Professional Documents
Culture Documents
مناهج البحث العلمي - سامي عبد السلام محمود
مناهج البحث العلمي - سامي عبد السلام محمود
مناهج البحث العلمي - سامي عبد السلام محمود
1من 51
فهرس الموضوعات
مقدمة6................................................................................................... :
.2االستطالع29.......................................................................................
2من 51
.3صياغة فروض البحث 29.........................................................................
سادساً :العلم34...........................................................................................
.1تعريف العلم34....................................................................................:
.1عنوان البحث37...................................................................................:
.2مشكلة البحث39...................................................................................:
3من 51
.3فروض البحث39................................................................................. :
أنواع الفروض40.......................................................................................:
.4أهمية البحث40....................................................................................:
- .6منهج البحث42..................................................................................:
.9حدود البحث43....................................................................................:
.10الدراسات السابقة43...............................................................................:
4من 51
السلوك العلمي50....................................................................................... :
مقارنة بين سلوك الباحث العلمي وسلوك االنسان العادي في البحث50............................ .
5من 51
مقدمة:
يعتبر البحث التربوي من المفاهيم التي تختلف بaaاختالف نظaaرة األفaaراد إليaaه ،فهaaو متعaaدد األبعaaاد
ويصعب تحديد تعريف شامل جامع يتفق عليه الجميع ،ومن ثم فإن تحديد المراد بهذا المفهaaوم من
األهمية بمكان؛ ذلaك أن من شaأن هaذا التحديaد أن يسaاعد في إزالaة التنaاقض الaذي قaد يوجaد بين
المشتغلين في الحقل العلمي حول المفهوم الواحد من ناحية ،ومن شaaأنه أن يaaؤدي بالضaaرورة إلى
التناقض في اآلثار الناتجة عن العمل من ناحية ثانية .كما أن هذا التحديaaد من شaaأنه أن يجمaaع كال
من الكاتب والقارئ حول مدلول واحد للمفهوم المعروض بالشكل الذي يؤدي إلى الوحدة في الفهم
والمعرفة ،بالشكل الذي يؤدي إلى توحيد النتائج الحادثة لدى األجيال المقبلة للحياة داخل المجتمع.
يضاف إلى ذلك أن هذا التحديد إنما يساعد في تحديد معالم شكل وبنية الشخصية اإلنسانية المaaراد
تربيتها بصورة متكاملة ومتوازنة في مختلف ميادين البحث العلمي ،ينaaأى بهaaا عن أيaaة سaaلوكيات
تتنوع بتنوع المواقف الحياتية التي قaaد تتعaaرض لهaaا أو تواجههaaا ،والaaتي في ضaaوئها يمكن أن تتم
بسالسة عملية اختيار وانتقاء الخaaبرات التربويaaة من الرصaaيد الثقaaافي للمجتمaaع ،ومن ثم يقلaaل من
الخلط الذي قد يحدث في فهم المفاهيم العلمية ومصطلحاته المختلفة ،والaaتي سaaتظل باقيaaة مaaادامت
ظروف بقائها واستمرارها قائمة.
وكلمة البحث في اللغة من الفعل :بحث يبحث .وهو يختلaaف في معنaaاه طبقaaا لمaaا ورد في "المعجم
الوجيز" ،وفي "مختار الصحاح" باختالف أمaaاكن البحث .فيعaaني :التفaaتيش والتقصaي aالحقيقaaة من
الحقائق أو العلم بحقائقها .فبحث في األرض بحثا :أي حفرها وطلب شيئا فيها ،ومنه قوله تعaaالى:
6من 51
بمعنى االجتهاد وبذل الجهد في موضوع ما ،وجمع المسائل التي تتصل بaaه ،ومنaaه سaaميت سaaورة
"براءة" بالبحوث؛ ألنها بحثت عن المنافقين وكشفت ما يaaدور في قلaaوبهم .فبحث عن الشaaيء :أي
طلبه وفتش عنه ،أو سأل عنه واستقصى .وبحث في األمر :أي اجتهد فيه وتعرف حقيقته.
وكلها دالالت تؤكد أن البحث لغة يعني بذل المجهود في قضية مaaا ،وجمaaع المسaaائل الaaتي تتصaaل
بها ،من أجل الوصول إلى ثمرتها ونتيجتها.
ووفق هذا المعنى فإن البحث يتضمن السؤال والتنقيب والتفكير والتأمaaل وصaaوال إلى شaaيء يريaaد
الباحث الوصول إليه.
أمaا في االصaطالح فaإن البحث يمكن أن يفسaر في ضaوء رؤى مختلفaة؛ كلهaا تaدور حaول كaون
البحث وسaaيلة لالسaaتعالم واالستقصaaاء المنظم ،الaaذي يقaaوم بaaه البaaاحث بغض اكتشaaاف معلومaaات
جديدة ،أو تطوير وتصaحيح ،أو تحقيaaق معلومaaات موجaودة بالفعaل ،ومن بين هaaذه التعريفaات مaا
صاغه النجيحي ومرسي بأنه "استقصاء منظم ودقيaaق يهaaدف إلى اكتشaaاف حقaaائق وقواعaaد عامaaة
يمكن التحقaaق منهaaا مسaaتقبال .وهaaو وسaaيلة للدراسaaة يمكن بواسaaطتها الوصaaول إلى حaaل المشaaكلة
محدودة ،وذلك عن طريق التقصي الشامل والaaدقيق لجميaaع الشaaواهد واألدلaaة ،الaaتي يمكن التحقaaق
منها ،والتي تتصل بهذه المشكلة المحددة".
وهو أمر يعود لطبيعة العمaaل الaaتربوي ذاتaaه ،ومaaا يكتنفaaه من صaaعوبات في تحديaaد كنهaaه ومaaراده
وأساليب القيام به .وهaaو مaaا يaaدعو إلى ضaaرورة طaaرح عaaدد من هaaذه الaaرؤى الaaتي قaaدمت للبحث
العلمي التربوي لقراءة ما فيها من أجل محاولة وضع مفهوم إجرائي محدد للبحث التربوي ،يتسaaم
بسمات المفهوم التربوي الجيد ،من حيث الشمولية (اشتال المفهوم على كل الجوانب الaaتي يتكaaون
منها) ،والتكاملية تقديم عناصر وجوانب المفهوم في رؤية كليaaة متصaaلة ال منفصaaلة) ،والتوازني aةa
(عدم طغيان جaaانب من جaaوانب المفهaaوم على بقيaaة الجaaوانب األخaaرى) ،والتناسaaقية (إعطaaاء كaaل
جانب من جوانب المفهوم القدر الذي يستحقه) ،والموضوعية (قابلية المفهوم للتطaaبيق على أرض
7من 51
الواقaaع) ،واالسaaتمرارية (بقaaاء المفهaaوم لالسaaتخدام أطaaول فaترة ممكنaaة) ،ثم الوضaaوح (البعaaد عن
الغموض حين عرض المفهوم)a.
وفي هذا الطرح سيتم االلتزام قدر اإلمكان حين عرض هذه الaaرؤي بنفس التوجهaaات الaaتي تم من
خاللها مفهوم البحث حتى يكون هناك نوع من التكامaaل واالتسaaاق في توضaaيح القضaaية موضaaوع
الدراسة .وأولى هذه الرؤي هي تلك التي جعلت من البحث التربوي نشاطا إنسانيا يقوم به الباحث
بهدف اكتشاف مبادئ وتفسيرات عامة يمكن استخدامها الشaaرح وتفسaير أحaaداث وأشaaياء يهتم بهaا
المربون في المواقف التربوية من أجل السيطرة عليها والتنبؤ بها .ومنها:
وأشار فيه إلى أنه "السلسلة العريضة من األنشطة في حقل التربية والتعليم التي تختلف بaaاختالف
نشاطات المعاهد المهتمة بالبحث التربوي ،والتي تنتج دراسات متعلقة ومaaؤثرة في فعاليaaة التعليم،
أو دراسة المشكالت المتعلقة بتنمية الشخصية بهدف اشتقاق تعميمات علمية من المعلومaaات الaaتي
تم تجميعها يمكن تطبيقها لحل سلسلة عريضة من المشكالت".
وأكدوا فيه أن البحث التربوي هو نشاط موجه لتنميaaة كيaaان معaaرفي منظم ذي صaaبغة علميaaة عن
األمaaور الaaتي تهم المaaربين ،بهaaدف تقصaaي الحقaaائق والظaaواهر والمتغaaيرات واألدلaaة الaaتي ترتبaaط
بالمشكالت التربوية أو التعليمية المختلفة؛ بغية تطوير المعرفة التربوية وإثرائهaaا ،والوصaaول إلى
حلaaول لتلaaك المشaaكالت ،والخaaروج بنتaaائج يمكن تطبيقهaaا على األحaaداث والمواقaaف والحaaاالت
المشابهة.
وهذه الرؤية تعكس بعدا مهما في هذا النشاط ،وهو أن هذا النشاط البد أن يقوم به بaaاحث قaaد أعaaد
إعaaدادا علميaaا معينaaا ،وأنaaه يتم في إطaaار أهaaداف علميaaة واجتماعيaaة توجaaه هaaذه البحaaوث وتلaaك
الدراسات ،وأنه متواصل باعتباره يعتمد على ما سaaبقه من دراسaaات ومaaا سaaيتبعه منهaaا .وأن هaaذا
النشاط البد أن يدور حول موضوع أو مشكلة أو قضية تربوية معينة ،يسعى البaaاحث للنظaaر فيهaaا
ومعرفة حقيقتها ،وأنه محكوم بقواعد منهجية محددة يلتزم بها الباحث القائم بaaه ،من خالل اتباعaaه
لمنهج علمي سليم يتسم بالموضaوعية والدقaة والسaير وفaق خطaوات منظمaة .وكaل هaذا من أجaل
8من 51
تحقيق أهداف معينة في ذهن البaaاحث يصaaل من خاللهaaا إلى حلaaول للمشaaكلة الaaتي يبحثهaaا ،سaaواء
باكتشaaاف معلومaaات جديaaدة ،أو باسaaتنباط عالقaaات جديaaدة ،أو تحليaaل لمشaaكلة مaaا ،أو استشaaراف
المستقبل ،أو إلى غيرها من أهداف أخرى.
والرؤية الثانية هي التي ربطت في تعريفها للبحث التربوي بين المفهوم وميادين إجرائه وتطبيقه.
بأنه " الدراسة المنظمة للفكر التربوي من جهة وللمؤسسات والعمليات التربويaaة من جهaaة ثانيaaة.
والفكر التربوي هنا في صورته المبسطة يعني المفاهيم واآلراء والمواقaaف حaaول بعض العناصaaر
التي تعالجها التربية .أما في صورته األكثر شمولية فيعني الفرضيات والنظريaaات حaaول عناصaaر
العمل التربوي .ويقصد بالمؤسسات جميع المؤسسات التربوية النظامية وغaaير النظاميaaة بaaدءا من
دور الحضانة وانتهاء بالجامعات ،وكذلك األسرة وجماعات الرفاق ووسائل اإلعالم والمؤسسaaات
الدينية وغيرها .والعمليات التربوية تتضaaمن عناصaaر عديaaدة تشaaمل األهaaداف والمنaaاهج وطرائaaق
التعليم والتعلم والوسaaائل واألسaaاليب واألنشaaطة والتقaaويم ،وكaaل مaaا يتعلaaق بممارسaaات المعلم أو
المربي لتحقيق التعلم أو التربية لدى المتعلم المراد تربيته".
وعلى نفس هذا النهج جاء تعريaaف (محمaaد عطaaوة) ليؤكaaد على أن هaaذا النشaaاط مرتبaaط بضaaوابط
تحقيق البحث التربوي ،حين ذهب إلى أن البحث التربوي يشير إلى تلك الجهود الaaتي تتaaوفر فيهaaا
الشروط األساسية للبحث العلمي التي يقوم بها الباحثون أعضaaاء هيئaaة التaaدريس ومعaaاونوهم ومن
في حكمهم من طالب الدراسaaات العليaaا في كليaaات التربيaaة بصaaورها المختلفaaة (كليaaات التربيaaة -
كليات التربية النوعية -كليات التربية أحادية التخصص التربية الفنية والتربية الموسيقية والتربية
الرياضية) وفي المعاهد والمراكaaز البحثيaaة التربويaaة الجامعيaaة (كليaaة الدراسaaات التربويaaة جامعaaة
القاهرة -المعهد العالي الدراسات الطفولة بجامعة عين شمس -مركز دراسaaات الطفولaaة بجامعaaة
عين شمس -معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس -مركز تطوير التعليم الجامعي
بجامعة عين شمس -مركز اإلرشaaاد النفسaaي بجامعaaة عين شaaمس) والوحaaدات والمراكaaز البحثيaaة
المنبثقaaة عن وزارة التربيaaة والتعليم ،سaaواء أكaaانت داخaaل الaaوزارة (اإلدارة المركزيaaة للتخطيaaط
الaaaتربوي والمعلومaaaات -اإلدارة العامaaaة للبحaaaوث -إدارة الحاسaaaب اآللي -مركaaaز التطaaaوير
9من 51
التكنولوجي) أم خارج الوزارة المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية -المركز القومي للتقaaويم
واالمتحانات -مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية ،والمعاهد والمراكaaز القوميaaة المتخصصaaة
(معهد التخطيط القومي -المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائيaaة -المجلس القaaومي للتعليم
والبحث العلمي والتكنولوجيaaا) a،سaaواء على مسaaتوى الماجسaaتير أو على مسaaتوى الaaدكتوراه ،أو
بغرض الترقي إلى درجة أعلى؛ بهaaدف اكتشaaاف فهم أفضaaل للعمليaaة التربويaaة بصaaفة عامaaة ،مaaع
العمaل على تحسaين كفاءتهaا ،وتنميaة الرصaيد المعaرفي في المجaال الaتربوي بفروعaه المختلفaة،
وتوفير البدائل والحلول المشكالت الواقع التربوي والتعليميa.
وجاء تعريف منظمة التعاون االقتصادي والتنميaaة Organization for Economic Co-
Operation and Developmentوالaaذي صaaيغ على أسaaاس من تaaأمالت وإجمaaاع بعض
الخبراء الaaتربويين ممن يتمتعaaون بسaaمعة عاليaaة وشaaهرة دوليaaة ليؤكaaد على نطaaاق ومجaaال نشaaاط
التقصي للبحوث التربوية "البحث التربوي هو التقصي المنهجي المنظم واألصيل ،وما يرتبaaط بaaه
من نشاطات تنموية متعلقة بالبيئات االجتماعية والثقافية واالقتصادية والسياسaaية الaaتي تعمaaل فيهaaا
النظم التربوية ،وتجaaرى فيهaaا عمليaaات التعلم واألهaaداف التعليميaaة وعمليaaات تعليم وتعلم األطفaaال
والشaaباب والكبaaaار ،وعمaaل المعلمين ،وترتيبaaaات المaaوارد والتنظيم لمسaaاندة العمaaaل الaaتربوي،
والسياسات واالستراتيجيات لتحقيaق األهaداف التربويaة والنتaائج االجتماعيaة والثقافيaة والسياسaية
واالقتصادية".
والرؤية الثالثة ركaaزت في تعريفهaaا للبحث الaaتربوي على الغايaaات واألهaaداف المرجaaوة من القيaaام
بمثل هذه البحوث ،وأكدت على كونه محاولة للكشف عن المعرفة التربوية الجديدة التي يمكن من
خاللها تقديم الحلول والبدائل التي تساعد في تحديد المستويات التعليميaaة المختلفaaة ،ومaaدى مناسaaبة
البرامج التعليمية والمواد الدراسية في تلبية االحتياجات الثقافية والتربويaaة للفaaرد والمجتمaaع ،وهي
رؤية يمكن تحديدها من خالل ما ذهب إليه كل من (عبد الغني النوري وسيف اإلسالم مطaaر) في
أن البحث التربوي له دور كبير في إثراء المعرفaaة التربويaaة بمaaا يضaaيفه من معلومaaات ومعaaارف
جديدة لها ،تعمق من الفهم للميدان التربوي بأبعaaاده المختلفaaة ،واستكشaaاف الجaaوانب الغامضaaة في
العملية التربوية ،من خالل إلقاء الضaaوء عليهaaا ،محaaاوال تفسaaير مaaا غمض فيهaaا ،والوصaaول إلى
حلول للمشكالت التربوية والتعليميaaة ،واالرتقaaاء بالممارسaaات والعمليaaات التربويaaة الجاريaaة الaaتي
10من 51
تستند إلى فكر يوجهها؛ ذلك الفكر الaaذي من الممكن أن يصaaبح ال قيمaaة لaaه مaaا لم يثبت جaaدواه في
الممارسات الواقعيaaة داخaaل الحقaaل الaaتربوي ،ألنaaه سaaيكون حينهaaا عمال عشaaوائيا ال جaaدوى منaaه،
وتبيان أفضل الطرق لتطبيق األفكار والنظريات المستحدثة في الميدان الaaتربوي ،وخاصaaة إذا مaaا
اعتمد على األسلوب العلمي في التفكير ،بحيث يتسم بالدقaaة والموضaaوعية ،وينشaaد الaaدليل معتمaaدا
على المالحظة العلمية والموضوعية البعيدة عن ألوان التحيز وشتى األهواء.
الوظيفة التحليلية والتفسيرية؛ باعتبار قيام البحث التربوي برصد وإبراز وشرح حق ائق -1
ووق ائع التربي ة والتعليم ،وذل ك بواس طة الطريق ة التحليلي ة أو التجريبي ة العملي ة أو
التفسيرية.
الوظيف ة الش املة ،باعتب ار قي ام البحث ال تربوي فيه ا بجم ع الملخص ات المتن اثرة -2
والشذرات المتجزئة للمعلومات البحثية ،ومن خاللها يمكن أن تسهم في بناء النظري ات،
وتأسيس قاعدة معارف للعلوم التربوية.
الوظيف ة التقييمي ة؛ ويع ني فيه ا البحث ال تربوي بتوف ير المس اندة واإلش راف العلمي -3
وقد اتفق كثيرون في رؤية رابعة على أن البحث التربوي ليس إال نمطaaا من أنمaaاط البحث العلمي
في مجال معين هو المجال التربوي ،يقوم حسب الرؤيaة الaتي طرحهaا ( )Gilfordعلى الدراسaة
العلمية المنظمaaة الaaتي تحaaاول الكشaaف عن المجهaaول في هaaذا المجaaال ،وعن العلaaل البعيaaدة (غaaير
المباشرة الكامنة وراء الظواهر التربوية المختلفة .وهو ما أكده على الكاشف) حين عaaرف البحث
التربوي بأنaه "صaورة من صaaور البحث العلمي يعaبر عن بنaاء منظم يحتaaوي على مجموعaaة من
11من 51
االتجاهات التي توجه مسلك الباحث التربوي في دراسته ،ويشaaتمل على نسaaق من الطaaرق العامaaة
واألدوات واألسaaاليب الaaتي تسaaتخدم في جمaaع المعطيaaات عن المجaaال الaaتربوي ،وفي تحليaaل هaaذه
المعطيات وتفسيرها ،ويتجه إلى تحقيق األهداف المنوطة بaaالبحث العلمي عمومaaا ،وهي الوصaaف
والتفسير والتحليل والتنبؤ" ،بل وكان (أحمد المهدي) أكثر تحديدا في ذلك حينما أكد على أنه ذلaك
"النمط الخاص من البحث االجتماعي الذي يتوجه فيه جهد الباحثين االجتماعيين لدراسة مشكالت
تتصل بالمؤسسات التربوية بوصفها مؤسسات متميزة عما عaaداها من المؤسسaaات االجتماعيaaة في
أهدافها وهياكل تنظيمها ،ومناهج العمل فيها ،وإداراتها وأساليب تطويرها وتقييم عوائدها".
وفي رؤية خامسaaة جaaاءت أكaaثر شaaمولية عaaبر (جaaابر طلبaaة) عن المعaaني بaaالبحث الaaتربوي بأنaaه
"مؤسسة اجتماعية لها مفهومها وتكوينها ومحتواها وعملياتهaaا ونتائجهaaا ،وتعمaaل في إطaaار ثقافaaة
وفلسفة المجتمع ،وتخدم قضاياه التربوية والتعليمية" a.ويفسر ذلك بقوله" :أمaaا المفهaaوم فيشaaير إلى
كونaaه طريقaaة منهجيaaة منظمaaة ومسaaتمرة لدراسaaة قضaaايا ومشaaكالت التربيaaة والتعليم ،تهaaدف إلى
اكتشاف معارف جديدة ووضع حلول وبدائل ممكنة لعالج هذه القضايا وتلaaك المشaaكالت ...وأمaaا
التكوين فيشير إلى كونه ال يعمل في فaaراغ ،ولكنaaه يعمaaل في إطaaار يسaaتمد مقوماتaaه وجaaذوره من
الواقع التربوي ...وأما المحتوى فيشaير إلى كونaه رصaيدا إنسaانيا من الفكaر والمعرفaة التربويaة
والمفاهيم واآلراء التربوية التي يجب أن تنمaaو وتتطaaور باسaaتمرار السaaتخدامها في تطaaوير ذاتaaه،
وتطوير غيره من الفكر التربوي.
12من 51
ثالثاً :اهداف البحث التربوي
البحث التربوي كما أي بحث من األبحاث العلمية يمتلك أهداف معينة من أهمها:
البحث عن معلومات تساعد في اإللمام بمعظم نواحي العملية التربوية فهي تعطي األفكار .1
التي تساعد في الدفع بالعملية التعليمية والتربوية إلى التطور والتحسن.
يمكننا البحث التربوي على تحديد أماكن الضعف في العملية التربوية ومحاوله تحس ينها .2
وأيضا معرفة أماكن قوتها
البحث ال تربوي يس اهم بش كل مباش ر في تح ديث وتط وير العملي ة التربوي ة وتحس ينها .3
بشكل مستمر وفعال.
البحث ال تربوي ي وفر للم دربين والمدرس ين االض طالع على أح دث الط رق التربوي ة .4
الستخدامها في تسهيل الفهم لدى الطالب.
البحث التربوي يسهم بشكل فعال في تحسين نوع وكم المخرجات العلمية التربوية. .5
فمن خالل معرفتنaaا بaaالفرق بين البحث الaaتربوي والبحث العلمي نسaaتنتج أن البحث الaaتربوي أحaaد
فروع البحث العلمي الذي يساعدنا في تطوير حياتنا نحو األفضل.
13من 51
رابعاً :مجاالت البحث التربوي
تعتبر مجاالت البحث العلمي التربوي وقضaaاياه المختلفaaة ترتبaaط بمجaaاالت عمaaل األقسaaام العلميaaة
القائمة على أمر هذه البحوث التربوية .وسيتم حصرها في مجاالت سaaبعة ،محaاوال تحديaد قضaايا
البحث الخاصة بكل مجال من هذه المجاالت .وهذه المجاالت السبعة وهي:
لما كان علم أصول التربية يشير إلى الركائز واألسس التي تستند إليها العمليaaة التربويaaة ،وتشaaتق
منها مبادئها ومقوماتها ،وتحدد على ضوئها غاياتهaaا وأهaaدافها ،وترسaaم على نحaaو منهaaا عملياتهaaا
ومناهجهaaا ،بالصaaورة الaaتي تعكس فلسaaفة المجتمaaع وأهدافaaه ،وتوضaaح أهميaaة التربيaaة في العaaالم
المعاصaaر وفي مرحلaaة التحaaول الaaديمقراطي داخaaل المجتمaaع ،وتحليaaل معناهaaا ،وإبaaراز األسaaس
االجتماعيaaة واالقتصaaادية والثقافيaaة والسياسaaية الaaتي تaaدور في فلكهaaا العمليaaة التربويaaة ،وتمكين
الباحثين من معرفة هذه األسس التي توجaaه النشaaاط الaaتربوي والتعليمي الaaذي يقaaوم بaaه المربaaون،
وتمكنهم من الحكم على األساليب التربوية المختلفة ،وإبراز العالقة العضوية بين أهaaداف التربيaaة
وأساليبها وبين غايات المجتمع وطموحاته في تكوين المaaواطن الصaaالح وفي تحقيaaق متطلباتaaه في
العالم المتغير ،وتبيان أهمية وضع إطار عام لفهم ما تقوم بaaه التربيaaة من وظaaائف ومaaا يaaدور في
فلكها من قضايا ،وما يمكن عمله لمعالجة مشكالتها ،ومن ثم إقرار األسس والمفaاهيم الaتي تجعaل
من التعليم مهنة لها أصولها العلمية ودستورها األخالقي
ومن القضايا البحثية في مجaaال فلسaaفة التربيaaة مaaا يتعلaaق بaaالبحث في مفرداتهaaا المختلفaaة المتعلقaaة
باإلنسان ،والمجتمع ،والمعرفة ،والكون ،واألخالقيات ،والقيم ،وغيرها من األسس الفلسaaفية الaaتي
تقوم عليها النظريaaات التربويaaة السaaتنباط واسaaتخراج األصaaول والمبaaادئ واألطaaر النظريaaة ،ومaaا
يتصل بها من أهداف وقيم واختيارات وسياسات تدعم التربية وتتمثل في:
دراسة أسس ومقومات الفلسفة التربوية كنتاج اجتماعي وعالقتها بمتطلب ات التنمية في .1
المجتمع.
دراس ة فلس فات التربي ة المختلف ة في عالقته ا ب القوى والعوام ل الم ؤثرة ،وتحدي د .2
انعكاساتها على التربية داخل المجتمع.
14من 51
دراسة الفلسفة التربوية في المص ادر األص يلة في الكتب الس ماوية المقدس ة (الت وراة - .3
التربية ووسائلها ،وأه داف المجتم ع في تك وين الم واطن اإلنس ان ،وفي تحقي ق التق دم
العام في عالم متغير.
فهم وظائف التربية وقضاياها ومعالجة مش كالتها على ض وء تحدي د مكان ة التربي ة بين .8
الفلسفة التربوية الوجودية Existentialismالتي تؤكد على أن اإلنسان ه و الك ائن
الوحيد الذي وجد في العالم أوال ،ثم هو ال ذي يح دد ماهيت ه بيدي ه ،أي حقيقت ه وهويت ه
وكينونته.
الفلسفة التربوية الواقعية التي تؤكد من وجهة نظر مؤسسها هيجل Hegelعلى العقل
في فهم األشياء ،وأن الفعل هو الواقع ،ولكن الواقع هنا ليس هو الواقع التجريبي.
الفلسفة التربوية الوض عية Positwismال تي تؤك د على العل وم الطبيعي ة والطريق ة
العملية كمصادر للمعرفة ،وتتسم بالتفرقة الحادثة بين عالم الواقع وعالم القيم ،وبالعداء
الشديد للفلسفة التقليدية.
والمجال الثاني من مجاالت البحث في علم أصول التربية هو مجaaال دراسaaة تaaاريخ التربيaaة وهaaو
المجaaال الaaذي يسaaتهدف توضaaيح األبعaaاد والتطaaورات الaaتي مaaر بهaaا الفكaaر الaaتربوي ،والعوامaaل
15من 51
المجتمعيaaة المختلفaaة (السياسaaية واالجتماعيaaة والثقافيaaة واالقتصaaادية )....الaaتي شaaكلت هaaذا الفكaaر
التربوي في الفترات التاريخية المختلفة (القديمة -الوسطى -الحديثة -المعاصaaرة) a،األمaaر الaaذي
يسهم إسهاما كبيرا في فهم مرجعية هذا الفكaaر ،وفي فهم وتفهم األوضaaاع التربويaaة ،ومaaا قaaد ينجم
عنها من مشكالت تربوية في المجتمع المعاصر ،وهو ما يفرض مراجعة هذه األوضاع التربويaaة
وتطور مؤسساتها ومدخالتها في محاورها الخمسaة المختلفaة ،سaواء تم االعتمaاد في دراسaة هaذه
األوضاع على الطريقة الطولية ،وهي الطريقة الaaتي يتم التركaaيز فيهaaا على قضaaية تربويaaة معينaaة
وتسليط أضواء التاريخ في فتراته المختلفة عليها.
يعد مجال دراسات المستقبل من المجاالت المهمة في البحث العلمي التربوي ،الذي يعتبر إلى حaaد
مaaا من المجaaاالت المسaaتحدثة في البحث الaaتربوي داخaaل المجتمaaع ،والaaذي تعaaددت الaaرؤى حaaول
مسمياته .فقد نشرت "الجمعية األمريكية لمستقبل العالم" في سنة ۱۹۹۷من القرن الماضي نتيجة
استفتاء أجرته حول االسم المناسب الذي ينبغي إطالقه على هذا المجال ،اتضح من خالله أنaaه قaaد
يطلق عليه وعلى دراساته:
مفهوم الدراسات المستقبلية .Future Studiesويشير إلى كون ه "محاول ة لتص ور .1
سمات وبدائل المستقبل المترتبة على الخيارات البديلة والمسارات المختلف ة ال تي يحتم ل
أن تتخذها األحداث أو يحددها صانعو القرارات" .أو إلى كونه "نوعا من البح وث ته دف
إلى استكشاف صورة المستقبل المتوقع أو المحتمل أو الممكن تحقيقه".
مفهوم الريادات المستقبلية ،Futuristicوينظر إليه على أن ه "بحث علمي يه دف إلى .2
وصف التط ورات المحتمل ة ال تي تح دث في المس تقبل ،فيح دد األرجحیات في مث ل ه ذه
التطورات ،ويقوم نتائجها".
مفه وم التكهن ات ،Prognosticsويع رف على أن ه "محاول ة الوص ول إلى خلفي ة .3
للمعلومات المستقبلية طويلة المدى الالزم ة للنش اط التخطيطي ،باعتب اره مي دان دراس ة
يركز على طرق التنبؤ من حيث تطورها واستخدامها وتقويمها".
16من 51
مفهوم علم دراسة المستقبل ،Futurologyويع د المفه وم األك ثر ش يوعا واس تخداما .4
في هذا المجال ،والذي ظهر ليعني التبشير ببعض جزئیات صورة المستقبل ولم دة أط ول
أو أكثر من عشرين عاما.
مفهوم االستش راف أو التحلي ل المس تقبلي ،Prospective Analysisويش ير إلى .5
تحديد المستقبل بوضع احتماالت مختلفة لمسارات تطوره .ويتميز هذا المجال بأنه يرتب ط
ارتباطا كبيرا بطبيعة البحث ذاته ،فإن نظر إلى ه ذا المي دان كفلس فة متكامل ة يالح ظ أن ه
يتميز بنظرة تقدمية وإنسانية ،وبوحدة الكون ،وبالقيم ،وبالتنمية الشاملة .وإن نظر إلي ه
على أنه افتراضات علمية فإنه يتميز بإمكانية التنبؤ بالمستقبل ،وبش مولية النظ رة إلي ه،
وبتعدد المستقبليات البديلة ،وبارتباطه بالحاضر والماض ي مع ا ،وبمرون ة التعام ل مع ه،
وبتحديد موق ف األف راد من دراس اته .وإن نظ ر إلي ه على أن ه علم مع رفي ،فيالح ظ أن ه
يتميز ب التركيز على األفك ار المتعلق ة بالمس تقبل من حيث المف اهيم والنظري ات وبتراب ط
النظم المعرفية فيه ،وبالقدرة على تطوير الفكر البشري .أما إذا نظر إلي ه على أن ه منهج
للبحث فإن خصائصه تتوقف على نوعية األساليب المستخدمة فيه.
من المجاالت البحثية المهمة في البحث العلمي ما يتعلق بالدراسات البحثية المتعلقة باإلدارة بكافة
أشكالها ومستوياتها ،والذي تزاید بعaaد ظهaaور معیار اإلدارة الرشaيدة أو الممaaيزة كأحaد المعaaايير
القوميaaة للتعليم في بدايaaة القaaرن الحaaادي والعشaaرين ،خاصaaة مaaع تزايaaد الحاجaaة لإلدارة الفعالaaة
Effective Managementوسaaط مaaا صaaاحب بدايaaة األلفيaaة من تطaaورات على المسaaتويين
المحلي والعالمي ،نتيجة أن الفكر اإلداري التربوي يتطور ويتغير بصaورة مسaتمرة ،وهaو تغيaير
يحدث بسرعة غير مسبوقة ،ألن الدور الذي تقوم به اإلدارة اليوم يختلف عن الaaدور الaaذي كaaانت
تقوم به باألمس .وهو ما يوسع من القضايا البحثية التي يعالجها هذا المجال البحثي المهم.
ومن أهم القضaaايا البحثيaaة الaaتي يمكن معالجتهaaا في هaaذا المجaaال اإلداري بصaaفة عامaaة مaaا يتعلaaق
بالمفاهيم اإلدارية المختلفة ،ودورها في تحقيق أهaaداف العمليaaة التربويaaة أو التعليميaaة ،والعالقaaات
اإلدارية بعضها البعض ،والعوامل المؤثرة عليها ،مما يمكن تفصيله في القضايا اآلتية:
17من 51
القض ايا المتعلق ة بفلس فة اإلدارة ونظرياته ا المختلف ة ،وال تي يتم في ض وئها تفس ير .1
الطبيعة اإلدارية من حيث عمليتها ،أو فنياتها ،أو أخالقياتها ،أو الثالثة معا ،وما تفرضه
ه ذه الطبيع ة على عملياته ا المختلف ة من مب ادئ وقيم وتوجه ات ،تح دد عالقته ا بنظم
اإلدارة العامة ومجاالت اإلدارة األخرى.
القض ايا المرتبط ة بوظ ائف اإلدارة ،من حيث التخطي ط والتنظيم والتنس يق والتوجي ه .2
واالتص ال والرقاب ة والمتابع ة ،والعالق ة بين الوظ ائف اإلداري ة ،ومس تويات الكفاي ة
الالزم ة للق ائمين عليه ا ،والمج الس التربوي ة المختلف ة ودوره ا في العم ل اإلداري
التعليمي أو المدرسي.
القضايا المرتبطة بأنواع اإلدارة ومستوياتها المختلفة ،وعالقة ه ذه المس تويات بعض ها .3
ببعض ،وتأثيراتها على عملية صنع واتخاذ الق رارات التربوي ة من ناحي ة ،وعلى األداء
التعليمي في المي دان ال تربوي من ناحي ة ثاني ة .وم ا ي ترتب على ك ل ه ذا من تف اعالت
إدارية تحدد شبكة االتصاالت بين المستويات اإلدارية المختلفة المركزية -الالمركزية –
اإلجرائية).
المناخ المجتمعي وما يوجد فيه من سياقات مختلفة تترك تأثيرات واضحة على العمليات .4
أوالمتعلقة بمي دان تطبيقه ا وممارس اتها ،وم ا ي ترتب على ه ذه المش كالت من ت أثيرات
على العملية التربوية برمتها.
من المجاالت البحثية المهمة مجال البحث في التربية المقارنة ،باعتبارها من الميادين المهمة في
البحث التربوي ،لما يترتب على معرفتهaا من فوائaد في إيقaاف الدارسaين على التطaور التaاريخي
الذي مaaرت بaaه ،وأهم مجاالتهaaا وأهaaدافها ،ومنaaاهج البحث المسaaتخدمة فيهaaا ،وأهم مصaaادرها في
18من 51
عالقتها بالمجاالت البحثية في العلوم التربوية األخرى ،وكل هذا من خالل الميادين البحثيaaة الaaتي
يدور في فلكها هذا المجال البحثي:
التعليم كنظام يدخل ضمن نظام أكبر في عالقته بالقوى االجتماعي ة والثقافي ة والتاريخي ة .1
والسياس ية واالقتص ادية وغيره ا ،وم ا ي ترتب على ه ذه العالق ة من ت أثيرات على نظم
التربية والتعليم المختلفة ،إضافة إلى العالقات القائمة داخل النظام التعليمي ذاته.
التوجه ات العالمي ة المعاص رة في التربي ة المقارن ة ،وم ا تعرض ه من قض ايا تربوي ة .2
مستحدثة تفرض نفسها على المستقبل التربوي والتعليمي في المجتم ع ،وم ا يرتب ط به ا
من ع رض للخ برات التعليمي ة المختلف ة ،وس بل اإلف ادة منه ا .وك ذا التج ارب التعليمي ة
المختلف ة س واء أك انت في مج ال التعليم األساس ي أم في التعليم الث انوي أم في التعليم
العالي والجامعي.
عالقات التعليم باألنظمة التعليمية الس ائدة في البل دان المختلف ة ،من حيث أوج ه التش ابه .3
واالختالف والتمايز ،وما يترتب عليه من تحديد ألوج ه اإلف ادة من ه ذه األنظم ة ،س واء
أكانت أنظمة متقدمة أم شبه متقدمة أم نامية ،ولها نفس ظروف المجتمع الذي تعيشه.
مدخالت النظام التعليمي المختلفة وما تمر به من م دخالت تعليمي ة مختلف ة ،وم ا ي ترتب .4
عليها من مخرجات تعليمية ،يتم في ضوئها تحديد عناصر هذه المدخالت ،ثم تحديد م دى
كفاءة هذه العناصر وفعاليتها داخل الميدان الذي توجد فيه.
دراسة السياسات التعليمية القائمة في عالقته ا بالسياس ات التعليمي ة القائم ة في البل دان .5
لمعرفة التوجهات الحاكمة لهذا التعليم (التوجهات اإلس المية – التوجه ات الرأس مالية –
االشتراكية وغيرها).
البحوث المقارنة حول تأثير المدارس المختلفة والنوعيات المختلف ة من المعلمين ،وآث ار .7
الثقافية.
19من 51
األنماط العامة لعالقة الدولة بالنظم التعليمية في العالم المعاصر ،وعالق ة ذل ك باألوض اع .9
يعتبر المجال البحثي في علم المناهج وطرق التدريس والوسaائل التعليميaaة من المجaاالت المهمaة
في البحث العلمي الaaتربوي األكaaثر تعaaددا ،نظaaرا لتعaaدد ميادينaaه ومباحثaaه ،وفقaaا لتعaaدد المaaواد
التخصصية داخل هذا القسم ،والaتي يكaون من بين مهaaام أقسaaام المنaaاهج وطaaرق التaدريس تزويaد
المتعلمين بالمهارات واألهداف والبرامج الخاصaaة بكaaل مaaادة تخصصaaية على حaaدة .حيث منaaاهج
وطرق تدريس اللغة العربية ،اللغة اإلنجليزية ،اللغة الفرنسية ،العلوم.
ومن الصعوبة هنا إمكانية حصر جميع المجاالت البحثية الaaتي يتناولهaaا كaaل تخصaaص على حaaدة؛
ولذا فإنه سيتم االقتصار في عaaرض مجaaاالت البحث العلمي الaaتربوي في مجaaال المنaaاهج وطaaرق
التدريس على النقاط واألولويات البحثية العامة التي تشترك فيها كaaل هaaذه التخصصaaات الفرعيaaة،
على أن يؤخذ في االعتبار عند تحديد أولويات البحث ما لكل تخصaaص من ممaaيزات وخصaaائص
تميزه عن غيره .والنقاط البحثية العامة في مجال المناهج وطرق التدريس يمكن إجمالها في سaaتة
مجاالت رئيسية سيتم التركيز على بعض النقاط البحثية في كل منها ،بالصورة الaaتي تأخaaذ بأيaaدي
الباحثين المبتدئين ،وتكون عونا لهم على الخوض في دراسة هaaذا المجaaال البحaaثي وبحث قضaaاياه
المختلفة ،مع االستفادة في هذا التصنيف بما ذكره الخراشي من محاور هذا المجال .ومنها:
مجال األهداف التعليمية :ويتضمن البحث في هذا المجال نقاطا عديدة منه ا (م دى إدراك .1
المعلم لألهداف العامة لت دريس الم ادة ال تي يق وم بتدريس ها ،والتراب ط بين موض وعات
المقرر الذي يقوم بتدريسه واألهداف العامة لهذا المقرر ،وم دى تحق ق األه داف العام ة
لتدريس الم ادة التعليمي ة من وجه ة نظ ر الع املين أو الخ براء ،والقي ام بتحلي ل أه داف
تدريس المواد التعليمية المختلفة ،وتقويمها في ضوء األه داف اإلقليمي ة أو الدولي ة من
ناحي ة ( خص ائص المتعلمين -فلس فة التربي ة -التعليم في المجتم ع -طبيع ة المعرف ة
20من 51
العلمي ة المتخصص ة ) ،وإع داد ص ياغات جدي دة أله داف ت دريس المق ررات التعليمي ة
المختلفة من قبل الخبراء ومقارنتها بالصياغة القائمة).
مج ال المق ررات الدراس ية :ويتض من البحث في ه ذا المج ال التكام ل بين المق ررات .2
الدراس ية المختلف ة في المس توى الدراس ي الواح د وفي الس نوات الدراس ية المختلف ة،
والتكام ل بين المق ررات الدراس ية والمق ررات األخ رى من غ ير ذات التخص ص،
والمتطلبات المعرفية الالزمة لمتابع ة دراس ة مق ررات معين ة ،وم دى ت وافر المتطلب ات
المعرفي ة ال تي يتطلبه ا مق رر دراس ي معين ل دى المعلمين والمتعلمين ،والعالق ة بين
اتجاهات المعلمين نحو بعض القضايا التي تطرحها المقررات الدراسية ،كلها أو بعضها،
والصعوبات المرتبطة بتدريس بعض المقررات الدارسية ،سواء التي يراها المعلم ون أو
التي يراها المتعلمون ،والمقترحات الالزمة لمواجهة ه ذه الص عوبات .وتق ويم المعلمين
أو المتعلمين لمق رر تعليمي م ا في ض وء بعض المع ايير ،والمض امين االجتماعي ة
والثقافي ة الموض وعات مق رر تعليمي م ا ،وم دى اس تفادة المتعلم من دراس ة مق رر أو
مقررات تعليمية معينة ،وإعداد أو صياغة وحدات من مقرر تعليمي م ا بن اء على أفك ار
معينة ،وإعداد وحدات دراسية في موضوعات معينة لمراحل تعليمية مختلفة).
مجال أساليب التدريس ومهاراته :ومن القض ايا البحثي ة المهم ة في ه ذا المج ال تحدي د .3
الخصائص العامة لألساليب المتبعة حاليا في التدريس ،تبع ا للمرحل ة التعليمي ة وإج راء
المقارن ات الالزم ة بينه ا ،وتق ويم المتعلمين أو اتجاه اتهم نح و األس اليب المتبع ة في
التدريس ،واالتجاهات العام ة نح و اس تخدام األس اليب الحديث ة في الت دريس ،ومعوق ات
اس تخدام األس اليب الحديث ة في الت دريس في ض وء خص ائص الفص ل الدراس ي وس بل
التغلب عليها ،والعالقة بين اتجاهات المعلمين أو المتعلمين من حيث إعدادهم – تأهيلهم
-تدريبهم -مستوياتهم األكاديمية نحو استخدام أساليب متنوع ة للدافعي ة في الت دريس،
ومهارات التدريس العامة والخاصة الالزم ة للمعلم ،وتق ويم مه ارات الت دريس الخاص ة
والعامة لدى المعلمين.
مجال الوس ائل واألنش طة التعليمي ة :ويتض من البحث في ه ذا المج ال (إدراك المعلم أو .4
المتعلم أو الموج ه ل دور الوس ائل أو األنش طة التعليمي ة في ت دريس الم واد التعليمي ة
21من 51
المختلفة ،وتوافر الوس ائل التعليمي ة في الت دريس واس تخداماتها ومعوق ات تفعيله ا في
التدريس ،ودور الجمعي ات العلمي ة في تحقي ق بعض أه داف ت دريس مق رر تعليمي م ا،
ودور القراءة الخارجية في تحقيق بعض أهداف تدريس مقرر تعليمي م ا ،ودور الكت اب
المدرسي أو الكتاب الخارجي في تعليم أو تعلم م ادة م ا ،وتق ويم دلي ل المعلم في الم واد
المختلفة في ضوء بعض المعايير ،وصياغة جوانب من دليل المعلم في الم واد التعليمي ة
المختلف ة ،وإع داد دلي ل معلم مس تحدث في الم واد التعليمي ة المختلف ة ،واألنش طة
المصاحبة للمقررات التعليمية وتأثيرها على التحصيل أو التعلم).
مجال أساليب التقويم وأدواته :ويتضمن البحث التربوي في هذا المجال ع ددا من النق اط .5
منه ا (تحدي د األس اليب أو األدوات ش ائعة االس تخدام في تق ويم التحص يل في الم واد
المختلفة ،وتقويم األساليب أو األدوات المستخدمة في التقويم في ضوء األس س العلمي ة
للتقويم ،وتحديد االتجاهات نحو األس اليب المتبع ة حالي ا في تق ويم التحص يل في الم واد
الدراس ية المختلف ة ،واالتجاه ات نح و اس تخدام األس اليب الحديث ة في التق ويم للم واد
الدراسية المختلفة ،ومعوقات استخدام األس اليب الحديث ة في التق ويم ومقترح ات التغلب
على معوق ات اس تخدام األس اليب الحديث ة في التق ويم ،وبن اء اختب ارات تحص يلية
موضوعية في المواد المختلف ة وحس اب ثباته ا وص دقها ،وإع داد اختب ارات تشخيص ية
(تدريبية -تنبؤيه) في المواد المختلفة ،وبناء مقاييس ثابتة وص ادقة لقي اس االتجاه ات
والميول نحو مواد تعليمية ما ،وإعداد قوائم مراجعة (تقدير) ثابتة وص ادقة لتق ويم أداء
المعلمين في مهارات التدريس العامة أو الخاصة ،وكذلك للمتعلمين).
مجال ن واتج التعلم وص عوباته :ويتض من البحث في ه ذا المج ال (تحص يل المف اهيم في .6
المواد الدراسية المختلفة في م ادة بعينه ا أو ع دد من الم واد أو مجموع ة م واد ترتب ط
بتخصص معين ،وتشخيص المفاهيم الخاطئة في المواد التعليمية المختلفة ،والعالقة بين
اتجاه ات المتعلمين أو مي ولهم أو اس تعداداتهم أو أس اليبهم المعرفي ة وبين تحص يلهم،
والعوامل المسؤولة عن تدني التحصيل في التعلم ،واألخطاء الش ائعة في تعلم المه ارات
وغيرها ،والعالقة بين فهم المعلم أو مهارات ه أو اتجاهات ه وبين فهم المتعلم أو مهارات ه
أو اتجاهاته ،ونمو المه ارات االتجاه ات -أس اليب التفك ير) وعالقته ا بجنس المتعلم أو
22من 51
مس تواه التحص يلي أو األس لوب المع رفي) وم ا تتطلب ه ك ل ه ذه المج االت البحثي ة من
مهارات وكفايات.
لما كان مفهaaوم التربيaaة اإلسaaالمية من المفaaاهيم الaaتي القت اهتمامaaا موسaaعا من قبaaل البaaاحثين في
اآلونة األخيرة ،فإن القضايا البحثية المتعلقة بهذا المجال قد حدد عaaددا منهaaا سaaعيد إسaaماعيل علي
في:
الكتابات المنهجية في التربية اإلسالمية ،وهي الكتابات التي حاول أصحابها من خاللها أن -1
يحددوا المفاهيم األساسية في التعامل مع التربية اإلس المية ،ومنهج دراس تها ،واألص ول
التي يجب أن تعتمد عليها.
الكتابات األصولية في التربية اإلسالمية ،وهي الكتابات التي يعكف الب احث ال تربوي فيه ا -2
على دراس ة م ا ج اء في الق رآن الك ريم والس نة المطه رة ،كي يس تخرج منه ا أفك ارا و
نظریات وآراء تتعلق ببعض القضايا والمفاهيم التي يحفل بها عالم التربية والتعليم.
الكتابات الفلسفية في التربية اإلسالمية ،وهي الكتابات ال تي يتج ه فيه ا الب احث ال تربوي -3
إلى األعم ال الفكري ة المختلف ة لواح د أو أك ثر من مفك ري اإلس الم ،مث ل ابن خل دون،
والغزالي ،وابن سينا وغيرهم ،الستطالع آرائهم في إحدى القضايا ،والتي غالب ا م ا يتج ه
الباحث فيها إلى مفكر بعين ه لي درس آراءه كله ا ،وق د يك ون المح ور مفهوم ا أو اتجاه ا
يتبعه الباحث عند أكثر من مفكر.
الكتابات التاريخية في التربية اإلسالمية ،وهي الدراسات التي يقوم فيه ا الب احث بدراس ة -4
تطور التطبيق العملي ألفكار ونظريات التربية اإلسالمية عبر التاريخ ،إما بط ول العص ور
اإلسالمية (الطريقة الطولية) ،أو عند طائفة معينة ،أو من خالل مؤسس ة تعليمي ة ،أو من
خالل إقليم معين ،أو من خالل المؤسسات التعليمية طوال العصور اإلسالمية.
الكتاب ات المتنوع ة في التربي ة اإلس المية ،وهي الكتاب ات ال تي لم تتقي د بن وع واح د من -5
الفئ ات الس ابقة ،وإنم ا تح اول أن تجم ع بين ع دد منه ا ،وذل ك به دف رص د مناهجه ا
ونظرياتها ومفاهيمها األساسية.
23من 51
مجال البحث في دراسات الطفولة .7
نظرا الفتتاح أقسام علمية خاصة بدراسات الطفولة في بعض كليات التربيaaة ،إضaaافة إلى وجaaود
عدد من كليات رياض األطفال المتخصصة ،ووجود مراكز بحثيaaة متخصصaaة كمركaaز دراسaaات
الطفولة ،ومعاهد الدراسات العليا للطفولة ،فإن مجال البحث التربوي قد امتد إلى هذا الميaaدان من
نواح عديدة ،بعضها يتصل اتصاال مباشرا أو غير مباشر بالمجaaاالت البحثيaaة في أصaaول التربيaaة
بقضاياها المختلفaaة ،وبaaاإلدارة والتربيaaة المقارنaaة وبالدراسaaات المسaaتقبلية في التربيaaة ،وبالمنaaاهج
وطaaرق التaaدريس والوسaaائل التعليميaaة وبعلم النفس والصaaحة النفسaaية ،ولكن بالصaaورة الaaتي يتم
التركيز فيها على مراحل الطفولة (المهد -الرضaaاعة -الطفولaaة المبكaaرة -الطفولaaة المتوسaaطة -
الطفولة المتأخرة) .وبعضها اآلخر يتعلق بالدراسات المتعلقة بالطفولة ذاتها.
فمن أهم القضaaايا البحثيaaة في دراسaaات الطفولaaة مaaا يتعلaaق بمؤسسaaات دور الحضaaانة وريaaاض
األطفال ،من حيث أهميتها وأهدافها وتaaاريخ نشaaأتها ،وتخطيطهaaا ،والمواصaaفات الالزمaaة لهaaا من
حيث البناء ومشتمالته أو تجهيزاتaaه من حجaaرات وألعaaاب وحaaدائق ومكتبaaات ،ومن حيث الجهaaاز
البشaaري القaaائم على أمaaر دور الحضaaانة وريaaاض األطفaaال ،سaaواء على مسaaتوى اإلدارة أو على
مستوى المعلمات أو الجهاز اإلشرافي المعاون .ومن حيث سبل التطوير الجارية لaaدور الحضaaانة
ورياض األطفال .ومن حيث النظم المتبعة في الaaدول المتقدمaaة في تنظيم دور الحضaaانة وريaaاض
األطفال ،ثم إبراز أهم التوجهات العالمية المعاصرة في دور الحضانة ورياض األطفال.
وتعتaaبر القضaaايا المرتبطaaة بقصaaص األطفaaال من المجaaاالت البحثيaaة المهمaaة في ميaaدان دراسaaات
الطفولة وبحوثهaا ،نظaرا لمaا للقصaة من دور واضaح في تنميaة القيم واالتجاهaات اإليجابيaة لaدى
أطفال دور الحضانة ورياض األطفال ،نتيجة ما تتمتع به -إذا كتبت بفنيات وتقنيaaات عاليaaة -من
تشويق لألطفال وجذب انتباههم .وتدور األبحاث في هذا الميدان حaaول الaaدور الaaتربوي للقصaaص
في حياة األطفال ،مدى تفعيل المكونات القصصية المختلفة من حيث أفكارها وعناصرها وترتيب
أحداثها ولغتها وأسلوبها في إحداث تأثيراتها التربوية المرغوبة لدى الناشئة ،وأهم المعايير الالزم
توافرها في القصص المقدمة
24من 51
مجال البحث في علم النفس التربوي .8
تعد الدراسة البحثيaaة في مجaaاالت علم النفس المختلفaaة من أهم مaaا يaaتزود بaaه البaaاحثون في العلaaوم
التربويaaة ،سaaواء أكaaانوا من بaaاحثي كليaaات التربيaaة ومعاهaaد إعaaداد المعلمين أم من البaaاحثين في
مؤسسaaات و مراكaaز البحث العلمي الaaتربوي داخaaل المجتمaaع؛ ألن الوقaaوف على هaaذه المجaaاالت
البحثية تمد من يخوض غمار البحث فيها بالبحث عن سبل نجاح مهنة التعليم عند القائمين بهaaا أو
المزاولين لها ،بالوقوف على الصaaفات والسaaمات الaaتي تجعلهم نaaاجحين و محبaaوبين ،وتمكنهم من
التحصن ضد متاعب مهنة التدريس وصراعاتها المختلفة التي قد تبaaدد من نشaaاطاتهم أو تثبaaط من
هممهم ،وتجعلهم -إذا ما استمروا عليها -قابلين لالنحراف عن الخط التربوي السليم ،إضaaافة إلى
إمaaدادهم بالمعلومaaات الخاصaaة بكيفيaaة تعلم األفaaراد ،بمaaا تتطلبaaه هaaذه الكيفيaaة من شaaروط وأنaaواع
ونظريات يتم في ضوئها تفسير األحداث والمواقف التعليميةa.
ويأتي في مقدمة المجاالت البحثية في علم النفس ما يعaaرف بعلم النفس التعليمي ،ذلaaك العلم الaaذي
حدد (خير هللا والكناني) أهميته في استبعاد كل ما هو غير صحيح حول العملية التعليمية ،وتزويد
التربويين بالمبادئ الصحيحة التي تفسر التعلم المدرسي ،وإكساب الباحثين األهداف الكامنة وراء
العلم ومن ثم وراء علم النفس التعليمي،
وتزويدهم بمهaaارات الوصaaف العلمي لعمليaaات التعليم ،ومسaaاعدتهم على التفسaaير العلمي لكaaل مaaا
يجaaري بهaaذه العمليaaة ،ومن ثم إمكانيaaة التنبaaؤ العلمي بسaaلوكيات األفaaراد من المتعلمين .ويتنaaاول
البحث في هذا الميدان البحث في القضايا اآلتية:
طبيعة التعلم ،والعوامل المختلفة المؤثرة في إحداثه (النضج ،التكوين العصبي ،اإلمكانيات -1
العقلي ة واالقتص ادية ،الممارس ة ،التك رار ،الت دريب ،الت درج ،ال دوافع ،العوام ل البيئي ة
المتعلقة بالمتعلم ذاته ،وكذلك عوامل الوراثة).
نظريات التعلم المختلفة ،النظريات االرتباطية الشرطية الكالس يكية (ب افلوف -وطس ون)، -2
أو نظريات التعلم الوسیلی کنظرية (ثورنديك) أو االرتباط الشرطية التالزمية (ج اثري) أو
النظرية السلوكية الوص فية (س کینر) أو التعزيزي ة (ه ل) أو النظري ات المجالي ة (نظري ة
الجشتالت ،ونظرية لينين ،ونظرية تولمان).
25من 51
دراس ة الق درات المختلف ة ذات الت أثير الواض ح في العملي ة التعليمي ة الق درات العقلي ة -3
ومكوناتها -القدرة الرياضية -القدرة العددي ة -الق درة االس تداللية – الق درة المكاني ة –
القدرة على التذكر ،وغيرها ....
ما يتعلق بالذكاء بما يتضمنه هذا الميدان البحثي من دالالت ومفاهيم خاصة به ،وبأنواعه -4
(الذكاء االجتم اعي -ال ذكاء االص طناعي )...وبقياس ه ،وتص نيفاته المختلف ة ،والعوام ل
المؤثرة عليه ،وأثر تواجده أو قلة تواجده على األداءات التعليمية المختلفة.
الف روق الفردي ة بم ا له ا من مف اهيم ،وأن واع (بين األف راد ،داخ ل الف رد ذات ه ،بين -5
يكتمaaل البحث الaaتربوي بaaالبحث في ميaaدان الصaaحة النفسaaية ،ذلaaك الميaaدان الaaذي يعتaaبر من أكaaثر
مجاالت علم النفس إثارة الهتمام األفراد ،سواء المتخصصين منهم في العلوم اإلنسانية أو غيرهم
من عامة الناس ،ذلك أن الوصول إلى مستوى مناسب من الصحة النفسية السaaليمة أمaaر مرغaaوب
فيaaه من النaaاس جميعaaا ،باعتبارهaaا غايaaة الوظaaائف النفسaaية المتعaaددة الaaتي يتعaaرض علم النفس
لدراستها .فهي غاية اإلنسان في حياته ،وسبيل المجتمع إلى البنيان المتماسك .وهي تشير إلى كaaل
التدابير التي تستهدف الوقاية من االضطرابات العقلية ،وتحسين التوافق النفسaaي لألفaaراد ،وتنميaaة
قدراتهم على تكوين عالقات متوافقة أي منسجمة في جماعات.
وتدور في مجملها حول نوعين من األنشطة :النشaاطات المتعلقaة بالتaaدابير الaتي تتخaaذ المنaaع نمaو
المرض العقلي أو لتسهيل التعرف عليه مبكرا ،وينصaaب االهتمaaام فيهaا على توجيaه االنتبaاه نحaو
توعية عامة الناس وتعليمهم مبaaادئ الصaaحة والوقايaaة .والنشaaاطات المتعلقaaة بالتaaدابير الaaتي تaaوفر
الصaaحة العقليaaة أو النفسaaية لمن حaaدث عنaaدهم اضaaطراب فعلي ،انفعاليaaا كaaان أم عقليaaا ،وينصaaب
26من 51
االهتمaaام فيهaaا على تجنيaaد وتaaدريب األفaaراد وتحسaaين واتسaaاع تسaaهيالت العالج وترقيaaة البحaaوث
الالزمة لهذا الميدان.
وباختصار فإن ميدان البحث في الصحة النفسية من شأنه أن يدور في فلك القضايا البحثية اآلتية:
القض ايا المتعلق ة بالمف اهيم األساس ية في الص حة النفس ية وعالقته ا بم دارس التحلي ل -1
النفس ي والمدرس ة الس لوكية ،والم ذهب الوج ودي ،والم ذهب اإلنس اني .وإب راز ال دور
التربوي تج اه قض ايا الص حة النفس ية ،وارتب اط ك ل ذل ك بنظري ات الشخص ية والص راع
النفسي.
القضايا المرتبطة بالعالج واإلرشاد النفسي من حيث عملياته ،وأنواع ه (العالج الس لوكي -2
-العالج النفس ي الجم اعي -العالج بالعم ل -العالج ب اللعب) وعالق ة ذل ك كل ه باإلرش اد
العالجي.
القضايا المرتبط ة ب األمراض النفس ية والعقلي ة وعالجه ا وآلي ات ال دفاع وغيره ا ،مث ل: -3
العص اب ،القل ق ،الخ وف (الفوبي ا) ،الهيس تريا ،االكتئ اب ،الوس واس القه ري ،ال ذهان،
الفصام ،الحذاء (الب ارا نوي ا) ،اله وس ،الكبت ،النك وص ،اإلس قاط ،التقمص ،التع ويض،
التبرير ،اإلعالء ،وغيرها.
القضايا المرتبطة بالتوافق النفسي واالجتماعي ،واإلحباط. -4
27من 51
خامساً :خطوات إجراء البحث التربوي
اختيار مشكلة البحث .1
يبدأ الباحث بالبحث عن مشكلة لبحثها ،ومفهوم المشكلة في العلوم اإلنسaaانية :هي موقaaف غaaامض
ال نجد له تفسيرا محددا.
بعد اختيار المشكلة يقوم الباحث بجمع المعلومات عنها ثم يبدأ في صياغة المشكلة.
28من 51
االستطالع .2
يشمل الزيaaارات الميدانيaaة والقaaراءات االسaaتطالعية واسaaتطالع آراء الخaaبراء والمهتمين وإجaaراء
بعض المقابالت.
تحديد مكان وزمان البحث وعناصر الموضوع التي يمكن تغطيتها بالبحث.
صياغة الف روض أح د أهم العناص ر ال تي يق وم عليه ا البحث العلمي ألن ب اقي عملي ات
البحث تعتمد على الفرضية ،وهي تفسير أو حل ُمحتمل للمش كلة ال تي يدرس ها الب احث،
ولكن صحته تحتاج إلى تحقق وإثبات.
أهمية الفروض أو الفرضيات :تساعد الفروض الب احث في بل ورة أفك اره وتحدي د أبع اد
الموض وع ،والتعم ق في الموض وع ووض ع أساس ات للبحث ومتابع ة الس ير في البحث
بتسلس ل ض من إط ار مح دد ،واس تخالص النت ائج من تحلي ل البيان ات ،وهن اك بعض
االعتبارات التي يجب أن يراعيها الباحث عند صياغة فروض البحث التربوي:
يمكن بناء البحث التربوي على فرض أو عدة فروض. .1
يمكن صياغة الفروض بإحدى طريقتين ،اإلثبات أو النفي. .2
تشتمل الفروض على متغ يرين :يس مى أح دهما المتغ ير الث ابت ويس مى اآلخ ر المتغ ير .3
التابع.
يشترط أن تكون الفروض سليمة المبنى واضحة المعنى. .4
29من 51
تبين صياغة الفروض مستوى الداللة. .5
تتم برهنة صحة الفروض أو عدم صحتها في نهاية البحث التربوي. .6
تصبح الفروض حقيقة بعد إثبات صحتها. .7
والفرض الجيد يتميز بمجموعة من الخصائص هي:
أن يك ون الف رض متس قا ً م ع الحق ائق المعروف ة س واء ك انت بحوث ا ً أو نظري ات .1
علمية :وفي ضوء ذلك ُيعتبر الفرض التالي غير جي د“ :معلم و الفيزي اء غ ير الق ادرين
على الحديث باللغة العربية الفصحى ال يتمكنون من تدريس الفيزياء”.
أن ُيصاغ الفرض بطريقة ُتم ّكن من اختباره وإثب ات ص حته أو دحض ه ،وفي ض وء ذل ك .2
ُيعتبر الفرض الت الي غ ير جي دُ “ :مدرس و اللغ ة العربي ة بالم دارس االبتدائي ة ال يت وفر
لديهم قدر كاف من التمكن يمكنهم من التدريس الجيد لها”.
أنواع الفروض:
فروض مباشرة :وهي عبارة عن جمل تقريرية أو إجرائي ة تنب أ بنت ائج البحث ،وتس مى
توجد فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في تحصيل مادة علم النفس لص الح
اإلناث ويستخدم الباحث اختبار داللة الط رف الواح د في الكش ف عن الدالل ة اإلحص ائية
للفروق الناتجة.
فروض غير موجهة (الفروض المحايدة) :هي الفروض التي ال يذكر فيه ا اتج اه الف رق
أو نوع العالقة مثل :توجد ف روق ذات دالل ة إحص ائية بين ال ذكور واإلن اث في تحص يل
مادة علم النفس.
فروض صفرية :يشير إلى عدم وج ود عالق ة بين المتغ يرات مث ل :ال توج د ف روق ذات
دالل ة إحص ائية بين ال ذكور واإلن اث في تحص يل م ادة علم النفس ،ويس تخدم الب احث
اختبار داللة الطرفين في الكشف عن الداللة اإلحصائية.
30من 51
خطة البحث :هي عبارة عن وصف تفصيلي لدراسة مقترحة تصمم لبحث مشكلة معينة وتتضaaمن
عد ًدا من الفروض التي سوف ُتختبر ،وتتضمن وص ًفا تفصيليًا لخطوات البحث التي سوف يتبعهaaا
الباحث فى جمع وتحليل البيانات الالزمة ،كما قد تشتمل على الaaزمن المقaaترح إلنهaaاء كaaل خطaaوة
من خطوات البحث.
31من 51
المعلومات ميدانيا من المستهدفين (باستخدام أدوات مناسبة ألغراض الدراسة).
الطريقة اإلنشائية :في هذه الطريقة يحلل الباحث البيانات ويربط بينها ويفسرها مس تندا
االستنتاجات :تكون في نهاية البحث ،ويكون عدد االستنتاجات متناسب مaع عaدد الفaروض ،وكaل
استنتاج مرتبط بفرض من الفروض.
التوصيات :تكون مستقبلية وال ترتبط بالفرضaaيات مباشaaرة ،ويمكن أن تتطaaرق إلى عناصaaر ذات
عالقة بموضوع البحث ولكنها تحتاج إلى مزيد من البحث.
الفصل األول :مشكلة الدراس ة وأهميته ا ويش تمل ه ذا الفص ل على (المقدم ة – مش كلة
الب احث عن موض وع الدراس ة ،وذل ك من خالل المص ادر المختلف ة ال تي تح دثت عن
الموضوع .
الفص ل الث الث :الدراس ات الس ابقة وهي إح دى أهم عناص ر البحث ،وتتمث ل في جمي ع
الدراسات المتعلقة بموضوع البحث ،والتي تظهر باستعراضها أهمية الموض وع ،ونق اط
32من 51
االنطالق إلى المش كلة مح ل الدراس ة ،باإلض افة إلى التنوي ه بجدي د ه ذا البحث ،وم دى
مساهمته في إثراء الموضوع محل الدراسة.
وتحت بند الدراسات السaaابقة يتم اسaaتعراض الرسaaائل الجامعيaaة سaaواء كaaانت رسaaائل دكتaaوراه أو
رسائل ماجستير ..أو بحوث علمية محكمة.
الفصل الرابع :إجراءات الدراسة (المنهج المتب ع – المجتم ع األص لي للدراس ة – عين ة
الدراس ة – أدوات الدراس ة – األس اليب اإلحص ائية المس تخدمة – خط وات الدراس ة –
صعوبات الدراسة).
الفصل الخامس :نتائج الدراسة وتفسيرها.
وبعد كتابة البحث في صورته النهائية يقaaوم البaaاحث بعمaaل تaaدقيق لغaaوي من خالل عرضaaها على
خبير لغوي متخصص حتى تكون الرسالة خالية من األخطاء اللغوية.
ويكون ذلك بعد االنتهاء من كتابة الرسالة من أجaaل معرفaaة نسaaبة التماثaaل وتقليaaل هaaذه النسaaبة في
حالة إذا كانت مرتفعة.
يجب أن ينسق الباحث رسالته وفقا لدليل كتابة الرسائل العلمية للجامعة.
النشر من المراحل التي يغفل عنها بعض الباحثين حتى يسaaتفيد منهaaا مجتمaaع البحث العلمي ،ويتم
النشر من خالل مجلة علمية محكمة مثال بعد إجaaراء بعض التعaaديالت على الرسaaالة حسaaب نظaaام
المجلة التي سيتم النشر فيها.
33من 51
سادساً :العلم
تعريف العلم: .1
يعرف العلم (بكسر العين) لغة :بأنه نقيض الجهل ،وهو :إدراك الشيء على ما هو عليaaه إدراكaaا
جازمة .وأما في االصطالح فيعرف العلم بعدة تعريفات من أبرزها أنه:
جهaaد إنسaaاني عقلي منظم ،وفaaق منهج محaaدد في البحث يشaaتمل على خطaaوات وطرائaaق محaaددة،
ويؤدي إلى معرفة عن الكون و النفس و المجتمع يمكن توظيفهaaا في تطaaوير أنمaaاط الحيaaاة و حaaل
مشكالتها.
نشاط يهدف إلى زيادة قدرة اإلنسaaان على السaaيطرة على الطبيعaaة .وبشaaكل عaaام تتفaaق التعريفaaات
المختلفة للعلم في عدة نقاط أهمها:
الوصف:
34من 51
يعتبر وصف الظواهر المختلفة سواء كانت طبيعية أو غير طبيعية من أهداف العلم .فعنaaد دراسaaة
اإلنسان لظاهرة ما يستخدم أدوات معينة كالمالحظة ،أو األدوات العلمية المتاحة له والتي تتناسب
مع طبيعة الظاهرة التي يدرسها ،ويصل من خالل ذلك إلى مجموعة من الحقائق تتضمن وص ف
الظاهرة من كافة النواحي المطلوبة لوصف الظاهرة بحسب طبيعة تلك الظاهرة.
التفسير:
يحاول العلم فهم الظواهر المختلفة واألشياء التي وصaaفها ،ومعرفaaة أسaaباب حaaدوثها أو وجودهaaا،
فإذا كان الوصف يحاول اإلجابة عن السؤال «ماذا هن اك؟»؛ فإن التفس ير يح اول أن يجيب عن
سؤال «كيف يحدث؟» أو «لماذا يحدث هذا؟» وال يقف العلم عند مجaaرد تفسaaير ظaaواهر معينaaة،
وإنما يهدف إلى إيجاد تعميمات تفيد في تفسaaير أكaaبر عaaدد ممكن من الظaaواهر ،كمaaا يسaaاعد على
الوصول إلى تعميمات علمية وتصورات نظرية تسهم في التنبؤ باألحداث مسaaتقبال .كمaaا وتحتaaاج
عملية تفسير الظواهر إلى إدراك العالقات بين الظ واهر الم راد تفس يرها ،وبين المتغaaيرات الaaتي
تالزمها أو تسبقها.
التنبؤ:
ال يقف العلم عند حد وصف الظواهر الطبيعية وغير الطبيعية ،والوصول إلى تعميمات علميaaة أو
تصورات نظرية معينة لتفسير بعض األحداث والظواهر ،وإنما يهدف أيضا إلى التنبؤ بم ا يمكن
أن يحدث مستقبال إذا طبقنا هذه التعميمات في مواقف جديدة غير تلك التي نشaaأت عنهaaا أساسaaا،
ولكي تكون تلك التنبؤات مقبولة علمية فإنه ينبغي التحقق من صحتها باألساليب العلميaaة المتبعaaة،
ولذلك يمكن اعتبار التنبؤ هو النتيجة الصحيحة والحتمية للوصف والتفسير.
الضبط:
ويهدف العلم إلى جانب الوصف والتفسير والتنبؤ إلى الضبط أو التحكم في العوام ل أو الظ روف
التي تجعل ظاهرة معينة تتم على صورة معينة أو تمنع حدوثها ،ويرتب ط ه ذا اله دف باأله داف
الس ابقة للعلم من حيث أن ض بط ظ اهرة معين ة يتوق ف على م دى ص حة تفس يرها ومعرف ة
35من 51
األسباب الحقيقية المسببة لها ،وفي نفس الوقت تزداد قaaدرتنا على ضaaبط الظaaاهرة والتحكم فيهaaا
كلما زادت قدرتنا على التنبؤ بها .ويوضح الشكل اآلتي أهداف العلم:
رادف بعض أربaaاب المعaaاجم العربيaaة بين العلم والمعرفaaة على أسaaاس أنهمaaا بمعaaنى واحaaد وهaaو
نقيض الجهل ،وفارق بينهما آخرون على النحو اآلتي:
المعرفة :هي مجموعة من المفاهيم واآلراء والتصورات aالفكرية الaaتي تتكaaون لaaدى الفaaرد كنتيجaaة
لخبراته في فهم الظواهر واألشياء المحيطة به.
أما العلم :فهو أسaaلوب تحقيaaق هaaذه المعرفaaة وتمحيص الحaaق من الباطaaل - .المعرفaaة :هي مجaaرد
المعلومات التي تصل إلى اإلنسان بدون تمحيص أو تدليل وبرهنة.
أما العلم فهو ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق بجسر مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة والaaتي
تحكمها قوانين عامة.
العلم جaزء من المعرفaaة ،والمعرفaة أوسaaع وأشaمل من العلم ،ذلaك ألن المعرفaaة تتضaمن معaارف
علمية وأخرى غير علمية.
36من 51
سابعاً :الطريقة العلمية في البحث
يمر البحث العلمي الكامل الناجح بخطوات أساسية وجوهرية ،وهذه الخطaaوات يعالجهaaا البaaاحثون
تقريبا بالتسلسل المتعارف عليه ،ويختلف الزمن والجهد المبذوالن لكل خطوة من تلك الخطaaوات،
كما يختلفaaان للخطaaوة الواحaaدة من بحث إلى آخaaر ،بحسaaب طبيعaaة منهج البحث العلمي ،وتتaaداخل
وتتشابك خطوات البحث العلمي الكامل بحيث ال يمكن تقسaaيم البحث إلى مراحaaل زمنيaaة منفصaaلة
تنتهي مرحلة لتبدأ مرحلة تالية ،فإجراء البحوث العلمية عمل له أول وله آخر ،ومaaا بينهمaaا توجaaد
خطوات ومراحل ينبغي أن يقطعها الباحث بدقة ومهارة .وغالبaaا مaaا تتبaaع خطaaوات البحث العلمي
ومراحله الترتيب اآلتي:
من الضروري aقيام الباحث في مرحلة من إعداد البحث أو الرسالة بتقديم خطة واضaaحة ومركaaزة
ومكتوبaaة لبحثaaه ،إلى الجهaaة العلميaaة المسaaؤولة عن متابعaaة البحث أو الرسaaالة وقبولهaaا .وتشaaتمل
الخطة عادة على مجاالت عدة أهمها ما يأتي:
ومن المستحسن في هذه الخطوة قيام البaaاحث بaaالقراءات االسaaتطالعية واألوليaaة في مجaaال بحثaaه
وتخصصه بشكل واسع ومتعمق ووافي؛ ليمكنه ذلك من تحديد مسaaار البحث ،ومaaا العنaaوان الaaذي
سيختاره وسيكتب فيه .ويجب على الباحث أثناء اختيار العنوان مراعاة اآلتي:
37من 51
تحديد مشكلة البحث ،وصياغة الفرضيات الالزمة له ،وذلك لكي تك ون الص ورة واض حة -4
عند الباحث في تغطية العنوان وشموليته.
يلجأ الباحث إلى مصادر عديدة قبل تحديد العنوان ،ومن هذه المصادر:
حيث أن هذه الرسائل هي نفسها أمثلة مناسبة الختيار موضaaوعات البحث ،هaaذا باإلضaaافة إلى أن
العديد من الرسائل توصي في خاتمتها بمواضيع بحثية مقترحة ليبدأ بها باحثون جدد.
تبين اإلحصائيات والتقارير المنشaورة حقيقaaة األوضaaاع بالنسaبة للموضaوعات aالمختلفaة وتظهaaر
مدى وجود ظواهر غامضة تحتاج إلى بحث أو مشاكل تحتاج إلى حلول.
وهي أيضا من مصادر تحديد موضوعات البحث ،وذلك عبر دراسة النظريات المختلفaaة واآلراء
واألفكار المتاحة والمتوفرة في الكتب والمراجع ،ومحاولة دراسة انطباقها على أرض الواقع.
وتمتاز البحوث العلمية بقصرها؛ فهي ال تعالج الموضوعات aمن كل أطرافها ،ومن هنا يمكن أن
تفتح أبوابا واسعة لموضوعات جديدة للبحث ،سواء مرتبطة أو مسaaتقلة عن البحaaوث أو المقaaاالت
السابقة لها.
يدرك الخبراء من خالل تجاربهم وعملهم في الميدان عددا من المشكالت والظواهر العلمية التي
تحتاج إلى بحث ومناقشة؛ لذا فآراؤهم تعد آلية مناسبة االختيار موضوعات البحث.
قد تكلف جهة العمل الباحث بالبحث في موضوع معين يحتم على الباحث االلتزام به.
38من 51
بعد صياغة عنوان البحث بالشكل المناسب في خطة البحث ،يقوم الباحث بكتابة مقدمaaة في حaaدود
صفحة واحدة ليضع القارئ في صورة الموضوع ،وحتى يهيئ القارئ لمشaaكلة الدراسaaة وهaaدفها.
وعليه فإن المقدمة تشمل مجموعة من الفقرات مرتبطة ارتباطا وثيقا بعنوان البحث.
وتعرف مشaaكلة البحث بأنهaaا تسaaاؤل يaaدور في ذهن البaaاحث حaaول موضaaوع غaaامض يحتaaاج إلى
تفسير.
تحديد أهمية المشكلة :يقوم الباحث في هذا الجaaزء بتشaaخيص المشaaكلة تشخيصaaا دقيقaaا ،وتوضaaيح
األهمية التي تمثلها ،بما في ذلك تحديد اآلثار التي تنتج عن بقaaاء المشaaكلة دون حaaل ،وينبغي على
الباحث عند كتابته لهذا الجزء أن يجيب على األسئلة التالية:
صياغة المشكلة :يقوم الباحث بصياغة المشaaكلة صaaياغة دقيقaaة محaaددة ،يتمكن من خاللهaaا وضaaع
المشكلة في قaaالب محaaدد ،يسaaهل معaaه التعامaaل مaaع المشaaكلة ودراسaaتها .وفيمaaا يلي بعض الطaaرق
لصياغة المشكلة:
يجب على الباحث في ضوء المنهج العلمي أن يقوم بوضaaع الفرضaaية أو الفرضaaيات الaaتي يعتقaaد
بأنها تؤدي إلى تفسير مشكلة دراسته ،ويمكن تعريف الفرضية بأنها عبارة عن تخمين أو استنتاج
39من 51
ذكي يتوصل إليه الباحث ويتمسaك بaه بشaكل مaؤقت .ومن التعريaف السaابق يتضaح أن الفرضaية
عبارة عن:
تفسير مؤقت أو محتمل يوضح العوامل أو األحداث أو الظ روف ال تي يح اول الب احث أن
يفهمها.
تفسير مقترح للمشكلة موضوع الدراسة.
تخمين واس تنتاج ذكي يص وغه ويتبن اه الب احث م ؤقت لش رح بعض م ا يالحظ ه من
الحقائق والظواهر ،ولتكون هذه الفرضية كمرشد له في الدراسة التي يقوم بها.
إجابة محتملة ألحد أسئلة الدراسة يتم وضعها موضع االختبار.
ومع ذلك فإن أي شكل من أشaaكال فرضaaية البحث فال بaaد وأن تكaaون مبنيaaة على معلومaaات ،فهي
ليست استنتاج أو تفسير عشaaوائي ،وإنمaaا مسaaتند إلى بعض المعلومaaات والخaaبرة والخلفيaaات ،وقaaد
تكaaون الفرضaaية اسaaتنباط من نظريaaات علميaaة ،وقaaد تكaaون الفرضaaية مبنيaaة على أسaaاس اسaaتخدام
الباحث نتائج دراسات سابقة.
أنواع الفروض:
وهو الفرض الذي يحاول الباحث من خالل صياغته إثبات عالقة بين متغيرين سواء كانت عالقة
طردية ،أو عكسية.
مثال :زيادة العبء الدراسي تؤدي إلى ارتفاع المعدل التراكمي( a.عالقة طردية).
مثال :زيادة العبء الدراسي تؤدي إلى انخفاض المعدل التراكمي( a.عالقة عكسية).
ويسaaمى الفaaرض الصaaفري أو الفaaرض المعaaدم ،وهaaو الفaaرض الaaذي يحaaاول البaaاحث من خالل
صياغته نفي وجود عالقة بين متغيرين.
40من 51
أهمية gالبحث: .4
تشير مشكلة الدراسة وفروض البحث وأهدافه إلى أهمية البحث بصورة ضمنية ،غير أنه يفضaaل
أن تفرد عبارة خاصة في الخطaaة تشaaير إلى أهميaaة الدراسaaة وأسaaباب اختيaaار الموضaaوع .ويحaaدد
الباحث في هذا الجزء التبريرات والدواعي العلميaaة والعمليaaة الaaتي تتطلب إجaaراء البحث ،واألثaaر
الذي ينتج عنه سواء في النظرية أو الممارسة العملية ،وكيaف يسaهم في حaل المشaكلة الaتي تمثaل
موضوع البحث ،وما اإلضافة التي يمثلها إلى اإلنتاج الفكري في المجال الذي ينتمي إليه الباحث.
وكذلك تظهر أهمية الموضوع aمن خالل البيانات األولية التي استخدمها الباحث ،أو من خالل آلية
تحليل البيانات الثانوية أو األولية .وعلى كل حال ،البد من إقناع الجهaaات المشaaرفة على الدراسaaة
بأهمية الموضوع ،سواء أكان المشرف أو الممaaول أو الجامعaaة أو مaaا شaaابه .وأهميaaة الدراسaaة قaد
تكون للشخص الباحث نفسaaه ،أو للجامعaaة ،أو للجهaaة الممولaaة ،أو للمجتمaaع ،أو للدولaaة ،أو للعaaالم
بأسره ،بحسب طبيعة البحث وأهدافه.
كأن تسد نقصا ،أو تصaaحح نظريaaة ،أو تتحقaaق من نتaaائج بحaaوث سaaابقة ،أو أن يكaaون الموضaaوع
جديدا لم يتطرق إليه أحد من قبل ،بسaaبب نقص المعلومaaات مثال ،وبالتaaالي يرسaaي البaaاحث قاعaaدة
معلوماتية مهمة حول الموضوع.
41من 51
ترتبط أهداف الدراسة وأبعادها ارتباطا مباشرا بمشكلة الدراسة وفروضaaها ،فمaaا تم صaaياغته في
تساؤالت المشكلة وفروضها يتم تحويله إلى أهداف مصاغة بشكل دقيق ،ويمكن قياسها وتحقيقها،
وفي حدود القيود الزمانية والمكانية وقيود المجتمع والعينات المتعلقة بالدراسaaة .كمaaا أن األهaaداف
يمكن أن تنقسم إلى أهداف رئيسة ،وأهaداف فرعيaة ،أو ثانويaة ،ممaا يسaاعد البaاحث على تركaيز
بحثه ،وتوجيه جهده بما يحقق الغايات التي وضعها لبحثه.
أي مaaا هaaو المنهج الaaذي اختaaاره البaaاحث لبحثaaه ،هaaل هaaو المنهج الوثaaائقي التaaاريخي ،أو المنهج
الوصaaفي المسaaحي ،أو المنهج الوصaaفي بأسaaلوب دراسaaة الحالaaة ،أو المنهج التجريaaبي ،أو المنهج
االستنباطي ...الخ؟ ويتم االختيار عادة بضوء اإلمكانات المتاحة للباحث وطبيعة موضوعهa.
تقوم معظم الدراسaaات اإلداريaaة واإلنسaaانية واالجتماعيaaة على نaaوعين من األدوات همaaا :األدوات
النظرية :وتتمثaaل في الجaaانب العلمي الaaذي يغطي أبعaاد الظaاهرة أو المشaكلة محaaل الدراسaaة ،من
خالل الرجaaوع إلى المصaaادر األوليaaة أو الثانويaaة المتمثلaaة في المراجaaع العلميaaة ،سaaواء أكaaانت
مخطوطات ،أو كتب ،أو دوريات ،أو موسوعات ،أو مواقع إنaaترنت .وينبغي على البaaاحث أن يلم
بكل مaaا يتعلaaق بموضaaوع بحثaaه ،فقaaد يكتشaaف أن المشaaكلة ال تحتaaاج إلى إجaaراء دراسaaة تطبيقيaaة.
األدوات التطبيقيaaة a:وتتمثaaل في تصaaميم أدوات بحث لجمaaع البيانaaات ومن أبaaرز تلaaك األدوات:
(االستبيان ،المقابلaaة ،المالحظaaة a)... ،وسaaيأتي الحaaديث الحقaaا عن هaaذه األدوات بشaaقيها النظريaaة
والتطبيقية .وأغلب البحوث تعتمد على جمع البيانات من األدوات النظريaaة ،بينمaaا تحتaaاج بعضaaها
إلى األدوات التطبيقيaaة؛ كي تكمaaل دور األدوات النظريaaة ،وكaaل ذلaaك يرجaaع إلى منهجيaaة البحث
وأهدافه وفروضه.
ينبغي على الباحث تحديد المجتمع الذي تجري عليه الدراسة ،ويجب تحديده بدقة ووضوح .وبعaaد
تحديد مجتمع الدراسة ،يتعين على الباحث تحديد العينة التي يبaني عليهaا البaاحث دراسaته ،ويجب
أن تكaaون العينaaة ممثلaaة المجتمaaع الدراسaaة حaaتى يتمكن البaaاحث من تعميم النتaaائج أو حaaتى التنبaaؤ
42من 51
بواسطتها للمستقبل .كما ينبغي أن يحدد الباحث نوع العينة التي اختارها لبحثه -عشوائية بسيطة،
أو طبقية أو عرضية a....الخ وما هو حجم تلك العينة؟ وأن يكaaون البaaاحث واعيaaا لسaaبب اختيaaاره
لهذا النوع من العينات أو تلك وميزاتها وعيوبها واإلمكانات المتوفرة له عنها.
الحدود الموضوعية :وتمثل الموضوعات التي يتط رق له ا الب احث أو ال يتط رق إليه ا إم ا أ-
ألنها تثير الخالف ،أو ألنها معقدة ،أو يصعب توف ير البيان ات عنه ا ،أو تحت اج إلى تقني ات
غير متاحة ،أو ال يمكن للباحث التعامل معها.
الحدود الجغرافية المكانية :وتمثل النطاق الجغرافي الذي سيشمله البحث. . ب-
الح دود الزمني ة :وتمث ل الف ترة الزمني ة ال تي يغطيه ا البحث أي الس نوات أو الش هور أو ت-
غيرها من الوحدات الزمنية التي يشملها البحث.
الحدود البشرية :وتمثل األشخاص الذين يشملهم البحث ،كأن يقصر البحث على الذكور من ث-
الموظفين دون اإلناث مثال.
يشمل هذا الجزء استعراض الدراسات العلمية ذات الصلة بموضوع البحث التي تضمنتها رسائل
الماجستير أو الدكتوراه السابقة ،أو نشرها الدوريات العلميaaة المحكمaaة ،أو الaaتي تضaaمنتها أعمaaال
المؤتمرات المتخصصة a،وغير ذلك .وبما أن البحوث والدراسات العلمية متشابكة ويكمل بعضaaها
البعض اآلخر ويفيد في دراسات الحقaaة ،لaaذا فaإن البaaاحث بحاجaaة ويتضaaمن اسaaتطالع الدراسaaات
السابقة مناقشة وتلخيص األفكار الهامة الواردة فيها.
ال بأس أن تشتمل خطة البحث على تعريaaف بالمصaaطلحات والرمaaوز الaaتي سaaيتم اسaaتخدامها في
البحث ،مما يسهل فهمها والتعامل معها.
43من 51
هيكل البحث: .12
حيث يطلب من الباحث أن يضaaع هيكال أساسaaيا للدراسaaة يشaaتمل على الفصaaول والمبaaاحث الaaتي
تعتمدها الدراسة في معالجة موضوع البحث .وهي تعتبر موجه لسير البaaاحث خالل بحثaaه ،وليس
بالضرورة أن يلتزم بها الباحث التزاما تاما ،بل يمكن أن تحدث بعض التغيرات على هذه الخطaaة
حسب الحاجة ومدى توفر المراجع وما قد يطرأ من أفكار جديدة للباحث بما يخدم غرض البحث.
ونعaaني بهaaا قائمaaة المصaaادر والمراجaaع األكaaثر ارتباطaaا بموضaaوع البحث والaaتي ينaaوي البaaاحث
االعتماد عليهما في كتابة بحثه .ويوضح الشكل اآلتي اإلطار العام إلعداد خطة البحث.
44من 51
45من 51
ثامناً :اتجاهات Aالبحث العلمي في العصر الحاضرA
لقد أوجدت الوظيفة البحثية للجامعaة عaدة خصaائص أو مaaا يمكن أن نسaميها اتجاهaaات أو معaايير
للبحث العلمي؛ فما هي تلك االتجاهات؟
ذلك أن نتائج البحث العلمي وحقائقه تصل إلى إيمان الباحث بها إيمانا ال يقaaل .في شaaدته عن قaaوة
العقيدة الدينية .فمaaتى وصaaل العaaالم إلى حقيقaaة من الحقaaائق ،فإنaaه يaaؤمن بهaaا فال يحيaaد عنهaaا ،وال
يزيفها ،وال يتخلى عنها.
فحينما توصل جاليليو إلى حقيقة دوران األرض وكرويتها وأرادت الكنيسة أن يقول بغير ما يرى
ويعتقد فإنه فضل أن يموت شنقا عن أن يغير من أمر الحقيقة التي توصل إليها.
هناك مجاالت بحث ال تنتمي لتخصص واحد ،وبالتالي ليس لها مجال في األقسام العلمية التقليديaaة
أو في الكليات التقليدية .وإنما تحتاج إلى إطار مختلف عما عهدناه في الجامعaaات التقليديaaة وعمaaل
فريقي يجمع تخصصات كان يبدو إلى عهد قريب جدا أنهaaا تخصصaaات متباعaaدة تمامaaا وال صaaلة
بينها إطالقا.
وهaaذا االتجaaاه الجديaaد قaaارب بين األشaaتات وبين المتباعaaدين .كمaaا أن العين في الجسaaم البشaaري
وتخصصات البحث الدقيق فيها كانت تبدو وكأنها غaaير مرتبطaaة بaaالقلب أو الرئaaتين أو أي عضaaو
من أعضاء الجسم .فالنظرة الكلية الشاملة التي تنظر إلى كل هذه األعضaaاء في تباعaaدها إنمaaا هي
مرتبطة ارتباطا عضويا ببعضها فيجب أيضا أن ترتبط ارتباطا عضويا في البحوث المتعلقaaة بهaaا
والتخصصات الaتي تتناولهaا .فهنaاك من عوامaل االرتبaاط مثaل مaا بينهaا من عوامaل االسaتقالل،
فالدورة الدموية التي تتفرع في الجسم اإلنساني كله تجعaaل منهaaا وحaaدة واحaaدة والجهaaاز العصaaبي
الذي ينتشر في الجسم البشري كله تجعل منه كال متكامال يرتبط ببعضه ارتباطaaا وثيقaaا .والجهaaاز
التنفسي ،والجهاز الهضمي a،والجهاز الحاسي ،والجهاز االنفعaaالي .إن صaaح تسaaميته بهaaذا االسaaم،
والجهاز الغددي والجهاز الدموي ،والوظائف المختلفة التي تفaaردت بهaaا هaaذه األجهaaزة تجعaaل من
46من 51
الجسم البشري كال عضويا متكامال ،وشخصية يصدر عنها ما يسمى بالسaaلوك البشaaري ..في كaaل
مظاهره وأبعاده واتجاهاته.
وهذا التكامل وهذا الشمول في مقابل التخصص والتفرد والتنوع يجعل بل ويحتم ضرورة التكامل
والشمول في العلم وفي المعرفة .وهذا ال يتأتى وال يتحقق إال بتكامل الوحaaدة العضaaوية للبحaaوث،
وشمول النظرة إلى البحث العلمي ،وشمول العمaaل في مجaaال البحث العلمي من خالل فaaرق بحث
علمية تتنوع تخصصاتهم وتتفرع ولكن في إطار تكامل وشمول لخطط البحوث العلمية.
ومن المعروف أن أهم مكتشفات العلم التجريبي الحديث إنمaaا تتم حاليaaا على الحaaدود الفاصaaلة بين
المجاالت العلمية ،وأن االكتشافات العلمية وتطبيقاتها التكنولوجيaaة إنمaaا هي نتaaاج تكامaaل وتشaaابك
بين مختلف التخصصات وأن دراسة القضايا االجتماعية واالقتصادية يتطلب مقارنة كلية مسaتمدة
من تحليل النظم وتقاطع التخصصاتa.
وكما أشرنا من قبل أننا إذ نؤكد على المنهج التكاملي في البحوث العلميaة ،فإننaا ال نقلaل من قيمaة
البحوث التخصصية الدقيقة .فالمنهجان أساسيان .ومن المفيaد أن يaؤمن طالب التخصaaص بأهميaaة
التكامل .وهذا ال يتحقق إال من خالل الفهم والوعي بأساليب التكامل بين العلوم المختلفة.
ال شك في أن ارتباط البحوث الجامعية بكل مجاالت اإلنتاج وبكل مجاالت المؤسسات االجتماعية
في المجتمع أصبح من أهم االتجاهات التي أدركتها األمم الواعية في هذا العصر a.ولم يقف األمaaر
عنaaد حaaد اإلدراك ولكن تaaرجم هaaذا اإلدراك إلى صaaالت قويaaة .وأصaaبحت األم بaaل أصaaبحت
مؤسسات اإلنتاج تمول أو على األقaaل تشaaارك في و تمويaaل البحaaوث من أجaaل هaaدف محaaدد وهaaو
حصولها على نتائج هذه البحوث لإلفادة منها في تطوير وتجويد جميع أنظمتها المكونة لها ،حaaتى
تتمتع بمنتج جيد الصنع قادر على المنافسة الدولية
وتؤكد هذه الصلة أو ذلك االتجاه أن التنافس الدولي الحقيقي في التجارة الدولية يحسم لصaaالح من
يملك المعلومات والحقائق التي تتوصل إليها البحوث وتنتجها .بل إن تمويل المؤسسات الصناعية
47من 51
للبحث العلمي أو على األقل اشaتراكها في تمويلaه جعلت لألبحaاث الaتي تتطلبهaaا هaaذه المؤسسaaات
أولوية قصوى مما جعل لهذه المؤسسات مكانة لها احترامها في داخل السلطات العلمية الجامعية؛
لدرجة أن رؤساء مجالس إدارات هذه المؤسسات يaaدعون لإلسaaهام في المجaaالس العلميaaة لألقسaaام
والكليات والجامعات ليطرحوا مشكالتهم وقضاياهم الملحة أمام هذه المجالس العلمية ،ومما الشك
فيه أن هذه المجالس العلمية والبحثية تأخذ في اعتبارها بالدرجة األولى المتطلبات العلمية الكيفيaaة
والكمية لهذه المراكز الصناعية والزراعية aواالنتاجية بوجه عام.
ومما ال شك فيه أيضا أن البحوث ونتائجها تلقي بظاللها على عناصر ومفردات ومكونات النظaaام
التربوي كله وبخاصة الجامعي منه ،فالبaaد إذن من توجيaaه المنهج والطرائaaق واألهaaداف التربويaaة
واألساليب واألنشطة التربوية وجهة تقنية بحيث تساير هذه المتطلبات وتساير متطلبات الصaaناعة
والزراعة والمهن المختلفة.
والبد أيضا من أن ينعكس كل ذلك في المبنى المدرسي والجامعي وتجهيزاته وخاصة التجهaaيزات
المعمليaaة والتعليميaaة فيaaه .كمaaا ينعكس أيضaaا على الهيئaaة التدريسaaية الaaتي تتقن فن البحث العلمي
وأساليبه وأن تدرب الطالب عليها.
ونستطيع أن نخلص من دراستنا لالتجاهات العالمية المعاصرة سواء في الشaaمال المتقaaدم صaaناعة
أو األماكن األخرى من العالم التي نهضت لتنافس هذا الشمال مثل دول شرق جنaaوب شaaرق آسaaيا
بأن هناك اتجاها قوية لدعم الوظيفة البحثية الجامعية بخاصة والوظيفة البحثية للنظام التربوي كله
بعامة.
فالجامعة هي المجال المباشر للبحث العلمي ونتائجه ،والنظام التربوي هو المجال المباشر لتكوين
العقلية العلمية والبحثية والنقدية لدى طالب التعليم العام حتى يستطيع الطالب الملتحقون بالجامعة
من أن يقومaaوا بaaالبحوث وأن يتكaaون منهم البaaاحثين والعلمaaاء بعaaد أن تتaaوالهم الجامعaaة بالصaaقل
والتكوين.
لعل األخالق تعتبر أهم متطلبات البحث العلمي ومستلزماته .فالبحث العلمي يتطلب كaaل مرادفaaات
األخالق ومكوناتها من إخالص وأمانة وصدق وتضحية وإيثاره وجهاد نفسي ،وبعد عن الرذيلaaة.
48من 51
بل ويحتاج إلى خصائص يتصف بها الباحث ومنها الصبر والمثaaابرة ،والحيويaaة والنشaaاط الaaدائم،
وقوة االحتمال على مواصلة الدرس والبحث
والتجريب.
49من 51
تاسعاً :بعض قضايا البحث Aالعلمي في مصر:
ونلخص ما سبق ان البحث العلمي أحد األمور الهامة واالسaaتراتيجية لaaدى الكثaaير من دول العaaالم
فلقد تولدت قناعة لدى الكثير من المفكرين أن البحث العلمي هaaو السaaبيل الواعaaد لمسaaتقبل مشaaرق
ألية دولة تسعى بجد أن توفر حياة كريمة ومرفهة لشعوبها.
اال أن التحدي الكبير والسؤال الصعب الذي يواجه المهتمين هو أين يجب توجيaaه بوصaaلة البحث
العلمي بحيث يلبي طموح الدول ويؤمن مستقبلها؟
إن االستثمار في البحث العلمي أصبح أمرا البد منه وال يوجد منفذا للتخلص منه ولكن االستثمار
فيه دون رؤيaaة واضaaحة وتحديaaد ألولويaaات البحث العلمي يمكن أن يaaؤدي إلى اسaaتنزاف المaaوارد
المالية المتاحة دون أي مردود واضحa.
50من 51
عاشراً :السلوك العلمي والسلوك العادي:
السلوك العلمي:
هو الذي يعتمد على القواعد العلمية والنظريaaات بعaaد فحصaaها واخضaaاعها الى التجaaريب ،ويقaaوم
على جمع األدلة والبراهين سواء المؤيدة او المعارضة.
السلوك العادي:
هو السلوك الذي يعتمد على ما يلتقطه اإلنسان من أفكار ويتأثر به من تصaaرفات ،دون إخضaaاعه
لما يقرر صحته وصوابه.
يرفض التمسك بالنزعة االنتقائية ويبحث دائما ً عن األدلة يميل إلثبات فكرة ما بالبحث عن الشواهد التي تؤيد ما يذهب
إليه ,ويهمل ما يتعارض مع فكرته. والبراهين ويخضعها للتجريب بموضوعية.
يحمل أفكاراً مسبقة ويسعى إلثباتها. يتجرد من أفكاره السابقة ويتحرى المصداقية واألمانة
في بحثه عن النتائج.
ينظر إلى الحوادث المتالزمة على أنها ترتبط ارتباط السبب يحرص على التدقيق في هذا التالزم بطرق علمية
بالنتيجة. منهجية.
ال يستخدم أسلوب تثبيت المعلومات وضبط المتغيرات, يستخدم أسلوب تثبيت المعلومات وضبط المتغيرات .
وينسب النتائج إلى عوامل غير مرتبطة بها.
يستخدم انطباعاته الذاتية عن األشياء والحوادث. يستخدم النظريات والفروض في تفسيره للحوادث ثم
يخضعها للفحص والتجريب.
تمت
51من 51