بطاقة قراءة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة الجزائر ‪3‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية‬

‫بطاقة قراءة لكتاب‬


‫‪ :‬من اعداد‬
‫الطالبة ‪ :‬صميدة ايمان‬
‫التخصص ‪ :‬السنة اولى ماستر ادارة اعمال‬
‫المجموعة ‪02 :‬‬
‫الفوج ‪17 :‬‬
‫معلومات الكتاب‬
‫المسؤولية االجتماعية لمنظمات االعمال‬ ‫عنوان الكتاب‬
‫الدكتور محمد فالق‬ ‫المؤلف‬
‫‪2016‬‬ ‫سنة النشر‬
‫دار اليازوري العلمية‬ ‫دار النشر‬
‫عمان‬ ‫بلد النشر‬
‫‪370‬‬ ‫عدد الصفحات‬
‫ملخص الكتاب‬
‫في المحور االول بعنوان ‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمنظمات االعمال‬
‫من الصفحة ‪ 21‬الى ‪95‬‬
‫‪ :‬يحتوي على ثالث فصول نلخصها فيما يلي‬
‫الجذور التاريخية لمفهوم المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال‬ ‫‪)1‬‬
‫نشأت فكرة المسؤولية االجتماعية كنتيجة لمشكالت كثيرة وأزمات عديدة عرفتها‬
‫منظمات األعمال ارتبطت أساسا بنظرة المنظمة لمصلحتها الذاتية على حساب مصلحة‬
‫المجتمع الذي تنشط فيه‪ ،‬هذا بالموازاة مع ظهور ظروف جديدة ووعيا اجتماعيا وبيئيا‬
‫جديدا ومفاهيم حديثة تقوم في مجملها على مفهوم العطاء االجتماعي الذي تطور بنمو‬
‫احتياجات المجتمع ومدى تبني منظمات األعمال لهذا االتجاه الجديد عبر مراحل زمنية‬
‫مختلفة‪ ،‬بدءا بظهور مسؤولية المؤسسة اتجاه المجتمع ثم مختلف النظريات العلمية التي‬
‫تطرقت لهذا الموضوع و أخيرا مصطلح"المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال"‪.‬‬
‫ظهرت فكرة المسؤولية االجتماعية عقب الثورة الصناعية وارتبط نشوءها بقيام‬
‫المشاريع الصناعية وما عاشته المنظمات في تلك الفترة من تقدم بفضل مختلف االختراعات‬
‫العلمية التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق الهدف األسمى للمنظمة المتمثل في تعظيم‬
‫األرباح مستنزفة بذلك كل الموارد المتاحة من طبيعة وبشرية حيث تم تشغيل األطفال‬
‫والنساء لساعات طويلة وفي ظروف عمل قاسية وأجور متدنية‪ ،‬مفترضة أن مسؤولية‬
‫المنظمة تنحصر في إنتاج سلع وخدمات مفيدة للمجتمع فقط والتي من خاللها تحقق عوائد‬
‫للمالكين‪.‬‬
‫وقد ظلت هذه النظرة قائمة خالل القرن التاسع عشر والربع األول من القرن العشرين‪،‬‬
‫لكن مع تضخم حجم منظمات األعمال وما رافق ذلك من أزمات اقتصادية واستغالل لأليدي‬
‫العاملة وتدني األجور وظهور التكتالت النقابية برزت مرحلة جديدة كان من خاللها‬
‫االهتمام بالمسؤولية االجتماعية الداخلية من جهة كمرحلة أولى‪ :‬تأمين السالمة واألمن في‬
‫مكان العمل‪ ،‬تقليص ساعات العمل‪ ،‬الرعاية الصحية‪.....‬الخ‪ ،‬ثم المسؤولية الخارجية فيما‬
‫بعد‪ ،‬األمر الذي أدى بالضرورة إلى اتجاه المنظمات نحو االهتمام المتزايد بالمسؤولية‬
‫االجتماعية الخارجية المرتبطة بالبيئة‪ ،‬الزبائن‪ ،‬المنافسين‪ ،‬الحكومة‪ ،‬الموردين‪.....‬الخ‪.‬‬
‫مع تجاوز النظرة الضيقة للمنظمات الميكانيكية وبروز اتجاه جديد يدعو إلى توسيع‬
‫مفهوم المسؤولية االجتماعية وتبني هذه الفكرة‪ ،‬أصبحت منظمات األعمال أكثر استيعابا‬
‫للبيئة ومتغيراتها وبذلك ظهرت مرحلة سميت ب "نوعية الحياة للفرد" مع محاولة عرض‬
‫المزيد من السلع والخدمات بما يتناسب مع االرتقاء النوعي الحاصل في مستوى الحياة التي‬
‫يعيشها األفراد‪.‬‬
‫مع استجابة العديد من منظمات األعمال لهذا الطرح الجديد الذي فرضته البيئة وتبنيها‬
‫لفكرة المسؤولية االجتماعية ببعديها الداخلي والخارجي عمل المشرع القانوني على وضع‬
‫الضوابط والقواعد القانونية ليضفي سمة اإللزام للتحقق من عمل المنظمات بهذه المسؤولية‬
‫وليؤكد على أن االلتزام باألداء االجتماعي لم يعد خيارا وإنما هو أمر ملزم لالستمرار‬
‫والبقاء ضمن المجتمع‪ ،‬وفي هذا الصدد دعت لجنة التطوير االقتصادي بأمريكا المنظمات‬
‫إلى إعادة النظر في أفقها االجتماعي وأن يكون تأسيسها معتمدا على كونها منظمات‬
‫اقتصادية ‪ -‬اجتماعية ال يقتصر عملها على تحقيق األهداف االقتصادية فقط دون األهداف‬
‫األخرى‬
‫وبانتشار الوعي االجتماعي في إطار المحيط االقتصادي وبالتتابع المنطقي للتطور‬
‫الحاصل لمفهوم المسؤولية االجتماعية أصبح من الضروري إدماج فكرة المسؤولية في‬
‫السياسة العامة للمنظمة ومن المالحظ أن في مرحلة االقتصاد المعرفي وثروة المعلومات‬
‫أصبحت أغلب المنظمات الغربية تمتلك مدونات أخالقية تؤطر النظرة االجتماعية وجوانب‬
‫تبنيها اتجاه مختلف أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ )2‬تطور مفهوم المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال‬
‫يعتبر مفهوم المسؤولية االجتماعية مفهوم متغير ودائم التطور وهو يرتبط بالتنمية‬
‫المستدامة حيث يوجب على المنظمات بجانب البحث عن الثورة والربح االهتمام بالبيئة‬
‫والمشاركة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما يتوجب عليها كذلك العمل في إطار من‬
‫الشفافية ومراعاة أخالقيات األعمال وحقوق الموظفين‪ ،‬ومحاربة الفساد والمنافسة الشريفة‪،‬‬
‫وتتعدى مسؤوليات المنظمات المساهمة في األعمال الخيرية لتشتمل توفير آليات فاعلة‬
‫للتصدي للتحديات االجتماعية القائمة ومحاولة إيجاد الحلول لديها‪ ،‬وتوفير الدعم والمساندة‬
‫من قبل إدارتها العليا ومجالس إدارتها من أجل التوصل إلى التنمية المستدامة في‬
‫المجتمعات التي تعمل بها سواءا محليا أو عالميا‪.‬‬
‫وكما سبق فقد تم اإلشارة على أن المسؤولية االجتماعية تمتد من داخل المنظمة حتى‬
‫خارجها بوصفها تمثل قراراتها لتحقيق منافع اقتصادية مباشرة‪ ،‬فالمسؤولية االجتماعية‬
‫الداخلية ترتبط باألفراد والموارد المستخدمة والمرتبطة باألداء المحقق للعمل داخل المنظمة‬
‫والذي يساهم في تطوير العاملين وتحسين نوعية حياة العمل المهنية‪ ،‬أما المسؤولية‬
‫االجتماعية الخارجية فهي ترتبط بالمشاكل التي يعاني منها المجتمع ومحاولة معالجتها‬
‫ومحاربتها‪.‬‬
‫ففي وقت لم تكن فيه المنظمات تتحدث إطالقا عن "المسؤولية االجتماعية" أصبح اليوم‬
‫النقاش العالمي يركز على قضايا البيئة وآفاق التنمية المستدامة‪ ،‬وبالرغم من أن عددا كبيرا‬
‫من المنظمات تدرك أهمية هذا االتجاه الجديد إال أنه لم يتم حصر مفهوم المسؤولية‬
‫االجتماعية بصورة مقبولة‪ ،‬ومن أهم المفاهيم الفكرية لهذا المفهوم نذكر مايلي‪:‬‬
‫المفهوم الكالسيكي (التقليدي)‪ :‬يستند على أفكار االقتصادي الشهير آدم سميث القائمة على‬ ‫‪.1‬‬
‫مبدأ "ما هو جيد للمؤسسة جيد للمجتمع" باعتبار الربح الهدف األول واألخير للمؤسسة‬
‫وهو منفعة المجتمع؛ ويشير العالم ميلتون فريدمان بقوله‪" :‬هناك شيء واحد ال شيء غيره‬
‫في منظمات األعمال وبما تتحمله من مسؤولية اجتماعية هو استخدامها للموارد وتصميمها‬
‫لألنشطة المطلوبة لزيادة األرباح على األمد الطويل وجعل ذلك قاعدة في انجاز أعمالها"‪،‬‬
‫إال أن كافة المنظمات تسعى لتقديم أفضل الخدمات للمجتمع ككل مع تحقيق أعلى مستوى‬
‫ممكن من األرباح بمراعاة األحكام القانونية والقواعد األخالقية السائدة وبهذا يعتبر الربح‬
‫الهدف الوحيد للمنظمة‪.‬‬
‫‪ .2‬المفهوم اإلداري‪ :‬حيث يشير العالم االقتصادي ‪" :Paul Samuelson‬أن منظمات‬
‫األعمال الكبيرة هذه األيام ال تتعهد بتحقيق مسؤوليتها االجتماعية فقط‪ ،‬بل إنها يجب أن‬
‫تحاول وبشكل تام عمل ما هو أفضل"‪ ،‬فمع التطورات الحاصلة والطبيعة الجديدة للمنظمات‬
‫ظهرت فجوة كبيرة فيما يخص المفهوم الكالسيكي للمسؤولية االجتماعية واألهداف التي‬
‫تطمح المنظمة الوصول إليها‪ ،‬فتبلورت األفكار وظهر مفهوم جديد أكثر بعدا وعمقا يقوم‬
‫على فكرة أن المنظمة نظام مفتوح تحقق منفعتها الذاتية مع تحقيق منافع أخرى كإرضاء‬
‫حاجات األفراد واالهتمام بالعمال كتوفير األمن‪ ،‬السالمة‪ ،‬الرعاية الصحية‪....‬الخ‪ ،‬وما‬
‫عزز المفهوم اإلداري للمسؤولية االجتماعية مجموعة األفكار التي طرحتها لجنة التطوير‬
‫االقتصادي بوصفها المفهوم كونه "يمثل عالقة المنظمة بالزبائن والمجتمع ككل"‪.‬‬
‫‪ .3‬المفهوم البيئي‪ :‬فبعد أن أدرك المسيرون أن المسؤولية االجتماعية ال تنحصر فقط‬
‫داخل المنظمة وإنما تتعدى حدودها ذلك لتصل إلى أطراف وفئات خارجية عديدة‪ ،‬ظهر‬
‫مفهوم جديد سمي ب "المفهوم البيئي" أو "نموذج البيئة االجتماعية"‪ ،‬حيث اعتبر‬
‫المفهوم األكثر حداثة وارتباطا بالبيئة‪ ،‬وما ميز ذلك مختلف األبحاث والدراسات التي‬
‫أجراها العديد من الباحثين"على مجموع المنظمات الصناعية الكبيرة ومدى تأثيرها‬
‫على المجتمع وبها وصال إلى استنتاج مفاده ‪" :‬عندما تكون المصلحة االجتماعية العامة‬
‫هي القضية فليس هناك أي حق طبيعي يعلو تلك المصلحة"‪ ،‬بمعنى أن المصلحة العامة‬
‫للمجتمع من أولويات المنظمة وفوق أي اعتبار ذاتي؛ وبالتالي فإن مفهوم المسؤولية‬
‫االجتماعية يقوم على مدى تحقيق مصلحة المجتمع مع تحقيق األرباح على المدى‬
‫الطويل بمراعاة حاجات األفراد وتلبيتها والمحافظة على البيئة واعتبارها مسؤولية‬
‫الجميع‪.‬‬
‫وحتى وقتنا الراهن لم يتم الوصول إلى مفهوم المسؤولية االجتماعية بشكل محدد وقاطع‬
‫يكتسب بموجبه قوة إلزامية قانونية وطنية أو دولية وال تزال هذه المسؤولية في جوهرها‬
‫أدبية ومعنوية أي أنها تستمد قوتها وقبولها وانتشارها من طبيعتها الطوعية االختيارية‪،‬‬
‫ومن هنا برزت عدة تعاريف للمسؤولية االجتماعية والتي تختلف باختالف وجهات النظر‬
‫في تحديد شكلها‪ ،‬فالبعض يراها بمثابة تذكير لمنظمات األعمال بمسؤولياتها وواجباتها إزاء‬
‫مجتمعها الذي تنتسب إليه‪ ،‬بينما يرى البعض اآلخر أن مقتضى هذه المسؤولية ال يتجاوز‬
‫مجرد مبادرات اختيارية تقوم بها المنظمات صاحبة الشأن بإرادتها المنفردة اتجاه المجتمع‬
‫ويرى آخرون أنها صورة من صور المالئمة االجتماعية الواجبة على المنظمة‪.‬‬
‫‪ )3‬تعاريف مختلفة حول المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال‬
‫شهد تعريف المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال تغيرات جوهرية على‬ ‫‪.1‬‬
‫مر الزمن وال يزال يتطور مع تقدم المجتمع وتطور توقعاته‪ ،‬إذ ال يوجد تعريف يحظى‬
‫بقبول عالمي‪ ،‬كما ال يوجد توافق في اآلراء بشأن قائمة نهائية للقضايا التي يشملها‪ .‬ويسلم‬
‫عادة أن المسؤولية االجتماعية ليست عمال خيريا من جانب المنظمة وال امتثاال مطلقا‬
‫للقانون‪ ،‬والقاسم المشترك بين أكثرية التعاريف هي أن المسؤولية االجتماعية مفهوم تدرج‬
‫بموجبه المنظمات الشواغل االجتماعية والبيئية في السياسات واألنشطة الخاصة بأعمالها‬
‫قصد تحسين أثرها في المجتمع‪.‬‬
‫وتتمثل المسؤولية االجتماعية للمنظمة في إدارتها لألعمال بطريقة تستوفي أو تتجاوز‬
‫توقعات المجتمع األخالقية والقانونية والتجارية والعمومية في إدارة األعمال‪ ،‬وتعتبر‬
‫المنظمات الرائدة أن المسؤولية االجتماعية هي أكثر من مجموعة الممارسات المنفردة أو‬
‫األعمال العرضية أو المبادرات التي ستبررها عالقات السوق أو العالقات القائمة مع‬
‫الجمهور أو غيرها من فوائد األعمال التجارية‪ ،‬بل تعتبر المسؤولية االجتماعية مجموعة‬
‫شاملة من السياسات والممارسات والبرامج التي تدمج في جميع مراحل عملياتها ومراحل‬
‫اتخاذ القرار التي تدعمها وتكافئها اإلدارة العليا‪.‬‬
‫وحيث يسعى معهد األمم المتحدة لبحوث التنمية االجتماعية إلى توضيح معنى المسؤولية‬
‫االجتماعية للمنظمة والتي عرفها ب "السلوك األخالقي لمنظمة ما اتجاه المجتمع وتشمل‬
‫سلوك اإلدارة المسؤول في تعاملها مع األطراف المعنية التي لها مصلحة شرعية في منظمة‬
‫األعمال وليس مجرد حاملي األسهم"‪ ،1‬وقد يغطي المفهوم أيضا القيم المرتبطة بحماية‬
‫البيئة‪.‬‬
‫وحسب البنك الدولي فالمسؤولية االجتماعية للمنظمة ما هي "إال التزام قطاع األعمال‬
‫باإلسهام في التنمية االقتصادية المستدامة وبالعمل مع الموظفين وأسرهم والمجتمع المحلي‬
‫والمجتمع عامة من أجل تحسين نوعية حياتهم بأساليب تفيد قطاع األعمال والتنمية على حد‬
‫سواء"‬
‫وحسب مجلس األعمال العالمي للتنمية المستدامة فإن "المسؤولية االجتماعية هي االلتزام‬
‫المستمر من قبل المنظمات بالتصرف أخالقيا والمساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية‬
‫والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائالتهم والمجتمع المحلي‬
‫والمجتمع ككل" ‪ ,‬وفي حين أن المسؤولية االجتماعية هي مفهوم بموجبه تهتم المنظمات‬
‫بمصالح المجتمع عن طريق األخذ بعين االعتبار تأثير نشاطاتها على المستهلكين‬
‫والموظفين وحملة األسهم والمجتمعات والبيئة وذلك على كل أوجه عملياتها‪ ،‬عرف دركر‬
‫‪ Drucker 1977‬المسؤولية االجتماعية بأنها‪" :‬التزام المنظمة اتجاه المجتمع العاملة به‪،‬‬
‫وأن هذا االلتزام يتسع باتساع شريحة أصحاب المصالح في هذا المجتمع وتباين وجهاتهم"‪.‬‬
‫أما "‪ "Strier 1979‬فقد أشار إلى كون "المسؤولية االجتماعية ممثلة لتوقعات المجتمع‬
‫لمبادرات المنظمات في إطار مجاالت عديدة تقع تحت أبعاد المسؤولية االجتماعية التي‬
‫تتحملها المنظمات اتجاه المجتمع"‪ ،‬وفي نفس الوقت طرح ‪ Holmes‬وجهة نظر ترى في‬
‫المسؤولية االجتماعية التزاما أخالقيا وإنسانيا وأدبيا تتحمله منظمات األعمال اتجاه المجتمع‬
‫العاملة به وذلك عن طريق المساهمة بمجموعة كبيرة من األنشطة االجتماعية كمحاربة‬
‫الفقر وتحسين الخدمات الصحية ومكافحة التلوث وخلق فرص العمل وحل مشاكل اإلسكان‬
‫وغيرها"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫بالنسبة ل ‪ Davis‬المسؤولية االجتماعية للمنظمة تتمثل في القرارات التي يتخذها رجال‬
‫األعمال ألسباب قد تتجاوز المصالح التقنية و االقتصادية للمؤسسة‪.‬‬
‫وقد جاء التعريف األكثر شموال وبه كانت هناك نقلة نوعية في إغناء وتوسيع مفهوم‬
‫المسؤولية االجتماعية في إطار البحوث الرائدة ل ‪ Caroll‬حيث يرى أن "المسؤولية‬
‫االجتماعية هي التزام المنظمة بأن تضع نصب عينيها خالل عملية صنع القرارات اآلثار‬
‫والنتائج المترتبة عن هذه القرارات على النظام االجتماعي الخارجي بطريقة تضمن إيجاد‬
‫توازن بين مختلف األرباح االقتصادية المطلوبة والفوائد االجتماعية المترتبة عن هذه‬
‫القرارات"‬
‫وبالرغم من كل االختالفات والتباينات في تعريف المسؤولية االجتماعية لمنظمات‬
‫األعمال إال أن هناك جانبين يمكن التركيز عليهما األول قانوني ينطلق أساسا من العالقة‬
‫القائمة بين المجتمع والمنظمة ويتمثل مضمونها في أن هذه األخيرة لها عمليات تنفذها‬
‫وسلوكا تمارسه وأهدافا تحققها وبالتالي البد أن يكون لذلك آثاره التي تمتد لتغطي كل‬
‫المجتمع أيا كانت تلك اآلثار‪ ،‬أما الثاني يتمثل في الجانب اإلنساني ويقوم على الدور الذي‬
‫يمكن أن تلعبه المنظمة بصفتها وحدة مستقلة تعمل في مجتمع ومدى مساهمتها فيه‪ ،‬فالعالقة‬
‫التي تتكون في بيئة المنظمات هي التي تشكل المجتمع لذلك هناك التزامات اجتماعية‬
‫وإنسانية تقع تحت مسؤولية المنظمة‪.‬‬
‫إن لمن أهم أسباب التزام منظمات األعمال بالمسؤولية االجتماعية هي الضغوطات‬
‫الناتجة من المجتمع كالمنظمات غير الحكومية وجمعيات حماية المستهلك والنقابات التي لها‬
‫تأثير واسع بحشد الرأي العام ضد الممارسات غير اإلنسانية وغير األخالقية لبعض‬
‫المنظمات‪ ،‬وقد أظهرت دراسة أجريت على بعض منظمات األعمال الكندية التي تتبنى‬
‫المسؤولية االجتماعية وتمارس أدائها االجتماعي أن مجمل النتائج التي حققتها هذه‬
‫المنظمات شملت تحسين شهرة وصورة المنظمة وخاصة أمام المستثمرين‪ ،‬العاملين‬
‫والزبائن نظرا للعالقة المباشرة بينهم‪ ،‬وكذا تحسين ظروف العمل وخلق مناخ من التعاون‬
‫والترابط واالستقرار االجتماعي نتيجة لتوفر العدالة االجتماعية وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص‬
‫وبذلك تحسين نوعية الحياة في المجتمع‪.‬‬
‫‪.4‬المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال‬
‫يقول العالم األمريكي األخصائي في مجال المسؤولية االجتماعية دانييل فرانكلين‪":‬‬
‫تعتبر المسؤولية االجتماعية للمنظمات اآلن االتجاه السائد بعد أن كانت استعراضا لفعل‬
‫الخير في السابق‪ ،‬إال أن عددا قليال من المنظمات يمارسها بصورة جيدة"‪ ،‬فمن المتفق‬
‫عليه أن منظمات األعمال ليست بمنظمات خيرية وأن هاجسها األول تحقيق أكبر عائد من‬
‫الربح‪ ،‬إال أنه في وقتنا الحاضر نرى أن تقييم المنظمات لم يعد يعتمد على ربحيتها فحسب‪،‬‬
‫ولم تعد تعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط‪ ،‬وإنما ظهرت مفاهيم حديثة تساعد‬
‫على خلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة من أبرزها مفهوم‬
‫"المسؤولية االجتماعية" الذي يفرض نفسه على الساحة االقتصادية الوطنية والدولية‪.‬‬

You might also like