Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫‪1‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫‪:‬مقدمة‬
‫لقد كان لألزمات المالية وقع و أثر كبيرين على اقتصاديات البلدان‪ ،‬إذ أنها غالبا ما سببت‬
‫تدهورا حادا في األسواق المالية‪ ،‬نظرا لفشل األنظمة المصرفية المحلية في أداء مهامها الرئيسية و‬
‫الذي ينعكس في تدهور كبير في قيمة العملة و في أسعار األسهم‪ .‬وبالتالي التأثير السلبي على‬
‫قطاعات اإلنتاج والعمالة‪ ،‬وما ينتج عنه من إعادة توزيع للدخول و الثروات فيما بين األسواق‬
‫‪.‬المالية الدولية ككل‬
‫‪:‬ولمناقشة هذه القضية طرحنا األسئلة التالية‬
‫‪ -‬ما المقصود باألزمات المالية ؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي أسباب ظهور تلك األزمات ؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي أهم األزمات التي عرفتها دول العالم في السابق ؟‪.‬‬
‫‪ -‬كيف حدثت األزمة اآلسيوية ؟ وماذا نتج عنها ؟وكيف كانت تأثيراتها؟‬
‫‪ -‬ما هي الدروس التي أمكن استخالصها من األزمات السابقة ؟‬

‫‪:‬ولمعالجة هذه التساؤالت‪ ،‬ارتأينا اقتراح الخطة التالية‬


‫‪2‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫‪:‬الخطة‬
‫‪.‬المبحث األول‪ :‬ماهية األزمات المالية‬
‫‪.‬المطلب األول‪ :‬مفهوم األزمة المالية‬
‫‪:‬المطلب الثاني‪ :‬تصنيف األزمات المالية‬
‫‪.‬المطلب الثالث‪ :‬أسباب حدوث األزمات‬

‫‪.‬المبحث الثاني‪ :‬أهم األزمات المالية‬


‫المطلب األول‪ :‬أزمة وولستريت ‪1929‬‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬أزمة وولستريت ‪1987‬‬
‫‪ .‬المطلب الثالث‪ :‬أزمة المكسيك ‪1994‬‬

‫أزمة جنوب شرق آسيا‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬أسباب األزمة‬
‫انفجار األزمة‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬انعكاسات األزمة اآلسيوية على األسواق األخرى‬
‫المطلب الرابـع‪ :‬آثار األزمة‬
‫الخاتمة‬

‫‪.‬المبحث األول‪ :‬ماهية األزمات المالية‬


‫‪3‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫‪.‬المطلب األول‪ :‬مفهوم األزمة المالية‬


‫األزمة المالية يمكن تعريفها على أنها تلك التذبذبات التي تؤثر كليا أو جزئيا على مجمل‬
‫المتغيرات المالية ‪ ،‬حجم اإلصدار‪ ،‬أسعـار األسهـم و السندات‪ ،‬و كذلـك اعتمادات الودائع‬
‫‪.‬المصرفية‪ ،‬و معدل الصـرف‬
‫هـذا‪)1‬االختالف في تقديـر الظـواهر الخاصة باالرتفاع و االنخفاض يستلزم فترة طويلة‬‫(‬
‫لتفسيرها‪.‬‬
‫و عادة ما تحدث األزمات المالية بصورة مفاجئة نتيجة ألزمة ثقة في النظام المالي مسببها‬
‫الرئيسي تدفق رؤوس أموال ضخمة للداخل يرافقها توسع مفرط و سريع في اإلقراض دون التأكد‬
‫من المالءة االئتمانية للمقترضين‪،‬ـ وعندها يحدث انخفاض في قيمة العملة‪ ،‬مؤديا إلى حدوث‬
‫موجات من التدفقات الرأسمالية إلى الخارج‪.‬‬
‫و قد عرف االقتصاد الدولي عدة أزمات مالية إبان فترة الكساد العظيم خالل الفترة ‪- 1929‬‬
‫‪1933‬‬
‫حيث ارتبطت أسباب هذه األزمة بالظروف العالمية السائدة حقبة ما بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬و‬
‫بالفكر الكالسيكي السائد آنذاك‪.‬‬
‫كما تعرضت بورصة نيويورك سنة ‪ 1987‬إلى االنهيار و حققت خسارة قدرها ‪ 500‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬ثم المكسيك سنة ‪ 1994‬و الكثير من البورصات األخرى و التي سنتطرق إلى أهم أزماتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيف األزمات المالية( )‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ .‬الفرع األول‪ :‬أزمة النقد األجنبي‬


‫تحدث األزمة في النقد األجنبي أو العملة‪ ،‬عندما تؤدي إحدى هجمات المضاربة على عملة‬
‫بلد ما إلى تخفيض قيمتها أو إلى هبوط حــاد فيهــا‪،‬أو تــرغم البنك المركــزي على الــدفاع عن العملة‬
‫ببيع مقادير ضخمة من احتياطاته‪ ،‬أو رفع سعر الفائدة بنسبة كبيرة‪.‬‬
‫و يميز بعض المحللين بين أزمات العملة ذات" الطابع القديم " أو "الحركة البطيئة" و بين‬
‫األزمات ذات "الطابع الجديد"‪ ،‬إذ أن األولى تبلغ ذروتها بعد فترة من اإلفراط في اإلنفاق‪ ،‬و‬
‫االرتفاع الحقيقي في قيمة العملة‬
‫التي تؤدي إلى إضعاف الحساب الجاري غالبا في سياق من الضــوابط المتزايــدة على رأس المــال‪،‬‬
‫بما يؤدي في النهاية إلى تخفيض قيمة العملة‪.‬‬
‫أما في الحالة الثانية‪ ،‬فإن القلق الذي ينتاب المستثمرين بشأن جدارة ميزانيات جزء مهم‬
‫من االقتصاد‬
‫( سواء كان عاما أو خاصا ) بالثقة‪ ،‬يمكن أن يؤدي في مناخ األســواق المالية و الرأســمالية األكــثر‬
‫تحررا و تكامال إلى الضغط سريعا على سعر الصرف‪.‬‬
‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬األزمة المصرفية‬
‫تحدث األزمات المصرفية عندما يؤدي اندفاع فعلي أو محتمل على سحب الودائع من أحدى‬
‫البنــوك‪ ،‬أو إخفــاق البنــوك‪ ،‬إلى قيامها بإيقــاف قابلية التزاماتها الداخلية للتحويــل‪ ،‬أو إلى إرغــام‬
‫الحكومة على التدخل لمنع ذلك‪ ،‬بتقديم دعم مالي واسع النطاق للبنوك‪ ،‬و تميل األزمات المصــرفية‬
‫إلى االستمرار وقتا أطول من أزمات العملة ‪ ،‬و لها آثار أقسى على النشاط االقتصــادي‪ ،‬وقد كــانت‬
‫األزمات نادرة نسبيا في الخمسينات و الستينات بسبب القيــود على رأس المــال و التحويل ‪ ،‬و لكنها‬
‫أصبحت أكثر شيوعا منذ السبعينات‪ ،‬و تحدث بالترادف مع أزمة العملة‪.‬‬
‫‪.‬الفرع الثالث‪ :‬أزمة الديون‬
‫تحدث أزمة الديون إما عندما يتوقف المقترض عن السداد‪ ،‬أو عندما يعتقد المقرضونـ أن‬
‫التوقف عن السداد ممكن الحدوث و من ثم يتوقفون عن تقديم قروض جديدة‪ ،‬و يحاولون تصفية‬
‫‪ .‬القروض القائمة‬

‫)?(‪1‬‬
‫‪- Barthalon Eric, Crises financières: Revue problèmes économiques, n° 2595 , 1998‬‬
‫_ مجلة التمويل و التنمية‪ ،‬ديسمبر ‪ ، 2002‬ص ‪06‬‬ ‫‪)?(2‬‬
‫‪4‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫بحث حول‪:‬‬
‫و قد ترتبط أزمة الديون بدين تجاري (خاص)‪ ،‬أو دين سيادي (عام)‪ ،‬كما أن المخاطر‬
‫المتوقعة بأن يتوقف القطاع العام عن سداد التزاماته‪ ،‬قد تؤدي إلى هبوط حاد في تدفقات رأس‬
‫المال الخاص إلى الداخل‪ ،‬و إلى أزمة في الصرف األجنبي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب حدوث األزمات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫و قد تحدث األزمات ألسباب عديدة يمكن التنبؤ ببعضها‪ ،‬و البعض اآلخر يصعب قياسه بدقة‪،‬‬
‫و تفيد الخبرات المتراكمة في تقدير اإلتجاهات البورصيةـ ( مثال‪ :‬مؤشر داو جونز‪ ،‬كما حدث في‬
‫األسبوع الماضي ألزمة نيويورك ‪ ، 1929‬و قد ترجع أسباب األزمات إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬التغيرات الدولية‪ ،‬من الكوارث و الحروب و األزمات االقتصادية و الحروب التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬المتغيرات المحلية في معدل التضخم (أسواق السندات )‪ ،‬و أسعار الصرف ( أسواق‬
‫العمالت الحرة)‪ ،‬و أسعار األسهم‪ ،‬و تغير أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬التغيرات التكنولوجية مثل المنتجات الجديدة و االختراعات‪ ،‬و تحول الطلب على‬
‫المنتجات و الخدمات و هياكل محفظة االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشاعات و المعلومات الملوثة غير الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -‬المضاربة غير المحسوبة‪.‬‬
‫و يترتب على األزمات تدهور في األسعار و الخسائر‪ ،‬و تدهور التداول في البورصة‪،‬ـ و‬
‫فقدان الثقة في بعض األوراق المالية‪ ،‬لذا يفيد اإلفصاح المالي في الكشف عن حقيقة التغيرات في‬
‫البورصات و يمكن مواجهة األزمات البورصية إما باالنتظار أو باالنسحاب‪ ،‬أو بتطبيق التخطيط‬
‫االستراتيجي الفعال كما هو موضح في الشكل‪ ،‬حيث يوضح الشكل أساليب التعامل مع األزمات‪،‬‬
‫و تشغيل آليات البورصةـ سواء من حيث االنفراد بالقرارات أو التشاور ‪ ،‬أو تحقيق درجة عالية‬
‫من قبول العاملين و المتعاملين في البو رصة‪ ،‬أو عدم تحقيق ذلك‪.‬‬
‫المضاربة‬ ‫اإلشاعات‬ ‫التغيرات‬ ‫المتغيرات‬ ‫المتغيرات‬ ‫أسباب‬
‫التكنولوجية و المعلومات و المعلومات‬ ‫المحلية‬ ‫األزمة الدولية‬
‫المحسوبة‬ ‫الملوثة‬ ‫و دورات‬ ‫االقتصادية‬ ‫نتائج‬
‫األعمال‬ ‫و السياسية‬ ‫الكوارث‬ ‫األزمة‬
‫والحروب‬
‫" تدهو‬
‫األسعار‬
‫"انخفاض‬
‫التداول‬
‫"البيع بأقل‬
‫األسعار‬
‫" الشراء‬
‫بأسعار غير‬
‫واقعية‬
‫"توقف‬
‫المعامالت‬
‫"خسائر فادحة‬
‫"فقدان الثقة في‬
‫السوق‬

‫أسلوب‬ ‫التكيف‬ ‫أسلوب‬ ‫أسلوب‬ ‫أسلوب‬

‫‪ - ) )1‬فريد النجار‪ ،‬البورصات و الهندسة المالية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للنشر‪ ، 1999 – 1998 ،‬ص ‪. 207‬‬
‫‪5‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫بحث حول‪:‬‬
‫الصدمات‬ ‫و التأقلم‬ ‫التراجع‬ ‫االنسحاب‬ ‫الصدمات‬ ‫السياسات‬

‫د‪ .‬فريد النجار‪ ،‬البورصات و الهندسة المالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪208‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهم األزمات المالية‪.‬‬


‫وقد شهد العالم موجات متتالية من األزمات‪ ،‬أدت في غالب األحيان إلى إحداث ثغرات‬
‫ضخمة في االقتصاديات الدولية ‪ ،‬مما يتطلب إعادة هيكلة جذرية للسياسات االقتصادية المنتهجة‪،‬‬
‫و ضياع أصول هائلة من المستثمرين في األسواق المالية لهذه الدول‪.‬‬
‫و بهدف التعرف على أهم األزمات المالية التي زعزعت اقتصاديات هذه الدول‪ ،‬ارتأينا‬
‫دراسة بعضها من خالل ثالث مطالب نتعرض في كل منها إلحداها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أزمة وولستريت ‪1929‬‬
‫بعد األزمة التي اجتاحت معظم دول العالم خالل سنوات الحرب العالمية األولى‪ ،‬شهدت فترة‬
‫ما بعد الحرب نوعا من االستقرار في العالقات النقدية و المالية الدولية‪ ،‬و استفاد المواطنون من‬
‫زيادات في المستوى المعيشي و اإلقتصادي عن طريق بعض سياسات اإلقراض المسهلة آنذاك و‬
‫ذلك نتيجة لإلصالحات النقدية و المالية التي شهدتها هذه الفترة‪ ،‬لكن هذا االستقرار ما لبث أن‬
‫اختفى مع انفجار أزمة أكتوبر‪. 1929‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫مظاهر األزمة‪.‬‬
‫هذا الرخاء‪ ،‬أدى بالمواطن األمريكي إلى التوسع في االقتراض من أجل شـراء مختلف‬
‫المواد االستهالكية و األجهزة‪ ،‬فزاد ذلك من حدة الديون‪.‬‬
‫و كانت اآلراء االقتصادية و اعتمادا على الفكر الكالسيكي‪ ،‬تدعم فكرة أن قوى العرض و‬
‫الطلب سوف تؤدي تلقائيا إلى إعادة التوازن و القضاء على الكســاد القــائم‪ ،‬خاصة عند اتخــاذ البنك‬
‫الفدرالي األمريكي قرار التوسع النقدي‪ ،‬الذي أدى إلى ارتفاع إنتاج السلع االســتهالكية و انخفــاض‬
‫البطالة مؤقتا‪ ،‬كما اتجه سوق األوراق المالية إلى صعود ال نهاية له‪.‬‬
‫و نتيجة لألوضاع المذكورة‪ ،‬انصبت المضاربة على سوق األوراق المالية‪ ،‬وارتفعت‬
‫أسعار األوراق المالية ‪،‬و أدت هذه السلوكات إلى ارتفاع أسـعار أســهم أردأ الشـركات‪ ،‬و أصـبحت‬
‫البنوك تضارب بأموال زبائنها‪ ،‬وزاد عدد المتدخلين في السوق المالي إلى أعداد ضخمة من أفراد‪،‬‬
‫مضاربين‪ ،‬شركات سمسرة‪ ،‬و أسر أمريكية‪.‬‬
‫و قد استمرت الحكومة بتوفير القروض السهلة‪ ،‬حتى الوقت الذي اندلعت فيه األزمة‪ ،‬وقد‬
‫زادت أيضا في تقديم القروض األجنبية بقصد المزيد من ربط االقتصاديات لــدى األقطــار األوربية‬
‫بـــرأس المـــال األمـــريكي‪ ،‬و هكـــذا ارتفعت اإلصـــداراتـ الجديـــدة من األوراق المالية للقيـــام‬
‫باالستثمارات اإلضافية في مختلف القطاعات من ‪ 4000‬مليون‪ $‬سنة ‪ 1923‬غالى ‪10000‬مليــون‬
‫‪ $‬سنة ‪.1929‬‬
‫و كانت األمور تبدو و كأن الرخاء هو السائد و أن السياسة النقدية و المالية تجري في‬
‫الطريق الصــحيح‪ ،‬و قبل انتهــاء الســنة‪ ،‬كــانت األســواق المالية األمريكية قد غمرتها األزمــة‪ ،‬و‬
‫هبطت أســعار األوراق المالية هبوطا حــادا‪ ،‬و أخــذت أســعار الســلع في الســوق العالمية تجنح إلى‬
‫الهبوط السريع‪ ،‬و في ســنة ‪ 1930‬تــبين حقيقة أن االقتصــاد األمــريكي يواجه أزمة خطــيرة و ليس‬
‫مجرد ركود طفيف‪ ،‬و استمرت الــدوائر األمريكية الحاكمة في إصــدار المزيد من الســندات لتمويل‬
‫األشغال العامة للمحافظة على االسـتخدام و القـوة الشـرائية‪ ،‬و في نفس السـنة‪ ،‬ارتفعت البطالة إلى‬
‫‪ %8‬بعدما كانت‪ % 0,9‬عام ‪ ،1929‬و استمرت باالرتفاع في الســنوات التالية إلى غاية ‪%25,1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سنة ‪.1933‬‬

‫‪ - )?(1‬ستاد نيجنكو‪ ،‬األزمة النقدية في النظام الرأسمالي ‪ :‬أصلها و تطورها‪ ،‬ترجمة محمد عبد العزيز‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪،‬‬
‫بغداد‪ ، 1979 ،‬ص ‪106 -104‬‬
‫‪7‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص األزمة‪.‬‬


‫تميزت هذه الفترة بمجموعة خصائص تمثلت في(‪: )1‬‬
‫‪ -1‬تسببت في زعزعة االستقرار النسبي في النظام األمريكي بأكمله‪.‬‬
‫‪ -2‬استمرار هذه األزمة لفترة طويلة نسبيا‪.‬‬
‫‪ -3‬عمق وحدة هذه األزمة بشكل استثنائي‪ ،‬ففي الواليــات المتحــدة مثال‪ ،‬انخفضت الودائع‬
‫لدى البنوك بمقدار ‪ ، %33‬كما انخفضت عمليات الخصم و اإلقراض مرتين‪ ،‬و كــان عـدد البنــوك‬
‫الــتي أفلست منذ بداية عــام ‪ 1929‬حــتى منتصف عــام ‪ 1933‬أكــثر من ‪ 10000‬بنكــا‪ ،‬أي حــوالي‬
‫‪ %40‬من إجمالي عدد البنوك األمريكية‪ ،‬وقد أدى هـذا إلى ضـياع الكثـير من مـدخرات المـودعين‪،‬‬
‫خاصة الصغار منهم‪.‬‬
‫‪ -4‬االنخفاض الكبير في مستويات أسعار الفائــدة في البنك المركــزي لــنيويورك إلى‪%2,6‬‬
‫في الفترة (‪ )1933-1930‬مقابل ‪ %5,2‬سنة ‪.1929‬‬
‫في بداية األزمة‪ ،‬كان االرتفاع في أسعار الفائدة ناجما عن تزايد الطلب على النقود لسداد‬
‫القروض‪ ،‬لكن مع استمرار األزمة‪ ،‬انخفضت الطلبات على القروض بسبب زيــادة عــرض رؤوس‬
‫األموال‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬آثار األزمة على الدول الصناعية‪.‬‬
‫أحدثت األزمة انهيارات كبيرة في األسعار لدى الدول الصناعية‪ ،‬حيث انتقلت أسعار الجملة في‬
‫ألمانيا من‪ %137‬سنة ‪ 1929‬إلى ‪ %93‬سنة ‪ .1933‬أما في فرنسا‪ ،‬فقد انتقلت السعار من ‪%137‬‬
‫ســنة ‪ 1929‬إلى ‪ %94‬ســنة ‪ ،1933‬و كــذا في اليابــان من ‪ %166‬ســنة ‪ 1929‬إلى ‪ %136‬ســنة‬
‫‪.1933‬‬
‫هذا االنخفاض‪ ،‬له انعكاسات مباشرة على انخفاض األرباح و تراكم رأس المال‪ ،‬و على‬
‫النشاط االقتصــادي ككــل‪ ،‬يتبع ذلك ارتفــاع في معــدالت البطالة وانخفــاض األجــور‪ ،‬ففي انكلــترا‪،‬‬
‫انخفضت األرباح من ‪ 120‬مليون جنيه إسترليني ســنة ‪ ،1929‬إلى ‪ 75,8‬مليــون جنيه إســترليني‬
‫سنة ‪ ،1932‬و كذا بالنسبة أللمانيا‪ ،‬كانت األرباح ‪ 315‬مليون مارك عــام ‪ 1929‬لتنخفض إلى ‪72‬‬
‫مليون مارك عام ‪. 1932‬‬
‫و هذه المعطيات تعطي فكرة عن الميل إلى االنخفاض القــوي لمــدا خيل الطبقة الرأســمالية‪ ،‬و كل‬
‫هذا له انعكاسات مباشرة ليس فقط على نشاطات رأس المال الداخلية الخاصة بكل بلد‪ ،‬و لكن كذلك‬
‫على تصدير رأس المال الذي انخفض من ‪ 1325‬مليون ‪$‬‬
‫عام ‪ 1928‬إلى ‪ 1,6‬مليون ‪ $‬عام ‪ 1933‬بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬أما في انكلترا‪ ،‬فقد‬
‫كان ‪ 219‬مليون جنيه إسترليني سنة ‪ 1928‬لينخفض إلى ‪ 30‬مليون جنيه إسترليني‬
‫سنة ‪. 1933‬‬
‫و إضافة إلى هذا ‪ ،‬فانه بين سنتي ‪ 1929‬و ‪ ، 1933‬انخفضت أسعار المنتجات بـ ‪%‬‬
‫و بصفة عامة‪ ،‬فقد شهدت هذه البلدان الصناعية األساسية الستة ( وم أ ‪ ،‬اليابان‪،‬‬ ‫‪.، 45,7‬‬
‫فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬انكلترا‪ ،‬وايطاليا) انخفاضا في دخلها الوطني يقدر بالنصف‪ ،‬كما عرفت التجارة‬
‫الخارجية انكماشا بـ ‪ %40‬مقارنة بسنة ‪ ،1929‬و بـ ‪ %74‬مقارنة بحجمها العادي‪.‬‬

‫‪)?(1‬‬
‫‪ -‬مروان عطون‪ ،‬األسواق النقدية و المالية (البورصات و مشكالتها في عالم النقد والمال ) ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪=،‬‬
‫الجزائر‪ ، 1993 ،‬ص ص ‪101 -100‬‬

‫‪)?(2‬‬
‫‪ -‬محمد لخضر بن حسين‪ ،‬األزمات االقتصادية‪ ،‬فعلها و وظائفها في البلدان الرأسمالية المتطورة و البلدان النامية‪ ،‬ترجمة أحمين شفير‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬المعهد الوطني للثقافة العمالية وبحوث العمل‪ ، 1995 ،‬ص ص ‪74 -73‬‬
‫‪8‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أزمة وولستريت ‪. 1987‬‬


‫الفرع األول‪ :‬ظروف حدوث األزمة‪.‬‬
‫إن األزمة التي شهدتها أسواق رأس المال الدولية في أكتوبر ‪ ، 1987‬و المتمثلة في االنخفاض‬
‫الكبير و المستمر في أسعار األوراق المالية‪ ،‬فقد نتجت عن اتجاه أسعار الفائدة نحو االرتفاع‪ ،‬و‬
‫توقع حدوث أزمة اقتصادية عامة بسبب تراجع مؤشرات النمو االقتصادي في معظم الدول‪،‬‬
‫باإلضافة إلى عوامل أخرى‪ ،‬منها تدهور قيمة الدوالرفي أسواق الصرف‪،‬‬
‫كما تعرضت أسعار األوراق المالية( خاصة األسهم) إلى انخفاضات متتالية و متسارعة‪،‬‬
‫مما دفع بحملة األوراق المالية إلى ىالبيع تجنبا انخفاضات أخرى في أسعارها‪ ،‬الشيء الذي كان‬
‫يثير القلق في األوساط الماليةخاصة و أن معظم أصحاب األوراق المالية كانوا يرغبون في البيع‬
‫و ال يوجد مشترون‪.‬‬
‫و قد أدى تفاقم األزمة‪ ،‬في األسواق المالية إلى أزمة الدوالر األمــريكي‪ ،‬نظــرا ألن جــزءا‬
‫هاما من األوراق المالية محرر بالدوالر‪،‬و لجوء حملتها إلى بيعها مقابل عمالت أخرى قويـة‪ ،‬زاد‬
‫ذلك من العرض و تسبب في استمرار انخفاض قيمة الدوالراألمريكيـ مقابل العمالت األخرى‪.‬‬
‫و كان للجوء الحكومة األلمانية إلى فرض ضريبة بنسبة ‪ %10‬على االدخارات و االستثمارات‬
‫تأثيرا سالبا على أسعار األوراق المالية هناك نتيجة انخفاض عوائدها‪ ،‬بينما يعود ارتفاع أسعار‬
‫األوراق المالية في و م أ في بداية ‪ 1986‬إلى زيادة إرباح الشركات األمريكية و دخول االقتصاد‬
‫األمريكي في نمو اقتصادي متسارع أفضل مما كان متوقعا‪.‬‬
‫المالية) خاصة‬ ‫األوساط‬ ‫في‬ ‫قلق‬ ‫إثارة‬ ‫ثم أدى االنخفاض الحاد في أسعار البترول إلى‬
‫(‪1‬‬
‫البنوك الكبيرة التي قدمت قروضا ضخمة لبعض الدول المنتجة للبترول كالمكسيك‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب حدوث األزمة‪.‬‬
‫لقد اختلفت اآلراء حول تحديد األسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوث أزمة أكتوبر‪ ، 1987‬فنجد‬
‫في هذه الحالة أسباب تتعلق بكفاءة السوق و أسباب أخرى‪ ،‬وسوف نتطرق لهذه األسباب فيما يلي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أ – أسباب تتعلق بكفاءة السوق‪ :‬هناك ثالث تفسيرات‪ ،‬و هي‪:‬‬
‫‪ – 1‬اإلنهيار هو انعكاس لردود األفعال المبالغ فيها‪ ،‬حيث تتابعت موجات المضاربة‬
‫للشراء الالعقالني المبالغ فيه في أوساط المتعاملين في البورصة‪ ،‬و انتقال المدخرين من‬
‫اإلستثمارات الحقيقية إلى االستثمارات المالية‪.‬‬
‫‪ – 2‬اإلنهيار عبارة عن تصحيح األوضاع السابقة‪ ،‬أي تصحيح ارتفاع أسعار األسهم إلى‬
‫قيم تفوق بكثير قيمتها‪ ،‬لتعود إلى المستويات التي ينبغي ان تكون عليها‪.‬‬
‫‪ _ 3‬انتشار المعلومات التي تدل على أزمة واشكة الوقوع بسبب استمرار العجز في‬
‫ميزان المدفوعات المريكي‪.‬‬
‫ب _ أسباب أخرى‪ )3( :‬من بينها‪:‬‬
‫‪ – 1‬استمرار العجز في الموازنة األمريكية‪ ،‬و في هذا الصدد فكرت حكومة "ريقان"‪،‬‬
‫بتخفيض العجز بـ ‪ 23‬مليار‪ ، $ ‬و ذلك بتخفيض النفقات و زيادة الضرائب‪،‬ـ و بعد فشل الوعود‬
‫بإصالح األوضاع‪ ،‬أدى ذلك إلى فقدان الثقة بالحكومة‪.‬‬
‫‪ _ 2‬رفع أسعار الفائدة‪ ،‬بسبب استمرار العجز في الموازنة األمريكية‪ ،‬لذلك اضطر البنك‬
‫الفدرالي األمريكي إلى رفع أسعار الفائدة على السندات طويلة األجل من أجل بيع اإلصدارات‬
‫الجديدة من سندات الخزينة‪ ،‬و قد أقدمت كل من اليابان و الدول األوربية إلى ذلك لمنع خروج‬
‫رؤوس األموال‪ ،‬األمر الذي أدى إلى انخفاض الطلب على األسهم وهبوط أسعارها ‪.‬‬
‫‪ _ 3‬تدهور سعر الدوالر األمريكي أمام العمالت الرئيسية‪ ،‬وذلك منذ سنة ‪ ، 1985‬بنسب‬
‫جد عالية‪ ،‬و قد لعبت تصريحات وزير الخزينة األمريكي دورا هاما في إقبال قوي على بيع‬
‫األسهم ‪ ،‬حيث أقر أنه يفضل انخفاض أسعار صرف الدوالر على رفع أسعار الفائدة ‪ ،‬مما أدى‬
‫بالكثير من المستثمرين إلى التخلص من األسهم التي بحوزتهم مقابل السندات و الودائع ذات العائد‬
‫الثابت‪.‬‬
‫‪ - 1‬مروان عطون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪191‬‬
‫‪ - 2‬منير ابرهيم هندي‪،‬األوراق المالية و أسواق رأس المال‪ ،‬توزيع منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪، 1997‬ص ‪. 603- 602‬‬
‫‪ - ) )3‬الصافي وليد أحمد‪ ،‬سوق األوراق المالية و دورها في التنمية االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجيستير علوم اقتصادية‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫‪، 1997‬ص ‪135 - 134‬‬
‫‪9‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫‪ _ 4‬اعتماد األسواق المالية على أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬حيث تبرمج هذه األجهزة على أساس‬
‫أوامر الشراء و البيع‪ ،‬كما تحتوي على برامج تعطي مؤشر إنذار مبكر بمجرد هبوط األسعار إلى‬
‫حد معين‪ ،‬فيقوم الكمبيوتر بإصدار أوامر بالبيع‪ ،‬كما أن التغيرات في أسعار العمالت‪ ،‬و األسهم‪،‬‬
‫زادت من عرض األسهم و انخفاض الطلب عليها مما أحدث فوضى أدت إلى المزيد من االنهيار‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نتائج األزمة‬


‫استنادا إلى المؤشرات السابق ذكرها‪ ،‬توقع العديد من االقتصاديين وقوع أزمة تفوق في‬
‫حدتها أزمة ‪ ، 1929‬و في يوم ‪ 17‬أكتوبر ‪ ، 1987‬بلغت أسعار الوراق المالية أدنى مستوى لها‬
‫‪،‬حيث فقد مؤشر "داو جونز" ‪ 502‬نقطة مخلفا خسارة تقدر بـ ‪ 500‬مليار ‪ ،$‬خاصة و أن‬
‫بورصات القيم المنقولة كانت تستعمل النظام اآللي إلصدار أوامر البيع و الشراء‪ ،‬و بعد أسبوع‬
‫من ذلك أمر الرئيس "ريقن" بتشكيل لجنة لمراقبة هذا النظام‪ ،‬في حالة ما إذا كان التغير في‬
‫مؤشر "داو جونز" يفوق ‪ 50‬نقطة‪.‬‬
‫و لقد أدى إلى سرعة انتشار هذه األزمة مجموعة من األسباب أهمها‪:‬‬
‫‪ ¤‬الروابط الوثيقة بين األسواق المالية‪.‬‬
‫‪ ¤‬التعامل عن طريق أحدث الوسائل و األساليب اإللكترونية مما سهل انتقال األزمة و‬
‫بسرعة من سوق إلى أسواق أخرى‪.‬‬
‫‪ ¤‬التطور الهائل في نشاط هذه األسواق ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أزمة المكسيك ‪. 1994‬‬
‫لقد ظهر السوق المالي المكسيكي في الحقبة الزمنية التي سبقت األزمة كفرصة استثمار مثالية‬
‫لألجانب‪ ،‬نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة‪ ،‬و الذي نجم عن اإلصالحات اإلقتصادية الشاملة بالبلد‪،‬‬
‫تمثلت أهم هـذه اإلصـالحات في خوصصة المؤسسـات‪ ،‬و رفع القيـود على التجـارة الخارجيـة‪،‬‬
‫إضافة إلى إصالحات أخرى في السياسة المالية‪.‬‬
‫و لقد أفضى هذا الوضع إلى تهاطل رؤوس األموال األجنبية لشراء العقارات و القيم المنقولة‪،‬‬
‫مما أدى إلى خلق عجز في ميزان المدفوعات المكسيكي‪ ،‬و نظرا الستقرار العملة المكسيكية بسبب‬
‫ارتباطها بعملة أخرى‪ ،‬توسع اإلئتمان المصرفي‪ ،‬مع تواصل العجز في ميزان المدفوعات‬
‫المكسيكي‪ ،‬حينها بدأ التوقع بحدوث أزمة مالية ‪،‬‬
‫و نتيجة لهذه المؤشرات‪ ،‬اضطرت الحكومة إلى الرفع المتزايد ألسعار الفائدة من أجل دعم‬
‫العملة‪ ،‬لكن و بمجرد تعويم العملة‪ ،‬انخفضت قيمة البيزو‪ ،‬وتباطأ التوسع االئتماني نتييجة ارتفاع‬
‫أسعار الفائدة‪.‬‬
‫هذه األوضاع‪ ،‬أدت إلى انفجار أزمة مالية لم يسبق لها مثيل في المكسيك‪ ،‬زاد من حدتها عبء‬
‫ديون ضخمة تطلبت إعادة هيكلة استعجالية كعنصر أساسي لحل األزمة‪.‬‬
‫األزمات المالية ‪10‬‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬أزمة جنوب شرق آسيا‬


‫شهدت األسواق المالية لدول جنوب شرق آسيا( النمور اآلسيوية) انهيارا كبيرا منذ يوم االثنين‬
‫‪1997/10/2‬والذي أطلق عليه بيوم االثنين المجنون حيث ابتدأت األزمة من تايلندا ثم انتشرت‬
‫بسرعة إلى بقية دول المنطقة حينما سجلت أسعار األسهم فيها معدالت منخفضة بشكل حاد‪،‬‬
‫‪،‬بنحو ‪1211‬نقطة ألول مرة منذ أكثر من ثالثين سنة )‪(Hang Seng‬فانخفض مؤشر‬
‫إضافة إلى انخفاض مؤشرات بقية بورصات دول المنطقة‪ ،‬دون أن يكون متوقعا انهيار هذه‬
‫األسواق بهذه الدرجة و السرعة نظرا لما تتمتع به اقتصاديات الدول المعنية من معدالت نمو‬
‫مرتفعة في السنوات األخيرة ( ‪ 7% - 8%‬كمتوسط)‪ ،‬وتنوع قاعدتها التصديرية‪ ،‬واندماج أسواقها‬
‫‪...‬و اقتصادياتها في األسواق العالمية‬
‫المطلب األول‪:‬أسباب األزمة‬
‫وفقا لمؤشرات اقتصادية كلية‪ ،‬فقد ظهرت عالمات مبكرة لألزمة والتي ساعدت في انفجارها‬
‫اإلختالالت التالية في االقتصاد التايلندي‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلنخفاض الحاد في قيمة الـ(‪-)Bhat‬العملة الوطنية التايلندية‪ -‬بعد فترة طويلة من اإلعتماد‬
‫على نظام سعر الصرف الثابت‪ ،‬وهذا ما حفز على اإلقتراض الخارجي وعرّض قطاع‬
‫األعمال و المال إلى المخاطر‪.‬‬
‫‪ .2‬فشل السلطات العامة في تقليل الضغوط التضخمية الجامحة و المتجسدة بحاالت العجز‬
‫الخارجي الواسع و اضطراب أسواق المال‪.‬‬
‫‪ .3‬ضعف اإلشراف و الرقابة الحكومية و بالتالي تصاعد الشكوك السياسية حول التزامات‬
‫الحكومة‪ ،‬و مدى مقدرتها على إجراء اإلصالحات المناسبة لمواجهة األزمة‪.‬‬
‫‪ .4‬إضافة إلى ما سبق‪ ،‬فقد ساهمت التطورات الخارجية في تفاقم األزمة‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬التدفقات الضخمة لرؤوس األموال إلى تايلندا وبقية دول المنطقة‪ ،‬في‬
‫منتصف التسعينيات‪ ،‬بسبب انخفاض أسعار الفائدة لدى الدول الصناعية في تلك‬
‫الفترة‪.‬‬
‫‪ -2‬أدى اإلنخفاض في قيمة الدوالر األمريكي إلى منافسة العمالت اآلسيوية‬
‫التي ترتبط به بشكل أو بآخر‪ ،‬ثم إلى تضاءل درجة منافسة الدول اآلسيوية في‬
‫األسواق العالمية‪.‬‬
‫كما أن الدول التي تعرضت لألزمة‪ ،‬كانت تعاني من اختالالت اقتصادية داخلية‪ ،‬وذلك‬
‫ما ساعد على تف ّشي األزمة‪ ،‬ومن تلك االختالالت‪:‬‬
‫‪ )1‬االعتماد المفرط على التصدير لتحقيق النمو‪.‬‬
‫‪ )2‬االعتماد الكبير على التدفقات المالية من الخارج‪ ،‬سواء في شكل قروض أو استثمار أجنبي‬
‫مباشر‪ ،‬إلى جانب اإلقتراض الخارجي غير المغطى من قبل القطاع الخاص المحلي‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلنخفاض الحاد في قيمة العمالت المحلية‪.‬‬
‫‪ )4‬ضعف الثقة باألنظمة اإلقتصادية و المالية نتيجة لضعف الثقة باألنظمة السياسية القائمة‬
‫أساسا‪.‬‬
‫‪ )5‬نقص الشفافية‪ ،‬ويقصد بها عدم كفاية ودقة البيانات و المعلومات عن أداء الكثير من الشركات‬
‫و المؤسسات العامة و الخاصة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالكشف عن الحجم الحقيقي لإلحتياطات‬
‫الدولية للبلدان المعنية من النقد األجنبي‪ ،‬مما تسبب في فقدان كبير للثقة‪ ،‬وهروب رأس المال‬
‫للخارج‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انفجار األزمة‬
‫لقد أعطى نظام سعر الصرف الثابت في بلدان جنوب شرق آسيا ( تايلندا‪-‬إندونيسيا‪-‬الفيليبين‪-‬‬
‫كوريا‪ )....‬إحساسا زائفا باألمن‪ ،‬مما شجع هذه البلدان على إبرام ديون ضخمة مقومة بالدوالر‪،‬‬
‫إضافة إلى هذا فإن صادرات هذه البلدان كانت ضعيفة في منتصف السبعينيات بسبب ارتفاع قيمة‬
‫الدوالر األمريكي مقابل الين الياباني و قيام الصين بخفض قيمة عملتها في عام ‪ ،1994‬وقد‬
‫انعكست تدفقات رؤوس األموال الضخمة إلى الداخل و ضعف الصادرات في اتساع عجز الحساب‬
‫األزمات المالية ‪11‬‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫الجاري إضافة إلى أن قسما كبيرا من التدفقات كان في صورة اقتراض قصير األجل‪ ،‬ما جعل هذه‬
‫البلدان معرضة للصدمات الخارجية ‪.¹‬‬

‫وبفعل عمليات المضاربة على سعر العملة وتدني األرباح في أسواق األسهم‪ ،‬اضطرت‬
‫السلطات النقدية في تلك األسواق إلى رفع سعر الفائدة بهدف وقف التحويالت من العملة الوطنية‬
‫إلى العمالت األجنبية خاصة الدوالر األمريكي و محاولة تشجيع مختلف المستثمرين الحائزين‬
‫للدوالر األمريكي على تحويل المبالغ الموجودة لديهم إلى العمالت الوطنية‪ .‬وعليه فقد ارتفعت‬
‫أسعار الفائدة إلى حد ‪25%‬في تايلندا‪ ،‬و‪ 35%‬في كوريا‪ ،‬وظلت عند هذا الحد لعدة أيام‪ ،‬مما‬
‫اضطر بالمستثمرين في هذه األسواق إلى التخلي عن األوراق المالية و إيداع قيمتها في البنوك‬
‫لإلستفادة من سعر الفائدة المرتفع‪ .‬مما نتج عنه زيادة المعروض من األوراق المالية في السوق‬
‫دون أن يقابله طلبات شراء و هذا ما أدى إلى انخفاض شديد في أسعار األسهم وصل إلى‪ 25%‬و‬
‫‪ 50%‬من األسعار السائدة في السوق‪ .‬وانفجرت األزمة في تايلندا بعد الهجوم على الـ(‪)BAHT‬‬
‫التايلندي في جويلية ‪ 1997‬من خالل قيام ستة (‪ )6‬أفراد من تجار العملة في بانكوك بالمضاربة‬
‫على خفض سعر هذه العملة بعرض كميات كبيرة منها للبيع‪ ،‬أدت إلى انخفاض قيمته بالنسبة‬
‫للعمالت األخرى‪ .‬وتزامن هذا مع فشل الحكومة في الحفاظ على قيمة عملتها بعد تآكل اإلحتياطي‬
‫النقدي األجنبي لديها‪ ،‬مما أدى بها إلى خفض رسمي في قيمة العملة تسبب و بصورة فورية في‬
‫تراجع حاد ألسعار األسهم بعد أن قرر األجانب االنسحاب من السوق‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬دونالد ماشيسون‪ ،‬األزمات المالية في األسواق الناشئة‪،‬مجلة التمويل و التنمية‪،FMI،‬المجلد ‪،36‬العدد‪،3‬جوان ‪،1999‬ص‬
‫( ‪)1‬‬

‫‪.29‬‬
‫األزمات المالية ‪12‬‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬انعكاسات األزمة اآلسيوية على األسواق األخرى‬


‫منذ أن وقع أول هجوم على الـ(‪ )BAHT‬التايلندي في جويلية ‪ ،1997‬انخفضت أسعار العمالت‬
‫و األصول في كل آسيا نتيجة هروب رؤوس األموال من أسواق هذه البلدان‪.‬مما كان له تأثير مدمر‬
‫وواسع المدى على اقتصاديات العديد من دول المنطقة و حتى البعيدة منها‪ .‬وكانت كل من دول‬
‫كمبوديا‪ ،‬جمهورية الالوس‪...‬من بين الدول األكثر تضررا من انتشار عدوى هذه األزمة ‪:¹‬‬
‫ففي هاتين األخيرتين تباطأت قوة دفع اإلصالحات بصورة كبيرة و بالتالي لم يتم عالج نقاط‬
‫الضعف األساسية في اقتصادياتهما‪ ،‬حيث فقدت اإلصالحات الهيكلية في كمبوديا القوة الدافعة مع‬
‫ازدياد التوترات السياسية خالل النصف األول من عام ‪ .1997‬وتباطأت إلى حد كبير في النصف‬
‫الثاني من نفس العام‪ ،‬بسبب تفاقم نقاط الضعف في تعبئة اإليراد و إدارة اإلنفاق العام‪ ،‬فبدأت الدول‬
‫المانحة (المقرضة) توقف مدفوعاتها بسبب عدم االستقرار السياسي‪ ،‬وأخذت ثقة المستثمر الخاص‬
‫تضعف‪ ،‬كما كانت إصالحات جمهورية الوس مثبطة منذ ‪1997‬وتفاقم ضعف اإلدارة اإلقتصادية‬
‫نتيجة بطء بناء توافق الرأي في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬مما صعب من مهمة تصدي سلطات البالد‬
‫بسرعة للتدهور اإلقتصادي الذي انتاب اإلقتصاد المحلي‪ ،‬وفي أعقاب هذه األزمة انخفضت‬
‫تدفقات رؤوس األموال األجنبية نحو جمهورية الوس بنسبة ‪ ،91%‬وتعرضت كمبوديا النخفاض‬
‫يقدر بنسبة ‪ 45%‬بسبب هذه الصدمة‪ ،‬إضافة إلى االضطراب السياسي المحلي الذي بلغ ذروته‬
‫باإلطاحة برئيس الوزراء األول األمير "نوردوم راناريده" في جويلية ‪ ،1997‬والذي كان له‬
‫تأثير كبير على األداء االقتصادي لكمبوديا‪ .‬وإضافة إلى هذه التحوالت و االنهيارات بدأت عملتي‬
‫البلدين تفقدان قيمتهما‪ ،‬حيث هبطت في بداية األمر قيمة الريال الكمبودي بسرعة أقل من سرعة‬
‫تغير العمالت اآلسيوية األخرى نتيجة للدولرة المكثفة لالقتصاد الكمبودي‪.‬‬
‫غير أن عملة الـ(كيب) في جمهورية الالوس تأثرت بصورة خاصة بتقلبات أسعار الصرف التي‬
‫هزت المنطقة نظرا الرتباطها الوثيق جدا بالـ(باهت) التايلندي‪ ،‬وفيما بين جويلية‪1997‬و جوان‬
‫‪ 1998‬فقد الـ(كيب) ما يصل إلى ‪70%‬من قيمته أمام الدوالر‪ ،‬وبدأ التضخم في االرتفاع‪ ،‬وبدرجة‬
‫أكبر في الالوس مقارنة بكمبوديا‪ ،‬و كان األثر اإلجتماعي كبيرا‪ ،‬وفي كال البلدين‪ ،‬أطلق تزايد‬
‫ضعف الثقة في االقتصاد الكلي و أيضا في العملتين العنان لتدفق األموال إلى خارج النظام‬
‫المصرفي‪.‬‬
‫ومن بين اآلثار اإلجتماعية ألزمة آسيا في البلدين مايلي ‪:‬‬
‫(‪)¹‬‬
‫األزمات المالية ‪13‬‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬
‫((‪-1‬ظفار احمد‪،‬تأثير األزمة المالية في آسيا على كمبوديا و جمهورية الالوس‪،‬مجلة التمويل و التنمية‪،‬المجلد‪،36‬العدد‪،3‬سبتمبر‬
‫‪،1999‬ص‪43‬‬
‫في كمبوديا‪:‬‬ ‫أوالً‪:‬‬

‫أفضى الجفاف و الصادرات غير القانونية‪ ،‬الواسعة النطاق لألرز إلى تايلندا و فيتنام‬ ‫‪-‬‬
‫إلى نقص حاد في األغذية في بعض المناطق‪ ،‬و باإلضافة إلى هذا قلل اإلنكماش‬
‫اإلقتصادي من فرص استكمال األفراد لدخولهم‪.‬‬
‫زادت الهجرة من المناطق الريفية إلى الحضرية مما زاد الضغوط على البنية األساسية‬ ‫‪-‬‬
‫و الموارد اإلجتماعية و اإلقتصادية المحدودة‪ ،‬وتتفشى األمراض المرتبطة باألوضاع‬
‫السكنية البائسة‪ ،‬وعدم كفاية فرص الحصول على مياه نظيفة وسوء التغذية‪.‬‬

‫في جمهوريةـ الالوس‪:‬‬ ‫ثانياً‪:‬‬

‫‪ -‬أفضى التضخم السنوي المؤلف من ثالثة أرقام و الزيادات الكبيرة في أسعار السلع‬
‫األساسية إلى تقليل الدخول الحقيقية و القدرة الشرائية‪ ،‬مما فرض إجراء تغيرات في أنماط‬
‫االستهالك و االدخار وتم تعديل النظم الغذائية وتخفيض اإلنفاق على الكساء‪.‬‬
‫‪ -‬زادت تكلفة اللوازم المدرسية و األدوية بصورة كبيرة فوق طاقة الكثير من األسر الريفية‬
‫الفقيرة‪.‬‬
‫‪ -‬تبدلت األنماط التقليدية لهجرة العمل‪ ،‬وتناقص عدد العمال الصينيينـ الذين كانوا يهاجرون‬
‫من قبل جنوبا ً إلى أودوماكسي للعمل في صناعة التشييد مع ازدياد ضعف الـ(كيب)‪ ،‬مما‬
‫وفر وظائف في هذه الصناعة لعمال الوس وفي نفس الوقت تعرض عمال الوس في تايلندا‬
‫المجاورة لضغط العودة إلى وطنهم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــ‬
‫‪-)1‬أندريا بيكويز‪،‬اآلثار اإلجتماعية ألزمة شرق آسيا‪،‬مجلة التمويل و التنمية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.44‬‬
‫األزمات المالية ‪14‬‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫المطلب الرابـع‪:‬آثار األزمة‬


‫أو ًال‪ :‬آثار األزمة على الدول المعنية بها‪:‬‬
‫أدت األزمة المالية لدول جنوب شرق آسيا إلى إلحاق العديد من األضرار على اقتصادياتها و‬
‫على مناخها السياسي و اإلجتماعي‪ ،‬ولعل من أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬تضاءل الثقة باألنظمة االقتصادية ‪-‬خاصة المالية منها‪ -‬والسياسية القائمة‪.‬‬
‫‪ .2‬االنسحاب المفاجيء لرؤوس األموال األجنبية في الوقت الذي ساهمت هذه األموال في رفع‬
‫معدالت النمو لهذه الدول خالل السنوات األخيرة و خاصة في القطاعات الموجهة للتصدير‪.‬‬
‫‪ .3‬ثم إن هذه التحويالت الرأسمالية للخارج ستنسحب إلى خفض في اإلنفاق العام و الخاص‬
‫وزيادة عجز الحساب و تفاقم في المديونية للخارج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار األزمة على الصعيد العالمي‪:‬‬


‫يمكن القول أن آثار األزمة المذكورة على الصعيد العالمي يحتمل أن تأخذ البعدين التاليين معا‪:‬‬
‫‪ )1‬أ ّدت األزمة إلى تدهور في مؤشرات البورصات األوروبية‪ ،‬وانخفاض في أسعار األسهم‬
‫و خاصة لكبريات الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬وبالتالي من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى‬
‫هبوط عام في األسعار و إلى حدوث بطالة قد تجر إلى ثورات اجتماعية‪.‬‬
‫‪ )2‬غير أن هذا اإلنخفاض في قيمة عمالت الدول المعنية باألزمة‪ ،‬سينجم عنه تزايد في عرض‬
‫المنتجات اآلسيوية في األسواق العالمية نظراً النخفاض أثمانها‪ ،‬و إذا ما استمر هذا الحال‬
‫سيعود االنتعاش اإلقتصادي ثانية لدول المنطقة على المدى الطويل‪.‬‬

‫وإدراكا ً باآلثار المحتملة لألزمة اآلسيوية على حركة التجارة و المال الدولي‪ ،‬بادرت بعض‬
‫المؤسسات المالية إلى معالجة األزمة لتضيق نطاقها إلى الدول األخرى‪ ،‬حيث قام صندوق النقد‬
‫الدولي و البنك الدولي بالتنسيق مع بعض الدول المتقدمة بتقديم تسهيالت مالية إلى الدول المعنية‬
‫بعد أن فرض مشروطيته التي تضمنت إجراء جملة من التغييرات الهيكلية على اإلستراتيجيات‬
‫اإلنمائية التي تبنتها هذه الدول في السنوات السابقة و خاصة في الميدانين التاليين‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة تقييم العمالت اآلسيوية‪.‬‬
‫‪ -‬إغالق عدد من البنوك اآلسيوية‪.‬‬
‫األزمات المالية ‪15‬‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬وبعد تطرقنا لألزمات المالية السابقة‪ ،‬خاصة أزمة دول جنوب شرق آسيا‪،‬‬
‫ارتأينا استخالص عدد من الدروس أو النقاط بغية تفادي مثل تلك األزمات مستقبال‪:‬‬

‫الدرس األول‪ :‬ضرورة اإلهتمام المبكر بتصحيح اإلختالالت اإلقتصادية الكلية‪ ،‬بمجرد‬
‫ظهورها‪ ،‬وهذا لم يحدث في إندونيسيا و تايلندا بالرغم من التحذيرات المتكررة في هذا‬
‫الصدد‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪ :‬بمقدور الدول المجاورة التي تعرضت إلى األزمة ذاتها أن تأخذ جانب الحذر‬
‫مقدما وذلك من خالل تعزيز سياساتها اإلقتصادية‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪ :‬لقد تجلى من األزمة اآلسيوية صعوبة تجديد الثقة لدى الجمهور‪ ،‬وهو ما‬
‫يستدعي بالضرورة التزاما رسميا صارما بإجراء اإلصالحات االقتصادية حتى و إن تطلب‬
‫ذلك بعض النتائج المؤلمة‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪ :‬إن معدالت النمو االقتصادي التي حققتها دول األزمة إنما كانت تخفي بعض‬
‫المشاكل‪ ،‬ومنها العجز الكبير في الحساب الجاري و تدفق االستثمارات األجنبية عبر نظم‬
‫اقتصادية اعتمدت على نحو واسع على تقديم قروض بالعمالت الصعبة بأسعار فائدة‬
‫منخفضة للغاية لصالح قطاعات غير منتجة‪.‬‬

‫الدرس الخامس‪ :‬إن التطورات األخيرة ألسواق رأس المال اآلسيوية ال تكشف النقاب عن‬
‫مخاطر األسواق العالمية فحسب‪ ،‬بل في كيفية التعامل معها بصورة مسئولة من خالل إتباع‬
‫سياسات اقتصادية تقوم على أسس متينة من اإلصالحات الهيكلية التي يمكن أن تقود إلى‬
‫تجديد الثقة‪ ،‬وبالتالي تساعد على تخصيص الموارد بصورة كفوءة‪.‬‬
‫األزمات المالية ‪16‬‬ ‫بحث حول‪:‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬منيرـ ابرهيم هندي‪،‬األوراق المالية و أسواق رأس المال‪ ،‬توزيعـ منشأة المعارف اإلسكندرية‪،‬ـ‬
‫مصر ‪.1997‬‬

‫‪ -‬محمد لخضر بن حسين‪ ،‬األزمات االقتصادية‪ ،‬فعلها و وظائفها في البلدان الرأسمالية‬


‫المتطورة و البلدان النامية‪ ،‬ترجمةـ أحمين شفير‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬المعهد الوطني للثقافة العمالية‬
‫وبحوث العمل‪.1995 ،‬‬

‫‪ -‬مروان عطون‪ ،‬األسواق النقدية و المالية (البورصات و مشكالتها في عالم النقد والمال ) ‪،‬‬
‫الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1993 ،‬‬

‫‪ -‬فريد النجار‪ ،‬البورصات و الهندسة المالية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للنشر‪.1999 – 1998 ،‬‬
‫‪ -‬ستاد نيجنكو‪ ،‬األزمة النقدية في النظام الرأسمالي ‪ :‬أصلها و تطورها‪ ،‬ترجمة محمد عبد‬
‫بغداد‪.1979 ،‬‬ ‫العزيز‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪،‬‬

‫‪-‬الصافي وليد أحمد‪ ،‬سوق األوراق المالية و دورها في التنميةـ االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجيستيرـ‬
‫علوم اقتصادية‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‪.1997 ،‬‬

‫‪-‬مجلة التمويل و التنمية‪،‬ـ جوان ‪ ،1999‬سبتمبر‪ ،1999‬ديسمبرـ ‪.2002‬‬

‫‪- Barthalon Eric, Crises financières: Revue problèmes économiques,‬‬


‫‪n° 2595 , 1998‬‬

You might also like