Professional Documents
Culture Documents
Ø Ù Ø Ø Ø Ùšø© Ù Ùš Ø Ù Ù Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ùšø© Ù Ø Ù Ù Ø Ùšù Ø©
Ø Ù Ø Ø Ø Ùšø© Ù Ùš Ø Ù Ù Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ù Ø Ø Ø Ø Ùšø© Ù Ø Ù Ù Ø Ùšù Ø©
املقدمة
املبحث األول :التربية في املجتمعات البدائية
املبحث الثاني :التربية الهندية.
املبحث الثالث :التربية الصينية.
املبحث الرابع :التربية املصرية ( 3500ق.م – 1100ق.م).
املبحث الخامس :التربية القديمة في بالد الرافدين القديمة.
املبحث السادس :التربية اليونانية.
املبحث السابع :التربية الرومانية.
الخاتمة
قائمة املراجع
المقدمة
لقد مرت التربية بمراحل عديدة وازمنة وعصور مديدة تطور من خاللها واكتسبت المعنى
األصلي لها هو وغيره من العلوم والمعارف األخرى التي بدورها تنشأ وتتطور وتكتسب
الحقائق ,تعرف التربية على أنها عملية نقل المعرفة أو اكتسابها ،وتطوير طريقة التفكير
والحكم على األشياء؛ لالستعداد لحياة فكرية ناضجة ،وقد كانت التربية في العصور البدائية
بداية تعتمد على الوالدين 5والعائلة ،و التربية في المجتمعات البدائية هو أن يقلد الناشئ
عادات مجتمعه وطراز حياته تقليداً عبوديا خاصا .أي تحقيق التوافق واالنسجام بين
الفرد وبيئته المادية والروحية .أما وسائل التربية في المجتمعات البدائية فهي جملة
المؤسسات والنظم االجتماعية ،أو المجتمع بأسره وال تتولى هذه المهمة بالتالي أية مؤسسة
تربوية مدرسية خاصة .ولذا فإن أثر التربية في المجتمعات البدائية كان غير مباشر يتم عن
طريق النقل الحي والمتصل للمعتقدات والعادات السائدة في المجتمع .وفي معظم األحيان
يكتسب الناشئة عادات الكبار ويتمرسون بمواقفهم االنفعالية والعقلية عن طريق االسهام
المباشر في أنشطتهم.
-3-
املبحث األول :التربية في املجتمعات البدائية
مدخل الى املجتمعات البدائية: -1
املجتمعات البدائية هي املجتمعات التي كانت متواجدة قبل اختراع الكتابة ،أي منذ 4000
أو 5000سنة قبل امليالد.
وإن املجتمعات البدائية وان تباينت في كثير من األمور فإنها تتشابه في كثير من املميزات
العامة ،ومن تلك املميزات نسبة الحياة للجماد أثناء تفسيرهم للبيئة املحيطة بهم ،حيث
كان اإلنسان البدائي يرى أن العالم من حوله خاضع لقوى غير مرئية يظهر نشاطها في
الظواهر الطبيعية كالليل والنهار واملواسم والرياح والنبات والحيوان ،وكان اإلنسان
البدائي يعتقد أن وراء كل قوة مادية أو حقيقة ظاهرية ،قوة أخرى غير مادية هي القوة
الروحية (القرينة) ،واعتقد اإلنسان البدائي أن لجسمه املادي روحا غير مادية تنتقل من
جسمه أثناء النوم فتقوم باألعمال التي يراها في األحالم وبعد انتهاء تلك األعمال ترجع
لجسمه ،إن ظله أو خياله الذي كان يراه في األيام املقمرة واملشمسة وصورته التي
كانت تنعكس على صفحة املاء والحلم الذي كان يراه في املنام كل ذلك جعله يعتقد
بوجود تلك القرينة ،واعتقد بوجود ثالثة أنواع من القرائن أو األرواح :نوع حيادي،
ونوع ضار ،ونوع صديق ،وقد حاول إرضاء هذه األرواح بالطقوس وتقديم الهدايا
( فخري رشيد خضر ،1982 ،ص )14-13لذا كان يؤمن اإلنسان البدائي بهذه األرواح
وجعلها املسؤولة عن كل ما يحدث في حياته من خير وشر ،وكانت الحياة حينها بدائية
وبسيطة ال تخرج عن تحقيق الحاجات األولى من املأكل وامللبس والحماية من تلك
األرواح خاصة الشريرة منها .وبطبيعة الحال كانت التربية بدورها بسيطة عشوائية
تخضع لطبيعة تلك املجتمعات ،وتعبر عن غاياتها،
- 2خصائص التربية البدائية:
-تربية بسيطة تعمل على املحافظة على العادات والتقاليد وطرق املعيشة السائدة في
املجتمع آنذاك.
-تلبية متطلبات اإلنسان البدائي وحاجاته األولية من أكل وملبس ومأوى وحماية من
األرواح الشريرة.
-تدريب الناشئة على طريقة االحتفاالت والطقوس الدينية ،املقامة إلرضاء األرواح.
-تربية تعتمد على التقليد واملحاكاة وتستعمل طرق ووسائل بسيطة في التعلم.
-تعتمد على الخبرة املباشرة ،حيث يحاول الكبار اصطحاب الصغار إلى مكان العمل
(نظام الصبية)
-تربية مستمرة باستمرار حياة الفرد غير مقصودة وغير نظامية تتم بطريقة عشوائية
وبوسائل بسيطة.
وكان الطفل يدرب في هذه املرحلة على طقوس تساعده على االندماج بمجتمعه ،وهذه
الطقوس الجديدة تحدث تغيرا شامال لدى الناشئ و تضوغ وجوده صياغة كاملة ،بحيث
تكون له بمثابة والدة جديدة ،وهي طقوس يتم إعدادها طويال
وتتم من خالل مراقبة دقيقة يقوم بها شيوخ القبيلة أو الجماعة ،أولئك الشيوخ الذين
يتولون في النهاية الحفاظ على املعتقدات والطقوس التقليدية .وكانت الطقوس الدينية
الخطوة األولى في االنتقال من التربية غير املقصودة إلى التربية املقصودة إذ كانت هذه
الطقوس الدينية تتضمن عملية إدخال الفرد في حياة الجماعة في حفل خاص ويعتبر هذا
الحفل حجرا أساسيا في حياة الصغار إذ انه كان يحدث في فترة املراهقة تقريبا وبذلك
كان يميز عملية االنتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الفرد الكامل في املجتمع بما فيها
من مميزات وما عليها من واجبات وكانت االحتفاالت تستمر في معظم األحيان بضعة أيام
أو بضعة أسابيع حيث كان هذا املراهق يتلقى األوامر والتعليمات التي تجعل منه شخصا
بالغا ثم اختباره في كل كذلك .وكانت تلقي إليه األسرار الخاصة بقبيلته ،وكان يختبر في
قدرته على تحمل األلم والجوع والخوف ،فإذا ما استطاع هذا املراهق ان يجتاز كل هذه
االمتحانات وأن يثبت جدارته ،فإن النتيجة كانت يحتفل بها بإقامة الوالئم وإحيائها
بالرقص (محمد حسن العمايرة ، 2000،ص)35-34
-طبقة البراهمة أو الكهان :وهي أعلى طبقة في املجتمع ،وتشمل املعلمون واملشرعون.
-طبقة الكشاتريا (املحاربين) :وهم كبار العسكريين يهتمون بأمور الحكم والجيش
والحرب.
-طبقة الباريا (املنبوذين) :وهم من أسرى الحرب من السكان األصليين الذين تحولوا إلى
كما كان للدين تأثير كبير على املجتمع الهندي وعلى النظام التربوي.
لم يخضع تسيير شؤون التربية والتعليم للدولة ،وإنما كان خاضع للنظام الطبقي والدين
هذا األخير الذي كان له دور كبير فيه ،حيث أن رجال الدين من البرهمان وغيرهم كانت
لهم سلطتهم الكبرى عليهما ،كما كانت لهم السلطة في احتكار الكتابة وتعليمها ،وحصرها
لدى فئة قليلة منهم ،حتى يضمنوا حفظ أسرار النصوص املقدسة ،وعدم تعميمها لدى
عامة الناس .لكن فيما بعد تنازل البراهمة عن ذلك وسمحوا لبعض الطبقات تعليمها
عدا طبقة املنبوذين .وكان التعليم مجانيا ،بالرغم من أن اغلب املدارس كانت غير
حكومية ،فقد حرمت كتبهم املقدسة فرض أي نفقات أو رسوم ،حيث كانوا يعتبرون
ذلك ضد تعاليم السماء .وكان التعليم يمول من طرف هدايا التالميذ ،أو من األموال
التي يجمعونها من التسول .في حين كان املعلمون يحصلون على أجورهم من تالميذهم.
وكان لكل قرية مدرسة ومعلميها ،وهناك من املعلمين من يدرسون في الهواء الطلق أو في
منازلهم.
يتعلم الحساب والكتابة ،وكذا تعليم الدين ،بعض نصوص (الفيدا) ،كما يحرص
املعلمين على تكوينهم على عادات السلوك الصالح.
يرافق كل رجل دين متعلم ويعلمه (الشاسترات) الخمس وهي (النحو -الفنون -الطب -
املنطق -الفلسفة) ،وكان املتعلم يقوم بكل أعمال معلمه .يلتحق املتعلم
والتي يتم خاللها االنضمام إلى إحدى الجامعات التي كانت مسموحة فقط ألبناء
الطبقتين األولى والثانية من املجتمع ،حيث يتالقون فيها العلوم والقانون والرياضيات و
الطب والشعر والفلسفة باإلضافة إلى تعليم النصوص الدينية املقدسة .وكان املعلمين
يخضعون لشروط قاسية قبل تعليمهم كما كان عليهم أن يتصفوا بصفات من أهمها:
الثقافة ،طهارة النفس ،العفة ،العقيدة ،طالقة اللسان وحسن الحديث ،الحكمة ..الخ.
وقد أخذت مدارس البراهمة أشكال عديدة منها (مدارس الجوروس -مدارس الباريشاد-
مدارس التول -مدارس االديرة -املدارس الخاصة -جامعات البرهمان)
ال تختلف التربية البوذية في خطتها العامة وروحها عن البراهمانية إال في االختالف حول
الدين واإليديولوجية االجتماعية ،ونوع املدارس ،وتعليم البنات ،وتتفق البوذية
والبراهمانية في االهتمام باملثل العليا الدينية والخلقية ،كما رفض بوذا الفيدا وتعاليمها
واعتبارها السلطة العليا على السلوك االجتماعي ،كما رفض نظام الطبقات العتباره
نظاما اجتماعيا غير عادل ،وهكذا حلت اآلداب البوذية محل الفيدا كمصدر للحكمة
واألخالق ( عبد هللا زاهي رشدان ،2002 ،ص )62وتبدأ مرحلة التعليم األولى في سن
السادسة من عمر املتعلم ،وتنتهي في حوالي العشرين من عمره ،ولغة التعليم هي
السكنسكريتيه ،وتبدأ بدراسة النحو والذي يشمل على دراسة اآلداب البوذية ،ويتدرج
الطفل بمراحل التعليم حتى يصبح راهبا مارا بسلسلة من االحتفاالت الدينية من سن
ثمن سنوات حتى سن العشرين .ويلتحق املتعلم باملرحلة التعليمية العليا بعد نجاحه في
امتحانات القبول الصعبة جدا ليبدأ دراسته العليا في الشعر واإلنشاء النثري واملنطق
والفلسفة وامليتافيزيقا والطب ومن اشهر الجامعات أنداك جامعة ناال ندا ،وكانت ذات
مستوى عالي أنشئت بعد وفاة بوذا.
ويتضح مما سبق ان التعليم في الهند قديم تعليما تقليدية يعتمد على التلقين والحفظ
واالستظهار ،ثم تأتي بعد ذلك مرحلة املناقشة والتناظر واملجادلة في ما تعلمه.
واالجتماعي في هذه اإلمبراطورية القديمة .وسعى فيبر أيضا لتوضيح طبيعة التعاليم
الكنفوشسية القديمة ،وخاصة تلك التعاليم األخالقية والروحانية ،التي تؤكد مجموعة
من العادات والتقاليد واألحداث التي تعكس مدى حرص الشعب الصيني القديم على
حب التعلم والتعليم ،وإنشاء املدارس املتخصصة املختلفة لتعليم النشء سواء من أبناء
الطبقات الحاكمة أو الحاشية أو رجال الدين .عالوة على وجود نظام تعليمي وتربوي
يكرس أساسا للتعليم العسكري ولتنظيم الجيوش وإدارتها ،أو إلى إنشاء قوات نظامية
للحفاظ على األرض الداخلي وحماية األفراد من القالقل الداخلية .وقد كان لألسرة
مكانة كبيرة في املجتمع الصيني ،وكان لالب السلطة الكبيرة فيها .حيث كانت املسؤولة عن
تطبيق تعليمات ومبادئ تربية األطفال قبل ذهابهم إلى املدرسة ،عن طريق تلقينهم
العقائد الدينية ،وتبجيل اآلباء وخدمتهم وطاعتهم .وقد سادت
أ -الكنفوشسية:
وهي مذهب فلسفي اجتماعي سياسي ديني ،يدين بها أهل الصين ،وهي تعود إلى الحكيم
والفيلسوف كونفشيوس الذي ظهر في ق 6ق م ،داعيا إلى إحياء الطقوس والعادات
والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم ،كما حاول إثرائها بفلسفته وأفكاره
األخالقية حول تنظيم املعامالت و واملمارسات الحياتية ،والتي نشئت على تقديس وعبادة
أرواح اآلباء واألجداد ،وعبادة إله السماء .وقد كان لتعاليم كونفوشيوس تأثير كبير في
املجتمع الصيني ،حيث حاول االهتمام بقضاياه ومشكالته ،من جميع الجوانب التي لها
عالقة بحياة الفرد الصيني ،وسمح له ذلك بتقديم مشروعه اإلصالحي الذي يبدأ
باإلنسان ثم ينتقل إلى املجتمع .وقد ركز كونفوشيوس على التربية والتعليم ،وأشار
لدورهم الكبير في إعداد الناشئة وتربيتهم ،إذ يرى ان للتربية دور كبير في غرس القيم
السمحة كالشعور باملسؤولية وروح العمل الجماعي ،ويعتبر التعليم عنده معيار لالنتماء
االجتماعي.
ب – الطاوية
مجموعة مبادئ تنقسم لفلسفة وعقيدة دينية ،مشتقة من املعتقدات الصينية الراسخة
القدم من بين كل املدارس العقلية التي عرفتها بالد الصين ،ويعد هذا املذهب الثانية
تأثيرا في املجتمع الصيني بعد الكونفوشيوسية ،وتعود ملؤسسها (ال وتسي) وتعني الطاوية
الهدي أو الطريقة التي يتبعها اتباع هذه الديانة .وتدعوا إلى انعزال الحياة العامة ،تفرعت
هذه املبادئ عن التقاليد الصينية القديمة للتصوف والعبادة التأملية والتي لها عالقة
باليوغا.
ج -البوذية:
مذهب ديني مؤسسه (بوذا) وهي عبارة عن تعاليم دينية ميتافزيقية ،تدعوا للزهد
والخالص للنفوس ،ولها اتباع كثيرين وهي تتكون من أربع حقائق نبيلة هي :الوجود شقاء
– يمكن تدمير الرغبات األنانية -يتسبب الشقاء من الرغبات األنانية -يتم التدمير وفق
طريق ذي ثماني شعب وخطواته هي :الفهم السليم ،الغرض الصحيح ،القول الصح،
السلوك القويم ،املهنة املناسبة ،املحاولة الجادة ،اليقظة الواعية ،الترميز الصادق) .وقد
تعايشت هذه الديانات جنبا لجنب ،وانفصل الدين عن الدولة ،كما انفصلت التربية
والتعليم عن الدين ،ولم تنفق الدولة على التعليم ،ولم تكون هناك مدارس حكومية ،أو
نظام تعليمي حكومي.
-2أهداف التربية الصينية:
تدريب األفراد على صراط الواجب الحاوي على جميع أعمال الحياة وعالقة هذه
ويعتبر نظام االمتحانات في الصين الظاهرة األساسية في التربية والتعليم ،حيث كانت
تمثل القوة املسيطرة على التربية ،إضافة إلى أنها الوسيلة التي تؤدي إلى صيانة الكتاب
الحكومي واالجتماعي ،وبواسطته يتم اختيار املوظفين الالزمين إلدارة شؤون الدولة،
وتتم خالل ثالث سنوات في عاصمة املقاطعة ،يقوم املمتحن فيها بإعداد ثالث رسائل في
موضوعات مختارة من كتاب كونفشيوس ،حيث يوضع في غرفة منفصلة طيلة 24
ساعة ،نسبة النجاح فيها ضئيلة ،ويحصل الناجحون على درجة تسمى بـ "امللكة الزهراء".
ويقام بعد مرور 4أشهر من امتحانات الدرجة األولى ،وتجرى مرة كل ثالث سنوات ،وهي
أكثر صعوبة وتعقيد ،نسبة النجاح فيها ال تتجاوز .1%الناجحون فيها يعينون في وظائف
الحكومة الصغرى.
كان املجتمع املصري قديما مجتمعا تسوده الطبقية املفتوحة ،أي بإمكان الفرد أن ينتقل
من طبقة ألخرى بعد تحسين وضعه االجتماعي ،عن طريق التعليم ،باستثناء الوصول إلى
طبقة الفرعون ،وكان املجتمع املصري يتكون من أربع طبقات ،الطبقة األولى وتضم
الفرعون وعائلته وكبار رجال البالط ،بينما تشمل الطبقة الثانية الكهنة وبعض النبالء
والقادة العسكريين ،أما الطبقة الثالثة وتشمل كبار التجار ،وأصحاب املهن واألغنياء،
وتأتي في األخير الطبقة التي تضم أكبر سكان مصر القديمة ،والذين يمثلون الحرفيون
والفالحون والرعاة.
وفيما يخص الدين فقد كان املصريون يعبدون الكثير من اآللهة ،من الكواكب
والحيوانات واألنسان.
أما عن التربية فقد كانت التربية املصرية في نظامها وأهدافها استجابة لألوضاع
االجتماعية والدينية ،حيث كانت التربية تهدف إلى تأكيد سيطرة الحاكم ورجال الدين
وإعداد الفرد ليوم الحساب ،وتعليم األفراد الذين يستطيعون القيام باألنشطة املختلفة
لخدمة الحكومة أو املعابد ،أو القيام باألنشطة املهنية والفنية املختلفة ،بمعنى أن هدف
التربية كان ثقافيا ودينيا ومهنيا ،وكان هدف التربية من وجهة نظر الشعب هو الطمع في
الحصول على املزايا املختلفة املادية الكبيرة التي تتأتى عن طريق التعليم ،أو بعبارة أخرى
الرغبة الشديدة في رفع املستوى املادي للفرد وتحسين حالته االجتماعية (محمد حسن
العمايرة ، 2000،ص)52
وعليه فقد أولى املصريين أهمية كبيرة لتعليم أبنائهم "فاآلباء بمصر القديمة غرسوا في
ً ً
أبنائهم مختلف املبادئ التربوية ،وكان أبناء الفالحين يتلقون تعليما رسميا أدنى يقتصر
على كيفية زرع البذور وجني الثمار وجمع املحصول ،فيما كان الحرفيون يعلمون
أطفالهم مبادئ حرفهم وصناعتهم ،أما الطبقة العليا ،فقد اعتمدت على مدرسين
متخصصين في تعليم أبنائها.
ويضيف أن أبناء الطبقة املتوسطة كانوا يذهبون إلى املعابد لتلقي تعليمهم تحت رعاية
معلم بعينه ،وشملت املناهج التربية والقراءة والكتابة وحفظ النصوص األدبية
والحكايات ،وإعادة كتابة النصوص ،وأداء التمارين على ألواح خشبية أو حجرية،
واستمر التعليم على نفس النمط إلى عصر خالفة و والية املسلمين مع اختالف بسيط في
مكان التعلم.
ً ً
إن التعليم في مصر القديمة كان ضروريا لالرتقاء في السلم االجتماعي ،وكان هذا واضحا
من الفجوة القائمة في مصر بين املتعلمين واألميين عبر كل العصور التاريخية ،وكان
الفنانون والنحاتون من املتعلمين إذ كان عليهم تحويل النصوص املختصرة واملدونة على
ورق البردي أو على كسر الفخار إلى كتابة هيروغليفية على جدران املقابر واملعابد
ونقشها أيضا على التماثيل ،وهو ما يتطلب معرفة ودراية بالكتابتين ويكشف عامر أن
غالبية الطبقة البيروقراطية في مصر القديمة كانت تتشكل من الكتبة الذين أسهموا
بأدوار بارزة في املشروعات الحكومية ،حيث لم يكن موقع الكاتب في املجتمع املصري
القديم يقتصر على مهام تدوين النصوص والوثائق فقط .وقال إنه بقدر االهتمام
بالتربية الجسمانية للطفل ،كان هناك اهتمام بالتربية الروحية والعقلية له كما اتضح من
نصائح الحكيم "آني" ،ويمكن اعتبار مدرسة "آني" أشبه بروضة أطفال لكن الحقيقة أن
ً
الدراسة الجادة لم تكن دائما تبدأ في هذه السن املبكرة ،كما فعل "آني" ،فقد كان يتعلم
القراءة والكتابة على أيدي والديه قبل دخول املدرسة ،وكان الوالدان حريصين على دفع
أبنائهما إلى التعليم ،ناصحين لهم بأن يصبحوا كتابا وعلى طلب املزيد من العلم ومالزمة
الكتب.
ويقول لقد كان التالميذ أو الطلبة يبدؤون في تلقي العلم والدراسة عندما يصلون لسن
الثالثة عشرة ،وحتى التاسعة عشرة وينهلون العلم على أيدي مدرسين قساة (أشرف عبد
الحميد)https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/egypt،
الكلدانيون شعب من أصل آسيوي كانوا يسكنون بين نهري دجلة والفرات وقد عرفوا
املدراس ،وكان السحرة معلميها ،وكانت املعابد املراكز الرئيسية للنشاط الفكري كانت
لغتهم لغة ميتة ،اهتموا أكثر بالتربية الفنية والعملية ،وكانوا يهدفون من وراء التعليم إلى
إعداد تجار وكتاب ،والى جانب ذلك اهتموا بتعليم الدين والفلك والتنجيم والتاريخ
وعلوم التجارة واملحاسبة ،بينما دراسة الطب اقل اهتماما منهم ،بسبب تفسيرهم
لألمراض باألرواح الشريرة .وتشتمل شرائح الكلدانيين على قوانين حكيمة قائمة على
العدل واالستقامة.
البابليين هم الذين كانوا يسكنون في أسفل حوض نهري دجلة والفرات ،في حين سكنا
األشوريين الجزء العلوي من النهرين " ،وال نملك معلومات دقيقة عن تنظيم املدارس
لدى اآلشوريين والبابليين ،غير أن ما بلغته حضارتهم من شأن ،يتيح لنا أن نفترض انهم
عرفوا العديد من املدارس .فلقد كانت املعرفة ضرورية لهم يوفرون بفضلها الهناء
والرفاهية لشعبهم ،ويحتفظون بواسطتها بسمعة وطنهم أمام سواهم .وكانت التربية
العالية مقصورة على الطبقات العليا ،غير أن الطفل الذكي يستطيع أن يبلغ شأنا عاليا
من الثقافة يتيح له أن يصل إلى وظائف الدولة ،وكان التعليم فنيا وعمليا بالدرجة األولى
هدفه تكوين تجار وكتاب ،ومع ذلك سادت فترة من الفترات الدراسات التي تدعى
بالحرة ،فوجد اختصاصيون في األدب الديني وفي الفلك والتنجيم والتاريخ ،وتم التعمق
خاصة في علوم التجارة وعرف القوم نظاما بارعا في املحاسبة ،واملدن الكبرى ضمت
مكتبات كتبها رقاع أو أسطوانات حفرت عليها الحروف املسمارية ،وقد سمح اكتشاف
بعض هذه الكتب املدرسية املكتوبة للطالب بالتعرف الدقيق على حضارة تلك الشعوب،
وكان منهج الدراسة يشمل الدين والنحو والحساب والتاريخ والجغرافيا ،وكانت كتب
الجغرافيا خاصة منظمة منهجية ،وكان جدول الضرب يستخدم في املدارس .وقد عرف
القوم نظام العشري في العد ،ومبادئ القراءة تعلم عن طريق املقاطع التي تجمع لتكون
الكلمات ،وفي ذلك بداية السير نحو األبجدية ( عبدهللا عبد الدائم ، 1984،ص .)41-40
وقد كان السحرة بارعون في مختلف العلوم ،ويعتبرون األوائل السباقين للعلوم الفلك
والرياضيات.
تباين التربية اليونانية والتربية الشرقية مباينة تامة ،فعلى حين نرى أن روح املحافظة
والجمود والحد من حرية الفرد هي التي تميز التربية الشرقية ،نرى أن روح التجديد
واالبتكار وروح الحرية الفردية ،هي التي تميز التربية اليونانية .فاليونان قد فسحوا
املجال لنمو الشخصية الفردية في جميع مظاهرها السياسية منها والخلقية والعلمية
والفنية ،وجعلوا غاية التربية لديهم أن يصل إلى الحياة السعيدة الجميلة .فكان التكوين
الروحي للفرد موضع عيناتهم وتكامله النفسي أو تحقيق االنسجام بين كماله الروحي
وكماله الجسدي املثل األعلى لهم ( عبدهللا عبد الدائم ،1984 ،ص )53وكانت بالد
اإلغريق على اتصال بحضارات قوية مثل الحضارة البابلية ،وبالد الفرس ،والحضارات
الهندية والصينية ،وكذلك حضارة مصر الفرعونية .وعمل ذلك على ازدهار حضارة
اإلغريق ،فتناول فكرهم القضايا واملشكالت املادية أو العقلية البشرية ،مثل قضايا
الحرية ،و الديمقراطية اللتان ارتبطتا باألنساق التربوية والثقافية القديمة ،والسيما أن
كل من التعليم والسياسة ارتبطا لحد كبير بطبيعة أهداف الدولة ومصالحها بالرغم من
التناقض اإليديولوجي لطبيعة الدولة اليونانية القديمة ،وخاصة أن استخدام التربية
وطبيعتها في تكوين املدينة سواء عن طريق األسس الديمقراطية .كما حدث في مدينة أو
دولة أثينا .أو قيام اسبرطة على أسس تسلطية وعسكرية بفضل نوعية ونمط التربية
الفعلية ( حسين عبد الحميد أحمد رشوان ،2010 ،ص )28-27
-التربية االسبرطية:
تختلف التربية في اسبرطة عن التربية االثينية باختالف ظروف عاشتها اسبرطة والتي
كانت تقع في منطقة جبلية واعرة لذا كان هدفها إعداد أفراد أقويا جسديا باستطاعتهم
التغلب على الظروف الطبيعية الصعبة التي نتجت عن ذلك املوقع ،إضافة رغبتها في
تحقيق التفوق العسكري لفرض سلطتها على الشعوب ،وحماية نفسها داخليا وخارجيا.
لذا هدفت التربية إلى إعداد مواطنين يتصفون بالطاعة العمياء والوالء التام لنظام
الحكم القائم منذ الصغر.وكان النظام االجتماعي االسبرطي يتسم بالطبقية ،حيث كان
ينقسم إلى طبقات
ممثلة في:
طبقة السادة وهم أعلى طبقة في املجتمع وتظم الطبقة األرستقراطية
الطبقة الوسطى وتظم املالك والتجار والصناع ،وعليهم دفع الضرائب
لالسبرطيين.
طبقة العبيد والذين كانوا يقومون بخدمة السادة والقيام بكل شؤونهم بإخالص.
أما تربية الطفل بعد الثانية عشرة من العمر ،فقد كان أبرزهم يصبحون رفقاء
محبين لدى الكبار ،كما كان املسنون والشيوخ يتعهدون على الدوام ميادين تدريبهم
ويراقبون باستمرار تطور شجاعتهم وعقليتهم...وفي سن السادسة عشرة كان على
الفتى أن يقتل واحدا من العبيد على األقل حتى يثبت انه انتقل إلى مرحلة الرجولة،
وكان ذلك يتم بإرسال الفتيات في مهمات لتدريبهم على حرب العصابات .أما البنات
فكان يجرى عليهم من التدريبات الشاقة ما يجري على الفتيان وذلك تحت إشراف
أمهاتهن في الساحات العامة دون اإلقامة في معسكرات عامة (محمد حسن العمايرة،
،2000ص)66
املرحلة الثالثة :والتي تبدأ من سن الثامنة عشر إلى سن العشرين ،ويتم فيها
تدريب الفتيان على فنون الحرب واستعمال األسلحة ،وبعد االنتهاء من هذه
التدريبات يصبح الفتى معلما.
املرحلة الرابعة :وتبدأ من سن العشرين إلى غاية سن الثالثين ،حيث يتم خاللها
التحاق الشباب بصفوف الجيش في حدود اسبرطة ملدة عشرة سنوات ،بعد
اجتياز امتحانات صعبة وشاقة .وفي سن الثالثين يلتحق الشباب باملجلس الذي
يسير اسبرطة ويأخذ مكان فيه .ويمنح بعدها قطعة ارض يقوم باستغاللها ،ويقدم
جزء من عائدتها للدولة.
-كانت تربية تستهدف الجانب الجسدي وتكوين فرد شجاع قوي صبور مطيع لألوامر،
متحكم في نفسه ،محتمل للصعاب واملشاق.
-كان التعليم تابعا للدولة ،حيث تشرف عليه في مراحله األولى ،عدا املرحلة األولى التي
كانت تشرف عليها األسرة ،والتي تقابل مراحل الطفولة األولى .وباقي املراحل كانت
تستهدف تعليم العلوم العسكرية واأللعاب الرياضية ،وتهمل املعارف األخرى واملواد
العقلية.
-استطاعت اسبرطة بفضل تربيتها العسكرية املحافظة على كيانها ونفوذها ودحر
الثورات الداخلية والعسكرية ملدة من الزمن.
-أدت التربية االسبرطية إلى جذب وقحط في التراث الفكري ،وانهيار لحرية الطفل،
وعدم قدرة االسبرطيين على تكييف انفسهم تبعا لتغير الظروف وهذا مخالف لطبيعة
األشياء إذ أن الحياة متطورة دائمة التطور وال يمكن الوقوف في سبيل هذا التطور،
لذلك ظهر فشل األفراد في عدم قدرتهم على التكيف مع الظروف واملستجدات التي
طرأت ،وفي عدم قدرتهم على تحمل املسؤولية ،ألن الدولة قد رسمت لهم طريق حياتهم
رسما محددا ال يقبل التعديل أو االجتهاد .وقد ظهر ذلك بشكل واضح ،عندما تعرضت
الدولة للضعف وعدم أحكام السلطة على املواطنين (محمد حسن العمايرة ، 2000،ص
.)70
-كان إلهمال التربية الخلقية والفكرية في التربية االسبرطية ،تأثير كبير على املجتمع
االسبرطي الذي ساد فيه وخاصة بعد االنهزام في الحروب الرذيلة واالنحالل الخلقي
واالجتماعي ،وكان سبب في ضعف الدولة.
-ما ميز املجتمع االسبرطي ونتيجة الهتمام التربية عنده بالجانب الجسدي ،إلى فشلها في
تكوين وإعداد فالسفة ومفكرين وأدباء كما هو الحال في التربية االثينية.
هناك أشكال من التربية االثينية لكل منها خصائصها ،بناء على طبيعة النظام االجتماعي
والظروف السائدة وتمثلت في:
هدفت التربية االثينية في هذه املرحلة إلى خدمة صالح الدولة وجعله فوق الصالح
الفردي وكانت مصلحة األفراد ال تذكر بجانب مصلحة الدولة ،أو حماية معابدها
ومرافقها واحترام أحكامها وقوانينها وتقديس تقاليدها الدينية واالجتماعية ،بمعنى أن
التربية في هذه املرحلة كانت مبنية على التقاليد االثينية ،حيث امتازت الحياة باالبتعاد
عن حياة الترف واالنغماس في امللذات الشخصية واالبتعاد عن املصالح الشخصية،
وأصبحت الدولة وجميع الحياة االجتماعية مدرسة اهتمت اهتماما عظيما بتربية النشء
خلقيا وعقليا وان كانت لم تهمل االهتمام بالناحية الجسمية ،وبذلك تكونت في املواطن
االثيني اعلى عناصر صفات النبل والفضيلة .ولم يكن التعليم في أثينا إجباريا وكانت
األسرة تتولى مهمة تربية النشء وتهذيبه وتشرف على تربيته من الناحيتين الخلقية
الجسمية حتى سن دخول املدرسة األولية وكانت جميع املدراس األولية في أثينا أهلية،
وكان من مسؤولية األسرة (األب) الكشف عن األطفال وتقدير مدى صالحيتهم للحياة،
بعكس نظام اسبرطة إذ كانت الحكومة تقوم بهذه املهمة والحكم باإلعدام على األطفال
الضعفاء (محمد حسن العمايرة ، 2000 ،ص.)71-70
ولم يكن التعليم إجباريا ،وال ينفق عليه من طرف الدولة إال ألبناء الشهداء ،ويعود إلى
األسر ،لذا فاغلب أبناء الفقراء يتركون التعليم في املراحل األولى .وهذا يعني ان للنظام
الطبقي السائد أن ذاك كان له تأثير على التعليم ،والذي كان مقسم إلى طبقات
(املواطنين ،األحرار ،األجانب ،العبيد) .وتنقسم الدراسة إلى املراحل التالية:
-املرحلة األولى:
وتشرف عليها األسرة وتبدأ منذ والدة الطفل حتى سن السابعة ،وتقوم بتربيته وإعداده
من الناحية الخلقية والجسدية.
-املرحلة الثانية:
والتي تبدأ من سن سبع سنوات إلى غاية ستة عشر سنة ،حيث يلتحق الفتى باملدارس
األولية ،ويرافقه العبد الذي يشرف على تربيته وتوجيهه إلى السلوك السليم ،والعادات
الحسنة ،وحسن التصرف ،إضافة إلى التحاقه بمدرسة املوسيقى التي يتعلم فيها القراءة
والكتابة واملوسيقى .وبعدها يلتحق بمدرسة الرياضة ،والتي يمارس فيها تدريبات رياضية
لبناء جسمه.
-املرحلة الثالثة:
وتبدأ من سن ستة عشر سنة إلى غاية ثمانية عشر سنة ،ويدرب خاللها من طرف
موظف خاص هو "مروض الغلمان" وحينها تكون مراقبة الطفل من مهام الحكومة.
املرحلة الرابعة:
وتبدأ من سن الثامنة عشر إلى غاية سن العشرين ،ويسمى فيها بالشاب ،وتتم في املرة
األولى ثكنات عسكرية بجوار املدينة ،يتلقى خاللها تدريبات عسكرية صارمة ،وتعلم
فنون الحرب واستخدام األسلحة باإلضافة إلى إعداده على تسيير شؤون الدولة.
أما في املرة الثانية فيلتحق باملعسكرات البعيدة ،بهدف تدريبه على معرفة حدود الدولة
وطرقها وتضاريسها .حتى يصبح له حق في ان يكون مواطنا أثنيا .ومن أهم املواد التي كان
يحرص االثينين في هذه املرحلة تدريسها ألبنائهم :القراءة والكتابة والحساب ،إضافة إلى
حفظ الشعر وكذا التربية املوسيقية والتربية الرياضية والتربية الدينية ،والخطابة
واملواد املهنية وخاصة للطالب الذين لم يسعفهم الحظ في متابعة دراستهم بسبب
ظروفهم املادية ويطمحون ملمارسة التجارة مستقبال .كما كان الطالب عموما يتعلمون
املواد العقلية والقانونية الالزمة لتوجيه سلوكه.
تميزت التربية االثينية في هذا العصر بما يلي (محمد حسن العمايرة، 2000 ،ص)71-70
-بدأت األخالق وفلسفة الحياة الخلقية تنفصل عن مظاهر النشاط السياسي ،وانضمت
تحت تأثير اتصالها بالشرق ،وال سيما باليهود إلى الحياة الدينية وترتب على ذلك ابتعاد
كل من الحياة العقلية والحياة الدينية في كل ما يتعلق بالدولة وارتباط كل منهما
باألخرى ،ونتج عن ذلك كله ظاهرة عاملية في الحياة العقلية هي ظاهرة اإلنسانية في
العادات واألخالق.
-أصبح طلب العلم أمرا دوليا شائعا ،ولم يعد مقصورا على شعب بعينه ،أو وفقا على
مكان أو زمان وذلك نتيجة الفالسفة الذين عملوا على ترقية العقل عندما عملوا على
تنمية قوة التفكير لدى الفرد ،ذلك أن العقل يقضي في كل األزمنة ان يعين الفرد غايته
في حياته ،فبهذه الصورة عملوا على انتشار فكرة الشخصية.
-االهتمام بإعداد العقول املشبعة بروح البحث واالطالع ،بروح البحث واالطالع ،وذلك
بتوفير املعامل واملكتبات واإلمكانيات الالزمة للبحث.
-ظهور أنواع خاصة من املدارس واملعاهد العلمية مثل مدارس الفلسفة والخطابة
والبالغة والجامعات - .لم تعد الفلسفة أداة للبحث عن السبب ،بل كانت مجاال للبحث
عما ذكره الفيلسوف ،ولم يعد العلماء يبحثون في األمور ويحكمون عقولهم فيها ولكنهم
أصبحوا يبحثون عن أقوال املعلم األول -أرسطو -ويشيرون بموجبها والفضل كله
ألرسطو الذي ابقى لهم مادة يتناقشون بها ويشرحونها ،ولكن ال يشكون في صحتها ،بل
يسلمون بها تسليما مطلقا .
-أصبحت الدراسات النظرية في هذه الفترة أكبر قيمة ،وأدخلت تجديدات على
املوسيقى ،جعلها اكثر لباقة لتكون هواية للتسلية .وأصبحت التربية على وجه العموم
تعنى بجميع النواحي الكمالية التي تساعد على شغل أوقات الفراغ والتمتع بالحياة.
-امتاز العصر بتقدم األبحاث التي عملت لقياس قطر الكرة األرضية ومحيطها وقياس
أبعاد الشمس والقمر وتحديد زمن االعتدالين
-كانت املرأة مستبعدة من الناحيتين االجتماعية واالقتصادية ولم يكن لها سلطات على
حياتها وكان املنزل هو مجال املرأة األثنية الحرة.
-املرحلة األولية:
خضعت التربية في هذه املرحلة للنفس التنظيم القائم في الفترات التاريخية السابقة،
حيث انحصر التعليم فيها على مدارس الرياضة واملوسيقى كما في السابق ،وكانت من
اهتمام األفراد ،أضيف عليها املنهج والقراءة والكتابة والحساب.
-مرحلة التعليم الثانوي :اهتم اليونانيون في هذه املرحلة بتعليم الهندسة والفلك
والرسم والنحو والخطابة إضافة القراءة والحساب والكتابة واملوسيقى والشعر ،أي
محالت الدراسات النظرية مكان التدريب الرياضي الذي كان سائد.
شهدت هذه املرحلة ظهور مدارس الفلسفة والخطابة واملعاهد والجامعات وكانت تتميز
بـ - :مدارس الفلسفة:
وكانت تسمى باألكاديمية ،يرجع الفضل في إنشائها إلى الفيلسوف أفالطون ،وكانت
وظيفتها تنحصر في تعليم الفلسفة واملنطق وامليتافيزيقا ،إضافة التعليم الفلك واملوسيقى
والطبيعة ،واستمرت لقرون طويلة ،ويرجع الفضل لها في انتقال فلسفته عبر أزمنة
مختلفة.
والحال نفسه بالنسبة ألرسطو الذي أسس ما يسمى بـ(الليسيوم) ولكن هذه املدارس
كانت تهتم بتدريس العلوم الطبيعية والنبات والحيوان والتشريح والطب ،إضافة إلى
جانب الجيولوجيا والجغرافيا وامليكانيك.
-مدارس الخطابة:
والتي أقام بإنشائها سقراط وكان لها تأثير عميق على التربية اليونانية ،واعتبر سقراط أن
الخطابة وسيلة لتنمية الديمقراطية والتربية على املواطنة الصالحة في املجتمع
الديمقراطي - .جامعة أثينا:
-جامعة اإلسكندرية:
ورث البطارسة مصر بعد اإلسكندر املقدوني (ت 323ق.م) ،وأسسوا جامعة اإلسكندرية
عام 32ق.م ،وبقيت زاهرة إلى أيام الفتوحات اإلسالمية وسقوط اإلسكندرية على يد
عمرو بن العاص عام 640م ،أي بعد مرور نحو ألف عام على وفاة الفاتح الكبير ،ويكفي
إلثبات ذلك أننا نجد بعد عشرة قرون في مدينة اإلسكندرية التي خلدت اسمه ،مكتبة
تضم 700.000مجلد ،ونجد4.000حمام 400 ،قصر ،و 400للتمثيل وقد أدت جامعة
اإلسكندرية خدمات جليلة للتقدم العلمي والثقافي ،فقد مسرح قامت بإعداد وتدريب
الدارسين والباحثين ،وتخرج األساتذة لعدة الدول وفي ذلك يقول "ساندز" أنها مألت
مدن العالم وجزره بعلماء النحو والفالسفة وعلماء الهندسة واملوسيقيين والرسامين
واملدربين واألطباء وأفراد يهتمون مهنا أخرى كثيرة .وقد اشتهرت جامعة اإلسكندرية
بمكتبها وتقدمها في دراسة الفلسفة والعلوم والرياضيات واشتغل فيها إقليدس (حوالي
عام 290ق م) مؤسس الهندسة اإلقليدية ،والذي نشر كتابه املعروف "مبادئ علم
الهندسة" وأرخميدس (حوالي 100ق.م) صاحب قانون الطفولة".
ويعني بها األساليب والطرق التهذيبية في األجيال التي سبقت دخول املدينة اليونانية
وانتشارها بصورة عامة في اإلمبراطورية الرومانية التي تكونت بعد انتشار اإلغريق في
روما وهي بدورها تنقسم إلى مرحلتين هما:
-العصر القديم األول (250 -753ق م):
عصر املواطنين أو عصر التربية الرومانية األولى ،وقد كانت األسرة عماد التربية ،وكانت
التربية حينها متأثر بشكل كبير بنمط الحياة اليومية والواقع االجتماعي املعاش ،حيث
كانت األم في السنوات السبع من عمر الفتي تقوم بالسهر على تربيته وتعليمه إذ كانت
تلقنه الخصال والعادات الحسنة كما كانت تعلمه اللغة والقراءة والكتابة والحساب أم
الفتاة فكانت تعلمها شؤون إدارة البيت .كما كان لالب دور كبير في األسر ويرجع له األمر
في تقرير مصير األبناء ،وهذه السلطة خولتها له القوانين االثني عشر ،وتبدأ مهمته في
التربية بعد سن السابعة ،والتي تتم عن طريق املحاكاة والتقليد عن طريق اصطحابه إلى
مكان العمل أو في الحياة العامة ،وفي منصة الخطابة أو في املعسكر ،ويحدث هذا بسبب
عدم وجود مدارس نظامية تقوم بالتربية .وكانت التربية في هذه الفترة قاسية وجامدة
وتهتم بالجانب الخلقي
وفي أواخر العصر ظهرت املدارس األولية والتي انحصرت مهمتها في تعليم القراءة بهدف
حفظ األلواح االثني عشر ،وكذا تعليم الكتابة والحساب وحفظ األلواح االثني العشر.
شهدت هذه الفترة تغلغل للثقافة اليونانية ،التي أدخلت معها املبادئ واألفكار والعادات
اليونانية إلى روما تدريجيا ،حيث تميزت هذا العصر بانتشار املدارس األولية ،كما حلت
االوديسا لهوميروس والتي ترجمت لالتينية محل األلواح االثني عشر ،وكانت املادة التي
يتعلم الناس بها القراءة والكتابة ،ثم دخلت مدارس النحو ومدارس الخطابة اليونانية إلى
روما ،ولكنها لم تنتشر االنتشار الكافي ،وأخيرا تحولت هذه املدارس إلى مدارس التينية،
إال أن مجالس الشيوخاصدر قرار بتوقيفها.
-2-7التربية الرومانية الجديدة :
انتشرت الثقافة اليونانية بهذا العصر بشكل كبير ،وسادت مبادئها روما والعالم القديم،
واصبح نظام املعاهد ذا قيمة ،كما بقيت املدارس األولية على حالها ولم تتطور ،أما
مدارس النحو التي أوقفها مجلس الشيوخ في العصر املاضي فقد أصبحت رسمية وكانت
على نوعين أحدهما النحو اليوناني ،والثاني لتعلم النحو الالتيني.
أما مدارس الخطابة عند الرومان ،فكانت بمثابة مدارس السفسطائيين لليونان ،وحظيت
بدعم من الحكومة ،ما شجعها على االنتشار بشكل كبير ،كما اعتنت الحكومة باملعلمين
وأعطتهم امتيازات خاصة ،وأعفتهم من دفع الضرائب والرسوم ،باإلضافة إلى التدريب
على الخطابة.
وقد اهتم القياصرة بإنشاء املدارس في العصور القديمة ،وأنشأوا نظام تربوي يضاهي
أرقى األمم وكانت مراحل التعليم ومناهجه كالتالي:
-التعليم األولي :يتم في املدارس األولية وتبدأ من سن 7سنوات إلى غاية االثني عشر
سنة يدرس فيها القراءة والكتابة والحساب.
– التعليم الثانوي :يبدأ من سن الثانية عشر إلى غاية السادسة عشر ،ويضم مدارس
النحو يتعلم فيها املتعلم الصرف والنحو واألدبيات.
-التعليم العلمي :ويبدأ من سن السادسة عشر إلى غاية الثامنة عشر ،يضم مدار س
الخطابة أو البالغة ،يدرس بها النحو والخطابة والجدل والحقوق.
التعليم العالي :ويتمثل في الجامعات ويبدا من سن العشرين إلى غاية سن الخامسة
والعشرون ،ويدرس فيها الحقوق والطب باإلضافة إلى فن البناء والرياضيات وكذا
الخطابة والنحو.
وبعد انتشار املسيحية ،ظهر نوع جديد من املدارس املسيحية ،يلتحق بها الطالب ما بين
18و 20سنة ،ويتعلمون فيها تعليما عاليا في املعتقدات والالهوت املسيحي.
ساد هذا العصر الفساد واالنحالل نتيجة للعوامل التالية - :استبداد الحكومة امللكية
واستنزافها لثروات الشعب - .فساد طبقة املوظفين إلى ابعد مدى ،وتحديهم لسلطة
اإلمبراطورية بشكل علني.
-ازدياد أعداد أفراد الطبقة األرستقراطية الفاسدة ،وتقلص أعداد الطبقة الوسطى،
وقل
عدد املزارعين.
-االضمحالل السياسي الذي نتج من إدخال الجنود املأسورين .وبطبيعة الحال تأثرت
التربية تأثرا كبيرا بهذا الوضع ،وأصبحت مقصورة على الطبقة األرستقراطية وحدها،
وصارت تقوم على أساس أنها تدليل ملجتمع سطحي فاسد ،وأصبحت شكلية ليس لها ادنى
تأثير على املجتمع .ومن أشهر مربي الرومان :شيشرون -سنيكا -بلورتاك -فلوطارخس-
مارك أوريل -كونتليان.
الخاتمة
تأتي أهمية دراسة التاريخ التربوي في إلقاء الضوء على العديد من التجارب اإلنسانية
وخبراتها عبر العصور واألزمنة السابقة ،ويكشف لنا أهداف الشعوب السابقة ومثلها العليا
وآمالها ،ويوضح لنا اختالف وتعد دراسة تاريخ التربية هي الطريق والوسيلة المثلى لكي
نفهم في العصر الوقت الحاليين بصورة عميقة وواضحة؛ وذلك الن دراسة تاريخ التربية
في واقع األمر هو عبارة عن دراسة لتاريخ الحضارة ككل ،إذ إن النظم التربوية ألي
مجتمع كان هو الشاهد الوحيد على مدى ما وصل إليه من الحضارة والتقدم
ومع تكاثر الجنس البشري وزيادة حاجاته اليومية ،وتعقيد شؤونه الحياتية ظهرت في
العصور البدائية وحضاراتها أساليب تربوية مختلفة ومتباينة وفق المجتمعات البشرية
السائدة فيه كما ذكرنا في بحثنا هذا و شكرا.
قائمة املراجع:
محمد حسن العمايرة ( ،)2000أصول التربية (التاريخية واالجتماعية والنفسية -1
والفلسفية) ،ط ،2دار امليسرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان.
عبد هللا زاهي رشدان ( ،)2002تاريخ التربية ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان. -2
عبد هللا عبد الدائم ( ،)1984التربية عبر التاريخ من العصور القديمة حتى أوائل -3
القرن العشرين ،ط ،5دار العلم للماليين ،بيروت.
عمر محمد التومي الشيباني ( ،)1982تطور النظريات واألفكار التربوية ،ط،3 -4
الدار العربية للكتاب.
فخري لرشيد خضر( ،)1982تطور الفكر التربوي ،دار الرشيد للنشر و التوزيع، -5
اإلحياء ،السعودية.
حسين عبد الحميد أحمد رشوان ( ،)2010التربية واملجتمع -دراسة في علم -6
اجتماع التربية-مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية.