Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

DIAP

*
‫محمود سامييل‬
‫الملخص‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على معوقات اإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي في سوق العمل من وجهة نظر‬
‫المدرج تحت جهاز المساعدة على اإلدماج‬،)CID(‫مستشاري التشغيل المشرفين على برنامج عقد إدماج حاملي الشهادات‬
،‫ تم تطبيق استبانه على هذه العينة‬،‫) مستشارا ومستشارة‬02( ‫ وقد تكونت عينة الدراسة من‬،‫) في والية ميلة‬DAIP(‫المهني‬
‫ والتحوالت االقتصادية في منظومة الشغل‬،‫ الهيكلة التنظيمية الحالية لمرافق التشغيل‬:‫اشتملت على اربعة مجاالت رئيسة هي‬
‫ والخصائص الشخصية‬،‫ والسياسات المطبقة من قبل المؤسسة الجامعية‬،‫المحلية وسياسات التشغيل بالمؤسسات المستخدمة‬
‫ وقد دلت النتائج على وجود عدد من المشكالت التنظيمية والبيئية والشخصية تحول دون تمكين هذا البرنامج من‬.‫لطالبي الشغل‬
.‫اإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي في سوق العمل‬
.‫ المؤسسات المستخدمة‬،‫ المؤسسة الجامعية‬،‫ برنامج التشغيل‬،‫ خريجو التعليم العالي‬،‫ اإلدماج المهني‬:‫الكلمات المفاتيح‬
Résumé
Cette étude vise à identifier les obstacles qui entravent l’insertion professionnelle des diplômés de
l'enseignement supérieur dans le marché du travail. Cette recherche est réalisée selon les points de vue des
conseillers d’emploi qui supervisent le programme du contrat d’insertion des diplômés (CID) à la wilaya de
Mila, l'échantillon de l'étude comprenait 25 conseillers et conseillères. Le questionnaire est l’outil principal de
cette étude, comportant quatre domaines principaux : obstacles concernant la restructuration organisationnelle
des services d’emploi, les transformations économiques du système d’emploi locales, les politiques appliquées
par les universités et les caractéristiques personnelles des demandeurs d'emploi. Les résultats indiquent qu’un
certain nombre de problèmes organisationnels, environnementaux et personnels empêchent l’insertion des
diplômés de l'enseignement supérieur dans le marché du travail.

Mots clés : Insertion Professionnelle, Diplômés Universitaire, Programme D’emploi, Institution


Universitaire, Employeurs.

Summary
This study was conducted to find out the obstacles facing the professional insertion of higher education
graduates through employment counselors’ point of view in the wilaya of Mila, the sample of the study included
25counselors. The study used a questionnaire and focused on four main areas of interest: obstacles concerning
the organizational restructuring of job placement offices, the changes in the local economic environment and the
employment policies, policies applied by the universities and the personal characteristics of the jobseekers. The
findings showed that a number of organizational, environmental and personal problems that prevent the higher
education graduates to insert in the labor market.

Keywords: Professional Insertion, University Graduates, Employment Program, University Institution,


Employers

-‫* أس تاذ مساعد قسم أ املركز اجلامعي عبداحلفيظ بوالصوف – ميةل‬

2851- ‫ ديسمرب‬25 ‫العدد‬ 281 ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫الشغل كانت ال تمس إال فئة قليلة من اليد العاملة غير‬ ‫مقدمة‬
‫المختصة‪.1‬‬ ‫إن الوضع االجتماعي واالقتصادي الحالي يتصف بعدد‬
‫ولكن في منتصف الثمانينيات ونتيجة االزمة البترولية‬ ‫من الظواهر ذات االثر البالغ على اليد العاملة وسوق العمل‬
‫لعام ‪ ،1236‬عرفت الجزائر احداث متميزة كان لها انعكاسات‬ ‫نتيجة عولمة االسواق والتطور المتسارع للتكنولوجيات‬
‫سلبية ومباشرة على االوضاع االقتصادية واالجتماعية‬ ‫الحديثة في مختلف مجاالت النشاط اإلنساني‪ ،‬وفي مثل هذه‬
‫والسياسية للبالد نتج عنها تخلي الدولة على سياسة التشغيل‬ ‫االوضاع يصبح اإلدماج السوسيومهني عموما واإلدماج المهني‬
‫الكامل (‪ ،)pleinemploi‬وتوقف معظم المشاريع‬ ‫خصوصا محل انشغال العديد من المجتمعات بفعل المكانة‬
‫االستثمارية‪ ،‬وهو ما ادى إلى تراجع قدرات المؤسسات‬ ‫الممنوحة للعمل في النشاط االقتصادي‪ ،‬فالصعوبات التي‬
‫االقتصادية في خلق مناصب عمل جديدة‪ ،‬ولم يعد بإمكانها‬ ‫يواجهها الشباب‪ ،‬وخاصة منهم حاملو الشهادات في االندماج‬
‫توفير اكـثر ‪72‬الف منصب عمل جديد سنويا‪ .‬ما تسبب في‬ ‫ضمن سوق العمل تجعل من إدماجهم مهنيا واجتماعيا‬
‫ارتفاع البطالة سنة ‪ 1232‬إلى مستوى قياسي قدر بـ ‪،%13.1‬‬ ‫انشغاال اساسيا للهيائت السياسية والحكومية للعديد من‬
‫منها نسبة ‪ %72‬من الشباب المفتقدين للمهارات والخبرة‬ ‫الدول‪ ،‬ما يجعلها توجه جميع الجهود والمحاوالت لفهم‬
‫المهنية‪ ،‬و‪ %0.6‬من خريجي التعليم العالي‪.0‬‬ ‫وتقييم مختلف العوامل وتفاعالتها المؤثرة في اإلدماج المهني‬
‫وقد ازداد الوضع سوءا مع مطلع التسعينيات بتراجع‬ ‫لهذه الفئة‪ ،‬وتفسير الظواهر ذات الصلة بها سعيا منها إلى‬
‫النمو االقتصادي‪ ،‬نتيجة ارتفاع المديونية الخارجية التي فاقت‬ ‫إيجاد حلوال لهذه المشكلة‪.‬‬
‫الـ ‪ 34‬مليار دوالر‪ ،‬ومع انهيار اسعار البترول‪ ،‬تحتم على‬ ‫وفي هذا االتجاه اصبحت مسالة اإلدماج المهني‬
‫الجزائر الدخول في مفاوضات مع المؤسسات المالية الدولية‬ ‫للشباب في الجزائر تكـتسي بعدا وطنيا‪ ،‬وهي بذلك تحدد‬
‫إلعادة هيكلة اقتصادها والرضوخ لبرامج اإلصالح االقتصادي‬ ‫ضمن القضايا االساسية التي توليها الحكومة الجزائرية اهتماما‬
‫التي يفرضها صندوق النقد الدولي‪ ،‬حيث تلتزم الجزائر‬ ‫خاصا‪ ،‬في ظل تنامي مظاهر التوجه الكـثيف نحو انشطة‬
‫بمقتضاه باالنتقال من اقتصاد موجه إلى اقتصاد حر‪،‬‬ ‫االقتصاد الموازي‪ ،‬والهجرة غير الشرعية‪ ،‬والعنف في‬
‫والشروع في خوصصة المؤسسات االقتصادية العمومية‪ ،‬وقد‬ ‫الشوارع‪ ،‬وتراجع المستويات التعليمية‪ ....‬الخ‪ .‬وهي مؤشرات‬
‫ترتب على هذه اإلجراءات تسريح ما يقارب ‪ 422‬الف عامل‬ ‫ظاهرة للوضع الخطير الذي اصبحت تعيشه فائت واسعة من‬
‫وغلق حوالي‪ 312‬مؤسسة عمومية‪ ،‬ما ساهم في ارتفاع‬ ‫الشباب الجزائري‪ ،‬بمن فيهم خريجو التعليم العالي‪.‬‬
‫معدالت البطالة إلى نسب قياسية بانتقالها من ‪ %12.7‬سنة‬ ‫وإدراكا منا الهمية هذا الموضوع جاءت هذه الدراسة‬
‫‪ 1222‬إلى ‪ %04.4‬سنة ‪ 1224‬بفعل تقلص حجم التشغيل‪.3‬‬ ‫للتعرف على العوامل التي تعيق عملية اإلدماج المهني‬
‫هذا الوضع ساهم في تضخم عدد طالبي الشغل‬ ‫لخريجي التعليم العالي في الجزائر من وجهة نظر المستشارين‬
‫سنويا إلى اكـثر من ‪ 022‬الف طلب‪ ،‬وتصاعدت الطلبات مع‬ ‫في التشغيل‪.‬‬
‫توالي السنين ليصل عدد الراغبين في الشغل ولم يتمكنوا من‬
‫‪-1‬مشكلة الدراسة‬
‫الحصول عليه إلى‪ 0.2‬مليون بطال‪ ،‬منهم نسبة ‪ %32‬من‬
‫الشباب الذي ال يتجاوز سنهم الثالثين سنة‪ ،‬من بينهم ‪32‬‬ ‫إن مسالة بطالة الشباب في الجزائر لم تكن مطروحة‬
‫الف حامل لشهادة جامعية‪ ،‬وذلك من اصل ‪ 122‬الف خريج‬ ‫منذ فترة السبعينات‪ ،‬تاريخ تبني سياسة التسيير وفق‬
‫جامعي سنة ‪ .1226‬يضاف إلى ما سبق ارتفاع في اعداد‬ ‫المخططات‪ ،‬حيث اصبح الحديث عنها من الماضي‪ ،‬وقد كان‬
‫المتسربين من الدراسة تراوحت بين ‪ 422‬الف و‪ 622‬الف‬ ‫يمنع حتى تداولها في الوثائق الرسمية وفي مختلف الكـتابات‬
‫سنة ‪ ،1220‬وهو ما جعل البطالة ترتفع سنة ‪1222‬إلى اعلى‬ ‫االخرى‪ ،‬وكان يشار حينها إلى طالبي الشغل بكنية‬
‫مستوى لها بـ ‪.4%02.0‬‬ ‫"االشخاص قليلي العمل" « ‪personnes insuffisamment‬‬

‫هذه الوضعية لم تسمح للجزائر برسم سياسة وطنية‬ ‫‪ ،» occupées‬النها لم تكن تجد صعوبة في إدماجهم مهنيا‬
‫واضحة للتشغيل‪ ،‬ومواجهة البطالة حيث اكـتفت الحكومة‬ ‫بحكم ان مناصب الشغل متوفرة وافاق التشغيل مفتوحة على‬
‫بمحاوالت لتوفير فرص عمل مؤقتة‪ ،‬واعتماد نظام التكـفل‬ ‫اوسع نطاق‪ ،‬الن حاجة الدولة لليد العاملة في تلك المرحلة‬
‫والشبكة االجتماعية والتضامن الوطني لتخفيف حالة التوتر‬ ‫كانت كبيرة لتنفيذ المشاريع الكبرى التي اطلقتها انذاك‪ ،‬وقلة‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪280‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫‪ -‬هل تشكل الهيكلة التنظيمية الحالية لمرافق‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وهو ما ادى إلى سيادة فرص العمل التعاقدية‬
‫التشغيل عائـقا لعملية اإلدماج المهني؟‬ ‫والفصلية بالمقارنة بفرص العمل الدائم‪.‬‬
‫‪ -‬هل تحد التحوالت االقتصادية في منظومة الشغل‬ ‫بهذا الشكل ايقنت الجزائر ان ظاهرة البطالة لم تعد‬
‫المحلية وسياسات التشغيل بالمؤسسات المستخدمة من‬ ‫مشكلة ظرفية‪ ،‬وان القضاء عليها بفضل سياسة المخططات‬
‫عملية اإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي؟‬ ‫التنموية قد تحول إلى اقتناع بهيكلية البطالة وتجذرها بعد‬
‫‪ -‬هل تعيق السياسات المطبقة من قبل المؤسسة‬ ‫فشل سياسـة التشغيل الكامل‪ ،‬وهو ما جعل السلـطات‬
‫الجامعية عملية اإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي؟‬ ‫العمومية تجمع على ضرورة مواجهتها وجعلها من ضمن‬
‫‪ -‬هل تشكل العوامل المتعلقة بالخصائص الشخصية‬ ‫اولويات مخططات اإلنعاش االقتصادي خالل سنوات‬
‫لطالبي الشغل من خريجي التعليم العالي عائـقا في عملية‬ ‫(‪ )0212/0222‬بتبني سياسات عاجلة للتخفيف من حدتها‬
‫اإلدماج المهني؟‬ ‫مستغلة في ذلك تعافي االقتصاد الوطني‪ ،‬وتحسن مداخيل‬
‫‪-0‬اهداف الدراسة واهميتها‬ ‫الجزائر من المواد الطاقوية‪ ،‬وتحررها من قيود وضغوط‬
‫المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬بإطالق سلسة من التدابير ترمي‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الصعوبات التي‬
‫إلى حث الشباب البطال للبحث عن فرصة عمل او إلى خلق‬
‫تحول دون تمكين خريجي التعليم العالي من اإلدماج المهني‬
‫مؤسسته الخاصة من خالل منحه فرصة عمل مؤقتة بانتظار‬
‫في سوق العمل في الجزائر من وجهة نظر المستشارين في‬
‫اإلدماج في سوق العمل‪ ،‬وقد تبلورت هذه التدابير في شكل‬
‫التشغيل‪.‬‬
‫برامج وعقود للعمل وجهت لمختلف الفائت االجتماعية‬
‫وتاتي هذه الدراسة متوافقة مع التوجه العام لسياسة‬
‫بالشراكة مع مختلف القطاعات االقتصادية‪ ،‬وذلك بضخ‬
‫الشغل في الجزائر‪ ،‬من اجل النهوض واالرتقاء بموضوع‬
‫اموال كبيرة للنهوض بقطاع التشغيل واإلدماج المهني للشباب‬
‫التشغيل من خالل إحداث تغيرات جذرية تصل إلى إعادة‬
‫وخاصة منهم خريجو التعليم العالي الذين يواجهون صعوبات‬
‫تشكيل محاور العملية التشغيلية‪ ،‬باالنتقال من االسلوب‬
‫في االلتحاق بسوق العمل‪ ،‬والذين خصص لهم والول مرة‬
‫القديم القائم على التشغيل الكامل التي تضمنه الدولة إلى‬
‫جهاز خاص بهم يتكـفل بمرافقة ومتابعة سيرورة إدماجهم في‬
‫التوجه الحديث نحو جعل الشاب طالب الشغل هو المحور‬
‫سوق العمل منذ سنة ‪ 0223‬في إطار جهاز المساعدة على‬
‫االساسي الذي تدور حوله عناصر العملية التشغيلية‪ ،‬وتفعيل‬
‫اإلدماج المهني(‪ ،2)DAIP‬وهو يعد برنامجا بديال عن برنامج‬
‫دوره في ان يصبح اكـثر ايجابية في عملية إدماجه مهنيا‪.‬‬
‫عقود ما قبل التشغيل (‪ ،)CPE‬وقد مكن هذا الجهاز منذ‬
‫وتكمن اهمية الدراسة الحالية في إلقاء الضوء على‬
‫الشروع في تطبيقه من رفع عدد المنصبين في إطار هذا العقد‬
‫مفهوم يتسم بالحداثة في ميدان الشغل والبطالة هو مفهوم‬
‫من ‪ 327123‬سنة ‪ 0223‬إلى‪ 062746‬منصب سنة ‪.60211‬‬
‫اإلدماج المهني‪.‬‬
‫غير ان الجهود التي بذلت من السلطات العمومية‬
‫ولعل هذه الدراسة من ضمن المحاوالت القليلة التي‬
‫والشركاء االجتماعيين بعد (‪ )26‬ست سنوات من الشروع في‬
‫تحاول التعرف على معوقات اإلدماج المهني لخريجي التعليم‬
‫تنفيذه لم تقدم النتائج المرجوة فيما يتعلق بتوقعات وامال‬
‫العالي في سوق العمل في الجزائر‪ ،‬وتقدم صورة حقيقية‬
‫خريجي التعليم العالي‪ ،‬على اعتبار ان عددا كبيرا منهم‬
‫للصعوبات التي تواجه المستشارين في التشغيل عند عملية‬
‫يقضون فترة ثالث سنوات ضمن هذا البرنامج دون ان يتمكنوا‬
‫اإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي‪ ،‬مما قد يساهم في‬
‫من اكـتساب المهارات والقدرات الضرورية التي تمكنهم من‬
‫التغلب عليها او التقليل منها‪ ،‬وتقدم صورة لطبيعة فهم‬
‫الوصول إلى منصب عمل مستقر نسبيا‪ ،‬نتيجة العراقيل‬
‫المستشارين لبرامج اإلدماج المهني‪.‬‬
‫والصعوبات التي واجهت تنفيذ هذا البرنامج‪ ،‬وهو ما جعل‬
‫وتفيد هذه الدراسة المشرفين على برامج التشغيل‬
‫المسؤوليات تتجاذب بين العناصر الفاعلة فيه‪.‬‬
‫الموجهة إلدماج خريجي التعليم العالي‪ ،‬باطالعهم على‬
‫ومن هذا المنطلق سنحاول التعرف على اهم العوامل‬
‫المعوقات المختلفة باعتبارها برامج حديثة مازالت في طور‬
‫التي قد تحد من عملية اإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي‬
‫التقييم‪.‬‬
‫المنصبين في إطار برنامج (‪ )CID‬من وجهة نظر المستشارين‬
‫‪-3‬التعريفات االجرائية‬ ‫في التشغيل انطالقا من التساؤالت االتية‪.‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪284‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫اإلدماج المهني‪ ،‬والتي حددت بمعوقات مرتبطة بالخصائص‬ ‫‪-1-3‬االدماج المهني‬


‫الشخصية للخريج‪ ،‬والهيكلة التنظيمية لمكاتب التشغيل‪،‬‬ ‫تعتبر مسالة تعريف اإلدماج المهني موضوع نقاش‬
‫والتحوالت االقتصادية في منظومة التشغيل المحلية‪،‬‬ ‫هام بين المختصين في علم االجتماع وعلم االقتصاد‪ ،‬وهو ما‬
‫ستخدمة‪ ،‬والسياسات‬‫وسياسات التشغيل بالمؤسسات ُالم ِّ‬ ‫يجعل التعامل مع هذا المصطلح يتطلب شيائ من الحذر‪.‬‬
‫المطبقة من قبل المؤسسة الجامعية‪.‬‬ ‫يعرف اإلدماج المهني في مفهومه العام بانه سيرورة‬
‫‪-3-3‬خريجو التعليم العالي‪ :‬هي تلك الفئة الطالبية‬ ‫تسمح للفرد او مجموعة من االفراد من الولوج إلى سوق العمل‬
‫التي تخرجت من الجامعة بعد ان استكملت تعليمها‬ ‫في ظروف مواتية تمكنه من الحصول على منصب عمل‪ .7‬غير‬
‫الجامعي‪ ،‬متحصلة على شهادة علمية في تخصص ما‪ ،‬مهما‬ ‫ان هذا التعريف في نظر العديد من الباحثين ال يلقى إجماعا‬
‫كان نوع المؤهل العلمي (ليسانس‪ ،‬ماستر)‪ ،‬تمكنها من‬ ‫لدى العديد منهم‪ ،‬النه ال يعرف هذا المفهوم بشكل نهائي على‬
‫إيجاد عمل سواء كان مؤقتا ام دائما‪.‬‬ ‫الرغم من المعايير الموضوعية التي استخدمها لتحديد ذلك‬
‫‪-4-3‬المستشارون في التشغيل‪ :‬تتمثل مهمة‬ ‫(الولوج إلى منصب عمل مثال)‪ ،‬وهو ما جعلهم ال يتفقون على‬
‫مستشاري التشغيل بجهاز المساعدة على اإلدماج المهني في‬ ‫تعريف واحد‪.‬‬
‫مساعدة طالبي الشغل من الجنسين على تنمية حظوظهم في‬ ‫فنجد بعضا منهم مثل فورني ومونات ( ‪Fournier et‬‬
‫اإلدماج المهني‪ ،‬وتفعيل مساعيهم في البحث عن شغل‪،‬‬ ‫‪ )Monette‬يعتقدون بان اإلدماج المهني هو الحالة التي يجد‬
‫وترتكز نشاطاتهم حول االستقبال والتسجيل والمرافقة‬ ‫فيها االفراد منصب عمل ماجور‪ ،‬بينما يرى كل من بلوتي‬
‫والمتابعة ودراسة حالة سوق العمل‪ ،‬يمارسون مهامهم في‬ ‫وبولين (‪ )Peletier et Pauline‬في االستقالل المالي‪ ،‬والقدرة‬
‫مراكز الواليات والدوائر الكبرى التابعة لها‪ ،‬ويخضعون لسلطة‬ ‫على الحفاظ على قابلية التشغيل من المعايير االساسية التي‬
‫الوكالة الوطنية للتشغيل‪.‬‬ ‫ينبغي اخذها عند تعريف اإلدماج المهني‪ ،‬فيما يعتبر‬
‫‪ -2-3‬جهاز المساعدة على االدماج المهني‪ :‬هو برنامج‬ ‫فرنيــي(‪ )M.Vernières‬اإلدماج المهني عملية تمكن الشخص‬
‫للتشغيل انشا سنة ‪ ،2228‬مخصص لمرافقة الشباب‬ ‫من دون تجربة مهنية من احتالل مكانة مستقرة ضمن‬
‫الباحثين عن شغل يمكنهم من إبرام عقد شغل عن طريق‬ ‫منظومة الشغل‪.3‬‬
‫الوكالة الوطنية للتشغيل مع إحدى المؤسسات العارضة‪،‬‬ ‫اما قوتيــي وتروتي (‪ ) Trottier et Gauthie‬فإنهما ال‬
‫سواء في القطاع اإلداري ام القطاع االقتصادي العمومي‬ ‫يعيران هذه العالقة اهمية كبيرة‪ ،‬حيث يقترحان بناء على‬
‫والخاص‪ ،‬يعمل خالله المتعاقد وقتا كامال ضمن اختصاصه‪،‬‬ ‫مختلف الوثائق العلمية التي تناولت هذا المفهوم مدونة الهم‬
‫حيث تتولى الدولة دفع تكاليف االجور والتامينات االجتماعية‬ ‫التصورات االساسية التي تحدد مفهوم اإلدماج المهني‪،‬‬
‫التي يستفيد منها العامل في إطار هذا العقد‪ ،‬بينما تستفيد‬ ‫فحسب تروتي ( ‪ ) Trottier‬هناك مجموعة من المؤشرات‬
‫شغلة من مزايا تشجيعية في شكل إعفاء ضريبي‬ ‫المؤسسة ُالم ِّ‬ ‫لوصف اإلدماج المهني‪ ،‬منها الشهادات‪ ،‬وطول مدة الوصول‬
‫وال تكون المؤسسة مجبرة على إدماج المتربص بعد انتهاء مدة‬ ‫إلى منصب عمل‪ ،‬والوضع المهني ( عقد دائم او محدود)‪،‬‬
‫العقد‪ ،‬وهو يحمل ثالث صيغ‪:‬‬ ‫والتصنيف السوسيومهني لمنصب العمل‪ ،‬ومدة المكوث في‬
‫‪.2‬‬
‫‪ -‬عقد إدماج حاملي الشهادات (‪ )C.I.D‬موجه لفئة‬ ‫البطالة‪ ،‬والتوافق بين التكوين ومنصب العمل‬
‫حاملي شهادات التعليم العالي والتقنيين السامين‪.‬‬ ‫اما في هذه الدراسة فليس يقصد باإلدماج المهني‬
‫‪ -‬عقد اإلدماج المهني (‪ )C.I.P‬موجه لفئة خريجي‬ ‫مجرد الوصول إلى منصب عمل ماجور‪ ،‬وإنما هو سيرورة‬
‫التعليم الثانوي والتكوين المهني‪.‬‬ ‫انتقالية بين منظومة التعليم وسوق العمل‪ ،‬يتمكن من‬
‫‪ -‬عقد تكوين ‪/‬إدماج (‪ )C.F.I‬موجه لفئة للشباب‬ ‫خاللها خريجو التعليم العالي المنصبون في مؤسسات العمل‬
‫بدون تكوين وال تاهيل‪.‬‬ ‫من اكـتسـاب المعارف والمهارات التي تساهم في تعزيز‬
‫مدة هذه العقود ثالث سنوات قابلة للتجديد‬ ‫تطورهم الشخصي والمهني‪ ،‬وتمكنهم من الوصول إلى منصب‬
‫للمستفيدين على مستوى المؤسسات واإلدارات العمومية‪،‬‬ ‫عمل مستقر نسبيا‪.‬‬
‫وسنة واحدة فقط قابلة للتجديد للمستفيدين في القطاع‬ ‫‪-0-3‬معوقات االدماج المهني‪ :‬هي مجموعة العوامل‬
‫االقتصادي‪.‬‬ ‫والمؤثرات التي تحد من تحقيق االهداف المرجوة من عملية‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪258‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫(التوجيه واإلرشاد والمرافقة‪ ،)...‬إلى جانب الشهادة غير‬ ‫الدراسات السابقة‪ :‬من بين اهم الدراسات السابقة‬
‫المطلوبة‪.‬‬ ‫نجد‪- :‬اربع دراسات‬
‫اما بالنسبة إلى الستراتيجيات المستخدمة من قبل‬ ‫‪ -‬دراسة بلقاسم بن سالم بعنوان‪ :‬التعليم العالي‬
‫غير المدمجين لتجاوز اوضاع البطـالة وانعكاساتها فهي الرفع‬ ‫والتشغيل من خالل مسارات الخريجين بتونس سنة‬
‫من مستـوى التكوين‪ ،‬وتحمل المسؤولية وروح المبادرة‬ ‫(‪ 12)1220‬حول إشكالية تشغيل خريجي التعليم العالي‬
‫(مشروع شخصي)‪ ،‬وفي االخير الهجرة نحو الخارج‪.‬‬ ‫وخصائص اندماجهم المهني‪ ،‬وقد اثيرت مجموعة من‬
‫‪ -‬دراسة جمال فروخي ‪ D. Feroukhi‬بعنوان‪:‬‬ ‫التساؤالت في هذا االتجاه تعلقت خصوصا بدور الشهادة في‬
‫‪Insertion des diplômés de l’institut des sciences‬‬ ‫الولوج إلى سوق العمل؟ واهم االستراتيجيات التي يستند‬
‫‪ d’Alger économiques‬سنة(‪ 10)1221‬لتحليل مسارات‬ ‫عليها الخريجون لتحقيق اندماجهم المهني؟ إلى جانب مدى‬
‫حاملي الشهادات بعد التخرج من الجامعة‪ ،‬وقد سطرت‬ ‫قابلية سوق الشغل الستيعاب الخريجين؟ وقد توصلت‬
‫مجموعة من االهداف الرئيسية تمحورت حول‪:‬‬ ‫الدراسة إلى ان الحصول على شهادة عليا ال يترتب عليه‬
‫‪-‬التعرف على مجموع الخريجين ووضعيتهم بعد نهاية‬ ‫بالضرورة االتجاه مباشرة إلى سوق الشغل وضمان لالندماج‬
‫مسارهم التكويني‪.‬‬ ‫مهنيا‪ ،‬وان طرق البحث عن شغل لدى خريجي التعليم‬
‫‪-‬تقييم الوقت المستغرق في البحث عن شغل‪.‬‬ ‫العالي هي طرق فردية باالساس تعتمد على مجهودات شخصية‬
‫‪-‬تقييم برامج التكوين في ضوء الخبرة المهنية‬ ‫بحتة (طلبات الشغل‪ ،‬عالقات شخصية وعائلية‪ )...‬كوسائط‬
‫المكـتسبة‪.‬‬ ‫للبحث عن شغل‪ ،‬اما بالنسبة إلى مدة البحث عن الشغل‬
‫‪ -‬الحراك المهني لهؤالء الخريجين خالل مسار اإلدماج‬ ‫وهي تعبر عن مدى قابلية سوق الشغل الستيعاب الخريجين‪،‬‬
‫ووضعيتهم في كل مرة‪.‬‬ ‫فقد كانت كبيرة مادام ‪ %72‬من الذين اشتغلوا بعد التخرج‬
‫ولهذا الغرض تتبع الباحث المسار المهني لخريجي‬ ‫قد عثروا على شغل خالل الثالثة اشهر االولى من البحث‪.‬‬
‫معهد العلوم االقتصادية للدفعتين ‪ 1234‬و‪ 1232‬يضم ثالثة‬ ‫بينما تؤدي عوامل اخرى إلى عرقلة اإلدماج المهني كان‬
‫تخصصات (المالية‪ ،‬والتسيير‪ ،‬والتخطيط) حيث تبنت منهج‬ ‫يشتغل الخريج ضمن عمل في غير اختصاصه‪.‬‬
‫المسح الشامل‪ ،‬وذلك بإرسال استمارة تتضمن مجموعة من‬ ‫‪ -‬دراسة الغالي احرشاو واحمد زاهر الموسومة بـ‪:‬‬
‫االسئلة المتعلقة بمحاور الدراسة إلى ‪ 032‬خريج عن طريق‬ ‫البحث عن شغل ومواجهة البطالة لدى خريجي الجامعة‬
‫البريد‪.‬‬ ‫بمدينة فاس –المغرب‪-‬سنة(‪ ،11)0221‬وقد هدفت إلى إبراز‬
‫وقد توصلت نتائج الدراسة إلى ان متوسط الوقت‬ ‫محددات عملية البحث عن الشغل لدى الخريجين وعالقتها‬
‫المستغرق في البحث عن شغل للدفعتين كان في حدود ‪0.2‬‬ ‫باوضاع البطالة‪ ،‬ثم نوعية االستراتجيات التي يوظفونها‬
‫شهرا‪ ،‬وهو يختلف بحسب تخصص كل دفعة‪ ،‬حيث‬ ‫لمواجهة هذه االوضـاع‪ .‬حيث تكونت عينة الدراسـة من‬
‫تستغرق مدة بطالة شعبة العلوم المالية من ‪ 12‬يوما إلى شهر‬ ‫عينتين فرعيتين عدد عناصرها ‪ 137‬خريـجا وخريجة من‬
‫ونصف الشهر للدفعتين معا‪ ،‬ثم تخصص االقتصاد من ‪0.4‬‬ ‫جامعة فاس المغربية‪.‬‬
‫شهرا إلى ‪ 0.2‬شهرا‪ ،‬وفي االخير شعبة التخطيط بـ ‪ 7‬اشهر‪.‬‬ ‫وقد توصلت الدراسة إلى ان اهم الطرق المتبعة من‬
‫وتعد المبادرات الشخصية هي اال كـثر استخداما في الحصول‬ ‫قبل الخريجين للحصول على منصب شغل بالنسبة‬
‫على منصب عمل بـ ‪ ،%27‬اما العالقات الشخصية فكانت‬ ‫للمدمجين تتمثل في الوسائل المادية والعالقات الشخصية‬
‫بـنسبة ‪ ،%14‬بينما ال تمثل الخطوات المدنية سوى ‪%3.2‬‬ ‫واالتصاالت المباشرة‪ ،‬وهي طرق ذاتية تحكمها القرابة‬
‫(اإلعالنات بـ ‪ %2.37‬ومراجعة مكاتب التشغيل بـ ‪.)%0.12‬‬ ‫والزبونية والمحسوبية بنسبة ‪ ،%61‬مقابل الطرق‬
‫اما بالنسبة إلى الحراك بين مختلف القطاعات فقد‬ ‫الموضوعية (المقابالت‪ ،‬الخدمة المدنية‪ ،‬اإلعالنات) بنسبة‬
‫كان يتراوح بين ‪ 3‬و‪ 4‬سنوات بعد التخرج من الجامعة‪ ،‬وهذا‬ ‫‪.%31‬‬
‫نتاج للتراكم المعرفي والمهني الذي اكـتسبه الخريج بعد مدة‬ ‫وتحول بعض االسباب دون حصول الخريجين على‬
‫عمله في المنصب االول‪ ،‬حيث َغير ‪ %72‬من الخريجين‬ ‫العمل كنقص فرص الشغل‪ ،‬وافتقـار الخريج للمساندة‬
‫الموظفين في القطاع الصناعي مناصب عملهم للتوج ــه إلى‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪255‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫واالجتماعي لتفعيل برامج التكوين بما يتالءم ومتطلبات سوق‬ ‫قط ـ ــاع اخر‪ ،‬وتوجه ‪ %22‬نحو قطاع البناء واالشغال‬
‫العمل‪.‬‬ ‫العمومية‪ ،‬و‪ %66.7‬نحـ ــو قط ــاع الخدمـ ــات واإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة ميريا النقوش ‪ M. Langouche‬بعنوان‪:‬‬ ‫وترجع الدراسة اسباب ذلك إلى اكـتشاف منصب‬
‫‪Intégration du modèle d’insertion professionnelle du‬‬ ‫شغل افضل بـ ‪ ،%27‬والبحث على االفاق المستقبلية للمسار‬
‫‪trèfle chanceux a la logique de formation de la haute‬‬ ‫المهني بـ ‪ %41‬وهما يمثالن السبب الرئيسي لتغيير العمل‬
‫‪école‬‬ ‫‪EPHBC‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪un‬‬ ‫‪parcours‬‬ ‫‪pédagogique‬‬ ‫رغبة في تحقيق فرص افضل‪.‬‬
‫‪professionnalisant pour une meilleur employabilité‬‬ ‫‪ -‬دراسة لعلمي بوظرسة ‪ L. Bouderssa‬الموسومة‬
‫سنة (‪،14)0223‬انطلقت من تساؤل رئيسي هو لماذا اصبحت‬ ‫بـ‪La dimension Professionnelle De La Formation :‬‬
‫التربصات الميدانية التي يستفيد منها طلبة المدرسة العليا‬ ‫‪vue par les enseignants et les étudiants de fin de‬‬
‫(‪ )EPHBC‬على مدار الـ‪ 12‬اسبوعا داخل المؤسسات‪ ،‬في‬ ‫‪ cursus‬بجامعة قسنطينة سنة (‪ 13) 0226‬فقد كانت ثمرة‬
‫نظر معظم الطلبة هي مجرد نشاط مدرسي مكمل لعملية‬ ‫تعاون بين الباحث واالستاذ فريد بوبكر خبير بـ ‪Unicef‬‬
‫تقويم االنشطة السنوية يستوجب القيام بها للحصول عالمة‬ ‫وبتمويل من برنامج الدراسة حول تسير التعليم العالي في‬
‫تقديرية؟‬ ‫إفريقيا‪.‬‬
‫ولإلجابة على هذا التساؤل اقترح فريق من الباحثين‬ ‫تتمحور هذه الدراسة حول الصعوبات التي يواجهها‬
‫إدراج نموذج ‪ trèfle chanceux‬ضمن المسار التكويني في‬ ‫الطلبة المتخرجون من الجامعة الجزائرية‪ ،‬وذلك بإبراز احكام‬
‫عملية اإلدماج المهني لطلبة المدرسة العليا (‪،)EPHBC‬‬ ‫االساتذة‪ ،‬والطلبة حول التكوين المتبـع على مستوى الجامعة‬
‫بهدف تعزيز عملية تدريب الطلبة على البحث والتنقيب عن‬ ‫الجزائرية من زاويـة اإلدماج المهني‪ .‬وزعت استمارة على‬
‫شغل في سوق العمل واالستعداد لمواجهة الحياة المهنية‪.‬‬ ‫عينتين االولى مست‪ 111‬استاذا والثانية وجهت لـ ‪ 432‬طالبا‬
‫وقد اظهرت الدراسة انه بعد إدراج هذا النموذج ضمن‬ ‫وطالبـة من المقبلين على التخرج‪ .‬كشفت النتـائج عن وجود‬
‫المسار التكويني للمدرسة لوحظ ما ياتي‪:‬‬ ‫تعارض بين تصورات االساتذة والطلبة حول طبيعة التكوين‬
‫‪ ‬على مستوى المؤسساتي‪:‬‬ ‫المقدم فيما يتعلق بالبعد المهني للتكوين‪ ،‬فاالساتذة يرون ان‬
‫سيادة التفكير االستراتيجي لإلدماج‪ ،‬وتطور تنسيقية‬ ‫التكوين فعال ‪ %66‬ويسمح بالدخول إلى سوق العمل‬
‫خلية تربص‪/‬شغل إلى خلية لإلدماج مدمجة ضمن خلية‬ ‫بسهولة ‪ ،%22‬غير ان توافق برامج التكوين مع الشغل يعتبر‬
‫التواصل الخارجي‪ ،‬واصبح المسار المهني يتحدد وفق الهدف‬ ‫ضعيفا بنسبة ‪ % 44‬وهذا حسبهم يعود إلى انعدام التنسيق‬
‫الذي يضعه كل طالب‪.‬‬ ‫بين القطاعين بـ ‪ ،%32‬والبعد النظري واال كاديمي للتكوين‬
‫‪ ‬على مستوى الفريق البيداغوجي‪:‬‬ ‫بـ ‪.%02‬‬
‫‪-‬اصبح للتكوين مرجعية مشتركة ساهمت في تنشيط‬ ‫اما نسبة ‪ %42‬من الطلبة فترى ان التكوين المقدم‬
‫مختلف خاليا التربصات‪ ،‬واصبح التفكير الجماعي هو السائد‬ ‫فهو ذو فعالية قليلة وال يعزز قابليتهم للتشغيل‪ ،‬وال يمنحهم‬
‫مما شجع على تبادل الممارسات اإليجابية‪.‬‬ ‫تصورا واضحا ودقيقا حول مشاريعهم المهنية المستقبلية‪،‬‬
‫‪ -‬تطور المشاريع ونجاح التجارب وتعبئة الفرق يؤكد‬ ‫حيث تتوقع نسبة ‪ %67‬فقط بعد نهاية التكوين الجامعي‬
‫على واقعية وسائل اإلدماج التي طبقت‪.‬‬ ‫التوجه إلى سوق العمل واما ‪ %33‬فيخططون لاللتحاق‬
‫‪-‬اصبحت المشاريع اكـثر وضوحا‪ ،‬وتحسنت مراقبة‬ ‫بقطاع التعليم‪ ،‬وهذا بسبب محدودية التشغيل في القطاعات‬
‫المتربصين من قبل االساتذة‪.‬‬ ‫االخرى‪ ،‬وهو ما يطرح تساؤال حول إمكانية انعدام المعلومات‬
‫‪ ‬على مستوى الطلبة‪:‬‬ ‫حول سوق العمل وضعف المؤهالت لديهم‪ .‬اما االندماج في‬
‫‪ -‬ساهمت في تفعيل عملية البحث على التربصات‬ ‫سوق العمل فـ ‪ %47‬يرون انه صعب بـ و‪ 32%‬يرونه صعبا‬
‫والشروع فيها منذ نهاية السنة الثانية من التكوين‪.‬‬ ‫جدا‪.‬‬
‫‪-‬تغير السيرورة اإلدارية للتربصات زاد في مستوى‬ ‫وانطالقا من هذه النتائج اوصت الدراسة بضرورة فتح‬
‫الوعي واالستقاللية حيث اصبح الطالب مسؤوال عن ملفه‬ ‫باب الحوار والنقاش بين الجامعة‪ ،‬ومحيطها االقتصادي‬
‫مباشرة‪ ،‬واكـثر نشاطا في البحث عن تربص‪.‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪252‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫اوليفي قاالن (‪ ،)Olivier Galland‬بينما تركز نظرة جوزي روز‬ ‫‪ -‬انضباط الطلبة اثناء الحصص والتزامهم بالحضور‬
‫(‪ )José Rose‬على سياسات واستراتيجيات المؤسسات‬ ‫مرة واحدة كل شهر إلى المدرسة‪ ،‬في إطار المرافقة لتبادل‬
‫والدولة إطارا لإلدماج المهني‪ ،‬وقد اعتبر ميشال فرنيــي‬ ‫الخبرة بحضور اساتذتهم‪ ،‬وفي نهاية التربص يتم يعد تقرير‬
‫(‪ )M.Vernières‬في تحليله بان اإلدماج المهني مرتبط‬ ‫حول التربص يعرض على لجنة متعددة التخصصات‪.‬‬
‫بالمستخدمين وفي انماط تسييرهم لليد العاملة‪ ،‬وفي عالقة‬ ‫‪-2‬المقاربة النظرية لدراسة االدماج المهني‬
‫الشخص بالعمل‪ .‬فيما يشير البعض االخر ( ‪JeanVincens et‬‬
‫يعتبر البحث في مجاالت اإلدماج المهني في نظر‬
‫‪ )Claude Trottier&autres‬إلى ان اإلدماج المهني سيرورة‬
‫العديد من الباحثين ميدانا في طور البناء يتسم بتنوع‬
‫للبناء الشخصي واالجتماعي سواء عند محاولة الفرد تجسيد‬
‫مفاهيمي كبير‪،‬ما جعله يفتقد إلى مفهوم واضـح وقاعدة نظرية‬
‫مشروعه الشخصي في الحياة‪ ،‬او عند محـاولته توضيح بعديه‬
‫قوية بالـرغم من استناده على العديد من التصـورات النظريـة‬
‫الهيكلي والفردي بحسب مقاربة ( ‪N-Drancourt, R-Berger‬‬
‫االقتصـادية والسوسيولوجيـة‪ ،‬والسيكوسوسيولوجية‪ ،‬غير ان‬
‫‪.16 )et C. Dubar‬‬
‫كـثرة المفاهيم وانتشار النظريات حول اإلدماج المهني رافقته‬
‫ويمكننا القول إن تحليل وسير اإلدماج المهني وفق‬
‫صعوبات في تحديد موضوعه وحدود بدايته ونهايته‪.‬‬
‫مختلف هذه المقاربات ينتظم حول مصدرين اساسيين‪ :‬االول‬
‫في الواقع هناك عدة محاوالت لتاسيس إطار نظري‬
‫ينطلق من السياسات المنتهجة عن طريق اليات القطاعات‬
‫حول اإلدماج المهني غير ان هناك شبه توافق لدى العديد من‬
‫العمومية او الخاصة‪ ،‬والتي تهدف إلى إحداث اإلدماج ومعرفة‬
‫الباحثين ‪-‬كما سبقت اإلشارة إليه في التعاريف السابقة ‪-‬على‬
‫وظيفته‪ ،‬بمعنى انه يستدعي استراتيجيات سياسية‪،‬‬
‫ان هذه المحاوالت لم تكن تستند إلى تفكير معمق‪ ،‬وتفتقد‬
‫واقتصادية‪ ،‬واجتماعية ستستخدمها الجماعة لمواجهة إقصاء‬
‫إلى تحديد دقيق للمفاهيم المستعملة حول هذا المفهوم‪،‬‬
‫بعض اعضائها ممن يعانون من هشاشة كبيرة‪ ،‬هذه الطريقة‬
‫واسباب ذلك حسبهم تعود إلى امرين اثنين‪:‬‬
‫تهدف انطالقا من دراسة هذه السياسـات إلى فهم اليات‬
‫‪ -‬السبب االول‪ :‬الحداثة النسبية لمجاالت البحث‬
‫اإلدماج والعناصر التي تحتويها‪ ،‬وكذا سيـاسات اإلدماج‬
‫حول اإلدماج المهني (فترة السبعينيات) والصعوبات التي‬
‫واالشخاص المطبقين لها‪ ،‬باعتبارها تمثل نقطة انطالق اي‬
‫اخذت تواجهها فائت المجتمع النشطة ال سيما حاملو‬
‫تحليل لمفهوم اإلدماج المهني‪ ،‬بينما ياتي الفرد المدمج في‬
‫الشهادات في إيجاد منصب عمل‪ ،‬وكذا الحاجة إلى إعادة‬
‫نظر اصحاب هذا االتجاه كاولوية ثانية‪ .‬ومن هنا فإن البرامج‬
‫تخطيط وتسيير المنظومة التربوية وفق التغيرات المتسارعة‬
‫المعروضة هي محور ومركز التحليل وتساهم في شرح اسباب‬
‫في اجهزة اإلنتاج‪ ،‬ونتيجة لذلك تشكل حقل لدراسة اإلدماج‬
‫نجاح او فشل الفرد في تحضير عملية إدماجه‪.‬‬
‫المهني يرتكز على بحث إشكالية العالقة بين التعليم‬
‫اما المصدر الثاني‪ :‬فيستند على االعمال النظرية لعلم‬
‫والتشغيل‪ ،‬يتسع فيما بعد ليشمل مجاالت ومواضيع اخرى‬
‫االجتماع وعلم النفس االجتماعي التي تستخدم مفاهيم مثل‬
‫مثل التخطيط التربوي‪ ،‬والتكوين المستمر‪ ،‬والتاهيل‪،‬‬
‫الجمعنة (المجتمعية) واالندماج والمسار‪...‬الخ‪ .‬لتشكيل‬
‫واإلدماج المهني‪.12‬‬
‫مفهوم علمي لإلدماج قادر على رد االعتبار لكل عمل يقوم به‬
‫‪ -‬السبب الثاني‪ :‬يتمثل في اتساع اإلطار النظري‬
‫الفرد تجاه ذاته يمكنه من تحقيق إدماجه‪ .‬ويعتبر ان وعي‬
‫والمفاهيمي حول هذا المفهوم الذي شكل مجاال تتقاطع حوله‬
‫الفرد والقرارات التي يتخذها هما المحركين االساسيين لجميع‬
‫العديــد من العل ـ ــوم‬
‫تصرفاته من اجل محاولة تحسين وضعه اليومي‪.‬‬
‫والمقاربات النظرية‪ ،‬وهو ما جعل التفكير حول‬
‫كال المقاربتين تشرحان الية اإلدماج ضمن إطار‬
‫اإلدماج المهني موضوع العديد من العلوم (االجتماع‪،‬‬
‫تكاملي‪ ،‬لكونها من جهة تعتبر مجموعة من اال ليات الخاصة‬
‫االقتصاد‪ ،‬علم النفس‪ ،‬تسيير الموارد البشرية‪ ،‬التربية‪،‬‬
‫للتسيير الجماعي للمشكالت االجتماعية‪ ،‬ومن جهة اخرى‬
‫الشباب‪ ،‬الشغل‪ ،)...‬حيث ركزت نظرياتها حول إشكالية‬
‫محاولة إليجاد وضع يسهل للفرد انخراطه في منظومة المعايير‬
‫التعليم وتحليل سوق العمل‪ ،‬او العالقة بين التعليم‬
‫الوظيفية لتجعله جاهزا لالستجابة للمتطلبات الضرورية لسوق‬
‫والشغل‪ ،‬فهناك من المقاربات ما اعتبره سيرورة‬
‫العمل‪.17‬‬
‫ترتبط بنماذج الدخول إلى حياة الرشد او البلوغ بحسب‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪253‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫‪ 22‬المؤرخ في ‪ 4‬افريل‪ 1222‬المتضمن القانون التوجيهي‬ ‫‪-7‬العناصر الفاعلة في عملية االدماج المهني‬
‫للتعليم العالي المتمم والمعدل من خالل‪:‬‬ ‫لخريجي التعليم العالي في الجزائر‬
‫‪ -‬تفعيل التربصات الميدانية في الوسط المهني‬ ‫تختلف دراسات الباحثين في تحديد العناصر الفاعلة‬
‫واالنفتاح على عالم الشغل باعتبارها عنصر اساسيا لمخطط‬ ‫في اإلدماج المهني لفئة حاملي الشهادات الجامعية خصوصا‪،‬‬
‫التكوين ال ينفصل عن المسار البيداغوجي‪ ،‬والتي تم إثراءها‬ ‫وذلك بحسـب طبيعة وخصوصية البيئة االقتصادية‬
‫وتفعيلها بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 326-13‬المؤرخ في‬ ‫واالجتماعية والتوجهات السياسية لكل بلد‪ .‬فمنهم من ينطلق‬
‫‪ 31‬اوت ‪ 0213‬يتضمن التربصات الميدانية وفي الوسط‬ ‫من نظرة اجتماعية إلشكالية اإلدماج المهني وهم بذلك‬
‫المهني للطلبة‪.‬‬ ‫يعتبرون اإلدماج المهني من مهام الدولة باعتبارها المالكة‬
‫‪ -‬إدراج برامج للمرافقة (‪ )TUTORAT‬وهي التي‬ ‫لوسائل التكوين والتشغيل‪ ،‬وتقع على عاتقها مسؤولية ضمان‬
‫تعتبر الية لالستقبال والتوجيه‪ ،‬والمساندة موجهة لمساعدة‬ ‫اإلدماج المهني لمخرجات التعليم العالي‪ ،‬بينما النظرة‬
‫الطالب في اكـتشاف قدراته ومهاراته‪ ،‬واختيار المسار الدراسي‬ ‫االقتصادية ترى ان مسؤولية اإلدماج تكمن في العالقة بين‬
‫الذي يوافق هذه الخصائص قصد تحسين حظوظه في بناء‬ ‫الجامعة وسوق العمل (المؤسسات العمومية واالقتصادية )‪،‬‬
‫مشروعه المهني المستقبلي وإنجاحه‪ ،‬انطالقا من تحويل فكرة‬ ‫اما التوجه الحديث لمسالة اإلدماج المهني في ظل التغيرات‬
‫الطالب عن الجامعة من اداة للتوظيف إلى اداة لخلق فرص‬ ‫االقتصـادية واالجتماعية والتكنولوجية فيرى ان اإلدماج‬
‫العمل‪.02‬‬ ‫المهني هو عملية تشاركية وتفاعلية بين جميع هذه العناصر‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل منظومة البحث العلمي وإعادة بعث حركيته‪،‬‬ ‫‪-1-7‬المؤسسة الجامعية‬
‫وقد تجسدت هذه الحركية من خالل القانون رقم ‪11/23‬‬ ‫تمارس الجامعة دورا حاسما في تطور المجتمع‬
‫المؤرخ في ‪ 00‬اوت ‪ 1223‬والقاضي بإقرار البحث العلمي‬ ‫وتقدمه‪ ،‬وفي تنمية اإلنسان المؤهل شخصيا وعلميا ومهاريا‪،‬‬
‫والتطوير التكنولوجي ضمن اهتمامات الدولة بالبحث‬ ‫القادر على التعامل مع المتطلبات المتغيرة لمفاهيم العمل‬
‫العلمي‪ ،‬حيث تم تفعيله بإطالق برامج لمشاريع البحث‬ ‫وبيائته التي تتميز بسرعة التغير وتنوع المهارات التي يجب ان‬
‫الوطنية (‪ )PNR‬لتجيب عن قضايا مطروحة في الميادين‬ ‫تتوافر عند الخريجين والباحثين عن العمل الول مرة لتيسير‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية وغيرها تؤسس لشراكة فعلية‬ ‫عملية إدماجهم مهنيا‪.13‬‬
‫مع المؤسسات االقتصادية والمجتمع المدني‪ ،‬مما سيسمح لها‬ ‫غير ان المفهوم الكالسيكي والشامل للجامعة في‬
‫بتوطيد صلتها اكـثر بسوق العمل‪.01‬‬ ‫الجزائر قد ادى إلى تنظيم متجزئ للمعرفة بين التخصصات‬
‫‪ -‬التوجه نحو إبرام اتفاقيات شراكة بين وزارة التعليم‬ ‫والشعب العامة او االساسية‪ ،‬جعل المحتويات والبرامج‬
‫العالي والبحث العلمي‪ ،‬وعدد من المؤسسات والهيائت‬ ‫الجامعية ذات مرجعية علمية منفصلة عن االوساط المهنية‪،‬‬
‫العمومية المعنية بتشغيل الشباب‪ ،‬وتوفير فرص العمل‬ ‫وهو ما تسبب في عجز نظام التعليم العالي الكالسيكي عن‬
‫لحاملي الشهادات الجامعية‪ ،‬من خاللها يتم تاسيس مجمع‬ ‫االستجابة بفعالية للتحديات الكبرى التي يشهدها العالم‪.‬‬
‫شراكة بين المؤسسات الجامعية للتكوين ومؤسسات البحث‬ ‫ولتصحيح هذا المسـار واالندماج سريعا ضمن هذه‬
‫من جهة‪ ،‬والهيائت االجتماعية واالقتصادية لمختلف‬ ‫السيرورة عملت الجزائر على إحداث إصـالح شامل وعميق‬
‫القطاعات المهنية من جهة اخرى‪ .‬وبموجب هذه االتفاقية‬ ‫للتعليم العالي‪ ،‬وذلك بتبني نظام جديد للتكوين الجامعي‬
‫تحظى كل المؤسسات المعنية باالتفاقية بمقرات على مستوى‬ ‫(ل‪-‬م‪-‬د)‪ ،‬تنتقل منه الجامعة من مجرد مؤسسة للتعليم‬
‫الجامعات ومراكز البحث‪ ،‬لتقديم الدعم المادي والتقني‬ ‫العالي إلى شريك مهم في صناعة التنمية المستدامة للبالد‪،‬‬
‫الصحاب المشاريع من خريجي الجامعات‪ ،‬وقد بدا يتجسد‬ ‫ومن منطق التكوين في الشعبة إلى منطق المسار بوضع‬
‫هذا التوجه بإنشاء "دار المقاوالتية" ببعض الجامعات‪.‬‬ ‫التكوين والمشروع المهني للطالب الجامعي محور هذا النظام‬
‫‪ -‬إبرام اتفاقية مع الوكالة الوطنية للتشغيل لفتح‬ ‫الجديد‪.12‬‬
‫مكاتب للتشغيل بالجامعات تسمح بتفادي فترة البطالة‬ ‫وقد تبلور هذا الدور الجديد للجامعة من خالل‬
‫وطول االنتظار التي يقضيها الطالب مباشرة بعد تخرجه من‬ ‫المراسيم التنظيمية التي تدعم توجه الجامعة نحو سوق العمل‬
‫الجامعة‪ ،‬وفي إلمام الطالب الجامعي المتخرج حديثا‬ ‫وجعلها اكـثر انفتاحا على المهن الجديدة خاصة القانون ‪-22‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪259‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫‪ ‬التدريب الميداني في مناصب العمل على امتالك‬ ‫بمعطيات عالم الشغل واليات الحصول على وظيفة تتجاوب‬
‫المهارات االساسية للعمل‪.‬‬ ‫مع مؤهالته وتطلعاته‪ ،‬انطالقا من قاعدة البيانات التي توفرها‬
‫‪ -‬تطوير المبادرات الفردية للمنتسبين إليها في إطار‬ ‫هذه المكاتب بمختلف مناصب الشغل المتوفرة سواء في‬
‫هذه البرامج كاساس إلقامة مشاريعهم الخاصة واالعتماد على‬ ‫القطاع العمومي ام الخاص في مختلف المجاالت المهنية مما‬
‫النفس‪.‬‬ ‫يسمح بتوجيه الطالب مباشرة إلى المؤسسة المعنية‪ ،‬وهو ما‬
‫‪-4-7‬الجماعات المحلية‬ ‫ستساهم به هذه المكاتب حتى قبل تخرج الطلبة بفتح افاق‬
‫تعتبر الجماعات المحلية في الجزائر االداة التي تعتمد‬ ‫مهنية‪ ،‬وربطهم بعالم الشغل بتوجيهه وتاطيره‪.‬‬
‫عليها الدولة في تنفيذ سياساتها الوطنية المتعلقة بالشغل‬ ‫‪-0-7‬خريج التعليم العالي‬
‫وترقيته‪ ،‬ولهذا نجدها توليها اهمية كبيرة من خالل مختلف‬ ‫تسود لدى معظم الشباب الجزائري الملتحق حديثا‬
‫القوانين والبرامج المعدة في هذا اإلطار خاصة في السنوات‬ ‫بالجامعة ثقافة تقوم على الفصل بين العلم والعمل‪ ،‬حيث ال‬
‫االخيرة‪ ،‬حيث تعتمد هذه اإلستراتجية الجديدة على تنمية‬ ‫يشرع في البحث عن العمل والتخطيط له إال بعد نهاية مرحلة‬
‫االستثمارات المحلية‪ ،‬بحيث تساهم فيها المجموعات المحلية‬ ‫التعليم العالي‪ ،‬وهذا التصور عززته شيائ ما الرعاية والحماية‬
‫لتوظيف الطاقات البشرية والمالية‪ ،‬ودعم المشاريع المختلفة‬ ‫االسرية التي يتمتع بها الجامعي‪.‬‬
‫من اجل النهوض بمختلف القطاعات الحيوية على المستوى‬ ‫في حين تعتبر التوجهات الحديثة للتكوين الجامعي‬
‫المحلي (الحرف‪ ،‬والسياحة‪ ،‬والبيئة والمحيط‪ ،)....‬الشيء‬ ‫ان الخريج الجامعي في ظل هذه االوضاع هو مهندس إدماجه‪،‬‬
‫الذي سيساعد على وضع قواعد اقتصادية جديدة في مجال‬ ‫انطالقا من تجسيد مشروعه الشخصي والمهني‪ ،‬الذي يسمح‬
‫االستثمارات االقتصادية لدى كـثير من المؤسسات الصغيرة‬ ‫له باكـتساب معرفة جيدة للمهن وتخصصاتها واالستعدادات‬
‫والمتوسطة‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬ ‫الشخصية التي تتطلبها‪ ،‬وتملك الكـفاءات االساسية‬
‫‪ -‬تنشيط البيئة االقتصادية المحلية بجلب‬ ‫والمفتاحية الذي يتطلبها سوق العمل المعاصر من خالل ما‬
‫االستثمارات المولدة لمناصب الشغل‪.‬‬ ‫يتعلمه بالجامعة‪.‬‬
‫‪ -‬تحفيز المؤسسات المحلية على خلق مناصب شغل‪.‬‬ ‫‪-3-7‬المؤسسات المستخدمة (االدارية واالقتصادية)‬
‫‪ -‬دعم وتنمية المبادرة المقاوالتية كحل بديل للنسيج‬ ‫لقد كان لمخططات اإلنعاش االقتصادي التي سخرت‬
‫االقتصادي الذي اصبح عاجزا عن تلبية حاجيات الشغل‪.‬‬ ‫لها ميزانيات مالية ضخمة دور مهم في تحسين البنية التحتية‬
‫‪ -‬توفير الوعاء العقاري قصد تهيئة بنيات استقبالية‬ ‫للبالد‪ ،‬ومن هنا اصبح االعتماد على المؤسسات اإلدارية‬
‫لالنشطة الصناعية‪ ،‬والسياحية المولدة لفرص الشغل‪.‬‬ ‫واالقتصادية في توليد مناصب الشغل‪ ،‬ومواجهة البطالة‬
‫‪-3‬االجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫االولوية االولى لسياسة التشغيل الوطنية بدءا باالستقرار‬
‫المالي لهذه المؤسسات‪ ،‬وتحريرها من مختلف الضغوطات‬
‫‪-1-3‬مجتمع الدراسة‬
‫اإلدارية والقانونية بسن تشريعات جديدة‪ ،‬تحدد طبيعة‬
‫تكون مجتمع الدراسة من جميع المستشارين في‬
‫المهام التي اسندت إليها في إطار السياسة العامة للدولة‪،‬‬
‫التشغيل المشرفين على جهاز المساعدة على اإلدماج المهني‬
‫حيث اصبحت بمقتضاها هذه المؤسسات عنصرا فعاال في‬
‫ضمن الوكالة المحلية للتشغيل لوالية ميلة خالل السنة‬
‫عملية اإلدماج المهني من خالل‪:‬‬
‫‪ ،0214/0213‬وقد بلغ عددهم ‪ 30‬مستشارا في التشغيل‪.‬‬
‫‪ -‬التفاعل االيجابي والتنسيق مع مختلف البرامج‬
‫‪-0-3‬عينة الدراسة‬
‫الوطنية للتشغيل‪ ،‬ومرافقة خريجي التعليم العالي المنصبين‬
‫تكونت من جميع افراد مجتمع الدراسة‪ ،‬اي‪30‬‬
‫في إطار برامج اإلدماج المهني وذلك بـ‪:‬‬
‫مستشارا في التشغيل وقد تم اختيار افرادها بطريقة قصدية‪،‬‬
‫‪ ‬تنمية القدرات والمهارات التي يتطلبها سوق‬
‫ولكن استجاب منهم ‪02‬مستشارا‪ ،‬ويمثل هذا العدد ما نسبته‬
‫العمل حتى يمكن خلق فرص عمل لهم‪.‬‬
‫‪ %73‬تقريبا من افراد مجتمع الدراسة‪ ،‬وتوزعوا حسب‬
‫‪ ‬تمكينهم من ربط عالقات مهنية داخل وخارج‬
‫المتغيرات التصنيفية للدراسة (الجنس‪ ،‬سنوات الخبرة‬
‫المؤسسات المنصبين فيها‪.‬‬
‫المهنية‪ ،‬المؤهل العلمي) كما هو موضح في الجدول رقم (‪.)0‬‬
‫‪ ‬توعيتهم بثقافة العمل ومفهومه وتنظيمه‪.‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪251‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫(‪ )22‬فقرات تمحورت حول الكـفاءات االساسية للعمل‪،‬‬ ‫‪-3-3‬اداة الدراسة‬


‫والتصورات تجاه اإلدماج المهني‪ ،‬واالستعداد للعمل‪ ،‬والوعي‬ ‫تم إعداد اداة الدراسة اعتماد على مراجعة ادبيات‬
‫المهني‪.‬‬ ‫الدراسة والدراسات السابقة ذات الصلة بهذا الموضوع وتكون‬
‫‪-4-3‬صدق االداة وثباتها‬ ‫هذا االستبيان في شكله النهائي من قسمين‪ ،‬يتضمن القسم‬
‫عرضت االداة في صورتها االولية على اربعة (‪)24‬‬ ‫االول البيانات الشخصية الفراد العينة‪ ،‬اما القسم الثاني‬
‫محكمين من المتخصصين في مجال علم االجتماع‪ ،‬وعلم‬ ‫فيشتمل على المحاور الرئيسة للدراسة‪ ،‬وقد تكونت من(‪)06‬‬
‫النفس تخصص تنظيم وعمل من جامعتي سطيف وقسنطينة‪.‬‬ ‫فقرة‪ ،‬حيث تم اعتماد قياس االتجاه ليكارت لإلجابة عن كل‬
‫وثالثة (‪ )23‬مستشارين في التشغيل من ذوي الخبرة في‬ ‫منها‪ ،‬وصنفت تلك الفقرات في اربعة مجاالت هي‪:‬‬
‫برامج اإلدماج المهني‪ ،‬من اجل تحكيمها لمعرفة مدى‬ ‫‪ ‬العوامل المرتبطة بالهيكلة التنظيمية لمرافق‬
‫مالءمتها لقياس معوقات اإلدماج المهني‪ ،‬وكذلك مدى‬ ‫التشغيل واشتملت على تسع (‪ )22‬فقرات تمحورت حول‬
‫وضوحها‪ ،‬وتوافق صياغتها اللغوية‪ ،‬ومدى دقتها في قياس ما‬ ‫مجوعة من المؤشرات هي‪ :‬الوسائل المادية للعمل‪ ،‬وتاهيل‬
‫وضعت لقياسه‪ ،‬وفي ضوء مالحظات المحكمين تم استبعاد‬ ‫الموظفين‪ ،‬وظروف العمل‪ ،‬والتكوين‪ ،‬وتنظيم مهام العمل‪.‬‬
‫ثالث عبارات اتفق معظم المحكمين على عدم صالحيتها او‬ ‫‪ ‬العوامل المرتبطة بالتحوالت االقتصادية في‬
‫تداخل مضمونها‪.‬‬ ‫منظومة الشغل المحلية وسياسات التشغيل بالمؤسسات‬
‫كما تم التحقق من ثبات اداة الدراسة باستخراج‬ ‫المستخدمة واشتمل على سبع (‪ )27‬فقرات تمحورت حول‬
‫معامالت االتساق الداخلي باستخدام معادلة الفا كرونباخ لكل‬ ‫إدارة سوق العمل‪ ،‬والبيئة االقتصادية المحلية‪ ،‬ومنظومة‬
‫بعد من ابعاد المقياس‪ ،‬وللمقياس ككل‪ ،‬وقد تراوحت قيم‬ ‫الشغل‪ ،‬وسياسات التشغيل للمؤسسات المستخدمة‪.‬‬
‫معامالت الثبات بين (‪ ،)2.32-2.72‬وهي قيم علمية مقبولة‬ ‫‪ ‬العوامل المرتبطة بالسياسات المطبقة من قبل‬
‫الغراض البحث العلمي اعتمادا على المعيار الذي وضعه‬ ‫المؤسسة الجامعية‪ ،‬وقد اشتملت على ست (‪ )26‬فقرات‬
‫نونالي وبرننيستين‪ ،00‬باعتبار ان اي معامل ثبات يجب ان‬ ‫تمحورت حول برامج التكوين الجامعية‪ ،‬وتزايد عدد‬
‫يكون اكبر او يساوي (‪ )2.72‬مما يجعل هذا المقياس قابال‬ ‫الخريجين‪ ،‬واإلعالم والتوجيه المهني‪ ،‬والمسارات المهنية‪.‬‬
‫لالستخدام الغراض هذه الدراسة‪ ،‬وتظهر معامالت الثبات في‬ ‫‪ ‬العوامل المرتبطة بالخصائص الشخصية لطالبي‬
‫الجدول رقم(‪.)1‬‬ ‫الشغل من خريجي التعليم العالي‪ ،‬واشتملت على خمس‬
‫الجدول (‪ )1‬قيم معاملت الثبات ال لفا كرونباخ‬
‫معامل الثبات (‪)α‬‬ ‫عدد الفقرات‬ ‫المجال‬
‫‪2.72‬‬ ‫‪3‬‬
‫عوامل مرتبطة بالهيكلة التنظيمية الحالية لمرافق التشغيل‪.‬‬
‫‪2.70‬‬ ‫‪7‬‬
‫عوامل مرتبطة بالتحوالت االقتصادية في منظومة الشغل المحلية وسياسات التشغيل بالمؤسسات‬
‫المستخدمة‪.‬‬
‫تبطة بالسياسات المطبقة من طرف المؤسسة الجامعية‪.‬‬ ‫عوامل مر‬
‫‪2.73‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪2.32‬‬ ‫‪2‬‬
‫عوامل مرتبطة بالخصائص الشخصية لطالبي الشغل من خريجي التعليم العالي‪.‬‬
‫‪2.76‬‬ ‫‪06‬‬ ‫الكلي‬

‫المصدر‪ :‬إعداد شخصي‬


‫‪-2-3‬اجراءات الدراسة الميدانية‬
‫اداة الدراسة وزعت من قبل الباحث على افراد العينة من المستشارين في التشغيل المشرفين على جهاز المساعدة على‬
‫اإلدماج المهني (‪ )DAIP‬لوالية ميلة‪ ،‬خالل شهر جويلية ‪.0214‬‬
‫‪-2‬عرض وتحليل نتائج الدراسة‬
‫‪-1-2‬عرض وتحليل النتائج المتعلقة بالمتغيرات الديموغرافية لعينة الدراسة‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪251‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫الجدول (‪ )0‬توزيع افراد العينة حسب متغيرات الجنس والخبرة المهنية والمؤهل العلمي والتخصص‪.‬‬
‫التخصص‬ ‫المؤهل‬ ‫الخبرة المهنية‬
‫علوم‬ ‫علوم‬ ‫ع إدارية‬ ‫علم‬ ‫علم‬ ‫العلمي‬ ‫الجنس‬
‫سياسية‬ ‫اقتصادية‬ ‫وقانونية‬ ‫النفس‬ ‫اجتماع‬ ‫‪ 7‬سنوات فما فوق‬ ‫من‪ 3‬سنوات إلى ‪ 6‬سنوات‬ ‫اقل من ‪ 3‬سنوات‬

‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ليسانس‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪01‬‬ ‫ذكر‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ليسانس‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫انثى‬
‫المصدر‪ :‬إعداد شخصي‬
‫إن من بين االهداف الرئيسية إلصالح منظومة التشغيل في الجزائر هو تمكين مصالح التشغيل من تحسين ادائها‬
‫ومردودها‪ ،‬من خالل إعادة تنظيم مهامها وتدعيمها بكـفاءات متخصصة‪ ،‬لضمان تاطير مالئم لطالبي الشغل بما يتناسب واالوضاع‬
‫الجديدة التي افرزتها التحوالت المعرفية والتكنولوجية لسوق العمل‪ ،03‬وفي هذا الشان اوكلت مهمة اإلشراف على هذه البرامج‬
‫الصحاب المؤهالت العلمية العالية بدرجة ليسانس فما فوق‪ ،‬في تخصصات ذات صلة بالخدمات الجديدة لمصالح التشغيل (‬
‫التسجيل‪ ،‬واإلعالم والتوجيه‪ ،‬والمتابعة ودراسة سوق العمل‪ ،)....‬وهو ما جعل معظم المستشارين حديثي الخبرة‪ ،‬حيث ال‬
‫تتعدى خبرتهم الـ ‪ 27‬سنوات‪.‬‬
‫‪-0-2‬عرض وتحليل النتائج المتعلقة بالسؤال االول‪ :‬هل تشكل الهيكلة التنظيمية الحالية لمرافق التشغيل عائقا لعملية‬
‫االدماج المهني؟‬
‫لإلجابة على هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى اإلعاقة من وجهة نظر‬
‫المستشارين في التشغيل للفقرات المتعلقة بالمجال االول‪ ،‬والجدول رقم (‪ )3‬يوضح نتائج السؤال‪.‬‬
‫الرتبة في مستوى‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارات‬
‫المجال االعاقة‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫ضعيف‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫عدم توفر الوسائل المادية السيما تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫ضعيف‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1.21‬‬ ‫‪1.26‬‬ ‫قلة الموظفين المؤهلين للتكـفل بفئة طالبي الشغل من خريجي التعليم العالي‪.‬‬ ‫‪0‬‬
‫ضعيف‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪0.04‬‬ ‫عدم جاهزية المرافق المخصصة لبرنامج(‪.)CID‬‬ ‫‪3‬‬
‫النقص في الية التكوين المستمر للمشرفين على برنامج (‪)CID‬كاداة هامة لتطوير‬
‫متوسط‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1.02‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪4‬‬
‫كـفاءاتهم‪.‬‬
‫تعدد مهام العاملين في إطار برامج التشغيل يحول دون متابعة خريجي التعليم‬
‫متوسط‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.62‬‬ ‫العالي في مناصب عملهم‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫كـثرة برامج التشغيل قلل من نجاعة المشرفين على برنامج (‪ )CID‬في تعبئة‬
‫ضعيف‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1.13‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪6‬‬
‫المؤسسات المعنية باإلدماج المهني‪.‬‬
‫افتقار برنامج (‪ )CID‬لقاعدة بيانات دقيقة حول عروض الشغل الموجهة لخريجي‬
‫متوسط‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪3.30‬‬ ‫‪7‬‬
‫التعليم العالي في سوق العمل‪.‬‬
‫افتقاد برنامج (‪)CID‬لتصور استراتيجي لتسيير التدفقات المتزايدة لمخرجات التعليم‬
‫متوسط‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1.32‬‬ ‫‪3.04‬‬ ‫‪3‬‬
‫العالي‪.‬‬
‫متوسط‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2.71‬‬ ‫‪0.23‬‬ ‫الكلي‬

‫المصدر‪ :‬إعداد شخصي‬


‫خريجي التعليم العالي" بـ (‪،)1.96‬نالحظ ان معظم الفقرات‬ ‫يتبين من الجدول رقم(‪ )3‬ان العوامل المرتبطة‬
‫كانت متوسطاتها اقل من الدرجة (‪ ،)3‬وهذا يعطي مؤشرا على‬ ‫بالهيكلة التنظيمية لمكاتب التشغيل كانت متوسطة بشكل‬
‫ضعف عامل الهيكلة التنظيمية لمكاتب التشغيل بوصفه‬ ‫عام‪ ،‬حيث بلغت قيمة المتوسط الحسابي الكلي لهذا البعد‬
‫عائـقا لإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي في سوق العمل‪.‬‬ ‫(‪ )2.53‬واالنحراف المعياري (‪ ،)2.71‬ويبين الجدول ان اعلى‬
‫هذا يدل على الجهود التي بذلتها السلطات العمومية‬ ‫متوسط كان للفقرة "بافتقار مكاتب التشغيل لقاعدة بيانات‬
‫من اجل إصالح وعصرنة تسيير المرفق العمومي للتشغيل‪،‬‬ ‫دقيقة حول عروض الشغل الموجهة لخريجي التعليم العالي‬
‫بتدعيمه بموارد بشرية مؤهلة من حاملي شهادات التعليم‬ ‫في سوق العمل" بـ(‪ ،)3.32‬بينما كان ادنى متوسط للفقرة «‬
‫العالي‪ ،‬في تخصصات تتوافق والمهام الجديدة الموكلة لهذا‬ ‫قلة الموظفين المؤهلين للتكـفل بفئة طالبي الشغل من‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪251‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫التي تشهد إقباال كبيرا لطالبي الشغل‪ ،‬إلى جانب بعض‬ ‫المرفق‪ ،‬إلى جانب تشبيك جميع مصالحه وطنيا وجهويا‬
‫المعوقات االخرى التي ال تقل اهمية عن سابقتيها‪ ،‬مثل نقص‬ ‫ومحليا‪ ،‬وهو ما يمكنه من وضع نظام معلوماتي وإعالمي‬
‫التكوين المستمر وتعدد المهام وكـثرة البرامج وانعدام‬ ‫حديث‪ ،‬من شانه السماح لطالبي الشغل بتلقي كافة‬
‫البيانات‪ ،‬فيمكن رد كل هذه المشكالت إلى حداثة هذا‬ ‫المعلومـات الضرورية ومعرفة مختلف البرامج واثرها على‬
‫الجهاز الذي شرع في تنفيذه منذ جوان ‪ ،0223‬فمن الطبيعي‬ ‫التشغيل في المستقبل‪ ،02‬غير ان الواقع قد اظهر ان هذه‬
‫ان تبرز بعض الصعوبات التي قد يتطلب معالجتها دراسة‬ ‫البرامج تفتقر نوعا ما إلى البيانات الكافية حول عروض‬
‫وتقييم واقع تطبيق هذه البرامج‪.‬‬ ‫التشغيل التي يوفرها سوق العمل(‪ ،)3.32‬وكذا إلى تصور‬
‫‪-3-2‬عرض وتحليل النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني‬ ‫استراتيجي واضح في التعامل مع مخرجات التعليم‬
‫ومناقشتها‪ :‬هل تحد التحوالت االقتصادية في منظومة‬ ‫العالي(‪ ،)3.24‬وهو ما قد يعيق عملية اإلدماج المهني حسب‬
‫الشغل المحلية وسياسات التشغيل بالمؤسسات‬ ‫راي مستشاري التشغيل‪.‬‬
‫المستخدمة من عملية االدماج المهني لخريجي التعليم‬ ‫اما بالنسبة إلى بعض العوامل التي يرى المستجوبون‬
‫العالي؟‬ ‫انها تؤثر نسبيا في عملية اإلدماج المهني لخريجي التعليم‬
‫العالي‪ ،‬مثل ضيق المرافق وعدم جاهزيتها خاصة في الفترات‬
‫الجدول (‪ )4‬يوضح المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ودرجة الموافقة لتقديرات افراد الدراسة لفقرات السؤال الثاني‪.‬‬
‫الرتبة في مستوى‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارات‬
‫االعاقة‬ ‫المجال‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫االستمرار في إدارة سوق الشغل عن طريق برامج التشغيل بدال عن تنشيطه مع‬ ‫‪1‬‬
‫عال‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1516‬‬ ‫‪3556‬‬ ‫مختلف المتدخلين (الجامعة‪ ،‬المؤسسات المستخدمة‪.)...‬‬
‫عدم حيوية البيئة االقتصادية المحلية التي ينتمي إليها طالبي الشغل من خريجي‬ ‫‪0‬‬
‫عال‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1516‬‬ ‫‪4528‬‬ ‫التعليم العالي‪.‬‬
‫عدم مواكبة تطور اال ليات المستخدمة ضمن برنامج(‪ )CID‬للمتطلبات الجديدة‬ ‫‪3‬‬
‫عال‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1524‬‬ ‫‪3542‬‬ ‫لسوق العمل‪.‬‬
‫عدم جدية بعض المؤسسات المستخدمة في التفاعل مع اهداف برنامج(‪)CID‬‬ ‫‪4‬‬
‫عال‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2585‬‬ ‫‪4532‬‬ ‫(التاطير‪ ،‬التكوين‪ ،‬التوجيه‪)...‬‬
‫التغيير المستمر لشروط التنصيب في بعض التخصصات المهنية (الخبرة المهنية‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫عال‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2596‬‬ ‫‪3582‬‬ ‫نوعية الشهادة‪ ،‬الجنس‪ )...‬لدى المؤسسات المستخدمة‪.‬‬
‫عروض الشغل المقترحة من طرف المؤسسات المستخدمة ال تتالءم ومؤهالت‬ ‫‪6‬‬
‫عال‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2587‬‬ ‫‪3544‬‬ ‫طالبي الشغل من خريجي التعليم العالي‪.‬‬
‫متوسط‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1527‬‬ ‫‪3524‬‬ ‫ضعف اليات التواصل بين برامج التشغيل والمؤسسات المستخدمة‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫عال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2565‬‬ ‫‪3569‬‬ ‫الكلي‬

‫المصدر‪ :‬إعداد شخصي‬


‫وبشكل عام فإن هذه النتائج تعطي مؤشرا على وجود عوائق‬ ‫من الجدول رقم (‪ )4‬نالحظ ان المتوسط الحسابي‬
‫بيئية عالية تواجه عملية اإلدماج المهني لخريجي التعليم‬ ‫الكلي لفقرات العامل المتعلق بالتحوالت االقتصادية في‬
‫العالي‪.‬‬ ‫منظومة الشغل المحلية‬
‫ويمكن إرجاع هذه المعوقات إلى كون إطار التخطيط‬ ‫وسياسات التشغيل بالمؤسسات المستخدمة قد بلغ ( ‪،)3.69‬‬
‫المعتمد في الجزائر للنهوض بقطاع التشغيل يفتقد‬ ‫وان اعلى متوسط حسابي كان للفقرة "عدم جدية بعض‬
‫للديناميكية التي تجعله قادرا على تعبئة مختلف القطاعات‬ ‫المؤسسات المستخدمة في التفاعل إيجابا مع اهداف هذا‬
‫الفاعلة في عملية التشغيل (المؤسسات المستخدمة‪،‬‬ ‫الجهاز (التاطير‪ ،‬والتكوين‪ ،‬والتوجيه ‪...،‬الخ‪".).‬بـ (‪،)4.32‬‬
‫والجامعة‪ .)....‬للمساهمة في إنجاح هذا المخطط (‪،)3.56‬‬ ‫بينما كان ادنى متوسط حسابي للفقرة " ضعف اليات التواصل‬
‫وهو ما يجعلها ال تتفاعل بإيجابية مع اهداف هذه البرامج‬ ‫بين برامج التشغيل والمؤسسات المستخدمة" بـ (‪.)3.24‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪250‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫في إطار هذه البرامج‪ ،‬وهو ما يجعل إمكانية اإلدماج المهني‬ ‫(‪ ،)4.32‬بالرغم من التحفيزات المالية والجبائية التي تستفيد‬
‫لهذه الفائت تمتد لفترة اطول‪ ،‬وقد اتفقت هذه النتيجة مع‬ ‫منها جراء تشغيل طالبي العمل‪ ،‬الن معظم المؤسسات تجد‬
‫نتائج دراسة كل من الغالي احرشاو واحمد زاهر(‪.)2221‬‬ ‫نفسها مجبرة على قبول تنصيب اعداد كبيرة من حاملي‬
‫كما ان عدم وجود انشطة اقتصادية وتنموية محلية‬ ‫الشهادات دون الحاجة إليهم‪ ،‬حيث نجدهم في مناصب ال‬
‫متنوعة ضمن المنطقة التي ينتمي إليها طالبو الشغل من‬ ‫تتوافق ومؤهالتهم العلمية‪ ،‬وهو ما قد يضر بعملية إدماجهم‬
‫حاملي الشهادات (‪ )4.28‬يشكل عائـقا كبيرا في إنجاح عملية‬ ‫مستقبال‪ ،‬وربما يعود ذلك إلى انعدام التنسيق في إدارة هذه‬
‫اإلدماج المهني‪ ،‬حيث سيضطرون إلى قبول مناصب عمل‬ ‫البرامج وإلى تباين اهداف كل طرف(‪ ،)3.56‬ونتيجة لهذه‬
‫ادنى من مؤهالتهم العلمية وال تلبي طموحاتهم المهنية‪.‬‬ ‫الوضعية اصبحت معظم المؤسسات المستخدمة تلجا ضمن‬
‫‪ -4-9‬عرض وتحليل النتائج المتعلقة بالسؤال‬ ‫سياساتها التشغيلية إلى التغيير المستمر لشروط ومعايير‬
‫الثالث ومناقشتها‪ :‬هل تعيق السياسات المطبقة من طرف‬ ‫االلتحاق ببعض المهن (الخبرة المهنية‪ ،‬والتخصص‪،‬‬
‫المؤسسة الجامعية عملية االدماج المهني لخريجي التعليم‬ ‫والوضعية تجاه الخدمة الوطنية‪...‬الخ)‪ ،‬التي تعرف طلبا كبيرا‬
‫العالي؟‬ ‫(‪ )3.82‬بدال من االستعانة بحاملي الشهادات المنصبين لديها‬
‫الجدول (‪ :)5‬يوضح المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ودرجة الموافقة لتقديرات افراد الدراسة لفقرات‬
‫السؤال الثالث‪.‬‬
‫العبارات‬
‫الرتبة في مستوى‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬
‫االعاقة‬ ‫المجال‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫افتقاد برامج التكوين الجامعية لبرامج تدريبية ترتبط بالمهن التي سيمارسها‬
‫عال‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2548‬‬ ‫‪4532‬‬ ‫الخريجون في سوق العمل‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫عدم تكيف التخصصات التكوينية للخريجين مع البيئة االقتصادية واالجتماعية‬
‫عال‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2573‬‬ ‫‪4512‬‬ ‫المحلية التي ينتمي إليها الخريج‪.‬‬ ‫‪0‬‬

‫عال‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2582‬‬ ‫‪4522‬‬


‫استمرار التدفق الكبير للخريجين من مسالك تعليمية تقلصت بها فرص العمل‬ ‫‪3‬‬
‫غياب شراكة فعلية بين الجامعة وبرنامج (‪ )CID‬في مجال اإلعالم واإلرشاد المهني‬
‫عال‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1518‬‬ ‫‪3584‬‬ ‫كوظيفة اساسية لتوجيه الخريجين‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ضعف اإلعداد الذهني والنفسي للخريجين في مواجهة صعوبات البحث عن منصب‬


‫عال‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1531‬‬ ‫‪4524‬‬ ‫شغل‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫غياب إعالم جدي حول المسارات المهنية ومحتوى برامج التشغيل وافاقها‬
‫عال‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2591‬‬ ‫‪3592‬‬ ‫للخريجين‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫عال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2573‬‬ ‫‪4527‬‬


‫الكلي‬

‫المصدر‪ :‬إعداد شخصي‬


‫وتشير هذه النتائج إلى ان ابرز المعوقات التي تواجه‬ ‫من الجدول رقم(‪ )5‬نالحظ ان المتوسط الحسابي‬
‫حاملي الشهادات في عملية اإلدماج المهني تكمن في نوعية‬ ‫الكلي لفقرات العامل المتعلق بالسياسات المطبقة من قبل‬
‫التعليم الجامعي المقدم للطالب‪ ،‬لكون اغلب االنشطة‬ ‫المؤسسة الجامعية قد بلغ (‪ ،)4.27‬وان اعلى متوسط كان‬
‫والبرامج التدريبية ترتكز على الجوانب النظرية‪ ،‬وال ترتبط‬ ‫للفقرة " افتقاد برامج التكوين الجامعية لبرامج تدريبية ترتبط‬
‫بالمهن والوظائـف التي سوف يمارسها الطالب عند تخرجه‬ ‫بالمهن التي سيمارسها الخريجون في سوق العمل"‪.‬بـ (‪،)4.32‬‬
‫وحصوله على المؤهل العلمي (‪ .)4.32‬وهو االمر الذي يجعل‬ ‫بينما كان ادنى متوسط للفقرة " غياب شراكة فعلية بين‬
‫المؤسسات المستخدمة تعزف على تنصيب حاملي الشهادات‬ ‫الجامعة وبرامج التشغيل في مجال اإلعالم واإلرشاد المهني‬
‫الجامعية‪ ،‬وفي حالة القبول بتشغيلهم فإنهم ينصبون في‬ ‫كوظيفة اساسية لتوجيه الخريجين " بـ (‪.)3.84‬‬
‫مناصب عمل ال تتفق ومؤهالتهم العملية‪ ،‬وهو ما يتفق مع‬ ‫تعطي هذه النتائج بشكل عام مؤشرا على وجود عوائق‬
‫عالية تواجه عملية اإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي‪.‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪254‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫ينتمي إليها الطلبة ساهم في إعاقة اإلدماج المهني للعديد من‬ ‫نتائج دراسة كل من العلمي بوضرسة (‪ )2226‬وبلقاسم بن‬
‫طالبي الشغل‪ ،‬بالخصوص اولئك الذين يستحوذون على‬ ‫سالم (‪.)1992‬‬
‫تخصصات علمية وتقنية تفتقدها ببيئتهم المحلية‪.‬‬ ‫هذا ويعتبر استمرار تدفق الخريجين من المسالك‬
‫وقد بينت النتائج ان ضعف اإلعداد الذهني والنفسي‬ ‫التعليمية التي تشهد تقلصا في فرص العمل عامال ال يساهم‬
‫للخريجين (‪ ،)4.24‬من قدرات للتكيف واإلصغاء والحوار‬ ‫في إنجاح عملية اإلدماج المهني‪ ،‬على اعتبار ان اعلى نسبة‬
‫والعمل ضمن افواج‪ ،‬واالستقاللية‪ ،‬والسمات العال ئـقية‬ ‫من طلبات التشغيل تتركز في تخصصات العلوم اإلنسانية‬
‫المتميزة في مختلف المجاالت المتعلقة بالشغل‪ ،‬شكل‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬ومعظم خريجيها يتوجهون للبحث عن شغل‬
‫صعوبات كبيرة في عملية اإلدماج المهني‪ ،‬حيث يعاني العديد‬ ‫في القطاع العمومي‪ ،‬وهو ما ال يتوافق والتوجه الجديد‬
‫من المنصبين في إطار هذه البرامج من صعوبات في التكيف‬ ‫لسياسة التشغيل في الجزائر التي تقوم على دعم المبادرة‬
‫داخل مؤسسات العمل‪ ،‬مما يضطرهم في كـثير من المرات‬ ‫الفردية وإنشاء المؤسسات الخاصة‪.‬‬
‫إلى التوجه إلى مصالح التشغيل بطلب تغير منصب العمل او‬ ‫باإلضافة إلى ذلك فإن عدم تكييف التخصصات‬
‫المؤسسة التي يشتغلون بها‪.‬‬ ‫التكوينية للخريجين مع البيئة االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪-5-9‬عرض وتحليل النتائج المتعلقة بالسؤال الرابع‬ ‫المحلية التي ينتمي إليها الخريج (‪ )4.12‬خلق صعوبات في‬
‫ومناقشتها‪ :‬هل تشكل العوامل المتعلقة بالخصائص‬ ‫مجال إيجاد مناصب شغل تتوافق وتخصصاتهم‪ ،‬فاعتماد‬
‫الشخصية لطالبي الشغل من خريجي التعليم العالي عائق‬ ‫الجامعات الجزائرية على سياسة وطنيـ ــة للقبول والتوجيه ال‬
‫في ادماجهم مهنيا؟‬ ‫تراعي خصائص البيئة االقتصادية واالجتماعية المحلية التي‬
‫الجدول (‪ :)6‬يوضح المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ودرجة الموافقة لتقديرات افراد الدراسة لفقرات السؤال‬
‫الرابع‪.‬‬
‫الرتبة في مستوى‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارات‬
‫االعاقة‬ ‫المجال‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫افتقاد طالبي الشغل في إطار برنامج (‪ )CID‬للكـفاءات االساسية للعمل (االتصال‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫عال‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪3.64‬‬
‫التكنولوجيا‪،‬المبادرة‪ ،‬اللغات االجنبية)‬
‫االعتقاد السائد لدى طالبي الشغل في إطار برنامج (‪)CID‬بان التنصيب في اي‬ ‫‪0‬‬
‫عال‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1.37‬‬ ‫‪4.24‬‬
‫مؤسسة يؤدي اليا إلى اإلدماج في منصب عمل دائم‪.‬‬
‫عدم استعداد طالبي الشغل في إطار برنامج (‪ )CID‬لقبول التنصيب بمناصب شغل‬ ‫‪3‬‬
‫عال‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪3.63‬‬
‫خارج محيطهم السوسيو اقتصادي‪.‬‬
‫ضعف ثقافة المبادرة لدى طالبي الشغل في إطار برنامج (‪)CID‬في بعث مشروع‬ ‫‪4‬‬
‫عال‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫‪4.16‬‬
‫مهني‪.‬‬
‫نقص الوعي المهني باالوضاع الجديدة في سوق العمل لدى طالبي الشغل في إطار‬ ‫‪2‬‬
‫عال‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪4.44‬‬
‫برنامج (‪ )CID‬جعلهم يفضلون التوجه الكـثيف نحو مؤسسات القطاع الحكومي‪.‬‬
‫عال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫‪4.21‬‬ ‫الكلي‬

‫المصدر‪ :‬إعداد شخصي‬


‫االساسية للعمل (االتصال‪ ،‬والتكنولوجيا‪ ،‬المبادرة‪ ،‬واللغات‬ ‫من الجدول رقم (‪ )6‬نالحظ ان المتوسط الحسابي‬
‫االجنبية) "بـ (‪.)3.64‬‬ ‫الكلي لفقرات العامل المتعلق بالخصائص الشخصية لطالبي‬
‫هذه النتائج بشكل عام تعطي مؤشرا على وجود عوائق‬ ‫الشغل من خريجي التعليم العالي قد بلغ (‪ ،)4.21‬وان اعلى‬
‫عالية لعملية اإلدماج المهني تعزى للخصائص الشخصية‬ ‫متوسط حسابي كان للفقرة "نقص الوعي المهني باالوضاع‬
‫لطالبي الشغل من خريجي التعليم العالي‪.‬‬ ‫الجديدة في سوق العمل لدى طالبي الشغل في إطار برنامج‬
‫لقد اظهرت هذه النتائج عددا من المشكالت التي‬ ‫(‪ )CID‬جعلهم يفضلون التوجه الكـثيف نحو مؤسسات‬
‫اشارت إليها إجابات المشاركين في االستبيان‪ ،‬مثل نقص‬ ‫القطاع الحكومي"بـ (‪ ،)4.44‬بينما كان ادنى متوسطا للفقرة"‬
‫الوعي المهني باالوضاع الجديدة في سوق العمل لدى طالبي‬ ‫افتقاد طالبي الشغل في إطار برنامج (‪ )CID‬للكـفاءات‬
‫الشغل (‪ ،)4.44‬وهو ما قد يفسر ظاهرة استمرار التوجه‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪228‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين ‪ DIAP‬يف والية ميةل‬

‫الفاعلين في عملية اإلدماج المهني في توفير التكوين النظري‬ ‫الكـثيف لدى الخريجين نحو مؤسسات القطاع الحكومي‬
‫والعملي الذي ينسجم ومتطلبات االوضاع الجديدة لسوق‬ ‫واإللحاح على التنصيب بها‪ ،‬ورفض التوجه نحو القطاع‬
‫العمل‪ ،‬فما هي الفائدة من وضع برامج تشغيل تكلف كـثيرا‬ ‫الخاص‪ ،‬هذه المفاضلة بين القطاعين يمكن ان تعود إلى عدم‬
‫من الوقت والمال والمتابعة إذا لم يتم استغاللها بشكل‬ ‫الثقة في القطاع الخاص‪ ،‬واالعتقاد لدى طالبي الشغل بان‬
‫فعال؟‬ ‫فرص الحصول على منصب عمل دائم ستكون افضل في‬
‫‪-11‬مقترحات الدراسة‬ ‫القطاع العام منها في القطاع الخاص‪ ،‬هذا االعتقاد حسب‬
‫بناء على ما ورد من نتائج يقترح الباحث ما ياتي‪:‬‬ ‫مستشاري التشغيل سيصعب من عملية إدماجهم مهنيا‬
‫‪ -‬تطوير خدمات اإلعالم في المؤسسات الجامعية‬ ‫مستقبال‪.‬‬
‫حول مختلف االوساط المهنية (إنشاء خاليا اإلدماج واإلعالم‬ ‫وإضافة إلى ذلك فإن ضعف ثقافة المبادرة لدى‬
‫والتوجيه)‪.‬‬ ‫خريجي التعليم العالي في بعث مشاريع مهنية‪ ،‬باالعتماد على‬
‫‪ -‬تطوير مناهج التكوين الجامعية‪ ،‬وتوسيعها لمزيد‬ ‫قدراتهم الخاصة(‪ )4.16‬ال يساهم في إنجاح عملية اإلدماج‬
‫من التخصصات والمهارات التي تراعي متطلبات البيئة‬ ‫المهني‪ ،‬ويمكن رد ذلك لتخوف معظم طالبي الشغل من‬
‫االقتصادية المحلية لخريجي التعليم العالي‪.‬‬ ‫الفشل في تجسيد هذه المشاريع الفتقادهم التجربة والقدرة‬
‫‪ -‬تكييف قوانين وشروط التوظيف بإعطاء االولوية‬ ‫التنافسية‪.‬‬
‫للخريج المدمج في إطار هذه البرنامج بوصفه مشروع موظف‬ ‫كما ان عدم استعداد طالبي الشغل من خريجي‬
‫مستقبلي في هذه المؤسسة‪.‬‬ ‫التعليم العالي إلى قبول التنصيب في مناصب شغل خارج‬
‫‪ -‬ضـرورة تطوير وتدعيم مكاتب التشغيل بما يلزم‬ ‫محيطهم السوسيو اقتصادي شكل هو االخر عائـقا كبيرا في‬
‫من تقنيات وادوات حديثة وموارد بشرية مؤهلة لتحسين‬ ‫عملية اإلدماج المهني‪ ،‬الن الكـثير منهم يرفضون مناصب‬
‫خدمات التوجيه‪.‬‬ ‫عمل بعيدة عن مناطق إقامتهم بحجة ضعف اإلمكانات‬
‫واإلرشاد المهني الموجهة لخريجي التعليم العالي‪.‬‬ ‫المادية التي تمكنهم من االستمرار في العمل‪ ،‬او التخوف من‬
‫‪ -‬ضمان استمرار تدخل الدولة لتنظيم سوق‬ ‫عدم القدرة على التفاعل واالنسجام اجتماعيا مع العاملين‬
‫العمل‪ :‬تعميم التربصات الميدانية‪ ،‬ووضع وكاالت متخصصة‬ ‫ضمن هذه المؤسسات‪.‬‬
‫للبحث عن عروض العمل لخريجي التعليم العالي‪.‬‬ ‫‪-12‬نتائج الدراسة‬
‫‪ -‬المرافقة والمتابعة المنتظمين لخريجي التعليم‬
‫استنادا إلى المعلومات والبيانات الواردة في سياق‬
‫العالي من خالل نشاطات التكوين وإعادة التاهيل‪ ،‬وتحسين‬
‫هذه الدراسة‪ ،‬واعتمادا على ما تقدم من تحليل ومناقشات‬
‫المعارف خالل فترة اإلدماج‪.‬‬
‫للنتائج توصل الباحث إلى االستنتاجات االتية‪:‬‬
‫‪ -‬تنمية وتنظيم معلومات سوق العمل‪ ،‬من خالل‬
‫‪ -‬إن اهم العوامل المعرقلة لإلدماج المهني بحسب‬
‫إعداد قواعد بيانات دقيقة حول عروض وطلبات العمل‬
‫راي مستشاري التشغيل جاءت على النحو االتي‪ :‬العوامل‬
‫الخاصة بخريجي التعليم العالي‪.‬‬
‫المرتبطة بالسياسات المطبقة من طرف المؤسسة الجامعية‬
‫خاتمة‬
‫عملية اإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي (‪ ،)4.27‬تليها‬
‫إن مواجهة مشكلة اإلدماج المهني لخريجي التعليم العالي‬
‫العوامل المرتبطة بالخصائص الشخصية لطالبي الشغل من‬
‫يتطلب إعادة النظر في مختلف السياسات الكلية من مالية‬
‫خريجي التعليم العالي (‪ ،)4.21‬ثم العوامل المرتبطة‬
‫وتعليمية وتدريبية في الجزائر‪ .‬ولضمان ان تعمل هذه‬
‫بالتحوالت االقتصادية في منظومة الشغل المحلية وسياسات‬
‫السياسات بتناغم وفعالية‪ ،‬يتطلب االمر تبني إستراتيجية‬
‫التشغيل بالمؤسسات المستخدمة (‪ ،)3.69‬وفي االخير‬
‫وطنية للتشغيل تشارك كل الجهات الحكومية ذات العالقة‬
‫العوامل المرتبطة بالهيكلة التنظيمية الحالية لمرافق التشغيل‬
‫في تطويرها‪ .‬وذلك بالتنسيق التام بين جميع الفاعلين‬
‫بـ(‪.)2.53‬‬
‫المتدخلين من هيائت وكاالت التشغيل‪ ،‬ومؤسسات التعليم‬
‫‪ -‬افتقار خريجي التعليم العالي إلى االستعدادات‬
‫العالي‪ ،‬والمؤسسات المشغلة‪.‬‬
‫النفسية والكـفاءات المهارية التي تمكنهم من إنجاح عملية‬
‫إدماجهم مهنيا‪ ،‬مما قد يلقي بالمسؤولية على جميع الشركاء‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2851-‬‬ ‫‪225‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫محمود سامييل‬ ‫ يف والية ميةل‬DIAP ‫معوقات االدماج املهين خلرجيي التعلمي العايل يف سوق العمل من وهجة نظر مستشاري التشغيل العاملني مضن هجاز املساعدة عىل االدماج املهين‬

‫الهوامش‬
1. El Hachemi Ouzir, "Analyse critique des dispositifs d’emploi, Rencontre sur le thème L’emploi, la
formation et l’employabilité", Le Forum des Chefs d’Entreprises, Hôtel El Aurassi, Alger, 29 Octobre2013, p1
2. Mahmad Saïb," L'emploi des jeunes en Algérie ",Cahiers du CREAD, Alger ,n°26, 2ème trimèstre1991, p79.
.101 ‫ص‬، ‫عمان‬، ‫دار الحامد للنشر والتوزيع‬،1‫ االصلح االقتصادي وسياسة التشغيل (التجربة الجزائرية) ط‬،2114 ،‫مدني بن شهرة‬- .3
‫ مجلة التنمية‬،" ‫"سوق العمل بالجزائر واثر السياسات االقتصادية التجميعية على معدالت البطالة‬،‫ عبد الرحيم شيبي ومحمد شكوري‬.4
.44 ‫ ص‬،2110‫ جويلية‬،‫العدد الثاني‬،‫المجلد العاشر‬،‫ الكويت‬،‫ المعهد العربي للتخطيط‬،‫والسياسات االقتصادية‬
‫ المعدل والمتمم المتعلق بجهاز‬2110 ‫ افريل‬12 ‫ المؤرخ في‬122-10 ‫ المرسوم التنفيذي رقم‬،‫ وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‬.2
.23-14 ‫ ص‬،2110 ‫ماي‬4 ‫ الصادرة بتاريخ‬،22 ‫ عدد‬،‫ الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬،‫المساعدة على اإلدماج المهني‬
.2111 ‫ االنجازات االقتصادية واالجتماعية لسنة‬،‫ بوابة الوزير االول‬.2
http:// www.portail- ministre.gov. dz consulté le 22/10/2014.
‫كلية علوم‬-‫ المجلة المغربية لعلوم التربية –التدريس‬،" ‫ بلقاسم بن سالم " التعليم العالي والتشغيل من خلل مسارات الخريجين‬.2
.34-14‫ ص‬،14،1442 ‫ عدد‬،‫ الرباط‬،‫ جامعة محمد الخامس‬،‫التربية‬
،‫ مركز االبحاث والدراسات النفسية واالجتماعية‬،" ‫"البحث عن شغل ومواجهة البطالة لدى خريجي الجامعة‬،‫ الغالي احرشاو واحمد زاهر‬.0
.22-24‫ ص‬،2111 ،‫ فاس‬،‫ جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‬،‫كلية االداب والعلوم اإلنسانية‬
9. Djamel Ferroukhi, " Insertion des diplômés de l’institut des sciences économiques d’Alger", Cahiers du
CREAD, Alger,n°26, 2ème trimestre 1991, pp 103-177.
10. Leulmi Boudersa, " La dimension Professionnelle De La Formation vue par les enseignants et les étudiants
de fin de cursus ", Revue des Sciences Humaines, Université Mohamed Khider, Biskra, n°10, Novembre2006, pp 25-53.
11. Muriel Langouche, "Intégration du modèle d’insertion professionnelle du trèfle chanceux a la logique de
formation de la haute école EPHBC-un parcours pédagogique professionnalisant pour une meilleur employabilité"»,
étude présenté au colloque international sur l’employabilitéet insertion professionnelle des diplômés de l’enseignement
supérieur, Biskra 22 et 23 novembre2008, pp 117-128.
12. Dictionnaire encyclopédique de l'éducation et de la formation ,1994, Nathan-université, Paris,p 350.
13. Geneviève Fournier et Marcel Monette, 2000,,L'insertion socioprofessionnelle : un jeu de stratégie ou un jeu
dehasard? Presses Université Laval, Québec, p6
14. Claude Trottier , Madeleine Gauthier et Claire Turcotte, « Insertion professionnelle et rapport au temps de jeunes
ayant interrompu leurs études secondaires » ,p 11, http://www. sociologies.revues.org,consulté le 21 /06/ 2012.
15. Mariana Gaio Alves " Perspective éducative sur l’insertion professionnelle des diplômés de l’enseignement
supérieur et formation professionnelle", revue européenne, Paris, n°34,2006, p29.
16. Ibid, p31
17. Joséphine Mukamurera , " Le processus d'insertion professionnelle des diplomés enenseignement au
Québec : une analyse de trajectoires", revue scientifique virtuellePerspectives d'avenir en éducation, Québec, Volume
XXVII , no 1, printemps1999, p110.
‫ دار الشروق للنشر‬،1‫ ط‬،‫ التعليم العالي في عصر المعرفة – التغيرات والتحديات وافاق المستقبل‬،2112،‫ سعيد بن حمد الربيعي‬.10
.122 ‫ ص‬،‫ االردن‬،‫والتوزيع‬
.11-11 ‫ ص‬،2112 ‫ جوان‬،‫ ملف إصالح التعليم العالي‬،‫ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬.14
http://www.mesrs.dz.Consulté le 10/02/2013.
‫ المتضمن القانون االساسي الخاص بالباحث‬2110 ‫ ماي‬3 ‫المؤرخ في‬10-131 ‫ المرسوم التنفيذي رقم‬،‫ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬.21
.32-20 ‫ ص‬،2110 ‫ ماي‬4 ‫ الصادرة بتاريخ‬،23‫ عدد‬،‫ الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬،‫الدائم‬
41 ‫ ص‬،2112/1422 ‫ التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر خمسون سنة في خدمة التنمية‬،‫ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬.21
http://www.mesrs.dz. consulté le 15/03/2013
.302 ‫ ص‬،1‫ ط‬،‫ القاهرة‬،‫ دار الفكر العربي‬،‫ علم النفس االحصائي وقياس العقل البشري‬،2112 ،‫ فؤاد الباهي السيد‬.22
.3‫ ص‬،2111‫ جوان‬4 ‫ مداخلة مقدمة في الملتقى الجهوي وسط إلطارات قطاع التشغيل االربعاء‬،‫ الطيب لوح‬.23
http://www.mtesc.dz Consulté le 09/06/2012

2851- ‫ ديسمرب‬25 ‫العدد‬ 222 ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬

You might also like