Professional Documents
Culture Documents
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاسي 15 - 247
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاسي 15 - 247
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاسي 15 - 247
،مقداد زينة
،) جامعة موالي الطاهر سعيدة (الجزائر،مخبر الدراسات املقارنة
mokdad.zina@univ-saida.dz
-1املرسوم الرئاس ي رقم 342/00املؤرخ في .3500/58/00املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ،ج ر
عدد ( )05املؤرخة في .3500/58/35
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 042/05
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
وعليه فإن االنطالقة الرسمية لالهتمام باملناولة كانت بصدور القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية
االقتصادية،1الذي اهتم بتفعيل دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي صدر قانونها التوجيهي في سنة
2.3550وأنشأ بعدها املجلس الوطني لترقية وتطوير املناولة في سنة 3.3552
أما بالنسبة لتنظيمات الصفقات العمومية فقد استعمل املشرع في التنظيمات السابقة امللغية مصطلح
"التعامل الثانوي" للداللة على التعاقد من الباطن في إطار الصفقات العمومية وتناوله من خالل :املرسوم
،040/13واملرسوم التنفيذي ،424/80واملرسوم الرئاس ي ،305/53واملرسوم الرئاس ي 320/05الذي جاء
بصياغة جديدة نوعا ما مع توسيع بعض الشروط الواجب توافرها في املتعامل الثانوي .إلى غاية املرسوم الرئاس ي
342/00املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام وهو الساري املفعول حاليا ،والذي أعطى
مصطلح جديد للتعاقد من الباطن بدال من "التعامل الثانوي" وهو مصطلح"املناولة" وتناولها في املواد 045إلى
044منه.
وبما أن الصفقات العمومي ة تعتبر وسيلة لتلبية حاجات املواطنين كما أنها تمثل أداة لتنمية االقتصاد
الوطني وهي ترتب حقوقا والتزامات ألطرافها 4.فإنه غالبا ما يلجأ املتعامل املتعاقد للمناولة بغية تنفيذ التزاماته
على أكمل وجه.
وعليه فإن أهمية اللجوء إلى املناولة من قبل املتعاملين املتعاقدين مع اإلدارة تفرضها اعتبارات
التخصص ،وتقسيم العمل وذلك لتحقيق نجاعة أكبر بتسهيل تنفيذ الصفقة .فقد تتوافر لدى املناول مؤهالت
تقنية خاصة ال توجد لدى املتعاقد األصلي ،كما أن تقسيم العمل يؤدي إلى تنفيذ موضوع الصفقة بأسرع وقت
وخالل اآلجال املتفق عليها .مما يساعد على تحريك عجلة املشاريع وبالتالي تحريك عجلة التنمية والنهوض
باالقتصاد الوطني وتطويره خاصة بالنظر للدور الكبير الذي تلعبه املناولة لدى املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
التي تمكنها من املنافسة مما يجعلها وسيلة فعالة في تكثيف النشاط االقتصادي وتقويته واستقراره ،وتحقيق
نوع من االندماج في االقتصاد العالمي ،فبهذا األسلوب أي املناولة تتمكن الدول من تنمية وتطوير منتجاتها ورفع
قدراتها التنافسية في األسواق املحلية والعاملية ،وكذلك رفع مستوى الرفاهية االجتماعية من خالل تخفيض
-1القانون رقم 50/11املؤرخ في ،0811/50/03يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ،ج ر العدد ،53
السنة ،30املؤرخة في .0811/50/02
-2حيث صدر األمر 51/50املتضمن القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،املؤرخ في ،3550/03/03ج ر
العدد ،22املؤرخة في .3550/03/00
-3املرسوم التنفيذي رقم 011/52املتضمن تشكيلة املجلس الوطني املكلف بترقية املناولة وتنظيمه وسيره ،املؤرخ في
،3552/54/33ج ر العدد ،38املؤرخة في ،3552/54/32ص .1
-4رقية برباوي ،بودالي محمد ،التسوية الودية للنزاعات الناتجة عن تنفيذ الصفقات العمومية في ظل املرسوم الرئاس ي
،342/00املجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ،املجلد الثالث ،العدد الخامس ،معهد العلوم القانونية واإلدارية ،املركز
الجامعي أحمد بن بحب الونشريس ي تيسمسيلت ،الجزائر ،جوان ،3501ص .040
مقداد زينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسبة البطالة وزيادة فرص العمل والتشغيل .وبالتالي يشكل موضوع املناولة أحد أهم املواضيع املطروحة اليوم
في املجال االقتصادي املحلي والعالمي خاصة مع النتائج املذهلة التي يحققها هذا األسلوب في مجال إدارة األعمال
في جودة اإلنتاج وتكلفته ووقته.
ومن هنا تثار إشكالية جوهرية تتمثل في :ما هي أحكام النظام القانوني لعقد املناولة ضمن الرؤيا
الجديدة لتنظيم الصفقات العمومية وفقا للمرسوم الرئاس ي 342/00والتي تجعله يساهم في التنفيذ الفعلي
والفعال للصفقة.
وعليه فإنه تتمحور أهداف الدراسة حول الوقوف على معالجة النظام القانوني للمناولة من خالل
نصوص املرسوم الرئاس ي 342/00املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام الذي أتى برؤية
جديدة لهذا التعامل تحت تسمية املناولة ،وذلك بإعطاء مفهوم شامل لعقد املناولة من خالل تعريفه وتمييزه
عن املفاهيم املشابهة له .وتبيان طبيعته القانونية وخصائصه وشروطه التي فرضها املرسوم ،وأنواعه وكذلك
إبراز اآلثار القانونية املترتبة عليه في إطار العالقات القانونية الناشئة عنه ،من خالل معالجة ما يترتب من
حقوق والتزامات لألطراف خاصة ما تعلق منها بنظام الدفع املباشر الذي نص عليه املرسوم 342/00والذي
يكون بين اإلدارة واملناول.
ولإلجابة على اإلشكالية املطروحة واإلحاطة بجميع جوانبها تم االعتماد على مناهج تتطلبها الدراسات
القانونية .تتمثل في املنهج الوصفي الذي يقوم على الوصف الدقيق لجميع املعلومات املتعلقة باملوضوع ،والربط
بين األسباب والنتائج وذلك ملحاولة تفسيرها قصد الوصول إلى حل لإلشكالية .واملنهج التحليلي وذلك بتحليل
مفردات هذا املوضوع وكذلك النصوص القانونية التي لها صلة به و تحليل مضمونها واإلجابة على اإلشكاليات
التي تثيرها.
وعلى ضوء هذا وبهدف اإلملام بكل ما يفيد في تفصيل وتوضيح موضوع بحثنا،تم تقسيم هذه الدراسة إلى
ُ
مبحثين ،حيث خصص املبحث األول لدراسة مفهوم املناولة من خالل التطرق إلى تعريفها وتمييزها عما يشابهها،
ُ
وتحديد طبيعتها القانونية وخصائصها ،وإبراز شروطها ،وخصص املبحث الثاني لدراسة أنواع املناولة واآلثار
املترتبة عليها من خالل التطرق إلى أنواع املناولة وآثار ها في حالة املوافقة عليها من قبل اإلدارة ،وآثار ها في حالة
عدم املوافقة عليها من قبل اإلدارة.
املبحث األول
مفهوم املناولة
لقد أصبحت املناولة محل اهتمام كبير في الوقت الحالي وذلك نظرا ألهميتها بسبب مزاياها التي تتمتع
بها ،باعتبارها املحرك الرئيس ي لعجلة التنمية ونظرا لدورها املهم في تحقيق االستقرار والتوازن االقتصادي
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 042/05
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
باعتبار أن لها تأثير في طريقة توزيع األعمال وفي شدة ونوع املنافسة في مجال الصفقات العمومية خصوصا.
فأصبحت هي األسلوب التعاقدي األمثل لتنفيذ جميع أنواع املشاريع خاصة الكبرى منها ،وهذا بسبب التطور
االقتصادي والتخصص الفني في وقت أصبح فيه من الصعب تنفيذ العقد من قبل متعاقد واحد دون اللجوء إلى
غيره لتنفيذ جزء منه معه .لذلك فإنه من األهمية بما كان التعرف على هذا املوضوع من خالل الوقوف على
مفهوم املناولة بتعريفها وتمييزها عما يشابهها (كمطلب أول) ،وبيان طبيعتها القانونية واملركز القانوني للمناول
وخصائصها (كمطلب ثاني) ،ثم بيان شروطها (كمطلب ثالث).
املطلب األول :تعريف املناولة وتمييزها عما يشابهها
من أجل فهم املناولة البد أوال من تعريفها حيث تعدد التعريفات التي أعطيت لها ،وما يساعد على فهمها أكثر
هو تمييزها عن بعض املفاهيم أو العقود املشابهة لها .وعليه سنتناول تعريف املناولة (كفرع أول) ،وتمييز املناولة
عن املفاهيم املشابهة لها (كفرع ثاني).
الفرع األول :تعريف املناولة
تعتبر املناولة شكل من األشكال التي يمكن من خاللها املساهمة في تنفيذ العقد اإلداري أو الصفقة
العمومية .وسنعالج تعريف املناولة من خالل الجانب التشريعي (أوال) والجانب الفقهي (ثانيا).
أوال :التعريف القانوني للمناولة
لقد أجاز املشرع الجزائري املناولة في القواعد العامة الواردة في القانون املدني 1في إطار الحديث عن
املقاولة الفرعية بموجب املادتين 000 ،004في القسم الثالث من الفصل األول املعنون بعقد املقاولة الوارد في
الباب التاسع املعنون بالعقود الواردة على العمل من الكتاب الثاني املعنون بااللتزامات والعقود .حيث نجد أنه
بمقتض ى املادة 004يجوز للمقاول أن يوكل تنفيذ العمل في جملته أو في جزء منه ّإلى مقاول فرعي إذا لم يمنعه
من ذلك شرط في العقد أو لم تكن طبيعة العمل تفترض االعتماد على كفاءته الشخصية ،ولكن يبقى في هذه
الحالة مسؤوال عن املقاول الفرعي تجاه رب العمل.
كما أجازها وتناول أحكامها املرسوم الرئاس ي 342 /00املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات
املرفق العام في املواد من 045إلى 044الواردة تحت القسم السادس املعنون ب "املناولة" من الفصل الرابع
املعنون بتنفيذ الصفقات العمومية وأحكام تعاقدية .ورغم أنه نص عليها إال أنه لم يعرفها .حيث أنه بعد صدور
املرسوم 342/00تم تبني مصطلح "عقد املناولة" بدل "التعامل الثانوي" ،وهو مصطلح ذو داللة قانونية ُيثنى
عليه ،كون أن املتعامل املتعاقد يحيل بطريقة عقدية جزء من املهام املنوطة به للغير بقصد القيام بها تحت
مسؤوليته القانونية وطبقا لإلجراءات والشروط املحددة في املرسوم .واملتعامل صار طرفا معنيا بتنفيذ جزء من
-1األمر رقم 01/20املتضمن القانون املدني ،املؤرخ في ،0820/58/30ج ر العدد ، 21املؤرخة في ، 0820/58/25املعدل
واملتمم.
مقداد زينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصفقة العمومية وتناول املهمة واألعمال من طرف املتعامل املتعاقد بموافقة وعلم اإلدارة املعنية ،كما أنه تميز
هذا املرسوم الجديد بوفرة كمية ونوعية في األحكام املتعلقة باملناولة1.
ُويالحظ أنه في حين أطلق القانون املدني إمكانية التعاقد الثانوي على كامل العقد فإن تنظيم الصفقات
العمومية قيد هذا اإلطالق مبينا أن التعامل الثانوي – املناولة -ال يمكن أن يمس كل موضوع الصفقة بل يجوز
أن يمس جزء منها فقط مع جعل مسؤولية املتعاقد واضحة اتجاه ما ينفذه املناول ،ولقد استبدل النص الحالي
للصفقات العمومية مصطلح "املتعامل الثانوي بمصطلح "املناول"- ،وهذا اتجاه محمود للمشرع -فمصطلح
املتعامل الثانوي يفيد أنه ثانوي بالنسبة للمصلحة املتعاقدة ورغم ذلك فله عالقة بها ،أما املناول فله عالقة
محصورة باملتعامل املتعاقد وحده2.
وبالتالي فلم يعرف املشرع الجزائري املناولة من خالل مرسوم تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات
املرفق العام رقم 342/00واكتفى بالنص على إمكانية اللجوء إليها من قبل املتعامل املتعاقد مراعيا في ذلك أنه ال
يمكن له وحده تنفيذ الصفقة بكل جزئياتها وجوانبها ،كما نظم شروطها وأحكامها .وهذا ليس بالش يء الغريب
على املشرع ذلك أن التعريف ليس من مهماته بل هو اختصاص أصيل لفقهاء القانون.
ورغم ذلك فإننا نجد أن املشرع الفرنس ي قد عرف املناولة في املادة األولى من القانون رقم - 0224/20
املتعلق بالتعاقد من الباطن -املؤرخ في 0820/03/20املعدل واملتمم حيث نصت" :التعاقد من الباطن هو
عملية بموجبها مقاول يتعاقد من الباطن وعلى مسؤوليته لشخص آخر يسمى املتعاقد من الباطن بتنفيذ كل أو
جزء من الصفقة املبرمة مع السلطة املتعاقدة"3.
لكن بالرغم من ذلك فإنه يمكن أن نستنتج تعريفا للمناولة من خالل استقراء نص املادة 045وما يليها
من املرسوم ،342/00بأنها عقد يمنح بموجبه املتعامل املتعاقد مع املصلحة املتعاقدة تنفيذ جزء من الصفقة
ملناول بموافقتها وحسب الشروط املنصوص عليها في املرسوم 342/00املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية
وتفويضات املرفق العام ،خاصة ما تعلق منها بعدم تجاوز املناولة % 45من املبلغ اإلجمالي للصفقة .إذ يبقى
املتعامل املتعاقد هو املسؤول الوحيد تجاه املصلحة املتعاقدة عن تنفيذ جزء الصفقة املتعامل فيها باملناولة.
-1د .عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 342/00املؤرخ في 00سبتمبر - ،3500التنفيذ،
الرقابة على الصفقات ،املنازعات ،جرائم الصفقات ،نهاية الصفقات ،القسم الثاني ،الطبعة الخامسة ،جسور للنشر والتوزيع،
الجزائر ،3502 ،ص .08
-2د .النوي خرش ي ،الصفقات العمومية – دراسة تحليلية ونقدية وتكميلية ملنظومة الصفقات العمومية ،-دار الهدى للطباعة
والنشر والتوزيع ،الجزائر ،3501 ،ص .201
-3د .علي عبد األـمير قبالن ،أثر القانون الخاص على العقد اإلداري ،الجزء الثاني ،الطبعة األولى ،دون دار نشر ،بيروت ،لبنان،
،3500ص .351
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 042/05
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
كما تبنى املشرع الجزائري املناولة أيضا باملفهوم االقتصادي في القانون رقم 53/02املتضمن التوجيهي
لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك ضمن الفصل الثاني املعنون بترقية املناولة ضمن الباب الثاني
املعنون ب تدابير املساعدة والدعم لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة1 .
ويجمع غالبية الفقه على أن وصف املقاولة الفرعية ال يثبت إال ضمن مجموعة عقدية تضم عقدين
اثنين وثالثة أطراف مرتبطين مثنى مثنى ،العقد األول قائم بين رب العمل واملقاول األصلي ،والعقد الثاني قائم بين
املقاول األصلي واملقاول الفرعيُ 3.ويقصد باملناولة في فقه القانون العام أنها تصرف قانوني يعهد بموجبه املتعاقد
مع اإلدارة إلى شخص آخر (املتعاقد من الباطن) -املناول -بتنفيذ جزء من محل العقد األصلي ،على أن يبقى
املتعاقد األصلي مسؤوال عن تنفيذ العقد برمته وضامنا للمتعاقد من الباطن –املناول ،-وهي تتطلب أن يكون
محل العقد األصلي قابال للتجزئة .ومن الناحية العملية نجد أن كثيرا من العقود اإلدارية تتطلب مساهمة أكثر
من شخص في تنفيذ موضوع العقد 4.ومن أمثلتها :تعاقد شخص مع اإلدارة على بناء مجمع سكني ضخم،
فاستلزمت اعتبارات التخصص وتقسيم العمل أن يقوم املقاول املتعاقد مع اإلدارة بالتعاقد من الباطن مع
شركة متخصصة لحفر األساسات ،ومع شركة متخصصة ألعمال الخرسانات املسلحة ،ومع أخرى للبناء ،ومع
شركة لتركيب املصاعد ،وغيرها...الخ5.
-1القانون رقم 53/02املتضمن القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،املؤرخ في ،3502/50/05ج ر العدد
53املؤرخة في ،3502/50/00ص .54
-2صليحة برجم ،املقاولة الفرعية ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة يوسف بن خدة ،الجزائر ،3558 ،ص .00 ،05
-3نور العمروس ي ،العقود الواردة على العمل في القانون املدني ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،3552 ،ص .050
-4د .نصري منصور نابلس ي ،العقود اإلدارية -دراسة مقارنة ،-الطبعة الثانية ،منشورات زين الحقوقية ،بيروت ،لبنان،
،3503ص .15 ،28
-5د .إبراهيم محمد علي ،آثار العقود اإلدارية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،3552 ،ص .208
مقداد زينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو بمستخدمي املتعاقد األصلي ،أو باتفاقات تسهيل العقد ،كما أن املناولة في الصفقات العمومية قد تختلط
باملناولة في عقد تفويض املرفق العام.
أوال :التمييزبين املناولة والتنازل عن العقد
يقصد بالتنازل عن العقد :حلول املتعاقد الجديد محل املتعاقد األصلي في التزاماته في مواجهة اإلدارة،
وبالتالي تنشأ بين اإلدارة وبين الحال عالقة تعاقدية مباشرة ،بل يعتبر الحال هو املسؤول الوحيد أمام اإلدارة ما
لم ينص على غير ذلك .ومن ثم يتحرر املتعاقد األصلي من التزاماته 1.كما تتحول حقوق هذا األخير أيضا للحال.
وتتميز املناولة عن التنازل عن العقد فيما يلي:
-في حالة التنازل عن العقد املسموح من اإلدارة ،املتنازل إليه يحل محل املتعاقد األصلي في كافة التزاماته
وحقوقه ،حيث تنشأ بينه وبين اإلدارة عالقة عقدية مباشرة ،،أما في حالة التعاقد من الباطن – املناولة –
املوافق عليه من اإلدارة فإنه ال يؤدي إلى حلول املتعاقد من الباطن –املناول -محل املتعاقد األصلي ،بل تبقى
العالقة العقدية بين املتعاقد األصلي واإلدارة قائمة ومباشرة ويضل مسؤوال عن تنفيذ العقد ،وقد توقع عليه
حتى الجزاءات بسبب عدم التقيد به أو التأخر فيه2.
-التنازل عن العقد ال يترتب عليه سوى تغيير في أطراف العالقة القانونية القائمة دون حدوث تغيير في
فهو بمثابة عقد جديد يضاف إلى العقد األصلي3. االلتزامات الناشئة عن العقد ،أما التعاقد الثانوي – املناولة-
ثانيا :التمييزبين املناولة ومستخدمي املتعاقد األصلي
وتختلف املناولة عن مستخدمي العقد األصلي فيما يلي4:
-البد للمتعاقد األصلي في معظم العقود اإلدارية من االستعانة بالعمال والفنيين والخبراء ...وهؤالء هم
"مستخدمو املتعاقد األصلي" ،والعقد الذي يربط املتعاقد األصلي بمستخدميه من عمال وفنيين ومهندسين هو
عقد عمل ،أما في التعاقد من الباطن – املناولة – فالعقد األصلي هو الذي يحدد طبيعة التعاقد من الباطن
(عقد أشغال عامة أو توريد...الخ).
-1د .سليمان الطماوي ،األسس العامة للعقود اإلدارية – دراسة مقارنة ،-الطبعة الخامسة ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر،
،3500ص .430
-2د .مفتاح خليفة عبد الحميد ،د .حمد محمد حمد الشلماني ،العقود اإلدارية وأحكام إبرامها ،دار املطبوعات الجامعية،
اإلسكندرية ،مصر ،3551 ،ص352؛ د .إسماعيل املحاقري ،التنازل عن العقد والتعاقد من الباطن ،مجلة البحوث القضائية،
العدد ،52املحكمة العليا –املكتب الفني ،-صنعاء ،الجمهورية اليمنية ،يونيو ،3552ص .008 ،001
-3مختارية ليازيد ،التعامل الثانوي في مجال الصفقات العمومية ،مجلة البحوث القانونية والسياسية ،العدد الثالث ،جامعة
سعيدة موالي الطاهر ،الجزائر ،3504 ،ص .020
-4د .نصري منصور نابلس ي ،املرجع السابق،ى ص .13 ،10
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 042/05
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
-يعمل مستخدمو املتعاقد األصلي تحت إشرافه وتوجيهه ،ومسؤولية املتعاقد األصلي تكيف على أنها مسؤولية
املتبوع عن أعمال تابعيه ،أما في حالة التعاقد من الباطن – املناولة – فاملتعاقد من الباطن – املناول -يعمل
مستقال ،واملتعاقد األصلي يعتبر مسؤوال عنه استنادا إلى قواعد املسؤولية العقدية على أساس العقد املبرم
بينهما.
ثالثا :التمييزبين املناولة واتفاقات تسهيل العقد
يلجأ املتعاقد األصلي إلى إبرام اتفاقات مع الغير من أجل تسهيل مهمته في تنفيذ التزاماته ،وقد تتعلق
على وجه العموم بحصوله على املواد األولية ،أو املوارد املالية أو شراء األصناف املطلوب توريدها ...الخ .وهذا
يقترب من مفهوم املناولة لذلك البد من التفرقة بينهما كما يلي:
-إن االتفاقات التي قد يرتبط بها املتعاقد ألجل الحصول على بعض املوارد املالية واملعونات الفنية أو شراء
األصناف املطلوب توريدها تعتبر جائزة كقاعدة عامة – أي دون اشتراط موافقة اإلدارة عليها -تأسيسا على مبدأ
حرية املتعاقد في اختيا ر طريقة الوفاء بالتزاماته ،وال يحد من هذا املبدأ إال إذا كان هناك مانع اتفاقي أو قانوني
يقض ي بخالف ذلك 1.أما التعاقد من الباطن – املناولة -فال يزال األصل فيه أنه محظور ،ما لم توافق عليه
الجهة اإلدارية املتعاقدة2.
-االتفاقات ال تؤدي إلى إشراك الغير مباشرة في تنفيذ جزء محدد من العقد ،ويقتصر دوره فقط على تزويد
املتعاقد مع اإلدارة بالعناصر املادية واملالية والفنية الالزمة لتنفيذ العقد ،أما في حالة التعاقد من الباطن –
املناولة -فإن املناول يتولى تنفيذ جزء من العقد املنوط باملتعاقد األصلي تنفيذه .وبالتالي يتولى املناول تنفيذ
الجزئية املعهودة إليه تنفيذا كامال ،ويكون مسؤوال عن هذا التنفيذ أمام املتعاقد األصلي3.
رابعا :التمييزبين املناولة في الصفقات العمومية واملناولة في عقد تفويض املرفق العام
ويعرف تفويض املرفق العام على أنه عقد يعهد بموجبه شخص معنوي عام مسؤول عن مرفق عام
ضمن اختصاصاته ومسؤولياته لشخص آخر إدارة واستثمار مرفق عام بصورة كلية أو جزئية مع أو بدون
منشآت عامة وملدة محددة وتحت رقابته ،وذلك مقابل عائدات يتقاضاها وفقا للنتائج املالية لالستثمار
وللقواعد التي ترعى التفويض4.
-1د .أحسان سليمان خربيط ،صعوبات تنفيذ العقد اإلداري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر ،3502 ،ص ،052
.051
-2د .علي عبد األمير قبالن ،املرجع السابق ،ص .330
-3د .نصري منصور نابلس ي ،املرجع السابق ،ص .13
-4يحي بدير ،الجوانب القانونية آللية تفويض املرفق العام على ضوء أحكام املرسوم الرئاس ي 342/00املتعلق بتنظيم الصفقات
العمومية وتفويض املرفق العام ،املجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ،معهد العلوم القانونية واإلدارية ،العدد الثالث،
املركز الجامعي أحمد ابن يحيى الونشريس ي تيسمسيلت ،الجزائر ،جوان ،3502ص .023
مقداد زينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أورد التشريع الجزائري النص على املناولة في عقد تفويض املرفق العام بموجب املادتين 00 ،05من
املرسوم التنفيذي رقم 088/01املتعلق بتفويض املرفق العام ،1حيث وردت املادتين تحت القسم الرابع من
املرسوم املعنون ب "املناولة" من الفصل الثالث املعنون ب "اتفاقيات تفويض املرفق العام" .وعرفتها املادة 05
على أن املناولة في تفويض املرفق العام هو اإلجراء الذي يعهد من خالله املفوض له لشخص آخر طبيعي أو
معنوي يدعى "املناول" تنفيذ جزء من االتفاقية املبرمة بين السلطة املفوضة واملفوض له ،شريطة أن يتضمن
هذا الجزء من االتفاقية إنجاز منشآت أو اقتناء ممتلكات ضرورية إلقامة املرفق العام أو لسيره ،وذلك في حدود
%45من اتفاقية تفويض املرفق العام.
وإن كانت نوعا املناولة يتفقان في منح جزء من العقد من قبل املتعاقد األصلي إلى املناول لتنفيذه،
وضرورة موافقة اإلدارة على ذلك ،مع اشتراط عدم تجاوز املناولة نسبة %45من العقد األصلي .إال أنهما
يختلفان من حيث النطاق فإحداهما نطاقها الصفقات العمومية واألخرى نطاقها تفويض املرفق العام؛
ويختلفان من حيث األطراف فاملناولة في الصفقة العمومية أطرافها املتعامل املتعاقد واملناول أما املناولة في
تفويض املرفق العام فأطرافها املفوض إليه واملناول؛ كما يختلفان من حيث موضوع العقد فاألولى موضوعها
تنفيذ جزء من الصفقات العمومية مهما كانت صفقات األشغال واللوازم والخدمات إال ما استثني بموجب املادة
3/045من املرسوم 342/00وملتعلقة باستثناء اللوازم العادية من نطاق موضوعها ،أما الثانية فحسب نص
املادتين 00 ،05من املرسوم 088/01فإن موضوعها تنفيذ جزء من اتفاقيات تفويض املرفق العام ويتعلق
بإنجاز املنشآت أو اقتناء املمتلكات الضرورية إلقامة املرفق العام أو لتسييره.
املطلب الثاني :الطبيعة القانونية للمناولة واملركزالقانوني للمناول وخصائصها
إن دراسة املناولة تفرض ضرورة تبيان طبيعتها القانونية وبيان املركز القانوني للمناول ،وذلك لتفادي
اللبس في معرفة االختصاص القضائي بمنازعاتها من جهة ،وكذلك معرفة اآلثار القانونية املترتبة عليها بدقة
خاصة بالنسبة للمناول حماية لحقوقه من جهة أخرى (الفرع األول) .وبالتالي يمكن لنا أن نستنتج من كل ما
تقدم مجموعة من الخصائص تتميز بها املناولة (الفرع الثاني).
الفرع األول :الطبيعة القانونية للمناولة واملركزالقانوني للمناول
أما بالنسبة للطبيعة القانونية للمناولة ،فإن العقد الذي ينشأ بين املتعاقد األصلي واملتعاقد من الباطن
-املناول -والذي وافقت عليه اإلدارة هو عقد مدني يخضع ألحكام القانون الخاص ويختص القضاء العادي
-1املرسوم التنفيذي رقم 088/011يتعلق بتفويض املرفق العام ،املؤرخ في ،3501/51/53ج ر العدد ،41املؤرخة في
،3501/51/50ص .4
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 042/05
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
بالفصل في املنازعة املتعلقة به 1.وتجدر اإلشارة إلى أن عقد املناولة يجب أن يحتوي وجوبا على مجموعة من
املعلومات والبيانات والتي اشترطها املرسوم ،2 342/00وتتمثل في :اسم ولقب وجنسية الشخص الذي يلزم
مؤسسة املناولة ،اسم ومقر مؤسسة املناولة عند االقتضاء ،موضوع ومبلغ الخدمات محل املناولة ،األجل
والجدول الزمني النجاز الخدمات محل املناولة وكيفيات تطبيق العقوبات املالية عند االقتضاء ،طبيعة األسعار
وكيفيات الدفع وتحيين األسعار ومراجعاتها عند االقتضاء ،كيفيات استالم الخدمات ،تقديم الكفاالت
واملسؤوليات والتأمينات ،تسوية النزاعات.
أما بالنسبة للمركز القانوني للمناول ،فإنه ليس طرفا في العقد اإلداري املبرم بين اإلدارة واملتعاقد األصلي ،ومن
ثم فليس بوسعه مطالبة اإلدارة بالوفاء باملقابل املادي ملا أداه من أعمال لصالحها ،إذا لم يوف املتعاقد األصلي
له بهذا املقابل ،ومع ذلك بوسع املتعاقد مطالبة اإلدارة رغم عدم وجود عالقة تعاقدية تجمعه معها بتعويضه
على أساس نظرية اإلثراء بال سبب إذا توافرت شروطها 3.لكن يبقى هذا هو األصل ما لم ينص القانون على
خالف ذلك .حيث يمكن للقوانين املنظمة للصفقات العمومية أن تسمح بأن تقوم اإلدارة بالرغم من عدم وجود
عالقة مباشرة تجمعها باملناول بالدفع مباشرة للمناول حماية له من إعسار املتعاقد األصلي أو إفالسه4.
-1د .عبد العزيز خليفة ،الوجيز في األسس العامة للعقود اإلدارية ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة ،مصر ،3551 ،ص .080
-2نصت املادة 044من املرسوم الرئاس ي 342/00على تلك البيانات.
-3د .عبد العزيز خليفة ،املرجع السابق ،ص .080
-4لقد نصت على ذلك املادة 3/042من املرسوم الرئاس ي . 342/00وسنفصل الحقا في أحكام الدفع املباشر للمناول من قبل
املصلحة املتعاقدة في املبحث الثاني من هذه الدراسة املتعلق بآثار املناولة.
-5مختارية ليازيد ،املرجع السابق ،ص .023
مقداد زينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقد املناولة من العقود امللزمة لجانبين :ألنه بمجرد إبرام العقد يترتب التزامات على عاتق كل من عاقديه،
فيلتزم املتعاقد األصلي كقاعدة عامة بتقديم مقابل مادي معلوم ،نظير تعهد املتعاقد من الباطن – املناول -
يء1. بتقديم عمل أو صنع ش
-عقد املناولة من عقود املعاوضة :فمن خالل الخاصية السابقة نستنتج خاصية أخرى وهي أن عقد املناولة
من عقود املعاوضة وليس من عقود التبرع ذلك أن كال الطرفان يتلقيان مقابال عن تنفيذهما اللتزاماتهما،
فاملناول يؤدي عمله نظير مقابل مادي يدفعه املتعاقد األصلي والعكس.
-التبعية واالستقالل :فاملقصود بالتبعية أنه ال يمكن تصور وجود التعاقد الثانوي -املناولة -إال إذا كان هناك
عقد أصلي حيث أن املناولة من العقود الثانوية وهو عمل يستند لتنفيذ جزء من العقد األصلي 2.وخاصية
التبعية تؤدي إلى وحدة الهدف الذي ترجوه الجهة اإلدارية من تنفيذ العقد اإلداري مع التعاقد من الباطن –
املناولة -وهو تحقيق املصلحة العامة واملساهمة في تسيير املرفق العام 3.أما عن خاصية االستقالل فن التعاقد
الثانوي -املناولة -يفترض وجود عقدين متميزين يستقل كل منهما عن اآلخر وهما العقد األصلي والعقد الثانوي
وبالرغم من هذا االستقالل بين العقدين إال أنهما يشتركان معا من حيث املحل واملوضوع وعهو القيام بعمل
معين لصالح صاحب العمل4.
-1د .خالد غازي أبو عرابي ،املقاولة من الباطن في ضوء أحكام القضاء والتشريع ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن،
،3558ص .33
-2مختارية ليازيد ،املرجع السابق ،ص .023
-3د .علي عبد األمير قبالن ،املرجع السابق ،ص .304
-4مختارية ليازيد ،املرجع السابق ،ص .023
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 042/05
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
وعلى البدل أي تعيين أجر العمل املطلوب القيام به وذلك حسب طبيعته وحجمه 1.وفي إطار الحديث عن
التراض ي البد من التعريج على شرط أهلية املتعاقد املتعلق بالرضا ،حيث يعتبر عقد التعامل الثانوي–املناولة-
من عقود التصرف ،إذ يشترط في املتعامل املتعاقد أهلية التصرف باعتباره يلتزم بدفع األجر وعلى هذا األساس
يجب أن يكون بالغا سن الرشد غير محكوم عليه بوالية أو وصاية وال محجور عليه 2.وكذلك األمر بالنسبة
للمناول .وعليه يجب أن تخلو إرادة كال الطرفين من عيوب اإلرادة كالغلط واإلكراه والتدليس أو االستغالل وإال
كان العقد قابال لإلبطال ممن كانت إرادته معيبة.
ويتمثل الشرط الثاني في املحل وهو العملية القانونية املراد تحقيقها من العقد ،واملناولة تهدف إلى تحقيق
هدف ومحل العقد األول فالعقدان هدفهما ومحلهما مشترك.3ويجب أن يكون العمل ممكنا ومحددا ومشروعا،
كما يعتبر محال للمناولة األجر أو املقابل املالي الذي يقدمه املتعامل املتعاقد للمناول عند تنفيذه اللتزاماته.
ويتمثل الشرط الثالث في السبب ،حيث أن سبب عقد املقاولة من الباطن -املناولة -هو عقد املقاولة
األصلي ويشترط أن يكون السبب موجودا ومشروعا4.
و يجب أن يحدد صراحة املجال الرئيس ي لتدخل املناولة بالرجوع إلى بعض املهام األساسية التي يجب أن
تنفذ من طرف املتعامل املتعاقد في دفتر الشروط وفي الصفقة إذا أمكن 6.،والحكمة من هذا الشرط تحديد
املناولة7. مجال املناولة في مرحلة مبكرة وليس في مرحلة التنفيذ فيصبح كل أطراف الصفقة على علم بمجال
غير أنه وطبقا للمادة 3/045فإن مجال املناولة ال ينبغي أن يشمل صفقات اقتناء اللوازم العادية وهي اللوازم
ولقد استقر القضاء اإلداري على ضرورة موافقة اإلدارة على التعاقد من الباطن – املناولة -وذلك كأثر
إلعمال االعتبار الشخص ي في تنفيذ العقود اإلدارية والذي يلقي على املتعاقد مع اإلدارة واجب تنفيذ العقد
اإلداري بنفسه .وإعماال لقاعدة توازي األشكال فإن سلطة إبرام العقد هي املكلفة باملوافقة عليه2.
ويجب الحصول على املوافقة كتابة وهي تخضع للسلطة التقديرية لإلدارة ،غير أن هذا التقدير يخضع ملعقولية
السبب املانع فيما لو امتنعت عن منح تلك املوافقة 3.فسبب الرفض يجب أن يكون معقوال متصال بالصالح
العام كضعف الكفاءة املالية أو الفنية للمتعاقد .ولقد نصت املادة 042املطة 3من املرسوم 342/00على شرط
موافقة اإلدارة على املناولة واشترطت أن تكون كتابية .كما أن شرط املوافقة تمحور حول قبول فكرة املناولة
وعلى شخص املناول -بالتأكد من قدراته التقنية واملالية واملهنية -بالرجوع للمادة 20من نفس املرسوم هذا من
جهة وعلى شروط الدفع الخاصة باملناول من جهة أخرى وغاية هذه املوافقة املزدوجة حماية املناول من جهة
وذلك من خالل تسهيل سير إجراءات املحاسبة املالية له ,وحماية اإلدارة من جهة أخرى بمعرفتها لعمل املناول
وتمكينها من مراقبة سير العمل واالطالع على وضعية املناول املهنية واملالية4.
كما يقع على عاتق املناول بحسب نص املادة 043من املرسوم 342/00أن يصرح للمصلحة املتعاقدة
بأنه متواجد في مكان التنفيذ ،وهذا يعكس جديته والتزامه ،وفي حال وجوده في مكان التنفيذ دون علم املصلحة
املتعاقدة ،فتقوم هذه األخيرة بتوجيه إعذار للمتعاقد معها لتدارك األمر -في أجل ثمانية ( )1أيام ،وإال اتخذت
-1تجدر اإلشارة أن املادة 042املطة 0من املرسوم 342/00نصت على أن التصريح باملناول أثناء تنفيذ الصفقة وقبول شروطه
املتعلقة بالدفع يتم طبقا للنموذج الذي يحدد بموجب قرار وزير املالية .ويتمثل هذا القرار في قرار وزير املالية املؤرخ في
3500/03/08الذي يحدد نماذج التصريح بالنزاهة والتصريح باالكتتاب ورسالة التعهد والتصريح باملناول ،ج ر العدد 02
املؤرخة في .3500/52/00
-2د .عبد العزيز عبد املنعم خليفة ،تنفيذ العقد اإلداري وتسوية منازعاته قضاء وتحكيما ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،
مصر ،3505 ،ص .304
-3د .محمود خلف الجبوري ،العقود اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،3505 ،ص 014؛
يونس إسماعيل كه ردى أحكام الفسخ في العقود اإلدارية –دراسة مقارنة ،-الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،
مصر ،3500 ،ص .001
-4فضيلة شعبان ،نطاق تطبيق أحكام املقاولة من الباطن في ظل املرسوم الرئاس ي ،342/00مجلة العلوم القانونية
حمة لخضر بالوادي -الجزائر ،أفريل ،3508ص والسياسية ،املجلد ،05العدد ،50كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة ّ
.015 ،028
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 042/05
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
بصدده كل اإلجراءات القسرية ،وهذا شرط تنظيمي يحدد املسؤوليات ويضبط كل تدخل في مرحلة تنفيذ
الصفقة1.
باإلضافة إلى هذه الشروط أضافت املادة 044من املرسوم 342/00جملة من الشروط الشكلية أو البيانات التي
يجب أن يتناولها عقد املناولة والتي سبق ذكرها.
املبحث الثاني
أنواع املناولة واآلثاراملترتبة عليها
تتنوع املناولة بحسب الزاوية التي ُينظر إليها منها .ومهما اختلفت أنواعها فإن ما ال شك فيه أنها تخضع كلها
لنظام قانوني موحد ،وأنه تترتب عليها –أي املناولة -باعتبارها من العقود الثانوية الدخيلة على العقد اإلداري
واملزروعة فيه ،جملة من اآلثار في إطار العالقات القانونية الناشئة بموجبها ،التي تختلف بحسب ما إذا تمت
املناولة بموافقة اإلدارة أو بدون موافقتها .وعليه سنتناول أنواع املناولة (كمطلب أول) ،آثار املناولة في حالة
موافقة اإلدارة عليها (كمطلب ثاني) ،وآثار املناولة في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها (كمطلب ثالث).
املطلب األول :أنواع املناولة
تتنوع املناولة إلى صور وأشكال مختلفة نظرا لطبيعتها وخصائصها املميزة لها عن غيرها من العقود
وتتمثل هذه األنواع فيما يلي2:
-املناولة املفروضة واملناولة االختيارية :وبالنسبة لألولى تفرض اإلدارة على املتعاقد مؤسسة أو شركة معينة
للتعاقد معها من الباطن ،أما الثانية فيلعب املتعاقد دورا جوهريا في اختيار املتعامل الثانوي -املناول -؛ املناولة
على درجة واحدة وعلى املناولة على درجات :ففي األولى يكون لدينا متعامل ثانوي -مناول -واحد ،أما الثانية
فيكون لدينا أكثر من متعاقد ثانوي ويطلق عليه التعاقد الثانوي بالتسلسل؛ املناولة ذات الطبيعة الشفافة
واملناولة املبهمة :فاألولى ال يكون التعامل الثانوي مستقال عن العقد األصلي وإنما مرتبط به ،أما في الثانية فال
يشير املتعاقدان إلى العقد األصلي املبرم بين الجهة اإلدارية واملتعاقد األصلي أي أنهما ال يريدان االرتباط به وإنما
التحرر منه؛ املناولة ذات الطبيعة التكاملية واملناولة ذات الطبيعة الظرفية :ومناط التفرقة بين هاتين
الصورتين هو طبيعة العمل ونوعيته وما إذا كان من جنس عمل املتعاقد األصلي أو أنه يخرج من تخصصه.
املطلب الثاني :آثاراملناولة في حالة موافقة اإلدارة عليها
-1د .عمار بوضياف ،املرجع السابق ،ص .04 ،02وسنفصل شرح حالة عدم موافقة اإلدارة على املناول في املبحث الثاني
املتعلق بأنواع وآثار املناولة.
-2أنظر في هذا الصدد ،مختارية ليازيد ،املرجع السابق ،ص .023 ،020
مقداد زينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املناولة عملية عقدية تفترض وجود ثالثة أطراف وبالنتيجة ثالث عالقات قانونية ترتب آثارها عليها
وتتمثل في :عالقة املصلحة املتعاقدة واملتعاقد األصلي وعالقة املصلحة املتعاقدة واملناول وعالقة املناول
واملتعاقد األصلي .وهذا ما سنتناوله في الفروع اآلتية:
الفرع األول :آثاراملناولة بالنسبة لعالقة املصلحة املتعاقدة باملتعاقد األصلي
إن موافقة اإلدارة على التعاقد من الباطن –املناولة -ليس لها أثر على العالقة العقدية بين اإلدارة
واملتعاقد األصلي فهذه العالقة تبقى قائمة ويبقى املتعاقد األصلي مسؤوال شخصيا عن تنفيذ كامل االلتزامات
التي ينص عليها العقد األصلي .وهذا يعد تأكيدا ملبدأ استمرارية املسؤولية الشخصية للمتعاقد عن العقد
بـأكمله ،وتتواجد هذه املسؤولية حتى ولو لم ينص عليها في العقد ما لم يكن هناك شرط عقدي يخالف
ذلك1.وعليه يظل املتعاقد األصلي مسؤوال عن تنفيذ كامل العقد حتى بالنسبة للجزء الذي كلف املناول
بتنفيذه وهذا ما أكدته املادة 040من املرسوم 342/00وهذا قد يؤدي إلى فرض جزاءات على املتعامل املتعاقد
األصلي إذا أخل املناول بالتزاماته .وال يحق لهذا األخير االعتراض على هذا الجزاء.
الفرع الثاني :آثاراملناولة بالنسبة لعالقة املصلحة املتعاقدة باملناول
إن موافقة اإلدارة على التعاقد من الباطن -املناولة -ال تنشأ عنها أية عالقة عقدية بين اإلدارة واملتعاقد
من الباطن –املناول -ومن ثم ال يكون هذا األخير طرفا في العقد األصلي ،وكل ما يترتب من أثر على هذه املوافقة
هو أن هذا العقد –عقد املناولة -يكون مشروعا ،ومن ثم ال تستطيع اإلدارة التنكر له بعد ذلك ،وإال ارتكبت
خطأ عقديا يوجب مسؤوليتها بالتعويض أما املتعاقد األصلي ،وبذلك ال توجد عالقات قانونية بين اإلدارة
واملناول -،فاألصل -أن دفع الثمن يتم للمتعاقد األصلي حتى بالنسبة لجزء األعمال املنفذة بواسطة املناول أما
بالنسبة للتشريع الفرنس ي فقد عدل عن هذا الوضع وسمح بوجود تسوية مباشرة بين اإلدارة واملتعاقد من
الباطن-املناول -مما يؤدي إلى قيام عالقة قانونية جديدة ومباشرة بينهما إال ان هذه العالقة تقتصر على تسوية
الثمن فقط2.
ولقد أخذ املشرع الجزائري بنظام الدفع املباشر بموجب املادة 042مطة 3من املرسوم 342/00التي
نصت على أن املناول يقبض مستحقاته مباشرة من املصلحة املتعاقدة حسب كيفيات يضبطها قرار صادر عن
وزير املالية 3.ونصت املادة 3من هذا القرار على شروط الدفع املباشر إذا كانت الخدمات الواجب تنفيذها من
وإذا رفض صاحب الصفقة الدفع املباشر للمتعامل للمناول ،يجب أن يبرر ذلك ،وفي هذه الحالة ال يمكن
للمصلحة املتعاقدة أن تدفع إال الجزء غير املتنازع عليه 2.وتجدر اإلشارة إلى أنه على صاحب الصفقة أن
يستظهر في فواتيره أو كشوفه مبلغ األداءات التي كانت محل دفع مباشر للمناول3.
كما أخذ املشرع الجزائري بالدفع املباشر في القواعد العامة في القانون املدني بموجب املادة 0/000منه،
كما أعطت نفس املادة للمقاول الفرعي حق االمتياز في حالة توقيع الحجز على أموال املقاول األصلي.
وفي األخير يمكن القول أن مسؤولية املناول اتجاه اإلدارة مسؤولية تقصيرية نظرا النتفاء الرابطة العقدية
املباشرة بينهما وذلك في الحاالت التي يرتكب فيها املناول خطأ جسيما في التنفيذ ،ينم عن جهل واضح باألصول
الفنية الواجب مراعاتها4.
وبالتالي فإنه يترتب على املناولة حقوق والتزامات بين املناول واملتعامل املتعاقد .وحقوق املتعامل الثانوي
-املناول -تتمثل أساس في التزامات املتعامل املتعاقد بتمكين املناول من إنجاز العمل ،وعليه بتنسيق العمل بين
املناول وعماله الفنيين أو بين املناولين في حالة تعددهم مع هؤالء العمال ،كما يلتزم املتعامل املتعاقد بتسلم
العمل من املناول بعد إنجازه ،ويتوجب على املتعامل املتعاقد املبادرة إلى معاينته في أقرب وقت كما يلتزم هذا
األخير بدفع األجر إلى املناول 3.أما بالنسبة اللتزامات املناول فهي تمثل في نفس الوقت حقوقا للمتعاقد األصلي.
وهي تتمثل في قيامه بإنجاز العمل محل العقد وااللتزام بتسليم العمل بعد اإلنجاز ،فإذا لم يقم املناول بتسليم
العمل كامال في املكان والزمان الواجب تسليمه فهما ،فإنه يكون قد أخل بالتزامه بالتسليم ،فيكون للمتعامل
املتعاقد طبقا للقواعد العامة إما طلب التنفيذ العيني أو طلب الفسخ مع التعويض في الحالتين إذا كان له
مقتض ى بشرط قيام املتعامل املتعاقد بإعذار املناول بالتسليم ،وللقاض ي البت في طلب التنفيذ العيني إذا كان
ذلك ممكنا ،مع جواز االلتجاء إلى التهديد املالي إلجبار املناول على التنفيذ .كما يقع على املناول االلتزام بضمان
العمل ،وإذا أخل بهذا االلتزام ينحصر حق املتعامل املتعاقد في رجوعه على املناول باملطالبة بالتنفيذ العيني ،أي
بما يتناسب مع الضرر الذي لحق به4 . بإصالح الضرر متى كان ذلك ممكنا أو يطلب تخفيض األجر
املطلب الثالث :آثاراملناولة في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها
عدم موافقة اإلدارة على املناولة تكون عند إبرام املتعاقد األصلي اتفاق املناولة لتنفيذ جزء من عقده
اإلداري دون الحصول على موافقة الجهة اإلدارية املتعاقدة ودون الرجوع إليها في هذا الشأن ،أو أن املتعاقد
األصلي قدم طلبا إلى املصلحة املتعاقدة يبدي فيه رغبته في التعاقد من الباطن ويطلب منها املوافقة على ذلك،
لكنها ترفض وعلى الرغم من ذلك يقوم املتعاقد األصلي بإبرام عقد املناولة لتنفيذ جزء من التزاماته املترتبة
وسنتناول آثارها في هذه الحالة بالنسبة لعالقة اإلدارة باملتعاقد األصلي (كفرع أول) وآثارها بالنسبة
لعالقة اإلدارة باملناول (كفرع ثاني) ،وآثارها بالنسبة لعالقة املتعاقد األصلي باملناول (كفرع ثالث).
الفرع األول :آثاراملناولة بالنسبة لعالقة اإلدارة باملتعاقد األصلي في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها
إن اللجوء إلى املناولة بدون موافقة جهة اإلدارة يعتبر إهدارا كامال لفكرة االعتبار الشخص ي وعليه فإن
مصيره هو البطالن ،إذ ال يمكن للمناول أن يحتج به في مواجهة اإلدارة وال تنشأ أية رابطة عقدية تجمع بينها وبين
املناول نظرا لعدم موافقتها ،وبذلك يضل املتعاقد األصلي هو املسؤول أمام اإلدارة 2.بل أكثر من ذلك حيث يعد
هذا التصرف خطأ تعاقديا خطيرا وقع فيه املتعاقد األصلي يرتب مسؤوليته عن األضرار الناجمة عنه ،كما أن
يبرر توقيع أقس ى الجزاءات- ،فقد يصل األمر إلى حد -فسخ العقد على مسؤولية املتعاقد األصلي ،سواء تم
النص على هذا الجزاء في العقد أو لم يتم النص عليه غال إذا تم استبعاده صراحة3.
ولقد أكدت على ذلك املادة 3/043من املرسوم 342/00السالفة الذكر وكرست حق اإلدارة في فرض
تدابير قسرية ضد املتعاقد في هذه الحالة .ولكن لم تبين لنا هذه املادة ما هي هذه التدابير القسرية على خالف ما
جاء في دفتر الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال العمومية لسنة 4،0804فحسب املادة 2/00
منه فإنه إذا قام املقاول دون إذن بالتعاقد مع مقاول فرعي يجوز عند ذلك ودون إنذار مسبق تطبيق اإلجراءات
الواردة في املادة ،20وهذه األخيرة تنص على التدابير القسرية التي يتم اتخاذها من طرف اإلدارة في حالة عدم
تنفيذ املقاول شروط الصفقة وكذلك أوامر املصلحة املتعاقدة.
الفرع الثاني :آثاراملناولة بالنسبة للعالقة بين اإلدارة واملناول في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها
في هذه الحالة أكد القضاء اإلداري على عدم وجود عالقة عقدية مباشرة بين اإلدارة واملتعاقد من
الباطن لبطالن التنازل ،أي انعدام العالقة العقدية بينهما ،فاإلدارة ليست طرفا في اتفاق التعاقد من الباطن –
املناولة ،-وبالتالي ال تقوم املسؤولية العقدية بينهما ،واألصل أنه ال يجوز له مطالبتها على أساس عقدي بأن تدفع
أو أنه يرجع عليها بصفته دائنا للمقاول املتعاقد معها -املتعاقد األصلي -ويطالبها بحقوقه املدنية عن طريق
الدعوى املباشرة وفقا للقواعد املقررة في القانون املدني2.
الفرع الثالث :آثاراملناولة بالنسبة للعالقة بين املتعاقد األصلي واملناول في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها
إن آثار التعاقد من الباطن –املناولة -غير املرخص به على عالقة املتعاقد األصلي باملتعاقد من الباطن -
املناول -ال تختلف عن تلك املترتبة على التعاقد املرخص به ،وهذه العالقة تعتبر رابطة من روابط القانون
الخاص ،واختصاص القضاء العادي بالفصل في املنازعات الناشئة عنها3.
خاتمة:
حاولنا من خالل موضوع بحثنا الوقوف على النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية وفقا
للمرسوم 342/00الذي أتى برؤيا جديدة للتعاقد من الباطن في العقد اإلداري حيث أسماه باملناولة وهو
مصطلح جديد لم يستخدمه املشرع إال بموجب هذا املرسوم ،حيث كان يستخدم سابقا مصطلح التعامل
الثانوي .وعالجنا األحكام الجديدة للمناولة التي جاء بها املرسوم 342/00والتي تميزت بوفرة كمية ونوعية ،مع
االستعانة بأحكام القواعد العامة للقانون املدني عند الحاجة لذلك .وتوصلنا لجملة من النتائج:
-غياب تعريف تشريعي للمناولة في التشريع الجزائري للصفقات العمومية.
-املناولة رابطة عقدية مكتوبة بين املتعامل املتعاقد األصلي مع اإلدارة واملناول ويجب أن تحوي جملة من
البيانات املنصوص عليها تنظيما ،يكلف بموجبها املتعاقد األصلي املناول بتنفيذ جزء من الصفقة العمومية
شريطة أن يكون موضوعها قابال للتجزئة وأن ال تتجاوز املناولة %45من املبلغ اإلجمالي للصفقة ،وذلك تحت
مسؤولية املتعاقد األصلي الذي تبقى مسؤوليته كاملة عن التنفيذ في مواجهة اإلدارة حتى ولو قصر املناول في
ذلك.
-تتميز املناولة بجملة من الخصائص املميزة لها والتي تجعلها تتميز عن املفاهيم املشابهة لها كالتنازل عن العقد،
ومستخدمي العقد األصلي ،واتفاقات تسهيل العقد ،واملناولة في تفويض املرفق العام.
-تعتبر املناولة عقد من عقود القانون الخاص رغم أنها مزروعة في عقد إداري تحكمها أحكام القانون الخاص
ونزاعاتها ينظر فيها القضاء العادي .وال يعتبر املناول طرفا في الصفقة العمومية املبرمة بين اإلدارة واملتعاقد
-القانون رقم 53/02املتضمن القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،املؤرخ في
،3502/50/05ج ر العدد 53املؤرخة في ،3502/50/00ص .54
-0األوامر:
-األمر رقم 01/20املتضمن القانون املدني ،املؤرخ في ،0820/58/30ج ر العدد ، 21املؤرخة في
، 0820/58/25املعدل واملتمم.
-األمر 51/50املتضمن القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،املؤرخ في
،3550/03/03ج ر العدد ،22املؤرخة في .3550/03/00
-8املراسيم:
النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 042/05
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ
-املرسوم الرئاس ي رقم 342/00املؤرخ في .3500/58/00املتضمن تنظيم الصفقات العمومية
وتفويضات املرفق العام ،ج ر عدد ( )05املؤرخة في .3500/58/35
-املرسوم التنفيذي رقم 011/52املتضمن تشكيلة املجلس الوطني املكلف بترقية املناولة وتنظيمه
وسيره ،املؤرخ في ،3552/54/33ج ر العدد ،38املؤرخة في ،3552/54/32ص .1
-املرسوم التنفيذي رقم 088/011يتعلق بتفويض املرفق العام ،املؤرخ في ،3501/51/53ج ر العدد ،41
املؤرخة في ،3501/51/50ص .4
-4القرارات:
-قرار مؤرخ في ،0804/00/30املتضمن املصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة املطبقة على
صفقات األشغال الخاصة بوزارة تجديد البناء واألشغال العمومية والنقل ،ج ر عدد ،50املؤرخة في
.0800/50/08
-قرار وزير املالية الصادر بتاريخ ،3500/52/31يتعلق بكيفيات الدفع املباشر للمتعامل الثانوي ،ج ر
عدد ،34املؤرخة في .3500/54/35
-قرار وزير املالية املؤرخ في 3500/03/08الذي يحدد نماذج التصريح بالنزاهة والتصريح باالكتتاب
ورسالة التعهد والتصريح باملناول ،ج ر العدد 02املؤرخة في .3500/52/00
ثانيا :املراجع
-0املؤلفات:
-إبراهيم محمد علي ،آثار العقود اإلدارية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.3552 ،
-أحسان سليمان خربيط ،صعوبات تنفيذ العقد اإلداري ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر،
.3502
-خالد غازي أبو عرابي ،املقاولة من الباطن في ضوء أحكام القضاء والتشريع ،الطبعة األولى ،دار وائل
للنشر ،عمان ،األردن.3558 ،
-سليمان الطماوي ،األسس العامة للعقود اإلدارية – دراسة مقارنة ،-الطبعة الخامسة ،دار الفكر
العربي ،القاهرة ،مصر.3500 ،
-عبد العزيز خليفة ،الوجيز في األسس العامة للعقود اإلدارية ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة ،مصر،
.3551
-عبد العزيز عبد املنعم خليفة ،تنفيذ العقد اإلداري وتسوية منازعاته قضاء وتحكيما ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر.3505 ،
مقداد زينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-علي عبد األـمير قبالن ،أثر القانون الخاص على العقد اإلداري ،الجزء الثاني ،الطبعة األولى ،دون دار
نشر ،بيروت ،لبنان.3500 ،
-عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي 342/00املؤرخ في 00سبتمبر
- 3500التنفيذ ،الرقابة على الصفقات ،املنازعات ،جرائم الصفقات ،نهاية الصفقات ،القسم الثاني،
الطبعة الخامسة ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر.3502 ،
-محمود خلف الجبوري ،العقود اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.3505
-مفتاح خليفة عبد الحميد ،د .حمد محمد حمد الشلماني ،العقود اإلدارية وأحكام إبرامها ،دار
املطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.3551 ،
-نصري منصور نابلس ي ،العقود اإلدارية – دراسة مقارنة ،-الطبعة الثانية ،منشورات زين الحقوقية،
بيروت ،لبنان.3503 ،
-نور العمروس ي ،العقود الواردة على العمل في القانون املدني ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية ،مصر،
.3552
-النوي خرش ي ،الصفقات العمومية – دراسة تحليلية ونقدية وتكميلية ملنظومة الصفقات العمومية ،-
دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.3501 ،
-يونس إسماعيل كه ردى ،أحكام الفسخ في العقود اإلدارية –دراسة مقارنة ،-الطبعة األولى ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر.3500 ،
-3الرسائل واملذكرات الجامعية:
أ -رسائل الدكتوراه:
-فوزية هاشمي ،آثار تنفيذ الصفقات العمومية على الطرفين املتعاقدين –دراسة مقارنة -أطروحة
دكتوراه في العلوم ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الجياللي اليابس –سيدي بلعباس،
الجزائر.3501/3502 ،