رسالة إلى الحكام والمحكومين

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫من المسجد النبوي‪:‬‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .

‬حسين آل الشيخ‬ ‫خطبة الجمعة‪ :‬رسالة إلى الحكام والمحكومين‬


‫‪2/11/1432‬‬

‫رسالة إلى الحكام والمحكومين‬

‫ألقى فض يلة الش يخ حس ين بن عبد العزيز آل الش يخ ‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬خطبة الجمعة بعن وان‪" :‬رس الة إلى الحك ام‬
‫وجه فيها رسالةً إلى ُح َّكام المسلمين بوجوب تحكيم شرع اهلل؛ لضمان الفوز والنجاة في‬
‫والمحكومين"‪ ،‬والتي َّ‬
‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬وإلى المحكومين بضرورة التوبة والعودة إلى اهلل ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪.-‬‬

‫الخطبة األولى‬

‫صل‬
‫الحمد هلل وحده‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن نبيَّنا محم ًدا عب ُده ورسولُه‪ ،‬اللهم ِّ‬
‫وسلِّم وبا ِرك عليه وعلى آله وأصحابه‪.‬‬

‫أما بعد‪ ،‬فيا أيها المسلمون‪:‬‬

‫مخر ًجا‪ ،‬ومن‬ ‫فرجا‪ ،‬ومن كل ٍ‬


‫ضيق َ‬ ‫هم ً‬‫ُأوصيكم ونفسي بتقوى اهلل ‪ -‬جل وعال ‪-‬؛ فمن اتقاه جعل له من كل ٍّ‬
‫كل ٍ‬
‫بالء عافية‪.‬‬

‫إخوة اإلسالم‪:‬‬

‫ِ‬
‫وسفك‬ ‫وتشريد‪ ،‬إراقة ٍ‬
‫دماء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وتعذيب‬ ‫ٍ‬
‫واضطهاد ٍ‬
‫وقتل‬ ‫عظيم‪ٍ :‬‬
‫ظلم‬ ‫لقد ابتلِي المسلمون في بعض البلدان ٍ‬
‫ببالء ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المشت َكى‪.‬‬
‫المستعا ُن وإليه ُ‬
‫أرواح أبرياء‪ ،‬وال حول وال قو َة إال باهلل العظيم‪ ،‬واهلل ُ‬
‫ِ‬

‫الفرج مع ال َكرب‪ ،‬وأن مع‬ ‫النصر مع الصبر‪ ،‬وأن‬ ‫ٍ‬


‫َ‬ ‫ضطهدين في كل مكان أن يعلَموا أن َ‬ ‫الم َ‬ ‫إن على المسلمين ُ‬
‫ض َونَ ْج َعلَ ُه ْم َأِئ َّمةً َونَ ْج َعلَ ُه ُم‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫العسر يسرا‪ ،‬يقول ‪ -‬جل وعال ‪ :-‬ونُ ِري ُد َأ ْن نَم َّن َعلَى الَّ ِذين استُ ْ ِ ِ‬
‫ضع ُفوا في ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ً‬
‫ود ُه َما ِم ْن ُه ْم َما َكانُوا يَ ْح َذ ُرو َن [القصص‪،5 :‬‬ ‫ِ‬
‫ي فِ ْر َع ْو َن َو َه َاما َن َو ُجنُ َ‬
‫ض َونُ ِر َ‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬
‫ين (‪َ )5‬ونُ َم ِّك َن ل َُه ْم في ْ‬
‫ال َْوا ِرث َ‬
‫‪.]6‬‬

‫‪-1 -‬‬
‫من المسجد النبوي‪:‬‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬حسين آل الشيخ‬ ‫خطبة الجمعة‪ :‬رسالة إلى الحكام والمحكومين‬
‫‪2/11/1432‬‬

‫روب من كل جانب‪،‬‬ ‫إن المسلمين في كل ٍ‬


‫الشر والعُدوان‪ ،‬وأحاطَت بهم ال ُك ُ‬
‫تداعت عليهم ُق َوى ِّ‬
‫مكان وقد َ‬
‫يلجئوا إليه‬ ‫ٍ‬
‫وصوب عليهم أن يُجدِّدوا التوبةَ إلى اهلل ‪ -‬جل وعال ‪ ،-‬وأن َ‬ ‫الفتن من كل ح ْد ٍ‬
‫ب‬ ‫وتكا َث َرت عليهم ُ‬
‫يتضرعوا إليه ويطَّ ِرحوا بين يديه‪.‬‬
‫فهو الجبَّار‪ ،‬وأن َّ‬

‫ض ُّر ًعا و ُخ ْفيةً لَِئن َأنْجانَا ِمن َه ِذ ِه لَنَ ُكونَ َّن ِمن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين (‪)63‬‬‫الشاك ِر َ‬ ‫َ‬ ‫قُ ْل َم ْن ُينَ ِّجي ُك ْم م ْن ظُلُ َمات الَْب ِّر َوالْبَ ْح ِر تَ ْدعُونَهُ تَ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫عز‬
‫القاهر فوق عباده‪ ،‬وهو ‪َّ -‬‬ ‫ب [األنعام‪ ،]64 ،63 :‬فهو ‪ -‬سبحانه ‪-‬‬ ‫قُ ِل اللَّهُ ُينَ ِّجي ُك ْم ِم ْن َها َو ِم ْن ُك ِّل َك ْر ٍ‬
‫ُ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫ْح ْم ُد لِلَّ ِه َر ِّ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫ين ظَلَ ُموا َوال َ‬
‫جار عليه‪َ ،‬ف ُقط َع َداب ُر الْ َق ْوم الذ َ‬ ‫جير وال يُ ُ‬ ‫العزيز القاد ُر الذي يُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫شأنُه ‪-‬‬
‫ك لِ َم ْن َخ َ‬
‫اف‬ ‫ض ِم ْن َب ْع ِد ِه ْم َذلِ َ‬
‫اَأْلر َ‬
‫ِ‬
‫ين (‪َ )13‬ولَنُ ْسكَننَّ ُك ُم ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫[األنعام‪ ،]45 :‬فَ َْأو َحى ِإل َْي ِه ْم َر ُّب ُه ْم لَُن ْهل َك َّن الظَّالم َ‬
‫يد [إبراهيم‪.]14 ،13 :‬‬ ‫اف و ِع ِ‬ ‫ِ‬
‫َم َقامي َو َخ َ َ‬

‫السبب المانِ ُع عن‬


‫ُ‬ ‫السبيل َلن ْي ِل الخيرات‪ ،‬وهو‬
‫ُ‬ ‫الحقيقي إلى اهلل ‪ -‬جل وعال ‪ -‬وإلى دينه هو‬
‫َ‬ ‫الرجوع‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫والمتابعةَ الصادقة لرسوله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‬
‫والمثُالت‪ ،‬إن التوبةَ الصادقةَ إلى اهلل ‪ -‬جل وعال ‪ُ ،-‬‬ ‫ُّ‬
‫الش ُرور َ‬
‫صوره‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬في كل ٍ‬
‫والظلم بشتَّى ُ‬ ‫األوحد لرفع العقاب بأنواعه‪،‬‬
‫السبيل َ‬
‫ُ‬ ‫شأن ذلك هو‬

‫ِ ِ ِ‬
‫اد ِه والْعاقِبةُ لِل ِ‬ ‫اصبِروا ِإ َّن اَأْلر ِ ِ‬ ‫ال موسى لَِقو ِم ِه ِ ِ َّ ِ‬
‫ين (‪)128‬‬ ‫ض للَّه يُو ِر ُث َها َم ْن يَ َشاءُ م ْن عبَ َ َ َ ُ‬
‫ْمتَّق َ‬ ‫ْ َ‬ ‫استَعينُوا بالله َو ْ ُ‬ ‫قَ َ ُ َ ْ ْ‬
‫اَأْلر ِ‬
‫ض‬ ‫ِ ِ‬
‫ك َع ُد َّو ُك ْم َويَ ْستَ ْخل َف ُك ْم في ْ‬ ‫ُأوذينَا ِم ْن َق ْب ِل َأ ْن تَْأتَِينَا َو ِم ْن َب ْع ِد َما ِجْئَتنَا قَ َ‬
‫ال َع َسى َربُّ ُك ْم َأ ْن ُي ْهلِ َ‬ ‫قَالُوا ِ‬

‫ف َت ْع َملُو َن [األعراف‪.]129 ،128 :‬‬ ‫َفَي ْنظَُر َك ْي َ‬

‫حال‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫استقامت لهم الدنيا على أحس ِن ٍ‬ ‫َ‬ ‫شرع اهلل‬
‫العباد متى استقاموا على ِ‬ ‫نعم‪ ،‬هكذا سنةُ اهلل أن َ‬
‫اه ْم بِ َما َكانُوا‬ ‫ض ول ِ‬ ‫ات ِمن َّ ِ‬ ‫َأن َْأهل الْ ُقرى آمنُوا و َّات َقوا لََفتَ ْحنَا َعلَْي ِهم بر َك ٍ‬
‫َك ْن َك َّذبُوا فَ َ‬
‫َأخ ْذنَ ُ‬ ‫اَأْلر ِ َ‬
‫الس َماء َو ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َول َْو َّ َ َ َ َ ْ‬
‫يَ ْك ِسبُو َن [األعراف‪.]96 :‬‬

‫تك‪ ،‬فال تستقبِلوا‬


‫اج عقوبةٌ من اهلل لم ُ‬‫الحج َ‬
‫ظلم؛ فقال‪" :‬إن َّ‬ ‫اج من ٍ‬ ‫ُش ِكي إلى الحسن البصري ما يقوم به َّ‬
‫الحج ُ‬
‫وتضر ٍع واستِ ٍ‬
‫كانة وتوبوا تُك َفوه"‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫عقوبةَ اهلل بالسيف‪ ،‬ولكن استقبِلوها ٍ‬
‫بتوبة ُّ‬

‫‪-2 -‬‬
‫من المسجد النبوي‪:‬‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬حسين آل الشيخ‬ ‫خطبة الجمعة‪ :‬رسالة إلى الحكام والمحكومين‬
‫‪2/11/1432‬‬

‫إخوة اإلسالم‪:‬‬

‫ِ‬
‫بالظلم وال‬ ‫الحكم ال يكون‬ ‫إن على ح َّكام المسلمين في جميع البلدان أن ِ‬
‫ظ على نظام ُ‬ ‫يستيقنوا أن الحفا َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بالركون للجهود البشرية وال ُقدرات اإلنسانية بعي ًدا عن اللُّ ِ‬
‫جوء إلى اهلل‬ ‫باالضطهاد‪ ،‬وال باَألثَرة واالستبداد‪ ،‬وال ُّ‬
‫ظ الحكم ال يكون ولن يكون أب ًدا بالبُعد عن منهج اإلسالم وثوابِته‬ ‫والتمسك بدينه وشرعه؛ ِ‬
‫فحف ُ‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -‬جل وعال ‪-‬‬
‫ِ‬
‫العظام‪.‬‬

‫ْك تُْؤ تِي ال ُْمل َ‬


‫ك الْمل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْك‬ ‫لك هلل وحده‪ :‬قُ ِل اللَّ ُه َّم َمال َ ُ‬ ‫والم َ‬
‫ب الخالفةَ والتمكين ُ‬ ‫كتاب اهلل وج َده ينس ُ‬ ‫فمن تدبَّر َ‬
‫ك َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير [آل‬ ‫ْك ِم َّم ْن تَ َشاءُ َوتُِع ُّز َم ْن تَ َشاءُ َوتُ ِذ ُّل َم ْن تَ َشاءُ بِيَ ِد َك الْ َخ ْي ُر ِإنَّ َ‬
‫َم ْن تَ َشاءُ َوَت ْن ِزعُ ال ُْمل َ‬
‫كمه ولو‬ ‫ِ‬
‫وأفس َد ُأفسد عليه ُح ُ‬ ‫يحكمه‪ ،‬ومن فس َد َ‬ ‫ُ‬ ‫لك الذي‬ ‫الم َ‬ ‫عمران‪ ،]26 :‬فمن صلَح وأصلَ َح أصلَ َح اهلل له ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫ود (‪ )17‬فِ ْر َع ْو َن َوثَ ُم َ‬ ‫يث الْجنُ ِ‬ ‫كان من أمهر الناس وأذكاهم وأقواهم‪ ،‬هل َأتَ َ ِ‬
‫ود (‪ )18‬بَ ِل الذ َ‬
‫ين َك َف ُروا‬ ‫اك َحد ُ ُ‬ ‫َْ‬
‫ط [البروج‪.]20 -17 :‬‬ ‫يب (‪َ )19‬واللَّهُ ِم ْن َو َراِئ ِه ْم ُم ِحي ٌ‬ ‫فِي تَ ْك ِذ ٍ‬

‫فيا ُح َّكام المسلمين‪:‬‬

‫شأن‪ ،‬والت ِزموا بسنة نبي اإلسالم ‪ -‬عليه أفضل الصالة والسالم ‪،-‬‬ ‫عُودوا إلى القرآن الكريم‪ ،‬وطبِّقوه في كل ٍ‬

‫كيد األعداء‬‫تمسكوا بهما‪ ،‬دعُوا عنكم القوانين الوضعيَّةَ والدساتير البشرية‪ ،‬اح َذروا من ِ‬ ‫الوحي ْين َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫احتكموا إلى َ‬
‫ومخطَّطاتهم وإمالءاتهم‪ ،‬قال ‪ -‬جل وعال ‪ -‬فيهم‪ :‬ودُّوا لَو تَ ْك ُفرو َن َكما َك َفروا َفتَ ُكونُو َن سواء فَاَل َتت ِ‬
‫َّخ ُذوا‬ ‫ََ ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِم ْن ُهم َأولِياء حتَّى ي َه ِ‬
‫اج ُروا فِي َسبِ ِ‬
‫يل اللَّ ِه [النساء‪.]89 :‬‬ ‫ْ ََْ َ ُ‬

‫ويخفض‪ ،‬وهو الذي يُِع ُّز من يشاء ويُ ِذ ُّل من يشاء َ‬


‫وفق‬ ‫واعلموا ‪ -‬أيها الح َّكام ‪ -‬أن اهلل وح َده هو الذي يرفع ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب أبو‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حكمته البالغة‪ ،‬قال ابن كثير في "البداية والنهاية" في حوادث سنة أربعمائة وثالثين للهجرة‪" :‬وفيها ُخوط َ‬
‫ِِ‬
‫ك بغداد من بني بُويْه‪،‬‬
‫آخر من ملَ َ‬
‫العزيز ُ‬‫ُ‬ ‫منصو ِر بن جالل الدولة بالملك العزيز ‪ -‬وهو ُم ٌ‬
‫قيم بواسط ‪ ،-‬وهذا‬

‫‪-3 -‬‬
‫من المسجد النبوي‪:‬‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬حسين آل الشيخ‬ ‫خطبة الجمعة‪ :‬رسالة إلى الحكام والمحكومين‬
‫‪2/11/1432‬‬

‫لك في غيرهم‪،‬‬
‫الم َ‬ ‫وتمردوا وبغَوا‪ِ ِ َّ ،‬‬
‫وجعل ُ‬
‫َ‬ ‫أنعم به عليهم‪،‬‬
‫وتسموا بملك األمالك سلَبَهم اهلل ما كان َ‬ ‫َ‬ ‫فلما طغَوا َّ‬
‫كما قال تعالى‪ِ :‬إ َّن اللَّهَ اَل ُيغَِّي ُر َما بَِق ْوٍم َحتَّى ُيغَِّي ُروا َما بَِأْن ُف ِس ِه ْم [الرعد‪."]11 :‬‬

‫أيها المسلمون‪:‬‬

‫َّ‬
‫والذل‬ ‫والضرر والهوا َن‬ ‫َ‬ ‫الحاض ِر والماضي علِ َم أن َّ‬
‫الشر‬ ‫ِ‬ ‫أحوال المسلمين في عهودهم كلها في‬ ‫َ‬ ‫إن من َسَب َر‬
‫يستبدلونها باألهواء النفسية واآلراء‬ ‫ِ‬ ‫بالوحي ْين‪ ،‬وحين‬ ‫ف تعلُّقهم‬‫حين يضعُ ُ‬
‫َ‬ ‫يحص ُل َ‬ ‫والعار بدول المسلمين ُ‬ ‫َ‬
‫الصاَل ةَ َوآَت ُوا َّ‬
‫الز َكاةَ َو ََأم ُروا‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫ض َأقَ ُاموا َّ‬ ‫البشرية‪ ،‬ألم ي ُقل اهلل ‪ -‬جل وعال ‪ :-‬الَّ ِذين ِإ ْن م َّكن ِ‬
‫َّاه ْم في ْ‬
‫َ َ ُ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اُأْلمو ِر [الحج‪]41 :‬؟!‬ ‫بِال َْم ْع ُروف َو َن َه ْوا َع ِن ال ُْم ْن َك ِر َوللَّه َعاقبَةُ ُ‬

‫وأستغفر اهلل‬
‫ُ‬ ‫القول‪،‬‬
‫أقول هذا َ‬
‫بارك اهلل لي ولكم في القرآن العظيم‪ ،‬ونفعنا بما فيه من اآليات والذكر الحكيم‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫فاستغفروه‪ ،‬إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬ ‫لي ولكم ولسائ ِر المسلمين من كل ٍ‬
‫ذنب‪،‬‬

‫‪-4 -‬‬
‫من المسجد النبوي‪:‬‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬حسين آل الشيخ‬ ‫خطبة الجمعة‪ :‬رسالة إلى الحكام والمحكومين‬
‫‪2/11/1432‬‬

‫الخطبة الثانية‬

‫الولي الحميد‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له يُبدُئ ويُعي ُد‪ ،‬وأشهد أن نبيَّنا محم ًدا عبده‬
‫الحمد هلل ِّ‬
‫صل وسلِّم وبا ِرك عليه وعلى آله وأصحابه‪.‬‬
‫ورسولُه‪ ،‬اللهم ِّ‬

‫أما بعد‪ ،‬فيا أيها المسلمون‪:‬‬

‫ُأوصيكم ونفسي بتقوى اهلل ‪ -‬جل وعال ‪-‬؛ فهي وصيةُ اهلل لألولين واآلخرين‪.‬‬

‫أيها المسلمون‪:‬‬

‫ِ‬
‫حادوا‬‫واالعتصام بحبلِه‪ ،‬واالهتداءُ بهديِ ِه‪ ،‬ومتى ُ‬ ‫ُ‬ ‫كتاب اهلل ‪ -‬جل وعال ‪،-‬‬‫إن الراع َي والرعيَّة ال يجمعُهم إال ُ‬
‫حينئذ ‪ -‬في س َفال‪ ،‬وأحوالُهم ‪ٍ -‬‬
‫حينئذ‬ ‫يجدوا لالستقرار سبيالً‪ ،‬وال للرخاء طري ًقا؛ بل أمرهم ‪ٍ -‬‬ ‫عن ذلك فلن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يح ُك ْم‬ ‫ستقرة‪ ،‬وبُلدانهم لن تجد لألمن سبيالً‪َ ،‬وَأطيعُوا اللَّهَ َو َر ُسولَهُ َواَل َتنَ َازعُوا َفَت ْف َشلُوا َوتَ ْذ َه َ‬
‫ب ِر ُ‬ ‫غير ُم َّ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫اصبِروا ِإ َّن اللَّهَ َم َع َّ ِ‬
‫ين [األنفال‪.]46 :‬‬‫الصاب ِر َ‬ ‫َو ْ ُ‬

‫جعل اهلل‬ ‫ِ‬


‫أنزل اهلل إال َ‬
‫بكتاب اهلل ويتخيَّروا مما َ‬ ‫أئمتُهم‬
‫ونبيُّنا ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬يقول‪« :‬وما لم تحكم َّ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بأسهم بينهم»؛ أخرجه ابن ماجه ٍ‬
‫بسند‬ ‫َ‬

‫ثم إن اهلل ‪ -‬جل وعال ‪ -‬أمرنا بأم ٍر عظيم‪ ،‬أال وهو‪ :‬الصالة والسالم على النبي الكريم‪.‬‬

‫ِ‬
‫واألئمة المهديين‪ :‬أبي‬ ‫وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين‬ ‫صل وسلِّم وبا ِرك على سيدنا ونبيِّنا محمد‪،‬‬
‫اللهم ِّ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫والصحب أجمعين‪ ،‬ومن تبِ َعهم‬
‫ِ‬ ‫وعلي‪ ،‬وعن ِ‬
‫اآلل‬ ‫بك ٍر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ٍّ ،‬‬

‫حي يا قيُّوم يا ذا‬


‫نسألك يا ُّ‬
‫َ‬ ‫ُك بأنا نشه ُد أن ال إله إال أنت األح ُد الصم ُد الذي لم يلِد ولم يُولَد‪،‬‬
‫اللهم إنا نسأل َ‬
‫الظلم‬
‫الظلم والعُدوان‪ ،‬اللهم ارفع عن إخواننا المسلمين َ‬
‫ترفع عن إخواننا المسلمين َ‬
‫الجالل واإلكرام أن َ‬

‫‪-5 -‬‬
‫من المسجد النبوي‪:‬‬ ‫للشيخ‪ :‬د‪ .‬حسين آل الشيخ‬ ‫خطبة الجمعة‪ :‬رسالة إلى الحكام والمحكومين‬
‫‪2/11/1432‬‬

‫مخرجا‪ ،‬ومن كل‬


‫ً‬ ‫الظلم والعُدوان‪ ،‬اللهم اجعل لهم من كل ٍ‬
‫ضيق‬ ‫والعُدوان‪ ،‬اللهم ارفع عن إخواننا المسلمين َ‬
‫مكن لهم في األرض على الدين‪ ،‬اللهم ِّ‬
‫مكن لهم في األرض على الدين‪.‬‬ ‫بلوى عافية‪ ،‬اللهم ِّ‬
‫فر ًجا‪ ،‬ومن كل ً‬
‫هم َ‬
‫ٍّ‬

‫اللهم إنا نعوذُ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطَن‪.‬‬

‫وأحوال‬
‫َ‬ ‫وأحوال المسلمين‪ ،‬اللهم أصلِح أحوالنا‬
‫َ‬ ‫وأحوال المسلمين‪ ،‬اللهم أصلِح أحوالنا‬
‫َ‬ ‫اللهم أصلِح أحوالنا‬
‫بعودة إلى هذا الدين تُصلِ ُح بها‬
‫ٍ‬ ‫بتوبة تُصلِح بها أحوالَهم‪ ،‬اللهم ُم َّن عليهم‬
‫المسلمين‪ ،‬اللهم م َّن على المسلمين ٍ‬
‫ُ‬
‫حي يا قيُّوم‪.‬‬
‫دنياهم وُأخراهم‪ ،‬يا ُّ‬

‫عجزونك‪ ،‬اللهم عليك بأعداء المسلمين‪ ،‬اللهم عليك بأعداء اإلسالم‬ ‫اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم ال ي ِ‬
‫ُ‬
‫والمسلمين‪ ،‬اللهم ال تِ ِبقي لهم راية‪ ،‬واجعلهم لغيرهم عبر ًة وآية يا ذا الجالل واإلكرام‪.‬‬

‫اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات‪ ،‬المسلمين والمسلمات‪ ،‬األحياء منهم واألموات‪.‬‬

‫خير اإلسالم والمسلمين‪.‬‬ ‫تحب وترضى‪ ،‬اللهم وفِّقه َ‬


‫ونائب ْيه لما فيه ُ‬ ‫اللهم وفِّق َ‬
‫خادم الحرمين لما ُّ‬

‫ِ‬
‫اللهم اجعل بالد المسلمين آمنةً ُمستق َّرة‪ ،‬اللهم أن ِزل عليها َ‬
‫األمن واألمان‪ ،‬اللهم ُم َّن ليها باألمن واألمان‪ ،‬اللهم‬
‫حي يا قيُّوم‪.‬‬
‫رارهم يا ُّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫خيارهم‪ ،‬اللهم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫خيارهم‪ ،‬اللهم واكفهم ش َ‬ ‫ول على المسلمين َ‬ ‫ول على المسلمين َ‬

‫حي يا قيُّوم‪ ،‬اللهم امنُن علينا‬ ‫وحد َّ‬


‫صفهم يا ُّ‬ ‫كلمتهم على التقوى والخير‪ ،‬اللهم ِّ‬
‫وحد َ‬
‫كلمتهم‪ ،‬اللهم ِّ‬
‫وحد َ‬
‫اللهم ِّ‬
‫طيبة في الدارين‪ ،‬إنك على كل ٍ‬
‫شيء قدير‪.‬‬ ‫وعليهم ٍ‬
‫بحياة ٍ‬
‫َْ‬

‫عذاب النار‪.‬‬
‫َ‬ ‫اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً‪ ،‬وفي اآلخرة حسنةً‪ ،‬وقِنا‬

‫وبالد‬ ‫حي يا قيُّوم‪ ،‬اللهم ِ‬ ‫أغثنا‪ ،‬اللهم ِ‬


‫أغثنا‪ ،‬اللهم ِ‬
‫الغني الحميد‪ ،‬اللهم ِ‬
‫بالدنا َ‬
‫اسق َ‬ ‫أغثنا يا ُّ‬ ‫اللهم إنك أنت ُّ‬
‫وبالد المسلمين‪.‬‬
‫بالدنا َ‬ ‫وبالد المسلمين‪ ،‬اللهم ِ‬
‫اسق َ‬ ‫بالدنا َ‬ ‫المسلمين‪ ،‬اللهم ِ‬
‫اسق َ‬

‫كثيرا‪ ،‬وسبِّ ُحوه بُكر ًة وأصيالً‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫ذكرا ً‬
‫عباد اهلل‪ :‬اذكروا اهلل ً‬
‫‪-6 -‬‬

You might also like