‫‪:‬الموضوع الثالث‬

‫ناقش سمات العمارة والتصميم الداخلي في األبنية البيزنطية ‪ ,‬وبين تأثير الفنون الكالسيكية على‬
‫هذا العصر ‪ ,‬وما هو دورها في الطرز الفنية الالحقة‬

‫سمات العمارة والتصميم الداخلي في األبنية البيزنطية‬

‫مالمح التصميم الداخلي والمساقط األفقية‬
‫كانت فكرة رفع القاعة المركزية وغرف المعيشة من مستوى األرض إلى الطابق األول‬
‫واستخدام الطوب المكسو بالرخام المكلف‬
‫وجود المصاطب‪-‬‬
‫كان األثاث على نطاق واسع مصنوع من الفضة أو الذهب‬
‫تم استغالل البرونز في الصب الضخم مثل األبواب‬
‫كانت الغرفة األكثر أهمية تتضمن عرض االثار الدينية والتفاصيل المذهلة‬
‫استخدموا سقف منحوت ومذهّب سجادة فاخرة على أرضيات من الرخام أو الخشب‬
‫غطت الفسيفساء واللوحات الجدارية الجدران واألقبية بالطبع المواضيع كانت دينية‬
‫وأما من حيث التفاصيل‪ -‬المعمارية الداخلية فكانت أقرب ما تكون لتفاصيل العمارة الرومانية ‪,‬‬
‫وأساسها الطراز األيوني والطرازين الكورنثي والمركب ‪ ,‬وذلك بعد إدخال عدة تعديالت على‬
‫هذا الطراز بما يتناسب مع الطراز الجديد ‪ .‬وأهم هذه االبتكارات والمستحدثات في هذا الشأن ‪,‬‬
‫هو ما ظهر من اتساع تيجانها إلى الخارج ‪ ,‬ووضع جلسة مربعة أعلى هذه التيجان مباشرة ‪,‬‬
‫وذلك لتحسين حمل العقد الذي يبتدئ من هذا المنسوب مباشرة وبدون استعمال التكنة الرومانية‬
‫‪ .‬المعتادة‬
‫من سمات العمارة البيزنطية نظام القبة والزخرفة القائم على الرخام متعدد األلوان‬
‫لقد كانت القباب وما أدخل عليها من ابتكارات في أوضاعها وطرق إنشائها هي أهم ما يميز‬
‫عمارة ذلك العصر ‪ ,‬وخاصة استعمال المثلثات الكروية لحمل تلك القباب على الصاالت المربعة‬
‫تحتها وذات الشبابيك الصغيرة في محيطها أو محيط ذلك الجزء االسطواني ‪ .‬وعلى أثر ذلك‬
‫تطور المسقط األفقي للكنائس في ذلك العصر بما يتماشى مع استعمال القباب‪, -‬فأصبح المسقط‬
‫عبارة عن صحن مربع كبير فوقه القبة الرئيسية ‪ ,‬وله أذرع أربعة تكوّ ن معه شكل صليب‬
 ‫وسقف كل من هذه األذرع على شكل قبوة أو نصف قبة ‪ ,‬أما األركان األربعة المحصورة بين‬
‫الصحن وتلك األذرع فكانت أسقفها إما قباب صغيرة أو مصابات ‪ .‬كما ميّزت الفتحات‪ -‬الدائرية‬
‫في القباب والجدران هذا الطراز بشكل واضح (أطلق عليها أوكولوس) ‪ ,‬حيث استخدمت بشكل‬
‫واسع في سوريا وتركيا بالقرنين الخامس والسادس ‪ ,‬ومجددا في القرن العاشر ‪ .‬وقد اشتهر‬
‫المهندسون في ذلك العصر باإلبداع والتفوق في التكوين المعماري لهذه القباب‪ -‬مع بعضها من‬
‫كبيرة وصغيرة ونصف قباب ‪ ,‬مما جعلها فريدة من نوعها على مر الزمن‬
 ‫تأثير الفنون الكالسيكية على العصر البيزنطي‬

‫مع بداية العهد البيزنطي اخذت الفنون الكالسيكية في الضعف واصبحت بدون الهام قوي ‪ ،‬ومن‬
‫هنا وصف بعض النقاد الفن البيزنطي انه نشأ من ضعف الفنون الكالسيكية وأدانوا الفن‬
‫البيزنطي بتدهوره عندما فقد المثالية والمحاكاة التي ميزت الفن الروماني واالغريقي‬

‫لكن للحكم على الفن البيزنطي يجب األخذ في االعتبار معايير اخرى وادراك أن الكالسيكية‬
‫ليست القالب‪ -‬الوحيد للشكل الفني‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬دور الفنون الكالسيكية في الطرز الفنية الالحقة‬

‫يشير الفن الكالسيكي إلى األعمال الفنية المتأثرة بالثقافة اليونانية والرومانية القديمة‬
‫يشير الفن الكالسيكي فقط إلى ذلك الفن الذي تم إنتاجه خالل العصور القديمة الكالسيكية ‪ .‬ومع‬
‫ذلك فقد أصبح هذا المصطلح أيضا يستخدم بالعامية لوصف عدد من الحركات التمثيلية من القرن‬
‫الثامن قبل الميالد حتى يومنا هذا‬
‫تشمل األمثلة على الحركات التي توصف غالبا بالفن الكالسيكي الباروك وعصر النهضة‬
‫والكالسيكية الجديدة‬
‫التأثيرالكالسيكي على الفن الحديث ال يقتصر على الفن من العصور القديمة‬
‫من بين الخيوط المركزية التي تمر عبر كل الفنون الكالسيكية هي اإلنسانية‬
‫كانت الموضوعات اإلنسانية واضحة بشكل خاص منذ عصر النهضة فصاعدا ‪ .‬وهنا نرى ربما‬
‫أوضح تأثير كالسيكي على الفن الحديث‬
‫يشمل الفن الكالسيكي ثقافات‪ -‬اليونان وروما ويبقى حجر الزاوية للحضارة الغربية ‪ .‬بما في ذلك‬
‫االبتكارات في الرسم والنحت والفنون الزخرفية والهندسة المعمارية ‪ ,‬سعى الفن الكالسيكي إلى‬
‫تحقيق المثل العليا للجمال‪ -‬واالنسجام والتناسب ‪ ,‬حتى مع تغير وتغيير تلك المثل على مر القرون‬
‫على مدى ما يقرب من ‪ 1200‬عام ‪ ,‬احتلت مثل الجمال‪ -‬البشري والتناسب موضوع الفن ‪ .‬تم‬
‫تبني االختالفات‪ -‬في هذه المثل العليا الحقا خالل عصر النهضة في إيطاليا ومرة أخرى خالل‬
‫االتجاه الكالسيكي الجديد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في جميع أنحاء أوروبا ‪ .‬تشبثت‬
‫دالالت الفضيلة األخالقية واالستقرار بالفن الكالسيكي ‪ ,‬مما جعله جذابا للدول والجمهوريات‬
‫الجديدة التي تحاول إيجاد مفردات جمالية إليصال قوتها ‪ ,‬بينما تعرضت الحقا في القرن‬
‫العشرين للهجوم من قبل الفنانين المعاصرين الذين سعوا إلى تعطيل وقلب السلطة والمثل‬
‫التقليدية‬
 ‫‪:‬الموضوع الرابع‬
‫وصف سمات الطراز الغوطي فيما يخص التصميم الداخلي ‪ ,‬منشأه ‪ ,‬تطوره ‪ ,‬وما المؤثرات‬
‫العقائدية التي صبغت هذا التصميم‬
‫سمات الطراز القوطي فيما يخص التصميم الداخلي‬
‫الطراز القوطي في التصميم الداخلي يتميز بالكثير من األلوان المتعددة والنوافذ الضخمة ‪ ,‬يتميز‬
‫أيضا الطراز القوطي باستخدام المساحة واألقواس الصغيرة في جميع أنحاء المكان‬
‫استخدام القوس المدبب‬
‫تم تصميم أثاث الحضارة‪ -‬القوطية وفقا للتصاميم المعمارية للمباني ‪ .‬حيث يعكس األفكار الجديدة‬
‫ويدعم نشر الوعي والدين‬
‫ما يميز العصر القوطي هو االنتشار الواسع لخشب البلوط ‪ .‬لذلك كانت قطع األثاث ذات‬
‫الزخارف النباتية المعروفة في العصر القوطي‬
‫تم تصميم وتصنيع الكراسي وإطارات األسرة وخزائن المالبس والمفروشات األخرى تحتوي‬
‫على أقواس وقواعد وأرجل مقوسة ومزينة بألوان داكنة‬
‫تم التركيز على أثاث الكنيسة مثل المقاعد والطاوالت التي اتبعت نفس مبادئ التصميم‬
‫تم تطوير الحجر والخشب وأحيانا الطوب والحديد المحروق‬
‫ألوان هذه الحقبة هي األلوان الغنية والداكنة واألرجوانية واألحمر الداكن واألسود والبني ممثلة‬
‫بألوان الخشب (البلوط) المستخدم في ذلك‬
‫بعض القطع مزينة بلمسات ذهبية على قطع األثاث بتصاميمها الغنية‬
‫كان للطبيعة دور أكبر لذلك ظهر استخدام ورق الحائط المزخرف والمزخرف بشدة مع أنماط‬
‫نباتية من الطبيعة مثل الزهور واألوراق‬
‫كان من الشائع استخدام الزخارف والرسومات على أحجار‪ -‬الجدران‬
‫تميزت هذه الفترة باستخدام الزجاج الملون والحديد المطاوع‬
‫يتميز التصميم الداخلي القوطي بألوان الجدران واألسقف واألرضيات الداكنة‬
 ‫نشأة الطراز القوطي‬
‫العمارة القوطية هي طراز ازدهر في أوروبا خالل القرون الوسطى العليا والمتأخرة‬
‫تطور هذا الطراز من العمارة الرومانية وتبعتها عمارة عصر النهضة‬
‫نشأ في فرنسا في القرن الثاني عشر واستمر حتى القرن السادس عشر‬
 ‫أصول وتطور العمارة القوطية‬

‫العمارة القوطية هي مرحلة من مراحل العمارة األوروبية التي تميزت بأشكال إنشائية مميزة في‬
‫أواخر العصور الوسطى ‪ ,‬خاصة من منتصف القرن الثاني عشر الميالدي ونشأ اسم القوطي مع‬
‫مفكري عصر النهضة اإليطاليين المعروفين باإلنسانيين‬
‫تأثر تصميم الفترة القوطية بالعمارة الرومانية والعصور الوسطى لكنها شهدت نهضة في القرن‬
‫التاسع والخمسين قبل ظهور أسلوب التصميم الفيكتوري‬
‫تتعدد اآلراء حول األصول التاريخية ومصادر الحضارة القوطية ‪ .‬إلى عدد من المصادر‬
‫أبرزها‪ :‬ثقافة وفنون القبائل النازحة من الشمال والمتعلقة بمعتقدات تقوم على السحر والشعوذة‬
‫واألساطير والخرافات‪ -‬ظهر هذا من خالل فنون وإنتاج الحضارة القوطية ذات الطابع الزخرفي‬
‫والعناصر األسطورية ألشكال الكائنات الحية وكذلك العناصر الطبيعية للنباتات وتشكيل الخطوط‬
‫الحلزونية والدوائر‬
‫كان الدور األكبر لهذه الحضارة‪ -‬وتطورها هو تأثير الناس في تلك المنطقة على البيئة األوروبية‬
‫بشكل عام‬
‫كما ال ننسى أن نذكر دور اتصال أوروبا بالشعوب اإلسالمية والذي كان له أثر فاعل في اختراق‬
‫أفكار وحضارة العرب المسلمين بفتح األندلس – التي كانت المدخل الجنوبي للقارة األوروبية –‬
‫والتي انتقلت إليها العديد من الطرز المعمارية والعناصر من العرب إلى األوروبيين في ذلك‬
‫الوقت كطرق للزخرفة الزجاج‪ -‬المعشق في الفتحات والنوافذ الكبيرة عبارة عن أقواس ذات عقدة‬
‫ومدببة‬
‫ونجد معماريين قوطيين انتقلوا من المرحلة السابقة إلى هذه الحقبة بتصميمات مختلفة ليرفعوا‬
‫مبانيهم بأقواس مدببة مما أتاح لهم الحصول على اإلنارة الالزمة‬
‫تعتبر الواجهات‪ -‬المعمارية من أهم معالم العمارة القوطية حيث تزين األبراج والشرفات واألعمدة‬
‫بالتماثيل البشرية و تتجمل بأوراق الشجر والفروع والزخارف الزهرية‬
‫تميزت هذه الحقبة بأوقات سلمية ومزدهرة ‪ ،‬حيث تم تصميم المباني بعناية واستغرق بناؤها ما‬
‫يصل إلى قرن من الزمان نتيجة لذلك‬
 ‫‪.‬‬

‫المؤثرات العقائدية التي صبغت هذا التصميم‬

‫تأثرت العمارة القوطية بالعقائد الالهوتية التي دعت إلى مزيد من الضوء الداخلي كرمز لأللوهية‬
‫وبالضرورة العملية للعديد من الكنائس الستيعاب أعداد كبيرة من الحجاج ومن ثم تم إدخال‬
‫فتحات أكبر لمزيد من استخدام الزجاج‪-‬‬