب من‬
‫األسباب المؤدية لسحب بطاقة المقيم ومن ثمة فاإلعذار الموجه للطاعن بمغادرة التراب الوطني جاء‬
‫مخالفا ألحكام المادة ‪ 28‬من القانون ‪.2"11-08‬‬
‫الرأي االستشاري فال نجد لذلك أي أثر في القضاء اإلداري‬‫أما بالنسبة للرقابة على إجراء طلب ّ‬
‫الجزائري‪ ،‬ويفهم ذلك بالنظر لعدم ّ‬
‫تكريس المشرع لهذه الضمانة سواء في القوانين القديمة أو الحالية‪،‬‬
‫الرأي االستشاري يظهر على مستوى الق اررات المتعّلقة بتقييد حرية تنقل‬
‫والمثال البارز على اشتراط ّ‬
‫خصوصا بالنسبة لقرار اإلبعاد الذي ينهي تواجد األجنبي المقيم بطريقة قانونية على إقليم الدولة‪،‬‬
‫ً‬ ‫األجانب‬
‫خصوصا بالنسبة لفرنسا‪ ،‬وهو األمر الذي غاب عن‬ ‫ً‬ ‫لهذا فقد أحاطه المشرع المقارن بحماية قانونية بارزة‬
‫الية القاضي اإلداري الجزائري في هذا المجال‪.‬‬
‫فع ّ‬‫المشرع الجزائري‪ ،‬وبالنتيجة ساهم في ضعف ّ‬
‫الية النشاط اإلداري‪:‬‬
‫فع ّ‬‫ثانيا‪ -‬مرونة القاضي اإلداري في الموازنة بين إجراءات القرار اإلداري وضمان ّ‬
‫بأن القاضي اإلداري يدرك أن المبالغة في اشتراط اإلجراءات و ّ‬
‫الشكليات الكثيرة والمعّقدة من‬ ‫يمكن القول ّ‬
‫الية النشاط اإلداري للسلطات اإلدارية‪ ،‬ولهذا فهو يظهر على العموم بعض البراغماتية‪،‬‬
‫فع ّ‬‫تشل ّ‬
‫شأنها أن ّ‬
‫أن المبدأ الذي يسير عليه اجتهاد‬
‫للشكليات واإلجراءات الجوهرية‪ ،‬لهذا يبدو ب ّ‬
‫ويراقب فقط االنتهاكات ّ‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،13772‬مؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2002‬مشار إليه سابًقا‪.‬‬


‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،067894‬مؤرخ في ‪ 6‬أفريل ‪ ،2011‬مشار إليه سابًقا‪.‬‬
‫‪- 556 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫القاضي اإلداري يقوم على التحّقق مما إذا كانت المخالفات المرتكبة من طبيعتها التأثير على القرار‬
‫المطعون فيه‪.1‬‬
‫من الضروري التّأكيد اآلن على احتمال عدم وجود جزاء على مخالفة القواعد اإلجرائية في عملية‬
‫وخصوصا تلك المتعّلقة بإجراء االستشارة‪ .‬وبالتالي فهي تخضع للتقدير الذي‬
‫ً‬ ‫إصدار القرار اإلداري‪،‬‬
‫يستشف من خالل‬
‫ّ‬ ‫يجريه القاضي اإلداري بشأن تأثير الخلل اإلجرائي المثار في الدعوى‪ ،2‬وهو ما‬
‫الق اررات الحديثة لمجلس الدولة الفرنسي‪.3‬‬

‫خصوصية رقابة القاضي اإلداري لعيب السبب كوجه لعدم المشروعية الداخلية‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‬
‫ّ‬ ‫للق اررات اإلدارية‬
‫تستهدف الرقابة على المشروعية الداخلية للقرار اإلداري التحّقق من مخالفة القانون وكذا‬
‫التأكد من مطابقة محل القرار اإلداري ألحكام القانون على اعتبار أن المحل هو‬
‫أي ّ‬ ‫االنحراف بالسلطة‪ّ ،‬‬
‫موضوع وجوهر العمل وأن السبب والغاية هما من شروط الموضوع‪ .‬والرقابة على المشروعية الداخلية لها‬

‫أهمية بالغة‪ ،‬إذ تتيح للقاضي اإلداري اختيار الوسيلة التي يكشف بها ّ‬
‫أخف عيوب عدم المشروعية عن‬
‫طريق فحص القرار اإلداري المطعون فيه‪.4‬‬
‫يشكل المحل أحد أركان القرار اإلداري‪ ،‬ويقصد به األثر القانوني الناتج عنه سواء تمثل هذا األثر‬
‫في إنشاء مركز قانوني جديد أو في تعديل مركز قانوني قائم أو إلغاء هذا المركز‪ .5‬ويرتبط بهذا الركن‬
‫عيب مخالفة القانون‪ ،‬ويقصد بالقانون هنا‪ ،‬القانون بمعناه الواسع‪ ،‬أي مجموعة القواعد القانونية الملزمة‬
‫المكتوبة (الدستور‪ ،‬النصوص الدولية‪ ،‬التشريع واألنظمة)‪ ،‬وغير المكتوبة مثل العرف والمبادئ العامة‬
‫للقانون‪ ،‬مع مراعاة التسلسل في تراتبية النصوص القانونية من حيث الدرجة‪.6‬‬
‫نقدا من طرف الفقه بسبب أن عبارة " مخالفة القانون" تشمل كل أوجه‬
‫واجه عيب مخالفة القانون ً‬
‫عدم المشروعية األخرى مثل عدم االختصاص الذي يمكن اعتباره مخالفة لقاعدة االختصاص القانونية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Fabrice MELLERAY, op.cit, n° 27, p 11.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Bertrand SEILLER, « Acte administratif: Régime », op.cit, n° 117, p 36.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E 22 juin 2012, Groupe d'information et de soutien des travailleurs immigrés, req. n° 352904, Rec. C.E, p‬‬
‫‪544 ; C.E 23 juillet 2012, Association générale des producteurs de maïs, req. n° 341726, A.J.D.A, 2013, p 1733.‬‬
‫‪ -4‬أحمد مبخوتة‪ " ،‬الرقابة كضمان لتحقيق الموازنة بين أعمال وتدابير الضبط اإلداري وحماية الحريات والحقوق األساسية"‪ ،‬مجلة‬
‫المعيار‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،01‬العدد التسلسلي ‪ ،18‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.147‬‬
‫‪ -5‬عمار بوضياف‪ ،‬الوسيط في قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ -6‬فاطمة السويسي‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬نظام مجلس شورى الدولة تشريع –إجتهاد‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.330‬‬
‫‪- 557 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لهذا نجد األستاذ خلوفي رشيد قد أدمج عيب السبب ضمن عيب مخالفة القانون‪ ،‬وذلك في صورة‬
‫تمس بأسباب القاعدة القانونية والمتمثلة في الخطأ الذي ترتكبه اإلدارة عند إصدار القرار‬‫المخالفة التي ّ‬
‫اإلداري سواء من الناحية القانونية أو من الناحية المادية‪.1‬‬
‫كما تشكل الغاية الركن الثاني من األركان الداخلية للقرار اإلداري‪ ،‬ويرتبط بهذا الركن عيب‬
‫عمال إدارًيا متوافًقا مع القانون‪ ،‬ولكنه‬
‫االنحراف في استعمال السلطة‪ ،‬وال يخرج هذا العيب عن كونه ً‬
‫حددها القانون وهي المصلحة العامة‪ .‬ولمعرفة ذلك على القاضي اإلداري أن‬
‫صدر لغاية غير الغاية التي ّ‬
‫يتحرى عن الدافع التخاذه‪ ،‬والنتيجة المتوخاة منه‪ ،‬ومن ثم مقارنة هذا الدافع ومدى توافقه مع الغاية التي‬
‫يتوصل إليها من كافة المعطيات‬
‫ّ‬ ‫قصدها المشرع‪ .‬فالمسألة إذن تعتمد على قناعة القاضي اإلداري التي‬
‫المحيطة بالقرار المطعون فيه‪.2‬‬
‫االنحراف في استعمال السلطة هو عيب خفي‪ ،‬يكشف عنه القاضي اإلداري بصعوبة بالغة ألنه‬
‫ّ‬
‫مرتبط بالنوايا الداخلية لمصدر القرار اإلداري‪ ،‬لهذا فقد تراجعت أهميته ضمن أوجه عدم المشروعية التي‬
‫يتم اللجوء إليه ّإال في حالة عدم إثبات باقي‬
‫جرد عيب احتياطي ال ّ‬
‫يبحثها القاضي اإلداري‪ ،‬وأصبح م ّ‬
‫تطور الرقابة القضائية على عيب السبب أدخلت عيب االنحراف في أزمة‬ ‫العيوب األخرى‪ ،‬كما أن ّ‬
‫حقيقية‪ ،‬جعلت هذا األخير يتّجه إلى الزوال بعد أن اشتهر في قضاء مجلس الدولة الفرنسي‪ .3‬األمر الذي‬
‫جعل القاضي اإلداري في غن ى عن بحث هذا العيب‪ ،‬وهو ما يستشف من مختلف الق اررات القضائية‬

‫‪ -1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.156-155‬‬
‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪ -3‬أنظر وافية داهل‪ ،‬سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة على المشروعية الداخلية للقرار اإلداري‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪،‬‬
‫تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص ‪32‬؛‬
‫سمير دادو‪ ،‬االنحراف في استعمال السلطة في الق اررات اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع تحوالت الدولة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2012 ،‬ص ‪ 98‬وما بعدها؛ نسيم طويسات‪ ،‬عيب االنحراف في استعمال‬
‫السلطة في إجتهاد القضاء اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،1‬‬
‫ص ‪ 17‬وما بعدها؛ سعد صليلع‪ ،‬االنحراف بالسلطة كوجه إللغاء القرار اإلداري في النشاط اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2005-2004‬ص‬
‫‪ 12‬وما بعدها‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬االنحراف بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪ 59‬وما بعدها؛ عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪160‬؛ لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في‬
‫المنازعات اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪Charles DEBBASCH, Jean-Claude RICCI, op.cit, p 788.‬‬
‫‪- 558 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الحديثة لمجلس الدولة الفرنسي المتعّلقة على وجه الخصوص بق اررات الضبط اإلداري المتّصلة بالحريات‬
‫العامة‪.‬‬
‫لهذا يؤكد األستاذ ‪ Yeyia KERKATLY‬بأنه ضمن مجال ممارسة الحقوق والحريات العامة‪،‬‬
‫وخصوصا التكييف القانوني للوقائع هي الوجه الغالب من أوجه عدم‬
‫ً‬ ‫تعتبر الرقابة على عيب السبب‬
‫يتم مناقشتها أمام القاضي اإلداري ضمن دعوى اإللغاء‪ .1‬وفي إطار الرقابة على الق اررات‬
‫المشروعية التي ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل تتمتع اإلدارة ضمنها بسلطة تقديرية واسعة‪ ،‬ولكن هذه السلطة ليست مطلقة‬
‫اإلدارية ّ‬
‫تبرر‬
‫الجدية والمشروعة التي يستند عليها والتي ّ‬
‫ّ‬ ‫قيد‪ ،‬وإنما يجب أن يكون لكل قرار أسبابه‬ ‫من كل ّ‬
‫إصداره‪ .2‬وعليه سنحاول حصر دراسة أوجه عدم المشروعية الداخلية في عيب السبب بالنسبة للق اررات‬
‫اإلدارية المتعّلقة بحرية التنقل‪.‬‬
‫التدخل قصد‬
‫ّ‬ ‫إن السبب في القرار اإلداري هو الحالة الواقعية أو القانونية التي تؤدي باإلدارة إلى‬
‫إحداث أثر قانوني عن طريق إصدار مختلف الق اررات اإلدارية‪ .3‬وعليه يراقب القاضي اإلداري وجود‬
‫حد بسط رقابته على مدى تناسب السبب مع‬
‫الوقائع وص ّحة تكييفها من الناحية القانونية‪ ،‬كما يصل إلى ّ‬
‫بأن عيب السبب يأخذ ثالث صور‪ ،‬عدم الوجود المادي للوقائع‬
‫القرار الذي بني عليه‪ .‬لذلك يمكن القول ّ‬
‫أخير عدم التناسب بين السبب والقرار‬
‫الوصف القانوني للوقائع‪ ،‬و ًا‬
‫ّ‬ ‫التي تدعيها اإلدارة‪ ،‬خطأ اإلدارة في‬
‫الذي بني عليه‪.4‬‬
‫فإن دراسة وجه عدم المشروعية المرتبط بسبب القرار اإلداري‪ ،‬يتطّلب منا القيام بتعريف‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬
‫يتم تمييزه بدّقة عن غير من العيوب التي تصيب األركان‬
‫عيب السبب‪ ،‬وبيان األحكام العامة له حتى ّ‬
‫الداخلية األخرى للقرار اإلداري (المطلب األول)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Yehia KERKATLY, op.cit, p 68.‬‬
‫في المعنى نفسه أنظر أحمد سالمة بدر‪ ،‬اإلبعاد اإلداري في ميزان القضاء اإلداري والدستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 137‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.537‬‬
‫‪ -3‬مراد بدران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫التدخل عن طريق سلطة إصدار‬ ‫ّ‬ ‫وإذا كان القاضي اإلداري ّ‬
‫يميز بين األسباب الواقعية واألسباب القانونية التي تؤدي باإلدارة إلى‬
‫الق اررات اإلدارية‪ ،‬فإنه من جهة أخرى‪ ،‬يوجد اتجاه فقهي يرى بأنه ليس هناك فرق بين الرقابة على األسباب الواقعية واألسباب‬
‫القانونية‪ ،‬سواء أكان الخطأ في الواقع أو القانون‪ .‬فالخطأين يجمعهما تعبير مشترك هو تخلف األساس القانوني للقرار اإلداري‪ .‬أنظر‬
‫مراد بدران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪ -4‬مايا محمد نزار أبودان‪ ،‬الرقابة القضائية على التناسب في القرار اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة بين فرنسا ومصر ولبنان‪ ،‬ط األولى‪،‬‬
‫المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬بيروت‪ ،2011 ،‬ص ص ‪.23-22‬‬
‫‪- 559 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫حركية االجتهاد القضائي يبرز مدى التطور الكبير الذي عرفته رقابة القاضي‬
‫ّ‬ ‫من خالل تتبع‬
‫تحتل مكانة بارزة وأهمية قصوى‬
‫ّ‬ ‫اإلداري لعيب السبب في الق اررات اإلدارية‪ ،‬األمر الذي جعل هذه الرقابة‬
‫سواء بالنسبة للقاضي أو المتقاضي على السواء‪ ،‬وبالنتيجة كان لهذا التطور مفاعليه على رقابة عيب‬
‫المقيدة لحرية التنقل (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫السبب في الق اررات اإلدارية ّ‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف وبيان أحكام عيب السبب في القرار اإلداري‬


‫تعتبر رقابة القاضي اإلداري على سبب القرار اإلداري من الضمانات األساسية الحترام اإلدارة‬
‫أهم أسباب الحكم باإللغاء‪ .‬وبالرغم من األهمية التي يحتّلها هذا النوع من الرقابة‬
‫لمبدأ المشروعية‪ ،‬ومن ّ‬
‫على الصعيد القضائي في الوقت الحاضر‪ ،‬فإنها نشأت في وقت متأخر‪ ،‬إذ يعتبر عيب انعدام األسباب‬
‫آخر عيوب عدم المشروعية التي ابتكرها مجلس الدولة الفرنسي خالل القرن الماضي‪ ،‬وذلك في إطار‬
‫تجسيدا لمبدأ دولة القانون‬
‫ً‬ ‫التوسع في عملية الرقابة على أعمال اإلدارة العامة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫سياسة قضائية ترمي إلى‬

‫وحماية لمبدأ المشروعية وحقوق وحريات األفراد التي ّ‬


‫تميز الدولة المعاصرة‪.1‬‬
‫لإلحاطة بمفهوم عيب السبب في القرار اإلداري فإنه يتعين القيام بتعريفه (الفرع األول)‪ ،‬ثم‬
‫تحديد األحكام العامة لهذا الوجه من أوجه عدم المشروعية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪-1‬عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.543‬‬
‫‪- 560 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف عيب السبب في القرار اإلداري‬


‫من أجل اإللمام بعيب انعدام األسباب يجب تعريف ركن السبب في القرار اإلداري‪ ،‬والذي يؤدي‬
‫تخّلفه إلى قيام هذا العيب‪ ،‬وذلك من وجهة نظر الفقه (أوال)‪ ،‬وكذا االجتهاد القضائي (ثانيا)‪.‬‬
‫يعرف األستاذ محمد ماهر أبو العينين السبب بأنه‪ " :‬حالة واقعية أو قانونية‬
‫أوال‪ -‬التعريف الفقهي‪ّ :‬‬
‫بعيدة عن رجل اإلدارة ومستقلة عن إرادته‪ ،‬تدفعه إلى إصدار القرار اإلداري‪ ،‬وذلك من أجل إحداث أثر‬
‫معين هو محل القرار‪ ،‬ابتغاء تحقيق مصلحة عامة هي الغاية من القرار"‪.1‬‬
‫قانوني ّ‬
‫يتلخص تعريف السبب في أنه الحالة الواقعية أو القانونية السابقة على القرار اإلداري‪ ،‬والدافعة‬
‫ّ‬
‫المبررة إلصدار القرار‬
‫ّ‬ ‫تدخل السلطة اإلدارية التخاذه‪ ،‬أي أنه الحالة القانونية أو الظروف المادية‬
‫إلى ّ‬
‫اإلداري‪.2‬‬
‫بصدد عيب السبب إذا بني القرار‬ ‫وعليه‪ ،‬يرى األستاذ لحسين بن شيخ آث ملويا أننا نكون ّ‬
‫اإلداري على وقائع غير موجودة أو وصفتها اإلدارة خالًفا للواقع‪ ،‬إضافة إلى الحالة التي ت ّ‬
‫طبق فيها‬
‫قانونيا بشكل خاطئ‪.3‬‬
‫ً‬ ‫نصا‬
‫اإلدارة ً‬
‫المتضمن توقيع عقوبة تأديبية على موظف عمومي‪ ،‬إذ يشترط‬
‫ّ‬ ‫وكمثال على ذلك القرار‬
‫لمشروعية هذا القرار من حيث ركن السبب‪ ،‬أن يثبت ارتكاب هذا الموظف لخطأ ما‪ ،‬وأن يكون لهذا‬
‫أن‬
‫تبرر لإلدارة توقيع العقوبات التأديبية‪ ،‬إضافة إلى أنه يشترط ب ّ‬ ‫وصف الجريمة التأديبية التي ّ‬
‫الخطأ ّ‬
‫يكون لهذه العقوبة سند قانوني‪ ،‬أي ّ‬
‫أن تستند اإلدارة في قرارها التأديبي على قاعدة قانونية موجودة وسارية‬
‫وقت صدور القرار‪.4‬‬
‫ماديا أو حالة‬
‫سببا ً‬
‫عكر صفو األمن العام من اضطرابات وأعمال شغب يشكل ً‬
‫أن حدوث ما ي ّ‬
‫كما ّ‬
‫واقعية إلصدار اإلدارة لمختلف الق اررات التي من شأنها الحفاظ على النظام العام‪ ،‬وكذلك انتشار مرض‬

‫‪ -1‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية وفًقا للمنهج القضائي دراسة تحليلية وفقهية ألحكام وفتاوي مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬القاضي اإلداري ومحاور ضبط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2013 ،‬ص ‪.839‬‬
‫‪ -2‬عبد الغني بسويني عبد هللا‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬األسس ومبادئ القانون اإلداري وتطبيقها في مصر‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1991 ،‬ص ‪.487‬‬
‫‪ -3‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.354‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪- 561 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المختصة بحظر الدخول‬


‫ّ‬ ‫اقعيا لقرار السلطات اإلدارية‬
‫سببا و ً‬
‫معدي أو وبائي في منطقة معينة يعتبر ً‬
‫والخروج أو التنقل إلى ذلك المكان‪.1‬‬
‫إن السمة الغالبة على السبب في القرار اإلداري هي أنه عنصر موضوعي‪ ،‬فهو يجب أن يبقى‬
‫ّ‬
‫يتحكم في إرادة رجل اإلدارة‪ ،‬فهو بمثابة‬
‫ّ‬ ‫نفسيا‬
‫شخصيا أو ً‬
‫ً‬ ‫عنصر‬
‫ًا‬ ‫خارج إرادة متّخذ القرار‪ ،‬فهو ليس‬
‫الضوء األخضر‪ ،‬يعطي لرجل اإلدارة الرخصة في أن يمارس سلطاته‪ .‬وبين عنصري الموضوعية‬
‫والقانونية يكون السبب كقوة تدفع اتجاه التفكير باتخاذ القرار‪.2‬‬

‫السبب إذن هو الم ّبرر والدافع الذي يكون وراء تحرك اإلدارة من أجل إحداث أثر قانوني ّ‬
‫معين‬
‫بناء على توافر وقائع مادية سواء كانت بفعل الطبيعة‬ ‫ن‬
‫عن طريق إصدار الق ارر اإلداري‪ ،‬ويكو ذلك إما ً‬
‫فض مظاهرة‬‫أو اإلنسان مثل الكوارث الطبيعية‪ ،‬األوبئة‪ ،‬المظاهرات غير المرخص بها‪ ،‬فالسبب في ّ‬
‫محددة مسبًقا من طرف المشرع يشكل‬
‫وتفريقها هو اإلخالل بالنظام العام‪ ،‬كما أن توافر وقائع قانونية ّ‬
‫السبب الدافع لإلدارة في إصدارها لبعض ق ارراتها كما في حالة منح رخص وشهادات البناء والتّعمير‪،‬‬
‫المتضمن منح جواز السفر‪ ،‬فعند توافر الشروط القانونية ما على اإلدارة ّإال إصدار الق اررات التي‬
‫ّ‬ ‫القرار‬
‫حدد القانون أسبابها‪.‬‬
‫ّ‬
‫حددت المحكمة اإلدارية العليا المصرية سبب القرار اإلداري بأنه العنصر‬
‫ثانيا‪ -‬التعريف القضائي‪ّ :‬‬
‫التدخل‬
‫ّ‬ ‫الواقعي أو القانوني الذي يدفع باإلدارة إلى إصداره‪ ،‬فهو حالة واقعية أو قانونية تحمل اإلدارة على‬
‫معين هو محل القرار‪ ،‬ابتغاء تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬التي هي غاية القرار‬
‫بقصد إحداث أثر قانوني ّ‬
‫اإلداري‪.3‬‬

‫‪-1‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.134-133‬‬
‫‪ -2‬يوسف ناصر حمد الظفيري‪ " ،‬السبب في ق اررات الضبط اإلداري ومدى الرقابة القضائية عليه"‪ ،‬مجلة البحوث القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،03‬الرقم التسلسلي للعدد ‪ ،2020 ،73‬ص ‪.923‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 257‬لسنة ‪ 26‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 28‬فيفري ‪ ،1982‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى‬
‫إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.134-133‬‬
‫‪- 562 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أحكام عيب السبب في القرار اإلداري‬


‫لمعرفة مدى إصابة القرار اإلداري بعيب السبب فإنه يجب على القاضي اإلداري مراقبة شروط‬
‫صحة السبب (أوال)‪ ،‬ومدى تحقق الحاالت التي ت ّبرر لإلدارة إصدار ق ارراتها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬شروط صحة سبب القرار اإلداري‪ :‬لصحة سبب القرار اإلداري فإنه ّ‬
‫يتعين قيام هذا السبب في‬
‫الوقت الذي تصدر فيه اإلدارة هذا القرار (‪ ،)1‬إضافة لضرورة تحقق مشروعية هذا السبب (‪ ،)2‬وإسقاطه‬
‫محددة (‪.)3‬‬
‫على وقائع ّ‬
‫‪ -1‬قيام سبب القرار اإلداري وقت إصداره‪ :‬ال يكفي لصحة القرار اإلداري توافر الحالة الواقعية أو‬
‫القانونية‪ ،‬بل يجب حتى ت ّبرر تلك الحالة إصدار القرار اإلداري أن تكون قائمة في تاريخ إصدار اإلدارة‬
‫معيار للقاضي اإلداري للحكم على مشروعية القرار‬
‫ًا‬ ‫لقرارها‪ ،‬بحيث تكون معاصرة له‪ ،‬وهذا التاريخ يكون‬

‫اإلداري ‪ ،‬فال ّ‬
‫‪1‬‬
‫يعتد بالسبب الذي قام لكنه زال قبل إصدار القرار اإلداري‪.‬‬
‫يبرر إصدار قرار إنهاء الخدمة متى تبث تقديمها من طرف‬
‫سببا ّ‬
‫فإن االستقالة ال تعتبر ً‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬
‫الموظف ثم تراجعه عنها قبل صدور هذا القرار‪ ،2‬وقد ذهبت المحكمة اإلدارية العليا المصرية في هذا‬
‫الشأن إلى أن‪ " :‬رقابة القضاء اإلداري على الق اررات اإلدارية النهائية تقتصر على مراقبة السبب الذي‬
‫ّ‬
‫استندت عليه الجهة اإلدارية عند إصدارها للقرار‪...‬والبحث عن مشروعية القرار اإلداري يدور حول‬
‫وقانونيا إلى النتيجة التي‬
‫ً‬ ‫ماديا‬
‫المالبسات التي أحاطت به وقت صدوره‪ ،‬فإن كانت تبرر القرار وتؤدي ً‬
‫وقائما على سبب صحيح"‪.3‬‬
‫ً‬ ‫سليما‬
‫ً‬ ‫انتهت إليها كان القرار‬
‫‪ -2‬مشروعية سبب القرار اإلداري‪ :‬إن قيام السبب الذي تستند إليه اإلدارة وقت إصدارها للقرار اإلداري‬
‫مشروعا بمعنى أن يكون مطابًقا للقانون‪.‬‬
‫ً‬ ‫غير كاف لتجنب عيب السبب‪ ،‬إذ يجب أن يكون هذا السبب‬
‫ار بفصل موظف عمومي يجب أن يكون السبب المستند عليه في إصدار هذا‬
‫فإذا أصدرت اإلدارة قرًا‬
‫ينص القرار على الخطأ التأديبي المرتكب من جانب الموظف وتصنيفه‬
‫مشروعا‪ ،‬أي أنه يجب أن ّ‬
‫ً‬ ‫القرار‬
‫ضمن األخطاء الجسيمة‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -2‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 3929‬لسنة ‪ 38‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 28‬مارس ‪ ،1995‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى‬
‫إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 616‬لسنة ‪ 37‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 4‬أفريل ‪ ،1999‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى‬
‫إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -4‬عمار بوضياف‪ ،‬الوسيط في دعوى اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.323‬‬
‫‪- 563 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يتضمن رفض تعيين أحد‬‫ّ‬ ‫وتطبيًقا لذلك فقد ألغت المحكمة اإلدارية العليا المصرية قرار إداري‬
‫استنادا إلى المركز االجتماعي المتواضع لوالده‪ ،‬رغم تمتّعه بسمعة‬
‫ً‬ ‫المرشحين لوظيفة مساعد نيابة إدارية‬
‫طي في التعيين لسبب‬
‫طيبة‪ ،‬حيث انتهت المحكمة اإلدارية العليا إلى نتيجة مفادها افتقار قرار التخ ّ‬
‫بالنظر‬
‫طي المدعي‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫صحيحا لتخ ّ‬
‫ً‬ ‫سببا‬
‫التحجج بالمكانة االجتماعية ال يعتبر ً‬
‫ّ‬ ‫قانوني سليم‪ ،‬إذ أن‬
‫الحق في تولي الوظائف‬
‫ّ‬ ‫لإلخالل بالمبدأ الدستوري القاضي بالمساواة في الحقوق العامة ومن بينها‬
‫العمومية‪.1‬‬
‫محددا بوقائع ظاهرة يقوم عليها‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬تحديد سبب القرار اإلداري‪ :‬ينبغي أن يكون سبب القرار اإلداري‬
‫ومن ثم يصاب القرار بعيب السبب إذا استند إلى سبب عام أو مجهول‪.‬‬
‫وال يكون إعمال هذا الشرط ّإال بالنسبة للق اررات اإلدارية التي اشترط المشرع توافر التسبيب‬
‫وتأكيدا لذلك فقد قضت المحكمة اإلدارية العليا المصرية بأنه‪ " :‬كلما ألزم المشرع صراحة‬
‫ً‬ ‫لمشروعيتها‪،‬‬
‫جهة اإلدارة بتسبيب ق ارراتها وجب ذكر هذه األسباب التي بني عليها القرار"‪ ،2‬كما يسري هذا الشرط‬
‫بالنسبة لق اررات اإلدارة التي تقوم بتسبيبها بشكل تلقائي دون أن يلزمها المشرع بذلك‪ ،‬حيث قضت المحكمة‬
‫ّ‬
‫اإلدارية العليا المصرية بأنه‪ ":‬متى أفصحت اإلدارة عن أسباب قرارها ولو لم تكن ملزمة قانوًنا بإبداء‬
‫حتما لرقابة القضاء اإلداري‪.3 "...‬‬
‫فإن ما ذكرته من أسباب تخضع ً‬‫تلك األسباب ّ‬
‫أن عّلة اشتراط تحديد سبب القرار اإلداري‪ ،‬في أن ذلك فيه تمكين للمخاطب‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫بالقرار من تحديد موقفه النهائي منه‪ ،‬إما بقبوله في حالة ما إذا أقنعته األسباب المعلن عنها أو في الحالة‬
‫تبرر إصدار القرار اإلداري‪ ،‬كما أن وضوح‬
‫محددة وال ّ‬
‫أن األسباب غير ّ‬‫المعاكسة الطعن فيه إذا رأى ب ّ‬
‫مكن القاضي اإلداري من ممارسة رقابة ّ‬
‫فعالة على مشروعية تلك‬ ‫ودّقة أسباب القرار اإلداري وتحديدها ت ّ‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 3471‬لسنة ‪ 32‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1990‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪،‬‬
‫دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ -2‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 513‬لسنة ‪ 34‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،1993‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى‬
‫إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 1801‬لسنة ‪ 39‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،1995‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪،‬‬
‫دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪- 564 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الق اررات ‪ .‬لهذا اعتبر مجلس الدولة الجزائري ب ّ‬


‫‪1‬‬
‫أن األسباب الغامضة وغير الدقيقة التي استند عليها والي‬
‫مشوبا بعيب السبب‪.2‬‬
‫ً‬ ‫والية الجزائر عند إصداره لقرار بغلق مطعم تجعل من القرار‬
‫كما قضت محكمة القضاء اإلداري المصرية بخصوص قرار بالمنع من السفر ألحد المسجلين في‬
‫سببا للقرار المطعون فيه على أهميته‬
‫نشاط التجارة غير المشروعة للمخدرات بأنه‪ ":‬هذا الذي سيق ً‬
‫وخطورته إن صح فيه التحقيق والثبوت‪ ،‬ال يعدو أن يكون أقو ًاال مرسلة أطلقت على عنوانها دون دليل‬
‫يدعمها أو قرنية تظاهرها‪ ،‬إذ لم تكشف اإلدارة على وقائع محددة تم ضبط المدعي فيها أو التحقيق‬
‫معه بشأنها‪.3"...‬‬
‫ثانيا‪ -‬حاالت تحقق السبب في القرار اإلداري‪ :‬يتحّقق سبب القرار اإلداري من خالل وجود حاالت سابقة‬
‫على اتخاذ القرار تمثل الدافع الذي يقف وراء إصدار اإلدارة لقرارها‪ ،‬والتي يمكن إرجاعها إلى أسباب‬
‫ناتجة عن حاالت واقعية (‪ )1‬أو قانونية (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬الحالة الواقعية‪ :‬تتمثل الحالة الواقعية في األوضاع المادية الناجمة عن الطبيعة مثل الزالزل‪،‬‬
‫بتدخل إنساني كاإلخالل بالنظام العام واألمن‪ ،‬والتي تكون وراء إصدار‬
‫الفيضانات‪ ،‬انتشار األوبئة‪ ،‬أو ّ‬
‫اإلدارة لق ارراتها المتعّلقة بهذه الوضعيات‪.4‬‬
‫تنص المادة ‪ 89‬من قانون البلدية على‪ ":‬يتخذ رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫في هذا اإلطار ّ‬
‫في إطار القوانين والتنظيمات المعمول بها‪ ،‬كل االحتياطات الضرورية وكل التدابير الوقائية لضمان‬
‫سالمة وحماية األشخاص والممتلكات في األماكن العمومية التي يمكن أن تحدث فيها أية كارثة أو‬
‫حادث‪.‬‬
‫وفي حالة الخطر الجسيم والوشيك‪ ،‬يأمر رئيس المجلس الشعبي البلدي بتنفيذ تدابير األمن‬
‫التي تقتضيها الظروف ويعلم الوالي بها فو ار"‪.5‬‬
‫فإن التدابير والق اررات التي يصدرها رئيس المجلس الشعبي البلدي في إطار ممارسته‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬
‫لمهام حفظ النظام العام‪ ،‬تقوم على وقائع مادية تشكل السبب الدافع إلصدار هذه الق اررات‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الثالثة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،005906‬مؤرخ في ‪ 05‬نوفمبر ‪ ،1999‬ذكره عمار كوسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ -3‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬حكم في الدعوى رقم ‪ ،339‬لسنة ‪ 47‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر ‪ ،1993‬ذكره سامي جمال الدين‪،‬‬
‫الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.524‬‬
‫‪ -4‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 89‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 565 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تبرر صدور القرار اإلداري في وجود مركز قانوني ّ‬


‫معين‬ ‫‪ -2‬الحالة القانونية‪ :‬تتمثل الحالة القانونية التي ّ‬
‫نص المادة ‪217‬‬
‫تدخل اإلدارة‪ ،‬فتقديم الموظف العمومي لطلب االستقالة من وظيفته وفًقا ألحكام ّ‬
‫يتطلب ّ‬
‫من األمر رقم ‪ 03-06‬يمثل الحالة القانونية التي يقوم عليها سبب الق ارر اإلداري لقبول هذا الطلب‬
‫وإصدار قرار إنهاء العالقة الوظيفية‪.1‬‬
‫أيضا على‪ " :‬إذا تغيب الموظف لمدة خمسة‬ ‫تنص المادة ‪ 184‬من األمر المذكور أعاله ً‬ ‫كما ّ‬
‫عشر (‪ )15‬يوما متتالية على األقل‪ ،‬دون مبرر مقبول‪ ،‬تتخذ السلطة التي لها صالحيات التعيين إجراء‬
‫العزل بسبب إهمال المنصب‪ ،‬بعد اإلعذار‪ ،‬وفق كيفيات تحدد عن طريق التنظيم"‪ ،2‬فالسبب في هذا‬
‫القرار يرجع لوجود حالة قانونية هي ارتكاب الموظف العمومي لخطأ مهني يتمثل في إهمال المنصب‬
‫ّ‬
‫يوما‪.‬‬
‫الناتج عن الغياب المتتالي لمدة خمسة عشر (‪ً )15‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 217‬من األمر رقم ‪ ،03-06‬مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ،2006‬يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،46‬صادرة في ‪ 16‬يوليو ‪.2006‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 184‬من األمر رقم ‪ ،03-06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪- 566 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المقيدة لحرية التنقل‬


‫ّ‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب الرقابة القضائية على عيب السبب في الق اررات اإلدارية‬
‫من خالل دراسة عيب السبب في الق اررات اإلدارية بشكل عام وتلك المتعّلقة بحرية التنقل بشكل‬
‫صنفين من األساليب التي يمارس من خاللها القاضي اإلداري رقابته لهذا‬
‫ّ‬ ‫خاص‪ ،‬يمكن مالحظة وجود‬
‫وصفها بالتقليدية‪ ،‬اكتفى خاللها القاضي برقابة الوجود المادي‬
‫العيب‪ ،‬ففي المرحلة األولى والتي يمكن ّ‬
‫كمبرر لق ارراتها‪ ،‬ثم في تطور الحق برزت رقابة التكييف القانوني للوقائع‬
‫ّ‬ ‫للوقائع التي ّتدعيها اإلدارة‬
‫(الفرع األول)‪.‬‬
‫ونتيجة للعيوب التي أفرزتها صور الرقابة التقليدية على عيب السبب‪ ،‬اتّجه القاضي اإلداري إلى‬
‫اعتماد أساليب حديثة في رقابته لهذا العيب‪ ،‬وهذا من أجل ضمان حماية أكبر لحرية التنقل‪ ،‬وكذا‬
‫الشأن (الفرع‬
‫كبير في هذا ّ‬
‫تصاعدا ًا‬
‫ً‬ ‫لضمان نفاذ رقابته إلى كامل السلطة التقديرية لإلدارة التي شهدت‬
‫الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أساليب الرقابة القضائية التقليدية‬
‫تتمتع اإلدارة بسلطة واسعة في مجال الضبط المتعّلق بحرية التنقل‪ ،‬لكن رغم ذلك ال يجوز لها أن‬
‫بأن‬
‫مقيدة ّ‬ ‫تصرفها يكون غير مشروع‪ .‬وعليه ّ‬
‫فإن اإلدارة ّ‬ ‫ّ‬ ‫المقررة وفًقا القانون‪ ،‬و ّإال ّ‬
‫فإن‬ ‫ّ‬ ‫تتجاوز سلطتها‬
‫مبنيا على وقائع مادية موجودة‪ ،‬وهو ما يفتح المجال‬
‫بأن يصدر ً‬‫يكون قرارها غير مخالف للقانون‪ ،‬وذلك ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل وفًقا‬
‫للرقابة على الوجود المادي للوقائع (أوال)‪ ،‬كما يجب أن تصدر الق اررات اإلدارية ّ‬
‫قانونا‪ ،‬فبعد التحّقق من رقابة الوجود المادي للوقائع ينتقل القاضي اإلداري‬
‫للمقتضيات المنصوص عليها ً‬
‫بناء عليها (ثانيا)‪.‬‬
‫إلى الرقابة على صحة التكييف القانوني للوقائع التي صدر القرار ً‬
‫أوال‪ -‬الرقابة على الوجود المادي للوقائع‪ :‬يتطّلب هذا النوع من الرقابة القيام بتعريفها (‪ ،)1‬ثم عرض‬
‫تكريس القاضي اإلداري لرقابة الوجود المادي‬
‫أخير ّ‬
‫وتطورت من خاللها (‪ ،)2‬و ًا‬‫ّ‬ ‫الكيفية التي ظهرت‬‫ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل (‪.)3‬‬
‫للوقائع بالنسبة للق اررات اإلدارية ّ‬
‫‪ -1‬تعريف الرقابة على الوجود المادي للوقائع‪ :‬يتحّقق القاضي اإلداري من صحة األسس الواقعية التي‬
‫تحتج بها السلطة اإلدارية لـتبرير قرارها‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬تقييمها لهذه الحقائق‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité interne », JurisClasseur‬‬
‫‪Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 1152, date du fascicule : 27 novembre 2006, date de la dernière mise à jour :‬‬
‫‪6 juillet 2009, n° 111, p 32.‬‬
‫‪- 567 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المقيدة لممارسة‬
‫ّ‬ ‫فمن البديهي عندما يقوم القاضي اإلداري بفحص مشروعية الق اررات اإلدارية‬
‫حرية التنقل‪ ،‬أن ينظر أوًال في صحة الوقائع التي استندت عليها اإلدارة في قرارها‪ ،‬وهل تلك الوقائع‬
‫‪1‬‬
‫فعال أم ال ؟‬
‫موجودة ً‬
‫الحد األدنى للرقابة القضائية على ركن‬
‫تشكل الرقابة القضائية على الوجود المادي للوقائع ّ‬
‫السبب‪ ،‬إذ تخضع لها كافة الق اررات اإلدارية دون استثناء‪ ،‬حيث يبطل القاضي اإلداري الق اررات التي‬
‫تبرر إصدارها‪.2‬‬
‫تنعدم فيها الوقائع المادية أو القانونية التي ّ‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن رقابة القاضي اإلداري على الوقائع في الق اررات الصادرة ً‬
‫بناء على سلطة‬

‫مقيدة هو أمر مسلم به منذ وقت طويل‪ ،‬فحينما يقضي القانون بضرورة قيام وقائع أو توافر حاالت ّ‬
‫معينة‬ ‫ّ‬
‫مخالفا للقانون‪ ،‬فإذا‬
‫ً‬ ‫فإن عدم وجود الوقائع أو عدم صحتها يجعل القرار‬
‫كشرط لمشروعية القرار‪ّ ،‬‬
‫اشترطت النصوص القانونية تسوية حالة أصحاب مؤهالت وصفتها بأنها متوسطة أو عليا على نحو‬
‫بأن يكون أقل من المتوسط أصبح قرار‬
‫معين وتخلف في المؤهل الحاصل عليه الموظف هذا الوصف ّ‬ ‫ّ‬
‫باطال ألن الواقعة التي استند عليها مخالفة للقانون‪.‬‬
‫تسوية الحالة ً‬
‫مقيدة‪ ،‬وإنما‬
‫اء على سلطة ّ‬ ‫ومن هنا فاإلشكالية ليست في الرقابة على وقائع الق اررات الصادرة بن ً‬
‫بناء على سلطة تقديرية‪ ،‬ففي هذه الق اررات ال يعّلق فيها‬ ‫اإلشكال يظهر في الرقابة على الوقائع الصادرة ً‬
‫معينة بذاتها‪ ،‬وال تقوم رابطة قانونية ظاهرة في هذه الوقائع والقرار‪،‬‬‫القانون سالمة القرار على قيام وقائع ّ‬
‫متدخال بصورة مباشرة في‬
‫ً‬ ‫فإذا راقب القاضي اإلداري هذه الوقائع بفحص وجودها وتكييفها وتبريرها كان‬
‫النطاق التقديري لإلدارة‪.3‬‬

‫يرى األستاذ ‪ Fabrice MELLERAY‬بأ ّن ّ‬


‫تكريس رقابة الوجود المادي للوقائع قد هدم فكرة‬
‫ترسخت في القانون اإلداري أال وهي وصف قاضي اإللغاء بأنه قاضي قانون وليس قاضي وقائع‪،‬‬
‫لطالما ّ‬
‫على عكس قاضي القضاء الكامل الذي يعتبر قاضي للقانون والوقائع في الوقت نفسه‪ .4‬فقاضي اإللغاء‬
‫كان دوره ينحصر في التحّقق من التطبيق الصحيح للقانون‪ ،‬بمنطق مشابه لمنطق دوره كقاضي نقض‪.5‬‬

‫‪ -1‬كريم ناصر حسناوي كاظم المحنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.149-148‬‬
‫‪ -3‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.839‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Fabrice MELLERAY, op.cit, n° 35, p 13.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Pierre-Laurent FRIER, « Motifs : contrôle », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, septembre 2005,‬‬
‫‪actualisation octobre 2014, n° 33, p 11.‬‬
‫‪- 568 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬ظهور وتطور رقابة الوجود المادي للوقائع في قضاء مجلس الدولة الفرنسي‪ :‬لم يبسط القاضي‬
‫نسبيا يرجع إلى أوائل القرن‬
‫اإلداري في فرنسا رقابته على أسباب القرار اإلداري ّإال في تاريخ حديث ً‬
‫تخوًفا‬
‫ظل مجلس الدولة الفرنسي يرفض بسط رقابته على الوقائع ّ‬
‫الماضي‪ ،‬أما قبل ذلك ولمدة طويلة فقد ّ‬
‫قاضيا‬
‫ً‬ ‫منه من الخوض في المسائل التقديرية‪ ،‬فاقتصرت رقابته على الجانب القانوني للنزاع بوصفه‬
‫تستقل اإلدارة بتقديرها دون معّقب‬
‫ّ‬ ‫للقانون دون الوقائع‪ ،‬ولهذا فقد اعتبر الوقائع من عناصر المالءمة التي‬
‫تطور نظرة مجلس الدولة في رقابته على أعمال اإلدارة‪ ،‬وتخّلصه من‬
‫عليها من القضاء‪ .‬لكن مع ّ‬
‫االعتبارات المرتبطة بالظروف التاريخية التي عاصرت نشأته‪ ،‬بدأ يعترف لنفسه بشكل تدريجي بسلطة‬
‫تتأسس عليها الق اررات اإلدارية‪ ،‬وصحة تكييف اإلدارة لهذه الوقائع‪.1‬‬
‫فحص الوقائع التي ّ‬
‫ظهرت الرقابة على الوجود المادي للوقائع في قضاء مجلس الدولة الفرنسي مع بداية القرن‬
‫‪2‬‬
‫تتلخص وقائعها في صدور قرار‬
‫الماضي‪ ،‬وكان ذلك بمناسبة قرراه الصادر في قضية ‪ ، Monod‬والتي ّ‬
‫الشأن‪ّ ،‬إال أن المعني‬
‫ّ‬ ‫تقدم بطلب في هذا‬
‫بإحالة المحافظ ‪ Monod‬على التقاعد بحجة أن هذا األخير ّ‬
‫فإن القرار الصادر‬
‫بأي طلب لإلحالة على التقاعد‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫يتقدم ّ‬
‫طعن في هذا القرار على أساس أنه لم ّ‬
‫بإحالته على التقاعد هو قرار غير مشروع ألنه استند على واقعة ادعتها اإلدارة‪ ،‬وهي واقعة ال أساس لها‬
‫في الواقع‪ ،‬األمر الذي يمكن اعتباره بمثابة فصل من الوظيفة ينطوي على جزاء تأديبي‪ .‬وقد قام مجلس‬
‫فإن‬
‫الدولة بالبحث في الواقعة التي ادعتها اإلدارة‪ ،‬وإن كان قد انتهي إلى اعتبار هذه الواقعة صحيحة‪ّ ،‬‬
‫مخالفا بذلك‬
‫ً‬ ‫األمر المثير لالنتباه هو أن القاضي اإلداري بحث في صحة ما ادعته اإلدارة من وقائع‬
‫الصدد‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫اجتهاده السابق في هذا‬
‫بالتصدي لواقعة تقديم طلب‬
‫ّ‬ ‫الشيء الجدير بالتنويه في قرار ‪ ،Monod‬هو قيام القاضي اإلداري‬
‫أن الخطأ في هذه القضية ليس في وقائع القرار‪،‬‬
‫قرر ب ّ‬
‫تم ذكرها كسبب للقرار‪ ،‬وإن كان قد ّ‬
‫االستقالة التي ّ‬
‫أن الخطأ في الوقائع يمكن أن يعيب القرار في ظروف أخرى‪.‬‬
‫وهو ما يستخلص منه بمفهوم المخالفة ب ّ‬
‫ابتداء من القرار الصادر في القضية المذكورة أعاله‪ ،‬بدأ مجلس الدولة الفرنسي في رقابته للوجود‬
‫و ً‬
‫المادي للوقائع‪ ،‬إذ أصبح يشترط لصحة الق اررات اإلدارية ضرورة استنادها على وقائع صحيحة‪ ،‬سواء‬

‫‪ -1‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق ار ارت اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.505-504‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 28 juin 1907, Monod, Rec. C.E, p 616.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Roger BONNARD, « Le pouvoir discrétionnaire des autorités administratives et recours pour excès de‬‬
‫‪pouvoir», R.D.P, 1923, p 373.‬‬
‫‪- 569 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المقيد لإلدارة أم اختصاصها التقديري‪ ،1‬ويظهر ذلك على وجه‬


‫ّ‬ ‫كان ذلك في إطار االختصاص‬
‫الخصوص من خالل قرار مجلس الدولة الفرنسي الشهير في قضية ‪ Camino‬المؤرخ في ‪ 14‬جانفي‬
‫‪ ،1916‬والذي ألغى بموجبه قرار عزل المدعي من منصبه كرئيس لبلدية ‪Département ( Hendaye‬‬

‫‪ ،) des Pyrénées-Atlantiques en région Nouvelle-Aquitaine‬وذلك لعدم تبوث الوقائع التي استند‬


‫عليها قرار المحافظ‪ ،‬وهي عدم احترام حرمة الموتى أثناء مراسيم عملية دفن‪ ،‬وتوجيه إهانات لسائق سيارة‬
‫اإلسعاف‪.2‬‬
‫فوضو الحكومة لدى مجلس الدولة الفرنسي بالتعبير على هذا المبدأ الجديد‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فقد درج م ّ‬
‫ً‬
‫الحد األدنى من الرقابة‬
‫بأن التحقق من الوجود المادي للوقائع هو أحد عناصر ّ‬
‫في تقاريرهم‪ ،‬وذلك بالقول ّ‬
‫يتعين على القاضي اإلداري القيام بها في جميع الحاالت عند رقابة الق اررات اإلدارية‪ .‬فإذا أصدرت‬
‫التي ّ‬
‫فإن تلك الق اررات‬
‫اإلدارة ق اررات إدارية‪ ،‬واستندت في ذلك على وقائع غير صحيحة من الناحية المادية‪ّ ،‬‬
‫بناء على خطأ في تقدير الوقائع‪.3‬‬
‫تعد غير مشروعة‪ ،‬سواء كانت اإلدارة حسنة النية أو كان ذلك ً‬
‫أما في مجال الضبط اإلداري‪ ،‬فقد أخذ مجلس الدولة الفرنسي بمبدأ عام يفرض بموجبه رقابته‬
‫على الوجود المادي للوقائع‪ ،‬وذلك بتقييد السلطات اإلدارية بضرورة االستناد على وقائع قائمة وحقيقية‪،‬‬
‫مشروعا ّإال إذا كان هناك تهديد للنظام العام‪ ،4‬وهنا يقّدر‬
‫ً‬ ‫تدخل اإلدارة ال يكون‬
‫وذهب إلى اعتبار ّ‬
‫تهديدا للنظام العام من‬
‫ً‬ ‫بناء عليها تمثل‬ ‫القاضي اإلداري ما إذا كانت الظروف المادية التي ّ‬
‫تدخلت اإلدارة ً‬
‫عدمه‪.5‬‬
‫ظل‬
‫إذا كان هذا هو موقف مجلس الدولة الفرنسي بالنسبة للرقابة على الوجود المادي للوقائع في ّ‬
‫تتقرر في الفترة الزمنية نفسها‪ ،‬ذلك ألن‬
‫ظل الظروف االستثنائية لم ّ‬
‫الظروف العادية‪ ،‬فإ ّن رقابته في ّ‬
‫ظل الظروف االستثنائية مثل‬ ‫القاضي اإلداري لم يكن يراقب الوجود المادي للوقائع الصادرة في ّ‬

‫‪ -1‬إن السبب الذي جعل مجلس الدولة الفرنسي يمتنع عن رقابة الوقائع في الماضي‪ ،‬يتمثل في نظرة القاضي اإلداري للمجال الذي‬
‫تتحرك ضمنه الرقابة القضائية‪ ،‬حيث كان يعتبر نفس ه قاضي موضوع وليس وقائع‪ ،‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬فإنه كان يعتبر بأنه لو قام‬‫ّ‬
‫بممارسة الرقابة على سبب القرار اإلداري من ناحية الصحة المادية للوقائع‪ ،‬فإنه يكون بذلك قد اعتدى على سلطات اإلدارة‪ ،‬وذلك‬
‫سائدا في تلك الحقبة الزمنية‪.‬‬
‫بالنظر للتفسير الصارم لمجال اختصاص الوظيفة اإلدارية والوظيفة القضائية الذي كان ً‬
‫ّ‬
‫‪Pour plus de détails, voir Charles DEBBASCH, Jean-Claude RICCI, op.cit, p 691.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 14 janvier 1916, Camino, G.A.J.A, op.cit, p 178, concl Corneille, note Jèze.‬‬
‫‪ -3‬مراد بدران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ -4‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 6 août 1941, Borgaturu.‬‬
‫ذكره أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪- 570 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بناء على قانون حالة الطوارئ‪ .‬فلقد كان مجلس الدولة يكتفي بالنسبة لتلك الق اررات‬
‫اإلجراءات الصادرة ً‬
‫باشتراط أن تكون اإلدارة قد استندت على وقائع لتبرير ذلك‪ ،‬دون أن يقوم بالتحّقق من الوجود الفعلي لهذه‬
‫ّ‬
‫بأن تكون الوقائع التي ادعتها اإلدارة تندرج ضمن‬
‫فإن القاضي اإلداري كان يكتفي ّ‬
‫الوقائع‪ .‬وبعبارة أخرى‪ّ ،‬‬
‫ومبرر إلصدار القرار اإلداري دون أن يراقب مدى قيام هذه الوقائع‬
‫طائفة الوقائع التي تصلح كسبب ّ‬
‫فعال‪.1‬‬
‫ً‬
‫من المسائل التي امتنع فيها مجلس الدولة الفرنسي عن رقابة الوجود المادي للوقائع‪ ،‬ق اررات‬

‫االعتقال اإلداري التي تتخذها اإلدارة تطبيًقا ّ‬


‫لنص المادة ‪ 16‬من الدستور‪ .‬ففي قضية ‪ Touchou‬والذي‬
‫يتضمن اعتقال السيد ‪ Touchou‬إدارًيا‪ ،‬انتهى‬
‫ّ‬ ‫تتلخص وقائعها في صدور قرار من طرف وزير الداخلية‬ ‫ّ‬
‫مجلس الدولة إلى تأييد هذا القرار بحجة أن الوقائع المادية التي يستند عليها القرار تدخل ضمن نطاق‬
‫إجراءات االعتقال اإلداري‪ .‬وفي التقرير الذي قدمه مفوض الحكومة لدى مجلس الدولة السيد ‪Galmot‬‬

‫الس ّري التي‬


‫بشأن هذه القضية‪ ،‬أشار إلى أن المدعي كانت له عالقة ببعض اإلرهابيين في منظمة الجيش ّ‬ ‫ّ‬
‫أن هذه القرائن كافية وال تحتاج إلى مطالبة اإلدارة بتقديم‬
‫كانت تعارض منح االستقالل للجزائر‪ ،‬واعتبر ب ّ‬
‫دليل آخر على قيام الوقائع التي يستند إليها قرار االعتقال اإلداري‪.2‬‬
‫تعرض موقف مجلس الدولة الفرنسي لنقد شديد من طرف الفقه‪ ،‬والذي اعتبر بأنه إذا كان‬
‫صحيحا أن الق اررات التي تتخذها اإلدارة في إطار نصوص الحالة االستثنائية تستفيد من اتساع في‬
‫ً‬
‫الحد األدنى من الرقابة التي يجب‬
‫السلطات‪ ،‬لكن الوجود المادي للوقائع التي تذرعت بها اإلدارة يمثل ّ‬

‫على القاضي اإلداري القيام به ‪ ،‬إضافة إلى أنه ال يوجد ّ‬


‫‪3‬‬
‫أي مقتضي تشريعي أو تنظيمي يحول بين‬
‫القاضي اإلداري ورقابته للوقائع المادية‪ ،‬كما أن هذا األخير عندما يكون قاض أول وآخر درجة فهو يكون‬
‫في مواجهة وقائع قامت اإلدارة بتقديرها دون وجود رقابة قضائية عليها األمر الذي ينتج عنه ال محالة‬
‫إجحاف بحقوق المتقاضي وهدر لحقوقه وحرياته‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد حسنين عبد العال‪ ،‬نطاق الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،1991 ،‬‬
‫ص ‪ 8‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ème‬‬
‫‪Jean-Marie AUBY, Roland DRAGO, Traité de contentieux administratif, vol 2, 2‬‬ ‫‪éd, L.G.D.J, Paris, 1975, p‬‬
‫‪67.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 22 avril 1966, Touchou, R.D.P, 1966, p 594.‬‬
‫‪ -3‬مراد بدران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.317‬‬
‫‪ -4‬وافية داهل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪- 571 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫نتيجة للنقد الذي واجهه مجلس الدولة الفرنسي فقد تخّلى عن مسلكه السابق وأصبح يراقب الوجود‬
‫ظل الظروف االستثنائية‪ ،‬وكانت أول خطوة في هذا‬
‫المادي للوقائع بالنسبة للق اررات اإلدارية الصادرة في ّ‬
‫لخص‬ ‫فوض الحكومة السيد ‪ ،Chardeau‬وتت ّ‬
‫الصدد هي ق ارره في قضية ‪ ،Grange‬والذي أخذ فيها برأي م ّ‬
‫ّ‬
‫ار يقضي بتحديد إقامة السيد ‪ Grange‬بحجة انتمائه لتنظيم ّس ّري‬‫وقائعها في إصدار وزير الداخلية قرًا‬
‫هدفه اإلخالل باألمن ومساعدة المجاهدين في الج ازئر دون تحديد دقيق للوقائع‪ ،‬األمر الذي جعل مجلس‬
‫يتوصل إلى عدم صحة الوقائع التي ادعتها اإلدارة‪ ،‬وبالتالي ألغى قرار االعتقال‪.1‬‬
‫الدولة ّ‬
‫ماديا أصحبت قاعدة عامة في فرنسا‪ ،‬وإذا‬‫إن مسألة استناد القرار اإلداري إلى وقائع صحيحة ً‬ ‫ّ‬
‫كان القاضي اإلداري يشترط للحكم بمشروعية القرار اإلداري‪ ،‬أن تكون الوقائع التي ادعتها اإلدارة‬

‫صحيحة‪ ،‬فإنه أصبح يشترط زيادة على ذلك أن تكون تلك الوقائع ّ‬
‫محددة بشكل دقيق‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬أصدر مجلس الدولة الفرنسي عديد الق اررات خالل مرحلة االضطرابات التي‬
‫المتطرفة في أعقاب إعالن استقالل الجزائر‪ ،‬فقد ألغى ق اررات االعتقال‬
‫ّ‬ ‫الس ّري‬
‫قامت بها منظمة الجيش ّ‬
‫اإلداري وتحديد اإلقامة التي أصدرتها اإلدارة على أساس بعض ال ّ‬
‫تحرّيات التي قامت بها الجهات األمنية‪.‬‬
‫فصل‪ ،‬أما إذا‬ ‫فالقاضي اإلداري يشترط ً‬
‫دائما بأن تذكر اإلدارة الوقائع التي تنسبها إلى األفراد بشكل م ّ‬
‫اكتفت بترديد عبارات عامة ومبهمة فإنه يقوم بإلغاء القرار اإلداري‪.2‬‬
‫أصبحت رقابة القاضي اإلداري على عيب السبب يسيرة بصورة واضحة‪ ،‬وذلك بعد تدخل المشرع‬
‫الفرنسي بموجب القانون رقم ‪ 587-79‬المؤرخ في ‪ 11‬جويلية ‪ 1979‬والمتعلق بتسبيب الق اررات اإلدارية‬
‫وتحسين العالقات بين اإلدارة والجمهور المذكور سابًقا‪ ،‬إذ ألزم اإلدارة بتسبيب ق ارراتها الفردية التي من‬
‫شأنها أن تلحق الضرر بالحقوق والحريات العامة لألفراد‪ ،‬حيث أصبحت القاعدة العامة في إثبات‬
‫مشروعية أسباب هذه الق اررات تقع على عاتق اإلدارة‪.‬‬
‫يقود هذا القضاء حول رقابة الوجود المادي للوقائع إلى مالحظات ثالث وهي‪:‬‬
‫العملية من الخطأ في التكييف القانوني للوقائع‪ ،‬ويكون أكثر‬
‫ّ‬ ‫أقل حدوثًا من الناحية‬
‫‪ -‬الخطأ في الوقائع ّ‬
‫أن تذكر في قرارها الوقائع المادية الصحيحة للقرار‪ ،‬من البحث عن كيفية إعطاء‬
‫بساطة بالنسبة لإلدارة ب ّ‬
‫التكييف القانوني لتلك الوقائع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 30 juin 1959, Grange, Rec. C.E, p 85, concl Chardeau.‬‬
‫‪- C.E, 13 juillet 1965, Magne de la Croix, Rec.C.E, p 461 ; C.E, 22 avril 1965, Ministre de l’Intérieur c/ Mony,‬‬
‫‪2‬‬

‫‪La Revue administrative, 19 ème Année, n° 111 (mai-juin 1966), p 277.‬‬


‫‪- 572 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫قاضيا للوقائع‪ ،‬وهذا ما ينبئ بنوع من‬


‫ً‬ ‫‪ -‬من أهم مفاعيل قرار ‪ Camino‬أنه يجعل من القاضي اإلداري‬
‫الجرأة‪ ،‬فالقاضي ال يبقى ضمن دوره الكالسيكي المتمثل في تطبيق القانون‪.‬‬
‫محددة في عملية إصدار قرار كان باستطاعتها اتخاذه حتى ولو في‬
‫‪ -‬إذا استندت اإلدارة إلى واقعة ّ‬
‫غياب تلك الواقعة‪ ،‬فإنه يشترط لمشروعية هذا القرار أن تكون الواقعة المقحمة صحيحة‪.1‬‬
‫بدءا من سنة ‪ 1907‬تحوًال جذرًيا في منهجه‬
‫أن مجلس الدولة الفرنسي سجل ً‬ ‫وعليه‪ ،‬يمكن القول ب ّ‬
‫الرقابي وذلك ببسط رقابته على الوقائع التي ال يشترطها القانون كسبب لتدخل اإلدارة‪ ،‬أي على الوقائع‬
‫الصدد على‬
‫ّ‬ ‫استقر في هذا‬
‫التي تتبناها اإلدارة بمحض إرادتها واختيارها‪ ،‬وبمطلق حريتها في التقدير‪ .‬و ّ‬
‫إلغاء القرار اإلداري إذا ثبت ب ّ‬
‫أن اإلدارة قد استندت في تبريره إلى وقائع غير صحيحة من الناحية المادية‪،‬‬
‫ويستوي في ذلك أن تكون اإلدارة حسنت النية‪ ،‬أي اعتقدت خطأ قيام الوقائع التي تدعيها‪ ،‬أو على العكس‬
‫أصال‪.2‬‬
‫سيئة النية‪ ،‬أي كانت عالمة بعدم وجود هذه الوقائع ً‬
‫كانت ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬موقف القاضي اإلداري من رقابة الوجود المادي للوقائع في الق اررات اإلدارية‬
‫المقيدة لحرية التنقل‬
‫ّ‬ ‫لمعرفة كيفية تطبيق القاضي اإلداري لرقابة الوجود المادي للوقائع في الق اررات‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬ ‫سنتناولها ضمن القضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬المصري و ًا‬
‫أخير الجزائري‪ ،‬وذلك على ّ‬
‫أ‪ -‬موقف القاضي اإلداري الفرنسي‪ّ :‬‬
‫إن األسباب الواقعية التي يستند عليها المحافظ في إصدار قرار‬
‫الطرد إلى خارج الحدود يجب أن تذكر بدّقة‪ ،‬فاإلدارة ترتكب خطأ عندما تصف المدعي األجنبي بأنه‬
‫متزوج‪ ،3‬أو األجنبي الذي تعتبر اإلدارة بأنه دخل بطريقة غير قانونية ولكنه في‬
‫أعزب ولكنه في الحقيقة ّ‬
‫ماديا‪.4‬‬
‫مبنيا على وقائع غير صحيحة ً‬ ‫الحقيقة يحمل تأشيرة دخول‪ ،‬مما يجعل قرار الطرد ً‬
‫فإن القاضي اإلداري يمارس رقابته العادية بخصوص هذا اإلجراء‪،‬‬
‫أما بالنسبة لقرار اإلبعاد ّ‬
‫يظهر ذلك من خالل قرار مجلس الدولة الفرنسي المؤرخ في ‪ 13‬نوفمبر ‪ 1985‬في قضية‬
‫‪ ،Barrutiabengoa‬حيث راقب القاضي ما إذا كان قرار اإلبعاد المطعون فيه يقوم على سبب صحيح‪،‬‬
‫كمبرر لهذا القرار‪.5‬‬
‫وذلك عن طريق التحّقق من وجود وصحة الوقائع المادية التي قدمتها اإلدارة ّ‬

‫‪ -1‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.366-365‬‬
‫‪ -2‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.845‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 11 octobre 1991, Préfet Doubs c/ Aslandogna, req n° 125404.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 29 novembre 1991, Préfet Aisne c/ Strzyzowski, req n° 126277.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 13 novembre 1985, barrutiabengoa Zabarte, Rec.C.E, p 321.‬‬
‫‪- 573 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫دائما في إطار رقابة الوجود المادي للوقائع التي يستند عليها قرار إبعاد أجنبي‪ ،‬يعمل القاضي‬
‫ً‬
‫فعال بإجراء دراسة خاصة حول أوضاع‬ ‫المختصة قامت ً‬
‫ّ‬ ‫اإلداري على التأكد من ّ‬
‫أن السلطات اإلدارية‬
‫وتصرفات الشخص المعني‪ ،‬والتي ادعت اإلدارة بأنها تنطوي على تهديد للنظام العام‪ ،‬ففي قضية ‪Omer‬‬
‫ّ‬
‫‪ Kilic‬عمل القاضي على التحّقق من الوقائع المنسوبة لألجنبي بخصوص االعتداء بالعنف على قاصر‪.‬‬
‫وواقعة أن المؤسسة التي كان يعمل بها أعادت إدماجه بعد خروجه من السجن‪ ،‬كما أنه أب لستة أوالد‬
‫أن يؤخذ بعين االعتبار‪.1‬‬
‫أن سعيه إلى االندماج في المجتمع يجب ّ‬
‫بينهم أربعة قصر‪ ،‬كما ّ‬
‫ار يتعّلق بطرد أجنبي إلى خارج‬
‫وكمثال بارز على هذه الرقابة فقد ألغى مجلس الدولة الفرنسي قرًا‬
‫المبررة لهذا القرار‪ ،‬حيث‬
‫بناء على الخطأ الذي ارتكبه المحافظ في تقدير وجود الوقائع المادية ّ‬
‫الحدود ً‬
‫تبرر‬
‫أن هذا األخير يتمتّع بتأشيرة دخول قصيرة المدة‪ّ ،‬‬
‫أن إقامة األجنبي غير قانونية في حين ّ‬
‫ادعى ب ّ‬
‫اإلقامة‪.2‬‬
‫استقر على مبدأ رقابة وجود‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬موقف القاضي اإلداري المصري‪ :‬إذا كان مجلس الدولة الفرنسي قد‬
‫للحد من السلطة المطلقة التي‬
‫قيد تقليدي ّ‬
‫وصحة الوقائع المادية التي تدعيها اإلدارة لق ارراتها‪ ،‬باعتباره أول ّ‬
‫فإن القضاء اإلداري المصري لم يتخّلف عن هذا االتجاه‪ ،‬بل‬
‫كانت تتمتع بها اإلدارة في هذا الخصوص‪ّ ،‬‬
‫اعتنقه بمجرد نشأته‪ ،‬حيث فرض رقابته على صحة الوجود المادي للوقائع التي تذرعت بها اإلدارة‪،‬‬
‫الشأن‪.3‬‬
‫استقر عليها نظيره الفرنسي في هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫مسترشدا في ذلك بالمبادئ واألسس التي‬
‫ً‬
‫قام مجلس الدولة المصري برقابة الوجود المادي للوقائع التي تستند إليها اإلدارة في ق ارراتها‪،‬‬
‫صوصا الق اررات الضبطية‪ ،‬حيث حرص على ضرورة قيام هذه الق اررات على وقائع صحيحة تكشف عن‬
‫ً‬ ‫خ‬
‫وجود إخالل أو تهديد باإلخالل للنظام العام‪ ،‬وقد تشدد القاضي اإلداري بشكل خاص بالنسبة لهذه‬
‫جدية باعتبار تعّلقه بالحريات العامة لألفراد‪.4‬‬ ‫أن يكون القرار ً‬
‫مبنيا على أسباب ّ‬ ‫الق اررات عندما اشترط ب ّ‬
‫بالنسبة للرقابة على الوجود المادي للوقائع المتعّلقة بق اررات المنع من السفر‪ ،‬درجت محكمة‬
‫القضاء اإلداري على التمسك بحقها في الرقابة على صحة الوقائع التي استندت عليها اإلدارة كأساس‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.A.A, Lyon, 19 février 1998, Omer Kilic, req n° 97LY01076.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 29 novembre 1991, n° 126277, Préfet Aisne c/ S. Juris-Data n° 1991-049592.‬‬
‫‪ -3‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.846‬‬
‫‪ -4‬محمد محمد بدران‪ ،‬مضمون فكرة النظام العام ودورها في مجال الضبط اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة بين القانونين المصري والفرنسي‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1992 ،‬ص ‪.303‬‬
‫‪- 574 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لهذه الق اررات‪ ،‬وذلك على أساس أن حرية التنقل والسفر خارج البالد هي فرع من الحرية الشخصية‪ ،‬ومن‬

‫ثم فإنه ال يجوز مصادرتها أو تقييدها دون ّ‬


‫مبرر قانوني‪.‬‬
‫ذهبت محكمة القضاء اإلداري في رقابتها للوجود المادي للوقائع التي استند عليها قرار المنع من‬
‫تم التوصل إليها عن طريق‬
‫جرد شبهات ّ‬
‫السفر إلى إلغاء هذا القرار‪ ،‬وذلك عندما تقتصر اإلدارة على م ّ‬
‫بأن‪ " :‬ومن حيث إن‬
‫تحرّيات إدارية غير مجدية ومجهولة المصدر ولم يقم عليها أي دليل‪ ،‬حيث قضت ّ‬‫ّ‬
‫الثابت من ظاهر األوراق أن القرار المطعون فيه غير قائم على أسباب ج ّ‬
‫دية وقرائن مادية تسوغ للجهة‬
‫اإلدارية الحق في إهدار حرية المدعي في التنقل والسفر إلى الخارج‪.1"...‬‬
‫مستمر للسلطة التقديرية المطلقة لجهة اإلدارة‬
‫ّ‬ ‫تصدت محكمة القضاء اإلداري بشكل‬
‫وعليه‪ ،‬فقد ّ‬
‫في خصوص الرقابة على الوقائع المادية التي تقوم عليها أسباب قرار المنع من السفر‪ ،‬والتعمق في‬
‫يتمخض عنها من دالئل وبراهين تقدمها اإلدارة‪.‬‬
‫التحرّيات وما ّ‬
‫ّ‬ ‫فحص‬
‫حيانا عن بسط رقابتها على الوجود‬
‫أما بالنسبة لموقف المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬فقد امتنعت أ ً‬
‫المادي للوقائع التي استندت عليها اإلدارة في شأن ق اررات المنع من السفر إلى الخارج‪ ،‬وذلك على عكس‬
‫الشأن‪.2‬‬
‫دائما في هذا ّ‬ ‫موقف محكمة القضاء اإلداري الذي كان م ً‬
‫تشددا ً‬
‫ـأن‪ " :‬الترخيص أو عدم‬
‫قررت بخصوص امتناعها عن رقابة الوجود المادي للوقائع ب ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫متفقا مع الصالح العام‪،‬‬
‫الترخيص بالسفر للخارج هو من األمور المتروكة لتقدير اإلدارة حسبما ت اره ً‬
‫فلها أن ترفض الترخيص إذا قامت لديها من األسباب ما يبرر ذلك‪ .‬وقد بان للمحكمة من األوراق أن‬
‫وزارة الداخلية استخلصتها من التحريات التي تجمعت لدى إدارة المباحث العامة‪ ،‬وال تثريب على الوزارة‬
‫إذا كانت قد اطمأنت فيما انتهت إليه‪.3"...‬‬

‫هناك من الفقه المصري من ّبرر هذا الموقف برغبة المحكمة اإلدارية العليا في ّ‬
‫تجنب الصدام مع‬
‫كرسته محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬من رقابة الوجود‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬لهذا فقد تراجعت عن االتجاه الذي ّ‬
‫المادي للوقائع التي تشكل ركن السبب في ق اررات الضبط اإلداري التي تصدر في مواجهة المواطنين‬

‫‪ -1‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬قضية رقم ‪ 575‬لسنة ‪ 40‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 16‬جانفي ‪ ،1987‬مجموعة مبادئ السنة ‪ ،11‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -2‬أحمد جاد منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.477‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 1977‬لسنة ‪ 6‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في األول ديسمبر ‪ ،1960‬مجموعة مبادئ السنة ‪ ،7‬ص ‪.159‬‬
‫‪- 575 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫حيانا أخرى عن ممارسة هذا ّ‬


‫الحد‬ ‫أحيانا وامتنعت أ ً‬
‫ً‬ ‫بخصوص منعهم من السفر إلى الخارج‪ ،‬فتساهلت‬
‫األدنى من الرقابة على أسباب القرار اإلداري‪.1‬‬
‫لكن هذا الوضع تغير بعد صدور دستور سنة ‪ ،1971‬إذ تخّلت المحكمة اإلدارية العليا عن‬
‫موقفها السابق‪ ،‬واتّجهت إلى فرض رقابتها على الوجود المادي للوقائع التي يقوم عليها قرار المنع من‬
‫السفر‪ ،‬حيث قضت بأنه‪ " :‬إن سحب جواز سفر المطعون ضدها وإدراج اسمها بقوائم الممنوعين من‬
‫السفر قد اتخذته الجهة اإلدارية المختصة قانوًنا في ضوء ما قام من أسباب ودواعي واعتبارات لها‬
‫أصول ثابتة باألو ارق والبيانات الرسمية المودعة بملف المطعون فيها‪ ،‬تدل على االنزالق إلى مسالك‬
‫مشبوهة‪ ،‬والتردي في مجاالت السوء‪ ،‬مما يبرر إصدار هذا القرار"‪ ،2‬وقد تأكد هذا االتجاه في أحكام‬
‫جدية‬
‫مستندا على دالئل ّ‬
‫ً‬ ‫أخرى‪ ،‬إذ قضت بأنه يكفي لصحة القرار الصادر بسحب جواز السفر أن يكون‬
‫وقرائن مادية من شأنها أن تؤدي إلى قيام الحالة الواقعية أو القانونية التي دعت اإلدارة إلى اتخاذه‪.3‬‬

‫وبذلك تكون المحكمة اإلدارية العليا قد ّ‬


‫فرضت رقابتها على الوجود المادي للوقائع‪ ،‬من خالل‬
‫تأكيدها على أن األسباب التي استندت إليها اإلدارة في إصدار ق ارراتها بالمنع من السفر‪ ،‬قد قامت إلى‬
‫ّ‬
‫تحرّيات كافية من شأنها أن تؤدي إلى قيام الحالة الواقعية أو القانونية‪ ،‬وأن‬
‫جدية أو قرائن مادية أو ّ‬
‫دالئل ّ‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫التحرّيات اإلدارية واألمنية التي قامت بها اإلدارة لها أصل ثابت في أوراق ملف ّ‬
‫ّ‬
‫أما بخصوص الرقابة على الوجود المادي للوقائع المتعّلقة بق اررات ترحيل األجانب‪ ،‬فقد تواتر‬

‫القضاء اإلداري المصري على إلغاء الق اررات اإلدارية التي تستند على وقائع غير صحيحة ً‬
‫ماديا‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فقد قضت محكمة القضاء اإلداري في حكمها المؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ 1994‬بأنه‪ " :‬من‬
‫المبادئ المقررة في القانون الدولي أن للدولة حق إبعاد من ترى إبعاده من األجانب غير المرغوب في‬
‫ومجتمعا من كل ما يضره‪ ،‬بما لها من‬
‫ً‬ ‫شعبا‬
‫وفقا لخطرهم وتأميًنا لسالمتها‪ ،‬وصيانة لكيانها ً‬
‫بقائهم ً‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحليم مسعود‪ ،‬إشكاليات الرقابة القضائية على مشروعية ق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه في القانون‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ‪.619‬‬
‫‪ -2‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 279‬لسنة ‪ 29‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر ‪ ،1982‬مجموعة مبادئ السنة ‪ ،28‬ص ‪.186‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 1483‬لسنة ‪ 29‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1984‬مجموعة مبادئ السنة ‪ ،29‬ص‬
‫‪.1048‬‬
‫‪- 576 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫حق السيادة ولها سلطة تقديرية في اإلبعاد‪ ،‬وال يرد على هذا الحق إال قيد استعماله بحيث يكون‬
‫قائما على أسباب جدية يقتضيها الصالح العام"‪.1‬‬
‫اإلبعاد ً‬
‫أن القاضي اإلداري ورغم اعترافه بالسلطة التقديرية الواسعة لإلدارة في إصدار‬‫ومن هنا يتّضح ب ّ‬
‫قائما على أسباب نابعة من حماية‬
‫مشروعا ّإال إذا كان ً‬
‫ً‬ ‫قرار إبعاد األجنبي‪ ،‬غير أن هذا القرار ال يكون‬
‫النظام العام‪.‬‬
‫كثير عن موقف محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬إذ‬ ‫أما موقف المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬فلم يختلف ًا‬
‫مستمدة من وقائع حقيقية ال وهمية أو‬
‫ّ‬ ‫جدية‬
‫تحرّيات وأسباب ّ‬
‫قائما على ّ‬‫أن يكون قرار اإلبعاد ً‬
‫اشترطت ب ّ‬
‫مباشر بما يراد االستدالل عليه‪.‬‬
‫ًا‬ ‫صورية‪ ،‬بحيث تكون الوقائع المنسوبة لألجنبي مرتبطة ارتبا ً‬
‫طا‬
‫التحرّيات‬
‫ّ‬ ‫أوضحت المحكمة اإلدارية العليا موقفها من مسلك اإلدارة في تأسيس قرارها على‬

‫اإلدارية للجهات األمنية‪ ،‬دون فحص لهذه الت ّ‬


‫حرّيات أو التحّقق من صحتها‪ ،‬إذ تصرح المحكمة في هذا‬
‫بأن‪ " :‬أمر تلك األسباب متروك لمحض تقدير جهة اإلدارة المختصة ولجنة اإلبعاد تترخص في‬
‫الصدد ّ‬
‫ّ‬
‫كلتيهما على مقتضى ما تطمئن إليه من قرائن ودالئل وفي مقدمتها ما ورد في تقرير إدارة مكافحة‬
‫المخدرات وكذا إدارة المباحث العامة بوزارة الداخلية"‪.2‬‬
‫وجه الفقه النقد التجاه المحكمة اإلدارية العليا في الحكم السابق‪ ،‬وذلك ألنها أخلطت بين تقدير‬
‫اإلدارة ألهمية السبب وهو ما تتمتع فيه بسلطة تقديرية‪ ،‬وبين قيام القاضي اإلداري بالتحّقق من الحالة‬
‫سببا لقرار اإلبعاد‪ ،‬وهو ما سارت عليه محكمة القضاء اإلداري ألنه يدخل ضمن‬
‫الواقعية التي تصلح ً‬
‫الحد األدنى من الرقابة التي يجب أن يمارسها القاضي على ق اررات اإلبعاد‪.3‬‬
‫نطاق ّ‬
‫بالنسبة لق اررات المنع من الدخول إلى اإلقليم فإ ّن هناك عدة اعتبارات متناقضة تتداخل فيما بينها‪،‬‬
‫فهناك اعتبارات األمن القومي وهي أهمها‪ ،‬حيث أفادت الجهة اإلدارية أن والد زوجة المطعون ضدها‬
‫أن هذه الزوجة لم ينسب لها ما يجعل دخولها البالد‬
‫معروف بتعاونه من مخابرات دولة معادية‪ ،‬في حين ّ‬
‫بأن والدها معروف بتعاونه مع مخابرات دولة أخرى‬
‫أن مجرد القول ّ‬
‫منطويا على تهديد لألمن العام‪ ،‬كما ّ‬
‫ً‬
‫فهذا قول مرسل‪ ،‬وكان الواجب ما دام لهذا الشخص مثل هذه الخطورة ّأال تسمح له السلطات بالدخول‬

‫‪ -1‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬قضية رقم ‪ 3531‬لسنة ‪ 47‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ،1994‬ذكره أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -2‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 24‬لسنة ‪ 8‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪ ،1964‬مجموعة مبادئ السنة ‪ ،9‬ص ‪.888‬‬
‫‪ -3‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪- 577 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫سائحا‪ّ ،‬إال أن الثابت أنه منح عدة تأشيرات لدخول البالد دون منازعة من الجهة‬
‫ً‬ ‫للبالد حتى ولو كان‬
‫يقم عليه أي دليل‪،‬‬
‫فإن المخاوف األمنية التي أبدتها الجهة اإلدارية كسبب لقرارها لم ّ‬
‫اإلدارية‪ .‬ومن ثم ّ‬
‫بحث يكون هذا االعتبار الهام هو السبب الوحيد لقرار الجهة اإلدارية بعدم السماح لزوجة المطعون ضده‬
‫بالدخول للبالد من أجل اإلقامة معه‪.1‬‬
‫يمكن القول بأنه لم يعد هناك في مصر _كما هو الحال في فرنسا_ أي استثناء على قاعدة‬
‫خضوع كافة الق اررات اإلدارية ًأيا كان موضوعها لرقابة الوجود المادي لوقائع‪ ،‬أي التّثبت من استناد القرار‬

‫اإلداري إلى وقائع صحيحة ً‬


‫قانونا‪.‬‬
‫ج‪ -‬موقف القاضي اإلداري الجزائري‪ :‬يرى األستاذ لحسين بن شيخ آث ملويا أن القاضي اإلداري‬
‫مستقل عن عيب مخالفة القانون‪ّ ،‬إال أننا نجد الكثير من‬
‫ّ‬ ‫الجزائري لم يعترف صراحة بعيب السبب كعيب‬

‫حاالت هذا العيب في ق اررات المجلس األعلى والمحكمة العليا‪ ،‬وكذا ق اررات مجلس الدولة‪ .‬نكون ّ‬
‫بصدد‬
‫عيب السبب المترتّب على الخطأ في الواقع عندما يصدر القرار اإلداري على أساس وقائع غير صحيحة‬
‫أو منعدمة‪ ،‬أو أنها صحيحة عند اتخاذ القرار اإلداري ثم صارت منعدمة بعد ذلك‪.2‬‬
‫في قضايا المنع من الدخول بالنسبة للمواطنين الجزائريين الذين كان لهم موقف معادي لثورة‬
‫بأن القاضي اإلداري رفض إلغاء هذه الق اررات بسبب التهديد الذي ينطوي عليه‬
‫التحرير الوطني‪ ،‬نجد ّ‬
‫وجود مثل هؤالء على النظام العام‪ ،‬حيث جاء في قرار المجلس األعلى رقم ‪ 49330‬المؤرخ في ‪11‬‬
‫أكتوبر ‪ " :1986‬حيث أنه يحق للسلطة اإلدارية رفض الدخول لكل مسافر ترى في دخوله إلى تراب‬
‫الجزائر مساسا باألمن العام وأن التقرير الذي تمتع به هذه السلطة قابل للنقاش أمام قاضي تجاوز‬
‫السلطة‪.3"...‬‬
‫كما نجد قرار مجلس الدولة رقم ‪ 5251‬المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ ،2003‬في قضية تتعّلق بمنع‬
‫مواطن جزائري الجنسية من الدخول إلى الجزائر على أساس أنه كان من فئة الخونة "الحركى" خالل ثورة‬
‫المتضمن منع الطاعن (أ‪.‬ع) من الدخول‬
‫ّ‬ ‫التحرير الوطني‪ ،‬حيث أيد القاضي اإلداري قرار وزير الداخلية‬
‫إلى اإلقليم الجزائري‪ ،‬إذ جاء في هذا الق ارر‪ " :‬وحيث أن هذا المبدأ يتعلق بمبدأ سيادة الدولة وحرية‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬حكم في الطعن رقم ‪ 979‬لسنة ‪ 48‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،2003‬ذكره محمد ماهر أبو العينين‪،‬‬
‫ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.879‬‬
‫‪ -2‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.397‬‬
‫‪ -3‬المجلس األعلى‪ ،‬قرار رقم ‪ ،49330‬مؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،1986‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪- 578 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تنقل األشخاص وهو يخضع الستثناءات إذ يكون لإلدارة المكلفة بالمحافظة على األمن العمومي‬
‫والنظام العام أن تتخذ جميع التدابير المالئمة دون تدخل القاضي اإلداري‪...‬وحيث أن دخول الطاعن‬
‫من شأنه أن يخل بالنظام العام‪.1 "...‬‬
‫أن القاضي اإلداري الجزائري زيادة على عدم ذكر عيب‬
‫يتّضح من خالل الق اررات المذكورة أعاله ب ّ‬
‫معمق في الوقائع التي استندت عليها اإلدارة في إصدار قرار‬
‫السبب بشكل صريح‪ ،‬فإنه ال يبحث بشكل ّ‬
‫المنع من الدخول إلى اإلقليم‪ ،‬بل يكتفي بذكر الوقائع بشكل عام ومطّلق وعالقة ذلك بتهديد النظام واألمن‬

‫العموميين‪ ،‬رغم أنه من شروط السبب في القرار اإلداري التحديد الدقيق‪ .‬فرغم أنه من المسّلم به ب ّ‬
‫أن‬
‫اإلدارة تتمتع بسلطة تقديرية واسعة في تحديد مفهوم النظام العام وطريقة حمايته‪ّ ،‬إال أنها تبقى في ذلك‬
‫خاضعة لرقابة القاضي اإلداري‪ ،‬وهو األمر الذي يظهر بشكل صريح في قرار مجلس الدولة الجزائري‬
‫أن التقدير الذي تجريه اإلدارة لألسباب التي يبنى عليها قرار المنع من الدخول‬
‫المذكور أعاله‪ ،‬إذ اعتبر ب ّ‬
‫ال يخضع لرقابة القاضي اإلداري‪.‬‬
‫بسط رقابة على الوجود المادي للوقائع التي يقوم عليها قرار‬
‫ّإال أن مجلس الدولة عاد الحًقا إلى ّ‬
‫المنع من الدخول إلى اإلقليم الوطني‪ ،‬يظهر ذلك من خالل القرار رقم ‪ 052342‬المؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر‬
‫‪ ،2009‬والذي جاء فيه‪ ... " :‬لكن حيث إنه عن هذه النقطة‪ ،‬يتمسك وزير الداخلية عن خطأ بأن‬
‫(ح‪.‬أ) كان عسكري في الجيش الفرنسي من سنة ‪ 1959‬إلى سنة ‪ 1962‬بما أنه ثابت من الملف أنه‬
‫في الواقع قام هذا األخير بتأدية الخدمة العسكرية بصفة جندي من الفئة الثانية بعين مليلة في الفترة‬
‫الممتدة ما بين ‪ 1958/05/28‬و‪...1960/09/24‬حيث أن القرار الضار بالمدعي والمتخذ من طرف‬
‫المدعى عليه على أساس متطلبات النظام العام ال سيما تهديد هذا النظام بسبب اعتبار المدعي‬
‫حركي‪ ،‬دون إثبات ذلك بما أن المدعي لم يكن محل مرسوم يجرده من حقوقه المدنية والسياسية‪ ،‬يجب‬
‫اعتباره ق ار ار خط ار مشوبا بعدم القانونية‪.2 "...‬‬

‫أن مجلس الدولة ألغى قرار المنع من الدخول إلى اإلقليم الجزائري ً‬
‫بناء‬ ‫يتبين ب ّ‬
‫بتحليل هذا القرار ّ‬
‫يشكله المدعي على النظام العام باعتباره كما تدعي اإلدارة من فئة "الحركى" أثناء ثورة‬
‫على الخطر الذي ّ‬
‫تبين للقاضي اإلداري عدم صحة هذه الوقائع من الناحية‬
‫التحرير الوطني‪ .‬لكن من خالل ملف القضية ّ‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،5251‬مؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ ،2003‬مذكور سابًقا‪.‬‬


‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،052342‬مؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2009‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪- 579 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بمجرد تأدية واجب الخدمة الوطنية ولم يكن منتسب لجيش‬


‫ّ‬ ‫المادية‪ ،‬وذلك ألن الشخص المعني قام‬
‫االحتالل الفرنسي‪ .‬وبالنتيجة ألغى مجلس الدولة قرار المنع من الدخول إلى اإلقليم‪.‬‬
‫أن القاضي اإلداري ألغى هذا القرار‬
‫بالنسبة للق اررات اإلدارية المتعّلقة بالمنع من السفر‪ ،‬نجد ب ّ‬
‫إن لم يشر إلى ذلك صراحة‪ ،‬حيث جاء في قرار مجلس الدولة رقم‬
‫بسبب عيب انعدام األسباب و ّ‬
‫‪ 091782‬المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪ 2014‬أنه‪ " :‬حيث أن المدعى عليها وزارة الداخلية تصرح أن منعها‬
‫للمدعي من مغادرة التراب الوطني‪ ،‬كان بسبب تورطه في قضايا تمس بأمن الدولة الجزائرية‪ ،‬ولكن‬
‫دون إثبات وتوضيح لهذه القضايا‪ ...‬حيث أنه ولألسباب المبينة أعاله‪ ،‬فإن القرار الضمني المطعون‬
‫فيه‪ ،‬والمتضمن منع المدعي من مغادرة التراب الوطني مشوب بعدم المشروعية ويستوجب اإللغاء "‪.1‬‬
‫أن إلغاء قرار المنع من السفر في القرار المذكور أعاله‪ ،‬ارتكز بشكل أساسي على عيب‬
‫يالحظ ب ّ‬
‫أن القاضي اإلداري يق ّر بسلطة الدولة في‬
‫السبب‪ ،‬رغم عدم ذكر ذلك بشكل صريح‪ ،‬لكن الشيء الالفت ّ‬
‫أن تكون‬
‫ممارسة المنع من السفر بحجة حماية األمن العام للدولة‪ ،‬لكنه يشترط لصحة سبب هذا القرار ّ‬
‫مبرر حماية النظام‬
‫ومحددة بشكل واضح‪ ،‬وأن ال تكتفي اإلدارة بذكر ّ‬
‫ّ‬ ‫الوقائع التي ّتدعيها اإلدارة ثابتة‬
‫العام بشكل غامض ومقتضب‪ ،‬بل يجب تحديد األفعال التي ّتدعيها اإلدارة اتجاه المواطن بشكل دقيق‪.‬‬
‫أما بالنسبة للق اررات المتعّلقة بترحيل األجانب‪ ،‬فيتّضح من خالل قرار مجلس الدولة رقم‬
‫‪ 067894‬المؤرخ في ‪ 6‬أفريل ‪ ،2011‬والمتعّلق بإبعاد أجنبي إلى خارج اإلقليم الجزائري نتيجة سحب‬
‫بطاقة المقيم‪ ،‬وذلك في حالة عدم استيفاء صاحبها الشروط المطلوبة لتسليمها أو إثبات السلطات العامة‬
‫تنافي نشاطاته مع اآلداب العامة أو المساس بالمصالح الوطنية‪ ،‬قيام القاضي اإلداري برقابة الوجود‬
‫تبرر سحب بطاقة المقيم من األجنبي‪ ،‬وبالنتيجة توصل إلى الحكم بإلغاء قرار‬
‫المادي للوقائع التي ّ‬
‫اإلبعاد‪.‬‬
‫جاء في هذا القرار‪ ..." :‬لكن حيث بالرجوع إلى مستندات الملف ليس هناك ما يثبت أن الطاعن‬
‫صاحب بطاقة اإلقامة لم يعد يستوف أحد الشروط المطلوبة السيما وأنه ثابت أن صالحية مدة اإلقامة‬
‫لم تنته إال في ‪ 2011/01/14‬بينما قرار الطرد صدر سابقا أي في ‪ 2011/11/05‬كما أنه ثابت‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،091782‬مؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،2014‬مذكور سابًقا‪.‬‬


‫‪- 580 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أيضا أنه حائز رخصة عمل ما زالت سارية المفعول ولم يثبت ارتكابه األفعال أو نشاطات من تلك‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 22‬التي تؤدي إلى سحب بطاقة المقيم في حالة ارتكاب هذه األفعال"‪.1‬‬

‫نص المشرع الجزائري في القانون المتعّلق بإقامة وتنقل األجانب على أسباب ّ‬
‫معينة لإلبعاد ال‬ ‫إن ّ‬
‫محددة على شاكلة مفهوم‬
‫يعد ضمانة هامة ورئيسية ضد تعسف اإلدارة‪ ،‬وذلك ألنها أسباب عامة غير ّ‬
‫النظام العام‪ ،‬األمن العام والمصالح العليا للدولة‪ .‬بينما التسبيب هو الضمانة الحقيقية ضد هذا التعسف‪،‬‬
‫وذلك بإلزام اإلدارة بذكر األسباب الحقيقية الواقعية والقانونية التخاذ ق اررات ترحيل األجانب‪ ،‬وأن تقيم‬

‫ينص عليه القانون من أسباب ّ‬


‫تبرر‬ ‫الصّلة بين األفعال التي يقوم بها األجنبي لإلخالل بالنظام العام بما ّ‬
‫اإلبعاد‪ ،‬وبذلك يكون قرار اإلبعاد ً‬
‫قائما على سبب مشروع‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الرقابة على التكييف القانوني للوقائع‪ :‬ال يكفي إلقرار صحة أسباب القرار اإلداري استناد اإلدارة‬
‫على وقائع مادية أو قانونية بل يجب استيفاء تلك الوقائع للشروط التي يتطلبها القانون لتكون ًا‬
‫مبرر التخاذ‬
‫القرار‪.‬‬

‫تمثل الرقابة على الوجود المادي ألسباب القرار اإلداري ّ‬


‫الحد األدنى من الرقابة القضائية التي‬
‫مكنه من إلغاء القرار اإلداري نتيجة الخطأ في الواقع‪،‬‬
‫يمارسها القاضي اإلداري على هذا العنصر‪ ،‬والتي ت ّ‬
‫حتما أن يسبقها رقابة الوجود المادي_‬
‫في حين تمثل الرقابة على التكييف القانوني _وهي رقابة تفترض ً‬
‫المستوى العادي أ و الطبيعي الذي تخضع له كقاعدة عامة كافة الق اررات اإلدارية‪ ،‬إذ يتسنى للقاضي‬
‫اإلداري في حالة مخالفة اإلدارة للوصف القانوني الصحيح للوقائع‪ ،‬أن يحكم بإلغاء القرار اإلداري نتيجة‬
‫الخطأ في التكييف القانوني‪.2‬‬
‫معينا للوقائع التي تستند‬
‫وصفا ً‬
‫ً‬ ‫تتجّلى الحاجة إلى التكييف القانوني للوقائع عندما يشترط القانون‬
‫إليها اإلدارة في إصدار قرارها‪ ،‬فإذا ما توافرت أمام القاضي اإلداري الوقائع المادية التي بني عليها القرار‪،‬‬
‫سببا للواقعة‪ .‬وبذلك يكون القاضي‬
‫أن هذه الوقائع هي التي جعلها القانون ً‬
‫انتقل بعد ذلك إلى التحّقق من ّ‬
‫للحد من سلطة اإلدارة التقديرية‪.3‬‬
‫قيدا آخر بجانب رقابة الوجود المادي للوقائع ّ‬ ‫اإلداري قد ّ‬
‫كرس ً‬
‫أخير موقف‬
‫نعرض إلى تعريف الرقابة على التكييف القانوني (‪ ،)1‬وطبيعة هذه الرقابة (‪ ،)2‬و ًا‬

‫القاضي اإلداري من هذه الرقابة بالنسبة للق اررات اإلدارية ّ‬


‫المقيدة لحرية التنقل (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،067894‬مؤرخ في ‪ 06‬أفريل ‪ ،2011‬مذكور سابًقا‪.‬‬


‫‪ -2‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.517‬‬
‫‪ -3‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪- 581 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬المقصود بالرقابة على التكييف القانوني للوقائع‪ :‬يقصد بعملية التكييف القانوني قيام رجل اإلدارة‬

‫بالمقابلة بين الواقع ونصوص القانون‪ ،‬وبمقتضى ذلك ّ‬


‫يتم إدراج الحالة الواقعية في إطار القاعدة القانونية‪،‬‬
‫وبذلك يمكن تحقيق التطابق بينهما‪ .1‬أو حسب التعبير الذي درج القضاء على استعماله إذا كانت الوقائع‬
‫تبرر إصدار القرار "‪.2" Si les faits sont de nature à justifier l'édiction de la décision‬‬
‫كما يمكن تعريفها بأنها إدراج حالة واقعية داخل إطار فكرة قانونية أو إعطاء الواقعة الثابتة لدى‬

‫يحدد موضعها داخل نطاق قاعدة القانون المراد تطبيقه‪ ،‬وعلى ذلك ّ‬
‫فإن عملية‬ ‫اسما أو عنو ًانا ّ‬
‫رجل اإلدارة ً‬
‫التكييف القانوني تقتضي من القائم بها إجراء مقابلة بين الوقائع المعروضة ونصوص القانون‪.3‬‬

‫أن الوقائع المادية ال تكون هي ّ‬


‫محل البحث من طرف القاضي اإلداري‪ ،‬وإنما‬ ‫ومن هنا يالحظ ب ّ‬
‫ماديا‪ ،4‬أي معرفة ما إذا كانت الوقائع تندرج‬
‫ينصب بحثه حول الوصف القانوني للوقائع المسّلم بوجودها ً‬
‫ّ‬
‫ضمن الطائفة التي يستلزمها القانون لممارسة الضبط اإلداري‪ ،‬فالقاضي يتحّقق من صحة الوصف الذي‬
‫أضفته سلطات الضبط على الوقائع التي تقدمها كسب لق ارراتها الضبطية‪.5‬‬
‫وعليه‪ ،‬يبرز عيب السبب في القرار اإلداري عند قيام اإلدارة بارتكاب خطأ في اسناد وقائع القرار‬
‫الوصف القانوني الالزم للوقائع‪ ،6‬وبمعنى‬
‫ّ‬ ‫اإلداري إلى النصوص القانونية التي تحكمها‪ ،‬أي الخطأ في‬
‫أن الوقائع التي على أساسها أصدرت اإلدارة قرارها موجودة لكن تكييفها من طرف اإلدارة غير‬‫آخر ّ‬
‫صحيح‪ .‬فالقاضي اإلداري ال يكتفي بالوجود الفعلي للوقائع بل يتحّقق من قانونية تكييف اإلدارة للوقائع‬
‫ّ‬
‫المادية‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean-François LACHAUME, « Violation de la règle de droit », Répertoire de contentieux administratif,‬‬
‫‪Dalloz, juin 2013, actualisation janvier 2015, n° 361, p 121.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité interne », op.cit, n° 126, p 35.‬‬
‫‪ -3‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -4‬نوال إيراين‪ ،‬حاقة العروسي‪ " ،‬دور القاضي اإلداري في مالءمة الوقائع القانونية مع القرار اإلداري"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال‬
‫الملتقى الدولي الثامن حول‪ :‬التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة القانون‪ ،‬مخبر السياسات العامة وتحسين الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬مارس ‪ ،2018‬ص ‪.380‬‬
‫‪ -5‬يوسف ناصر حمد الظفيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.939‬‬
‫‪ -6‬العربي زروق‪ " ،‬التطور القضائي لمجلس الدولة الفرنسي في رقابة السلطة التقديرية لإلدارة ومدى تأثر القضاء الجزائري بها"‪،‬‬
‫مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،08‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -7‬رشد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪- 582 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مشروعا من ناحية سببه ّإال إذا استند على واقعة من شأنها‬


‫ً‬ ‫إن القرار اإلداري ال يمكن أن يكون‬
‫ّ‬
‫أن الواقعة‬ ‫تبرير هذا القرار من الناحية القانونية‪ .‬ودور القاضي اإلداري في هذه المرحلة هو ّ‬
‫التأكد من ّ‬
‫فعال الوصف القانوني الذي من شأنه تبرير إصدار القرار اإلداري‪.‬‬
‫تتضمن ً‬
‫ّ‬ ‫التي قدمتها اإلدارة‬
‫ظا‪،‬‬
‫تطوًار ملحو ً‬
‫‪ -2‬طبيعة الرقابة على التكييف القانوني للوقائع‪ :‬شهدت رقابة التكييف القانوني للوقائع ّ‬
‫تطورت بعد ذلك وأصبحت تعتبر‬ ‫حيث كانت تعتبر في الماضي مسألة وقائع وليست مسألة قانون‪ ،‬ثم ّ‬
‫قانونيا‪ ،‬فهي عملية تفسير للقانون بغرض التوصل إلى إمكانية تطبيقه على الحالة الواقعية‪ ،‬وبذلك‬
‫ً‬ ‫عمال‬
‫ً‬
‫أصبحت كقاعدة عامة تخضع لرقابة القاضي اإلداري‪.‬‬

‫وفي مجال الضبط اإلداري‪ ،‬فإنه من المعروف ب ّ‬


‫أن الهدف المحدد هنا هو حفظ النظام العام‪،‬‬
‫الوصف القانوني الذي أضفته اإلدارة على الوقائع التي‬
‫ّ‬ ‫لذلك يقوم القاضي اإلداري بالتحّقق من صحة‬
‫تأكد من توافر هذه الوقائع على الشروط القانونية‬
‫تقدمها كسبب لمختلف ق ارراتها المتخذة‪ ،‬وذلك من أجل ال ّ‬
‫تبرر القرار اإلداري‪.‬‬
‫التي ّ‬
‫الوصف القانوني الصحيح على‬
‫تبدو أهمية هذه الرقابة في الحاالت التي ينفرد فيها تحديد تطابق ّ‬
‫الوقائع التي تقدمها اإلدارة كسبب لق ارراتها‪ ،‬وهو ما يدعو القاضي اإلداري للقيام بالفحص الدقيق لجميع‬
‫وعلميا لتقرير صحة التكييف القانوني الذي أضفته اإلدارة على الوقائع التي‬
‫ً‬ ‫جوانب القرار اإلداري ً‬
‫فنيا‬
‫يحل تقديره الشخصي محل‬ ‫أن القاضي اإلداري ّ‬ ‫استندت عليها في قراراتها‪ .‬وقد يبدو في هذه الحاالت ب ّ‬
‫تقدير رجل اإلدارة‪ ،‬وهنا تظهر أهمية تحديد طبيعة دور القاضي اإلداري في الرقابة على التكييف القانوني‬
‫‪1‬‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫للوقائع بين كونها رقابة مشروعية أم مالءمة ‪ ،‬وذلك على ّ‬
‫بأن رقابة‬
‫أ‪ -‬الرقابة على التكييف القانوني للوقائع رقابة مشروعية‪ :‬يذهب غالبية الفقه إلى القول ّ‬
‫القاضي اإلداري لعملية التكييف القانوني للوقائع تدخل ضمن دوره الطبيعي كقاضي مشروعية‪.‬‬
‫دوما ومهما تداخلت معها بعض االعتبارات‬ ‫إذ يرى ّ‬
‫بأن عملية التكييف القانوني للوقائع ستبقى ً‬
‫الشخصية من قبيل العمل القانوني‪ ،‬وذلك لوجود أساس تشريعي لها‪ .‬كما يرى البعض اآلخر ب ّ‬
‫أن عملية‬
‫يغير من هذا الوصف تدخل أية اعتبارات شخصية في الحالة‬
‫التكييف القانوني للوقائع عملية قانونية‪ ،‬وال ّ‬
‫النص التشريعي وعدم تحديده‪ ،‬حيث يبرز هنا دور القاضي‬‫ّ‬ ‫محل البحث‪ ،‬والتي ترجع إلى غموض‬ ‫ّ‬
‫خروجا من القاضي اإلداري عن حدود مهمته‬
‫ً‬ ‫اإلداري في تفسير المعنى الذي قصده المشرع‪ .‬وهذا ال يعد‬

‫‪ -1‬محمد حسنين عبد العال‪ ،‬مرجع سباق‪ ،‬ص ‪.50‬‬


‫‪- 583 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫في رقابة المشروعية‪ ،‬ألنه عندما يحل تقديره محل تقدير اإلدارة إنما يفعل ذلك في ضوء تفسيره للمعنى‬
‫الذي قصده المشرع‪.1‬‬
‫وقد ذهب بعض الفقه إلى القول بأنه إذا كانت عملية التكييف القانوني للوقائع تقتضي إجراء‬
‫مقابلة بين الحالة الواقعية ونصوص القانون‪ ،‬فإنه يجب تجاهل ما تنطوي عليه هذه العملية من جهد‬
‫يتم بمطابقة الوقائع لنصوص القانون‪.2‬‬
‫آلي ّ‬ ‫إنشائي خالق‪ ،‬يبعدها من أن تكون مجرد عمل‬
‫ّ‬
‫لكن وحتى في هذه الحالة يرى األستاذان ‪ Jean-Marie AUBY‬و‪ Roland DRAGO‬بأ ّن رقابة‬
‫القاضي اإلداري على التكييف القانوني للوقائع تندرج في إطار الرقابة على المشروعية‪ ،‬حتى وإن كان‬
‫القاضي يستبدل في خصوصها تقديره الشخصي محل تقدير اإلدارة‪ ،‬ألنه ال يفعل ذلك ّإال في ضوء دوره‬
‫الرأي على العبارات التي يستخدمها القاضي اإلداري‬
‫العادي في تفسير إرادة المشرع‪ ،‬ويستدالن في هذا ّ‬
‫عند تصديه لرقابة التكييف‪ ،‬حيث يستخدم عادة عبارة "التكييف القانوني للوقائع" أو "الواقعة من طبيعة‬
‫تبرر القرار المطعون فيه قانوًنا"‪.3‬‬

‫ب‪ -‬الرقابة على التكييف القانوني للوقائع رقابة مالءمة‪ :‬يرى جانب من الفقه ب ّ‬
‫أن الرقابة التكييف‬
‫الرأي هو‬
‫القانوني الذي أجرته اإلدارة للوقائع تدخل ضمن مجال رقابة المالءمة‪ .‬وأول من نادى بهذا ّ‬
‫الفقيه الفرنسي الكبير ‪ ،Maurice HAURIOU‬وكان ذلك بمناسبة تعليقه على قرار مجلس الدولة‬
‫أن القاضي اإلداري في هذا القرار قد خرج عن مهمته في رقابة‬
‫الفرنسي في قضية ‪ ،Gomel‬حيث رأى ب ّ‬
‫المشروعية إلى نوع من رقابة المالءمة‪ ،‬ولم يعد من الممكن اعتبار قضاء تجاوز السلطة مجرد قضاء‬
‫مشروعية‪.4‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬يذهب بعض الفقه إلى القول بأ ّن رقابة القاضي اإلداري للتكييف القانوني‬
‫للوقائع‪ ،‬هي رقابة على السلطة التقديرية لإلدارة ألعلى حدودها‪ ،‬وذلك باعتبار أن التكييف القانوني‬
‫فإن رقابة‬
‫التصرف فيه بحرية‪ ،‬ومن ثم ّ‬
‫ّ‬ ‫مجاال للمالءمة التي يتركها المشرع لإلدارة من أجل‬
‫ً‬ ‫للوقائع يعد‬
‫القاضي اإلداري لهذا المجال‪ ،‬والذي يظهر فيه تقديره الذاتي‪ ،‬تخرج عن الحدود الطبيعية للرقابة على‬
‫الق اررات اإلدارية وتدخل في مجال المالءمة‪.‬‬

‫‪ -1‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.159-158‬‬
‫‪ -3‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.887‬‬
‫‪ -4‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.888‬‬
‫‪- 584 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بأن رقابة التكييف القانوني للوقائع تعتبر رقابة على المالءمة‪ ،‬إذ أن‬
‫الرأي إلى القول ّ‬
‫وينتهي هذا ّ‬
‫عملية التكييف ترد على واقعة أو مجموعة من الوقائع ال يمكن تحديدها ّإال في إطار ما تقوم به اإلدارة‬
‫من تقديرات شخصية لها‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك دور القاضي اإلداري في الرقابة من مدى سالمة هذه‬
‫التوصل إلى تحديد القاعدة القانونية التي تحكمها‪ ،‬وهذه التقديرات سواء من جانب‬
‫ّ‬ ‫التقديرات حتى يمكن‬
‫اإلدارة أو القاضي تفتح الباب أمام الرقابة القضائية على المالءمة‪.1‬‬
‫فإن لعملية التكييف جانبين‪ ،‬أولهما تفسير القانون وإنزال حكمه على الوقائع‪ ،‬وهي ال‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬
‫تدخال في المالءمة إذا كانت الوقائع التي تدخل في الطائفة القانونية ال‬
‫ً‬ ‫تتضمن أي تقدير للوقائع أو‬
‫تتوقف على مدى جسامة أو أهمية الواقعة‪ ،‬أما إذا كان إدراج الواقعة ضمن الطائفة القانونية يتوقف على‬
‫نوعا من تقدير ووزن الوقائع وطريقة لرقابة‬
‫يتضمن ً‬
‫ّ‬ ‫درجة أهمية أو خطورة الواقعة فإ ّن التكييف هنا‬
‫غالبية ق اررات الضبط اإلداري حين يكون السبب هو تهديد النظام العام‪ ،‬فما‬
‫ّ‬ ‫المالءمة‪ ،‬وذلك كما في‬
‫يعتبر من قبيل هذا الهديد يتوّقف على درجة أهمية وخطورة الوقائع‪.2‬‬
‫تصوره لطبيعة رقابة التكييف القانوني للوقائع بالقول إنه‬
‫يلخص األستاذ محمد حسنين عبد العال ّ‬ ‫ّ‬
‫عندما يكون السبب حالة واقعية ّ‬
‫فإن التكييف القانوني يتطّلب تقدير الوقائع وأهميتها وخطورتها‪ ،‬أما عندما‬
‫يتجسد في تفسير نصوص‬ ‫ّ‬ ‫قانونيا‬
‫ً‬ ‫أساسا‬
‫ً‬ ‫فإن عملية التكييف القانوني تمثل‬‫يكون السبب حالة قانونية ّ‬
‫القانون والعمل على الوصول إلى الفهم القانوني للواقعة‪ ،‬وفي كلتا الحالتين فإ ّن رقابة التكييف تندرج‬
‫أحيانا‬
‫ً‬ ‫ضمن رقابة المشروعية ال المالءمة‪ ،3‬هذه الرقابة قد ال تحتاج إلى تقدير أهمية الوقائع‪ ،‬وقد تحتاج‬

‫أخرى إلى هذا التقدير ألهمية الوقائع ودرجة جسامتها‪ ،‬ولكن القاضي اإلداري يبقى ً‬
‫دائما في إطار رقابة‬
‫المشروعية طالما أن مشروعية القرار تتوّقف على مثل هذا التقدير‪ ،‬حيث تكون هذه األهمية للوقائع‬
‫عنصر في مشروعية القرار‪.4‬‬
‫ًا‬
‫النحو لم تعد قاصرة على رجل اإلدارة وحده‪ ،‬يجريها‬
‫إن عملية التكييف القانوني على هذا ّ‬
‫بمقتضى ما يتمتّع به من سلطة تقديرية ودون أدنى رقابة قضائية‪ ،‬إذ كان ينظر إليها على أنها عملية‬
‫الوصف‬ ‫تفسير للواقع‪ ،‬وإنما أصبح القاضي اإلداري ً‬
‫أيضا يخضع تلك العملية لرقابته للتحّقق من سالمة ّ‬
‫‪ -1‬ثروت عبد العال هريدي‪ ،‬الرقابة القضائية على مالءمة الق اررات اإلدارية‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،1992 ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪ -2‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.170-169‬‬
‫‪ -3‬محمد حسنين عبد العال‪ ،‬مرجع سباق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -4‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.891‬‬
‫‪- 585 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫للتأكد من مسلك رجل‬


‫القانوني الذي أنزلته اإلدارة على الوقائع التي تدعيها لق ارراتها‪ ،‬أو بمعنى آخر ّ‬
‫اإلدارة في هذا الخصوص‪.1‬‬
‫المقيدة لحرية‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬موقف القاضي اإلداري من رقابة التكييف القانوني للوقائع بالنسبة للق اررات اإلدارية‬

‫التنقل‪ :‬لمعرفة كيفية تطبيق القاضي اإلداري لرقابة التكييف القانوني للوقائع في الق اررات ّ‬
‫المقيدة لحرية‬

‫التنقل سنتناولها في القضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬المصري والجزائري‪ ،‬وذلك على ّ‬


‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬موقف القاضي اإلداري الفرنسي‪ :‬بدأ مجلس الدولة الفرنسي في رقابته على التكييف القانوني للوقائع‬
‫تضمن رفض الترخيص‬
‫منذ ق ارره الشهير في قضية ‪ ،Gomel‬حيث ألغى قرار محافظ مقاطعة ‪ Seine‬الم ّ‬
‫استنادا إلى الطابع األثري لهذه الساحة‪ .‬وقد ّ‬
‫تبين‬ ‫ً‬ ‫بالبناء قرب ساحة ‪ Beauvau‬في العاصمة باريس‪،‬‬
‫تصدى لبحث مدى توافر‬
‫ّ‬ ‫للقاضي اإلداري ب ّ‬
‫أن الساحة ال تندرج ضمن المواقع األثرية‪ ،‬وذلك بعد أن‬
‫الطابع األثري لهذه الساحة‪.2‬‬
‫فقانون ‪ 13‬جويلية ‪ 1911‬منح للمحافظ سلطة رفض إصدار رخصة البناء عندما يكون ذلك من‬
‫شأنه أن يؤثر على معلم أثري‪ .‬لذلك يربط القانون بين رفض منح رخصة البناء ومفهوم "المعلم األثري"‪،‬‬
‫وهذا هو التكييف القانوني الذي يجب على اإلدارة مراعاته‪.3‬‬
‫اإلشكال الذي عالجه القاضي اإلداري في قرار ‪ Gomel‬المذكور أعاله‪ ،‬لم يكن يتمحور حول‬
‫واقعة مادية معينة وإنما حول صحة التكييف القانوني للوقائع المادية للقرار‪ .‬ويظهر من خالل هذا القرار‬
‫أن المشرع لم يكن لديه تحديد مسبق لما يعتبر من المعالم األثرية أم ال‪ ،‬األمر الذي يتيح المجال لإلدارة‬
‫بّ‬
‫أن تمارس سلطتها التقديرية في هذا الشأن‪.‬‬
‫بّ‬
‫ففي هذه القضية ذهب مجلس الدولة الفرنسي إلى أقصى ما يمكن الذهاب إليه بشأن رقابة‬
‫التكييف القانوني للوقائع‪ .‬إذ يتّضح من تسبب قرار محافظ مقاطعة ‪ Seine‬بالفعل‪ ،‬أنه اعترف بالطابع‬
‫علما أثرًيا‪ ،‬وكان على القاضي اإلداري أن يفحص السؤال الثاني‬
‫األثري لساحة ‪ Beauvau‬باعتبارها م ً‬
‫للتكييف القانوني‪ ،‬والذي طرح آنذاك‪ :‬هل من طبيعة البناية المزمع تشييدها المساس بالطابع األثري‬
‫ابتداء من هذا االجتهاد القضائي الجديد‪ ،‬دخل مجلس الدولة الفرنسي بكامل قواه في رقابة‬ ‫ً‬ ‫للساحة؟‬
‫الية أكبر لرقابة مشروعية النشاط اإلداري‪.4‬‬
‫فع ّ‬‫التكييف القانوني للوقائع‪ ،‬بما يضمن ّ‬

‫‪ -1‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.885‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 4 avril 1914, Gomel, G.A.J.A, op.cit, n° 28, p 167.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean-François LACHAUME, op.cit, n° 366, p 122.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- René CHPUS, Droit administratif général, tome 1, op.cit, p 917 et s.‬‬
‫‪- 586 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫منذ صدور قرار ‪ Gomel‬أضحت الكثير من المجاالت تخضع لرقابة التكييف القانوني‪ ،‬فأصبح‬

‫بإمكان القاضي اإلداري رقابة هذا التكييف حتى في غياب مرجع ّ‬


‫معين يتعّلق بشروط ممارسة سطات‬
‫يحدد‬
‫ظل غموض وعدم تحديد فكرة النظام العام ذاتها‪ ،‬إذ قد يحدث أن ال ّ‬
‫الضبط اإلداري‪ ،‬وخاصة في ّ‬
‫يحددها بطريقة مجردة تتطلب من‬
‫المشرع الحاالت القانونية التي تتدخل فيها سلطات الضبط اإلداري‪ ،‬وقد ّ‬
‫التدخل كلما كان هناك‬
‫ّ‬ ‫التدخل لتحديدها‪ ،‬كما قد يكتفي المشرع بتحديد سلطة اإلدارة في‬
‫ّ‬ ‫القاضي اإلداري‬
‫تهديدا للنظام العام‪ ،‬أو أن‬
‫ً‬ ‫تهديد للنظام العام‪ ،‬ويسكت عن تحديد الحاالت التي من الممكن أن تشكل‬

‫يذكر حاالت فقط على سبيل المثال‪ ،‬حينئذ يكون القاضي اإلداري هو من ّ‬
‫يحدد المقصود بالنظام العام‪،‬‬
‫يبرر لإلدارة فرض مختلف القيود على الحريات العامة‬
‫والتحّقق من درجة التهديد الواقع عليه‪ ،‬والذي ّ‬
‫لألفراد‪.1‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن مجلس الدولة الفرنسي قد امتنع عن ممارسة رقابة التكييف القانوني للوقائع‬
‫في كثير من الق اررات اإلدارية المتعّلقة بحرية التنقل‪ ،‬كما في حالة رفض الترخيص بالسفر إلى الخارج‪ ،‬أو‬
‫المختصة هي التي تجري عملية‬
‫ّ‬ ‫عند رفض إصدار جواز السفر‪ ،‬وذلك على أساس أن السلطات اإلدارية‬
‫التقدير فيما إذا كان سفر المواطن إلى خارج اإلقليم يض ّر باألمن العام من عدمه‪.2‬‬
‫التأكد من خطأ اإلدارة في األساس القانوني الذي يجب تطبيقه على الواقعة المادية‬
‫لكن في حالة ّ‬
‫فإن مجلس الدولة يقوم بإلغاء القرار اإلداري‪ ،3‬وهذا ما يظهر في حالة استناد اإلدارة في رفضها إلصدار‬
‫نص قانوني غير قابل للتطبيق على هذه الحالة‪.4‬‬
‫جواز السفر على ّ‬
‫كما يتجلى ذلك فيما يتعّلق بدخول األجانب إلى فرنسا وإقامتهم فيها‪ ،‬فقد رفض القاضي اإلداري‬
‫فحص مدى صحة التكييف القانوني للوقائع التي تدعيها اإلدارة لمنع دخول أجنبي إلى اإلقليم الفرنسي‪،5‬‬
‫‪6‬‬
‫أن الق اررات الصادرة عن اإلدارة في هذه الحاالت قد بنيت‬
‫أو قرار إبعاد أجنبي ‪ .‬إذ اعتبر مجلس الدولة ب ّ‬
‫على وقائع تتعّلق باألمن العام‪ ،‬وأن هذه الوقائع ال يجوز مناقشتها أمام القاضي اإلداري‪.‬‬

‫‪ -1‬وردة خالف‪ ،‬الرقابة القضائية على المشروعية الداخلية لق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين‪ ،‬سطيف ‪ ،2015 ،2‬ص ‪.219‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 16 mars 1949, Boimond, Rec.C.E, p 128.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean-François LACHAUME, op.cit, n° 347, p 117.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 20 avril 2005, Association « Triangle génération humanitaire », req. n° 267416, Rec.C.E, p 718.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, 21 novembre 1952, Marcon, Rec.C.E, p 524.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- C.E, 12 juin 1953, Dame Savitch-Ritchgorsky, Rec.C.E, p 281.‬‬
‫‪- 587 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫طويال‪ ،‬حيث أخضع القاضي اإلداري عملية‬


‫ً‬ ‫عمر‬
‫فإن هذا الموقف لم ي ّ‬ ‫لكن بطبيعة الحال ّ‬
‫التكييف القانوني لوقائع الق اررات اإلدارية لرقابته‪ ،‬يظهر ذلك من خالل قرار مجلس الدولة الفرنسي في‬
‫قضية ‪ ،Barrutiabengoa‬أين راقب وجود وصحة الوقائع المادية التي يقوم عليها قرار اإلبعاد وما إذا‬
‫ملحة لحماية‬
‫وتأكد مما إذا كان قرار اإلبعاد يشكل ضرورة ّ‬
‫كانت مشوبة بخطأ في التكييف القانوني‪ّ ،‬‬
‫ينص عليها القانون‪ ،2‬وتقييم الحالة‬ ‫‪1‬‬
‫األمن العام ‪ ،‬أو رفض اإلدارة إلغاء قرار اإلبعاد في الحاالت التي ّ‬
‫المستقرة والكافية للموارد المالية لألجنبي الذي تطلب زوجته أو أطفاله اإلذن بالبقاء في فرنسا بموجب‬
‫ّ‬
‫إجراء التجمع العائلي‪.3‬‬
‫أكد‬
‫المحدق بالنظام العام‪ّ ،‬‬
‫وبخصوص ق اررات اإلبعاد التي تستند على اعتبارات الخطر الجسيم و ّ‬
‫أن هذه الق اررات من طبيعتها أن تخضع لرقابة التكييف القانوني للوقائع التي‬
‫مجلس الدولة الفرنسي ب ّ‬
‫تدعيها اإلدارة ومدى وجود هذا الخطر‪.4‬‬

‫ب‪ -‬موقف القاضي اإلداري المصري‪ :‬يكاد يجمع الفقه على ّ‬


‫أن مجلس الدولة المصري سار باالتجاه‬
‫تكريس رقابته على التكييف القانوني للوقائع‪ ،‬حيث أخرج‬
‫نفسه الذي أخذ به مجلس الدولة الفرنسي قبل ّ‬
‫خصوصا ما تعّلق منها بالمنع من السفر‬
‫ً‬ ‫من نطاق هذه الرقابة بعض الق اررات المتعّلقة بالضبط اإلداري‬
‫وق اررات ترحيل األجانب‪.‬‬
‫التطورات الحديثة للقضاء اإلداري لم تقف‬
‫ّ‬ ‫بأن‬
‫لكن وكما يقول األستاذ محمد ماهر أبو العينين ّ‬
‫أن القاضي اإلداري لم يخرج من‬
‫عند االتجاه القضائي السابق‪ ،‬واستقراء األحكام القضائية الحديثة يؤكد ب ّ‬
‫تطرقت رقابة التكييف القانوني إلى سائر الق اررات التي كانت ال تخضع‬
‫رقابته أي نوع من الق اررات‪ ،‬بل ّ‬
‫لهذه الرقابة من قبل‪.5‬‬
‫لقد أكدت المحكمة اإلدارية العليا المصرية على رقابة التكييف القانوني للوقائع‪ ،‬حيث قضت بأن‪:‬‬
‫" السبب هو الحالة الواقعية أو القانونية التي تسوغ تدخل اإلدارة إلصدار قرارها‪ ،‬إلحداث مركز قانوني‬
‫معين‪ ،‬يكون الباعث عليه ابتغاء مصلحة عامة‪ ،‬وللقضاء اإلداري أن يراقب صحة قيام هذه الوقائع‬
‫وصحة تكييفها القانوني‪.6"...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 13 novembre 1985, Barrutiabengoa Zabarte, précité.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 19 novembre 1990, R. Rec. C.E, 1990, p 939.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 7 décembre 1990, K. : Juris-Data n° 1990-047485.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 12 février 2014, Min. Intérieur, req. n° 365644 A.J.D.A, 2014, p 373, obs. Poupeau.‬‬
‫‪ -5‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.901‬‬
‫‪ -6‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1‬قضائية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،1955‬مجموعة مبادئ السنة األولى‪ ،‬ص ‪.704‬‬
‫‪- 588 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بالنسبة لق اررات المنع من السفر‪ ،‬قامت المحكمة اإلدارية العليا برقابة تكييف الوقائع التي تدعيها‬
‫أن سفر مواطن‬
‫قانونا لتبرير قرار جهة اإلدارة‪ ،‬مثل هذه الوقائع تكشف ب ّ‬
‫اإلدارة للتحّقق من كونها تصلح ً‬
‫تحرّياتها من‬
‫إلى الخارج من شأنه اإلساءة إلى سمعة البالد‪ ،‬وذلك في ضوء ما أوضحته اإلدارة من خالل ّ‬
‫تعدد مرات سفرها للعمل في مالهي سيئة السمعة‪ ،‬ثم‬
‫سوء سمعة طالبة السفر في الخارج‪ ،‬من خالل ّ‬
‫تحرّيات جهة اإلدارة‬
‫يؤكد صحة ّ‬
‫زواجها من شخص أردني يعمل هو وبناته في ملهى ليلي‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫ويثبت صورية الزواج وكونه مجرد تبرير للخروج من البالد‪.1‬‬
‫وفي هذا قضت المحكمة بأن‪ ...":‬واجب المحافظة على أمن البالد ال يقف عند حد األمن‬
‫السياسي وإنما يمتد إلى األمن االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وكذا المحافظة على سمعة البالد‪...‬وهو أمر ال‬
‫شك منوط في ظل الرقابة القضائية بأجهزة الدولة المختلفة وتضطلع به أجهزة األمن بوزارة الداخلة‬
‫والدفاع وغيرها من الجهات‪ ،‬فإذا قدرت هذه األجهزة أن الصالح العام للبالد يقتضي منع أحد المواطنين‬
‫من السفر أو إدراجه على قائمة الممنوعين من السفر مستندة في ذلك إلى سبب صرحت به صراحة‬
‫ومؤيدا بمستندات‪ ،‬ودون االرتكان فقط إلى تحريات مرسلة‪ ،‬كان قرارها مستظال بأحكام الدستور‪ ،‬متفقا‬
‫والمشروعية‪.2 "...‬‬
‫أما بالنسبة لق اررات المنع من الدخول إلى اإلقليم‪ ،‬فقد جاء في الحكم الصادر عن محكمة القضاء‬
‫اإلداري المؤرخ في ‪ 27‬ماي ‪ " :2003‬ومن حيث إنه ولما كان الثابت من أوراق الدعوى أن المدعية‬
‫(مغربية الجنسية) سبق ضبطها في القضية رقم ‪ 6562‬جنح الدقي لسنة ‪" 1944‬دعارة" وإدراج‬
‫اسمها على قوائم منع الدخول للبالد وترحيلها خارج البالد‪ .‬وتقدمت عام ‪ 1995‬بطلب لمنحها اإلقامة‬
‫الثالثية لكونها زوجة مصري‪ ...‬ومن حيث إنه ولما كان المستقر _في جنح المحكمة في ضوء‬
‫ستار للحصول على إقامة غير شرعية‬‫ًا‬ ‫مستندات الدعوى_ إن المدعية تتخذ من الزواج بمصريين‬

‫بالبالد ومكنها من ممارسة جرائم مخلة بالشرف تنال من أمن المجتمع المصري واستقراره ومن َّ‬
‫ثم يكون‬
‫قائما على سبب صحيح يبره"‪.3‬‬ ‫ن‬
‫القرار المطعو فيه ً‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 1115‬لسنة ‪ 15‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1973‬ذكره أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -2‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬الدعوى رقم ‪ 11449‬لسنة ‪ 53‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،2009‬ذكره حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪ -3‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬حكم في الدعوى رقم ‪ 3642‬لسنة ‪ 55‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 27‬ماي ‪ ،2003‬ذكره أشرف إبراهيم سليمان‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪- 589 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يظهر بوضوح ما تتطلبه عملية التكييف القانوني للوقائع من دّقة بالغة من طرف القاضي اإلداري‬
‫التحرّيات ومختلف الوقائع المادية التي تدعيها اإلدارة‪ ،‬وهو ما يساعده في الوصول إلى رؤية‬
‫ّ‬ ‫في تقدير‬
‫قانونية موضوعية مجردة تحقيًقا لمبادئ العدالة وحماية حقوق وحريات األفراد‪.1‬‬
‫جنائيا‪ .‬فالوقائع التي‬
‫ً‬ ‫إن تكييف الوقائع في مجال الضبط اإلداري ال يتطابق بالضرورة مع تكييفها‬
‫ّ‬
‫الوصف القانوني بأنها تشكل‬ ‫منطقيا لق اررات الضبط اإلداري هي وحدها التي ينطبق عليها ّ‬
‫ً‬ ‫سببا‬
‫تصلح ً‬
‫جنائيا فهو يتحّقق بتوافر الشروط التي تتطلبها‬
‫ً‬ ‫تهديدا له‪ ،‬أما الفعل المجرم‬
‫ً‬ ‫إخالال بالنظام العام أو‬
‫ً‬
‫محل‬
‫ّ‬ ‫النصوص القانونية التي تحكمها‪ ،‬والتي يترتّب على قيامها انطباق وصف الجريمة على الواقعة‬
‫مؤكدا على النظام العام بمعناه المتعارف‬
‫ً‬ ‫حاال أو‬
‫خطر ً‬
‫ًا‬ ‫تشكل‬
‫التكييف‪ ،‬حتى ولو كانت هذه الواقعة ال ّ‬
‫عليه في مجال الضبط اإلداري‪.2‬‬

‫فسلطة الضبط اإلداري ال تغني المجتمع عن مباشرة سلطات االتهام والتحقيق والمحاكمة ّ‬
‫المقررة‬
‫انتهاكا‬
‫خروجا و ً‬
‫ً‬ ‫فضال عن عدم صحته‪ ،‬يمثل‬ ‫ً‬ ‫قانونا لمالحقة وإدانة المجرمين‪ ،‬فمثل هذا االفتراض‪،‬‬
‫ً‬
‫صارخا لألصول والمبادئ الدستورية في شأن سيادة القانون‪ ،‬وضرورة التزام كل سلطة بالحدود المرسومة‬
‫ً‬
‫قانونا‪.3‬‬
‫لها ً‬
‫وعليه‪ ،‬فقد قضت المحكمة اإلدارية العليا المصرية بأنه‪ " :‬القرار الصادر من النائب العام بمنع‬
‫شخص من السفر استنادا إلى قرار محكمة الجنايات بمنعه من السفر ال يعدو أن يكون محض قرار‬
‫تنفيذي لما أمرت به محكمة الجنايات إبان نظرها ألمر يتعلق بالجناية المتهم فيها هذا الشخص‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك يكون قرار المنع هو محض قرار صادر من محكمة الجنايات‪ ،‬ويخرج بالتالي الطعن عليه من‬
‫اختصاص هذه المحكمة بحسبانه ليس من الق اررات اإلدارية الصادرة عن النيابة العامة والتي يجوز أن‬
‫تكون محالً للطعن أمام هذه المحكمة"‪.4‬‬
‫وتميز التكييف القانوني في مجال الضبط اإلداري عن‬
‫يتّضح من هذا الحكم مدى استقاللية ّ‬
‫تدخل سلطات الضبط اإلداري التي‬
‫يبرر ّ‬ ‫أن تكون كل جريمة ً‬
‫سببا ّ‬ ‫تكييفها الجنائي‪ .‬إذ ال يلزم بالضرورة ب ّ‬

‫‪ -1‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.175-174‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -3‬محمد حسنين عبد العال‪ ،‬مرجع سباق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -4‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬حكم في الدعوى رقم ‪ 21115‬لسنة ‪ 56‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 18‬مارس ‪ ،2003‬ذكره أشرف إبراهيم سليمان‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.176-175‬‬
‫‪- 590 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تم تكييفه‬
‫ينحصر مجال اختصاصها ضمن فكرة المحافظة على النظام العام أما ما يتجاوز ذلك فإنه إذا ّ‬
‫على أنه جريمة من الجرائم المنصوص عليها في القانون الجنائي‪ ،‬فإنه يدخل ضمن اختصاص سلطات‬
‫ينص عليه قانون العقوبات واإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫التحقيق والمحاكمة التي تباشرها طبًقا لما ّ‬
‫ج‪ -‬موقف القاضي اإلداري الجزائري‪ :‬يعتبر الخطأ في التكييف القانوني للوقائع من بين أكثر الوسائل‬

‫المستعملة لدى القاضي اإلداري الجزائري‪ ،‬رغم أن هذا األخير يستعمل عبارات عامة وغير ّ‬
‫محددة‪ ،‬وال‬
‫يذكر هذا العيب صراحة بل يكتفي بعبارات‪ " :‬التجاوز الصارخ للسلطة"‪ " ،‬التعارض مع روح نص‬
‫القانون"‪ " ،‬عدم االلتزام بالتطبيق القانوني الصحيح"‪.1‬‬
‫في قرار للمجلس األعلى مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1984‬يتعّلق برفض اإلدارة تسليم جواز سفر‬
‫قانونا أنه ال يجوز لإلدارة‬
‫ً‬ ‫المقرر‬
‫ّ‬ ‫لمواطن جزائري‪ ،‬أرسى القاضي اإلداري مبدأ مفاده أنه متى كان من‬
‫أن تنقليهم إلى الخارج من‬
‫رفض تسليم جواز سفر أو رفض تمديد أجله للمواطنين الجزائريين إذا ما أرت ب ّ‬
‫شأنه أن يمس بالنظام العام‪ ،‬وهذا دون أن تكون ملزمة بتوضيح أسباب رفضها‪ ،‬ودون أن يكون تقديرها‬
‫نص المادة ‪11‬‬
‫قابال للمناقشة أمام قاضي تجاوز السلطة‪ .‬غير أنه إذا سببت اإلدارة رفصها بتطبيق ّ‬
‫هذا ً‬
‫فإن عليها أن تلتزم بالتطبيق القانوني‬
‫من األمر رقم ‪ 1-77‬المتعّلق بوثائق سفر المواطنين الجزائريين‪ّ ،‬‬
‫تعرض قرارها لإلبطال‪.‬‬
‫الصحيح لنص هذه المادة و ّإال ّ‬
‫جاء في القرار المذكور أعاله‪ " :‬حيث أن المادة المشار إليها أعاله (المادة ‪ 11‬من األمر رقم‬
‫‪ )1-77‬تنص على أنه ال تسلم أية وثيقة سفر وال يمنح أي تمديد لمدة صالحيتها ألي شخص محكوم‬
‫عليه بجناية‪ ،‬محكوم عليه منذ أقل من خمسة أعوام‪ ،‬عن جنحة بعقوبة الحبس لمدة ستة أشهر منفذة‬
‫على األقل‪ ،‬أو من كان موضوع منع من مغادرة التراب الوطني أو أمر قضائي أو تحديد محل اإلقامة‪.‬‬
‫حيث أنه وعلى إثر حادث مرور‪ ،‬حددت مسؤولية المدعي باعتباره فاعال‪...‬وقد حكم‪...‬بعقوبة شهر‬
‫حبس مع وقف التنفيذ‪ .‬حيث أن الحكم أيده المجلس القضائي‪.‬‬
‫وأنه يجوز لإلدارة من حيث المبدأ‪ ،‬رفض أو تمديد أجل جواز السفر ألحد الرعايا الجزائريين إذا ما رأت‬
‫بأن تنقله إلى الخارج من شأنه أن يمس باألمن العام‪ ...‬ولكن حيث أن المسألة ليست كذلك في ما‬
‫يتعلق بهذه القضية‪ ،‬ذلك أن رئيس دائرة بوفاريك اختار تداول القضية على الصعيد القانوني عندما‬
‫علل رفضة بتطبيق المادة ‪ 11‬من األمر رقم ‪ .01-77‬وحيث أن تطبيق هذا القانون يلزم السلطة‬

‫‪ -1‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.416‬‬
‫‪- 591 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اإلدارية باالستجابة لطلب السيد (ح‪.‬س‪.‬ق) ذلك أن هذا األخير حكم عليه بعقوبة أدنى من تلك‬
‫المنصوص عليه في النص القانوني المذكور أعاله"‪.1‬‬
‫أن سبب إلغاء قرار رفض تسليم جواز السفر يعود إلى التكييف‬
‫يتبين من القرار المذكور أعاله‪ ،‬ب ّ‬
‫القانوني الخاطئ الذي قامت به اإلدارة للنص القانوني التي بني عليه هذا القرار‪ ،‬فعيب عدم المشروعية‬
‫نص عليه المشرع الجزائري في المادة ‪ 11‬من‬
‫في هذا الحالة ناتج عن سوء تكييف السبب القانوني الذي ّ‬
‫حددت طبيعة ونوعية العقوبات والجرائم التي يمكن لإلدارة من خاللها‬
‫األمر رقم ‪ ،1-77‬هذه األخيرة ّ‬
‫تصدى له القاضي اإلداري من خالل الحكم‬
‫ّ‬ ‫رفض إصدار جواز السفر للمواطن الجزائري‪ ،‬األمر الذي‬
‫بإلغاء قرار رفض إصدار جواز السفر لعيب السبب‪.‬‬
‫هذا االتجاه القضائي تبناه مجلس الدولة الج ازئري مرة أخرى من خالل إلغاء قرار اإلدارة المتعّلق‬
‫برفض إصدار جواز السفر لمواطن جزائري‪ ،‬بسبب ارتكاب المواطن لجنحة‪ ،‬لكن الحكم القضائي مازال‬
‫غير نهائي‪.2‬‬
‫أما بخصوص منازعات سحب رخصة السياقة‪ ،‬ففي قرار صادر عن مجلس الدولة الجزائري‪،‬‬
‫مؤرخ في ‪ 23‬فيفيري ‪ ،2012‬يتعّلق بسحب اإلدارة لرخصة سياقة مواطن‪ ،‬أرسى القاضي اإلداري مبدأ‬
‫تعسفيا‪ ،‬إذ يراقب القاضي‬
‫ً‬ ‫اء‬
‫أن سحب رخصة السياقة من شخص محكوم ببراءته يعد إجر ً‬ ‫مفاده ب ّ‬
‫تم استنفاد العقوبة الجزائية‪.‬‬
‫مشروعية هذه القرار حتى ولو ّ‬
‫جاء في هذا القرار‪ ":‬حيث أن القرار اإلداري طالما لم يتم إلغاؤه يبقى ساري المفعول رغم‬
‫استنفاذه للعقوبة المسلطة عليه بسحب رخصة السياقة لمدة ‪ 12‬شه ار وهو ال يمنع القاضي بمراقبة‬
‫مشروعيته وأنه بالفعل حرم المستأنف عليه من رخصة السياقة بصفة تعسفية طيلة هذه المدة‪...‬حيث‬
‫أن القرار اإلداري محل الطعن جاء مخالفا للقانون رقم ‪ 14-01‬المتعلق بتنظيم حركة المرور وخاصة‬
‫المادة ‪ 109‬منه التي تنص على أن جميع اإلجراءات اإلدارية تبطل وتصبح عديمة األثر بصدور أمر‬
‫قضائي بأال وجه للمتابعة أو حكم بالبراءة‪...‬حيث أنه بالرغم من أن العارض قدم أمام اللجنة الوالئية‬
‫التي اجتمعت بشأنه في ‪ 2007/10/23‬الحكم القاضي ببراءته الصادر بتاريخ ‪ 2006/12/05‬إال أن‬
‫اإلدارة تعسفت في حقه وقررت سحب الرخصة بموجب القرار المطعون فيه‪.3 "...‬‬

‫‪ -1‬المجلس األعلى‪ ،‬قرار رقم ‪ ،38541‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1984‬مذكور سابًقا‪.‬‬


‫‪ -2‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،093831‬مؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪ ،2014‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪ -3‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،069821‬مؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪ ،2012‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫‪- 592 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫واضح من منطوق القرار المذكور أعاله ب ّ‬


‫أن القاضي اإلداري استند في إلغاء قرار سحب رخصة‬
‫السياقة إلى الخطأ في التكييف القانوني للوقائع الذي ارتكبته اإلدارة‪ ،‬حيث قامت بذلك بعد صدور حكم‬
‫تنص عليه المادة‬
‫يقضي بالبراءة على إثر حادث مرور أدى إلى وفاة ضحية‪ .‬وهذا المقتضى القانوني ّ‬
‫‪ 109‬من القانون رقم ‪ 14-01‬المتعّلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسالمته وأمنها المذكور سابًقا‪.‬‬

‫أهم معالم‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أساليب الرقابة الحديثة‪ :‬رقابة المالءمة ورقابة الخطأ الواضح في التقدير ّ‬
‫السياسة القضائية الحديثة في الرقابة على عيب السبب‬
‫تطورت رقابة القاضي اإلداري لعيب السبب في الق ارر اإلداري‪ ،‬حيث برزت في هذا المجال رقابة‬

‫المالءمة‪ ،‬حيث ال يقف القاضي اإلداري عند حدود رقابة المشروعية بل ّ‬


‫يتعداها إلى بحث مالءمة القرار‬
‫المقيدة لحرية‬
‫ّ‬ ‫متطورة في الحماية القضائية المتعّلقة بالق اررات اإلدارية‬
‫ّ‬ ‫اإلداري‪ .‬وذلك ما يمثل درجة‬
‫التنقل‪ ،‬وهذا من خالل الرقابة على أهمية وخطورة الوقائع التي استندت عليها اإلدارة في إصدار مختلف‬
‫ولسد الثغرات التي ظهرت على مستوى رقابة التكييف القانوني للوقائع‬
‫المقيدة لهذه الحرية (أوال)‪ّ ،‬‬
‫الق اررات ّ‬
‫ا بتكر مجلس الدولة الفرنسي فكرة الخطأ الواضح في التقدير لمراقبة مدى التناسب الموجود بين أهمية‬
‫الوقائع والق اررات المتخذة من طرف اإلدارة (ثانيا)‪.‬‬
‫إن إلغاء الق اررات اإلدارية كوسيلة من الوسائل الهامة‬
‫أوال‪ -‬رقابة المالءمة على التقدير المادي للوقائع‪ّ :‬‬
‫أهم مفاعيل رقابة القاضي اإلداري‬‫شكل ّ‬ ‫للحد من السلطات واالمتيازات الكبيرة التي تحوزها اإلدارة ي ّ‬
‫ّ‬
‫التصرفات اإلدارية‪ ،‬وتزداد أهمية حسم منازعات األفراد مع السلطات اإلدارية مع ازدياد‬
‫لمختلف الق اررات و ّ‬
‫نشاط سلطات الضبط اإلداري‪ ،‬وذلك نتيجة ّ‬
‫لتدخلها في ميادين كانت مقصورة على نشاط األفراد وممارسة‬

‫الحقوق والحريات العامة من جهة‪ ،‬وطابع السلطة العامة الذي ّ‬


‫يميز العمل اإلداري من جهة أخرى‪.‬‬
‫فإن القضاء اإلداري في الدول التي تعتمد نمط االزدواجية القضائية ال يقتصر على رقابة‬
‫لهذا ّ‬
‫تصرفات اإلدارية بل يبسط رقابته لتشمل ‪-‬إلى جانب رقابة المشروعية‪-‬رقابة‬
‫مشروعية الق اررات وال ّ‬
‫وتصرفات تكون مالءمة للظروف التي‬
‫ّ‬ ‫بأن اإلدارة فيما تتخذه من ق اررات‬
‫المالءمة‪ ،‬بحيث يضمن القضاء ّ‬
‫مد هذه الرقابة إلى درجة البحث في مدى التناسب بين القرار اإلداري‬
‫اتخذت فيها‪ ،‬وهو ما يستوجب ّ‬
‫المتخذ والحالة الواقعية التي صدر القرار اإلداري لمواجهتها‪.1‬‬

‫‪ -1‬محمد خورشيد توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.252-251‬‬


‫‪- 593 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أخير كيفية‬
‫وتطور هذا النوع من الرقابة (‪ ،)2‬و ًا‬
‫ّ‬ ‫نستعرض تعريف رقابة المالءمة (‪ ،)1‬وظهور‬

‫تطبيق القاضي اإلداري لرقابة المالءمة بالنسبة للق اررات اإلدارية ّ‬


‫المقيدة لحرية التنقل (‪.)3‬‬
‫‪ -1‬تعريف رقابة المالءمة‪ :‬المالءمة هي عملية مادية تسعى اإلدارة من خاللها إلى إيجاد تناسب بين‬
‫بناء على سلطتها‬
‫وصف قانوني لها وبين القرار المتخذ‪ ،‬فتختار اإلدارة ً‬ ‫الحالة الواقعية التي ال يوجد ّ‬
‫ئما للظروف المرتبطة بهذه الحالة‪ .‬وتملك اإلدارة تكييف الوقائع وفق‬
‫مناسبا ومال ً‬
‫ً‬ ‫التقديرية القرار الذي تراه‬
‫تقديرها‪ ،‬بسبب أن النصوص القانونية ال تفرض أي شروط على عملية التكييف‪ ،‬وإما أنه يكون لها حرية‬
‫متعددة‪.1‬‬
‫االختيار بين ق اررات ّ‬
‫أن تصل رقابة القاضي اإلداري على المالءمة إلى ّ‬
‫حد السيطرة الكاملة‪ ،‬وذلك عندما يبحث‬ ‫يمكن ّ‬
‫أن اإلدارة‬
‫عن المالءمة الدقيقة بين اإلجراء المتّخذ والوقائع الموجودة على أرض الواقع‪ .‬على الرغم من ّ‬
‫صحيحا‪ ،‬لكنه يكون غير مشروع نتيجة لعدم تناسبه‪.2‬‬
‫ً‬ ‫قانونيا‬
‫ً‬ ‫تكييفا‬
‫كيفت الوقائع ً‬
‫قد ّ‬
‫هاما في الرقابة القضائية على الق اررات اإلدارية‪،‬‬ ‫يلعب عنصر السبب في القرار اإلداري ًا‬
‫دور ً‬
‫حد كبير بالدافع إلى اتخاذ القرار ومدى‬
‫األخص من حيث مالءمتها‪ ،‬إذ تتأثر هذه المالءمة إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫وعلى‬
‫يتعمق القاضي اإلداري في جوهر القرار‪،‬‬
‫أن ّ‬‫إمكانية تبريره‪ .‬ولذلك تقتضي رقابة أسباب القرار اإلداري ّ‬
‫حيث يبحث في األسانيد والبواعث والدوافع الموضوعية التي حملت اإلدارة على إصدار قرارها‪ ،‬مما يزيد‬
‫الفعالة من‬
‫قانونا لعلمها بأنها ستخضع للرقابة ّ‬
‫من حرص هذه األخيرة على االستناد إلى أسباب صحيحة ً‬
‫جانب القاضي اإلداري‪.3‬‬
‫وتطورها ضمن ركن السبب في القرار اإلداري تقليص نطاق السلطة‬
‫ّ‬ ‫نتج عن ظهور رقابة الوقائع‬
‫تطورت من رقابة الوجود‬
‫التقديرية للجهة اإلدارية غير ما يسمح به القاضي اإلداري‪ ،‬فرقابة الوقائع ّ‬
‫وتم تجاوز رقابة السبب إلى رقابة‬
‫أخير رقابة المالءمة‪ ،‬بل ّ‬‫المادي للوقائع ثم رقابة التكييف القانوني لها‪ ،‬و ًا‬
‫القاضي على التناسب بين المنافع والمضار التي يرتّبها القرار اإلداري‪.‬‬

‫لهذا يرى األستاذ محمد ماهر أبو العينين ّ‬


‫بأن السلطة التقديرية أضحت فكرة تاريخية‪ ،‬وأصبح‬

‫القاضي اإلداري هو الذي ّ‬


‫يحدد نطاق هذه السلطة وضوابطها وحدودها‪ ،‬فعندما يقف برقابته عند مجرد‬

‫‪ -1‬كمال جعالب‪ " ،‬السلطة التقديرية لإلدارة"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،02‬العدد التسلسلي ‪،2013 ،15‬‬
‫ص ‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pierre-Laurent FRIER, « Motifs : contrôle », op.cit, n° 80, p 27.‬‬
‫‪ -3‬سامي جمال الدين‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.499‬‬
‫‪- 594 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تمتد رقابته إلى‬


‫رقابة وجود الوقائع تتمتع اإلدارة بسلطة كبيرة في تكييف الوقائع ومالءمتها‪ ،‬وعندما ّ‬
‫التكييف القانوني للوقائع تتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية في مالءمة الوقائع‪ ،‬وإذا تناول بالبحث المالءمة‬
‫كليا‪.1‬‬
‫حد كبير‪ ،‬وعندما يتناول التناسب تتالشى هذه السلطة ً‬
‫انتهت سلطتها التقديرية إلى ّ‬
‫القاعدة في الرقابة على مشروعية الق اررات اإلدارية أن الرقابة على الصحة المادية للوقائع تمارس‬
‫دائما وفي جميع األحوال‪ ،‬أما الرقابة على التكييف القانوني فال تمارس ّإال في مسائل معينة‪ ،‬في حين أن‬
‫ً‬
‫محددة‪ .‬والمسألة التي تطرح أمام القاضي‬
‫الرقابة على تناسب القرار مع الوقائع ال تمارس ّإال في حاالت ّ‬
‫اإلداري ضمن رقابة التناسب هي معرفة ما إذا كان مضمون القرار المتّخذ يتناسب مع الوقائع التي دفعت‬
‫اإلدارة إلى إصداره‪ .‬ولقد توصل مجلس الدولة الفرنسي في إطار تدابير الضبط الماسة بالحقوق والحريات‬
‫العامة لألفراد إلى االعتراف لنفسه ليس فقط برقابة الوجود المادي للوقائع وصحة تكييفها القانوني‪ ،‬بل‬
‫أسست عليها اإلدارة قرارها‪.2‬‬
‫أيضا التحّقق من مدى تناسب القرار من حيث جسامته مع الواقعة التي ّ‬
‫ً‬
‫إيمانا من مجلس الدولة الفرنسي من أن سياسته القضائية يجب أن‬
‫‪ -2‬ظهور وتطور رقابة المالءمة‪ً :‬‬
‫تكون بمثابة ضمانة أساسية لحماية الحقوق والحريات العامة‪ ،‬فإنه خطى خطوة كبيرة أخرى في مجال‬
‫وتصرفات اإلدارة‪ .‬وتمثلت تلك الخطوة في الرقابة على أهمية وخطورة الوقائع مقارنة بالقرار‬
‫ّ‬ ‫رقابته لق اررات‬
‫أو اإلجراء المتّخذ‪ ،‬وذلك بقصد الوقوف على مدى التناسب بينهما‪ ،‬وهو ما يعرف برقابة المالءمة‪ ،3‬وهنا‬
‫حول الرقابة القضائية من عادية إلى رقابة قصوى‪.4‬‬
‫تت ّ‬
‫يعتبر الضبط اإلداري المجال األول الذي طّبقت فيه هذه الرقابة‪ ،‬وذلك على أساس أن هذا‬
‫نظر للمكانة المقدسة للحريات العامة في المجتمع‪ ،‬فهي من األمور‬
‫المجال يمثل أهمية خاصة‪ ،‬وذلك ًا‬
‫مبرر بضرورة حماية النظام العام‪.‬‬
‫التي ال يجوز المساس بها ّإال إذا كان ذلك ًا‬
‫يخيا يعتبر قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪ Benjamin‬نقطة البداية لرقابة المالءمة‪،‬‬
‫تار ً‬
‫ويتعّل ق بحرية عقد االجتماعات العمومية‪ .‬فقد ألغى مجلس الدولة القرار الصادر من رئيس بلدية ‪Nevers‬‬

‫التخوف من‬
‫ّ‬ ‫اء على طلب السيد ‪ ،René Benjamin‬وذلك بحجة‬ ‫المتضمن منع عقد اجتماع عمومي بن ً‬
‫ّ‬
‫وقوع اضطرابات تخل بالنظام العام‪ .‬وقد قام المجلس بفحص الظروف المحلية التي أحاطت بالدعوة إلى‬

‫‪ -1‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.838‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ -3‬مراد بدران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫‪ -4‬مايا محمد نزار أبودان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪- 595 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أن السلطات المحلية كانت تستطيع المحافظة على النظام العام باستخدام‬
‫وتبين له ب ّ‬
‫عقد هذا االجتماع‪ّ ،‬‬
‫إمكانيات قوات األمن المتوفرة لديها‪ ،‬مع السماح بعقد االجتماع‪.1‬‬
‫كمبرر لق ارراتها‪ ،‬ومدى‬
‫ّ‬ ‫إن الرقابة القضائية على أهمية وخطورة الوقائع التي تدعيها اإلدارة‬
‫ّ‬
‫تناسبها مع اإلجراء المتّخذ على أساسها يمثل في الواقع خطوة جريئة من طرف مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬إذ‬
‫عن طريق هذه الرقابة ال يصبح القاضي اإلداري مجرد قاض يفصل في المنازعات اإلدارية على أساس‬
‫من القواعد القانونية سارية المفعول‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للقاضي العادي‪ ،‬وإنما يصبح إضافة إلى ذلك‬

‫بالنظر إلى قواعد القانون فحسب‪ ،‬وإنما ً‬


‫أيضا‬ ‫قاض للمالءمة‪ ،‬حيث يباشر مهمته في هذه الحالة‪ ،‬ال ّ‬
‫للظروف والمعطيات التي أحاطت بالقرار اإلداري الصادر‪ ،‬ومدى تقدير اإلدارة لهذه الظروف والمعطيات‪،‬‬
‫األمر الذي أدى ببعض الفقه إلى تشبيهه بالرئيس اإلداري األعلى لإلدارة‪.2‬‬
‫حاول الفقه إيجاد تبرير لرقابة المالءمة‪ ،‬وذلك في إطار التوفيق بينها وبين القاعدة العامة في‬

‫الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة‪ ،‬انطالًقا من فهم شائع يرى ب ّ‬


‫أن فكرة المشروعية مناقضة لفكرة‬
‫المالءمة‪ ،‬باعتبار أن السلطة التقديرية لإلدارة تعني حرية تقدير مالءمة ق ارراتها في كل ما يخرج عن‬
‫يتعين أن‬
‫نطاق المشروعية‪ ،‬ولما كانت رقابة القاضي اإلداري‪ ،‬هي رقابة مشروعية بحسب األصل‪ ،‬فإنه ّ‬
‫حد المشروعية‪ ،‬دون ّ‬
‫أن تتجاوز ذلك إلى إطار المالءمة المتروك لتقدير اإلدارة‪.3‬‬ ‫تقف هذه الرقابة عند ّ‬
‫عبر الفقيه الفرنسي الكبير ‪ Marcel WALINE‬على هذه العالقة ضمن قضاء مجلس الدولة‬ ‫وقد ّ‬
‫قانونيا ّإال إذا كان‬
‫ً‬ ‫حد إجراء من إجراءات البوليس اإلداري حرية عامة‪ ،‬فهذا ال يكون‬
‫بقوله‪ " :‬كلما ّ‬
‫وفقا لمبدأ مشروعية العمل اإلداري‬
‫مالئما‪ .‬والقضاء وهو حامي الحريات العامة ً‬ ‫الزما‪ ،‬وبمعنى آخر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يجب عليه إذا ما طرح عليه النزاع أن يبحث هذه الضرورة وتلك المالءمة‪ .‬وهذا بدوره سيؤدي إلى‬
‫الصدد"‪.4‬‬
‫إلغاء سلطة اإلدارة التقديرية في هذا ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ :‬تظهر رقابة‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬تطبيق القاضي اإلداري لرقابة المالءمة في الق اررات اإلدارية‬
‫كرس مجلس الدولة الفرنسي أسلوبين‬
‫الصدد ّ‬
‫كحد يرد على السلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬وفي هذا ّ‬
‫المالءمة ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 19 mai 1933, Benjamin, G.A.J.A, op.cit, n° 44, p 280.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Marcel WALINE, « Étendue et limites du contrôle du juge administratif sur les actes de‬‬
‫‪l'administration », E.D.C.E, n° 10, 1956, p 29.‬‬
‫‪ -3‬وليد محمد الشناوي‪ " ،‬التطورات الحديثة للرقابة القضائية على التناسب في القانون اإلداري (دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة)"‪،‬‬
‫مجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،02‬الرقم التسلسلي للعدد ‪ ،2016 ،59‬ص ‪.599‬‬
‫‪ -4‬حمد عمر حمد‪ ،‬السلطة التقديرية لإلدارة ومدى رقابة القضاء عليها‪ ،‬ط األولى‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.185‬‬
‫‪- 596 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لممارسة هذه الرقابة‪ ،‬األول يتمثل في رقابة الموازنة بين المنافع واألضرار‪ ،‬أما الثاني فهو رقابة الخطأ‬
‫بأن المجال الخصب لتطبيق األسلوب األول هو الرقابة على السلطة‬
‫الواضح في التقدير‪ .‬واعترف الفقه ّ‬
‫التقديرية لإلدارة في المجال العمراني ونزع الملكية من أجل المنفعة العمومية‪ ،‬أما األسلوب الثاني فمجاله‬
‫وخصوصا ما تعّلق منها بالحقوق والحريات العامة لألفراد‪.1‬‬
‫ً‬ ‫الرحب هو تدابير وق اررات الضبط اإلداري‬
‫في هذا المجال يصل القاضي اإلداري إلى أقصى درجات الرقابة على اإلطالق‪ ،‬وذلك ألنه‬
‫المكونة لركن السبب ومدى تناسبها مع مضمون القرار الصادر‪ ،‬أو بمعنى‬
‫ّ‬ ‫يتطرق لبحث أهمية الوقائع‬
‫ّ‬
‫آخر يراقب درجة خطورة القرار اإلداري‪ ،‬وهل الوقائع التي تشكل السبب متناسبة في درجة أهميتها مع‬
‫خطورة القرار‪.‬‬
‫أصال‪ ،‬ألن تقدير مضمون‬
‫ً‬ ‫أن القاضي اإلداري ّ‬
‫يتدخل هنا في نطاق محضور عليه‬ ‫واضح ب ّ‬
‫بالنظر ألهمية السبب هي مسألة تدخل في نطاق السلطة التقديرية لإلدارة حسب األصل العام‪،‬‬
‫القرار ّ‬
‫فالقاعدة أن القاضي اإلداري يقف في رقابته لسبب القرار على رقابة الوجود المادي والتكييف القانوني‬
‫يتدخل في تقدير أهمية الوقائع وتناسبها مع مضمون القرار‪ ،‬ألن هذا يندرج ضمن نطاق‬
‫للوقائع‪ ،‬وال ّ‬
‫المالءمة‪.2‬‬
‫طبقه مجلس الدولة الفرنسي بخصوص حرية تنقل المشجعين لمالعب كرة القدم‪ ،‬إذ أن‬
‫وهذا ما ّ‬
‫يتم تبريره فقط باالتجاه الذي تتبناه جمعية‬
‫أن ّ‬‫القرار الضبطي المتعّلق بمنع الدخول للمالعب ال يمكن ّ‬
‫رياضية معينة‪ ،‬بل يجب البحث في مدى الخطورة التي ينطوي عليها سلوك المشجعين أنفسهم على‬
‫النظام العام‪ ،3‬أو بالنسبة لعدم التوافق بين هدف حماية النظام العام المترتّب على قرار إبعاد أجنبي‬
‫واالعتداء غير المناسب مع حقه األساسي في حياة عائلية طبيعية مع أسرته‪.4‬‬
‫ثانيا‪ -‬رقابة الخطأ الواضح في التقدير‪ :‬في بعض حاالت ممارسة السلطة التقديرية ال يباشر القاضي‬
‫اإلداري رقابته على عيوب عدم المشروعية الداخلية ّإال في حدود الرقابة الدنيا‪ ،‬وهذا معناه أن القاضي‬
‫ولسد هذا النقص لجأ مجلس الدولة الفرنسي إلى‬
‫ّ‬ ‫يمتع عن ب ّسط رقابته على التكييف القانوني للوقائع‪.‬‬
‫البين في التقدير ‪Contrôle d’appréciation de l’erreur‬‬
‫أسلوب جديد هو رقابة الخطأ الواضح أو ّ‬

‫‪ -1‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 173‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬قضاء اإللغاء قضاء التعويض وأصول اإلجراءات‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2005 ،‬ص ص ‪.212-211‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 8 novembre 2013, Olympique lyonnais, req. n° 373129, A.J.D.A, 2013, p 2472.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 19 mars 2003, Ascone,req. n° 235605, A.J.D.A, 2003, p 1055, concl. M. Guyomar.‬‬
‫‪- 597 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تستقل اإلدارة بتقدير الوقائع‬


‫ّ‬ ‫أن الق اررات الصادرة في المسائل التي‬
‫‪ ،manifeste‬وهكذا أصبحت القاعدة ب ّ‬
‫فيها تكون غير مشروعة إذا كانت قائمة على وقائع غير صحيحة ً‬
‫ماديا‪ ،‬أو خطأ في تكييفها القانوني‪ ،‬أو‬
‫خطأ واضح في التقدير‪.1‬‬
‫التطور القضائي منذ قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪ Lagrange‬المؤرخ في‬
‫ّ‬ ‫لقد بدأ هذا‬
‫‪ 15‬فيفري ‪ ،1962‬حيث ابتدع مجلس الدولة ما يسمى برقابة الخطأ الواضح والتي أطلق عليها في‬
‫توجه إلى بسط رقابته على أهمية‬
‫البداية تسمية "رقابة الخطأ الواضح في تقدير الوقائع"‪ ،‬لكن سرعان ما ّ‬
‫الوقائع التي تستند إليها اإلدارة ومدى تناسبها مع اإلجراء المتّخذ‪ ،‬وأطلق على هذا النوع من الرقابة "رقابة‬
‫الخطأ الواضح في التقدير"‪.2‬‬
‫ظل عدم وجود تحديد دقيق لشروط ممارسة االختصاصات اإلدارية في نطاق السلطة‬ ‫في ّ‬
‫فإن رقابة التكييف القانوني لألسباب تكون غير مجدية‪ ،‬لكن لتجنب التعسف اإلداري يقوم‬
‫التقديرية‪ّ ،‬‬
‫كمبرر لق ارراتها غير‬
‫ّ‬ ‫أن التقدير الذي تقوم بها اإلدارة للوقائع التي تقدمها‬
‫بالتأكد من ّ‬
‫ّ‬ ‫القاضي اإلداري‬
‫منطقي بشكل واضح‪.3‬‬
‫نستعرض تعريف الخطأ الواضح في التقدير (‪ ،)1‬والمعيار الذي يحكم وجود هذه الفكرة (‪،)2‬‬
‫أخير تطبيق القاضي اإلداري لهذا النوع من الرقابة بالنسبة‬
‫واألساس القانوني الذي تبنى عليه (‪ ،)3‬و ًا‬
‫المقيدة لحرية التنقل (‪.)4‬‬
‫للق اررات اإلدارية ّ‬
‫‪ -1‬تعريف الخطأ الواضح في التقدير‪ :‬يعرف الخطأ الواضح في التقدير بأنه عيب يشوب تكييف اإلدارة‬
‫سببا لقرارها‪ ،‬على نحو يتعارض مع الفطرة السليمة‪ ،‬إذ تتجاوز اإلدارة‬
‫وتقديرها للوقائع التي اتّخذت منها ً‬
‫بوقوعها في هذا الخطأ حدود المعقول في الحكم الذي تحكمه على الوقائع‪.4‬‬
‫وجليا للشخص العادي‪،‬‬ ‫يعرفه األستاذان ‪ Vedel‬و‪ Delvolvé‬بأنه الخطأ الذي يكون و ً‬
‫اضحا ً‬ ‫كما ّ‬
‫وفاحشا‬
‫ً‬ ‫جسيما‬
‫ً‬ ‫شك في وجوده لمن له عقل مستنير‪ ،‬أو هو الذي يكون‬
‫أو هو الذي ال يوجد أدنى ّ‬
‫المتمرس في القانون اكتشافه‪.5‬‬
‫ّ‬ ‫وساطعا لدرجة أنه يكون بمقدور غير‬
‫ً‬

‫‪ -1‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.178-177‬‬


‫‪ -2‬سهيلة لباشيش‪ ،‬السلطة التقديرية لإلدارة والرقابة القضائية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون‪ ،‬فرع الدولة‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪ ،2016-2015‬ص ‪.194‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Didier PÉANO, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité interne », op.cit, n° 133, p 37.‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Georges VEDEL, Pierre DELVOLVÉ, Droit administratif, T.1, P.U.F, Paris, 1992, p 327.‬‬
‫‪- 598 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تعريفه ب ّأنه الخطأ الذي يرى فيه القاضي من خالل بحثه في ملف الدعوى ومختلف‬ ‫كما يمكن ّ‬
‫تجاوز لحدود المعقول لدرجة البداهة‪.1‬‬
‫ًا‬ ‫الظروف التي جرى فيها تقدير الوقائع‪،‬‬
‫التطور القضائي الذي حملته نظرية‬
‫ّ‬ ‫الصدد يرى األستاذ لحسين بن شيخ آث ملويا ب ّ‬
‫أن‬ ‫في هذا ّ‬
‫الخطأ الواضح في التقدير يمثل فائدة محّققة‪ ،‬إذ يتعّلق األمر بالفعل بمنح القاضي اإلداري نوع من الرقابة‬

‫على تقدير أهمية وخطورة الوقائع‪ ،‬في حاالت كان ال يملك فيها تلك الرقابة ‪ .‬وبعبارة أخرى ال ّ‬
‫‪2‬‬
‫يحق‬
‫التدخل في تقدير اإلدارة ّإال إذا وقعت هذه األخيرة في مغاالة واضحة في التكييف‪ ،‬كأن‬
‫ّ‬ ‫للقاضي اإلداري‬
‫تقوم بتكييف واقعة بسيطة بأنها تنطوي على تهديد للنظام العام وتبني عليها موقفها باتخاذ قرار خطير‬
‫يمس بحريات األفراد‪.3‬‬
‫يعد هذا االتجاه القضائي صمام أمان بالنسبة للحاالت التي تتعسف اإلدارة فيها صراحة بسلطتها‬
‫اضحا في التقدير يتجاوز حدود‬
‫التقديرية‪ ،‬إذ أنها ملزمة بانتهاج منهج معقول بحيث أنها إذا ارتكبت خطأ و ً‬
‫يتصدى لها‪.4‬‬
‫ّ‬ ‫فإن القاضي اإلداري‬
‫المعقول في تكييفها لعناصر المالءمة ّ‬
‫لفعلية لمجلس الدولة الفرنسي في تطبيق هذا النوع من الرقابة بخصوص‬
‫وقد كانت االنطالقة ا ّ‬
‫المقيدة لحرية التنقل الناتجة عن تدابير الضبط اإلداري المتعّلقة بسحب جواز السفر وإبعاد‬
‫ّ‬ ‫الق اررات‬
‫األجانب وبالضبط في قضية ‪.5Pardov‬‬
‫لجأ مجلس الدولة الفرنسي إلى رقابة الخطأ الواضح في التقدير لتعويض غياب رقابة التكييف‬
‫ينصب على تقدير األسباب‪ ،‬لكنه‬
‫ّ‬ ‫فإن األمر يتعّلق بخطأ‬
‫القانوني للوقائع‪ .‬وكما تشير إليه العبارة أعاله‪ّ ،‬‬
‫سافر‪ ،6‬لذلك فقد عمل على تصحيح هذه الوضعية‬ ‫جسيما أو ًا‬
‫ً‬ ‫اضحا أو‬
‫ال يرتب اإللغاء ّإال إذا كان و ً‬
‫ومقرر‬
‫ًا‬ ‫الشا ّذة من خالل ابتكار مفهوم الخطأ الواضح في التقدير الذي ترتكبه اإلدارة في تقديرها للوقائع‪،‬‬

‫للحد من سلطة اإلدارة التقديرّية وموقف مجلس الدولة‬


‫‪ -‬رمضان بطيخ‪ ،‬االتجاهات المتطورة في قضاء مجلس الدولة الفرنسي ّ‬
‫‪1‬‬

‫المصري منها‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص ‪.232‬‬


‫‪ -2‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬وسائل المشروعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.377‬‬
‫‪ -3‬سماح فارة‪ " ،‬التوجه الحديث لرقابة اإللغاء‪ :‬رقابة التناسب"‪ ،‬مجلة التواصل في االقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد‬
‫‪ ،02‬العدد التسلسلي ‪ ،2015 ،42‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -4‬فريدة أبركان‪ ،‬ترجمة عبد العزيز أمقران‪ " ،‬رقابة القاضي اإلداري على السلطة التقديرية لإلدارة"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪،01‬‬
‫‪ ،2001‬ص ‪.39‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- C.E, Ass, 3 février 1975, Ministre de l’Intérieur c/ Pardov, Rec. C.E, p 83.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- André DE LAUBADÈRE, Yves GAUDEMET, Traité de droit administratif, T1, op.cit, p 502.‬‬
‫‪- 599 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أن مثل هذا الخطأ من شأنه أن يعيب مشروعية القرار اإلداري ويجعله خارًجا عن حدود المنطق والتفكير‬
‫بّ‬
‫السليم‪.1‬‬

‫لقد واجه القاضي اإلداري هذه النتائج و ّ‬


‫التطورات وهو يمارس وظيفته في رقابة المشروعية‪ ،‬وكان‬
‫يطور رقابته لتستجيب‬
‫المستجدات‪ ،‬من أن ّ‬
‫ّ‬ ‫اما عليه أمام عجز وسائل الرقابة العادية عن استيعاب هذه‬
‫لز ً‬
‫لذلك‪ ،‬وحتى يستطيع أن يعيد التوازن في حماية حقوق وحريات األفراد‪ .‬وفي سبيل هذه الغاية ابتدع‬
‫مجلس الدولة الفرنسي نظريته في الخطأ الواضح في التقدير ليواجه بها الحاالت التي امتنع فيها عن رقابة‬
‫التكييف القانوني للوقائع‪ ،‬بل وليتجاوز نطاق هذه الحاالت لينفذ إلى صميم التقدير اإلداري ذاته‪.2‬‬
‫أن فكرة الخطأ الواضح في التقدير استطاعت أن تمتّد إلى جميع مجاالت النشاط‬
‫يمكن القول ب ّ‬
‫اإلداري‪ ،‬األمر الذي جعل منها بحق نظرية قضائية حقيقية‪ ،‬كما أصبحت هذه الفكرة صالحة الستيعاب‬

‫التطورات التي أصابت مختلف جوانب النشاط اإلداري في السنوات األخيرة‪ .‬لهذا يمكن القول ب ّ‬
‫أن هذه‬ ‫ّ‬
‫تشق طريقها في قضاء مجلس الدولة الفرنسي بدعم قضائي ومؤازرة فقهية‪ ،‬لتصبح‬
‫الفكرة استطاعت أن ّ‬
‫وليستقر الخطأ الواضح في التقدير كعيب من العيوب التي‬
‫ّ‬ ‫في النهاية نظرية قضائية متكاملة المعالم‪،‬‬
‫تصيب القرار اإلداري‪ ،3‬يمكن من خالله رقابة الخطأ الذي يتعارض من الفطرة السليمة‪ ،‬ويتجاوز حدود‬
‫المعقول‪ .‬وبذلك استطاعت هذه النظرية إعادة صياغة مفهوم السلطة التقديرية في ذاتها‪ ،‬لتصبح سلطة‬
‫عاقلة وواعية‪.4‬‬
‫يتمكن من خاللها القاضي اإلداري من‬
‫الخطأ الواضح في التقدير بهذا المعنى هو أداة فنية ّ‬
‫ممارسة الرقابة على السلطة التقديرية لإلدارة فيما يتعّلق بركن السبب في القرار اإلداري‪ ،‬بحيث إذا جاء‬
‫مشوبا بخطأ واضح في التقدير‪.‬‬
‫ً‬ ‫للحد المعقول كان‬
‫متجاوز ّ‬
‫ًا‬ ‫هذا التقدير‬
‫‪ -2‬معيار تحديد الخطأ الواضح في التقدير‪ :‬يجمع الفقه على وجود معيارين لتحديد وجود خطأ واضح‬
‫في التقدير‪ ،‬المعيار اللغوي والمعيار الموضوعي‪ّ ،‬إال أن المعيار الراجع هو الجمع بينهما‪ ،‬وذلك على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬مايا محمد نزار أبودان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.75-74‬‬


‫‪ -2‬محمد ماهر أبو العينين‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.914‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.919‬‬
‫‪ -4‬العربي بن شهرة‪ " ،‬الصور الحديثة للرقابة على السلطة التقديرية لإلدارة"‪ ،‬المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪،01‬‬
‫العدد األول‪ ،2016 ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪- 600 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بأن كلمة "واضح" أو "ساطع" التي تقابل بالتعبير الفرنسي‬ ‫أ‪ -‬المعيار اللغوي‪ :‬يرى أصحاب هذا ّ‬
‫الرأي ّ‬
‫أن هذا الخطأ قد وصل إلى درجة من الوضوح تكفي‬
‫يوصف بها الخطأ‪ّ ،‬إنما توحي ب ّ‬
‫"‪ "Manifeste‬التي ّ‬
‫شك لديه حوله‪ .‬كما يرى أصحاب هذا ّ‬
‫الرأي‬ ‫إلقناع القاضي بوجود مثل هذا الخطأ أو تكفي إلزالة أي ّ‬
‫أن قوام تحّقق الخطأ الواضح في التقدير توافر الجسامة والوضوح‪.‬‬
‫بّ‬
‫فمن ناحية الجسامة‪ ،‬يجب أن يبلغ الخطأ الواضح درجة من الجسامة تفوق درجة الخطأ البسيط‪،‬‬
‫الممكن لإلدارة أن تخطئ في ممارسة سلطتها التقديرية‪ ،‬فإنه ال يجوز لها مطلًقا أن ترتكب‬
‫ّ‬ ‫فإذا كان من‬

‫جسيما ‪ .‬أما من ناحية الوضوح‪ ،‬فيجب أن يكون الخطأ ً‬


‫‪1‬‬
‫جليا‪ ،‬وتقاس درجة الوضوح بمعيار الرجل‬ ‫ً‬ ‫خطأ‬
‫فاحشا‪ .‬فإذا تحّقق في‬
‫ً‬ ‫بديهيا‪ ،‬أو صارًخا‪ ،‬أو خطي ًرا‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫العادي‪ .‬وتتجسد درجة الوضوح في كون الخطأ‬
‫جدير‬
‫ًا‬ ‫خطأ ما واحد من هذه األوصاف‪ ،‬أصبح خطأ ظاهر‪ ،‬ويكون القرار اإلداري المشتمل عليه‬
‫باإللغاء‪.2‬‬

‫ب‪ -‬المعيار المادي‪ :‬يرى األستاذ رمضان بطيخ ب ّ‬


‫أن معيار الخطأ الواضح في التقدير ال يكمن في مدى‬
‫أساسا في عدم االنضباط أو الكفاية بالنسبة‬
‫بارزا‪ ،‬وإنما يكمن ً‬
‫خطورة أو وضوح هذا الخطأ‪ ،‬وال في كونه ً‬
‫لعناصر التقييم التي تكون تحت نظر جهة اإلدارة عند قيامها بهذا التقييم‪ .‬والموضوعية هنا ال تعني‬
‫الكيفية التي يراد بها االستدالل على الخطأ‬
‫موضوعية التقدير و ّ‬
‫ّ‬ ‫الثبات والتحديد للمعيار ذاته وإنما تعني‬
‫الواضح‪ ،‬وبيان هذا االستدالل والبحث ال يخضع لتقدير ذاتي للقاضي‪ ،‬وإنما أساسه تقدير موضوعي‬
‫يستخلصه من ملف الدعوى وأوراقها‪.3‬‬
‫لتصور موضوعي‪ ،‬يقصد به االبتعاد‬
‫ّ‬ ‫والقول بضرورة أن يكون الخطأ الواضح في التقدير نتيجة‬
‫عن التوصيفات التي تعتمد على التقدير الشخصي‪ ،‬حيث يخضع االستدالل على وجود الخطأ الواضح‬
‫لتقدير موضوعي يستخلص من ملف الدعوى وظروفها ال من تقدير ذاتي للقاضي‪.4‬‬
‫تصور معيار جامد في هذا الخصوص يلتزم به القاضي اإلداري في كافة‬
‫واضح أنه من الصعب ّ‬
‫المنازعات التي يفصل فيها‪ ،‬ويكون أساسها وجود خطأ واضح في التقدير‪ .‬فما يعتبر خطأ و ً‬
‫اضحا في‬

‫خصوص نزاع ما قد ال يعتبر كذلك في نزاع آخر‪ .‬حقيقة يجب أن ينطوي هذا الخطأ على درجة ّ‬
‫معينة‬

‫‪ -1‬رمضان بطيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.223‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Jean-Marie AUBY et Roland DRAGO, op.cit, p 394.‬‬
‫‪ -3‬رمضان بطيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.230‬‬
‫‪ -4‬وافية داهل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪- 601 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫طل النشاط اإلداري لمجرد خطأ بسيط من طرف اإلدارة‪ ،‬ولكن يجب عدم‬
‫من الجسامة‪ ،‬حتى ال يتع ّ‬
‫التعويل على صفة الوضوح التي يجب أن يكون عليها الخطأ‪ ،‬إلى درجة يمكن للشخص العادي اكتشافه‪،‬‬
‫ّ‬
‫فجسامة هذا الخطأ تجعل من حاالت الوقوع فيه من طرف رجل اإلدارة قليلة على اعتبار خبرته‬
‫وتخصصه في التسيير اإلداري‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -3‬األساس القانوني لنظرية الخطأ الواضح في التقدير‪ :‬يرى بعض الفقه ّ‬
‫بأن األساس القانوني لتطبيق‬
‫غامضا‪ ،‬والواقع أنه في بعض الحاالت تظهر‬
‫ً‬ ‫القاضي اإلداري لنظرية الخطأ الواضح في التقدير يبقى‬
‫مباشر في سلطة المالءمة التي تتمتّع بها اإلدارة‪ ،‬لكن يمكن أن‬
‫ًا‬ ‫تدخال‬
‫ً‬ ‫رقابة الخطأ الواضح باعتبارها‬
‫ينظر إليها كتطبيق لمبدأ التناسب‪ ،‬وذلك ألن الخطأ الواضح يدل على وجود عدم تناسب بين محتوى‬
‫أن تظهر رقابة الخطأ الواضح في التقدير ضمن مفهوم رقابة‬
‫القرار وأسبابه هذا من جهة‪ ،‬كما يمكن ّ‬
‫المشروعية باعتبارها أحد متطّلبات المعقولية من جهة أخرى‪.1‬‬
‫المشرع وإنما عن طريق‬
‫ّ‬ ‫تدخل‬
‫تتغير ال بفعل ّ‬
‫إن الحدود الفاصلة بين المشروعية والمالءمة قد ّ‬
‫حركية االجتهاد القضائي‪ ،‬ذلك أن الدور اإلنشائي الذي يمارسه القاضي اإلداري في خّلق المبادئ‬
‫والقواعد القانونية‪ ،‬قد يؤدي إلى تغيير الحدود الفاصلة بين رقابة المشروعية والمالءمة‪ ،‬وذلك عندما‬
‫مالئما‪ .2‬وقد برر بعض الفقه ذلك في الرغبة‬
‫ً‬ ‫يشترط القاضي اإلداري لمشروعية القرار اإلداري أن يكون‬

‫األكيدة لدى القضاء اإلداري في تحقيق أقصى حماية لحقوق وحريات األفراد‪ .‬ولذلك ّ‬
‫فإن مسلك القاضي‬ ‫ّ‬
‫عملية تتعّلق بمواجهة إساءة استعمال سلطة‬
‫ّ‬ ‫اإلداري ال تفسره أي اعتبارات قانونية‪ ،‬وإنما ّ‬
‫تبرره اعتبارات‬
‫الضبط اإلداري عند تقييد ممارسة الحقوق والحريات العامة‪.3‬‬
‫لهذا يقول األستاذ ‪ Pierre SERRANDE‬في مقاله حول‪" :‬الرقابة القضائية على السطلة‬
‫النظر‬
‫بأن رقابة الخطأ الواضح في التقدير يمكن ّ‬
‫التقديرية لإلدارة من خالل االجتهاد القضائي الحديث"‪ّ ،‬‬
‫إليها من زاويتين‪ ،‬األولى باعتبارها رقابة دنيا على التكييف القانوني للوقائع‪ ،‬وذلك في المسائل التي يترك‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean-Marie WOEHRLING « Le contrôle juridictionnel du pouvoir discrétionnaire en France », La Revue‬‬
‫‪administrative, n° spécial 7, 1999, p 86.‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر دراجي‪ " ،‬الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪،02‬‬
‫العدد التسلسلي ‪ ،2013 ،32‬ص ‪.339‬‬
‫‪ -3‬عمر بوقريط‪ " ،‬الرقابة القضائية على عنصر السبب في ق اررات الضبط اإلداري"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪،1‬‬
‫المجلد ‪ ،27‬العدد ‪ ،03‬العدد التسلسلي ‪ ،2016 ،46‬ص ‪.74‬‬
‫‪- 602 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫التصرف‪ ،‬أما‬
‫ّ‬ ‫قدر من السلطة التقديرية في‬
‫_بناء على النصوص القانونية‪ً -‬ا‬
‫ً‬ ‫فيها القاضي اإلداري لإلدارة‬
‫معمقة تستهدف محتوى القرار وتقترب بالتالي من رقابة المالءمة‪.1‬‬
‫الثانية فيمكن اعتبارها رقابة ّ‬
‫حد‬
‫المتطورة هو أن يفرض على اإلدارة ّ‬
‫ّ‬ ‫فإن الهدف المؤكد لهذه التقنية القضائية‬
‫وعلى أي حال‪ّ ،‬‬
‫أدنى من المنطق والعقالنية في ق ارراتها‪ ،‬بحيث تتجنب الوصول إلى حلول غير منطقية تدل على‬
‫االختالل الواضح في التقدير الذي قامت به للوقائع المادية للق اررات اإلدارية المتّخذة‪.‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬تطبيق القاضي اإلداري لمعيار الخطأ الواضح في َّ‬
‫التقدير بالنسبة للق اررات‬
‫المقيدة لحرية التنقل في‬
‫نستعرض كيفية تطبيق معيار الخطأ الواضح في التقدير بالنسبة للق اررات اإلدارية ّ‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬ ‫القضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬المصري و ًا‬
‫أخير الجزائري‪ ،‬وذلك على ّ‬
‫أ‪ -‬في القضاء اإلداري الفرنسي‪ :‬تعتبر نظرية الخطأ الواضح في التقدير وسيلة طعن حديثة النشأة تجد‬
‫تكريسها الواضح والجلي في قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪ ،Maspero‬حيث بدأ القاضي اإلداري‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫أن قرار وزير‬
‫في استعمال مصطلح " الخطأ الواضح في التقدير"‪ ،‬رغم أنه في هذه القضية ّتوصل إلى ّ‬
‫الداخلية بمنع تداول وتوزيع مجلة "‪ "La revue tricontinental, édition française‬يقوم على وقائع‬
‫تشكله هذه المجلة على النظام العام ال يمكن مناقشة‬
‫فإن تقييم اإلدارة للخطر الذي ّ‬
‫ماديا‪ّ ،‬‬
‫غير صحيحة ً‬
‫أمام القضاء اإلداري‪.2‬‬
‫المستقر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أن مجلس الدولة الفرنسي قد خرج عن قضائه المألوف و‬
‫واضح من خالل هذا القرار ب ّ‬
‫وتناول بالبحث والدراسة التقدير الذي قام به وزير الداخلية حول مدى خطورة تداول مجلة أجنبية على‬
‫مشوبا بخطأ واضح في التقدير‪.3‬‬
‫ً‬ ‫بأن هذا التقدير ليس‬
‫النظام العام‪ ،‬وانتهى إلى القول ّ‬
‫لقد كان من الضروري دخول آلية الخطأ الواضح في التقدير لمجال الضبط المتعّلق بحرية التنقل‪،‬‬
‫استمر مجلس الدولة الفرنسي لمدة طويلة في اإلقرار لإلدارة بسلطة تقديرية واسعة في هذا المجال‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فقد‬
‫دائما بحث تقدير اإلدارة لألسباب المتعّلقة بالنظام العام ضمن ق اررات إبعاد‬
‫وعلى هذا األساس فقد رفض ً‬
‫أيضا تقدير أسباب منع أجنبي من الدخول إلى اإلقليم‪.1‬‬ ‫‪4‬‬
‫األجانب ‪ ،‬كما لم يراقب ً‬
‫‪1‬‬
‫‪- Pierre SERRANDE, « Le contrôle juridictionnel du pouvoir discrétionnaire de l’administration à travers‬‬
‫‪la jurisprudence récent », R.D.P, n°128- 2012,4, juillet – août, pp 911-912.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, Ass, 2 novembre 1973, Société Anonyme « Librairie François Maspero », Rec. C.E, p 611.‬‬
‫‪ -3‬مايا محمد نزار أبودان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫فإن األستاذ ‪ Fabrice MELLERAY‬يرى‬
‫رغم السبق القضائي لمجلس الدولة الفرنسي في تطبيق نظرية الخطأ الواضح في التقدير ّ‬
‫بأن القاضي اإلداري الفرنسي اقتبس هذه الفكرة من القانون اإلنجليزي‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪Fabrice MELLERAY, op.cit, n° 48, p 16.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 13 juin 1952, Meyer, Rec. C.E, p 312.‬‬
‫‪- 603 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫وكان مجلس الدولة الفرنسي يكتفي في هذه الحاالت بفحص ما إذا كانت األسباب التي تدعيها‬
‫أساسا إلجراءات الضبط‪ .‬وال يقتضي األمر هنا‬
‫اإلدارة ليست غريبة عن مجال تطبيق النصوص المتّخذة ً‬
‫أن يحل القاضي اإلداري تقديره محل اإلدارة عندما تتمتّع بسلطة تقديرية واسعة‪.2‬‬
‫ساهم قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪ Maspero‬المذكور أعاله‪ ،‬في مضاعفة اللجوء إلى‬
‫اختصاصا تقديرًيا دون أن تخضع‬
‫ً‬ ‫رقابة الخطأ الواضح في التقدير في األحوال التي تمارس فيها اإلدارة‬
‫التطور التأثير المباشر على رقابة ق اررات ترحيل األجانب‪ ،‬إذ ألغى مجلس‬
‫ّ‬ ‫لشروط قانونية‪ .‬وقد كان لهذا‬
‫الدولة عديد ق اررات اإلبعاد بسبب الخطأ الواضح في التقدير كما في القرار المتعلق بقضية ‪.3Pardov‬‬
‫ومنذ زمن بعيد كان تقدير وجود التهديد للنظام العام ومالءمة قرار اإلبعاد يدخل في االختصاص‬
‫التقديري لوزير الداخلية‪ ،‬لكن األمر تغير بعد صدور ق ارر ‪ ،Maspero‬ليقوم القاضي اإلداري بعدها برقابة‬
‫الخطأ الواضح في التقدير‪ ،‬حيث يعود الفضل في ذلك لمفوض الحكومة لدى مجلس الدولة السيد‬
‫تمتد رقابة الخطأ الواضح في التقدير لتشمل الق اررات المتعّلقة‬
‫أن ّ‬ ‫‪ ،Braibant‬والذي اقترح للمرة األولى ب ّ‬
‫بالضبط اإلداري‪.‬‬
‫وفي قرار ‪ Pardov‬المذكور أعاله‪ ،‬لجأ مجلس الدولة الفرنسي إلى رقابة الخطأ الواضح في‬
‫التقدير في رقابة التدابير الضبطية المتخذة في مواجهة السيد ‪ ،Pardov‬وهو الجئ سياسي بلغاري‪ .‬حيث‬
‫الية رقابة القاضي‬
‫فع ّ‬‫تنبه المجلس إلى أ ّن استبعاد رقابة التكييف القانوني للوقائع يؤدي إلى إضعاف ّ‬
‫مقرر إخضاعها لرقابته على‬
‫اإلداري‪ ،‬وبين هامش السلطة التقديرية التي تملكها اإلدارة في هذا المجال‪ً ،‬ا‬

‫أساس نظرية الخطأ الواضح في التقدير‪ .‬فقد الحظ القاضي اإلداري ب ّ‬


‫أن الطاعن المعني بقرار اإلبعاد‬
‫محل مراقبة‬
‫تحسن سلوكه منذ سنوات عديدة‪ ،‬كما أنه توقف عن مختلف السلوكيات السيئة التي كانت ّ‬ ‫ّ‬
‫ثم‬
‫خطر على النظام العام‪ ،‬ومن ّ‬
‫ًا‬ ‫أن تواجده على اإلقليم الفرنسي لم يعد يشكل‬
‫مما يعني ب ّ‬
‫رجال األمن‪ّ ،‬‬
‫فإن وزير الداخلية برفضه سحب قرار اإلبعاد‪ ،‬يكون قد ارتكب خطأ و ً‬
‫اضحا في تقدير وقائع القرار‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أما فيما يتعّلق بالرقابة على الخطأ الواضح في التقدير بخصوص قرار الطرد إلى خارج الحدود‪،‬‬
‫فإن القاضي اإلداري يراقب عواقب هذا اإلجراء على الوضع الشخصي لألجنبي‪ ،‬وبالنتيجة ّتوصل‬
‫تحمل رحلة الطائرة‪.4‬‬
‫القاضي إلى إلغاء قرار طرد امرأة حامل تثبت شهادتها الطبية بأنها ال تستطيع ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 21 novembre 1952, Marcon, Rec. C.E, p 524.‬‬
‫‪ -2‬عصام نعمة إسماعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, Ass, 3 février 1975, Ministre de l’Intérieur c/ Pardov, Rec. C.E, p 83.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- C.E, 28 septembre 1990, préfet Corrèze : Juris-Data n° 1990-044025; Rec. CE, 1990, p 777.‬‬
‫‪- 604 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فإن القاضي اإلداري ال يمارس سوى رقابة على‬


‫أما بالنسبة لقرار رفض إصدار تأشيرة الدخول‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫الشبهة في القيام بزواج‬
‫الخطأ الواضح في التقدير الناتج عن األسباب المتعّلقة بالمصلحة العامة ‪ ،‬مثل ّ‬

‫صوري ‪ ،‬أو السجل اإلجرامي الذي ّ‬


‫يدل على تهديد للنظام العام‪.3‬‬ ‫‪2‬‬

‫إن قيمة الرقابة التي يحققها الخطأ الواضح في التقدير تظهر عندما تستعمل اإلدارة سلطتها‬
‫ّ‬
‫التقديرية التي تقوم في جوهرها على اإلطالق‪ ،‬وهذا هو الجديد الذي أضافته إلى المدلول التقليدي للرقابة‪،‬‬

‫باعتبار الخطأ الواضح يمثل حدا تقف عنده السلطة التقديرية‪ ،‬فتكون اإلدارة ّ‬
‫حرة في إجراء عملية التقدير‪،‬‬
‫اضحا في هذا التقدير‪ ،‬حيث تنتهي السلطة التقديرية من حيث يبدأ‬
‫أن ترتكب خطأ و ً‬
‫حرة في ّ‬
‫ولكنها ليست ّ‬
‫عيبا له أهميته البارزة‪.4‬‬
‫هذا الخطأ‪ ،‬وهو ما يجعل من الخطأ الواضح في التقدير ً‬
‫ب‪ -‬في القضاء اإلداري المصري‪ :‬تحقيًقا لحماية الحقوق والحريات العامة لألفراد فقد وجد مجلس الدولة‬

‫المصري ب ّ‬
‫أن رقابته التقليدية على سبب القرار اإلداري‪ ،‬والمتمثلة في رقابة الوجود المادي للوقائع وتكييفها‬
‫المقيدة للحريات العامة‪ ،‬وألجل ذلك فقد‬
‫القانوني غير كافية لمواجهة الخطورة التي قد تنجم عن الق اررات ّ‬
‫وسع من نطاق رقابته لتقدير مدى مالءمة إصدار اإلدارة لق ارراتها‪.‬‬
‫أن مبدأ‬‫تبرر المحكمة اإلدارية العليا المصرية خضوع بعض الق اررات اإلدارية لرقابة المالءمة في ّ‬‫ّ‬
‫تستقل من‬
‫ّ‬ ‫المشروعية يلزم اإلدارة باحترام بعض القواعد‪ ،‬فإذا كان القانون قد يمنح لإلدارة ًا‬
‫قدر من الحرية‬

‫خالله بوزن مالبسات إصدار القرار‪ ،‬فإنه ثمة التزام عليها ب ّ‬


‫أن تضع نفسها في أفضل الظروف وأنسب‬
‫أن تجريه بروح موضوعية‪ .‬ومؤدى ذلك أن تقدير المالءمة يجب أن يقوم‬
‫الحلول للقيام بهذا التقدير‪ ،‬و ّ‬
‫على أسباب مقبولة‪ ،‬حيث تخضع اإلدارة في ذلك إلى رقابة القاضي اإلداري الذي ال ّ‬
‫يتعرض لتقدير جهة‬
‫اإلدارة في ذاته وإنما للظروف التي أحاطت به‪.5‬‬
‫قضت المحكمة اإلدارية العليا في حكمها المؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر ‪ 1983‬بخصوص ق ار ارت‬
‫االعتقال اإلداري بأنه‪ " :‬ولئن كانت اإلدارة تملك في األصل حرية وزن مالبسات العمل وتقدير أهمية‬
‫النتائج التي تترتب على الوقائع الثابت قيامها إال أنه حيث تختلط مناسبة العمل بمشروعيته‪ ،‬ومتى‬
‫كانت هذه المشروعية تتوقف على حسن تقدير األمور وخصوصا فيما يتعلق بالحريات العامة‪ ،‬وجب‬
‫‪1‬‬
‫‪- C.E, 28 février 1986, Ngako Jeuga, Rec. C.E, p 49.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- C.E, 30 décembre 2009, n° 308718.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E, 11 avril 2008, n° 304045.‬‬
‫‪ -4‬مايا محمد نزار أبودان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.87-86‬‬
‫‪ -5‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 385‬لسنة ‪ 41‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 12‬مارس ‪ ،1995‬ذكره عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬دعوى‬
‫إلغاء القرار اإلداري وطلبات إيقاف تنفيذه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.168-167‬‬
‫‪- 605 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أن يكون تدخل اإلدارة ألسباب جدية تبرره‪ ،‬فالمناط والحالة في مشروعية القرار الذي تتخذه اإلدارة‪ ،‬هو‬
‫أن يكون التصرف الزما لمواجهة حاالت معينة من دفع خطر جسيم يهدد األمن العام والنظام العام‬
‫باعتبار أن هذا اإلجراء هو الوسيلة الوحيدة لمنع هذا الضرر‪ ،‬وللقضاء اإلداري الحق في الرقابة على‬
‫قيام هذا المسوغ أو عدم قيامه"‪.1‬‬
‫ولما كانت رقابة القاضي اإلداري ضرورية لحماية حرية التنقل من خالل فحص الوقائع‪ ،‬فإنه ال‬
‫يمارس هذه الرقابة ّإال عندما يكون اإلجراء الضبطي ينطوي على اعتداء على نشاط فردي له أهمية‬

‫المشرع والمجتمع‪ ،‬ومن ثم ال يجوز لسطات الضبط اإلداري أن تفرض قي ً‬


‫ودا على‬ ‫ّ‬ ‫خاصة من وجهة نظر‬
‫ممارسة حرية التنقل ّإال ألسباب خطيرة‪.2‬‬
‫بالنسبة لق اررات المنع من السفر إلى الخارج‪ ،‬فرغم ارتباطها بحرية التنقل وهي من الحريات التي‬
‫كفلها الدستور‪ّ ،‬إال أن القضاء اإلداري لم يلتزم بمبدأ الرقابة على مالءمة ق اررات الضبط المتعلّقة بمنع‬
‫المواطن من السفر‪ ،‬حيث رفض في بعض األحكام رقابة مالءمة هذه الق اررات‪ ،‬وعلى العكس فرض هذه‬
‫الرقابة في ق اررات أخرى‪.‬‬
‫جاء في حكم محكمة القضاء اإلداري المؤرخ في ‪ 13‬أفريل ‪ " :2004‬للجهة اإلدارية الحق في‬
‫منع شخص من السفر إذا كان يتصف بالخطورة اإلجرامية ولما يمثله من إلحاق ضرر جسيم‬
‫بالمصلحة العامة ويسيء إلى سمعة البالد"‪ ،3‬كما جاء في حكم المحكمة المؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر ‪:1993‬‬
‫" إنه وقد مضى على الوقائع المنسوبة إلى المطعون ضده مدة طويلة وتقادم العهد عليها‪ ،‬ولم يقع منه‬
‫بعد ذلك ما يخل بسلوكه فإن حرمانه من جواز السفر ليس هو الوسيلة الوحيدة لبلوغ اإلدارة هدفها في‬
‫رعاية اعتبارات المصلحة العامة‪...‬القانون يكون بذلك قد جعل من مالءمة القرار اإلداري بعدم منح‬
‫طا من شروط صحته‪ ،‬وإذا ما اشترط القانون لمشروعية قرار اإلدارة أن تكون ثمة‬
‫جواز السفر شر ً‬
‫أسباب هامة قدرت معها اإلدارة اتخاذ هذا اإلجراء كان للقضاء اإلداري رقابة قيام المسوغ أو عدم‬
‫قيامه"‪.4‬‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬جلسة ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،1983‬مجموعة مبادئ السنة ‪ ،29‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -2‬محمد حسنين عبد العال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -3‬محكمة القضاء االداري‪ ،‬قضية رقم ‪ 24796‬لسنة ‪ 57‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 13‬أفريل ‪ ،2004‬ذكره أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬
‫‪ -4‬محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬الدعوى رقم ‪ 4934‬لسنة ‪ 41‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 27‬نوفمبر ‪ ،1993‬موسوعة دعوى اإللغاء أمام القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬ص ‪.621‬‬
‫‪- 606 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أما بالنسبة للمحكمة اإلدارية العليا فقد حسمت موقفها بشأن ازدواجية اتجاه محكمة القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬حيث غلبت السلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬وامتنعت عن فرض رقابتها على المالءمة‪.1‬‬
‫يتبين في حكمها المؤرخ في ‪ 8‬فيفري ‪ 1986‬الذي جاء فيه " الترخيص أو عدم‬
‫وهذا ما ّ‬
‫متفقا مع‬
‫الترخيص في السفر إلى خارج البالد هي من األمور المتروكة لتقدير اإلدارة حسبما تراه ً‬
‫الصالح العام‪ ،‬فلها أن ترفض الترخيص إذا قام لديها من األسباب ما يبرر ذلك‪...‬وقد بان للمحكمة من‬
‫األوراق المقدمة أن وزارة الداخلية استخلصتها من التحريات التي تجمعت لدى إدارة المباحث‬
‫العامة‪...‬إذ هي حرة في اختيار مناسبة إصدار قرارها بغير معقب عدا إساءة استعمال السلطة"‪.2‬‬

‫حق القضاء اإلداري ب ّ‬


‫أن يراقب الموازنة‬ ‫فمن الثابت لدى المحكمة اإلدارية العليا أنه ليس من ّ‬
‫قدرت على مقتضاها مالءمة إصدار القرار ما دام هذا التقدير‬
‫والترجيح فيما قام لدى اإلدارة من اعتبارات ّ‬
‫يستخلص من وقائع ثابتة في أوراق الدعوى‪.3‬‬
‫تبين تغليب‬
‫فإن أحكام المحكمة اإلدارية العليا بهذا الشأن‪ّ ،‬‬
‫وكما يقول األستاذ أحمد سالمة بدر ّ‬
‫المحكمة لمصلحة الوطن على مصلحة األجنبي المبعد‪ ،‬فليس للقاضي اإلداري بحث مالءمة قرار اإلبعاد‬
‫تدخل في تقدير خطورة األسباب التي تدعيها اإلدارة‪.4‬‬
‫أن ي ّ‬
‫أو ّ‬
‫أرست المحكمة اإلدارية العليا المصرية مبدأ مفاده تمتع اإلدارة بسلطة تقديرية واسعة في إصدار‬

‫ق اررات ترحيل األجانب‪ ،‬وبالتالي ال يجوز للقاضي اإلداري بحث مالءمة هذه الق اررات‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫أكدت‬
‫عليه في حكمها المؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ ،2018‬والذي جاء فيه‪ ..." :‬إال أنه ليس للقضاء اإلداري‪ ،‬في‬
‫حدود رقابته القانونية لمشروعية قرار اإلبعاد‪ ،‬للوقوف على ما إذا كان قرار اإلبعاد قد صدر من‬
‫وقائما على أسباب صحيحة ثابتة في األوراق‪،‬‬ ‫المختص قانوًنا بإصداره وبالطريق الذي رسمه القانون‬
‫ً‬
‫اقعا وقانوًنا دون أن تشوبه شائبة من إساءة استعمال السلطة‪ ،‬أن يخرج عن حدود‬
‫تؤدي إليه وتبرره و ً‬
‫هذه الرقابة وأن يتطرق إلى بحث مالءمة اإلبعاد الذي كشفت جهة اإلدارة عن سببه‪ ،‬أو أن يتدخل في‬

‫‪ -1‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬


‫‪ -2‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 1382‬لسنة ‪ 28‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 8‬فيفري ‪ ،1986‬مجموعة مبادئ السنة ‪ ،31‬بند رقم ‪،79‬‬
‫ص ‪.60‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬طعن رقم ‪ 873‬لسنة ‪ 33‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 20‬فيفري ‪ ،1994‬موسوعة دعوى اإللغاء أمام القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬ص ‪.648‬‬
‫‪ -4‬أحمد سالمة بدر‪ ،‬اإلبعاد اإلداري في ميزان القضاء اإلداري والدستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪- 607 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تقدير خطورة هذا السبب ومدى ما يمكن ترتيبه عليه من آثار بإحالل نفسه محل وزارة الداخلية فيما‬
‫هو متروك لتقديرها‪.1 "....‬‬
‫ج‪ -‬في القضاء اإلداري الجزائري‪ :‬بتحليل الق اررات القضائية الصادرة عن القضاء اإلداري الجزائري‪،‬‬
‫والسابق اإلشارة إليها في معرض بحث الرقابة على الوقائع وكذا التكييف القانوني لها‪ ،‬ال نجد أي أثر‬
‫لتطبيق نظرية الخطأ الواضح في التقدير‪ ،‬إذ اقتصرت رقابة القاضي اإلداري على التحّقق من الوجود‬
‫المادي للوقائع التي تدعيها اإلدارة لتقييد ممارسة حرية التنقل‪ ،‬والرقابة على صحة التكييف القانوني الذي‬
‫الشأن‪.‬‬
‫قامت به اإلدارة في هذا ّ‬
‫ميز اجتهاد القاضي اإلداري الجزائري عند مناقشته لنطاق‬
‫لكن يمكن مالحظ مدى التناقض الذي ّ‬
‫السلطة التقديرية الذي تتمتع به اإلدارة عند إصدار مختلف الق اررات المتعّلقة بتقييد ممارسة حرية التنقل‪،‬‬
‫وذلك عندما يربط هذا التقدير بحماية النظام واألمن العموميين‪ .‬وكما سبق ذكره بالنسبة للقضاء الفرنسي‪،‬‬
‫الحد من السلطة التقديرية لإلدارة‪.‬‬
‫فإن رقابة الخطأ الواضح في التقدير تعتبر آلية للرقابة و ّ‬
‫ّ‬
‫فقد رفض القاضي اإلداري الجزائري إخضاع هذا التقدير لرقابته بالنسبة لق اررات رفض إصدار‬
‫جواز السفر‪ ،‬وهو ما يظهر من خالل قرار المجلس األعلى رقم ‪ 38451‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪،1984‬‬
‫الذي جاء فيه‪ " :‬وأنه يجوز من حيث المبدأ رفض أو تمديد أجل جواز السفر ألحد الرعايا الجزائريين إذا‬
‫ما رأت بأن تنقله إلى الخارج من شأنه المساس باألمن العام وأن التقدير الذي تقوم به اإلدارة غير‬
‫قابل للمناقشة أمام قاضي تجاوز السلطة‪ّ .2"...‬إال أنه عاد وفرض رقابته على سلطة اإلدارة التقديرية‬
‫بالنسبة للق اررات المتعّلقة بالمنع من الدخول إلى اإلقليم‪ ،‬يظهر ذلك من خالل قرار المجلس األعلى رقم‬
‫‪ 49330‬المؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،1986‬والذي جاء فيه‪ " :‬حيث أنه يحق للسلطة اإلدارية رفض الدخول‬
‫لكل مسافر ترى في دخوله إلى تراب الجزائر مساسا باألمن العام وأن التقدير الذي تتمتع به هذه‬
‫السلطة قابل للنقاش أمام قاضي تجاوز السلطة‪.3"...‬‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬الطعن رقم ‪ 103338‬لسنة ‪ 61‬قضائية عليا‪ ،‬جلسة ‪ 24‬مارس ‪ ،2018‬ذكره حمدي ياسين عكاشة‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.563-562‬‬
‫‪ -2‬المجلس األعلى‪ ،‬قرار رقم ‪ ،38541‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1984‬مذكور سابًقا‪.‬‬
‫أيضا مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪،052342‬‬
‫‪ -‬المجلس األعلى‪ ،‬قرار رقم ‪ ،4933‬مؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،1986‬مذكور سابًقا‪ ،‬أنظر ً‬
‫‪3‬‬

‫مؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2009‬مذكور سابًقا‪.‬‬


‫‪- 608 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫رغم أن القاضي اإلداري الجزائري يشير صراحة إلى نطاق رقابته للسلطة التقديرية لإلدارة أثناء‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ّ ،‬إال أنه ال يمكن البناء على هذه الق اررات الستنتاج‬
‫إصدارها لمختلف الق اررات اإلدارية ّ‬
‫موقفه من تطبيق رقابة الخطأ الواضح في التقدير‪ ،‬ألنه كان في مقدوره اإلشارة إلى ذلك بشكل صريح‪،‬‬
‫خصوصا أنه قد تبنى صراحة هذه اآللية ضمن رقابته للتناسب بين األخطاء المهنية والعقوبات التي‬
‫ً‬
‫تقررها اإلدارة ضمن مجال الوظيفة العمومية‪.1‬‬
‫ّ‬
‫يتبين للقاضي اإلداري بأن تقدير اإلدارة كان نتيجة لخطأ واضح في التقدير فإنه يقضي‬
‫فعندما ّ‬
‫بإلغاء القرار اإلداري المطعون فيه ليس من باب رقابة المشروعية بل من باب درء ّ‬
‫تعسف اإلدارة في‬
‫استعمال سلطتها التقديرية‪.2‬‬

‫‪ -1‬أنظر مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،008155‬مؤرخ في ‪ 17‬ديسمبر ‪( .2002‬غير منشور)‪ ،‬ذكره فضيل كوسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪304‬؛ مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،880183‬مؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ ،1999‬ذكره محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى اإللغاء‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪291‬؛ مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،172994‬مؤرخ في ‪ 27‬جويلية ‪ ،1998‬قضية (ع‪.‬ه) ضد المجلس األعلى‬
‫للقضاء‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،01‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -2‬رمضان غناي‪ " ،‬عن موقف مجلس الدولة من الرقابة على الق اررات التأديبية الصادرة عن المجلس األعلى للقضاء حالة الغلط‬
‫الصارخ في التقدير‪ ،‬تعليق على قرار مجلس الدولة رقم ‪ 172994‬الصادر بتاريخ ‪ 1998/07/27‬منشور في مجلة مجلس‬
‫الدولة عدد‪ 2002/1‬ص ‪ ،"84-83‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،06‬ص ‪.51‬‬
‫‪- 609 -‬‬
‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمثل مرحلة الفصل في دعوى اإللغاء المح ّ‬


‫طة األخيرة للحكم على مشروعية الق اررات اإلدارية‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬حيث يكون الهدف النهائي الذي يرمي إليه المتقاضي هو الحصول على حكم أو‬ ‫ّ‬
‫يصل إليه القاضي اإلداري‬
‫ّ‬ ‫فضال على الهدف البعيد الذي‬
‫ً‬ ‫قرار قضائي بإلغاء القرار اإلداري المتنازع فيه‪،‬‬
‫وتكريس مبدأ مشروعية العمل اإلداري‪ ،‬وذلك بإزالة كل قرار إداري غير مشروع‪.‬‬
‫وهو حماية ّ‬
‫للوصول إلى الحكم بإلغاء القرار اإلداري يجب على القاضي اإلداري فحص عيوب عدم‬
‫مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬هذه األخيرة يمكن تصنيفها إلى عيوب عدم مشروعية خارجية وعيوب عدم‬
‫مشروعية داخلية‪ .‬فبالنسبة لعيوب عدم المشروعية الخارجية‪ ،‬يفحص القاضي اإلداري مدى إصابة القرار‬
‫عيبا متعلًقا بالنظام العام يمكن للقاضي اإلداري إثارته من تلقاء‬
‫بعيب عدم االختصاص‪ ،‬الذي يعتبر ً‬
‫نفسه‪ ،‬كما يمكن للطاعن إثارته في أي مرحلة تكون عليها الدعوى‪ .‬أما بالنسبة لعيب الشكل فإنه يرتكز‬
‫أخير يفحص القاضي‬
‫على رقابة مجموعة من الشكليات‪ ،‬والتي يأتي في مقدمتها تسبيب القرار اإلداري‪ ،‬و ًا‬
‫خصوصا باإلجراء االستشاري واإلجراء الوجاهي وحق الدفاع‪.‬‬
‫ً‬ ‫اإلداري عيب اإلجراءات فيما يتعّلق‬
‫فإن رقابة‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫أما بالنسبة لعيوب عدم المشروعية الداخلية للق اررات اإلدارية‬
‫القاضي اإلداري لها تظهر تركزها في عيب السبب‪ ،‬هذا األخير يرتبط بتحّقق الحالة الواقعية أو القانونية‬
‫تصاعدي‪ ،‬إذ ظهرت في‬
‫ّ‬ ‫التي تدفع اإلدارة إلى إصدار القرار اإلداري‪ ،‬وقد تدرجت رقابة هذا العيب بشكل‬
‫وبالنظر إلى أن مجمل الق اررات‬
‫البداية رقابة الوجود المادي للوقائع ثم رقابة صحة التكييف القانوني‪ّ ،‬‬
‫المقيدة لحرية التنقل ترتبط بمفاهيم حماية النظام العام الذي تتمتّع في ظّله اإلدارة بسلطة تقديرية‬
‫اإلدارية ّ‬
‫واسعة‪ ،‬فقد ظهرت أساليب حديثة للرقابة على هذا العيب أهمها رقابة المالءمة ورقابة الخطأ الواضح في‬
‫التقدير‪.‬‬

‫‪- 610 -‬‬


‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫خالصة الباب الثاني‪:‬‬


‫تدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل من خالل تسيير‬
‫يتحدد اإلطار اإلجرائي الذي يضبط ّ‬
‫ّ‬
‫مختلف الدعاوى اإلدارية التي تهدف إلى رقابة مشروعية الق اررات اإلدارية ّ‬
‫المقيدة لممارسة هذه الحرية‪.‬‬
‫ففي المقام األول تبرز حماية القاضي اإلداري االستعجالي عن طريق الدعوى اإلدارية االستعجالية‪ ،‬هذه‬
‫تنوعا يمكن للمتقاضي من خالله اختيار الدعوى المناسبة التي تحّقق له‬
‫األخيرة كرس المشرع بخصوصها ً‬
‫ويتجسد ذلك على وجه الخصوص‬
‫ّ‬ ‫المقيدة لحرية التنقل‪،‬‬
‫التصرفات اإلدارية ّ‬
‫الحماية ضد مختلف الق اررات و ّ‬
‫من خالل دعوى وقف تنفيذ القرار اإلداري من جهة‪ ،‬ودعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫وفي المقام الثاني‪ ،‬تأتي دعوى اإللغاء كآلية قانونية يمكن للمتقاضي من خاللها الحصول على‬
‫المقيدة لحرية التنقل‪ ،‬كما يكون الهدف البعيد لهذه الدعوى‬
‫حكم أو قرار قضائي بإلغاء الق اررات اإلدارية ّ‬
‫هو حماية مبدأ المشروعية‪ ،‬ويكون ذلك من خالل قيام القاضي اإلداري بفحص عيوب عدم مشروعية‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬هذه األخيرة يمكن تصنيفها إلى عيوب عدم مشروعية خارجية وعيوب عدم مشروعية‬
‫داخلية‪.‬‬

‫‪- 611 -‬‬


‫الخاتمة‬
‫خاتمة‬

‫ُمكوناتُالحريةُالشخصيةُلإلنسان‪ُ،‬وهذاُماُيُفسُرُالمكانةُ‬
‫تُعتبرُحريةُالتنقلُواحدةُمنُبيُنُأهم ُ‬
‫المُهُمُة ُالتي ُتحتلُها ُضمن ُالنظام ُالقانوني ُللحقوق ُوالحريات ُالعامة‪ُ ،‬فهي ُتعتبر ُبحقُ ُالقاطُرة ُلممارسةُ‬
‫الحق ُوقُوالحرياتُاألخرىُ‪ُ،‬فكُلُماُكانُمُقدارُالتُمتُعُبممارسةُهذهُالحر‬
‫يةُكبيراُكانُلذلكُاألثرُالمباشرُفيُ‬
‫ً‬
‫تدعيمُممارسةُالحقوقُوالحرياتُاألخرى‪ُ،‬والعكسُصحيح‪ُ،‬فعندُفرضُالقيودُعلىُهذهُالحريةُسينتجُعنهُ‬
‫الُمحالةُحُرمانُاألفرادُمنُممارسةُباقيُالحقوقُوالحريات‪ُُ.‬‬
‫وأهمية ُحرية ُالتنقل ُعلى ُالنُحو ُالمبين ُسابَقا‪ُ ،‬جعلت ُمنها ُعنو ًانا ُلالنفتاح ُالذي ُيُميُز ُالعالمُ‬
‫المُعاصر‪ُ ،‬حيث ُتتقاطع ُمع ُمفهوم ُالعولمةُوما ُينُتجُعنها ُمن ُإرهاصات‪ُ ،‬وماُيعيشهُالعالم ُفي ُالوقتُ‬
‫ُدليال ُعلىُعولمةُ‬
‫الحاليُمنُتقييدُصارمُلحريةُالتنقلُفيُظلُ ُانتشارُفيروسُكوروناُ(كوفيد‪ُ)19-‬إال ًُ‬
‫ُ‬
‫حريةُالتنقل‪ُ،‬وأنُاالقتصادُالعالميُوالنشاطُاإلنسانيُبصفةُعامةَُُيعتمُدُعلىُإطالقُممارسةُهذهُالحريةُ‬
‫بكافةُأشكالها‪ُ.‬‬
‫فيُمقابلُالمزاياُالعديدةُالتيُأفرزتهاُظاهرةُالعولمةُعلىُممارسةُالحقوق ُوالحرياتُبصفةُعامةُ‬
‫ُتطور ُفي ُوسائل ُتنقل ُاألشخاص ُعلى ُالصعيدينُ‬
‫وحرية ُالتنقل ُبصفة ُخاصة‪ُ ،‬وما ُنتج ُعن ُذلك ُمن ُ‬
‫الداخليُوالخارجي‪ُ،‬فإنُ ُإرهاصاتُالعولمةُكانُلهاُتأثيراتُسلبيُة ُعلىُممارسةُحريةُالتنقل‪ُ،‬يظهرُذلكُ‬
‫من ُخالل ُبروز ُظاهرة ُاإلرهاب ُوالجريمة ُالمنظُمة ُعبر ُالوطنية‪ُ .‬لهذا ُفقد ُاتُجهت ُالدول ُالمختلفة ُإلىُ‬
‫اتُاألخيرةُإلىُتطبيقُ‬
‫ُ‬ ‫فرضُالمزيدُمنُالقيودُعلىُحريةُتنقلُاألشخاص‪ُ،‬كماُاُزدادُتوجُههاُفيُالسنو‬
‫ُ‬
‫ظروفُاالستثنائيةُوخصوصاُنظامُحالةُالطوارئ‪ُ،‬األمرُالذيُانعكسُبشكلُ‬
‫ً‬ ‫األنظمةُالقانونيةُالمتعلُقةُبال‬
‫سلبيُعلىُتقييدُممارسةُحريةُالتنقلُتحتُمبرراتُحمايةُالنظامُواألمنُالعموميين‪ُ.‬‬
‫من ُبيُن ُمميُزات ُالدولة ُالحديثة ُخضوعها ُللقانون ُأو ُما ُيعرف ُبمبدأ ُسيادة ُالقانون‪ُ ،‬ففي ُنطاقُ‬
‫القانون ُاإلداري ُيُهيُمن ُمبدأ ُالمشروعية ُعلى ُالعمل ُاإلداري‪ُ ،‬والذي ُيعني ُأن ُتكون ُجميع ُنشاطاتُ‬
‫جُفيُقوته‪ُ،‬وكلُعملُيخرجُ‬
‫ُ‬ ‫اعاةُالتدر‬
‫ُ‬ ‫وتصرفاتُاإلدارةُتمارسُفيُحدودُالقانون ً‬
‫‪ُ،‬أياُكانُمصدره‪ُ،‬معُمر‬ ‫ُ‬
‫عنُأحكامُهذاُالمبدأُيكون ًُ‬
‫ُمحال ُللطعنُفيه‪ُ،‬إذُتُمارسُالرقابةُالقضائية ُعلىُأعمال ُاإلدارةُمنُطرفُ‬
‫القاضيُاإلداري‪ُ.‬‬
‫يتجسُدُمبدأُدولةُالقانونُمنُخاللُاستقالليُةُالسلطةُالقضائية‪ُ،‬ويظهرُذلكُعلىُوجهُالخصوصُ‬
‫من ُخالل ُعملية ُالرقابة ُالقضائية ُعلى ُالق اررات ُالصادرة ُعن ُالسلطات ُاإلدارية ُالمختلفة‪ُ ،‬ففي ُمقابلُ‬
‫ُتحوزها ُاإلدارة ُفي ُمواجهة ُاألفراد‪ُ ،‬فإنُ ُوجود ُرقابة ُقضائية ُفعُالة ُمن ُطرفُ‬
‫االمتيازات ُالكبيرة ُالتي ُ‬

‫‪- 613 -‬‬


‫خاتمة‬

‫القاضيُاإلداريُ‪ُ،‬وهذاُلمحاولةُإحداثُموازنةُبينُممارسةُامتياز‬
‫اتُالسلطةُالعامةُخصوصاُضمنُمجالُ‬
‫ً‬
‫الضبطُاإلداريُالمتعلُقُبممارسةُحريةُالتنقلُوبينُالمبادئُالقانونيةُالضامُنةُلهذهُالحرية‪ُ.‬‬
‫من ُخالل ُكلُ ُما ُسبق ُنخلص ُإلى ُأنُ ُالقاضي ُاإلداري ُيساهم ُبصفة ُفعُالة ُفي ُحماية ُحريةُ‬
‫التنقل‪ُ ،‬وهو ُما ُيتجلُى ُمن ُخالل ُالدُور ُالمنوط ُبه ُفي ُهذا ُالمجال‪ُ ،‬والذي ُيستمدُه ُمن ُأحكام ُالدستورُ‬
‫والنصوص ُاالتفاقية ُوالتشريعية ُوكذا ُالتنظيمية ُذات ُالصُلة ُبالموضوع‪ُ ،‬كما ُيستخدم ُفي ُذلك ُاآلليُاتُ‬
‫المُتاحة ُللرقابة ُعلى ُمشروعية ُالق اررات ُاإلدارية ُالمقيُدة ُلحرية ُالتنقل ُسواء ُتعلُق ُاألمر ُبالدعاوىُ‬
‫االستعجالية ُأو ُدعوى ُاإللغاء‪ُ ،‬وذلك ُفي ُظلُ ُالضمانات ُالممنوحة ُألصحاب ُالشُأن‪ُ ،‬لكن ُذلك ُال ُينُفيُ‬
‫وجودُبعضُالنقائصُوالثغراتُالتيُيتعيُنُإعادةُالنُظرُفيهاُمنُأجلُتعزيزُمكانةُالقاضيُاإلداريُفيُ‬
‫مواجهة ُالسلطة ُالتقديرية ُالواسعة ُلإلدارة ُمن ُهذا ُالمجال‪ُ ،‬ال ُسيما ُفي ُظلُ ُفكرة ُالمصلحة ُالعامة ُالتيُ‬
‫كثيراُماُيتمُاالستنادُعليهاُفيُإضفاءُالمشروعيةُعلىُالق ارراتُاإلداريةُالمقيُدةُلحريةُالتنقل‪ُ.‬‬
‫ًُ‬
‫وقدُتوصُلناُمنُخاللُالدراسةُإلىُجملةُمنُالنتائجُوالمقترحات‪ُ،‬نوجزهاُفيُاآلتي‪ُُ:‬‬
‫أوال‪ -‬النتائج‪ :‬تتمثلُأهمُُنتائجُالدراسةُفيماُيأتي‪:‬‬
‫تنوعُالمصادرُالتيُيستخدمهاُالقاضيُاإلداريُلحمايةُحريةُالتنقل‪ُ،‬فعالوةُعلىُالنصوصُالداخليةُ‬
‫‪ُ ُ -1‬‬
‫يعتمد ُعلىُالنصوصُاالتفاقيةُالُسيماُبعدُالتعديلُالدستوريُلسنةُ‪ُ،2020‬الذيُأقرُ ُصراحةُماُيُطلقُ‬
‫عليهُتسميةُالكتلة الدستورية‪ُ.‬‬
‫ي ُقدُوسع من نطاق ممارسة حرية التنقل ُسواء ُعلىُالمستوىُالداخليُُ‬
‫‪ُ -2‬يالحظُبأنُ ُالمشرع ُالجزائر ُ‬
‫من ُخالل ُحقُ ُالتنقل ُبالنسبة ُللراجلين ُأو ُباستعمالُالمركبات‪ُ ،‬أو ُالتنقل ُالخارجيُ ُمن ُخالل ُالحقُ ُفيُ‬
‫استخدام ُجواز ُالسفر‪ُ ،‬مع ُوجود ُبعض ُالقيود ُاإلجرائيُة ُعلى ُغُرار ُفرض ُتأشيرة ُالدخول ُإلى ُاإلقليمُ‬
‫الوطنيُأوُالترخيصُالمسبقُمنُأجلُالسفرُإلىُالخارج‪ُ.‬‬
‫قُمعُتطورُ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ-3‬اختصاصُالقاضيُاإلداريُبالفصلُفيُالمسائلُالمتعلُقةُبحريةُالتنقل‪ُ ،‬األمرُالذيُيتُسُ‬
‫االجتهادُالقضائيُالفرنسي‪ُ،‬الذيُأقرُُمنذُسنةُ‪ُ2018‬االختصاصُاألصيلُلجهةُالقضاءُاإلداريُُبرقابةُ‬
‫االعتداء ُالواقع ُعلى ُحرية ُالتنقل ُنتيجة ُاالعتداء المادي‪ُ ،‬مع ُاألخذ ُبعين ُاالعتبار ُبعض ُاالستثناءاتُ‬
‫التيُكانتُمكرسةُنتيج ًة ُلمفهومُالحرية الفردية‪ُ ،‬والتيُاُنحصرُمجالهاُبحيثُأصبحتُالُتشملُحريةُ‬
‫التنقل‪ُ،‬إضافةُإلىُ ُاالستثناءُالمتعلُقُباختصاصُقاضي الحريات ُ"‪ "Le juge des libertés‬فيماُيخصُ‬
‫قرارُاالعتقال اإلداري‪ُ.‬‬

‫‪- 614 -‬‬


‫خاتمة‬

‫فقد ُكرس ُالمؤسُس ُالدستوري ُالفرنسي ُمفهوم ُالحرية الفردية ُكاستثناءُعلىُاختصاصُالقاضيُ‬


‫اإلداري‪ُ،‬وذلكُبالنص ُعلىُأنُالسلطةُالقضائيةُ(القضاءُالعادي)ُهيُحامية الحرية الفردية‪ُ،‬وصُنُفتُ‬
‫من ُهذاُالمفهوم‪ُ،‬لكنُاالعتباراتُالتاريخيةُوالفلسفيةُالكامنةُوراءُوجودُهذاُالمفهومُفيُ‬
‫حريةُالتنقلُضُ َُ‬
‫الدستور ُالفرنسي ُغير ُموجودة ُفي ُالدستور ُالجزائري‪ُ ،‬فقد ُنص ُهذا ُاألخير ُعلى ُأن ُالسلطة ُالقضائيةُ‬
‫تحميُالحقوقُوالحريات‪ُ،‬دونُتحديدُللجهةُالقضائيةُالتيُتتولُىُهذهُالمهمة‪ُ،‬سواءُجهةُالقضاءُاإلداريُ‬
‫أوُالعادي‪ُ،‬ومنُجهةُأخرىُلمُيستعملُالمؤسُسُالدستوريُفيُهذهُالمادةُمصطلحُ"ُالحرية الفردية"‪ُ،‬بلُ‬
‫اُوشامالُ"حريات وحقوق المواطنين"‪ُ ُ.‬‬
‫فبمجردُوقوعُاالعتداءُعلىُحريةُالتنقلُمنُطرفُ‬ ‫ً‬ ‫جاءُالتعبيرُعام‬
‫ً‬
‫السلطاتُاإلداريةُينعقدُاالختصاصُكقاعدةُعامةُللقاضيُاإلداري‪ُ.‬‬
‫كما ُتعامل ُالمشرع ُمع ُمفهوم ُاالعتقال اإلداري ُكحد ُيرد ُعلى ُاختصاص ُالقاضي ُاإلداري ُفيُ‬
‫رقابة ُالق اررات ُالمقيدة ُلحرية ُالتنقل‪ُ ،‬لكن ُمعالجته ُلذلك ُاختلفت ُبين ُالدول‪ُ ،‬إذ ُعالجه ُالمشرع ُالفرنسيُ‬
‫سند ُاختصاصُالفصلُفيُمنازعاتهُلقاضي الحريات‪ُ،‬أماُبالنسبةُ‬ ‫ُ‬ ‫ضمنُقانون ُدخولُو‬
‫إقامةُاألجانبُوُأَ َُ‬
‫للمشرعُالجزائريُفقدُنصُ ُعلى ُهذاُاإلجراءُضمنُالقانون ُالمتعلُقُبدخولُوإقامة ُوتنقلُاألجانب‪ُ،‬لكنُ‬
‫دونُتحديدُللجهةُالقضائيةُالمختصُة‪ُ،‬وذلكُرغمُصدورُهذاُالقرارُعنُجهةُإدارية‪ُ.‬‬
‫بتدع ُالقضاءُالفرنسيُنظريةُاالعتداء المادي‪ُ،‬والتيُساهمتُلمدةُطويلةُمنُالزمنُفيُ‬
‫أخيرا‪ُ،‬اُ َُ‬
‫و ً‬
‫رسمُالحدودُالفاصلةُبينُاختصاصُكلُ ُمنُجهتيُالقضاءُاإلداريُوالعادي‪ُ ُ،‬وبموجبهاُتكون ُاالعتداءاتُ‬
‫الحاصلةُمنُطرفُاإلدارةُعلىُالحقوقُوالحرياتُوالتيُتبلُغُدرجةُكبيرةُمنُالجسامةُوالُترتبطُبممارسةُ‬
‫ةُسبباُفيُمنحُالقاضيُالعاديُاالختصاصُفيُحمايةُالحقوق ُوالحرياتُ‬
‫اختصاصات ُتعودُلجهةُاإلدار ً‬
‫المنتهكة‪ُ.‬‬
‫‪ُ -4‬اعتراف ُالمؤسُسُالدستوريُبممارسة حرية التنقل لكافة المواطنين‪ُ،‬حيثُالُيتمُ ُتقييد ُممارسةُهذهُ‬
‫ةُُقانونا‪ُ ،‬وفيُظلُ ُاالحترامُالتامُ ُللضماناتُالمنصوص ُعليهاُالُ‬
‫ًُ‬ ‫القيودُالمقرر‬
‫ُ‬ ‫الحرية ُإالُ ُوفًُقاُللضوابطُو‬
‫سيماُفيماُيتعلُقُبتعليلُاألحكامُالقضائيةُالمقيُدةُلها‪ُ،‬معُربطُممارستهاُبتوافرُشرطُالمواطنةُوكذاُالتمتُعُ‬
‫بالحقوقُالمدنيةُوالسياسية‪.‬‬
‫‪ُ -5‬عدمُإطالقُممارسةُحريةُالتنقلُوذلكُبالنُظرُلتقييدهاُبمجموعةُمنُالقيودُالمستمدُةُمنُالنصوصُ‬
‫ُوالنصوص ُاالتفاقية ُمن ُخالل ُالحاالت ُالمرتبطةُ‬
‫الدستورية ُوالتي ُيأتي ُعلى ُرأسها ُقيد ُالنظام العام‪ُ ،‬‬

‫‪- 615 -‬‬


‫خاتمة‬

‫أخير ُالنصوص ُالتنظيمية ُالتي ُتظهر ُبشكل ُجلي ُمن ُخالل ُلوائح ُالضبطُ‬
‫بالظروف االستثنائية‪ُُ ،‬و ًا‬
‫المرتبطةُبالسُياقُالحاليُلمكافحةُفيروسُكوروناُ(كوفيد‪ُُ.)19-‬‬
‫فقدُمكنتناُالدراسةُمنُالوقوفُعلىُأهم ُالقيودُالواردةُعلىُممارسةُحريةُالتنقل‪ُ،‬حيثُنجدُبأنُ‬
‫قيد النظام العام ُمصطلح ُيحيط ُبه ُالغموض ُوعدم ُالوضوح‪ُ ،‬بالنُظر ُإلى ُاختالف ُمضمونه ُمن ُنظامُ‬
‫قانونيُإلىُآخر‪ُ،‬بلُيمكنُأنُيختلفُمعناهُفيُالنظامُالقانونيُذاتهُبينُنطاقُزمنيُوآخر‪ُ،‬يضافُإلىُ‬
‫ذلكُأنُالنصوصُالقانونيةُلمُتضعُتعر ًيفاُلفكرةُالنظامُالعام‪ُ،‬مماُيعنيُبأن ُمهمةُتحديدُهذاُالمفهومُ‬
‫ستكون ُعلى ُعاتق ُالقاضي ُاإلداري‪ُ ،‬الذي ُيبلورها ُضمن ُالسياق ُالسياسي ُواالقتصادي ُوالتراث ُالثقافيُ‬
‫والحضاري‪ُ ،‬وسياسات ُالهُجرة ُوالتنقل ُالتي ُتتبُعها ُالدولة‪ُ .‬وما ُ‬
‫ُيزيد ُمن ُصعوبة ُهذه ُالمهمة ُهو ُالتوسعُ‬
‫الكبيرةُفيُعناصرُمفهومُالنظامُالعامُإلىُدرجةُاستقطابُهذاُاألخيرُلمفاهيمُكانتُغربيةُعنهُإلىُوقتُ‬
‫قريب‪.‬‬
‫‪ُ -6‬تضييق ُنطاق ُالطعن ُفي ُالق اررات ُالمقيدة ُلحرية ُالتنقل ُفي ُظلُ ُأحكام ُالقانون ُالجزائري‪ُ ،‬حيث ُتمُُ‬
‫حصرها ُفي ُقرار إبعاد األجنبي ُالذي ُنص ُالمشرع ُعلى ُخضوعه ُللرقابة ُالقضائية ُعن ُطريق ُالدعوىُ‬
‫االستعجالية‪ُ ،‬وذلك ُعلى ُخالف ُالوضع ُبفرنسا‪ُ ،‬حيث ُأجاز ُالمشرع ُصراحة ُإمكانية ُالطعن ُفي ُكافةُ‬
‫قةُبالمواطنُأوُاألجنبي‪ُ.‬‬
‫ُ‬ ‫الق ارراتُالمقيدةُلحريةُالتنقلُأمامُالقاضيُاإلداريُ‪ُ،‬سواءُتلكُالمتعلُ‬
‫فقدُتوصلناُخاللُهذهُالدراسةُإلىُأنُقرارُالمنع من السفرُيُشكلُأخطرُإجراءُيمسُبحريةُتنقلُ‬
‫كمنُُالخالفُ‬
‫بتُبشأنهُاالجتهاداتُالقضائية‪ُ،‬وم َُ‬
‫َُ‬ ‫اءُنقاشُفقهيُكبير‪ُ،‬وتَضار‬
‫ُ‬ ‫المواطن‪ُ.‬وقدُأثارُهذاُاإلجر‬
‫يدور ُحول ُالتناقض ُبين ُاالعتراف ُالدستوري ُبحرية ُالتنقل ُوالسفر ُإلى ُالخارج ُوكفالة ُذلك ُعن ُ‬
‫ُطريقُ‬
‫السلطةُالقضائيةُالجهةُالمختصُةُلوحدهاُبتقييدُممارسةُهذهُالحريةُمنُجهة‪ُ،‬وأحقُيُةُالسلطاتُاإلداريةُ‬
‫بممارسةُسلطةُالمنعُمنُالسفرُخصوصاُفيُحالةُحمايةُاألمنُالعامُللدولةُمنُجهةُأخرى‪ُ.‬‬
‫ً‬
‫دستوريا‪ُ،‬إذُنظمهُالمشرع ُبصفةُمحدُدة‪ُ،‬‬
‫ً‬ ‫اء‬
‫لهذاُنجدُبأنُ ُالمنعُمنُالسفرُفيُفرنساُيعتبرُإجر ً‬
‫وبشكلُمحصورُفيُالقضاياُالمتعلُقةُباألمنُالعام‪ُ ُ،‬وذلكُتحتُرقابةُالقاضيُاإلداري‪ُ،‬أماُفيُالجزائرُفالُ‬
‫يوجدُإطارُتشريعي ُينظمُالمنعُاإلداريُمنُالسفر‪ُ،‬األمرُالذيُيحيلُإلىُتطبيقُالمبدأُالدستوريُالواردُ‬
‫في ُالمادة ُ‪ُ 49‬من ُالدستور‪ُ ،‬والقاضي ُباختصاص ُالسلطة ُالقضائية ُفي ُاألمر ُبالمنع ُمن ُالسفر‪ُ .‬لكنُ‬
‫حمايةُالنظامُالعامُكأحدُأهدافُالضبطُاإلداريُ‪ُُ،‬والذيُيرتبطُبمبدأُأعلىُو َُ‬
‫أسمىُهوُوجود الدولةُفيُحدُُ‬
‫ذاتها‪ُ،‬يقتضيُاالعتراف لإلدارة بممارسة سلطة المنع من السفرُضُمنُحدودُحمايةُأمنهاُوكيانها‪ُ.‬‬

‫‪- 616 -‬‬


‫خاتمة‬

‫‪ُ -7‬إقرارُالمشرعُالجزائريُآللياتُتُمكُنُالقاضيُاإلداريُ ُاالستعجالي ُمنُحمايةُحريةُالتنقل‪ُ ،‬وهوُماُ‬


‫يتجلُىُمنُخاللُدعوىُوقف تنفيذ القرار االداريُودعوىُالحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ُ،‬األمرُ‬
‫اليُيعدُضمانةُأساسيةُلتعزيزُحمايةُحريةُالتنقل‪ُ.‬‬
‫يُ‬
‫طا ُلتدخُل ُالقاضي ُاإلدار ُ‬
‫‪ -8‬تعتبر ُحرية ُالتنقل ُحرية " أساسية"‪ ،‬وألن ُهذا ُالوصف ُيشكل ُشر ً‬
‫االستعجالي ُعنُطريقُدعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية‪ُ،‬وفيُظل ُعدمُتحديدُالمقصودُبهُ‬
‫من ُطرف ُالمشرع‪ُ ،‬فالقاضي ُاإلداري ُهو ُمن ُيتولى ُتحديد ُهذا ُالمفهوم ُحسب ُظروف ُكل ُقضية ُعلىُ‬
‫حدة‪ُ،‬بناء ُعلىُاألدلُةُالماديةُوالقانونيةُالتيُيقدمها ُالمدعيُبوقوعُاالعتداءُالجسيم‪ُ.‬وهذاُماُيظهرُعلىُ‬
‫ً‬
‫التصرفاتُالمقيدةُلحريةُالتنقل‪ُ.‬‬
‫وجهُالخصوصُبالنسبةُلمختلفُالق ارراتُو ُ‬
‫‪ُ-9‬سلطةُالقاضيُاإلداريُفيُرقابة مشروعية الق اررات االدارية المقيدة لحرية التنقل‪ُ،‬وذلكُمنُخاللُ‬
‫فرضُالرقابةُعلىُعيوبُعدمُالمشروعيةُالخارجية ُ ُوكذاُعيوبُعدمُالمشروعيةُالداخلية‪ُ،‬والالفتُبأنُُ‬
‫رقابتهُتكونُمشددة فيما يخص عيب السبب‪ُ،‬األمرُالذيُيُضفيُفعُاليُةُأكبرُعلىُدورهُفيُحمايةُحريةُ‬
‫التنقل‪ُ.‬‬
‫ثانيا‪ -‬المقترحات‪ُ :‬مكُنتنا ُالنتائج ُالتي ُتوصُلنا ُإليها ُمن ُخالل ُهذه ُالدراسة‪ُ ،‬إلى ُصياغة ُجملة ُمنُ‬
‫المُقترحاتُنوجزهاُكاآلتي‪ُُ:‬‬
‫ُتَوسع ُالقاضي ُاإلداريُ ُالجزائريُ ُفي ُتطبيق ُالنصوص واالتفاقيات الدولية المتعلُقة ُبحريةُ‬
‫‪ُ -1‬ضرورة ُ‬
‫التنقل‪ُ ،‬لكونها ُاشتملت ُعلى ُمبادئ ُلم ُيتمُ ُالنصُ ُعليها ُبموجب ُالقوانين ُالداخلية‪ُ ،‬األمر ُالذي ُيمنحُ‬
‫ضماناتُإضافيةُلحمايةُهذهُالحريةُالُسيماُفيُظلُُالتعديل الدستوري لسنة ‪ُ.2020‬‬
‫ةُسنُ ُالمشرعُالجزائريُلقانون ُيعالجُمسألةُتنظيمُممارسةُحريةُالتنقلُفيُضوءُأحكامُالفقرةُ‬
‫‪ُ -2‬ضرور َُ‬
‫الثالثةُمنُالمادةُ‪ُ 49‬منُالتعديلُالدستوريُلسنةُ‪ُ،2020‬التيُتنصُ ُصراحةُعلىُأنه‪ُ"ُ:‬ال يمكن تقييد‬
‫ممارسة هذه الحقوق إال لمدة محددة‪ ،‬وموجب قرار معلل من السلطة القضائية"‪.‬‬
‫‪ُ -3‬إلغاءُشرطُالتُمتُعُبالحقوق ُالمدنية والسياسية ُلممارسةُحريةُالتنقل ُالواردُفيُنص ُالمادةُ‪ُ 49‬منُ‬
‫الدستور‪ُ،‬وذلكُعلىُغُرارُماُهوُمعمولُبهُفيُظلُالقوانينُالمقارنة‪ُ،‬والُسيماُبفرنساُعلىُوجهُالتُحديد‪ُ.‬‬
‫اءمةُاألحكامُالواردةُفيُالقانون ُرقمُ‪ُ 11-08‬المتعلُقُبشروطُدخولُاألجانبُإلىُالجزائرُ‬
‫‪ُ -4‬أهميةُمو َُ‬
‫وإقامتهم ُبها ُوتنقلهم ُفيها‪ُ ،‬حتى ُتتُسق ُمع ُمقتضيات ُحماية ُحرية ُالتنقل‪ُ ،‬وذلك ُبالنُظر ُإلى ُالنقائصُ‬
‫والثغرات ُالتي ُتعتريه ُال ُسيما ُفيما ُيخص ُالنصُ ُعلى ُاألحكام ُالمتعلُقة ُبالرقابة القضائية ُعلى ُقرُاراتُ‬

‫‪- 617 -‬‬


‫خاتمة‬

‫رفض ُإصدار ُتأشيرة ُالدخول‪ُ ،‬المنع ُمن ُالدخول ُوباقي ُالق اررات ُالخاصة ُبإخراج ُاألجانب ُمن ُاإلقليمُ‬
‫الجزائريُ‪ُ.‬‬
‫‪ُ-5‬ضرورةُاستعمالُالقاضيُاإلداريُُالجزائريُ ُللسلطاتُالواسعةُالتيُمنحهاُلهُالمشرعُفيُإطارُدعوىُ‬
‫الحماية المستعجلة للحريات األساسية ُالواردةُفيُنص ُالمادةُ‪ُ 920‬منُق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ُ،‬وذلكُمنُأجلُضمانُ‬
‫كل التدابير الضرورية لحماية حرية التنقل‪ُ.‬‬
‫‪ُ -6‬إُقرارُشرطُالتسبيبُفيُكافةُالق ارراتُاإلداريةُالمقيدةُلحريةُالتنقلُباعتبارهُيسمحُللقاضيُاإلداريُ‬
‫ُتكريس ُالضمانات ُاإلجرائية ُالمتعلُقةُ‬
‫بفرض ُرقابة ُفعُالة ُعلى ُمشروعية ُالقرار ُالمتُخذ‪ُ ،‬مع ُمراعاة ُ‬
‫باالستشارةُ ُوكذاُالمتعلُقةُبتطبيقُمبدأ الوجاهيةُواحترام حق الدفاع‪ُ.‬‬
‫‪ُ -7‬الحاجة ُإلى ُاستخدام ُالقاضي ُاإلداري ُالجزائري ُلألساليب الحديثة ُالمتعلُقة ُبتحديد ُسبب ُاتخاذُ‬
‫القرُارات ُاإلدارية ُالمقيُدة ُلحرية ُالتنقل‪ُ ،‬وذلك ُبما ُيتوافق ُمع ُالمستجدُات ُالتي ُيشهدها ُالقضاء ُاإلداريُ‬
‫خصوصاُعنُطريقُرقابة المالءمة ُورقابة الخطأ الواضح في‬
‫ً‬ ‫المقارن ُفيُهذا ُالمجالُوالُسيماُبفرنسا‪ُ ،‬‬
‫التقدير‪ُ ،‬األمرُالذيُيُتيحُلهُفرضُرقابةُفعُالةُعلىُالسلطةُالتقديريةُالواسعةُالتيُتتمتُعُبهاُاإلدارة ُفيُ‬
‫هذاُالمجال‪ُُ.‬‬
‫‪ُ-8‬يبقىُالدُورُالذيُيلعبهُالقاضي اإلداري في حماية حرية التنقلُمتوقًُفاُعلىُتوافرُاآللياتُالتيُتسمحُ‬
‫ُفجودة ُالتشريعاتُ‬
‫له ُبممارسة ُصالحياته ُالدستورية ُوالتشريعية ُكقاضي ُفاصل ُفي ُالمنازعات ُاإلدارية‪َُ .‬‬
‫المنظُمةُلممارسةُهذهُالحرية‪ُ،‬إضافةُإلىُتمتُعُالقاضيُبدرجةُمعيُنةُمنُالجرأةُواالستقاللية‪ُ،‬تمكنانُمنُ‬
‫إعطاءُدفعةُقويةُلعمليةُالموازنةُبينُاالعتباراتُالمرتبطةُبحماية ُالنظام واألمن العموميين‪ُ،‬والتيُتدورُ‬
‫ُ‬
‫التصرفات ُاإلدارية ُالمقيدة ُلحرية ُالتنقل‪ُ،‬وذلك ُمن ُمُنطلق ُحماية ُكيان الدولة‬
‫في ُفلكها ُكافة ُالق اررات ُو ُ‬
‫‪ُ،‬وذلكُعلىُأساسُضمانُتكريسُ‬
‫ُ‬ ‫ووجودها منُجهة‪ُ،‬وكذاُحمايةُحريةُاألفرادُفيُالتنقلُمنُجهةُأخرىُ‬
‫مفاهيمُحقوقُوحرياتُاإلنسانُباعتبارهاُالصورةُالحقوقيةُالمعاصرةُلدولة الحق والقانون‪ُُُُُ.‬‬

‫ّتم بفضل هللا ّ‬


‫وعونه‬

‫‪- 618 -‬‬


‫قائمة املالحق‬
‫قائمة المالحق‬

‫قائمة املالحق‬
‫ملحق رقم ‪ :01‬ق اررات والئية متعلقة بفرض الحجر الجزئي على بلديات معينة‪.‬‬
‫ملحق رقم ‪ :02‬تعليمة مؤرخة في ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،2018‬متعلقة بواجبات الموظفين واألعوان العموميين‬
‫في مجال اللباس‪.‬‬
‫ملحق رقم ‪ :03‬نموذج طلب تأشيرة دخول إلى الجزائر‪.‬‬
‫ملحق رقم ‪ :04‬نموذج من الترخيص األبوي للسفر إلى خارج اإلقليم بالنسبة لألطفال القصر‪.‬‬
‫‪Annexe n° 05 : Demande de mesure conservatoire d'opposition à la sortie du territoire‬‬
‫‪(OST) d'un mineur - Conflit parental.‬‬
‫ملحق رقم ‪ :06‬ق اررات والئية تتضمن منع التنقل داخل المحيط الحضري‪ ،‬منع التنقل إلى الشواطئ‪،‬‬
‫منع التنقل إلى الغابات‪ ،‬منع التنقل إلى المقابر خالل األعياد الدينية أثناء تطبيق إجراء الحجر‬
‫الصحي‪.‬‬
‫ملحق رقم ‪ :07‬نموذج من رخصة التنقل االستثنائية في الجزائر وفرنسا‪.‬‬
‫ملحق رقم ‪ :08‬تعليمة رقم ‪ ،120‬مؤرخة في ‪ 25‬مارس ‪ ،2020‬تتعلق بالرخص االستثنائية لتنقل‬
‫المستخدمين لدواعي مهنية في الواليات المعنية بتدابير الحجر الصحي‪.‬‬
‫ملحق رقم ‪ :09‬تعليمة رقم ‪ ،180‬مؤرخة في ‪ 21‬أفريل ‪ ،2020‬تتعلق بتنقل المحامين خالل مواقيت‬
‫الحجر الصحي‪.‬‬
‫‪Annexe n° 10 : Notification de la décision de refus de visa.‬‬

‫‪Annexe n° 11 : Décision d'interruption de séjour immédiat assortie d'une obligation de‬‬


‫‪quitter le territoire Français.‬‬

‫‪- 620 -‬‬


‫امللحق رقم ‪:01‬‬

‫‪- 621 -‬‬


‫امللحق رقم ‪:02‬‬

‫‪- 622 -‬‬


‫امللحق رقم ‪:03‬‬

‫‪- 623 -‬‬


‫امللحق رقم ‪:04‬‬

‫‪- 624 -‬‬


SERVICE (Préfecture,
sous-préfecture…) ANNEXE n°
DEMANDE D’UNE MESURE CONSERVATOIRE
_______________
D’OPPOSITION A LA SORTIE DU TERRITOIRE DE MINEUR(S)
5
_______________

DEMANDEUR
Je soussigné(e)
Nom de famille (de naissance) :
________________________________________________________________________
Prénom(s) :
_________________________________________________________________________________________
Nom d’usage (ex : nom marital) :
________________________________________________________________________
Situation familiale (célibataire, concubin, PACS, marié(e), divorcé(e), séparé(e), veuf/veuve)
:________________________
Date de naissance : jour I_I_ I mois I_I_ I année I_I_I_I_I
Lieu de naissance : _____________________________________________ Département ou Pays :
_________________
Nationalité :
_________________________________________________________________________________________
Adresse :
__________________________________________________________________________________________
Code postal : I_I_I_I_I_I Commune : _______________________ Pays : _________________
sollicite la diffusion d’une mesure d’opposition à la sortie de France pour mon (mes) enfant(s) mineur(s)
mentionné(s) ci-dessous.
MESURE D’OPPOSITION CONCERNANT LE (LES) MINEUR(S) CI-DESSOUS
MERE
nom, prénom(s),
date de
Nom, prénom(s),
naissance, lieu
date de naissance,
PÈRE de naissance
lieu de naissance (commune, département, pays)
nom, prénom(s), (commune,
date de naissance, lieu de naissance département ou
(commune, département ou pays) pays)
SUSCEPTIBLE(S) D’ETRE EMMENE(S) HORS DE FRANCE PAR :
Nom de famille (de naissance) :
_________________________________________________________________________
Prénom(s) :
_________________________________________________________________________________________
Nom d’usage (ex : nom marital) :
________________________________________________________________________
Situation familiale (célibataire, concubin, marié(e), divorcé(e), PACS, séparé(e), veuf/veuve)
:________________________
Date de naissance : jour I_I_ I mois I_I_ I année I_I_I_I_I
Lieu de naissance : _____________________________________________ Département ou Pays :
_________________
Nationalité :
_________________________________________________________________________________________
Adresse :
__________________________________________________________________________________________
Code postal : I_I_I_I_I_I Commune : _______________________ Pays : _________________

Lien de parenté avec le (les) mineur(s) : père, mère, tuteur, tierce personne (rayer la mention inutile)
Poste frontière à aviser (le cas échéant) :
_________________________________________________________________
Véhicule susceptible d’être utilisé (marque, genre, numéro d’immatriculation, couleur) :
________________________________________________________________________________________

- 625 -
* Je certifie avoir saisi le juge en référé d'une demande d'interdiction de sortie du territoire (article 373-2-6 du code civil, article 375-7 du code civil)
Préciser le service que vous avez saisi :_____________________________________________
* Je suis informé(e) que si je n'ai pas saisi le juge en référé d'une demande d'interdiction de sortie du territoire, le préfet saisit le procureur de la
République à cet effet. * Je suis informé(e) que la
mesure d'opposition à la sortie du terriroire conduit à l'inscription de l'état civil du mineur au fichier des personnes recherchées pour la durée de la
mesure conservatoire.
* Je suis informé(e) que la mesure d'opposition à la sortie du territoire a une validité de 15 jours et n'est pas prorogeable.
* Je suis informé(e) que, compte tenu en particulier du volume du trafic transfrontalier et de l’allègement des contrôles sur certains
secteurs de la frontière en application d’accords conclus avec des Etats voisins, les autorités administratives françaises
ne peuvent donner l’assurance d’une exécution certaine des oppositions à la sortie du territoire, et que l’inscription d’une
opposition ne dispense pas le requérant de prendre toutes autres dispositions susceptibles de contribuer à le prémunir contre
les risques d’enlèvement de son ou de ses enfant(s).

- 626 -
‫امللحق رقم ‪:06‬‬

‫‪- 627 -‬‬


- 628 -
‫امللحق رقم ‪:07‬‬

‫‪- 629 -‬‬


Pour lutter contre l’épidémie,
téléchargez

ATTESTATION DE DÉPLACEMENT
DÉROGATOIRE
Valable en France métropolitaine (hors Outre-mer)
En application de l’article 4 du décret n° 2020-1310 du 29 octobre 2020 prescrivant les mesures généralesnécessaires pour
faire face à l’épidémie de Covid-19 dans le cadre de l’état d’urgence sanitaire.

Nom et prénom :
Date de naissance : / /
Adresse du domicile :

Je me déplace entre 19h et 6 h pour l’une des raisons suivantes :

Entre
19h et 6h

1 Activité professionnelle, enseignement et formation, mission d’intérêt général


- Déplacements entre le domicile et le lieu de travail ou d’enseignement ou de formation.
- Déplacements professionnels ne pouvant être différés, livraisons.
- Déplacements liés à des missions d’intérêt général sur demande de l’autorité administrative.

2 Santé (consultations et soins)


- Déplacements pour des consultations, examens, actes de prévention (dont vaccination)et soins ne pouvant
être assurés à distance ou pour l’achat de produits de santé.

3 Motif familial impérieux, assistance aux personnes vulnérables, garde d’enfants, situation de handicap
- Déplacements pour motif familial impérieux, pour l’assistance aux personnes vulnérables ou précaires,ou pour la garde
d’enfants.
- Déplacements de personnes en situation de handicap et de leur accompagnant.

4 Convocation judiciaire ou administrative, démarches ne pouvant être menées à distance


- Déplacements pour répondre à une convocation judiciaire ou administrative ou pour se rendre chezun professionnel du
droit pour un acte ou une démarche qui ne peut être réalisé à distance.

5 Déplacements liés à des transferts ou transits depuis des gares ou aéroports dans le cadrede
déplacements de longue distance

6 Animaux de compagnie
- Déplacements brefs pour les besoins des animaux de compagnie (dans un rayon de 1 kilomètreautour du
domicile).

Le : ...../...../2021 à ..... h .....


Signature :

- 630 -
‫امللحق رقم ‪:08‬‬

‫‪- 631 -‬‬


‫امللحق رقم ‪:09‬‬

‫‪- 632 -‬‬


Annexe n° 10

- 633 -
Annexe n° 11

- 634 -
‫قائمة املصادر‬
‫واملراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫أوال‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو الوفا أحمد‪ ،‬التعليق على نصوص قانون المرافعات‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -2‬أبو اليزيد علي المتيت‪ ،‬النظم السياسية والحريات العامة‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫( د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -3‬أبو المجد أشرف عبد الفتاح‪ ،‬موقف قاضي اإللغاء من سلطة اإلدارة في تسبيب الق اررات اإلدارية‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات‪ ،‬القاهرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ -4‬أبو السيد عويس حمدي‪ ،‬الحماية التشريعية والقضائية لحق الهجرة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ -5‬أبو العينين محمد ماهر‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دار أبو المجد‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -6‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية وفًقا للمنهج القضائي دراسة تحليلية‬
‫وفقهية ألحكام وفتاوي مجلس الدولة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬القاضي اإلداري ومحاور ضبط مشروعية الق اررات‬
‫اإلدارية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -7‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬الحقوق والحريات العامة وحقوق اإلنسان في قضاء وإفتاء مجلس الدولة‬
‫وقضاء النقض والدستورية العليا مع اإلشارة لألساس اإلسالمي لحقوق اإلنسان (نظرة أولية)‪ ،‬الكتاب‬
‫األول‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2013 ،‬‬
‫‪-8‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬الحقوق والحريات العامة وحقوق اإلنسان في قضاء وإفتاء مجلس الدولة‬
‫وقضاء النقض والدستورية العليا مع اإلشارة لألساس اإلسالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬ط األولى‪،‬‬
‫المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -9‬أبو العثم فهد عبد الكريم‪ ،‬القضاء اإلداري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪.2011 ،‬‬
‫‪ -10‬أبو الخير عادل السعيد محمد‪ ،‬الضبط اإلداري وحدوده‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪.1993 ،‬‬
‫‪ -11‬أبودان مايا محمد نزار‪ ،‬الرقابة القضائية على التناسب في القرار اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة بين فرنسا‬
‫ومصر ولبنان‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬بيروت‪.2011 ،‬‬
‫‪ -12‬أبو يونس محمد باهي‪ ،‬الرقابة القضائية على شرعية الجزاءات اإلدارية العامة‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬

‫‪- 636 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -13‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬الحماية القضائية المستعجلة للحرية األساسية دراسة لدور قاضي األمور‬
‫المستعجلة اإلدارية في حماية الحرية األساسية وفًقا لقانون المرافعات اإلدارية الفرنسي الجديد‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -14‬أبو عامر محمد زكي‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1986‬‬
‫‪ -15‬أوهابية عبد هللا‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -16‬أحمد حافظ نجم‪ ،‬حقوق اإلنسان بين القرآن واإلعالن‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -17‬أحمد سالمة بدر‪ ،‬اإلبعاد اإلداري في ميزان القضاء اإلداري والدستوري‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -18‬أحمد عبد الظاهر‪ ،‬سلطة الشرطة في استيقاف األشخاص‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -19‬أرزقي نسيب محمد‪ ،‬أصول القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬ج األول‪ ،‬مفهوم القانون الدستوري‬
‫ظاهرة الدولة والدستور‪ ،‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -20‬أشرف إبراهيم سليمان‪ ،‬التحريات ورقابة القضاء في النظم المقارنة مع إطاللة على النظام‬
‫القضائي اإلنجليزي‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2015 ،‬‬
‫‪ -21‬أشرف وفا محمد‪ ،‬المركز القانوني لألجانب في القانون المقارن والمصري‪ ،‬مطبعة رشدي عابدين‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -22‬آث ملويا لحسين بن شيخ‪ ،‬المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري دراسة قانونية‪ ،‬فقهية وقضائية‬
‫مقارنة‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -23‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬قانون اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬دار هومه للطابعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ -24‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪" ،‬وسائل المشروعية"‪ ،‬ط الخامسة‪،‬‬
‫دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -25‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬رسالة في االستعجاالت اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬في االستعجاالت‬
‫الفورية (االستعجال‪-‬توقيف‪ ،‬االستعجال –حرية‪ ،‬االستعجال التحفظي)‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -26‬الباز داود‪ ،‬حماية السكينة العامة‪ ،‬معالجة إشكالية العصر في فرنسا ومصر (الضوضاء) دراسة‬
‫تأصيلية مقارنة في القانون اإلداري والشرعية اإلسالمية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬

‫‪- 637 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -27‬الباقوري طارق حسين‪ ،‬دور الشرطة في حماية حرية التنقل مع التطبيق على المنع من السفر‪،‬‬
‫الناشر المؤلف‪.2006 ،‬‬
‫‪ -28‬بدران محمد محمد‪ ،‬الطبيعة الخاصة للضبط اإلداري واآلثار القانونية المترتبة عليها‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ -29‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬مضمون فكرة النظام العام ودورها في مجال الضبط اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة بين‬
‫القانونين المصري والفرنسي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1992 ،‬‬
‫‪ -30‬بدران مراد‪ ،‬الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة في ظل الظروف االستثنائية دراسة مقارنة‪،‬‬
‫دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -31‬بوحميدة عطاء هللا‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري (تنظيم واختصاص)‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -32‬بوسقيعة أحسن‪ ،‬التحقيق القضائي‪ ،‬ط السابعة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -33‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي العام‪ ،‬ط ‪ ،18‬متممة ومنقحة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ -34‬بوفلجة عمري‪ ،‬قضاء اإللغاء في الجزائر وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪-‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،-‬المكتبة المصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجيزة‪.2010 ،‬‬
‫‪ -35‬بوقفة عبد هللا‪ ،‬آلية تنظيم السلطة في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -36‬بوضياف عمار‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -37‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائري‪ ،‬دراسة وصفية تحليلية مقارنة‪ ،‬طبعة معدلة طبقا‬
‫لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -38‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬الوسيط في قضاء اإللغاء‪ ،‬دراسة مقارنة مدعمة بتطبيقات قضائية حديثة في كل‬
‫من الجزائر‪-‬فرنسا‪-‬تونس ‪-‬مصر‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2011 ،‬‬
‫للحد من سلطة اإلدارة‬
‫‪ -39‬بطيخ رمضان‪ ،‬االتجاهات المتطورة في قضاء مجلس الدولة الفرنسي ّ‬
‫التقديرّية وموقف مجلس الدولة المصري منها‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬
‫‪ -40‬بيرم عيسى‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان بين النص والواقع‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫(د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -41‬بالل أمين زين الدين‪ ،‬المسؤولية اإلدارية التعاقدية وغير التعاقدية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط األولى‪.2011 ،‬‬
‫‪ -42‬بن ملحة الغوثي‪ ،‬القضاء المستعجل وتطبيقاته في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬ط األولى‪ ،‬الديوان‬
‫الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪.2000 ،‬‬

‫‪- 638 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -43‬بن عبيدة عبد الحفيظ‪ ،‬الجنسية ومركز األجانب في الفقه والتشريع الجزائري‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار هومه‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -44‬البسيوني محمد الشريف‪ ،‬الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار‬
‫الشروق‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ -45‬بسيوني عبد الرؤوف هاشم‪ ،‬نظرية الضبط اإلداري في النظم الوضعية المعاصرة وفي الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -46‬بسيوني عبد الغني عبد هللا‪ ،‬والية القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1983 ،‬‬
‫‪ -47‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬األسس ومبادئ القانون اإلداري‬
‫وتطبيقها في مصر‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1991 ،‬‬
‫‪ -48‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬ط الثالثة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ -49‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2009 ،‬‬
‫‪ -50‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬القضاء اإلداري دعوى اإللغاء‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2012 ،‬‬
‫‪ -51‬براهيمي محمد‪ ،‬القضاء االستعجالي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط الثالثة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -52‬بربارة عبد الرحمان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬منشورات بغدادي‪،‬‬
‫الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -53‬برهان رزيق‪ ،‬عيب الشكل في القرار اإلداري‪ ،‬ط األولى‪ ،‬الناشر المؤلف‪ ،‬دمشق‪.2017 ،‬‬
‫‪ -54‬الجبور محمد عودة‪ ،‬مكافحة تزوير الجوازات ووثائق السفر‪ ،‬ط األولى‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪ ،‬المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪.1987 ،‬‬
‫‪ -55‬الجبوري محمود‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪.1997 ،‬‬
‫‪ -56‬الجرف طعيمة‪ ،‬رقابة القضاء ألعمال اإلدارة قضاء اإللغاء‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬
‫‪ -57‬الداودي غالب علي‪ ،‬مدخل إلى علم القانون‪ ،‬ط األولى‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،‬عمان‪.2000 ،‬‬
‫‪ -58‬الدبس علي عصام‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬الحقوق والحريات العامة وضمانات حمايتها‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2011 ،‬‬
‫‪ -59‬الديداموني محمد أحمد‪ ،‬اإلجراءات واألشكال في القرار اإلداري‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ -60‬ده شتي صديق محمد‪ ،‬القضاء اإلداري وتنازع اختصاصه مع القضاء العادي (دراسة تحليلية‬
‫مقارنة)‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2016 ،‬‬

‫‪- 639 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -61‬دخيل محمد حسن‪ ،‬الحريات العامة في الظروف االستثنائية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2009 ،‬‬
‫‪ -62‬هاني سمير عبد الرزاق‪ ،‬حقوق اإلنسان في العمل والتنقل والمساواة بين المشروعية واالعتبارات‬
‫األمنية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -63‬هداية هللا عبد اللطيف‪ ،‬القضاء المستعجل (في القانون المغربي)‪ ،‬ط األولى‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط‪.1998 ،‬‬
‫‪ -64‬هالل سعيد عطية إبراهيم‪ ،‬النظام القانون للقرار اإلداري السلبي‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الحقانية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -65‬هندي أحمد‪ ،‬أصول التنفيذ الجبري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪ -66‬هرجة مصطفى مجدي‪ ،‬الجديد في القضاء المستعجل‪ ،‬المبادئ القضائية في القضاء المستعجل‪ ،‬ط‬
‫الثالثة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1986 ،‬‬
‫‪ -67‬الوافي سامي‪ ،‬الوسيط في دعوى اإللغاء دراسة تشريعية‪ ،‬قضائية وفقهية‪ ،‬دار الهدى للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪ -68‬زودة عمر‪ ،‬اإلجراءات المدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬مطبعة‬
‫االتصال‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -69‬زوزو عبد الحميد‪ ،‬المراجعات التاريخية للدولة الجزائرية الحديثة مؤسسات ومواثيق‪ ،‬دار هومه‪،‬‬
‫الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -70‬زمزم عبد المنعم‪ ،‬الجنسية ومركز األجانب في القانون الدولي والقانون المصري المقارن‪ ،‬مركز‬
‫جامعة القاهرة للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -71‬زروتي الطيب‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج األول‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -72‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -73‬الحاج سامي‪ ،‬المفاهيم القانونية لحقوق اإلنسان عبر الزمان والمكان‪ ،‬منشو ارت الجامعة المفتوحة‪،‬‬
‫ليبيا‪.1995 ،‬‬
‫‪ -74‬حافظي سعاد‪ ،‬التنظيم الدستوري والقانوني للحقوق والحريات األـساسية في الجزائر وآليات كفالتها‪،‬‬
‫دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪-75‬الحويقل معجب بن معدي‪ ،‬حقوق اإلنسان واإلجراءات األمنية‪ ،‬مركز البحوث والدراسات‪ ،‬جامعة‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2006 ،‬‬

‫‪- 640 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -76‬حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬حرية التنقل في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2020 ،‬‬
‫‪ -77‬حمدي علي عمر‪ ،‬سلطة القاضي في توجيه أوامر لإلدارة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -78‬حمد عمر حمد‪ ،‬السلطة التقديرية لإلدارة ومدى رقابة القضاء عليها‪ ،‬ط األولى‪ ،‬أكاديمية نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2003 ،‬‬
‫‪ -79‬حسونة محمد علي‪ ،‬الضبط اإلداري وأثره في الحريات العامة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2015 ،‬‬
‫‪ -80‬حسين عثمان محمد عثمان‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2010 ،‬‬
‫‪ -81‬حسن سليمان محمد الصالح‪ ،‬الحكم المستعجل –دراسة مقارنة‪ ،-‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2013 ،‬‬
‫‪ -82‬حسني محمد نجيب‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.1998 ،‬‬
‫‪ -83‬الطائي محمود صالح الحميد‪ ،‬حقوق اإلنسان الشخصية في ظل اإلجراءات األمنية للسلطة‬
‫التنفيذية دراسة مقارنة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2018 ،‬‬
‫(مدعوما باالجتهاد القضائي المقارن)‪ ،‬دار‬
‫ً‬ ‫وقضاء‬
‫ً‬ ‫‪ -84‬طاهري حسين‪ ،‬قضاء االستعجال ً‬
‫فقها‬
‫الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -85‬الطماوي سليمان‪ ،‬دروس في القضاء اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهرة‪.1976 ،‬‬
‫‪ -86‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬ط السابعة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫القاهرة‪.1996 ،‬‬
‫‪ -87‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬طبعة مزيدة ومنقحة‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫وقضاء‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1998 ،‬‬
‫ً‬ ‫‪ -88‬طنطاوي إبراهيم حامد‪ ،‬استيقاف المواطنين ً‬
‫فقها‬
‫‪ -89‬الطعيمات هاني سامي‪ ،‬حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -90‬كامل نبيلة عبد الحليم ‪ ،‬الدعاوى اإلدارية والدستورية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1997 ،‬‬
‫‪ -91‬كوسة فضيل‪ ،‬القرار اإلداري في ضوء قضاء مجلس الدولة‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -92‬لباد ناصر‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬لباد للنشر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -93‬لحرش كريم‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬ط األولى‪ ،‬مطبعة طوب بريس‪ ،‬الرباط‪.2012 ،‬‬

‫‪- 641 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -94‬مازن ليلو راضي‪ ،‬أبحاث في القانون العام‪ ،‬توجيه أمر من القضاء اإلداري المستعجل لحماية‬
‫الحريات األساسية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.2017 ،‬‬
‫‪ -95‬الماضي غالب صيتان محجم‪ ،‬الضمانات الدستورية لحرية الرأي والحرية الشخصية وإمكانية‬
‫إخضاعهما‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬
‫‪ -96‬مجدي محمود محب حافظ‪ ،‬موسوعة أحكام المحكمة اإلدارية العليا في خمسين عاما‪ ،‬ج الرابع‪،‬‬
‫دار محمود للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -97‬مهنا محمد فؤاد‪ ،‬القانون اإلداري المصري والمقارن‪ ،‬ج األول‪ ،‬مطبعة نصر‪ ،‬القاهرة‪.1957 ،‬‬
‫‪ -98‬محيو أحمد‪ ،‬المنازعات اإلدارية ترجمة فائز أنجق وبيوض خالد‪ ،‬ط السابعة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -99‬محمد بكر حسين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة حرية التنقل والسفر دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪،‬‬
‫ط األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪ -100‬محمد حسنين عبد العال‪ ،‬نطاق الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪ -101‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1988‬‬
‫‪ -102‬محمد عبد الكريم شريف‪ ،‬القرار اإلداري المنعدم دراسة مقارنة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2014 ،‬‬
‫‪ -103‬محمد عوض فرج‪ ،‬دور قضاء المشروعية في الحد من سلطة اإلدارة التقديرية دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2020 ،‬‬
‫‪-104‬محمد على حسونة‪ ،‬الضبط اإلداري وأثره في الحريات العامة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2014 ،‬‬
‫‪ -105‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪ -106‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬قضاء اإللغاء قضاء التعويض وأصول‬
‫اإلجراءات‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2005 ،‬‬
‫‪ -107‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬أصول القضاء اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪ -108‬المحنة كريم نصار حسناوي كاظم‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة‬
‫باألجانب‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر والقانون للتوزيع والنشر‪ ،‬المنصورة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -109‬المكي محمد مصطفى‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مطبعة جامعة السودان المفتوحة‪ ،‬الخرطوم‪.2007 ،‬‬
‫‪ -110‬مكية محمود عدنان‪ ،‬الدليل إلى قضاء األمور المستعجلة‪ ،‬ج الثاني‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،‬بيروت‪.2009 ،‬‬

‫‪- 642 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -111‬المنجي إبراهيم‪ ،‬المرافعات اإلدارية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -112‬منزر رابح‪ ،‬االتحاد األوروبي وحقوق اإلنسان‪ ،‬ط األولى‪ ،‬شركة المؤسسة الحديثة للكتاب‪،‬‬
‫طرابلس‪.2017 ،‬‬
‫‪ -113‬مصطفى أبو زيد فهمي‪ ،‬القضاء اإلداري ومجلس الدولة‪ ،‬المرافعات اإلدارية‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪.1986 ،‬‬
‫‪ -114‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬القضاء اإلداري ومجلس الدولة قضاء اإللغاء‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -115‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2007 ،‬‬
‫‪ -116‬نزلي غنية‪ ،‬سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى حماية الحريات األساسية‪ ،‬ط األولى‪،‬‬
‫مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2017 ،‬‬
‫‪ -117‬النمر أمينة مصطفى‪ ،‬قانون المرافعات‪ ،‬المكتبة القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1992 ،‬‬
‫‪ -118‬نعمة عصام إسماعيل‪ ،‬ترحيل األجانب دراسة تحليلية في ضوء القانون واالجتهاد اللبناني‬
‫والدولي‪ ،‬سلسلة القانون العام‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ط األولى‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪.2003 ،‬‬
‫‪ -119‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬مقاالت في القانون العام‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة بين لبنان‬
‫وفرنسا‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الرأي للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.2006 ،‬‬
‫‪ -120‬سامي جمال الدين‪ ،‬الدعاوى اإلدارية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -121‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -122‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬القانون الدستوري والشرعية الدستورية على ضوء قضاء المحكمة الدستورية‬
‫العليا المصرية‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫‪ -123‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬نظرية العمل اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ -124‬السويسي فاطمة‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬نظام مجلس شورى الدولة تشريع –إجتهاد‪ ،‬المؤسسة‬
‫الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪.2003 ،‬‬
‫‪ -125‬سيد أحمد محمود‪ ،‬حول منع المدين من السفر‪ ،‬دار الفكر والقانون‪ ،‬القاهرة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -126‬السيد عزت سعد‪ ،‬حماية حقوق اإلنسان في ظل التنظيم الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1985‬‬
‫‪ -127‬سالمة شعبان عبد الحكيم‪ ،‬القرار اإلداري السلبي دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ -128‬سعد عبد المنعم‪ ،‬الرقابة على أعمال اإلدارة في الشريعة اإلسالمية والنظم المعاصرة‪ ،‬ط األولى‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهرة‪.1976 ،‬‬

‫‪- 643 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -129‬سعيفان أحمد سليم‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان د ارسة تاريخية وفلسفية وسياسية وقانونية‬
‫مقارنة‪ ،‬ج األول‪ ،‬مفهوم الحريات العامة وحقوق اإلنسان‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -130‬سعيفان أحمد سليم‪ ،‬الحريات العامة وحقوق اإلنسان دراسة تاريخية وفلسفية وسياسية وقانونية‬
‫مقارنة‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬النظام القانوني للحريات العامة في القانون المقارن‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2010 ،‬‬
‫‪ -131‬سرور أحمد فتحي‪ ،‬الوسيط في قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1985 ،‬‬
‫‪ -132‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬الحماية الدستورية للحقوق والحريات‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬دار الشروق للطباعة‪،‬‬
‫القاهرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -133‬عاصم رمضان مرسي‪ ،‬التنظيم القانوني لحالة الطوارئ وأثره في الحقوق والحريات العامة (دراسة‬
‫مقارنة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2015 ،‬‬
‫‪ -134‬عباس عمار‪ ،‬العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة وفي النظام السياسي‬
‫الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -135‬عبد الوهاب محمد رفعت‪ ،‬النظرية العامة للقانون اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -136‬عبد الزهرة الحسون‪ ،‬حقوق األجانب في القانون ا‬
‫العرقي‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بغداد‪.1981 ،‬‬
‫‪ -137‬عبد هللا سليمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الجزاء الجنائي‪ ،‬ط‬
‫السادسة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -138‬عبد العال محمد حسنين‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪ -139‬عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬سلطة تحديد العقوبة اإلدارية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -140‬عبد الغفار إبراهيم موسى‪ ،‬الدفوع اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2009 ،‬‬
‫‪ -141‬العبودي عباس‪ ،‬شرح أحكام أصول المحاكمات المدنية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -142‬عبيد رؤوف‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجنائية في القانون المصري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -143‬عدو عبد القادر‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار هومه للطابعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪- 644 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -144‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية‬
‫الدعوى اإلدارية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -145‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬دار هومه‪،‬‬
‫الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪-146‬عويسي حمدي أبو النور السيد‪ ،‬الحماية التشريعية والقضائية لحق الهجرة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ -147‬العزاوي مها علي إحسان محمد‪ ،‬الحق في حرية التنقل‪ ،‬دراسة مقارنة في الدساتير العربية‪ ،‬ط‬
‫األولى‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬المنصورة‪.2011 ،‬‬
‫‪ -148‬العطار فؤاد‪ ،‬القضاء اإلداري دراسة مقارنة ألصول رقابة القضاء على أعمال اإلدارة وعمالها‬
‫ومدى تطبيقاتها في القانون الوضعي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -149‬عطية نعيم‪ ،‬هند حسن محمد‪ ،‬النظام القانوني للمنع من السفر‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -150‬العطية عصام‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬ط الثامنة‪ ،‬الدار العراقية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ -151‬العكايلة عبد هللا ماجد‪ ،‬االختصاصات القانونية لمأموري الضبط القضائي في األحوال العادية‬
‫واالستثنائية " الضابطة العدلية"‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -152‬العكيلي علي مجيد‪ ،‬الظاهري لمى علي‪ ،‬الحماية الدستورية لفكرة النظام العام‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المركز‬
‫العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -153‬عالم شوقي إبراهيم عبد الكريم‪ ،‬الحقوق السياسية للمرأة المسلمة دراسة تأصيلية تطبيقية مقارنة‪،‬‬
‫ط األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪ -154‬علي يوسف‪ ،‬حقوق اإلنسان في ظل العولمة‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬عمان‪.2006 ،‬‬
‫(عالميا‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ -155‬عمراني كمال الدين‪ ،‬المنظومة القانونية للمشرع الجزائري في مواجهة جرائم اإلرهاب‬
‫ووطنيا)‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2020 ،‬‬
‫ً‬ ‫إقليميا‪،‬‬
‫و ً‬
‫‪ -156‬عرفة محمد السيد‪ ،‬القانون الدولي الخاص للمملكة العربية السعودية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار المؤيد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.2000 ،‬‬
‫‪ -157‬عصفور سعد‪ ،‬خليل محسن‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -158‬فودة عبد الحكيم‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬أحكام دعوى اإللغاء‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1996 ،‬‬

‫‪- 645 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -159‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬الخصومة اإلدارية بطالن وانعدام وسحب القرار اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫‪ -160‬الفيلكاوي آالء محمد‪ ،‬دور القضاء الدستوري في حماية الحقوق والحريات العامة دراسة مقارنة‪،‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.2018 ،‬‬
‫‪ -161‬فريجة حسين‪ ،‬المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -162‬فتح الباب عليوة مصطفى‪ ،‬القرار اإلداري الباطل والمعدوم‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -163‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬البطالن واالنعدام في الق اررات اإلدارية‪ – ،‬دراسة مقارنة‪-‬مصر‬
‫والدول العربية‪ ،‬دار سعد سمك للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.2014 ،‬‬
‫‪ -164‬فتح هللا خضر طارق‪ ،‬حرية التنقل واإلقامة بين المشروعية والمالءمة األمنية‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -165‬صادق هشام علي‪ ،‬الجنسية والموطن ومركز األجانب‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1977‬‬
‫‪ -166‬القبعيتي رينيه‪ ،‬توسيع اختصاص قاضي األمور المستعجلة وشرط عدم التعرض ألصل الحق –‬
‫دراسة مقارنة‪ ،-‬ط األولى‪ ،‬المنشورات الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2012 ،‬‬
‫‪ -167‬القرشي عبد الواحد‪ ،‬مبدأ المشروعية اإلدارية إبان حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬مؤلف جماعي موسوم‬
‫ب‪ " :‬حالة الطوارئ الصحية‪ :‬التدابير القانونية واالقتصادية والسياسية وأبعادها"‪ ،‬سلسلة توثيق أعمال‬
‫كتبت في زمن كورونا فيروس‪ ،‬منشورات مركز تكامل للدراسات واألبحاث‪.2020 ،‬‬
‫‪ -168‬القصبي عصام الدين‪ ،‬ضمانات األجنبي في مواجهة اإلبعاد دراسة مقارنة‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪.1985 ،‬‬
‫‪ -169‬راتب محمد علي‪ ،‬كامل محمد نصر الدين‪ ،‬محمد فاروق راتب‪ ،‬قضاء األمور المستعجلة‪ ،‬ج‬
‫األول‪ ،‬ط السابعة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة (د‪.‬س‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -170‬رامز محمد عمار‪ ،‬حقوق اإلنسان والحريات العامة‪ ،‬مكتبة نرجس‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪.‬‬
‫‪ -171‬الروبي محمد‪ ،‬مركز األجانب‪ ،‬ج األول‪ ،‬مركز الشخص الطبيعي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -172‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬إخراج األجانب من إقليم الدولة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2001 ،‬‬
‫‪ -173‬الشاعر رمزي طه‪ ،‬تدرج البطالن في الق اررات اإلدارية – دراسة مقارنة‪ ،-‬ط الثانية‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1985 ،‬‬

‫‪- 646 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -174‬الشوبكي عمر محمد‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -175‬شويحة زينب‪ ،‬اإلجراءات المدنية في ظل القانون رقم ‪ ،09-08‬ج األول‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار أسامة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -176‬شحاتة توفيق‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬ج األول‪ ،‬ط األولى‪ ،‬دار النشر للجامعات المصرية‪،‬‬
‫‪.1954‬‬
‫‪ -177‬شيهوب مسعود‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬األنظمة القضائية المقارنة‬
‫والمنازعات اإلدارية‪ ،‬ط ‪ ،3‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -178‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬نظرية االختصاص‪ ،‬ط خامسة‬
‫(منقحة وفقا للتعديالت المستحدثة بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد والنصوص الخاصة)‪،‬‬
‫د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -179‬شريف يوسف خاطر‪ ،‬دور القضاء اإلداري المستعجل في حماية الحريات األساسية‪ :‬دراسة‬
‫تحليلية تطبيقية للمادة ‪ 521-2‬من تقنين القضاء اإلداري الفرنسي مقارنة بالقضاء المصري‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.2009 ،‬‬
‫‪ -180‬الشريف عزيزة‪ ،‬دراسات في التنظيم القانوني للنشاط الضبطي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1989‬‬
‫‪ -181‬خورشيد محمد توفيق‪ ،‬ضمانات الحقوق والحريات العامة في مواجهة سلطات الضبط اإلداري‬
‫دراسة تحليلية‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2017 ،‬‬
‫‪ -182‬الخطيب محمد سعدي‪ ،‬حقوق اإلنسان وضماناتها الدستورية في اثنتين وعشرين دولة عربية‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬ط األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2011 ،‬‬
‫‪ -183‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬شروط قبول الدعوى اإلدارية‪ ،‬ط الثالثة ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -184‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثاني‪ ،‬الدعاوى اإلدارية وطرق الطعن‪ ،‬ط الثانية‪،‬‬
‫د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -185‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج األول‪ ،‬تنظيم واختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬ط الثانية‬
‫(منقحة ومصححة)‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -186‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬الخصومة اإلدارية‪ ،‬االستعجال اإلداري‪،‬‬
‫الطرق البديلة لحل النزاعات اإلدارية‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -187‬خليل سناء‪ ،‬النظام القانوني المصري ومبادئ حقوق اإلنسان‪ ،UNDP ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬

‫‪- 647 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -188‬خليفة عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬أوجه الطعن بإلغاء القرار اإلداري في الفقه وقضاء مجلس الدولة‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫‪ -189‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬اإلنحراف بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪ -190‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬األسس العامة للق اررات اإلدارية‪ ،‬ط األولى‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ -191‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬قضاء األمور اإلدارية المستعجلة‪ ،‬دار محمود‪ ،‬القاهرة‪.2015 ،‬‬
‫‪ -192‬خميس السيد إسماعيل‪ ،‬موسوعة القضاء اإلداري‪ ،‬القضاء المستعجل وقضاء التنفيذ وإشكاالته‬
‫أمام مجلس الدولة والقضاء العادي طبقا ألحدث التعديالت‪ ،‬دار محمود للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ -193‬الذهبي إدوارد غالي‪ ،‬اإلجراءات الجنائية في التشريع المصري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ -194‬الغويدي أحمد عودة‪ ،‬القضاء اإلداري األردني‪ ،‬ط األولى‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -195‬غيث محمد عاطف‪ ،‬المرجع في مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1995 ،‬‬

‫‪ - 2‬الرسائل والمذكرات الجامعية‪:‬‬


‫أ‪ -‬رسائل الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ -1‬أحمد جاد منصور‪ ،‬الحماية القضائية لحقوق اإلنسان دراسة خاصة في حرية التنقل واإلقامة في‬
‫القضاء اإلداري المصري "دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -2‬أمانة رنا سالم‪ ،‬مبدأ عدم اإلعادة القسرية في القانون الدولي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة النهرين‪.2015 ،‬‬
‫‪ -3‬أمقران طيبي‪ ،‬حرية التنقل في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬فرع‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2015 ،1‬‬
‫‪ -4‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2011 ،‬‬
‫‪ -5‬بوجانة محمد‪ ،‬معاملة األجانب في ظل أحكام القانون الدولي المعاصر‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪.2016-2015‬‬

‫‪- 648 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -6‬بوحفصي آمال‪ ،‬حماية القضاء اإلداري االستعجالي للحريات األساسية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2018-2017‬‬
‫‪ -7‬بوفراش صفيان‪ ،‬مبدأ التعليل الوجوبي للق اررات اإلدارية في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫العلوم‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2015 ،‬‬
‫‪ -8‬بلفاضل رحموني‪ ،‬دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية الحقوق والحريات‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2020-2019‬‬
‫‪ -9‬بن علي أحمد‪ ،‬مرفق األمن بين النظام العام والحريات العامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬فرع القانون العام‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -10‬بن قو أمال‪ ،‬دراسة االتفاقيات الثنائية الفرنكو مغاربية المتعلقة بهجرة اليد العاملة في ظل قواعد‬
‫الحماية الدولية واألوروبية لحقوق المهاجرين‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬تخصص‬
‫القانون االجتماعي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪.2012-2011 ،‬‬
‫‪ -11‬بن تمرة يعقوب‪ ،‬الموازنة بين المصالح في المنازعة اإلدارية المستعجلة –دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون‪ ،‬تخصص القانون اإلجرائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2021-2020‬‬
‫‪ -12‬البراشي بكيل بن محمد‪ ،‬الوظيفة اإلدارية للشرطة وأثرها على الحريات العامة‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫استكماال لمتطلبات الحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم األمنية‪ ،‬كلية العدالة الجنائية‪ ،‬جامعة‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪.2015 ،‬‬
‫‪ -13‬بشير محمد‪ ،‬إجراءات الخصومة أمام مجلس الدولة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2010-2009‬‬
‫‪ -14‬جاب هللا أمل لطفي حسن‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات الضبط الخاصة باألجانب دراسة مقارنة‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة حلوان‪.2004 ،‬‬
‫‪ -15‬الجرف محمد شوقي مصطفى‪ ،‬الحرية الشخصية وحرمة الحياة الخاصة‪ ،‬رسالة لنيل درجة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.1990 ،‬‬
‫‪ -16‬داهل وافية‪ ،‬سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة على المشروعية الداخلية للقرار اإلداري‪ ،‬رسالة مقدمة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه علوم‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬‬
‫باتنة ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪.2018-2017‬‬

‫‪- 649 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -17‬شفيقة بن كسيرة‪ ،‬الحماية القضائية للحقوق والحريات األساسية لألفراد في حالة االعتداء المادي‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫لمين دباغين‪ ،‬سطيف ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪.2015-2014‬‬
‫‪ -18‬دجال صالح‪ ،‬حماية الحريات ودولة القانون‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2010 ،1‬‬
‫‪ -19‬الحافظ هاشم‪ ،‬التوقيف اإلداري بين الحرية الشخصية ومقتضيات النظام العام‪ ،‬أطروحة لنيل درجة‬
‫الدكتوراه في القانون اإلداري‪ ،‬كلية الدراسات القانونية العليا‪ ،‬جامعة عمان العربية للدراسات العليا‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -20‬حطاطش عمر‪ ،‬تأثير سلطات الضبط اإلداري على الحريات العامة في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه العلوم في القانون‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018-2017‬‬
‫‪ -21‬حلحال مختارية‪ ،‬الحماية القضائية المستعجلة للحريات األساسية دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬
‫العلوم‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2017-2016‬‬
‫‪ -22‬يامة إبراهيم‪ ،‬لوائح الضبط اإلداري بين الحفاظ على النظام العام وضمان الحريات العامة‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2015-2014‬‬
‫‪ -23‬لباشيش سهيلة‪ ،‬السلطة التقديرية لإلدارة والرقابة القضائية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم في القانون‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية‬
‫‪.2016-2015‬‬
‫‪ -24‬قشار زكرياء‪ ،‬االستعجال اإلداري كضمان لحقوق المتقاضي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم في الحقوق‪ ،‬تخصص إدارة ومالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪-2017‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -25‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬األساس القانوني لنظرية الموظف الفعلي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة عين شمس‪.1987 ،‬‬
‫‪ -26‬محمد عبد الحليم مسعود‪ ،‬إشكاليات الرقابة القضائية على مشروعية ق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل درجة الدكتوراه في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -27‬مسراتي سليمة‪ ،‬مدى تطبيق الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪- 650 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -28‬سكفالي ريم‪ ،‬قضاء االستعجال اإلداري في ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬بن يوسف بن‬
‫خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2016-2015‬‬
‫‪ -29‬السنوسي صبري محمد‪ ،‬التوقيف اإلداري بين الحرية الشخصية ومقتضيات النظام العام‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪.1996 ،‬‬
‫‪ -30‬سالمي دليلة‪ ،‬إبعاد األجانب في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم‪،‬‬
‫تخصص قانون خاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعة ‪.2019-2018‬‬
‫‪ -31‬سالمي عمور‪ ،‬سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2012 ،1‬‬
‫‪ -32‬العجمي علي فهيد سالم‪ ،‬تطور الرقابة القضائية على ق اررات إبعاد األجانب "دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة للحصول على درجة دكتوراه فلسفة في القانون‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة عمان العربية‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -33‬العدوي مصطفى إبراهيم عبد الفتاح‪ ،‬سلطة الدولة في تنظيم إقامة األجانب وإبعادهم والرقابة‬
‫القضائية عليها دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪.2004 ،‬‬
‫‪ -34‬عزوز سكينة‪ ،‬الحريات العامة في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -35‬قليح قمر‪ ،‬حقوق اإلنسان بين الحماية الدولية والضمانات الدستورية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة اإلسكندرية‪.1983 ،‬‬
‫‪ -36‬راشد محمد علي محمد‪ ،‬استراتيجية الضبط اإلداري في ظل الظروف االستثنائية ودعاوى‬
‫اإلرهاب‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القانون المقارن‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪،‬‬
‫جامعة أم درمان اإلسالمية‪.2013 ،‬‬
‫‪ -37‬الشريف شمس الدين بشير‪ ،‬الحماية الخاصة للحريات األساسية من طرف قاضي االستعجال‬
‫اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة باتنة ‪.2018 ،1‬‬
‫‪ -38‬خالف وردة‪ ،‬الرقابة القضائية على المشروعية الداخلية لق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل درجة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين‪ ،‬سطيف ‪،2‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -39‬غزالن سليمة‪ ،‬عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون‪ ،‬فرع‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2010-2009‬‬

‫‪- 651 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -40‬غالي حياة‪ ،‬مدى فعالية الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في مجال الحقوق والحريات‬
‫األساسية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2020-2019‬‬

‫ب‪ -‬مذكرات الماجستير‪:‬‬


‫‪ -1‬أمجوج نوار‪ ،‬مجلس المحاسبة‪ :‬نظامه ودوره في الرقابة على المؤسسات اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون العام‪ ،‬فرع المؤسسات السياسية واإلدارية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -2‬بهية وليد محمد‪ ،‬تطبيقات التعديل الدستوري في الجزائر‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2012-2011‬‬
‫‪ -3‬بودور محمد‪ ،‬الحقوق المدنية للفرد في ظل القانون الدولي لحقوق اإلنسان والشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2002-2001‬‬
‫‪ -4‬بونة عقيلة‪ ،‬الشكل واإلجراءات في القرار اإلداري‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجستير‬
‫في الحقوق‪ ،‬فرع اإلدارة والمالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪.2013-2012‬‬
‫‪ -5‬البلوشي حصة راشد‪ ،‬االستيقاف وأحكامه القانونية في قانون اإلجراءات الجزائية لدولة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫القانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪.2018 ،‬‬
‫‪ -6‬بلعابد عبد الغني‪ ،‬الدعوى االستعجالية اإلدارية وتطبيقاتها في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪.2008 ،‬‬
‫‪ -7‬بلفاضل رحموني‪ ،‬االستعجال اإلداري في ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬مذكرة من أجل‬
‫الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ ،1‬السنة الجامعية ‪.2013-2012‬‬
‫‪ -8‬بن بكاي عبد الحفيظ‪ ،‬الحريات العامة في الظروف الغير عادية في ظل الدستور الجزائري ‪28‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1996‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪.2015 ،‬‬
‫‪ -9‬بن سرية سعاد‪ ،‬مركز رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري بعد التعديل الدستوري األخير‬
‫(بموجب قانون رقم ‪ )19-08‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص إدارة‬
‫ومالية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪.2010 ،‬‬

‫‪- 652 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -10‬دبوش عبد الرزيق‪ ،‬الحق في حرية التنقل أثناء الدعوى العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫فرع القانون الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2014 ،1‬‬
‫‪ -11‬درايسة شادي أحمد عبد العزيز‪ ،‬التوقيف اإلداري ومدى رقابة القضاء عليه‪ ،‬رسالة لنيل درجة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة جرش‪.2015 ،‬‬
‫‪ -12‬هالبي هجيرة‪ ،‬االستعجال في المادة اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص الدولة‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬فرع جامعة األغواط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫‪ -13‬زيوي خير الدين‪ ،‬إدماج المعاهدات الدولية في النظام القانوني الداخلي الجزائري طبًقا لدستور‬
‫‪ ،1996‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2004-2003‬‬
‫‪ -14‬الحامد أحمد خلف سالمة‪ ،‬مدى مشروعية التوقيف اإلداري في التطبيقات القضائية األردنية دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مؤتة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -15‬حويش زهرة‪ ،‬التعديالت الدستورية في الجزائر بين الجمود ودواعي التغيير‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في الحقوق‪ ،‬تخصص القانون الدستوري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬‬
‫باتنة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫‪ -16‬الحيدر خالد بن سلمان‪ ،‬حق اإلنسان في حرية التنقل دراسة تأصيلية مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -17‬كيواني قديم‪ ،‬السلطة التنظيمية في التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2008‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون‪ ،‬فرع قانون المؤسسات‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ -18‬لوافي السعيد‪ ،‬الحماية الدستورية للحقوق السياسية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص قانون دستوري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2010-2009‬‬
‫‪ -19‬محجوب أحمد محمود أحمد‪ ،‬عيب الشكل واإلجراءات في القرار اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬قسم القانون‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النيلين‪.2018 ،‬‬
‫‪ -20‬المعمار سارة فاضل عباس‪ ،‬حرية السفر في العراق‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة النهرين‪،‬‬
‫رسالة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪.2012 ،‬‬

‫‪- 653 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -21‬نزلي غنية‪ ،‬سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى حماية الحريات األساسية‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬تخصص قانون إداري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫‪ -22‬النسور طارق محمد قاسم‪ ،‬أثر الحماية الدولية لحقوق اإلنسان على سيادة الدولة‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة عمان العربية‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -23‬نقاش حمزة‪ ،‬الظروف االستثنائية والرقابة القضائية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪،‬‬
‫فرع اإلدارة العامة وإقليمية القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2011 ،‬‬
‫‪ -24‬سليماني السعيد‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حماية الحقوق والحريات العامة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2004-2003‬‬
‫‪ -25‬سعادي محمد أمين‪ ،‬التأمين على حوادث المرور في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص قانون مدني أساسي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد‬
‫بن باديس‪ ،‬مستغانم‪.2016 ،‬‬
‫‪ -26‬السعراني ريم بنت علي مدهللا‪ ،‬التعسف في استعمال سلطة المنع من السفر في النظام السعودي‬
‫(دراسة تطبيقية)‪ ،‬رسالة مقدمة استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الشريعة والقانون‪،‬‬
‫قسم الشريعة والقانون‪ ،‬كلية العدالة الجنائية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2017 ،‬‬
‫‪ -27‬عزوز سكينة‪ ،‬عملية الموازنة بين أعمال الضبط اإلداري والحريات العامة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص اإلدارة والمالية العامة‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1990 ،‬‬
‫‪ -28‬العربي وردية‪ ،‬فكرة النظام العام في اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -29‬عروس مريم‪ ،‬النظام القانوني للحريات العامة في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬فرع اإلدارة والمالية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪ -30‬عتيق رشيدة‪ ،‬حدود اإلتحاد األوربي في حرية تنقل األشخاص في ظل اتفاقيات تشنقن‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،1‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ -31‬فاصلة أحمد الطاهر‪ ،‬التعدي ودور القاضي في مواجهة اإلدارة –دراسة مقارنة‪ ،-‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص قانون عام معمق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2015-2014‬‬

‫‪- 654 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -32‬قاسي الطاهر‪ ،‬الشروط الشكلية لدعوى اإللغاء في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ -33‬القحطاني سعيد حسين فهد‪ ،‬حماية وثائق السفر في النظام السعودي الجديد والئحته التنفيذية‬
‫(دراسة تطبيقية)‪ ،‬رسالة مقدمة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العدالة الجنائية‪،‬‬
‫قسم العدالة الجنائية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.2004 ،‬‬
‫‪ -34‬شاشوه عمر‪ ،‬في مدى التوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في الدستور الجزائري لسنة‬
‫‪ ،1996‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص تحوالت الدولة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2013 ،‬‬
‫‪ -35‬الخالدي إقبال عبد العباس يوسف‪ ،‬النظام العام بوصفه قيدا على الحريات العامة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫درجة الماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة بابل‪.2009 ،‬‬
‫‪ -36‬خراز محمد الصالح بن أحمد‪ ،‬ضوابط االختصاص النوعي لقاضي االستعجال اإلداري في النظام‬
‫القضائي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪ -3‬المقاالت العلمية‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو حاتم يحي صالح‪ " ،‬إبعاد األجانب في القانون اليمني (المفاهيم واألسباب)"‪ ،‬المجلة العلمية‬
‫المحكمة‪ ،‬جامعة العلوم الحديثة‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،01‬ص ص ‪.56-35‬‬
‫‪ -2‬أبركان فريدة‪ ،‬ترجمة أمقران عبد العزيز‪ " ،‬رقابة القاضي اإلداري على السلطة التقديرية لإلدارة"‪،‬‬
‫مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2001 ،01‬ص ص ‪.41-36‬‬
‫‪ -3‬أحمد جاد منصور‪ " ،‬المنظور الدولي واإلقليمي لحماية حرية التنقل واإلقامة"‪ ،‬مجلة الفكر‬
‫الشرطي‪ ،‬القيادة العامة لشرطة الشارقة‪ ،‬المجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،2005 ،3‬ص ص ‪.138-105‬‬
‫‪ -4‬أحمد سالمة أحمد بدر‪ "،‬اإلبعاد اإلداري لألجانب في ضوء القضاء اإلداري والدستوري دراسة مقارنة‬
‫تحليلية"‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة‪ ،‬الجمعية المصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع‪ ،‬السنة ‪،107‬‬
‫العدد ‪ ،521‬يناير ‪ ،2016‬ص ص ‪.231-119‬‬
‫‪ -5‬أحميد هنية‪" ،‬عيوب القرار اإلداري (حاالت تجاوز السلطة)"‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد ‪،05‬‬
‫‪ ،2008‬ص ص ‪.64-51‬‬
‫‪ -6‬أكروم ميريام‪ " ،‬نظام حالة الطوارئ في القانون الفرنسي"‪ ،‬م‪.‬ج‪.‬ع‪.‬ق‪.‬س‪ ،‬المجلد ‪ ،58‬العدد ‪،01‬‬
‫‪ ،2021‬ص ص ‪.448-433‬‬

‫‪- 655 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -7‬أنيس فوزي عبد المجيد‪ " ،‬االستثناءات الواردة على مبدأ التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية الفردية‬
‫في فرنسا"‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬السنة ‪ ،26‬العدد ‪ ،50‬أبريل‬
‫‪ ،2012‬ص ص ‪.354-315‬‬
‫‪ -8‬أسود محمد أمين‪ " ،‬سلطة رئيس الجمهورية في مواجهة الظروف غير العادية"‪ ،‬مجلة االتحاد‬
‫الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين‪ ،‬منشورات دار المحامي‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬السنة ‪ ،04‬العدد ‪،03‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2011‬ص ص ‪.92-65‬‬
‫‪ -9‬الباز داود عبد الرزاق‪ " ،‬تدابير حماية األمن العام في إطار الطبيعة القانونية للضبط اإلداري بين‬
‫الشرعية والقانون"‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬المجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،35‬أبريل ‪،2003‬‬
‫ص ص ‪.113-59‬‬
‫‪ -10‬بوجانة محمد‪ "،‬سلطة الدولة في إبعاد األجانب"‪ ،‬مجلة القانون‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،03‬ص ص‬
‫‪.252-233‬‬
‫‪ -11‬بودريوه عبد الكريم‪ " ،‬جزاء مخالفة الق اررات اإلدارية لقواعد المشروعية‪-‬درجات البطالن في‬
‫الق اررات اإلدارية‪ ،"-‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،5‬ص ص ‪.115-103‬‬
‫‪ -12‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬القضاء اإلداري في الجزائر‪ :‬الواقع واآلفاق"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2005 ،06‬ص ص ‪.27-9‬‬
‫‪ -13‬بوزياني أنوار‪ "،‬طرد األجانب بين موجبات السيادة ومبادئ القانون الدولي"‪ ،‬مجلة العلوم السياسية‬
‫والقانون‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،16‬يوليو ‪ ،2019‬ص ص ‪.82-61‬‬
‫‪ -14‬بوكر الدين هبة‪ " ،‬مدى مشروعية إرتداء الحجاب والنقاب في فرنسا"‪ ،‬مجلة التواصل في‬
‫االقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،20‬العدد ‪ ،02‬العدد التسلسلي ‪ ،38‬جوان ‪ ،2014‬ص ص ‪-213‬‬
‫‪.224‬‬
‫‪ -15‬بولقواس ابتسام‪ " ،‬المقومات القانونية للمواطنة"‪ ،‬مجلة السراج في التربية وقضايا المجتمع‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،02‬العدد التسلسلي ‪ ،06‬جوان ‪ ،2018‬ص ص ‪.191-179‬‬
‫‪ -16‬بوسماحة الشيخ‪ ،‬مبطوش الحاج‪ " ،‬الوضع القانوني اإلداري لألجانب في الجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية"‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،66‬ص ص ‪.648-613‬‬
‫‪ -17‬بوقريط عمر‪ " ،‬الرقابة القضائية على عنصر السبب في ق اررات الضبط اإلداري"‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،1‬المجلد ‪ ،27‬العدد ‪ ،03‬العدد التسلسلي ‪ ،2016 ،46‬ص ص ‪.76-69‬‬
‫‪ -18‬بوضياف عمار‪ "،‬المعيار العضوي وإشكاال ته القانونية في ضوء قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،10‬ص ص ‪.51-31‬‬

‫‪- 656 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -19‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬شروط وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية في التشريع الجزائري وتطبيقاتها أمام‬
‫القضاء االستعجالي"‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،52‬فبراير ‪ ،2017‬ص ص ‪.29-07‬‬
‫‪ -20‬البحيري يوسف‪ " ،‬تدابير حالة الطوارئ لمكافحة جائحة فيروس كورونا والحريات العامة"‪ ،‬مجلة‬
‫كلية القانون الكويتية العالمية‪ ،‬العدد ‪( 06‬ملحق خاص)‪ ،‬يونيو ‪ ،2020‬ص ص ‪.441-403‬‬
‫‪ -21‬البطوش أيمن‪ " ،‬الحقوق الشخصية في الدستور األ ردني ومدى االلتزام بها"‪ ،‬مجلة جامعة النجاح‬
‫لألبحاث (العلوم اإلنسانية)‪ ،‬المجلد ‪ ،2014 ،)7( 28‬ص ص ‪.1616-1591‬‬
‫‪ -22‬بلباقي وهيبة‪ " ،‬عالقة التسبيب بركن السبب في الق اررات اإلدارية"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،18‬جانفي ‪ ،2018‬ص ص ‪.10-01‬‬
‫‪ -23‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬دور التسبيب في الرقابة على مشروعية السبب في القرار اإلداري"‪ ،‬مجلة‬
‫االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2018 ،06‬ص ص ‪.120-101‬‬
‫‪ -24‬بلودنين أحمد‪ " ،‬الحقوق والحريات العامة بين االنتهاك الداخلي والحماية الدولية"‪ ،‬مجلة صوت‬
‫القانون‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد األول‪ ،‬أفريل ‪ ،2014‬ص ص ‪.20-08‬‬
‫‪ -25‬بلحيرش سمير‪ " ،‬حماية قاضي االستعجال اإلداري لحرية تنقل األجانب في الجزائر "‪ ،‬مجلة‬
‫أبحاث قانونية وسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد‪ ،03‬العدد التسلسلي ‪ ،05‬سبتمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪-159‬‬
‫‪.180‬‬
‫‪ -26‬بن السيحمو محمد المهدي بن موالي مبارك‪ ،‬حاج أحمد عبد هللا‪ " ،‬الضبط اإلداري البلدي‬
‫والحسبة ودورهما في حفظ الصحة العامة وجمال المدينة –دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي وقانون‬
‫البلدية الجزائري‪ ،"-‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة خنشلة‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد‪ ،01‬العدد التسلسلي‬
‫‪ ،09‬جانفي ‪ ،2018‬ص ص ‪.106-89‬‬
‫‪ -27‬بن بريح ياسين‪ " ،‬التنظيم القانوني آلليات الضبط اإلداري"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،15‬جانفي ‪ ،2019‬ص ص ‪.59-41‬‬
‫‪ -28‬بنجبيلي أيوب‪ " ،‬رقابة القضاء اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بدخول وإقامة األجانب‬
‫بالمغرب على ضوء قانون ‪ ،"02-03‬مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬عدد خاص‪،2014 ،‬‬
‫ص ص ‪.342-324‬‬
‫‪ -29‬بن طيفور نصر الدين‪ " ،‬الطبيعة القانونية لمجلس الدولة وأثر ذلك على حماية الحقوق‬
‫والحريات"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،09‬ص ص ‪.34-23‬‬
‫‪ -30‬بن منصور عبد الكريم‪ "،‬االستعجال في أحكام القضاء اإلداري الجزائري"‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للدراسات التاريخية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،2017 ،01‬ص ص ‪.132-113‬‬

‫‪- 657 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -31‬بن مسعود سناء‪ " ،‬آثار حالة الطوارئ الصحية على مبدأ الشرعية القانونية"‪ ،‬مقال ضمن مؤلف‬
‫جماعي موسوم ب‪" :‬اآلثار القانونية للظروف الطارئة"‪ ،‬مجلة مسارات في األبحاث والدراسات القانونية‪،‬‬
‫العدد ‪( 11‬عدد خاص)‪ ،2020 ،‬ص ص ‪.193-176‬‬
‫‪ -32‬بن عباس مريم‪ " ،‬العناصر الحديثة للنظام العام في القانون اإلداري"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات‬
‫األكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ص ‪.212-195‬‬
‫‪ -33‬بن صغير عبد المؤمن‪ " ،‬إبعاد األجانب في ضوء القوانين الكويتية وأحكام القانون الدولي‪ :‬دراسة‬
‫حالة (البدون) في دولة الكويت"‪ ،‬مجلة جيل حقوق اإلنسان‪ ،‬مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬العدد ‪،01‬‬
‫‪ ،2013‬ص ص ‪.98-61‬‬
‫‪ -34‬بن شهرة العربي‪ " ،‬الصور الحديثة للرقابة على السلطة التقديرية لإلدارة"‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد األول‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.74-64‬‬
‫‪ -35‬البقالي وديع‪ " ،‬إشكالية التوفيق بين النظام العام والحريات"‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد ‪،51‬‬
‫يناير ‪ ،2017‬ص ص ‪.70-61‬‬
‫‪ -36‬براني فيروز‪ " ،‬الحماية القضائية االستعجالية للحريات األساسية"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،54‬العدد ‪ ،04‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪.45-21‬‬
‫‪ -37‬جبلي عبد العال صبري أحمد‪ "،‬الحماية اإلدارية للكرامة اإلنسانية عند تقييد حرية الحركة‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة بالشريعة اإلسالمية"‪ ،‬المجلة القانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2020 ،07‬ص ص ‪.101-01‬‬
‫‪ -38‬جنيدي مبروك‪ " ،‬أثر جائحة (كوفيد ‪ )19‬كظرف استثنائي على الحريات وحقوق اإلنسان"‪ ،‬مجلة‬
‫حقوق اإلنسان والحريات العامة‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪( 01‬خاص)‪ ،2021 ،‬ص ص ‪.34-01‬‬
‫‪ -39‬جعالب كمال‪ " ،‬السلطة التقديرية لإلدارة"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪،02‬‬
‫العدد التسلسلي ‪ ،2013 ،15‬ص ص ‪.19-07‬‬
‫‪ -40‬الدبس عصام علي‪ "،‬أثر تحديد الطبيعة القانونية لألنظمة المستقلة على الرقابة القضائية على‬
‫مشروعيتها‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،25‬ص ص‬
‫‪.330-297‬‬
‫‪ -41‬دفع هللا محمد عبد الرحمن قرشي‪ " ،‬حقوق اإلنسان في حرية الحركة والتنقل في الشريعة‬
‫اإلسالمية والدستور والقانون واالتفاقيات الدولية"‪ ،‬مجلة العدل‪ ،‬و ازرة العدل‪ ،‬السنة ‪ ،14‬العدد ‪،35‬‬
‫‪ ،2012‬ص ص ‪.149-128‬‬
‫‪ -42‬دراجي عبد القادر‪ " ،‬الرقابة القضائية على ق اررات الضبط اإلداري"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫بسكرة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪ ،02‬العدد التسلسلي ‪ ،2013 ،32‬ص ص ‪.346-335‬‬

‫‪- 658 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -43‬الهاللي عبد اللطيف‪ " ،‬القضاء اإلداري وحماية الحقوق والحريات األساسية"‪ ،‬المجلة المغربية‬
‫للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،07‬ص ص ‪.78-68‬‬
‫‪ -44‬واصل محمد‪ " ،‬أعمال السيادة واالختصاص القضائي"‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية‬
‫والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪ ،2006 ،02‬ص ص ‪.396-383‬‬
‫‪ -45‬الزهيري رياض عبد عيسى‪ "،‬عيب عدم االختصاص في القرار اإلداري دراسة مقارنة مع الجزائر"‪،‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العدد األول‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.233-208‬‬
‫‪ -46‬زروق العربي‪ " ،‬التطور القضائي لمجلس الدولة الفرنسي في رقابة السلطة التقديرية لإلدارة‬
‫ومدى تأثر القضاء الجزائري بها"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،08‬ص ص ‪.128-115‬‬
‫‪ -47‬الزغبي خالد‪ " ،‬شمولية عمل الحاكم اإلداري في المملكة األردنية الهاشمية إداريا وأمنيا"‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،1987 ،08‬ص ‪.212-155‬‬
‫‪ -48‬حاحة عبد العالي‪ ،‬يعيش تمام أمال‪ " ،‬قراءة في سلطات القاضي اإلداري االستعجالي وفقا‬
‫لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية رقم ‪ ،"09/08‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،06‬ص‬
‫‪.144-135‬‬
‫‪ -49‬حارث أديب إبراهيم‪ " ،‬الظروف االستثنائية وأثرها في الحريات الشخصية"‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،2007 ،31‬ص ص ‪.265-233‬‬
‫‪ -50‬الحويلة خالد فايز‪ " ،‬األدوات الدستورية والتشريعية لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد في‬
‫النظام القانوني الكويتي"‪ ،‬مجلة كلية القانون الكويتية العالمية‪ ،‬العدد ‪( 06‬ملحق خاص)‪ ،‬يونيو ‪،2020‬‬
‫ص ص ‪.291-265‬‬
‫‪ -51‬حزيط محمد‪ " ،‬األمر بالمنع من مغادرة التراب الوطني في القانون الجزائري"‪ ،‬المجلة األكاديمية‬
‫للبحث القانوني‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪( 02‬عدد خاص)‪ ،‬أوت ‪ ،2020‬ص ص ‪.409-389‬‬
‫‪ -52‬الحيان سي محمد‪ " ،‬قراءة في القانون المنظم لحالة الطوارئ الصحية بالمغرب"‪ ،‬مقال ضمن‬
‫مؤلف جماعي موسوم ب‪" :‬اآلثار القانونية للظروف الطارئة"‪ ،‬مجلة مسارات في األبحاث والدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬العدد ‪( 11‬عدد خاص)‪ ،2020 ،‬ص ص ‪.138-108‬‬
‫‪ -53‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية حقوق وحريات األجانب‬
‫بالمغرب"‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬يناير ‪ ،2013‬ص ص ‪.201-181‬‬
‫‪ -54‬الحميده خليفة ثامر‪ " ،‬دور الضبط اإلداري في حماية أمن الطرق‪ :‬دراسة في التشريع الكويتي"‪،‬‬
‫المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬المجلد ‪ ،20‬العدد ‪ ،39‬ص ص ‪.321-269‬‬
‫‪ -55‬حسن نجالء عبد‪ " ،‬النظام القانوني لسمة الدخول"‪ ،‬مجلة الفنون واألدب وعلوم اإلنسانيات‬
‫واالجتماع‪ ،‬كلية اإلمارات للعلوم التربوية‪ ،‬العدد ‪ ،2018 ،30‬ص ص ‪.177-160‬‬

‫‪- 659 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -56‬الطعان حاتم فارس‪ " ،‬مشروعية سلطة اإلدارة على تقييد الحريات العامة دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة‬
‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،22‬ص ص ‪.288-265‬‬
‫‪ -57‬الكساسبة عبد الرؤوف‪ " ،‬ضمانات التوقيف اإلداري (الضمانات اإلدارية والجزائية)"‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،42‬العدد ‪ ،2015 ،01‬ص ص ‪.303-283‬‬
‫‪ -58‬كفيف الحسن‪ " ،‬سلطات الضبط اإلداري في الطرق العمومية"‪ ،‬مجلة حوليات جامعة الجزائر ‪،1‬‬
‫المجلد ‪ ،33‬العدد ‪ ،01‬مارس ‪ ،2019‬ص ص ‪.50-31‬‬
‫‪ -59‬كشاكش كريم يوسف‪ " ،‬عيب الشكل في قضاء محكمة العدل العليا األردنية"‪ ،‬مجلة المنارة‬
‫للبحوث والدراسات‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،2006 ،03‬ص ‪.521-463‬‬
‫‪ -60‬كرام محمد األخضر‪ " ،‬وضع المهاجرين األفارقة غير الشرعيين بالج ازئر في ضوء القانون الدولي‬
‫الخاص"‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬عدد خاص (العدد التسلسلي ‪ ،2020 ،)22‬ص ص‬
‫‪.168-143‬‬
‫‪ -61‬الدمي محمد عربي‪ " ،‬المواطنة كخاصية مميزة للدولة الوطنية‪ :‬دراسة تحليلية للمواطنة في‬
‫أبعادها وقيمها"‪ ،‬مجلة آفاق علمية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪ ،2019 ،03‬ص ص ‪.95-77‬‬
‫‪ -62‬لطيف عبد المحسن موسى‪ " ،‬حظر السفر في القوانين الداخلية انتهاك دولي وحظر دستوري‬
‫(العراق نموذجا)"‪ ،‬مجلة أورك‪ ،‬جامعة المثنى‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،2015 ،02‬ص ص ‪.468-451‬‬
‫‪ -63‬الليمون عوض‪ "،‬المركز الدستوري لرئيس الوزراء في النظام الدستوري األردني دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجلد ‪ ،39‬العدد ‪ ،2012 ،2‬ص ص ‪-491‬‬
‫‪.507‬‬
‫‪ -64‬لعطب بختة‪ ،‬شواي حمزة‪ " ،‬تداعيات أثار فيروس كورونا على حرية تنقل األفراد –دراسة في‬
‫قوانين الحظر في الجزائر والمغرب‪ ،"-‬المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪03‬‬
‫(خاص)‪ ،2020 ،‬ص ص ‪.90-76‬‬
‫‪ -65‬لعالمة زهير‪ "،‬رقابة القاضي اإلداري لمشروعية ق اررات ترحيل األجانب –دراسة مقارنة بين الجزائر‬
‫وفرنسا‪ ،"-‬مجلة حوليات جامعة الجزائر ‪ ،1‬المجلد ‪ ،35‬العدد ‪ ،2021 ،02‬ص ص ‪.45-23‬‬
‫‪ -66‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬اختصاص القاضي اإلداري بالرقابة على قرار المنع من السفر – دراسة مقارنة بين‬
‫الجزائر‪ ،‬فرنسا ومصر‪ ،"-‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪( ،02‬العدد التسلسلي ‪،)27‬‬
‫أكتوبر‪ ،2021‬ص ص ‪.684-663‬‬
‫‪ -67‬لعموري سعيدة‪ " ،‬الوقاية من حوادث المرور في التشريع الجزائري"‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،15‬سبتمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪.312-285‬‬

‫‪- 660 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -68‬مبخوتة أحمد‪ " ،‬الرقابة كضمان لتحقيق الموازنة بين أعمال وتدابير الضبط اإلداري وحماية‬
‫الحريات والحقوق األساسية"‪ ،‬مجلة المعيار‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،01‬العدد التسلسلي ‪ ،18‬جوان ‪،2017‬‬
‫ص ص ‪.153-142‬‬
‫‪ -69‬مجاجي منصور‪ " ،‬المعالجة التشريعية لمشكل التلوث السمعي في الجزائري"‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ص ‪.435-417‬‬
‫‪ -70‬موفق طيب شريف‪ ،‬مصالي جمال‪ ،‬سالمي فتيحة‪ "،‬حرية التنقل وضوابطها الشرعية والقانونية"‪،‬‬
‫مجلة الحوار الفكري‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪ ،15‬جوان ‪ ،2018‬ص ص ‪.278-255‬‬
‫‪ -71‬مزياني فريدة‪ ،‬سلطاني آمنة‪ " ،‬مبدأ حظر توجيه أوامر من القاضي اإلداري لإلدارة واالستثناءات‬
‫الواردة عليه في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،07‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص ‪.142-121‬‬
‫‪ -72‬محمود أحمد حلمي محمد حمزة‪" ،‬ضوابط المنع من السفر"‪ ،‬المجلة القانونية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2020 ،03‬ص ص ‪.94-70‬‬
‫‪ -73‬المحنة كريم ناصر حسناوي‪ "،‬الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد"‪ ،‬مجلة الفكر القانوني‬
‫واالقتصادي‪ ،‬السنة الرابعة‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،18‬ص ص ‪.878-856‬‬
‫‪ -74‬المساعيد فرحان نزال‪ "،‬التنظيم الدستوري والقانوني لحق التنقل (مقارنة مع الشريعة اإلسالمية)"‪،‬‬
‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪ ،2015 ،04‬ص ص ‪.641-623‬‬
‫‪ -75‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ "،‬النظام القانوني للمنع من السفر في التشريعات األردنية"‪ ،‬مجلة كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة النهرين‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬اإلصدار ‪ ،2017 ،A1‬ص ص ‪.204-183‬‬
‫‪ -76‬معافة فوزية‪ "،‬سلطات مرفق األمن الوطني في إبعاد األجانب في النظام القانوني الجزائري"‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،2016 ،12‬ص ص ‪.74-47‬‬
‫‪ -77‬مصيلحي أحمد إبراهيم‪ " ،‬إبعاد األجانب في ضوء المتغيرات اإلقليمية والدولية المعاصرة"‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة الشارقة للعلوم القانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪ ،2020 ،02‬ص ص ‪.676-642‬‬
‫‪ -78‬مرزوق أمينة‪ " ،‬حرية التنقل –دراسة تحليلية للمادة ‪ 55‬من التعديل الدستوري لسنة ‪،"-2016‬‬
‫المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،57‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ص ‪-404‬‬
‫‪.421‬‬
‫‪ -79‬مرزوق أمينة‪ " ،‬حرية التنقل طبقا للتعديل الدستوري ‪ ،"2016‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،12‬العدد ‪( 22‬عدد خاص)‪ ،‬أفريل ‪ ،2020‬ص ص ‪.828-805‬‬
‫‪ -80‬مخلط بلقاسم‪ ،‬بن غربي أحمد‪ " ،‬حالة الطوارئ الصحية لمجابهة فيروس كورونا وأثرها على‬
‫حقوق اإلنسان"‪ ،‬مجلة حقوق اإلنسان والحريات العامة‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪( 01‬خاص)‪ ،2021 ،‬ص‬
‫ص ‪.150-115‬‬

‫‪- 661 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -81‬نبالي فطة‪ " ،‬الحقوق والحريات العامة في اجتهاد المجلس الدستوري‪ :‬بين اإلقدام والعرقلة"‪،‬‬
‫م‪.‬ج‪.‬ع‪.‬ق‪.‬س‪ ،‬المجلد ‪ ،53‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2016‬ص ص ‪.116-85‬‬
‫‪ -82‬النوايسة عبد اإلله محمد‪ " ،‬اإلبعاد القضائي لألجانب في القانون اإلماراتي"‪ ،‬المجلة األردنية في‬
‫القانون والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،2018 ،03‬ص ص ‪.24-13‬‬
‫‪ -83‬نويري عبد العزيز‪ " ،‬المنازعة اإلدارية في الجزائر‪ :‬تطورها وخصائصها"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2006 ،08‬ص ص ‪.114-9‬‬
‫‪ -84‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬االستثناءات الواردة على المعيار العضوي في تحديد المنازعات اإلدارية‬
‫دراسة نظرية‪/‬تطبيقية"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،12‬ص ص ‪.62-19‬‬
‫‪ -85‬نعم أحمد محمد‪ ،‬إنسام عبد هللا‪ " ،‬إنهاء القرار اإلداري بإرادة اإلدارة بأثر رجعي دراسة مقارنة "‪،‬‬
‫مجلة جامعة تكريت للعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة تكريت‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،04‬ص ص ‪.133-115‬‬
‫‪ -86‬نقاش حمزة‪ "،‬دور القضاء اإلداري في حماية الحريات الشخصية أثناء حالة الطوارئ‪ :‬حالة‬
‫االعتقال اإلداري"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،45‬جوان ‪ ،2016‬ص ص ‪.262-249‬‬
‫‪ -87‬سوادي عبد علي محمد‪ ،‬الساعدي كريم مزعل شبي‪ " ،‬الوضع القانوني لألجانب في ضوء قانون‬
‫إقامة األجانب العراقي المرقم (‪ )76‬لسنة ‪ ،"2017‬مجلة رسالة الحقوق‪ ،‬جامعة كربالء‪ ،‬المجلد ‪،12‬‬
‫العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ص ‪.37-7‬‬
‫‪ -88‬السويلميين صفاء محمود‪ ،‬عبد الرؤوف أحمد الكساسبة‪ ،‬أحمد عارف الضالعين‪ " ،‬عيب الشكل‬
‫وأثره في القرار اإلداري"‪ ،‬دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجلد ‪ ،40‬الملحق ‪،01‬‬
‫‪ ،2013‬ص ص ‪.1023-1012‬‬
‫‪ -89‬سيوسي هديل‪ " ،‬أثر المبادئ الدستورية الثابتة على ديمومة الدساتير الجزائرية"‪ ،‬مجلة بحوث‬
‫جامعة الجزائر ‪ ،1‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2016‬ص ص ‪.128-116‬‬
‫‪ -90‬سالمة شعبان عبد الحكيم عبد العليم‪ " ،‬عيب الشكل في القرار اإلداري دراسة تحليلية مقارنة‬
‫بأحكام مجلس الدولة المصري"‪ ،‬حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات باإلسكندرية‪ ،‬المجلد ‪،01‬‬
‫العدد ‪ ،31‬ص ص ‪.732-660‬‬
‫‪ -91‬سعيفان أحمد سليم‪ " ،‬قراءة نظرية في وضع الحريات العامة في ظل الظروف االستثنائية"‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬الجامعة اللبنانية‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،06‬ص ص ‪.176-136‬‬
‫‪ -92‬عبد المقصود سعود أماني‪ " ،‬إبعاد األجانب في ضوء المتغيرات الدولية الحديثة"‪ ،‬مجلة البحوث‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬العدد ‪ ،2020 ،72‬ص ص ‪.1346-1227‬‬
‫‪ -93‬عبد النور سهام‪ " ،‬مكانة قضاء االستعجال اإلداري في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية"‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،28‬العدد ‪ ،2017 ،03‬ص ص ‪.68-59‬‬

‫‪- 662 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -94‬عبد العباس نعيم علي‪ " ،‬تأمالت في قانون الجوازات‪ :‬دراسة تحليلية لقانون جوازات السفر‬
‫العراقي المرقم ‪ 32‬لسنة ‪ 2015‬النافذ"‪ ،‬مجلة دراسات البصرة‪ ،‬مركز دراسات البصرة والخليج العربي‪،‬‬
‫جامعة البصرة‪ ،‬العدد ‪ ،2017 ،25‬ص ص ‪.301-280‬‬
‫‪ -95‬عبد العزيز أحمد داود‪ " ،‬دور الجامعة في تنمية قيم المواطنة لدى الطلبة –دراسة ميدانية‬
‫بجامعة كفر الشيخ‪ ،"-‬المجلة الدولية لألبحاث التربوية‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد ‪،30‬‬
‫‪ ،2011‬ص ص ‪.282-252‬‬
‫‪ -96‬عبد الرضا عبد الرسول‪ ،‬مبدر نايف إقبال‪ "،‬المعايير الدولية في آلية إبعاد الالجئين دراسة‬
‫مقارنة"‪ ،‬مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪،2012 ،02‬‬
‫ص ص ‪.149-125‬‬
‫‪ -97‬عبدلي سفيان‪ " ،‬سلطات القاضي الوطني في مادة الرقابة على تطبيق االتفاقيات الدولية"‪ ،‬مجلة‬
‫الفقه والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،53‬مارس ‪ ،2017‬ص ص ‪.76-51‬‬
‫‪ -98‬عدو عبد القادر‪ " ،‬الجديد في قضاء االستعجال اإلداري"‪ ،‬مجلة القانون والمجتمع‪ ،‬المجلد ‪،01‬‬
‫العدد ‪ ،2013 ،01‬ص ص ‪.105-90‬‬
‫‪ -99‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬استعجال المحافظة على الحريات في القانونين الجزائري والفرنسي"‪ ،‬مجلة‬
‫الحقيقة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،03‬العدد التسلسلي ‪ ،25‬جوان ‪ ،2013‬ص ص ‪.22-01‬‬
‫‪ -100‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬دور القضاء االستعجالي في حماية الحريات األساسية‪ :‬دراسة مقارنة بين‬
‫القانون الجزائري والمصري والفرنسي"‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬المجلد ‪ ،41‬العدد ‪،2017 ،03‬‬
‫ص ص ‪.399-367‬‬
‫‪ -101‬العدوي مصطفى إبراهيم عبد الفتاح‪ " ،‬ترحيل األجانب‪ :‬دراسة تطبيقية تحليلية"‪ ،‬مجلة الحق‪،‬‬
‫جمعية اإلمارات للمحامين والقانونيين‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،14‬ص ص ‪.134-90‬‬
‫‪ -102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬العقوبات المقررة على األجانب المخالفين لقواعد‬
‫الدخول واإلقامة في القانون المصري دراسة تطبيقية‪-‬تحليلية"‪ ،‬مجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2019 ،92‬ص ص ‪.322-277‬‬
‫‪ -103‬العلبي رزان محمد ياسر‪ ،‬أوتاني صفاء‪ " ،‬جريمة الخطف في القانون السوري"‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫البعث‪ ،‬المجلد ‪ ،38‬العدد ‪ ،2016 ،14‬ص ص ‪.113-75‬‬
‫‪ -104‬علوان حسن كاظم‪ ،‬ماضي مازن ليلو‪ " ،‬االستعجال في دعوى الحماية المستعجلة للحقوق‬
‫والحريات األساسية"‪ ،‬مجلة معالم للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،2018 ،02‬ص ص‬
‫‪.22-01‬‬

‫‪- 663 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -105‬العمراني زهير‪ " ،‬نظرية االعتداء المادي في التشريع المغربي"‪ ،‬مجلة منازعات األعمال‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،15‬يوليوز ‪ ،2016‬ص ص ‪.122-110‬‬
‫‪ -106‬العنبي رضوان‪ " ،‬دور القاضي اإلداري االستعجالي في حماية حقوق وحريات األجانب"‪ ،‬مجلة‬
‫المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،04‬ص ص ‪.201-181‬‬
‫‪ -107‬عرفة محمد السيد‪ "،‬جواز السفر وأهميته كوثيقة أمنية"‪ ،‬مجلة األمن والحياة‪ ،‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪ ،188‬ماي ‪ ،1998‬ص ص ‪.55-54‬‬
‫‪ -108‬فارسي مراد‪ " ،‬النظام القانوني لحالة الطوارئ بالمغرب وفق المعايير الدولية"‪ ،‬مجلة الباحث‬
‫للدراسات واألبحاث القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬يونيو ‪ ،2020‬ص ص ‪.40-24‬‬
‫‪ -109‬فارة سماح‪ " ،‬التوجه الحديث لرقابة اإللغاء‪ :‬رقابة التناسب"‪ ،‬مجلة التواصل في االقتصاد‬
‫واإلدارة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪ ،02‬العدد التسلسلي ‪ ،2015 ،42‬ص ص ‪.103-83‬‬
‫‪ -110‬حسين فرحان ساجدة‪ "،‬إبعاد األجانب‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة دراسات إقليمية‪ ،‬جامعة الموصل‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2020 ،43‬ص ص ‪.231-201‬‬
‫‪ -111‬فريجة حسين‪ " ،‬االستعجال اإلداري في أحكام القضاء اإلداري الجزائري"‪ ،‬مجلد إدارة‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،13‬العدد ‪ ،02‬ديسمبر ‪ ،2003‬ص ص ‪.48-07‬‬
‫‪ -112‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬المواطنة تطورها ومقوماتها"‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،07‬أفريل ‪،2010‬‬
‫ص ص ‪.27-15‬‬
‫‪ -113‬الصديقي علي‪ " ،‬أزمة –كورونا‪ :-‬مراجعات في الفكر القانوني المعاصر (قراءة نقدية)"‪ ،‬مجلة‬
‫الفقه والقانون الدولية‪ ،‬مجلة إلكترونية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬ماي ‪ ،2020‬ص ص ‪.53-24‬‬
‫‪ -114‬صوالحية عماد‪ "،‬القرار اإلداري بإبعاد األجنبي"‪ ،‬مجلة دراسات في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة ساكريا‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،2020 ،02‬ص ص ‪.607-577‬‬
‫‪ -115‬الصنديل بالل عقل‪ " ،‬التدابير المستعجلة الخاصة بالحريات في القضاء اإلداري الفرنسي‬
‫"الثورة التشريعية" "‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬المجلد ‪ ،38‬العدد ‪ ،2014 ،03‬ص ص ‪-277‬‬
‫‪.309‬‬
‫وفقا للتشريع األردني"‪،‬‬
‫‪ -116‬الصرايرة إبراهيم صالح‪ " ،‬مدى فاعلية القضاء المستعجل وآلية تنفيذه ً‬
‫مجلة جامعة األنبار للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،2013 ،02‬ص ص ‪.107-80‬‬
‫‪ -117‬قرقور نبيل‪ " ،‬األسس القانونية للمواطنة بين القوانين العربية ومواثيق حقوق اإلنسان"‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،25‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪.38-20‬‬
‫‪ -118‬رايس أمينة‪ " ،‬المعاهدة الدولية أمام القاضي اإلداري"‪ ،‬مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫سطيف ‪ ،2‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،02‬العدد التسلسلي ‪ ،21‬ديسمبر ‪ ،2015‬ص ص ‪.194-177‬‬

‫‪- 664 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -119‬الراغب مظهر أحمد عمر حسين‪ "،‬المنع من السفر وتجميد األرصدة في الفقه اإلسالمي"‪ ،‬مجلة‬
‫قطاع الشريعة والقانون‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،2018 ،10‬ص ص‬
‫‪.388-323‬‬
‫‪ -120‬رحومني حبيبة‪ ،‬سعادنة العيد‪ " ،‬االتجاهات القضائية الحديثة لحماية الحقوق والحريات‬
‫األساسية من االعتداء المادي لإلدارة"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪،01‬‬
‫‪ ،2020‬ص ص ‪.938-919‬‬
‫‪ -121‬الرماضين عبد هللا سالم يحي‪ " ،‬االعتقال اإلداري ومدى مشروعيته في التطبيقات القضائية‬
‫األردنية –دراسة مقارنة بالقضاء المصري‪ ،"-‬مجلة العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪،2009 ،51‬‬
‫ص ص ‪.741-689‬‬
‫‪ -122‬رقاب عبد القادر‪ " ،‬دور الضبط اإلداري في الوقاية من وباء "كوفيد ‪ ،""19‬المجلة األكاديمية‬
‫للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،2020 ،02‬ص ص ‪.721-706‬‬
‫‪ -123‬الرقاد عبد هللا‪ ،‬الرقاد مشعل‪ " ،‬تسبيب القرار اإلداري"‪ ،‬مجلة صوت القانون‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد‬
‫‪ ،02‬نوفمبر ‪ ،2019‬ص ص ‪.670-650‬‬
‫‪ -124‬شباط يوسف‪ " ،‬موعد الطعن في دعوى اإللغاء ودوره في توطيد سيادة القانون"‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االقتصادية والقانونية‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬المجلد ‪ ،15‬العدد األول‪ ،1999 ،‬ص ص ‪.209-179‬‬
‫‪ -125‬شحادة موسى مصطفى‪ " ،‬شروط االستعجال الجديد أمام القضاء اإلداري الفرنسي وتطبيقاته‬
‫في نطاق الحريات األساسية"‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪،01‬‬
‫‪ ،2013‬ص ص ‪.220-191‬‬
‫‪ -126‬الشحات حاتم عبد الرحمن منصور‪ " ،‬المعالجة القانونية لرقابة وتحقيق الهوية في قانون‬
‫اإلجراءات الجنائية الفرنسي"‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬السنة ‪ ،37‬العدد ‪ ،02‬الجزء األول‪ ،‬يونيو ‪ ،2013‬ص ص‬
‫‪.454-363‬‬
‫‪ -127‬شيهوب مسعود‪ "،‬الحماية القضائية للحريات األساسية في الظروف االستثنائية"‪،‬‬
‫م‪.‬ج‪.‬ع‪.‬ق‪.‬إ‪.‬س‪ ،‬المجلد ‪ ،35‬العدد ‪ ،1998 ،01‬ص ص ‪.50-23‬‬
‫‪ -128‬الشناوي وليد محمد‪ " ،‬التطورات الحديثة للرقابة القضائية على التناسب في القانون اإلداري‬
‫(دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة)"‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬المجلد ‪،06‬‬
‫العدد ‪ ،02‬الرقم التسلسلي للعدد ‪ ،2016 ،59‬ص ص ‪.700-339‬‬
‫‪ -129‬شعبان سمير‪ ،‬شرقي عمار‪ " ،‬العقوبات التكميلية في ضوء قانون المرور الجزائري"‪ ،‬مجلة‬
‫المستقبل للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص ص ‪.24-01‬‬

‫‪- 665 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -130‬شنطاوي علي خاطر‪ "،‬دور القضاء اإلداري في تحديد المصدر الحقيقي للقرار المطعون فيه"‪،‬‬
‫مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد ‪ ،1999 ،12‬ص ص ‪.338-275‬‬
‫‪ -131‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬دور القضاء في تحديد أسباب القرار اإلداري المطعون فيه"‪ ،‬مجلة‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد ‪ ،2000 ،13‬ص ص ‪.194-133‬‬
‫‪ -132‬شفار علي‪ "،‬الق اررات الصادرة في مواجهة األجانب غير الشرعيين دراسة مقارنة على ضوء‬
‫التشريع الجزائري والمغربي والفرنسي"‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد‬
‫‪ ،2012 ،01‬ص ص ‪.29-11‬‬
‫‪ -133‬تولين عبد الرزاق زين‪ " ،‬حماية الحريات العامة في ظل حالة الطوارئ دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة البعث‪ ،‬المجلد ‪ ،39‬العدد ‪ ،2017 ،30‬ص ص ‪.83-49‬‬
‫‪ -134‬خليفة ثامر الحميده‪ " ،‬دور الضبط اإلداري في حماية أمن الطرق‪ :‬دراسة في التشريع‬
‫الكويتي"‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬المجلد ‪ ،20‬العدد ‪ ،39‬فبراير ‪ ،2005‬ص ص‬
‫‪.321-269‬‬
‫‪ -135‬خفاجي أحمد رفعت‪ " ،‬في منع األشخاص من الدخول إلى إقليم الدولة أو السفر منه‪ :‬دراسة‬
‫طبقا للقواعد المقررة في القانون الدولي العام"‪،‬‬
‫في سيادة الدولة وحقها في البقاء وصيانة النفس ً‬
‫المجلة المصرية للقانون الدولي‪ ،‬العدد ‪ ،1973 ،29‬ص ص ‪.252-235‬‬
‫‪ -136‬الذنيبات محمد جمال‪ " ،‬القرار اإلداري المنعدم في القضاء اإلداري األردني والفقه المقارن"‪،‬‬
‫مجلة الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬المجلد ‪ ،28‬العدد األول‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.326-306‬‬
‫‪ -137‬الظفيري يوسف ناصر حمد‪ " ،‬السبب في ق اررات الضبط اإلداري ومدى الرقابة القضائية عليه"‪،‬‬
‫مجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،03‬الرقم التسلسلي للعدد ‪،73‬‬
‫‪ ،2020‬ص ص ‪.956-915‬‬
‫‪ -138‬الغيالن طيبة‪ " ،‬يلعب دو ار كبي ار في التعريف بحامله جواز السفر‪...‬وثيقة المرور الدولي"‪،‬‬
‫مجلة الديبلوماسي‪ ،‬معهد األمير سعود الفيصل للدراسات الديبلوماسية‪ ،‬العدد ‪ ،54‬مارس ‪ ،2011‬ص‬
‫ص ‪.37-36‬‬
‫‪ -139‬غناي رمضان‪ " ،‬عن موقف مجلس الدولة من الرقابة على الق اررات التأديبية الصادرة عن‬
‫المجلس األعلى للقضاء حالة الغلط الصارخ في التقدير‪ ،‬تعليق على قرار مجلس الدولة رقم ‪172994‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 1998/07/27‬منشور في مجلة مجلس الدولة عدد‪ 2002/1‬ص ‪ ،"84-83‬مجلة‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،06‬ص ص ‪.58-31‬‬
‫‪ -140‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬منافع العقاب اإلداري كطريق بديل للدعوى الجزائية"‪ ،‬مجلة المحكمة العليا‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2017 ،01‬ص ص ‪.431-420‬‬

‫‪- 666 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -141‬غربي أحسن‪ " ،‬معايير التفرقة بين القرار المنعدم والقرار الباطل – دراسة تحليلية نقدية‪،"-‬‬
‫مجلة دراسات وأبحاث‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،02‬ص ص ‪.142-121‬‬
‫‪ -142‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬نظرية االعتداء المادي في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة التواصل في االقتصاد‬
‫واإلدارة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،20‬العدد ‪ ،03‬العدد التسلسلي ‪ ،39‬سبتمبر ‪ ،2014‬ص ص ‪.225-216‬‬
‫‪ -143‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ " ،‬دور الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فيروس كورونا بالجزائر"‪ ،‬مجلة‬
‫كلية القانون الكويتية العالمية‪ ،‬كلية القانون الكويتية العالمية‪ ،‬ملحق خاص‪ ،‬العدد ‪ ،06‬جوان ‪،2020‬‬
‫ص ص ‪.673-637‬‬
‫‪ -144‬غضبان مبروك‪ ،‬غربي نجاح‪ " ،‬قراءة تحليلية للنصوص القانونية المنظمة لحالتي الحصار‬
‫والطوارئ ومدى تأثيرها على الحقوق والحريات في الجزائر"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬المجد ‪ ،09‬العدد ‪،01‬‬
‫‪ ،2014‬ص ص ‪.37-12‬‬

‫‪ -4‬المداخالت العلمية‪:‬‬
‫‪ -1‬إيراين نوال‪ ،‬العروسي حاقة‪ " ،‬دور القاضي اإلداري في مالءمة الوقائع القانونية مع القرار‬
‫اإلداري"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الدولي الثامن حول‪ :‬التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في‬
‫إرساء دولة القانون‪ ،‬مخبر السياسات العامة وتحسين الخدمة العمومية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬مارس ‪ ،2018‬ص ص ‪.390-378‬‬
‫‪ -2‬بوكماش محمد‪ ،‬كالش خلود‪ " ،‬اإلجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا‪-‬بين ضرورة ضمان‬
‫الحق في الصحة وتقييد الحقوق والحريات‪ ،"-‬مداخلة ضمن أشغال المؤتمر الدولي االفتراضي الموسوم‬
‫ب‪" :‬جائحة كورونا تحد جديد للقانون"‪ ،‬المنظم من طرف المركز الديمقراطي العربي برلين‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬جامعة‬
‫فلسطين األهلية‪ ،‬بيت لحم‪ ،‬فلسطين‪ ،‬فريق البحث‪ :‬حسن األداء في القانون الدولي والمقارن‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس‪ ،‬المغرب‪ ،‬يومي ‪ 18‬و‪ 19‬سبتمبر ‪ ،2020‬الناشر المركز الديمقراطي العربي للدراسات‬
‫اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية برلين‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬ص ص ‪.355-334‬‬
‫‪ -3‬بطيخ رمضان محمد‪ " ،‬أوجه إلغاء القرار اإلداري"‪ ،‬القضاء اإلداري الق اررات اإلدارية ومبدأ‬
‫المشروعية‪ ،‬برنامج المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬جامعة الدول العربية وديوان المظالم المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية‪ ،‬الرياض‪ 30-19 ،‬نوفمبر ‪ ،2005‬ص ص ‪.467-429‬‬
‫‪ -4‬بن طيبة صونية‪ " ،‬الدعوى االستعجالية وأهم التطبيقات المكرسة على ضوء جديد قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب‪ :‬قضاء االستعجال اإلداري‪،‬‬
‫المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬يومي ‪ 10-09‬مارس ‪،2011‬‬
‫ص ص ‪( .25-1‬غير منشور)‪.‬‬

‫‪- 667 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -5‬بن عبد هللا عادل‪ " ،‬الدور المستقبلي للقاضي اإلداري في ظل تحوالت القانون اإلداري"‪ ،‬مداخلة‬
‫ضمن أعمال الملتقى الدولي الثامن حول‪ :‬التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة‬
‫القانون‪ ،‬مخبر السياسات العامة وتحسين الخدمة العمومية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة حمة‬
‫لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬مارس ‪ ،2018‬ص ص ‪.616-604‬‬
‫‪ -6‬بسعيد مراد‪ " ،‬اإلبعاد و‪ /‬أو الطرد إلى الحدود في ظل قانون ‪ 11-08‬تعدد المقاربات ووحدة‬
‫الهدف"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الوطني الموسوم ب‪ :‬تنظيم العالقات الدولية الخاصة في الجزائر‬
‫واقع متطور‪ ،‬من تنظيم كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬يومي ‪ 21‬و‪22‬‬
‫أفريل ‪ ،2010‬ص ص ‪.349-341‬‬
‫‪ -7‬دريد كمال‪ ،‬رايس أمينة‪ " ،‬االلتزام القضائي بالمعاهدات الدولية (القضاء اإلداري الجزائري‬
‫أنموذجا)"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الدولي الموسوم ب‪ :‬دولة القانون‪ " :‬التجربة الجزائرية"‪ ،‬كلية‬
‫ً‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬يومي ‪ 10‬و‪ 11‬أفريل ‪ ،2018‬ص ص‬
‫‪( .291-279‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -8‬يوسفات علي هاشم‪ ،‬بن السيحمو محمد المهدي‪ "،‬الحماية الدستورية لحرية التنقل"‪ ،‬مداخلة‬
‫ضمن أعمال الملتقى الدولي حول‪ :‬دور المؤسسات الدستورية في حماية الحقوق والحريات‪ ،‬المنظم من‬
‫طرف كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬يومي ‪ 12-11‬مارس ‪ ،2015‬ص ص ‪-295‬‬
‫‪.302‬‬
‫‪ -9‬لعقابي سميحة‪ ،‬الشريف شمس الدين بشير‪ " ،‬التوجه الحديث لمجلس الدولة بشأن مفهوم الحرية‬
‫األساسية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الدولي الثامن الموسوم ب‪ :‬التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري‬
‫ودوره في إرساء دولة القانون‪ ،‬المنظم من طرف كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة‬
‫لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬يومي ‪ 6‬و‪ 7‬مارس ‪ ،2018‬ص ص ‪.150-137‬‬
‫‪ -10‬مهداوي عبد القادر‪ ،‬مومني أحمد‪ " ،‬سلطات القاضي اإلداري االستعجالي لوقف تنفيذ الق اررات‬
‫اإلدارية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب‪ :‬قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬المنظم من طرف‬
‫معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬يومي ‪ 10-09‬مارس ‪ ،2011‬ص ص ‪.14-1‬‬
‫(غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -11‬مرغني حيزوم بدر الدين‪ ،‬زرقان وليد‪ " ،‬دور القاضي اإلداري في تطبيق المعاهدات الدولية –‬
‫دراسة مقارنة‪ ،"-‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الثامن حول‪ :‬التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في‬
‫إرساء دولة القانون‪ ،‬المنظم من طرف كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي‪،‬‬
‫يومي ‪ 6‬و‪ 7‬مارس ‪ ،2018‬ص ص ‪.419-412‬‬

‫‪- 668 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -12‬نايف عبد اللطيف‪ " ،‬الدعوى المستعجلة والحكم بوقف تنفيذ القرار اإلداري"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال‬
‫المؤتمر الرابع لرؤساء المحاكم اإلدارية في الدول العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬يوم ‪ 3‬سبتمبر ‪ ،2014‬ص ص ‪-1‬‬
‫‪( ،5‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -13‬سليماني السعيد‪ " ،‬وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية‪ :‬حالة الق اررات اإلدارية الضبطية دراسة مقارنة‬
‫بين فرنسا والجزائر في ظل التحوالت التشريعية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم ب‪ :‬قضاء‬
‫االستعجال اإلداري‪ ،‬المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬يومي‬
‫‪ 10-09‬مارس ‪ ،2011‬ص ص ‪( .16-1‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -14‬العارم كريمة‪ " ،‬واقع مبدأ تدرج القوانين في الجزائر وسبل تعزيزه"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال المؤتمر‬
‫الدولي الموسوم ب‪ :‬دولة القانون‪ " :‬التجربة الجزائرية"‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن‬
‫مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬يومي ‪ 10‬و‪ 11‬أفريل ‪ ،2018‬ص ص ‪( .16-1‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -15‬العنكبي طه حميد حسن‪ " ،‬إشكالية التوفيق بين األمن الوطني والحقوق والحريات العامة في‬
‫العراق"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى العلمي الثاني لكلية القانون والعلوم السياسية‪ ،‬الموسوم ب‪ :‬إشكالية‬
‫التداخل بين مفهومي اإلرهاب وحقوق اإلنسان‪ ،‬كلية القانون والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ديالي‪ ،‬يومي ‪-24‬‬
‫‪ 25‬مارس ‪ ،2013‬ص ص ‪.115-88‬‬
‫‪ -16‬الصايغ أحمد‪ " ،‬حدود سلطة القاضي اإلداري في رقابته على إبعاد األجانب"‪ ،‬مداخلة ضمن ندوة‬
‫حول‪ :‬قراءة في قانون الهجرة‪ ،‬من تنظيم المعهد العالي للقضاء‪ ،‬و ازرة العدل‪ ،‬المملكة المغربية‪ ،‬سلسلة‬
‫الندوات واللقاءات واأليام الدراسية‪ ،‬يناير ‪ ،2006‬ص ص ‪.125-113‬‬
‫‪ -17‬قيسون رامي بركات‪ " ،‬دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع‬
‫الموسوم ب‪ :‬قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي الوادي‪ ،‬يومي ‪ 10-09‬مارس ‪ ،2011‬ص ص ‪( .25-1‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -18‬قصير علي‪ " ،‬دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية"‪ ،‬مداخلة ضمن أعمال الملتقى الرابع الموسوم‬
‫ب‪ :‬قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬المنظم من طرف معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫الوادي‪ ،‬يومي ‪ 10-09‬مارس ‪ ،2011‬ص ص ‪( .10-1‬غير منشور)‪.‬‬

‫‪ -5‬المطبوعات البيداغوجية‪:‬‬
‫‪ -1‬بوجالل صالح الدين‪ ،‬محاضرات في مادة الجنسية‪ ،‬مطبوعة نهائية للتأهيل الجامعي في مادة‬
‫الجنسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬
‫‪ -2‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬محاضرات في قانون حقوق اإلنسان‪ ،‬مطبوعة بيداغوجية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪.2014-2013‬‬

‫‪- 669 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -3‬بن بلقاسم أحمد‪ ،‬محاضرات في الحريات العامة‪ ،‬مطبوعة بيداغوجية خاصة بالسنة األولى ماستر‪،‬‬
‫تخصص منازعات القانون العمومي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين‪ ،‬سطيف‬
‫‪ ،2‬السنة الجامعية ‪.2016-2015‬‬
‫‪ -4‬سالمي عمور‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ،‬مطبوعة بيداغوجية‪ ،‬نسخة معدلة ومنقحة طبًقا‬
‫ألحكام قانون ‪ 09-08‬المتضمن ق إ م إ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2008‬‬
‫‪.2009‬‬

‫‪ -5‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدساتير‪:‬‬
‫‪ -1‬أمر رقم ‪ ،97-76‬مؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،1976‬يتضمن إصدار دستور الجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،94‬صادرة في ‪ 24‬نوفمبر ‪( .1976‬ملغى)‬
‫‪ -2‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،18-89‬مؤرخ في ‪ 28‬فبراير ‪ ،1989‬يتعلق بنشر نص تعديل الدستور الموافق‬
‫عليه في استفتاء ‪ 23‬فبراير ‪ ،1989‬ج ر العدد ‪ ،09‬صادرة في أول مارس ‪.1989‬‬
‫‪ -3‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،438-96‬مؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،1996‬يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور‬
‫المصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1996‬ج ر العدد ‪ ،76‬صادرة في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،1996‬معدل‬
‫بموجب القانون رقم ‪ ،03-02‬مؤرخ في ‪ 10‬أبريل ‪ ،2002‬يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر العدد ‪،25‬‬
‫صادرة في ‪ 14‬أبريل ‪ ،2002‬معدل بالقانون رقم ‪ ،19-08‬مؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2008‬يتضمن‬
‫التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،63‬صادرة في ‪ 16‬نوفمبر ‪.2008‬‬
‫‪ -4‬قانون رقم ‪ ،01-16‬مؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ ،2016‬يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر العدد ‪،14‬‬
‫صادرة في ‪ 7‬مارس ‪.2016‬‬
‫‪ -5‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،442-20‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2020‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري‪،‬‬
‫المصادق عليه في استفتاء أول نوفمبر سنة ‪ ،2020‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،82‬صادرة في ‪ 30‬ديسمبر ‪.2020‬‬
‫ب‪ -‬النصوص الدولية‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪217‬‬
‫ألف (د‪ ،)3-‬مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪.1948‬‬

‫‪- 670 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫تم التوقيع عليها من طرف حكومات الدول األوروبية األعضاء‬ ‫ق‬


‫‪ -2‬االتفاقية األوروبية لحقو اإلنسان‪ّ ،‬‬
‫حيز النفاذ في ‪ 3‬سبتمبر ‪.1953‬‬
‫في مجلس أوروبا‪ ،‬في مدينة روما بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر ‪ ،1950‬دخلت ّ‬
‫‪ -3‬االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين‪ ،‬اعتمدها يوم ‪ 28‬جويلية ‪ 1951‬مؤتمر األمم المتحدة للمفوضين‬
‫بشأن الالجئين وعديمي الجنسية‪ ،‬الذي دعت إليه الجمعية العامة لألمم المتحدة إلى االنعقاد بمقتضى‬
‫حيز النفاذ في ‪ 22‬أفريل ‪.1954‬‬
‫قرارها رقم ‪( 429‬د‪ ،)5-‬مؤرخ في ‪ 14‬ديسمبر ‪ ،1950‬دخلت ّ‬
‫‪ -4‬االتفاقيات الجزائرية –المغربية الموقعة في ‪ 15‬مارس ‪ ،1963‬صادقت عليها الجزائر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،116-63‬مؤرخ في ‪ 17‬أبريل ‪ ،1963‬يتضمن نشر االتفاقيات الجزائرية –‬
‫المغربية الموقعة في ‪ 15‬مارس ‪ ،1963‬ج ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪ 17‬مارس ‪( 1963‬متوفرة فقط‬
‫النسخة الفرنسية من الجريدة الرسمية)‪.‬‬
‫تم التوقيع عليه بباريس في ‪ 28‬غشت ‪ ،1962‬دخل حيز‬ ‫ي‬
‫‪ -5‬البروتوكول القضائي الجزائر الفرنسي‪ّ ،‬‬
‫التنفيذ في األول يوليو ‪ ،1962‬معدل ومتمم باألمر رقم ‪ ،194-65‬مؤرخ في ‪ 29‬يوليو ‪،1965‬‬
‫المتضمن التصديق على االتفاقية المتعلقة بتنفيذ األحكام وتسليم المجرمين‪ ،‬الموقع عليها بالجزائر في‬
‫‪ 27‬غشت ‪ ،1964‬ج ر العدد ‪ ،68‬صادرة في ‪ 17‬غشت ‪( 1965‬متوفرة في النسخة الفرنسية من‬
‫الجريدة الرسمية)‪ ،‬معدل بالمرسوم رقم ‪ ،313-66‬مؤرخ في ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،1966‬يتضمن نشر اتفاقية‬
‫التعاون التقني والثقافي بين فرنسا والجزائر الموقع عليها بباريس في ‪ 8‬أبريل ‪ ،1966‬ج ر العدد ‪،94‬‬
‫صادرة في ‪ 4‬نوفمبر ‪.1966‬‬
‫‪ -6‬االتفاقية المبرمة بين الحكومتين الجزائرية والتونسية بمدينة الجزائر العاصمة في ‪ 26‬يوليو‬
‫‪ ،1963‬صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم رقم ‪ ،450-63‬مؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1963‬يتضمن‬
‫المصادقة على االتفاقيات واالعالنات والبروتوكوالت الموقعة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫والجمهورية التونسية بالجزائر في ‪ 26‬يوليو ‪ ،1963‬ج ر العدد ‪ ،87‬صادرة في ‪ 22‬نوفمبر ‪1963‬‬
‫(متوفرة فقط النسخة الفرنسية من الجريدة الرسمية)‪.‬‬
‫‪-7‬البروتوكول رقم ‪ 4‬الملحق باال تفاقية األوروبية لحماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬بشأن‬
‫ضمان حقوق وحريات أخرى غير تلك الواردة في االتفاقية والبروتوكول اإلضافي األول الملحق‬
‫حيز التنفيذ في ‪ 2‬مايو ‪.1968‬‬
‫باالتفاقية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،1963‬دخل ّ‬
‫‪ -8‬االتفاقية المبرمة بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية‬
‫تم التوقيع‬
‫الفرنسية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا وتشغيلهم وإقامتهم بها‪ّ ،‬‬
‫عليها بالجزائر في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،1968‬صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم رقم ‪ ،03-69‬مؤرخ في‬

‫‪- 671 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ 30‬جانفي ‪ ،1969‬يتضمن نشر االتفاقية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا وتشغيلهم‬
‫وإقامتهم بها‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،17‬صادرة في ‪ 21‬فبراير ‪.1969‬‬
‫‪-9‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬اعتمدت وفتح باب التوقيع والتصديق‬
‫عليها بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 2106‬ألف (د‪ ،)21-‬مؤرخ في األول ديسمبر‬
‫حيز النفاذ في ‪ 4‬جانفي ‪.1969‬‬
‫‪ ،1965‬دخلت ّ‬
‫تم‬
‫‪ -10‬بروتوكول ملحق يعدل ويتمم أحكام االتفاقية الخاصة باإلقامة المبرمة بين الجزائر والمغرب‪ّ ،‬‬
‫توقيعه بإفران في ‪ 15‬جانفي ‪ 1969‬بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة المملكة‬
‫المغربية‪ ،‬صادقت عليه الجزائر بموجب األمر رقم ‪ ،68-69‬مؤرخ في ‪ 2‬سبتمبر ‪ ،1969‬يتضمن‬
‫المصادقة على االتفاقيات الجزائرية المغربية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،77‬صادرة في ‪ 10‬سبتمبر ‪.1969‬‬
‫‪-11‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام‬
‫بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحد رقم ‪ 2200‬ألف (د‪ ،)21-‬مؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،1966‬دخل‬
‫حيز النفاذ في ‪ 23‬مارس ‪ ،1976‬صادق عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،67-89‬مؤرخ‬‫ّ‬
‫في ‪ 16‬مايو ‪ ،1989‬يتضمن االنضمام إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والبروتوكول االختياري المتعلق بالعهد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الموافق عليها من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة يوم ‪16‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1966‬ج ر العدد ‪ ،20‬صادرة في ‪ 17‬مايو ‪.1989‬‬
‫‪ -12‬االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان‪ ،‬مصادق عليها من طرف منظمة الدول األمريكية في مؤتمر‬
‫سان خوسيه‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬نوفمبر ‪.1969‬‬
‫تم التوقيع عليها بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫‪ -13‬اتفاقية تنقل األشخاص واإلقامة‪ّ ،‬‬
‫الشعبية وحكومة الجمهورية العربية الليبية بطرابلس في ‪ 23‬مايو ‪ ،1970‬صادقت عليها الجزائر بموجب‬
‫األمر رقم ‪ ،37-70‬مؤرخ في ‪ 5‬يونيو ‪ ، ،1970‬ج ر العدد ‪ ،66‬صادرة في ‪ 4‬غشت ‪.1970‬‬
‫‪ -14‬االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها‪ ،‬اعتمدت وعرضت للتصديق‬
‫واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪( 3068‬د‪ ،)28-‬مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر‬
‫حيز النفاذ في ‪ 18‬جويلية ‪ ،1976‬صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم رقم ‪-82‬‬
‫‪ ،1973‬دخلت ّ‬
‫‪ ،01‬مؤرخ في ‪ 2‬جانفي ‪ ،1982‬ج ر العدد األول‪ ،‬صادرة في ‪ 5‬جانفي ‪.1982‬‬
‫‪ -15‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق‬
‫واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ ،34/180‬مؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر ‪،1979‬‬
‫‪- 672 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫حيز النفاذ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ ،1981‬صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪،51-96‬‬ ‫دخلت ّ‬
‫مؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ ،1996‬يتضمن انضمام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مع التحفظ‪ ،‬إلى‬
‫اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لسنة ‪ ،1979‬ج ر العدد ‪ ،06‬صادرة في ‪ 24‬جانفي‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ -16‬الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬تمت إجازته من قبل مجلس الرؤساء األفارقة بدورته‬
‫العادية رقم ‪ 18‬في نيروبي (كينيا)‪ ،‬جوان ‪ ،1981‬صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ ،37-87‬مؤرخ في ‪ 3‬فبراير ‪ ،1987‬ج ر العدد ‪ ،06‬صادرة في ‪ 4‬فبراير ‪.1987‬‬
‫‪ -17‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو‬
‫المهينة ‪ ،‬اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم‬
‫حيز النفاذ في ‪ 26‬جوان ‪.1987‬‬
‫‪ ،39/46‬مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1984‬دخلت ّ‬
‫حيز التنفيذ في‬
‫‪ -18‬اتفاقية شينجن‪ ،‬تم التوقيع عليها في لوكسومبورغ في ‪ 14‬جوان ‪ ،1985‬دخلت ّ‬
‫‪ 16‬مارس ‪.1995‬‬
‫‪ -19‬الملحق األول التفاقية ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1968‬بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في‬
‫فرنسا وبروتكولها الملحق‪ ،‬والمصادق عليه بموجب المرسوم رقم ‪ ،128-86‬مؤرخ في ‪ 20‬مايو ‪،1986‬‬
‫يتضمن المصادقة على الملحق األول التفاقية ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1968‬بين حكومة الجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية الخاصة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين‬
‫وعائالتهم في فرنسا وبروتوكولها الملحق والبروتوكول الملحق بها وتبادل الرسائل الموقعة بالجزائر في ‪22‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1985‬ج ر العدد ‪ ،21‬صادرة في ‪ 21‬مايو ‪.1986‬‬
‫‪ -20‬اإلعالن المتعلق بحقوق اإلنسان لألفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشون فيه‪ ،‬اعتمد‬
‫ونشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ ،40/144‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪.1985‬‬
‫تم التوقيع‬
‫‪ -21‬معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي بين الجزائر‪ ،‬المغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬موريتانيا‪ّ ،‬‬
‫عليها في مراكش يوم ‪ 17‬فبراير ‪ ،1989‬صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪-89‬‬
‫‪ ،54‬مؤرخ في ‪ 2‬مايو ‪ ،1989‬ج ر العدد ‪ ،18‬صادرة في ‪ 3‬مايو ‪.1989‬‬
‫تم‬ ‫ي‬
‫‪ -22‬االتفاقية الخاصة بالنقل البر للمسافرين والبضائع والعبور بين دول اتحاد المغرب العربي‪ّ ،‬‬
‫التوقيع عليها بالجزائر العاصمة في ‪ 23‬يوليو ‪ 1990‬بين حكومات كل من الجزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬المغرب‪،‬‬
‫حيز التنفيذ في ‪ 14‬يوليو ‪.1993‬‬
‫ليبيا‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬دخلت ّ‬

‫‪- 673 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -23‬االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‪ ،‬اعتمدت بموجب قرار الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة رقم ‪ ،158/45‬مؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1990‬صادقت عليها الجزائر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،441-04‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،2004‬يتضمن التصديق بتحفظ على االتفاقية‬
‫الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‪ ،‬المعتمدة من طرف الجمعية العامة لمنظمة‬
‫األمم المتحدة يوم ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1990‬ج ر العدد ‪ ،02‬صادرة في ‪ 5‬جانفي ‪.2005‬‬
‫‪ -24‬اتفاق حول إقامة وتنقل األشخاص بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة‬
‫الجمهورية الموريتانية الموقع بنواكشط في ‪ 6‬يوليو ‪ ،1996‬صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ ،340-97‬مؤرخ في ‪ 13‬سبتمبر ‪ ،1997‬ج ر العدد ‪ ،61‬صادرة في ‪ 14‬سبتمبر ‪.1997‬‬
‫‪ -25‬ميثاق الحقوق األساسية األوروبي‪ ،‬حرر في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،2000‬بمدينة نيس‪ ،‬من طرف البرلمان‬
‫حيز التنفيذ في الفاتح فبراير ‪.2003‬‬
‫األوروبي ومجلس االتحاد األوروبي واللجنة األوروبية‪ ،‬دخل ّ‬
‫‪ -26‬الملحق الثالث التفاقية ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1968‬بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية وحكومة الجمهورية الفرنسية المتعلقة بتنقل وتشغيل وإقامة الرعايا الجزائريين وعائالتهم في‬
‫تم التوقيع عليه بباريس في ‪ 11‬جويلية ‪ ،2001‬صادقت عليه الجزائر‬
‫فرنسا والبروتوكول الملحق بها‪ّ ،‬‬
‫بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،368-01‬مؤرخ في ‪ 13‬نوفمبر ‪ ،2001‬ج ر العدد ‪ ،69‬صادرة في ‪18‬‬
‫نوفمبر ‪.2001‬‬
‫‪ -27‬الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬اعتمد من قبل مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة‬
‫السادسة عشر‪ ،‬بق ارره رقم ‪ 270‬د‪.‬ع (‪ ،)16‬مؤرخ في ‪ 23‬مايو ‪ ،2004‬صادقت عليه الجزائر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،62-06‬مؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ ،2006‬يتضمن التصديق على الميثاق العربي‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬المعتمد بتونس في مايو ‪ ،2004‬ج ر العدد ‪ ،08‬صادرة في ‪ 15‬فبراير ‪.2006‬‬
‫تم اعتمادها من طرف جمعية الصحة العالمية بجنيف في ‪23‬‬‫‪ -28‬اللوائح الصحية الدولية (‪ّ ،)2005‬‬
‫حيز النفاذ في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2008‬صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي‬
‫ماي ‪ ،2005‬دخلت ّ‬
‫رقم ‪ ،293-13‬مؤرخ في ‪ 4‬غشت ‪ ،2013‬يتضمن نشر اللوائح الصحية الدولية (‪ ،)2005‬المعتمدة‬
‫بجنيف بتاريخ ‪ 23‬مايو ‪ ،2005‬ج ر العدد ‪ ،43‬صادرة في ‪ 28‬غشت ‪.2013‬‬
‫‪ -29‬اتفاقية تتعلق بتسليم المجرمين بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة‬
‫المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية‪ ،‬الموقعة بلندن في ‪ 11‬يوليو ‪ ،2006‬صادقت عليها‬
‫الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،464-06‬مؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،2006‬ج ر العدد ‪ ،81‬صادرة‬
‫في ‪ 13‬ديسمبر ‪.2006‬‬

‫‪- 674 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -30‬اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬اعتمدت بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم‬
‫حيز النفاذ في ‪ 3‬ماي ‪ ،2008‬صادقت عليها الجزائر‬
‫‪ ،61/106‬مؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،2006‬دخلت ّ‬
‫بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،188-09‬مؤرخ في ‪ 12‬مايو ‪ ،2009‬يتضمن التصديق على اتفاقية‬
‫حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،33‬صادرة في ‪ 31‬مايو ‪.2009‬‬
‫‪ -31‬اتفاقية تسليم المجرمين بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة‬
‫الجمهورية الفرنسية الموقعة بالجزائر في ‪ 27‬جانفي سنة ‪ ،2019‬صادقت عليها الجزائر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،166-21‬مؤرخ في ‪ 25‬أبريل ‪ ،2021‬ج ر العدد ‪ ،34‬صادرة في ‪ 9‬مايو‬
‫‪.2021‬‬
‫‪ -32‬االتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية الهند حول‬
‫اإلعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية‪ ،‬لمهمة أو رسمية‪ ،‬الموقع عليه بنيودلهي في‬
‫‪ 31‬جانفي ‪ ،2019‬صادقت عليه الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،164-21‬مؤرخ في ‪ 25‬أبريل‬
‫‪ ،2021‬ج ر العدد ‪ ،33‬صادرة في ‪ 5‬مايو ‪.2021‬‬
‫‪ -33‬االتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة جمهورية أنغوال حول‬
‫إلغاء التأشيرة للمواطنين الحاملين لجوازات السفر الدبلوماسية ولمهمة‪ ،‬صادقت عليه الجزائر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،186-21‬مؤرخ في ‪ 5‬مايو ‪ ،2021‬ج ر العدد ‪ ،34‬صادرة في ‪ 9‬مايو ‪.2021‬‬
‫ج‪ -‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫ج‪ -1-‬التشريعات العضوية‪:‬‬
‫‪ -1‬قانون عضوي رقم ‪ ،01-98‬مؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ ،1998‬يتعلق باختصاصات مجلس الدولة‬
‫ومتمم بالقانون العضوي رقم‬
‫ّ‬ ‫وتنظيمه وعمله‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،37‬صادرة في أول يونيو ‪ ،1998‬معدل‬
‫ومتمم‬
‫ّ‬ ‫‪ ،13-11‬مؤرخ في ‪ 26‬يوليو ‪ ،2011‬ج ر العدد ‪ ،43‬صادرة في ‪ 3‬غشت ‪ ،2011‬معدل‬
‫بالقانون العضوي رقم ‪ ،02-18‬مؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪ ،2018‬ج ر العدد ‪ ،15‬صادرة في ‪ 7‬مارس‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -2‬قانون عضوي رقم ‪ ،11-05‬مؤرخ في ‪ 17‬يوليو ‪ ،2005‬يتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،51‬صادرة في ‪ 30‬يوليو ‪ ،2005‬معدل بالقانون العضوي رقم ‪ ،06-17‬مؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪،2017‬‬
‫ج ر العدد ‪ ،20‬صادرة في ‪ 29‬مارس ‪.2017‬‬
‫‪ -3‬قانون عضوي رقم ‪ ،10-16‬مؤرخ في ‪ 25‬غشت ‪ ،2016‬يتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،50‬صادرة في ‪ 28‬أوت ‪( .2016‬ملغى)‬

‫‪- 675 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -4‬أمر رقم ‪ ،01-21‬مؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬يتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام‬


‫ومتمم باألمر رقم ‪ ،05-21‬مؤرخ في‬
‫االنتخابات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،17‬صادرة في ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬معدل ّ‬
‫‪ 22‬أبريل ‪ ،2021‬ج ر العدد ‪ ،30‬صادرة في ‪ 22‬أبريل ‪.2021‬‬
‫ج‪ -2-‬التشريعات العادية‪:‬‬
‫‪ -1‬أمر رقم ‪ ،155-66‬مؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر العدد ‪،48‬‬
‫ومتمم‪ ،‬أنظر الموقع اإللكتروني لألمانة العامة للحكومة‪.‬‬
‫صادرة في ‪ 10‬يونيو ‪ ،1966‬معدل ّ‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ ،156-66‬مؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬يتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،49‬صادرة في‬
‫ومتمم‪ ،‬أنظر الموقع االلكتروني لألمانة العامة للحكومة‪.‬‬
‫‪ 11‬يونيو ‪ ،1966‬معدل ّ‬
‫‪ -3‬أمر رقم ‪ ،211-66‬مؤرخ في ‪ 21‬يوليو ‪ ،1966‬يتعلق بوضعية األجانب في الجزائر‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،64‬صادرة في ‪ 29‬يوليو ‪( .1966‬ملغى)‬
‫‪ -4‬أمر رقم ‪ ،24-67‬مؤرخ في ‪ 18‬يناير ‪ ،1967‬يتضمن القانون البلدي‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،6‬صادرة في‬
‫‪ 18‬جانفي ‪( .1967‬ملغى)‬
‫‪ -5‬أمر رقم ‪ ،26-69‬مؤرخ في ‪ 12‬مايو ‪ ،1969‬يتعلق بإحداث جواز السفر الوطني‪ ،‬ج ر العدد ‪،43‬‬
‫صادرة في ‪ 20‬مايو ‪( .1969‬ملغى)‬
‫‪ -6‬أمر رقم ‪ ،15-74‬مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ ،1974‬يتعلق بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام‬
‫ومتمم بالقانون رقم ‪-88‬‬
‫التعويض عن األضرار‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،15‬صادرة في ‪ 19‬فبراير ‪ ،1974‬معدل ّ‬
‫‪ ،31‬مؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،1989‬ج ر العدد ‪ ،29‬صادرة في ‪ 20‬يوليو ‪.1988‬‬
‫‪ -7‬أمر رقم ‪ ،58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة‬
‫ومتمم‪ ،‬أنظر الموقع الرسمي لألمانة العامة للحكومة‪.‬‬
‫في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬معدل ّ‬
‫‪ -8‬أمر رقم ‪ ،1-77‬مؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ ،1977‬يتعلق بوثائق السفر للمواطنين الجزائريين‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،9‬صادرة في ‪ 30‬جانفي ‪( .1977‬ملغى)‬
‫‪ -9‬قانون رقم ‪ ،03-83‬مؤرخ في ‪ 5‬فبراير ‪ ،1983‬يتعلق بحماية البيئة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،6‬صادرة في ‪8‬‬
‫فبراير ‪( .1983‬ملغى)‬
‫‪ -10‬قانون رقم ‪ ،28-89‬مؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،1989‬يتعلق باالجتماعات والمظاهرات العمومية‪ ،‬ج‬
‫ومتمم بالقانون رقم ‪ ،11-91‬مؤرخ في ‪ 2‬ديسمبر‬
‫ّ‬ ‫ر العدد ‪ ،4‬صادرة في ‪ 24‬يناير ‪ ،1990‬معدل‬
‫‪ ،1991‬ج ر العدد ‪ ،62‬صادرة في ‪ 4‬ديسمبر ‪.1991‬‬

‫‪- 676 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -11‬قانون رقم ‪ ،25-90‬مؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1990‬يتضمن التوجيه العقاري‪ ،‬ج ر عدد ‪،49‬‬
‫ومتمم باألمر رقم ‪ ،26-95‬مؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،1995‬ج ر‬
‫صادرة في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1990‬معدل ّ‬
‫عدد ‪ ،55‬صادرة في ‪ 27‬سبتمبر ‪.1995‬‬
‫‪ -12‬قانون رقم ‪ ،04-91‬مؤرخ في ‪ 8‬جانفي ‪ ،1991‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬ج ر العدد ‪،02‬‬
‫صادرة في ‪ 9‬جانفي ‪( .1991‬ملغى)‬
‫‪ -13‬قانون رقم ‪ ،23-91‬مؤرخ في ‪ 6‬ديسمبر ‪ ،1991‬يتعلق بمساهمة الجيش الوطني الشعبي في‬
‫مهام حماية األمن العمومي خارج الحاالت االستثنائية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،63‬صادرة في ‪ 7‬ديسمبر ‪،1991‬‬
‫ومتمم باألمر رقم ‪ ،03-11‬مؤرخ في ‪ 23‬فبراير ‪ ،2011‬ج ر العدد ‪ ،12‬صادرة في ‪ 23‬فبراير‬
‫معدل ّ‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -14‬مرسوم تشريعي رقم ‪ ،02-93‬مؤرخ في ‪ 6‬يناير ‪ ،1993‬يتضمن تمديد مدة حالة الطوارئ‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،08‬صادرة في ‪ 7‬فبراير ‪.1993‬‬
‫‪ -15‬أمر رقم ‪ ،20-95‬مؤرخ في ‪ 17‬يوليو ‪ ،1995‬يتعلق بمجلس المحاسبة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة‬
‫في ‪ 23‬يوليو ‪ ،1995‬معدل باألمر رقم ‪ ،02-10‬مؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ ،2010‬ج ر العدد ‪ ،50‬صادرة‬
‫في أول سبتمبر ‪.2010‬‬
‫‪ -16‬قانون رقم ‪ ،13-01‬مؤرخ في ‪ 7‬غشت ‪ ،2001‬يتضمن توجيه النقل البري وتنظيمه‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،44‬صادرة في ‪ 8‬غشت ‪.2001‬‬
‫‪ -17‬قانون رقم ‪ ،14-01‬مؤرخ في ‪ 19‬غشت ‪ ،2001‬يتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق‬
‫ومتمم بالقانون رقم ‪،16-04‬‬
‫وسالمتها وأمنها‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة في ‪ 19‬غشت ‪ ،2001‬معدل ّ‬
‫ومتمم باألمر رقم‬
‫مؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،2004‬ج ر العدد ‪ ،72‬صادرة في ‪ 13‬نوفمبر ‪ ،2004‬معدل ّ‬
‫ومتمم‬
‫ّ‬ ‫‪ ،13-09‬مؤرخ في ‪ 22‬يوليو ‪ ،2009‬ج ر العدد ‪ ،45‬صادرة في ‪ 29‬يوليو ‪ ،2009‬معدل‬
‫بالقانون رقم ‪ ،05-17‬مؤرخ في ‪ 16‬فبراير ‪ ،2017‬ج ر العدد ‪ ،12‬صادرة في ‪ 22‬فبراير ‪.2017‬‬
‫‪ -18‬قانون رقم ‪ ،09-02‬مؤرخ في ‪ 8‬مايو ‪ ،2002‬يتعلق بحماية األشخاص المعوقين وترقيتهم‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،34‬صادرة في ‪ 14‬مايو ‪.2002‬‬
‫‪ -19‬قانون رقم ‪ ،10-03‬مؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪،‬‬
‫ج ر العدد ‪ ،43‬صادرة في ‪ 20‬يوليو ‪.2003‬‬

‫‪- 677 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -20‬أمر رقم ‪ ،03-03‬مؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،43‬صادرة في ‪20‬‬
‫ومتمم بموجب القانون رقم ‪ ،12-08‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2008‬ج ر العدد ‪،36‬‬
‫يوليو ‪ ،2003‬معدل ّ‬
‫ومتمم بموجب القانون رقم ‪ ،05-10‬مؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪،2010‬‬
‫صادرة في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2008‬معدل ّ‬
‫ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة في ‪ 18‬غشت ‪.2010‬‬
‫‪ -21‬قانون رقم ‪ ،18-04‬مؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ ،2004‬يتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية‬
‫وقمع االستعمال واالتجار غير المشروعين بها‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،83‬صادرة في ‪ 26‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫‪ -22‬قانون رقم ‪ ،20-04‬مؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ ،2004‬يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير‬
‫الكوارث في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،84‬صادرة في ‪ 29‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫‪ -23‬أمر رقم ‪ ،06-05‬مؤرخ في ‪ 23‬غشت ‪ ،2005‬يتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،59‬صادرة‬
‫في ‪ 28‬غشت ‪.2005‬‬
‫‪ -24‬قانون رقم ‪ ،01-06‬مؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،2006‬يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد‬
‫متمم باألمر رقم ‪ ،05-10‬مؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ ،2010‬ج ر العدد‬
‫‪ ،14‬صادرة في ‪ 8‬مارس ‪ّ ،2006‬‬
‫ومتمم بالقانون رقم ‪ ،15-11‬مؤرخ في ‪ 2‬غشت ‪،2011‬‬
‫‪ ،50‬صادرة في أول سبتمبر ‪ ،2010‬معدل ّ‬
‫ج ر العدد ‪ ،44‬صادرة في ‪ 10‬غشت ‪.2011‬‬
‫‪ -25‬أمر رقم ‪ ،02-06‬مؤرخ في ‪ 28‬فبراير ‪ ،2006‬يتضمن القانون األساسي العام للمستخدمين‬
‫متمم بالقانون رقم ‪ ،11-19‬مؤرخ في ‪11‬‬
‫العسكريين‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،12‬صادرة في أول مارس ‪ّ ،2006‬‬
‫متمم باألمر رقم ‪ ،06-21‬مؤرخ في‬
‫ديسمبر ‪ ،2019‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة في ‪ 18‬ديسمبر ‪ّ ،2019‬‬
‫‪ 30‬مايو ‪ ،2021‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة في ‪ 30‬مايو ‪.2021‬‬
‫‪ -26‬أمر رقم ‪ ،03-06‬مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ،2006‬يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪،‬‬
‫ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة في ‪ 16‬يوليو ‪.2006‬‬
‫ويتمم األمر قم ‪ ،156-66‬المؤرخ في‬ ‫ن‬
‫‪ -27‬قانو رقم ‪ ،23-06‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2006‬يعدل ّ‬
‫‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬والمضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،84‬صادرة في ‪ 24‬ديسمبر ‪.2006‬‬
‫‪ -28‬قانون رقم ‪ ،11-08‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2008‬يتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر‬
‫وإقامتهم بها وتنقلهم فيها‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،36‬صادرة في ‪ 2‬يوليو ‪.2008‬‬

‫‪- 678 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -29‬قانون رقم ‪ ،10-11‬مؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ ،2011‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،37‬صادرة في ‪3‬‬
‫ومتمم باألمر رقم ‪ ،13-21‬مؤرخ في ‪ 31‬غشت ‪ ،2021‬ج ر العدد ‪ ،67‬صادرة‬
‫يوليو ‪ ،2011‬معدل ّ‬
‫في ‪ 31‬غشت ‪.2021‬‬
‫‪ -30‬قانون رقم ‪ ،07-12‬مؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ ،2012‬يتعلق بالوالية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،12‬صادرة في ‪29‬‬
‫فبراير ‪.2012‬‬
‫‪ -31‬قانون رقم ‪ ،03-14‬مؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ ،2014‬يتعلق بسندات ووثائق السفر‪ ،‬ج ر العدد ‪،4‬‬
‫صادرة في ‪ 23‬مارس ‪.2014‬‬
‫ويتمم األمر رقم ‪ ،155-66‬المؤرخ في ‪8‬‬
‫‪ -32‬أمر رقم ‪ ،02-15‬مؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪ ،2015‬يعدل ّ‬
‫يونيو ‪ ،1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،40‬صادرة في ‪ 23‬يوليو ‪.2015‬‬
‫‪ -33‬قانون رقم ‪ ،11-18‬مؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ ،2018‬يتعلق بالصحة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة في ‪29‬‬
‫ومتمم باألمر رقم ‪ ،02-20‬ج ر العدد ‪ ،50‬صادرة في ‪ 30‬غشت ‪.2020‬‬
‫يوليو ‪ ،2018‬معدل ّ‬
‫‪ -34‬أمر رقم ‪ ،08-21‬مؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،2021‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ ،156-66‬المؤرخ في ‪8‬‬
‫يونيو ‪ ،1966‬والمتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،45‬صادرة في ‪ 9‬يونيو ‪.2021‬‬

‫د‪ -‬النصوص التنظيمية‪:‬‬


‫د‪ -1-‬المراسيم الرئاسية‪:‬‬
‫‪ -1‬مرسوم رقم ‪ ،274-63‬مؤرخ في ‪ 25‬يوليو ‪ ،1963‬يضبط كيفيات تطبيق معاهدة جنيف ‪28‬‬
‫جويلية ‪ ،1951‬المتعلقة بوضع الالجئين‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،52‬صادرة في ‪ 30‬يوليو ‪( .1963‬متوفرة فقط في‬
‫النسخة الفرنسية من الجريدة الرسمية)‪.‬‬
‫‪ -2‬مرسوم رقم ‪ ،212-66‬مؤرخ في ‪ 21‬يوليو ‪ ،1966‬يتضمن تطبيق األمر رقم ‪ ،211-66‬المؤرخ‬
‫في ‪ 21‬يوليو ‪ ،1966‬والمتعلق بوضعية األجانب في الجزائر‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،64‬صادرة في ‪ 29‬يوليو‬
‫ومتمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،251-03‬مؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2003‬ج ر العدد ‪،43‬‬
‫‪ ،1966‬معدل ّ‬
‫صادرة في ‪ 20‬يوليو ‪.2003‬‬
‫‪ -3‬مرسوم رقم ‪ ،251-80‬مؤرخ في ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،1982‬يتضمن اإلعالن عن المناطق المنكوبة‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،42‬صادرة في ‪ 14‬أكتوبر ‪.1980‬‬

‫‪- 679 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -4‬مرسوم رقم ‪ ،267-81‬مؤرخ في ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،1981‬يتعلق بصالحيات رئيس المجلس الشعبي‬


‫البلدي فيما يخص الطرق والنقاوة والطمأنينة العمومية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،41‬صادرة في ‪ 13‬أكتوبر ‪.1981‬‬
‫‪ -5‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،196-91‬مؤرخ في ‪ 4‬يونيو ‪ ،1991‬يتضمن تقرير حالة الحصار‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،29‬صادرة في ‪ 12‬يونيو ‪( .1991‬ملغى)‬
‫‪ -6‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،488-91‬مؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ ،1991‬يتضمن تطبيق القانون رقم ‪-91‬‬
‫‪ ،23‬المؤرخ في ‪ 6‬ديسمبر ‪ ،1991‬والمتعلق بمساهمة الجيش الوطني الشعبي في مهام حماية األمن‬
‫العمومي‪ ،‬خارج الحاالت االستثنائية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،66‬صادرة في ‪ 22‬ديسمبر ‪1991.‬‬
‫‪ -7‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،44-92‬مؤرخ في ‪ 9‬فبراير ‪ ،1992‬يتضمن إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬ج ر العدد‬
‫متمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،320-92‬مؤرخ في ‪ 11‬غشت‬
‫‪ ،10‬صادرة في ‪ 9‬فبراير ‪ّ ،1992‬‬
‫‪ ،1992‬ج ر العدد ‪ ،61‬صادرة في ‪ 12‬غشت ‪( .1992‬ملغى)‬
‫‪ -8‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،02-97‬مؤرخ في ‪ 4‬يناير ‪ ،1997‬يحدد شروط منح وثائق السفر الرسمية‬
‫ومتمم‬
‫ّ‬ ‫التي تسلمها و ازرة الشؤون الخارجية‪ ،‬ج ر العدد األول‪ ،‬صادرة في ‪ 5‬يناير ‪ ،1997‬معدل‬
‫بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،26-09‬مؤرخ في ‪ 26‬يناير ‪ ،2009‬ج ر العدد ‪ ،07‬صادرة في ‪ 28‬يناير‬
‫متمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ ،319-12‬مؤرخ في ‪ 27‬غشت ‪ ،2012‬ج ر العدد ‪ ،47‬صادرة‬
‫‪ّ ،2009‬‬
‫في ‪ 29‬غشت ‪.2012‬‬
‫‪ -9‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،405-02‬مؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،2002‬يتعلق بالوظيفة القنصلية‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،79‬صادرة في أول ديسمبر ‪.2002‬‬
‫‪ -10‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،407-02‬مؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر ‪ ،2002‬يحدد صالحيات رؤساء المراكز‬
‫القنصلية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،79‬صادرة في أول ديسمبر ‪.2002‬‬
‫‪ -11‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،247-15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،50‬صادرة في ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ -12‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،145-18‬مؤرخ في ‪ 27‬مايو ‪ ،2018‬يحدد القانون األساسي للمستخدمين‬
‫المدنيين التابعين لمؤسسات القطاع االقتصادي للجيش الوطني الشعبي‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪30‬‬
‫مايو ‪.2018‬‬

‫‪- 680 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫د‪ -2-‬المراسيم التنفيذية‪:‬‬


‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،201-91‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،1991‬يضبط حدود الوضع في مركز األمن‬
‫وشروطه‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪ 4‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬المؤرخ في ‪ 4‬يونيو ‪ ،1991‬المتضمن‬
‫تقرير حالة الحصار‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪ 26‬يونيو ‪.1991‬‬
‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،202-91‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،1991‬يضبط حدود الوضع تحت اإلقامة‬
‫الجبرية وشروطها‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪ 4‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬المؤرخ في ‪ 4‬يونيو ‪،1991‬‬
‫والمتضمن تقرير حالة الحصار‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪ 26‬جوان ‪.1991‬‬
‫‪ -3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،203-91‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،1991‬يضبط كيفيات تطبيق تدابير المنع من‬
‫اإلقامة المتخذة طبقا للمادة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬المؤرخ في ‪ 4‬يونيو ‪،1991‬‬
‫والمتضمن تقرير حالة الحصار‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،32‬صادرة في ‪ 26‬يونيو ‪.1991‬‬
‫‪ -4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،75-92‬مؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،1992‬يحدد شروط تطبيق بعض أحكام‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،44-92‬المؤرخ في ‪ 9‬فبراير ‪ ،1992‬والمتضمن إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،14‬صادرة في ‪ 23‬فبراير ‪.1992‬‬
‫‪ -5‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،184-93‬مؤرخ في ‪ 27‬يوليو ‪ ،1993‬ينظم إثارة الضجيج‪ ،‬ج ر العدد ‪،50‬‬
‫صادرة في ‪ 28‬يوليو ‪.1993‬‬
‫‪ -6‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،356-98‬مؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1998‬يحدد كيفيات تطبيق أحكام القانون‬
‫رقم ‪ ،02-98‬المؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ ،1998‬والمتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،85‬صادرة في ‪25‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1998‬معدل بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،195-11‬مؤرخ في ‪ 22‬مايو ‪ ،2011‬ج ر العدد ‪،29‬‬
‫صادرة في ‪ 22‬مايو ‪.2011‬‬
‫‪ -7‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،381-04‬مؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،2004‬يحدد قواعد حركة المرور عبر‬
‫ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪-11‬‬
‫ّ‬ ‫الطرق‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،76‬صادرة في ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،2004‬معدل‬
‫تمم‬
‫‪ ،376‬مؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر ‪ ،2011‬ج ر العدد ‪ ،62‬صادرة في ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،2011‬معدل وم ّ‬
‫بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،239-15‬مؤرخ في ‪ 6‬سبتمبر ‪ ،2015‬ج ر العدد ‪ ،49‬صادرة في ‪16‬‬
‫سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ -8‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،223-03‬مؤرخ في ‪ 10‬يونيو ‪ ،2003‬يتعلق بتنظيم المراقبة التقنية للسيارات‬
‫وكيفيات ممارستها‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،37‬صادرة في ‪ 15‬يونيو ‪.2003‬‬

‫‪- 681 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -9‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،410-03‬مؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر ‪ ،2003‬يحدد المستويات القصوى النبعاث‬


‫األدخنة والغازات السامة والضجيج من السيارات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،68‬صادرة في ‪ 9‬نوفمبر ‪.2003‬‬
‫‪ -10‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،322-10‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2010‬يتضمن القانون األساسي الخاص‬
‫بالموظفين المنتمين لألسالك الخاصة باألمن الوطني‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة في ‪ 26‬ديسمبر ‪.2010‬‬
‫‪ -11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،323-10‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2010‬يتضمن األحكام الخاصة المطبقة‬
‫على المستخدمين الشبيهين لألمن الوطني‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة في ‪ 26‬ديسمبر ‪.2010‬‬
‫‪ -12‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،230-12‬مؤرخ في ‪ 24‬مايو ‪ ،2012‬يتضمن تنظيم التنقل بواسطة سيارات‬
‫ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪،82-16‬‬
‫ّ‬ ‫األجرة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،33‬صادرة في ‪ 27‬مايو ‪ ،2012‬معدل‬
‫مؤرخ في أول مارس ‪ ،2016‬ج ر العدد ‪ ،13‬صادرة في ‪ 2‬مارس ‪.2016‬‬
‫‪ -13‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،104-14‬مؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ ،2014‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة‬
‫الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،15‬صادرة في ‪ 19‬مارس ‪.2014‬‬
‫‪ -14‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،58-16‬مؤرخ في ‪ 3‬فبراير ‪ ،2016‬يحدد شروط إعداد وإصدار جواز السفر‬
‫االستعجالي‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،07‬صادرة في ‪ 7‬فيفري ‪.2016‬‬
‫‪ -15‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،331-18‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2018‬يحدد صالحيات وزير الداخلية‬
‫والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،77‬صادرة في ‪ 23‬ديسمبر ‪.2018‬‬
‫‪ -16‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،69-20‬مؤرخ في ‪ 21‬مارس ‪ ،2020‬يتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء‬
‫فيروس كورونا (كوفيد ‪ ،)19‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،15‬صادرة في ‪ 21‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪ -17‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،70-20‬مؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ ،2020‬يحدد تدابير تكميلية للوقاية من انتشار‬
‫ومتمم‬
‫وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،16‬صادرة في ‪ 24‬مارس ‪ ،2020‬معدل ّ‬
‫بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،127-20‬مؤرخ في ‪ 20‬مايو ‪ ،2020‬ج ر العدد ‪ 30‬صادرة في ‪ 21‬مايو‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ -18‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،72-70‬مؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪ ،2020‬يتضمن تمديد إجراء الحجر الجزئي‬
‫المنزلي إلى بعض الواليات‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،17‬صادرة في ‪ 28‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪ -19‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،86-20‬مؤرخ في ‪ 2‬أبريل ‪ ،2020‬يتضمن تمديد األحكام المتعلقة بتدابير‬
‫الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،19‬صادرة في ‪ 2‬أبريل‬
‫‪.2020‬‬

‫‪- 682 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ويتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪-20‬‬


‫‪ -20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،92-20‬مؤرخ في ‪ 5‬أبريل ‪ ،2020‬يعدل ّ‬
‫‪ ،72‬ج ر العدد ‪ ،20‬صادرة في ‪ 15‬بريل ‪.2020‬‬
‫‪ -21‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،145-20‬مؤرخ في ‪ 7‬يونيو ‪ ،2020‬يتضمن تعديل نظام الوقاية من انتشار‬
‫وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة في ‪ 7‬يونيو ‪.2020‬‬
‫‪ -22‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،159-20‬مؤرخ في ‪ 13‬يونيو ‪ ،2020‬يتضمن تعديل الحجر المنزلي‬
‫والتدابير المتخذة في إطار نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،35‬صادرة في ‪ 14‬يونيو ‪.2020‬‬
‫‪ -23‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،168-20‬مؤرخ في ‪ 29‬يونيو ‪ ،2020‬يتضمن تمديد الحجر الجزئي المنزلي‬
‫وتدعيم تدابير نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪،38‬‬
‫صادرة في ‪ 30‬يونيو ‪.2020‬‬
‫‪ -24‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،182-20‬مؤرخ في ‪ 9‬يوليو ‪ ،2020‬يتضمن تعزيز نظام الوقاية من انتشار‬
‫وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة في ‪ 11‬يوليو ‪.2020‬‬
‫‪ -25‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،225-20‬مؤرخ في ‪ 8‬غشت ‪ ،2020‬يتضمن تخفيف نظام الوقاية من‬
‫انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة في ‪ 9‬غشت ‪.2020‬‬
‫‪ -26‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،384-21‬مؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،2021‬يحدد كيفيات التسجيل في القائمة‬
‫الوطنية لألشخاص والكيانات اإلرهابية والشطب منها واآلثار المترتبة على ذلك‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،78‬صادرة‬
‫في ‪ 13‬أكتوبر ‪.2021‬‬
‫‪ -27‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،398-21‬مؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر ‪ ،2021‬يتضمن تخفيف تدابير نظام الوقاية‬
‫من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬ومكافحته‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،80‬صادرة في ‪ 20‬أكتوبر ‪.2021‬‬

‫د‪ -3-‬الق اررات الوزارية‪:‬‬


‫‪ -1‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ ،1992‬يتضمن التنظيم العام لتدابير الحفاظ على النظام‬
‫العام في إطار حالة الطوارئ‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،11‬صادرة في ‪ 11‬فبراير ‪.1992‬‬
‫‪ -2‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ ،1992‬يتضمن تفويض اإلمضاء إلى الوالة فيما يخص الوضع‬
‫في مراكز األمن‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،11‬صادرة في ‪ 11‬فبراير ‪.1992‬‬
‫‪ -3‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 25‬أبريل ‪ ،1992‬يحدد شروط ممارسة الطعن المتعلق بالوضع في مركز‬
‫األمن وكيفيات ذلك‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،32‬صادرة في ‪ 29‬أبريل ‪.1992‬‬

‫‪- 683 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -4‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،1992‬يتضمن إعالن حظر التجول في تراب بعض الواليات‪ ،‬ج‬
‫ر العدد ‪ ،85‬صادرة في ‪ 2‬ديسمبر ‪.1992‬‬

‫‪ -5‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 2‬فبراير ‪ ،1999‬ي ّ‬


‫ؤهل أعوان إدارة أمالك الدولة والحفظ العقاري لتمثيل الوزير‬
‫المكلف بالمالية في الدعاوى المرفوعة أمام العدالة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،20‬صادرة في ‪ 24‬مارس ‪.1999‬‬
‫‪ -6‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ،2008‬يحدد المميزات التقنية لجواز السفر الخاص بالحج إلى‬
‫األراضي المقدسة اإلسالمية وشروط إعداده وتسليمه لموسم الحج لعام ‪ 1429‬الموافق سنتي‬
‫‪ ،2009/2008‬ج ر العدد ‪ ،42‬صادرة في ‪ 27‬يوليو ‪.2008‬‬
‫‪ -7‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2010‬يحدد المواصفات التقنية لمستخرج عقد الميالد الخاص‬
‫باستصدار بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،69‬صادرة في ‪ 14‬نوفمبر ‪.2010‬‬
‫‪ -8‬ق ارر وزاري مؤرخ في ‪ 25‬مايو ‪ ،2011‬يتعلق بملف طلب بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر‪ ،‬ج‬
‫ر العدد ‪ ،31‬صادرة في ‪ 5‬يونيو ‪.2011‬‬
‫‪ -9‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬يحدد المواصفات التقنية لجواز السفر البيومتري‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ج ر العدد األول‪ ،‬صادرة في ‪ 14‬جانفي ‪.2012‬‬
‫‪ -10‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2011‬يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر الوطني البيومتري‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ج ر العدد األول‪ ،‬صادرة في ‪ 14‬جانفي ‪.2012‬‬
‫‪ -11‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 23‬أبريل ‪ ،2015‬يحدد الوثائق المكونة لملف طلب جواز السفر‬
‫البيومتري اإللكتروني بالنسبة للمواطنين الجزائريين المقيمين في الخارج‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،24‬صادرة في ‪23‬‬
‫مايو ‪.2015‬‬
‫‪ -12‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 15‬يونيو ‪ ،2015‬يحدد السرعة القصوى لمركبات نقل األشخاص والبضائع‬
‫التي يتجاوز وزنها اإلجمالي المرخص به مع الحمولة‪ ،‬بما في ذلك المقطورات ‪ 3.5‬أطنان‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،56‬صادرة في ‪ 25‬أكتوبر ‪.2015‬‬
‫‪ -13‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،2015‬يحدد المواصفات التقنية لجواز السفر االستعجالي‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،67‬صادرة في ‪ 20‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪ -14‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،2015‬يحدد تاريخ بداية تداول جواز السفر االستعجالي‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،67‬صادرة في ‪ 20‬ديسمبر ‪.2015‬‬

‫‪- 684 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫د‪ -4-‬التعليمات والمذكرات‪:‬‬


‫صر من التراب الوطني‪ ،‬منشورة على‬
‫‪ -1‬مذكرة مؤرخة في ‪ 3‬أوت ‪ ،2015‬متعّلقة بإجراءات خروج الق ّ‬
‫الموقع الرسمي للمديرية العامة لألمن الوطني‪.‬‬
‫تتضمن تحديد شروط وكيفيات منح تأشيرة‬ ‫ّ‬ ‫‪ -2‬تعليمة وزارية رقم ‪ ،09‬مؤرخة في ‪ 15‬جويلية ‪،2019‬‬
‫التسوية‪ ،‬منشورة على الموقع اإللكتروني الرسمي لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪.‬‬
‫‪ -3‬تعليمة وزارية رقم ‪ ،25‬مؤرخة في ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،2019‬متعّلقة بتحديد شروط وكيفيات تمديد التأشيرة‬
‫أو اإلقامة فوق التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ -4‬تعليمة وزارية رقم ‪ ،120‬مؤرخ في ‪ 25‬مارس ‪ ،2020‬تتعّلق بالرخص االستثنائية لتنقل‬
‫المستخدمين لدواعي مهنية في الواليات المعنية بتدابير الحجر الصحي‪.‬‬
‫‪ -5‬تعليمة وزارية رقم ‪ ،180‬مؤرخة في ‪ 21‬أفريل ‪ ،2020‬تتعّلق بتنقل المحامين خالل مواقيت الحجر‬
‫الصحي‪.‬‬

‫د‪ -5-‬األ نظمة الداخلية‪:‬‬


‫‪ -1‬النظام الداخلي لمجلس الدولة‪ ،‬مصادق عليه من طرف مكتب مجلس الدولة بتاريخ ‪ 19‬سبتمبر‬
‫‪ ،2019‬ج ر العدد ‪ ،66‬صادرة في ‪ 27‬أكتوبر ‪.2019‬‬

‫‪ -6‬الق اررات القضائية‪:‬‬


‫‪ -1‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،26998‬مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،1981‬قضية (د‪.‬ك)‬
‫ضد رئيس مكتب األبحاث والتنظيم واألمن العام لقسم الهجرة‪ ،‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1989 ،02‬ص‬
‫‪.188‬‬
‫‪ -2‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،38541‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،1984‬قضية‬
‫(ح‪.‬س‪.‬ق) ضد والي والية البليدة‪ ،‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1989 ،04‬ص ‪.227‬‬
‫‪ -3‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،49330‬مؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،1986‬قضية (ز‪.‬ب)‬
‫ضد وزير الداخلية‪ ،‬نشرة القضاة‪ ،‬العدد ‪ ،1988 ،44‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -4‬المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار مؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،1988‬قضية فريق (م) ضد (س‪.‬ي)‪،‬‬
‫المجلة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1992 ،02‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -5‬المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،66930‬مؤرخ في ‪ 16‬جوان ‪ ،1990‬قضية (س‪.‬أ) ضد‬
‫بلدية باتنة‪ ،‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1992 ،03‬ص ‪.170‬‬

‫‪- 685 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -6‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،169417‬مؤرخ في ‪ 27‬جويلية ‪ ،1998‬قضية ديوان الترقية والتسيير‬
‫العقاري ضد اللجنة ما بين البلديات‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،01‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -7‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،172994‬مؤرخ في ‪ 27‬جويلية ‪ ،1998‬قضية (ع‪.‬ه) ضد المجلس‬
‫األعلى للقضاء‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،01‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -8‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار مؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،1999‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬ج األول‪ ،‬دار‬
‫هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -9‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الثالثة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،005906‬مؤرخ في ‪ 05‬نوفمبر ‪( .1999‬قرار غير منشور)‬
‫‪ -10‬مجلس الدولة‪ ،‬مؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ،2000‬قضية (ش‪.‬أ) ضد والي والية تيزي وزو‪ ،‬المنتقى في‬
‫قضاء مجلس الدولة‪ ،‬ج األول‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.321‬‬
‫‪ -11‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الثالثة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،194988‬مؤرخ في ‪ 24‬أفريل ‪( .2000‬قرار غير‬
‫منشور)‪.‬‬
‫‪ -12‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،2111‬مؤرخ في ‪ 8‬ماي ‪ ،2000‬قضية يونيون بنك ضد محافظ بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،06‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -13‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الرابعة‪ ،‬ق ارر رقم ‪ ،002764‬فهرس رقم ‪ ،690‬مؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر‬
‫‪( ،2001‬قرار غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -14‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ ،2002‬قضية والي والية الجزائر ضد شركة اإلنتاج‬
‫واالستثمار المغاربي‪ ،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬ج الثالث‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -15‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،005951‬مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ ،2002‬قضية (أ‪.‬ن) ضد مجلس االتحاد‬
‫الوطني للمحامين‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،01‬ص ‪.147‬‬
‫‪ -16‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،9451‬مؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪ ،2002‬قضية مدير الضرائب لوالية عنابة‬
‫ضد (ت‪.‬خ)‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،02‬ص ‪.224‬‬
‫‪ -17‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،3601‬مؤرخ في ‪ 10‬جوان ‪ ،2002‬قضية بلدية قالل ضد (ح‪.‬س)‪،‬‬
‫مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،02‬ص ‪.209‬‬
‫‪ -18‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،13772‬مؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2002‬قضية (أ‪.‬ن) ضد وزير الداخلية‪،‬‬
‫مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،02‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -19‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،13772‬مؤرخ في ‪ 14‬أكتوبر ‪ ،2002‬قضية (أ‪.‬ن)‪ ،‬ضد وزير‬
‫الداخلية‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،02‬ص ‪.221‬‬

‫‪- 686 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -20‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،11803‬مؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ ،2002‬قضية الشركة ذات االسم‬
‫الجماعي شعبان ضد والي والية تيزي وزو‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،03‬ص ‪.171‬‬
‫‪ -21‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،5251‬مؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ ،2003‬قضية (أ‪.‬ع) ضد وزير الداخلية‪،‬‬
‫مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،03‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -22‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،14489‬مؤرخ في الفاتح أفريل ‪ ،2003‬قضية بنك (‪ )A.I.B‬ضد البنك‬
‫المركزي الجزائري‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،04‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -23‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،013334‬مؤرخ في ‪ 6‬ماي ‪ ،2003‬قضية وزير المالية والمديرية العامة‬
‫لألمالك الوطنية ضد (خ‪.‬ر) ومن معه‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،04‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -24‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الخامسة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،016148‬مؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ ،2004‬قضية (ق‪.‬س)‪،‬‬
‫ضد والي والية وهران‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،05‬ص ‪.234‬‬
‫‪ -25‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الثانية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،014359‬مؤرخ في ‪ 15‬فيفري ‪( .2005‬قرار غير‬
‫منشور)‪.‬‬
‫‪ -26‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،021929‬مؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪ ،2006‬قضية عميد كلية الطب‬
‫والمستشفى الجامعي لقسنطينة‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2006 ،08‬ص ‪.207‬‬
‫‪ -27‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الخامسة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،039120‬مؤرخ في ‪ 24‬أفريل ‪ ،2007‬قضية (م‪.‬ض)‬
‫ضد وزير العدل‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،09‬ص ‪.127‬‬
‫‪ -28‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،052342‬مؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2009‬قضية (ح‪.‬ط) ضد وزير‬
‫الداخلية‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،10‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -29‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،060797‬صادر في ‪ 28‬أفريل ‪ ،2010‬قضية (ط‪.‬م)‪ ،‬ضد وزير‬
‫الداخلية ومن معه‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،11‬ص ‪.245‬‬
‫‪ -30‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الخامسة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،065440‬مؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2011‬قضية (ب‪.‬ع)‪.‬‬
‫(قرار غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -31‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الخامسة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،066462‬مؤرخ في ‪ 16‬مارس ‪ ،2011‬قضية الشركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة لمواد البناء المسماة محتوت وشركائه ضد والية الجزائر‪( ،‬قرار غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -32‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،067894‬مؤرخ في ‪ 6‬أفريل ‪ ،2011‬قضية (ل‪.‬ب) ضد وزير الداخلية‪،‬‬
‫مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،12‬ص ‪.245‬‬
‫‪ -33‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،069821‬مؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪ ،2012‬قضية والي والية بجاية ضد‬
‫(ج‪.‬خ)‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،13‬ص ‪.136‬‬

‫‪- 687 -‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -34‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،093831‬مؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪ ،2014‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2015 ،13‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -35‬المحكمة اإلدارية لبجاية‪ ،‬أمر استعجالي رقم ‪ ،1241‬مؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر ‪( .2014‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -36‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،091782‬مؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،2014‬قضية (ل‪.‬ع)‪ ،‬ضد وزير‬
‫الداخلية‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،12‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -37‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،111508‬مؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ،2016‬قضية االتحاد العام للعمال‬
‫الجزائريين ضد (م‪.‬م ومن معه)‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،14‬ص ‪.176‬‬
‫‪ -38‬مجلس الدولة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،103386‬صادر في ‪ 26‬جانفي ‪ ،2017‬قضية و ازرة المالية ضد‬
‫(و‪.‬ف‪.‬أ)‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2017 ،15‬ص ‪.150‬‬

‫‪ -7‬الق اررات واآلراء الدستورية‪:‬‬


‫‪ -1‬المجلس الدستوري‪ ،‬قرار رقم ‪ -1‬ق‪ .‬ق‪ -‬مد‪ -‬مؤرخ في ‪ 20‬غشت ‪ ،1989‬يتعلق باالنتخابات‪ ،‬ج‬
‫ر العدد ‪ ،36‬صادرة في ‪ 30‬غشت ‪.1989‬‬
‫‪ -2‬المجلس الدستوري رأي رقم ‪ /01‬ر‪.‬م‪.‬د‪ ،12/‬مؤرخ في ‪ 8‬جانفي ‪ ،2012‬يتعلق بمراقبة مطابقة‬
‫القانون العضوي المتعلق باألحزاب السياسية للدستور‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،02‬صادرة في ‪ 15‬جانفي ‪.2012‬‬
‫‪ -3‬المجلس الدستوري‪ ،‬رأي رقم ‪ /02‬ر‪.‬م‪.‬د‪ ،12/‬مؤرخ في ‪ 8‬جانفي ‪ ،2012‬يتعلق بمراقبة مطابقة‬
‫القانون العضوي المتعلق باإلعالم للدستور‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،02‬صادرة في ‪ 15‬جانفي ‪.2012‬‬
‫‪ -4‬المجلس الدستوري‪ ،‬رأي رقم ‪ ،16-01‬ر‪.‬ت‪.‬د‪/‬م د‪ ،‬مؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪ ،2016‬يتعلق بمشروع‬
‫القانون المتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،06‬صادرة في ‪ 3‬فبراير ‪.2016‬‬
‫‪ -5‬المجلس الدستوري‪ ،‬قرار رقم ‪/21‬ق‪.‬م‪.‬د‪ ،21/‬مؤرخ في ‪ 14‬مايو ‪ ،2021‬يتعلق بمراقبة دستورية‬
‫ويتمم األمر رقم ‪ 02-06‬المؤرخ في ‪ 28‬فبراير ‪ ،2006‬والمتضمن القانون األساسي‬
‫األمر الذي يعدل ّ‬
‫العام للمستخدمين العسكريين‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،39‬صادرة في ‪ 30‬مايو ‪.2021‬‬

‫‪ -8‬مواقع أنترنت‪:‬‬
‫‪http://www.conseil-constitutionnel.dz‬‬
‫‪http://www.majliselouma.dz‬‬
‫‪http://www.mae.gov.dz/‬‬
‫‪https://interieur.gov.dz‬‬
‫‪https://www.mjustice.dz‬‬
‫‪https://www.dgsn.dz/‬‬
‫‪https://www.joradp.dz/‬‬
‫‪https://dspace.univ-adrar.edu.dz/‬‬
‫‪https://www.conseil-constitutionnel.fr/‬‬
‫‪https://www.conseil-etat.fr/‬‬
‫‪http://strasbourg.tribunal-administratif.fr/‬‬
‫‪- 688 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

https://www.dalloz-actualite.fr
https://www.legifrance.gouv.fr/
https://consulat-paris-algerie.fr
https://www.vie-publique.fr/
https://www.gouvernement.fr/
https://www.interieur.gouv.fr/
https://www.actualitesdudroit.fr
https://www.un.org/ar
http://hrlibrary.umn.edu/arab
https://www.ohchr.org/ar
https://www.who.int
https://au.int/
http://www.lasportal.org/ar
https://maghrebarabe.org/
https://www.echr.coe.int/
https://www.coe.int/en
https://www.europarl.europa.eu
https://eur-lex.europa.eu
http://www.revuedlf.com
https://www.echoroukonline
http://www.consulatgeneralalgeriemilan.it/
https://manshurat.org/
https://www.elhiwardz.com/
https://legal-agenda.com/
https://laws.boe.gov.sa/

:‫ باللغــة الفرنسية‬-‫ثانيا‬
I – OUVRAGES :
1- ABRAHAM Ronny, L’avenir de la voie de fait et le référé administratif, in l’État de droit,
Mélange en l’honneur de Guy BRAIBANT, Dalloz, Paris, 1996.
2- AUBY Jean-Marie, DRAGO Roland, Traité de contentieux administratif, vol 2, 2ème éd,
L.G.D.J, Paris, 1975.
3- BOURREL Antoine, Jean GOURDOU, Les référés d’urgence devant le juge
administratif, Collection : La justice au quotidien, édition L’Harmattan, Paris, 2003.
4- BRAIBANT Guy, STIRN Bernard, Le droit administratif français, 4ème éd, Dalloz-
Presses de la Fondation nationale des Sciences Politiques, Paris, 1997.
5- CHAPUS René, Droit administrative général, tome 1, 13ème éd, Montchrestien, L.G.D.J,
Paris, 1999.
6- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, Droit du contentieux administratif, 13ème éd, Montchrestien, Paris, 2008.
7- COLLIARD Claude –Albert, Libertés publiques, 7ème éd, Dalloz, Paris, 1989.
8- DEBBASCH Charles, COLIN Frédéric, Droit administratif, 10ème éd, Economica, Paris,
2011.
9- DEBBASCH Charles, RICCI Jean-Claude, Contentieux administratif, Dalloz, Paris,
1999.
10- DE LAUBADÈRE André, GAUDEMET Yves, Traité de droit administratif, tome 1,
droit administratif générale, L.G.D.J, 16ème éd, Paris, 2001.
11- DELVOLVÉ Pierre, Le droit administratif, 2ème éd, Dalloz, Paris, 1998.

- 689 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

12-EL QUAZZANI Abdelmalek, État d’exception, état d’urgence, état de siège : quelles
implication pour les droits fondamentaux ?, livre collectif, publication du Centre Takamul
pour les études et la recherche, 2020.
13-FAVOREU Louis, GAÏA Patrick, GHEVONTIAN Richard, MÉLIN-
SOUCRAMANIEN Ferdinand, PENA Annabelle, PFERSMANN Otto, PINI Joseph,
ROUX André, SCOFFONI Guy, TREMEAU Jérôme, Droit et libertés fondamentales,
Tome 1, 6ème éd, Dalloz, Paris, 2012.
14- FAVOREU Louis, GAÏA Patrick, GHEVONTIAN Richard, MESTRE Jean-Louis,
PFERSMANN Otto, ROUX André, SCOFFONI Guy, Droit constitutionnel, 19ème éd,
Dalloz, Paris, 2017.
15- FAVOREU Louis, PHILIP Loïc, GAÏA Patrick, GHEVONTIAN Richard, OLIVA
Éric, ROUX André, Les grandes décisions du Conseil constitutionnel, 17ème éd, Dalloz, 5,
2013.
16- GORRAM Youssef, Les applications de la théorie des circonstances exceptionnelles
dans la jurisprudence administrative, livre collectif, publication du Centre Takamul pour
les études et la recherche, 2020.
17- HENNETTE-VAUCHEZ Stéphanie, Diane BOMAN, Droit de l’Homme et liberté
fondamentales, 2ème éd, Dalloz-Hypercours, Paris, 2015.
18-HENNETTE-VAUCHEZ Stéphanie, KALOGIROU Maria, KLAUSSER Nicolas,
ROULHAC Cédric, SLAMA Serge, SOUTY Vincent, Ce que le contentieux administratif
révèle de l’état d’urgence « Cultures & Conflits », L’Harmattan, Paris, n° 112, 2018.
19- HEYMANN-DOAT Arlette, Libertés publiques et droits de l’homme, 6ème éd, L.G.D.J,
Paris, 2000.
20- KERKATLY Yehia, Le juge administratif et les libertés publiques en droits libanais et
français, L.G.D.J, Paris, Point Delta, Beyrouth, 2015.
21- LAFEEIÉRE Edward, Traité de la juridiction administrative et des recours contentieux,
Tome 1, 2ème éd, Berger-Levrault, Paris, 1896.
22- LARGUIER Jean, CONTE Philippe, Procédure pénale, 23ème éd, Dalloz, Paris, 2014.
23- LEBRETON Gilles, Libertés publiques et droits de l’homme, 5ème éd, Armand-Colin,
Paris, 2001.
24- Le guide de l’entrée et du séjour des étrangers en France, édition à jour des réformes du
C.E.S.E.D.A issues des lois du 31 juillet 2015 et du 7 mars 2016, La Découverte, Paris 2017.
25- LOMBARD Martine, DUMONT Gilles, SIRINELLI Jean, Droit administratif, 10ème
éd, Dalloz, Paris, 2013.
26- LONG Marceau, WEIL Prosper, BRAIBANT Guy, DELVOLVÉ Pierre,
GENEVOIS Bruno, G.A.J.A, 19ème éd, Dalloz, Paris, 2013.
27- MATHIEU Bertrand, VERPEAUX Michel, Contentieux constitutionnel des droits
fondamentaux, L.G.D.J, Paris, 2002.
28- OBERDORFF Henri, Droit de l’Homme et liberté fondamentales, 2ème éd, L.G.D.J,
Paris, édition Alpha, Beyrouth, 2010.
29- PACTEAU Bernard, Contentieux administratif, 6ème éd, P.U.F, Paris, 2002.
30- PEISER Gustave, Contentieux administratif, 13ème éd, Dalloz, Paris, 2004.
31- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, Droit administratif général, 26ème éd, Dalloz, Paris, 2014.
32- RIVERO Jean, WALINE Jean, Droit administratif, 15ème éd, Dalloz, Paris, 1994.
33- RIVERO Jean, Les libertés publiques, T 1, Les droit de l’homme, P.U.F, Paris, 1981.
34- ROBERT Jaques, Libertés publiques, 2ème éd, Montchrestien, Paris, 1977.
35- ROBERT Jacques, DUFFAR Jean, Droit de l’homme et libertés fondamentales, 8ème éd,
Montchrestien, Paris, 2009.

- 690 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

36- ROUSSET Michel, ROUSSET Olivier, Droit administratif, Le contentieux


administratif, 2ème éd, P.U.G, Grenoble, 2004.
37- SEGUIN Denis, préface de Vincent TCGEN, Guide du contentieux du droit des
étrangères 2019/2020, à jour de la loi du 10 septembre 2018, LexisNexis, Paris, 2019.
38- VANDENDRIESSCHE Xavier, Code de l’entrée et séjour des étrangers et du droit
d’asile, 2ème éd, Dalloz, Paris, 2011.
39- WALINE Jean, Droit administratif, 25ème éd, Dalloz, Paris, 2014.
40- VEDEL Georges, DELVOLVÉ Pierre, Droit administratif, T.1, P.U.F, Paris, 1992.

II- THÈSES ET MEMOIRES :


1- BIAGNINI-GIRARD Sandrine, L’inexistence en droit administratif : contribution à
l’étude de la fonction des nullités, thèse pour le doctorat en droit public, Université Paul
Cézanne (Aix-Marseille Ⅲ), 2007.
2- DUCROQUETZ Anne-Lise, l’expulsion en droit international et européen, thèse pour
l’obtention du grade de Docteur en Droit, Doctorat de Droit public-nouveau régime, faculté
des sciences juridiques, politiques et sociales, Université Lille 2-Droit et Santé, 2007.
3- KARKATLY Yahia, Le juge administratif et les libertés publiques en droit libanaise et
français, thèse pour le grade de docteur en droit public, spécialité sciences juridiques,
Université de Grenoble, 2013.
4- LE BON Olivier, La protection des libertés fondamentales par la procédure du référé-
liberté :Étude de l’article L.521-2 du Code de la justice administrative, thèse en vue de
l’obtention du grade de Docteur en Droit, Doctorat nouveau régime, discipline Droit public,
faculté de Droit et de Science politique d’Aix-Marseille, université Paul Cézanne, Aix-
Marseille Ⅲ, 2006.
5- PIASECKI Julien, L’office du juge administratif des référés : Entre mutations et
continuité jurisprudentielle, thèse pour le Doctorat de Droit public, centre d'études et de
recherche sur les contentieux, faculté de droit, université de Sud-Toulon Var, 2008.
6- RICHEFU Ludivine, Le droit pénal fac à la migration transfrontière, thèse pour
l’obtention du grade de docteur en Doit, école de Droit de la Sorbonne, Université Paris 1,
Panthéon-Sorbonne, 2018.
7- TOWO KAMGA Victor, La protection juridictionnelle des droits de l’étranger en matière
de séjour, thèse de doctorat en Droit international, université Paris 1, Panthéon-Sorbonne,
2005.
8- MATHIEU Ninon, Le rôle du juge constitutionnel dans le cadre de la lutte contre le
terrorisme au regard de la protection des libertés individuelle et d’aller et venir. Étude
comparée: France & Royaume-Uni, Master de droit public comparée, Université Panthéon-
Assas, Paris II, 2014.

III – ARTICLES :
1- AÏT-EL-KADI Zéhina, « Délivrance des visas touristiques: une politique à géométrie
variable », Juriss tourisme, 2010, n°126, pp 22-26.
2- ALHAMIDAWI Kamal Jawad, « La notion de liberté fondamentale devant le juge
administratif des référé en France », 2010 ،‫ العدد الخاص ببحوث المؤتمر السابع‬،‫مجلة رسالة الحقوق‬,
pp 64-96.
3- AUBIN Emmanuel, « Le statut des gens du voyage devant le Conseil constitutionnel:
la fin des discriminations ? », A.J.D.A, 2012, pp 2393-2398.
4- BACHELIER Gilles, « Le référé-liberté », R.F.D.A, n°2 mars-avril 2002, pp 261-268.
- 691 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

5- BÉAL Antoine, « Extradition », JurisClasseur Administratif, Fasc. 233-75, date du


fascicul 15 novembre 2018, pp 1-40.
6- BEZIZ-AYACHE Annie, «Peines complémentaires », Répertoire de droit pénal et de
procédure pénal, Dalloz, juin 2017 (actualisation décembre 2019), n° 26, pp 1-31.
7- BOBA Jean-Sébastien, « Le juge des référés du Conseil d'État face aux mesures de
lutte contre le Covid-19», La semaine juridique administration et collectivités territoriales,
n°13, 30 mars 2020, act. 182, pp 1-5.
8- BONNARD Roger, « Le pouvoir discrétionnaire des autorités administratives et recours pour
excès de pouvoir», R.D.P, 1923, pp 363-392.
9- BONNET Julien, ROBLOT-TROIZIER Agnès, « Droits fondamentaux et libertés
publiques », Les Nouveaux Cahiers du Conseil constitutionnel, n° 52, 2016/3, pp 71-91.
10- BONICHOT Jean-Claude, « Le contrôle juridictionnel du pouvoir discrétionnaire
dans l’expulsion et l’extradition des étrangers », R.I.D.C, 1986, vol 38, n° 2, pp 689-703.
11- BON Pierre, « Le « burkini » au Conseil d'État», note sous Conseil d'État, 26 août
2016, Ligue des droits de l'homme et autres et Association de défense des droits de l'homme
Collectif contre l'islamophobie en France n° 402742 et n° 402777, R.F.D.A, 2016, pp 1227-
1236.
12- BOUCHER Julien, BOURGEOISE Béatrice, « Le contentieux des obligations de
quitter le territoire français : bilan d’étape », A.J.D.A, 2008, pp 344-348.
13- BRENET François, « La notion de liberté fondamentale au sens de l’article L.521-2
du CJA », R.D.P, n°6, 2003, pp 1535-1579.
14- BROYELLE Camille, « Procédures d’urgence », Synthèse, LexisNexis, date de
fraîcheur : 22 octobre 2019, pp 1-30.
15- CHIFFLOT Nicolas, « Champ d’application de la voie de fait », commentaire sur T.C,
12 février 2018, n° 4110, Procédures, n° 4, avril 2018, comm 130, pp 1-3.
16- CLÉMENT Cyril, « Le juge administratif des référé : un véritable juge de l’urgence
après la loi du 30 juin 2000 », L.P.A, n° 159, du 10 août 2000, pp 6-11.
17- DE BÉCHILLON Denys, « Voile intégral : éloge du Conseil d’État en théoricien des
droits fondamentaux», R.F.D.A, n° 3, mai-juin 2010, pp 467-471.
18- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, «Principe du contradictoire et protection du secret des
affaires », R.F.D.A, 2011, pp 1107-1122.
19- DE BERNADINIS Christophe, « Le juge administratif, nouveau gardien de la liberté
individuelle ? », Lexbase, n° 429, du 15 septembre 2016, pp 1-11.
20- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Le point sur le contentieux de voie de fait », Hebdo
édition publique procédure administrative, Lexbase, n° 553, du 25 juillet 2019, pp 1-11.
21- DE GLINIASTY Jean, « De Madame B à Monsieur B : La voie de fait dans
l’impasse », Les petites Affiches, n° 175, 2013, pp 6-18.
22- DELVOLVÉ Pierre, « Voie de fait : limitation et fondements », note sous T.C, 17 juin
2013, Bergoend, R.F.D.A, 2013, pp 1041-1051.
23- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « De la voie de fait à l’emprise : nouvelle réduction de la
compétence judiciaire », R.F.D.A, 2014, pp 61-66.
24- DE MONSEMBERNARD Marc, « Référé d’urgence : règles communes », Répertoire
de contentieux administratif, Dalloz, février 2020, pp 1-31.
25- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Référé d’urgence : le référé –suspension »,
Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, février 2020, pp 1-70.
26- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Référé d’urgence : le référé-liberté »,
Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, février 2020, pp 1-50.
27- DE MONTE Pierre, « La « Septimanie » face à la théorie de l’inexistence », A.J.D.A,
2008, pp 753-758.

- 692 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

28- DENIS-LINTON Martine, GUYOMAR Mattias, « Contentieux des étrangers :


Reconduite à la frontière », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. 1156, 2 juin
2003, mis à jour 22 décembre 2012, pp 1-43.
29- DE SILVA Isabelle, Conclusions sur C.E, Sec, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur
c/ Mme Tliba, R.F.D.A, n° 2, mars-avril 2002, p 324-335.
30- DOMINO Xavier, BRETONNEAU Aurélie, « La voie de fait mis au régime sec »,
A.J.D.A, 2013, p 1568-1572.
31- DOUMBÉ-BILLÉ Stéphane, « La liberté de déplacement des Français à l'étrange »,
La Semaine Juridique Edition Générale, n° 46, 11 Novembre 1987, doctr, 3305, pp 1-16.
32- DRAGO Guillaume, « Les droits fondamentaux entre juge administratif et juge
constitutionnel et européens », R.D.A, n° 6, juin 2004, étude 11, pp 1-11.
33- DRAGO Rolland, « Droits fondamentaux et personnes publiques », A.J.D.A, 1998, pp
130-135.
34- DUBREUIL Charles-André, « La voie de fait nouvelle est arrivée ! », commentaire
sur T.C, 17 juin 2013, n°3911, Borgoend, La semaine juridique administration et collectivités
territoriales, n° 42, 14 octobre 2013, 2301, pp 1-18.
35- DUGRIP Olivier, « Les procédures d’urgence : l’économie générale de la réforme »,
R.F.D.A, 2002, pp 245-249.
36- EVELLARD Gweltaz, « La compétence du juge administratif en cas de constatation
du maintien en rétention faisant suit à une demande d’asile en rétention », commentaire
sur C.C, décision n° 2019-807, QPC du 4 octobre 2019, Droit administratif, n° 1, janvier
2020, comm 2, pp 1-11.
37- FABERON Florence, « Le juge administratif gardien de la liberté d’aller et de venir:
un marqueur d’efficacité », J.C.P A - La Semaine juridique Administration et collectivités
territoriales, LexisNexis, n° 13, 2083, avril 2019, pp 42-48.
38- FALGAS Anthony, « La compétence du juge administratif pour la confiscation de
documents d’identité d’un ressortissant étranger », commentaire sur T.C, 12 février 2018,
n° 4110, Droit administratif, n° 5, mai 2018, comm 25, pp 1-7.
39- FAURE Bertrand, « Juge administratif des référés statuant en urgence référé-
liberté », JurisClasseur Justice Administrative, LexisNexis, Fasc. n° 51, date du fascicule 18
octobre 2016, pp 1-42.
40- FAVOREU Louis, « La notion de liberté fondamentale devant le juge
administratif », D, 2001, pp 1739-1744.
41- FINES Francette, « Liberté d’aller et venir », JurisClasseur Administratif, LexisNexis,
Fasc n° 204, date de fascicule: 30 juin 2016, date de la dernière mis à jour: 16 avril 2018, pp
1-37.
42- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « L’autorité judicaire, gardienne de la liberté individuelle dans
la jurisprudence constitutionnelle », R.F.D.A, 1994, pp 594-610.
43- FRAISSEIX Patrick, « Les droits fondamentaux : prolongement ou dénaturalisation
des droits de l’homme », R.D.P, 2001, pp 531-553.
44- FRIER Pierre-Laurent, « Vice de forme », Répertoire de contentieux administratif,
Dalloz, octobre 2004, actualisation octobre 2014, pp 1-29.
45- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Vice de procédure», Répertoire de contentieux administratif,
Dalloz, octobre 2004, actualisation octobre 2014, pp 1-48.
46- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Motifs : contrôle », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,
septembre 2005, actualisation octobre 2014, pp 1-.63
47- FRSTEIN Lucienne, « La liberté d’aller et venir n’est pas individuelle », La semaine
juridique administration collectivités territoriales, LexisNexis, n°8, 26 février 2018, act.177.

- 693 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

48- GAUTIER Yves, « Ordre public », Répertoire de droit européen, Dalloz, aout 2004
(actualisation avril 2018), pp 1-25.
49- GHEVONTIAN Richard, « Le référé-liberté : une procédure prometteuse », D,
2001, pp 1748-1751.
50- GIRAULT Carole, « Contrôles et vérifications d’identité », Répertoire de droit pénal
et de procédure pénale, Dalloz, janvier 2017 (actualisation mars 2018), pp 1-56.
51- GOURDOU Jean, « Les nouveaux pouvoirs du juge administratif en matière
d’injonction et d’astreinte », R.F.D.A, 1996, p 333-352.
52- GRANGER Marc-Antoine, « La liberté est la règle, la restriction de police
l'exception: Burkini et maintien de l'ordre public sur les rivages de la mer », A.J.C.T,
2016, p 529-532.
53- GUILLAUME Marc, « L’évolution de droit du permis de conduire: Le permis de
conduire à points », R.F.D.A, 1993, pp 124-141.
54- GUIMEZANES Nicole, « Expulsion », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier
2009 (actualisation mai 2019), pp 1-43
55- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Interdiction du territoire », Répertoire de droit international,
Dalloz, janvier 2009 (actualisation mai 2019), pp 1-26.
56- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Immigration », Répertoire de droit international, Dalloz, août
2009 (actualisation mars 2020), pp 1-89.
57- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Condition des étrangers en France :Introduction »,
JurisClasseur Droit international, LexisNexis, Fasc. 523, date du fascicule 31 janvier 2015, pp
1-35.
58- GUYOMAR Mattias, COLIN Pierre, chron. sous C.E, Sect, 18 janvier 2001,
Commune de Venelles, A.J.D.A, 2001, pp 153-157.
59- IDOUX Pascale, « Vers un redéploiement de la contradiction en droit administratif
français », A.J.D.A, 2009, p 637-645.
60- JAULT-SESEKE Fabienne, « Étranger », Répertoire de droit international, Dalloz,
octobre 2019, pp 1-67.
61- JULIEN-LAFERRIÈRE François, Dalloz professionnels, Pratique du contentieux
administratif, dossier 440, Contentieux du droit des étrangers, 440.110, conditions de
délivrance des visas, juin 2016, synthèse d'actualité, novembre 2019, pp 1-88.
62- JUVÉNAL Jacqueline, « Des spécificités de la reconduite à la frontière découlant
d’une peine d’interdiction du territoire », L.P.A, n°34, 15 février 2002, pp 15-19.
63- LABETOULLE Daniel, « Le projet de réforme des procédures d’urgence devant le
juge administratif », A.J.D.A, numéro spécial Puissance publique ou impuissance publique
?, 1999, pp 79- 80.
64- LACHAUME Jean-François, « Violation de la règle de droit », Répertoire de
contentieux administratif, Dalloz, juin 2013, actualisation janvier 2015, pp 1-155.
65- LAMY Francis, Conclusions sur C.E, 16 février 2004, Mme Rekia Bousbaa, épouse
Chetioui, A.J.D.A, 2004, p 891-893.
66- LASSERRE Bruno, « Recours », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,
novembre 2001, actualisation janvier 2015, pp 1-23.
67- LE BOT Olivier, « État d’urgence et compétence juridictionnelles », R.F.D.A, juillet
2016, pp 436-447.
68- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Référé-suspension », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc.
1093, date du fascicule : 30 avril 2018, date de la dernière mise à jour : 30 avril 2018, pp 1-
42.
69- LECUCQ Olivier, « Étranger: contentieux de l'entrée et du séjour », Répertoire de
contentieux administratif, Dalloz, septembre 2013, actualisation octobre 2014, pp 1-104.

- 694 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

70- LEGRAND André, « Incompétence », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,


février 2001 (Dernière mise à jour: juin 2014), n°198, pp 1-87.
71- LENOIR Noelle, « Droit et valeurs fondamentales À propos de l'Ordonnance du
Conseil d'État du 26 août 2016 sur le burkini », La Semaine Juridique Edition Générale n°
71, 5 Septembre 2016, 910, pp 1-5.
72- LICHÈRE François, « Notion d’atteinte grave à une liberté fondamentale », note
sous C.E, ord, 27 mars 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Djalout, J.C.P, 2002, 2.10003.
73- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Du bon usage du référé-liberté devant le juge administratif »,
La semaine juridique édition générale, n°1, 2 janvier 2002, 2, 10003, pp 1-10.
74- LOCHAK Danièle, « Droits et libertés des étrangers – Liberté individuelle »,
JurisClasseur Droit international, LexisNexis, Fasc. 524-60, date du fascicule : 5 Juillet 2011,
date de la dernière mise à jour : 5 Juillet 2011, pp 1-38.
75- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Droits et libertés des étrangers- Principes généraux »,
JurisClasseur Droit international, Fasc. 524-50, date du fascicule : 5 Juillet 2011, date de la
dernière mise à jour : 5 Juillet 2011, pp 1-27.
76- LUPPI Philippe, « L'unité du pouvoir réglementaire du Premier ministre et son
caractère ab initio », A.J.D.A, 2007, p 1643-1646.
77- MADEC Jean-Yves, « Permis de conduire à points: Un contentieux enfin majeur »,
A.J.D.A, 2011, p 2043-2046.
78- MALLOL Francis, « Les nouveaux pouvoirs et devoirs du juge administratif
statuant en urgence : La fin de la jurisprudence Amoros », L.P.A, n°55, du 19 mars 2001,
pp 8-12.
79- MARKUS Jean-Paul, « Régimes législatifs de répartition des compétences »,
Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, juillet 2015, pp 1-61.
80- MARTIN Jean-Christophe, « Le contentieux administratif de l’exécution des peines
d’interdiction judicaire du territoire française », R.D.P, n°5, 2006, p 1205.
81- MAYAUD Yves, « Terrorisme- prévention », Répertoire de droit pénal et procédure
pénale, Dalloz, février 2020, pp 1-162.
82- MELLERAY Fabrice, « Recours pour excès de pouvoir : moyens d'annulation »,
Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, janvier 2007, actualisation janvier 2019, pp 1-
21.
83- MOREAU Jacques, «Inexistence », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,
avril 2002, mise à jour mars 2013, pp 1-13.
84- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Voie de fait », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz,
septembre 2016 (actualisation mars 2018), pp 1-13.
85- MZOUGHI Chaker, « La constitution tunisienne et la liberté de circulation », Revue
Cahiers de Politique et de Droit, Université Kasdi Merbah, Ourgla, vol 4, n° 7, juin 2012, pp
1-15.
86- OVERNEY Sophie, « le référé de suspension et le pouvoir de régulation du juge »,
A.J.D.A, 2001, pp 714-726.
87- PÉANO Didier, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité externe »,
JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 1150, Date du fascicule: 27 novembre 2006,
pp 1-48.
88- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Recours pour excès de pouvoir : Contrôle de la légalité interne »,
JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 1152, date du fascicule : 27 novembre 2006, date de
la dernière mise à jour : 6 juillet 2009, pp 1-59.
89- PICARD Étienne, « Droit international: compétence du juge administratif », du
contentieux administratif, Dalloz, février 2008, actualisation octobre 2013, pp 1-65.

- 695 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

90- PLATON Sébastien, « Régimes d’exception», JurisClasseur Administratif, LexisNexis,


Fasc. 90, date du fascicule: 9 Août 2012, date de la dernière mise à jour: 4 avril 2018, pp 1-
36.
91- POULET-GIBOTLECLERC Nadine, « La suspension administrative du permis de
conduire », R.F.D.A, n° 08, 1992, pp 112-122.
92- POULY Christophe, « Étranger : contentieux de l’obligation de quitter le territoire
française », Répertoire de contentieux administratif, Dalloz, juin 2019, pp 1-80.
93- PRADA-BORDENAVE Emmanuelle, Conclusions sur C.E, Sec, 23 novembre 2001,
Aberbri, R.F.D.A, 2002, p 335-340.
94- QUIOT Gérard, BÉAL Antoine, « Voie de fait », JurissClasseur Administratif,
LexisNexis, Fasc. n° 1051, date de fascicule 1 juillet 2012, date de la dernière mise à jour 11
juillet 2019, pp 1-54.
95- REBERT Didier, « Extradition », Répertoire de droit international, Dalloz, janvier 2009
(actualisation mars 2020), pp 1-70.
96- RICHER Laurent, « Les droits fondamentaux : une nouvelle catégorie », A.J.D.A, n°
spécial, juillet-août 1998, pp 1-11.
97- ROCARD Michel, « Normes de valeur constitutionnelle et degré de protection des
droits fondamentaux », R.F.D.A, 1990, pp 317-337.
98- SAAS Claire, « Interdiction judicaire du territoire française », Répertoire de droit
pénal et procédure pénale, Dalloz, novembre 2015, pp 1-50.
99- SAGNIER Pierre-Yves, « Le maintien en rétention du demandeur d’asile : le
dualisme juridictionnel à l’éprouve des décisions administratives privatives de libertés »,
L.P.A, Gazette du Palais, n° 12, du 16 janvier 2020, pp 7-16.
100- SCHMITZ Julia, « Le juge du référé-liberté à la croisée des contentieux de
l’urgence et du fond », R.F.D.A, n°3, mai-juin 2014, pp 502-511.
101- SCHWARTZ Rémy, « Le juge français des référés administratif », Revue du
Conseil d’État, n°04, 2003, pp 69-82.
102- SEILLER Bertrand, « La voie de fait, en voie de disparition de fait ? », Revue
juridique de l’économie publique, n° 712, octobre 2013, comm 38, pp 1-9.
103- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Acte administratif: Régime », Répertoire de contentieux
administratif, Dalloz, octobre 2015, actualisation mai 2018, pp 1-154.
104- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Acte administratif: Identification », Répertoire de
contentieux administratif, Dalloz, octobre 2015, actualisation avril 2019, pp 1-122.
105- SERRANDE Pierre, « Le contrôle juridictionnel du pouvoir discrétionnaire de
l’administration à travers la jurisprudence récent », R.D.P, n°128- 2012,4, juillet – août,
pp 901-923.
106- SESTIER Jean-François, « La pratique de référé : la perception par le barreau »,
R.F.D.A, 2007, pp 80-86.
107- SOULLEZ Christophe, «Forces de police : Définition et missions », JursiClasseur
Administratif, LexisNexis, Fasc. 201, date du fascicul 1er août 2019, n° 98, pp 1-55.
108- TAURE Bertrand, « Juge administratif des référé statuant en urgence- Référé-
liberté », JurisClasseur Justice administrative, LexisNexis, Fasc.51, date du fascicule : 15
octobre 2016, pp 1-28.
109-TCHEN Vincent, « Police administrative : Théorie générale », JurisClasseur
Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 200, date du fascicule 20 janvier 2013, date de la dernière
mise à jour : 8 Juillet 2018, pp 1-103.
110- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Compétence en matière de droits fondamentaux des
personnes », JurisClasseur Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 1054, date du fascicule : 21
octobre 2013, pp 1-49.

- 696 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

111- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Édiction de l'acte administratif: Auteurs. Forme. Procédure »,


JurisClasseur Administratif, LexisNixis, Fasc. n° 107-20, date du fascicule : 10 Juillet 2016,
date de la dernière mise à jour : 1er Janvier 2019, pp 1-53.
112-‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Étrangers :Expulsion- Interdiction judicaire du territoire »,
JurissClasseur Administratif, LexisNixis, Fasc. 233.66, date de fascicule 9 février 2017, mise
à jour 1er janvier 2019, pp 1-56.
113- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Étrangers : Entrée en France-Régime général », JurisClasseur
Administratif, LexisNixis, Fasc. 233.54, date du fascicule 1er novembre 2017, mis à jour 11
juillet 2019, pp 1-67.
114- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Étrangers-Entrée en France-Contrôle aux frontières »,
JurisClasseur Administratif, LexisNixis, Fasc. 233-58, date du fascicule 9 novembre 2017, pp
1-36.
115- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Étrangers: Obligation de quitter le territoire-Réadmission »,
JurissClasseur Administratif, LexisNixis, Fasc. 233.65, date du fascicule 7 février 2020, pp 1-
96.
116- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Exécution des mesures de départ forcé », JurissClasseur
Administratif, LexisNexis, Fasc. n° 223-67, date du fascicule : 7 février 2020, pp 1-81.
117- TESTARD Henry-Michel, « Sanctions administratives », JurisClasseur Administratif,
LexisNexis, Fasc. n° 108-40, date du fascicule 29 octobre 2019, pp 1-71.
118- TOUVET Laurent, Conclusion sur C.E, 19 janvier 2001, Confédération national des
radios libres, R.F.D.A, 2001, p 378-388.
119- TRAORÉ Seydou, « Permis de conduire », JurisClasseur Administratif, LexisNexis,
Fasc. n° 207, date du fascicule : 21 Octobre 2011, date de la dernière mise à jour : 8 Juillet
2018, pp 1-81.
120- TREMEAU Jérôme, « Le référé-liberté, instrument de protection du droit de
propriété », A.J.D.A, 2003, pp 653-658.
121- TUKOV Christophe, « Le référé-liberté administratif, élément structurant de la
modification de la répartition des compétences entre les deux ordres de juridiction »,
Procédures, n° 10, octobre 2016, étude 9, pp 1-12.
122- TURPIN Dominique, « Titres de séjour », Répertoire de droit international, Dalloz,
août 2004, actualisation mars 2019, pp 1-77.
123- ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « Reconduite à la frontière », Répertoire de droit international,
Dalloz, janvier 2005 (actualisation décembre 2019), pp 1-76.
124- VALLÉE Laurent, Conclusions sur C.E, 29 novembre 2002, Communauté
d’agglomération de Saint-Etienne Métropole, A.J.D.A, 2002, pp 278-279.
125- VANDERMEEREN Roland, « La réforme des procédures d’urgence devant le juge
administratif », A.J.D.A, 2000, pp 706-721.
126- VAITER-ROMAIN Nathalie, « Le visa délivré par les autorités consulaires », Droit
Administratif, n° 4, Avril 2011, étude 8, pp 1-19.
127- VERPEAUX Michel, « Gens du voyage : abrogation immédiate mais partielle de la
loi du 3 janvier 1969 », Commentaire sur Cons. const, 5 oct 2012, n° 2012-279 Q.P.C, Jean-
Claude P, La Semaine Juridique Administrations et Collectivités territoriales, n° 47, 26
novembre 2012, 2375, pp 1-12.
128- WACHSMANN Patrick, « L’atteinte grave à une liberté fondamentale », R.F.D.A,
janvier 2007, pp 58-63.
129- WALINE Marcel, « Étendue et limites du contrôle du juge administratif sur les
actes de l'administration », E.D.C.E, n° 10, 1956, pp 25-33.
130- WOEHRLING Jean-Marie « Le contrôle juridictionnel du pouvoir discrétionnaire
en France », La Revue administrative, n° spécial 7, 1999, pp 75-97.

- 697 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

131- YEZNIKIAN Olivier, « Tribunal administratif », Répertoire de contentieux


administratif, Dalloz, janvier 2006 (actualisation janvier 2018), pp 1-116.
132- ZAVOLI Philippe, « État de siège », de droit pénal et de procédure pénale, Dalloz, juin
2014, pp 1-10.
133- ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬, « État d’urgence », Répertoire de droit pénal et de procédure
pénale, Dalloz, juin 2018, pp 1-21.
134- ZEGHBIB Hocine, « Etrangers et nationaux : quel accès à la liberté d’aller et
venir », La lettre juridique, Droit des étrangers, Lexbase, n°672, du 13 octobre 2016, pp 1-10.

IV – COMMUNICATIONS «Actes de colloques » :


1- BAULON Marie-Anne, « Le renforcement de l’intervention du juge judiciaire : les
règles procédurales applicables », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation
irrégulière sur le territoire national, organisé par la Cour de cassation le 12 novembre 2016,
Le droit et les étrangers en situation irrégulière, ouvrage coordonné par Stéphanie
GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, pp 37-50
2- HONORAT Edmond, « Le renforcement du contrôle du juge administratif : le regard
d’un conseiller d’État », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière
sur le territoire national, organisé par la Cour de cassation le 12 novembre 2016, Le droit et
les étrangers en situation irrégulière, ouvrage coordonné par Stéphanie GARGOULLAUD, la
documentation française, Paris, 2017, pp 67-79.
3- ODENT Bruno, « Le renforcement du contrôle du juge administratif: le regard d’un
avocat », colloque intitulé : Le droit et les étrangers en situation irrégulière sur le territoire
national, organisé par la Cour de cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en
situation irrégulière, ouvrage coordonné par Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation
française, Paris, 2017, pp 81-92.
4- SAUVÉ Jean-Marc, « Introduction à l'occasion de la première édition des entretiens
du contentieux », Les Entretiens du contentieux du Conseil d'État, Le juge administratif et les
droits fondamentaux, colloque organisé par la section du contentieux et la section du rapport
et des études du Conseil d’État, en partenariat avec l’ordre des avocats au Conseil d’État et à
la Cour de cassation et en association avec l’AJDA, le vendredi 4 novembre 2016, pp 1-11.
5- SPINOSI Patrice, « Le renforcement du contrôle du juge des libertés et de la
détention : l’incidence de l’article 66 de la Constitution », colloque intitulé : Le droit et les
étrangers en situation irrégulière sur le territoire national, organisé par la Cour de cassation le
12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation irrégulière, ouvrage coordonné par
Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, pp 19-35.
6- VON COESTER Suzanne, GARGOULLAUD Stéphanie, « L’articulation des
contentieux commentaire à deux voix de la loi du 7 mars 2016 », colloque intitulé : Le
droit et les étrangers en situation irrégulière sur le territoire national, organisé par la Cour de
cassation le 12 novembre 2016, Le droit et les étrangers en situation irrégulière, ouvrage
coordonné par Stéphanie GARGOULLAUD, la documentation française, Paris, 2017, pp 93-
111.

V - TEXTES JURIDIQUES :
1- Constitution du 4 octobre 1958, JORF n° 0238, du 5 octobre 1958, elle a été modifiée à
vingt-quatre reprises depuis sa publication, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/loda/id/JORFTEXT000000571356/2019-07-01/
2- Constitution de la République algérienne démocratique et populaire, JORA n° 64, du
10 septembre 1963.

- 698 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

3- Loi constitutionnelle n° 2008-724, du 23 juillet 2008, de modernisation des institutions de


la Ve République, JORF n° 0171, du 24 juillet 2008.
4- Loi organique n° 2009-1523, du 10 décembre 2009, relative à l'application de l'article 61-
1 de la Constitution, JORF n° 0287, du 11 décembre 2009.
5-Loi n° 55-385, du 3 avril 1955, instituant un état d'urgence et en déclarant l'application en
Algérie, JORF n° 0085, du 7 avril 1955, modifiée par l’Ordonnance n°60-372, modifiant
certaines dispositions de la loi n° 55-385 du 3 avril 1955 instituant un état d'urgence, JORF
n°0092, du 17 avril 1960, modifiée par la loi n° 2011-525, de simplification et d'amélioration
de la qualité du droit, JORF n° 0115, du 18 mai 2011, modifiée par la loi n° 2015-1501,
prorogeant l'application de la loi n° 55-385 du 3 avril 1955 relative à l'état d'urgence et
renforçant l'efficacité de ses dispositions, JORF n° 0270, du 21 novembre 2015, modifiée par
la loi n° 2016-987, prorogeant l'application de la loi n° 55-385 du 3 avril 1955 relative à l'état
d'urgence et portant mesures de renforcement de la lutte antiterroriste, JORF n° 0169, du 22
juillet 2016.
6- Loi n° 79-587 du 11 juillet 1979, relative à la motivation des actes administratifs et à
l'amélioration des relations entre l'administration et le public, JORF n° 33, du 30 septembre
1979, modifiée et complétée. (Abrogé).
7- Loi n°96-142, du 21 février 1996, relative à la partie législative du code général des
collectivités territoriales, JORF n° 47, du 24 février 1996, modifiée et complétée, disponible
sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr/codes/texte_lc/LEGITEXT000006070633/.
8- Loi n° 2000-597, du 30 juin 2000, relative au référé devant les juridictions administratives,
JORF n°151, du 1 juillet 2000.
9- Loi n° 2010-1192, du 11 octobre 2010, interdisant la dissimulation du visage dans l'espace
public, JORF n° 0237, du 12 octobre 2010.
10- Loi n° 2011-525, du 17 mai 2011, de simplification et d'amélioration de la qualité du
droit, JORF n° 0115, du 18 mai 2011.
11- Loi n° 2014-1353, du 13 novembre 2014, renforçant les dispositions relatives à la lutte
contre le terrorisme, JORF n° 0263, du 14 novembre 2014.
12- Ordonnance n° 2015-1341, du 23 octobre 2015, relative aux dispositions législatives du
code des relations entre le public et l'administration, JORF n° 0248, du 25 octobre 2015.
13- Loi n° 2015-1501, du 20 novembre 2015, prorogeant l'application de la loi n° 55-385 du 3
avril 1955 relative à l'état d'urgence et renforçant l'efficacité de ses dispositions, JORF n°
0270, du 21 novembre 2015.
14- Loi n° 2016-731, du 3 juin 2016, renforçant la lutte contre le crime organisé, le terrorisme
et leur financement, et améliorant l'efficacité et les garanties de la procédure pénale, JORF n°
129, du 4 juin 2016.
15- Loi n°2016-987, du 21 juillet 2016, prorogeant l'application de la loi n° 55-385 du 3 avril
1955 relative à l'état d'urgence et portant mesures de renforcement de la lutte antiterroriste,
JORF n° 0169, du 22 juillet 2016.
16- Loi n° 2017-86, du 27 janvier 2017, relative à l'égalité et à la citoyenneté, JORF n° 0024,
du 28 janvier 2017.
17- Loi n° 2017-1510, du 30 octobre 2017, renforçant la sécurité intérieure et la lutte contre le
terrorisme, JORF n° 0255, du 31 octobre 2017.
18- Loi n° 2018-727, du 10 août 2018, pour un Etat au service d'une société de confiance,
JORF n° 0184, du 11 août 2018.
19- Loi n° 2020-290, du 23 mars 2020, d'urgence pour faire face à l'épidémie de covid-19,
JORF n° 0072, du 24 mars 2020.
20- Ordonnance n° 2020-1733, du 16 décembre 2020, portant partie législative du code de
l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile, JORF n°0315, du 30 décembre 2020.

- 699 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

21- Décret n°94-1103, du 19 décembre 1994, portant publication du deuxième avenant à


l'accord du 27 décembre 1968 entre le Gouvernement de la République française et le
Gouvernement de la République algérienne démocratique et populaire, relatif à la circulation,
à l'emploi et au séjour en France des ressortissants algériens et de leurs familles et à son
protocole annexe, signé à Alger le 28 septembre 1994, JORF n° 0294, du 20 décembre 1994.
22- Décret n°2000-388, du 4 mai 2000, relatif à la partie Réglementaire du code de justice
administrative, JORF n°0107, du 7 mai 2000, modifié et complété, disponible sur le site :
https://www.legifrance.gouv.fr/
23- Décret n°2010-164, du 22 février 2010, relatif aux compétences et au fonctionnement des
juridictions administratives, JORF n°0045, du 23 février 2010.
24- Décret n°2015-26, du 14 janvier 2015, relatif à l'interdiction de sortie du territoire des
ressortissants français projetant de participer à des activités terroristes à l'étranger, JORF
n°0012, du 15 janvier 2015.
25- Décret n°2015-169, du 14 février 2015, relatif à la compétence territoriale des tribunaux
administratifs pour connaître des décisions ministérielles en matière de police administrative
et de prévention du terrorisme, JORF n° 0039, du 15 février 2015.
26- Décret n° 2016-1483, du 2 novembre 2016, relatif à l'autorisation de sortie du territoire
d'un mineur non accompagné par un titulaire de l'autorité parentale, JORF n° 0257, du 4
novembre 2016.
27- Décret n° 2020-260, du 16 mars 2020, portant réglementation des déplacements dans le
cadre de la lutte contre la propagation du virus covid-19, JORF n° 0069, du 20 mars 2020.
28- Décret n° 2020-293, du 23 mars 2020, prescrivant les mesures générales nécessaires pour
faire face à l'épidémie de covid-19 dans le cadre de l'état d'urgence sanitaire, JORF n° 0072,
du 24 mars 2020.
29- Décret n°2020-1734, du 16 décembre 2020, portant partie réglementaire du code de
l'entrée et du séjour des étrangers et du droit d'asile, JORF n°0315, du 30 décembre 2020.
30- Règlement (UE) 2016/399, du Parlement européen et du Conseil du 9 mars 2016,
concernant un code de l’Union relatif au régime de franchissement des frontières par les
personnes (code frontières Schengen), JOUE, n° 77/1, du 23 mars 2016.
31- Arrêté du 14 mars 2020, portant diverses mesures relatives à la lutte contre la
propagation du virus Covid-19, JORF n° 0064, du 15 mars 2020.
32- Instruction du Gouvernement mesure administrative d'opposition à la sortie du territoire
d'un mineur sans titulaire de l'autorité parentale, du 5 mai 2014.
33- Circulaire NOR/INTD1638914C, relative aux conditions de sortie du territoire national
des mineurs, du 29 décembre 2016.

VI - DECISIONS JURIDICTIONNELLES :
1- C.E, 28 juin 1907, Monod, Rec. C.E, p 616.
2- C.E, 4 avril 1914, Gomel, G.A.J.A, n° 28, p 167.
3- C.E, 14 janvier 1916, Camino, G.A.J.A, op.cit, p 178, concl Corneille, note Jèze.
4- C.E, 30 mars 1916, Compagnie général d’éclairage de Bordeaux, G.A.J.A, n°30, p 183.
5- C.E, 28 juin1918, Heyriès, G.A.J.A, n°31, p 192.
6- C.E, 5 juillet 1919, Fighiera, Rec. C.E, p 605.
7- C.E, 8 août 1919, Labonne, G.A.J.A, 2013, n°35, p 219.
8- C.E, 18 mars 1921, Gaubert, Rec. C.E, p 328.
9- C.E, 13 mai 1927, Carrier, Rec. C.E 1927, p 538 ; D, 1928, 3, p 9.
10- C.E, 19 mai 1933, Benjamin, G.A.J.A, n° 44, p 280.
11- C.E, 29 janvier 1937, Publication Zed, Rec. C.E, p 131.
12- T.C, 4 juin 1940, Schneider, Rec. C.E, p 243.
- 700 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

13- C.E, 6 août 1941, Buguburu, A.J.D.A, 1942, p 24.


14- C.E, Sect, 5 mai 1944, Damm Veuve Trompier-Gravier, G.A.J.A, op.cit, n° 53, p 344.
15- T.C, 11 février 1947, Perrin, D, 1947, p 134.
16- C.E ,18 avril 1947, Jarrigion, S, 1948.3, p 33.
17- C.E, 11 juillet 1947, Marland, Rec. C.E, p 309.
18- C.E, Ass, 16 avril 1948, Laugier, Rec. C.E, p 161 ; S, 1948.3, p 36.
19- C.E, 16 mars 1949, Boimond, Rec.C.E, p 128.
20- C.E, 17 mars 1949, Époux Léonard, Rec. C.E, p 592.
21- C.E, 30 juillet 1949, Dam Depalle, D, 1950, p 109.
22- C.E, 18 novembre 1949, Carlier, R.D.P, 1950, p 181.
23- C.E, sect, 26 mai 1950, Dirat, Rec. C.E, p 322.
24- T.C, 18 avril 1952, dame de la Murettre, R.D.P, 1952, p 757.
25- C.E, 13 juin 1952, Meyer, Rec.C.E, p 312.
26- C.E, 17 octobre 1952, Syndicat climatique de Briançon, Rec. C.E, p 445.
27- C.E, 21 novembre 1952, Marcon, Rec.C.E, p 524.
28- C.E, 12 juin 1953, Dame Savitch-Ritchgorsky, Rec.C.E, p 281.
29- C.E ,6 janvier 1954, Augeras, Rec. C.E, p 48.
30- C.E, sect, 1er octobre 1954, Dama Bonnetblanc, Rec. C.E, p 491.
31- C.E, 19 novembre 1954, Greffe, Rec. C.E, p119.
32- C.E 10 février 1956, Torame, Rec. C.E, p 733.
33- C.E, 11 mai 1956, Sté Français des transports Gondrand frères, Rec. C.E, p 202.
34- C.E, 22 février 1957, Sté cooperative de reconstruction de Rouen, Rec. C.E, p 126.
35- C.E, 5 avril 1957, Cne de Abymes, A.J.D.A, 1957, p 290.
36- C.E, sect, 5 avril 1957, Syndicat des sylviculteurs du Sud-Ouest, Rec. C.E, p 239.
37- C.E, Ass, 31 mai 1957, Rosan Girard, Rec. C.E, p 355, conclusion Gazier.
38- C.E, 14 février 1958, Abisset, Rec. C.E, 1958, p 58.
39- C.E, sect, 10 avril 1959, Syndicat national des speakers de la radiodiffusion française,
Rec. C.E, p 231.
40- C.E, 13 mai 1959, Pieux, Rec. C.E, p 299.
41- C.E, 30 juin 1959, Grange, Rec. C.E, p 85.
42- C.E, 18 décembre 1959, Les Films Lutétia, S, 1960, 3, p 99.
43- C.E 15 février 1961, Hôpital-hospice de Bayeux, Rec. C.E, p. 126.
44- C.E, 30 juin 1961, Groupement de défense des riverains de la route de l'intérieur, D, 1961,
p 663.
45- C.E, sect., 23 mars 1962, Revers, Rec. C.E, p 202.
46- C.E, 22 avril 1966, Touchou, R.D.P, 1966, p 594.
47- C.E, 22 avril 1965, Ministre de l’Intérieur c/ Mony, La Revue administrative, 19ème
Année, n° 111 (mai-juin 1966), p 277.
48- C.E 23 avril 1965, dame Vve Ducroux, R.D.P, 1965, p 1188.
49- C.E, 13 juillet 1965, Magne de la Croix, Rec.C.E, p 461.
50- C.E, 13 juillet 1966, Guigon, Rec. C.E, p 476 ; D.1966, p 669.
51- T.C, 27 juin 1966, Guigon c/ Min. des Armées, Rec. C.E, p 830, A.J.D.A, 1966, p 547.
52- C.S Cham. Adm, 20 janvier 1967, CCRMA c/Ministre de l’agriculture et de la réforme
agraire, R.A.J.A, BOUCHAHDA Hamid et KHELLOUFI Rachid, O.P.U, 1985, p 18.
53- C.E, 15 mars 1968, Syndicat national des automobilistes.
54- C.E, 2 octobre 1970, Gaillard, Rec. C.E, p 553.
55- C.E, Ass, 27 novembre1970, épx Junchat, Rec. C.E, p 706.
56- C.E, 5 mai 1971, préfet de Paris et Min. Intérieur c/Syndicat chrétien de la préfecture de la
Seine, A.J.D.A, 1972, p 302.

- 701 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

57- C.E, 19 novembre.1971, Min. Santé publique et population c/delle Bruguière, Rec. C.E, p
691.
58- C.E, 26 octobre1973, Grassin, A.J.D.A, 1974, p 36.
59- C.E, Ass, 2 novembre 1973, Société Anonyme « Librairie François Maspero », Rec.C.E,
p 611.
60- C.E, Ass, 3 février 1975, Ministre de l’Intérieur c/ Pardov, Rec.C.E, p 83.
61- C.E, 19 février 1975, Fouéré, D, 1975, p 435.
62- C.E, Ass, 7 mars 1975, Association des amis de l’Abbaye de Fontevraud, A.J.D.A, 1976,
p 208.
63- C.E, 15 octobre 1975, Rodier, Rec. C.E, p 1230.
64- C.E, 12 novembre 1975, Placé dit Alexander, Rec. C.E, p 567.
65- C.E, Ass, 18 juin 1976, Moussa Konta, A.J.D.A, 1976, p 582.
66- C.E, 28 janvier 1977, Ministre de l’économie et finances c/Sté Heurtey, A.J.D.A, 1977, p
394.
67- C.E, 10 mars 1978, Secr d’État aux universités c/ Dame Aubin, Rec. C.E, p 918.
68- C.E, 7 juill. 1978, Comité d'étude et de vigilance des artisans, petits industriels et
commerçants, D, 1979, p 187.
69- Cour d’Alger (ch.adm), 27 janvier 1982, ministre de la justice c/ M’snoua M’hamed,
R.A.S.J, n°, 1984, p 491.
70- C.E 24 juillet 1981, Belasri, A.J.D.A, 1981, p 464.
71- C.E, Ass, 15 mai 1982, Maurice, A.J.D.A, 1982, p 86.
72- C.E, sect, 11 juin 1982, Rezzouk, A.J.D.A 1982, p 599.
73- C.E, 30 juin 1982, Malley, Rec. C.E, p 504.
74- C.E, 5 octobre 1983, Sté de transports en commun de l'agglomération de Bayonne, Rec.
C.E, p 395.
75- C.E, 18 mai 1983, Félix Rodes, A.J.D.A, 1984, p 44.
76- Cour de Constantine (Ch. Adm), ordonnance du 30 novembre 1983, affaire n° 1374/83,
Ch. M. c/ Ministre de l’Intérieur, (non publié).
77- C.E, 27 janvier 1984, Eksir et autres, Rec. C.E, p 30.
78- C.E, 5 juin 1984, Chéron, Rec. C.E, p 515.
79- Cass 1er Civ, 28 novembre 1984, (3 arrêts), n° 83-16.552, n°83-14.064, Bonnet, Buisson,
Lisztman, R.F.D.A, 1985, p 761.
80- Cass 1er civ, 28 novembre 1984, Jean Bonnet, R.F.D.A, 1985, p 760.
81- Crim, 25 avril 1985, n° 85-91.324, D, 1985, p 329.
82- C.E, 25 juillet 1985, n° 68751, Dagostini, Rec. C.E, 1985, p 226.
83- C.E, 13 novembre 1985, barrutiabengoa Zabarte, Rec.C.E, p 321.
84- C.E, 10 janvier 1986, Fédération national des travailleurs de l’État CGT, n°62161, Rec.
C.E, n°1,1987.
85- C.E, 28 février 1986, Corep des Landes, A.J.D.A, 1986, p 326.
86- C.E, 28 février 1986, Ngako Jeuga, Rec. C.E, p 49.
87- C.E, 9 avril 1986, deux espèces, Rego de Sebes, A.J.D.A, 1986, p 500.
88- T.C, 9 juin 1986, Eucat, R.D.P, 1987, p 1079.
89- T.C, 12 janvier 1987, Grivivetz, A.J.D.A, 1987, p 425.
90- C.E, Ass, 8 avril 1987, Ministre de l’Intérieur et de la décentralisation c/ M. Peltier,
R.F.D.A, 1987, p 608.
91- C.E 11 décembre 1987, Min. Intérieur c/ Stasi, Rec. C.E, p 410.
92- C.E, 13 janvier 1988, req n° 65856, A.J.D.A, 1988, p 225.
93- C.E, 3ème et 5ème sous-sections réunies, 4 mai 1988, Plante, R.F.D.A, 1988.
94- C.E, 4 mai 1988, SSR, n° 60590.

- 702 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

95- C.E, 6 mai 1988, Abdul, Rec. CE, p 182.


96- C.E, 9 mai 1990, Cne de Laveur c/ Lozar, Rec. C.E, p 115.
97- C.E, 25 mai 1990, n°99216, Ganneau.
98- C.E, 28 septembre 1990, préfet Corrèze, Rec. C.E, 1990, p 777.
99- C.E, 19 novembre 1990, R. Rec. C.E, 1990, p 939.
100- C.E, 7 décembre 1990, K. : Juris-Data n° 1990-047485.
101- C.E, 15 février 1991, n°96046.
102- C.E, 22 février 1991, Commune de Bagnères de Luchon c. Loquet, req. n° 90381.
103- C.E, 11 octobre 1991, Préfet Doubs c/ Aslandogna, req n° 125404.
104- C.E, 29 novembre 1991, Préfet Aisne c/ Strzyzowski, req n° 126277.
105- C.E 18 décembre 1991, Min. Coopération et Développement c/ Jelmoni, Rec. C.E, p.
453.
106- C.E, 22 mai 1992, GISTI, R.F.D.A, 1993, p 567.
107- C.E, 19 juin 1992, R.F.D.A, 1992, p 774.
108- CE, sect, 30 octobre 1992, Ministre d’État ministre des Affaires étrangères c/
Association de sauvegarde de site Alma-champ-de-Mars, A.J.D.A, 1992, p 821.
109- T.C, 20 juin 1994, Madaciet Youbi, Rec. C.E, p 602.
110- C.E, Sect, 7 octobre 1994, Ville de Narbonne c/Mme Arditi, R.F.D.A, 1995, p 1092.
111- C.E, 7 octobre 1994, Ministre. Intérieur c/M. Charles, Rec. C.E, p 429.
112- T.A, Lille, 25 octobre 1994, Magri, Rec. C.E, p 94.
113- C.E, 21 déc. 1994, Association sportive de Mazargues, Rec. C.E, p. 576.
114- C.E, 18 octobre 1995, n° 117754, Droit administratif, 1995, p 764.
115- C.E, avis, 10 juin 1996, préfet de la côte d’Or et autres, R.F.D.A, 1997, p 83.
116- C.E, 30 septembre 1996, n°157424, Rec C.E.
117- CE, 13 janvier 1997, n° 176410, préfet des Yvelines c/ Ayed, JurisData n° 1997-050110.
118- C.E, 13 juin 1997, Pourbagher, R.F.D.A, 1998, p 358.
119-C.E 3 septembre 1997, Syndicat national négoce indépendant des produits sidérurgiques,
req n° 156599, Rec. CE, p 644.
120- C.E, 8 septembre 1997, Sahin, Rec. C.E, n°196690.
121- C.E, 8 décembre 1997, Commune d’Arcueil, Rec. CE, p 482.
122- T.C, 12 mai 1997, Préfet de police de Paris c/ Ben Salem et Taznaret, D, 1997, p 567.
123- C.A.A, Lyon, 19 février 1998, Omer Kilic, req n° 97LY01076.
124- C.E, 27 avril 1998, Benchabanne, req n° 165419, Rec. C.E, p 691.
125- T.C, 22 juin 1998, Préfet de la Guadaloupe, J.C.P, 1998, 2, 10169.
126-T.C, 23 octobre 2000, req n° 3227, M. Boussadar c/ Min. des Affaires étrangères,
A.J.D.A, 2001, p 145.
127- C.E, Sect, 20 décembre 2000, n°206745, M. Outah, A.J.D.A, 2001, p 149.
128- C.E, ord, 9 janvier 2001, Deperthes, Rec. C.E, p 1 ; A.J.D.A, 2001, p 155.
129- C.E, ord, 9 janvier 2001, M. David Lus, Rec C.E, p1.
130- C.E, ord, 12 janvier 2001, Mme Hyacinthe, Rec. C.E, p 12.
131- C.E, 18 janvier 2001, Commune Venelles (Bouches-du-Rhône), R.F.D.A, 2001, p 378.
132- C.E, 1er février 2001, Mme Combert et autres, Rec. C.E, p 855.
133- C.E, 24 février 2001, Union national des footballeurs professionnels et autres, Rec. C.E,
2001, p 934.
134- C.E, ord, 24 février 2001, Tibéri, R.F.D.A, 2001, p 629.
135- C.E, 28 février 2001, Union syndicale groupe des Dix, R.F.D.A, 2002, p 288.
136- C.E, ord, 28 février 2001, Casanovas, R.F.D.A, 2001, p 399.
137- C.E, ord, 27 mars 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Djalout, J.C.P, 2002,11.10003.
138- C.E, ord, 2 avril 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Marcel, Rec. C.E, p 167.
- 703 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

139- C.E, ord, 10 avril 2001, Snudi-Fo du Maire et Loire, R.F.D.A, 2002, p 267.
140- C.E, ord, 10 avril 2001, Merzouk, Rec. C.E, p 925
141- C.E, 26 avril 2001, Fondation Tenval, R.F.D.A, 2001, p 770.
142- C.E, sect, 16 mai 2001, Épx Dufaut, D, 2001, p 2223.
143- C.E.D.H, 22 mai 2001, Baumann c/ France, requête n° 33592/96, R.D.P, 2002, p 706.
144- T.A, Marseille, 22 juillet 2001, Saddouki, A.J.D.A, 2002, p 1053.
145- C.E, 28 septembre 2001, Fvoit, Rec. C.E, p 436.
146- C.E, ord, 11 octobre 2001, Troubiza Tabibou, n° 238917, D, 2002, 1446.
147- C.E, Sec, 30 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Tliba, R.F.D.A, 2002, p 324.
148- C.E, 15 octobre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Hammani, n°238934, Rec. C.E, 2001, p
466.
149- C.E, 29 octobre 2001, n° 226802, préfet Territoire de Belfort c/ Ndiaye.
150- C.E, ord, 8 novembre 2001, Kaigisiz, Rec. C.E, p 545.
151- C.E, ord, 12 novembre 2001, Rec. C.E, p 1132.
152- C.E, 12 novembre 2001, Ministre de l’Intérieur c/ Zhar, Rec. C.E, p 988.
153- T.C, 19 novembre 2001, Mlle Mohamed c/ Min. Intérieur, A.J.D.A, 2002, p 234.
154- C.E, 3 décembre 2001, n° 234018, Ngbanda.
155- C.E, 28 décembre 2001, n° 231671, préfet de police c/ Hussen.
156- C.E, 24 janvier 2002, Commune de Beaulieu-sur-Mer, Rec. C.E, p 867.
157- C.E, 13 février 2002, Syndicat national Force ouvrière des personnels de préfecture,
R.F.D.A, 2002, p 448.
158- C.E, ord, 22 février 2002, Dieng, R.F.D.A, p 1080.
159- C.E, ord, 15 mars 2002, Ministre de l’Intérieure c/ Benkhira, Rec. C.E, p 854.
160- C.E, ord, 3 mai 2002, Association de réinsertion sociale du Limousin, A.J.D.A, 2002, p
818.
161- C.E, 11 juin 2002, Camping d’oc, Rec. C.E, p 933.
162- C.E, ord, 11 juin 2002, Ait Oubba, A.J.D.A, 2002, p 925.
163- C.E, ord, 12 juin 2002, Commune de Fauillet, A.J.D.A, 2002, p 590.
164- C.E, Ord, 16 août 2002, Mme V et L.F, J.C.P, 2002, 2, n° 10184.
165- C.E, ord, 16 août 2002, Mme Feuillatey, Rec. C.E, p 309.
166- T.A, Paris, 9 novembre 2002, Société Brink’s France, A.J.D.A, 2003, p 654.
167-C.E, 27 novembre 2002, n° 238982.
168-C.E, 27 novembre 2002, Mell Zahia, n°126208, D, 2003, p 807.
169-C.E, ord, 29 novembre 2002, Arakibo, R.F.D.A, 2003, p 177.
170-C.E, ord, 4 décembre 2002, Du Couëdic de Keréant, Rec. C.E, p 875.
171-C.E, 30 décembre 2002, Sté Cottage Wood, Rec. C.E, p 867.
172-C.E, 3 janvier 2003, Bena, Rec. C.E, p 928.
173-C.E, 14 février 2003, Mme Fatma Foury, Rec. C.E, p 913.
174- C.E, 19 février 2003, Cave Coopérative Les Remparts.
175-C.E, 26 février 2003, n° 234217, préfet de police c/ Oueslati, JurisData n° 2003-065072.
176-C.E, 19 mars 2003, Ascone,req. n° 235605, A.J.D.A, 2003, p 1055.
177-C.E, 25 mars 2003, Ministre de l’Intérieur c/ M. Rashid et Mme Zurax, Rec. C.E, p 146.
178-C.E, 25 mars 2003, Mme Sulaimanov, A.J.D.A, 2003, p 166.
179-C.E, 11 mars 2003, Mohamed Ben-Sam, Rec. C.E, p 119.
180-C.E, ord, 10 avril 2003, Comité contre la guerre en Irak et autres, Rec. C.E, p 944.
181-C.E, 30 juillet 2003, Sté Laboratoire Legras, Rec. C.E, p 917.
182-C.E, 10 octobre 2003, Meunier, Rec. C.E, p 825.
183-C.E, 17 déc. 2003, Mme A, req. n° 242857, A.J.D.A, 2004, p 996.
184-C.E, 26 décembre 2003, Koulali, Rec. C.E, p 520.

- 704 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

185-C.E, 23 janvier 2004, Koff, Rec. C.E, p 827.


186-C.E, 24 février 2004, M.Fadiga, Rec. C.E, p 924.
187-C.E, ord, 7 avril 2004, Eprux Klicikesen, Rec. C.E, p 820.
188-C.E, ord, 20 avril 2004, Théron et autres, Rec. C.E, p 821.
189-C.E, Ass, 11 mai 2004, Association AC ! et autres, G.A.J.A, commentaire n° 110, p 860.
190-C.E, 7 juin 2004, Dubus, Rec. C.E, p 819.
191-T.A, Nantes, 18 septembre 2004, Garde des sceaux-ministre de la justice, A.J.D.A, 2004,
p 1653.
192-C.E, 4 février 2005, n°270407, Ministre de l’Intérieur c/ Mme Marzieh.
193-C.E, sect, 25 février 2005, Syndicat de la magistrature, A.J.D.A, 2005, p 995.
194-C.E, ord, 18 mars 2005, Drif, Rec. C.E, p 122.
195-C.E, 20 avril 2005, Association « Triangle génération humanitaire », Rec.C.E, p 718.
196-C.E, ord, 26 avril 2005, n° 279842, Said M’Lamali, Rec. C.E, 2005, p 1034.
197-T.C, 23 mai 2005, Haut-commissaire de la République en Polynésie française, A.J.D.A,
2005, p 1151.
198-C.E, 21 octobre 2005, n°269361, Rec. C.E.
199-C.E, 14 novembre 2005, M.Rolin, A.J.D.A, 2006, p 502.
200-C.E, ord, 9 décembre 2005, n° 287777, Allouache, Rec. C.E, 2005, p 562.
201-C.E, Ass, 24 mai 2006, Rolin et Boivert, A.J.D.A, 2006, p 1033.
202-C.E, 20 juillet 2006, M. Emmaneul, n°294741.
203-C.E, ord, 5 janvier 2007, Min. de l’Intérieur c/ Association Solidarité des Français,
A.J.D.A, 2007, p 601.
204-C.E, 10 janvier 2007, Rennou, n°277418, Rec. C.E, 2008.
205-C.E, 22 janvier 2007, n° 289811.
206-C.E, sect, 22 juin 2007, Arfi, Rec. C.E, p 263.
207-C.E, ord, 21 septembre 2007, Ministre de l’Intérieur c/Mlle Marie Stely Mayelu,
A.J.D.A, 2008, p 763.
208-C.E, 19 octobre 2007, M. Hammou et M. Benabdelhak, A.J.D.A, 2007, p 2009.
209-C.E, 28 novembre 2007, Towo Menjadou, Rec. C.E, p 1009.
210-C.E, 2ème et 7ème sous-section réunies, 11 janvier 2008, n° 303726.
211-C.E, 18 février 2008, n°231801.
212-C.E, ord, 4 mars 2008, Mme Ellenita Omokinde, n° 312584.
213-C.E, 29 avril 2009, Ministre de l’Immigration c/ Mme A, n°326143.
214-C.E, 8 juillet 2009, n°322753, JurisData n°2009-075808, J.C.P, 2009, p 2227.
215-C.E, 18 juin 2010, Safta, J.C.P, adm, 2010, Actu p 51.
216-C.E, 19 janvier 2011, Mazroui, req. n° 332635, Rec. C.E, p 429.
217-C.E, Ass, 23 décembre 2011, Danthony, R.F.D.A, 2012, p 284, G.A.J.A, op.cit, n°118, p
965.
218-C.E, 7 mars 2012, M. Ahmad Fatah, A.J.D.A, 2012, p 1304.
219-CE, Ass, 11 avril 2012, GISTI et FAPIL, n° 322326.
220-C.E 22 juin 2012, Groupe d'information et de soutien des travailleurs immigrés, req. n°
352904, Rec.C.E, p 544.
221-C.E 23 juillet 2012, Association générale des producteurs de maïs, req. n° 341726,
A.J.D.A, 2013, p 1733
222-CAA Nantes, 17 janvier 2013, n° 12NT01499.
223-C.E, ord, 23 janvier 2013, Commune de Chirongui, A.J.D.A, 2013, p 788.
224-C.E, 23 janvier 2013, n°365262, A.J.D.A, 2013, p 199.
225-C.E, 1er mars 2013, n° 340859, Sté Roozen France et la SCI des Serres, JurisData n°
2013-003338.
- 705 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

226-T.C, 17 juin 2013, req n° 3911, Bergoend, A.J.D.A, 2013, p 1568.


227-T.C, 17 juin 2013, Bergoend c/ Sté ERDF A nnecy-Léman, A.J.D.A, 2013, p 1568 ;
R.F.D.A, 2013, p 1041.
228-C.E, 8 novembre 2013, Olympique lyonnais, req. n° 373129, A.J.D.A, 2013, p 2472.
229-C.E, 19 novembre 2013, Mme Roussel, req n°353691, A.J.D.A, 2013, p 2345.
230-C.E, 27 novembre 2013, syndicat SUD travail affaires sociales, A.J.D.A, 2013, p 2405.
231-C.E, 25 sept 2013, Sté Rapidépannage 62, A.J.D.A, 2013, p 2506.
232-T.A Nantes, 31 décembre 2013, n° 12247.
233-C.E, ord, 9 janvier 2014, Min de l’Intérieur c/ Sté les Production de la Plume et M.
Dieudonné, A.J.D.A, 2014, p 129.
234-C.E, 12 février 2014, M.B.A c/ Ministre de l’Intérieur, A. J.D.A, 2014, p 373.
235-C.E, 12 mars 2014, n° 350646.
236-C.E, ord, 23 mai 2014, Droit Administratif, 2014, n° 57.
237-C.E, 19 novembre 2014, n° 359223.
238-C.E, ord, 7 mai 2015, Ministre de l’Intérieur c/ Ould Brahim, A.J.D.A, 2015, p 1015.
240-C.E, ord, 18 août 2015, Ministre de l’Intérieur c/ Mme E, A.J.D.A, 2016, p 19.
241-C.E, ord, 22 janvier 2016, M.B, n°396116, Rec. C.E, p 2016.
242-T.A, Nantes, 26 mai 2016, n°1400567, La semaine juridique administrations et
collectivités territoriales, n°10-11, 13 mars 2017, 2076.
243-C.E, 13 juillet 2016, Ministre des Affaires sociales et de la Santé, J.C.P, 2016, p 639.
244-C.E, 26 août 2016, Ligue des droits de l'homme et autres et Association de défense des
droits de l'homme Collectif contre l'islamophobie en France n° 402742 et n° 402777,
A.J.D.A, 2016, p 1599, R.F.D.A, 2016, p 1227.
245-C.E, 28 septembre 2016, n° 390438, JurisData n° 2016-020261.
246-C.E, 28 septembre 2016, n° 390439, JurisData n° 2016-020361.
247-C.A.A Bordeaux, ord, 23 juin 2017, n° 17BX01467.
248-C.E, ord 13 décembre 2017, A.J.D.A, 2017, p 2447.
249-T.C, 12 février 2018, req n° 4110, M. Ndary Gueye c/ Agent judiciaire de l’État,
A.J.D.A, 2018, p 307, obs de Montecler.
250-C.E, 11 avril 2018, Mme A.B c/Ministre de l’Intérieur, A.J.D.A, 23 avril 2018, p 820.
251-Civ, 5 décembre 2018, F.P, n°17-30.978, D, 2018, p 2417.
252-C.E, ord, 22 mars 2020, n° 439674, Syndicat Jeunes Médecins.
253-C.E, ord, 4 avril 2020, n°439816, Gazette du Palais, n°140, du 12 mai 2020, p 38.
254-T.A de Nantes, ord, 24 avril 2020.
255-C.E, ord, 18 mai 2020, L’association « La Quadrature du Net » et la Ligue des droits de
l’homme, n° s 440442 et 4400445.
256-T.A de Strasbourg, ord, du 25 mai 2020, n° 2003058, Simon.
257-C.E, ord du 3 mars 2021, Mme B et autres, n° 449759.
258-C.E, ord, 5 mars 2021, Préfet de l’Hérault c/ M. Hajjah, Rec. C.E, p 1130.
259-C.E, ord, 12 mars 2021, n° 449743 et 448930.
260-C.E, ord, 1er avril 2021, M.B, n° 450956.
261-C.E, ord, 6 mai 2021, Association Société des Habous et Lieux de l’Islam et Fédération
de la Grande Mosquée.
262-C.E, ord, 6 mai 2021, M.A, n°451455 et M.E et autres, n°451940.

VII - DECISIONS DU CONSEIL CONSTITUTIONNEL :


1- C.C, décision n° 76-70, DC du 2 décembre 1976, loi relative au développement de la
prévention des accidents du travail, JORF du 7 décembre 1976.

- 706 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

2- C.C, décision n°79-107, DC, 12 juillet 1979, Loi relative à certains ouvrages reliant les
voies nationales ou départementales, JORF du 13 juillet 1979.
3- C.C, décision n°80-127, DC du 20 janvier 1981, loi renforçant la sécurité et protégeant la
liberté des personnes, JORF n° 0018, du 22 janvier 1981.
4- C.C, décision n° 85-192, DC du 24 juillet 1985, loi portant diverses dispositions d'ordre
social, A.J.D.A, 1985, p 485.
5- C.C, décision n° 86-224, DC du 23 janvier 1987, loi transférant à la juridiction judiciaire
le contentieux des décisions du Conseil de la concurrence, JORF n° 0021, du 25 janvier 1987.
6- C.C, décision n° 88-248, DC du 17 janvier 1989, loi modifiant la loi n° 86-1067 du 30 septembre
1986 relative à la liberté de communication, JORF du 18 janvier 1989.
7- C.C, décision n° 89-261, DC du 28 juillet 1989, loi relative aux conditions de séjour et
d'entrée des étrangers en France, JORF n° 0177, du 1 août 1989.
8- C.C, décision n° 91-294, DC du 25 juillet 1991, loi autorisant l'approbation de la
convention d'application de l'accord de Schengen du 14 juin 1985 entre les gouvernements
des Etats de l'Union économique Benelux, de la République fédérale d'Allemagne et de la
République française relatif à la suppression graduelle des contrôles aux frontières
communes, JORF n° 174, du 27 juillet 1991.
9- C.C, décision n° 93-325, DC du 13 août 1993, loi relative à la maîtrise de l'immigration et
aux conditions d'entrée, d'accueil et de séjour des étrangers en France, JORF n° 190, du 18
août 1993.
10- C.C, décision n° 99-411, DC du 16 juin 1999, loi portant diverses mesures relatives à la
sécurité routière et aux infractions sur les agents des exploitants de réseau de transport public
de voyageurs, JORF n° 140, du 19 juin 1999.
11- C.C, décision n°2003-467, DC du 13 mars 2003, loi pour la sécurité intérieure, JORF n°
66, du 19 mars 2003.
12-C.C, décision n° 2005-532, DC du 19 janvier 2006, loi relative à la lutte contre le
terrorisme et portant dispositions diverses relatives à la sécurité et aux contrôles frontaliers,
JORF n° 20, du 24 janvier 2006.
13- C.C, décision n° 2006-544, DC du 14 décembre 2006, loi de financement de la sécurité
sociale pour 2007, A.J.D.A, 2007, p 1643.
14- C.C, décision n° 2010-13, QPC du 9 juillet 2010, M. Orient O. et autre (Gens du voyage),
JORF n° 0158, du 10 juillet 2010.
15- C.C, décision n° 2010-613, DC du 7 octobre 2010, loi interdisant la dissimulation du
visage dans l'espace public, JORF n° 0237, du 12 octobre 2010.
16- C.C, décision n° 2010-71, QPC du 26 novembre 2010, Mlle Danielle S, (Hospitalisation
sans consentement), JORF n° 0275, du 27 novembre 2010.
17- C.C, décision n° 2011-625, DC du 10 mars 2011, loi d'orientation et de programmation
pour la performance de la sécurité intérieure, JORF n° 0062, du 15 mars 2011.
18- C.C, décision n° 2011-631, DC du 9 juin 2011, loi relative à l'immigration, à l'intégration
et à la nationalité, JORF n° 0139, du 17 juin 2011.
19- C.C, décision n° 2012-279, QPC du 5 octobre 2012, M. Jean-Claude P, (Régime de
circulation des gens du voyage), JORF n° 0233, du 6 octobre 2012.
20- C.C, décision n° 2013-318, QPC du 7 juin 2013, M. Mohamed T (Activité de transport
public de personnes à motocyclette ou tricycle à moteur), JORF n° 0132, du 9 juin 2013.
21- C.C, décision n° 2015-490, QPC du 14 octobre 2015, décision de renvoi C.E, M.Omar K,
interdiction administrative de sortie du territoire, JORF n° 240, du 14 octobre 2015.
22- C.C, décision n° 2015-527, QPC du 22 décembre 2015, M. Cédric (Assignation à
résidence dans le cadre de l’état d’urgence), JORF n° 0299, du 26 décembre 2015.

- 707 -
‫قائمة المصادر والمراجع‬

23- C.C, décision n° 2016-728, DC du 3 mars 2016, loi relative au droit des étrangers en
France, JORF n° 0057, du 8 mars 2016.
24- C.C, décision n° 2017-677, QPC, du 1er décembre 2017, Ligue des droits de l'Homme
(Contrôles d'identité, fouilles de bagages et visites de véhicules dans le cadre de l'état
d'urgence), JORF n°0281, du 2 décembre 2017.
25- C.C, décision n° 2019-807, QPC du 4 octobre 2019, M. Lamin J (Compétence du juge
administratif en cas de contestation de l'arrêté de maintien en rétention faisant suite à une
demande d'asile formulée en rétention), JORF n° 0232, du 5 octobre 2019.
26- C.C, décision n°2020-800, DC du 11 mai 2020, loi prorogeant l'état d'urgence sanitaire et
complétant ses dispositions, JORF n° 0116, du 12 mai 2020.

- 708 -
‫فهرس املحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس املحتويات‬
‫مقدمة‪02.................................................................................................................................................................‬‬

‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلطار الموضوعي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‪11.............‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫مصادر ونطاق حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‪14.........................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مصادر حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‪15.....................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المصادر الداخلية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‪16............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النصوص الدستورية‪17.....................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المعالجة الدستورية لحرية التنقل في بعض الدساتير الغربية‪17..............................................‬‬
‫‪ -1‬دستور الواليات المتحدة األمريكية‪17...................................................................................‬‬
‫‪ -2‬الدستور الفرنسي‪18................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعالجة الدستورية لحرية التنقل في بعض الدساتير العربية‪19............................................‬‬
‫‪ -1‬الدستور المصري‪20 .............................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬الدستور التونسي‪21...............................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬الدستور المغربي‪22.................................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬المعالجة الدستورية لحرية التنقل في ظل أحكام الدستور الجزائري‪ :‬تدرج االعتراف‬
‫الدستوري ‪23................................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬دستور ‪ :1963‬الغياب الصريح لدسترة حرية التنقل‪24.....................................................‬‬
‫‪ -2‬دستور ‪ :1976‬االعتراف الدستوري الناقص بحرية التنقل‪24...........................................‬‬
‫‪ -3‬دستور ‪ :1989‬االعتراف الدستوري الكامل بحرية التنقل‪26.............................................‬‬
‫‪ -4‬تدعيم االعتراف الكامل بحرية التنقل بموجب التعديل الدستوري لسنة ‪27...........2016‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النصوص التشريعية‪29........................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الحاجة إلى تدخل المشرع من أجل تنظيم حرية التنقل‪29.......................................................‬‬
‫‪ -1‬التكريس الدستوري الختصاص المشرع في تنظيم حرية التنقل‪30....................................‬‬
‫‪ -2‬مبدأ االختصاص األصيل للمشرع في تنظيم حرية التنقل‪31.............................................‬‬

‫‪- 710 -‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫ثانيا‪ :‬التنظيم التشريعي لحرية التنقل‪32.............................................................................................‬‬


‫‪32‬‬ ‫‪........................................................................‬‬ ‫‪ -1‬القانون المتعلق بسندات ووثائق السفر‬
‫‪33‬‬ ‫‪............................................................‬‬‫‪ -2‬القانون المتعلق بدخول وإقامة وتنقل األجانب‬
‫‪ -3‬القانون المتعلق بتنظيم حركة المرور‪33 ...........................................................................‬‬
‫‪ -4‬القانون المتعلق بالنقل البري‪34 ..........................................................................................‬‬
‫‪ -5‬قوانين الجماعات اإلقليمية‪34 .............................................................................................‬‬
‫‪ -6‬قانون حماية األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪35 .....................................................‬‬
‫‪ -7‬قانون مساهمة الجيش في مهام حماية األمن العمومي‪35 ..............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬النصوص التنظيمية‪37 ......................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬السلطة المختصة بممارسة السلطة التنظيمية وسلطة الضبط اإلداري‪37...............................‬‬
‫‪ -1‬االختصاص العام لرئيس الجمهورية في ممارسة السلطة التنظيمية وسلطة الضبط‬
‫اإلداري‪38............................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬ممارسة الوزير األول للسلطة التنظيمية وسلطة الضبط اإلداري‪43..................................‬‬
‫‪ -3‬ممارسة الوزراء للسلطة التنظيمية‪45....................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬النصوص التنظيمية المتعلقة بممارسة حرية التنقل‪47............................................................‬‬
‫‪ -1‬التنظيم المتعلق بوثائق السفر‪48..........................................................................................‬‬
‫‪ -2‬التنظيم المتعلق بالتنقل والمرور عبر الطرق‪50..................................................................‬‬
‫‪ -3‬التنظيم المتعلق بدخول وإقامة وتنقل األجانب‪51................................................................‬‬
‫‪ -4‬التنظيم المتعلق بحاالت الظروف االستثنائية‪54.................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر الخارجية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‪68................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تنوع المصادر الخارجية لحماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‪69....................................‬‬
‫أوال‪ :‬حرية التنقل على مستوى المواثيق ذات الطابع العالمي غير المحدود‪69..............................‬‬
‫‪ -1‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪70.....................................................................................‬‬
‫‪ -2‬العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪71..........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حرية التنقل على مستوى المواثيق العالمية ذات الطابع المحدود‪73.....................................‬‬
‫‪ -1‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪74......................................‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها‪74....................................‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪75......................................‬‬
‫‪ -4‬االتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع المهاجرين وأفراد أسرهم‪75.......................................‬‬
‫‪- 711 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -5‬االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين‪76...................................................................................‬‬


‫‪ -6‬اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪77............................................................................‬‬
‫‪ -7‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو‬
‫الالإنسانية أو المهينة‪77.........................................................................................................‬‬
‫‪ -8‬اإلعالن المتعلق بحقوق اإلنسان لألفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشون‬
‫فيه‪78............................................................................................................................................‬‬
‫‪ -9‬اللوائح الصحية الدولية لسنة ‪78...............................................................................2005‬‬
‫ثالثا‪ :‬حرية التنقل على مستوى المواثيق ذات الطابع اإلقليمي‪79....................................................‬‬
‫‪ -1‬الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪80.....................................................................‬‬
‫‪ -2‬الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‪80........................................................................................‬‬
‫‪ -3‬معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي‪81................................................................................‬‬
‫‪ -4‬االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان‪82..................................................................................‬‬
‫‪ -5‬حرية التنقل على مستوى القانون األوروبي‪82....................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬حرية التنقل على مستوى المواثيق ذات الطابع الثنائي‪85......................................................‬‬
‫‪ -1‬االتفاقية الجزائرية المغربية المتعلقة باإلقامة‪85..................................................................‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية الجزائرية التونسية الخاصة باإلقامة‪86..................................................................‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية الجزائرية الليبية المتعلقة بالتنقل واإلقامة‪86..........................................................‬‬
‫‪ -4‬االتفاق الجزائري الموريتاني المتعلق باإلقامة والتنقل‪86.....................................................‬‬
‫‪ -5‬االتفاقية الجزائرية الفرنسية المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين وعائالتهم إلى فرنسا‪87.....‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تطبيق القاضي اإلداري للقانون االتفاقي المتعلق بحرية التنقل‪89..................................‬‬
‫أوال‪ :‬األساس الدستوري إلدماج القانون االتفاقي ضمن القانون الوطني‪89.....................................‬‬
‫‪ -1‬المبدأ الدستوري المكرس لسمو المعاهدات الدولية على القانون الداخلي‪89...................‬‬
‫‪ -2‬االجتهاد الدستوري المتعلق بنشر المعاهدات الدولية بعد المصادقة عليها‪90.................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيق القاضي اإلداري للقانون االتفاقي‪90.............................................................................‬‬
‫‪ -1‬اعتراف القاضي اإلداري باألثر المباشر للقانون االتفاقي‪90..............................................‬‬
‫‪ -2‬اختصاص القاضي اإلداري بتفسير القانون االتفاقي‪92.....................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬محدودية تطبيق القاضي اإلداري الجزائري للمصادر الخارجية لحرية التنقل‪92..................‬‬
‫‪ -1‬بشأن توكيل محام في قضية "يونيون بنك"‪ :‬بداية محتشمة لتطبيق القانون‬
‫االتفاقي‪92.................................................................................................................. ....................‬‬
‫‪- 712 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -2‬نحو تعزيز تطبيق القاضي اإلداري للقانون االتفاقي في ظل التعديل الدستوري‬


‫لسنة ‪95.................................................................................................................... .........2020‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نطاق حماية القاضي اإلداري لحرية التنقل‪96.......................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬صور حرية التنقل على المستوى الداخلي‪97.....................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تنقل الراجلين‪98.......................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬حظر التقييد المطلق لتنقل الراجلين‪98.......................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬األنظمة الخاصة بتنقل بعض الفئات من الراجلين‪100..........................................................‬‬
‫‪ -1‬تنقل البدو الرحل‪101............................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬تنقل المرضى داخل المؤسسات الصحية ومؤسسات األمراض النفسية‪102....................‬‬
‫‪ -3‬تنقل الرياضيين‪103..............................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬األحكام المطبقة على تنقل الراجلين‪103.................................................................................‬‬
‫‪ -1‬حظر اإلخفاء الكلي للوجه أثناء التنقل في األماكن العامة‪104........................................‬‬
‫‪ -2‬حرية اختيار وسيلة التنقل‪108.............................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنقل باستعمال المركبات‪109................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬شروط التنقل باستعمال المركبات‪109.......................................................................................‬‬
‫‪ -1‬الشروط المتعلقة بالسائق‪110........................................................................................... ....‬‬
‫‪ -2‬الشروط المتعلقة بالمركبة‪112.......................................................................................... ....‬‬
‫ثانيا‪ :‬المبادئ التي تحكم التنقل في الطرق العمومية‪113................................................................‬‬
‫‪ -1‬حرية التنقل في الطرق العمومية‪113..................................................................................‬‬
‫‪ -2‬المساواة بين مستعملي الطرق العمومية‪114.......................................................................‬‬
‫‪ -3‬مجانية التنقل في الطرق العمومية‪114...............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات حرية التنقل على المستوى الخارجي‪115.............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اشتراط جواز السفر للتنقل إلى الخارج‪116............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف جواز السفر‪117..............................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬النظام القانوني لجواز السفر‪119.............................................................................................‬‬
‫‪ -1‬أنواع جوازات السفر‪119................................................................................................... .....‬‬
‫‪ -2‬إجراءات الحصول على جواز السفر‪121............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إقرار تأشيرة الدخول‪130.........................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التأصيل المفاهيمي لتأشيرة الدخول‪131..................................................................................‬‬
‫‪- 713 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -1‬تعريف تأشيرة الدخول‪131....................................................................................................‬‬


‫‪ -2‬الطبيعة القانونية لتأشيرة الدخول‪132..................................................................................‬‬
‫‪ -3‬أنواع تأشيرة الدخول‪134.......................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬النظام القانوني لتأشيرة الدخول‪137.........................................................................................‬‬
‫‪ -1‬السلطة المختصة بإصدار تأشيرة الدخول‪137...................................................................‬‬
‫‪ -2‬شروط منح تأشيرة الدخول ‪138............................................................................................‬‬
‫‪ -3‬اإلعفاء من تأشيرة الدخول‪143............................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬عن ضرورة الحصول على الترخيص المسبق للسفر نحو الخارج‪145...........................‬‬
‫أوال‪ :‬الزامية الترخيص المسبق لمستخدمي المؤسسات العسكرية واألمنية‪145...............................‬‬
‫‪ -1‬بالنسبة لمستخدمي المؤسسة العسكرية‪146.........................................................................‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة لمستخدمي المؤسسة األمنية‪146............................................................................‬‬
‫‪ -3‬بالنسبة للمستخدمين المدنيين التابعين لمؤسسات القطاع االقتصادي للمؤسسة‬
‫العسكرية ‪146........................................................................................................................‬‬
‫‪ -4‬بالنسبة للمستخدمين الشبيهين لألمن الوطني‪146..............................................................‬‬
‫صر‪147..............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اشتراط رخصة الخروج بالنسبة لألطفال الق َّ‬
‫صر في القانون الفرنسي‪148........................‬‬
‫‪ -1‬حاالت اشتراط رخصة الخروج لألطفال الق َّ‬
‫صر في القانون الجزائري‪150.......................‬‬
‫‪ -2‬حاالت اشتراط رخصة الخروج لألطفال الق َّ‬
‫ثالثا‪ :‬رخصة العمل كشرط للتنقل إلى خارج اإلقليم الوطني‪151....................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬رخصة الخروج االستثنائية من التراب الوطني في ظل حالة الطوارئ الصحية‪153...........‬‬
‫خالصة الفصل األول‪155.................................................................................................................................. :‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪157‬‬ ‫تدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‬
‫‪............................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التأصيل المفاهيمي والقانوني لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‪158.................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬معالجة إشكالية اختصاص القاضي اإلداري لرقابة الق اررات المتعلقة بحرية‬
‫التنقل‪159.................................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عدم اختصاص القاضي اإلداري نتيجة للتحديد الدستوري‪" :‬الحرية الفردية"‬
‫مفهوم دستوري ُيخرج حرية التنقل من اختصاص القاضي اإلداري‪161..........................‬‬
‫أوال‪ :‬مفاعيل تصنيف حرية التنقل ضمن نطاق الحرية الفردية في القانون الفرنسي‪162...............‬‬
‫‪ -1‬المفهوم الواسع للحرية الفردية‪163.......................................................................................‬‬
‫‪- 714 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -2‬المفهوم الضيق للحرية الفردية‪164......................................................................................‬‬


‫ثانيا‪ :‬الحرية الفردية في القانوني الجزائري‪165..................................................................................‬‬
‫‪ -1‬غياب التكريس الدستوري لمفهوم الحرية الفردية‪165.........................................................‬‬
‫‪ -2‬االختصاص الحصري للقاضي اإلداري في رقابة حرية التنقل ‪166................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عدم اختصاص القاضي اإلداري نتيجة للتحديد التشريعي‪ :‬اإلحالة التشريعية على‬
‫القاضي العادي بالنسبة لقرار االعتقال اإلداري‪167............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم االعتقال اإلداري‪167.........................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف االعتقال اإلداري‪168...............................................................................................‬‬
‫‪ -2‬الطبيعة القانونية لالعتقال اإلداري‪168...............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعالجة التشريعية إلجراء االعتقال اإلداري في القانونين الفرنسي والجزائري‪169...............‬‬
‫‪ -1‬االعتقال اإلداري في القانون الفرنسي‪170..........................................................................‬‬
‫‪ -2‬االعتقال اإلداري في القانون الجزائري‪175.........................................................................‬‬
‫‪177‬‬ ‫‪..........................................................‬‬‫المطلب الثاني‪ :‬عن اإلطار المفاهيمي لممارسة حرية التنقل‬
‫‪177‬‬ ‫‪..........................................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شروط ممارسة حرية التنقل‬
‫‪177‬‬ ‫‪................................................................................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬المواطنة‬
‫‪178‬‬ ‫‪............................................................................................................‬‬‫‪ -1‬تعريف المواطنة‬
‫‪ -2‬تطبيق القاضي اإلداري لشرط المواطنة عند رقابته للق اررات اإلدارية المقيدة‬
‫لحرية التنقل‪179..........................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمتع بالحقوق المدنية والسياسية‪181.......................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف الحقوق المدنية والسياسية‪182...................................................................................‬‬
‫‪ -2‬أنواع الحقوق المدنية والسياسية‪182......................................................................................‬‬
‫‪ -3‬التدابير القضائية المقيدة لحرية التنقل‪184...........................................................................‬‬
‫‪ -4‬عدم توافق الشرط الدستوري المتعلق بالتمتع بالحقوق المدنية والسياسية مع األحكام‬
‫التشريعية الواردة في قانون العقوبات‪188................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة على ممارسة حرية التنقل‪191......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬القيود المستمدة من النصوص الدستورية‪192.............................................................................‬‬
‫‪ - 1‬النظام العام‪192.....................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬احترام حقوق وحريات اآلخرين‪206.......................................................................................‬‬
‫‪ -3‬حماية الثوابت الوطنية‪207.....................................................................................................‬‬
‫‪- 715 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫ثانيا‪ :‬القيود المستمدة من النصوص الدولية‪ :‬الظروف االستثنائية قيد مؤقت على حرية‬
‫التنقل ‪209........................................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف نظرية الظروف االستثنائية‪210................................................................................‬‬
‫‪ -2‬األساس القانوني لتقييد حرية التنقل أثناء الظروف االستثنائية‪213....................................‬‬
‫‪ -3‬نطاق تأثير الظروف االستثنائية على حرية التنقل‪214.......................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية التنقل‪222 ...........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية تنقل الوطنيين‪222...........‬‬
‫الفرع األول‪ :‬فرض الرقابة على الق ار ارت اإلدارية المقيدة لحرية تنقل الوطنيين على المستوى‬
‫الداخلي‪223 ......................................................................................................................... .....‬‬
‫أوال‪ :‬حالة الق اررات اإلدارية المتخذة في الظروف العادية‪223...........................................................‬‬
‫‪ -1‬االستيقاف اإلداري‪223................................................................................ ...........................‬‬
‫‪ -2‬العقوبات اإلدارية المرتبطة بمخالفة قواعد قانون المرور‪230.............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حالة الق اررات اإلدارية المتخذة في الظروف االستثنائية‪236...................................................‬‬
‫‪ -1‬الق اررات المقيدة لحرية التنقل في ظل حالة الحصار‪236....................................................‬‬
‫‪ -2‬الق اررات المقيدة لحرية التنقل في ظل حالة الطوارئ‪243.....................................................‬‬
‫‪ -3‬الحجر الصحي المنزلي أثناء فترة الطوارئ الصحية‪248....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تدخل القاضي اإلداري لرقابة ق اررات المنع اإلداري من السفر إلى الخارج‪256.............‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف المنع اإلداري من السفر‪256...........................................................................................‬‬
‫‪ - 1‬التعريف الفقهي للمنع اإلداري من السفر‪257....................................................................‬‬
‫‪ -2‬التعريف القضائي للمنع اإلداري من السفر‪257...................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تكريس المنع اإلداري من السفر في القانونين الفرنسي والجزائري‪258...................................‬‬
‫‪ -1‬تحديد اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في القانون الفرنسي‪258............‬‬
‫‪ -2‬غموض اإلطار القانوني المنظم للمنع اإلداري من السفر في القانون الجزائري‪262........‬‬
‫ثالثا‪ :‬إشكالية مدى دستورية المنع اإلداري من السفر‪265................................................................‬‬
‫‪ -1‬عن دستورية المنع اإلداري من السفر في فرنسا‪265..........................................................‬‬
‫‪ -2‬وضع المسألة في الجزائر‪266...............................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على الق اررات اإلدارية المتعلقة بحرية تنقل األجانب‪269............‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خضوع الق اررات اإلدارية المتعلقة بدخول وإقامة األجانب لرقابة القاضي اإلداري‪270....‬‬
‫أوال‪ :‬رقابة القاضي اإلداري لقرار رفض منح تأشيرة الدخول‪270......................................................‬‬
‫‪- 716 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -1‬إقرار حق التظلم اإلداري ضد قرار رفض منح تأشيرة الدخول‪271....................................‬‬


‫‪ -2‬إغفال تكريس الحق في الطعن ضد قرار رفض منح تأشيرة الدخول‪273..........................‬‬
‫‪ -3‬النموذج الفرنسي للرقابة على قرار رفض منح تأشيرة الدخول‪274.....................................‬‬
‫‪276‬‬ ‫ثانيا‪ :‬رقابة القاضي اإلداري لقرار منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم الوطني‬
‫‪...................‬‬

‫‪ -1‬السلطة المختصة بإصدار ق ارر منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم الوطني‪277..........‬‬
‫‪ -2‬الرقابة القضائية على قرار منع األجنبي من الدخول إلى اإلقليم الوطني‪279...................‬‬
‫ثالثا‪ :‬رقابة القاضي اإلداري لقرار التَّكليف بمغادرة اإلقليم الوطني‪280...........................................‬‬
‫‪ -1‬السلطة المختصة بإصدار قرار التَّكليف بمغادرة اإلقليم الوطني‪281................................‬‬
‫‪ -2‬أسباب اتخاذ قرار التَّكليف بمغادرة اإلقليم الوطني‪281.......................................................‬‬
‫‪ -3‬الرقابة القضائية على قرار التَّكليف بمغادرة اإلقليم الوطني‪281.........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خضوع الق اررات اإلدارية المتعلقة بترحيل األجانب لرقابة القاضي اإلداري‪283...............‬‬
‫أوال‪ :‬ق اررات الترحيل األساسية‪284.......................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬قرار اإلبعاد‪285......................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬قرار الطرد إلى خارج الحدود‪297..........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الق اررات الملحقة بق اررات الترحيل األساسية‪306........................................................................‬‬
‫‪ -1‬قرار تحديد اإلقامة‪306........................................................................................ ...................‬‬
‫‪ -2‬قرار الوضع في مراكز االنتظار‪208....................................................................................‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‪310................................................................................................................................. :‬‬
‫خالصة الباب األول‪311.................................................................................................................................... :‬‬
‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اإلطار اإلجرائي الضابط لتدخل القاضي اإلداري لحماية حرية التنقل‪313.....................‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫إعمال دعاوى االستعجال اإلداري لحماية حرية التنقل‪316.....................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬شروط الدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل‪317............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط العامة للدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل‪317..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط العامة المتعلقة برافع الدعوى‪318.......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الصفة‪318.....................................................................................................................................‬‬

‫‪- 717 -‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -1‬تعريف الصفة‪318..................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬خاصية شرط الصفة في مجال الدعوى االستعجالية اإلدارية‪319......................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصلحة‪320......................................................................................................... ......................‬‬
‫‪ -1‬تعريف المصلحة‪321.............................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬خصائص المصلحة‪321........................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم سبق الفصل‪323......................................................................................... ........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط العامة المتعلقة بالجهة القضائية المختصة‪324..................................................‬‬
‫أوال‪ :‬قواعد االختصاص النوعي‪324....................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬مجال اختصاص المحاكم اإلدارية‪324.................................................................................‬‬
‫‪ -2‬مجال اختصاص مجلس الدولة‪326......................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬قواعد االختصاص اإلقليمي‪327................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الخاصة للدعوى االستعجالية المتعلقة بحماية حرية التنقل‪330.......................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شرط االستعجال‪330...................................................................................................... ..........‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف االستعجال‪331..................................................................................................... ............‬‬
‫‪ -1‬التعريف الفقهي لالستعجال‪331............................................................................................‬‬
‫‪ -2‬التعريف القضائي لالستعجال‪332.........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقدير عنصر االستعجال‪334.....................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬مدى استقاللية القاضي اإلداري في تقدير وجود حالة االستعجال‪334..............................‬‬
‫‪ -2‬وقت تقدير عنصر االستعجال‪336.......................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬آثار تخلف عنصر االستعجال‪337...........................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عدم المساس بأصل الحق‪339.............................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف مبدأ عدم المساس بأصل الحق‪339...............................................................................‬‬
‫‪ -1‬المدلول الفقهي لشرط عدم المساس بأصل الحق‪339...........................................................‬‬
‫‪ -2‬المدلول القضائي لشرط عدم المساس بأصل الحق‪340.......................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبررات مبدأ عدم المساس بأصل الحق‪343............................................................................‬‬
‫‪ -1‬مبررات قانونية‪343.................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬مبررات واقعية مرتبطة بطبيعة دعوى االستعجال‪344........................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬نطاق شرط عدم المساس بأصل الحق‪344..............................................................................‬‬
‫‪ -1‬القاعدة العامة‪ :‬شرط عدم المساس بأصل الحق يشمل جميع أنواع دعاوى‬
‫‪- 718 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫االستعجال اإلداري‪345.................................................................................................... ............‬‬


‫‪ -2‬شرط عدم المساس بأصل الحق في نطاق الدعوى االستعجالية لحماية الحريات‬
‫األساسية‪345......................................................................................................................... ..........‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال تدخل القاضي اإلداري االستعجالي لحماية حرية التنقل‪349....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دعوى وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪350.........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نطاق دعوى وقف تنفيذ القرار اإلداري‪351..........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الطعن في قرار إداري إيجابي‪351................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تصرف قانوني‪352...................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬تصرف من جانب واحد‪352....................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬صدور التصرف من شخص عام‪352....................................................................................‬‬
‫‪ -4‬صدور التصرف ضمن سلطة ممارسة النشاط اإلداري‪352.................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطعن في قرار إداري سلبي‪354.................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الطعن في قرار إداري متعلق بالنظام العام‪357.........................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الطعن في قرار إداري منعدم‪358................................................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬الطعن في قرار إداري ذو أثر موقف بقوة القانون‪360..........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت وقف تنفيذ القرار اإلداري‪362.....................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬وقف تنفيذ القرار اإلداري في حالة وجود شك جدي حول مشروعية القرار اإلداري‪362...........‬‬
‫‪ -1‬المقصود بالشك الجدي‪362.....................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬حاالت تحقق الشك الجدي‪364...............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬وقف تنفيذ القرار اإلداري في حالة االعتداء المادي‪367............................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف االعتداء المادي‪368....................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬عناصر االعتداء المادي‪372..................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬حرية التنقل في ظل نظرية االعتداء المادي‪375...................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬آثار األمر االستعجالي المتعلق بوقف تنفيذ الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية‬
‫التنقل‪383........................................................................................................................ ..........‬‬
‫أوال‪ :‬اآلثار المترتبة على القرار اإلداري الموقوف‪383............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار المترتبة على األمر بوقف التنفيذ ذاته‪384..........................................................................‬‬
‫‪ -1‬حجية األمر بوقف التنفيذ من حيث موضوعه‪385...............................................................‬‬
‫‪ -2‬النفاذ الفوري ألمر وقف تنفيذ القرار اإلداري‪385..................................................................‬‬
‫‪- 719 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -3‬حجية األمر بوقف التنفيذ فيما فصل فيه من مسائل فرعية‪385..........................................‬‬


‫‪ -4‬حجية األمر بوقف التنفيذ في مواجهة قاضي الموضوع‪386..............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دعوى الحماية المستعجلة للحريات األساسية ‪387............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الحرية األساسية‪389....................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬معنى الحرية األساسية‪389..............................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف الحرية األساسية‪389........................................................................................ ............‬‬
‫‪ -2‬عناصر الحرية األساسية‪399...................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬األساس القانوني للحرية األساسية ‪409..........................................................................................‬‬
‫‪ -1‬األساس القانوني للحرية األساسية في القانون الفرنسي‪409..................................................‬‬
‫‪ -2‬األساس القانوني للحرية األساسية في القانون الجزائري‪411.................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تكييف حرية التنقل "حرية أساسية"‪413...............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬موقف الفقه من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪413............................................................‬‬
‫‪ -1‬حرية التنقل جزء من الحرية الشخصية‪414............................................................................‬‬
‫‪ -2‬حرية التنقل حرية نسبية‪415....................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬موقف القضاء من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪416.....................................................‬‬
‫‪ -1‬موقف القضاء الدستوري من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪416...............................‬‬
‫‪ -2‬موقف القضاء اإلداري من تحديد الطبيعة القانونية لحرية التنقل‪423..................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬القواعد اإلجرائية للدعوى االستعجالية لحماية حرية التنقل‪427........................................‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الخاصة المميزة لدعوى استعجال حماية الحريات األساسية‪427...................................‬‬
‫‪ -1‬الشروط المرتبطة باالعتداء على الحرية‪428.........................................................................‬‬
‫‪ -2‬الشروط المتعلقة بالشخص المنتهك للحرية األساسية‪439....................................................‬‬
‫‪ -3‬الشرط المتعلق بأن يقع االعتداء أثناء مباشرة اإلدارة الختصاصاتها‪444...........................‬‬
‫ثانيا‪ :‬سلطات قاضي االستعجال اإلداري في دعوى الحماية المستعجلة للحريات‬
‫األساسية‪447......................................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬سلطة توجيه األوامر لإلدارة‪448...................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬الموقف السلبي لقاضي االستعجال اإلداري‪454.........................................................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬نطاق سلطة توجيه األوامر لإلدارة في إطار الدعوى االستعجالية لحماية الحريات‬
‫األساسية‪455................................................................................. .......................................................‬‬
‫‪ -1‬احترام حدود اختصاص قضاء االستعجال اإلداري‪455.............................................................‬‬
‫‪- 720 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -2‬اختالف طبيعة األوامر الصادرة عن قاضي االستعجال اإلداري عن تلك الصادرة عن‬
‫قاضي الموضوع‪456.......................................................................................................................... ...‬‬
‫خالصة الفصل األول‪458.................................................................................................................................. :‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫دعوى اإللغاء كآلية لحماية حرية التنقل‪460...............................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬رقابة القاضي اإلداري ألوجه عدم المشروعية الخارجية للق اررات اإلدارية المقيدة‬
‫‪462‬‬ ‫‪........................................................................... ..........................................‬‬ ‫لحرية التنقل‬
‫المطلب األول‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على عيب عدم االختصاص في الق اررات اإلدارية المقيدة‬
‫لحرية التنقل‪463.......................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األحكام العامة لعيب عدم االختصاص‪464............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬عيب عدم االختصاص من النظام العام‪464..................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف الوسيلة المتعلقة بالنظام العام‪465...................................................................................‬‬
‫‪ -2‬أثر اعتبار عيب عدم االختصاص من النظام العام‪468...........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬عن تصحيح عيب عدم االختصاص‪471........................................................................................‬‬
‫‪ -1‬موقف الفقه من تصحيح عيب عدم االختصاص‪471................................................................‬‬
‫‪ -2‬موقف القاضي اإلداري من تصحيح عيب عدم االختصاص‪473............................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مدى اعتبار عيب عدم االختصاص وسيلة غير مؤثرة‪476.............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت تحقق عيب عدم االختصاص في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية‬
‫التنقل‪479..................................................................................... .............................................‬‬
‫أوال‪ :‬عيب عدم االختصاص في ق اررات المنع من السفر‪479..............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬عيب عدم االختصاص في ق اررات طرد األجانب إلى خارج الحدود‪480..................................‬‬
‫‪ -1‬موقف القاضي اإلداري الفرنسي‪480...........................................................................................‬‬
‫‪ -2‬موقف القاضي اإلداري الجزائري‪480.........................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬عيب عدم االختصاص في ق اررات إبعاد األجانب‪482.................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬عيب عدم االختصاص لمخالفة قواعد التفويض اإلداري‪483.......................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إقرار القاضي اإلداري النعدام القرار كجزاء لعيب عدم االختصاص ‪484............................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم القرار اإلداري المنعدم‪485..................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف القرار اإلداري المنعدم‪486..............................................................................................‬‬
‫‪ -2‬المعيار الم َميًّز للقرار اإلداري المنعدم‪487................................................................................‬‬
‫‪- 721 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫ثانيا‪ :‬حاالت انعدام القرار اإلداري‪493.................................................................................................‬‬


‫‪ -1‬اغتصاب الوظيفة اإلدارية‪494......................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬اعتداء اإلدارة على اختصاص سلطة إدارية أخرى ال صلة لها بها‪496...................................‬‬
‫‪ -3‬اعتداء اإلدارة على اخصاص السلطة القضائية‪499..................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مفاعيل القرار اإلداري المنعدم‪501..................................................................... ...........................‬‬
‫‪ -1‬تأثير القرار اإلداري المنعدم على االختصاص القضائي‪501..................................................‬‬
‫‪ -2‬تأثير القرار اإلداري المنعدم على إجراءات الطعن القضائي‪504............................................‬‬
‫‪ -3‬الحكم الصادر بشأن القرار اإلداري المنعدم‪508.......................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على عيب الشكل في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية‬
‫التنقل‪510.................................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عيب عدم التسبيب في القرارات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪511...................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التسبيب‪511.........................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف التسبيب‪511.......................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬أوجه التَّفرقة بين التسبيب والسبب في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪512...................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية وضوابط التسبيب‪514..........................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬أهمية التسبيب‪514.........................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬ضوابط التسبيب‪517......................................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تكريس تسبيب القرارات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل في القانونين الفرنسي والجزائري‪519.....‬‬
‫‪ -1‬تكريس التسبيب في التشريع الفرنسي‪519..................................................................................‬‬
‫‪ -2‬موقف المشرع الجزائري من المسألة‪524....................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األثر المترتب عن تخلف ركن الشكل في القرار اإلداري‪527................................................‬‬
‫أوال‪ :‬حالة تخلف األشكال الجوهرية‪528............................................................................ .....................‬‬
‫تقرَر الشكل لصالحها‪529............................................................................‬‬
‫‪ -1‬معيار الجهة التي َّ‬
‫‪ -2‬معيار إغفال أو إسقاط الشكل المطلوب‪530.............................................................................‬‬
‫‪ -3‬معيار جسامة عيب الشكل‪530..................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حالة تخلف األشكال الثانوية‪532..................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رقابة القاضي اإلداري لعيب الشكل في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪534.........‬‬
‫أوال‪ :‬رقابة القاضي اإلداري الفرنسي لعيب الشكل في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪534...‬‬
‫ثانيا‪ :‬موقف القاضي اإلداري الجزائري من عيب الشكل في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية‬
‫‪- 722 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫التنقل‪536........................................................................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على عيب مخالفة اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة‬
‫لحرية التنقل‪538.....................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم عيب اإلجراءات في القرار اإلداري‪539....................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف عيب اإلجراءات‪539..........................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية اإلجراءات في القرار اإلداري‪540.....................................................................................‬‬
‫‪ -1‬حماية المصلحة العامة‪540........................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬حماية حقوق وحريات األفراد‪541...............................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت تحقق عيب اإلجراءات‪541........................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلجراء االستشاري‪541................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف اإلجراء االستشاري‪542........................................................................................ ...........‬‬
‫‪ -2‬أشكال اإلجراء االستشاري‪542....................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬التَكريس القانوني لإلجراء االستشاري في مجال الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية‬
‫التنقل ‪546..........................................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوجاهية وحق الدفاع‪549...........................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬مضمون الوجاهية وحق الدفاع‪549............................................................................................‬‬
‫‪ -2‬تنظيم المشرع للوجاهية وحق الدفاع بالنسبة للق اررات اإلدارية المقيدة لحرية‬
‫التنقل‪551...................................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رقابة القاضي اإلداري لعيب مخالفة اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية‬
‫التنقل‪553.................................................................................................................... ..............‬‬
‫أوال‪ :‬أثر تخلف ركن اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل في ضوء‬
‫االجتهاد القضائي‪554..................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬موقف القاضي اإلداري الفرنسي من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة‬
‫لحرية التنقل ‪554..............................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬موقف القاضي اإلداري المصري من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة‬
‫لحرية التنقل‪555......................................................................................... ......................................‬‬
‫‪ -3‬موقف القاضي اإلداري الجزائري من عيب اإلجراءات في الق اررات اإلدارية المقيدة‬
‫لحرية التنقل‪555................................................................................................................ ...............‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرونة القاضي اإلداري في الموازنة بين إجراءات القرار اإلداري وضمان فعالية‬
‫‪- 723 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫النشاط اإلداري‪556..................................................................................................................... .......‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬خصوصية رقابة القاضي اإلداري لعيب السبب كوجه لعدم المشروعية الداخلية‬
‫للق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪557.............................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف وبيان أحكام عيب السبب في القرار اإلداري‪560....................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف عيب السبب في القرار اإلداري‪561..........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي ‪561......................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف القضائي‪562.................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أحكام عيب السبب في القرار اإلداري‪563...........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬شروط صحة سبب القرار اإلداري‪563........................................................................................‬‬
‫‪ -1‬قيام سبب القرار اإلداري وقت إصداره‪563............................................................................‬‬
‫‪ -2‬مشروعية سبب القرار اإلداري‪563..........................................................................................‬‬
‫‪ -3‬تحديد سبب القرار اإلداري‪564................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حاالت تحقق السبب في القرار اإلداري‪565.............................................................................‬‬
‫‪ -1‬الحالة الواقعية ‪565....................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬الحالة القانونية‪566...................................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب الرقابة القضائية على عيب السبب في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية‬
‫التنقل‪567...............................................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أساليب الرقابة القضائية التقليدية‪567.................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الرقابة على الوجود المادي للوقائع‪567.......................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف الرقابة على الوجود المادي للوقائع‪567.....................................................................‬‬
‫‪ -2‬ظهور وتطور رقابة الوجود المادي للوقائع في قضاء مجلس الدولة الفرنسي‪569.............‬‬
‫‪ -3‬موقف القاضي اإلداري من رقابة الوجود المادي للوقائع في الق اررات المقيدة لحرية‬
‫التنقل‪573..........................................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة على التكييف القانوني للوقائع‪581.................................................................................‬‬
‫‪ -1‬المقصود بالرقابة على التكييف القانوني للوقائع‪582.............................................................‬‬
‫‪ -2‬طبيعة الرقابة على التكييف القانوني للوقائع‪583..................................................................‬‬
‫‪ -3‬موقف القاضي اإلداري من رقابة التكييف القانوني للوقائع في الق اررات اإلدارية‬
‫المقيدة لحرية التنقل ‪586...................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أساليب الرقابة القضائية الحديثة‪ :‬رقابة المالءمة ورقابة الخطأ الواضح في‬
‫‪- 724 -‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫التقدير أهم معالم السياسة القضائية الحديثة في الرقابة على عيب السبب‪593....................‬‬
‫أوال‪ :‬رقابة المالءمة على التقدير المادي للوقائع‪593.........................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف رقابة المالءمة ‪594.......................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬ظهور وتطور رقابة المالءمة‪595...........................................................................................‬‬
‫‪ -3‬تطبيق القاضي اإلداري لرقابة المالءمة في الق اررات اإلدارية المقيدة لحرية التنقل‪596.....‬‬
‫ثانيا‪ :‬رقابة الخطأ الواضح في التَّقدير‪597.........................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف الخطأ الواضح في التَّقدير‪598...................................................................................‬‬
‫‪ -2‬معيار تحديد الخطأ الواضح في التَّقدير‪600..........................................................................‬‬
‫‪ -3‬األساس القانوني لنظرية الخطأ الواضح في التَّقدير‪602.......................................................‬‬
‫‪ -4‬تطبيق القاضي اإلداري لمعيار الخطأ الواضح في التَّقدير بالنسبة للق اررات المقيدة‬
‫لحرية التنقل ‪603.............................................................................................................................‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‪610................................................................................................................................. :‬‬
‫خالصة الباب الثاني‪611............................................................................................................................... .... :‬‬
‫خاتمة‪613............................................................................................................... ...............................................‬‬
‫قائمة المالحق‪620...............................................................................................................................................‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪636...............................................................................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات‪710..........................................................................................................................................‬‬

‫‪- 725 -‬‬


ّ
: ‫ملخص‬
ُ ‫ ُفهي ُبمثابة ُالقاطرة ُلباقي ُالحقوق ُو‬،‫تُشكُل ُحرية ُالتنقُل ُواحدة ُمن ُأهمُ ُمُشتمالت ُالحرية ُالشُخصيُة ُلإلنسان‬
ُ‫الحريات‬
ُ‫ ُوالعكس ُصحيح ُفعند‬،‫ُالحرية‬ ُ ‫ ُإذ ُيتُسع ُمجال ُممارسة ُاإلنسان ُلحقوقه ُُو‬،ُ‫األخرى‬
ُ ‫حرياته ُالمختلفة ُعند ُإطالق ُممارسة ُهذه‬
ُ ُ‫ُلهذاُفقدُحُظُيت‬.ُ‫حرياتُاألخرىُ ُبالُأدنىُشك‬
ُ‫ ُلكن‬،‫حريةُالتنقلُبحمايةُقانونيةُبارزة‬ ُ ‫المغاالةُفيُتقييدها ُستتأثرُالحقوق‬
ُ ‫ُوال‬
ُ‫ُويظهرُذلكُمن‬،‫ُبلُيمكنُتقييدُممارستهاُلألسبابُالتيُينصُعليهاُالقانون‬،‫هاُمنُالحرياتُاألخرىُفهيُليستُبالمطلقة‬
ُ ‫وكغير‬
ُ‫التصرفاتُالتيُتصدرُعن ُاإلدارة ُفيُمواجهةُالمواطنينُالذينُالُتملكُحيالهمُسوىُنطاقُضيُق‬
ُ ‫خاللُمجموعةُمن ُالق ارراتُو‬
ُ‫ُعلىُعكسُاألجانبُالذينُتملكُاإلدارة‬،‫هذهُالحرية‬
ُ ُ‫ُوذلكُنتيجةُ ُللحمايةُالدستوريةُالمتعلُقة ُبممارسة‬،‫لتقييدُحريتهم ُفيُالتنقل‬
ُ
ُُ.‫فيُمواجهتهمُسلطانُشبُهُمطلقُفيُذلك‬
ُ‫يسُرقابةُقضائيةُمنُأجلُحمايةُحرية‬
ُ ‫اُتكر‬ ُ ‫لفرضُعمليةُالتوازن ُفي ُالصراعُاألزلُيُبينُالسلطةُو‬
ُ ‫ ُكانُلزام‬،‫الحرية‬
ُ‫ ُسواءُكانُذلكُعلىُمستوى‬،‫هذهُالحرية‬
ُ ُ‫ُوفيُهذاُالخصوصُيُشكُلُتدخُلُالقاضيُاإلداريُأهمُ ُضمانةُقضائيةُلحماية‬،‫التنقل‬
ُ‫ُزوده ُالمُشرع ُبكل ُاآلليُات ُالقانونية ُالتي ُتسمح ُله ُبتحقيق ُالتوازن ُالمنشود ُبين‬
ُ ‫ ُحيث‬،‫قضاء ُاالستعجال ُأو ُقضاء ُالموضوع‬
ُ‫ادُوحمايةُحريتهمُفيُالتنقل‬
ُ ‫ُأوُاالنتصارُلألفر‬،‫ةُفيُعمليةُتحقيقُالمصلحةُالعامةُإذاُكانُتصرفهاُقانونيا‬
ُ ‫تغليبُجانب ُاإلدار‬
ُُ‫ةُوالجرأةُالتيُيعملُالقاضيُاإلداري‬
ُ ُ‫ُوكلُذلكُيتمُفيُظلُ ُاالستقاللي‬،ُ‫إذاُكشفُعنُعدمُمشروعيةُالقرار ُأوُالتصرفُاإلداري‬
ُ‫ُوذلكُبالنُظرُللخصوصيُةُالتيُتطبعُهذاُالتدخُل‬،‫ايةُهذهُالحرية‬
ُ ‫علىُتكريسُرقابةُفعُالةُلحم‬
ُ ُ‫ُوالتيُتدعمهُأوُتثنيه‬،‫فيُنطاقها‬
ُُ.‫تقييدُهذهُالحريةُبمفاهيمُحمايةُالنظامُواألمنُالعموميينُوالمصالحُالعلياُللدولة‬
ُ ُ‫نتيجةُارتباطُالغايةُمن‬

Abstract:
Freedom of movement is one of the most basic human rights. It is considered the workhorse of
other rights and freedoms because it affects them either positively or negatively depending on its scope
and restrictions. Freedom of movement has enjoyed outstanding legal protection. But like other freedoms,
it's not absolute. Its exercise can be restricted for the reasons provided by law, such as the limited actions
(limited by constitutional protection) that could be taken by the administration vis-à-vis its citizens or
foreign subjects for whom the administration has near absolute authority.
In order to strike a balance in the ongoing struggle between power and freedom, judicial control
must be exercised to protect freedom of movement. In this regard, the intervention of the administrative
judge constitutes the most important judicial guarantee for the protection of this freedom, whether at the
level of summary proceedings or the substantive. The legislator provides him with all the legal
mechanisms that allow him to achieve the desired balance between the administration's endeavor to
achieve public interest, (if its conduct is legal), or to protect civilians and their freedom of movement if
the administrative conduct is found to be unlawful. It is worth mentioning that all of this is accomplished
under the full autonomy and the close scrutiny of the administrative judge who may or may not exert
effective control to protect this freedom. In view of the specificity of such interference, the purpose of
restricting such freedom is linked to the concepts of the protection of public order, security and the
supreme interests of the State.

You might also like