‫كيفية وجود الماء على سطح األرض‬

‫تواجد الماء على سطح األرض يرتبط ارتباطا كبيرا بتكوين األرض نفسها‪،‬‬
‫توجد كثير من النظريات الجيولوجية التي تتحدث عن تكون األرض ولكن‬
‫هناك شبه إجماع بين العلماء‪ 5‬على أن النظرية األكثر قبوال تقول أن األرض‬
‫تكونت في األصل باردة ومن ثم ازدادت درجة حرارتها وسخنت‪ .‬تكون‬
‫األرض نفسه جزء من تكون المجموعة الشمسية والتي حسب فرضية‬
‫نوبيالر(‪. )Nebular hypothesis‬فإنها تكونت من أجسام هالمية في‬
‫الفراغ الكوني انتشرت من جسم الشمس األكبر (‪)Proton Sun‬لت ّكون‬
‫الكواكب المعروفة حاليا وعددها تسعة (ثمانية بعد إخراج كوكب بلوتو‬
‫مؤخرا) وتشمل كوكب األرض والذي يدور حول نفسه وحول الشمس‬
‫نتيجة قوة الطرد المركزية‪.‬‬

‫وجود كوكب األرض في الفراغ الكوني جعله عرضة الرتطام األجسام‬

‫الكونية به والتي تسمى (‪ .)Planetismals‬كانت حاالت االرتطام تلك‬
‫متعددة في أول نشوء األرض‪ .‬ساهمت هذه األجسام المرتطمة بسطح‬
‫األرض في زيادة درجة حرارة األرض كما زادت من قطر األرض‬
‫وبالتالي أحدثت زيادة في كمية الضغط الناتجة من الصخور العلوية على‬
‫الصخور السفلية‪ .‬هذه الزيادة في الضغط أسهمت من جهة أخرى في زيادة‬
‫درجة حرارة األرض من جهة و زيادة درجة حرارة الصخور السفلى‪.‬‬
‫ومن جانب آخر فإن وجود النظائر المشعة كيميائيا أدى إلى توليد حرارة‬
‫زائدة فيما أسهم هو اآلخر في زيادة درجة حرارة األرض‪ .‬نتيجة لهذه‬
‫الزيادة في الحرارة ذابت الصخور السفلية مما ّولد الكثير من البراكين التي‬
‫جلبت الصهارة (‪ )magma‬على سطح األرض ( الصهارة‪ -:‬الصخور‬
‫الذائبة)‪.‬‬

‫انتشار البراكين في أول تكوينات األرض على سطحها كان العامل‬

‫األساسي لتواجد الماء على سطح األرض إذ أن البراكين تحمل معها إضافة‬
‫إلى الصهارة كميات كبيرة من الغازات أهمها بخار الماء (‪)water vapor‬‬
‫وثاني أكسين الكربون ( ‪ ) 2CO‬وكبريتيد الهيدروجين(‪ )H2S‬وكونت هذه‬
‫الغازات الغالف الجوي (‪ )atmosphere‬في بداياته‪ .‬عندما انتشر بخار‬
‫الماء الساخن في الغالف الجوي تكثف ونزل في شكل أمطار هي التي‬
‫تجمعت لتكون البحار والمحيطات المعروفة وهو ما يسمي بالغالف المائي‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫ارتفاع البراكين إلى سطح األرض هو نتيجة الختالف كثافة مادة الصهارة‬
‫الساخنة فكما هو معروف فإن المادة عندما تسخن تقل كثافتها وبالتالي فإن‬
‫مادة الصخور الذائبة (الصهارة) ترتفع إلى سطح األرض بعد تكوينها نتيجة‬
‫الختالف كثافتها عن الصخور المحيطة‪.‬‬

‫اختالف كثافة العناصر الكيميائية المختلفة أدى إلى وجود عملية التميز و‬
‫التفارق‪ ) )Differentiation‬والتي كانت السبب المباشر في تكوين طبقات‬
‫األرض المختلفة وإيجاد الفراغ الجوي‪))atmosphere‬والمائي (‬
‫‪.)Hydrosphere‬‬

‫في ظل وجود النباتات‪ 5‬البدائية (‪ )Primitive Plants‬أمكن استخدام الماء‬

‫مع غاز ثاني أكسين الكربون مدعومين بأشعة الشمس في عملية التمثيل‬
‫الضوئى (‪ )photosynthesis‬لغذاء النبات ليطلق غاز األكسجين في‬
‫الفراغ الجوي ليصنع مع الماء العاملين األساسييس لوجود الحياة على سطح‬
‫األرض‪.‬‬

‫كان النشاط البركاني هذا يكثر في أوائل تكوين األرض قبل حوالي ‪4.7‬‬
‫بليون سنة خلت‪.‬أما‪ 5‬اآلن وبعد أن وصل تكون األرض إلى حالة النضج فإن‬
‫النشاط البركاني صار محصورا في مناطق معينة وبالتالي ق ّل أو كاد ينعدم‬
‫كمية الماء التي تضاف إلى سطح األرض إذا فإن كمية المياه المتواجدة‬
‫على البسيطة حاليا ثابتة وال تزيد هذا يؤكد على أهمية الحفاظ على المياه‬
‫نسبة لعدم تجددها‪.‬‬

‫‪2‬‬