100 فائدة من سورة يوسف

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 43

‫(‪ 100‬فائدة من سورة يوسف) ‪islamway.

com‬‬

‫‪100‬‬
‫فائدة من سورة يوسف‬
‫تأليف‬
‫فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد‬

‫وخر َج أحاديثه وآياته‬


‫جمعه َّ‬
‫أبو يوسف ‪ /‬هاني‪ /‬فاروق‬

‫مقدمة‪ /‬المحقق‬
‫صفحة ‪ 2‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده‬
‫اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن‬
‫محمداً عبده ورسوله ‪.‬‬

‫آمنُوا َّات ُقوا اللَّهَ َح َّق ُت َقاتِِه َوال تَ ُموتُ َّن ِإاَّل َوَأْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمو َن) (آل عمران‪)102:‬‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫(يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫ث ِم ْن ُه َما ِر َجاالً‬‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها َوبَ َّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّاس َّات ُقوا َربَّ ُك ُم الذي َخلَ َق ُك ْم م ْن َن ْف ٍ َ‬
‫(يَا َُّأي َها الن ُ‬
‫ام ِإ َّن اللَّهَ َكا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيباً) (النساء‪)1:‬‬ ‫ِ‬
‫اءلُو َن بِه َو ْ‬
‫اَأْلر َح َ‬
‫َّ ِ‬
‫اء َو َّات ُقوا اللَّهَ الذي تَ َس َ‬
‫ِ ِ‬
‫َكثيراً َون َس ً‬
‫صلِ ْح لَ ُك ْم َأ ْع َمالَ ُك ْم َو َي ْغ ِف ْ‪/‬ر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َو َم ْن‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا َّات ُقوا اللَّهَ َوقُولُوا َق ْوالً َسديداً يُ ْ‬
‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫(يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫يُ ِط ِع اللَّهَ َو َر ُسولَهُ َف َق ْد فَ َاز َف ْوزاً َع ِظيماً) (األحزاب‪)71-70:‬‬

‫أما بـ ـعـ ـ ـد‪: /‬‬

‫وإن العلماء قد تناولوها في خطبهم‬


‫إن سورة يوسف فيها من اآليات ما ال ُيعد وال ُيحصى ‪َّ ،‬‬
‫الموَّفق فضيلةَ الشيخ محمد صالح‬
‫ودروسهم بكل شكل من األشكال ‪ ،‬إال أننا وجدنا شيخنا َ‬
‫المنجد – الذي طالما تربينا علي دروسه ومواعظه المليئة بالتربية الصادقة‪ /‬لشباب هذه الصحوة‬
‫‪ -‬قد وفقه‪ /‬اهلل لسرد ما بهذه السورة من فوائد وعبر ما بين فوائد تربوية وأخري تتعلق باألحكام‬
‫وقد عدها مائة فائدة ‪.‬‬
‫فقلتُ‪ /‬أجمع هذه الفوائد المائة من شريطه في محاولة لعلها تفيد شباب الصحوة وغيرهم في‬
‫الوقوف علي هذه الفوائد مكتوبة ومحصورة بين أيديهم يسهل الرجوع إليها في أي وقت‪. /‬‬
‫وقمت بتخريج ما ورد من األحاديث واآليات وبعض اآلثار ووضعت‪ /‬بعض التعليقات التي رأيتها‬
‫مناسبة في مكانها‪.‬‬
‫اسأل اهلل العظيم رب العرش الكريم أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصا وأن ينفعني به وإياكم في‬
‫الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫صفحة ‪ 3‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫الحمد هلل رب العالمين وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين‬
‫وبعد‬
‫هناك عدة أسئلة عن أمور تتعلق بسورة يوسف ‪ ،‬وسنتحدث إن شاء اهلل في هذا الدرس عن بعض‬
‫الفوائد المأخوذة من هذه السورة والقصة العظيمة و هذه السورة تحكى قصة‪ /‬نبي كريم من أنبياء‬
‫اهلل عليهم الصالة والسالم ‪.‬‬
‫وفي هذه السورة عبر كثيرة وفوائد ودروس‪ /‬للمؤمنين ‪ ،‬وفيها كذلك أحكام استنبطها العلماء من‬
‫هذه القصة التى أوحاها اهلل سبحانه وتعالى إلى نبيه ‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم ‪ -‬وتمتاز هذه القصة‬
‫بجمال األسلوب إذ ليس عند النصارى وال عند اليهود‪1‬في سوره يوسف مثل هذه التفاصيل أبداً ‪،‬‬
‫وهذه القصة يذكر اهلل ‪-‬سبحانه و تعالى ‪ -‬فيها ما حصل لنبيه يوسف عليه السالم ‪ .‬فلنأخذ بعض‬
‫هذه الفوائد من هذه السورة ‪..‬‬

‫ك‬
‫ص َعلَْي َ‬ ‫َأنزلْنَاهُ ُق ْرآناً َع َربِيّاً لَّ َعلَّ ُك ْم َت ْع ِقلُو َن (‪ )2‬نَ ْح ُن َن ُق ُّ‬
‫اب ال ُْمبِي ِن (‪ِ )1‬إنَّا َ‬ ‫ْكتَ ِ‬‫ات ال ِ‬ ‫ْك آيَ ُ‬ ‫(الر تِل َ‬
‫ف‬
‫وس ُ‬ ‫ين (‪ِ )3‬إ ْذ قَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ك َهـ َذا الْ ُقرآ َن وِإن ُك َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ص بِ َما َْأو َح ْينَا ِإل َْي َ‬ ‫ص ِ‬
‫ال يُ ُ‬ ‫نت من َق ْبله لَم َن الْغَافل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َأح َس َن الْ َق َ‬
‫ْ‬
‫ال يَا ُبنَ َّي الَ‬ ‫ين (‪ )4‬قَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َأح َد َع َش َر َك ْو َكباً َو َّ‬ ‫َأبت ِإنِّي َرَأيْ ُ‬ ‫َأِلبِ ِيه يا ِ‬
‫س َوالْ َق َم َر َر َْأيُت ُه ْم لي َساجد َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ت َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ين (‪َ )5‬و َك َذلِ َ‬ ‫الش ْيطَا َن لِِإل ِ‬
‫نسان َع ُد ٌّو ُّمبِ ٌ‬
‫َ‬ ‫َك َك ْيداً ِإ َّن َّ‬ ‫ك َفيَ ِكي ُدواْ ل َ‬ ‫اك َعلَى ِإ ْخ َوتِ َ‬ ‫ص ُرْؤ يَ َ‬‫ص ْ‬ ‫َت ْق ُ‬
‫وب َك َما َأتَ َّم َها َعلَى‬‫آل َي ْع ُق َ‬ ‫ك و َعلَى ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫اَألحاديث َويُت ُّم ن ْع َمتَهُ َعلَْي َ َ‬ ‫يل َ‬ ‫ك ِمن تَْأ ِو ِ‬ ‫ك َو ُي َعلِّ ُم َ‬ ‫يَ ْجتَبِ َ‬
‫يك َربُّ َ‬
‫يم (‪))6‬‬ ‫ِ‬ ‫ك ِمن َقبل ِإبر ِاهيم وِإسحا َق ِإ َّن ربَّ َ ِ‬
‫يم َحك ٌ‬ ‫ك َعل ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َْ َ َ ْ َ‬ ‫ََأب َويْ َ‬

‫ات لِّ َّ ِئِ‬


‫ف َوِإ ْخ َوتِِه آيَ ٌ‬ ‫ِ‬
‫ين (‪ ))7‬و ذكر قبلها انه قد‬
‫لسا ل َ‬ ‫قال اهلل سبحانه وتعالى (لََّق ْد َكا َن في يُ ُ‬
‫وس َ‬
‫ٌأرى نبيه يوسف وهو صغير رؤيا عجيبة ويؤخذ من هذا ‪:‬‬

‫‪ ? 1‬ليس عند النصارى وال اليهود في كتبهم سوره تسمى سوره يوسف و لكن يقصد الشيخ ما في كتبهم من‬
‫ذكر هذه القصة ‪.‬‬
‫صفحة ‪ 4‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -1‬تعاهد األب أبنائه بالتربية ‪ ،‬و يقرب إليه من عنده استعداد للفهم والعلم والفقه و أن‬
‫يخصَّه بمزيد من العناية ؛ ألنه كلما كان اإلقبال أكثر من الشخص ينبغي أن يكون العطاء له‬
‫‪2‬‬
‫أكثر ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن الرؤيا الصالحة‪ 3‬من الله وذلك ألن يوسف رأى رؤيا حق و أمره أبوه أال يقص الرؤيا‬
‫على اخوته ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحه جائز‪ 4‬و لذلك قال (ال تقصص رؤياك على اخوتك)‬
‫ذا لو كتم إنسان نعمة اهلل عليه و لم يفشها لئال‬
‫مع إن الرؤيا نعمة هنا ( فيكيدوا لك كيدا ) إ ً‬
‫يتضرر من الحسد فهذا ال بأس به ‪ ،‬وأما التحدث بالنعمة فيكون عند ْأمن الحسد‪ 5‬فيذكر‬
‫اإلنسان نعمة ربه عليه‬
‫‪ -4‬أن الشيطان يدخل بين اإلخوة ‪ ،‬فيوغر صدور بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء‬
‫فيصيرهم أعداء ‪.‬‬

‫‪ -5‬أن على األب أن يعدل‪ 6‬بين أوالده ما أمكن وانه لو كان أحد األوالد يستحق مزيد عناية‬
‫فإن على األب أال يظهر ذلك قدر اإلمكان حتى ال يوغر صدور االخرين ‪.‬‬

‫ومن أمثلة ذلك ما فعله اإلمام احمد مع ابنه وابنته حينما علمهما‪ /‬المسند فكانت الثمرة أن كان البنه عبد اهلل‬ ‫‪2‬‬

‫زوائد على المسند ‪.‬‬


‫‪ 3‬روى البخاري في ( التعبير ‪ /‬بـ الرؤيا الصالحة جزء من ستة واربعين جزء من النبوة ‪َ ) 6989 /‬عن َأبِي س ِع ٍ‬
‫يد‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ين ُج ْز ًءا ِم ْن‬ ‫ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ول الرُّْؤ يا َّ ِ‬
‫الصال َحةُ ُج ْزءٌ م ْن ستَّة َو َْأربَع َ‬ ‫َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َي ُق ُ‬ ‫ي [ َأنَّهُ س ِمع رس َ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫الْ ُخ ْد ِر ِّ‬
‫الن ُُّب َّو ِة ] ‪.‬‬
‫كبدء للوحي مدة ستة أشهر ‪ ،‬وإجمالي زمن النبوة‪ 276‬شهر (‪ 23‬سنة) فالرؤيا‬ ‫ومعني ذلك أن الرؤيا استمرت ٍ‬
‫جزء من ‪ 46‬جزء – وإن اختلفوا في ذلك ‪ -‬وليس معنى الحديث أن الذي يرى رؤيا أن عنده جزء من ستة‬
‫وأربعين جزءاً من النبوة ‪.‬‬
‫ودل على ذلك من السنة [ استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ‪ ،‬فإن كل ذي نعمة محسود ] ‪( .‬‬ ‫‪4‬‬

‫السلسلة الصحيحة للشيخ األلباني‪ /‬ج ‪ / 3‬ص ‪ / 436‬ح ‪. ) 1453‬‬


‫وليكن ذلك بحيث ال تصل إلى درجة الوسوسة‪ /‬و الجبن الشديد من الحسد و من اقل شئ يتحدث به ألي‬ ‫‪5‬‬

‫أحد ‪ ،‬فهناك من تصل درجة الخوف عنده مبلغاً شديداً فيكتم النعم ‪ ،‬بل ربما يتظاهر بالفاقة و بالضرر حتى ال‬
‫يُحسد و هذا خطأ ‪( .‬انظر الفائدة رقم ‪ 57‬من كالم الشيخ)‬
‫صفحة ‪ 5‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -6‬أن اهلل سبحانه و تعالى يجتبى من يشاء من عباده و يصطفى ‪ 7‬و هذا االصطفاء من اهلل‬
‫تأمل كيف أن اهلل سبحانه وتعالى اصطفاك فلم يجعلك جماداً بل‬
‫عز و جل نعمه ‪ ،‬فأنت مثالً َّ‬
‫جعلك إنساناً ‪ ،‬تأمل كيف اصطفاك اهلل فلم يجعلك كافراً بل جعلك مسلماً ‪ ،‬تأمل أن اهلل عز‬
‫وجل لم يجعلك من أهل الكبائر الفسقه المجرمين من أهل البدعة بل جعلك من أهل السنة ‪،‬‬
‫وإذا لم تكن من أهل الكبائر فتأمل اصطفاء اهلل ولم يجعلك من أهل الكبائر وجعلك‪ /‬من أهل‬
‫االستقامة والطاعة والدين ‪ ،‬وإذا كنت طالب علم فان اهلل اصطفاك اصطفاء أخر بأن جعلك‬
‫صاحب علم ‪ ،‬وإذا كنت داعيه فهذا اصطفاء أخر من اهلل بأن جعلك ليس فقط من أصحاب‬
‫العلم بل جعلك تدعو إلى هذا العلم ‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬فإذا هي اصطفاءات من اهلل سبحانه و تعالى‬
‫للعباد ‪.‬‬

‫ك‬ ‫ك يَ ْجتَبِ َ‬
‫يك َربُّ َ‬ ‫‪ -7‬أن البيت الطيب يخرج منه االبن الطيب انظر إلي قوله تعالى ( َو َك َذلِ َ‬
‫ك ِمن‬‫وب َك َما َأتَ َّم َها َعلَى ََأب َويْ َ‬ ‫ك و َعلَى ِ‬
‫آل َي ْع ُق َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫اَألحاديث َويُت ُّم ن ْع َمتَهُ َعلَْي َ َ‬
‫يل َ‬ ‫ك ِمن تَْأ ِو ِ‬
‫َو ُي َعلِّ ُم َ‪/‬‬
‫يم )‬ ‫ِ‬ ‫َقبل ِإبر ِاهيم وِإسحا َق ِإ َّن ربَّ َ ِ‬
‫يم َحك ٌ‬ ‫ك َعل ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َْ َ َ ْ َ‬

‫ب ِإلَى َأبِينَا ِمنَّا‬


‫َأح ُّ‬ ‫َأخ‪//‬وهُ َ‬
‫ف َو ُ‬ ‫ين (‪ِ )7‬إ ْذ قَ‪//‬الُواْ لَيُو ُس ‪ُ /‬‬ ‫‪/‬ات لِّل َّ ِئِ‬
‫س ‪/‬ا ل َ‬ ‫لََّق‪ْ /‬د َك‪//‬ا َن فِي يُو ُس ‪َ /‬‬
‫ف َوِإ ْخ َوتِ‪/ِ /‬ه آيَ‪ٌ /‬‬
‫ف َأ ِو اط َْر ُح‪//‬وهُ َْأرض ‪/‬اً يَ ْخ‪ُ /‬‬
‫‪/‬ل لَ ُك ْم َو ْج‪//‬هُ‬ ‫ض ‪/‬الَ ٍل ُّمبِي ٍن (‪ )8‬اقُْتلُ ‪//‬واْ يُو ُس ‪َ /‬‬‫ص‪//‬بَةٌ ِإ َّن َأبَانَا ل َِفي َ‬
‫َونَ ْح ُن عُ ْ‬
‫ف َوَألْ ُق‪//‬وهُ فِي غَيَابَ‪/ِ/‬ة‬
‫‪/‬ال قائل َّم ْن ُه ْم الَ َت ْقُتلُ‪//‬واْ يُو ُس‪َ /‬‬
‫ين (‪ )9‬قَ‪َ /‬‬ ‫َأبِي ُكم وتَ ُكونُواْ ِمن ب ْع ِد ِه َقوماً ِ ِ‬
‫صالح َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِِ‬ ‫ب يلْت ِقطْه بعض َّ ِ‬
‫ين (‪)10‬‬ ‫السيَّ َارة ِإن ُكنتُ ْم فَاعل َ‬ ‫ْج ِّ َ َ ُ َ ْ ُ‬ ‫ال ُ‬
‫‪ 6‬عن حصين عن عامر قال ] سمعت النعمان بن بشير رضي اهلل عنهما وهو على المنبر يقول ثم أعطاني أبي‬
‫عطية فقالت عمرة بنت رواحة ال أرضى حتى تشهد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فأتى رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فقال إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول اهلل قال أعطيت‬
‫سائر ولدك مثل هذا قال ال قال فاتقوا اهلل واعدلوا بين أوالدكم قال فرجع فرد عطيته [( رواه البخاري ‪/‬‬
‫باب اإلشهاد في الهبة ‪ /‬ح ‪)2447‬‬
‫وفيه فقه المرأة المسلمة إذ لم ترضي الظلم من زوجها حتي يقسم بالعدل بين ابنها وأبنائه من غيرها‬
‫‪ 7‬قال تعالي(وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) (القصص ‪ )68‬وقال تعالي (إن اهلل اصطفى أدم و‬
‫نوحا و أل إبراهيم وآل عمران علي العالمين) (أل عمران ‪)33‬‬
‫فنتعلم من ذلك أن مرد اإلصطفاء والتميز من فضل اهلل – سبحانه وتعالي – يؤتيه من يشاء من عباده فال يقع‬
‫العبد بعد ذلك في حسد علي من أنعم اهلل عليه ‪.‬‬
‫صفحة ‪ 6‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -8‬أن الغيرة تدفع أصحابها للضرر واإليذاء فإنه لما غاروا من أخيهم سعوا في إيذاءه ‪.‬‬

‫‪ -9‬أن هذه الغيرة يمكن أن تؤدى إلي الكيد والقتل‪ 8‬و ليس مجرد اإليذاء فان هذه القضية‬
‫قد أوصلتهم إلى أن يسعوا إلى قتل أخيهم (اقتلوا يوسف)‬

‫‪ -10‬تبييت التوبة قبل الذنب توبة فاسدة ؛ يعنى إذا قال أحد نذنب ثم نتوب فهو مجرد‬
‫ف َأ ِو‬
‫وس َ‬
‫ذنب ثم نستقيم ‪ ......‬فلنذنب ‪ ،‬هذه توبة فاسدة ‪ ،‬لماذا ؟ قال تعالى (اقُْتلُواْ يُ ُ‬
‫ين) إذاً هم قالوا نذنب ثم‬ ‫اطْرحوهُ َأرضاً ي ْخل لَ ُكم وجهُ َأبِي ُكم وتَ ُكونُواْ ِمن ب ْع ِد ِه َقوماً ِ ِ‬
‫صالح َ‬‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ ْ َ ُ َْْ‬
‫نتوب ‪ ،‬هذه توبة فاسدة ‪ .‬وما أدراهم أنهم سيستقيمون على الدين و الصالح ‪ ،‬فبعض الناس‬
‫يقول له الشيطان أنت اآلن أذنِب ثم تتوب ‪ ،‬فينتكس هذا المسكين و يذهب على وجهه في‬
‫المعاصي ‪.‬‬

‫ب َوِإنَّا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ف َوِإنَّا لَهُ لَنَاص ُحو َن (‪َْ )11‬أرسلْهُ َم َعنَا غَداً َي ْرتَ ْع َو َيل َْع ْ‬ ‫وس َ‬
‫َك الَ تَ َْأمنَّا َعلَى يُ ُ‬ ‫(قَالُواْ يَا َأبَانَا َما ل َ‬
‫ب َوَأنتُ ْم َع ْنهُ غَافِلُو َن ‪)13‬‬ ‫ال ِإنِّي لَيَ ْح ُزنُنِي َأن تَ ْذ َهبُواْ بِ ِه َوَأ َخ ُ‬
‫اف َأن يَْأ ُكلَهُ ِّ‬
‫الذْئ ُ‬ ‫َحافِظُو َن (‪ )12‬قَ َ‬ ‫لَهُ ل َ‬
‫َأج َمعُواْ َأن يَ ْج َعلُوهُ فِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صبَةٌ ِإنَّا ِإذاً لَّ َخاس ُرو َن (‪َ )14‬فلَ َّما َذ َهبُواْ بِه َو ْ‬ ‫ب َونَ ْح ُن عُ ْ‬ ‫الذْئ ُ‬‫قَالُواْ لَِئ ْن َأ َكلَهُ ِّ‬
‫َّهم بِ َْأم ِر ِه ْم َهـ َذا َو ُه ْم الَ يَ ْشعُ ُرو َن (‪))15‬‬ ‫ِ‬
‫ب َو َْأو َح ْينَا ِإل َْيه لَُتنَبَِّئ ن ُ‬
‫ْج ِّ‬ ‫ِ‬
‫غَيَابَة ال ُ‬

‫‪ -11‬أن اإلنسان إذا ظن سوء بإنسان فال يصلح أن يلقنه حجة ألنه يستخدمها عليه ولذلك‬
‫يعقوب لما قال (وأخاف أن يأكله الذئب ) هو لقنهم حجه استعملوها بعد ذلك قالوا حصل ما‬
‫تكره وتركنا يوسف عند متاعنا وأكله الذئب ‪ ،‬لذا ال ينبغي إلنسان إن شك في شخص أن يلقنه‬
‫حجة يمكن أن يستخدمها بعد ذلك ‪.‬‬

‫ِ‬
‫‪ -12‬أن اهلل عز و جل ثبَّت يوسف من بدء أمره فإنه لما كان في البئر ( َو َْأو َح ْينَا ِإل َْيه لَُتنَبَِّئ ن ُ‬
‫َّهم‬
‫بِ َْأم ِر ِه ْم َهـ َذا َو ُه ْم الَ يَ ْشعُ ُرو َ‪/‬ن) ولكن ومتى تحدث هذه التنبئة ؟ بعد حين ‪.‬‬

‫‪ 8‬قال تعالي (واتل عليهم نبأ ابنى أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من األخر قال ألقتلنك‬
‫قال إنما يتقبل اهلل من المتقين) المائدة ‪27‬‬
‫صفحة ‪ 7‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ِ‬ ‫(وجاءوا َأباهم ِع َشاء يب ُكو َن (‪ )16‬قَالُواْ يا َأبانَا ِإنَّا ذَهبنا نَستبِ ُق وَتر ْكنا يوس َ ِ‬
‫ف عن َد َمتَاعنَا فََأ َكلَهُ‬ ‫ََْ َْ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َُْ‬
‫َت‬
‫ال بَ ْل َس َّول ْ‬ ‫ب قَ َ‬ ‫يص ِه بِ َدٍم َك ِذ ٍ‬
‫ادقِين (‪ )17‬وجاءوا َعلَى قَ ِم ِ‬ ‫َأنت بِمْؤ ِم ٍن لِّنَا ولَو ُكنَّا ِ‬ ‫ِّ‬
‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ب َو َما َ ُ‬ ‫الذْئ ُ‬
‫ص ُفو َن (‪.) )18‬‬ ‫لَ ُكم َأن ُفس ُكم َْأمراً فَص ْبر ج ِميل واللّهُ الْمسَتعا ُن َعلَى ما تَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ٌَ َ ٌَ‬ ‫ْ ُ ْ‬

‫‪ -13‬أن المتظاهر باألمر ينكشف أمره ألهل البصيرة ولو استخدم التمثيل فإنهم جاءوا أباهم‬
‫ف ِعن َد مت ِ‬
‫ب) ‪.‬‬ ‫اعنَا فََأ َكلَهُ ِّ‬
‫الذْئ ُ‬ ‫ََ‬ ‫عشاء يبكون فهذا تمثيل (قَالُواْ يَا َأبَانَا ِإنَّا ذَ َه ْبنَا نَ ْستَبِ ُق َوَت َر ْكنَا يُ ُ‬
‫وس َ‬

‫‪ -14‬العمل بالقرائن ومشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصاً لم تعمل فيه أنياب‬
‫الذئاب قميص سليم مغموس بدم فكيف أكله الذئب‪ -‬ما هذا الذئب الذي له ذوق يأتي للولد‬
‫ويخلع قميصه ثم يأكله‪-‬كيف يأكله الذئب والقميص سليم ما به تمزيق ‪.‬‬

‫‪ -15‬ج‪//‬واز المس‪//‬ابقة ومش‪//‬روعيتها ‪ ،‬فالمس‪//‬ابقة تك‪//‬ون على الخيل و الس‪//‬هام …‪..‬ال تبقى إال في‬
‫‪9‬‬
‫نصل أو خف أو حافر أي على اإلبل و الخيل و السهام ‪.‬‬
‫هذه األمور التي تعين على الجهاد تجوز المسابقة فيه بجعل أي مقابل أما إذا كان ليس من‬
‫األمور المعينة على الجهاد ونشر الدين فال يجوز السبق به بجائزة فصار عندنا المسابقات على‬
‫ثالث أنواع ‪:‬‬
‫ج‪-‬محرم ‪.‬‬ ‫ب‪-‬جائز بغير عوض‪.‬‬ ‫أ‪-‬جائز بعوض ‪.‬‬
‫أ‪-‬جائز بعوض ‪:‬مثل مسابقه سهام الرمي بالبندقية على الخيل ‪ ،‬مسابقه الرمي بالطائرات ‪،‬‬
‫بالدبابات ‪ ،‬بأي وسيله بالرمي ألنه معين على الجهاد يجوز أن يجعل فيه جوائز ‪ ،‬فابن تيميه رحمه‬
‫اهلل أدخل فيها المسابقات المعينة على نشر الدين ‪ .‬فلو عملنا مسابقه في حفظ القرءان وحفظ‬
‫بجعل أي بمقابل بجائزة ‪.‬‬
‫السنة وحفظ العلم يجوز أن تكون ُ‬

‫‪ 9‬عن أبي هريرة أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال ال سبق إال في نصل أو خف أو حافر‪(.‬سنن الترمذي باب ما‬
‫جاء في الرهان والسبق)‬
‫قال في المغني ( جزء ‪ 9‬صفحه‪ : )368 /‬كتاب السبق والرامي( المسابقة‪ /‬جائزة بالسنة واإلجماع وأما السنة‬
‫فروى ابن عمر أن النبي صلى اهلل عليه وسلم سابق بين الخيل المضمرة من الحفياء إلى ثنية الوداع وبين التي‬
‫لم تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق(متفق عليه)…… وأما المسابقة بعوض‪ /‬فال تجوز إال بين الخيل‬
‫واإلبل والرمي لما سنذكره إن شاء اهلل تعالى واختصت هذه الثالثة بتجويز العوض فيها ألنها من آالت الحرب‬
‫المأمور بتعلمها‪ /‬وإحكامها والتفوق فيها) ‪.‬اهـ‬
‫صفحة ‪ 8‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ب‪ -‬القسم الذي بغير عوض مثل المسابقة على األقدام و اختلفوا في الغطس قال بعضهم يلحق‬
‫باألول ألنه يعين على الجهاد فمسابقة األقدام تجوز بدون جائزة……‪ .‬بغير مقابل………‪.‬‬
‫هذا مثال ‪.‬‬
‫ج‪-‬المحرم ‪ :‬مثل نقر الديكه ‪ ،‬مناطحة الكباش ‪ ،‬مصارعه الثيران ‪ .‬ال تجوز ال بجائزة و ال بغير‬
‫جائزه النه فيها تعذيب للحيوان ‪.‬‬

‫مسألة ‪:‬‬
‫ما حكم المالكمة ؟ ال تجوز ألن فيها ضرباً على الوجه وأيضا هناك مسابقات أخرى غير جائزة‬
‫ألن فيها كشف عورات أو فيها قمار وهذا على سبيل المثال ‪.‬‬

‫‪ -16‬إنباء المشكوك في أمره بذلك لعله يتوب قال ( بل سولت لكم أنفسكم )‬

‫‪10‬‬
‫‪ -17‬الصبر الجميل ما هو الفرق بينه وبين الصبر العادي‬
‫الصبر الجميل ‪ :‬قال العلماء الذين ليس فيه تشكي وال جزع يعني يصبر بدون تشكي وال جزع‬

‫يم‬ ‫ِ‬ ‫َأس ُّروهُ بِ َ‬ ‫اءت َسيَّ َارةٌ فَ َْأر َسلُواْ َوا ِر َد ُه ْم فََأ ْدلَى َدل َْوهُ قَ َ‬
‫اعةً َواللّهُ َعل ٌ‬‫ضَ‬ ‫ال يَا بُ ْش َرى َهـ َذا غُالَ ٌم َو َ‬ ‫( َو َج ْ‬
‫ال الَّ ِذي‬
‫ين (‪َ )20‬وقَ َ‬ ‫ود ٍة و َكانُواْ فِ ِيه ِمن َّ ِ ِ‬ ‫بِما يعملُو َن (‪ )19‬و َشروهُ بِثَم ٍن ب ْخ ٍ ِ‬
‫الزاهد َ‬ ‫َ‬ ‫س َد َراه َم َم ْع ُد َ َ‬ ‫َ َْ َ َ‬ ‫َ ََْ‬
‫ف فِي‬ ‫ِ‬ ‫صر ِالمرَأتِِه َأ ْك ِر ِمي م ْثواهُ َعسى َأن ين َفعنَا َأو َنت ِ‬
‫َّخ َذهُ َولَداً َو َك َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫وس َ‬‫ك َم َّكنِّا ليُ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ا ْشَت َراهُ من ِّم ْ َ ْ َ‬
‫َّاس الَ َي ْعلَ ُمو َن (‪)21‬‬ ‫يث واللّهُ غَالِب َعلَى َأم ِر ِه ولَ ِ‬
‫ـك َّن َأ ْك َث َر الن ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ ِ‬
‫اَألحاد َ‬ ‫يل َ‬ ‫ض َولُِن َعلِّ َمهُ ِمن تَْأ ِو ِ‬ ‫اَألر ِ‬
‫ْ‬
‫ين (‪))22‬‬ ‫ِِ‬
‫ك نَ ْج ِزي ال ُْم ْحسن َ‬ ‫َول ََّما َبلَ َغ َأ ُشدَّهُ آَت ْينَاهُ ُح ْكماً َو ِعلْماً َو َك َذلِ َ‬

‫‪ -18‬البشارة باألمر السار ( قال يا بشرى هذا غالم ) وقد تكون البشارة باألمر السيئ ( فبشرهم‬
‫بعذاب أليم )‪ 11‬لكن اكثر ما تستعمل البشارة في األمر الحسن‪.‬‬

‫‪ 10‬تكررت هذه الفائدة فيما بعد برقم سبعون‬


‫‪ 11‬و الت َّْب ِش ُير يكون بالـخير والشر كقوله‪ /‬تعالـى ‪ :‬فبشرهم بعذاب َألـيم (لسان العرب ‪ )4/61‬والتبشير بالعذاب‬
‫يكون من باب اإلستهزاء والسخرية بالمعذب‪.‬‬
‫صفحة ‪ 9‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ويجوز إعطاء مقابل لمن بشرك بالخير كما أن كعب (رضى اهلل عنه) لما جاءه الذي يبشره بتوبة‬
‫اهلل عليه خلع له قميصه فأعطاه إياه ‪ ،12‬فمن بشرك و قال نجحت ‪ ،‬أو جاءك ولد ‪ ،‬أو بَ َش َر َك‬
‫بأمر طيب فتكافؤه على البشارة بهدية بأي شيء يُرضيه أو بأي شئ يطيب نفسه جزاء ما أدخل‬
‫السرور عليك ‪ ،‬فقول العامة ( هات البشارة ) يعنى له وجه ‪.‬‬

‫‪-19‬أن الشراء يطلق على البيع و الشراء ‪ 13‬قال (وشروه بثمن بخس)يعنى باعوه بثمن بخس ‪ ،‬و‬
‫‪14‬‬
‫كلمة شراء في اللغة تطلق على البيع أيضا‬

‫‪-20‬أن بيع الحر و أكل ثمنه من الكبائر العظيمة‪ 15‬و هكذا فعل هؤالء باعوا حراً وأكلوا ثمنه ‪.‬‬

‫كما ورد في حديث الثالثة الذين خلفوا وهو في الصحيحين (يا كعب بن مالك أبشر )‬ ‫‪12‬‬

‫وقوله ( فذهب الناس يبشروننا ) فيه دليل الستحباب التبشير والتهنئة لمن تجددت له نعمة ظاهرة أو اندفعت‬
‫عنه كربة شديدة ونحو ذلك هذا االستحباب عام في كل نعمة حصلت وكربة انكشفت سواء كانت من أمور‬
‫الدين أو الدنيا ‪.‬‬
‫قوله ( فخررت ساجدا ) دليل للشافعي وموافقيه في استحباب سجود الشكر بكل نعمة ظاهرة حصلت ‪ ،‬أو‬
‫نعمة ظاهرة اندفعت ‪.‬‬
‫قوله (فآذن الناس ) أي أعلمهم قوله فنزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته فيه استحباب(شرح النووي لمسلم‬
‫‪)17/95‬‬
‫قلت ‪ :‬و يستحب للذي جاءته بشرى أن يسجد هلل شكرا في حينه أي في أي وضع ‪ ،‬ليس شرطاً أن يكون‬
‫متجهاً للقبلة ‪ ،‬وليس شرطاً أن يكون على وضوء وليس له ذكر خاص ‪.‬‬
‫ض ِاة اللَّ ِه ) ( البقرة ‪، ) 207 :‬‬
‫اء َم ْر َ‬ ‫ِ‬
‫باعه قال اهلل تعالـى‪ ( :‬ومن الناس من يَ ْش ِري َ‬
‫نفسه ابْتغَ َ‬ ‫‪ 13‬و َشراهُ و ا ْشتَراهُ‪َ :‬‬
‫ك‬‫ود ٍة ) ( يوسف ‪َ ) 20 :‬أي باعوه ‪ ،‬وقوله عز وجل‪ُ( :‬أولَِئ َ‬ ‫س ِ‬
‫دراهم َم ْع ُد َ‬ ‫وقال تعالـى‪ ( :‬و َش َر ْوهُ بثَ َم ٍن بَ ْخ ٍ‬
‫ك بغيره قد ا ْشتراهُ ‪.‬اهـ (لسان العرب‬ ‫وتمس َ‬
‫َّ‬ ‫بالهدى) ‪ .‬والعرب تقول لكل من تَرك شيئاً‬ ‫الذين ا ْشَت ُروا الضاللة ُ‬
‫‪.)14/427‬‬
‫قلت ‪ :‬ومن البالغة في هذه السورة ذكر البيع بلفظ ( وشروه ) والشراء بلفظ ( وقال الذي اشتراه ) فميز بين‬
‫المعنيين باختالف مبنى اللفظين ‪.‬‬
‫و هذا في اللغة يسمى (األضداد) مثل (قرء يطلق على الحيض و على الطهر ) (يطيقونه أي يطيقونه وال‬ ‫‪14‬‬

‫يطيقونه ) أي إن الكلمة تأتي بمعني ويمكن أن تأتي بضده في موضع أخر‪.‬‬


‫‪ 15‬عن أبي هريرة رضي اهلل عنه عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال قال اهلل ( ثالثة أنا خصمهم يوم القيامة ‪،‬‬
‫أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره ) (رواه‬
‫رجل أعطى بي ثم غدر ‪ ،‬ورجل باع حراً فأكل ثمنه ورجل استأجر ً‬
‫البخاري ‪ /‬البيوع ‪ /‬باب إثم من باع حرا‪ /‬ح ‪. )2114‬‬
‫صفحة ‪ 10‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ِ -21‬منَّة اهلل على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز ‪16‬و ليس أن يكون ذليال مهاناً ‪ ،‬لذا قال‬
‫عزيز مصر المرأته( أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو تتخذه ولدا‪. ).....‬‬

‫‪ -22‬أن الشاب إذا نشأ في طاعة اهلل فان اهلل يؤتيه علماً و حكمةً ‪َ ( .‬ول ََّما َبلَ َغ َأ ُشدَّهُ آَت ْينَاهُ‬
‫ِِ‬ ‫ُح ْكماً َو ِعلْماً َو َك َذلِ َ‬
‫ك نَ ْج ِزي ال ُْم ْحسن َ‬
‫ين)‬

‫ال َم َعا َذ الل ِّه ِإنَّهُ َربِّي‬


‫َك قَ َ‬
‫تل َ‬ ‫َت َه ْي َ‬ ‫اب َوقَال ْ‬ ‫(وراو َدتْهُ الَّتِي ُهو فِي ب ْيتِ َها َعن َّن ْف ِس ِه وغَلَّ َق ِ‬
‫اَألب َو َ‬
‫ت ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ت بِ ِه َو َه َّم بِ َها ل َْوال َأن َّرَأى ُب ْر َها َن َربِِّه َك َذلِ َ‬
‫ك‬ ‫اي ِإنَّهُ الَ ُي ْفلِ ُح الظَّالِ ُمو َن (‪َ )23‬ولََق ْد َه َّم ْ‬
‫َأح َس َن َم ْث َو َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين (‪))24‬‬ ‫وء َوالْ َف ْح َشاء ِإنَّهُ م ْن عبَادنَا ال ُْم ْخلَص َ‬ ‫الس َ‬
‫ف َع ْنهُ ُّ‬ ‫ص ِر َ‬
‫لنَ ْ‬

‫اب)‬
‫اَألب َو َ‬
‫ت ْ‬ ‫‪ -23‬خطورة الخلوة بالمرأة‪ 17‬في البيت ( َو َر َاو َدتْهُ الَّتِي ُه َو فِي َب ْيتِ َها َعن َّن ْف ِس ِه َوغَلَّ َق ِ‪/‬‬
‫فهذه الخلوة المحرمة تؤدى إلى المصائب العظيمة ‪.‬‬

‫‪ -24‬كيد المرأة بيوسف فإنها استعانت عليه إليقاعه في الحرام بأمور كثيرة ‪-:‬‬
‫أوالً‪ :‬راودته هي ‪ ،‬فلم يبدأ الشر منه ولكن بدأ منها ‪ ،‬والمرأة إذا دعت الرجل إلى الحرام غير‬
‫إذا دعى الرجل المرأة للحرام ‪ ،‬ألنها إذا دعت الرجل إلى الحرام أزالت الحواجز النفسية فالرجل‬
‫يخشى إذا دعا المرأة إلى الحرام أن ترفض أو تستنجد بأهلها لكن إذا المرأة دعته للحرام…‪،‬‬
‫ولذلك قال صلى اهلل عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم اهلل في ظله (ورجل دعته امرأة ذات‬
‫منصب وجمال )‪ . 18‬لماذا ؟ ألن الحرام صار سهل ألنها هي التي دعته ‪.‬‬

‫و الحكمة في ذلك ‪ :‬أنه على الرغم من تربيته في بيت عز إال أنه لم يفتن بذلك ال قبل سجنه وال بعد‬ ‫‪16‬‬

‫خروجه منه و تمكنه من خزائن مصر ‪ ،‬و فيه أيضاً أنه ال حجه لمن قال أن التدين يكون للفقراء فحسب دون‬
‫األغنياء ‪.‬‬
‫‪ 17‬عن عقبة بن عامر ‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال ‪( :‬إياكم والدخول على النساء ‪ .‬فقال رجل‬
‫من األنصار ‪ :‬يا رسول اهلل ‪ ،‬أفرأيت الحمو ؟ قال الحمو الموت ) (رواه البخاري ‪/‬ح‪( ، )4934‬ومسلم ‪/‬‬
‫‪ ، )5638‬والترمذي (‪)1171‬‬
‫‪ 18‬والحديث بتمامه ( سبعة يظلهم اهلل في ظله ‪ ،‬يوم ال ظل إال ظله ‪ :‬اإلمام العادل ‪ ،‬وشاب نشأ في عبادة ربه ‪،‬‬
‫ورجل قلبه معلق في المساجد ‪ ،‬ورجالن تحابا في اهلل اجتمعا عليه وتفرقا عليه ‪ ،‬ورجل طلبته امرأة ذات‬
‫منصب وجمال ‪ ،‬فقال إني أخاف اهلل ‪ ،‬ورجل تصدق ‪ ،‬أخفى حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه ‪ ،‬ورجل ذكر‬
‫صفحة ‪ 11‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ما هي وسائل الجذب ؟‬


‫أوال ‪ :‬راودته ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ثانيا ‪ :‬هو في بيتها أي ليس غريباً ‪ ،‬يُشك فيه إذا دخل البيت‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أنها غلقت األبواب وغاب الرقيب وهذا أدعى للوقوع في الحرام ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أنها شجعته على ذلك و قالت هيت لك ‪ .‬تعالى……‪ .‬هيا ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬أنه كان شاباً ‪ ،‬وداعي الزنا عند الشباب أكبر ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬أنها كانت سيدته لها عليه األمر و النهى و الطاعة ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬كان عبداً و داعي الزنا عند العبد أكبر من الحر لأن الحر يخشى الفضيحة أما العبد فينظر‬
‫إليه من مستوى أدنى ‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬أن الرجل كان غريباً عن البلد ‪،‬والغريب ال يخشى الفضيحة مثل بن البلد ويوسف كان‬
‫غريباً‪.‬‬
‫تاسعا ‪ :‬أن المرأة كانت جميلة وداعي الزنا بالجميلة أكبر‪.‬‬
‫عاشرا ‪ :‬أن المرأة كانت ذات سلطان تدافع عنه يعنى عن حبيبها فيكون داعي الزنا أكبر‪.‬‬
‫حادي عشر ‪ :‬أن زوجها ما عنده غيره فهو بالرغم من علمه بما حصل إال انه أبقى الحبل على‬
‫فصلَه‪ /‬عن زوجته و بقى األمر كما هي عليه فقط يعنى (أعرض عن‬
‫الغارب ‪ ،‬فما اخرج يوسف و َ‬
‫هذا ‪( ).......‬استغفري لذنبك ‪. ).....‬‬
‫ثاني عشر ‪ :‬أنها استعانت عليه بكيد النسوة زيادةً للفتنة‪.‬‬
‫ثالث عشر ‪ :‬أنها هددته بالسجن ‪.‬‬
‫إذاً هناك أسباب كثيرة جداً داعية إلي أنه يزنى ومع ذلك صمد فلم يزنى و بالتالي فإنه بلغ عند‬
‫عظيما ‪.‬‬
‫ً‬ ‫اهلل شأنًا‬

‫‪ -25‬أن اهلل تعالى يُِعين أولياءه في اللحظات العصيبة بأمور تثبتهم (لوال أن رأى برهان ربه ) فهو‬
‫إذاً كاد ‪ ،‬لكن أراه اهلل برهاناً جعله ينصرف ‪ ،‬فاهلل يعين وليه في اللحظات العصيبة ‪.‬‬

‫اهلل خاليا ‪ ،‬ففاضت عيناه ) ( رواه البخاري‪/‬ح‪ ، )629‬ومسلم‪/‬ح‪.)2377‬‬


‫‪ 19‬ومما ع َّمت به البلوى في زماننا أن اكثر حوادث الزنا تكون بين األقرباء لسهولة دخول‬
‫بعضهم على بعض ‪ ،‬كابن العم وابن الخال واألخ يدخل بيت أخيه ‪ ،‬بل وربما الصديق أيضا‪.‬‬
‫صفحة ‪ 12‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ما هو هذا البرهان ؟‬


‫قيل ‪ :‬رأى وجه أبيه يعقوب ‪ ،‬وقيل رأى كف يعقوب يمدها ‪ ،‬كذا قيل و لكن ما على ذلك أدله‬
‫لكن يكفى أن نقول انه برهان من اهلل ليوسف صرفه عن هذا الحرام‪. 20‬‬

‫‪ -26‬أن اإلنسان لوال معونة اهلل ال يثبت على الحق ‪ ،‬لوال توفيق اهلل و تسديده ال يثبت على‬
‫‪21‬‬
‫الحق ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)‬

‫ك‬‫اد بِ َْأهلِ َ‬
‫َت َما َج َزاء َم ْن ََأر َ‬ ‫اب قَال ْ‬ ‫يصهُ ِمن ُدبُ ٍر َوَألْ َفيَا َسيِّ َد َها لَ َدى الْبَ ِ‬
‫َّت قَ ِم َ‬‫اب َوقَد ْ‬
‫استََب َقا الْبَ َ‬
‫( َو ُ‬
‫اه ٌد ِّم ْن َْأهلِ َها ِإن‬
‫ال ِهي راو َدتْنِي َعن َّن ْف ِسي و َش ِه َد َش ِ‬
‫َ‬ ‫يم (‪ )25‬قَ َ َ َ َ‬
‫سوءاً ِإالَّ َأن يسجن َأو َع َذ ِ‬
‫اب َأل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ُْ ََ ْ‬ ‫َُ‬
‫ت‬‫يصهُ قُ َّد ِمن ُدبُ ٍر فَ َك َذبَ ْ‬
‫ين (‪َ )26‬وِإ ْن َكا َن قَ ِم ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت َو ُه َو م َن ال َكاذب َ‬ ‫ص َدقَ ْ‬ ‫ِ‬
‫َكا َن قَ ِم ُ‬
‫يصهُ قُ َّد من ُقبُ ٍل فَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ادقِين (‪َ )27‬فلَ َّما رَأى قَ ِميصه قُ َّد ِمن ُدب ٍر قَ َ ِ‬ ‫و ُهو ِمن َّ ِ‬
‫يم (‪)28‬‬‫ال ِإنَّهُ من َك ْيد ُك َّن ِإ َّن َك ْي َد ُك َّن َعظ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫الص َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ِئ‬ ‫ف َأ ْع ِرض عن هـ َذا و ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ين (‪))29‬‬ ‫اسَت ْغف ِري ل َذنبك ِإنَّك ُكنت م َن الْ َخاط َ‬ ‫ْ َْ َ َ ْ‬ ‫وس ُ‬‫يُ ُ‬

‫‪ 20‬إن البرهان الذي رآه يوسف عليه السالم هو برهان َيذكر العبد به قدر اهلل وعظمته ‪ ،‬لذلك فإن المسيء‬
‫ِِِ‬
‫حينما يقع في السوء يقع بجهالة ينسى فيها قدر اهلل وعظمته قال تعالي ( ِإنَّ َما الت َّْوبَةُ َعلَى اللَّه للَّذ َ‬
‫ين َي ْع َملُو َن‬
‫وب اللَّهُ َعلَْي ِه ْم َو َكا َن اللَّهُ َعلِيماً َح ِكيماً) (النساء‪)17:‬‬
‫ك َيتُ ُ‬ ‫وء بِ َج َهال ٍَة ثُ َّم َيتُوبُو َن ِم ْن قَ ِر ٍ‬
‫يب فَُأولَِئ َ‬ ‫الس َ‬
‫ُّ‬
‫ففي تفسير بن كثير (‪ : )1/615‬إنما يتقبل اهلل التوبة ممن عمل السوء بجهالة ثم يتوب ولو قبل معاينة الملك‬
‫روحه قبل الغرغرة ‪ ،‬قال مجاهد وغير واحد‪ :‬كل من عصى اهلل خطأ أو عمداً‪ ,‬فهو جاهل حتى ينزع عن‬
‫الذنب‪ ,‬و عن أبي العالية أنه كان يحدث أن أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كانوا يقولون‪ :‬كل ذنب‬
‫أصابه عبد فهو جهالة ‪،‬و عن مجاهد‪ ,‬قال‪ :‬كل عامل بمعصية اهلل فهو جاهل حين عملها ‪ ،‬وعن ابن عباس‪ :‬من‬
‫جهالته عمل السوء‪.‬اهـ‬
‫الر ْح َمةَ َأنَّهُ َم ْن َع ِم َل ِم ْن ُك ْم ُسوءاً‬
‫ب َربُّ ُك ْم َعلَى َن ْف ِس ِه َّ‬ ‫ِ‬
‫ين ُيْؤ منُو َن بِآياتِنَا َف ُق ْل َس ٌ‬
‫الم َعلَْي ُك ْم َكتَ َ‬
‫( وِإذَا ج َّ ِ‬
‫اء َك الذ َ‬‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يم) (األنعام‪)54:‬‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫َأصلَ َح فََأنَّهُ غَ ُف ٌ‬
‫اب م ْن َب ْعده َو ْ‬‫بِ َج َهالَة ثُ َّم تَ َ‬
‫ك ِمن بع ِدها لَغَ ُف ِ‬ ‫وء بِ َج َهال ٍَة ثُ َّم تَابُوا ِم ْن َب ْع ِد ذَلِ َ‬ ‫ين َع ِملُوا ُّ‬ ‫(ثُ َّم ِإ َّن ربَّ َ ِ ِ‬
‫يم)‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َأصلَ ُحوا ِإ َّن َربَّ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ك َو ْ‬ ‫الس َ‬ ‫ك للَّذ َ‬ ‫َ‬
‫(النحل‪. )119:‬‬
‫و ثبت ذلك أيضا لنبينا صلي اهلل عليه وسلم (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره‬ ‫‪21‬‬

‫وإذاً التخذوك خليال * ولوال أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليال) (اإلسراء ‪ ) 74-73‬وعند الترمذي‬
‫(‪ )2140‬من حديث أنس قال كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم [ يكثر أن يقول ‪ :‬يا مقلب القلوب ثبت‬
‫قلبي على دينك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول اهلل آمنا وبك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال نعم‪ ،‬إن القلوب بين‬
‫إصبعين من أصابع اهلل يقلبهما كما يشاء ] ‪.‬‬
‫صفحة ‪ 13‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -27‬أن شهادة القريب علي قريبه أقوى من شهادة البعيد على القريب (وشهد شاهد من أهلها )‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬هو رجل كبير ذو لحيه ‪ ،‬وهذا أصح مما قيل انه صغير أنطقه اهلل ‪ ،‬أما قصه‬
‫الرضيع فضعيفة‪ 22‬فيالشاهد هذا والراجح أنه رجل كبير ذو لحيه و فيه العمل بالقرائن كما تقدم‬
‫‪ .‬يعنى إذا كان قميصه ممزق من الخلف معناه هي التي تطارده وهو يهرب ‪ .‬لو كان قميصه‬
‫ممزق من األمام هو يهجم عليها و هي تدافع عن نفسها ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫قال تعالى ( إن كيدكن عظيم ) والذي يتأمل كيف حاكت هذه المرأة‬ ‫‪ -28‬عظم كيد المرأة‬
‫المؤامرة و غلقت األبواب و قالت هيت لك واستعانت بالنسوة ‪ .‬يعنى أن المرأة إذا أرادت أن‬
‫تكيد كادت ‪ ،‬وهذا شئ خلقه اهلل واستعظمه ‪.‬‬

‫‪ -29‬عظم جمال يوسف عليه السالم الذي أخذ باأللباب وقال عليه الصالة والسالم ( إن يوسف‬
‫أوتى شطر الحسن )‪ 24‬نصف جمال العالم في يوسف عليه السالم ‪.‬‬

‫‪ 22‬حديث [ لم يتكلم في المهد إال أربعة ‪:‬عيسى وشاهد يوسف وصاحب جريج وابن ماشطة‪ /‬فرعون ] رواه‬
‫الطبراني في الكبير ‪( ،‬ضعيف الجامع ‪)2140 /‬‬
‫َم‬
‫والصحيح ما ورد عند البخاري ( ‪ ) 3436‬من حديث أبي هريرة عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪( :‬ل ْ‬
‫ِ ِ ِإ ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِإ‬ ‫َّ ِ‬
‫ال‬‫اءتْهُ ُُّأمهُ فَ َد َع ْتهُ َف َق َ‬ ‫صلِّي َج َ‬ ‫ال لَهُ ُج َريْ ٌج َكا َن يُ َ‬ ‫يل َر ُج ٌل ُي َق ُ‬ ‫يسى َو َكا َن في بَني ْس َرا َ‬ ‫َيتَ َكل ْم في ال َْم ْهد اَّل ثَاَل ثَةٌ ع َ‬
‫ص ْو َم َعتِ ِ‪/‬ه َفَت َع َّر َ‬ ‫ِ‬ ‫وم َس ِ‪/‬‬ ‫َت اللَّه َّم اَل تُ ِم ْته حتَّى تُ ِريه وجوه الْم ِ‬ ‫ِ‬
‫ت لَهُ ْام َرَأةٌ‬ ‫ض ْ‬ ‫ات َو َكا َن ُج َريْ ٌج في َ‬ ‫َُ ُ ُ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُأصلِّي َف َقال ْ ُ‬ ‫ُأج ُيب َها َْأو َ‬
‫ت غُاَل ما َف َقال ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َكلَّم ْته فََأبى فََأتَ ْ ِ‬
‫ص ْو َم َعتَهُ‪َ /‬وَأْن َزلُوهُ‬
‫َت م ْن ُج َريْ ٍج فََأَت ْوهُ فَ َك َس ُروا َ‬ ‫ت َراعيًا فَ َْأم َكنَْتهُ م ْن َن ْفس َها َف َولَ َد ْ ً‬ ‫َ َُ َ‬
‫ال اَل ِإاَّل‬ ‫ب قَ َ‬ ‫ك م ْن َذ َه ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْو َم َعتَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صلَّى ثُ َّم َأتَى الْغُاَل َم َف َق َ‬
‫الراعي قَالُوا َن ْبني َ‬ ‫ال َّ‬ ‫وك يَا غُاَل ُم قَ َ‬ ‫ال َم ْن َأبُ َ‬ ‫َو َسبُّوهُ َفَت َوضََّأ َو َ‬
‫اج َع ْل ابْنِي‬ ‫ب ذُو َش َار ٍة َف َقال ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِإ ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن ِطي ٍن َو َكانَ ْ‬
‫َت اللَّ ُه َّم ْ‬ ‫يل فَ َم َّر بِ َها َر ُج ٌل َراك ٌ‬ ‫ت ْام َرَأةٌ ُت ْرض ُع ْابنًا ل ََها م ْن بَني ْس َرا َ‬
‫ال َأبُو ُه َر ْي َرةَ َكَأنِّي‬ ‫صهُ قَ َ‬ ‫ال اللَّ ُه َّم اَل تَ ْج َعلْنِي ِم ْثلَهُ ثُ َّم َأقْبَ َل َعلَى ثَ ْديِ َها يَ َم ُّ‬‫ب َف َق َ‬ ‫الراكِ ِ‬‫ِم ْثلَهُ َفَت َر َك ثَ ْد َي َها َوَأقْبَ َل َعلَى َّ‬
‫َت اللَّ ُه َّم اَل تَ ْج َع ْل ابْنِي ِمثْ َل َه ِذ ِه َفَت َر َك ثَ ْد َي َها‬ ‫صَب َعهُ ثُ َّم ُم َّر بِ ََأم ٍة َف َقال ْ‬
‫ص ِإ ْ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يَ َم ُّ‬‫َأنْظُُر ِإلَى النَّبِ ِّي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫الراكِب جبَّ ِ‬ ‫َت لِ َم ذَ َ‬ ‫اج َعلْنِي ِم ْثلَ َها َف َقال ْ‬
‫َم‬
‫اَأْلمةُ َي ُقولُو َن َس َرقْت َز َن ْيت َول ْ‬ ‫ْجبَابَِرة َو َهذه َ‬ ‫ار م ْن ال َ‬ ‫ال َّ ُ َ ٌ‬ ‫اك َف َق َ‬ ‫ال اللَّ ُه َّم ْ‬‫َف َق َ‬
‫َت ْف َع ْ‪/‬ل)‪.‬‬
‫ال ِم ْن‬ ‫الر َج ِ‬ ‫َأض َّر َعلَى ِّ‬ ‫ت َب ْع ِدي فِ ْتنَةً َ‬ ‫‪23‬عن أسامة‪ /‬بن زيد عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال ‪َ ( :‬ما َت َر ْك ُ‬
‫ِّس ِاء) ‪.‬البخاري (‪)5096‬‬ ‫الن َ‬
‫‪24‬جزء من حديث اإلسراء قال صلي اهلل علية وسلم ( ثم عرج بي إلى السماء الثالثة‪ .‬فاستفتح جبريل‪ .‬فقيل‪ :‬من‬
‫أنت؟ قال جبريل‪ .‬قيل‪ :‬ومن معك؟ قال‪ :‬محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ .‬قيل‪ :‬وقد بعث إليه؟ قال‪ :‬قد بعث إليه‪:‬‬
‫ففتح لنا‪ .‬فإذا أنا بيوسف صلى اهلل عليه وسلم ‪ .‬إذا هو قد أعطي شطر الحسن‪ .‬قال‪ :‬فرحب ودعا لي بخير‪( .‬‬
‫صفحة ‪ 14‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ضالَ ٍل‬ ‫اها َعن َّن ْف ِس ِه قَ ْد َشغََف َها ُحبّاً ِإنَّا لََن َر َاها فِي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال نِ ْس َوةٌ في ال َْمدينَ ِة ْام َرَأةُ ال َْع ِزي ِز ُت َرا ِو ُد َفتَ َ‬ ‫( َوقَ َ‬
‫ت ُك َّل و ِ‬
‫اح َد ٍة ِّم ْن ُه َّن‬ ‫ت ل َُه َّن ُمتَّ َكًأ َوآتَ ْ‬ ‫ت ِإل َْي ِه َّن َوَأ ْعتَ َد ْ‬‫ت بِ َم ْك ِر ِه َّن َْأر َسلَ ْ‬ ‫ُّمبِي ٍن (‪َ )30‬فلَ َّما َس ِم َع ْ‬
‫َ‬
‫اش لِل ِّه َما َهـ َذا بَ َشراً ِإ ْن‬ ‫ْن َح َ‬ ‫َت ا ْخ ُر ْج َعلَْي ِه َّن َفلَ َّما َر َْأينَهُ َأ ْكَب ْرنَهُ َوقَطَّ ْع َ‪/‬ن َأيْ ِد َي ُه َّن َو ُقل َ‪/‬‬ ‫ِس ِّكيناً وقَال ِ‬
‫َ‬
‫ص َ‪/‬م َولَِئن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َك ِريم (‪ )31‬قَال ْ ِ‬
‫اسَت ْع َ‬ ‫َت فَ َذل ُك َّن الَّذي ل ُْمُتنَّني فيه َولََق ْد َر َاودتُّهُ َعن َّن ْفسه فَ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َهـ َذا ِإالَّ َملَ ٌ‬
‫لَّم ي ْفعل ما آمره لَيسجن َّن ولَي ُكوناً ِّمن َّ ِ‬
‫ين (‪))32‬‬ ‫الصاغ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ُُ ُ ُ ْ ََ َ َ‬

‫‪ -30‬سرعة سريان الشائعات بين النساء ( وقال نسوة ‪ ).....‬وكالة األنباء مجرد ما تتلقى خبر‬
‫بالذات مثل هذا إال و هو في البلد منتشر ‪ ،‬دارت األخبار بسرعة امرأة العزيز تراود فتاها عن‬
‫نفسه ‪( .‬فلما سمعت بمكرهن ) و هذا كيد النساء تريد أن ترد اآلن فجمعتهن وأعددت لهن متكأ‬
‫وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن ‪ ،‬هو خادم في البيت يطيع رغماً عنه اخرج‬
‫عليهن ‪ ،‬خرج عليهن فلما رأينه انشغلن بجماله عن السكاكين التي تعمل في األيدي ‪ ،‬و قطعن‬
‫أيدهن وسالت الدماء بدون إحساس وهذا يدل على شده جمال يوسف عليه السالم لدرجه أن ألم‬
‫تقطيع األيدي ما عاد يشعرن به أمام رؤية يوسف عليه السالم ‪.‬‬

‫‪ -31‬أن المالئكة يمتازون بجمال الخلقة و إن هذا استقر عند الناس لذلك النسوة هؤالء لما‬
‫راءوا جمال يوسف ( قالوا ما هذا بشر إن هذا إال ملك كريم ) فعند الناس مستقر أن الملك‬
‫جميل الخلقة و الشيطان قبيح جدا ‪.‬‬
‫قيل أن الجاحظ‪ 25‬كان جالساً فجاءت امرأة مع صائغ و قالت مثل هذا و أشارت إلي الجاحظ ثم‬
‫انصرفت ‪ ،‬فالجاحظ استغرب فذهب وتبعه حتى وصل إلي المحل قال ما هذا ؟ قال هذه امرأة‬
‫فقلت لها و ما أدراني ما صورة الشيطان حتى‬
‫جاءتني فقالت اعمل لي حلياً عليه صورة الشيطان ُ‪/‬‬
‫إليك فقالت مثل هذا ‪.‬‬
‫اعملها لك ؟ قالت ‪ :‬ورائي فقادتني َ‬

‫مسلم‪. )162 /‬‬


‫وهو من المعتزلة ُمبتَ ِدع و إن كان َّ‬
‫ألف كتباً و هو أديب بارع لكنه في العقيدة منحرف ‪.‬‬ ‫‪25‬‬
‫صفحة ‪ 15‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫الملَك شكله جميل ‪ ،‬واهلل عز و جل قال‬ ‫فاستقر في أذهان الناس إن الشيطان شكله قبيح وان َ‬
‫ِ ٍ‬
‫اسَت َوى) (النجم‪ )6:‬أي جمال وقال عن شجره الزقوم (طَلْعُ َها َكَأنَّهُ ُرُؤ ُ‬
‫‪26‬‬
‫وس‬ ‫عن جبريل (ذُو م َّرة فَ ْ‬
‫الشي ِ‬
‫اطي ِن) (الصافات‪ )65:‬في القبح‪.‬‬ ‫َّ َ‬

‫ب ِإل َّ ِ‬
‫ب ِإل َْي ِه َّن َوَأ ُكن ِّم َن‬
‫َأص ُ‬ ‫َي م َّما يَ ْدعُونَنِي ِإل َْي ِه َوِإالَّ تَ ْ‬
‫ص ِر ْ‬
‫ف َعنِّي َك ْي َد ُه َّن ْ‬ ‫َأح ُّ‬
‫الس ْج ُن َ‬
‫ب ِّ‬ ‫ال َر ِّ‬
‫(قَ َ‬
‫يم (‪ )34‬ثُ َّم بَ َدا ل َُهم ِّمن‬ ‫ِ‬ ‫ف َع ْنهُ َك ْي َد ُه َّن ِإنَّهُ ُهو َّ ِ‬ ‫ال ِ ِ‬
‫يع ال َْعل ُ‬
‫السم ُ‬ ‫َ‬ ‫ص َر َ‪/‬‬
‫اب لَهُ َربُّهُ فَ َ‬
‫استَ َج َ‬
‫ين (‪ )33‬فَ ْ‬ ‫ْجاهل َ‬‫َ‬
‫ات لَيَ ْس ُجُننَّهُ َحتَّى ِحي ٍن (‪))35‬‬ ‫ب ْع ِد ما رَأواْ اآلي ِ‬
‫َ َ َُ َ‬
‫‪ -32‬أن المسلم إذا ُخيِّر بين المعصية و بين الصبر على الشدة ‪ .‬يصبر على الشدة و يُؤثر أن‬
‫َي ِم َّما يَ ْدعُونَنِي ِإل َْي ِه)‬
‫ب ِإل َّ‬
‫َأح ُّ‬
‫الس ْج ُن َ‬
‫ب ِّ‬‫ال َر ِّ‬
‫يطيع اهلل ولو َر َموه بسوء (قَ َ‬
‫ب ِإل َْي ِه َّن) يعنى اإلنسان ضعيف و يوسف يقول‬
‫َأص ُ‬ ‫واستعانة يوسف باهلل ( َوِإالَّ تَ ْ‬
‫ص ِر ْ‬
‫ف َعنِّي َك ْي َد ُه َّن ْ‬
‫يتعرض لحرام فالمفروض‬ ‫ٍ‬
‫هذا أن اإلنسان بدون توفيق من اهلل ضعيف والمقاومة تنهار فأي واحد َ‬
‫الشر و الفحشاء ‪.‬‬
‫صه من هذا وإنه يصرف عنه َّ‬ ‫ِ‬
‫أن يلجأ إلى اهلل بالدعاء أن يُ َخل َ‬

‫ف َع ْنهُ َك ْي َد ُه َّن ِإنَّهُ ُه َو‬


‫ص َر َ‪/‬‬
‫اب لَهُ َربُّهُ فَ َ‬
‫استَ َج َ‬
‫استجابة اهلل ألوليائه والدعاة المخلصين (فَ ْ‬
‫ُ‬ ‫‪-33‬‬
‫يم ) بحال هذا العبد الذي يدعوه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يع) يسمع دعاء عبده (ال َْعل ُ‬
‫السم ُ‬

‫ال َأح ُد ُهما ِإنِّي َأرانِي َأ ْع ِ‬


‫ال اآل َخ ُر ِإنِّي ََأرانِي ْ‬
‫َأح ِم ُل َف ْو َق‬ ‫ص ُر َخ ْمراً َوقَ َ‬ ‫َ‬ ‫الس ْج َن َفَتيَا َن قَ َ َ َ‬ ‫(و َد َخ َل َم َعهُ‪ِّ /‬‬
‫َ‬
‫ين (‪))36‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َرْأ ِسي ُخ ْبزاً تَْأ ُك ُل الطَّْي ُر م ْنهُ َنبِّْئ نَا بِتَْأ ِويل ِه ِإنَّا َن َر َ‬
‫اك م َن ال ُْم ْحسن َ‬

‫عرف في وجوههم ‪ ،‬يعنى اآلن اثنان في السجن ومعهم يوسف فلماذا‬


‫‪ -34‬أن سيما الصالحين تُ َ‬
‫لجئا إليه ؟ هل هما يعرفان يوسف من قبل أنه صاحب علم ؟ أو أنه يعبر األحالم ؟ ال ‪.‬‬

‫يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله محمد صلى اهلل عليه وسلم أنه علمه الذي جاء به إلى الناس "شديد‬ ‫‪26‬‬

‫القوى" وهو جبريل عليه الصالة والسالم‪ ,‬كما قال تعالى‪":‬إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش‬
‫مكين * مطاع ثم أمين" وقال هاهنا "ذو مرة" أي ذو قوة ‪ ،‬وقال ابن عباس‪ :‬ذو منظر حسن‪ ,‬وقال قتادة‪ :‬ذو‬
‫خلق طويل حسن‪ .‬وال منافاة بين القولين فإنه عليه السالم ذو منظر حسن وقوة شديدة‪ .‬وقد ورد في الحديث‬
‫الصحيح من رواية ابن عمر وأبي هريرة أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬ال تحل الصدقة لغني وال لذي مرة‬
‫سوي" تفسير بن كثير (‪)4/316‬‬
‫صفحة ‪ 16‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪27‬‬
‫ين) يعنى عليك سيما الصالح و عالمات الصالحين – إذاً‬ ‫ِِ‬ ‫فلماذا لجئا إليه (ِإنَّا َنر َ ِ‬
‫اك م َن ال ُْم ْحسن َ‬ ‫َ‬
‫أهل الصالح يظهر عليهم و الناس يحبونهم و ينجذبون إليهم – رغم أن أهل البلد من الكفار‬
‫فساق الملك وخبَّاز الملك و الملك كافر و البلدة كافرة و يوسف هو الموحد الوحيد لجئا إليه‬ ‫ِ‬
‫(إنا نراك من المحسنين ) حالتك وسيرتك وهيئتك و أفعالك ‪ ،‬أنت شخص من المحسنين ‪ .‬كما‬
‫يقول العامة (من أهل اهلل ) ‪.‬‬

‫ت‬‫ام ُت ْر َزقَانِِه ِإالَّ َنبَّْأتُ ُك َما بِتَْأ ِويلِ ِه َق ْب َل َأن يَْأتِي ُك َما َذلِ ُك َما ِم َّما َعلَّ َمنِي َربِّي ِإنِّي َت َر ْك ُ‬
‫ال الَ يَْأتِي ُك َما طَ َع ٌ‬ ‫(قَ َ‬
‫يم َوِإ ْس َحا َق‬ ‫اآلخر ِة هم َكافِرو َن (‪)37‬و َّاتبع ُ ِ َّ ِئ ِإ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ َّ ٍ‬
‫ت ملةَ آبَآ ـي ْب َراه َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ملةَ َق ْوم الَّ ُيْؤ منُو َن باللّه َو ُهم ب َ ُ ْ ُ‬
‫َّاس ولَ ِ‬
‫ـك َّن َأ ْك َث َر‬ ‫ك ِمن فَ ْ ِ‬
‫ض ِل اللّه َعلَْينَا َو َعلَى الن ِ َ‬ ‫وب َما َكا َن لَنَا َأن نُّ ْش ِر َك بِالل ِّه ِمن َش ْي ٍء َذلِ َ‬ ‫َو َي ْع ُق َ‪/‬‬
‫ِ‬ ‫َّاس الَ ي ْش ُكرو َن (‪ )38‬يا ص ِ‬
‫َّار (‪َ )39‬ما‬ ‫اب ُّمَت َف ِّرقُو َن َخ ْي ٌر َِأم اللّهُ ال َْواح ُد الْ َقه ُ‬
‫الس ْج ِن َأ َْأربَ ٌ‬
‫احبَ ِي ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫الن ِ َ ُ‬
‫ْح ْك ُم ِإالَّ لِل ِّه‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأنز َل اللّهُ بِ َها من ُس ْلطَان ِإن ال ُ‬ ‫وها َأنتُ ْم َوآبَآُؤ ُكم َّما َ‬ ‫َأس َماء َس َّم ْيتُ ُم َ‬ ‫َت ْعبُ ُدو َن من ُدونِه ِإالَّ ْ‬
‫َّاس الَ يعلَمو َن (‪ )40‬يا ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ََأم َر َأالَّ َت ْعبُ ُدواْ ِإالَّ ِإيَّاهُ ذَلِ َ‬
‫الس ْج ِن ََّأما‬ ‫احبَ ِي ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫ِّين الْ َقيِّ ُم َولَـك َّن َأ ْك َث َر الن ِ َ ْ ُ‬ ‫ك الد ُ‬
‫اَألم ُر الَّ ِذي فِ ِيه‬ ‫ب َفتَْأ ُكل الطَّْير ِمن َّرْأ ِس ِه قُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َي ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫صلَ ُ‪/‬‬ ‫َأح ُد ُك َما َفيَ ْسقي َربَّهُ َخ ْمراً َو ََّأما اآل َخ ُر َفيُ ْ‬ ‫َ‬
‫ث‬‫الش ْيطَا ُن ِذ ْك َر َربِِّه َفلَبِ َ‬
‫َأنساهُ َّ‬
‫ك فَ َ‬ ‫اج ِّم ْن ُه َما اذْ ُك ْرنِي ِعن َد َربِّ َ‬
‫ال لِلَّ ِذي ظَ َّن َأنَّهُ نَ ٍ‬ ‫ان (‪َ )41‬وقَ َ‬ ‫تَسَت ْفتِي ِ‬
‫ْ َ‬
‫ين (‪. ) )42‬‬ ‫الس ْج ِن بِ ْ ِ ِ‬
‫ض َع سن َ‬ ‫فِي ِّ‬

‫‪ -35‬أن الداعية إذا أراد أن ُيلَ ِق َن أناساً الحق فإنه يجعلهم يثقون به و يطمئنهم بأنهم قد وقعوا‬
‫على خبير ‪ ،‬قال (ال يأتيكما طعام ‪ )..‬قبل الجواب لكسب الثقة ‪ ،‬فالداعي يحتاج أوالً إلى‬
‫كسب ثقة المدعو و هي قضيه مهمة ‪ ،‬فبعض المدعوين قد يلجأ إلى داعية فالبد أن يكون‬
‫ام ُت ْر َزقَانِِه ِإالَّ َنبَّْأتُ ُك َما بِتَْأ ِويلِ ِه َق ْب َل َأن‬
‫ال الَ يَْأتِي ُك َما طَ َع ٌ‬
‫الداعية خبير وعنده ما يعطيه و يثق فيه (قَ َ‬
‫اآلخ َر ِة ُه ْم َكافِ ُرو َن (‬ ‫ت ِملَّةَ َقوٍم الَّ يْؤ ِمنو َن بِالل ِّه وهم بِ ِ‬ ‫يَْأتِي ُك َما ذَلِ ُك َما ِم َّما َعلَّ َمنِي َربِّي ِإنِّي َت َر ْك ُ‬
‫َُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫ت ِملَّةَ آبَآِئـي) وبدأ قضية الدعوة للتوحيد وهي الفائدة التالية ‪.‬‬ ‫)و َّاتَب ْع ُ‬
‫‪َ 37‬‬

‫ئلت ألن فيك عالماتِ الصالح أن تفتي بغير علم ويعظم عليك أن تقولَ ال أدري‬ ‫‪ 27‬وليس معني ذلك أنك إذا سُ َ‬
‫ش َما ظَ َه َر ِم ْن َها َو َما‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬فإنه مما عمت به البلوى كثرة فتاوى الناس في الدين بغير علم (قُ ْل ِإنَّ َما َح َّر َم َربِّ َي الْ َف َواح َ‬
‫َم ُيَن ِّز ْل بِ ِه ُس ْلطَاناً َوَأ ْن َت ُقولُوا َعلَى اللَّ ِه َما ال َت ْعلَ ُمو َن)‪/‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِأْل‬
‫بَطَ َن َوا ثْ َم َوالَْبغْ َي بِغَْي ِر ال َ‬
‫ْح ِّق َوَأ ْن تُ ْش ِر ُكوا باللَّه َما ل ْ‬
‫(األعراف‪)33:‬‬
‫صفحة ‪ 17‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -36‬أن الداعي أول ما يبدأ به التوحيد ‪ ،‬فلقد أرسل الرسول ‪ -‬صلي اهلل عليه وسلم ‪ -‬معاذاً‬
‫وه ْم ِإل َْي ِه ِعبَ َ‬
‫ادةُ اللَّ ِه فَِإ ذَا‬ ‫ك َت ْق َد ُم َعلَى َق ْوٍم َْأه ِل كِتَ ٍ‬
‫اب َفلْيَ ُك ْن ََّأو َل َما تَ ْدعُ ُ‬ ‫إلى اليمن وقال ‪ِ( :‬إنَّ َ‬
‫ات فِي َي ْو ِم ِه ْم َول َْيلَتِ ِه ْم فَِإ ذَا َف َعلُوا‬
‫ض َعلَْي ِهم َخمس صلَو ٍ‬
‫ْ ْ َ ََ‬ ‫َع َرفُوا اللَّهَ فََأ ْخبِ ْر ُه ْم َّ‬
‫َأن اللَّهَ قَ ْد َف َر َ‪/‬‬
‫ض َعلَْي ِه ْم َز َكا ًة ِم ْن َْأم َوالِ ِه ْم َو ُت َر ُّد َعلَى ُف َق َراِئ ِه ْم فَِإ َذا َأطَاعُوا بِ َها فَ ُخ ْذ ِم ْن ُه ْم‬‫َأن اللَّهَ َف َر َ‬‫فََأ ْخبِ ْر ُه ْم َّ‬
‫وب َما َكا َن لَنَا َأن‬ ‫يم َوِإ ْس َحا َق َو َي ْع ُق َ‪/‬‬ ‫َّاس))‪ 28‬قال (و َّاتبع ُ ِ َّ ِئ ِإ ِ‬ ‫َوَت َو َّق َك َراِئ َم َْأم َو ِال الن ِ‬
‫ت ملةَ آبَآ ـي ْب َراه َ‬ ‫َ َْ‬
‫اآلخ َر ِة ُه ْم َكافِ ُرو َن)‬ ‫ت ِملَّةَ َقوٍم الَّ يْؤ ِمنو َن بِالل ِّه وهم بِ ِ‬ ‫نُّ ْش ِر َك بِالل ِّه) و قال قبلها (ِإنِّي َت َر ْك ُ‬
‫َُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ثم بدأ(يا ص ِ‬
‫َّار) مع أنهما سأاله عن رؤيا‬ ‫اب ُّمَت َف ِّرقُو َن َخ ْي ٌر َِأم اللّهُ ال َْواح ُد الْ َقه ُ‬
‫الس ْج ِن َأ َْأربَ ٌ‬
‫احبَ ِي ِّ‬ ‫َ َ‬
‫وينتظران الإجابة عن الرؤيا لكن ما كان ليجيب حتى يعلمهم ما هو أهم كما ثبت في الصحيح‬
‫ول اللَّ ِه قَ َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َمتَى َّ‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬
‫ال َما‬ ‫اعةُ يَا َر ُس َ‬ ‫الس َ‬ ‫َأل النَّبِ َّي َ‬ ‫َأن َر ُجاًل َس َ‬ ‫ك َّ‬ ‫[ع ْن َأنَ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ب اللَّهَ َو َر ُسولَهُ قَ َ‬ ‫َكنِّي ِ‬ ‫ت لَها ِمن َكثِي ِر صاَل ٍة واَل صوٍم واَل ص َدقَ ٍة ول ِ‬
‫ال‬ ‫ُأح ُّ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ‬ ‫ال َما َأ ْع َد ْد ُ َ ْ‬ ‫ت ل ََها قَ َ‬ ‫َأ ْع َد ْد َ‬
‫ت]‪ 29‬يعني ما هو األهم اآلن هل هو معرفة وقت‪ /‬الساعة أم االستعداد لها ‪،‬‬ ‫َأحبَْب َ‬
‫ت َم َع َم ْن ْ‬ ‫َأنْ َ‬
‫فصرف‪ /‬السائل عن األقل أهميه إلى الشيء األكبر أهميه ‪ .‬فهما سأال عن الرؤيا فجاءتهم اإلجابة‬
‫أوالً بالتوحيد ‪.‬‬

‫ان) ولذلك قال العلماء ال يجوز لمن‬ ‫اَألمر الَّ ِذي فِ ِيه تَسَت ْفتِي ِ‬ ‫‪ِ 30‬‬
‫ْ َ‬ ‫‪ -37‬أن تعبير الرؤيا فتوى (قُض َي ْ ُ‬
‫‪31‬‬
‫ُأج ِرب )‬‫ال يعرف في تعبير الرؤى أن يتكلم فيها فبعض الناس عندما تقص عليه رؤيا يقول ( َ‬
‫اَألمر الَّ ِذي فِ ِيه تَسَت ْفتِي ِ‬ ‫ِ‬
‫ان)‬‫ْ َ‬ ‫ُأج ِرب (قُض َي ْ ُ‬‫ُأج ِرب ؟ إما عندك علم وإما ما في شيء أسمه َ‬ ‫إيش َ‬
‫ذكر الشيخ سعد بن سعدي رحمه اهلل أن الكالم في الرؤى مثل الفتوى والكالم عليه بغير علم‬
‫يأثم مثل الفتوى بغير علم‬

‫‪ 28‬البخاري(‪. )1458‬‬
‫البخاري ( ‪) 6171‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ 30‬كثرت برامج تعبير الرؤيا بالفضائيات فالبد أن تعلم أن من شروط تعبير الرؤيا صالح المعبر لها أما ما نراه‬
‫من علماء سوء يجلسون مع مذيعات‪ /‬متبرجات ويجلس ليفتي الناس فهذا ال ينبغي أن يؤخذ بكالمه‪ /‬ألنه جهل‬
‫أنه في مجلس مع امرأة متبرجة وهو بجلوسه معها‪ /‬مع عدم إعالنه اإلنكار عليها فهو يقرها علي فعلها هذه‬
‫الكبيرة…فهل هذا من الصالحين اللذين يؤخذ بفتواهم ؟؟؟‪.‬‬
‫يقصد التجربة ‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫صفحة ‪ 18‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -38‬جواز اتخاذ األسباب الجائزة للنجاة قال (اذكرني عند ربك) حتى إذا خرج ذكر القصة‬
‫للملك والملك ربما يجري تحقيقاً في الموضوع يخرج بسببه يوسف من السجن بريء ‪.‬‬
‫لكن الشيطان يفعل الكيد بأولياء اهلل فأنسى الرجل هذا بعد ما طلع من السجن ويمكن فرح أن‬
‫صاحبه قتل وهو نجا فأنسته الفرحة القصة القديمة (وادكر بعد أمه) ادكر‪ 32‬هذه أصلها بالذال‬
‫والتاء (اذتكر) علي وزن افتعل وهما متقاربتان فالتاء ثقيلة بعد الذال فقلبت دال…‪ ..‬والذال‬
‫والدال ثقيلتان متتاليتان فأدغمت الذال والدال فصارت دال مشددة والتشديد دليل علي وجود‬
‫إدغام أي أن هناك حرف دخل في حرف ‪.‬‬

‫ُأخر يابِس ٍ‬ ‫اف وس ْبع سنبالَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ال ال َْملِ ُ‬


‫ات‬ ‫ض ٍر َو َ َ َ َ‬ ‫ت ُخ ْ‬ ‫ك ِإنِّي ََأرى َس ْب َع َب َق َرات س َمان يَْأ ُكلُ ُه َّن َس ْب ٌع ع َج ٌ َ َ َ ُ ُ‬ ‫( َوقَ َ‬
‫اي ِإن ُكنتُ ْم لِلرُّْؤ يَا َت ْعُب ُرو َن (‪)43‬‬ ‫ِ ِ‬
‫يَا َُّأي َها ال َْمُأل َأ ْفتُوني في ُرْؤ يَ َ‬
‫اد َك َر َب ْع َد َُّأم ٍة‬‫ال الَّ ِذي نَ َجا ِم ْن ُه َما َو َّ‬ ‫يل ْ ِ ِ ِ‬ ‫َأحالٍَم َو َما نَ ْح ُن بِتَْأ ِو ِ‬
‫ين (‪َ )44‬وقَ َ‬ ‫اَألحالَِم ب َعالم َ‬ ‫اث ْ‬ ‫ضغَ ُ‬ ‫قَالُواْ َأ ْ‬
‫ات ِسم ٍ‬ ‫ِّيق َأفْتِنَا فِي س ْب ِع ب َقر ٍ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫ان يَْأ ُكلُ ُه َّن َس ْب ٌع‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫الصد ُ‬ ‫ف َُّأي َها ِّ‬ ‫وس ُ‬ ‫َأنَاْ ُأَنبُِّئ ُكم بِتَْأ ِويله فَ َْأرسلُون (‪ )45‬يُ ُ‬
‫َّاس ل ََعلَّ ُه ْم َي ْعلَ ُمو َن (‪ )46‬قَ َ‬
‫ال‬ ‫ات لَّ َعلِّي َْأر ِج ُع ِإلَى الن ِ‬
‫ض ٍر وُأ َخر يابِس ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اف َو َس ْب ِع ُسنبُالَت ُخ ْ َ َ َ َ‬ ‫ِع َج ٌ‬
‫صدتُّ ْم فَ َذ ُروهُ فِي ُسنبُلِ ِه ِإالَّ قَلِيالً ِّم َّما تَْأ ُكلُو َن (‪ )47‬ثُ َّم يَْأتِي ِمن َب ْع ِد‬ ‫ين َدَأباً فَ َما َح َ‬
‫ِِ‬
‫َت ْز َرعُو َن َس ْب َع سن َ‬
‫ام فِ ِيه‬ ‫ك َع ٌ‬ ‫صنُو َن (‪ )48‬ثُ َّم يَْأتِي ِمن َب ْع ِد َذلِ َ‬ ‫َّمتُم ل َُه َّن ِإالَّ قَلِيالً ِّم َّما تُ ْح ِ‬
‫ْن َما قَد ْ ْ‬
‫ِ‬
‫ك َس ْب ٌع ش َدا ٌد يَْأ ُكل َ‬ ‫َذلِ َ‬
‫ص ُرو َن (‪) )49‬‬ ‫اث النَّاس وفِ ِيه ي ْع ِ‬ ‫ُيغَ ُ‬
‫ُ َ َ‬
‫‪ -39‬أن الرؤيا الصحيحة الحق ممكن يراها الكافر لكن نادرا ألن الملك هذا الذي رأى سبع‬
‫بقرات سمان وسبع سنبالت هذه رؤيا حق تعبيرها فعالً حصل ودلت على أن هناك سبع سنوات‬
‫خصب ثم سبع سنوات عجاف وبعد سنه يأتي فيها الفرج فممكن الشخص الكافر يرى رؤيا‬
‫نادرا ‪ .‬إنما أكثر ما يرى الرؤيا الحق الصحيحة المؤمنون ‪.‬‬
‫صحيحه لكن ً‬

‫‪ -40‬أن الشخص الذي ذهب ليوسف علَّمه يوسف من غير مقابل…‪ .‬يعني يوسف ما قال أوال‬
‫أخرجوني وبعدين أخبركم ما هو تأويل الرؤيا ‪.‬‬
‫كان ممكن يقول طلعوني من السجن أتكلم ‪ .‬خلوني في السجن ما أعطيكم …‪ .‬فبذل يوسف‬
‫ان يَْأ ُكلُ ُه َّن َس ْب ٌع ِع َج ٌ‬
‫اف‬ ‫َ‬
‫ِّيق َأفْتِنَا فِي س ْب ِع ب َقر ٍ‬
‫ات ِسم ٍ‬
‫َ ََ‬ ‫الصد ُ‬
‫ف َُّأي َها ِّ‬
‫وس ُ‬
‫العلم بال مقابل ‪ .‬لما قال (يُ ُ‬

‫‪32‬الذكر‪ :‬الحفظ للشيء تذكره‪ .‬وتذكره واذكره وادكره واذدكره‪ ،‬قلبوا تاء افتعل في هذا مع الذال بغير‬
‫إدغام…‪ .‬قال اهلل تعالى‪ :‬وادكر بعد أمة؛ أي ذكر بعد نسيان‪ ،‬وأصله اذتكر فأدغم‪( .‬لسان العرب مادة ذكر)‬
‫صفحة ‪ 19‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ات لَّ َعلِّي َْأر ِج ُع ِإلَى الن ِ‬


‫َّاس ل ََعلَّ ُه ْم َي ْعلَ ُمو َن (‪ )46‬قَ َ‬
‫ال َت ْز َرعُو َن َس ْب َع‬ ‫ض ٍر وُأ َخر يابِس ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َو َس ْب ِع ُسنبُالَت ُخ ْ َ َ َ َ‬
‫ين) مباشر ًة ‪.‬‬‫ِِ‬
‫سن َ‬

‫‪ -41‬أن في هذه اآلية من أصول االقتصاد وحفظ المال ما فيها ‪ .‬لماذا ؟‬


‫ألنه قال ذروه في سنبله وإذا فرط الحب معرض للتلف أكثر مما إذا بقي في السنبل لذلك قال‬
‫(فذروه في سنبله ) ألنه أحفظ ‪0000‬‬
‫(ِإالَّ قَلِيالً ِّم َّما تَْأ ُكلُو َن ) إذاً البد من االحتياط واألخذ من أيام الرخاء أليام الشدة فاآلن تأكلون‬
‫َّمتُ ْم ل َُه َّن ِإالَّ قَلِيالً ِّم َّما‬ ‫ِ‬ ‫خزن (ثُ َّم يَْأتِي ِمن َب ْع ِد َذلِ َ‬
‫ك َس ْب ٌع ش َدا ٌد يَْأ ُكل َ‬
‫ْن َما قَد ْ‬ ‫قليالً منه والباقي يُ َّ‬
‫صنُو َن) هذه أصول االقتصاد ‪ ،‬انظر كيف أن النبوة فيها تخطيط للمستقبل ومواجهة الحاالت‬ ‫تُ ْح ِ‬
‫الطارئة فيها السبع سنوات العجاف تأخذ مثلاً من السبع السنوات التي قبلها كيف قضية التخزين‬
‫و كيف قضية تقسيم األشياء علي كل سنة ‪ .‬فكل سنة لها نصيب بحيث أن ترحيل األشياء من‬
‫سنة إلي سنة لكي يحصل سد الحاجة ‪.‬‬

‫ات ِسم ٍ‬
‫ان‬ ‫‪ -42‬كيف عرف يوسف أنه سيأتي عام رقم خمسة عشر رخاء يعني قال (س ْب ِع ب َقر ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ات لَّ َعلِّي َْأر ِج ُع ِإلَى الن ِ‬
‫َّاس ل ََعلَّ ُه ْم َي ْعلَ ُمو َن (‬ ‫ض ٍر وُأ َخر يابِس ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اف َو َس ْب ِع ُسنبُالَت ُخ ْ َ َ َ َ‬ ‫يَْأ ُكلُ ُه َّن َس ْب ٌع ِع َج ٌ‬
‫صدتُّ ْم فَ َذ ُروهُ فِي ُسنبُلِ ِه ِإالَّ قَلِيالً ِّم َّما تَْأ ُكلُو َن (‪ )47‬ثُ َّم‬ ‫ين َدَأباً فَ َما َح َ‬
‫ِِ‬
‫ال َت ْز َرعُو َن َس ْب َع سن َ‬ ‫‪ )46‬قَ َ‬
‫صنُو َن (‪ )48‬ثُ َّم يَْأتِي ِمن َب ْع ِد‬ ‫َّمتُم ل َُه َّن ِإالَّ قَلِيالً ِّم َّما تُ ْح ِ‬
‫ْن َما قَد ْ ْ‬
‫ِ‬
‫ك َس ْب ٌع ش َدا ٌد يَْأ ُكل َ‬‫يَْأتِي ِمن َب ْع ِد ذَلِ َ‬
‫اث النَّاس وفِ ِيه ي ْع ِ‬
‫ص ُرو َ‪/‬ن)‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ام فِ ِيه ُيغَ ُ‬‫ك َع ٌ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫فسرها يوسف سبع سنوات رخاء ثم سبع سنوات شدة ‪ ،‬من أين أتى يوسف بأنه سيأتي بعد ذلك‬
‫عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون يعني عام خمسة عشر هذا رخاء فيه مطر والناس يعصرون‬
‫الزيتون ويستخرجون الزيت والسمسم إلي أخره…‪ .‬يعصرون…‪ ..‬يعني من الرخاء ويغاث‬
‫الناس بالمطر ؟‬
‫قيل إن هذا مما فهمه اهلل ليوسف وعلَّمه إياه ألنه لو كان عام رقم خمسة عشر عام جدب وقحط‬
‫ما صارت سبع بقرات هزيله وسبع سنبالت يابسات كانت صارت ثمان سنبالت وثمان بقرات‬
‫هزيله فلما رأى سبعه ثم سبعه معناه أن الذي بعدها ليس جدب وإال صارت ثمانية فهذا من دقائق‬
‫الفهم علي أية حال ومما علمه اهلل ليوسف ‪.‬‬
‫صفحة ‪ 20‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ِّس َو ِة الالَّتِي قَطَّ ْع َن‬ ‫ال الن ْ‬ ‫اسَألْهُ َما بَ ُ‬


‫ك فَ ْ‬ ‫ال ْار ِج ْع ِإلَى َربِّ َ‬ ‫ول قَ َ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫ك اْئ تُونِي بِ ِه َفلَ َّما َجاءهُ َّ‬‫ال ال َْملِ ُ‬‫( َوقَ َ‬
‫اش لِل ِّه َما‬ ‫ْن َح َ‬
‫ِِ‬
‫ف َعن َّن ْفسه ُقل َ‬ ‫وس َ‬ ‫ال َما َخطْبُ ُك َّن ِإ ْذ َر َاودتُّ َّن يُ ُ‬ ‫يم (‪ )50‬قَ َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َأيْد َي ُه َّن ِإ َّن َربِّي بِ َك ْيده َّن َعل ٌ‬
‫ْح ُّق َأنَاْ َر َاودتُّهُ َعن َّن ْف ِس ِه َوِإنَّهُ ل َِم َن‬ ‫وء قَال ِ‬ ‫علِمنا علَي ِه ِمن س ٍ‬
‫ص ال َ‬‫ص َح َ‬ ‫َت ْام َرَأةُ ال َْع ِزي ِز اآل َن َح ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ ْ‬
‫ِئِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َو َّ‬ ‫َأخ ْنهُ بِالْغَْي ِ‬ ‫ادقِين (‪َ )51‬ذلِ َ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫)و َما َُأب ِّرُئ‬
‫ين (‪َ 52‬‬ ‫َأن اللّهَ الَ َي ْهدي َك ْي َد الْ َخا ن َ‬ ‫َم ُ‬‫ك لَي ْعلَ َم َأنِّي ل ْ‬ ‫الص َ‬
‫ك اْئ تُونِي بِ ِه‬ ‫ال ال َْملِ ُ‬ ‫يم (‪َ )53‬وقَ َ‬ ‫وء ِإالَّ ما ر ِحم ربِّي ِإ َّن ربِّي غَ ُف ِ‬ ‫الس ِ‬‫َألم َارةٌ بِ ُّ‬ ‫َن ْف ِسي ِإ َّن َّ‬
‫ور َّرح ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬ ‫س َّ‬ ‫الن ْف َ‬
‫ك الْيوم لَ َدينا ِم ِك ِ‬ ‫صهُ لَِن ْف ِسي َفلَ َّما َكلَّ َمهُ قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ين (‪))54‬‬ ‫ين َأم ٌ‬‫ٌ‬ ‫ال ِإنَّ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َأستَ ْخل ْ‬‫ْ‬

‫‪ -43‬أن الداعية إلي اهلل ال يخرج إال بعد تبرئة ساحته ليخرج إلي المجتمع نظيفا يعني اآلن سمعة‬
‫ات لَيَ ْس ُجُننَّهُ َحتَّى ِحي ٍن (‬
‫يوسف بين الناس ملطخة بالشائعات (ثُ َّم ب َدا ل َُهم ِّمن ب ْع ِد ما رَأواْ اآلي ِ‬
‫َ َ َُ َ‬ ‫َ‬
‫‪ ))35‬أشاعوا عليه التهم الباطلة وقالوا أنه راود امرأة العزيز وكذبوا عليه ‪ .‬فال بد أول أن تثبت‬
‫ناصعا وإحقاق الحق‬
‫ً‬ ‫براءة يوسف أمام الناس البد من تنظيف السجالت الماضية وإعادة األمر‬
‫ولذلك لما جاء الملك ُأعجب بالتفسير جداً ‪-‬وهذه فيها مكانةٌ له ‪ -‬أي الملك ‪ -‬ألنه بسبب‬
‫رؤياه ستكون هناك سياسة إلنقاذ الشعب فال شك أنه ُسر بهذا‪ -‬فأراد مكافأة يوسف فلما قال‬
‫لما قال ( رحم اهلل‬
‫أتوني به ما خرج يوسف علي الفور والنبي صلي اهلل عليه وسلم تواضع جداً ّ‬
‫أخي يوسف لو كنت مكانه ألجبت الداعي )‪ 33‬تواضع منه قال هذا ‪.‬فيوسف عليه السالم عنده‬
‫نظرة بعيدة ما مهم اآلن أن يخرج من السجن فقط ؟ المهم إصالح األخطاء الماضية إصالح‬
‫المفترى عليه ‪ .‬ال بد أن تعاد األمور إلي نصابها ويصحح الخطأ ويثبت أنه بريء أمام الناس وأنه‬
‫ِّس َو ِة الالَّتِي‬
‫ال الن ْ‬
‫اسَألْهُ َما بَ ُ‬ ‫ال ْار ِج ْع ِإلَى َربِّ َ‬
‫ك فَ ْ‬ ‫مظلوم كل هذه السنوات في السجن مظلوم (قَ َ‬
‫قَطَّ ْع َن َأيْ ِد َي ُه َّن ) هذه العالقة المشهورة للقصة‪ /‬أن النساء قطعن أيديهن في مجلس …‪.‬اشتهرت‬

‫‪ 33‬عن بن عباس رضي اهلل عنه عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪ :‬عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه‪ /،‬واهلل‬
‫يغفر له‪ ،‬حيث أرسل ليستفتى في الرؤيا‪ ،‬ولو كنت أنا لم أفعل حتى أخرج‪ ،‬وعجبت لصبره وكرمه‪ ،‬واهلل يغفر‬
‫له أتي ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره‪ ،‬ولو كنت أنا لبادرت الباب‪ ،‬ولوال الكلمة لما لبث في السجن‬
‫حيث يبتغي الفرج من عند غير اهلل قوله " اذكرني عند ربك "‪.‬معجم الطبراني الكبير (‪)11/199‬والحديث‬
‫ضعيف فيه ابراهيم بن يزيد قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" ‪ :( 1/180‬قال ابن المدينى ‪ :‬ضعيف ال أكتب‬
‫عنه شيئا و قال الدارقطنى ‪ :‬منكر الحديث ) وقد ذكره الشيخ األلباني في الصحيحة وذكر له شاهدان أحدهما‬
‫مرسل‪ /‬من رواية بن عكرمة‪ /‬واألخرى ضعيفة وهي عند الترمذي وقال (وبهذا تثبت الرواية)…‪.‬قلت‪ :‬وال يصح‬
‫االستشهاد بالضعيف في هذا الموضع السيما وأن المتن فيه ما يخالف عصمة األنبياء من ابتغاء الفرج من عند‬
‫غير اهلل راجع المنار المنيف في الصحيح والضعيف البن القيم‬
‫صفحة ‪ 21‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ف عن َّن ْف ِس ِه ُقلْن حاش لِل ِّه ما علِمنا علَي ِه ِمن س ٍ‬


‫وء قَال ِ‬
‫َت ْام َرَأةُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َْ َ ْ‬ ‫ال َما َخطْبُ ُك َّن ِإ ْذ َر َاودتُّ َّن يُ ُ‬
‫وس َ َ‬ ‫(قَ َ‬
‫ْح ُّق َأنَاْ َر َاودتُّهُ َعن َّن ْف ِس ِه) و اعترفت امرأة العزيز وبالتالي ثبتت براءة‬ ‫ص ال َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫ال َْع ِزي ِز اآل َن َح ْ‬
‫يوسف أمام كل الناس ولذلك لما جاء الطلب مرة ثانية زاد منزلة عند الملك ففي المرة األولي (‬
‫صهُ لَِن ْف ِسي) شوف الفائدة لو خرج أول‬ ‫ِ‬
‫َأستَ ْخل ْ‬ ‫ِ‬
‫ك اْئ تُونِي بِه ْ‬ ‫ال ال َْملِ ُ‬
‫قال أتوني به ) وفي الثانية ( َوقَ َ‬
‫مرة خالص خذ مائة ألف ومع السالمة لكن ال ؟ اآلن أستخلصه لنفسي… اآلن هذا يعني سيكون‬
‫ك الْيوم لَ َدينا ِم ِك ِ‬
‫ين) ‪.‬‬
‫ين َأم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ال ِإنَّ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫مقربا عنده حظيا ملبي طلباته من المقربين ( َفلَ َّما َكلَّ َمهُ قَ َ‬

‫اَألر ِ‬ ‫ك م َّكنِّا لِيوس َ ِ‬‫ِ‬ ‫ض ِإنِّي ح ِفي ٌ ِ‬ ‫اَألر ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ال ْ ِ‬


‫ض َيتََب َّوُأ‬ ‫ف في ْ‬ ‫يم (‪َ )55‬و َك َذل َ َ ُ ُ‬ ‫ظ َعل ٌ‬ ‫َ‬ ‫اج َعلْني َعلَى َخ َزآ ِن ْ‬ ‫(قَ َ‬
‫ضيع َأجر الْمح ِسنِين (‪ )56‬وَأَلجر ِ‬
‫اآلخ َر ِة َخ ْي ٌر‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن َها َح ْي ُ‬
‫َ ُْ‬ ‫يب ب َر ْح َمتنَا َمن نَّ َشاء َوالَ نُ ُ ْ َ ُ ْ َ‬‫ث يَ َشاءُ نُ ُ‬
‫ِ‬
‫آمنُواْ َو َكانُواْ َيَّت ُقو َن (‪))57‬‬
‫ين َ‬ ‫لِّلَّذ َ‬

‫‪ -44‬جواز طلب المنصب‪ 34‬إذا كان الشخص أقدر واحد علي القيام به دون أن يضر بنفسه‬
‫يم)‪.‬‬ ‫(قال اجعلني علي خزائن األرض ) وبيَّن قدراته للملك (ِإنِّي ح ِفي ٌ ِ‬
‫ظ َعل ٌ‬ ‫َ‬

‫‪ 34‬والمسألة فيها تقييد كما جاء في باب ما يكره من الحرص على اإلمارة‬
‫عن أبي هريرة عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ :‬إنكم ستحرصون على اإلمارة وستكون ندامةً يوم القيامة‬
‫فنعم المرضعة وبئست الفاطمة‬
‫قوله‪( :‬فنعم المرضعة‪ /‬وبئست الفاطمة) قال الداودي‪ :‬نعم المرضعة أي في الدنيا‪ ،‬وبئست الفاطمة أي بعد‬
‫الموت‪ ،‬ألنه يصير إلى المحاسبة على ذلك‪ ،‬فهو كالذي يفطم قبل أن يستغني فيكون في ذلك هالكه‪ .‬وقال‬
‫غيره‪ :‬نعم المرضعة‪ /‬لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاد الكلمة وتحصيل اللذات الحسية والوهمية حال‬
‫حصولها‪ ،‬وبئست الفاطمة عند االنفصال عنها بموت أو غيره وما يترتب عليها من التبعات في اآلخرة‪.‬‬
‫وعن أبي موسى‪ /‬رضي اهلل عنه قال‪ :‬دخلت على النبي صلى اهلل عليه وسلم أنا ورجالن من قومي فقال‪ :‬أحد‬
‫الرجلين أمرنا يا رسول اهلل وقال اآلخر‪ :‬مثله‪ ،‬فقال‪ :‬إنا ال نولي هذا من سأله وال من حرص عليه "‬
‫وعند الطبراني من حديث زيد بن ثابت رفعه ((نعم الشيء اإلمارة لمن أخذها بحقها وحلها‪ ،‬وبئس الشيء‬
‫اإلمارة لمن أخذها بغير حقها تكون عليه حسرة يوم القيامة)) وهذا يقيد ما أطلق في الذي قبله‪ ،‬ويقيده أيضاً ما‬
‫أخرج مسلم عن أبي ذر قال ((قلت يا رسول اهلل أال تستعملني؟ قال‪ :‬إنك ضعيف‪ ،‬وإنها أمانة‪ ،‬وإنها يوم‬
‫القيامة خزي وندامة إال من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها)) قال النووي‪ :‬هذا أصل عظيم في اجتناب‬
‫الوالية وال سيما لمن كان فيه ضعف‪ .‬وهو في حق من دخل فيها بغير أهليه ولم يعدل فإنه يندم على ما فرط‬
‫منه إذا جوزي بالخزي يوم القيامة‪ ،‬وأما من كان أهالً وعدل فيها فأجره عظيم كما تظاهرت به األخبار‪ ،‬ولكن‬
‫في الدخول فيها خطر عظيم‪ ،‬ولذلك امتنع األكابر منها واهلل أعلم‪.‬‬
‫صفحة ‪ 22‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫فجواز أن يذكر اإلنسان قدراته ليطلب المنصب لمصلحة المجتمع وليس لمصلحته الشخصية‬
‫جائز‪ ،‬يوسف هل طلب اآلن لمصلحته الشخصية ؟ ال ‪ ،‬لكن ألجل مصلحة البلد كلها ثم هو‬
‫يستثمر المنصب في الدعوة إلي اهلل ‪ ،‬ليس طلب المنصب لشيء شخصي وإنما لمنفعة دينية‬
‫ولمنفعة عامة وليست خاصة ‪ .‬ثم أنه ما في واحد أقدر من يوسف علي تولي هذا المنصب ‪.‬‬
‫فيجوز لألقدر أن يتقدم إذا كانت نيته نفع المسلمين ‪.‬‬

‫اَألر ِ‬
‫ض‬ ‫ك م َّكنِّا لِيوس َ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف في ْ‬ ‫سنَت نواياهم ‪ .‬قال تعالى ( َو َك َذل َ َ ُ ُ‬ ‫‪ -45‬أن اهلل يُ َّمكن للصالحين إذا َح ُ‬
‫ضيع َأجر الْمح ِسنِين (‪ )56‬وَأَلجر ِ‬
‫اآلخ َر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َيتََب َّوُأ ِم ْن َها َح ْي ُ‬
‫َ ُْ‬ ‫يب ب َر ْح َمتنَا َمن نَّ َشاء َوالَ نُ ُ ْ َ ُ ْ َ‬
‫ث يَ َشاءُ نُ ُ‬
‫َخ ْي ٌر) ‪ .‬لما ُسِئل الشافعي أيهما أفضل ُأيبتلى أم يُ َّمكن ؟‬
‫أي السؤال أيهما أفضل للمسلم أيبتلى ويصبر علي االبتالء وعلي األذى واالضطهاد و كذا وكذا‬
‫ؤجر عليه أو األفضل أن يُ َّمكن حتى يستفيد من التمكين في نشر الدين ونشر الدعوة ؟ إيش‬
‫ويُ َ‬
‫األفضل ؟ قال الشافعي عبارة عظيمة ( ال يُ َّمكن حتى يبتلى )‪.‬‬
‫ليس هناك تمكين يأتي هكذا من الهواء والنبي صلي اهلل عليه وسلم ما ُم ِكن في المدينة حتى أبتلي‬
‫في مكة وكذلك الصحابة ويوسف مثال…‪ ..‬متى ُم ِكن ؟ بعدما أبتلي بالجب وبالسجن وبالذل‬
‫أوال رموه في الجب فصبر على كيد أخوته وظلم أولي القربى أشد فظاظة على‬ ‫وبالعبودية‪ً ....‬‬
‫النفس‬
‫ظلمه أقرب الناس له أخوته وكاد يموت ويهلك و بعدين أخذوه وبيع عبدا وعانى ذل العبودية‬
‫واشتغل خادم ودخل السجن ثم لما صبر علي كل هذه جاء التمكين فما جاء التمكين ليوسف‬
‫هكذا مباشرة قال الشافعي ( ال يُ َّمكن حتى يبتلى ) سنة اهلل في الدعوات وهكذا حصل ألنبياء اهلل‬
‫واألولياء ‪ 0‬يعني موسى تغلب علي فرعون بعد إيش ؟‬

‫قال المهلب‪ :‬الحرص على الوالية هو السبب في اقتتال الناس عليها حتى سفكت الدماء واستبيحت األموال‬
‫والفروج وعظم الفساد في األرض بذلك ووجه الندم أنه قد يقتل أو يعزل أو يموت فيندم على الدخول فيها‬
‫ألنه يطالب بالتبعات التي ارتكبها وقد فاته ما حرص عليه بمفارقته‪ ،‬قال‪:‬ويستثى من ذلك من تعين عليه كأن‬
‫يموت الوالي وال يوجد بعده من يقوم باألمر غيره‪ ،‬إذا لم يدخل في ذلك يحصل الفساد بضياع األحوال‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا ال يخالف ما فرض في الحديث الذي قبله من الحصول بالطلب أو بغير طلب أو في التعبير‬
‫بالحرص إشارة إلى أن من قام باألمر عند خشية الضياع يكون كمن أعطي بغير سؤال لفقد الحرص غالباً عمن‬
‫هذا شأنه‪ ،‬وقد يغتفر الحرص في حق من تعين عليه لكونه يصير واجباً عليه‪(.‬فتح الباري ‪-13/156‬‬
‫‪)158‬بتصرف‬
‫صفحة ‪ 23‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ك‬‫ال َع َسى َربُّ ُك ْم َأ ْن ُي ْهلِ َ‬ ‫ُأوذينَا ِم ْن َق ْب ِل َأ ْن تَْأتَِينَا َو ِم ْن َب ْع ِد َما ِجْئَتنَا قَ َ‬


‫ابتالءات كثيرة (قَالُوا ِ‬
‫ف َت ْع َملُو َن) (األعراف‪)129:‬‬ ‫ض َفَي ْنظَُر َك ْي َ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع ُد َّو ُك ْم َويَ ْستَ ْخل َف ُك ْم في ْ‬
‫كلها ابتالءات وهذا ما حصل بعد ذلك‬
‫ت َكلِ َم ُ‬
‫ت‬ ‫ض َو َمغَا ِر َب َها‪ /‬الَّتِي بَ َار ْكنَا فِ َيها َوتَ َّم ْ‬ ‫ض َع ُفو َن َم َشا ِر َق ْ‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫ين َكانُوا يُ ْستَ ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫(و َْأو َر ْثنَا الْ َق ْو َم الذ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صنَ ُع ف ْر َع ْو ُن َو َق ْو ُمهُ‪َ /‬و َما َكانُوا‬‫صَب ُروا َو َد َّم ْرنَا َما َكا َن يَ ْ‬ ‫رائيل بِ َما َ‬ ‫ِإ‬
‫ْح ْسنَى َعلَى بَني ْس َ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫َربِّ َ‬
‫َي ْع ِر ُشو َن) (األعراف‪)137:‬‬
‫لكن بعد االبتالء‬
‫والنبي صلي اهلل عليه وسلم كم أوذي بالحصار والجوع والتعذيب وقتل أصحابه وكان يُضرب‬
‫الجعل إلهك فيقول نعم من‬
‫الصحابي حتى ال يستطيع أن يستوي قاعدا من الضرب ويُقال له هذا ُ‬
‫التعذيب وهكذا حتى أن اهلل مكنهم ‪.‬‬

‫‪ -46‬اجتمع ليوسف الثالث أنواع من الصبر ‪ .‬هم ‪:‬‬


‫الصبر على طاعة اهلل ‪.‬‬
‫والصبر عن معصية‪ /‬اهلل ‪.‬‬
‫والصبر على أقدار اهلل المؤلمة ‪.‬‬
‫وهذا الصبر درجات فالصبر على طاعة اهلل وعن معصية اهلل أعلى درجه من الصبر على أقدار اهلل‬
‫المؤلمة لماذا ؟‬
‫ألن الصبر على أقدار اهلل المؤلمة مالك فيه حيله إال الصبر ‪.‬ماذا تفعل إال الصبر ؟ ال يمكن ‪.‬‬
‫شيء مقدور‪ /‬وقع وانتهى مالك اآلن فيه إال الصبر ‪ .‬أما الواجب والمحرم فعندك خيار في فعل‬
‫الواجب أو عدم فعل الواجب…… في ارتكاب المحرم أو عدم ارتكاب المحرم…‪ .‬فتكون‬
‫مجاهدة النفس فيه أقوى أما المقدور مالك فيه إال حبس النفس عن التشكي والصخب والنياحه‬
‫ونحو ذلك ‪ .‬لكن فعل الواجب وترك المحرم والصبر على فعل الواجب مثل الصبر على صاله‬
‫الفجر وهذا مثال واجب كما الصبر عن الزنا وهو محرم أكمل أجراً ومنزله عن الصبر على أقدار‬
‫اهلل المؤلمة…‪ ..‬ولو سألنا سؤاال فقلنا أيهما أكمل…‪ .‬صبر يوسف على السجن و إلقاء اخوته‬
‫له في الجب اكمل أم صبره عن الزنا بامرأة العزيز أكمل ؟ بناء على ما تقدم يكون الصبر عن‬
‫الزنا أكمل وافضل أجرا‬
‫صفحة ‪ 24‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫فاجتمع ليوسف عليه السالم الثالث أنواع كلها فإنه صبر على طاعة اهلل وال زال على صله بربه‬
‫وحتى لما تسلم المنصب صبر على طاعة اهلل ولم يُطغه منصبه فهو يأمر بالعدل وهو على صراط‬
‫مستقيم تولى فعدل وحكم فكان من المقسطين ‪.‬‬
‫َّم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ما هو الفرق بين القاسط والمقسط ؟ القاسط هو الظالم قال تعالى ( َو ََّأما الْ َقاسطُو َن فَ َكانُوا ل َج َهن َ‬
‫َحطَباً) (الجـن‪)15:‬‬
‫ين) (المائدة‪ ( )42:‬إن المقسطين على منابر من‬ ‫ِِ‬ ‫أما المقسط قال تعالي ( ِإ َّن اللَّهَ يُ ِح ُّ‬
‫ب ال ُْم ْقسط َ‬
‫نور وما ولوا ) ‪35‬فإذا تولوا والية عدلوا فيها وبين أوالدهم وزوجاتهم يعدلون ‪.‬‬
‫فيوسف تولى الوالية وصبر وأمره اهلل بما أمره به وصبر وحصلت له فرصه للوقوع في‬
‫المحرمات فصبر ولم يقع فيها وتعرض لإليذاء واالضطهاد واألشياء المؤلمة فصبر فكان يوسف‬
‫عليه السالم قد اكتمل له الصبر من جميع الجهات‪.‬‬

‫َّز ُهم بِ َج َها ِز ِه ْم قَ َ‬


‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف فَ َد َخلُواْ َعلَْيه َف َع َر َف ُه ْ‪/‬م َو ُه ْم لَهُ ُمنك ُرو َن (‪َ )58‬ول ََّما َجه َ‬ ‫وس َ‬ ‫( َو َجاء ِإ ْخ َوةُ يُ ُ‬
‫ين (‪ )59‬فَِإ ن لَّ ْم تَْأتُونِي بِ ِه فَالَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْئ تُونِي بِ ٍ َّ‬
‫َأخ ل ُكم ِّم ْن َأبي ُك ْم َأالَ َت َر ْو َن َأنِّي ُأوفي الْ َك ْي َل َوَأنَاْ َخ ْي ُر ال ُْمن ِزل َ‬
‫اعلُو َن (‪ )61‬وقَ َ ِِ ِ‬ ‫ون (‪ )60‬قَالُواْ سنرا ِو ُد ع ْنه َأباه وِإنَّا لََف ِ‬ ‫ندي والَ َت ْقرب ِ‬ ‫َكيل لَ ُكم ِع ِ‬
‫ال لف ْتيَانِه ْ‬
‫اج َعلُواْ‬ ‫َ‬ ‫ََُ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َْ ْ‬
‫اعَت ُه ْم فِي ِر َحالِ ِه ْم ل ََعلَّ ُه ْم َي ْع ِرفُو َن َها ِإ َذا ان َقلَبُواْ ِإلَى َْأهلِ ِه ْم ل ََعلَّ ُه ْم َي ْر ِجعُو َن (‪))62‬‬
‫ضَ‬ ‫بِ َ‬

‫‪ -47‬لو قال قائل كيف عرفهم وهم لم يعرفوه ؟ فالجواب أنه فارقهم‪ /‬وهو صغير وهم كبار‬
‫فالصغير يتغير عليك إذا رأيته بعد عشر سنوات لكن أنت ال تتغير كثيرا إذا كنت كبيرا فلو مثال‬
‫واحد عمره ثالثين ثم رأيته عمره أربعين ما يتغير عليك كثيرا لكن إذا رأيته عمره عشره وبعد‬
‫ذلك رأيته عمره عشرين تغير عليك كثيرا مع إن العشر سنوات هي هي ‪ .‬إذاً هو عرفهم وهم لم‬
‫يعرفوه لأنه فارقهم وهو صغير وهم كبار فلما رآهم بعد هذه المدة عرفهم‬
‫يعني عد كم جلس في قصر العزيز وكم جلس في السجن وكم جلس وزيرا حتى جاءوا إليه بعد‬
‫سبع سنوات سمان لما بدأت العجاف جاءوا يطلبون المدد إذاً أقل شيء عندك واحد وعشرون‬
‫سنه تقريباً ……… لبث في السجن بضع سنين وهذه سبع سنوات سمان غير المدة التي‬

‫ين ِع ْن َد اللَّ ِه َعلَى َمنَابَِر ِم ْن نُو ٍر َع ْن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم ِإ َّن ال ُْم ْقسط َ‬
‫ال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫ال قَ َ َ ُ‬
‫‪[ 35‬فِي ح ِد ِ‬
‫يث ُز َه ْي ٍر قَ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َي ْعدلُو َن في ُحكْم ِه ْم َو َْأهلي ِه ْم َو َما َولُوا] مسلم ( ‪. ) 1827‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَ ِمي ِن َّ‬
‫ين الذ َ‬ ‫الر ْح َم ِن َع َّز َو َج َّل َوكلْتَا يَ َديْه يَم ٌ‬
‫صفحة ‪ 25‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫قضاها‪ /‬بعد الجب وشروه بثمن بخس وفى قصر العزيز مده فهي قرابة واحد وعشرين سنه تغير‬
‫يوسف عليهم كثيراً ‪.‬‬
‫ثم هم عددهم معروف وإذا كان بعضهم تغير فبعضهم‪ /‬لم يتغير كثيراً فلما وجد العدد وهم لم‬
‫يتغيروا كثيرا عليه وال شك أنه صاحب فراسة أكثر منهم وهو يتوقع أن يأتوا وهم ال يتوقعون‬
‫إطالقا أن الذي رموه في الجب هو اآلن وزير ‪ .‬فهذه العوامل مجتمعه من أسباب انه عرفهم وهم‬
‫له منكرون ‪.‬‬

‫ال اْئ تُونِي بِ ٍ‬


‫َأخ لَّ ُكم ِّم ْن َأبِي ُك ْم)‪.‬‬ ‫‪ -48‬ذكاء يوسف عندما قال (قَ َ‬
‫لما جهزهم بجهازهم وأعطاهم من الميره وما يحتاجه المسافر قال اْئ تُونِي بأخ لكم من‬
‫أبيكم…‪ ..‬وقيل إن هذا حصل بأنه استدرجهم ليقصوا عليه قصته يعنى من أين أنتم ؟ ومن أنتم ؟‬
‫ومن أهلكم ؟ ومن أبوكم ؟ كم عدد األوالد ؟ كم عدد أفراد األسرة ؟ هذا شيء وارد أن يسأل‬
‫وزير التموين أو الشخص المكلف بتوزيع الحصص أو الميره في السنوات العجاف أن يسأل عن‬
‫عدد أفراد األسرة لكي يعطيهم على حسب عدد األسرة ‪ .‬فلما قالوا باقي واحد في البيت فقال‬
‫حتى أصدقكم هاتوا هذا الذي تقولون أنه باقي في المرة القادمة‪ /‬حتى تكونوا صادقين في االدعاء‬
‫وإال لا أعطيكم شيئا أبدا فأوجد عندهم الحافز بأن يأتوا بأخيهم ألنه اشتاق إليه ويريد أن يراه‬
‫وعلى أية حال يوسف مؤيد بالوحي فما يفعله من األمور في عدد منها يحتمل أنه وحي من عند‬
‫اهلل أوحى به إليه ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إكرام الضيف وتزوي ٌد المسافر بما يحتاج (َأالَ َت َر ْو َن َأنِّي ُأوفي الْ َك ْي َل َوَأنَاْ َخ ْي ُر ال ُْمن ِزل َ‬
‫ين)‬ ‫ُ‬ ‫‪-49‬‬
‫وأنه ينبغي على المسلم أن تكون هذه عادته المستمرة ‪َ (.‬أالَ َت َر ْو َن َأنِّي ُأوفِي الْ َك ْي َل) لكم‬
‫ولغيركم ‪.‬‬

‫‪ -50‬جواز اتخاذ الحيلة المباحة للتوصل للمقصود المباح ‪.‬‬


‫فإنه قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم يعنى األوعية التي جعلوا فيها الطعام والبضاعة التي‬
‫وصلوا بها من بالدهم ليشتروا بها الطعام‪ ....‬اجعلوها في رحالهم وأعيدوها فيها حتى إذا انقلبوا‬
‫إلي أهلهم وفكوا المتاع عرفوا ذلك بأنهم أخذوا الطعام منا بال ثمن فيحملهم ذلك زيادة على‬
‫العودة ‪.‬فإذا اكتشفوا ذلك سيقولون نسوا أن يأخذوا منا الثمن ‪ .‬اآلن البد أن نرجع ونعيد الثمن‬
‫صفحة ‪ 26‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫اعَت ُه ْم فِي ِر َحالِ ِه ْم ل ََعلَّ ُه ْم َي ْع ِرفُو َن َها ِإذَا‬


‫ضَ‬ ‫اج َعلُواْ بِ َ‬
‫إليهم ‪....‬يوسف يريدهم أن يرجعوا بأخيه ( ْ‬
‫ان َقلَبُواْ ِإلَى َْأهلِ ِه ْم ل ََعلَّ ُه ْم َي ْر ِجعُو َن)‪ .‬فتوصل بالحيلة المباحة إلى المقصود المباح ‪.‬‬
‫ألن بعض الناس قد يكون عندهم قصد مباح ويتخذ إليه وسيله محرمه‪ . /‬مثالً يقول أريد أن آتى‬
‫بزوجة البد لي من شهادة زور فيكذب أو يزور ألجل هذا ‪ ،‬وهذا ال يجوز وأخبث الناس من‬
‫يتوصل إلي الحرام بوسيلة حرام كمن يتوصل إلي الزنا بالتعارف‪ /‬المشبوه أو الكالم مع النساء‬
‫الأجنبيات وغير ذلك فالوسيلة حرام والقصد حرام وبعض الناس قد يقول أنا أريد أن أتحدث مع‬
‫النساء ألتوصل إلي زوجه فقد يكون يريد الزواج لكن الوسيلة حرام وإبليس يغويه فيجعل قصده‬
‫حرام والوسيلة حرام فالبد إذاً إن يكون المقصود حالل والسبيل إليه حالال‪.‬‬

‫َحافِظُو َن (‪)63‬‬ ‫( َفلَ َّما َر ِجعُوا ِإلَى َأبِي ِه ْم قَالُواْ يَا َأبَانَا ُمنِ َع ِمنَّا الْ َك ْي ُل فَ َْأر ِس ْل َم َعنَا َ‬
‫َأخانَا نَ ْكتَ ْل َوِإنَّا لَهُ ل َ‬
‫ين (‬ ‫َأخ ِيه ِمن َق ْبل فَاللّهُ َخ ْير حافِظاً و ُهو َأرحم َّ ِ ِ‬ ‫ال هل آمن ُكم علَي ِه ِإالَّ َكما َِأمنت ُكم علَى ِ‬
‫الراحم َ‬ ‫َ َ َُْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫قَ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ‬
‫‪))64‬‬

‫ال هل آمن ُكم علَي ِه ِإالَّ َكما َِأمنت ُكم علَى ِ‬


‫َأخ ِيه‬ ‫‪36‬‬
‫َ ُ ْ َ‬ ‫‪ -51‬أن المؤمن ال يلدغ من جحر مرتين فقال (قَ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ‬
‫ِمن َق ْب ُل) فالمؤمن كيس فطن لذلك يعتبر بما أصابه في الماضي ويمتنع عليه إن يحصل له مثلما‬
‫حصل له من قبل بفطنته وذكاءه وال يكون ُمغفالً ‪.‬‬

‫‪ -52‬أن التوكل على اهلل هو السبب في دفع المكروهات‪ . /‬فإن يعقوب لم يقل لن أرسله معكم‬
‫ين) فتوكل يعقوب على اهلل عز‬ ‫فقط بل اعتمد على اهلل (فَاللّهُ َخ ْير حافِظاً و ُهو َأرحم َّ ِ ِ‬
‫الراحم َ‬ ‫َ َ َُْ‬ ‫ٌ َ‬
‫وجل ‪.‬‬

‫َّت ِإل َْينَا‬


‫اعُتنَا ُرد ْ‬ ‫ضَ‬ ‫َّت ِإل َْي ِه ْم قَالُواْ يَا َأبَانَا َما َن ْب ِغي َه ِـذ ِه بِ َ‬
‫اعَت ُه ْم ُرد ْ‬‫ضَ‬‫اع ُه ْم َو َج ُدواْ بِ َ‬ ‫( َول ََّما َفتَ ُحواْ َمتَ َ‬
‫َن ُْأر ِسلَهُ َم َع ُك ْم َحتَّى‬ ‫ك َك ْي ٌل يَ ِس ٌير (‪ )65‬قَ َ‬
‫ال ل ْ‬ ‫اد َك ْي َل بَِعي ٍر ذَلِ َ‬
‫َأخانَا َو َن ْز َد ُ‬
‫ظ َ‬ ‫َونَ ِم ُير َْأهلَنَا َونَ ْح َف ُ‬
‫يل‬ ‫ال اللّهُ َعلَى ما َن ُق ُ ِ‬ ‫ط بِ ُك ْم َفلَ َّما آَت ْوهُ َم ْوثَِق ُه ْم قَ َ‬‫ون َم ْوثِقاً ِّم َن الل ِّه لَتَْأُتنَّنِي بِ ِه ِإالَّ َأن يُ َحا َ‬
‫تُْؤ تُ ِ‬
‫ول َوك ٌ‬ ‫َ‬
‫(‪))66‬‬

‫ال اَل ي ْل َدغُ الْمْؤ ِمن ِمن جح ٍر و ِ‬


‫اح ٍد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ ْ ُْ َ‬ ‫[ع ْن َأبِي ُه َر ْي َرةَ َرض َي اللَّهُ َع ْنهُ َع ْن النَّبِ ِّي َ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم َأنَّهُ قَ َ ُ‬ ‫‪َ 36‬‬
‫َم َّرَت ْي ِن] البخاري ( ‪) 6133‬‬
‫صفحة ‪ 27‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -53‬أن اإلكرام‪-‬إكرام الناس‪ -‬وسيله إلى جذبهم ‪.‬‬


‫قال الشاعر ( أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم ) لكن هذا البيت فيه أمور خطيرة ألنه قال‬
‫تستعبد قلوبهم ونحن نؤمن أن العبودية هلل ‪ .‬فاإلنسان يستميل القلب بالمعروف نعم لكن ال‬
‫يستعبد ألن العبودية هذه هلل فال يجوز لإلنسان إن يستعبد غيره ال باإلحسان وال غيره ‪.‬‬
‫َّت ِإل َْينَا‬
‫اعُتنَا ُرد ْ‬
‫ضَ‬ ‫إذا اإلحسان يستميل قلوب الناس ولذلك قالوا (قَالُواْ يَا َأبَانَا َما َن ْب ِغي َه ِـذ ِه بِ َ‬
‫اد َك ْي َل بَِعي ٍر) هذا الرجل أكرمنا جدا أكرمنا لما قدمنا عليه وهذه‬ ‫َأخانَا َو َن ْز َد ُ‬
‫ظ َ‬ ‫َونَ ِم ُير َْأهلَنَا َونَ ْح َف ُ‬
‫بضاعتنا ردت إلينا فأرسل معنا أخانا ‪.‬‬

‫‪ -54‬أن اإلنسان إذا رأى أنه محتاج لفعل أمر لكن فيه نسبه مخاطره مع شخص أخر ألن فيه شئ‬
‫من عدم الثقة ‪ .‬فإن أخذ الموثق من اهلل … وأن يقول له عاهدني باهلل العظيم أن تفعل كذا وال‬
‫َن ُْأر ِسلَهُ َم َع ُك ْم َحتَّى‬
‫تفعل كذا…… أن ذلك مما يقلل نسبه المخاطرة لذلك يعقوب قال( ل ْ‬
‫ون َم ْوثِقاً ِّم َن الل ِّه) الموثق الميثاق مثل أن يحلفوا له باهلل العظيم أن هم يردون أخاهم ويرجعونه‬
‫تُْؤ تُ ِ‬
‫(لَتَْأُتنَّنِي بِ ِه)‬

‫ب على أمره فهو معذور وهذا من فقه‪ /‬يعقوب حينما قال إال أن يُ َحاط‬ ‫ِ‬
‫‪-55‬أن اإلنسان إذا غُل َ‬
‫بكم ‪ .‬فهو صح أن يطلب منهم أن يردوا أخاهم لكن فيما يقدرون عليه لكن إذا غُلِبوا ولم‬
‫ف اللَّهُ َن ْفساً ِإاَّل ُو ْس َع َهاَ) (البقرة‪)286:‬‬
‫أبدا فهم معذورون (ال يُ َكلِّ ُ‬
‫يستطيعوا ً‬

‫‪ -56‬أن إعالن التوكل على اهلل بعد إبرام العقود مما يُزيدها بركه وخيرا وتذكيرا للطرفين بما‬
‫تعاقدا عليه فماذا قال يعقوب ( قال اهلل على ما نقول وكيل ) توكلنا على اهلل وماذا قال موسى‬
‫ْأج َرنِي‬
‫ك ِإ ْح َدى ْابنَتَ َّي َهاَت ْي ِن َعلَى َأ ْن تَ ُ‬‫ال ِإنِّي ُأ ِري ُد َأ ْن ُأنْ ِك َح َ‬
‫للرجل الصالح حينما قال لموسى (قَ َ‬
‫اء اللَّهُ ِم َن‬ ‫ت َع ْشراً فَ ِمن ِع ْن ِد َك وما ُأ ِري ُد َأ ْن َأ ُش َّق َعلَْي َ ِ ِ‬
‫ك َستَج ُدني ِإ ْن َش َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ثَ َمانِ َي ِح َج ٍج فَِإ ْن َأتْ َم ْم َ‬
‫ت فَال عُ ْد َوا َن َعلَ َّي‬ ‫اَأْلجلَْي ِن قَ َ‬
‫ض ْي ُ‬ ‫ك َأيَّ َما َ‬ ‫ال َذلِ َ‬
‫ك َب ْينِي َو َب ْينَ َ‬ ‫ين) (القصص‪)27:‬قال موسى (قَ َ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫يل) (القصص‪)28:‬‬ ‫واللَّهُ َعلَى ما َن ُق ُ ِ‬
‫ول َوك ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فهاتان كلمتان من نبيين بعد إبرام العقود……‪ ..‬إذاً اإلنسان إذا أراد إن يُبرم عقداً مهما في‬
‫العقود فإنه يبين التوكل على اهلل ليكون هذا واضح بين الطرفين وهذه عبارة أنبياء ينبغي أن‬
‫ُيقتضي بهم فيها إذا أبرمت عقدا أو اتفاق فقل واهلل على ما نقول وكيل ‪ .‬فكل منهم يعظ نفسه‬
‫باهلل إن اهلل رقيب مطلع يشاهد ويشهد على هذا العقد وعلى االتفاق وعلي هذا الميثاق‪.‬‬
‫صفحة ‪ 28‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫اب ُّمَت َف ِّرقَ ٍ‪/‬ة َو َما ُأ ْغنِي َعن ُكم ِّم َن الل ِّه ِمن‬
‫اح ٍد َوا ْد ُخلُواْ ِم ْن َْأب َو ٍ‬
‫اب و ِ‬ ‫ِ‬
‫ال يَا بَن َّي الَ تَ ْد ُخلُواْ من بَ ٍ َ‬
‫(وقَ َ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ْت َو َعلَْي ِه َفلْيََت َو َّك ِل ال ُْمَت َو ِّكلُو َن (‪َ )67‬ول ََّما َد َخلُواْ م ْن َح ْي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ث‬ ‫ْح ْك ُم ِإالَّ لل ِّه َعلَْي ِه َت َو َّكل ُ‬ ‫ِ‬
‫َش ْيء ِإن ال ُ‬
‫اها َوِإنَّهُ لَ ُذو ِعل ٍْم‬ ‫اجةً فِي َن ْف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ضَ‬ ‫وب قَ َ‬
‫س َي ْع ُق َ‬ ‫وهم َّما َكا َن ُيغْني َع ْن ُهم ِّم َن اللّه من َش ْيء ِإالَّ َح َ‬ ‫ََأم َر ُه ْم َأبُ ُ‬
‫َّاس الَ َي ْعلَ ُمو َن (‪))68‬‬ ‫ـك َّن َأ ْك َث َر الن ِ‬ ‫لِّما َعلَّمنَاهُ ولَ ِ‬
‫َ ْ َ‬

‫ال‬
‫‪ -57‬أن أخذ األسباب للوقاية من العين أمر مشروع بدون وسوسه فإن يعقوب قال ألبنائه ( َوقَ َ‬
‫اح ٍد َوا ْد ُخلُواْ ِم ْن َْأب َو ٍ‬
‫اب ُّمَت َف ِّرقَ ٍة) أوالد يعقوب كان فيهم جمال وهم‬ ‫اب و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يَا بَن َّي الَ تَ ْد ُخلُواْ من بَ ٍ َ‬
‫عدد وذكور وإذا صار الواحد عنده ذكور وعدد وفيهم جمال هذه مجلبه للعين ولذلك يكون‬
‫عدم ظهورهم كلهم معاً في مكان واحد أحسن ‪.‬‬

‫‪ -58‬أن اإلنسان المسلم عليه أن يدفع الريبة عن نفسه …‪..‬يعني إذا كان تصرف معين يجعل‬
‫الناس يرتابون فيك فال تفعل……‪ .‬البالد من زمان كان لها سور والسور له باب يدخل البلد‬
‫ناس يخرجون ناس واألبواب تغلق في وقت معين يعنى لو جاءت قافلة‪ /‬بالليل تنام عند الباب لثاني‬
‫يوم الصبح … فدخول هؤالء العدد (إحدى عشر) من باب واحد مرة واحدة …دفعة واحدة…‬
‫ممكن يثير الريبة أن هؤالء يريدون شراً يريدون أمراً‪ ..‬عصابة…‪ .‬ولذلك قال (الَ تَ ْد ُخلُواْ ِمن‬
‫اح ٍد َوا ْد ُخلُواْ ِم ْن َْأب َو ٍ‬
‫اب ُّمَت َف ِّرقَ ٍ‪/‬ة) فليس فقط من أجل قضيه العين وإنما من أجل أال يثيروا‬ ‫اب و ِ‬
‫بَ ٍ َ‬
‫الريبة فيهم… لئال يظن بهم ظن سوء …‪.‬أنهم لصوص ‪..‬يريدون أمراً خطير ‪.‬‬
‫لذلك ينبغي على المسلم إذا كان بإمكانه أن يدفع الريبة عن نفسه عليه أن يفعل ذلك وال يتصرف‬
‫تصرفا يثير الشبهة فيه ‪.‬‬

‫‪ -59‬أن اتخاذ األسباب لا يمنع من وقوع قدر اهلل ‪ .‬فإن القدر إذا كان سيقع فسيقع لكن العقل‬
‫والشرع يقتضيان األخذ باألسباب لكن البد أن يعرف الذي يتخذ السبب أن السبب لن يحول‬
‫بينه وبين وقوع القدر إذا كان اهلل قد قضى من قبل أن القدر سيقع ولذلك قال يعقوب من فقهه‪-/‬‬
‫وهم َّما َكا َن ُي ْغنِي َع ْن ُهم ِّم َن الل ِّه ِمن‬ ‫( َوِإنَّهُ لَ ُذو ِعل ٍْم لِّ َما َعلَّ ْمنَاهُ )‪َ ( -‬ول ََّما َد َخلُواْ ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث ََأم َر ُه ْم َأبُ ُ‬
‫َش ْي ٍء) ممكن يقع بهم المكروه ‪.‬‬
‫ما هي النسبة األكبر ؟ أن يقع بك المكروه إذا اتخذت األسباب لمنعه ؟ أم إذا ما اتخذت‬
‫األسباب لمنعه أي النسبتين أكبر ؟ إذا ما اتخذت األسباب ألن المكروه سيقع بك بنسبه أكبر…‬
‫صفحة ‪ 29‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ولذلك فإن األخذ باألسباب ال ينافى التوكل على اهلل لكن السبب ال يمنع بالضرورة قدر اهلل إذا‬
‫كان اهلل عز وجل قد قضاه ‪ .‬قيل البن عباس لما تكلم مره في القضاء والقدر قيل له‪ :‬هذا الهدهد‬
‫يري مكان المياه في باطن األرض فما بال الطفل يصيده ؟ ‪ -‬أي له قدره غريبة علي معرفة‪ /‬مكان‬
‫الماء وقيل أن سليمان كان يستعين به في األسفار من أجل معرفة مكان الماء ‪ -‬قال بن عباس‪ :‬ال‬
‫يُغنى حذر من قدر‪..…… 37‬إذاً اتخاذ األسباب الشرعية مطلوب لكن البد أن تعتقد أن السبب‬
‫ال يمنع القضاء إذا أراد اهلل أن يُن ِزلَه ‪.‬‬

‫س بِ َما َكانُواْ َي ْع َملُو َن (‪)69‬‬ ‫ِئ‬


‫وك فَالَ َت ْبتَ ْ‬ ‫َأخ َ‬ ‫ال ِإنِّي َأنَاْ ُ‬ ‫آوى ِإل َْي ِه َ‬
‫َأخاهُ قَ َ‬ ‫ف َ‬‫وس َ‬
‫( َول ََّما َد َخلُواْ َعلَى يُ ُ‬
‫ِ ِإ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َفلَ َّما جهَّزهم بِجها ِز ِهم جعل ِّ ِ‬
‫َسا ِرقُو َن (‪)70‬‬ ‫الس َقايَةَ في َر ْح ِل َأخيه ثُ َّم َأذَّ َن ُمَؤ ِّذ ٌن ََّأيُت َها الْع ُير نَّ ُك ْم ل َ‬ ‫َ َ ُ ََ ْ ََ َ‬
‫ك َولِ َمن َجاء بِ ِه ِح ْم ُل بَِعي ٍر َوَأنَاْ بِ ِه‬ ‫اع الْملِ ِ‬
‫ص َو َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَالُواْ َوَأقَْبلُواْ َعلَْي ِهم َّماذَا َت ْفق ُدو َ‪/‬ن (‪ )71‬قَالُواْ َن ْفق ُد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين (‪ )73‬قَالُواْ فَ َما‬ ‫ض َو َما ُكنَّا َسا ِرق َ‬ ‫اَألر ِ‬
‫يم (‪ )72‬قَالُواْ تَاللّه لََق ْد َعل ْمتُم َّما جْئ نَا لُن ْفس َد في ْ‬ ‫َزع ٌ‬
‫ِِ‬ ‫ين (‪ )74‬قَالُواْ َج َزآُؤ هُ َمن ُو ِج َد فِي َر ْحلِ ِه َف ُه َو َج َزاُؤ هُ َك َذلِ َ‬ ‫ِِ‬
‫ك نَ ْج ِزي الظَّالم َ‬
‫ين‬ ‫َج َزآُؤ هُ ِإن ُكنتُ ْم َكاذب َ‬
‫(‪. ) )75‬‬

‫‪ -60‬إكرام األخ أخاه ‪ .‬قيل نزل كل اثنين في غرفه فتبقى واحد وهو أخوهم الصغير ألن‬
‫وك) تأكيد‪ ..‬فعرفه‪ /‬بنفسه…‪ .‬وأكيد أن هذا‬ ‫ال ِإنِّي َأنَاْ َأ ُخ َ‬
‫عددهم فردى ( إحدى عشر) وقال (قَ َ‬
‫س بِ َما‬ ‫ِئ‬ ‫الصغير يعرف أن له أخ أسمه يوسف ربما كان يعرف أيضا القصة (ِإنِّي َأنَاْ َأ ُخ َ‬
‫وك فَالَ َت ْبتَ ْ‬
‫َكانُواْ َي ْع َملُو َن) فلعله‪ /‬طلب منه أن يُخفى أمره ‪ .‬الشاهد أنه أواه إليه وأكرمه وكيف ال يكون‬
‫اإلكرام وقد فرقت السنون بينهم في هذه المدة الطويلة ‪.‬‬

‫‪ -61‬أن يوسف عليه السالم أراد أن يأخذ أخاه بالحيلة الشرعية وال يريد أن يأخذ أخاه على‬
‫حسب دين الملك الجاهلي وإنما على حسب شريعة يعقوب ‪ 00‬في شريعة يعقوب كان السارق‬
‫يؤخذ عبداً عند المسروق منه ‪ 00‬فأراد ذلك بحيله فماذا فعل ؟ لما جهزهم بجهازهم جعل‬
‫السقاية في رحل أخيه ‪( -‬بعض المغفلين قرأ جعل السقاية في رجل أخيه ) ‪ -‬ثم أذن مؤذن أيتها‬
‫العير إنكم لسارقون فاقبلوا عليهم ماذا تفقدون ؟ قالوا نفقد صواع الملك ‪.‬‬

‫‪ 37‬عن عائشة قالت ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬ال يغني حذر من قدر ‪ ،‬والدعاء ينفع مما نزل ‪،‬‬
‫وما لم ينزل ‪ ،‬وإن الدعاء ليلقى البالء ‪ ،‬فيعتلجان إلى يوم القيامة‪(.‬الطبراني األوسط ‪/3/128‬ح‪ ‌.)2519‬قال‬
‫األلباني (حسن) انظر حديث رقم‪ 7739: ‬في صحيح الجامع‪ ‌. ‬‬
‫صفحة ‪ 30‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -62‬أن الجعاله مشروعه‪ /‬وهى أن تقول من وجد ضالتي فله ألف لاير مثال هذا ُجعل تجعل مبلغ‬
‫مقطوع لمن فعل لك شيء معين…‪ .‬هذه غير االجاره فاالجاره العمل فيها معلوم والجعاله العمل‬
‫فيها غير معلوم ‪ .‬ففي االجاره ال تقول من وجد بعيري ‪..‬ألن وجدان البعير ممكن يأخذ ساعة‬
‫ممكن يأخذ سنه وأنت تبحث عن بعير الرجل ‪ .‬لكن ال يجوز أن يكون الجعل مجهوال ( من وجد‬
‫محفظتي فله ما فيها ) يمكن يطلع فيها لاير ويمكن يكون فيها ألف‬
‫إذاً البد من عقد الجعاله أن يكون الجعل معلوم ولو كان العمل مجهول‪ . 38‬قالوا ( َولِ َمن َجاء بِ ِه‬
‫ِح ْم ُل بَِعي ٍر) وحمل البعير معلوم أنه يحمل خمسين كيلو مثالً من الطعام أو القمح ‪.‬‬

‫‪ ( -63‬وأنا به زعيم ) جواز عقد الكفالة ‪ .‬يعنى كفيل ِ‬


‫بح ْمل البعير فهذان عقدان بكلمتين من‬
‫القرآن فهذا من بالغه القرآن في كلمات بسيطة جدا مشروعيه عقد الجعاله والكفالة ثم بعد ذلك‬
‫استدرجهم يوسف عليه السالم (فَ َما َج َزآُؤ هُ)أنتم احكموا (قَالُواْ َج َزآُؤ هُ َمن ُو ِج َد فِي َر ْحلِ ِه َف ُه َو‬
‫َج َزاُؤ هُ) الذي يوجد في رحله هو نفسه جزاؤه أي يُؤخذ عندنا عبداً ‪.‬‬

‫ف َما َكا َن لِيَ ُ‬


‫ْأخ َذ‬ ‫وس َ‬ ‫َأخ ِيه َك َذلِ َ ِ ِ‬ ‫َأخ ِيه ثُ َّم است ْخرجها ِمن ِوعاء ِ‬ ‫( َفب َدَأ بَِأو ِعيتِ ِهم َقبل ِوعاء ِ‬
‫ك ك ْدنَا ليُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َْ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫يم (‪)76‬‬ ‫َأخاهُ في دي ِن ال َْملك ِإالَّ َأن يَ َش َ‬
‫اء اللّهُ َن ْرفَ ُع َد َر َجات ِّمن نَّ َشاء َو َف ْو َق ُك ِّل ذي عل ٍْم َعل ٌ‬
‫َم ُي ْب ِد َها ل َُه ْم قَ َ‬
‫ال َأنتُ ْم َش ٌّر‬ ‫ِِ‬ ‫خ لَّهُ ِمن َقبل فََأس َّرها يوس ُ ِ‬ ‫قَالُواْ ِإن يَ ْس ِر ْق َف َق ْ‪/‬د َس َر َق َأ ٌ‬
‫ف في َن ْفسه َول ْ‬ ‫ُْ َ َ ُ ُ‬
‫ص ُفو َن (‪))77‬‬ ‫َّم َكاناً واللّهُ َأ ْعلَم بِما تَ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬

‫‪ -64‬أن اإلنسان إذا أراد أمرا فعليه أن يهيئ له األسباب لئال ينكشف فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء‬
‫أخيه ألنه لو بدأ بوعاء أخيه ووجده صارت مكشوفة لكنه بدأ بأوعيتهم ثم استخرجها من وعاء‬
‫أخيه وهذا يدل على إحكام الخطة فان اهلل تعالى لما أراد أن يأخذ أخاه عنده هيئ اهلل له كل هذا‬
‫وجعل األمر يسير حتى يخرج أخوه يوسف وهم ال يشكون في األمر وأن أخاهم سارق وأخذ‬
‫أخاهم بشريعة يعقوب ولم يؤخذ بدين الملك ‪.‬‬

‫أي مدة العمل مجهوله‪. /‬‬ ‫‪38‬‬


‫صفحة ‪ 31‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -65‬وجوب التحاكم إلي شريعة اهلل وعدم جواز التحاكم إلي القوانين الجاهلية واألنظمة الخبيثة‬
‫وإنما إلي شرع اهلل عز وجل وكتابه وسنه رسوله صلي اهلل عليه وسلم ( َما َكا َن لِيَْأ ُخ َذ َأ َخاهُ فِي‬
‫ِدي ِن الْملِ ِ‬
‫ك) ولكن بشرع اهلل‪. 39‬‬ ‫َ‬

‫ال‬
‫ين (‪ )78‬قَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫(قَالُواْ يا َُّأيها الْع ِزيز ِإ َّن لَه َأباً َشيخاً َكبِيراً فَ ُخ ْذ َأح َدنَا م َكانَه ِإنَّا َنر َ ِ‬
‫اك م َن ال ُْم ْحسن َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫اعنَا ِعن َدهُ ِإنَّـا ِإذاً لَّظَالِ ُمو َن (‪))79‬‬
‫َم َعاذَ‪ /‬الل ِّه َأن نَّْأ ُخ َذ ِإالَّ َمن َو َج ْدنَا َمتَ َ‬

‫‪ -66‬أن كتاب اهلل يجب أن يؤخذ ويُعمل به بما أراده عز وجل والمقصود من اآلية يُعمل به‬
‫أما ما ليس مقصودا منها فال يُعمل به وهذا مبنى على قصه في هذه اآلية (قَالُواْ يَا َُّأي َها ال َْع ِز ُيز ِإ َّن‬
‫حصلت ألبى على بن عقيل وهو واحد من أهل العلم الكبار الذين لهم منزله‬ ‫لَهُ َأباً َش ْيخاً َكبِيراً) ُ‬
‫كبيره بين الناس حصل أن له ولد يهيئه ويعلمه ويحبه جدا والناس يحبون الشيخ ويعرفون منزله‬
‫ولده…‪ .‬فمات الولد …… فالناس اكتئبوا وأصابهم الهم والغم والحزن بموت هذا الغالم‬
‫ألنهم يحبون أباه ويعلمون كيف يحب هذا األب أبنه فجاءوا إليه يعزونه وجاءوا إليه عند المقبرة‬
‫ولما أنزلت الجنازة في القبر قام واحد من العامة فصرخ وقال (قَالُواْ يَا َُّأي َها ال َْع ِز ُيز ِإ َّن لَهُ َأباً َش ْيخاً‬
‫َأح َدنَا َم َكانَهُ) يعني بالعزيز اهلل عز وجل ألن العزيز اسم من أسمائه …إن له شيخا‬ ‫َكبِيراً فَ ُخ ْذ َ‬
‫كبيرا يعني هذا الولد له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه…… فضج الناس لذلك كثيرا انفعلوا‬
‫ً‬
‫وصرخوا وبكوا بكاء شديداً فنهاهم الشيخ وقال ‪ :‬يا أيها الناس إن القرآن لم ينزل ليثير الحزن‬
‫لكن نزل ليعالج الحزن‬
‫أي القرآن نزل للحزين يسليه … مكروب القرآن يفك كربه‪.‬‬
‫إذاً بعض الناس يستعملون اآليات في غير ما أنزلت من أجله فالفائدة هنا أن اآليات ينبغي أن‬
‫تستعمل فيما أنزلت من أجله وليس فيما لم تنزل ألجله‪.‬‬

‫‪ -67‬بدعه ما يفعله بعض الناس من استعمال اآليات في غير مواضعها إذا رأى موسى جاء قال‬
‫الروم‬
‫ت ُّ‬ ‫( جئت على قدر يا موسى ) وإذا أكل قال ( آتنا غدائنا ) حتى في تقدير األفعال (غُلِب ِ‬
‫َ‬

‫‪ 39‬ما من مفسدة علي وجه األرض استفحلت اآلن إال بسبب غياب التحاكم لشرع اهلل عز وجل ‪ .‬وشريعة اهلل‬
‫المغَيَّبة منذ سقوط‪ /‬الخالفة اإلسالمية‪ /‬باغتيال السلطان عبد الحميد رحمه اهلل نسيها المسلمون بل وصلوا‬
‫ُ‬
‫لمرحلة‪ /‬االشمئزاز من قطع يد السارق ورجم الزناه وغير ذلك من احكام الشريعة وال حول وال قوة إال باهلل ‪.‬‬
‫صفحة ‪ 32‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ض َو ُه ْم ِم ْن َب ْع ِد غَلَبِ ِه ْم َسَيغْلِبُو َن) (الروم‪……40 )3-2‬الكفار كانوا يستبعدونه‬


‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬
‫& في َأ ْدنَى ْ‬
‫كانوا يستبعدون فوز الروم وأنها ستغلب وكانوا يقولون الفرس أقوي وفعلوا وفعلوا واحتلوا‬
‫نصف مملكة الروم…‪..‬واهلل أوحي لنبيه أن الروم سيغلبون وفي بضع سنين وقريش ال يمكن أن‬
‫تستوعب هذا وقالوا أبداً ال يمكن وراهنوا‪ 41‬الصديق علي ابل انه ال يمكن أن الروم ستغلب‬
‫فراهنهم لكن أبا بكر لم يعطهم كل المدة يعني المعروف أن البضع من ثالث إلي تسع فأعطاهم‬
‫مثال سبع فجاءوا بعد المدة فلم تنتهي البضع إال وغلبت الروم بقدر اهلل……‪..‬الشاهد من‬
‫الكالم أن بعض الناس يستعملون القرآن في غير ما أنزل من أجله …‪ .‬وهناك فرق بين االقتباس‬
‫الصحيح وبين ما سبق فمثال يقول البعض كثرت الفتن وصار الناس في أمر مريج واختلطت‬
‫عليهم األمور فهذا اقتباس وهو صحيح …وهذا غير العبث باآليات كما قال محمد عبده زميل‬
‫جمال الدين األفغاني وعنده انحرافات كثيرة وجمال الدين كان أسوء منه بكثير وهذا محمد‬
‫عبده كان يتناقش مع واحد نصراني وكان يقول النصراني كيف تقولون أن القرآن فيه كل شئ‬
‫فقال محمد عبده نعم فقال النصراني أين شراب الكوكا في القران فقال ( وتركوك قائما) فهذا‬
‫عبث ‪ .‬هذه أصال معروفه فعل وفاعل ومفعول به ‪.‬‬

‫َأن َأبَا ُك ْم قَ ْد َأ َخ َذ َعلَْي ُكم َّم ْوثِقاً ِّم َن الل ِّه‬


‫َم َت ْعلَ ُمواْ َّ‬ ‫صواْ نَ ِجيّاً قَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َكب ُير ُه ْم َأل ْ‬ ‫َأسواْ م ْنهُ َخلَ ُ‬
‫اسَت ْي ُ‬
‫( َفلَ َّما ْ‬
‫َّى يَْأ َذ َن لِي َأبِي َْأو يَ ْح ُك َم اللّهُ لِي َو ُه َو َخ ْي ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َحت َ‬ ‫اَألر َ‬
‫ف َفلَ ْن َْأب َر َح ْ‬ ‫وس َ‬
‫َومن َق ْب ُل َما َف َّرطتُ ْم في يُ ُ‬
‫ك َس َر َق َو َما َش ِه ْدنَا ِإالَّ بِ َما َعلِ ْمنَا َو َما ُكنَّا‬ ‫ين (‪ْ )80‬ار ِجعُواْ ِإلَى َأبِي ُك ْم َف ُقولُواْ يَا َأبَانَا ِإ َّن ْابنَ َ‬ ‫ال ِ ِ‬
‫ْحاكم َ‬ ‫َ‬
‫ين (‪))81‬‬ ‫لِ ْلغَي ِ ِ ِ‬
‫ب َحافظ َ‬ ‫ْ‬

‫‪ 40‬أي االستدالل باآلية علي أمر مستبعد في حين أن اهلل أخبر بوقوع ذلك‬
‫‪ 41‬في قول اهلل تعالى ‪ " :‬الم " " غلبت الروم " " في أدنى األرض " قال ‪ :‬غلبت وغلبت ‪ ،‬كان المشركون‬
‫يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم ألنهم وإياهم أهل أوثان ‪ ،‬وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على‬
‫فارس ألنهم أهل كتاب ‪ ،‬فذكروه ألبي بكر ‪ ،‬فذكره أبو بكر لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال ‪ :‬أما‬
‫إنهم سيغلبون ‪ ،‬فذكره أبو بكر لهم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬اجعل بيننا وبينك أجالً ‪ ،‬فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا ‪ ،‬وإن‬
‫ظهرتم كان لكم كذا وكذا‪ ،‬فجعل أجل خمس سنين فلم يظهروا ‪ ،‬فذكر ذلك للنبي صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أال جعلته إلى دون قال ‪ :‬أراه العشر ‪ ،‬قال أبو سعيد ‪ :‬والبضع ما دون العشر ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم ظهرت الروم‬
‫بعد (الترمذي ‪/5/320‬ح‪)3193‬‬
‫صفحة ‪ 33‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -68‬استعظام شأن العهد واستشعار المسئولية والعمل لتحقيق ما أخذ على اإلنسان من الموثق‬
‫الغليظ ‪.‬‬
‫فإن هؤالء لما استيئسوا منه خلصوا نجيا – وبعض الناس فهموا فهما خطأ وقالوا هربوا وهذا‬
‫خطأ – إنما يعنى المساره فيما بينهم والتشاور بكالم خاص بينهم ماذا نفعل ؟ وأشار بن الجوزى‬
‫بعدما بين خلصوا نجيا قال فيمن فهموا فهما خطأ لآليات (ريح فيها صر ) قالوا فيها صراصير‬
‫ال َكبِ ُير ُه ْم‬
‫الليل وهذا خطأ شديد ) وليس هذا هو المقصود ولكن البرد الشديد……… (قَ َ‬
‫َأخ َذ َعلَْي ُكم َّم ْوثِقاً ِّم َن الل ِّه ) وقال ال ابرح األرض حتى يأذن لي أبى أو‬ ‫َم َت ْعلَ ُمواْ َّ‬
‫َأن َأبَا ُك ْم قَ ْد َ‬ ‫َأل ْ‬
‫يحكم اهلل لي بأن أخذ أخي أو تنتهي هذه المشكلة وفعال وقف أخوه يوسف هذا الموقف الشديد‬
‫في هذه الكربة ‪ .‬وهذا يختلف تماما عن حالهم لما تحايلوا وأخذوه وألقوه في غيابات الجب ‪.‬‬
‫فتغير حال أخوة يوسف وتابوا إلي اهلل بعد ذلك ويعنى في الحقيقة هم بدؤوا القصة مجرمين‬
‫أخذوا أخاهم ووضعوه بالبئر لكن بعد ذلك تابوا إلي اهلل ولعلهم حصل لهم تغير على مراحل هذه‬
‫كانت مرحله من المراحل ‪.‬‬

‫َأل الْ َقريةَ الَّتِي ُكنَّا فِيها وال ِْعير الَّتِي َأقْبلْنَا‪ /‬فِيها وِإنَّا لَص ِ‬
‫َت لَ ُك ْم‬‫ال بَ ْل َس َّول ْ‬
‫ادقُو َن (‪ )82‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫اس ِ ْ َ‬ ‫( َو ْ‬
‫يم (‪َ )83‬وَت َولَّى‬ ‫َأن ُفس ُكم َأمراً فَصب ‪/‬ر ج ِميل َعسى اللّهُ َأن يْأتِينِي بِ ِهم ج ِميعاً ِإنَّهُ ُهو الْعلِيم ال ِ‬
‫ْحك ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ ٌ َ ٌ َ‬ ‫ُ ْ ْ‬
‫يم (‪) )84‬‬ ‫ِ‬ ‫َّت َع ْينَاهُ ِمن ال ِ‬
‫ْح ْزن َف ُه َو َكظ ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫ف َو ْابيَض ْ‬ ‫وس َ‬‫َأس َفى َعلَى يُ ُ‬
‫ال يَا َ‬ ‫َع ْن ُه ْم َوقَ َ‬

‫‪ -69‬أن اإلنسان يؤيد كالمه بالشواهد إذا احتمل التكذيب أي إذا كان كالمك محتمل أن‬
‫يكذبه الشخص األخر برهن له بالشواهد فقالوا اسأل القرية التي كنا فيها وإنا لصادقون ‪ .‬ألنه‬
‫مادام الشك في كالمهم فليؤخذ الخبر من مصادر أخرى خذ من مصادر‪ /‬أخرى لكي تتأكد من‬
‫كالمنا ‪.‬‬

‫‪ -70‬أن الصبر الجميل عاقبته حميدة والفرق بينه وبين الصبر العادي ‪ .‬الصبر الجميل الذي ال‬
‫يبوح فيه صاحبه بالشكوى بل يفوض أمره هلل ‪.‬‬

‫‪ -71‬حسن الظن باهلل عز وجل‪ 42‬وهذا من مقتضيات التوحيد وعكسه من قادح التوحيد‬

‫ول اللَّهُ َت َعالَى َأنَا ِع ْن َد ظَ ِّن َع ْب ِدي بِي َوَأنَا‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َي ُق ُ‬
‫ال النَّبِ ُّي َ‬
‫[عن َأبِي ُهر ْيرةَ ر ِ‬
‫ض َي اللَّهُ َع ْنهُ قَ َ‬
‫ال قَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫‪42‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ب‬ ‫َم َعهُ‪ِ /‬إذَا ذَ َك َرني فَِإ ْن ذَ َك َرني في َن ْفسه ذَ َك ْرتُهُ في َن ْفسي َوِإ ْن ذَ َك َرني في َمٍإَل ذَ َك ْرتُهُ في َمٍإَل َخ ْي ٍر م ْن ُه ْم َوِإ ْن َت َق َّر َ‬
‫صفحة ‪ 34‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫يعقوب كم سنه اآلن بعيد عن ولده اكثر من عشرين سنه تقريبا ومع ذلك قال عسى اهلل أن يأتينى‬
‫بهم جميعا ما قال عسى أن يأتينى بالولد هذا الصغير اآلن هو يعرف أنه حي لكن أسير في مصر‬
‫عند الملك ‪ ......‬لكن هو يقول على هذا وعلى األول وما عنده يقين أن يوسف مات إلى اآلن‬
‫وما يدرى أين يوسف لكن الزال ظنه باهلل قويا ( َع َسى اللّهُ َأن يَْأتِيَنِي بِ ِه ْم َج ِميعاً)‬

‫ْح ْز ِن ) فمن‬ ‫ِ‬


‫َّت َع ْينَاهُ م َن ال ُ‬
‫ف َو ْابيَض ْ‬
‫وس َ‬
‫ال يَا أسفي َعلَى يُ ُ‬
‫‪ -72‬أن البكاء ال ينافى الصبر ( َوقَ َ‬
‫البكاء والدمع انقلب سواد عينيه بياضا من كثره البكاء ‪ .‬ما هو الفرق بين البكاء والنياحه ؟ وهل‬
‫يجوز لمن مات له ميت أن يبكى عليه ؟‬
‫نعم يجوز والدمعه‪ /‬التي نزلت من النبي صلي اهلل عليه وسلم كانت رحمه وشفقة‪ 43/‬على الولد‬
‫التي تفيض روحه في حجر النبي ( ص )‪ .‬والنياحه ليست بكاء إنما هي صراخ ‪ ،‬زعيق ‪ ،‬اعتراض‬
‫على القضاء والقدر ‪ .‬البكاء ممكن يكون رحمه شفقة ‪ ،‬وغلبة نفس ‪ ،‬أما النياحه تسخط على‬
‫القضاء والقدر وفيها شق الجيوب يمكن أن تشق الفستان أو الجيوب ممكن تحلق شعرها ممكن‬
‫تلطم خديها أو يلطم وجهه هذه نياحه ( ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود)‪ 44‬والنائحة‬
‫عقوبتها شديدة يوم القيامة لها سربال من قطران ودرع من جرب‪ 45‬أي ثوب من نحاس مذاب‬
‫ودرع من جرب ‪..‬إال أن تتوب إلي اهلل ألن النياحه من الكبائر ‪.‬‬
‫اعا َوِإ ْن َأتَانِي يَ ْم ِشي َأَت ْيتُهُ َه ْر َولَةً ]‪.‬البخاري (‬
‫ت ِإل َْي ِه بَ ً‬ ‫َي ِذ َر ً‬
‫اعا َت َق َّربْ ُ‬ ‫ب ِإل َّ‬ ‫ت ِإل َْي ِه ِذ َر ً‬
‫اعا َوِإ ْن َت َق َّر َ‬ ‫َي بِ ِش ْب ٍر َت َق َّربْ ُ‬
‫ِإل َّ‬
‫‪.) 7405‬‬
‫ِ ِإ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬
‫يم ثُ َّم‬‫اس ِم َأبي ْب َراه َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم ُول َد لي اللَّْيلَةَ غُاَل ٌم فَ َس َّم ْيتُهُ بِ ْ‬ ‫ول اللَّه َ‬ ‫ال قَ َ َ ُ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫َع ْن َأنَ ِ َ‬
‫‪43‬‬

‫ف َو ُه َو َي ْن ُف ُخ بِ ِكي ِر ِه قَ ْد‬ ‫ف فَانْطَلَ َق يْأتِ ِيه و َّاتَب ْعتُهُ فَا ْنَت َه ْينَا ِإلَى َأبِي س ْي ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ال لَهُ َأبو س ْي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َد َف َعهُ‪ِ /‬إلَى ُِّأم َس ْيف ْام َرَأة َق ْي ٍن ُي َق ُ ُ َ‬
‫اء‬
‫ك َج َ‬ ‫ف َْأم ِس ْ‬ ‫ْت يا َأبا س ْي ٍ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم َف ُقل ُ َ َ َ‬
‫ت الْم ْشي بين ي َدي رس ِ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫َأس َر ْع ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ت ُد َخانًا فَ ْ‬ ‫ْامتََأَل الَْب ْي ُ‬
‫اء اللَّهُ‬
‫ال َما َش َ‬ ‫ض َّمهُ ِإل َْي ِه َوقَ َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم بِ َّ‬
‫الصبِ ِّي فَ َ‬ ‫ك فَ َد َعا النَّبِ ُّي َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَ َْأم َس َ‬ ‫رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫َُ‬
‫ت َع ْينَا ر ُس ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم فَ َد َم َع ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َأنَس لََق ْد ر َْأيتُهُ و ُهو يَكي ُد بَِن ْفسه َب ْين يَ َد ْي ر ُس ِ‬
‫ول‬ ‫َ‬ ‫ول اللَّه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ول َف َق َ ٌ‬ ‫َأ ْن َي ُق َ‬
‫يم ِإنَّا بِ َ‬ ‫َّ ِ ِإ ِ‬ ‫ول ِإاَّل َما َي ْر َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َف َق َ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ضى َر ُّبنَا َوالله يَا ْب َراه ُ‬ ‫ْب َواَل َن ُق ُ‬ ‫ال تَ ْد َم ُع ال َْع ْي ُن َويَ ْح َز ُن الْ َقل ُ‬ ‫اللَّه َ‬
‫ل ََم ْح ُزونُو َن‪ .‬مسلم ( ‪. )2315‬‬
‫وب‬
‫ْجيُ َ‬ ‫ود َو َش َّق ال ُ‬ ‫س ِمنَّا َم ْن لَطَ َم الْ ُخ ُد َ‬ ‫ال النَّبِ ُّي َ َّ َّ ِ َّ‬
‫صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َم [ل َْي َ‬ ‫ال قَ َ‬ ‫ض َي اللَّهُ َع ْنهُ قَ َ‬‫‪َ 44‬عن َع ْب ِد اللَّ ِه ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْجاهليَّة]‪.‬البخاري ( ‪. ) 1294‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َد َعا ب َد ْع َوى ال َ‬
‫ِ‬ ‫ال [َأربع فِي َُّأمتِي ِمن َأم ِر ال ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اَأْلحس ِ‬
‫اب‬ ‫ْجاهليَّة اَل َي ْت ُر ُكو َن ُه َّن الْ َف ْخ ُر في ْ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّم أنهَ قَ َ ْ َ ٌ‬ ‫ثبت عن النَّبِ َّي َ‬
‫‪45‬‬

‫ام َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة َو َعلَْي َها‬ ‫ِ‬ ‫وم والنِّياحةُ وقَ َ ِئ‬ ‫اب وااْل ستِس َقاء بِالن ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َق ْب َل َم ْوت َها ُت َق ُ‬ ‫ال النَّا َحةُ ِإذَا ل ْ‬
‫َم َتتُ ْ‬ ‫ُّج َ َ َ َ‬ ‫َوالطَّ ْع ُن في اَأْلنْ َس ِ َ ْ ْ ُ ُ‬
‫ان َو ِد ْرعٌ ِم ْن َجر ٍ‬ ‫ال ِمن قَ ِطر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب] مسلم ( ‪) 934‬‬ ‫َ‬ ‫س ْربَ ٌ ْ َ‬
‫صفحة ‪ 35‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ال ِإنَّ َما َأ ْش ُكو َبثِّي‬


‫ين (‪ )85‬قَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ف َحتَّى تَ ُكو َن َح َرضاً َْأو تَ ُكو َن م َن ال َْهالك َ‬ ‫وس َ‬‫(قَالُواْ تَاهلل َت ْفتَُأ تَ ْذ ُك ُر يُ ُ‬
‫فو ِ‬
‫َأخ ِيه َوالَ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِإ‬
‫وس َ َ‬ ‫سواْ من يُ ُ‬ ‫َو ُح ْزني لَى اللّه َوَأ ْعلَ ُم م َن اللّه َما الَ َت ْعلَ ُمو َن (‪ )86‬يَا بَن َّي ا ْذ َهبُواْ َفتَ َح َّ ُ‬
‫َأس ِمن َّر ْو ِح الل ِّه ِإالَّ الْ َق ْو ُم الْ َكافِ ُرو َ‪/‬ن (‪))87‬‬ ‫ِ ِإ‬ ‫ِ‬
‫َأسواْ من َّر ْو ِح اللّه نَّهُ الَ َي ْي ُ‬ ‫َت ْي ُ‬

‫‪ -73‬أن اإلنسان المسلم يشكو إلي اهلل وال يشكو أمره إلي الناس والشكوى للمخلوق هي‬
‫شكوى الرحيم إلي الذي ال يرحم ‪.‬‬

‫‪ -74‬الفرق بين التحسس والتجسس…‪ .‬أن التجسس فيه االطالع على العورات واالستماع إلي‬
‫حديث من ال يريدك أنتستمع إلي حديثه أما التحسس فهو تفقد األخبار …‪..‬جمع المعلومات‬
‫بدون أن تسمع لحديث قوم ال يريدون أن تستمع لحديثهم وال النظر من ثقب الباب أو اطالع‬
‫على عورات القوم والتجسس فيه االطالع على عورات القوم واالستماع إلي الحديث خفيه وهذا‬
‫حرام أما أن تسأل وتقول هل رأيت فالن ذهب من هنا ؟ هل مر بك فالن ؟ تجد مجلس عام‬
‫تسمع الكالم‬
‫ربما فيه معلومة تفيدك في البحث عن المفقود إذا التجسس في الشر والتحسس في الخير‬
‫التجسس وسائله محرمه‪ /‬والتحسس وسائله مباحة فقد تسأل حالق أو واحد في الطريق فتجمع‬
‫معلومات للوصول إلي شيء مباح ‪.‬‬

‫‪ -75‬تحريم اليأس من رحمه اهلل وأنه مناف للتوحيد وأن القنوط من رحمه اهلل مناف للتوحيد‬
‫فهو أمر محرم وال يجوز ‪.‬‬

‫اع ٍة ُّم ْز َج ٍاة فَ َْأو ِ‪/‬‬


‫ف لَنَا الْ َك ْي َل‬ ‫ضَ‬ ‫ُّر َو ِجْئ نَا بِبِ َ‬ ‫( َفلَ َّما َد َخلُواْ َعلَْي ِه قَالُواْ يَا َُّأي َها ال َْع ِز ُيز َم َّ‬
‫سنَا َو َْأهلَنَا الض ُّ‬
‫فو ِ‬
‫َأخ ِيه ِإ ْذ َأنتُ ْم‬ ‫ِ‬ ‫َّق َعلَينَا ِإ َّن اللّهَ يج ِزي الْمتَ ِ‬
‫وس َ َ‬ ‫ال َه ْل َعل ْمتُم َّما َف َعلْتُم‪ /‬بِيُ ُ‬ ‫ين (‪ )88‬قَ َ‬ ‫صدِّق َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫صد ْ ْ‬ ‫َوتَ َ‬
‫َأخي قَ ْد َم َّن اللّهُ َعلَْينَا ِإنَّهُ َمن َيت َِّق‬ ‫ف وهـ َذا ِ‬ ‫اهلُو َن (‪ )89‬قَالُواْ َأِإنَّ َ‬ ‫جِ‬
‫وس ُ َ َ‬‫ال َأنَاْ يُ ُ‬ ‫ف قَ َ‬ ‫وس ُ‬
‫َأَلنت يُ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين (‪ )90‬قَالُواْ تَاللّه لََق ْد آ َث َر َك اللّهُ َعلَْينَا َوِإن ُكنَّا لَ َخاط َ‬
‫ين (‬ ‫َأج َر ال ُْم ْحسن َ‬ ‫يع ْ‬ ‫صبِ ْر فَِإ َّن اللّهَ الَ يُض ُ‬ ‫َويِ ْ‬
‫ين (‪. ))92‬‬ ‫ال الَ َت ْثريب َعلَْي ُكم الْيو َم يغْ ِفر اللّهُ لَ ُكم و ُهو َأرحم َّ ِ ِ‬
‫الراحم َ‬ ‫ْ َ َ َُْ‬ ‫ُ َْ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ )91‬قَ َ‬
‫صفحة ‪ 36‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -76‬أن اهلل عز وجل يؤيد المظلوم ولو بعد حين ويجعله في منزله عالية إذا صبر وأتقى فكان‬
‫أخوه يوسف الذين كادوا له جاءوا إليه اليوم متسولين شحاذين يقولون مسنا وأهلنا الضر تصدق‬
‫علينا إن اهلل يجزى المتصدقين ‪ .‬أذلهم اهلل له هؤالء الذين ظلموه أتيبهم اهلل أذالء صاغرين‬
‫يقولون تصدق علينا إن اهلل يجزى المتصدقين ‪.‬‬

‫‪ -77‬أن اإلنسان إذا رأى قريبه في ذل فإنه ال يزيد همه وذله بل يرق لحاله ويوقف المأساة ‪،‬‬
‫فيوسف ما كان يريد أن يتشفى ‪ ،‬لو كان يريد أن يتشفى كان تركهم يسألون زيادة ويتذللون‬
‫ويردهم مره ثانيه وثالثه ويعذبهم ‪ ،‬لكن لما رأى الحال وصل بهم إلي هذا رق بهم وأوقف األمر‬
‫فو ِ‬
‫َأخ ِيه ِإ ْذ َأنتم ج ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلُو َن) كشف الموضوع‬ ‫ُْ َ‬ ‫ال َه ْل َعل ْمتُم َّما َف َعلْتُم‪ /‬بِيُ ُ‬
‫وس َ َ‬ ‫وكشف الحقيقة (قَ َ‬
‫فاإلنسان ال يتمتع بمآسي اآلخرين ‪ ،‬فإن بعض الناس عندهم هذا األمر… يمعن ويتمتع بالمآسي‬
‫ويوسف عليه السالم ال يمكن أن يفعل ذلك ‪.‬‬

‫‪ -78‬أن اإلنسان ال يقول هذا المنصب بذكائي وصلت إليه وهذه المكانة بقدراتي الجبارة ‪.‬‬
‫ف وهـ َذا ِ‬
‫َأخي قَ ْد َم َّن اللّهُ َعلَْينَا) اعتراف هلل بالمنة ‪..‬فاإلنسان مهما‬ ‫ال َأنَاْ يُ ُ‬
‫وس ُ َ َ‬ ‫أنظر يوسف قال (قَ َ‬
‫وصل ال يغتر بما وصل إليه من مرتبه أو مرحلة ويردها إلي اهلل (قَ ْد َم َّن اللّهُ َعلَْينَا) اعتراف هلل‬
‫بالمنة ‪.‬‬

‫‪ -79‬الجمع بين التقوى والصبر وأن اهلل يعقب العواقب الحميدة لمن يتقى ويصبر ‪.‬‬

‫‪ -80‬أن المسلم يراعى مشاعر إخوانه فيوسف قال ( ال تثريب عليكم اليوم)‪. 46‬‬

‫‪ 46‬عن أبي هريرة أن النبي صلى اهلل عليه و سلم لما دخل مكة‪ /‬سرح الزبير بن العوام و أبا عبيدة بن الجراح‬
‫و خالد بن الوليد على الخيل ‪ ،‬و قال ‪ (:‬يا أبا هريرة اهتف باألنصار ‪ ،‬قال ‪ :‬اسلكوا هذا الطريق فال يشرفن‬
‫لكم أحد إال أمنتموه ‪ ،‬فنادى منادي ‪ :‬ال قريش بعد اليوم ‪ ،‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم ‪ :‬من دخل‬
‫دارا فهو آمن ‪ ،‬و من ألقى السالح فهو آمن و عمد صناديد قريش فدخلوا الكعبة ‪ ،‬فغص بهم ‪ ،‬و طاف النبي‬
‫صلى اهلل عليه و سلم و صلى خلف المقام ‪ ،‬ثم أخذ بجنبتي الباب ‪ ،‬فخرجوا فبايعوا النبي صلى اهلل عليه و‬
‫سلم على اإلسالم)‪.‬‬
‫زاد فيه القاسم بن سالم بن مسكين عن أبيه بهذا اإلسناد قال ‪ (:‬ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال ‪:‬‬
‫ما تقولون و ما تظنون ‪ ،‬قالوا ‪ :‬نقول ‪ :‬ابن أخ و ابن عم حليم رحيم ‪ ،‬قال ‪ :‬وقالوا ذلك ثالثا ‪ ،‬فقال رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه و سلم ‪ :‬أقول كما قال يوسف " ال تثريب عليكم اليوم يغفر اهلل لكم و هو أرحم الراحمين‬
‫صفحة ‪ 37‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -81‬العفو عند المقدرة‪. 47‬‬

‫‪ -82‬الدعاء لمن أخطأ عليك بالمغفرة ( يغفر اهلل لكم ) فإذا واحد ظلمك قلت يغفر اهلل لك‬
‫‪....‬نعم فلك أجر عظيم ‪.‬‬

‫َأجم ِعين (‪ )93‬ول ََّما فَصلَ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬


‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(ا ْذ َهبُواْ ب َقميصي َهـ َذا فََألْ ُقوهُ َعلَى َو ْجه َأبي يَْأت بَصيراً َوْأتُوني ب َْأهل ُك ْم ْ َ َ‬
‫ك الْ َق ِد ِيم‬‫ضالَلِ َ‬ ‫ك ل َِفي َ‬ ‫ون (‪ )94‬قَالُواْ تَالل ِّه ِإنَّ َ‬ ‫ف لَوالَ َأن ُت َفنِّ ُد ِ‬
‫وس َ ْ‬ ‫يح يُ ُ‬
‫ِ‬
‫وه ْم ِإنِّي َأَلج ُد ِر َ‬ ‫ال ِْع ُير قَ َ‬
‫ال َأبُ ُ‬
‫َم َأقُل لَّ ُك ْم ِإنِّي َأ ْعلَ ُم ِم َن الل ِّه َما الَ‬ ‫ال َأل ْ‬
‫(‪َ )95‬فلَ َّما َأن جاء الْب ِشير َألْ َقاهُ َعلَى و ْج ِه ِه فَارتَ َّد ب ِ‬
‫صيراً قَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأسَت ْغف ُ‪/‬ر لَ ُك ْم َربِّ َي‬
‫ف ْ‬ ‫ال َس ْو َ‬ ‫ين (‪ )97‬قَ َ‬ ‫وبنَا ِإنَّا ُكنَّا َخاط َ‬ ‫اسَت ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ‬
‫َت ْعلَ ُمو َن (‪ )96‬قَالُواْ يَا َأبَانَا ْ‬
‫يم (‪. ))98‬‬ ‫ِإنَّه هو الْغَ ُفور َّ ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬

‫‪ -83‬معجزات األنبياء ‪.‬‬


‫فإن القميص لما ألقى على وجه يعقوب رجع بصيرا مع أن لو أب أعمى أتيت له بقميص ولده ال‬
‫يحدث هذا فاهلل عز وجل يخرق العادة بمعجزات األنبياء كما حصل في هذه المعجزة المشتركة‬
‫ليوسف ويعقوب عليهما السالم بإلقاء القميص على وجه يعقوب فيرتد بصيرا‪. 48‬‬

‫" قال ‪ :‬فخرجوا كأنما نشروا من القبور ‪ ،‬فدخلوا في اإلسالم‪).‬سنن البيهقي(‪)13/440‬سنن النسائي الكبرى(‬
‫‪)6/382‬‬
‫عفا‪ :‬في أسماء اهلل تعالى‪ :‬العفو‪ /،‬وهو فعول من العفو‪ ،‬وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب‪ /‬عليه‪ ،‬وأصله‬ ‫‪47‬‬

‫المحو والطمس‪ ،‬وهو من أبنية المبالغة‪ .‬يقال‪ :‬عفا يعفو‪ /‬عفواً‪ ،‬فهو عاف وعفو‪ ،‬قال الليث‪ :‬العفو عفو اهلل‪ ،‬عز‬
‫وجل‪ ،‬عن خلقه‪ ،‬واهلل تعالى العفو الغفور‪ .‬وكل من استحق عقوبةً فتركتها فقد عفوت عنه‪ .‬قال ابن األنباري‬
‫في قوله تعالى‪ :‬عفا اهلل عنك لم أذنت لهم؛ محا اهلل عنك (لسان العرب)‬
‫‪ 48‬كيف علم يوسف أن أباه أصيب بالعمي ؟‬
‫قال العلماء أن الغيب نوعان غيب زمان وغيب مكان ‪ ،‬وإخبار يوسف بعمي والده في حينه ذلك من إخبار اهلل‬
‫له بغيبيات المكان ‪ ،‬وهو ما يسمي غيب الحاضر ألنه يخبر بحدث حدث في نفس اللحظة ولكن في مكان‬
‫أخر‪.‬‬
‫وعند القرطبي (وأخبره جبريل بأن أرسل قميصك فإن فيه ريح الجنة وإن ريح الجنة ال يقع على سقيم وال‬
‫مبتلى إال عوفي وقال الحسن لوال أن اهلل تعالى أعلم يوسف بذلك لم يعلم أنه يرجع إليه بصره وكان الذي‬
‫حمل قميصه يهوذا قال ليوسف أنا الذي حملت إليه قميصك بدم كذب فأحزنته وأنا الذي أحمله اآلن ألسره‬
‫صفحة ‪ 38‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫ِ‬
‫يحس بها اإلنسان يعنى عندما يقول (ِإنِّي َأَلج ُد ِر َ‬
‫‪49‬‬
‫ف) هل‬
‫وس َ‬
‫يح يُ ُ‬ ‫‪ -84‬أن األشياء المعنوية‬
‫يوسف ريحه يوجد في مصر إلى فلسطين؟ لكن هناك قوه خفيه اهلل أودعها في نفوس الناس يمكن‬
‫أن تكون معجزه ليعقوب عليه السالم أن شم رائحة ولده عبر هذه المسافة الطويلة جدا ‪.‬‬

‫المبَشر ( فلما أن جاء البشير) هذا أول‬


‫‪ -85‬استحباب البشارة وأن البشير يسبق الناس الى ُ‬
‫واحد السابق الذي يسبق بالخبر السار يسمى بشير ‪ ،‬واستحباب البشارة واستحباب المكافأة‬
‫على البشارة كما ورد في السنة‪. 50‬‬

‫‪ -86‬طلب االستغفار من األب عند عقوقه ‪ ،‬فإنهم عقوا أباهم فما هى الكفارة إذا واحد عق أباه‬
‫أو أمه ؟ ‪ .‬أن يقول يا أبى استغفر لى هذا من كفارات العقوق ألن هؤالء قالوا ( يا أبانا استغفر لنا‬
‫)‬

‫ِ ِئ‬
‫‪ -87‬اعترافهم بالخطأ بقولهم (ِإنَّا ُكنَّا َخاط َ‬
‫‪51‬‬
‫ين) ‪.‬‬

‫وليعود إليه بصره فحمله حكاه السدي) تفسير القرطبي(‪)9/259‬‬


‫يمكن القول بأنها مادية‪ /‬وليست معنوية‪ /‬ألن هذه المرة كان معهم شيء مادي وهو القميص ذلك بخالف كل‬ ‫‪49‬‬

‫مره ذهبوا ورجعوا لم يكن معهم شيء من مقتنيات يوسف فهم بمجرد أن فصلوا أي خرجوا من مصر وجد‬
‫ريح يوسف ‪ ،‬انظر في تفسير القرطبي( قوله تعالى ولما فصلت العير أي خرجت منطلقة‪ /‬من مصر إلى الشام‬
‫يقال فصل فصوال وفصلته فصال… قال أبوهم أي قال لمن حضر من قرابته ممن لم يخرج إلى مصر وهم ولد‬
‫ولده إني ألجد ريح يوسف وقد يحتمل أن يكون خرج بعض بنيه فقال لمن بقي إني ألجد ريح يوسف لوال أن‬
‫تفندون قال ابن عباس هاجت ريح فحملت ريح قميص يوسف إليه وبينهما مسيرة ثمان ليال وقال الحسن‬
‫مسيرة عشر ليال) تفسير القرطبي (‪)9/259‬‬
‫وأثر بن عباس عزاه بن كثير في تفسيره لعبد الرزاق قال أنبأنا اسرائيل عن أبي سنان عن عبد اهلل بن أبي الهذيل‬
‫قال سمعت بن عباس يقول وذكر نحو المتقدم …واألثر صحيح اإلسناد فاسرائيل وأبي سنان وبن أبي الهذيل‬
‫ثقات روى لهم الشيخان‪.‬‬
‫‪ 50‬انظر الفائدة رقم ‪18‬‬
‫‪ 51‬االعتراف بالخطأ من شيم العقالء الغير متكبرين ‪ .‬فالمتكبر هو الذي ال يعترف بالخطأ مما يجر صاحبه إلي‬
‫استحالل المحرمات حتي يسوغ لنفسه فعلها ‪.‬‬
‫صفحة ‪ 39‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -88‬التماس أوقات اإلجابة في الدعاء ألن يعقوب ما دعا مباشرة بل أخره…‪ .‬قال بعض‬
‫عجل بالدعاء لعظيم جريمتهم‬ ‫المفسرين أخر الدعاء إلى السحر‪ ،52‬يعني سوف استغفر‪ ،‬ولم ي ِ‬
‫ُ‬
‫وأراد أنيخلص هلل الدعاء ويتحرى ساعة اإلجابة شفقة على أوالده لعل اهلل أن يتجاوز عنهم ‪.‬‬

‫ين (‪َ )99‬و َرفَ َع ََأب َويْ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫آوى ِإل َْي ِه ََأب َويْ ِه َوقَ َ‬
‫ص َر ِإن َشاء اللّهُ آمن َ‬ ‫ال ا ْد ُخلُواْ م ْ‬ ‫ف َ‬‫وس َ‬
‫( َفلَ َّما َد َخلُواْ َعلَى يُ ُ‬
‫اي ِمن َق ْب ُل قَ ْد َج َعلَ َها َربِّي َح ّقاً َوقَ ْد‬
‫يل ُرْؤ يَ َ‬
‫ِ‬
‫ال يَا َأبَت َهـ َذا تَْأ ِو ُ‬ ‫ش َو َخ ُّرواْ لَهُ ُس َّجداً َوقَ َ‬ ‫َعلَى ال َْع ْر ِ‪/‬‬
‫الش ْيطَا ُن َب ْينِي َو َب ْي َن ِإ ْخ َوتِي‬
‫غ َّ‬ ‫الس ْج ِن َو َجاء بِ ُكم ِّم َن الْبَ ْد ِو ِمن َب ْع ِد َأن نَّز َ‬ ‫َأح َس َن بَي ِإ ْذ َأ ْخ َر َجنِي ِم َن ِّ‬‫ْ‬
‫يف لِّما ي َشاء ِإنَّهُ ُهو الْعلِيم ال ِ‬ ‫ِ‬
‫يم (‪))100‬‬ ‫ْحك ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ِإ َّن َربِّي لَط ٌ َ َ ُ‬

‫‪ -89‬إكرام األبوين وبرهما ‪.‬‬


‫ألنه أوى إليه أبويه وضمهما إلي مسكنه الخاص والباقي أنزلهم في غرف الضيوف ‪ .‬مثل أن‬
‫يكون لك غرفة خاصة مهيئة مزينه فإذا جاء والدك أو والدتك تؤويهم في نفس المكان الذي أنت‬
‫فيه ؟ أم في غرفة الضيف ؟‬
‫غرفة الضيف يمكن أن تكون ألي أحد لكن إذا أنزلتهم في مكانك الخاص فهذا زيادة إكرام‬
‫وهذا ما يليق بالوالدين …‪ ..‬والبر بهما ‪.‬‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين) آمنين ال خوف عليكم ‪.‬‬ ‫ص َر ِإن َشاء اللّهُ آمن َ‬
‫‪ -90‬طمأنة الخائف (ا ْد ُخلُواْ م ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ف نَجو َ ِ‬
‫ت م َن الْ َق ْوم الظَّالم َ‬
‫ين) (القصص‪:‬‬ ‫ال ال تَ َخ ْ َ ْ‬
‫مثل ما قال الرجل الصالح في قصة موسى (قَ َ‬
‫‪ )25‬ألن هذا ما يحتاج إليه الشخص الخائف ‪.‬‬

‫‪َ ( -91‬و َرفَ َع ََأب َويْ ِه َعلَى ال َْع ْر ِ‪/‬‬


‫ش) فيها مزيد إكرام كما تقدم ‪.‬‬

‫[ي ْن ِز ُل َر ُّبنَا َتبَ َار َك َوَت َعالَى ُك َّل ل َْيلَ ٍة ِإلَى‬


‫ال َ‬‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ‬ ‫َأن رس َ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬
‫ِ‬
‫َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َرض َي اللَّهُ َع ْنهُ َّ َ ُ‬
‫‪52‬‬

‫يب لَهُ َم ْن يَ ْسَألُنِي فَُأ ْع ِطيَهُ َم ْن يَ ْسَتغْ ِف ُرنِي‪/‬‬ ‫ول من ي ْدعُونِي فَ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السم ِاء ُّ ِ‬
‫َأستَج َ‬ ‫ث اللَّْي ِل اآْل خ ُر َي ُق ُ َ ْ َ‬
‫ين َي ْب َقى ثُلُ ُ‬
‫الد ْنيَا ح َ‬ ‫َّ َ‬
‫فََأ ْغ ِف َر لَهُ] ‪ .‬البخاري ( ‪ ) 1145‬مسلم ( ‪) 758‬‬
‫صفحة ‪ 40‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪َ ( -92‬و َخ ُّرواْ لَهُ ُس َّجداً ) ‪ 53‬كان هذا جائز في شريعتهم وال يجوز في شرعنا لحديث أنس أن‬
‫صلَ َح لِبَ َش ٍر َأ ْن يَ ْس ُج َد لِبَ َش ٍر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلُ ُح لبَ َش ٍر َأ ْن يَ ْس ُج َد لبَ َش ٍر َول َْو َ‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم قال (اَل يَ ْ‬
‫ت ال َْم ْرَأ َة َأ ْن تَ ْس ُج َد لَِز ْو ِج َها ِم ْن ِعظَ ِم َح ِّق ِه َعلَْي َها َوالَّ ِذي َن ْف ِسي بِيَ ِد ِه ل َْو َكا َن ِم ْن قَ َد ِم ِ‪/‬ه ِإلَى‬‫َأَلم ْر ُ‬
‫َ‬
‫‪54‬‬
‫َّت َح َّقهُ )‬
‫اسَت ْقَبلَْتهُ َفلَ َح َس ْتهُ َما َأد ْ‬ ‫م ْف ِر ِق رْأ ِس ِه ُقرحةً‪َ /‬ت ْنب ِجس بِالْ َقي ِح و َّ ِ ِ‬
‫الصديد ثُ َّم ْ‬ ‫َْ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فإن شرع من كان قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ أو ينهي عنه‪.‬‬
‫ذكر بن كثير(‪ )2/644‬في تفسير هذه اآلية "وخروا له سجداً" { أي سجد له أبواه وإخوته‬
‫الباقون‪ .‬وكانوا أحد عشر رجالً وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير‬
‫يسجدون له ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السالم‪ ,‬فحرم هذا في هذه‬
‫الملة وجعل السجود مختصاً بجناب الرب سبحانه وتعالى هذا مضمون قول قتادة وغيره‪ .‬وفي‬
‫الحديث أن معاذاً قدم الشام فوجدهم يسجدون ألساقفتهم فلما رجع سجد لرسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فقال "ما هذا يا معاذ‪ /‬؟" فقال إني رأيتهم يسجدون ألساقفتهم وأنت أحق أن يسجد‬
‫لك يا رسول اهلل فقال‪" :‬لو كنت آمراً أحداً أن يسجد ألحد ألمرت المرأة أن تسجد لزوجها‬
‫لعظم حقه عليها"‪ .‬وفي حديث آخر‪ :‬أن سلمان لقي النبي صلى اهلل عليه وسلم في بعض طرق‬
‫المدينة وكان سلمان حديث عهد باإلسالم فسجد للنبي صلى اهلل عليه وسلم فقال‪" :‬ال تسجد لي‬
‫يا سلمان واسجد للحي الذي ال يموت" والغرض أن هذا كان جائزاً في شريعتهم ولهذا خروا له‬
‫سجداً‪} .‬‬

‫‪ -93‬أن تأويل الرؤيا ممكن أن يقع بعد سنين طويلة ‪ .‬أي أن اإلنسان يرى رؤيا اليوم يتحقق‬
‫تأويلها بعد عشرين سنه …ثالثين سنه وأنه ال يشترط أن يرى الواحد الرؤيا اليوم……‪ ..‬غدا‬
‫يقع تأويلها؟ ال‪.‬‬
‫يمكن أن يكون هناك فارق كبير بين وقوع الرؤيا حقيقة وانطباق الرؤيا علي الواقع وبين الرؤيا‬
‫نفسها ‪.‬‬

‫‪ 53‬هذه الفائدة وضعتها علي نفس منهاج الشيخ في وضع الفوائد بعد وجود خلل في عد الفوائد من ِقَبل الشيخ‬
‫حفظه‪ /‬اهلل ‪.‬‬
‫‪ 54‬أحمد (ح‪ )12203‬من حديث أنس بن مالك رضي اهلل عنه‬
‫قال األلباني (صحيح) انظر حديث رقم‪ 7725 :‬في صحيح الجامع‪‌.‬‬
‫صفحة ‪ 41‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -94‬الحفاظ على مشاعر اآلخرين وعدم جرحها وإيذاءها فإن يوسف قال ( َو َجاء بِ ُكم ِّم َن الْبَ ْد ِو‬
‫الش ْيطَا ُن َب ْينِي َو َب ْي َن ِإ ْخ َوتِي) ما قال بعد ما ظلمني أخوتي ما قال بعد ما القوني‬
‫غ َّ‬‫ِمن َب ْع ِد َأن نَّز َ‬
‫في الجب…‪ ..‬يعنى وضع اللوم على الشيطان بدال من أن يضعه على أخوته وهذا من مكارم‬
‫األخالق ومما يليق باألنبياء ……هذه أخالق األنبياء ‪.‬‬

‫‪ -95‬االعتراف هلل بالنعم في جميع األحوال التي يتقلب فيها اإلنسان ‪.‬‬
‫َأح َس َن بَي ِإ ْذ َأ ْخ َر َجنِي ِم َن ِّ‬
‫الس ْج ِن) ( َو َجاء بِ ُكم ِّم َن الْبَ ْد ِو) أي منه من اهلل على أن جمع شمل‬ ‫( ْ‬
‫العائلة مره أخرى وإخراجي من الجب نعمه…‪ .‬وإخراجي من السجن نعمه… ولم شمل العائلة‬
‫نعمه ‪.‬‬

‫الس ْج ِن ) ولم يقل الجب فلماذا؟‬ ‫َأح َس َن بَي ِإ ْذ َأ ْخ َر َجنِي ِم َن ِّ‬


‫‪55‬‬
‫‪ -96‬قال يوسف ‪ْ ( :‬‬
‫َأح َس َن بَي ِإ ْذ َأ ْخ َر َجنِي ِم َن ِّ‬
‫الس ْج ِن) ولم يقل الجب مراعاة‬ ‫طبعا يالحظ أن يوسف هنا قال ( ْ‬
‫إلخوانه ألنهم هم الذين القوه في الجب فأعرض عن ذكره بالمرة …‪ .‬فأنت إذا ظلمك أحد‬
‫أقربائك مثال فال تقل الحمد هلل انتهينا من المشاكل التي عملها فالن بل اعرض عن هذا واضرب‬
‫عنه صفحا وال تذكره وهذا من مكارم األخالق ‪ .‬وهذا خلق األنبياء (ُأولَِئ َ َّ ِ‬
‫ين َه َدى اللَّهُ‬
‫ك الذ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَبِ ُه َد ُ‬
‫ين) (األنعام‪)90:‬‬ ‫َأجراً ِإ ْن ُه َو ِإاَّل ذ ْك َرى لل َْعالَم َ‬
‫َأسَألُ ُك ْم َعلَْيه ْ‬
‫اه ُم اقْتَد ْه قُ ْل ال ْ‬

‫‪ -97‬أن اهلل لطيف ‪ 56‬وأنه يلطف بعباده وكم لطف بيوسف فلم يجعله يموت في الجب وال‬
‫يجعله يبقى في السجن ولم يبقى فقيرا ولم يبقى مظلوما و إنما لطف به وجمعه بأهله بعد سنين‬

‫‪ 55‬لم يعدها الشيخ كعدد من الفوائد وجعلتها فائدة مستقلة الختالفها عن سابقتها ولخلل العد في الفوائد من‬
‫قِبَل الشيخ حفظه اهلل ‪.‬‬
‫‪ 56‬لطف‪ :‬اللطيف‪ :‬صفة‪ /‬من صفات‪ /‬اهلل واسم من أسمائه‪ ،‬وفي التنزيل العزيز‪ :‬اهلل لطيف بعباده‪ ،‬وفيه‪ :‬وهو‬
‫اللطيف الخبير؛ ومعناه‪ ،‬واهلل أعلم‪ ،‬الرفيق بعباده‪ .‬قال أبو عمرو‪ :‬اللطيف الذي يوصل إليك أربك في رفق‪،‬‬
‫واللطف من اهلل تعالى‪ :‬التوفيق والعصمة‪ ،‬وقال ابن األثير في تفسيره‪ :‬اللطيف هو الذي اجتمع له الرفق في‬
‫الفعل والعلم بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدرها له من خلقه‪ /.‬يقال‪ :‬لطف به وله‪ ،‬بالفتح‪ ،‬يلطف لطفاً إذا‬
‫رفق به‪.‬‬
‫صفحة ‪ 42‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫‪ -98‬قد يجمع اهلل الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن ال تالقيا…فسبحان من جمع هذه األسرة‬
‫بعد هذه الفترة الطويلة ‪.‬‬

‫َأنت َولِيِّي فِي‬


‫ض َ‬ ‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬
‫يث فَ ِ‬
‫اط َر َّ‬ ‫يل اَألح ِ‬
‫اد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب قَ ْد آَت ْيتَني م َن ال ُْملْك َو َعلَّ ْمتَني من تَْأ ِو ِ َ‬ ‫( َر ِّ‬
‫ك َو َما‬ ‫ب نُ ِ‬
‫وح ِيه ِإل َْي َ‬ ‫ك ِم ْن َأنبَاء الْغَْي ِ‬
‫ين (‪ )101‬ذَلِ َ‬ ‫ْح ْقنِي بِ َّ ِ ِ‬‫اآلخر ِة َتوفَّنِي مسلِماً وَأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫الصالح َ‬ ‫الد ُنيَا َو َ َ ُ ْ َ‬
‫نت لَ َديْ ِه ْم ِإ ْذ ْ‬
‫َأج َمعُواْ َْأم َر ُه ْم َو ُه ْم يَ ْم ُك ُرو َن (‪. ))102‬‬ ‫ُك َ‬

‫‪ -99‬أن اإلنسان المسلم إذا اكتملت له نعم اهلل فإنه يسأل اهلل الوفاة على اإلسالم وبقى أن يهتم‬
‫جدا بالخاتمة وهى الوفاة على اإلسالم ‪ .‬لذلك لما رأى يوسف كل ما يريد يتحقق ‪ ...‬العزة في‬
‫الدنيا تحققت والملك صار إليه والمكانة والغنى واجتماع األهل ومجيء األبوين ‪ ....‬تحقق كل‬
‫يل اَألح ِ‬
‫اد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يث) وحصل‬ ‫ب قَ ْد آَت ْيتَني م َن ال ُْملْك) هذه منه ( َو َعلَّ ْمتَني من تَْأ ِو ِ َ‬
‫ما يريد ماذا قال ؟ ( َر ِّ‬
‫كل ما يريد أيش الدعاء ؟‬
‫ين) فإذا نلت كل ما تتمنى في الدنيا بقى شيء مهم وهى أن‬ ‫ْح ْقنِي بِ َّ ِ ِ‬
‫(َتوفَّنِي مسلِماً وَأل ِ‬
‫الصالح َ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ين) الصالحين فيهم األنبياء الذين‬ ‫ِ‬
‫ْح ْقنِي بِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫تخرج منها على ما يرضى اهلل ( َتوفَّنِي مسلماً وَأل ِ‬
‫الصالح َ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ين َأْن َع َم اللَّهُ َعلَْي ِه ْم ِم َن‬ ‫َّ ِ‬ ‫ول فَُأولَِئ َ‬
‫ك َم َع الذ َ‬ ‫الر ُس َ‬‫مضوا قبله فهم الرفيق األعلى ( َو َم ْن يُ ِط ِع اللَّهَ َو َّ‬
‫ك َرفِيقاً) (النساء‪)69:‬‬ ‫س َن ُأولَِئ َ‬ ‫الشه َد ِاء و َّ ِ ِ‬ ‫النَّبِيِّين و ِّ ِ‬
‫ين َو َح ُ‬ ‫الصالح َ‬ ‫ين َو ُّ َ َ‬ ‫الصدِّيق َ‬ ‫ََ‬
‫ولذلك النبي صلي اهلل عليه وسلم لما نزل به الموت خير…‪ .‬يبقى في الدنيا أو يلتحق بالرفيق‬
‫األعلى قال بل الرفيق األعلى ورحل ‪ .‬من هم الرفيق األعلى ؟ هؤالء النبيون والصديقون‬
‫الش َه َداءُ ِع ْن َد َربِّ ِه ْم ل َُه ْم‬
‫(و ُّ‬
‫والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ‪ .‬وهو األعلى ألنه عند اهلل َ‬
‫ور ُه ْم) (الحديد‪. )19:‬‬
‫َأج ُر ُه ْم َونُ ُ‬
‫ْ‬

‫يق الَّ ِذي‬ ‫ص ِهم ِعبرةٌ ِ‬


‫ص ِد َ‬ ‫اب ما َكا َن ح ِديثاً ي ْفَترى ولَ ِ‬
‫ـكن تَ ْ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ُأِّلولي اَأللْبَ ِ َ‬
‫ص ْ َْ ْ‬
‫‪ ( 57 -100‬لََق ْد َكا َن فِي قَ ِ‬
‫َ‬
‫يل ُك َّل َش ْي ٍء َو ُه ًدى َو َر ْح َمةً لَِّق ْوٍم ُيْؤ ِمنُو َن (‪)111‬هذه اآلية وكل من اآليتين (نَ ْح ُن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب ْي َن يَ َديْه َوَت ْفص َ‬
‫ين (‪))3‬‬ ‫ِِ‬ ‫ك َهـ َذا الْ ُقرآ َن وِإن ُك َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ص بِ َما َْأو َح ْينَا ِإل َْي َ‬
‫ص ِ‬
‫نت من َق ْبله لَم َن الْغَافل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َأح َس َن الْ َق َ‬
‫ك ْ‬ ‫ص َعلَْي َ‬ ‫َن ُق ُّ‬
‫ات لِّ َّ ِئِ‬ ‫ف َوِإ ْخ َوتِِه آيَ ٌ‬ ‫ِ‬
‫ين (‪))7‬‬ ‫لسا ل َ‬ ‫وس َ‬‫& (لََّق ْد َكا َن في يُ ُ‬

‫‪ 57‬وضعت هذه الفائدة علي منهاج الشيخ في وضع الفوائد نظراً لوجود خلل في عد الفوائد من ِقَبل الشيخ‬
‫حفظه‪ /‬اهلل ‪.‬‬
‫صفحة ‪ 43‬من ‪43‬‬ ‫‪ 100‬فائدة من سورة يوسف‬

‫دلت بمجموعها علي أن المراد من القصة هو الوقوف علي العبر والعظات التي فيها وأنها ما‬
‫كانت قصة‪ /‬مفتراه ولكنها تصديق لما جاء من قبل ألهل الكتاب وتفصيل للشرائع وهداية للخلق‬
‫من الغواية والضالل ورحمة للمؤمنين……… وعلية فلن ينتفع بهذه اآليات إال أولوا األلباب‬
‫أي أصحاب العقول الزكيه الطاهرة وهكذا سائر القصص في القرآن‪.‬‬

‫مستجدات‬
‫الصبر الغريب من يوسف عليه السالم عن استدعاء أبيه وإخوانه بمجرد توليه المنصب ومع ذلك‬
‫لم يستدعيه ولم يذهب إليه فهذا من الصبر والهدوء‪ /‬وبعد النظر والتخطيط الطويل المدى لهدف‬
‫بعيد وعدم تغليب العاطفة ‪ 58‬فالعاطفة مهمة والعقل أهم ‪ ،‬والعقل قوي والشرع أقوى‬

‫‪ 58‬د‪ /‬ناصر العمر من محاضرة هللا أكبر غلبت الروم‬

You might also like