النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاسي 15 - 247

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

830 /853 .

‫) ـ ـ ص‬0600( 60 ‫ العدد‬،60 ‫املجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ـ ـ املجلد‬

042/05 ‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي‬


The Legal System for Handling in Public Transactions, in Accordance with the
Presidential Decree 15/247

،‫مقداد زينة‬
،)‫ جامعة موالي الطاهر سعيدة (الجزائر‬،‫مخبر الدراسات املقارنة‬
mokdad.zina@univ-saida.dz

2021/50/50 :‫تاريخ النشر‬ 2021/50/32 :‫تاريخ القبول‬ 2021/04/23 :‫تاريخ اإلرسال‬


***********
:‫ملخص‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى معالجة النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية من خالل تحليل نصوص املرسوم‬
‫ وذلك بإعطاء مفهوم شامل لعقد‬،‫ املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام الناظمة لها‬342/00 ‫الرئاس ي‬
‫ وتعتبر املناولة كعقد ثانوي تابع الصفقة العمومية إستراتيجية اقتصادية تدفع‬.‫املناولة وإبراز اآلثار القانونية املترتبة عليه‬
‫عجلة التنمية وتزيد النجاعة االقتصادية في الدولة من خالل دورها الفعال في التنفيذ السريع للصفقة القائم على اعتبارات‬
‫ الذي اهتم‬342/00 ‫التخصص وتقسيم العمل وهذا ما جعل املشرع يعطيها اهتماما كبيرا مؤخرا خاصة من خالل املرسوم‬
.‫بترقيتها وتدارك النقص الذي كان حاصال فيها‬
:‫كلمات مفتاحية‬
.‫ مصلحة متعاقدة‬،‫ املناول‬،‫ املناولة‬،‫ املتعاقد األصلي‬،‫صفقة عمومية‬
Abstract:
This study aims to address the legal system for handling in public transactions by analyzing
the texts of the Presidential Decree 15/247 that includes the regulation of public transactions and
the mandates of the public utility that regulate them, by giving a comprehensive concept to the
handling contract and highlighting the legal implications of it. Handling as a secondary contract
subordinate to the public transaction, is an economic strategy that drives development and
increases economic efficiency in the country through its effective role in the rapid implementation
of the deal based on considerations of specialization and division of labor. This is what made the
legislator give it great attention recently, especially through the Decree 15/247 which focused on
promoting it and remedying the deficiency that was occurring in it.
Key Words:
Public transaction, original contractor, handling, handler, contracting interest.
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تخضع اإلدارة إلى إجراءات دقيقة ومحددة طبقا لقانون الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪،1‬‬
‫لغرض الوصول إلى الشخص املناسب الذي تتوافر فيه املقدرة الفنية واملالية لقيامه بتنفيذ العقد اإلداري‪ .‬ومن‬
‫هنا فإن االعتبار الشخص ي له أهمية بالغة لدى اإلدارة ذلك أنها اختارت املتعاقد على أساسه‪ ،‬هذا ما يرتب‬
‫التزاما جوهريا على عاتق املتعاقد الذي يتم إرساء الصفقة عليه بأن يؤدي العمل التعاقدي املنوط به وينفذه‬
‫بنفسه‪ .‬وهذا هو األصل في العقود اإلدارية‪ .‬غير أنه غالبا ما يلجأ املتعاملون املتعاقدون مع اإلدارة إلى التعاقد من‬
‫الباطن أو إبرام عقود مناولة حيث يتفقون بمقتضاها مع الغير لتوليتهم تنفيذ جزء من التزاماتهم التعاقدية‪.‬‬
‫ألنهم ال يستطيعون تنفيذ موضوع الصفقة لوحدهم‪ .‬وذلك متى ما كان محل العقد قابال للتجزئة ومتى وافقت‬
‫اإلدارة على املناولة‪.‬‬
‫ولم تحظ املناولة باالهتمام التشريعي الجزائري‪ ،‬بالرغم من أهميتها البالغة في تنفيذ املشاريع في الفترة‬
‫املمتدة من االستقالل إلى غاية سنة ‪ 0811‬بالرغم من صدور قوانين متعلقة بالصفقات العمومية‪ ،‬وذلك نظرا‬
‫لطبيعة النظام السياس ي واالقتصادي السائد خالل هذه الفترة واملتمثل في النظام االشتراكي‪ .‬حيث كانت كل‬
‫املشاريع في يد الدولة ولم تكن هناك حرية في إنجازها‪ ،‬هذا ما لم يسمح بظهور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫غير تلك التي كانت تابعة للقطاع العام وبصورة جد محدودة‪ .‬لكن بعد سنة ‪ 0811‬اتجهت الدولة الجزائرية إلى‬
‫التخلي عن النظام االشتراكي والتوجه نحو النظام الليبرالي أو نظام اقتصاد السوق من خالل تقليص تدخل‬
‫الدولة في النشاطات االقتصادية لصالح األفراد وبالتالي بدأت تنفتح على االقتصاد العالمي‪ .‬وفي ظل اإلصالحات‬
‫االقتصادية شرعت الجزائر في إعادة هيكلة املؤسسات الوطنية وسمحت لها بالقيام باالستثمارات الخاصة مما‬
‫أدى إلى بروز املؤسسات الصغيرة واملتوسطة والتي انبثق عنها مؤسسات ومتعاملين اقتصاديين ذو كفاءات‬
‫وتقنيات مناسبة إلنجاز املشاريع والتي كانت تهتم بكافة أشكال التعاقد من الباطن في نطاق العقود األصلية‬
‫بحيث ُسمح لها باالستثمار في عدة مجاالت منها الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 342/00‬املؤرخ في ‪ .3500/58/00‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ،‬ج ر‬
‫عدد (‪ )05‬املؤرخة في ‪.3500/58/35‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫وعليه فإن االنطالقة الرسمية لالهتمام باملناولة كانت بصدور القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪،1‬الذي اهتم بتفعيل دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي صدر قانونها التوجيهي في سنة‬
‫‪ 2.3550‬وأنشأ بعدها املجلس الوطني لترقية وتطوير املناولة في سنة ‪3.3552‬‬

‫أما بالنسبة لتنظيمات الصفقات العمومية فقد استعمل املشرع في التنظيمات السابقة امللغية مصطلح‬
‫"التعامل الثانوي" للداللة على التعاقد من الباطن في إطار الصفقات العمومية وتناوله من خالل‪ :‬املرسوم‬
‫‪ ،040/13‬واملرسوم التنفيذي ‪ ،424/80‬واملرسوم الرئاس ي ‪ ،305/53‬واملرسوم الرئاس ي ‪ 320/05‬الذي جاء‬
‫بصياغة جديدة نوعا ما مع توسيع بعض الشروط الواجب توافرها في املتعامل الثانوي‪ .‬إلى غاية املرسوم الرئاس ي‬
‫‪ 342/00‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام وهو الساري املفعول حاليا‪ ،‬والذي أعطى‬
‫مصطلح جديد للتعاقد من الباطن بدال من "التعامل الثانوي" وهو مصطلح"املناولة" وتناولها في املواد ‪ 045‬إلى‬
‫‪ 044‬منه‪.‬‬
‫وبما أن الصفقات العمومي ة تعتبر وسيلة لتلبية حاجات املواطنين كما أنها تمثل أداة لتنمية االقتصاد‬
‫الوطني وهي ترتب حقوقا والتزامات ألطرافها‪ 4.‬فإنه غالبا ما يلجأ املتعامل املتعاقد للمناولة بغية تنفيذ التزاماته‬
‫على أكمل وجه‪.‬‬
‫وعليه فإن أهمية اللجوء إلى املناولة من قبل املتعاملين املتعاقدين مع اإلدارة تفرضها اعتبارات‬
‫التخصص‪ ،‬وتقسيم العمل وذلك لتحقيق نجاعة أكبر بتسهيل تنفيذ الصفقة‪ .‬فقد تتوافر لدى املناول مؤهالت‬
‫تقنية خاصة ال توجد لدى املتعاقد األصلي‪ ،‬كما أن تقسيم العمل يؤدي إلى تنفيذ موضوع الصفقة بأسرع وقت‬
‫وخالل اآلجال املتفق عليها‪ .‬مما يساعد على تحريك عجلة املشاريع وبالتالي تحريك عجلة التنمية والنهوض‬
‫باالقتصاد الوطني وتطويره خاصة بالنظر للدور الكبير الذي تلعبه املناولة لدى املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫التي تمكنها من املنافسة مما يجعلها وسيلة فعالة في تكثيف النشاط االقتصادي وتقويته واستقراره‪ ،‬وتحقيق‬
‫نوع من االندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬فبهذا األسلوب أي املناولة تتمكن الدول من تنمية وتطوير منتجاتها ورفع‬
‫قدراتها التنافسية في األسواق املحلية والعاملية‪ ،‬وكذلك رفع مستوى الرفاهية االجتماعية من خالل تخفيض‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 50/11‬املؤرخ في ‪ ،0811/50/03‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬ج ر العدد ‪،53‬‬
‫السنة ‪ ،30‬املؤرخة في ‪.0811/50/02‬‬
‫‪ -2‬حيث صدر األمر ‪ 51/50‬املتضمن القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬املؤرخ في ‪ ،3550/03/03‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،22‬املؤرخة في ‪.3550/03/00‬‬
‫‪ -3‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 011/52‬املتضمن تشكيلة املجلس الوطني املكلف بترقية املناولة وتنظيمه وسيره‪ ،‬املؤرخ في‬
‫‪ ،3552/54/33‬ج ر العدد ‪ ،38‬املؤرخة في ‪ ،3552/54/32‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -4‬رقية برباوي‪ ،‬بودالي محمد‪ ،‬التسوية الودية للنزاعات الناتجة عن تنفيذ الصفقات العمومية في ظل املرسوم الرئاس ي‬
‫‪ ،342/00‬املجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬املجلد الثالث‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬املركز‬
‫الجامعي أحمد بن بحب الونشريس ي تيسمسيلت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،3501‬ص ‪.040‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نسبة البطالة وزيادة فرص العمل والتشغيل‪ .‬وبالتالي يشكل موضوع املناولة أحد أهم املواضيع املطروحة اليوم‬
‫في املجال االقتصادي املحلي والعالمي خاصة مع النتائج املذهلة التي يحققها هذا األسلوب في مجال إدارة األعمال‬
‫في جودة اإلنتاج وتكلفته ووقته‪.‬‬
‫ومن هنا تثار إشكالية جوهرية تتمثل في‪ :‬ما هي أحكام النظام القانوني لعقد املناولة ضمن الرؤيا‬
‫الجديدة لتنظيم الصفقات العمومية وفقا للمرسوم الرئاس ي ‪ 342/00‬والتي تجعله يساهم في التنفيذ الفعلي‬
‫والفعال للصفقة‪.‬‬
‫وعليه فإنه تتمحور أهداف الدراسة حول الوقوف على معالجة النظام القانوني للمناولة من خالل‬
‫نصوص املرسوم الرئاس ي ‪ 342/00‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام الذي أتى برؤية‬
‫جديدة لهذا التعامل تحت تسمية املناولة‪ ،‬وذلك بإعطاء مفهوم شامل لعقد املناولة من خالل تعريفه وتمييزه‬
‫عن املفاهيم املشابهة له‪ .‬وتبيان طبيعته القانونية وخصائصه وشروطه التي فرضها املرسوم‪ ،‬وأنواعه وكذلك‬
‫إبراز اآلثار القانونية املترتبة عليه في إطار العالقات القانونية الناشئة عنه‪ ،‬من خالل معالجة ما يترتب من‬
‫حقوق والتزامات لألطراف خاصة ما تعلق منها بنظام الدفع املباشر الذي نص عليه املرسوم ‪ 342/00‬والذي‬
‫يكون بين اإلدارة واملناول‪.‬‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية املطروحة واإلحاطة بجميع جوانبها تم االعتماد على مناهج تتطلبها الدراسات‬
‫القانونية‪ .‬تتمثل في املنهج الوصفي الذي يقوم على الوصف الدقيق لجميع املعلومات املتعلقة باملوضوع‪ ،‬والربط‬
‫بين األسباب والنتائج وذلك ملحاولة تفسيرها قصد الوصول إلى حل لإلشكالية‪ .‬واملنهج التحليلي وذلك بتحليل‬
‫مفردات هذا املوضوع وكذلك النصوص القانونية التي لها صلة به و تحليل مضمونها واإلجابة على اإلشكاليات‬
‫التي تثيرها‪.‬‬
‫وعلى ضوء هذا وبهدف اإلملام بكل ما يفيد في تفصيل وتوضيح موضوع بحثنا‪،‬تم تقسيم هذه الدراسة إلى‬
‫ُ‬
‫مبحثين‪ ،‬حيث خصص املبحث األول لدراسة مفهوم املناولة من خالل التطرق إلى تعريفها وتمييزها عما يشابهها‪،‬‬
‫ُ‬
‫وتحديد طبيعتها القانونية وخصائصها‪ ،‬وإبراز شروطها‪ ،‬وخصص املبحث الثاني لدراسة أنواع املناولة واآلثار‬
‫املترتبة عليها من خالل التطرق إلى أنواع املناولة وآثار ها في حالة املوافقة عليها من قبل اإلدارة‪ ،‬وآثار ها في حالة‬
‫عدم املوافقة عليها من قبل اإلدارة‪.‬‬
‫املبحث األول‬
‫مفهوم املناولة‬
‫لقد أصبحت املناولة محل اهتمام كبير في الوقت الحالي وذلك نظرا ألهميتها بسبب مزاياها التي تتمتع‬
‫بها‪ ،‬باعتبارها املحرك الرئيس ي لعجلة التنمية ونظرا لدورها املهم في تحقيق االستقرار والتوازن االقتصادي‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫باعتبار أن لها تأثير في طريقة توزيع األعمال وفي شدة ونوع املنافسة في مجال الصفقات العمومية خصوصا‪.‬‬
‫فأصبحت هي األسلوب التعاقدي األمثل لتنفيذ جميع أنواع املشاريع خاصة الكبرى منها‪ ،‬وهذا بسبب التطور‬
‫االقتصادي والتخصص الفني في وقت أصبح فيه من الصعب تنفيذ العقد من قبل متعاقد واحد دون اللجوء إلى‬
‫غيره لتنفيذ جزء منه معه‪ .‬لذلك فإنه من األهمية بما كان التعرف على هذا املوضوع من خالل الوقوف على‬
‫مفهوم املناولة بتعريفها وتمييزها عما يشابهها (كمطلب أول)‪ ،‬وبيان طبيعتها القانونية واملركز القانوني للمناول‬
‫وخصائصها (كمطلب ثاني)‪ ،‬ثم بيان شروطها (كمطلب ثالث)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف املناولة وتمييزها عما يشابهها‬
‫من أجل فهم املناولة البد أوال من تعريفها حيث تعدد التعريفات التي أعطيت لها‪ ،‬وما يساعد على فهمها أكثر‬
‫هو تمييزها عن بعض املفاهيم أو العقود املشابهة لها‪ .‬وعليه سنتناول تعريف املناولة (كفرع أول)‪ ،‬وتمييز املناولة‬
‫عن املفاهيم املشابهة لها (كفرع ثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف املناولة‬
‫تعتبر املناولة شكل من األشكال التي يمكن من خاللها املساهمة في تنفيذ العقد اإلداري أو الصفقة‬
‫العمومية‪ .‬وسنعالج تعريف املناولة من خالل الجانب التشريعي (أوال) والجانب الفقهي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف القانوني للمناولة‬
‫لقد أجاز املشرع الجزائري املناولة في القواعد العامة الواردة في القانون املدني‪ 1‬في إطار الحديث عن‬
‫املقاولة الفرعية بموجب املادتين ‪ 000 ،004‬في القسم الثالث من الفصل األول املعنون بعقد املقاولة الوارد في‬
‫الباب التاسع املعنون بالعقود الواردة على العمل من الكتاب الثاني املعنون بااللتزامات والعقود‪ .‬حيث نجد أنه‬
‫بمقتض ى املادة ‪ 004‬يجوز للمقاول أن يوكل تنفيذ العمل في جملته أو في جزء منه ّإلى مقاول فرعي إذا لم يمنعه‬
‫من ذلك شرط في العقد أو لم تكن طبيعة العمل تفترض االعتماد على كفاءته الشخصية‪ ،‬ولكن يبقى في هذه‬
‫الحالة مسؤوال عن املقاول الفرعي تجاه رب العمل‪.‬‬
‫كما أجازها وتناول أحكامها املرسوم الرئاس ي ‪ 342 /00‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات‬
‫املرفق العام في املواد من ‪ 045‬إلى ‪ 044‬الواردة تحت القسم السادس املعنون ب "املناولة" من الفصل الرابع‬
‫املعنون بتنفيذ الصفقات العمومية وأحكام تعاقدية‪ .‬ورغم أنه نص عليها إال أنه لم يعرفها‪ .‬حيث أنه بعد صدور‬
‫املرسوم ‪ 342/00‬تم تبني مصطلح "عقد املناولة" بدل "التعامل الثانوي"‪ ،‬وهو مصطلح ذو داللة قانونية ُيثنى‬
‫عليه‪ ،‬كون أن املتعامل املتعاقد يحيل بطريقة عقدية جزء من املهام املنوطة به للغير بقصد القيام بها تحت‬
‫مسؤوليته القانونية وطبقا لإلجراءات والشروط املحددة في املرسوم‪ .‬واملتعامل صار طرفا معنيا بتنفيذ جزء من‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 01/20‬املتضمن القانون املدني‪ ،‬املؤرخ في ‪ ،0820/58/30‬ج ر العدد ‪ ، 21‬املؤرخة في ‪ ، 0820/58/25‬املعدل‬
‫واملتمم‪.‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصفقة العمومية وتناول املهمة واألعمال من طرف املتعامل املتعاقد بموافقة وعلم اإلدارة املعنية‪ ،‬كما أنه تميز‬
‫هذا املرسوم الجديد بوفرة كمية ونوعية في األحكام املتعلقة باملناولة‪1.‬‬

‫ُويالحظ أنه في حين أطلق القانون املدني إمكانية التعاقد الثانوي على كامل العقد فإن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية قيد هذا اإلطالق مبينا أن التعامل الثانوي – املناولة ‪ -‬ال يمكن أن يمس كل موضوع الصفقة بل يجوز‬
‫أن يمس جزء منها فقط مع جعل مسؤولية املتعاقد واضحة اتجاه ما ينفذه املناول‪ ،‬ولقد استبدل النص الحالي‬
‫للصفقات العمومية مصطلح "املتعامل الثانوي بمصطلح "املناول"‪- ،‬وهذا اتجاه محمود للمشرع‪ -‬فمصطلح‬
‫املتعامل الثانوي يفيد أنه ثانوي بالنسبة للمصلحة املتعاقدة ورغم ذلك فله عالقة بها‪ ،‬أما املناول فله عالقة‬
‫محصورة باملتعامل املتعاقد وحده‪2.‬‬

‫وبالتالي فلم يعرف املشرع الجزائري املناولة من خالل مرسوم تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات‬
‫املرفق العام رقم ‪ 342/00‬واكتفى بالنص على إمكانية اللجوء إليها من قبل املتعامل املتعاقد مراعيا في ذلك أنه ال‬
‫يمكن له وحده تنفيذ الصفقة بكل جزئياتها وجوانبها‪ ،‬كما نظم شروطها وأحكامها‪ .‬وهذا ليس بالش يء الغريب‬
‫على املشرع ذلك أن التعريف ليس من مهماته بل هو اختصاص أصيل لفقهاء القانون‪.‬‬
‫ورغم ذلك فإننا نجد أن املشرع الفرنس ي قد عرف املناولة في املادة األولى من القانون رقم ‪- 0224/20‬‬
‫املتعلق بالتعاقد من الباطن ‪ -‬املؤرخ في ‪ 0820/03/20‬املعدل واملتمم حيث نصت‪" :‬التعاقد من الباطن هو‬
‫عملية بموجبها مقاول يتعاقد من الباطن وعلى مسؤوليته لشخص آخر يسمى املتعاقد من الباطن بتنفيذ كل أو‬
‫جزء من الصفقة املبرمة مع السلطة املتعاقدة"‪3.‬‬

‫لكن بالرغم من ذلك فإنه يمكن أن نستنتج تعريفا للمناولة من خالل استقراء نص املادة ‪ 045‬وما يليها‬
‫من املرسوم ‪ ،342/00‬بأنها عقد يمنح بموجبه املتعامل املتعاقد مع املصلحة املتعاقدة تنفيذ جزء من الصفقة‬
‫ملناول بموافقتها وحسب الشروط املنصوص عليها في املرسوم ‪ 342/00‬املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات املرفق العام‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بعدم تجاوز املناولة ‪ % 45‬من املبلغ اإلجمالي للصفقة‪ .‬إذ يبقى‬
‫املتعامل املتعاقد هو املسؤول الوحيد تجاه املصلحة املتعاقدة عن تنفيذ جزء الصفقة املتعامل فيها باملناولة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪ 342/00‬املؤرخ في ‪ 00‬سبتمبر ‪- ،3500‬التنفيذ‪،‬‬
‫الرقابة على الصفقات‪ ،‬املنازعات‪ ،‬جرائم الصفقات‪ ،‬نهاية الصفقات‪ ،‬القسم الثاني‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،3502 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬النوي خرش ي‪ ،‬الصفقات العمومية – دراسة تحليلية ونقدية وتكميلية ملنظومة الصفقات العمومية ‪ ،-‬دار الهدى للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،3501 ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬علي عبد األـمير قبالن‪ ،‬أثر القانون الخاص على العقد اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،3500‬ص ‪.351‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫كما تبنى املشرع الجزائري املناولة أيضا باملفهوم االقتصادي في القانون رقم ‪ 53/02‬املتضمن التوجيهي‬
‫لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وذلك ضمن الفصل الثاني املعنون بترقية املناولة ضمن الباب الثاني‬
‫املعنون ب تدابير املساعدة والدعم لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪1 .‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي للمناولة‬


‫عرف فقه القانون الخاص املقاولة من الباطن وعلى رأسهم األستاذ عبد الرزاق السنهوري بأن‪ :‬العقد‬
‫التبعي هو ما كان تابعا لعقد أصلي ُوجد قبله‪ .‬والعقد األصلي له وجود مستقل أما العقد التبعي فيتبع في وجوده‬
‫وصحته العقد األصلي الذي يستند إليه فيكون صحيحا أو باطال ويبقى أو ينقص تبعا للعقد األصلي‪2.‬‬

‫ويجمع غالبية الفقه على أن وصف املقاولة الفرعية ال يثبت إال ضمن مجموعة عقدية تضم عقدين‬
‫اثنين وثالثة أطراف مرتبطين مثنى مثنى‪ ،‬العقد األول قائم بين رب العمل واملقاول األصلي‪ ،‬والعقد الثاني قائم بين‬
‫املقاول األصلي واملقاول الفرعي‪ُ 3.‬ويقصد باملناولة في فقه القانون العام أنها تصرف قانوني يعهد بموجبه املتعاقد‬
‫مع اإلدارة إلى شخص آخر (املتعاقد من الباطن) ‪-‬املناول‪ -‬بتنفيذ جزء من محل العقد األصلي‪ ،‬على أن يبقى‬
‫املتعاقد األصلي مسؤوال عن تنفيذ العقد برمته وضامنا للمتعاقد من الباطن –املناول‪ ،-‬وهي تتطلب أن يكون‬
‫محل العقد األصلي قابال للتجزئة‪ .‬ومن الناحية العملية نجد أن كثيرا من العقود اإلدارية تتطلب مساهمة أكثر‬
‫من شخص في تنفيذ موضوع العقد‪ 4.‬ومن أمثلتها‪ :‬تعاقد شخص مع اإلدارة على بناء مجمع سكني ضخم‪،‬‬
‫فاستلزمت اعتبارات التخصص وتقسيم العمل أن يقوم املقاول املتعاقد مع اإلدارة بالتعاقد من الباطن مع‬
‫شركة متخصصة لحفر األساسات‪ ،‬ومع شركة متخصصة ألعمال الخرسانات املسلحة‪ ،‬ومع أخرى للبناء‪ ،‬ومع‬
‫شركة لتركيب املصاعد‪ ،‬وغيرها‪...‬الخ‪5.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييزاملناولة عن املفاهيم املشابهة لها‬


‫إن ضرورة القيام بعملية التمييز بين املناولة واملفاهيم املشابهة لها تتأتى من وجود العديد من العقود‬
‫التي تتطلب تعدد العقود واألطراف في ظلها‪ .‬ومن هنا فإن الهدف من هذا التمييز هو تجنب وقوع خلط في األحكام‬
‫القانونية لكل منها‪ ،‬ذلك أن املناولة لها نظام قانوني خاصا بها‪ .‬ونجد أن املناولة قد تختلط ب التنازل عن العقد‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 53/02‬املتضمن القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬املؤرخ في ‪ ،3502/50/05‬ج ر العدد‬
‫‪ 53‬املؤرخة في ‪ ،3502/50/00‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -2‬صليحة برجم‪ ،‬املقاولة الفرعية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،3558 ،‬ص ‪.00 ،05‬‬
‫‪ -3‬نور العمروس ي‪ ،‬العقود الواردة على العمل في القانون املدني‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،3552 ،‬ص ‪.050‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬العقود اإلدارية ‪ -‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشورات زين الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،3503‬ص ‪.15 ،28‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬إبراهيم محمد علي‪ ،‬آثار العقود اإلدارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،3552 ،‬ص ‪.208‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أو بمستخدمي املتعاقد األصلي‪ ،‬أو باتفاقات تسهيل العقد‪ ،‬كما أن املناولة في الصفقات العمومية قد تختلط‬
‫باملناولة في عقد تفويض املرفق العام‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التمييزبين املناولة والتنازل عن العقد‬
‫يقصد بالتنازل عن العقد‪ :‬حلول املتعاقد الجديد محل املتعاقد األصلي في التزاماته في مواجهة اإلدارة‪،‬‬
‫وبالتالي تنشأ بين اإلدارة وبين الحال عالقة تعاقدية مباشرة‪ ،‬بل يعتبر الحال هو املسؤول الوحيد أمام اإلدارة ما‬
‫لم ينص على غير ذلك‪ .‬ومن ثم يتحرر املتعاقد األصلي من التزاماته‪ 1.‬كما تتحول حقوق هذا األخير أيضا للحال‪.‬‬
‫وتتميز املناولة عن التنازل عن العقد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة التنازل عن العقد املسموح من اإلدارة‪ ،‬املتنازل إليه يحل محل املتعاقد األصلي في كافة التزاماته‬
‫وحقوقه‪ ،‬حيث تنشأ بينه وبين اإلدارة عالقة عقدية مباشرة‪ ،،‬أما في حالة التعاقد من الباطن – املناولة –‬
‫املوافق عليه من اإلدارة فإنه ال يؤدي إلى حلول املتعاقد من الباطن –املناول‪ -‬محل املتعاقد األصلي‪ ،‬بل تبقى‬
‫العالقة العقدية بين املتعاقد األصلي واإلدارة قائمة ومباشرة ويضل مسؤوال عن تنفيذ العقد‪ ،‬وقد توقع عليه‬
‫حتى الجزاءات بسبب عدم التقيد به أو التأخر فيه‪2.‬‬

‫‪ -‬التنازل عن العقد ال يترتب عليه سوى تغيير في أطراف العالقة القانونية القائمة دون حدوث تغيير في‬
‫فهو بمثابة عقد جديد يضاف إلى العقد األصلي‪3.‬‬ ‫االلتزامات الناشئة عن العقد‪ ،‬أما التعاقد الثانوي – املناولة‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمييزبين املناولة ومستخدمي املتعاقد األصلي‬
‫وتختلف املناولة عن مستخدمي العقد األصلي فيما يلي‪4:‬‬

‫‪ -‬البد للمتعاقد األصلي في معظم العقود اإلدارية من االستعانة بالعمال والفنيين والخبراء ‪ ...‬وهؤالء هم‬
‫"مستخدمو املتعاقد األصلي"‪ ،‬والعقد الذي يربط املتعاقد األصلي بمستخدميه من عمال وفنيين ومهندسين هو‬
‫عقد عمل‪ ،‬أما في التعاقد من الباطن – املناولة – فالعقد األصلي هو الذي يحدد طبيعة التعاقد من الباطن‬
‫(عقد أشغال عامة أو توريد‪...‬الخ)‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬سليمان الطماوي‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية – دراسة مقارنة ‪ ،-‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،3500‬ص ‪.430‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬مفتاح خليفة عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬حمد محمد حمد الشلماني‪ ،‬العقود اإلدارية وأحكام إبرامها‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،3551 ،‬ص‪352‬؛ د‪ .‬إسماعيل املحاقري‪ ،‬التنازل عن العقد والتعاقد من الباطن‪ ،‬مجلة البحوث القضائية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،52‬املحكمة العليا –املكتب الفني‪ ،-‬صنعاء‪ ،‬الجمهورية اليمنية‪ ،‬يونيو ‪ ،3552‬ص ‪.008 ،001‬‬
‫‪ -3‬مختارية ليازيد‪ ،‬التعامل الثانوي في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬مجلة البحوث القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة‬
‫سعيدة موالي الطاهر‪ ،‬الجزائر‪ ،3504 ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ى ص ‪.13 ،10‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫‪ -‬يعمل مستخدمو املتعاقد األصلي تحت إشرافه وتوجيهه‪ ،‬ومسؤولية املتعاقد األصلي تكيف على أنها مسؤولية‬
‫املتبوع عن أعمال تابعيه‪ ،‬أما في حالة التعاقد من الباطن – املناولة – فاملتعاقد من الباطن – املناول‪ -‬يعمل‬
‫مستقال‪ ،‬واملتعاقد األصلي يعتبر مسؤوال عنه استنادا إلى قواعد املسؤولية العقدية على أساس العقد املبرم‬
‫بينهما‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التمييزبين املناولة واتفاقات تسهيل العقد‬
‫يلجأ املتعاقد األصلي إلى إبرام اتفاقات مع الغير من أجل تسهيل مهمته في تنفيذ التزاماته‪ ،‬وقد تتعلق‬
‫على وجه العموم بحصوله على املواد األولية‪ ،‬أو املوارد املالية أو شراء األصناف املطلوب توريدها ‪...‬الخ‪ .‬وهذا‬
‫يقترب من مفهوم املناولة لذلك البد من التفرقة بينهما كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن االتفاقات التي قد يرتبط بها املتعاقد ألجل الحصول على بعض املوارد املالية واملعونات الفنية أو شراء‬
‫األصناف املطلوب توريدها تعتبر جائزة كقاعدة عامة – أي دون اشتراط موافقة اإلدارة عليها ‪ -‬تأسيسا على مبدأ‬
‫حرية املتعاقد في اختيا ر طريقة الوفاء بالتزاماته‪ ،‬وال يحد من هذا املبدأ إال إذا كان هناك مانع اتفاقي أو قانوني‬
‫يقض ي بخالف ذلك‪ 1.‬أما التعاقد من الباطن – املناولة‪ -‬فال يزال األصل فيه أنه محظور‪ ،‬ما لم توافق عليه‬
‫الجهة اإلدارية املتعاقدة‪2.‬‬

‫‪ -‬االتفاقات ال تؤدي إلى إشراك الغير مباشرة في تنفيذ جزء محدد من العقد‪ ،‬ويقتصر دوره فقط على تزويد‬
‫املتعاقد مع اإلدارة بالعناصر املادية واملالية والفنية الالزمة لتنفيذ العقد‪ ،‬أما في حالة التعاقد من الباطن –‬
‫املناولة‪ -‬فإن املناول يتولى تنفيذ جزء من العقد املنوط باملتعاقد األصلي تنفيذه‪ .‬وبالتالي يتولى املناول تنفيذ‬
‫الجزئية املعهودة إليه تنفيذا كامال‪ ،‬ويكون مسؤوال عن هذا التنفيذ أمام املتعاقد األصلي‪3.‬‬

‫رابعا‪ :‬التمييزبين املناولة في الصفقات العمومية واملناولة في عقد تفويض املرفق العام‬
‫ويعرف تفويض املرفق العام على أنه عقد يعهد بموجبه شخص معنوي عام مسؤول عن مرفق عام‬
‫ضمن اختصاصاته ومسؤولياته لشخص آخر إدارة واستثمار مرفق عام بصورة كلية أو جزئية مع أو بدون‬
‫منشآت عامة وملدة محددة وتحت رقابته‪ ،‬وذلك مقابل عائدات يتقاضاها وفقا للنتائج املالية لالستثمار‬
‫وللقواعد التي ترعى التفويض‪4.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬أحسان سليمان خربيط‪ ،‬صعوبات تنفيذ العقد اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،3502 ،‬ص ‪،052‬‬
‫‪.051‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬علي عبد األمير قبالن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.330‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -4‬يحي بدير‪ ،‬الجوانب القانونية آللية تفويض املرفق العام على ضوء أحكام املرسوم الرئاس ي ‪ 342/00‬املتعلق بتنظيم الصفقات‬
‫العمومية وتفويض املرفق العام‪ ،‬املجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬العدد الثالث‪،‬‬
‫املركز الجامعي أحمد ابن يحيى الونشريس ي تيسمسيلت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،3502‬ص ‪.023‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أورد التشريع الجزائري النص على املناولة في عقد تفويض املرفق العام بموجب املادتين ‪ 00 ،05‬من‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 088/01‬املتعلق بتفويض املرفق العام‪ ،1‬حيث وردت املادتين تحت القسم الرابع من‬
‫املرسوم املعنون ب "املناولة" من الفصل الثالث املعنون ب "اتفاقيات تفويض املرفق العام"‪ .‬وعرفتها املادة ‪05‬‬
‫على أن املناولة في تفويض املرفق العام هو اإلجراء الذي يعهد من خالله املفوض له لشخص آخر طبيعي أو‬
‫معنوي يدعى "املناول" تنفيذ جزء من االتفاقية املبرمة بين السلطة املفوضة واملفوض له‪ ،‬شريطة أن يتضمن‬
‫هذا الجزء من االتفاقية إنجاز منشآت أو اقتناء ممتلكات ضرورية إلقامة املرفق العام أو لسيره‪ ،‬وذلك في حدود‬
‫‪ %45‬من اتفاقية تفويض املرفق العام‪.‬‬
‫وإن كانت نوعا املناولة يتفقان في منح جزء من العقد من قبل املتعاقد األصلي إلى املناول لتنفيذه‪،‬‬
‫وضرورة موافقة اإلدارة على ذلك‪ ،‬مع اشتراط عدم تجاوز املناولة نسبة ‪ %45‬من العقد األصلي‪ .‬إال أنهما‬
‫يختلفان من حيث النطاق فإحداهما نطاقها الصفقات العمومية واألخرى نطاقها تفويض املرفق العام؛‬
‫ويختلفان من حيث األطراف فاملناولة في الصفقة العمومية أطرافها املتعامل املتعاقد واملناول أما املناولة في‬
‫تفويض املرفق العام فأطرافها املفوض إليه واملناول؛ كما يختلفان من حيث موضوع العقد فاألولى موضوعها‬
‫تنفيذ جزء من الصفقات العمومية مهما كانت صفقات األشغال واللوازم والخدمات إال ما استثني بموجب املادة‬
‫‪ 3/045‬من املرسوم ‪ 342/00‬وملتعلقة باستثناء اللوازم العادية من نطاق موضوعها‪ ،‬أما الثانية فحسب نص‬
‫املادتين ‪ 00 ،05‬من املرسوم ‪ 088/01‬فإن موضوعها تنفيذ جزء من اتفاقيات تفويض املرفق العام ويتعلق‬
‫بإنجاز املنشآت أو اقتناء املمتلكات الضرورية إلقامة املرفق العام أو لتسييره‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للمناولة واملركزالقانوني للمناول وخصائصها‬
‫إن دراسة املناولة تفرض ضرورة تبيان طبيعتها القانونية وبيان املركز القانوني للمناول‪ ،‬وذلك لتفادي‬
‫اللبس في معرفة االختصاص القضائي بمنازعاتها من جهة‪ ،‬وكذلك معرفة اآلثار القانونية املترتبة عليها بدقة‬
‫خاصة بالنسبة للمناول حماية لحقوقه من جهة أخرى (الفرع األول)‪ .‬وبالتالي يمكن لنا أن نستنتج من كل ما‬
‫تقدم مجموعة من الخصائص تتميز بها املناولة (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطبيعة القانونية للمناولة واملركزالقانوني للمناول‬
‫أما بالنسبة للطبيعة القانونية للمناولة‪ ،‬فإن العقد الذي ينشأ بين املتعاقد األصلي واملتعاقد من الباطن‬
‫‪ -‬املناول‪ -‬والذي وافقت عليه اإلدارة هو عقد مدني يخضع ألحكام القانون الخاص ويختص القضاء العادي‬

‫‪ -1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 088/011‬يتعلق بتفويض املرفق العام‪ ،‬املؤرخ في ‪ ،3501/51/53‬ج ر العدد ‪ ،41‬املؤرخة في‬
‫‪ ،3501/51/50‬ص ‪.4‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫بالفصل في املنازعة املتعلقة به‪ 1.‬وتجدر اإلشارة إلى أن عقد املناولة يجب أن يحتوي وجوبا على مجموعة من‬
‫املعلومات والبيانات والتي اشترطها املرسوم ‪ ،2 342/00‬وتتمثل في‪ :‬اسم ولقب وجنسية الشخص الذي يلزم‬
‫مؤسسة املناولة‪ ،‬اسم ومقر مؤسسة املناولة عند االقتضاء‪ ،‬موضوع ومبلغ الخدمات محل املناولة‪ ،‬األجل‬
‫والجدول الزمني النجاز الخدمات محل املناولة وكيفيات تطبيق العقوبات املالية عند االقتضاء‪ ،‬طبيعة األسعار‬
‫وكيفيات الدفع وتحيين األسعار ومراجعاتها عند االقتضاء‪ ،‬كيفيات استالم الخدمات‪ ،‬تقديم الكفاالت‬
‫واملسؤوليات والتأمينات‪ ،‬تسوية النزاعات‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمركز القانوني للمناول‪ ،‬فإنه ليس طرفا في العقد اإلداري املبرم بين اإلدارة واملتعاقد األصلي‪ ،‬ومن‬
‫ثم فليس بوسعه مطالبة اإلدارة بالوفاء باملقابل املادي ملا أداه من أعمال لصالحها‪ ،‬إذا لم يوف املتعاقد األصلي‬
‫له بهذا املقابل‪ ،‬ومع ذلك بوسع املتعاقد مطالبة اإلدارة رغم عدم وجود عالقة تعاقدية تجمعه معها بتعويضه‬
‫على أساس نظرية اإلثراء بال سبب إذا توافرت شروطها‪ 3.‬لكن يبقى هذا هو األصل ما لم ينص القانون على‬
‫خالف ذلك‪ .‬حيث يمكن للقوانين املنظمة للصفقات العمومية أن تسمح بأن تقوم اإلدارة بالرغم من عدم وجود‬
‫عالقة مباشرة تجمعها باملناول بالدفع مباشرة للمناول حماية له من إعسار املتعاقد األصلي أو إفالسه‪4.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص املناولة‬


‫تتمتع املناولة بالخصائص اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الرضائية‪ :‬إذ يعتبر التعامل الثانوي ‪ -‬املناولة ‪ -‬من العقود القائمة على التراض ي والتي لم يشترط فيها املشرع‬
‫شكال معينا – في األصل‪ ،-‬وإنما يكفي التراض ي النعقاده وعلى ذلك فإن الكتابة تكون إلثبات العقد فقط متى‬
‫كانت ضرورية لهذا اإلثبات‪ 5.‬لكن بالرجوع لنص املادة ‪ 044‬من املرسوم ‪ 342/00‬السالفة الذكر والتي اشترطت‬
‫أن يحتوي عقد املناولة على جملة من البيانات‪ .‬نستنتج أن مرسوم الصفقات العمومية اشترط انعقاد املناولة‬
‫فيها كتابة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عبد العزيز خليفة‪ ،‬الوجيز في األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،3551 ،‬ص ‪.080‬‬
‫‪ -2‬نصت املادة ‪ 044‬من املرسوم الرئاس ي ‪ 342/00‬على تلك البيانات‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬عبد العزيز خليفة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.080‬‬
‫‪ -4‬لقد نصت على ذلك املادة ‪ 3/042‬من املرسوم الرئاس ي ‪ . 342/00‬وسنفصل الحقا في أحكام الدفع املباشر للمناول من قبل‬
‫املصلحة املتعاقدة في املبحث الثاني من هذه الدراسة املتعلق بآثار املناولة‪.‬‬
‫‪ -5‬مختارية ليازيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.023‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عقد املناولة من العقود امللزمة لجانبين‪ :‬ألنه بمجرد إبرام العقد يترتب التزامات على عاتق كل من عاقديه‪،‬‬
‫فيلتزم املتعاقد األصلي كقاعدة عامة بتقديم مقابل مادي معلوم‪ ،‬نظير تعهد املتعاقد من الباطن – املناول ‪-‬‬
‫يء‪1.‬‬ ‫بتقديم عمل أو صنع ش‬
‫‪ -‬عقد املناولة من عقود املعاوضة‪ :‬فمن خالل الخاصية السابقة نستنتج خاصية أخرى وهي أن عقد املناولة‬
‫من عقود املعاوضة وليس من عقود التبرع ذلك أن كال الطرفان يتلقيان مقابال عن تنفيذهما اللتزاماتهما‪،‬‬
‫فاملناول يؤدي عمله نظير مقابل مادي يدفعه املتعاقد األصلي والعكس‪.‬‬
‫‪ -‬التبعية واالستقالل‪ :‬فاملقصود بالتبعية أنه ال يمكن تصور وجود التعاقد الثانوي ‪ -‬املناولة‪ -‬إال إذا كان هناك‬
‫عقد أصلي حيث أن املناولة من العقود الثانوية وهو عمل يستند لتنفيذ جزء من العقد األصلي‪ 2.‬وخاصية‬
‫التبعية تؤدي إلى وحدة الهدف الذي ترجوه الجهة اإلدارية من تنفيذ العقد اإلداري مع التعاقد من الباطن –‬
‫املناولة‪ -‬وهو تحقيق املصلحة العامة واملساهمة في تسيير املرفق العام‪ 3.‬أما عن خاصية االستقالل فن التعاقد‬
‫الثانوي ‪ -‬املناولة‪ -‬يفترض وجود عقدين متميزين يستقل كل منهما عن اآلخر وهما العقد األصلي والعقد الثانوي‬
‫وبالرغم من هذا االستقالل بين العقدين إال أنهما يشتركان معا من حيث املحل واملوضوع وعهو القيام بعمل‬
‫معين لصالح صاحب العمل‪4.‬‬

‫املطلب الثالث‪:‬شروط املناولة‬


‫وسنتطرق إلى الشروط العامة للمناولة (كفرع أول) ثم نتطرق إلى الشروط الخاصة للمناولة (كفرع ثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط العامة للمناولة‬
‫تعتبر املناولة عقدا من عقود القانون الخاص لذلك البد النعقادها من توافر الشروط التي تقتضيها القواعد‬
‫العامة في القانون املدني النعقاد العقد واملتمثلة في‪ :‬الرضا واملحل والسبب‪.‬‬
‫ويعد ركن التراض ي متوفرا في عقد املناولة بتطابق اإليجاب والقبول بين املتعامل املتعاقد األصلي واملناول على‬
‫قيام هذا األخير بتنفيذ العمل املنوط به أي تنفيذ جزء من الصفقة املوكلة للمتعامل املتعاقد‪.‬‬
‫ويجب أن ينصب التراض ي في إطار املناولة على‪ :‬ماهية العقد أي اعتباره تعاقد من الباطن وليس عقد مقاولة‬
‫أصلي‪ ،‬وعلى العمل املراد إنجازه بحيث يجب أن يكون ممكنا وليس مستحيال ويجب تعيينه تعيينا نافيا للجهالة‪،‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬خالد غازي أبو عرابي‪ ،‬املقاولة من الباطن في ضوء أحكام القضاء والتشريع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،3558‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -2‬مختارية ليازيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.023‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬علي عبد األمير قبالن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪ -4‬مختارية ليازيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.023‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫وعلى البدل أي تعيين أجر العمل املطلوب القيام به وذلك حسب طبيعته وحجمه‪ 1.‬وفي إطار الحديث عن‬
‫التراض ي البد من التعريج على شرط أهلية املتعاقد املتعلق بالرضا‪ ،‬حيث يعتبر عقد التعامل الثانوي–املناولة‪-‬‬
‫من عقود التصرف‪ ،‬إذ يشترط في املتعامل املتعاقد أهلية التصرف باعتباره يلتزم بدفع األجر وعلى هذا األساس‬
‫يجب أن يكون بالغا سن الرشد غير محكوم عليه بوالية أو وصاية وال محجور عليه‪ 2.‬وكذلك األمر بالنسبة‬
‫للمناول ‪ .‬وعليه يجب أن تخلو إرادة كال الطرفين من عيوب اإلرادة كالغلط واإلكراه والتدليس أو االستغالل وإال‬
‫كان العقد قابال لإلبطال ممن كانت إرادته معيبة‪.‬‬
‫ويتمثل الشرط الثاني في املحل وهو العملية القانونية املراد تحقيقها من العقد‪ ،‬واملناولة تهدف إلى تحقيق‬
‫هدف ومحل العقد األول فالعقدان هدفهما ومحلهما مشترك‪.3‬ويجب أن يكون العمل ممكنا ومحددا ومشروعا‪،‬‬
‫كما يعتبر محال للمناولة األجر أو املقابل املالي الذي يقدمه املتعامل املتعاقد للمناول عند تنفيذه اللتزاماته‪.‬‬
‫ويتمثل الشرط الثالث في السبب‪ ،‬حيث أن سبب عقد املقاولة من الباطن ‪ -‬املناولة‪ -‬هو عقد املقاولة‬
‫األصلي ويشترط أن يكون السبب موجودا ومشروعا‪4.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الخاصة للمناولة‬


‫باإلضافة للشروط السابقة البد من توافر جملة من الشروط الخاصة في املناولة بالنسبة للصفقات‬
‫العمومية وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫يجب أن تكون املناولة في جزء من الصفقة حسب نص املادة ‪ 0/045‬من املرسوم ‪ . 342/00‬مع مراعاة عدم‬
‫تجاوز النسبة املقررة في املرسوم اآلنف حسب نص املادة ‪ 3/045‬منه وهي نسبة ‪ %45‬من املبلغ اإلجمالي‬
‫للصفقة‪ .‬وهذا الشرط معقول فال يمكن أن تحجب خدمات املناول وهو الفرع خدمات األصيل‪5.‬‬

‫و يجب أن يحدد صراحة املجال الرئيس ي لتدخل املناولة بالرجوع إلى بعض املهام األساسية التي يجب أن‬
‫تنفذ من طرف املتعامل املتعاقد في دفتر الشروط وفي الصفقة إذا أمكن‪ 6.،‬والحكمة من هذا الشرط تحديد‬
‫املناولة‪7.‬‬ ‫مجال املناولة في مرحلة مبكرة وليس في مرحلة التنفيذ فيصبح كل أطراف الصفقة على علم بمجال‬
‫غير أنه وطبقا للمادة ‪ 3/045‬فإن مجال املناولة ال ينبغي أن يشمل صفقات اقتناء اللوازم العادية وهي اللوازم‬

‫‪ -1‬د‪ .‬خالد غازي أبو عرابي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.005‬‬


‫‪ -2‬مختارية ليازيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬خالد غازي أبو عرابي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.003 ،000‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬خالد غازي أبو عرابي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 042‬املطة ‪ 0‬من املرسوم ‪.342/00‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫املوجودة في السوق والتي هي غير مصنعة استنادا إلى مواصفات تقنية خصوصية أعدتها املصلحة املتعاقدة‪ .‬كما‬
‫أجازت املادة ‪ 042‬املطة ‪ 0‬للمتعامل املتعاقد التصريح باملناول في العرض أو أثناء تنفيذ الصفقة‪1.‬‬

‫ولقد استقر القضاء اإلداري على ضرورة موافقة اإلدارة على التعاقد من الباطن – املناولة ‪ -‬وذلك كأثر‬
‫إلعمال االعتبار الشخص ي في تنفيذ العقود اإلدارية والذي يلقي على املتعاقد مع اإلدارة واجب تنفيذ العقد‬
‫اإلداري بنفسه‪ .‬وإعماال لقاعدة توازي األشكال فإن سلطة إبرام العقد هي املكلفة باملوافقة عليه‪2.‬‬

‫ويجب الحصول على املوافقة كتابة وهي تخضع للسلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬غير أن هذا التقدير يخضع ملعقولية‬
‫السبب املانع فيما لو امتنعت عن منح تلك املوافقة‪ 3.‬فسبب الرفض يجب أن يكون معقوال متصال بالصالح‬
‫العام كضعف الكفاءة املالية أو الفنية للمتعاقد‪ .‬ولقد نصت املادة ‪ 042‬املطة ‪ 3‬من املرسوم ‪ 342/00‬على شرط‬
‫موافقة اإلدارة على املناولة واشترطت أن تكون كتابية‪ .‬كما أن شرط املوافقة تمحور حول قبول فكرة املناولة‬
‫وعلى شخص املناول ‪ -‬بالتأكد من قدراته التقنية واملالية واملهنية‪ -‬بالرجوع للمادة ‪ 20‬من نفس املرسوم هذا من‬
‫جهة وعلى شروط الدفع الخاصة باملناول من جهة أخرى وغاية هذه املوافقة املزدوجة حماية املناول من جهة‬
‫وذلك من خالل تسهيل سير إجراءات املحاسبة املالية له‪ ,‬وحماية اإلدارة من جهة أخرى بمعرفتها لعمل املناول‬
‫وتمكينها من مراقبة سير العمل واالطالع على وضعية املناول املهنية واملالية‪4.‬‬

‫كما يقع على عاتق املناول بحسب نص املادة ‪ 043‬من املرسوم ‪ 342/00‬أن يصرح للمصلحة املتعاقدة‬
‫بأنه متواجد في مكان التنفيذ‪ ،‬وهذا يعكس جديته والتزامه‪ ،‬وفي حال وجوده في مكان التنفيذ دون علم املصلحة‬
‫املتعاقدة ‪ ،‬فتقوم هذه األخيرة بتوجيه إعذار للمتعاقد معها لتدارك األمر ‪-‬في أجل ثمانية (‪ )1‬أيام‪ ،‬وإال اتخذت‬

‫‪ -1‬تجدر اإلشارة أن املادة ‪ 042‬املطة ‪ 0‬من املرسوم ‪ 342/00‬نصت على أن التصريح باملناول أثناء تنفيذ الصفقة وقبول شروطه‬
‫املتعلقة بالدفع يتم طبقا للنموذج الذي يحدد بموجب قرار وزير املالية‪ .‬ويتمثل هذا القرار في قرار وزير املالية املؤرخ في‬
‫‪ 3500/03/08‬الذي يحدد نماذج التصريح بالنزاهة والتصريح باالكتتاب ورسالة التعهد والتصريح باملناول‪ ،‬ج ر العدد ‪02‬‬
‫املؤرخة في ‪.3500/52/00‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬عبد العزيز عبد املنعم خليفة‪ ،‬تنفيذ العقد اإلداري وتسوية منازعاته قضاء وتحكيما‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،3505 ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمود خلف الجبوري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،3505 ،‬ص ‪014‬؛‬
‫يونس إسماعيل كه ردى أحكام الفسخ في العقود اإلدارية –دراسة مقارنة‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،3500 ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪ -4‬فضيلة شعبان‪ ،‬نطاق تطبيق أحكام املقاولة من الباطن في ظل املرسوم الرئاس ي ‪ ،342/00‬مجلة العلوم القانونية‬
‫حمة لخضر بالوادي‪ -‬الجزائر‪ ،‬أفريل ‪ ،3508‬ص‬ ‫والسياسية‪ ،‬املجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،50‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ّ‬
‫‪.015 ،028‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫بصدده كل اإلجراءات القسرية‪ ،‬وهذا شرط تنظيمي يحدد املسؤوليات ويضبط كل تدخل في مرحلة تنفيذ‬
‫الصفقة‪1.‬‬

‫باإلضافة إلى هذه الشروط أضافت املادة ‪ 044‬من املرسوم ‪ 342/00‬جملة من الشروط الشكلية أو البيانات التي‬
‫يجب أن يتناولها عقد املناولة والتي سبق ذكرها‪.‬‬
‫املبحث الثاني‬
‫أنواع املناولة واآلثاراملترتبة عليها‬
‫تتنوع املناولة بحسب الزاوية التي ُينظر إليها منها‪ .‬ومهما اختلفت أنواعها فإن ما ال شك فيه أنها تخضع كلها‬
‫لنظام قانوني موحد‪ ،‬وأنه تترتب عليها –أي املناولة‪ -‬باعتبارها من العقود الثانوية الدخيلة على العقد اإلداري‬
‫واملزروعة فيه‪ ،‬جملة من اآلثار في إطار العالقات القانونية الناشئة بموجبها‪ ،‬التي تختلف بحسب ما إذا تمت‬
‫املناولة بموافقة اإلدارة أو بدون موافقتها‪ .‬وعليه سنتناول أنواع املناولة (كمطلب أول)‪ ،‬آثار املناولة في حالة‬
‫موافقة اإلدارة عليها (كمطلب ثاني)‪ ،‬وآثار املناولة في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها (كمطلب ثالث)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أنواع املناولة‬
‫تتنوع املناولة إلى صور وأشكال مختلفة نظرا لطبيعتها وخصائصها املميزة لها عن غيرها من العقود‬
‫وتتمثل هذه األنواع فيما يلي‪2:‬‬

‫‪ -‬املناولة املفروضة واملناولة االختيارية‪ :‬وبالنسبة لألولى تفرض اإلدارة على املتعاقد مؤسسة أو شركة معينة‬
‫للتعاقد معها من الباطن‪ ،‬أما الثانية فيلعب املتعاقد دورا جوهريا في اختيار املتعامل الثانوي ‪ -‬املناول‪ -‬؛ املناولة‬
‫على درجة واحدة وعلى املناولة على درجات‪ :‬ففي األولى يكون لدينا متعامل ثانوي ‪ -‬مناول ‪ -‬واحد‪ ،‬أما الثانية‬
‫فيكون لدينا أكثر من متعاقد ثانوي ويطلق عليه التعاقد الثانوي بالتسلسل؛ املناولة ذات الطبيعة الشفافة‬
‫واملناولة املبهمة‪ :‬فاألولى ال يكون التعامل الثانوي مستقال عن العقد األصلي وإنما مرتبط به‪ ،‬أما في الثانية فال‬
‫يشير املتعاقدان إلى العقد األصلي املبرم بين الجهة اإلدارية واملتعاقد األصلي أي أنهما ال يريدان االرتباط به وإنما‬
‫التحرر منه؛ املناولة ذات الطبيعة التكاملية واملناولة ذات الطبيعة الظرفية‪ :‬ومناط التفرقة بين هاتين‬
‫الصورتين هو طبيعة العمل ونوعيته وما إذا كان من جنس عمل املتعاقد األصلي أو أنه يخرج من تخصصه‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬آثاراملناولة في حالة موافقة اإلدارة عليها‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .04 ،02‬وسنفصل شرح حالة عدم موافقة اإلدارة على املناول في املبحث الثاني‬
‫املتعلق بأنواع وآثار املناولة‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر في هذا الصدد‪ ،‬مختارية ليازيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.023 ،020‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫املناولة عملية عقدية تفترض وجود ثالثة أطراف وبالنتيجة ثالث عالقات قانونية ترتب آثارها عليها‬
‫وتتمثل في‪ :‬عالقة املصلحة املتعاقدة واملتعاقد األصلي وعالقة املصلحة املتعاقدة واملناول وعالقة املناول‬
‫واملتعاقد األصلي‪ .‬وهذا ما سنتناوله في الفروع اآلتية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬آثاراملناولة بالنسبة لعالقة املصلحة املتعاقدة باملتعاقد األصلي‬
‫إن موافقة اإلدارة على التعاقد من الباطن –املناولة‪ -‬ليس لها أثر على العالقة العقدية بين اإلدارة‬
‫واملتعاقد األصلي فهذه العالقة تبقى قائمة ويبقى املتعاقد األصلي مسؤوال شخصيا عن تنفيذ كامل االلتزامات‬
‫التي ينص عليها العقد األصلي‪ .‬وهذا يعد تأكيدا ملبدأ استمرارية املسؤولية الشخصية للمتعاقد عن العقد‬
‫بـأكمله‪ ،‬وتتواجد هذه املسؤولية حتى ولو لم ينص عليها في العقد ما لم يكن هناك شرط عقدي يخالف‬
‫ذلك‪1.‬وعليه يظل املتعاقد األصلي مسؤوال عن تنفيذ كامل العقد حتى بالنسبة للجزء الذي كلف املناول‬
‫بتنفيذه وهذا ما أكدته املادة ‪ 040‬من املرسوم ‪ 342/00‬وهذا قد يؤدي إلى فرض جزاءات على املتعامل املتعاقد‬
‫األصلي إذا أخل املناول بالتزاماته‪ .‬وال يحق لهذا األخير االعتراض على هذا الجزاء‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثاراملناولة بالنسبة لعالقة املصلحة املتعاقدة باملناول‬
‫إن موافقة اإلدارة على التعاقد من الباطن ‪ -‬املناولة‪ -‬ال تنشأ عنها أية عالقة عقدية بين اإلدارة واملتعاقد‬
‫من الباطن –املناول‪ -‬ومن ثم ال يكون هذا األخير طرفا في العقد األصلي‪ ،‬وكل ما يترتب من أثر على هذه املوافقة‬
‫هو أن هذا العقد –عقد املناولة‪ -‬يكون مشروعا‪ ،‬ومن ثم ال تستطيع اإلدارة التنكر له بعد ذلك‪ ،‬وإال ارتكبت‬
‫خطأ عقديا يوجب مسؤوليتها بالتعويض أما املتعاقد األصلي‪ ،‬وبذلك ال توجد عالقات قانونية بين اإلدارة‬
‫واملناول‪ -،‬فاألصل‪ -‬أن دفع الثمن يتم للمتعاقد األصلي حتى بالنسبة لجزء األعمال املنفذة بواسطة املناول أما‬
‫بالنسبة للتشريع الفرنس ي فقد عدل عن هذا الوضع وسمح بوجود تسوية مباشرة بين اإلدارة واملتعاقد من‬
‫الباطن‪-‬املناول‪ -‬مما يؤدي إلى قيام عالقة قانونية جديدة ومباشرة بينهما إال ان هذه العالقة تقتصر على تسوية‬
‫الثمن فقط‪2.‬‬

‫ولقد أخذ املشرع الجزائري بنظام الدفع املباشر بموجب املادة ‪ 042‬مطة ‪ 3‬من املرسوم ‪ 342/00‬التي‬
‫نصت على أن املناول يقبض مستحقاته مباشرة من املصلحة املتعاقدة حسب كيفيات يضبطها قرار صادر عن‬
‫وزير املالية‪ 3.‬ونصت املادة ‪ 3‬من هذا القرار على شروط الدفع املباشر إذا كانت الخدمات الواجب تنفيذها من‬

‫‪ -1‬د‪ .‬أحسان سليمان خربيط‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.054 ،052‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80 ،85‬‬
‫‪ -3‬ولقد صدر هذا القرار ويتمثل في قرار وزير املالية الصادر بتاريخ ‪ ،3500/52/31‬يتعلق بكيفيات الدفع املباشر للمتعامل‬
‫الثانوي‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،34‬املؤرخة في ‪ .3500/54/35‬والذي صدر في ظل مرسوم الصفقات العمومية السابق امللغى ولم يكيف بعد‬
‫صدور املرسوم ‪ 342/00‬والذي أتى برؤية جديدة للتعاقد من الباطن وأسماه كما سبق بيانه "باملناولة"‪.‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫املتعامل الثانوي محددة من حيث مبالغها القصوى في الصفقة وتتمثل تلك الشروط في‪ :‬أن تكون املبالغ الواجب‬
‫دفعها محددة بمبالغ قصوى في الصفقة؛ أن ينص دفتر الشروط لطلب العروض املعنى على الدفع املباشر‬
‫للمتعامل بطريق املناولة‪ ،‬وإال فال يستفيد املناول من الدفع املباشر؛ أن يكون التعامل الثانوي محل عقد بين‬
‫املتعامل الثانوي‪ -‬املناول‪ -‬وصاحب الصفقة؛ أال يكون املبلغ املخصص للدفع املباشر للمتعامل الثانوي –‬
‫املناول‪ -‬مشموال برهن حيازي للصفقة‪ ،‬يجب أن ُيخصم مبلغ التسبيق املخصص لصاحب الصفقة من مبلغ‬
‫ُ‬
‫الخدمات الواجب تنفيذها من قبل املتعامل الثانوي ‪ -‬املناول‪ -‬واملعني بالدفع املباشر؛ ويجب أن تخصم الحصة‬
‫القابلة للتحويل من مبلغ الصفقة من املبلغ املخصص للمناول‪.‬‬
‫أما عن كيفيات الدفع املباشر فإنه يجب على املناول أن يوجه طلبا إلى صاحب الصفقة للموافقة على‬
‫الدفع املباشر مقابل وصل استالم‪ ،‬ويوجه إلى املصلحة املتعاقدة طلبا للدفع املباشر مرفقا بالفواتير أو‬
‫الوضعيات ووصل االستالم الذي تلقاه من صاحب الصفقة‪ .‬ويكون لصاحب الصفقة ‪ 35‬يوما من تاريخ وصل‬
‫االستالم إلعطاء موافقته الكلية أو الجزئية‪ ،‬أو الرد برفض الدفع املباشر للمناول‪ ،‬وعليه إخبار املصلحة‬
‫املتعاقدة كذلك‪ ،‬وترسل املصلحة املتعاقدة في أقرب اآلجال نسخة من الفواتير أو الكشوف لصاحب الصفقة‪،‬‬
‫تقوم املصلحة املتعاقدة بصرف الفواتير أو الكشوف مع مراعاة أجل ‪ 25‬يوما ابتداء من تاريخ قبول أو رفض‬
‫صاحب الصفقة أو عند انتهاء أجل العشرين يوما السالف ذكره‪ ،‬وإذا لم يعط صاحب الصفقة أي رد يجب أن‬
‫تعلم املصلحة املتعاقدة املتعامل املتعاقد بكب دفع لصالح املتعامل الثانوي‪1.‬‬

‫وإذا رفض صاحب الصفقة الدفع املباشر للمتعامل للمناول‪ ،‬يجب أن يبرر ذلك‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يمكن‬
‫للمصلحة املتعاقدة أن تدفع إال الجزء غير املتنازع عليه‪ 2.‬وتجدر اإلشارة إلى أنه على صاحب الصفقة أن‬
‫يستظهر في فواتيره أو كشوفه مبلغ األداءات التي كانت محل دفع مباشر للمناول‪3.‬‬

‫كما أخذ املشرع الجزائري بالدفع املباشر في القواعد العامة في القانون املدني بموجب املادة ‪ 0/000‬منه‪،‬‬
‫كما أعطت نفس املادة للمقاول الفرعي حق االمتياز في حالة توقيع الحجز على أموال املقاول األصلي‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن القول أن مسؤولية املناول اتجاه اإلدارة مسؤولية تقصيرية نظرا النتفاء الرابطة العقدية‬
‫املباشرة بينهما وذلك في الحاالت التي يرتكب فيها املناول خطأ جسيما في التنفيذ‪ ،‬ينم عن جهل واضح باألصول‬
‫الفنية الواجب مراعاتها‪4.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثاراملناولة على العالقة بين املتعاقد األصلي واملناول‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 52‬من قرار وزير املالية املؤرخ في ‪ 3500/52/31‬السالف ذكره‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 54‬من القرار نفسه‪..‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 50‬من القرار نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تضل العالقة بين املتعاقد األصلي واملتعاقد من الباطن عالقة عقدية تحكمها قواعد القانون الخاص‬
‫وينعقد االختصاص بشأن املنازعات الناشئة عنها للقضاء العادي‪ 1.‬وذلك حتى في الحاالت التي توافق فيها اإلدارة‬
‫على التعاقد من الباطن – املناولة‪ -‬ويكون املناول مسؤوال في مواجهة املتعاقد األصلي إذا لم يقم بتنفيذ العمل‬
‫املعهود إليه‪ ،‬وفقا ألصول الفنية الواجب مراعاتها‪ ،‬فهو مكلف بتحقيق نتيجة وليس ببذل عناية‪2.‬‬

‫وبالتالي فإنه يترتب على املناولة حقوق والتزامات بين املناول واملتعامل املتعاقد‪ .‬وحقوق املتعامل الثانوي‬
‫‪ -‬املناول‪ -‬تتمثل أساس في التزامات املتعامل املتعاقد بتمكين املناول من إنجاز العمل‪ ،‬وعليه بتنسيق العمل بين‬
‫املناول وعماله الفنيين أو بين املناولين في حالة تعددهم مع هؤالء العمال‪ ،‬كما يلتزم املتعامل املتعاقد بتسلم‬
‫العمل من املناول بعد إنجازه‪ ،‬ويتوجب على املتعامل املتعاقد املبادرة إلى معاينته في أقرب وقت كما يلتزم هذا‬
‫األخير بدفع األجر إلى املناول‪ 3.‬أما بالنسبة اللتزامات املناول فهي تمثل في نفس الوقت حقوقا للمتعاقد األصلي‪.‬‬
‫وهي تتمثل في قيامه بإنجاز العمل محل العقد وااللتزام بتسليم العمل بعد اإلنجاز‪ ،‬فإذا لم يقم املناول بتسليم‬
‫العمل كامال في املكان والزمان الواجب تسليمه فهما‪ ،‬فإنه يكون قد أخل بالتزامه بالتسليم‪ ،‬فيكون للمتعامل‬
‫املتعاقد طبقا للقواعد العامة إما طلب التنفيذ العيني أو طلب الفسخ مع التعويض في الحالتين إذا كان له‬
‫مقتض ى بشرط قيام املتعامل املتعاقد بإعذار املناول بالتسليم‪ ،‬وللقاض ي البت في طلب التنفيذ العيني إذا كان‬
‫ذلك ممكنا‪ ،‬مع جواز االلتجاء إلى التهديد املالي إلجبار املناول على التنفيذ‪ .‬كما يقع على املناول االلتزام بضمان‬
‫العمل‪ ،‬وإذا أخل بهذا االلتزام ينحصر حق املتعامل املتعاقد في رجوعه على املناول باملطالبة بالتنفيذ العيني‪ ،‬أي‬
‫بما يتناسب مع الضرر الذي لحق به‪4 .‬‬ ‫بإصالح الضرر متى كان ذلك ممكنا أو يطلب تخفيض األجر‬
‫املطلب الثالث‪ :‬آثاراملناولة في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها‬
‫عدم موافقة اإلدارة على املناولة تكون عند إبرام املتعاقد األصلي اتفاق املناولة لتنفيذ جزء من عقده‬
‫اإلداري دون الحصول على موافقة الجهة اإلدارية املتعاقدة ودون الرجوع إليها في هذا الشأن‪ ،‬أو أن املتعاقد‬
‫األصلي قدم طلبا إلى املصلحة املتعاقدة يبدي فيه رغبته في التعاقد من الباطن ويطلب منها املوافقة على ذلك‪،‬‬
‫لكنها ترفض وعلى الرغم من ذلك يقوم املتعاقد األصلي بإبرام عقد املناولة لتنفيذ جزء من التزاماته املترتبة‬

‫‪ -1‬د‪ .‬أحسان سليمان خربيط‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.054‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -3‬خديجة سرير الحرتس ي‪ ،‬التعامل الثانوي في صفقات األشغال العمومية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫ببن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0‬الجزائر‪ ،3505 -3558 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -4‬مختارية ليازيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.028‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫بموجب العقد اإلداري‪ .‬علما أن املوافقة قد تتم قبل تنفيذ العقد األصلي أو أثناء تنفيذه وقد تتم بإشارة صادرة‬
‫من اإلدارة‪1.‬‬

‫وسنتناول آثارها في هذه الحالة بالنسبة لعالقة اإلدارة باملتعاقد األصلي (كفرع أول) وآثارها بالنسبة‬
‫لعالقة اإلدارة باملناول (كفرع ثاني)‪ ،‬وآثارها بالنسبة لعالقة املتعاقد األصلي باملناول (كفرع ثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬آثاراملناولة بالنسبة لعالقة اإلدارة باملتعاقد األصلي في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها‬
‫إن اللجوء إلى املناولة بدون موافقة جهة اإلدارة يعتبر إهدارا كامال لفكرة االعتبار الشخص ي وعليه فإن‬
‫مصيره هو البطالن‪ ،‬إذ ال يمكن للمناول أن يحتج به في مواجهة اإلدارة وال تنشأ أية رابطة عقدية تجمع بينها وبين‬
‫املناول نظرا لعدم موافقتها‪ ،‬وبذلك يضل املتعاقد األصلي هو املسؤول أمام اإلدارة‪ 2.‬بل أكثر من ذلك حيث يعد‬
‫هذا التصرف خطأ تعاقديا خطيرا وقع فيه املتعاقد األصلي يرتب مسؤوليته عن األضرار الناجمة عنه‪ ،‬كما أن‬
‫يبرر توقيع أقس ى الجزاءات‪- ،‬فقد يصل األمر إلى حد‪ -‬فسخ العقد على مسؤولية املتعاقد األصلي‪ ،‬سواء تم‬
‫النص على هذا الجزاء في العقد أو لم يتم النص عليه غال إذا تم استبعاده صراحة‪3.‬‬

‫ولقد أكدت على ذلك املادة ‪ 3/043‬من املرسوم ‪ 342/00‬السالفة الذكر وكرست حق اإلدارة في فرض‬
‫تدابير قسرية ضد املتعاقد في هذه الحالة‪ .‬ولكن لم تبين لنا هذه املادة ما هي هذه التدابير القسرية على خالف ما‬
‫جاء في دفتر الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال العمومية لسنة ‪ 4،0804‬فحسب املادة ‪2/00‬‬
‫منه فإنه إذا قام املقاول دون إذن بالتعاقد مع مقاول فرعي يجوز عند ذلك ودون إنذار مسبق تطبيق اإلجراءات‬
‫الواردة في املادة ‪ ،20‬وهذه األخيرة تنص على التدابير القسرية التي يتم اتخاذها من طرف اإلدارة في حالة عدم‬
‫تنفيذ املقاول شروط الصفقة وكذلك أوامر املصلحة املتعاقدة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثاراملناولة بالنسبة للعالقة بين اإلدارة واملناول في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها‬
‫في هذه الحالة أكد القضاء اإلداري على عدم وجود عالقة عقدية مباشرة بين اإلدارة واملتعاقد من‬
‫الباطن لبطالن التنازل‪ ،‬أي انعدام العالقة العقدية بينهما‪ ،‬فاإلدارة ليست طرفا في اتفاق التعاقد من الباطن –‬
‫املناولة‪ ،-‬وبالتالي ال تقوم املسؤولية العقدية بينهما‪ ،‬واألصل أنه ال يجوز له مطالبتها على أساس عقدي بأن تدفع‬

‫‪ -1‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84 ،82‬‬


‫‪ - 2‬فوزية هاشمي‪ ،‬آثار تنفيذ الصفقات العمومية على الطرفين املتعاقدين –دراسة مقارنة‪ -‬أطروحة دكتوراه في العلوم‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس ‪ -‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪ ،3501/3502 ،‬ص ‪.230‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -4‬قرار مؤرخ في ‪ ،0804/00/30‬املتضمن املصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال الخاصة‬
‫بوزارة تجديد البناء واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،50‬املؤرخة في ‪.0800/50/08‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫له قيمة األعمال التي نفذها‪ ،‬ولكن على الرغم من ذلك فأنه يجوز للمناول أن يرجع على اإلدارة في حال تنفيذه‬
‫لاللتزامات املنصوص عليها في العقد استنادا إلى فكرة اإلثراء بال سبب إذا توافرت شروط تطبيقها‪1.‬‬

‫أو أنه يرجع عليها بصفته دائنا للمقاول املتعاقد معها ‪ -‬املتعاقد األصلي‪ -‬ويطالبها بحقوقه املدنية عن طريق‬
‫الدعوى املباشرة وفقا للقواعد املقررة في القانون املدني‪2.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثاراملناولة بالنسبة للعالقة بين املتعاقد األصلي واملناول في حالة عدم موافقة اإلدارة عليها‬
‫إن آثار التعاقد من الباطن –املناولة‪ -‬غير املرخص به على عالقة املتعاقد األصلي باملتعاقد من الباطن ‪-‬‬
‫املناول‪ -‬ال تختلف عن تلك املترتبة على التعاقد املرخص به‪ ،‬وهذه العالقة تعتبر رابطة من روابط القانون‬
‫الخاص‪ ،‬واختصاص القضاء العادي بالفصل في املنازعات الناشئة عنها‪3.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫حاولنا من خالل موضوع بحثنا الوقوف على النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية وفقا‬
‫للمرسوم ‪ 342/00‬الذي أتى برؤيا جديدة للتعاقد من الباطن في العقد اإلداري حيث أسماه باملناولة وهو‬
‫مصطلح جديد لم يستخدمه املشرع إال بموجب هذا املرسوم‪ ،‬حيث كان يستخدم سابقا مصطلح التعامل‬
‫الثانوي‪ .‬وعالجنا األحكام الجديدة للمناولة التي جاء بها املرسوم ‪ 342/00‬والتي تميزت بوفرة كمية ونوعية‪ ،‬مع‬
‫االستعانة بأحكام القواعد العامة للقانون املدني عند الحاجة لذلك‪ .‬وتوصلنا لجملة من النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬غياب تعريف تشريعي للمناولة في التشريع الجزائري للصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬املناولة رابطة عقدية مكتوبة بين املتعامل املتعاقد األصلي مع اإلدارة واملناول ويجب أن تحوي جملة من‬
‫البيانات املنصوص عليها تنظيما‪ ،‬يكلف بموجبها املتعاقد األصلي املناول بتنفيذ جزء من الصفقة العمومية‬
‫شريطة أن يكون موضوعها قابال للتجزئة وأن ال تتجاوز املناولة ‪ %45‬من املبلغ اإلجمالي للصفقة‪ ،‬وذلك تحت‬
‫مسؤولية املتعاقد األصلي الذي تبقى مسؤوليته كاملة عن التنفيذ في مواجهة اإلدارة حتى ولو قصر املناول في‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز املناولة بجملة من الخصائص املميزة لها والتي تجعلها تتميز عن املفاهيم املشابهة لها كالتنازل عن العقد‪،‬‬
‫ومستخدمي العقد األصلي‪ ،‬واتفاقات تسهيل العقد‪ ،‬واملناولة في تفويض املرفق العام‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر املناولة عقد من عقود القانون الخاص رغم أنها مزروعة في عقد إداري تحكمها أحكام القانون الخاص‬
‫ونزاعاتها ينظر فيها القضاء العادي‪ .‬وال يعتبر املناول طرفا في الصفقة العمومية املبرمة بين اإلدارة واملتعاقد‬

‫‪ -1‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.81 ،82 ،22‬‬


‫‪ -2‬فضيلة شعبان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.014‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫األصلي‪ .‬لذلك فاألصل أنه ال يحق للمناول مطالبة اإلدارة بحقوقه املالية كأصل عام‪ ،‬واستثناء من ذلك يمكن له‬
‫مطالبتها بالتعويض باالستناد إلى نظرية اإلثراء بال سبب إذا توافرت شروطها‪ ،‬وهذا ما لم ينص القانون على‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تكون املناولة صحيحة إذا توافرت على جملة من الشروط العامة إلبرام العقود من تراض ي ومحل وسبب‪،‬‬
‫والشروط الخاصة التي أوردها املرسوم ‪ ،342/00‬من وجوب النص على املجال املخصص للمناولة في دفتر‬
‫الشروط والصفقة األصلية إن أمكن‪ ،‬وأن ال تكون املناولة في صفقات اللوازم العادية ‪ ،‬وأن ال تتجاوز نسبة ‪%45‬‬
‫من املبلغ اإلجمالي للصفقة‪ ،‬وموافقة اإلدارة على املناول كتابة‪ ،‬وتصريح املناول للمصلحة املتعاقدة بوجوده في‬
‫مكان التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬تتنوع املناولة بحسب الزاوية التي ينظر إليها منها‪ ،‬ومهما كان نوعها تخضع كلها لنظام قانوني واحد وترتب آثارا‬
‫مختلفة على العالقات القانونية الناشئة بموجبها بحسب موافقة أو عدم موافقة اإلدارة عليها‪ .‬حيث أن هناك‬
‫ثالثة أطراف فتترتب اآلثار بالنسبة لثالثة عالقات‪ ،‬عالقة اإلدارة باملتعاقد األصلي‪ ،‬عالقة اإلدارة باملناول‪ ،‬عالقة‬
‫املتعاقد األصلي باملناول‪.‬‬
‫‪ -‬تبقى العالقة القائمة بين املناول واملتعاقد األصلي سواء وافقت اإلدارة أم لم توافق عليها عالقة عقدية تخضع‬
‫للقانون الخاص ومنازعاتها ينظر فيها القضاء العادي؛ أما عالقة اإلدارة واملتعاقد األصلي يضل فيها املتعاقد‬
‫األصلي مسؤوال عن التنفيذ الكلي للصفقة سواء وافقت أم لم توافق على املناولة‪ ،‬مع فرق بسيط أنه في حالة‬
‫عدم املوافقة على املناولة فإن لجوءه إليها يعتبر خطأ عقديا يبرر توقيع جزاءات قسرية عليه من قبل اإلدارة؛ أما‬
‫بالنسبة لعالقة اإلدارة باملناول فإنه نص املرسوم ‪ 342/00‬على أحكام الدفع املباشر من اإلدارة للمناول الذي‬
‫وافقت عليه‪ .‬أما إذا لم توافق عليه اإلدارة فال تدفع له ويبقى له حق الرجوع عليها بالتعويض وفقا للقواعد‬
‫العامة لإلثراء بال سبب أو الدعوى املباشرة إذا توافرت شروطهما‪.‬‬
‫وفي إطار هذه النتائج نوص ي باالقتراحات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إصدار نصوص تنظيمية تبين كيفية تطبيق األحكام القانونية الواردة في تنظيم الصفقات العمومية الجديد ‪-‬‬
‫املرسوم ‪ ،-342/00‬واملتعلقة منها باملناولة بشكل دقيق وواضح‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بالشكل الواجب مراعاته في‬
‫طلب املوافقة على املناولة من قبل املتعاقد األصلي مع اإلدارة‪ ،‬وكذلك ما تعلق منها بإجراءات املوافقة أو الرفض‬
‫للمناولة الصادر من املصلحة املتعاقدة‪ ،‬وشكله‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الطبيعة القانونية لعقد املناولة في تنظيم الصفقات العمومية صراحة بدقة ووضوح وتحديد الجهة‬
‫القضائية التي تنظر في النزاعات التي تثور بشأنها رفعا لكل لبس‪.‬‬
‫‪ -‬نقترح إضافة أحكام ضمن أحكام املناولة في تنظيم الصفقات العمومية تبين بوضوح وبدقة نوع العقوبات التي‬
‫توقعها اإلدارة على املتعاقد األصلي في حالة لجوئه إلى املناولة بدون موافقة اإلدارة وشروط توقيعها‪ ،‬وعدم‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫االقتصار فقط على ذكرها كما فعل في املادة ‪ 3/043‬منه حيث ذكر العقوبات القسرية دون تبيان ما هي هذه‬
‫العقوبات‪ ،‬فالبد للمشرع من تدارك هذا القصور‪.‬‬
‫‪ -‬نقترح إلغاء العمل بدفتر الشروط اإلدارية العامة املطبق على صفقات األشغال العمومية لسنة ‪ ،0804‬ألن‬
‫أحكامه خاصة ما تعلق منها بتطبيق العقوبات القسرية على املقاول في حالة لجوئه إلى مقاول فرعي دون موافقة‬
‫اإلدارة‪ ،‬لم تعد تواكب التطورات الحاصلة سواء من الناحية التشريعية أو االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تحيين قرار وزير املالية املتعلق بكيفيات الدفع املباشر الصادر في ‪ ،3500‬ذلك أنه صدر في ظل مرسوم‬
‫الصفقات العمومية امللغى والذي كان يعبر على املناولة بالتعامل الثانوي‪ ،‬وبالتالي تعديله وتعديل أحكامه بما‬
‫يتماش ى مع مرسوم الصفقات الجديد رقم ‪.342/00‬‬
‫‪ -‬االهتمام بتطوير وتدعيم وتفعيل املناولة الوطنية بالتقليل من اللجوء للمناولة األجنبية‪ ،‬ووضع آليات جديدة‬
‫وبرامج خاصة لفائدة تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وجعلها تستفيد من الخبرات األجنبية ودعمها‬
‫للمشاركة في األنشطة الخاصة باملناولة وتمكينها من املساهمة في تنفيذ املشاريع االقتصادية الضخمة لدفع‬
‫عجلة التنمية في الدولة‪ ،‬مع تطوير وسائل الرقابة على املناولة في الصفقات العمومية‪ ،‬وتطوير وسائل‬
‫التكنولوجيا الحديثة ملا لها من دور في تفعيل املناولة‪.‬‬
‫قائمة املصادرواملراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املصادر‪:‬‬
‫‪ -0‬القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 50/11‬املؤرخ في ‪ ،0811/50/03‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،53‬السنة ‪ ،30‬املؤرخة في ‪.0811/50/02‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/02‬املتضمن القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬املؤرخ في‬
‫‪ ،3502/50/05‬ج ر العدد ‪ 53‬املؤرخة في ‪ ،3502/50/00‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -0‬األوامر‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 01/20‬املتضمن القانون املدني‪ ،‬املؤرخ في ‪ ،0820/58/30‬ج ر العدد ‪ ، 21‬املؤرخة في‬
‫‪ ، 0820/58/25‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ -‬األمر ‪ 51/50‬املتضمن القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬املؤرخ في‬
‫‪ ،3550/03/03‬ج ر العدد ‪ ،22‬املؤرخة في ‪.3550/03/00‬‬
‫‪ -8‬املراسيم‪:‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫‪ -‬املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 342/00‬املؤرخ في ‪ .3500/58/00‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات املرفق العام‪ ،‬ج ر عدد (‪ )05‬املؤرخة في ‪.3500/58/35‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 011/52‬املتضمن تشكيلة املجلس الوطني املكلف بترقية املناولة وتنظيمه‬
‫وسيره‪ ،‬املؤرخ في ‪ ،3552/54/33‬ج ر العدد ‪ ،38‬املؤرخة في ‪ ،3552/54/32‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 088/011‬يتعلق بتفويض املرفق العام‪ ،‬املؤرخ في ‪ ،3501/51/53‬ج ر العدد ‪،41‬‬
‫املؤرخة في ‪ ،3501/51/50‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -4‬القرارات‪:‬‬

‫‪ -‬قرار مؤرخ في ‪ ،0804/00/30‬املتضمن املصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة املطبقة على‬
‫صفقات األشغال الخاصة بوزارة تجديد البناء واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،50‬املؤرخة في‬
‫‪.0800/50/08‬‬
‫‪ -‬قرار وزير املالية الصادر بتاريخ ‪ ،3500/52/31‬يتعلق بكيفيات الدفع املباشر للمتعامل الثانوي‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪ ،34‬املؤرخة في ‪.3500/54/35‬‬

‫‪ -‬قرار وزير املالية املؤرخ في ‪ 3500/03/08‬الذي يحدد نماذج التصريح بالنزاهة والتصريح باالكتتاب‬
‫ورسالة التعهد والتصريح باملناول‪ ،‬ج ر العدد ‪ 02‬املؤرخة في ‪.3500/52/00‬‬
‫ثانيا‪ :‬املراجع‬
‫‪ -0‬املؤلفات‪:‬‬
‫‪ -‬إبراهيم محمد علي‪ ،‬آثار العقود اإلدارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.3552 ،‬‬
‫‪ -‬أحسان سليمان خربيط‪ ،‬صعوبات تنفيذ العقد اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.3502‬‬
‫‪ -‬خالد غازي أبو عرابي‪ ،‬املقاولة من الباطن في ضوء أحكام القضاء والتشريع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل‬
‫للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.3558 ،‬‬
‫‪ -‬سليمان الطماوي‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية – دراسة مقارنة ‪ ،-‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.3500 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز خليفة‪ ،‬الوجيز في األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.3551‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز عبد املنعم خليفة‪ ،‬تنفيذ العقد اإلداري وتسوية منازعاته قضاء وتحكيما‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.3505 ،‬‬
‫مقداد زينة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬علي عبد األـمير قبالن‪ ،‬أثر القانون الخاص على العقد اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دون دار‬
‫نشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.3500 ،‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪ 342/00‬املؤرخ في ‪ 00‬سبتمبر‬
‫‪- 3500‬التنفيذ‪ ،‬الرقابة على الصفقات‪ ،‬املنازعات‪ ،‬جرائم الصفقات‪ ،‬نهاية الصفقات‪ ،‬القسم الثاني‪،‬‬
‫الطبعة الخامسة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.3502 ،‬‬

‫‪ -‬محمود خلف الجبوري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.3505‬‬
‫‪ -‬مفتاح خليفة عبد الحميد‪ ،‬د‪ .‬حمد محمد حمد الشلماني‪ ،‬العقود اإلدارية وأحكام إبرامها‪ ،‬دار‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.3551 ،‬‬
‫‪ -‬نصري منصور نابلس ي‪ ،‬العقود اإلدارية – دراسة مقارنة ‪ ،-‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشورات زين الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.3503 ،‬‬
‫‪ -‬نور العمروس ي‪ ،‬العقود الواردة على العمل في القانون املدني‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.3552‬‬
‫‪ -‬النوي خرش ي‪ ،‬الصفقات العمومية – دراسة تحليلية ونقدية وتكميلية ملنظومة الصفقات العمومية ‪،-‬‬
‫دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.3501 ،‬‬

‫‪ -‬يونس إسماعيل كه ردى‪ ،‬أحكام الفسخ في العقود اإلدارية –دراسة مقارنة‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.3500 ،‬‬
‫‪ -3‬الرسائل واملذكرات الجامعية‪:‬‬
‫أ‪ -‬رسائل الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ -‬فوزية هاشمي‪ ،‬آثار تنفيذ الصفقات العمومية على الطرفين املتعاقدين –دراسة مقارنة‪ -‬أطروحة‬
‫دكتوراه في العلوم‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس –سيدي بلعباس‪،‬‬
‫الجزائر‪.3501/3502 ،‬‬

‫ب‪ -‬مذكرات املاجستير‪:‬‬


‫‪ -‬خديجة سرير الحرتس ي‪ ،‬التعامل الثانوي في صفقات األشغال العمومية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق ببن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0‬الجزائر‪.3505 -3558 ،‬‬
‫النظام القانوني للمناولة في الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاس ي ‪042/05‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‬
‫‪ -‬صليحة برجم‪ ،‬املقاولة الفرعية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.3558‬‬
‫‪ -8‬املقاالت العلمية‪:‬‬
‫‪ -‬إسماعيل املحاقري‪ ،‬التنازل عن العقد والتعاقد من الباطن‪ ،‬مجلة البحوث القضائية‪ ،‬العدد ‪،52‬‬
‫املحكمة العليا –املكتب الفني‪ ،-‬صنعاء‪ ،‬الجمهورية اليمنية‪ ،‬يونيو ‪.3552‬‬
‫‪ -‬رقية برباوي‪ ،‬محمد بودالي‪ ،‬التسوية الودية للنزاعات الناتجة عن تنفيذ الصفقات العمومية في ظل‬
‫املرسوم الرئاس ي ‪ ،342/00‬املجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬املجلد الثالث‪ ،‬العدد‬
‫الخامس‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬املركز الجامعي أحمد بن يحي الونشريس ي تيسمسيلت‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬جوان ‪.3501‬‬
‫‪ -‬فضيلة شعبان‪ ،‬نور الدين زرقون‪،‬نطاق تطبيق أحكام املقاولة من الباطن في ظل املرسوم الرئاس ي‬
‫‪ ،342/00‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪،‬املجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،50‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫ّ‬
‫حمة لخضر بالوادي‪ -‬الجزائر‪ ،‬أفريل ‪.3508‬‬
‫‪ -‬مختارية ليازيد‪ ،‬التعامل الثانوي في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬مجلة البحوث القانونية والسياسية‪،‬‬
‫العدد الثالث‪ ،‬جامعة سعيدة د‪ /‬موالي الطاهر‪ ،‬الجزائر‪.3504 ،‬‬
‫‪ -‬يحي بدير‪ ،‬الجوانب القانونية آللية تفويض املرفق العام على ضوء أحكام املرسوم الرئاس ي ‪342/00‬‬
‫املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويض املرفق العام‪ ،‬املجلة الجزائرية للحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬املركز الجامعي أحمد ابن يحيى الونشريس ي‬
‫تيسمسيلت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.3502‬‬

You might also like