Professional Documents
Culture Documents
4 5938545727062936927 PDF
4 5938545727062936927 PDF
لفضيلة الشيخ
وفقه اهلل
املـجلس األول
الرحيم
الرحمن َّ
بسم اهلل َّ
الحمد هلل رب العالمين ،وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له ،وأشهد أن
محمدً ا عبده ورسوله صلى اهلل وسلم عليه ،وعلى آله وصحبه أجمعين.
علما ،وأصلح لنا إلهنا شأننا كله،
اللهم علمنا ما ينفعنا ،وانفعنا بما علمتنا ،وزدنا ً
وال تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
أما بعد:
ٌ
ومؤلـ ٌ نــافال ،أال وهــو كتــاب ( :اــة رلــوب ا بــرار ،ورـ ٌـر كتاب مبارك،
ٌ بين أيدينا
المفسـر عبــد الــرحمن بــن ناصــر
ٌ عيون ا خيار ،يف شرح جوامال ا خبار) للعالمة الفقيه
السعدي -رحمه اهلل تعالى.-
جمال فيه -رحمه اهلل -تسع ًة وتسعين حدي ًثا ،وانتقــى مــن ا حاديــا الاوامــال ،ونـ ٌـو
يف مضامينها ودالئلها ،فااءت -كما رال رحمه اهلل تعالى -مشــتمل ًة علــى جميــال العلــو
النافعة :علم التوحيد وا صول والعقائد ،وعلم السير والسلوك إلى اهلل ،وعلم ا خالق
واآلداب الدينيــة والدنيويــة واليبيــة وعلــم الفقــه وا حكــا يف كــأ أبــواب الفقــه ،مــن
ـامالت وأنكحـ وـة و يرهــا ،وبيــان حكمهــا ومأخــوها وأصــلها ،ورواعــدها،
و عبـ و
ـادات ومعـ
وعلــو االصــالحات المتنوعــة ،الموانــيال النافعــة والتوجيهــات إلــى جلــ المنــافال
الخاصة والعامة ..الدينية والدنيوية ،ودفال المضار.
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
2
كأ ذلك جاء به -رحمه اهلل -مستفا ًدا من هوه التسعة والتسعين حدي ًثا التــا انتقاهــا -
رحمه اهلل تعالى.-
ورــد فــر -رحمــه اهلل -مــن تأليفــه يف العاشــر مــن شــهر شــعبان مــن ســنة (1371هـــ)
وكانت وفاته -رحمه اهلل تعالى -سنة (1376هـ) أي :ربأ وفاته بخمس سنوات.
وفرا ه منه -رحمه اهلل تعالى -يف شعبان ،وأحد تالميــوه بــادر مباشــر ً يف العــا نفســه
بنسخه ،وفر من نسخه يف السابال والعشرين من شهر رمضان ،ففرا الشيخ -رحمــه اهلل
تعالى -منه يف هوا الورت :العاشر من شعبان ،كأنه -واهلل تعالى أعلم -هتيئ ًة ليكــون زا ًدا
للمسلم يف شهر رمضان ،بحيا ُيحصأ المســلم مــن خــالل هــوا الكتــاب المبـارك أمــور
الدين عمو ًما ،من خــالل التســعة والتســعين حــدي ًثا التــا انتقاهــا -رحمــه اهلل تعــالى -مــال
البيان البين ،وااليضاح الاميــأ بأســلوب الشــيخ -رحمــه اهلل -المــاتال النــافال يف الشــرح
والتونيح والبيان.
يسـر لنــا
ـاب رـ ٌي ٌم نــافال ،ونســأل اهلل جــأ يف عــاله الــوي ٌ
الحاصــأ :أن هــوا الكتــاب كتـ ٌ
الالوس لمدارسته ،وتع ٌلم ما فيه من و
خير ونفال ،أن ييســر لنــا حســن االســتفاد ،وحســن
االنتفا ،وأن ياعأ مــا نتعلمــه مــن هــوا الكتــاب و يــره حاــة لنــا ال علينــا ،ويصــلح لنــا
أجمعين شأننا كله ،أال يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
ونشر يف رراء الكتاب ،بقراء ا حاديــا التــا جمــال ،ورــراء الشــرح الــوي كتبــه -
أيض ـا التعلي ـ بمــا ييســر اهلل ســبحانه
رحمــه اهلل تعــالى -علــى هــوا الحــديا ،ومــن ــم ً
وتعالى ،فنبدأ مستعينين باهلل وحــده ،مســتمنحين منــه ســبحانه المــدٌ والمعونــة والتوفيـ ،
فال حول وال رو إال باهلل.
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
3
الحمد اهلل رب العالمين ،وصلى اهلل وســلم وبــارك علـى عبــده ورســوله نبينــا محمـ وـد،
وعلى آله وصحبه أجمعين .
اللهم ا فر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات.
أما بعد:
-رحمــه اهلل تعــالى -للكتــاب ،مب ٌي ـًنـا فيــه الغــري مــن تأليفــه، هوا استهالل المصــن
والقصد من تصنيفه.
ومثنيـا
ً بدأ بحمد اهلل سبحانه والثناء عليه بما هو أهأ ،مثن ًيا على اهلل بأسمائه وصــفاته،
على آ ار أسمائه وصفاته يف الخل .
وهوا فيه :أن اهلل سبحانه وتعالى ُيحمد على ا سماء والصفات ،و ُيحمد علــى آ ارهــا
حمد على العيايا والمــنن،
يف خلقه سبحانه وتعالى ،فيحمد على ا سماء والصفات ،و ُي َ
واآلالء والهبات.
مبينـا كمالــه عليــه الصــال م نَّى بالصال والسال على رسوله صلى اهلل عليــه وســلم ـً
والسال يف ُخلقه وتع ُّبده لر ٌبه ســبحانه وتعــالى ،فكــان أســو ً للعــالمين ،ورــدو ً لعبــاد اهلل
ول اهللِ ُأ ْس َو ٌ َح َسـنَ ٌة ل ِ َمـ ْن َكـ َ
ان َي ْر ُجـو َان َل ُكم فِا رس ِ
َ ُ أجمعين ،كما رال اهلل تعالىَ ﴿ :ل َقدْ ك َ ْ
اهلل كَثِ ًيرا﴾[ا حزاب.]21: ِ
اهلل َوا ْل َي ْو َ اآلخ َر َو َذك ََر َ
َ
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
5
عــن وأشــار -رحمــه اهلل تعــالى -أن أحاديــا النبــا عليــه الصــال والســال تختل ـ
أحاديا يره ،حتى من البالغين المبلغ العظيم يف الحكمة والبال ة وحسن التعبيــر ،فـ ن
عــن كــال ال أحد يبلغ شي ًئا من مكانة أحاديا النبا عليه الصال والسال ،هنا تختلـ
يـــره ،فهـــو عليـــه الصـــال والســـال ﴿ :ومـ ـا ين ِ
ْيـ ـ ُ َعـ ـ ِن ا ْل َهـ ـ َوى * إِ ْن ُهـ ـ َو إِ َّال َو ْحـ ـ ٌا َ َ َ
وحى﴾[النام.]4-3:
ُي َ
والسنة وحا ُم ٌنزل من اهلل سبحانه وتعالى ،وهو عليه الصال والســال إنمــا هــو ٌ
مبلـغ ٌ
لكال مرسله ،كما رال اهلل تعالىَ ﴿ :وما َع َلى الرس ِ
ول إِ َّال ا ْل َبال ُ ﴾[النور ،]54:وأحاديثــه َّ ُ َ
أتت جامعةً ..وافيةً ..مشتمل ًة على كأ خير.
ورد أويت عليه الصال والسال جوامال ال َكلِم ،وبدائال الحكــم صــلى اهلل عليــه وســلم،
رحمه اهلل -صلى اهلل عليه وســلم يــتكلم بــالكال القليــأ لفظــه فكان -كما ذكر المصن
الكثير معانيه ،نــه أويت جوامــال الكلــم ،وهــوا معنــى جوامــال الكلــم :أن تكــون ا لفــا
رليلة ،والمعاين المستنبية من هوه ا لفا القليلة كثير جدً ا.
رال" :مال كمال الونوح والبيان" ،يعنا :مال كون الكلمات التا يقولها عليه الصــال
والســال رليل ـ ًة مشــتمل ًة علــى أعظــم المعــاين ،فهــا يف الورــت نفســه ليســت مغلقــة ،بــأ
وانحة ..ب ٌينة ..ظاهر ،بأكمأ الونوح وأتم البيان ،الوي هو أعلى رت البيان.
وأشار -رحمه اهلل تعالى -أن ذلك دفعه إلى أن يامال عد ًدا مــن ا حاديــا ،أشــار يف
خاتمة الكتاب أن ماموعة تسع ًة وتسعين حدي ًثا ،عن رســول اهلل صــلى اهلل عليــه وسـلم،
متنوعة ،فها من الاوامــال يف الموانــيال الكليــة ،يف جـ و
ـنس أو أتى ا -رحمه اهلل تعالىٌ -
نو و أو و
باب من أبواب الفقه.
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
6
لـما نقرأ يف ا حاديا ،ياد الميــالال أنــه ٌ
يتنقـأ يف هــوا الكتــاب يف أنــوا فنــون ولهوا َّ
الشريعة ،يعنا :يدخأ يف العقيد ،والعبادات ،والسلوك ،وا خــالق ،واآلداب ،واليـ
النبوي ،و ير ذلك من المعاين العظيمة التــا جــاءت أحاديــا رســول اهلل صــلى اهلل عليـه
وسلم منتظم ًة لها ..مشتمل ًة عليها.
وراعى -رحمه اهلل -يف شرحه لهوه ا حاديا االختصار مال االيضاح والبيان.
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
7
-1الحديا ا ول :عن عمر بــن الخيــاب رنــا اهلل عنـه ،رــال :ســمعت رســول اهلل
ٍ
امرئ ما نوى ،فمن كانن صلى اهلل عليه وسلم يقول« :إنّما األعمال بالن ّيات وإنّما لكل
ننيبها و هجرته إلى اهلل ورسوله فهجرتننه إلننى اهلل ورسننوله ،ومن كانن هجرتننه لنندنيا
امر ٍة نكحها ،فهجرته إلى ما هاجر إليه».
متف ٌ عليه.
-2الحديا الثاين :عن عائشة رنا اهلل عنهــا رالــت :رــال رســول اهلل صــلى اهلل عليــه
وسلم« :م حدث يف مرنا هذا مننا لننيه منننه» ،ويف روايـ وـة« :من عمننل عمن ع لننيه عليننه
مرنا فهو ر ّد».
متف ٌ عليه.
│
بدأ -رحمه اهلل تعالى -أحاديا هوا الكتاب وين الحديثين العظيمين ،اللوين يقــو
و
عظيم يقــو عليــه عليهما دين اهلل سبحانه وتعالى ،ن الحديا ا ول اشتمأ على أص وأ
أيضا اشتمأ على أص وأ آخر يقو عليــه الــدين ،بــأ ال ريــا لــدين
الدين ،والحديا الثاين ً
اهلل سبحانه وتعالى إال على هوين ا صلين اللوين اشتمأ عليهما هوين الحديثين.
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
8
أمــا ا ول :فاــاء يف بيــان النيــة والتأكيــد عليهــا ،وبيــان وجــوب إخالصــها هلل ســبحانه
وتعــالى ،وأن ا عمــال إنمــا هــا معت ـ ٌ -أي :يف الثــواب عليهــا ،وا جــر -بنياهتــا ،أي:
بحس النية التا رامت يف رل العبد.
ولهوا :النية لها أ ر إن كانت صالحة يف تكثير القليأ ،وإن كانت على خــالذ ذلــك يف
رب
-رحمهم اهلل تعالى -وهــو ابــن المبــارك ،رــالٌ " : تقليأ الكثير ،كما رال أحد السل
النيـة" ،فالنيــة لهــا أ ــر ،وا عمــال إنمــا ورب عم وأ و
كبير تصــغره َّ عم وأ صغير تع ٌظمه النيةٌ ،
ها معت ٌ بنياهتا.
ولـما كانت النية هوا شأهنا ،وهوا أ رها؛ بدأ -رحمه اهلل تعالى -أحاديا هوا الكتاب
َّ
بحــديا النيــة ..حــديا« :إنـــما ا عمــال بالنيــات» ،وهــوا الصــنيال فعلــه كثيـ ٌـر مــن أئمــة
فمثال :االما البخاري -رحمه اهلل تعالى -بدأ كتابه الصحيح ــوا
يف مصنفاهتمً ، السل
الحديا ،والبغوي -رحمه اهلل -يف (شرح السنة) و(مصابيح السنة) بــدأ هــوين الكتــابين
ــوا الحــديا ،والنــووي -رحمــه اهلل تعــالى -يف كتابــه( :ريــاي الصــالحين) ،وكتابــه:
(ا ربعين) بدأ وا الحديا.
تنبيهـا ليالـ العلــم علــى أهميــة
وكثير من أهأ العلم بدأوا مصنفاهتم ــوا الحــديا ً
إصالح النية ،سواء يف طل العلم ،أو يف عمو العبــادات التــا يتقـ ٌـرب ــا العبــد إلــى اهلل
سبحانه وتعالى.
مثال :-حظ االنسان منــه يف الثــواب عنــد اهلل عــز وجــأ بحسـ
ف ذا نظرنا إلى العلم ً -
علمـا زيـ ًـرا ال ياــد عليــه
حصـأ ً و
علم ٌ فرب طال
بن ٌياهتاٌ ، الن َّية ،ن ا عمال إنما معت
وابـا
ـيرا ،وياــد عليــه ً
ـيال يسـ ً
علمـا رلـ ً
حصـأ ً
ورب آخــر ٌ
شي ًئا عند اهلل؛ لعد صــحة ن َّيتــهٌ ،
عظيما عند اهلل لصالح ن ٌيته.
ً
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
9
يتنبـه يف طلبــه للعلــم ،ورراءتــه لكتـ العلــم ،وحضــوره
ولهوا طال العلــم ينبغــا أن َّ
تصــدير مؤلفــاهتم بــه؛ لماالس العلم ،إلى هوا ا صأ الوي يعمد كثير من أئمــة الســل
تنبيها على أهمية النية وإصالحها.
ً
رال صلى اهلل عليه وسلم« :إنمــا ا عمــال بالنيــات» :هــوا الحــديا يف الصــحيحين يف
بعض روايات الحديا ،الراوي للحديا عن عمر بن الخياب يقول" :سمعت عمر بن
الخياب رنا اهلل عنــه يخيـ علــى المنـ ،يقــول :ســمعت رســول اهلل صــلى اهلل عليــه
وسلم يقول« :أيها الناس! إنما ا عمال بالن َّيات».
هوا اللفظ للحديا -وهو يف البخاري -يفيد أن النبا صلى اهلل عليه وسلم رال ذلــك
أيضـا رالــه يف خيابـ وـة ،وهــوا يســتفاد منــه :أن هــوا الحــديا
يف َخ َيابة :أيها الناس ،وعمر ً
يحتــاا النــاس إلــى أن ُيـو َّكروا بــه علــى المنــابر ،ويف الــدروس ،ويف المــواعظً ،
وأيضـا يف
تنبيها على النية وأهميتها ،وعظيم شأهنا.
وا الحديا ً الكت أن ُتصدٌ ر الكت
رــال عليــه الصــال والســال « :إنمــا ا عمــال بالنيــات» ،وإنمــا :أدا حصـ وـر ورصــر،
بالن ٌية مــن حيــا يف الثواب عليها بن َّياهتا ،فالع والمعنى «ا عمال بالنيات» ،أي :معت
راجال إلى النية التــا
ٌ أيضا عظم الثواب ونعفه ،هوا كله العمأ ً
ربوال له ورد ،ومن حيا ً
المتقرب إلى اهلل سبحانه وتعالى.
ٌ تقو يف رل العبد
و
امرئ يف عملــه مــا نــواه يف عملــه ،وال يصــلح لــه مــن و
امرئ ما نوى» :لكأ «وإنما لكأ
عمله إال ما نوى به ورصد به وجه اهلل ،متقر ًبا به إليه سبحانه وتعالى.
مبينـا ..نــرب مثـ ً
ـاال بــالهار ،رــال« :فمــن كانــت ً
مثاال ـً م ذكر عليه الصال والسال
هارته إلى اهلل ورســوله؛ فهارتــه إلــى اهلل ورســوله» :هــوا لــيس مــن التكــرار ،ن ا ول
العمأ والثاين الازاء ،فا ول« :مــن كانــت هارتــه إلــى اهلل ورســوله» ،أيٌ :نيـ ًة ورصــدً ا،
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
10
وابـا وأجـ ًـرا علــى العمــأ الــوي
«فهارته إلــى اهلل ورســوله صــلى اهلل عليــه وســلم» ،أيً :
تقرب به إلى اهلل سبحانه وتعالى.
ٌ
«ومــن كانــت هارتــه لــدنيا يصــيبها ،أو امــرأ و ينكحهــا؛ فهارتــه إلــى مــا هــاجر إليــه»:
ـاال يصــيبه ،أو امــرأ و ينكحهــا ،فهارتــه لمــا هــاجر إليــه،
من كان رصــد بــالهار مـ ً
ا ول تاجر ،والثاين خاط ،ولكأ منهما ما نواه ،وإنما يصح من العمأ ما ُر ِصد به وجه
المتقرب وجه اهلل سبحانه وتعالى.
ٌ اهلل ،ونوى به
الحديا الثاين :حــديا أ المــؤمنين عائشــة رنــا اهلل عنهــا :أن رســول اهلل صــلى اهلل
عليه وسلم رال« :من أحدث يف أمرنا هوا مــا لــيس منــه فهــو رد» ،ويف روايـ وـة« :مــن عمــأ
عمال ليس عليه أمرنا فهو رد» ،أي :سوا ًء كان العمأ المحدث أحد ه االنسان لنفســه ،أو
ً
وجده ُمحدَ ً ا فعمأ به ،فهو على أي الحالين مردو ٌد عليه ،ومعنــى رولــه« :فهــو رد» ،أي:
و
مقبول منه. مردود على صاحبه ،ير
إ ًذا :هوا الحــديا يفيــد أن ا عمــال ال تكــون مقبولـ ًة إال إذا كانــت علــى الســنة ،علــى
وف هدي الرسول صلى اهلل عليه وسلم.
والحــديا ا ول يفيــد :أن ا عمــال ال تكــون مقبول ـ ًة إال إذا كانــت خالصــة هلل جــأ
وعــالُ ..ر ِص ـد ــا وجــه اهلل ســبحانه ،ولهــوا جــاء يف الحــديا القدســا« :أن اهلل تبــارك
وتعالى يقول :أنا أ نى الشركاء عن الشرك ،مــن عمــأ عمـ ًـال أشــرك معــا فيــه يــر تركتــه
و
مقبول منه. وشركه» ،وهوا فيه :أن العمأ ير الخالص مردود على صاحبه ،ير
فا عمال عمو ًما :طل العلم ..الصال ..الصيا ..الصــدرة ..الحــا ..العمــر ..إلــى
ير ذلك من ا عمال ،كلهــا ال يقبلهــا اهلل ســبحانه وتعــالى ،إال إذا ُأخلِ َصـت هلل ،وكانــت
على هدي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم.
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
11
رال ال ُفضيأ بن عيــاي -رحمــه اهلل -يف معنــى رولــه تعــالى﴿ :ل ِ َي ْب ُلـ َوك ُْم َأ ُّي ُكـ ْم َأ ْح َسـ ُن
َع َم ًال﴾[هود ،]7:رال" :أخلصه وأصوبه" ،ريأ :يا أبا علا! وما أخلصه وأصوبه؟ رــال:
خالصـا
ً خالصا ولم يكن صوا ًبا لـم يقبــأ ،وإذا كــان صــوا ًبا ولــم يكــن
ً "إن العمأ إذا كان
خالصـا صــوا ًبا ،والخــالص :مــا كــان اهلل ،والصــواب :مــا كــان علــى
ً لم يقبأ ،حتى يكون
السنة" ..سنة النبا الكريم صلى اهلل عليه وسلم.
الحديا ا ول :حديا« :إنما ا عمال بالنيات» ،وصفه االما الشافعا -رحمــه اهلل
تعالى -بأنه لا العلم ،ما معنــى :لــا العلــم؟ أي :لــا العلــم المــأ ور عــن نبينــا عليــه
يونحه كلمة لإلما أحمد -رحمــه اهلل -يقــول
الصال والسال ،روله هوا -رحمه اهللٌ -
فيهــا" :أصــول االســال تــدور علــى ال ــة أحاديــا :حــديا« :إنمــا ا عمــال بالنيــات»،
عمال ليس عليه أمرنا فهو رد» ،وحــديا النعمــان بــن بشــير -ولعلــه
وحديا« :من عمأ ً
سيأيت« :-إن الحالل ب ٌين وإن الحرا ب َّين»" ،فعلــم الشــريعة يــدور علــى هــوه ا حاديــا
الثال ة ..لماذا؟
مبينـا يف حــديا النعمــان ،وهــوه ن دين اهلل هو فعأ أوامر وترك نــواها ،وهــوا جــاء ـً
ا وامر والنواها ال بد فيها من إصالح الظاهر وإصــالح البــاطن ،فاــاء حــديا عمــر يف
إصــالح البــاطن ،وجــاء حــديا عائشــة يف إصــالح الظــاهر ،أمــا البــاطن فيكــون بالنيــة
ً
موافقـا لهــدي الرســول الكــريم الصــحيحة الخالصــة هلل ،وأمــا الظــاهر فــأن يكــون العمــأ
صلوات اهلل وسالمه وبركاته عليه.
إ ًذا :حديا عمــر بــن الخيــاب ،وحــديا ً
أيضـا عائشــة :يف أي بــاب مــن أبــواب الفقــه
يكونا داخلين :بــاب الصــال ،أو بــاب الصــيا ،أو بــاب الحــا ،أو بــاب الصــدرة ..يف أي
باب؟
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
12
االما الشافعا -رحمه اهلل تعالى -يقول :يدخأ هوا الحديا ..حديا عمر -ومثله
أيضا يف حديا عائشة -يدخأ هوا الحديا يف سبعين با ًبا مــن أبــواب الفقــه ،ســبعين
رأ ً
با ًبا ما يقصد العدد تحديدً ا ،وإنما يقصد أبواب الفقه عمو ًما ،يدخأ فيها هوا الحديا.
أيها المسلم! هوا تستفيد منه فائد مهمة :أن هوين الحديثين :حديا «إنـــما ا عمــال
عمال ليس عليه أمرنــا فهـو رد» ،هــوان الحــديثان ينبغــا أن
بالنيات» ،وحديا «من عمأ ً
يكونا يف صحبتك يف كأ أعمالك :يف صالتك ..يف صــيامك ..يف حاــك ..يف عمرتــك..
يف صدرتك ..يف سائر أعمالك ..يف برك لوالــديك ..يف صــلتك لرحمــك ،إلــى يــر ذلــك
تحقي ما دال عليه هوان الحديثان. من ا عمال ،يف كأ ذلك تكون مستصح ًبا
وظيفة الحديا ا ول :أنه يصلح لك الباطن ..القلـ ،ووظيفــة الحــديا الثــاين -أو
أ ره عليك :-أنه يصلح لك الظاهر ،فيكــون باطنــك إذا حققــت العمــأ بالحــديا ا ول
على صالح ،ب خالص النية هلل ،ويكون ظاهرك إذا حققــت الحــديا الثــاين علــى صــالحو
بمتابعتــك للرســول الكــريم عليــه الصــال والســال ،إذا أخـ ٌـأ االنســان بمضــمون هــوين
الحديثين ،أو بمضمون أحدهما؛ ر َّد عليه عمله ،ولم يقبأ منه.
أردت أن تنظر إلى رسمة حوال الناس مال الحديثين ،الحديا ا ول يــدل علــى
َّ ولو
االخــالص ،والحـــديا الثــاين يـــدل علــى المتابعـــة :مــا حـــال النــاس مـــال االخـــالص
والمتابعة؟! هوا مهم أن نعرفه!
الناس ينقسمون من حيا االخالص والمتابعة يف ا عمال إلى أربعة أرسا :
-1القســم ا ول :أخلـــص يف عملــه هلل واتبـــال فيــه الرســـول الكــريم عليـــه الصـــال
والسال ،وهوا وحده هو المقبول من هؤالء.
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
13
-2عمله خالص هلل ،ال يبتغا به إال وجه اهلل ،ليس عنده نية أخرى ،لكــن عملــه علــى
خلصا دينه هلل يف هــوه البــد ..ال يريــد إال وجــه اهلل ،مــا عنــده
ير السنة ،يعبد اهلل ببد ،م ً
شاء آخر ،لكن عمله ليس على السنة. و رياء ،وال عنده أي
-3الثالا :عمله على السنة ،يعنــا :يــأيت يف ا عمــال بظاهرهــا علــى الســنة ،لكــن يف
الداخأ رلبه ليس صاف ًيا ،عنده رياء ..عنده سمعة ..عنده خلأ يف النية.
-4القسم الرابال :الوي ال إخالص وال متابعة.
إ ًذا :القسمة رباعية:
القسم ا ول :أهأ االخالص والمتابعة.
والثاين :أهأ االخالص بال متابعة.
والثالا :أهأ المتابعة بال إخالص.
والرابال :الوي ال إخالص وال متابعة.
ا رسا الثال ة ا خير كلها مردود على العاملين ،ليست مقبولــة مــنهم ،ال يقبــأ اهلل
ً
موافقـا لهــدي الرســول عليــه خالصـا هلل..
ً سبحانه وتعــالى مــن العامــأ إال إذا كــان عملــه
الصال والسال ،ولهوا :إذا ٌ
أخأ بأحدهما أو ما م ًعا؛ ُر ٌد عليه العمأ ولم ُيقبأ.
نسأل اهلل أن ياعأ أعمالنا جمي ًعا له خالصة ،ولسنة نبيه صلى اهلل عليه وسلم موافقة،
و
حد فيها شي ًئا ،وهوا كان من دعاء عمر بن الخياب رنا اهلل عنه. وأال ياعأ
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
14
هوان الحديثان العظيمان يدخأ فيهما الــدٌ ين كلــه ،أصــوله وفروعــه ،ظــاهره وباطنــه،
فحــديا عمــر رنــا اهلل عنــه ميـ ٌ
ـزان لألعمــال الباطنــة ،وحــديا عائشــة رنــا اهلل عنهــا
ميز ٌ
ان لألعمال الظاهر .
│
خوها فائد من الشيخ -رحمه اهلل :-الحديثان ميزانان :ا ول ميزان للبــاطن ،والثــاين
ميزان للظاهر ،ما معنى ذلك؟
إذا أردت أن تــزن باطنــك ،أو تــزن ظــاهرك ،فعنــدك هــوان الميزانــان« :إنمــا ا عمــال
بالنيات»« ،من عمأ عمـ ًـال لــيس عليــه أمرنــا فهــو رد» ،انظــر يف باطنــك ونيتــك :هــأ هــا
صافية هلل أو فيها أشياء أخرى ،هوا ميزان للباطن.
عمال ليس عليــه أمرنــا فهــو رد» :إذا كــان العمــأ
وهناك ميزان آخر للظاهر« :من عمأ ً
لصاح العمأ أن عمله مردود ،ليس مقبـ ً
ـوال عنــد على ير السنة ،فهوا الميزان يكش
اهلل سبحانه وتعالى.
ف ـ ًذا :هــوان الحــديثان ميزانــان لألعمــال ،ا ول يــوزن بــه البــاطن ،والثــاين يــوزن بــه
الظاهر.
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
15
ففيهما االخــالص للمعبــود ،والمتابعــة للرســول صــلى اهلل عليــه وســلمٌ ،
اللـوان همــا
شرط لكأ و
رول وعم وأ ،ظاهر وباطن ،فمن أخلص أعمالــه هلل ،م ٌت ً
بعـا يف ذلــك رســول اهلل ٌ
صلى اهلل عليه وســلم ،فهــوا الــوي عملــه مقبــول ،ومــن فقــد ا مــرين أو أحــدهما فعملــه
مــردود ،داخـ ٌـأ يف رــول اهلل تعــالىَ ﴿ :و َر ـ ِد ْمنَا إِ َل ـى َم ـا َع ِم ُل ـوا مِ ـ ْن َع َم ـ وأ َف َا َع ْلنَ ـا ُه َه َب ـا ًء
َمنْ ُث ً
ورا﴾[الفرران.]23:
والاامال للوصفين داخأ يف روله تعــالىَ ﴿ :و َمـ ْن َأ ْح َسـ ُن ِد ـًينـا مِ َّمـ ْن َأ ْسـ َل َم َو ْج َهـ ُه ل ِ َّلـ ِه
َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن﴾[النساء ،]125:ورولهَ ﴿ :ب َلى َم ْن َأ ْس َل َم َو ْج َه ُه ل ِ َّل ِه َو ُهـ َو ُم ْح ِسـ ٌن َف َلـ ُه َأ ْجـ ُر ُه
ُون﴾[البقر .]112: ِعنْدَ َرب ِه َوال َخ ْو ٌ
ذ َع َل ْي ِه ْم َوال ُه ْم َي ْح َزن َ
│
يقــول -رحمــه اهلل -فيهمــا ،أي :الحــديثين :االخــالص للمعبــود ،أي :يف الحــديا
ا ول ،والمتابعـــة للرســـول صـ ـ َّلى اهلل عليـــه وسـ ـ َّلم يف الحـــديا الثـــاين ،واالخـــالص
ٌ
شرط لقبول كأ ا عمال وا روال الظاهر والباطنــة ،كلهــا متورـ ٌ ربولهــا والمتابعة هما
على هوين الشرطين :االخالص للمعبود ،والمتابعة للرسول ص َّلى اهلل عليه وس َّلم.
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
16
متبعـا يف ذلــك رســول اهلل صـ َّلى اهلل عليــه وسـ َّلم ،فهــوا الــوي
فمن أخلــص أعمالــه هلل ً
عملــه مقبــول ،ومــن فقــد ا مــرين أو أحــدهما ،فعملــه مــردود ،وهنــا تــدخأ تحــت هــوه
الكلمة أرسا ال ة:
-من فقد ا مرين :ال إخالص وال متابعة.
-أو فقد أحد ا مرين :عنده إخالص بدون متابعة.
-أو عنده متابعة بدون إخالص.
هوه الثال ة أرسا كلها مردود ،وإنما الوي يقبأ اهلل سبحانه وتعالى عملــه المخلــص
﴿و َر ِد ْمنَا إِ َلى َما َع ِم ُلوا مِ ْن َع َمـ وأ
هلل ،المتبال لرسوله ص َّلى اهلل عليه وس َّلم ،رال اهلل تعالىَ :
َف َا َع ْلنَا ُه َه َبا ًء َمنْ ُث ً
ورا﴾[الفرران ،]23:أي :أعمالهم توه هبا ًء ال ينتفعون ــا :إمــا لفقــد
االخــالص ،أو لفقــد المتابعــة ،ن النصــوص ٌ
دل ـت علــى أن العمــأ ال يقبــأ إال مــا:
و
خالص للمعبود ،ومتابعة للرسول. ب
وهوا هو تحقي :ال إله إال اهلل محمدٌ رســول اهلل صـ َّلى اهلل عليــه وسـ َّلم :شــهاد أن ال
إلــه إال اهلل فيهــا االخــالص ،وشــهاد أن محمــدً ا رســول اهلل ص ـ َّلى اهلل عليــه وس ـ َّلم فيهــا
ول إِ َّال ل ِ ُي َيا َ بِ ِ ْذ ِن اهللِ﴾[النساء.]64:
المتابعة ،كما رال اهلل تعالىَ ﴿ :وما َأرس ْلنَا مِ ْن رس و
َ ُ َ ْ َ
﴿و َمـ ْن رال :والاــامال للوصــفين ،أي :االخــالص والمتابعــة ،داخـ ٌـأ يف رولــه تعــالىَ :
َأ ْح َس ُن ِدينًا مِ َّم ْن َأ ْس َل َم َو ْج َه ُه ل ِ َّل ِه﴾ :هوا مخلــصَ ﴿ ،و ُهـ َو ُم ْح ِس ٌن﴾[النســاء :]125:هــوا
مخلص ـاَ ﴿ ،و ُه ـ َو
ً المتــابال ..االحســان باالتبــا ،ورولــهَ ﴿ :ب َل ـى َم ـ ْن َأ ْس ـ َل َم َو ْج َه ـ ُه ل ِ َّل ـ ِه﴾:
ذ َع َلــ ـ ْي ِه ْم َوال ُهــ ـ ْمُم ْح ِســ ـ ٌن﴾ ،أي :يف االتبــــا َ ﴿ ،ف َلــ ـ ُه َأ ْجــ ـ ُر ُه ِع ْنــ ـدَ َربــ ـ ِه َوال َخــ ـ ْو ٌ
َي ْح َزن َ
ُون﴾[البقر ]112:
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
17
وأيضا من اآليات الاوامال للشرطين ،رول اهلل ســبحانه وتعــالى يف اآليــة ا خيــر مــن ً
َان َي ْر ُجوا ل ِ َقا َء َربـ ِه َف ْل َي ْع َمـ ْأ َع َمـ ًال َصـال ِ ًحا َوال ُي ْشـ ِر ْك بِ ِع َبـا َد ِ َربـ ِه
سور الكه َ ﴿ :ف َم ْن ك َ
َأ َحدً ا﴾[الكهـ ،]110:العمــأ الصــالح ،أي :الموافـ للســنةَ ﴿ ،وال ُي ْشـ ِر ْك بِ ِع َبـا َد ِ َربـ ِه
مخلصا دينه هلل.
ً َأ َحدً ا﴾ ،أي :يكون
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
18
تقر ًبا إلى اهلل ،وطل ًبا لمرناته و وابه ،فيدخأ يف هــوا َّنيـة
أما الن َّية :فها القصد للعمأ ٌ
العمأ ،ون َّية المعمول به.
│
هنا بيان مهم من الشيخ -رحمه اهلل -وهو شرو ٌ منه يف شــرح الحــديا ا ول« :إنمــا
ا عمال بالنيات» ،ما ها النية؟
وطلب ـا لمرنــاته و وابــهَ ﴿ :و َم ـ ْن َأ َرا َد ً تقرب ـا إلــى اهلل، رــال :النيــة هــا القصــد للعمــأ ً
ورا﴾[االســراء،]19: اآلخ َر َ َو َس َعى َل َهـا َسـ ْع َي َها َو ُهـ َو ُمـ ْؤمِ ٌن َف ُأ ْو َلئِـ َك َكـ َ
ان َسـ ْع ُي ُه ْم َم ْشـ ُك ً
ِ
ِ ِ ِ ِ ِ
ورا﴾[االنســان ،]9:فالنيــة :هــا ﴿إِن ََّمـا ُن ْيع ُم ُكـ ْم ل َو ْجـه اهلل ال ن ُِريــدُ مـنْ ُك ْم َجـ َزا ًء َوال ُشـ ُك ً
وطلبـا لمرنــاته و وابــه ،يقصــد العامــأ بالعمــأ وجــه اهلل..
ً القصد للعمأ تقر ًبا إلــى اهلل،
متقر ًبا إلى اهلل ..طام ًعا يف الثواب ،والناا من العقاب.
رال :فيدخأ يف هــوا نيــة العمــأ ونيــة المعمــول لــه :نيــة العمــأ نفســه ..كــأ عمــأ مــن
ا عمال يحتاا إلى نية.
ميـز هــوا
مثال :عندما تصلا الصال المكتوبة ،وعندما تصلا النافلــة ،مــا الــوي ُي ٌ
اآلن ً
العمأ أن هوا فري وهوا نفأ؟
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
19
لمـا انتهــى ،رــال:
يتقرب ا إلى اهلل عــز وجــأٌ ،
مثال -ك ٌبر إنسان ونوى نافلة ٌ
اآلن لو ً -
ـثال-
أنا ما صليت العصــر ،أريــد أن تكــون هــوه صــال العصــر ،وهــو كــان علــى ســفر -مـ ً
لـما انتهى رال :أنــا مــا صــليت العصــر :نويتهــا
ركعتين ،فصلى نافلة متقر ًبا ا إلى اهلل ،م َّ
العصر ..هأ يـمكن؟ ما يـمكن ،ن ال بد من نية العمأ.
الصيا ال بد من نية« :ال صيا لمن لـم ُيبيت الصيا من الليــأ» ،هــوا يف الفــري ،أمــا
صائما لــه ذلــك يف النفــأ ،ن
ً النفأ :إذا أصبح االنسان ولم يأكأ شي ًئا وأراد أن يتم يومه
الصيا ال بد نية من أول العمأ تميز هوا العمأ أنه صيا فريضة هلل سبحانه وتعالى.
إ ًذا :هناك نية العمأ ،فائد نية العمأُ :تم ٌيز العمأ عن اآلخر ،فالوي ُيم ٌيز العمــأ عــن
عم وأ آخر هو النية ،فهناك نية العمأ وهناك نية المعمــول لــه العمــأ ،يعنــا :المتقــرب لــه
بالعمأ ..المقصود بالعمأ وهو اهلل سبحانه وتعالى.
هوه مسألة مهمة يف العمأ! ال بد من تعلمها ..ال بد مــن التفقــه فيهــا ،يقــول يحيــى بـن
النيـة ،ف هنــا أبلــغ مــن العمــأ"،
أبا كثير اليماما -رحمه اهلل -من أئمة السل " :تعلمــوا ٌ
يف ربوله على النية :نية العمــأ ،ونيــة يعنا :شأهنا أبلغ ..مكانتها أعظم ،بأ العمأ متور
المعمول له العمأ ..كلها.
يشر اآلن الشيخ يف نرب ا مثلة المونحة لولك:
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
20
أمــا َّني ـة العمــأ :فــال تصــح اليهــار بأنواعهــا ،وال الصــال والزكــا والصــو والحــا
وجميــال العبــادات إال بقصــدها ونيتهــا ،فينــوي تلــك العبــاد المع ٌينــة .وإذا كانــت العبــاد
و
أجناس وأنوا و كالصال :منها الفري ،والنفأ المع ٌين ،والنفأ الميل . تحتوي على
فري أو نفـ وأ معـ ٌي ون -كـ و
ـوتر و فالميل منه يكفا فيه أن ينوي الصال ،وأما المع َّين من
أو و
راتبة ،فال بد مال ن َّية الصال أن ينوي ذلك المع َّين ،وهكوا بقية العبادات.
فمثال :اال تسال يقال نظاف ًة أو ت ٌ ًدا ،ويقال عن
أيضا أن ُيم ٌيز العاد عن العباد ً ،
وال بد ً
الحدث ا ك ،وعن سأ الميت ،وللامعة ونحوها ،فال بد أن ينوي فيه رفال الحدث،
أو ذلك الغسأ المستح .
وكولك ُي ِ
خرا االنســان الــدراهم -مــثال -للزكــا ،أو ٌ
للكفـار ،أو للنـور ،أو للصــدرة
يف ذلك كله على النية. المستحبة ،أو هدي ًة ،فالع
ومن هوا :حيأ المعامالت إذا عامأ معامل ًة ظاهرها وصورهتا الصحة ،ولكنــه يقصــد
و و
ربويـة ،أو يقصــد ــا إســقاط واجـ و ،أو ٌ
توسـ ًال إلــى محـ ٌـر ،فـ ن التوسأ إلى معاملة ٌ
ُّ ا
ـم إلــى أحــد
بنيته ورصده ال بظاهر لفظــه ،ف نمــا ا عمــال بالنيــات .وذلــك بــأن يضـ ٌ
الع
يضم إلى العقد عقدً ا ير مقصود. ِ
الع َونين ما ليس بمقصود ،أو ٌ
راله شيخ االسال -رحمه اهلل-
│
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
21
ً
احتياال على الربا ،يعنا :يضال يف ظــاهر العقــد شــي ًئا لــيس مقصــو ًدا، يعنا :يفعأ ذلك
ربويـا ،فقــال لــه:
ررنـا ً
شخصـا ً
ً ـثال :أراد أن يقــري
من أجــأ أن يحتــال ،يعنــا لــو أنــه مـ ً
ريـ ً
ـاال، مثال -عشر آالذ ريال ،وتسددها لا علــى شــهور خمســة عشــر ألـ
أررنك ً -
هوا ربا وانح.
ف ذا أراد أن يحتال ،وجعأ شي ًئا ليس مقصو ًدا يف البيــال ،وإنـــما مــن أجــأ يحتــال علــى
شاء آخر ،يعنا :يف عين مــن ا عيــان :ســيار ً و هوا العمأ الربوي ،فاعأ صور العقد يف
أو شي ًئا من ا شياء ليس مقصو ًدا ،وإنـما المقصود هو أصــال ًة القــري الربــوي :أن يضــم
إلى أحد العونين ما ليس بمقصود ،أو يضم إلى العقد عقدً ا يــر مقصــود ،مــن أجــأ أن
ياعله ذريع ًة له -أو حيل ًة له -لهوه المعاملة الربوية التا حرمها اهلل ،إذا كــان هــوا رصــده
االحتيال على الربا ،فا عمال إنما ها بنياهتا ،كما رال عليه الصال والسال .
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
22
ـار ،
الرج َع ـة ويف الوصــية :أال يقصــد العبــد فيهمــا المضـ َّ
وكــولك شــرط اهلل تعــالى يف ْ
ويدخأ يف ذلك جميال الوسائأ التا ُيتوسأ ا إلى مقاصدها ،فـ ن الوســائأ لهــا أحكــا
المقاصد ،صالح ًة أو فاسد ً ،واهلل يعلم المصلح من المفسد.
│
هوه يا أن ينتبه لهــا كــأ مســلم :واهلل يعلــم المصــلح مــن المفســد ،اهلل ميلــال علــى
القلوب وخفايا الصدور ،ال تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية ،رد يحتال االنســان حيلـ ًة
ميلال على الصــدور وخفايــا
ٌ تمشا على الناس ،ويمشا أمرها عليهم ،لكن اهلل عز وجأ
عالم بالمقاصد ،ال تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية.
ا مور ،ونيات العبادٌ ..
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
23
وأما ن ٌية المعمول له :فهو االخالص هلل يف كأ ما يأيت العبد وما يور ،ويف كأ مــا يقــول
اهلل ُم ْخلِ ِصـي َن َلـ ُه الــدي َن﴾[البينــة ،]5:ورــال ِ ِ
ويفعأ ،رال تعالىَ ﴿ :و َمـا ُأمـ ُروا إِ َّال ل َي ْع ُبـدُ وا َ
ِ ِ ِ
كليـ ًة
ص﴾[الزمــر ،]3:وذلــك أن علــى العبــد أن ينــوي نيـ ًة ٌ سبحانهَ ﴿ :أال ل َّله الدي ُن ا ْل َخال ُ
وابه ،واحتساب أجــره، والتقرب إليه ،وطل
ُّ شامل ًة موره كلها ،مقصو ًدا ا وجه اهلل،
والخوذ من عقابه.
حريصـا م يستصح هوه النية يف كأ و
فرد من أفراد أعماله وأرواله ،وجميال أحوالــه،
ً
فيه على تحقي االخالص وتكميله ،ودفال كــأ مــا يضــاده :مــن الريــاء والســمعة ،ورصــد
المحمد عند الخل ،ورجاء تعظيمهم ،بأ إن حصأ شا ٌء مــن ذلــك؛ فــال ياعلــه العبــد
رصده و اية مراده ،بأ يكون القصد ا صيأ منه وجه اهلل وطل وابه ،مــن يــر التفـ و
ـات
للخلـ ،وال رجـ و
ـاء لــنفعهم أو مــدحهم .فـ ن حصــأ شــا ٌء مــن ذلــك مــن دون رصـ وـد مــن
يضره شي ًئا ،بأ رد يكون من عاجأ بشرى المؤمن.
العبد؛ لم ٌ
│
القوادح يف النية ،يحرص على معالاتها ومداواهتا وإرجاعها إلى جاد االخالص هلل.
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
25
فقوله صلى اهلل عليه وسلم« :إ ّنمننا األعمننال بالنينات» ،أي :إهنــا ال تحصــأ وال تكــون
إال بالن َّية ،وأن مدارها على النية ،ــم رــال« :وإ ّنمننا لكننل امن ٍ
نرئ مننا نننوى» ،أي :إهنــا تكــون
بحس نية العبد صحتها أو فسادها ،كمالها أو نقصاهنا ،فمن نوى فعأ الخيــر ورصــد بــه
المقاصد العليا -وها ما يقرب إلى اهلل -فله من الثواب والازاء الازاء الكامــأ ا وىف،
ومن نقصت نيته ورصده نقص وابه.
توجهت ن ٌيته إلى ير هوا المقصد الاليأ فاته الخير ،وحصأ على مــا نــوى مــن
ومن ٌ
المقاصد الدنيئة النارصة.
ولهــوا نــرب النبــا صــلى اهلل عليــه وســلم مثـ ً
ـاال ل ُيقــاس علـى جميــال ا مــور ،فقــال:
«فم كان هجرته إلى اهلل ورسوله ،فهجرته إلى اهلل ورسوله» ،أي :حصــأ لــه مــا نــوى،
يبها و امر ة نكحها ،فهجرتننه إلننى مننا وورال أجره على اهلل« ،وم كان هجرته لدنيا
ـم جميــال ا مــور الدنيويــة؛ لبيــان أن
خص فيه المرأ التــا يتزوجهــا بعــدما عـ ٌ
هاجر إليه»ٌ :
ايات دنيئة ،ومقاصد ير نافعة.
ٌ جميال ذلك
وكولك حين سئأ صلى اهلل عليه وسلم عن الرجأ يقاتأ شااع ًة ،أو حمية ،أو ُليـرى
القتال :أي ذلك يف سبيأ اهلل؟ فقال« :م قاتل لتكون كلمة اهلل هننا اليليننا مقامه يف ص
فهو يف سبيل اهلل».
│
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
26
اآلن الكال على الهار نفسها التا ها عباد ،ف ذا كان لـم ينو بالهار إال هــوا ،أمــا
سفر االنسان لتاار ،أو سفره لنكاح هوه ال تدخأ يف الباب ،وال يدخأ يف رول الشــيخ:
المقاصــد الدنيئــة ،والغايــات الدنيئــة ،وإنـــما الكــال اآلن علــى الهاــر التــا هــا عبــاد
وتقرب إلى اهلل عز وجــأ ،هاــر مــن دار الكفــر إلــى دار االســال ،فـ ذا كــان لـــم يهــاجر
ٌ
نكاحا ،أو رصد تاــار ً ،مــا رــا يف رلبــه هــوه النيــة وهــوا
ً راصدً ا هوا المعنى ،وإنـما رصد
فوت على نفسه حسن المقصد يف هارتــه ،التــا هــا هلل
المقصد من الهار ،فهوا الوي ٌ
إخالصا ،وللرسول عليه الصال والسال اتبا ًعا.
ً
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
27
ِ
ُذك ـر يف ســب نزولهــا -وإن كــان يف ســنده مقــال :-أن رجـ ًـال خــرا مهـ ً
ـاجرا إلــى اهلل
مخل ًصــا ،وإلــى رســوله صــلى اهلل عليــه وســلم راصــدً ا إتيانــه عليــه الصــال والســال ،
ومالزمتــه صــلى اهلل عليــه وســلم ،واالنتفــا بماالســته وســما أحاديثــه عليــه الصــال
﴿و َمـ ْن
والسال ،لكنه يف اليري لد ته ح َّية فمات ،فيقال :إن اآلية نزلت يف هوا الرجأَ :
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
28
ت َف َقدْ َو َر َال َأ ْج ُر ُه َع َلى اهللِ﴾ :لــه مــا
اج ًرا إِ َلى اهللِ َو َر ُسول ِ ِه ُ َّم ُيدْ ِر ْك ُه ا ْل َم ْو ُ
َي ْخر ْا مِ ْن َب ْيتِ ِه م َه ِ
ُ ُ
نوى ،وإن لـم يتحق العمأ.
وهوا فيه :أن النية يبلغ بـها االنسان عمأ العامأ.
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
29
نحيحا»،
ويف الصحيح مرفو ًعا« :إذا مننرا اليبنند و سننافر كتنب لننه مننا كننان يمننل ن ع
نيرا وال قطيننتي واد ع نا ،إال كننانوا ميكنني -ي :يف
قوامنا مننا سننرتي م ن ع
ع وروله« :إن بالمد نة
بقلوبهي وثوابهي -حب هي اليذر».
│
يعنا ا ول« :إذا مري العبد أو سافر» :هو من نيتــه أن يفعــأ هــوه العبــاد ،إن كانــت
ثال ،ومــن نيتــه أن يعمــأ؛
صيا ًما أو ريا ليأ ،أو نحو ذلك ،لكــن منعــه العــور ،المــري مـ ً
مقيما؛ للنية التا رامت يف رلبه.
صحيحا ً
ً ف ُيكت له ما كان يعمأ
ـيرا
أروامـا مــا ســرتم مسـ ً
ً ويف الحديا اآلخر :رال عليه الصال والسال « :إن بالمدينــة
وال ريعتم واد ًيا ،إال كانوا معكم -أي :يف نياهتم ورلو م و وا م -حبسهم العور».
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
30
اآلن :من يقرتي من شخص ،رجعــت اآلن مســألة القــدر علــى الســداد إلــى صــالح
النية عند االررتاي ،وهوه مسألة تخفى على كثير من الناس ،أو يهملها كثير مــن النــاس:
شخص يقرتي ورد را يف رلبه صدق مال اهلل سبحانه وتعالى أن يســدد هــوا الــدٌ ين
ٌ هناك
هما ،وآخر يقرتي وهو ورت االررتاي من نيتــه أال يســدٌ د وأن
متى ما تيسر له ،ويحمأ ًّ
يماطأ ،ا ول يعان ،واآلخر ُيوكَأ إلى نفسه.
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
31
جــاءت ،يرزرــه اهلل مــن حيــا ال ا ول يعــان :تأتيــه أبــواب للســداد مــا يــدري كي ـ
يحتسـ « ،أ ٌدى اهلل عنــه» ،كمــا يف الحــديا ،وأمــا اآلخــر تمحـ ال كــة ،حتــى يف المــال
الوي اررتنه ،وهو لـم ينو السداد ،رال« :ومن أخوها يريد إتالفها أتلفه اهلل».
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
32
وكولك تاري النية يف المباحــات وا مــور الدنيويــة ،فـ ن مــن رصــد بكســبه وأعمالــه
الدنيوية والعادية االستعانة بولك على القيا بح اهلل ،وريامه بالواجبات والمســتحبات،
واستصح هوه الن ٌية الصالحة يف أكله وشربه ونومه وراحاته ومكاســبه؛ انقلبــت عاداتــه
أمــورا ال
ً عبــادات ،وبــارك اهلل للعبــد يف أعمالــه ،وفــتح لــه مــن أبــواب الخيــر والــرزق
النيـة الصــالحة لاهلــه أو هتاونــه ،فــال
يحتسبها ،وال تخير له على بــال ،ومــن فاتتــه هــوه َّ
يلوم َّن إال نفسه.
ويف الصحيح عنه صلى اهلل عليه وسلم أنه رال« :إ ّنك ل تيمننل عمن ع تبتغننا بننه وجننه
ـامال
اهلل إال جرت عليه ،حتى مننا تجيلننه يف يفِّ امر تننك» ،فعلــم ــوا :أن هــوا الحــديا جـ ٌ
مور الخير كلها ،فحقي بالمؤمن الــوي يريــد ناــا نفســه ونف َعهــا ،أن يفهــم معنــى هــوا
الحديا ،وأن يكون العمأ به نص عينيه يف جميال أحواله وأوراته.
وأما حديا عائشة رنا اهلل عنها :فـ ن رولــه صــلى اهلل عليــه وسـلم« :من حنندث يف
مرنا هذا مننا لننيه منننه فهننو رد» ،أو« :من عمننل عمن ع لننيه عليننه مرنننا فهننو رد» ،فيــدل
بالمنيوق وبالمفهو .
أن كأ بدعـ وـة ُأحــد ت يف الــدٌ ين لــيس لهــا أصـ ٌـأ يف الكتــاب
أما منيوره :ف نه يدل على َّ
ـالتاهم والــرفض واالعتــزال
ُّ وال يف الســنة ،ســوا ًء كانــت مــن البــد القوليــة الكالميــة ،كـ
و يرها ،أو من البد العملية كالتعبـد اهلل بعبـ و
ـادات لــم يشــرعها اهلل وال رســوله صــلى اهلل ُّ
عليه وسلم.
│
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
33
البــد القوليــة الكالميــة هــوا يتعل ـ بالعقائــد ،والبــد العمليــة هــوه تتعل ـ با عمــال
والعبادات.
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
34
ف ن ذلك كلــه مــردو ٌد علــى أصــحابه ،وأهلــه مــومومون بحسـ بــدعهم وبعــدها عــن
الدين ،فمن أخ بغير ما أخ اهلل به ورسوله صلى اهلل عليه وسلم.
│
روله :بعدها عن الدين :البد من حيا بعدها عن الدين ورر ا تختل .
اآلن يونح لكم ذلك الخط المستقيم الوي رسمه النبا صـ َّلى اهلل عليــه وسـ َّلم علــى
َّ
وخط على جنبتا خيوط ،إذا خرا االنسان مال الخط المنحرذ هوا الوي هــو ا ري،
بدعــة ،ومشــى فيــه ،أول مــا يخــرا :كــم المســافة التــا بينــه وبــين الســنة؟ رليلــة ،حتــى يف
خي ـا من ً
حرف ـا ويمتــد ،كلمــا زاد ـتقيما ،ــم رســمت ً الرســم :لــو رســمت اآلن ً
خي ـا مسـ ً
االمتداد ،أي :التو أ يف البدعــة؛ زاد البعــد عــن الســنة ،فـأول مــا يكــون البعــد عــن الســنة
ش ،م يكون ذرا ،م يمتد إلى ما شاء اهلل.
فالحاصأ :أن االنسان يا عليه أن يحرص أن يز ٌ نفسه بزمــا الســنة ،وأن ياانـ
البد ،وأن يحور منها أشد الحور ،ف ن أهــأ البــد مــومومون بحسـ البــد ،وبحسـ
بعد بدعهم عن الدين.
شرح بهجة قلوب األبرار وق ّرة عيون األخيار
35
فمن أخ بغير ما أخ اهلل به ورسوله صلى اهلل عليــه وســلم ،أو تعبـد بشـ و
ـاء لــم يــأذن َّ
اهلل به ورسوله صلى اهلل عليه وسلم ولم يشــرعه؛ فهــو مبتــد ،ومــن حـ ٌـر المباحــات ،أو
تع َّبد بغير الشرعيات فهو مبتد .
وأما مفهو هوا الحديا :ف ٌن مــن عمــأ عمـ ًـال عليــه أمــر اهلل ورســوله صــلى اهلل عليــه
وسلم -وهو التع ُّبد اهلل بالعقائد الصحيحة ،وا عمال الصالحة من واجـ ومســتح -
فعمله مقبول وسعيه مشكور.
أن كــأ عبــاد ُفعلــت علــى وجـ وـه منهــا عنــه ف هنــا فاســد ;
ويستدل وا الحديا علــى ٌ
أمر للشار ،وأن النها يقتضا الفســاد ،وكــأ معاملـ وـة هنــى الشــار عنهــاهنا ليس عليها ٌ
ف هنا ال ية ال يعتد ا.
│