Professional Documents
Culture Documents
واقع الخوصصة في الجزائر- دراسة سوسيولوجية PDF
واقع الخوصصة في الجزائر- دراسة سوسيولوجية PDF
تاريخ نشر المقال1222 /22/12: 1222/ تاريخ استقبال المقال 1221/21 / 21 :تاريخ قبول نشر المقال/ :
طيبي حسين
جامعة :عمار ثليجي األغواط.
د .التونسي فائزة
جامعة عمار ثليجي األغواط
ملخص:
مؤخر
ًا يعد موضوع الخوصصة أو تحويل الملكية العامة إلى القطاع الخاص أو ما اصطلح على تسميته
بالتخصيص أوالخصخصة أو نحو ذلك ،محور اهتمام عالمي ملحوظ في الفترة األخيرة ،فقد اتجهت كثير من دول
العالم اليوم ،على اختالف مشاربها وتوجهاتها السياسية واالقتصادية إلى التخلِّي عن كثير من المؤسسات
االقتصادية العامة ،وإسنادها إلى القطاع الخاص.
وقبل المرور إلى تحليل اإلطار القانوني و التنظيمي المعتمد من أجل انطالق عملية خوصصة المؤسسات
العمومية في الجزائر ،نقوم بإلقاء نظرة على ماهية الخوصصة و الدوافع الحقيقية للخوصصة في الجزائر و واقعها
()1
ومن ثم مجاالت تطبيق الخوصصة في الجزائر
مقدمة:
في إطار التحوالت االقتصادية الكبرى التي غيرت من طبيعة االقتصاد العالمي وهيمنة أفكار االنفتاح والليبرالية
على معظم اقتصاديات دول العالم لم تجد الجزائر في ظل هذا الوضع الجديد إال مسايرة الركب خاصة وأن
اقتصادها في حد ذاته يشهد مرحلة انتقالية نحو اقتصاد السوق ويعاني من اختالالت هيكلية ووظيفية حادة ،مما
مهد الطريق لتبني نصائح صندوق النقد الدولي والتي من بينها منح الريادة في المجال االقتصادي للقطاع الخاص،
وتدعمت هذه النصائح بعد انضمام الجزائر إلى الشركة المالية الدولية I. F. Sالتابعة للبنك الدولي لإلنشاء
والتعمير B.I.R.Dالتي تهدف إلى تشجيع القطاع الخاص بحيث أن مساعداتها المالية مشروطة بتنفيذ برامج
توسيع وتنمية دور القطاع الخاص.
()9
مهما إختلفت أساليب الخوصصة لكل بلد فإن طريق الخوصصة تعترضه عوائق عديدة أهمها:
-2النقابات العمالية:
هذا األخير ناتج أساسا عن العمالة الفائضة التي كانت توفرها المشروعات العامة وهي أحد أهم العوائق التي تواجه
الخوصصة كون أن الرأسمالي يريد الحصول على تقنيات متطورة بأقل عمالة ،فيلجأ إلى التقليل من عدد العمال
عن طريق التسريح الذي ترفضه النقابات العمالية.
-1مشكالت قانونية:
عمليات التنازل عن البيع تستدعى سندا قانونيا من الهيئات التشريعية مما يسلتزم إصدار قوانين جديدة تسمح بنقل
الملكية العامة إلى ملكية خاصة ،وحماية القطاع الخاص من التأميم مع ضمان تحويل رأس المال إلى العمالت
األجنبية.
-1عدم توفر سوق مالية متطورة:
مما يجعل تعبئة الموارد المالية أمر غير ممكن وبالتالي صعوبة بيع أسهم الشركات للخواص وزاد الطين بلة كون
معظم المؤسسات العمومية مثقلة بالديون إتجاه البنوك.
-4مصالح المجموعات الضاغطة:
هذه المجموعات تعترض على عملية الخوصصة ومن بين هذه المجموعات بعض الدوائر الحكومية وهذا نابع من
نزعات أيديولوجية والخوف من فقدان السلطة.
-5إستراتيجية اإلختيار:
كون إختيار المؤسسات المراد خوصصتها يتطلب دراسة عميقة لهذه األخيرة من شتى الجوانب المالية واإلجتماعية
والجغرافية ،هذه الدراسة لن تكون بالشيء السهل على دولة تفتقر إلى خبرة التجربة في هذا المجال(صعوبة إختيار
المؤسسات التي يجب خوصصتها وإفتقارهم للخبرة الكافية في هذا المجال).
ثالثا -اإلطار القانوني العام للخوصصة في الجزائر:
تعتبر الخوصصة في الجزائر حقيًقة إقتصادية توضح كيفية اإلنتقال إلى إقتصاد السوق ،وبروز فكرة برامج
الخوصصة في القانون الجزائري ومناقشتها كان نتيجة تتابع األفكار المتعلقة بالتحول ذاك ،فهي ليست نتيجة صدفة
كما يتوهم البعض ،لهذا وجب اإلهتمام بهذا الموضوع ودراسته وتكييفه وفق المعطيات والبنية اإلقتصادية إلقتصادنا
ومجتمعنا حتى يتحقق ما عجز عنه النظام اإلقتصادي السابق ،أي تحسين كيفية إستخدام وسائل اإلنتاج للمؤسسة
()10
الجزائرية ،و ُّ
التحكم فيها من جميع النواحي ،كالمنافسة واالحتكار
وكلية
أبعادا مختلفة ،فقد كانت جز ًئية تارةً ،
من هذا المنطلق ،نجد أن سياسة الخوصصة في الجزائر أخذت أشكاال و ً
تارة أخرى من حيث الملكية ،ولم يتبعها أي قرار رسمي لصالح المتعاملين االقتصاديين(وطنيين وأجانب) وعملية
ً
خاصة بعد اإلنفجار اإلجتماعي في 6أكتوبر ، 1988حيث صدرت
ً الخوصصة أوالتحول هذه ،بدأت تتجسد
مجموعة من القوانين التي جسدت هذا الموضوع نجد:
ٌ
-قانون التخطيط.
-القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية.
-القانون التجاري (تعديالت).
-قانون صناديق المساهمة.
وباإلضافة إلى كل ذلك ،ظهرت مصادر قانونية أخرى ،وهذا بعد صدور دستور 23فيفري ، 1989والتي شملت
ظهور مجموعة قوانين جديدة من بينها :
-2النصوص القانونية:
وهي النصوص التشريعية التي صدرت بشأن الخوصصة ،وهي بحسب تواريخ صدورها :المرسوم التشريعي -84
08المؤرخ في 20ماي 1884المتضمن قانون الملكية التكميلي لسنة 1884وال سيما المادتين 24و 25منه
()11
-المرسوم التشريعي 415-84المؤرخ في 28نوفمبر 1884الذي يحدد كيفية تطبيق المادة 24من المرسوم
التشريعي .8-84
-األمر 22-85المؤرخ في 20اوت 1885المتعلق بخوصصة المؤسسات العمومية .
-األمر 12-81المؤرخ في 18مارس 1881المعدل والمتمم لألمر .22-85
-المرسوم التنفيدي 328-21المؤرخ في 10سبتمبر 1881الذي يحدد شروط منح امتيازات خاصة والدفع
بالتقسيط لصالح مقتني المؤسسات العمومية المخوصصة .
-نصوص تنظيمية اخرى تتناول مسائل مثل تحديد شروط وكيفيات ممارسة حق اكتساب السهم النوعي بعد
خوصصة المؤسسة العمومية أو تحديد شروط وكيفيات انتقال ملكية أسهم المؤسسات العمومية والقيم المنقولة
األخرى للجمهور.
-1الخوصصة في ظل القانون :11-55
تعني الخوصصة انتقال ملكية المؤسسة العمومية لشخص من أشخاص القانون العام الى شخص من اشخاص
القانون الخاص ،يتم اإلنتقال عن طريق البيع،أو التنازل عن أصول المؤسسة أو جزء منها أوعن رأس مالها أو
جزء منه أوعن تسييرالمؤسسسة ويدفع المقابل من قبل مكتسب الملكية.
رابعا -الخوصصة في الجزائر بين النظرية والتطبيق:
من المهم أن نتطرق إلى ذكر اإلطار القانوني للخوصصة في الجزائر ،لتحضير بيئة إقتصادية تتناسب وتتكيف مع
هذا النمط اإلقتصادي،إقتصاد السوق ،ولتالقي التناقضات بين القوانين التشريعية والتطبيقات العملية التي ميزت
المراحل السابقة22 ،المؤرخ في 29 -كان البد من صدور برنامج للخوصصة يجسد الفكرة السابقة ،وكان األمر
رقم 95ربيع األول 1416ه الموافق ل 26أوت 1995م ،حيث ضبط معاييرإختيار المؤسسات القابلة
للخوصصة.
-2مجاالت تطبيق الخوصصة:
كل ا لمؤسسات اإلقتصادية معنية بالخوصصة أو على األقل معنية بنظام الشراكة واإلختالط في حدود النسبة
المسموح بها قانونا وهي ، % 48وال يستثنى من عملية الخوصصة إال المؤسسات اإلستراتيجية في نظر الحكومة.
()12
-4-2غير أن المادة 2من األمر 22/85تنص على مجموعة من القطاعات تعتبرها خاضعة لقواعد المنافسة
وقابلة للخوصصة دون غيرها وهي:
أ -النشاط الخدماتي:
- 2النقل البري للمسافرين والبضائع. -1الفندقة والسياحة.
-4التأمينات. -3الخدمات المينائية والمطارية.
خاتمة:
بعد أن باءت كل المحاوالت في إعطاء النجاعة المطلوبة لإلقتصاد الوطني وفشل السياسة الكالسيكية على مسايرة
األوضاع اإلقتصادية الدولية ذهبت الدولة إلى إعتماد سلسلة من اإلصالحات للقضاء على اإلختالالت التي يعانيها
اإلقتصاد الوطني ،مع القناعة بأن عملية الخوصصة مكلفة مؤلمة أحيانا ،وتعتبر مغامرة من طرف البعض اآلخر
،إال أنها عقالنية في وجود فعالية بحث تعطي نتائج مرضية وهي ضرورية لما يعانيه اإلقتصاد الجزائري والمؤسسة
اإلقتصادية ،واآلثار السلبية التي خلفت األزمة تبين مدى عجز اإلقتصاد عن تحقيق التنمية وتبعيته للخارج ،كما
أشير إلى أن الخوصصة ال تزيل كل الصعوبات و إنما تؤدي إلى تخفيضها ومنه ،ال يجب القضاء نهائيا على
المؤسسات العمومية ،خاصة اإلسترتتيجية منها ،بل ال بد من خلق مجال تعايش بين المؤسسات العمومية والخاصة
في إطار المنافسة الشريفة.
) -(1عبد العزيز بن حبتور ،)1881(،إدارة عملية الخصخصة ،أبو ظبي ،شركة الشاهر.، ،ص . 112
) - (2أحمد سيد مصطفى ،)1888(،إدارة الموارد البشرية من منظور القرن الواحد والعشرين ،القاهرة ،مكتبة األنجلو المصرية ،
ص.104
) -(3صديقي مليكة،)1221( ،برامج اإلصالح الهيكلي وأزمة التحوالت في االقتصاديات االنتقالية ،حالة الجزائر،أطروحة دكتوراه دولة
في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر..2007 ،
) -(4فتح هللا ولعلو ،)1888(،االقتصاد السياسي مدخل للدراسات االقتصادية،ط ،1بيروت ن دار الحداثة للطباعة ،ص.113
) -(5محسن أحمد الخضري،)1883(،الخصخصة منهج اقتصادي متكامل إلدارة عمليات التحول إلى القطاع الخاص على مستوى
االقتصاد القومي والوحدة االقتصادية،القاهرة ،مكتبة األنجلو المصرية ، ،ص.81
) -(6صالح عودة سعيد ،)1881(،إدارة األفراد ،طرابلس ،منشورات الجامعة المفتوحة ،ص.133
) --(7ساعد بوراوي،)2008( ،الحوافز الممنوحة لالستثمار األجنبي المباشر في دول المغرب العربي ،الجزائر ،تونس ،المغرب ،رسالة
ماجستير غير منشورة ،جامعة باتنة ،ص.103
) -(8باركر وآخرون،)1812(،علم االجتماع الصناعي ،ترجمة دمحم علي دمحم وآخرون ،اإلسكندرية ،منسأة المعارف ،ص.110
) - (9ضياء مجيد الموسوي ،)2005(،الخصخصة والتصحيحات الهيكلية ،آراء واتجاهات،ط ،3الجزائر ،ديوان للمطبوعات الجامعية ط
، 3ص.11
) - (10مراد محفوظ،)1222( ،عملية التحول من القطاع العام إلى القطاع الخاص ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر،ص.10
) - (11دمحم بلقاسم حسن بهلول ( ،،)2005سياسة تخطيط التنمية وإعادة تنظيم مسارها في الجزائر ،ج، 2الجزائر ،المؤسسة الوطنية
للكتاب،ص.281
) - (12سعيدة مادي ،)2003(،الخوصصة عن طريق السوق المالية – حالة الجزائر والمغرب ،رسالة ماجستير غيرمنشورة ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ، 2003 ،ص. 17