Hadits, Khabar Dan Atsar

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫الحديث والخبر واألثر‬

‫تعريف الحديث‬

‫يطلق على احلديث عدة اصطالحات‪ ،‬فمنها السنّة‪ ،‬واخلرب‪ ،‬واألثر‪ .‬فاحلديث من حيث‬
‫اللغة هو اجلديد من األشياء‪ ،‬واحلديث‪ :‬اخلرب‪ ،‬يأيت على القليل والكثري‪ ،‬واجلمع‬
‫أحاديث‪،‬‬

‫فاحلديث هو الكالم الذي يتحدث به‪ ،‬وينقل بالصوت والكتابة‪ .‬واخلرب‪ :‬هو النبأ‪ ،‬ومجعه‬
‫أخبار‪ .‬واألثر هو بقية الشيء‪ ،‬وهو اخلرب‪ ،‬واجلمع آثار‪ .‬ويقال‪ :‬أثرت احلديث أثرا أي‬
‫نقلته‪.‬‬

‫ومن هنا فإن احلديث يرتادف معناه مع اخلرب واألثر من حيث اللغة‪.‬‬

‫أما اصطالحا‪ ،‬فإن احلديث هو ما نسب إىل رسول اهلل حممد من قول أو فعل أو تقرير‬
‫هم‪.‬‬
‫أو وصف أو ٍّ‬

‫واخلرب واألثر لفظان آخران يستعمالن مبعىن احلديث متاما‪ ،‬وهذا هو الذي عليه اصطالح‬
‫مجهور العلماء ‪.‬ولكن بعض العلماء يفرقون بني احلديث واألثر‪ ،‬فيقولون‪ :‬احلديث واخلرب‬
‫هو ما يروى عن النيب‪ ،‬واألثر هو ما يروى عن الصحابة والتابعني وأتباعهم‪.‬وقيل‪:‬‬
‫احلديث ما جاء عن النيب واخلرب ما جاء عن غريه‪.‬وقيل‪ :‬بينهما عموم وخصوص مطلق‪،‬‬
‫فكل حديث خرب وليس كل خرب حديثا‪.‬‬

‫الحديث والسنة النبوية‬

‫السنة يف اللغة هي السرية‪ ،‬والطريق القومي‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ك ِم ْن ُر ُسلِنَا َواَل‬
‫﴿سنَّةَ َم ْن قَ ْد َْأر َس ْلنَا َقْبلَ َ‬
‫وقد وردت يف القرآن مبعىن الطريقة املتبعة‪ُ :‬‬
‫ين َك َف ُروا ِإ ْن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫جَت ُد ل ُسنَّتنَا حَتْ ِوياًل ‪[ ﴾٧٧‬اإلسراء‪ - ]77:‬سورة اإلسراء و﴿قُ ْل للَّذ َ‬
‫ني ‪[ ﴾٣٨‬األنفال‪:‬‬ ‫يْنتهوا ي ْغ َفر هَل م ما قَ ْد سلَف وِإ ْن يعودوا َف َق ْد مضت سنَّةُ َّ ِ‬
‫اَأْلول َ‬ ‫َ َ ْ ُ‬ ‫َ َ َ َُ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ ْ ُْ َ‬
‫‪ - ]38‬سورة األنفال‪ .‬وكلمة السنة إذا أطلقت فهي تنصرف إىل الطريقة احملمودة‪ ،‬وقد‬
‫تستعمل يف الطريقة املذمومة ولكنها تكون مقيّدة‪ ،‬كقول النيب‪:‬‬

‫من سن في اإلسالم سنة حسنة‪ ،‬فعمل بها بعده‪ ،‬كتب له مثل أجر من عمل بها‪««.‬‬
‫وال ينقص من أجورهم شيء‪ .‬ومن سن في اإلسالم سنة سيئة‪ ،‬فعمل بها بعده‪ ،‬كتب‬
‫»عليه مثل وزر من عمل بها‪ ،‬وال ينقص من أوزارهم شيء‬

‫فالسنة هنا ضد البدعة‪،‬‬

‫والبدعة هي طريقة يف ال ّدين خمرتعة‪ ،‬تضاهي الشريعة‪ ،‬وهي ما أحدث مما ليس له أصل‬
‫يف الشريعة يدل عليه‪.‬‬

‫قال أبو منصور اهلروي األزهري‪:‬‬

‫السنة‪ :‬الطريقة احملمودة املستقيمة«‬

‫وقال الشاطيب‪:‬‬

‫«ويطلق ـ أي‪ :‬لفظ السنة ـ يف مقابلة البدعة؛ فيقال‪ :‬فالن على سنة إذا عمل على وفق‬
‫ما عليه النيب ﷺ ‪ ،‬كان ذلك مما نص عليه يف الكتاب أو ال‪ ،‬ويقال‪ :‬فالن على بدعة إذا‬
‫عمل على خالف ذلك"‬
‫»‬

‫وقال ابن رجب احلنبلي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫السنة هي الطريق املسلوك؛ فيشمل ذلك التمسك مبا كان عليه النيب ﷺ وخلفاؤه«‬
‫" الراشدون‪ ،‬من االعتقادات واألعمال واألقوال‪ ،‬وهذه هي السنة الكاملة‬
‫»‬

‫ومن ذلك قول النيب‪:‬‬

‫عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين= المهديين بعدي‪ ،‬عضوا عليها بالنواجذ«‬
‫»‬

‫وقال‪:‬‬

‫فمن رغب عن سنتي فليس مني«‬


‫»‬

‫ففيما يتعلق مبصطلحي احلديث والسنة‪ ،‬فإهنما جيتمعان يف مواضع‪ ،‬ويفرتقان يف مواضع‪p‬‬
‫أخرى‪ ،‬فإن ما يروى عن النيب من قول أو فعل أو تقرير يطلق عليه «حديث» كما‬
‫يسمى أيضا «سنة»‪ ،‬يقول الشيخ عبد اهلل بن يوسف اجلديع‪:‬‬

‫اُألصويل مساويةٌ للحديث بالتعريف املتق ّدم عن أهل احلديث‪ ،‬دون قيد«‬
‫ِّ‬ ‫السنة يف املعىن‬
‫(أو صفة)‪ ،‬واستثناء الصفة النبوية من مجلة السنن إمنا وقع من أجل أن حمل الكالم يف‬
‫درج حتته األوصاف َّ‬
‫الذاتية‪ ،‬وإمنا‬ ‫السنة هو اعتبار كوهنا من مصادر التشريع‪ ،‬وهذا ال َيْن ُ‬
‫‪".‬يستفاد من األقوال واألفعال والتقريرات النبوية‬

‫وكذلك فإن كتب احلديث تسمى أيضا بكتب السنة‪ ،‬كما أن أهل احلديث هم أيضا‬
‫من أهل السنة‪ .‬فإذا أطلق لفظ السنة يف الشرع فإمنا يراد هبا ما أمر به النيب وهنى عنه‬

‫‪3‬‬
‫وندب إليه قوال وفعال‪ ،‬وهلذا يقال يف أدلة الشرع‪ :‬الكتاب والسنة‪ ،‬أي‪ :‬القرآن‬
‫واحلديث‪.‬‬

‫أما بالنسبة ملواضع‪ p‬االفرتاق‪ ،‬فإنه يطلق على هدي النيب اجململ الثابت يف مجيع شؤونه‬
‫«السنة»‪ ،‬أي طريقته ومنهجه وصراطه‪ ،‬وال يطلق العلماء غالبا ههنا مصطلح‬
‫«احلديث»‪ ،‬يقول العالمة سيد سليمان الندوي‪ p‬اهلندي‪:‬‬

‫احلديث كل واقعة نُسبت إىل النيب عليه السالم ولو كان فعلها مرة واحدة يف حياته«‬
‫الشريفة‪ ،‬ولو رواها عنه شخص واحد‪ ،‬وأما السنة فهي يف احلقيقة اسم للعمل املتواتر ‪-‬‬
‫أعين كيفية عمل الرسول عليه السالم ‪ -‬املنقولة إلينا بالعمل املتواتر‪ ،‬بأن عمله النيب عليه‬
‫وهلم جرا‪ ،‬وال يُشرتط تواترها‬
‫السالم مث من بعده الصحابة‪ ،‬ومن بعدهم التابعون َّ‬
‫بالرواية اللفظية‪ ،‬فطريقة العمل املتواترة هي املسماة بالسنة‪ ،‬وهي املقرونة بالكتاب يف‬
‫قوله عليه السالم‪( : ‬تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما متسكتم هبما‪ : ‬كتاب اهلل وسنة‬
‫رسوله) وهي اليت ال جيوز ألحد من املسلمني كائنًا من كان تركها أو خمالفتها وإال فال‬
‫"حظ له يف اإلسالم‬

‫املشرعني حسب اختالف اختصاصاهتم‪ ،‬فهي عند‬ ‫وقد اختلف معىن السنة يف اصطالح ّ‬
‫األصوليني والفقهاء‪ p‬غريها عند احملدثني‪ .‬فعند األصوليني والفقهاء‪ ،‬فتستعمل للداللة‬
‫على‪:‬‬

‫فيما ثبت عن النيب من غري وجوب‪ ،‬وهي حكم من األحكام اخلمسة‪( :‬الواجب‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫احلرام‪ ،‬السنة‪ ،‬املكروه‪ ،‬املباح) مثال‪ :‬صالة ركعتني بعد املغرب‪ .‬فاستعمال‬
‫الفقهاء مصطلح «سنة» يف بيان حكم استحباب فعل معني‪ ،‬وال يستعملون‬
‫مصطلح «حديث»‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وتستعمل يف مقابل كلمة البدعة‪ .‬كقوهلم‪ :‬طالق السنة كذا‪ ،‬وطالق البدعة‬ ‫‪‬‬

‫كذا‪.‬‬

‫قال النيب‪:‬‬
‫من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد«‬

‫إذن‪ ،‬فعلماء الفقه يف استعماهلم للحديث وملصطلح السنة‪ ،‬فإمنا حبثوا عن حكم الشرع‬
‫يف أفعال العباد‪ ،‬مستدلني مبا ورد عن النيب من سنة (قول أو فعل أو تقرير)‪.‬‬

‫كما يسمي العلماء االلتزام بالقدر‪ p‬الوارد يف الشريعة وعدم الزيادة واالبتداع يف الدين بـ‬
‫«السنة»‪ ،‬وال يسمون ذلك بـ «احلديث»‪ .‬ومنه مقولة عبد الرمحن بن مهدي املشهورة‪:‬‬

‫سفيان الثوري إمام يف احلديث‪ ،‬وليس بإمام يف السنة‪ ،‬واألوزاعي إمام يف السنة‪ ،‬وليس«‬
‫بإمام يف احلديث‪ ،‬ومالك بن أنس إمام فيهما مجيعا‬
‫وحني يتكلم العلماء على الروايات تصحيحا أو تضعيفا إمنا يستعملون مصطلح‬
‫«احلديث»‪ ،‬وال يستعملون مصطلح «السنة»‪ ،‬فيقولون‪ :‬هذا حديث ضعيف‪ ،‬وال‬
‫يقولون‪ :‬هذه سنة ضعيفة‪ .‬أما عند احمل ّدثني‪ ،‬فالسنة مرادفة للحديث‪ ،‬وهي كل ما أثر‬
‫عن النيب من أخبار وأقوال وخلق ومشائل وأفعال سواء أثبت املنقول حكما شرعيا أم ال‪.‬‬

‫والصلة بني املعنيني (اللغوي واالصطالحي) عندهم واضحة‪ ،‬ألن قول النيب وفعله‬
‫﴿و َما‬
‫وتقريره طريقة متبعة عند املسلمني ال جيوز احلياد عنها‪ ،‬ودليله ما جاء يف القرآن‪َ :‬‬
‫ضى اللَّهُ َو َر ُسولُهُ َْأمًرا َأ ْن يَ ُكو َن هَلُ ُم اخْلَِيَرةُ ِم ْن َْأم ِر ِه ْم َو َم ْن‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َكا َن ل ُمْؤ م ٍن َواَل ُمْؤ منَة ِإ َذا قَ َ‬
‫ضاَل اًل ُمبِينًا ‪[ ﴾٣٦‬األحزاب‪ .]36:‬وهنالك بعض‬ ‫ص اللَّهَ َو َر ُسولَهُ َف َق ْد َ‬
‫ض َّل َ‬ ‫َي ْع ِ‬
‫األحاديث اليت تدل على أن هذا املعىن االصطالحي قد استعمل من قبل النيب‪ .‬فمن هذه‬
‫األحاديث قوله‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫«تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما‪ : ‬كتاب اهلل وسنتي‬

‫»‬

‫أقسام السنة‬

‫وتنقسم السنة إىل‪:‬‬

‫‪ -1‬قولية‪ :‬وهي كل ما ورد من أقوال النيب من لفظه‪ ،‬يف خمتلف األغراض‪ p‬واملناسبات‬

‫فكل قول صحت نسبته إىل النيب وجب اتباعه فيه حبسب صيغته وما يقتضيه من وجوب‬
‫وحنوه‪ .‬ومثال عليها قوله‪:‬‬

‫«إنما األعمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل إمرىء ما نوى‬

‫»‬

‫أو قوله يف ماء البحر‪:‬‬

‫«هو الطهور ماؤه الحل ميتته‬

‫»‬

‫واألصل يف حكم السنة القولية‪ p‬هو الوجوب‪ .‬ألن األصل يف األوامر‪ p‬هو الوجوب‪،‬‬
‫واألصل يف النواهي هو التحرمي‪ ،‬ما مل يرد ما يدل على خالف ذلك‪ ،‬وهذا هو املعتمد‬
‫عند أهل العلم‪.‬‬

‫‪ -2‬فعلية‪ :‬وهي ما صدر‪ p‬عن النيب من أفعال يف كل أحواله‪ ،‬واليت نقلها لنا الصحابة‪،‬‬
‫مثل‪ :‬كيفية أداء الصالة‪ ،‬وكيفية وضوءه‪ ،‬وأدائه ملناسك احلج‪ ،‬وما إىل ذلك‪ .‬وهي عادة‬

‫‪6‬‬
‫أقل يف قوة التشريع‪ p‬من السنة القولية‪ ،‬فليس كل أفعال النيب سنة جيب اتباعها‪ ،‬إال فيما‬
‫تعلق باألفعال املتعلقة بالتشريع‪ .‬وهلذا‪ p‬انقسمت أفعاله إىل ثالثة أقسام‪:‬‬

‫أ‪ -‬ما صدر عنه من أفعال خاصة به‪:‬‬

‫وهذه ليس لغريه من األمة اتباعها‪ ،‬وذلك كوصاله الصيام يف شهر رمضان‪ ،‬فقد كان‬
‫النيب يصوم اليومني وأكثر من غري أن يأكل بينهما‪ ،‬وهو يف نفس الوقت ينهى أصحابه‬
‫عن ذلك الختالف حاله غريه من األمة(‪ ،)2‬وكتزوجه بأكثر من أربع نساء‪ ،‬وكتهجده‬
‫بالليل‪ ،‬حيث كان التهجد‪ p‬بالنسبة إليه يعد واجبا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َفهُ َأ ِو‬ ‫كما يدل على ذلك القرآن‪  :‬يَا َأيُّ َها الْ ُمَّز ِّم ُل‪   ‬قُ ِم اللَّْي َل ِإاَّل قَلياًل ‪   ‬ن ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َق ْواًل‬‫ص ِمْنهُ قَلياًل ‪َْ    ‬أو ِز ْد َعلَْي ِه َو َرت ِِّل الْ ُق ْرآ َن َت ْرتِياًل ‪ِ   ‬إنَّا َسُن ْلقي َعلَْي َ‬
‫ا ْن ُق ْ‬
‫ثَِقياًل ‪ -    ‬سورة املزمل‪.‬‬

‫ب‪ -‬ما صدر عن النيب حبكم بشريته كاألكل والشرب والنوم‪ p،‬وما إىل ذلك‪،‬‬
‫تشريعا وال جيب التأسي به‪ ،‬إال أنه‬
‫ً‬ ‫فهذا النوع من األفعال‪ ،‬وإن كان ال يعد‬
‫وحرصا على اتباعه‪،‬‬
‫ً‬ ‫جد من الصحابة َم ْن كان يقتفي أثره يف ذلك حمبة فيه‪،‬‬
‫ُو َ‬
‫كعبد اهلل بن عمر‪.‬‬

‫ج‪ -‬ما صدر‪ p‬عنه وقصد به التشريع‪ p‬واالتباع‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬

‫أفعال وردت بيانًا جململ ما جاء يف القرآن‪ ،‬فمثال‪ :‬فما صدر عنه من أفعال‬ ‫‪‬‬

‫وم َْأدىَن‬‫ك َت ُق ُ‬ ‫خاصة بالصالة كانت بيانًا لقول اهلل يف القرآن‪ِ  :‬إ َّن َربَّ َ‬
‫ك َي ْعلَ ُم َأنَّ َ‬
‫َّها َر َعلِ َم‬‫ِّر اللَّْي َل َوالن َ‬ ‫ك َواللَّهُ يُ َقد ُ‬ ‫ين َم َع َ‬
‫ِئ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن ثُلُثَ ِي اللَّْي ِل َون ْ‬
‫ص َفهُ َوثُلُثَهُ َوطَا َفةٌ م َن الذ َ‬
‫ِ‬
‫آن َعلِ َم َأ ْن َسيَ ُكو ُن ِمْن ُك ْم‬ ‫َأ ْن لَن حُتْصوه َفتَاب علَي ُكم فَا ْقرءوا ما َتي َّسر ِمن الْ ُقر ِ‬
‫ْ ُ ُ َ َْ ْ َُ َ َ َ َ ْ‬
‫آخرو َن يُ َقاتِلُو َن يِف‬ ‫ض يبَتغُو َن ِمن فَ ْ َّ ِ‬
‫ض ِربُو َن يِف ْ‬
‫اَأْلر ِ َْ‬
‫ض ِل الله َو َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫آخُرو َن يَ ْ‬‫ضى َو َ‬ ‫َم ْر َ‬
‫‪7‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضوا اللَّهَ َق ْر ً‬
‫ضا‬ ‫الز َكا َة َوَأقْ ِر ُ‬
‫يموا الصَّاَل َة َوآتُوا َّ‬ ‫َسب ِيل اللَّه فَا ْقَرءُوا َما َتيَ َّسَر مْنهُ َوَأق ُ‬
‫َأجًرا‬
‫َأعظَ َم ْ‬‫ِّموا َأِلْن ُف ِس ُك ْم ِم ْن خَرْيٍ جَتِ ُدوهُ ِعْن َد اللَّ ِه ُه َو َخْيًرا َو ْ‬
‫َح َسنًا َو َما ُت َقد ُ‬
‫يم‪ -    ‬سورة املزمل‬ ‫واسَت ْغ ِفروا اللَّه ِإ َّن اللَّه َغ ُف ِ‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ ْ ُ َ‬
‫وما صدر عنه من أفعال خاصة مبناسك احلج كانت بيانًا لقول اهلل يف القرآن‪  :‬‬
‫ت‬ ‫َْ‬ ‫يم َو َم ْن َد َخلَهُ َكا َن ِآمنًا َولِلَّ ِه َعلَى الن ِ‬
‫َّاس ِح ُّج الْبي ِ‬ ‫فِ ِيه آيات بِّينات م َقام ِإبر ِ‬
‫اه‬
‫َ ٌ َ َ ٌ َ ُ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪ -    ‬سورة آل‬ ‫اع ِإلَْيه َسبِياًل َو َم ْن َك َفَر فَِإ َّن اللَّهَ َغيِن ٌّ َع ِن الْ َعالَم َ‬ ‫َم ِن ْ‬
‫استَطَ َ‬
‫عمران‪ .‬وما إىل ذلك من األفعال اليت حتمل الصبغة التشريعية‪.‬‬

‫أفعال فعلها النيب ابتداءً‪ ،‬فعلى األمة متابعته فيها‪ ،‬والتأسي به‬ ‫‪‬‬

‫ُأس َوةٌ َح َسنَةٌ لِ َم ْن َكا َن َي ْر ُجو اللَّهَ َوالَْي ْو َم اآْل ِخَر‬ ‫ِ ِ‬


‫‪ ،‬لآلية‪  :‬لََق ْد َكا َن لَ ُك ْم يِف َر ُسول اللَّه ْ‬
‫َوذَ َكَر اللَّهَ َكثِ ًريا‪ -    ‬سورة األحزاب‪ .‬وهذا إذا علمت صفته الشرعية‪ .‬مثال ذلك‬
‫قول عمر حينما كان يقبل احلجر األسود يف طوافه‪:‬‬
‫«إين أعلم أنك حجر ال تضر وال تنفع‪ ،‬ولوال أين رأيت رسول اهلل يقبلك ما قبلتك‬

‫‪ -3‬تقريرية‪ :‬وهي كل ما أقره النيب مما صدر عن بعض أصحابه من أقوال وأفعال‪،‬‬
‫بسكوت منه وعدم إنكار‪ ،‬أو مبوافقته وإظهار استحسانه وتأييده‪.‬‬

‫ومثاهلا ما رواه أبو سعيد اخلدري قال‪:‬‬

‫صعيدا‪ p‬طيبًا‪ ،‬فصليا‪«،‬‬


‫خرج رجالن يف سفر وليس معهما ماء‪ ،‬فحضرت الصالة فتيمما ً‬
‫مث وجدا املاء يف الوقت‪ ،‬فأعاد أحدمها الصالة والوضوء‪ ،‬ومل يُعِد اآلخر‪ ،‬مث أتيا رسول‬
‫اهلل ﷺ فذكرا‪ p‬ذلك له‪ ،‬فقال للذي مل يعد‪« :‬أصبت السنة»‪ ،‬وقال لآلخر‪« :‬لك األجر‬
‫»مرتين‬

‫‪8‬‬
‫‪-4‬‬

‫وصفية‪ :‬وهي تشمل نوعني‪:‬‬

‫(بضم اخلاء والالم)‪ :‬وهي ما جبله اهلل عليه من األخالق‬


‫الصفات اخلُلُقية ّ‬ ‫‪‬‬

‫احلميدة وما فطره عليه من الشمائل العالية اجمليدة وما حباه به من الشيم‬
‫النبيلة‪ .‬ومثاهلا ما رواه البخاري عن أنس بن مالك قال‪:‬‬

‫فحاشا وال َّلعانا‬


‫«مل يكن النيب ﷺ سبَّابا وال َّ‬

‫الصفات اخلَلقية (بفتح اخلاء)‪ :‬وتشمل هيأته اليت خلقه اهلل عليها وأوصافه اجلسمية‪.‬‬
‫ومثاهلا حديث أم معبد الذي أورده ابن كثري يف البداية‪ p‬والنهاية بطوله‪ ،‬قالت‪ p‬أم معبد‪:‬‬

‫مر بنا رجل كرمي مبارك‪ ،‬كان من حديثه كذا وكذا! قال‪ :‬صفيه ىل يا أم معبد‪«".‬‬
‫ّ‬
‫رجل ظاهر الوضاءة‪ ،‬أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بني احلاجبني كأنه‬ ‫فقالت‪" :‬إنه ٌ‬
‫يضيء)‪ ،‬حسن اخلِلقة‪ ،‬مل ُتْز ِر به ِصعلة (أى مل يعيبه صغر يف رأس‪ ،‬وال خفة وال حنول‬
‫قسيما‪ ،‬يف عينيه َد َعج (شدة‬ ‫ِ‬
‫وسيما ً‬
‫يف بدن)‪ ،‬ومل تَعْبه ثجلة (الثجلة‪ :‬ضخامة البطن)‪ً ،‬‬
‫سواد العني)‪ ،‬وىف أشفاره عطف (طول أهداب العني)‪ ،‬وىف عنقه َسطَع (الطول)‪ ،‬وىف‬
‫ص َحل (حبّة)‪ ،‬وىف حليته كثافة‪ ،‬أحور أكحل‪َ ،‬أز ُّج أقرن (الزجج‪ :‬هو تقوس يف‬
‫صوته َ‬
‫صمت فعليه الوقار‪ ،‬وإن‬
‫َ‬ ‫احلواجب مع طول وامتداد‪ ،‬واألقرن‪ :‬املتصل احلواجب)‪ ،‬إن‬
‫‪.‬تكلم مَسَا وعاله البهاء‪ ،‬أمجل الناس وأهباه من بعيد‪ ،‬وأحسنه وأمجله من قريب‬

‫الخبر‬
‫‪9‬‬
‫تعريف اخلرب عند أهل احلديث ويف مصطلحهم؟ وإذا كان كذلك‪ ،‬فاخلرب معناه يف اللغة‪:‬‬
‫ما احتمل الصدق والكذب‪ ،‬وهو ضد اإلنشاء‪.‬‬

‫ومعناه يف اصطالح احملدثني‪ :‬قيل مرادف للحديث‪ ،‬وقيل‪ :‬احلديث ما جاء عن النيب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬واخلرب ما جاء عن غريه؛ ولذلك‪ :‬قيل ملن يشتغل باحلديث حمدث‪،‬‬
‫وملن يشتغل بالتواريخ واألخبار‪ :‬إخباري‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬احلديث أخص من اخلرب؛ فكل حديث خرب‪ ،‬وليس كل خرب حديثًا‪ .‬اهـ‪ .‬باختصار‬
‫من شرح طلعة األنوار‪.‬‬

‫وقيل أن الخبر لغة‪ :‬مبعىن النبأ‪.‬‬

‫اصطالحاً‪:‬‬

‫مثل تعريف احلديث أي‪“ :‬كل ما ُأضيف إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم يسمى‬ ‫‪‬‬

‫خرباً”‪.‬‬
‫وقيل‪“ :‬هو كل ما جاء عن النيب صلى اهلل عليه وسلم أو عن غريه‪ ،‬فأصبح هنا‬ ‫‪‬‬

‫أعم من احلديث‪ ،‬إذاً كل حديث خرب ال العكس”‪.‬‬ ‫اخلرب ّ‬


‫وقيل‪“ :‬اخلرب كل ما جاء عن غري النيب صلى اهلل عليه وسلم فينزل بذلك تعريفه‬ ‫‪‬‬

‫إىل األثر‪ ،‬وال مشاحة يف االصطالح”‪.‬‬

‫األثر‬

‫تعريف األثر عند علماء الحديث‬

‫‪10‬‬
‫األثر لغةً‪ :‬بقية الشيء‬

‫اصطالحاً‪ :‬لألثر تعريفان عند علماء احلديث‪:‬‬

‫التعريف األول‪:‬‬

‫مثل تعريف احلديث‪ ،‬أي َّ‬


‫أن األثر‪“ :‬هو كل ما أضيف إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم‬
‫من قول أو فعل أو تقرير أو صفة وغريه” ومن هذا التعريف تكون عالقة باحلديث‬
‫عالقة عموم وخصوص‪ ،‬يعين‪ :‬أن كل حديث أثر وليس كل أثر حديثا ً‪.‬‬

‫التعريف الثاين‪:‬‬

‫“هو كل ما جاء عن غري النيب صلى اهلل عليه وسلم” يعين سواء نسب إىل النيب صلى‬
‫اهلل عليه وسلم أو نسب إىل أيب بكر أو عمر”‪.‬‬

‫مبعىن أوسع‪ :‬كل ما مت نسبه أو إضافته إىل غري النيب صلى اهلل عليه وسلم من صحايب أو‬
‫تابعي أو تابع تابعي‬

‫أمثلة على التعريف الثاني‬

‫قال علي بن أبي طالب‪ :‬حدثوا الناس بما يعرفون‪ ،‬أتريدون أن يكذب اهلل ورسوله‪.‬‬

‫فهنا نقول‪ :‬جاء يف األثر عن علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه وأرضاه‪.‬‬

‫روى مسلم عن يحيى بن أبي كثير أنه قال‪ :‬ال ينال هذا العلم براحة الجسد‪.‬‬

‫نقول‪ :‬قد جاء يف األثر عن حيىي بن أيب كثري‪.‬‬

‫‪11‬‬
12

You might also like