Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫جامعة السلطان عبد احلليم معظم شاه اإلسالمية العاملية‬

‫مادة علم الداللة‬


‫‪LLS 6013‬‬

‫حبث أعمال السنة‪:‬‬


‫داللة األمر يف القرآن الكرمي‬

‫اسم الطالبة‪:‬‬
‫لطفية بنت حممد شاه‬

‫رقم املرتيك‪:‬‬
‫‪M2040243M03‬‬

‫اسم احملاضر‪:‬‬
‫د‪ .‬حممد إبراهيم حسن عثمان‬
‫احملتوايت‬
‫املقدمة‪1 .....................................................................................................‬‬

‫أسباب اختيار املوضوع‪2.......................................................................................‬‬

‫مشكلة البحث‪2...............................................................................................‬‬

‫أسئلة البحث‪3................................................................................................‬‬

‫أهداف البحث‪3...............................................................................................‬‬

‫منهج البحث‪4................................................................................................‬‬

‫الدراسات السابقة‪5-4........................................................................................‬‬

‫حدود البحث‪6.......................................................................................‬‬

‫مصطلحات البحث‪6.................................................................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم األمر عند النحويني‪8-7..................................................................‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬صيغ األمر يف القرآن الكرمي‪10-9...............................................................‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬داللة األمر يف القرآن الكرمي‪19-11...........................................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬صيغة فعل أمر‪13-11.................................................................‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬املضارع املقرتن بالم األمر املكسورة‪14...................................................‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬اسم فعل األمر‪17-15...............................................................‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬املصدر النائب عن الفعل‪19-18.......................................................‬‬

‫اخلامتة والنتائج‪20.............................................................................................‬‬

‫املصادر واملراجع‪23-21......................................................................................‬‬
‫املقدمة‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‪ .‬احلمدهلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني‬

‫وعلى آله وصحبه أمجعني‪ .‬فقد انتهيت من إكمال البحث حتت املوضوع داللة األمر يف القرآن الكرمي‪.‬‬

‫واملشرف هو الدكتور حممد ابراهيم حسان عثمان‪ .‬واسم الطالبة لطفية بنت حممد شاه‪ ،‬رقم املاتريك‬

‫‪.M2040243M03‬‬

‫كما نعلم أن القرآن الكرمي هو كتاب عظيم أنزل ابللغة العربية‪ .‬كما قال هللا عز وجل‪{ :‬إ اَّن‬

‫آَّن َعَربيًّا لَ َعلا ُك ْم تَ ْعقلُو َن}‪ .1‬فاللغة العربية هلا أسلوب متعددة ومتنوعة‪ .‬فال بد علينا وخاصة‬
‫أَنْ َزلْنَاهُ قُ ْر ا‬

‫متعلمي اللغة العربية أن يعرفوا ويفهموا أسلوهبا املتنوعة حىت ال تؤدي إىل سوء التفاهم‪ .‬ومن األسلوب‬

‫املعروف الكثري يف القرآن الكرمي هو أسلوب أو صيغة األمر‪ .‬واملثال‪ :‬إن أول آية نزلت على نبينا حممد‬

‫ك الاذي َخلَ َق}‪.2‬‬


‫صلى هللا عليه وسلم هي بصيغة األمر أي {اقْ َرأْ اب ْسم َربِّ َ‬

‫فهذا البحث يهدف يف كشف عن داللة األمر يف القرآن الكرمي ‪ .‬يتبع هذا البحث املنهج‬

‫الوصفي التحليلي ابالطالع والتحليل على الكتب واملراجع والدراسات السابقة املتعلقة مبوضوع البحث‪.‬‬

‫ويتكون هذا البحث من مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وثالثة مباحث تتحدث عن مفهوم األمر عند النحويني‪ ،‬وصيغ‬

‫األمر ‪ ،‬داللة األمر يف القرآن الكرمي‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة يوسف‪2 :‬‬


‫‪ 2‬سورة العلق‪1 :‬‬
‫‪1‬‬
‫أسباب اختيار البحث‬

‫ختتار الباحثة هذا البحث على أسباب كالتايل‪:‬‬

‫‪ .1‬رغبة الباحثة يف الكشف عن مفهوم األمر وصيغته عند النحويني‪.‬‬

‫‪ .2‬االطالع على كتب التفسري واللغة‪.‬‬

‫‪ .3‬بيان داللة األمر يف القرآن الكرمي‪.‬‬

‫مشكلة البحث‬

‫القرآن الكرمي كتاب عظيم يوجد فيه عدد كبري من اجلمل تدل على األمر‪ .‬وأسلوب األمر له معان‬

‫متعددة‪ ،‬ال تعرف إال ابلسياق‪ .‬لذلك تقوم الباحثة بدراسة مفهوم األمر وصيغته يف القرآن الكرمي‪،‬‬

‫وحتليلها للوصول إىل الدالالت واملعاين املتعددة هلا‪ .‬وهذا يساعد على معرفة وفهم وتفسري بعض‬

‫اآلايت من القرآن الكرمي فهما صحيحا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أسئلة البحث‬

‫حياول هذا البحث اإلجابة عن األسئلة اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬ما مفهوم األمر عند النحويني؟‬

‫‪ .2‬ما صور صيغ األمر يف القرآن الكرمي؟‬

‫‪ .3‬ما الدالالت واملعاين آلايت القرآن الكرمي ؟‬

‫أهداف البحث‬

‫من األهداف اليت تسعى الباحثة لتحقيقها هذا البحث كما اآليت‪:‬‬

‫‪ .1‬بيان ملفهوم األمر عند النحويني‪.‬‬

‫‪ .2‬الكشف عن صيغ األمر يف القرآن الكرمي‪.‬‬

‫‪ .3‬توضيح الدالالت واملعاين آلايت القرآن الكرمي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫منهج البحث‬

‫يتبع هذا البحث املنهجي الوصفي التحليلي حيث تقوم الباحثة بوصف الظواهر وتفسري وحتليل‬

‫الكتب واملراجع والدراسات السابقة املتعلقة مبوضوع البحث‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫‪ .1‬األمر يف سورة النساء (دراسة حتليلية حنوية بالغية)‪ ،‬الباحث‪ :‬مشس الدين‪ ،‬رسالة‬

‫املاجستري‪ ،‬قسم تعليم اللغة العربية‪ ،‬مرحلة الدراسات العليا‪ ،‬جامعة عالء الدين اإلسالمية‬

‫احلكومية مكاسر‪ ،‬إندونيسيا‪.2017 ،‬‬

‫‪ .2‬التوجيه الداليل لألمر يف القرآن الكرمي (دراسة حنوية بالغية تداولية)‪ ،‬الباحثان‪ :‬عبد اجمليد‬

‫بن حيي وصورية حوري‪ ،‬رسالة املاجستري‪ ،‬قسم اللغة واألدب العريب‪ ،‬كلية اآلداب واللغات‪،‬‬

‫جامعة الشهيد محه خلضر الوادي‪ ،‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪،‬‬

‫‪.2018/2017‬‬

‫‪ .3‬صيغ األمر يف القرآن والسنة‪ ،‬الباحث‪َّ :‬نصر خلف إهبيدل الشمري‪ ،‬رسالة املاجستري‪،‬‬

‫قسم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كلية دار العلوم‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ 2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .4‬داللة األمر وألفاظه يف القرآن الكرمي‪ ،‬الباحث‪ :‬أ‪.‬م ‪.‬د‪ .‬هاتف بريهي شياع الثويين‪ ،‬جملة‬

‫القادسية يف اآلداب والعلوم الرتبوية‪ ،‬الكلية الرتبوية املفتوحة يف الديوانية‪ ،‬اجمللد ‪ ،8‬العدد‬

‫‪ 2009 ،3‬م‪.‬‬

‫‪ .5‬حتديد صوارف األمر عند األصوليني وأثره يف اختالف الفقهاء‪ ،‬الباحث‪ :‬شعيب حممد‬

‫واين‪ ،‬حبث متطلب مقدم لدرجة املاجستري يف معارف الوحي والرتاث‪ ،‬قسم الفقه وأصوله‪،‬‬

‫كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية العاملية‪ ،‬ماليزاي‪.2012 ،‬‬

‫‪ .6‬األمر ومعانيه يف القرآن الكرمي (دراسة داللية حنوية)‪ ،‬الباحث‪ :‬الدكتور حممد بشري‪ ،‬جملة‬

‫اإليضاح ‪.2014 ،29‬‬

‫‪ .7‬فوائد صيغة األمر والنهي يف اجلزء والثامن والعشرين من القرآن الكرمي (دراسة حتليلية بالغية‬

‫يف علم املعاين)‪ ،‬الباحثة‪ :‬ريتا اكتافيا‪ ،‬حبث مقدم إلمتام بعض الشروط للحصول على‬

‫اللقب العاملي يف علم اللغة العربية وأدهبا‪ ،‬قسم اللغة العربية وأدهبا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬

‫الثقافية‪ ،‬جامعة سونن كاليجاكا اإلسالمية احلكومية‪ ،‬جوكجاكرات‪ ،‬إندونيسيا‪ 2017 ،‬م‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫حدود البحث‬

‫اقتصر الباحثة هذا البحث على مفهوم األمر وصيغته عند النحويني‪ ،‬وكذلك على داللة األمر يف‬

‫بعض اآلايت من القرآن الكرمي‪.‬‬

‫مصطلحات البحث‬

‫داللة‪ :‬هي املعىن‪ ،‬وكون الشيء حبالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر‪ ،‬والشيء األول هو الدال‪،‬‬

‫والثاين هو املدلول‪.3‬‬

‫األمر‪ :‬هو طلب حصول الشيء على وجه اإلستعالء واإللزام‪ ،‬فإن كان من أدىن ألعلى مسي‬

‫الدعاء‪ ،‬وإن كان من مساو إىل نظريه مسي إلتماسا‪.4‬‬

‫‪ 3‬عبد اجمليد ين حيي‪ .‬صورية حوري‪" .)2018/2017( .‬التوجيه الداليل لألمر يف القرآن الكرمي (دراسة حنوية بالغية‬
‫تداولية)"‪ ،‬رسالة املاجستري‪ ،‬جامعة الشهيد محه خلضر الوادي‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 4‬عبد اجمليد ين حيي‪ ،‬صورية حوري‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪6‬‬
‫هيكل البحث‬

‫يتكون هذا البحث من مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وثالثة مباحث تتحدث عن مفهوم األمر عند‬

‫النحويني‪ ،‬وصيغ األمر‪ ،‬وداللة األمر يف القرآن الكرمي كما يلي‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم األمر عند النحويني‬

‫األمر يف اللغة ضد النهي‪ ،‬كاإلمار واإلميار‪ ،‬واآلمرة‪ ،‬أمره‪ ،‬وبه‪ ،‬آمره فأمتر‪ .5‬ويف املعجم الوسيط‪،‬‬

‫{وقُض َي األ َْم ُر}‪.6‬‬


‫األمر‪ :‬احلال والشأن‪ ،‬واحلادثة‪ .‬واألمر الطلب أو املأمور به‪ ،‬ويف التنزيل العزيز‪َ :‬‬
‫وكتب الزبيدي يف اتج العروس‪ ،‬لغة األمر ضد النهي‪ ،‬أمره أيمره أمرا واجلمع أمور‪ .‬ويقال ائتمر‬

‫أي قبل أمره‪ ،‬قال األزهري‪ :‬األمر ضد النهي‪.7‬‬

‫وأمر وهو‪ :‬كلمة تدل بنفسها على أمرين جمتمعني مها‪ :‬معىن‪ ،‬وهذا املعىن مطلوب حتقيقه يف زمن‬

‫اج َع ْل ََٰه َذا بَلَ ادا آمناا}‪ ،8‬وال بد يف فعل األمر أن يدل بنفسه مباشرة‬
‫ب ْ‬‫مستقبل‪ ،‬كقوله تعاىل‪َ { :‬ر ِّ‬

‫‪َّ 5‬نصر خلف إهبيدل الشمري‪" .2001 .‬صيغ األمر يف القرآن والسنة"‪ ،‬حبث للحصول على درجة املاجستري‪ ،‬كلية دار‬
‫العلوم قسم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 6‬الدكتور إبراهيم مدكور‪" ،‬املعجم الوسيط"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬املكتبة اإلسالمية‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪َّ 7‬نصر خلف إهبيدل الشمري‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 8‬سورة البقرة‪.126 :‬‬
‫‪7‬‬
‫على الطلب من غري زايدة على صيغته‪ ،‬طلب حصول الشيء يف املستقبل‪ ،‬ألم الداللة على الطلب‬

‫جاءت من الم األمر اليت يف أوله‪ ،‬ال يف صيغة الفعل نفسها‪.9‬‬

‫‪ 9‬عباس حسن‪" ،‬النحو الوايف"‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار املعارف مبصر‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪8‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬صيغ األمر يف القرآن الكرمي‬

‫يرد صيغ األمر يف اللغة العربية بصيغ عدة‪ .‬وقد جاء منها يف القرآن الكرمي كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬فعل األمر‬

‫فعل األمر صيغة تدل على عمل يطلب إنشاؤه يف املستقبل‪ ،‬وهو خمتص ابلفاعل املخاطب‬

‫من الفعل املعلوم‪ .10‬ويبىن فعل األمر على السكون‪ :‬إذا كان صحيح اآلخر‪ ،‬ومل يتصل به‬

‫اك احلَجر}‪ .‬مث‪ ،‬يبىن فعل األمر على الفتح على آخره‪ :‬إذا‬
‫صَ‬ ‫ب ب َع َ‬
‫{اضر ْ‬
‫شيء‪ ،‬مثل‪ْ :‬‬

‫اتصلت به نون التوكيد اخلفيفة‪ ،‬مثل‪ :‬صاحنب كرمي األخالق أو الثقيلة‪ ،‬مثل‪ :‬اصربن على‬

‫الشدائد‪ ،‬فإذا صانعة الرجال‪ .11‬وكذلك يبىن حبذف حرف العلة‪ :‬إذا كان معتل األخري‪.‬‬

‫احلَ َسنَة}‪ .12‬ويبىن حبذف النون‪ :‬إذا اتصلت‬


‫ْمة َوالْ َم ْوعظَة ْ‬
‫ك اب ْحلك َ‬
‫مثل‪ْ { :‬ادعُ إ َ َٰىل َسبيل َربِّ َ‬

‫اَّلل َمج ايعا َوَال‬


‫به ألف اإلثنني وواو اجلماعة وايء املخاطبة‪ .‬مثل‪َ { :‬و ْاعتَص ُموا حبَْبل ا‬

‫تَ َفارقُوا}‪.13‬‬

‫‪ 10‬عبد اجمليد ين حيي‪ ،‬صورية حوري‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.17‬‬


‫‪ 11‬مشس الدين‪" .)2017( .‬األمر يف سورة النساء (دراسة حتليلية حنوية بالغية)"‪ ،‬رسالة املاجستري‪ ،‬جامعة عالء الدين‬
‫اإلسالمية احلكومية‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ 12‬سورة النحل‪.125 :‬‬
‫‪ 13‬سورة آل عمران‪.103 :‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .2‬املضارع املقرتن بالم األمر املكسورة‬

‫وهو على صيغة ليفعل‪ ،‬وحيمل دالالت متعددة أي الوجوب‪ ،‬الدعاء‪ ،‬اخلرب‪ ،‬التهديد‪،‬‬
‫‪14‬‬ ‫وااللتماس واإلرشاد‪ .‬واملثال‪ :‬الوجوب‪ ،‬كما قال تعاىل‪{ :‬لينفق ذو ٍ‬
‫سعة م ْن َس َعته}‬

‫‪ .3‬اسم فعل أمر‬

‫وهو حيتمل معىن األمر ابسم فعل األمر و أمساء األفعال‪ .‬وأييت استعماهلا لالتساع يف‬

‫ك أ ََمانيُّ ُه ْم ۗ قُ ْل‬
‫ص َار َٰى ۗ ت ْل َ‬ ‫اجلَناةَ إاال َمن َكا َن ُه ا‬
‫ودا أ َْو نَ َ‬ ‫اللغة‪ .‬واملثال‪َ { :‬وقَالُوا لَن يَ ْد ُخ َل ْ‬

‫ني}‪ .15‬و(هاتوا) اسم فعل أمر يدل على معىن أعطوا‪.‬‬


‫صادق َ‬
‫َهاتُوا بُْرَهانَ ُك ْم إن ُكنتُ ْم َ‬

‫‪ .4‬املصدر النائب عن فعل األمر‬

‫هي صيغة املصدر‪ ،‬وأييت مصدر به مؤكد للعامل‪ ،‬ومبني للنوع‪ ،‬ومبني للعدد‪ .‬واملثال مؤكد‬

‫يما}‪.16‬‬
‫وس َٰى تَكْل ا‬ ‫للعامل‪َ {َ :‬كلا َم ا‬
‫اَّللُ ُم َ‬

‫‪ 14‬سورة الطالق‪.7 :‬‬


‫‪ 15‬سورة البقرة‪.111 :‬‬
‫‪ 16‬سورة النساء‪.164 :‬‬
‫‪10‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬داللة األمر يف القرآن الكرمي‬

‫ويف هذا املبحث‪ ،‬ستقوم الباحثة بتقدمي بعض اآلايت القرآن الكرمي اليت تذكر فيها صور‬

‫صيغ األمر وتوضيح داللتها‪ .‬وذلك مما يلي‪:‬‬

‫املطلب األول‪:‬صيغة فعل األمر‬

‫حنو قوله تعاىل‪ { :‬ااي أايُّ اها ال ُْم َّدثُِّر ‪ ،‬قُ ْم فاأانْ ِّذ ْر ‪ ،‬اواربَّ ا‬
‫ك فا اكِّ ْب }‪ ،17‬صيغة األمر يف هذه‬

‫اآلية (قم) و(أنذر) و(كرب)‪ .‬وهو يبىن على الساكن الصحيح يف آخره ختاطب مفردا‪ .‬و(قم)‬

‫و(أنذر) و(كرب)‪( .‬اقرأ) فعل أمر مبين على السكون‪ ،‬الفاعل‪ :‬ضمري مسترت تقديره أنت‪ .‬وكما‬

‫قال يف املزمل‪ :‬قم من مضجعك أو قم قيام عزم وتصميم‪ .‬و(فأنذر) فحذر قومك من عذاب هللا‬

‫إن مل يؤمنوا‪ ،‬والصحيح أن املعىن فافعل اإلنذار من غري ختصيص له أبحد‪ .‬و(فكرب) معناه اختص‬

‫ربك ابلتكبري وهو الوصف ابلكربايء وأن يقال‪ :‬هللا أكرب‪ .18‬فهذه اآلايت تدل على صيغة األمر‬

‫يف داللتها األصلية ألن جاء األمر من األعلى إىل األدىن صرحية‪.‬‬

‫‪ 17‬سورة العلق‪.1 :‬‬


‫‪ 18‬أيب القاسم جار هللا حممود بن عمر الزخمشري اخلوارزمي‪ ،‬تفسري الكشاف عن حقائق التنويل وعيون األقاويل يف وجوه‬
‫التأويل‪ ،‬دار املعرفة‪ :‬بريوت لبنان‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ص ‪.1154‬‬
‫‪11‬‬
‫الص االةا اوآتِّ ا‬
‫ني‬ ‫اهلِّيَّ ِّة ْاأل ا ٰ‬
‫ُوَل ۖ اوأاقِّ ْم ان َّ‬ ‫بج ا ْْل ِّ‬ ‫وقال تعاىل‪ { :‬اوقا ْر ان ِّيف بُيُوتِّ ُك َّن اواال تا اَّ‬
‫ب ْج ان تا اُّ ا ا‬
‫ِّ‬ ‫اَّلل ورسولاه ۚ إِّ ََّّناا ي ِّري ُد َّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫س أ ْاه ال الْبا ْيت اويُطا ِّه ارُك ْم تاط ِّْه ً‬
‫را}‪.19‬‬ ‫ب اع ْن ُك ُم ِّ‬
‫الر ْج ا‬ ‫اَّللُ ليُ ْذه ا‬ ‫الزاكاةا اوأاط ْع ان َّا ا ا ُ ُ ُ‬
‫صيغة األمر يف هذه اآلية (قرن) و(تربجن) و(أقمن)‪ ،‬وكلها مبنية على السكون الظاهرة التصاهلا‬

‫بنون النسوة‪ ،‬وأخره ضمري متصل مبين على الفتح‪ .‬ومعىن هذه اآلية‪ ،‬أن هذه آداب أمر هللا نساء‬

‫النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ونساء األمة تبع هلن يف ذلك‪ .‬فقال خماطبا لنساء النيب صلى هللا عليه‬

‫وسلم أبهنن إذا اتقني هللا كما أمرهن‪ ،‬فإنه ال يشبههن أحد من النساء‪ ،‬وال يلحقهن يف الفضيلة‬

‫واملنزلة‪ .‬وقوله تعاىل (قرن يف بيوتكن) مبعىن‪ :‬الزمن بيوتكن فال خترجن يغري حاجة‪ .‬وقوله تعاىل (ال‬

‫تربجن تربج اجلاهلية) كما قال قتادة معناه‪ :‬إذا خرجنت من بيوتكن‪ ،‬وكانت هلن مشية وتكسر‬

‫وتغنج‪ ،‬فنهى هللا عن ذلك‪ .‬وقوله تعاىل (وأقمن الصالة) معناه‪ :‬هناهن من أوال عن الشر يف أمرهن‬

‫ابخلري من إقامة الصالة‪ .20‬فهذه اآلية أمرها داللة على النصح واإلرشاد ألن األمر من هللا إىل‬

‫البشر وكان فيه فائدة ستعود على املخاطب‪.‬‬

‫‪ 19‬سورة األحزاب‪.33 :‬‬


‫‪ 20‬أيب الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي الدمشقي‪" ،‬تفسري القرآن العظيم‪ ،"،‬دار ابن حزم‪ :‬بريوت لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬ص ‪.1496‬‬
‫‪12‬‬
‫اصِّ ْب اعلا ٰٰ اما‬ ‫ِّ‬ ‫َن أاقِّ ِّم َّ‬
‫الص اال اة اوأْ ُم ْر ِِّبل اْم ْع ُروف اوانْها اع ِّن الْ ُم ْن اك ِّر او ْ‬ ‫وقوله تعاىل‪ { :‬ااي بُ اَّ‬
‫ك ِّم ْن اع ْزِّم ْاأل ُُم ِّ‬
‫ور}‪ .21‬وصيغة األمر بذف حرف العلة يف هذه اآلية هو (انهَ)‪.‬‬ ‫ك ۖ إِّ َّن ٰذالِّ ا‬
‫اصابا ا‬
‫أا‬
‫و(انه) فعل أمر مبين على حذف حرف العلة (األليف املقصورة)‪ ،‬وفاعله ضمري مستتري تقديره‬

‫أنت‪ .‬أما داللة فعل النهي هنا‪ ،‬فهي مرتبطة ابإلستمرارية املستقبل‪ ،‬وقد أكد النحاة أن أكثر‬

‫حاالت فعل األمر داللته على االستقبال‪ .22‬و(وأمر ابملعروف وانه عن املنكر) معناه‪ :‬األمر ابآلمر‬

‫ابملعروف والناهي عن املنكر حبسب طاقتك وجهدك‪.23‬‬

‫‪ 21‬سورة لقمان‪.17 :‬‬


‫‪ 22‬عبد اجمليد ين حيي‪ ،‬صورية حوري‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 23‬انظر تفسري القرآن العظيم‪ ،‬البن كثري‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.1463‬‬
‫‪13‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬فعل املضارع املقرتن بالم األمر‬

‫اخلا ِّْر وَيْمرو ان ِِّبلْمعر ِّ‬


‫وف اويا ْن اه ْو ان اع ِّن ال ُْمن اك ِّر ۚ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ا ُْ‬ ‫قال تعاىل‪ { :‬اولْتا ُكن من ُك ْم أ َُّمةٌ يا ْدعُو ان إ اَل ْ ا ا ُ ُ‬

‫اوأُوٰلائِّ ا‬
‫ك ُه ُم ال ُْم ْفلِّ ُحو ان}‪ .24‬وصيغة األمر يف هذه اآلية (ولتكن)‪ .‬الواو‪ :‬حرف استئناف أو‬

‫عطف‪ ،‬الالم‪ :‬الم األمر‪ ،‬وتكن فعل أمر َّنسخ جمزوم ابلسكون‪( .‬ولتكن منكم أمة) معناه‪ :‬منتصبة‬

‫بقيام أبمر هللا‪ ،‬يف الدعوة إىل اخلري‪ ،‬واألمر ابملعروف والنهي عن املنكر‪.25‬‬

‫وقال عز وجل‪{ :‬لِّيُ ْن ِّف ْق ذُو اس اع ٍة ِّم ْن اس اعتِّ ِّه ۖ اوام ْن قُ ِّد ار اعلاْي ِّه ِّرْزقُهُ فا لْيُ ْن ِّف ْق َِِّّا ا‬
‫آَهُ َّ‬
‫اَّللُ ۚ اال‬

‫اَّللُ با ْع اد عُ ْس ٍر يُ ْس ًرا}‪ .26‬وصيغة األمر يف هذه اآلية‬ ‫سا إَِّّال اما ا‬


‫آَ اها ۚ اسيا ْج اع ُل َّ‬ ‫ف َّ‬
‫اَّللُ نا ْف ً‬ ‫يُ اكلِّ ُ‬

‫(لينفق)‪ .‬والالم‪ :‬الم األمر‪ ،‬وينفق‪ :‬فعل مضارع جمزوم ابلسكون‪ ،‬والفاعل ضمري مسترت تقديره‬

‫هو‪ .‬و(لينفق) مبعىن‪ :‬كل واحد من املوسر واملعسر ما بلغه وسعه يريد ما أمر به اإلنفاق على‬

‫املطلقات واملرضعات كما‪ .27‬ويوحي الفعل (ينفق) مع الالم الطلب للوهلة األوىل بشدة األمر‪.‬‬

‫فهذا األمر داللة على الوجوب‪.‬‬

‫‪ 24‬سورة آل عمران‪.104 :‬‬


‫‪ 25‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬البن كثري‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.387‬‬
‫‪ 26‬سورة الطالق‪.7 :‬‬
‫‪ 27‬تفسري الكشاف‪ ،‬للزخمشري‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.1118-1117‬‬
‫‪14‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اسم فعل أمر‬

‫ني ِِّّإل ْخ او ِّاِنِّ ْم اهلُ َّم إِّلاْي ناا ۖ اواال اَيْتُو ان‬ ‫ِّ‬ ‫اَّلل الْمع ِّوقِّ ِّ‬
‫ني م ْن ُك ْم اوالْ اقائِّل ا‬
‫وحنو قال تعاىل‪{ :‬قا ْد يا ْعلا ُم َُّ ُ ا ا‬
‫الْبأ ِّ ِّ‬
‫ْس إ َّال قال ً‬
‫يل}‪ .28‬فصيغة األمر يف هذه اآلية (هلم)‪ .‬و(هلم)‪ :‬اسم فعل أمر مبين على الفتح‪،‬‬ ‫ا ا‬
‫والفاعل ضمري مسترت تقديره أنتم‪ .‬ويف تفسري الرازي‪( ،‬هلم) مبعىن‪ :‬تعال أو احضر وال جتمع يف‬

‫لغة احلجاز‪.‬وجتمع يف غريها فيقال للجماعة هلموا‪ ،‬و هلمن للنساء‪ .29‬ويف البسيط للواحدي‪،‬‬

‫قال املفسرون‪ :‬هؤالء قوم من املنافقني كانوا يثبطون أنصار النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وذلك أهنم‬

‫قالوا‪ :‬ما حممد وأصحابه إال أكلة رأس ولو كانوا حلما ألهلتهم أبو سفيان وحزبه‪ ،‬فخلوهم وتعالوا‬

‫إلينا‪ .‬هذا األمر داللة على االلتماس‪.‬‬

‫ض َّل إِّذاا ْاهتا اديْ تُ ْم ۚ‬


‫ض ُّرُكم َّمن ا‬
‫س ُك ْم ۖ اال يا ُ‬ ‫َّ ِّ‬
‫آمنُوا اعلاْي ُك ْم أان ُف ا‬
‫ين ا‬
‫وقوله تعاىل‪ { :‬ااي أايُّ اها الذ ا‬
‫ِّ‬
‫اَّلل مرِّجعُ ُكم اِّ‬
‫َج ًيعا فا يُ نا بِّئُ ُكم ِِّباا ُكنتُ ْم تا ْع املُو ان}‪ .30‬وصيغة األمر يف هذه اآلية (عليكم)‪.‬‬ ‫إِّ اَل َّ ا ْ ْ‬
‫وإعرابه‪ :‬اسم فعل أمر مبعىن الزموا مبين على السكون‪ ،‬والفاعل ضمري مسترت تقديره أنتم‪ .‬يف تفسري‬

‫كشاف‪ ،‬شرح (عليكم أنفسكم) أبن عليكم من أمساء الفعل مبعىن‪ :‬الزموا صالح أنفسكم‪ ،‬ولذلك‬

‫‪ 28‬سورة األحزاب‪.18 :‬‬


‫‪ 29‬اإلمام حممد الرازي فخر الدين ابن العالء ضياء الدين عمر‪ ،‬تفسري الفخر الرازي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬لبنان بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪ 30‬سورة املائدة‪.105 :‬‬
‫‪15‬‬
‫جزم جوابه‪ ،‬ومن القول يف تفسري قرطيب‪( ،‬عليكم أنفسكم) معناه احفظوا أنفسكم من املعاصي‪.‬‬

‫وهذا األمر داللة على الوجوب‪.‬‬

‫ين أ ْام ِّهل ُْه ْم ُراويْ ًدا}‪ .31‬صيغة األمر يف هذه اآلية (رويدا)‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وقال تعاىل‪ { :‬فا ام ِّه ِّل الْ اكاف ِّر ا‬
‫و(رويدا) هو اسم فعل أمر مبعىن أمهل أو األمر ابلتمهل‪ .‬فهذه اآلية أمرها داللة على التهديد‬

‫والتحذير‪.‬‬

‫َجيعا ُُثَّ نا ُق ُ ِّ ِّ‬


‫ول للَّذ ا‬
‫ين أا ْش ارُكوا ام اكانا ُك ْم أانتُ ْم او ُش اراكا ُؤُك ْم ۚ‬ ‫ش ُرُه ْم اِّ ً‬
‫وقال تعاىل‪ { :‬اويا ْوام اَْن ُ‬

‫ال ُش اراكا ُؤ ُهم َّما ُكنتُ ْم إِّ َّاي اَن تا ْعبُ ُدو ان}‪ .32‬والصيغة (مكانكم) وإعرابه‪ :‬اسم فعل‬
‫فا ازيَّلْناا با ْي نا ُه ْم ۖ اوقا ا‬

‫أمر مبعىن اثبتوا مبين على السكون‪ ،‬والفاعل ضمري مسترت تقديره أنتم‪ .‬وأن قوله (مكانكم) كلمة‬

‫خمتصة ِبلتهديد والوعيد‪ ،‬واملراد أنه تعاىل يقول للعابدين واملعبودين مكانكم‪ ،‬أي الزموا مكانكم‬

‫حىت تسألوا ‪.33‬‬

‫‪ 31‬سورة الطارق‪.17 :‬‬


‫‪ 32‬سورة يونس‪.28 :‬‬
‫‪ 33‬تفسري الرازي‪ ،‬للرازي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪16‬‬
‫ول اها ُؤ ُم اقْ ارءُوا كِّتاابِّيا ْه}‪ .34‬وصيغة األمر يف‬
‫ُوِتا كِّتااباهُ بِّيا ِّمينِّ ِّه فا يا ُق ُ‬
‫وقال تعاىل‪{ :‬فاأ َّاما ام ْن أ ِّ‬

‫هذه اآلية (هاؤم)‪ .‬وإعرابه‪ :‬اسم فعل أمر مبين على الضم مبعىن خذوا‪ ،‬والفاعل ضمري مسترت تقديره‬

‫أنتم‪ .‬ومعناه يف تفسري غريب القرآن‪ :‬خذوا كتايب فاقرؤوه‪ .35‬و(هاؤم) اسم فعل أمر منقول عن‬

‫التنبيه‪ ،‬و(ها) مبعىن‪ :‬خذ‪ ،‬و(هاؤم) مبعىن‪ :‬خذوا‪.36‬‬

‫‪ 34‬سورة احلاقة‪.19 :‬‬


‫‪ 35‬حممد بن إمساعيل األمري الصنعاين‪" ،‬تفسري غريب القرآن"‪ ،‬دار الكثري‪ :‬دمشق لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ 36‬عبد اجمليد ين حيي‪ ،‬صورية حوري‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪17‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬املصدر النائب عن فعل األمر‬

‫ِّ َّ ِّ‬
‫ش ُّدوا ال اْواَ ا َ‬ ‫َّت إِّ اذا أاثْ اَنتُ ُم ُ‬
‫وه ْم فا ُ‬ ‫الرقا ِّ‬
‫اب اح َّ ٰ‬ ‫ب ِّ‬‫ض ْر ا‬ ‫وقال تعاىل‪{ :‬فاِّإ اذا لاقيتُ ُم الذ ا‬
‫ين اك اف ُروا فا ا‬

‫ص ار ِّم ْن ُه ْم اوٰلا ِّكن‬ ‫شاءُ َّ‬


‫اَّللُ االنتا ا‬ ‫ب أ ْاواز ااراها ۚ ٰاذلِّ ا‬
‫ك اولا ْو يا ا‬ ‫ض اع ا ْحلاْر ُ‬ ‫فاِّإ َّما امنًّا با ْع ُد اوإِّ َّما فِّ اداءً اح َّ ٰ‬
‫َّت تا ا‬
‫يل َِّّ‬
‫اَّلل فالان ي ِّ‬
‫ض َّل أا ْع اما اَلُ ْم}‪ .37‬والصيغة يف هذه اآلية‬ ‫ين قُتِّلُوا ِّيف اسبِّ ِّ‬ ‫ض ُكم بِّب ْع ٍ َّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫ض ۗ اوالذ ا‬ ‫ليا ْب لُاو با ْع ا ا‬
‫(فضرب)‪ .‬والفاء‪:‬رابطة جلواب الشرط‪ ،‬ضرب‪ :‬مفعول مطلق منصوب ابلفتحة لفعل حمذوف‬

‫تقديره اضربوا‪ ،‬واجلملة جواب الشرط‪ .‬وشرح يف تفسري البيضاوي‪ ،‬أن (فضرب الرقاب) معناه‪:‬‬

‫أصله فاضربوا الرقاب ضراب‪ ،‬فحذف الفعل وقدم املصدر‪ ،‬وأنيب منابه مضافا إىل املفعول ضما‬

‫إىل التأكيد واالختصار‪ .‬والتعبري به عن القتل إشعارا أبنه ينبغي أن يكون بضرب الرقاب حيث‬

‫أمكن‪ ،‬وتصوير له أبشنع صورة‪.38‬‬

‫اض َّل أا ْع اما اَلُ ْم}‪ .39‬والصيغة يف هذه اآلية‬


‫اوأ ا‬ ‫سا ََّلُ ْم‬ ‫َّ ِّ‬
‫ين اك اف ُروا فا تا ْع ً‬
‫قال هللا تعلى‪ { :‬اوالذ ا‬
‫(تعسا)‪ .‬وإعرابه‪ ،‬الفاء‪ :‬الزائدة‪ ،‬تعسا‪ :‬مفعول مطلق لفعل حمذوف منصوب ابلفتحة واجلملة يف‬

‫‪ 37‬سورة حممد‪.4 :‬‬


‫‪َّ 38‬نصر الدين أيب اخلري عبد هللا بن عمر بن حممد الشريايف الشافعي البيضاوي‪" ،‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل املعروف‬
‫بتفسري البيضاوي"‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬مؤسسة التاريخ العريب‪ :‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجلزء اخلامس‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ 39‬سورة حممد‪.8 :‬‬
‫‪18‬‬
‫حمل رفع خرب املبتدأ الذين‪ .‬و(تعسا) معناه‪ :‬أي عثارا وسقوطا والتعس‪ :‬أن رخر على وجهه‪.‬‬

‫والنكس‪ :‬أن رخر على رأسه‪ .40‬فهذا األمر داللة على الذم والتحقر‪.‬‬

‫‪ 40‬تفسري غريب القرآن‪ ،‬للصنعاين‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.126‬‬


‫‪19‬‬
‫اخلامتة والنتائج‬

‫وقد انتهت الباحثة يف الكشف عن داللة األمر يف القرآن الكرمي‪ .‬فتجد الباحثة على أن‪:‬‬

‫داللة األمر‬ ‫صيغة األمر‬ ‫نوع صيغة األمر‬


‫داللة األمراألصلية‬ ‫قُ ْم‬ ‫صيغة فعل أمر‬
‫أَنْذ ْر‬
‫َك ِّْرب‬
‫النصح واإلرشاد‬ ‫قَ ْر َن‬
‫تََارب ْج َن‬
‫أَق ْم َن‬
‫االستقبال‬ ‫انْهَ‬
‫الوجوب‬ ‫َولْتَ ُك ْن‬ ‫فعل املضارع املقرتن بالم‬
‫ليُ ْنفق‬ ‫األمر‬
‫االلتماس‬ ‫َهلُ ام‬ ‫اسم فعل أمر‬
‫الوجوب‬ ‫َعلَْي ُك ْم‬
‫التهديد والتحذير‬ ‫ُرَويْ ادا‬
‫التهديد والوعيد‬ ‫َم َكانَ ُك ْم‬
‫التنبيه‬ ‫َه ُاؤُم‬
‫التأكيد واإلختصار‬ ‫ب‬ ‫ض ْر َ‬‫َ‬ ‫املصدر النائب عن فعل األمر‬
‫الذم والتحقري‬ ‫فَتَ ْع اسا‬

‫‪20‬‬
‫املصادر واملراجع‬

‫‪ )1‬الدكتور إبراهيم مدكور‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬املكتبة اإلسالمية‪ ،‬ط ‪ ،2‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ )2‬البيضاوي‪َّ ،‬نصر الدين أيب اخلري عبد هللا بن عمر بن حممد الشريازي‪ ،‬أنوار التنزيل وأسرار‬

‫التأويل املعروف بتفسر البيضاوي‪ ،‬حتقيق حممد صبحي بن حسن حالق و الدكتور حممود أمحد‬

‫األطرش‪ ،‬دار الرشيد‪ ،‬ط ‪ ،1‬مؤسسة اإلميان‪ ،‬بريوت‪ 2000 ،‬م‪.‬‬

‫‪ )3‬الرازي‪ ،‬فخر الدين ابن العالء ضياء الدين عمر‪ ،‬تفسر الفَر الرازي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪،1‬‬

‫لبنان بريوت‪ 1981 ،‬م‪.‬‬

‫‪ )4‬الزخمشري‪ ،‬أبو القاسم جار هللا حممود بن عمر اخلوارزمي‪ ،‬تفسر الكشاف عن حقائق التنويل‬

‫وعيون األقاويل يف وجوه التأويل‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬ط ‪ ،3‬بريوت لبنان‪.2009 ،‬‬

‫‪ )5‬الصنعاين‪ ،‬حممد بن إمساعيل األمري‪ ،‬تفسر غريب القرآن‪ ،‬دار الكثري‪ ،‬ط ‪ ،1‬دمشق لبنان‪،‬‬

‫‪ 2000‬م‪.‬‬

‫‪ )6‬عباس حسن‪ ،‬النحو الوايف‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬ط ‪ ،3‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ )7‬حممد حممود القاضي‪ ،‬إعراب القرآن الكرمي‪ ،‬دار ابن جزم‪ ،‬ط ‪ ،1‬القاهرة‪ 2010 ،‬م‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ )8‬ابن كثري‪ ،‬أبو الفداء إمساعيل بن عمر القرشي الدمشقي‪ ،‬تفسر القرآن العظيم‪ ،‬دار ابن حزم‪،‬‬

‫ط ‪ ،1‬بريوت لبنان‪.2000 ،‬‬

‫‪ )9‬ريتا اكتافيا‪" .)2017( .‬فوائد صيغة األمر والنهي يف اْلزء والثامن والعشرين من القرآن‬

‫الكرمي (دراسة حتليلية بالغية يف علم املعاين)"‪ ،‬حبث مقدم إلمتام بعض الشروط للحصول على‬

‫اللقب العاملي يف علم اللغة العربية وأدهبا‪ ،‬قسم اللغة العربية وأدهبا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم الثقافية‪،‬‬

‫جامعة سونن كاليجاكا اإلسالمية احلكومية‪ ،‬جوكجاكرات‪ ،‬إندونيسيا‪.‬‬

‫‪ )10‬شعيب حممد واين‪" .)2012( .‬حتديد صوارف األمر عند األصوليني وأثره يف اختالف‬

‫الفقهاء"‪ ،‬حبث متطلب مقدم لدرجة املاجستري يف معارف الوحي والرتاث‪ ،‬قسم الفقه وأصوله‪،‬‬

‫كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية العاملية‪ ،‬ماليزاي‪.‬‬

‫‪ )11‬مشس الدين‪" .)2017( .‬األمر يف سورة النساء (دراسة حتليلية َنوية بالغية)"‪ ،‬رسالة‬

‫املاجستري‪ ،‬جامعة عالء الدين اإلسالمية احلكومية‪.‬‬

‫‪ )12‬عبد اجمليد ين حيي‪ .‬صورية حوري‪" .)2018/2017( .‬التوجيه الداليل لألمر يف القرآن‬

‫الكرمي (دراسة َنوية بالغية تداولية)"‪ ،‬رسالة املاجستري‪ ،‬جامعة الشهيد محه خلضر الوادي‪.‬‬

‫‪ )13‬الدكتور حممد بشري‪" .)2014( .‬األمر ومعانيه يف القرآن الكرمي (دراسة داللية َنوية)"‪،‬‬

‫جملة اإليضاح ‪.29‬‬


‫‪22‬‬
‫‪َّ )14‬نصر خلف إهبيدل الشمري‪" .2001 .‬صيغ األمر يف القرآن والسنة"‪ ،‬حبث للحصول‬

‫على درجة املاجستري‪ ،‬كلية دار العلوم قسم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬

‫‪ )15‬أ‪.‬م ‪.‬د‪ .‬هاتف بريهي شياع الثويين‪" .)2009( .‬داللة األمر وألفاظه يف القرآن الكرمي‪،‬‬

‫جملة القادسية يف اآلداب والعلوم الرتبوية"‪ ،‬الكلية الرتبوية املفتوحة يف الديوانية‪ ،‬اجمللد ‪ ،8‬العدد‬

‫‪.3‬‬

‫‪23‬‬

You might also like