4 5821219748955818610

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

‫ال ح‬ ‫ﺑﺴﻢ ﷲ ال ح‬

‫ى‬ ‫ش ح اﻷس اء ال‬


‫‪-‬ال ق م ال خ ‪-‬‬
‫ر‪ /‬خال ب ع ان ال‬ ‫ال خ ال‬

‫وال ﻼة وال ﻼم على رس ل ﷲ‪ ،‬أما ع‬ ‫ال‬


‫ث أيها اﻷح ة فﻲ‬ ‫ورح ه و اته‪ ،‬ن‬ ‫ف ﻼم ﷲ عل‬
‫م أس اء ﷲ ت ارك‬ ‫ه ه الل لة‪ ،‬ع اس‬
‫ي‬ ‫وتعالى‪ ،‬وه ا )ال ق م وال خ (‪ ،‬وه ا ال ي‬
‫ق ا ا‪:‬‬ ‫خ‬
‫‪.‬‬ ‫ال‬ ‫اﻷولى فﻲ مع ى ه ي اﻻس‬
‫وال ان ة فﻲ دﻻئله ا م ال اب وال ة‪.‬‬
‫ا ي ﻻن عل ه‪.‬‬ ‫وال ال‬
‫وال ا ع فﻲ آثاره ا فﻲ ال ل وال ع‪.‬‬
‫فﻲ أث اﻹ ان به ‪.‬‬ ‫وال ام‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬ف اه‬ ‫ال‬ ‫ع ى ه ي اﻻس‬ ‫أما ما ي عل‬
‫ا ي جع إلى‬ ‫ل أو‬ ‫اي‬ ‫مع اه ا‬ ‫ال ع اد أن ن‬
‫قع‬ ‫اللﻐة أوﻻً فـ)ال ق م( مأخ ذ م ال ق ‪ ،‬وه ا ال ق‬
‫فﻲ‬ ‫فﻲ اﻷزم ة واﻷم ة وال ازل ال ع ة‪ ،‬ف ا م تق‬
‫ﻷح أو ل ﻲء م ال ل إﻻ‬ ‫شﻲء م ذل‬

‫و ن ذل م تق ﷲ ت ارك وتعالى‪ ،‬و ّ‬


‫أجل أن اع ه ا‬
‫ا س أتﻲ ه ما‬ ‫ال ق وأعلى وأع أن اع ه ا ال ق‬
‫اده‬ ‫ﷲ ت ارك وتعالى م شاء م‬ ‫لبق‬ ‫ي‬
‫وتق ه ‪ ،‬م أول ائه وخاص ه‪ ،‬ه ﻻء ح ل له م‬
‫أجل ه ه اﻷن اع‪ ،‬وأما )ال خ ( فه م ال أخ‬
‫ّ‬ ‫ال ق‬
‫وه ا أ اً ا فﻲ ال ق م قع فﻲ اﻷزم ة واﻷم ة‬
‫قع فﻲ شﻲء م ذل‬ ‫وال ازل ال ع ة ف ا م تأخ‬
‫ﻷح م ال اس أو ل ﻲء م اﻷش اء إﻻ ان م تأخ‬
‫ﷲ ع وجل‪ ،‬وله ا قال فﻲ مع ى )ال ق م( فﻲ ح ﷲ‬
‫ه و رادته‪،‬‬ ‫ق م و خ وف م‬ ‫ت ارك وتعالى ه ال‬
‫فعله وخلقه‪ ،‬وه ا‬ ‫ي عل‬ ‫ال‬ ‫م أن اع ال ب‬ ‫فال ق‬
‫‪2‬‬
‫نﻲ وش عﻲ‪ ،‬فال نﻲ ه تق ي‬ ‫على ن ع ‪:‬‬ ‫ال ق‬
‫ﷲ ع وجل فﻲ خلقه وت ه‪ ،‬ا فﻲ ق له ت ارك‬
‫اء‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ﻻ‬ ‫وتعالى‪ُ ﴿ :‬قل ﱠﻻ أَملِ ِلَْف ِ ﻲ ض ا وَﻻ َنْفعا ِإ ﱠ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ﱠ ۗ لِ ُ ِ‬
‫َجُل ُه ْ َف َﻼ َ ْ َْأخ ُ و َن َس َ‬
‫اع ًة ۖ‬ ‫اء أ َ‬
‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫إذا‬ ‫ۚ‬ ‫ل‬
‫ٌ‬ ‫َج‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫أمة‬ ‫ل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫َوَﻻ َ ْ َْق ِ ُم َن﴾)ي ن ‪ُ﴿ ،(٤٩:‬قل ﱠل ُ ِّم َع ُاد َي ْ ٍم ﱠﻻ‬
‫اع ًة َوَﻻ تَ ْ َْق ِ ُم َن﴾)س أ‪ ،(٣٠:‬وم ا‬ ‫ِ‬
‫تَ ْ َ ْأخ ُ و َن َع ْ ُه َس َ‬
‫ي خل فﻲ ال ق ال عل ال ب ال نﻲ‪ ،‬إص فاء ﷲ‬
‫ت ارك وتعالى م خلقه ما شاء وتق ه ‪ ،‬فا ت ارك‬

‫فﻲ ال سل م ب سائ ال ل ‪ِ﴿ ،‬إ ﱠن ﱠ َ‬ ‫وتعالى‬


‫ان َعَلى‬ ‫ع‬‫اص َ َفى آدم ون حا وآل ِإب ا ِ وآل ِ‬
‫ْ ٰ َ َ َ ُ ً َ َ َْ َ َ َ ْ َ َ‬
‫م‬ ‫ا‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اْلعاَل ِ ﴾)آل ع ان‪﴿ ،(٣٣:‬وِ ْذ َقاَل ِ اْل َﻼِ‬
‫ئ‬
‫َ َ ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اك عَلى ِن ِ‬
‫اء‬ ‫اك و َ ﱠه ِك واص َ َف ِ‬ ‫ِإ ﱠن ﱠ اص َ َف ِ‬
‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ال ِإ ﱠن‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬‫‪٤‬‬ ‫‪۲‬‬ ‫ان‪:‬‬ ‫ع‬ ‫)آل‬ ‫﴾‬ ‫اْلعاَل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اص َ َفاهُ َعَل ْ ُ ْ َوَزَادهُ َ ْ َ ًة ِفﻲ اْل ِعْل ِ َواْل ِ ْ ِ ۖ َ ُﱠ‬‫ﱠَ ْ‬
‫ِ‬
‫اء﴾)ال ق ة‪ ،(۲٤۷:‬فه ا له م ال ق‬ ‫ُي ْ تﻲ ُمْل َ ُه َم َ َ ُ‬
‫ال نﻲ‪ ،‬وعلى ل حال م ال ق ال عﻲ أن ﷲ ت ارك‬
‫‪3‬‬
‫وتعالى ق ﱠ م ما شاء م اﻷع ال‪ ،‬ف عل ال اف أوﻻً‬
‫وجعل ال ء ال فا‪ ،‬ن أ ا ب أ ﷲ ه‪ِ﴿ ،‬إ ﱠن‬ ‫ال‬
‫ال ﱠ َفا َواْل َ ْ َوةَ ِم َش َع ِائ ِ ﱠ ِ﴾)ال ق ة‪ ،(١٥٨:‬ا أنه‬
‫ت ارك وتعالى جعل م اس ال ج ُم تﱠ ة وف ح ه‬
‫وعلى مق ى عل ه‪ ،‬و ل جعل ه ه ال ار ُي أ‬
‫‪ ،‬وجعل ه ه ال ل ات‬ ‫ال ﻐ ث ال س ى ث ال‬
‫ذل م أل ان ال ق‬ ‫إلى غ‬ ‫ُم تﱠ ة ه ا ال ت‬
‫ﻼ على‬ ‫ال عﻲ‪ ،‬جعل ال ف ال ق م فﻲ ال ﻼة مف ً‬
‫ومﻼئ َ ِ ِه ﱠل َن على‬ ‫ِ‬ ‫غ ه م ال ف ف‪ ) ،‬ﱠ‬
‫إن ﷲَ‬
‫اﻷو ِل(‪َ) ،‬ل تَعَل َن ما فﻲ ال ﱠ ِ‬
‫ف ال ُ َق ﱠ ِم َل َان ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ال ِ‬
‫ف‬
‫ّ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫ّ‬
‫ُق ْ َع ًة( وه ا‪ ،‬فا ت ارك وتعالى ق م ما شاء‪ ،‬و خ ما‬
‫شاء وف ح ه وعل ه ﻻ معق ل ه وﻻ راد لق ائه‪،‬‬
‫ع‬ ‫و ل ال خ فا ت ارك وتعالى ي خ ما شاء‬
‫ن ًا‬ ‫ه ه ال خ ات فﻲ م اضعها‪ ،‬و ن ه ا ال أخ‬
‫ن ش ًا‪ ،‬فال ﻲ صلى ﷲ عل ه وسل ق ل‪َ) :‬ل ْ‬ ‫كا‬
‫ش ًا َقْ َل ِحِّل ِه‪ ،‬أ َْو ُي َ ِّخ َ ش ًا ع ِحِّل ِه(‪ ،‬ه ا ا‬ ‫ُ َع ِّ َل‬
‫‪4‬‬
‫اﻷرزاق‪ ،‬وه ا‬ ‫ًا ما ي عل‬ ‫اﻵجال‪ ،‬و ل أ‬ ‫ي عل‬
‫ر‪ ،‬وتع ل اﻹف ار‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ال عﻲ‪ ،‬تأخ‬ ‫ال أخ‬
‫ا ورد‬ ‫ًا تع ل ال ﻼة فﻲ أول وق ها‪ ،‬إﻻ‬ ‫و ل أ‬
‫الع اء ع أول‬ ‫ه ف ل فﻲ ال أخ ‪ ،‬و ل تأخ‬
‫‪ ،‬ل‬ ‫ال‬ ‫فﻲ وق‬ ‫وق ها‪ ،‬واﻹب اد فﻲ ال ه والع‬
‫ال عﻲ‪ ،‬فا ت ارك وتعالى ه ال خ ‪،‬‬ ‫ه ا م ال أخ‬
‫ﻼء ل اده‪ ،‬و ا ي خ ت ة‬ ‫ي خ ق ى ح ه اب ً‬
‫م شاء ا أخ أول ال ﻼثة ال ي ُخّلف ا فﻲ ال ة‬
‫ق ا ه ه ال ة‪ ،‬و ل أ ًا ي خ ر ا ت ارك وتعالى‬
‫اع ًة ۖ َوَﻻ‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫فﻲ آجال أق ام ﴿َفﺈذا جاء أَجُله َﻻ َأ ِ‬
‫ْخ‬
‫َ َ َ ُْ َْ ُ َ َ‬
‫َ ْ َْق ِ ُم َن﴾)اﻷع اف‪َ ﴿ ،(٣٤:‬وَﻻ َت ْ َ َ ﱠ ﱠ َ َغ ِاف ًﻼ َع ﱠ ا‬
‫َ ْع َ ُل ال ﱠ الِ ُ َن ۚ ِإﱠن َ ا ُي َ ِّخ ُ ُه ْ ِلَ ْ ٍم تَ ْ َ ُ ِ ِه‬
‫له‬ ‫ة وذل‬‫ْاﻷَْ َ ُار﴾)إب ا ‪ ،(٤۲:‬وه ا فﻲ ص ر‬
‫م صفاته الفعل ة‪ ،‬فﺈن ال ق م وال خ م صفات‬
‫ًا إلى صفات ال ات ل‬ ‫اﻷفعال‪ ،‬وه ا ي جعان أ‬
‫ي ه أهل العل فﻲ أوصاف ﷲ‬ ‫ال‬ ‫إلى ال ق‬ ‫ال‬
‫‪5‬‬
‫ت ارك وتعالى‪ ،‬قال أن ذل م صفات اﻷفعال أما‬
‫أن‬ ‫اﻷول واﻵخ فه ا م صفات ال ات‪ ،‬ول‬
‫ا أنه ا م صفات اﻷفعال‬ ‫قال أن ال ق م وال خ‬
‫فه ا م صفات ال ات اع ار أنه ا ق مان ال ات‪-‬‬
‫وال أخ ‪ ،‬وال اصل أن ﷲ ت ارك وتعالى ق م ما‬ ‫ال ق‬
‫ًا‬ ‫م أول ائه على غ ه ت‬ ‫شاء‪ ،‬ق م م أح‬
‫اده إلى‬ ‫وت قًا وه ا ة ورعا ة‪ ،‬و ق م م شاء م‬
‫اده ال‬ ‫مقامات ال ا ق ‪ ،‬و خ م شاء م‬
‫ق م ال ﻲء ع زمان ت قعه أو‬ ‫وال ﻻن‪ ،‬وه ال‬
‫ة عل ها فﻼ مق م ل ا أخ وﻻ م خ ل ا ق م‬ ‫يخهل‬
‫ي خ عق ة م شاء و ع ل عق ة م شاء‪.‬‬

‫م ال اب‬ ‫ثان ًا‪ -‬ما ي عل ب ﻻئل ه ي اﻻس‬


‫وال ة‪ :‬ل ي د ه ان اﻻس ان فﻲ اب ﷲ ت ارك‬
‫ﻐة‬ ‫وتعالى على س ل ال ة‪ ،‬ول ذل جاء‬
‫َنفُق ا ِم ﱠما‬
‫الفعل‪ ،‬ا فﻲ ق له ت ارك وتعالى‪﴿ :‬وأ ِ‬
‫َ‬
‫‪6‬‬
‫َح َ ُك ُ اْل َ ْ ُت َ َُق َل َر ِّب َل ْ َﻻ‬ ‫أ‬ ‫ﻲ‬ ‫اك ِم َق ِل أَن أِ‬
‫ْت‬
‫َ َ َ‬ ‫َرَزْقَ ُ ّ ْ‬
‫َك ِ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫ق‬ ‫ﱠ‬ ‫َص‬
‫ﱠ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ل‬ ‫َج‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬‫إ‬‫ِ‬ ‫ﻲ‬ ‫أَ ﱠخ تَِ‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ٰ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ال ﱠ ال َ ﴾)ال افق ن‪ ،(١٠:‬ﷲ ق ل‪َ﴿ :‬وَل ُي َ ّخ َ ﱠ ُ‬
‫َجُل َها﴾)ال افق ن‪ ،(١١:‬وقال‪ِ﴿ :‬إﱠن َ ا‬ ‫اء أ َ‬ ‫َنْف ً ا إذا َج َ‬
‫ُي َ ِّخ ُ ُه ْ لِ َ ْ ٍم تَ ْ َ ُ ِ ِه ْاﻷَْ َ ُار﴾)إب ا ‪ ،(٤۲:‬وقال‪:‬‬
‫ود ٍة ﱠل َُق ُل ﱠ َما‬
‫اب ِإَل ٰى أمة ﱠم ْعُ َ‬ ‫َ‬
‫ُُ َ َ‬‫ع‬ ‫ل‬
‫ْ‬‫ا‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬
‫خ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫﴿وَلِ‬
‫َ‬
‫َ ْ ِ ُ ُه﴾)ه د‪ ،(٨:‬وأما م سﱠة رس ل ﷲ صلى ﷲ‬
‫عل ه وسل فق ث ذل على س ل ال ة ا جاء فﻲ‬
‫فﻲ صلى ﷲ عل ه وسل فﻲ اس ف احه صلى ﷲ‬ ‫ال ي‬
‫عل ه وسل ل ﻼة ال ه ‪ ،‬و ه‪:‬‬
‫)ﱠ‬
‫وعَل ْ َ تََ ﱠ ْل ُ ‪ ،‬و َل ْ َ‬
‫آم ْ ُ ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫أس‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ﱠ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬
‫اغِف ْ لﻲ ما‬ ‫اك ْ ُ ‪َ ،‬ف ْ‬ ‫َأن ْ ُ ‪ ،‬وِ َ َخ َ‬
‫اص ْ ُ ‪ ،‬و َل ْ َ َح َ‬
‫أعَل ْ ُ ‪ْ ،‬أن َ ال ُ َق ِّ ُم‪،‬‬
‫أس َ ْر ُت وما ْ‬ ‫َق ﱠ ْم ُ وما أ ﱠخ ْ ُت‪ ،‬وما ْ‬
‫وأ َْن َ ال ُ َ ِّخ ُ ‪ ،‬ﻻ إَل َه ﱠإﻻ ْأن َ ( ف اء به ي اﻻس‬
‫عل ه ما جاء فﻲ‬ ‫ُمع ّ ف )ال ق م وال خ (‪ ،‬فه ا ي‬
‫ت ارك وتعالى م اﻷس اء‪ ،‬و ل‬ ‫ما قال‬ ‫ضا‬
‫‪7‬‬
‫علﻲ رضﻲ ﷲ ع ه فﻲ صفة‬ ‫ًا جاء فﻲ ح ي‬ ‫أ‬
‫صﻼة ال ﻲ صلى ﷲ عل ه وسل فﻲ آخ ما ق ل ب‬
‫اغ ِف ْ لﻲ ما َق ﱠ ْم ُ َوما أَ ﱠخ ْ ُت‪،‬‬‫ال ه وال ﻼم‪) ،‬ا ﱠلل ُه ﱠ ْ‬
‫َس َ ْف ُ ‪َ ،‬وما أ َْن َ أعل ه‬ ‫َعَل ْ ُ ‪َ ،‬وما أ ْ‬ ‫َس َ ْر ُت َوما أ ْ‬ ‫َوما أ ْ‬
‫ِمِّﻲ‪ ،‬أ َْن َ ال ُ َق ِّ ُم َوأ َْن َ ال ُ َ ِّخ ُ ‪ ،‬ﻻ إَل َه ﱠإﻻ أ َْن َ (‪ ،‬وجاء‬
‫ﻐة الفعل م ا ي ل على ال فة وذل فﻲ ق له‬ ‫ًا‬ ‫أ‬
‫َع َ ر ﱠ إلى ٍ‬
‫أجَل ُه‪،‬‬‫ام ِ أ ﱠخ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫صلى ﷲ عل ه وسل ‪) :‬أ ْ َ ُ‬
‫ال َق ْ ٌم‬ ‫ي‬ ‫ﻻ‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫اﻵخ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫فﻲ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫س‬ ‫ح ﱠى بﱠلﻐه ِسِ‬
‫ّ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫َي َأَ ﱠخ ُ و َن ح ﱠى ُي َ ِّخ َ ُه ُ ﱠ ُ(‪ ،‬فه ا مع ق له صلى ﷲ عل ه‬
‫أهل ال ِة َم ْ ِ َل ًة‬
‫وسل فﻲ ح ي أبﻲ سع فﻲ أ َْد َنى ِ‬
‫ال جل ال ص ف ﷲ وجهه ع ال ار ِقَ ل ال ة ومﱠل‬
‫قال‪) :‬أ ْ َر ِّب‪َ ،‬ق ِّ ْمِ ﻲ إلى ه ِ ه‬
‫له ش ة ذات ل ف َ‬
‫ِِ‬ ‫ال ﱠ َ َ ِة ُ‬
‫إن َف َعْل ُ‬ ‫أك ُن فﻲ ّلها‪ ،‬فقال ﷲ‪ْ :‬‬
‫هل َع َ ْ َ ْ‬
‫أن تَ ْ أََل ﻲ َغ ْ َها؟(‪ ..‬إلى آخ ال ي فقﱠ مه‬ ‫ذل َ َ ْ‬
‫ا ه معل م‬ ‫ﷲ إل ها‪ ،‬وجاء ذل م ًار فﻲ س اﻻته‪،‬‬
‫فﻲ ال ي ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ان‪ :‬ي ﻻن‬ ‫ثال ًا‪ -‬ما ي ل عل ه ه ان اﻻس ان ال‬
‫ب ﻻلة ال ا قة على ال ات وعلى ال فة‪ ،‬و ﻻلة‬
‫ي ﻻن على أح ه ا‪ ،‬إما ال ات و ما ال فة‪ ،‬وأما‬ ‫ال‬
‫ب ﻻلة الل وم فعلى ال اة والق م ة وال ع وال‬
‫ذل م‬ ‫والعل والق رة والﻐ ى والع ة والعل والع ة وغ‬
‫أوصاف ال ال ال ﻲ ﻻ ي ق ه ان ال صفان إﻻ ب ق‬
‫ن‬ ‫ق م و خ ﻻ ب أن‬ ‫ه ه اﻷوصاف‪ ،‬ع ﻲ ال‬
‫ن عل ًا‪ ،‬ﻻب أن‬ ‫ح ًا‪ ،‬ﻻب أن ن قاد ًار‪ ،‬ﻻب أن‬
‫ن ح ًا‪ ،‬ﻻب أن ن غ ًا وه ا‪ ،‬فه ا مع ى‬
‫دﻻلة الل وم‪ ،‬ع ﻲ يل م م ه أن ن ا و ا و ا‪،‬‬
‫فالعاج ﻻ ق م وﻻ ي خ ‪ ،‬ال ع وم ﻻ ق م وﻻ ي خ ‪،‬‬
‫ﻻ ق م وﻻ ي خ وه ا‪.‬‬ ‫ال‬

‫في ال ل وفي‬ ‫آثار ه ي اﻻس‬ ‫أما ما ي عل‬


‫ُوج وه أث له ي‬ ‫ال ع‪ ،‬ما ه اﻷ ث ال‬
‫‪9‬‬
‫تأمل فﻲ أح ال ه ا ال ل‬ ‫ل‬ ‫؟ فه ا‬ ‫اﻻس‬
‫ذل أن ﷲ ت ارك‬ ‫ًا فﻲ ه ا ال ع‪ ،‬ف‬ ‫وتأمل أ‬
‫وتعالى خل ال اوات س عًا واخ ار العل ا م ها ف علها‬
‫سه‬ ‫ها الق ب م‬ ‫م مﻼئ ه واخ‬ ‫م ق ال ق‬
‫وم ع شه وأس ها م شاء م خلقه‪ ،‬فلها م ة على‬
‫ًا م اخ اره وتق ه أنه‬ ‫سائ ال اوات‪ ،‬و ل أ‬
‫جعل ج ة الف دوس مف لة على سائ ال ان‪ ،‬مق مة‬
‫عل ها وجعل ع شه سقفاً لها‪ ،‬ﻷن ع شها ه سقف‬
‫ًا م ال ﻼئ ة رسﻼً‪ ،‬واخ ار م‬ ‫ال ح ‪ ،‬وه ا أ‬
‫ه ﻻء ال سل م ال ﻼئ ة عل ه ال ﻼة وال ﻼم ج ل‬
‫ًا اخ ار اﻷن اء وق ه وق مه على‬ ‫وم ال‪ ،‬و ل أ‬
‫غ ه م ول آدم‪ ،‬واخ ار م ه ال سل واخ ار م‬
‫ال سل أولﻲ الع م واخ ار م أولﻲ الع م ال ل ل َ إب ا‬
‫عل ه ا ال ﻼة وال ﻼم وه ا اخ ار انة م‬ ‫م‬
‫انة وق ﱠ م‬ ‫ًا على غ ه م‬ ‫ول إس اع ل‪ ،‬وق ﱠ م ق‬
‫ث اخ ار س ال ل‬ ‫ب ﻲ هاش على غ ه م ق‬
‫‪10‬‬
‫عل ه ال ﻼة وال ﻼم م ب ﻲ هاش وجعله ُمق مًا‬
‫ومف ﻼً‪ ،‬وه ا اخ ار له م ب العال ه ﻻء‬ ‫ُ‬
‫اﻷص اب اﻷ هار رضﻲ ﷲ تعالى ع ه ‪ ،‬اخ ار م ه‬
‫واﻷن ار وف له‬ ‫م ال هاج‬ ‫اﻷول‬ ‫ال ا ق‬
‫وق مه على غ ه ‪ ،‬ق ﱠ م أهل ب ر‪ ،‬ث أهل ب عة ال ض ان‬
‫على سائ اﻷص اب‪ ،‬اخ ار وقﱠ م له ه ا ال ي‬
‫ال امل‪ ،‬واخ ار له م ال ائع‪ ،‬أك لها وأف لها‪ ،‬واخ ار‬
‫ها وأ ه ها واخ ار ه ه‬ ‫له م اﻷخﻼق‪ ،‬أز اها وأ‬
‫اﻷمة مع أنها آخ اﻷم وقﱠ مها على سائ اﻷم ‪ ،‬ن‬
‫اﻵخ ون ال ا ق ن ي م ال امة فه ا م تق ه ت ارك‬
‫وتعالى ا قال صلى ﷲ عل ه وسل ‪) :‬أن ُ ْ ت ف َن‬
‫َس ع َ أ ﱠم ًة‪ .‬أن ُ ْ خ ُها وأَ ْك ُمها على ﱠ ِ(‪ ،‬وه ا ه‬
‫أهل‬
‫مقاماته وأع اله وأح اله ‪ ،‬فق جاء فﻲ ال ي ‪ُ ) :‬‬
‫صف ث ان َن ِم ه ه اﻷُ ﱠم ِة وأرع َن‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال ﱠة ع و َن وم ُة ّ‬
‫ِم سائ ِ اﻷ َُم ِ(‪ ،‬و ل أ ًا اخ ار ﷲ ت ارك وتعالى‬
‫اً‬ ‫م ال قاع أش فها فاخ ار ال ل ال ام‪ ،‬واخ ار أ‬
‫‪11‬‬
‫ًا‬ ‫ال ي ة مهاج ة ل ه صلى ﷲ عل ه وسل ‪ ،‬و ل أ‬
‫ال ق س‪ ،‬و ل فﻲ اﻷزم ة‪ ،‬فا ت ارك‬ ‫اخ ار ب‬
‫اﻷ ام ع ﷲ‬ ‫‪،‬ف‬ ‫وتعالى ف ل ع ها على ع‬
‫ا‬ ‫ت ارك وتعالى ي م ال ‪ ،‬وه ي م ال ج اﻷك ‪،‬‬
‫جاء فﻲ ال ي ‪) :‬أف َ ُل اﻷﱠا ِم ع َ ﱠ ِ ي ُم الﱠ ِ ث ﱠ‬
‫ه‬ ‫ي ُم الُقِّ ( وه ال م ال اد ع ‪ ،‬وجعل ي م ال‬
‫ي ه‪ ،‬و ل‬ ‫ي م ال ج اﻷك وجعل ع فة ُمق مة ب‬
‫أ ًا ف ﱠ ل ع ذ ال ة على غ ها م اﻷ ام فهﻲ‬
‫أف ل اﻷ ام ع ﷲ ت ارك وتعالى‪ ﴿ :‬وٱْلَف ِ ۞ وَل ٍ‬
‫ال‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ‬
‫َع ْ ٍۢ ﴾)الف ‪ (۲-١:‬واﻷصل أن الق ﻻ ن إﻻ‬
‫أم مع ‪ ،‬و ل ا نع ف فﻲ ال ي ‪) :‬ما ِم ْ أ ا ٍم‬
‫الح ف ه ﱠ أح ﱡ إلى ﷲِ ِم ْ ه ِه اﻷ ا ِم‬
‫ُ‬ ‫الع ُل ال‬
‫الع ِ (‪ ،‬وم ذل تف ل شه رم ان على سائ‬
‫اﻷخ ة على سائ ل ال ه‪،‬‬ ‫ل الع‬ ‫ال ه ر وتف‬
‫م ألف‬ ‫فهﻲ خ‬ ‫ل ل لة الق ر على تل الع‬ ‫وتف‬
‫له فﻲ‬ ‫شه ‪ ،‬فه ا م تق ه ت ارك وتعالى وتف‬
‫‪12‬‬
‫ًا فﺈن ﷲ ت ارك وتعالى قﱠ م وأ ﱠخ‬ ‫اﻷزم ة‪ ،‬و ل أ‬
‫ذل‬ ‫ه إلى أن تق م ال اعة‪ ،‬فق‬ ‫فﻲ مقادي ما ق‬
‫ب ه‬ ‫فﻲ الل ح ال ف ‪ ،‬وما م شﻲء إﻻ وه م‬

‫ُمقﱠ ر ق ل أن ن‪ ،‬ﷲ ت ارك وتعالى ق ل‪ ﴿ :‬أََل ْ َت ْعَل ْ‬


‫ض ۗ ِإ ﱠن َٰذِل َ ِفى ِ َٰ ٍ ۚ‬‫ٓء وٱ ْﻷ َْر ِ‬
‫َ َ‬
‫َن ﱠ عَل ما ِفى ٱل ﱠ ا ِ‬
‫أﱠ َ َْ ُ َ‬
‫ِإ ﱠن َٰذلِ َ َعَلى ﱠ ِ َ ِ ٌ ﴾)ال ج‪ ،(۷٠:‬وفﻲ ال ي ‪:‬‬
‫) َك َ ﱠ مَق ِادي ال َﻼِئ ِ َق ل أَن ْ ُل ال ﱠ ِ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫َْ ْ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬
‫قال‪َ :‬و َع ْ ُش ُه عَلى ال َ ِاء(‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫واﻷرض ِ ِ أَْلف س ٍ‬
‫ة‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َْ َ َ ََ‬
‫فه ا له م تق ه ت ارك وتعالى وتأخ ه‪.‬‬

‫اﻵجال والعق ات‬ ‫ًا ي خل ه ما ي عل‬ ‫و ل أ‬


‫ﻷق ام‬ ‫اده‬ ‫قه ل ع‬ ‫ال‬ ‫وال ﻻت وال‬
‫فﻲ آجاله و ع ل آجال آخ و ل ُ هل أق امًا فﻼ‬
‫ع به فﻲ ال ن ا وق أخ آخ وتُع ل عق ه فه ا‬
‫كله م م اه ه ا ال ق وال أخ ‪ ،‬ه ا فﻲ ال ل‬
‫ا‬ ‫ال ع فه ا‬ ‫وال ن واﻷم ال نﻲ‪ ،‬أما ما ي عل‬
‫‪13‬‬
‫ا ق مه ﷲ ت ارك وتعالى ش عًا وأ ﱠخ ه‪.‬‬ ‫ذ نا‬

‫أما خام ًا‪ -‬ففي ال ﻼم على آثار اﻹ ان به ي‬


‫عادة ه‬ ‫ان‬ ‫على ال م ‪ :‬فأول ذل‬ ‫اﻻس‬
‫دعاء ال ألة ﴿وِﱠ ِ‬
‫َف ْاد ُع هُ‬ ‫اء اْل ُ ْ َ ٰى‬ ‫َس‬
‫َْ ُ‬ ‫اﻷ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫اﻻس فﻲ‬ ‫ِب َها﴾)اﻷع اف‪ ،(١٨٠:‬ف ُ عى به ي‬
‫فﻲ ح ي علﻲ رضﻲ ﷲ تعالى‬ ‫ا‬ ‫ال قامات ال اس ة‬
‫أ اً فﻲ ق له‪ ) :‬ﱠلله ﱠ ل س َ ْ ُت‬ ‫و ل‬ ‫س‬ ‫ع ه ال‬
‫س َ وجهﻲ ﱠلل خَلقه وصﱠ ره‬ ‫آم ْ ُ ول أسَل ْ ُ‬
‫و َ‬
‫ص َرته وش ﱠ س َعه و َه ف َارك ﷲُ أح َ ُ‬ ‫فأح َ ُ‬
‫الله ﱠ ِ‬
‫اغف ْ لﻲ ما‬ ‫سل م ال ﻼة قال‪ ) :‬ﱠ‬ ‫ال الق (‪ ،‬و ذا ﱠ‬
‫َ‬
‫قﱠ ْم ُ وما أ ﱠخ ْ ُت وما أس َ ْر ُت وما أعَل ْ ُ (‪ ..‬إلى آخ‬
‫ال ي على ه ا اللف ‪.‬‬

‫ا فﻲ‬ ‫ال عاء ال صف‪،‬‬ ‫ًا ما ي عل‬ ‫و ل أ‬


‫أبﻲ ه ة رضﻲ ﷲ تعالى ع ه‪،‬‬ ‫حم حي‬ ‫ال‬
‫‪14‬‬
‫اء ب َ ال ِاد وَ ْ قى رُج ٌل‬ ‫و ه‪) :‬ث ﱠ ف غُ ﷲ ِم الق ِ‬
‫ُ ُ‬
‫رب‪ ،‬قِّ ْم ﻲ إلى‬ ‫ق ل‪ ) :‬ا ِّ‬ ‫ب َ ال ﱠ ِة وال ِار(‪ ،‬ه ال‬
‫ه ه ال ﱠ َ ِة‪ ،‬ث قِّ ْم ﻲ‪ ..‬إلى آخ ه(‪ ،‬فه ا سأل الفعل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ﱠ‬
‫ه ا ا ي عل ال ق م و ل أ ًا ال خ ‪) ،‬الله ﱠ اغف ْ‬
‫لﻲ ما قﱠ ْم ُ وما أ ﱠخ ْ ُت(‪ ،‬إلى أن قال‪) :‬أن َ ال ُ ق ِّ ُم‬
‫وأن َ ال ُ ِّخ ُ (‪ ،‬و ل فﻲ ح ي أبﻲ م سى اﻷشع‬
‫رضﻲ ﷲ تعالى ع ه‪ ،‬ه ا ال ة لل ال و ا ي عل‬
‫ادة‪،‬‬ ‫ال ادة ﴿َف ْاد ُع هُ ِب َها﴾)اﻷع اف‪ ،(١٨٠:‬دعاء‬
‫ا ي عل ال ادات القل ة ح ا ي م‬ ‫فﺈن ذل ي ث‬
‫عل الع‬ ‫اﻹن ان أن ﷲ ه ال ق م وال خ فﺈن ذل‬
‫ل عل ه‬ ‫ي جه إلى ﷲ ت ارك وتعالى و عل قل ه ه و‬
‫ﻷنه عل أنه ﻻ مق م ل ا أ ﱠخ وﻻ م خ ل ا ق ﱠ م ف ه ا‬
‫ومه ا سع ا ومه ا ب ل ا أن ق م ا ش ًا ق ل‬ ‫حاول ال‬
‫عن‬ ‫أوانه م ا قﱠ ره ﷲ ت ارك وتعالى له فﺈنه ﻻ‬
‫ع ن‪ ،‬إذا‬ ‫ذل ‪ ،‬ول أرادوا أن ي خ وا ش ًا فﺈنه ﻻ‬
‫اﻹن ان واج ع ع ه أهله وأح اؤه‪ ،‬وجاء‬ ‫اح ُ‬
‫‪15‬‬
‫ٍ‬‫ۢ‬
‫ع‬ ‫ۜ َراق﴾)ال امة‪ ،(۲۷:‬فه ا ﻻ‬ ‫اﻷ اء ﴿ َوِق َل َم ْ‬
‫ل ة واح ة‪ ،‬ول ان أمه‬ ‫أح أن ي خ أجله‬
‫أق ارها‪ ،‬ول ذه ا ه فﻲ‬ ‫اﻷ اء‪ ،‬ول اج ع م‬
‫أق ار ال ع رة‪ ،‬فﺈن ذل ﻻ ي أخ ‪ ،‬وله ا إذا ع ف‬
‫ل‬ ‫قة أيها اﻷح ة‪ ،‬فﺈنه‬ ‫الع ه ه ال‬
‫ة ره ت ارك وتعالى‪ ،‬فﻼ ي قى فﻲ‬ ‫ان إلى أق‬ ‫اﻹ‬
‫‪ ،‬فه ه اﻷم اض وه ه العلل ول‬ ‫أدنى ت‬ ‫القل‬
‫ان وقعها‬ ‫ة‪ ،‬ول‬ ‫خ‬ ‫ان‬ ‫ت اث ت فﻲ اﻹن ان‪ ،‬ول‬
‫ش ي ًا على اﻷس اع وفﻲ ال ف س فﺈن ذل ل ي خ‬
‫أجل اﻹن ان ول ُقﱠ م ل ة‪ ،‬ل ان اﻹن ان‬
‫ل ةم َ‬
‫ا‬ ‫ال اس وأصح ال اس و فعل ل اﻻح ا ات‬ ‫أق‬
‫ة وما إلى‬ ‫ﻐ ائه وص ه وراضة ج ه وال‬ ‫ي عل‬
‫ان ذل‬ ‫ذل فﺈنه إذا جاء اﻷجل ت قف ل شﻲء ول‬
‫علة‪ ،‬إذًا ل اذا القل ؟ ل اذا اﻻن عاج؟ ل اذا إذا‬ ‫م غ‬
‫م ض اﻹن ان أو م ض له أح وق ل له ه ا ال ض‬
‫ة أو ه ا م ض ع ال فﺈنه أخ ه‬ ‫م اﻷم اض ال‬
‫‪16‬‬
‫حاله ونف ه مع أن ذل ل‬ ‫ما ق ُ ب وما ُع ‪ ،‬وت ﻐ‬
‫اﻵجال‪ ،‬ﻻ ق مها‪،‬‬ ‫ﻐ فﻲ أجله ش ًا‪ ،‬ال ض ﻻ ﻐ‬
‫ن‬ ‫ة‪ ،‬إذًا‬ ‫ك ا أن العا ة والق ة ﻻ ت خ اﻵجال ل‬
‫الع فﻲ س ه إلى ره ت ارك وتعالى فﻲ غا ة‬
‫العال ة‬ ‫ل ال ات‬ ‫ان‪ ،‬و عى جاه ًا فﻲ ت‬ ‫اﻻ‬
‫وال ق م فﻲ اعة ﷲ ت ارك وتعالى و ا ي فعه و فعه‪،‬‬
‫ا ق ل ال اف اب ال‬ ‫فه ا ه ال ل ب‪ ،‬فالع‬
‫رح ه ﷲ سائ ﻻ واقف‪ ،‬فﺈما إلى ف ق و ما إلى أسفل‪،‬‬
‫عة‬ ‫فﻲ ال‬ ‫و ما إلى اﻷمام و ما إلى ال راء‪ ،‬ق ل ول‬
‫عة وق ف ال ة‪ ،‬ﻻ ي ج وق ف‪ ،‬ق ل ما‬ ‫وﻻ فﻲ ال‬
‫أس ع ﻲ إلى ال ة أو إلى ال ار‪،‬‬ ‫ه إﻻ م احل تُ‬
‫واقف‬ ‫ف ُ ع وم ئ وم ق م وم أخ ‪ ،‬ول فﻲ ال‬
‫وفﻲ ال عة‬ ‫ال ة و ن ا ي الف ن فﻲ جهة ال‬
‫ٓء‬‫ا‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫وال ء‪ِ ﴿ ،‬إﱠنها َِﻹح َ ٱْل ُ ِ ۞ َن ِ ي ا ِّلْل َ ِ ۞ ِ‬
‫ل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِم ُ ْ أَن َي ََق ﱠ َم أَْو َي َأَ ﱠخ َ ﴾)ال ث ‪ ،(٣۷-٣٥:‬ق ل ول‬
‫ل ال‬ ‫واقفاً إذ ﻻ م ل ب ال ة وال ار وﻻ‬ ‫ي‬
‫‪17‬‬
‫ل ي ق م إلى ه ه اﻷع ال‬ ‫ال ار ال ة ف‬ ‫إلى غ‬
‫ةهاه‬ ‫اﻷع ال ال‬ ‫ال ال ة فه م أخ إلى تل‬
‫ال ق م ال قﻲ ه ا ال ي ﻐﻲ أن ّ اﻹن ان و ه‬
‫فﻲ ل ه وأن ت جه اله إل ه‪ ،‬أما اﻷم ر ال ﻲ ل‬
‫ب اﻹن ان ف ع ذل إلى خالقه ع ًا ع القل ‪ ،‬ع ًا‬
‫ًا أن‬ ‫ع اﻹض اب‪ ،‬ع ًا ع اﻹن عاج‪ ،‬وه ا أ‬
‫الع إلى ح ة ﷲ ت ارك وتعالى ال الﻐة فﻲ‬
‫ما أ ﱠخ وأن أ أم ق قﱠ مه ﷲ‬ ‫ما ق ﱠ م وتأخ‬ ‫تق‬
‫ت ارك وتعالى أو أ ﱠخ ه ف ل على وف العل ال‬
‫ع اﻷم ر فﻲ م اضعها‬ ‫ة ال امة ح‬ ‫ال امل وال‬
‫و قعها فﻲ م اقعها‪ ،‬ف ل له ي جع إلى ه ا‪ ،‬وم ث ﱠ‬
‫فﺈن اﻹن ان ﻻ ع ل ش ًا أ ﱠخ ه ﷲ ت ارك وتعالى‪،‬‬
‫شﻲء قﱠ مه ﷲ ع وجل‪ ،‬و ن ا‬ ‫تأخ‬ ‫ل‬ ‫ك ا أنه ﻻ‬
‫إل ه‬ ‫ت ن إرادته ت عًا ﻹرادة ﷲ جل جﻼله ﻷنه‬
‫ب ب ه‪ ،‬ه ا اﻹن ان ل تأمل فﻲ حاله‬ ‫إل ه و‬ ‫و‬
‫ن‬ ‫ان وال‬ ‫ال ائ ة‪ ،‬وه فﻲ غا ة اﻹ‬ ‫ح اي‬
‫‪18‬‬
‫أ قل ‪ ،‬مع أنه ﻻ ع ف قائ ال ائ ة وﻻ‬ ‫ع‬ ‫وﻻ‬
‫إلى قائ‬ ‫ع ف ع مهارته ش ًا‪ ،‬فﻼ قل و ه‬
‫ال ائ ة و ق ل‪) :‬ان ه‪ ..‬حاس ‪ ..‬ﻻ ت ع‪ ..‬ﻻ‬
‫أن‬ ‫ذل ‪ ،‬و ن ا ت‬ ‫شﻲء م ال ه ل أو ال عاس( أو ن‬
‫الع‬ ‫ب ول ا ي ام وه ق‬ ‫ه ا اﻹن ان أكل و‬
‫ت‪،‬‬ ‫فﻲ ال ار‪ ،‬ه ا وه مع‬ ‫ح ى يه‬
‫ئ‪ ،‬وال هل‬ ‫ه م الع ارض‪ ،‬و‬ ‫ه ما‬ ‫و‬
‫إل ه ه ا‬ ‫ل جان ‪ ،‬ومع ذل ن‬ ‫هم‬
‫إلى‬ ‫ال اء واﻷرض‪ ،‬أﻻ ت‬ ‫ب‬ ‫ان ون‬ ‫اﻹ‬
‫ل‬ ‫خل ه ا ال ن أج عه و عل‬ ‫ﷲ وجل ال‬ ‫تب‬
‫ح ة رمل وما دونها ه‪ ،‬فه ال ُ ّ ف ه ه اﻷك ان‬
‫إلى أن م ب ه ا ال ن‬ ‫و ب ها ف ق الع ‪ ،‬ا‬
‫ةﻻ‬ ‫وال‬ ‫ال ب‬ ‫ه فﻲ غا ة العل واﻹحا ة وح‬
‫إلى م ا عة وﻻ إلى قل و ن ا حال ا فﻲ‬ ‫اج ذل م‬
‫على‬ ‫الع ائ ح ا ت‬ ‫ال ع‬ ‫ه ه أيها اﻷح ة‬
‫ذل وته د م‬ ‫ال اب أو ن‬ ‫ُمقﱠ م ال ارة أو م‬
‫‪19‬‬
‫ل له ت قف‬ ‫ق د ه ه ال ارة أنه إن ل‬ ‫ع أو م‬
‫إلى ال لﻲ‬ ‫ذل أنها س‬ ‫ال عة أو ن‬ ‫أو يهّ‬
‫ي ها‬ ‫ع ها‪ ..‬إذا رفع‬ ‫أنها إذا ت ل‬ ‫ع ها‪ ،‬هﻲ ت‬
‫ها‬‫ع ُمق مها أن ه ه ال ارة س فل ‪ ،‬وأنه س‬
‫ال وه‪ ،‬وما عل أن ه ه ال ﻻ أث لها ول ه شﻲء‬
‫اﻹن ان أح انًا ح ا‬ ‫ه اﻹن ان فﻲ نف ه ول ل ت‬
‫أح انًا ح ا‬ ‫ُب ّ ًا‬ ‫ه أو راك ًا ﻻ‬ ‫ن فﻲ م‬
‫ه شﻲء م اﻹض اب ت‬ ‫قع له‬ ‫ل له أم‬
‫ﻐ‬ ‫ش ًا مع أن ه ا اﻹم اك ل‬ ‫اول أن‬ ‫أنه‬
‫ﻐ ب جله ق ة وه راك ‪،‬‬ ‫أنه‬ ‫‪ ،‬وت‬ ‫ش ًا م ا‬
‫ًا ول ا آل ه‬ ‫ﻼ وﻻ‬
‫مع أن ه ا ال ﻐ ل ي ث قل ً‬
‫فﻲ ه ه‬ ‫ن ل ل أدنى تأث ‪ ،‬ف‬ ‫رجله‪ ،‬دون أن‬
‫ات ا وما نقل عل ه وما‬ ‫ل‬ ‫اي‬ ‫ال ال أيها اﻷح ة‬
‫ه‬ ‫ال‬ ‫ي ب نا ه العل ال‬ ‫ه وال‬ ‫ن عج‬
‫اﻷعل ا ُ ل ا ه اﻷعل‬ ‫ال ا ه‬ ‫اﻷعل‬
‫الل ِ ُ ﴾)ال ل ‪،(١٤:‬‬
‫خَل وه ﱠ‬
‫َ َ َ َُ‬ ‫لقه ﴿أ ََﻻ َ ْعَل ُ َم ْ‬
‫‪20‬‬
‫عل دقائ اﻷش اء وه أ ًا ُ ّ اﻷل اف إلى‬ ‫ل‬
‫عل ال فا ا‪ ،‬فق عل ال ل ق‬ ‫ال‬ ‫اده‪ ،‬ال‬
‫اه ًا م اﻷم ر ل ه ﻻ عل ال فا ا‪ ،‬وﻻ عل ال قائ ‪،‬‬
‫ل ال لل‬ ‫أن‬ ‫فى عل ه خا ة‪ ،‬ﻻ‬ ‫ﷲﻻ‬
‫نق‬ ‫ل‬ ‫أن‬ ‫فﻲ العل وﻻ‬ ‫نق‬
‫ت ارك‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫اﻷش اء‪ ،‬ل ذل‬ ‫ة‪ ،‬ت ق‬ ‫فﻲ ال‬
‫اﻹن ان وﻻ قل‬ ‫وتعالى على أك ل ال ج ه‪،‬‬
‫ا ع ق أنه م م ال ه أو‬ ‫ل اذا تأخ اﻷم الفﻼنﻲ‬
‫له‪َ ﴿ ،‬و َع َ ٰى أَن تَ ْ َ ُه ا‬ ‫تق م‪ ،‬فﺈنه ﻻ ي ر أي ال‬
‫َشْ ًا َو ُهَ َخ ْ ٌ ﱠل ُ ْ ۖ َو َع َ ٰى أَن تُ ِ ﱡ ا َش ْ ًا َو ُهَ َشﱞ ﱠل ُ ْ ۗ‬
‫َ ﱠ ُ َ ْعَل ُ َوأَن ُ ْ َﻻ تَ ْعَل ُ َن﴾)ال ق ة‪ ،(۲١٦:‬تأخ ال ف ‪،‬‬
‫‪ ،‬فه ا القل‬ ‫تأخ ت ال ائ ة ث ماذا؟ ﻻ ت ر أي ال‬
‫واﻹن عاج ﻻ م ضع له وه ا‪ ،‬إن ا ي ﻐﻲ أن ي جه‬
‫م اب ﷲ وم ضاته وال ع ل أداء‬ ‫اﻹن ان إلى تق‬
‫ًا أن نق م م ق مه ﷲ ت ارك‬ ‫حق ق ال ل وه ا أ‬
‫وال ان‬ ‫وتعالى واخ اره واص فاه على غ ه‪ ،‬ففﻲ ال‬
‫‪21‬‬
‫ا ل م ه ال اس وما ل م ه‬ ‫وما إلى ذل‬ ‫وال ﻐ‬
‫اﻷش اء‪ ،‬فﺈن ا نق م م اب ﷲ ت ارك وتعالى ونق م م‬
‫اج ََ ُح ا‬ ‫ي‬ ‫أح ه وق مه على غ ه ‪ ﴿ ،‬أَم ح ِ ﱠال ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫اء‬ ‫س‬ ‫ات أَن ﱠن عَله َ ﱠالِ ي آم ا وع ِ ُل ا ال ﱠ ِال ِ‬
‫ات‬ ‫ال ﱠ ِ َ ِ‬
‫ََ ً‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ َ‬ ‫ْ َ ُْ‬ ‫ّ‬
‫اء َما َ ْ ُ ُ َن﴾)ال اث ة‪ ،(۲١:‬وه ا‬ ‫اه ْ َو َم َ اتُ ُه ْ ۚ َس َ‬
‫ﱠم ْ َ ُ‬
‫جاء فﻲ س ة ع اب ال اب رضﻲ ﷲ تعالى ع ه‬
‫أسل‬ ‫ع إسﻼمه م‬ ‫اء ق‬ ‫أنه وقف على ا ه‬
‫وال ارث اب ه ام‬ ‫عام الف ح سه ل اب ع و العام‬
‫وأب س ان اب ح وج اعة م ه ﻻء ال لقاء‪ ،‬اس أذن ا‬
‫رضﻲ ﷲ تعالى ع ه‪ ،‬فأذن ق له ل ه‬ ‫على ع‬
‫تق م إسﻼمه ‪ ،‬ف أن ه ﻻء ق وج وا فﻲ‬ ‫و ﻼل م‬
‫أ َذن له ﻻء‬ ‫أنف ه ‪ ،‬وقال ع ه ‪َ ) :‬ل َأر ال ِم ق !‬
‫الق م ِّإنﻲ‬ ‫الع ِ و ُ ك ا على اِه‪ ،‬فقال أح ه ‪ :‬أﱡيها‬
‫ا على‬ ‫ِ‬
‫وجه إن ُ ْ ُ غ اًا فاغ َ‬‫ﷲِ أر فﻲ ِ‬
‫ود ِع ُ فأس َع ا وأ َ أْتُ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أنف ِ‬
‫ُدعﻲ الق ُم إلى اﻹسﻼم ُ‬
‫إذا ُدع ا ي َم ال ِ امة وتُ ؟!(‪ ،‬ه ا ال ان! تُق م‬ ‫ف‬
‫‪22‬‬
‫رضﻲ ﷲ تعالى ع ه ف ض‬ ‫م وت خ م ؟ ع‬
‫مافض‬ ‫ﻷسامة اب ز رضﻲ ﷲ تعالى ع ه أك‬
‫م الع اء ﻻب ه ع ﷲ اب ع ‪ ،‬فل ا ُس ل ع ه ا‪:‬‬
‫ل اذا تُف ل أسامة وه م صﻐار ال ا ة واب ع‬
‫م صﻐار ال ا ة‪ ،‬هﻼ س ﱠ ب ه ا؟ فقال‪ ) :‬ا ُب ﻲ‬
‫ّ‬
‫كان ز ‪ -‬ع ﻲ اب حارثة وال أسامة رضﻲ ﷲ ع‬ ‫َ‬
‫صلى ﷲُ عل ه‬ ‫ال ع‪ -‬ان ز أح ﱠ إلى رس ِل ﷲِ ﱠ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﷲ‬ ‫ى‬ ‫وسل ِم أب و ان أُسام ُة أح ﱠ إلى رس ِل ﷲِ ﱠ‬
‫صل‬ ‫ﱠ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلى ﷲُ عل ه‬ ‫وسل م فآثَ ت ح ﱠ رس ِل ﷲِ ﱠ‬‫عل ه ﱠ‬
‫ُ‬
‫َ ْ ُ‬
‫ﱠ‬
‫وسل على ُحِّﻲ(‪ ،‬ﻻح ق م أسامة على ول ه‪ ،‬ل اذا؟‬
‫أسامة أك ‪،‬‬ ‫ان‬ ‫ﻷن ال ﻲ صلى ﷲ عل ه وسل‬
‫غ ه و نقّ م‬ ‫وه ا ح ا نق م ش ع ﷲ وح ه على ح‬
‫ذل على أه ائ ا وشه ات ا وم ات أنف ا وه ه ح قة‬
‫الع د ة ﴿ ِإﱠن ا ان َق ل اْل ِمِ ِإ َذا دع ا ِإَلى ﱠ ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُْ َ‬
‫َوَرُس لِ ِه ِلَ ْ ُ َ َب ْ َ ُه ْ أَن َُق ُل ا َس ِ ْع َا‬
‫ان لِ ُ ْ ِم ٍ َوَﻻ ُم ْ ِمَ ٍة ِإ َذا‬‫َوأَ َ ْعَا﴾)ال ر‪َ ﴿ ،(٥١:‬و َما َ َ‬
‫‪23‬‬
‫ِ ِ‬
‫َق َ ى ﱠ ُ َوَرُس ُل ُه أ َْم ًا أَن َ ُ َن َل ُه ُ اْل َ َةُ م ْ‬
‫أ َْم ِ ِه ْ ﴾)اﻷح اب‪ ،(٣٦:‬فه ا ﻻ م ال ﻹت اع اﻷه اء‬
‫على مأم ر ﷲ ت ارك وتعالى‪،‬‬ ‫ال ف‬ ‫ح‬ ‫وتق‬
‫ع أن نق م ما ق مه ﷲ‬ ‫ا ي عل به ا ال‬ ‫ًا‬ ‫كل أ‬
‫ت ارك وتعالى‪ ،‬فﻼ نق م ال وب على ال اج ‪ ،‬ن أ‬
‫إلى ﷲ‬ ‫ﻲء أح‬ ‫‪ ،‬فﺈنه ما تق ب ال اد‬ ‫الف ائ‬
‫ونع ﻲ‬ ‫ت ارك وتعالى م ا اف ضه عل ه ‪ ،‬ف أ الف ائ‬
‫ال وات ‪ ،‬وما تأك م‬ ‫‪ ،‬ث ع ذل ال‬ ‫الف ائ‬
‫م ات ها ودرجاتها‪،‬‬ ‫‪ ،‬ث ع ذل ال افل‬ ‫ال‬
‫عة واسعة‪ ،‬ف ها واج ات وف ها‬ ‫فه ه ال ادات‪ ،‬ه ه ال‬
‫م و ات وه ه ال و ات على م ات ‪ ،‬إذا ن ت فﻲ أ‬
‫ﻼ فالف ض‬
‫ام م ً‬ ‫اب م اﻷب اب‪ ،‬فﺈذا ن ت إلى ال‬
‫ه م م‪ ،‬فأف ل‬ ‫رم ان وتأتﻲ أوقات فاضلة‪،‬‬
‫ل‬ ‫م‪،‬‬ ‫ام ع شه رم ان ه شه ﷲ ال‬ ‫ال‬
‫م ذ‬ ‫ًا م ل ي م ع فة وعاش راء و ل الع‬ ‫أ‬
‫ل شه‬ ‫اً ص ام ثﻼثة أ ام م‬ ‫ة‪ ،‬و ل أ‬ ‫ال‬
‫‪24‬‬
‫‪ ،‬فه ه أف ل م غ ها‪ ،‬وه ا وفﻲ‬ ‫وال‬ ‫واﻹث‬
‫ي مًا وﻻ‬ ‫م ي مًا وأن ف‬ ‫م‪ ،‬أن‬ ‫أف ل ال‬
‫ذل ‪،‬‬ ‫ت ل إلى غ‬ ‫ان‬ ‫ي ار مع نف ه ول‬
‫ل قال اﻹن ان أنا أر أن أص م ال ه ‪ -‬ل ال ه ‪-‬‬
‫م إلى ﷲ‬ ‫ال‬ ‫على ذل ‪ ،‬قال له أف ل‪ ..‬أح‬ ‫وأق‬
‫ه ص ام داوود عل ه ال ﻼة وال ﻼم‪ ،‬ل أراد اﻹن ان‬
‫اﻷولى‪،‬‬ ‫أن ق م الل ل له فﻲ رم ان فﻲ الع‬
‫و ق ل‪ :‬أنا أق على ه ا‪ ،‬نق ل ه ا ﻻ ُ ع‪ ،‬أن ُ ﻲ‬
‫اﻷولى م رم ان فﻲ ال ام‪،‬‬ ‫الل ل له فﻲ الع‬
‫فﻲ نف ه‬ ‫ان‬ ‫اﻷواخ ‪ ،‬ول‬ ‫و ن ا ُ ﻲ الع‬
‫ش ﱠعه ال ﻲ‬ ‫وع ال‬ ‫ن ا ًا‪ ،‬فﺈن إت اع الع ل ال‬
‫واﻹش ﻐال والع ل‪،‬‬ ‫صلى ﷲ عل ه وسل أولى ال ق‬
‫اﻹن ان فﻲ م ل ال ف‬ ‫ًا أن ي‬ ‫وه ا أ‬
‫ﱠِ‬
‫وم اتها‪ ،‬فا ت ارك وتعالى ق ل‪َ﴿ :‬ا أَﱡي َها ال ي َ‬
‫آم ُ ا َﻻ تَُقِّ ُم ا َبْ َ َي َ ِ ﱠ ِ َوَرُس ِل ِه ۖ َواتﱠُق ا‬
‫َ‬
‫ﱠ َ﴾)ال ات‪ ،(١:‬ﻻ تق م ا ﺈق اح وﻻ ب أ وﻻ‬
‫‪25‬‬
‫ذل إن ا ه اﻹذعان واﻹن اد‬ ‫ﺈع اض وﻻ ﻐ‬
‫ًا ﻻ ن خ ما ق مه ﷲ ع وجل‪ ،‬ﻻ‬ ‫ال امل‪ ،‬وه ا أ‬
‫ًا ال ﻼة ع‬ ‫ن خ ال ﻼة ع وق ها وﻻ ن خ أ‬
‫اﻹض ار إن ان لل ﻼة‬ ‫اﻹخ ار إلى وق‬ ‫وق‬
‫وعة ع ﻲ‬ ‫وق ان وقل م ل ذل فﻲ سائ اﻷع ال ال‬
‫ة إلى إش اك‬ ‫ﻼ إلى ع الﻐ وب‬
‫م ً‬ ‫ﻻ ن خ الف‬
‫ًا‬ ‫م وع و ل أ‬ ‫ﻼ فﺈن ه ا الع ل غ‬
‫مم ً‬ ‫ال‬
‫فﻲ اﻷع ال‬ ‫نق م سائ م اب ﷲ ت ارك وتعالى ون‬
‫ال ﻲ نْق م بها على ﷲ ت ارك وتعالى‪َ ﴿ ،‬ك ﱠﻼ ِإ َذا د ﱠك ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صفا ۞‬ ‫صفا َ‬ ‫اء َرﱡ َ َواْل َ َل ُ َ‬‫ض َدكا َدكا ۞ َو َج َ‬ ‫ْاﻷ َْر ُ‬
‫ان َوَأﱠن ٰى َل ُه‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫اﻹ‬
‫ْ‬ ‫ﱠ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫و ِجﻲء ي مِ ٍ ِ هﱠ ۚ ي مِ ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ َ َْ َ َ ُ‬
‫ال ِّ ْك َ ٰ ۞ َُق ُل َا َل ْ َِ ﻲ َق ﱠ ْم ُ ِل َ َ ِاتﻲ﴾)الف ‪-۲١:‬‬
‫ة‬ ‫‪ (۲٤‬ف ى ع ها اﻹن ان أنه قﱠ م لل اة ال‬
‫قﻲ فه ا أوان ال ق ‪ ،‬واﻹن ان ﻻ ي ر‬ ‫ق ل ال‬ ‫وال‬
‫ة ي افﻲ‪ ،‬ف أل ﷲ ع وجل أن ي فع ا‬ ‫فﻲ أ ل‬
‫ا س ع ا و عل ا و اك ه اة مه ي ‪ ،‬ﷲ أعل‬ ‫و اك‬
‫‪26‬‬
‫وآله وص ه‪.‬‬ ‫وصلى ﷲ على ن ا م‬

‫‪27‬‬

You might also like