Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 63

‫مذكرة ماستر أكاديمي‬

‫الميدان‪ :‬الحقوق و العلوم السياسية‬


‫الشعبة‪ :‬حقوق‬
‫التخصص‪ :‬القانون العام لالمعما‬

‫مقدمة من قب ‪ :‬الطالبة جدي ناريمان‬


‫العنوان‬

‫حق االضراب في المؤسسات العمومية‬


‫االقتصادية‬
‫نوقشت بتاريخ‪2013/06/17 :‬‬

‫أمام لجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫‪ -‬الدكتور يدر جمال الدين‬

‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫‪ -‬الدكتور خلف بوبكر‬

‫مناقشا‬ ‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫‪ -‬الدكتور بن محمد محمد‬

‫السنة الجامعية‪2102-2102 :‬‬


‫إهداء‬

‫بسم هللا و الصالة و السالم على خير خلق هللا‬


‫إلى مالكي في الحياة‪...‬إلى من أرضعتني الحبّ و الحنان‪...‬إلى من كان‬
‫رضاها س ّر نجاحي و ودادها بلسم جراحي‪ ,‬إلى أغلي حبيبة‪ ....‬أ ّمي العزيزة‪.‬‬
‫إلى صاحب الهيبة و الوقار‪...‬إلى من أحمل إسمه بكل افتخار‪...‬ستبقى‬
‫كلماتك ضياء اهتدي به أناء الليل و أطراف النهار إليك يا أغلى حبيب‬
‫‪....‬والدي العزيز‪.‬‬
‫‪[Tapez une citation‬‬
‫البريئة‪...‬إلى رياحين حياتي توائم‬ ‫إلى أصحاب القلوب الرقيقة و ‪le‬‬
‫النفوس‬
‫‪prise dans‬‬
‫األعزاء‪.‬‬
‫‪document‬‬ ‫روحي و رفقاء دربي‪.....‬إخوتي ‪ou la‬‬
‫‪synthèse d'un‬‬
‫ّعهم‪...‬إلى ينابيع الصدق‬ ‫إلى من عرفت كيف أجدهم و علّموني‬
‫‪intéressant.‬أال أضي‬
‫‪passage‬‬
‫‪Vous‬كانوا خير أصدقاء‪.‬‬ ‫الصافي‪...‬من تميزوا باإلخاء و تحلّوا‬
‫‪pouvez placer‬‬
‫بالوفاء و‬
‫‪la zone de texte‬‬

‫هذا العمل المتواضع‬ ‫إليكم جميعا أهدي‬


‫‪n'importe où dans le‬‬
‫‪document. Utilisez‬‬
‫‪l'onglet Outils de‬‬
‫‪zone de texte pour‬‬
‫‪modifier la mise en‬‬
‫إليكم جميعا اهدي هذا العمل المتواضع‬
‫‪forme de la zone de‬‬
‫]‪texte de la citation.‬‬

‫ابنتكم‪..‬أختكم‪..‬صديقتكم‪"...‬ناريمان"‬
‫{ شكر و معرفان }‬

‫الحمد هلل الخالق المعبود‪ ،‬مصرف البارقات و الرعود خالق جهنم للعاصين و اذكي لها الوقود‪ ،‬منيف‬
‫طلبة العلم اعالما و ريود‪ ،‬و فاتح السماء لهم موعود و الذي تسطفى الضاد ليتشروها كاريج الورود و‬
‫رازقهم العلم رجاء غنائهم مسكا وعود‪ ،‬و الصالة و السالم على المصطفى المحمود الودود‪ ،‬الذي طبق‬
‫كل الحدود و ادى االمانة و بلغ طل الذمام و العهود وسطرها بالخلق المحمود و نحن على ذلك‬
‫شهود‪.‬‬

‫اما بعد ‪:‬‬

‫قال الشاعر ‪:‬‬

‫و افنيت لحن النطق في النظم و النثر‬ ‫لو لنني اتيت كل البالغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫و معترفا بالعجز عن واجب الشك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫لما كنت بعد القول اال مقصـ ـ ـرا‬

‫فهذه الكلمات تحمل في طيتها و بين ثنايا حروفها‪ ،‬اجمل معاني االمتنان و التقدير و اإلجالل و اسمى‬
‫معاني االعتراف و االمتنان ألستاذي المشرف خلف‪ ،‬و الذي كان لي مرشدا و صبى لي اخطائي الواردة‬
‫فاستبان لي المنهج السليم العداد هذا البحث فكان نتاج جهدي مضافا الى جهدي هذه المذكرة‪.‬‬

‫فالف شكر الى االستاذ المشرف‪ ،‬و لما تتمتع به شخصيته من كرم و طيبة نصح‪ ،‬و ينطوي كل الكالم‬
‫تحت لواء الحجة لما تتمتع به سيادتكم من رفعة المقام كل من الدكتور بن محمد محمد و الدكتور ايدر‬
‫جمال الدين‪.‬‬

‫و جزيل الشكر و التقدير لمدير و لجميع االساتذة االفاضل الذين كانوا لي دعامات في هذه الحياة كي‬
‫انتهج الدرب السليم‪.‬‬

‫فان اصبت فال ذلك من بارئ الباريات و مصرف االلسن ألناطقات و ان اخطات فذلك من تيم‬
‫المصنوعات و رحم اهلل امرءا قال من اخطا فهو انسان و من اصر على الخطأ فهو شيطان‪.‬‬

‫و لكم جميعا سالمات ندية و تشكرات قلبية‪.‬‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫على غرار الدساتري و التشريعات العمالية املقارنة‪ ،‬فقد اقر الدستور اجلزائري لسنة ‪ 9191‬االعرتاف حبق االضراب‬
‫يف املادة ‪ 45‬منه‪ ،‬بنصها على ان { احلق يف االضراب معرتف به و ميارس يف اطار القانون}‪ ،‬و دستور ‪9111‬‬
‫يف املادة ‪ 45‬منه‪ ،‬و اخضعا ممارسته للتشريع الذي ينظمه و حيدد شروطه و ضوابطه و كيفياته من اجل تكييف‬
‫ممارسته مع توجهات النظام اجلديد الذي تصبو اليه السياسة العامة يف البالد‪ ،‬حرصا منها على استمرارية االنشطة‬
‫يف بعض املرافق العمومية ذات احليوية و احلركية يف اجملتمع‪ ،‬و ذلك بالزام استمرارية بعض االنشطة الضرورية يف كل‬
‫قطاع يف شكل توفري قدر ادىن من اخلدمة‪ ،‬تتكفل فيه اتفاقيات و اتفاقات العمل اجلماعية بتحديد هذا اجلانب و‬
‫حتديد نوعية و قدر احلد االدىن من هذه اخلدمة حسب طبيعة كل نشاط او طبيعة كل قطاع‪ ،‬او وضع حدود‬
‫ملمارسته و منعه يف ميادين اسرتاتيجية معين ة‪ ،‬كالدفاع و االمن الوطنيني‪ ،‬او مجيع اخلدمات او االعمال العمومية‬
‫ذات املنفعة احليوية للمجتمع‪ ،‬غري ان االعرتاف حبق العمال يف اللجوء اىل االضراب مل يكن مزية او هدية من‬
‫السلطة‪ ،‬كاي كائن غري شرعي‪ ،‬ليصبح يف عشرية الثمانينات‪ ،‬اجراء فعلي غري مرخص به لعمال القطاع العام ‪ ،‬و‬
‫لكنه موجود من حيث املمارسة على االقل‪ ،‬و شهدت هذه العشرية نشوب اكثر من ‪ 9551‬اضراب حسب‬
‫احصائيات الباحث سعيد شيخي‪ ،‬و ارتفع هذا العدد بكيفية مذهلة يف سنة ‪ 9199‬اليت عرفت لوحدها حدوث‬
‫اكثر من ‪ 9111‬اضراب‪ ،‬و هو رقم مل يشهده التاريخ االجتماعي للجزائر (‪ ،)9‬و مل يكن امام السلطة سوى‬
‫االعرتاف باملشروعية القانونية هلذا احلق‪ ،‬بعد ان متكن من الناحية الواقعية من احلصول على املشروعية االجتماعية‪،‬‬
‫و احلريات العامة‪ ،‬حبيث عرف االضراب تطورات من حيث شكله امناطا خمتلفة تتوخى كلها تاثري اكرب على‬
‫صاحب العمل حلمله على الرضوخ اىل مطالب العمال‪.‬‬

‫ان االضراب مرتبط مبمارسة احلقوق الدستورية و هو بذلك فعل مجاعي يقوم من خالله العمال مبمارسة الضغط‬
‫على اطراف املعنية لتلبية مطالبهم و الدفع عن مصاحلهم الن صفة اجلماعية هي اليت تعطي االضراب وزنه و‬
‫بعده‪ ،‬يف كونه ميارس يف اطار القوانني اليت تنظمه‪.‬‬

‫ــــــــــــــــ‬

‫(‪)9‬احصائيات سعيد شيخي حول االضراب يف اجلزائر‪ ،‬الصادرة عن املعهد الوطين للعمل ‪،9119‬ص ‪ 91‬و ‪.91‬‬
‫وقد مت اختياري هلذا املوضوع اعتبارا لدافعني احدمها ذايت و االخر موضوعي‪ ،‬حبيث يتمثل الجانب الذاتي يف‬

‫الرغبة الشخصية ملعرفة ما اذا كان االضراب حق من احلقوق املكتسبة للعامل و املوظف على حد سواء او هو‬

‫جمرد وسيلة للعنف؟ نظرا للفائدة اليت قد تفيدين يف حيايت العملية و املستقبلية‪.‬‬

‫اما الجانب الموضوعي فيتمثل يف قلة البحوث اليت تناولت هذا املوضوع بصفة خاصة و حمددة ان مل اقل‬

‫انعدامها‪ ،‬و ايضا ملا شهدته الساحة املهنية من كثرة االضرابات يف االونة االخرية يف القطاعني العام و اخلاص‪.‬‬

‫يهدف كل من القانون ‪ 11/09‬املتعلق بعالقات العمل و القانون ‪ 90/09‬املتعلق بالوقاية من النزاعات‬

‫اجلماعية يف العمل و تسويتها و ممارسة حق االضراب‪ ،‬يف تبيان ان حق االضراب عي املؤسسات العمومية‬

‫االقتصادية يعترب من احلقوق االساسية للعمال ‪ ،‬مثله مثل احلماية و الضمان االجتماعي و غريها من احلقوق‬

‫االساسية االخرى‪ .‬و عموما‪ ،‬فان االضراب عن العمل‪ ،‬مهما كان اسلوبه‪ ،‬ميثل ظاهرة قوة‪ ،‬يعمل على حتقيق‬

‫املطالب العمالية‪ ،‬بانشاء حقوق جديدة او تثبيت احلقوق السابقة‪.‬‬

‫ومن مث تظهر امهيته يف اجبار صاحب العمل عل تعديل قراراته و الرضوخ اىل املطالب العمالية‪ ،‬اضافة اىل دوره يف‬

‫نشر الوعي و تدعيمه لدى الطبقة العمالية‪ ،‬و هو ما يشكل عامل تغيري للهياكل السياسية و االقتصادية يف‬

‫الدولة مما يستدعي ضرورة اجناح الطرق الودية لتسوية املنازعات اجلماعية القائمة‪ ،‬بازالة العوامل اليت تزيد من حدة‬

‫التوتر‪.‬‬

‫تكمن أهمية الدراسة‪ ،‬يف ان االضراب ال يقوم فقط من اجل حتقيق مطالب مهنية بل قد يقوم الظهار‬

‫السخط او التذمر او للتعبري عن االحتجاج ازاء قضية من القضايا السياسية او االقتصادية او االجتماعية‪.‬‬

‫ان دستور ‪ 9191‬جاء يف مادته ‪ 945‬على ان حق االضراب مضمون و ميارس يف اطار القانون دون ان مييز من‬
‫حيث املمارسة بني القطاع العام او القطاع اخلاص باستثناء بعض القطاعات اليت حتتاج اىل دميومة النشاط كالدفاع‬

‫و االمن‪.‬‬

‫و تطبيقا هلذا النص ‪ ،‬اصدر املشرع اجلزائري القانون ‪ 99/19‬السابق الذكر‪ ،‬الذي نظم ممارسة حق االضراب يف‬

‫الباب الثالث منه ‪ ،‬فما مدى نجاعة حق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية ؟ حتت تساؤالت‬

‫فرعية تبني هذه الفعالية كما يلي‪ :‬ما موقف املشرع اجلزائري من هذا احلق ؟ و ما طبيعة الشروط املرتبطة به ؟ و‬

‫ما هي االثار القانونية املرتتبة عن ممارسة هذا احلق و كيف تتم تسويته؟ و ماهي موانع اللجوء اليه و كذا جزاءات‬

‫االخالل بقواعد حق االضراب ‪.‬؟‬

‫منهجيا‪ ،‬لقد استخدمت املنهج الوصفي التحليلي ملعاجلة اجلوانب املتعلقة بدراسة هذا املوضوع النه انسب منهج‬

‫ميكنين من تسليط الضوء على كافة عناصر املوضوع‪.‬‬

‫تتمحور جماالت هذا البحث‪ ،‬بدراسة دور حق االضراب يف القوانني اجلزائرية ‪ ،‬مع تبيان بعض االختالفات‬

‫البسيطة بينه و بني القوانني الفرنسية‪.‬‬


‫المبحث االو ‪ :‬طبيعة العم في المؤسسات العمومية االقتصادية‬

‫تعد املؤسسة العمومية االقتصادية وسيلة اساسية للدولة‪ ،‬من اجل القيام بتنمية القطاع العام االقتصادي‪ ،‬و تنفيذ‬
‫السياسة االقتصادية هلا‪ ،‬مهما اختلفت اساليب تنظيمها و قواعد تسيريها و رقابتها‪.‬‬

‫نظرا لالمهية دورها يف االقتصاد الوطين‪ ،‬عرف تنظيمها اصالحات كثرية‪ ،‬طبقت خالهلا نظم تسيري خمتلفة‪ ،‬كما‬
‫جعلت للعمال وسائل يدافعون فيها عن حقوقهم عند اخالل اصحاب هذه الشركات بالتزاماهتم و هذا ماجيعنا‬
‫نتسائل حول طبيعة عمل هذه املؤسسات و مراحل تطور حق االضراب فيها (‪.)9‬‬

‫المطلب االو ‪ :‬المؤسسات العمومية االقتصادية‬

‫ان نشاة املؤسسات العمومية االقتصادية مرى بالعديد من املربرات اليت ادت اىل انشائها و كذا حالة االقتصاد اجلزائري‪ ،‬و كذا‬
‫ارتباط طبيعة عملها وتطور حق العمال يف االضراب هذا ما سوف حناول معرفته يف هذا املبحث‬

‫الفرع االو ‪ :‬تعريف المؤسسات العمومية االقتصادية‬

‫ان نشاة املؤسسات العمومية االقتصادية مرى بالعديد من املربرات اليت ادتاىل انشائها و كذا حالة االقتصاد‬
‫اجلزائري قبيل و بعد االستقالل‪ ،‬و هذا ما نص عليه قانون رقم ‪ 99-99‬املؤرخ يف ‪ 99‬يناير ‪ ،9199‬يتضمن‬
‫القانون التوجيهي لل مؤسسات العمومية االقتصادية ‪ ،‬تعد هذه املؤسسات مؤسسات اشرتاكية تكتسي االشكال‬
‫القانونية النصوص عليها يف القانون السابق الذكر و القوانني اخلاصة اليت تسري على االعالم و على منط تقومي‬
‫الثروات الوطنية و ال سيما تلك املتعلقة باحملروقات‪)9( .‬‬

‫تشكل يف اطار عملية التنمية ‪ ،‬الوسيلة املفضلة لالنتاج املواد و اخلدمات و تراكم راس املال‪ .‬و تعمل هذه‬
‫املؤسسات يف خدمة االمة و التنمية وفق الدور و املهام املنوطة هبا‪.‬‬

‫ــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ـ ـ‬

‫(‪ )9‬املؤسسة العمومية االقتصادية و اقتصاد السوق‪ ،‬مذكرة خترج‪ ،‬منشور في الموقع االلكتروني‪.9991 ،‬‬

‫(‪)9‬املواد ‪ ،9،1‬من القانون‪99/99‬املؤرخ يف ‪99‬يناير ‪9199‬املتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪،‬ج‪.‬ر ‪ ،‬عدد ‪ 9‬لسنة ‪.9199‬‬
‫و تتمتع بالشخصية املعنوية اليت تسري غليها قواعد القانون التجاري اال اذا نص صراحة على احكام قانونية‬
‫خاصة‪ .‬تتميز املؤسسة العمومية االقتصادية يف مفهوم القانون املذكور اوال اهليئات العمومية بصفتها اشخاصا‬
‫معنوية خاضع ة للقانون العام و مكلفة بتسيري اخلدمات العمومية ‪ ،‬و ثانيا اجلمعيات و التعاونيات و التجمعات‬
‫االخرى‪)1(.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تطور المؤسسات العمومية‬

‫‪ _1‬المؤسسة العمومية االقتصادية في النظام االشتراكي‬

‫ان املؤسسات العمومية االقتصادية يف النظام االشرتاكي تضمن حتقيق االهداف الكربى للنظام االشرتاكي و ذلك‬
‫بامتالك الدول لوسائل االنتاج بواسطة تاميم املؤسسات او انشاء اخرى باموال الدولة طبقا الهداف‬

‫اخلطة االقتصادية املسطرة و من اجل القضاء على االستغالل فاحمليط العام للمؤسسة العمومية االقتصادية يف هذا‬
‫النظام هو تنفيذ اخلطة املوجهة فالكل موجه معدل االنتاج ‪ ،‬االجور ‪ ،‬عدد العمال ‪ ،‬برامج القروض ‪ ....‬فهي‬
‫ختضع لسياسة تنمية شاملة ملزمة التنفيذ ‪ .‬فالنتاج املؤسسة يعود اىل اجملتمع بكامله فهناك عالقة وثيقة بني‬
‫املصلحة العامة للمجتمع و املؤسسة و هي بالتايل ليست حرة فيما يتعلق بانتاجها ‪ ،‬سواء من ناحية اختيار املواد‬
‫االولية او فيما يتعلق بالتجهيزات ووسائل االنتاج اليت ختطط طبقا لربنامج االستثمار اليت تؤخذ فيه بعني االعتبار‬
‫جوانب اجتماعية و سياسية ال تربط دائما باجلانب الرحبي ‪.‬‬

‫‪ _2‬المؤسسة العمومية االقتصادية في النظام الرأسمالي‬

‫ان املؤسسات العمومية االقتصادية يف النظام الرامسايل احلر حقيقة واقعية منذ فرتة طويلة و حسب بعض املختصني‬
‫فهناك ثالثة انواع من املربرات لوجود املؤسسة العمومية االقتصادية‪)9(....‬‬

‫‪ :9‬املنظور االول (املسمى النيوكالسيكي ) ‪ :‬يعتمد على الربهنة لالقتصاد اجلزئي و الذي حسبه فان البحث‬

‫ــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـ‬

‫(‪)9‬املادة ‪ 5‬من القانون ‪ 99/99‬املرجع السابق‪.‬‬

‫(‪ )9‬املؤسسة العمومية االقتصادية و اقتصاد السوق‪،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫االقصى عن الربح لكل متعامل اقتصادي خاص ينتج وضعية مثلى للمجتمع و املؤسسة العمومية يف هذا االطار‬
‫استثناء يؤكد القاعدة‬

‫‪ :9‬اما الثاين فهو كلي و الذي يعتمد على نظرة نقائص هذا التحليل االقتصادي مقابل اثبات الوقائع ليربر‬
‫تدخل الدولة على املستوى السياسي و االجتماعي‪.‬‬

‫‪ :1‬اما املنظور الثالث فهو يعتمد على نظرة خمتلفة اساسا للمجتمع و يربهن غلى ان تدخل الدولة يف اقتصاد‬
‫رامسايل يسمح حبل تناقضات هامة‪.‬‬

‫و من جهة اخرى فان املؤسسات العمومية االقتصادية يف االقتصاد احلر ‪ ،‬ختتلف عن مثيالهتا يف االقتصاد‬
‫االشرتاكي اذ ال تؤدي نفس االهداف فوجودها يف النظام احلر ليس اللغراض اجتماعية بل على العكس متاما من‬
‫ذلك فهي مثل مثيالهتا يف القطاع اخلاص اذ كالمها يستعمل نفس الطرق يف االنتاج و التوزيع من اجل حتقيق‬
‫نتائج اجيابية‪،‬تلعب يف التنمية ملا هلا من امكانيات معتربة ‪،‬و لذلك جند ‪:‬‬

‫يف مجيع االقتصاديات الرامسالية يوجد مكان مناسب ملؤسسة العمومية االقتصادية غري اهنا ختتلف من حيث‬
‫النشاط و الشكل اذ ليست منظمة بالطريقة نفسها و ليست هلا نفس االمهية بالرغم من فلسفة النظام الرامسايل‬
‫حتتم جعل النشاط االقتصادي و كافة االنشطة لدى القطاع اخلاص‪ ،‬مما يربز امهية حق االضراب للدفاع عن‬
‫حقوق العمال‪ ،‬يف مواجهة اصحاب العمل‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور حق االضراب‬

‫ان تطور التارخيي لفكرة حق االضراب يف اجلزائر كرسته عدة قوانني فرقة بني القطاع العام و القطاع اخلاص و كذا‬
‫تبيان موقف كل من الدول املعتنقة و الدول الرافضة لفكرة االضراب و اخريا موقف املشرع اجلزائري منه‪)9(.‬‬

‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ ــ‬

‫(‪)9‬امحية سليمان‪،‬اليات تسوية منازعات العمل و الضمان االجتماعي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،9991، 9‬اجلزائر‪،‬ص‪.955‬‬
‫الفرع االو ‪ :‬االضراب في القطاع العام‬

‫بالنسبة اىل القطاع العام ‪ ،‬فلم يعرتف فيه حبق االضراب اال مبقتضى دستور ‪91‬فيفري ‪ .9191‬حيث ان القانون‬
‫االساسي العام للعامل الصادر سنة ‪،9159‬يف مادته ‪ 99‬مل يايت باي جديد سوى تكرار ما نصت عليه املادة‬
‫‪ 19‬من دستور ‪ .9151‬كما ان القانون ‪ 94_99‬املؤرخ يف ‪ 91‬فيفري ‪ ،9199‬املتعلق باتقاء اخلالفات‬
‫اجلاعية يف العمل و سويها (‪ ،)9‬مل يشر و لو بصفة عابرة ملوضوع االضراب‪ ،‬بل اعربه ضمنيا غري ممكن احلدوث‪،‬‬
‫نيجة للمكانز مات و االجراءات ايل اقرها هذا القانون‪ ،‬و الطرق اليت وضعها حلل النزاعا اجلماعية اليت ميكن ان‬
‫تقوم بني مجاعة العمال و املؤسسة املستخدمة‪ ،‬و اليت ميكن وصفها باالجراءات التحكيمية ‪ ،‬اليت هتدف اىل‬
‫اجهاض فكرة االضراب عند العمال ‪ ،‬و مصادرة صرحية حلق العمال يف استعمال الوسيلة االكثر فعالية يف‬
‫احلصول على حقوقهم املهنية و املادية ‪ ،‬و يف نفس الوقت تناقض صارخ مع مبدا احلق النقايب املعرتف به للعمال‬
‫مبقتضى املادة ‪ 99‬من القانون االساسي العام للعامل‪ .‬هذا السكوت عن تناول حق االضراب من قبل الشرع‬
‫اجلزائري يف القوانني اليت اشرنا اليها‪ ،‬ال ميكن تفسريه اال بالرفض التام اهذا احلق يف القطاع العام (‪.)1‬‬

‫و هكذا اصبح العمال يف كل من القطاعني العام و اخلاص يتمتعون بنفس احلقوق يف ممارسة حق االضراب‪ ،‬و‬
‫خيضعون لنفس االحكام القانونية املنظمة له‪ ،‬اال ما مت استثناؤهم صراحة يف املادة ‪1‬من القانون ‪)9( .99/19‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬موقف الدو من االضراب‬

‫انطالقا من االعتبارات السابقة اخذت معظم الدول تنظم هذا اجلانب بسن قوانني و تنظيمات من اجل احاطته‬
‫مبجموعة من القواعد تنظم ممارسته يف بعض االنشطة و القطاعات ‪ ،‬و حتده يف قطاعات اخرى اىل غاية منعه يف‬
‫بعض ميادين اال نشطة االساسية و ذات النشاطات احليوية للمجتمع ‪ ،‬اذا انقسمت الدول اىل جمموعتني ‪:‬‬
‫جمموعة تعتنق مبدا احلق يف االضراب ‪ ،‬و جمموعة ترفض اعتناقه ‪.‬‬

‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ‬

‫(‪ )9‬االمر ‪54/59‬املؤرخ ‪ 99/91‬املتعلق باعالقات اجلماعيةللعمل يف القطاع اخلاص اجلريدة الرمسية عدد ‪ 999‬املؤرخة يف ‪.9159/99/91‬‬

‫(‪ )9‬القانون ‪ 94_99‬املؤرخ يف ‪ 91‬فيفري ‪ ،9199‬املتعلق باتقاء اخلالفات اجلاعية يف العمل و سويها‪،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ 5‬املؤرخة يف ‪،9199/99/91‬ص‪. 111‬‬

‫الجزائر‪5002، ،‬ص‪11‬‬ ‫(‪)1‬حمفوظ غزايل‪ ،‬حق االضراب يف القطاع العام‪.‬مقال منشور يف اجمللة اجلزائرية للعمل‪ ،‬عدد‪، ،99‬‬
‫اوال ‪ :‬الدو المعتنقة لالضراب‬

‫ان مطالبة الطبقة العمالية بتحقيق مكاسب متعددة بغرض حتسني االوضاع املهنية و االجتماعية ‪ ،‬تقتضي البحث‬
‫عن طريقة شرعية إلحاطتها بنوع من احلماية و ضمان حقوقها ‪ ،‬ليمتد اىل خمتلف الشرائح العمالية ‪ ،‬و ذلك‬
‫حبمل احلكومات على التدخل لتنظيم هذا اجلانب بنصوص القانونية ‪ ،‬لعبت فيها النقابات القضائية و اجلهات‬
‫دورا هاما القرار مشروعية احلركات العمالية‪ .‬الن مبدا احلرية املطلقة الذي اتت به الثورة الفرنسية سنة ‪9591‬‬
‫تضمنه القانون ‪ loi Allarde 9519‬الناتج عن فلسفة و نظرية احلق الطبيعي خالل القرن التاسع عشر‬
‫اخذ يرتاجع امام زحف التجمعات املهنية ‪ ،‬اذ صدر بعده مباشرة قانون ‪ loi Chappelier 9519‬لتخضع‬
‫مبوجبه كل ذلك اىل القانون و بشروط معقولة (‪.)9‬‬

‫وقد زاد من حدة هذا الوضع وقوف املشرع موقفا سلبيا يف فرنسا جتاه حق العمال يف انشاء نقابات او احتادات‬
‫تتوىل الدفاع عن حقوقهم ‪ ،‬فحظر كل نشاط او اتفاق او جتمع او احتاد بني املواطنني الذين ينتمون اىل مهنة او‬
‫صناعة او حرفة واحدة قصد اتفاقهم غلى العودة اىل العمل اال باجر حمدد (‪ ،)1‬زيادة على العقوبات اجلزائية اليت‬
‫تضمنها قانون العقوبات الفرنسي ‪ )5(9999‬يف املادتني ‪ 595‬و ‪ 594‬منه لكل حماولة عنف او هتديد قصد‬
‫وقف العمل ‪ .‬و حىت خمكمة النقض الفرنسية اعتربته عمال غري مشروع يؤدي اىل قطع الرابط التعاقدية بني العامل‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬امحية سليمان‪،‬اليات تسوية منازعات العمل و الضمان االجتماعي‪ ،‬اجملع السابق ‪،‬ص ‪.951‬‬

‫(‪ )2‬رشيد واضح‪ ،‬عالقات العمل في ظل االصالحات االقتصاديةفي الجزائر‪ ،‬دار هومة‪،‬ط‪،1‬الجزائر‪ ،2002،‬ص ‪.11‬‬

‫(‪ )3‬عبد العزيز السيد الجوهري‪ ،‬الوظيفة العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪،1891 ،‬ص ‪ 111‬و ‪.119‬‬

‫(‪ )4‬المادة ‪ 414‬و ‪ 411‬من قانون العقوبات الفرنسي ‪. 1911‬‬


‫و صاحب العمل ‪ ،‬اىل جانب التعويضات املفروضة على العامل ‪ ،‬و ذلك اىل غاية صدور دستور ‪ 9151‬الذي‬
‫يعترب ان االضراب يوقف عالقة العمل دون قطعها ‪.‬‬

‫غري ان احلركات العمالية بدا دورها يزداد يوما بعد يوم ‪ ،‬خاصة بقيام الثورة الصناعية ‪ ،‬حيث بدات البطالة‬
‫اجلماعية تسري و تتفاقم يف اوساط العمال ‪ ،‬خضع فيها العمال لضغوطات احلاجة االقتصادية و االجتماعية مما‬
‫اضعف استقرار عالقات العمل ‪ ،‬لتعرف طبقة العمال حتسنا يف االوضاع ابتداء من النصف الثاين من القرن‬
‫التاسع عشر ‪ ،‬بعد اضفاء الطابع الشرعي على مطالبهم ‪)9(.‬‬

‫و من اجل ذلك اخذ موقف الدوليتجه شيئا فشيئا حنو االعرتاف للعمال حبق االضراب‪ ،‬و ذلك بتنظيمه و مراقبة‬
‫ممارسته يف ظل احرتام القوانني املنظمة له‪ ،‬فقيدته بشروط معينة لسيما ترك املبادرة للنقابة لتقريره و تنظيمه‪ ،‬حىت‬
‫تتمكن من السيطرة عليه ‪ ،‬و تفادي موجات االحنجاجات العنيفة او الفوضوية ‪ ،‬و ذلك بفرض قيود معينة بعد‬
‫موافقة اغلبية العمال املعنيني به يف مواقع العمل ‪ ،‬مع تقييد ممارسته مبهلة اخطار مسبق تطلع خالهلا املؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية على نقاط اخلالف املستمرة يف النزاع‪ ،‬و اعالم مفتشية العمل‪.‬‬

‫و كثري من الدول تسعى اىل تقييد ممارسة هذا احلق و اشرتاط اللجوء اليه بعد نفاذ ميعاد سريان االتفاقيات‬
‫اجلماعية للعمل ‪ ،‬قصد االلتزام مبضموهنا و التقليل من فرض اللجوء اليه (‪ .)9‬او رفضه هنائيا مع االعرتاف‬
‫بشرعيته يف حالة ما اذا صاحبه توقف عن العمل يف ميادين االنشطة احليوية للمجتمع ‪،‬بل جيب تقرير حق‬
‫االضراب املشروع مبا ال يشكل خطرا على االنتاج و استقرار عالقات العمل (‪.)1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الدو الرافضة لالضراب‬

‫يرى النظام االشرتاكي يف املؤسسة وسيلة لتحقيق اهداف معينة و حمددة يف خمططات التنمية الوطنية الشاملة‬
‫اعتمادا على املبادئ االساسية هلذا النظام امهها مبدا التخطيط االقتصادي ‪ ،‬و مبدا امللكية العامة لوسائل االنتاج‬
‫تتمكن من خالهلا الدولة االشرتاكية من برجمة االنتاج و التوزيع ملخططات دورية ‪ ،‬يتم فيه وضع سياسات‬

‫ــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ‬

‫الجزائر‪ ،‬ص‪.994‬‬ ‫(‪ )9‬رشيد واضح‪ ،‬منازعات العمل الفردية و الجماعية في ضل االصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬دار هومه‪ ،‬ط ‪،5002‬‬

‫‪(2)BERNARD TEYSSIE : Droit du travail , relations collectives , ,cit,p.p 415 419 .‬‬

‫(‪ )1‬علي عوض حسن‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪ ،‬املكتبة القانونية لدار املطبوعات اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪،9111 ،‬ص‪.199‬‬
‫لتوزيع الدخل الوطين عن طريق حتديد االجور و الضرائب على اساس اخلطة املركزية ‪ .‬لذلك خيضع عامل الشغل‬
‫لتاثريات سياسات التنمية للدولة ‪ ،‬و ذلك بتدخلها لتحديد و توجيه و تنظيم عالقات العمل ضمن اطر قانونية و‬
‫تنظيمية ‪ ،‬هبدف ضمان استقرار عامل الشغل و استمراريته من جهة ‪ ،‬و ضمان املساواة يف احلقوق و الواجبات‬

‫من جهة اخرى ‪،‬فتقضي بذلك على التناقضات اجلذرية اليت حيتمل ان تنشا بني العمال و اهليئات املستخدمة ‪ ،‬و‬
‫بالتايل القضاء على كل خالف من شانه ان يثور مبناسبة او بسبب عالقات العمل ‪ .‬رغم ان تقرير حق االضراب‬
‫يف النظام االشرتاكي ضروري يف بعض‬

‫امليادين و قطاعات النشاط ‪ ،‬كما هو احلال بالنسبة للقطاع اخلاص ‪ ،‬الن ذلك ال ميس باملصاحل العليا لالقتصاد‬
‫‪ ،‬و حبسن سري املرافق الضرورية بقدر ما حيمل املسؤولني على بذل املزيد من اجلهود لتجنب اللجوء اىل االضراب‬
‫‪ .‬فهو سالح خطري يشهره العمال يف وجه املشروعات ذات النفع العام ‪ ،‬فيعطل نشاطها و مينعها من اشباع‬
‫احلاجات العامة)‪. (1‬‬

‫فمىت تقرر اللجوء اىل هذا االجراء ‪ ،‬وجب ان يسبق باخطار قبلي ‪ ،‬ميكن اصحاب القرار او السلطة الوصية من‬
‫اختاذ كافة االحتياطات الوقائية ملنع وقوعه او التقليل من اللجوء اليه بفتح ابواب املفاوضات عن طريق النقابات‬
‫االكثر متثيال حىت تتعجل احللول املالئمة اليت تنجب الوقوع يف هذا االجراء ‪ ،‬الن تراكم الضغوطات و زيادة‬
‫االختالفات يف العمل يؤديان اىل سخط العمال ‪ ،‬و بالتايل انفجار اجتماعي عنيف على نطاق واسع (‪.)2‬‬

‫و اذا كانت بعض الدول جتيزه يف هذه املرافق ‪ ،‬فان ذلك يكون مبثابة استثناء للقاعدة العامة ‪ .‬فان صدر تشريع‬
‫جييز ممارسته ‪ ،‬فيجب ان يتوىل تنظيمه حىت ال تكون هذه املمارسة متعارضة مع املبادئ الضابطة لسري املرافق‬
‫العامة ‪ ،‬حىت ال تعطلها و ال توقفها ‪ ،‬الن ذلك يؤدي اىل نتائج بالغة االمهية متس مبصاحل اجملتمع االساسية هتدد‬
‫عملية االنتاج و تعرض خمتلف املرافق للتوقف (‪.)3‬‬

‫ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـ ـــــــــ ـــــ‬
‫‪(1)BERNAD TEYSSIE : Droit du travail, relations collectives,.op. cit, p.p. 540 et 542.‬‬

‫(‪ )9‬عبد العزيز السيد اجلوهرياملرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 941‬‬

‫رشيد واضح‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.111‬‬ ‫(‪) )1‬‬


‫الفرع الثالث ‪ :‬موقف المشرع الجزائري من االضراب‬

‫على الرغم من كون املشرع اجلزائري مل يغامر بتقدمي اي تعريف حلق االضراب اال ان جمرد االعرتاف حبق العمال يف‬
‫اللجوء اليه حسب تدابري نص عليها قانون ‪ 99_19‬يدفعنا اىل االعتقاد باجتاه نية املشرع حنو تبين املفهوم الليربايل‬
‫هلذا احلق ‪ ،‬و الذي ينظر اليه على انه توقف مجاعي متفق عليه عن العمل من جانب العمال ‪ ،‬بقصد احداث‬

‫الضغط و التاثري على اهليئة املستخدمة ‪ ،‬حىت تليب او ترضخ ملطالبهم االجتماعية و املهنية غري ان املشرع اجلزائري‬
‫مل يكتفي هبذا املفهوم و امنا ربط وجوده بوجود النزاع اجلماعي(‪.)9‬‬

‫حبيث تشري احصائيات وزارة العمل يف هذا الشان ‪ ،‬لسنة ‪ ،9115‬ان مصاحل املفتشيات العمل قد تلقت خالل‬
‫هذه السنة حوايل ‪ 991‬نزاع ‪ ،‬منها ‪ 15‬نزاع خاص مبؤسسات عمومية اقتصادية اي بنسبة ‪)9( % 5451‬‬

‫وهكذا يصبح حق االضراب ‪ ،‬هو ذلك التوقف عن العمل الناتج عن نزاع مجاعي ‪ ،‬و ربط االضراب بالنزاع‬
‫اجلم اعي ‪ ،‬جيعل منه حركة منظمة ‪ ،‬وواعية هلا مصلحة مشرتكة ‪ ،‬و تتحرك يف اطار مجاعي ‪ ،‬و هو ما يتطابق مع‬
‫مغزى نص املادة ‪. )1( 95‬‬

‫و اليت تعتربه كمصري حمتوم لفشل اجراءات املصاحلة و الوساطة و غياب طرق التسوية يف االتفاق او االتفاقيات‬
‫اجلماعية اليت تربط الطرفني‪.‬‬

‫ــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــــ ـ‬

‫(‪ )9‬احصائيات املعهد تاوطين للعمال لسنة ‪ ،9119‬ص ‪.95‬‬

‫(‪ )9‬تقرير وزارة العمل لسنة ‪ .9115‬وثيقة غري منشورة‪.‬‬

‫(‪ )9‬عجة اجلياليل‪ ،‬الوجيز يف قانون العمل و احلماية االجتماعية‪ ،‬دار اخللدونية للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،9994،‬ص ‪999‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم حق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‬

‫يعترب حق العمال يف اللجوء اىل االضراب للدفاع عن حقوقهم ‪ ،‬و محاية مصاحلهم املادية و املهنية و االجتماعية‬
‫مىت كان ذلك ضروريا و حتميا ‪ ،‬من احلقوق اليت اصبحت حتضى باعرتاف الدساتري و القوانني احلديثة يف خمتلف‬
‫الدول ‪ ،‬ال سيما الدميقراطية منها ‪ ،‬كما اصبح االضراب حق من احلقوق السياسية و االجتماعية و املهنية ميارسه‬
‫العمال مىت اضطروا لذلك ‪ .‬مما نتج عن هذه املمارسة ظهور عدة مفاهيم فقهية و قضائية هلذا احلق ‪ ،‬كما ظهرت‬
‫عدة اشكال و انواع لالضراب ‪ .‬اال ان كل هذا مل يتم بصورة الية ‪ ،‬و مل يتاسس دفعة واحدة ‪ .‬بل مر بعدة‬
‫مراحل تارخية طويلة ‪ ،‬و عرب نضاالت عمالية قاسية ‪)9( .‬‬

‫المطلب االو ‪ :‬تعريف حق االضراب‬

‫ما ال ميكن االختالف عنه ان حق االضراب من احلقوق االساسية للعمال سواء يف املؤسسة العمومية االقتصادية‬
‫او غريها‪ ،‬مما نتج عن تعريفه ظهور عدة مفاهيم فقهية و قضائية هلذا احلق ‪.‬‬

‫الفرع االو ‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫فاإلضراب يصور لنا صور كثرية يف ‪ ،‬لذا ان اإلضراب يعين االمتناع ولكن يف القران يعين معاين شىت‬
‫القران اذ تتعدد الصور باختالف املعىن ‪ ،‬واللفظة القرآنية عندما تكون يف إطار اإلضراب ترتك اثرا نفسيا لدى‬
‫السامع‪ ،‬بل يوفر حالة من االنسداد حنو النص ‪ ،‬فاأللفاظ تتعازل فيما بينها لتوفر املعىن الذي ميتد على مر‬
‫األزمان فالقران هو لكل عصر ومصر والقران حبر تكمن فيه درر وجواهر وحنن خالل هذه الدراسة سنحاول إبراز‬
‫صورة من صور اجلمال الذي عرف يف النص ألقراين ‪ ،‬اجلمال الفين الذي اهتم الرسول( ص )بالسحر وانه شاعر‬
‫وغري ذلك عندما مسعوا آيات اهلل ‪ ،‬وتتلخص هذه الدراسة بتمهيد مبيننا فيه‪ ،‬املعىن اللغوي واالصطالحي ومشريا‬
‫إىل احلروف اليت أفادت هذا املعىن ‪ ،‬حول بالغة اإلضراب االبطايل‪ ،‬وبينت ما املراد باإلضراب االبطايل وهو‬
‫إبطال معىن مجلة وا ٕثبات معىن مجلة أخرى‪ .‬أفادت معىن اإلضراب االبطايل وقد جتنبت النصوص املتكررة يف‬
‫القران واملتشاهبة من حيث املعىن(‪، )9‬‬

‫ــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ـــ‬
‫)‪(1‬امحية سليمان ‪ ،‬املرجع السابق ط‪ 9‬ص‪919‬‬
‫(‪ )9‬م‪-‬م صباح حممد حسني‪ ،‬بالغة االضراب يف القران‪ ،‬جامعة ديلي‪،‬كلية العلوم االسالمية‪،‬العدد ( ‪ ) ٠٢٢‬لسنة ‪ ٣٣١١‬هجرية – ‪ ٠٢٣٠‬ميالدية‬
‫و االضرا ب االنتقايل وهو ما ينتقل بنا من صورة إىل أخرى وذكرت النصوص القرآنية الدالة عليه ‪ ،‬و اإلضراب‬
‫عن مجلة حمذوفة وهو قليل جدا يف القران ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التعريف القانوني‬

‫ان تعريف االضراب باملفهوم االصطالحي يقتضي منا االشارة اىل ان هذا املصطلح مل يستعمل اال بصدور القانون‬
‫‪ 99_19‬املؤرخ يف ‪ 19/99/91 :‬املعدل و املتمم بالقانون ‪ 95_19‬املتعلق بالوقاية من النزاعات اجلماعية يف‬
‫العمل و تسويتها و ممارسة حق االضراب ‪)9( .‬‬

‫فاالضراب ظاهرة عاملية يف عامل الشغل و هو نتيجة نضاالت عاملية قادها العمال و النقابيون منذ بروز دور احلركة‬
‫العاملية يف التنظيم عامل الشغل ميارسه العمال هبدف محل صاحب العمل او املؤسسات العمومية االقتصادية على‬
‫تلبية مطالب معينة ‪ )9(.‬و يعد االضراب اهم اشكال نزاعات العمل النه يصل ذروهتا يف هذا الشكل من‬
‫السلوك كما انه من اكثرها عنفا و اثرا ‪)1( .‬‬

‫كما ميكن تعريف االضراب بكلمة موجزة ‪ ،‬بانه التوقف اجلماعي عن العمل بصفة ارادية و بقرار مدبر و حمضر‬
‫من طرف العمال ‪ ،‬هبدف الضغط على اصحاب العمل ‪ ،‬او السلطة العامة ‪ ،‬قصد اجبارها على اخلضوع لتلبية‬
‫مطالبهم ‪ ،‬او اجياد حل لنزاع القائم بينهم و بني صاحب العمل ‪ .‬و هو هبذه الصورة ‪ ،‬شكل من اشكال املقاومة‬
‫و النضال و التصدي و املواجهة اليت متكنهم من الوقوف يف وجه اصحاب العمل او السلطة العامة ‪ .‬ووسيلة من‬
‫وسائل حتصيل حقوقهم و الدفاع عن مصاحلهم املادية و املهنية ‪.‬‬

‫و توجد اىل جانب هذا التعريف العام ‪ ،‬عدة تعاريف اخرى ‪ ،‬ميكن ان نذكر منها على سبيل املثال ‪ ،‬ان‬
‫االضراب هو ‪ ":‬وسيلة للدفاع عن مصاحل العمال "‪ .‬او انه " توقف ارادي عن العمل من اجل تدعيم مطالب‬
‫مهنية مقررة مسبقا يف النظم و االتفاقيات اجلماعية ‪ ،‬مل يويف هبا صاحب العمل " ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 05/00‬المؤرخ في ‪ 00/05/00‬المعدل و المتمم المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية فيالعمل وتسويتها‬
‫و ممارسة حق االضراب‪ .‬ج ر عدد ‪ 00‬المؤرخة في ‪1000/05/01‬‬

‫‪ )5‬رشيد واضح‪،‬منازعات المرجع السابق‪،3‬ص‪8‬‬

‫(‪ )3‬خالد حامد‪ ،‬مداخلة بعنوان نزاعات العمل في الجزائر‪ ،‬دراسة سوسيولوجي تحليلية‪ ،‬اليوم الدراسي بالمركز الجامعي‬
‫لتبسة‪،5000/00/10،‬ص‪. 3‬‬
‫او انه ‪ " :‬توقف ارادي عن العمل من اجل املطالبة حبسني ظروف و شروط العمل " (‪. .)9‬‬

‫يستخلص من التعريفات السابقة ‪ ،‬ان أي توقف عن العمل ‪ ،‬لكي يكيف بانه اضراب ‪ ،‬جيب ان تتوفر فيه عدة‬
‫عناصر اساسية ‪ ،‬و عدم توفر هذه العناصر ال يعترب التوقف عن العمل اضراب ‪)9(.‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬تمييز االضراب معن بعض المفاهيم المشابهة‬

‫انه خبالف الضراب الذي يعترب التوقف عن العمل هناك عدة مفاهيم اخرى مشاهبة له من عدة جوانب و هذا ما‬
‫سنتطرق له يف اهم املفاهيم اليت هلا صلة باالضراب‪)1(.‬‬

‫اوال ‪ :‬العالقة بين اإلض ار ب واالمتناع‪:‬‬


‫اإلضراب واالمتناع يتفقان من حيث اللغة يف أن كال منهما يراد منه الكف عن الشيء‪ ،‬واالمتناع يشمل االمتناع‬
‫عن العمل وغريه واإلضراب خمصص باالمتناع عن العمل فالعالقة بينهما عموم وخصوص‪ ،‬أي أن االمتناع أعم‬
‫من اإلضراب‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬العالقة بين اإلض ار ب والترك‪:‬‬
‫تظهر من حيث األثر املرتتب على كل منهما‪ ،‬فاإلضراب متعد إىل الغري ولكن األثر املرتتب‬
‫على الرتك قاصر على املرء نفسه‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬العالقة بين اإلضراب والمظاهرة‪:‬‬


‫خاصا على العكس من املظاهرة‪ ،‬فإن‬
‫تتضح العالقة بينهما أن هدف اإلضراب غالبًا ما يكون ً‬
‫عاما واإلضراب قد يكون من شخص مبفرده خبالف املظاهر‪.‬‬
‫اهلدف منها يكون يف الغالب ً‬
‫رابعا ‪ :‬العالقة بين اإلضراب والعصيان‪:‬‬
‫العصيان ‪:‬امتناع لغرض تغيري قانون معني أو نظام معني ويستمر حىت يتم تغيري القوانني ولكن‬
‫اإلضراب امتناع عن العمل مدة معينة هبدف حتسني ظروف العمل‪)5(.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪(4) G.H.Cameerlynnck , Droit de travail 12eEdition Dalloz.paris. 1984,p, 923 ets‬‬
‫(‪ )9‬د‪.‬حممود مجال الدين زكي‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة‪ ،‬ط‪ ،9191 ،1‬ص ‪ 991‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )1‬لؤي حممد سعيد توفيق احلليمي‪، ،‬االحكام الشرعية لالضرابات يف املهن االنسانية‪ ،‬رسالة ماجستري يف الفقه املقارن اجلامعة االسالمية بغزة‪.9999،‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )5‬لؤي حممد سعيد توفيق احلليمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬العناصر المكونة لالضراب و االشكاله‬

‫بالنظر اىل تعريف االضراب يتبني انه يتكون من عنصرين و له عدة اشكال اخرى جبانب الشكل العادي‬
‫لالضراب املتمثل يف توقف تام و مؤقت عن العمل ‪)9(.‬‬

‫الفرع االو ‪ :‬العناصر المكونة لالضراب‬

‫ان االضراب يرتكز على عنصر مادي و هو التوقف او التقليل من العمل من قيل جمموعة من العمال ‪ ،‬و من‬
‫عنصر معنوي يتمثل يف نية االضراب املتواجدة لدى جمموعة من العمال قصد التوصل اىل اهداف ‪.‬‬

‫‪ _1‬العنصر المادي ‪:‬‬

‫يتمثل قبل كل شيء يف التوقف عن العمل ‪ .‬و ال يطلب يف هذا التوقف ان يكون ملدة معينة من الزمن ‪ ،‬و يكفي‬
‫ان يكون ملدة دقائق حمدودة فالعربة هنا بعدم الوفاء بالوقت احملدد للعمل الغري ‪ ،‬و ذلك بغض النظر عن شكل‬
‫االضراب ‪)9(.‬‬

‫اما مسالة عدد العمال املضربني فقد عرفت عدم استقرار يف االجتهاد الفرنسي ‪ ،‬فبعد ان اعترب انه يكفي ان‬
‫يتوقف اكثر من عامل غن العمل ليشكل هذا الفعل اضرابا صدرت قرارات منعزلة حتت تاثري الفكرة اليت مفادها‬
‫انه ينبغي ان يكون التوقف عن العمل بفعل عدد معني من العمال ‪ ،‬اال ان مثل هذا التفكري يؤدي اىل املرور عن‬
‫التصويت لتقرير االضراب ‪ ،‬و من مث اجبارية االضراب على مجيع العمال اذا صوتت اغلبيتهم لصاحله و هذا ما‬
‫يتناىف مع حرية العمل ‪ .‬كما ان االجتهاد الفرنسي استبعد النظرية العضوية املعمول هبا يف املانيا و الواليات‬
‫املتحدة و اليت مفادها ان االضراب ال ينظم اال من طرف النقابة و هو ما يبعد عن شرعية االضراب العفوي‬
‫‪)9(.‬‬

‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــ‬

‫(‪ )9‬عبد السالم ذيب‪ ،‬قانون العمل اجلزائري و التحوالت االقتصادية‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬اجلزائر ‪ ،9991،‬ص‪.159‬‬

‫(‪ )9‬عبد السالم ذيب‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 159‬‬


‫‪ _2‬العنصر المعنوي ‪:‬‬

‫و هو متكون بدوره من قصد االضراب و االتفاق عليه و مقاصده ‪ .‬قصد االضراب هو النية اليت يوخي هبا‬
‫تصرف العامل من انه يريد اخلروج عن اطار عقد العمل هذا التصرف الذي حيدث فوضى يف تنظيم العمل العادي‬
‫‪ ،‬فهذا القصد اساسي لتكييف االضراب مما جغل االجتهاد الفرنسي ينفي هذا الوصف على رفض اداء الساعات‬
‫االضافية ‪ ،‬الن هذا الرفض مؤسس يف اعتقاد العمال غلى عقد العمل ذاته الذي ال يرغمهم على تادية ساعات‬
‫عمل خارج الوقت املتفق عليه ‪ .‬و ليكون االمر كذلك جيب ان يكون العمال على علم بان االلتزام الذي‬
‫ميتنعون عن ادائه او الذي يغريونه يدخل ضمن مقتضيات عقد العمل ‪ ،‬و يفرتض من جهة اخرى يف التوقف عن‬
‫العمل انه ناتج عن منازعة‪.‬‬

‫اما اذا كان برضا صاحب العمل فانه ال يشكل اضرابا ‪ ،‬و اضافة اىل ذلك فقصد االضراب ال ينطوي بالضرورة‬
‫على نية االضرار بصاحب العمل بل يكفي الوعي بان التصرف الذي يقوم به العامل من شانه ان يضر به ‪.‬‬

‫اما العامل أالتفاقي يف االضراب فهو ما يسمي " بالتقاء نوايا االضراب " لدى جمموعة من العمال دون ان يكون‬
‫اللجوء اىل تنظيم متعني حلدوث هذا االتفاق مطلوبا ‪ ،‬و خبصوص املقاصد املتوخاة من االضراب فتربز يف نية‬
‫تغيري االوضاع السائدة يف العمل و اليت ال ترضي العمال و ذلك بتغيري بنود عقد العمل او للضغط على الدولة‬
‫قصد تغيري ظروف العمل بوجه عام او الستقرار الشغل(‪)9‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االشكا المكونة لإلضراب‬

‫جبانب الشكل العادي لإلضراب املتمثل يف توقف تام و مؤقت عن العمل ‪ ،‬فان االضراب قد يتخذ اشكاال و‬
‫صورا خمتلفة (‪ ،)9‬لكن اكثرها استعماال هي الصور التالية ‪:‬‬

‫ــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــــ ــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــ‬

‫‪ )9‬عبد السالم ذيب‪،‬املرجع السابق‪ ،‬يرى االستاذ عبد السالم ذيب‪ ،‬رئيس الغرفة االجتماعية باحملكمة العليا‪ ،‬ان االضراب يتخذ احدى الصور و االشكال الستة(‪)1‬‬
‫التالية‪ :‬االضراب العادي‪،‬املتنقل‪،‬قصري املدة‪،‬االضراب عن الساعات االضافية‪،‬اضراب املردودية‪،‬اضراب احلماساو االندفاع‪،‬ص‪119‬‬

‫(‪)9‬راشد راشد‪ ،‬شرح عالقات العمل الفردية و اجلماعية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية اجلزائر‪ ،9119،‬ص‪ 915‬و ما بعدها‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬االضراب التقليدي‬

‫و يشكل هذا النوع صورة من صور التضامن العمايل يف املطالبة باحلقوق املهنية و االجتماعية حبيث ينقطع العمال‬
‫املضربني يف وقت واحد عن العمل تاركني بذلك مواقع العمل او ميتنعون غن االلتحاق بطريقة حمكمة و منظمة و‬
‫مدروسة مسبقا من حيث الكيفية و املدة (‪.)9‬‬

‫و قد يطلق على هذا الشكل جمموعة من احلريض على االضراب‬ ‫(‪) les piquets de grève9‬‬

‫حبيث تتبىن جمموعة من العمال االضراب و هم على العموم ممثلي العمال النقابيني او املنتخبني خصيصا هلذا‬
‫الغرض ‪ ،‬و تقوم هذه اجملموعة بإقناع و محل باقي العمال على املشاركة يف االضراب مستعملني كل الوسائل‬
‫ماعدا ما كان منها ممنوعا كالتهديد و احتالل اماكن العمل و استعمال العنف ‪.‬‬

‫و جيب ان يعمل منظمو االضراب على ضمان احلد االدىن من اخلدمة و احملافضة على ممتلكات و امن املؤسسة‬
‫مع وجوب تشكيل جلنة من العمال تتكفل هبذا العمل (‪.)1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االضراب الدائري‬

‫و يتسم هذا الشكل بالتخطيط احملكم حبيث متتنع كل فئة او صنف مهين عن العمل مدة معينة و حمددة لتليها‬
‫فئة اخرى بعد استعادة الفئة االوىل لنشاطها دون توقف تام للمصلحة او املصاحل ‪ ،‬يف شكل اضرابات دائرية‬
‫متتالية و عند عدم استجابة السلطة العامة ملطالب املضربني يلجا العمال لالنقطاع التام عن العمل(‪.)5‬‬

‫و يطلق على هذا الشكل كذلك االضراب بالتناوب (‪ . )4‬و كانت فرنسا من اكثر الدول تأثرا هبذا الشكل من‬
‫االضراب‪.‬‬

‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــ‬

‫(‪ )9‬رشيدواضح‪ ،‬املرجعالسابق‪،‬ص ‪.991‬‬

‫(‪ )9‬خالد حامد‪ ،‬املداخلة السابقة‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫(‪)1‬بشري هديف‪،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪،‬عالقات العمل الفردية و اجلماعية‪ ،‬دار رحيانة للنشر و التوزيع‪،‬اجلزائر‪،‬ط‪9991 ،9‬ص‪.91‬‬

‫(‪ )5‬خالد حامد‪ ،‬املداخلة السابقة ‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫(‪ )4‬رشيد واضح‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 991‬‬

‫(‪ )1‬عبد الرحمان خليفي‪ ،‬الوجيز في منازعات العمل و الضمان االجتماعي‪ ،‬دارالعلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬جزائر ‪،5008‬ص‪.08‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االضراب القصير او المتكرر‬

‫و يطلق على هذا الشكل كذلك االضراب غري املعلن حبيث يتوقف العمال عن العمل بصفة غري معلنة و ملدة‬
‫قصرية دون مغادرة اماكن عملهم االمر الذي جيعل من املستخدم ال يعلم بطريقة التوقف (‪.)9‬‬

‫و هلذا النمط تأثري كبري على حسن سري املؤسسة ال سيما و انه حيدث انقساما يف وسط العمال و بلبلة ال نظري‬
‫هلا حبيث يبقى العمال املضربني يف اماكن عملهم دون نشاط و هو ما جيعل من اثار عالقة العمل تبقى قائمة‬
‫كاألجر و الراحة و غريها ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬اضراب االنتاجية‬

‫‪ Greve de bouchon‬و يطلق عليه كذلك االضراب البطئ و يعرف كذلك باإلضراب املستمر او اجلزئي‬

‫و يتعلق االمر يف هذه احلالة بإضراب بعض العمال ممن حيتلون مواقع حساسة يف املؤسسة و ينعكس توقفهم على‬
‫بقية االعمال املرتبطة هبا (‪. )9‬‬

‫و يتميز هذا الشكل عن غريه من االشكال بتخفيض و تقليل الفعالية االنتاجية و يستمر فيه العمال يف ممارسة‬
‫نشاطهم دون التوقف كليا وفق خمطط لتخفيض االنتاج ‪ ،‬و هذا النوع من االضراب يعد حاليا اكثر ندرة النه‬
‫يبدو اقل فاعلية لتحقيق املطالب العمالية (‪. )1‬‬

‫خامسا ‪ :‬اضراب المبالغة في النشاط و االضراب االداري (‪)5‬‬

‫و يتميز هذا الشكل بالزيادة و التصعيد يف النشاط عن طريق املراعاة الدقيقة جلميع االجراءات االدارية اليت‬
‫يتمسك هبا العمال املضربون‪ ،‬ممايؤثر سلبا على عالقة املستخدم مبتعامليه كما يتخذ االضراب صبغة ادارية تتمثل‬
‫يف عدم امتام االجراءات االدارية خالل احلركة االحتجاجية مع بقاء النشاط االساسي للمضربني مستمر(‪.)4‬‬
‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــ‬

‫(‪ )9‬خالد حامد‪ ،‬املداخلةالسابقة ‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫(‪ )9‬اخالد حامد‪ ،‬املداخلة النفسها ‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫(‪ )1‬رشيد واضح‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 991‬‬

‫(‪ )5‬بشري هديف ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.999‬‬

‫(‪ )4‬عبد الرحمان خليفي‪ ،‬المرجع السابق‪.00،‬‬


‫انه و مهما كانت الصورة او الشكل الذي يتخذه االضراب فهو يبقى حركة احتجاجية يف يد العمال تندرج ضمن‬
‫ممارسة احلقوق العامة يسعون بواسطته اىل بلوغ مكاسب مهنية (‪ ،)9‬و كل خروج عن هذه الغاية جيعل من‬
‫االضراب مشبوها و تبقى للسلطة العامة صالحية محاية حسن سري املرافق العامة ان باآللية االدارية (التسخري) او‬
‫حىت باجلوؤ اىل القضاء املختص عندما تقتضي الضرورة ذلك ‪ .‬و ملا كان االضراب يشكل عامل تغيري للهياكل‬
‫السياسية و االقتصادية يف الدولة فانه يستدعي ضرورة اجناح الطرق الودية لتسوية النزاعات اجلماعية القائمة بازالة‬
‫العوامل اليت تزيد من حدة التوتر (‪. )9‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬اسباب المؤدية لالضراب‬

‫قد ختتلف أسباب اإلضراب مؤسسة إىل مؤسسة اخرى ولكن قد تشرتك يف بعض تلك األسباب و الظروف اليت‬
‫تدفع العامل لللجوء اىل االضراب ‪ ،‬و من اهم هذه الظروف هي‪:‬‬

‫اوال ‪:‬الدوافع العمالية‬

‫‪ -1‬سامعات العم ‪:‬‬


‫عبدا عند صاحب العمل‪ ،‬بل له احلق يف الراحة والرتويح عن النفس‪ ،‬يقول اهلل‬
‫العامل ليس ً‬
‫تعايل يف كتابه الكرمي {ال يكلف اهلل نفسا اال وسعها} ‪{ ،‬يريد اهلل بكم اليسرا } (‪. )1‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬فيها داللة واضحة على اليسر يف العبادات‪ ،‬وهذا أمر من اخلالق للمخلوق فكيف‬
‫يكون من املخلوق جلنسه‪ ،‬فالراحة واجبة فمن حقه التمتع بإجازته األسبوعية فقد قال فقهاؤنا‪:‬‬
‫شهرا كا مال كانت أيام السبت مستثناة من العمل وكذلك لو استأجر‬
‫"إنه لو استأجر رجل يهوديًا ً‬
‫أيضا وهكذا بالنسبة الستئجار املسلم" كذلك بالنسبة لساعات العمل‬
‫املسلم نصرانيًا فإن أيام األحد مستثناة ً‬

‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ‬

‫(‪ )9‬عبد الرحمان خليفي‪ ،‬المرجع السابق‪.00،‬‬

‫(‪ )9‬رشيد واضح‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.991‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة ‪:‬من اآلية ( ‪.) ٥٨١‬‬


‫اإلضايف البد من إعطاء مقابل على ذلك‪ ،‬لقوله (ص) {فان كلفتموهم فاعينوهم } وإعطاء األجر على العمل‬
‫اإلضايف أعانة بال ريب‪ .‬ففي حال فقد العامل هذا احلق عندها يلجأ للمطالبة حبقه‪ ،‬وبعدها قد يلجا لإلضراب‬
‫يف حال عدم االستجابة له‪.‬‬

‫واإلهانة‪:‬‬ ‫‪ -2‬الذ‬

‫فقد يستحقر الكثري من الناس العمل املهين‪ ،‬فيشعر صاحبه بالذل واهلوان‪ ،‬كإساءة معاملة عمال‬
‫النظافة وعدم الدفاع عن حقوقهم واعتبارهم فئة ال وجود هلا الغرض منها اخلدمة فقط‪.‬‬
‫مجيعا بصرف النظر عن عمله‪ ،‬فاإلنسان مكرم من رب‬
‫فالبد من الدفاع عن حقوق الناس ً‬
‫العاملني قال اهلل تعاىل ‪ {:‬ولقد اكرمنا بىن ادم }(‪ ، )9‬وقد يشعر بعض أصحاب املهن بعدم وجود من‬
‫يضمن حقَّهم وذلك يف حال قيامهم بعمل مهين معني‪ ،‬هنا البد من إنصافهم والوقوف جبانبهم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االسباب االجتمامعية‬


‫‪ -1‬تدني األجور‪:‬‬
‫قد يعاين الكثري من العمال واملهنيني من مشكلة قلة األجور‪ ،‬ويف ذلك إجحاف يف حقهم‪ ،‬فعندها‬
‫يلجأ هؤالء العمال يف كثري من األحيان إىل املطالبة برفع األجور بالطرق السلمية وباحلوار‬
‫ولكن عندما ال تثمر هذه اجلهود عن أي شيء‪ ،‬فال مناص من اإلضراب املنظَّم وفْق األسس‬
‫املتعارف عليها من حتديد ميعاد اإلضراب‪ ،‬وكيفيته‪)9(.‬‬

‫وهنا البد من اإلشارة إىل قول الرسول الكرمي (ص) { اعطوا االجري اجره قبل ان جيف عرقه } فيه داللة‬
‫شرعا حتتمل العدل أي أنه جيب أن يكون األجر معادال للعمل وما بذل فيه من‬
‫واضحة على أن كلمة األجر ً‬
‫جهد‪.‬‬
‫‪ -2‬حرمان من الضمان االجتمامعي ‪:‬‬
‫فالدولة اإلسالمية على مر العصور مل تقصر يف حق عماهلا بصرف النظر عن ديانتهم فقد تكفل اإلسالم برعاية‬
‫كل من يعيش يف كنفها‪ ،‬فها هو عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه يعطي أهل الذمة من بيت مال املسلمني (‪.)1‬‬
‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )9‬صحيح مسلم ‪:‬مسلم‪ ،‬كتاب األميان‪ ،‬باب االستثناء‪ ،‬دار اخلري ‪ ،‬سبة ‪ ،9111‬اجلزء ‪.) 51/1( ،1‬‬
‫(‪ )9‬ابو يوسف يعقوب بن ابراهيم‪ ،‬خلراج ‪:‬أبو يوسف‪ ،‬دار املعرفة ‪9151،‬ص ‪.911‬‬
‫(‪ )1‬لؤي حممد سعيد توفيق احلليمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪991‬‬
‫أيضا يف الرأفة بأهل الذمة أنه مر بباب قوم وعليه سائل يسأل‪ ،‬شيخ كبري‬
‫وما روي عن عمر رضي اهلل عنه ً‬
‫ضرير البصر‪ ،‬فضرب عضده من خلفه‪ ،‬وقال‪ :‬من أي أهل الكتاب أنت؟ فقال ‪:‬يهودي‪ ،‬قال ‪:‬فما أجلأك إىل ما‬
‫أرى؟ قال ‪:‬أسأل اجلزية واحلاجة والسن‪ ،‬فأخذ عمر رضي اهلل عنه بيده‪ ،‬وذهب به إىل منزله ‪ ،‬فرضخ له‬
‫بشيء(‪)9‬‬
‫من املنزل‪ ،‬مث أرسل إىل خازن بيت املال‪ ،‬فقال ‪:‬انظر هذا وضرباءه ‪ ،‬فو اهلل ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته مث خنذله‬
‫عند اهلرم‪ ،‬إذا كان هذا مع اليهود‪ ،‬فمع املسلمني أوىل‪ ،‬ففي حال حرماهنم من الضمان االجتماعي قد يضطر‬
‫العمال اآلخرون ملمارسة إضراب تضامين حىت يتم إنصافهم‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ظروف اخرى‬
‫‪ -1‬معدم توفير الحماية االزمة ‪:‬‬
‫فقد يكون اإلضراب نتيجة لرتك أصحاب املهن دون دعم هلم أو توفري حاجاهتم أو وضع تسعريات ال تناسب‬
‫حاهلم وقد تقصر الدولة يف عدم دعم احلاجات األساسية لبعض السلع‪ ،‬مع قدرهتا على ذلك‪ ،‬وقد ال تليب‬
‫رغبات أصحاب املهن مثل توفري الغاز والطحني والسوالر وغري ذلك من املواد اخلام‪ ،‬فال تقوم الدولة بدعم املواد‬
‫و تسهيل وسائل النقل للعمال‪ ،‬للبضائع مما يؤدي إىل تأخري إجناز العمل‪ ،‬فعندها يضطر أصحاب املهن إلعالن‬
‫اإلضراب(‪)9‬‬
‫‪ -2‬معدم توفر المواد الخام‪:‬‬
‫فعماد العمل املهين هو يف األساس املواد اخلام‪ ،‬فال يتم بناء بدون مواد بناء‪ ،‬وال تنتج املخابز شيئًا بدون الطحني‬
‫إىل غري ذلك وهذا كمثال فقط وذلك كما لو احتكرت فئة لبعض احلاجات الضرورية‪ ،‬فال ينتظر من أصحاب‬
‫املهن إنتاج أي شيء‪ ،‬كما لو احتكر الطحني شخص معني ‪ ،‬فعندها يلجأ أصحاب املخابز وأصحاب شركات‬
‫البناء إىل اإلضراب‪ ،‬إىل أن يتم تسوية الوضع مبا فيه مصلحة اجلميع‪.‬‬
‫عن معمر بن عبد اهلل‪ ،‬قال الرسول الكرمي حممد (ص) ‪ { :‬ال حيتكر اال خاطىء }(‪ ،)1‬فيه داللة واضحة على‬
‫عدم جواز االحتكار يف كل ما ميس مصلحة و حاجات اجملتمع‪.‬‬

‫ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـ ـــــ‬
‫(‪ )9‬لؤي حممد سعيد توفيق احلليمي‪،‬املرجع السابق ص ‪..995‬‬
‫(‪ )9‬لؤي حممد سعيد توفيق احلليمي‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.999‬‬
‫(‪ )1‬سنن ابن ماجه ‪:‬ابن ماجه‪ ،‬كتاب التجارات‪ ،‬باب احلكرة واجللب‪ ، )995 /9( ،‬صححه األلباين يف صحيح اجلامع ‪.‬‬
‫خالصة الفص االو ‪:‬‬

‫يف هذا الفصل مت التطرق اىل طبيعة العمل يف املؤسسات العمومية االقتصادية من حيث التعريف و وجود‬
‫املؤسسات العمومية االقتصادية يف خمتلف األنظمة ذلك خيتلف باختالف املبادئ اليت يعتمد عليها كل نظام‪،‬‬
‫فأسباب وجودها يف النظام االشرتاكي غري أسباب وجودها يف النظام الرأمسايل‪.‬‬

‫اما تطور حق االضراب فقد مرى بعدة قوانني فرقت بني القطاع العام و القطاع اخلاص‪ ،‬فنقسمت الدول اىل‬
‫دول مؤيدة لفكرة حق االضراب و دول رافضة هلذه الفكرة مع تبيان موقف املشرع اجلزائري‪.‬‬

‫كما تناولت املفاهيم املختلفة حلق االضراب و العناصر املكونة و املتكونة من العنصر املادي و املعنوي‪ ،‬اما‬
‫االنواع او االشكال فهناك اختالف يف التسميات لكنين حاولت اعطاء اهم التسميات املتداولة النواع االضراب‬
‫االكثر تطبيقا‪.‬‬

‫و يف اخر الفصل ادرجت اهم االسباب و الظروف اليت قد تادي للجوء اىل االضراب ‪ ،‬اليت تتمثل ظروف‬
‫اجتماعية و عمالية و ظروف اخرى ‪.‬‬
‫المبحث االو ‪ :‬اجراءات سير االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‬

‫ان ممارسة حق االضراب مقيدة و مشروطة باحرتام العمال املضربني لالجراءات املنصوص عليها قانونا و قد‬
‫استهدف املشرع بتنظيم ممارسة هذا احلق التقليل من اللجوء هلذه الوسيلة للطالبة باحلقوق السيما يف املؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية الن االصل و اهلدف الذي جاء من اجله القانون ‪ 99_19‬هو التصدي للخالف اجلماعي‬
‫و مواجهته بشىت احللول تفاديا للوصول اىل االضراب و هذا ما جيعلنا نتطرق اوال اىل شروط شرعية االضراب‬
‫و ثانيا اثار االضراب و اخريا جزاء االخالل به ‪ )9(.‬كل ذلك يتجلى يف املطالب التالية‪.‬‬

‫المطلب االو ‪:‬شروط شرمعية االضراب‬

‫نظرا ألمهية االضراب يف احلياة املهنية و االقتصادية لكل من العامل و صاحب العمل ‪ ،‬على السواء و ما قد‬
‫حيدثه من اثار سلبية على العالقات املهنية للطرفني ‪ ،‬ال سيما يف حالة سوء استعماله ‪ .‬فقد وضع املشرع عدة‬
‫شروط قصد تنظيم اللجوء اليه من قبل العمال ‪ ،‬و قصد محايتهم عند ممارسة هذا احلق من اي تعسف قد يصدر‬
‫عن صاحب العمل ‪ ،‬و بالتايل من اجل التييز بني االضراب الشرعي الذي حيضى باحلماية القانونية ‪ ،‬و بعض‬
‫االعمال االخرى املشاهبة اليت قد تصدر عن العمال ‪ ،‬و اليت ال حتضى هبذه احلماية(‪. )9‬‬

‫و بالرجوع اىل القانون املنظم لكيفيات ممارسة حق االضراب يف اجلزائر ‪ ،‬و االحكام الواردة فيه ‪ ،‬جند ان املشرع‬
‫قد وضع اربعة شروط رئيسية لشرعية االضراب ‪ ،‬و هي تتمثل يف الفروع االتية‪.‬‬

‫الفرع االو ‪ :‬استنفاذ ك طرق التسوية الودية‬

‫ال يشرع االضراب اال بعد التاكد من فشل حماوالت التسوية الودية ‪ ،‬املتمثلة يف الوساطة‪ ،‬و املصاحلة‪ ،‬و بعد‬
‫التاكد من انعدام اي طريق او وسيلة اخرى حلل النزاع (‪ .)1‬كما جيب ان يسبق قرار االضراب ‪ ،‬اتفاق الطرفني‬
‫على اللجوء اىل التحكيم ‪ ،‬حيث ان هذا االخري يوقف قرار االضراب ‪ ،‬بل و يقف االضراب اذا كان قد شرع‬
‫ـــــــــ ــــــ ــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــ‬

‫(‪)9‬عبد الرمحان خليفي‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.59‬‬

‫(‪ )9‬ف‪ .‬شبلي‪ ،‬قانون العمل ‪ ،‬احكام مطبقة على المؤسسات العمومية االقتصادية و مؤسسات القطاع الخاص‪،‬قصر الكتاب للنشر و التوزيع‪ ،‬البليدة‬
‫الجزائر‪ ،5008،‬ص ‪.122‬‬
‫(‪ )1‬املادة ‪ 95‬من القانون ‪ 99/19‬السالف الذكر‪.‬‬

‫فيه‪ .‬حيث تنص املادة ‪ 94‬من قانون ‪ 99_19‬يف هذا الشان‪ ،‬بانه ‪ {:‬ال ميكن اللجوء اىل ممارسة االضراب‬
‫ويوقف االضراب الذي شرع فيه‪ ،‬مبجرد اتفاق الطرفني يف اخلالف اجلماعي يف العمل ‪ ،‬على عرض خالفهما على‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫ومعىن هذا اللجوء اىل التحكيم اداة من ادوات اهناء االضراب‪ ،‬و ليس فقط توقيفه‪ ،‬او جتميده‪ .‬الن قرار التحكيم‬
‫يفرض تطبيقه و اللتزام به من قبل الطرفني حبكم القانون‪ ،‬وفق نص احكام املادة ‪ 91‬ف ‪ 9‬من القانون السالف‬
‫الذكر‪ .‬و ذلك ان امر اللجوء اىل التحكيم امرا اختياريا من حيث املبدا‪ ،‬اال ان جمرد االتفاق على اللجوء اليه‬
‫يفقد املتنازعني هذه احلرية ‪ ،‬و يلزمهم مسبقا باالمتثال لقرار التحكيم و االلتزام بتنفيذه‪ .‬و هو ما يؤدي بنا اىل‬
‫القول‪ ،‬ان اللجوء اىل التحكيم ‪ ،‬هو وسيلة من وسائل تفادي االضراب‪ ،‬او على االقل تفادي االستمرار فيه(‪.)9‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬موافقة جمامعة العما معلى االضراب‬

‫كما جيب ان يكون اللجوء اىل اال ضراب صادرا عن اغلبية العمال بصورة دميقراطية‪ ،‬و ارادة حرة بعيدا عن اي‬
‫ضغط او اكراه‪ .‬حيث جيب ان يتم ذلك يف اجتماع او مجعية عامة لكافة العمال او على االقل اغلبيتهم و ان‬
‫يتمكنوا من التعبري عن الرادهتم بواسطة االقرتاع السري املباشر‪ ،‬الذي يعرب فيه كل عامل عن رغبته الصرحية يف‬
‫االضراب‪ ،‬او عن رفضه الصريح له‪ ،‬على ان يكون القرار النهائي للجوء اىل االضراب صادرا عن اغلبية العمال‬
‫احلاضرين يف هذه اجلمعية العامة اليت جيب ان حيضرها على االقل نصف عدد العمال املشتغلني يف املؤسسة‬
‫العمومية االقتصادية (‪ .)9‬اال ان قرار هذه االغل بية ال يلزم االقلية اليت مل تصوت لصاحل اللجوء اىل االضراب‪،‬‬
‫و بالتايل فان عدم اضراب االقلية ال ينفي شرعية عن اضراب االغلبية‪ ،‬الن العربة هنا هي يف احرتام اجراء‬
‫التصويت عن االضراب‪ ،‬و ليس يف عدد العمال املضربني‪.‬اذ انه ليس من شروط االضراب ان يقوم به مجيع‬
‫العمال‪ ،‬بل كثري ما يشمل االضراب جزء من العمال فقط دون غريهم‪.‬‬

‫كما انه و طبقا لقواعد و شروط املمارسة الدميقرطية حلقوق السياسية و املهنية اليت يعترب االضراب احدى صورها‬
‫و عناصرها فانه مينع على العمال املضربني اجبار العمال الغري مضربني او الضغط عليهم للتوقف على العمل(‪.)1‬‬
‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــ‬

‫(‪)9‬امحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.959‬‬

‫(‪ )9‬املادة ‪ 99‬من القانون ‪99/19‬السالف الذكر‪.‬‬


‫(‪ )3‬ف‪.‬شبلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪ -1‬معرقلة حرية العما في اطار اضراب لالجراءات المنصوص معليها‪:‬‬

‫قانونا‪ :‬تكون العقوبة اشد اذا تسبب العمال املضربني يف عرقلة العمل مسببني يف ذلك توقفا للعمال غري مضربني‬
‫مصحوبا بالعنف او التهديد اذ ترفع العقوبة اىل سنوات طبقا للمادة ‪ 11‬من القانون ‪.99/19‬‬

‫لكن يف هذا اجملال املشرع مل حيدد وسيلة اثبات هذه االفعال اليت من شاهنا ان تعرقل حرية العمل ‪ ،‬و يف اعتقادنا‬
‫فانه ميكن للطرف املتضرر اللجوء اىل القضاء بواسطة دعوى استعجالية الثبات احتالل اماكن العمل من طرف‬
‫العمال املضربني او ضد العمال الذين ميارسون الضغط على العمال الغري مضربني‪ ،‬اي العمال الذين ميسون حبق‬
‫و حرية العمل مستعملني يف ذلك حمضر اثبات حالة من جهة و من جهة اخرى اعتماد القواعد العامة املقررة يف‬
‫قانون العقوبات الثبات التهديد و املناورة االحتيالية او العنف او التهديد‪.‬‬

‫‪ -2‬مصير االضراب الذي يتخذه معدد قلي من العما ‪:‬‬

‫مل يتطرق املشرع و مل يتناول مسالة اضراب االقلية باعتباره اضراب هامشي و ضعيف العدد رغم ان املشاكل اليت‬
‫يطالب حلها مجاعيا‪.‬‬

‫و هذا التوقف اجلزئي لعدد العمال يتعرض الجراءات تاديبية و ميكن كذلك التسريح‪ ،‬و املادتني ‪ 44‬و ‪ 51‬من‬
‫القانون ‪ ،)9(99/19‬املعدل و املتمم بالقانون ‪ 91/19‬املؤرخ يف ‪ ،)9( 9119/99/99‬و اعتبار ذلك منافيا‬
‫هلذا الشرط‪.‬‬

‫النه اذا كانت القوانني حتمي حق االضراب‪ ،‬فان هذه القوانني حتمي يف نفس الوقت خق و حرية العمل‪،‬‬
‫و بالتايل كما توجد احكام تعاقب على عرقلة حق االضراب‪ ،‬توجد احكام اخرى تعاقب على عرقلة حرية و حق‬
‫العمل‪ .‬و يف هذا الشان‪ ،‬تنص املادة ‪ 15‬من القانون ‪ 99_19‬املشار اليه سابقا بانه ‪ {:‬يعاقب القانون على‬
‫عرقلة حرية العمل ‪ .‬و يعد عرقلة حلرية العمل‪ ،‬كل فعل من شانه ان مينع العامل او املستخدم او ممثله من‬
‫االلتحاق مبكان عمله املعتاد‪ ،‬او مينعهم من استئناف ممارسة نشاطهم املهين‪ ،‬او من مواصلته‪ ،‬بالنهديد او املناورة‬
‫االحتيالية او العنف او االعتداء } (‪.)1‬‬
‫ـــــــــ ـــــــــ‬

‫(‪)9‬بلعروسي التجاين‪ ،‬وابل رشيد ‪ ،‬قتنون العمل دار هومة للنشر‪ ،‬ط ‪ 1‬السنة‪.5000 ،‬ص‪91‬و القانون ‪ 99/19‬املتعلق بعالقات العمل‪.‬‬
‫‪،‬‬

‫(‪)9‬القانون ‪ 91/19‬املؤرخ يف ‪ 9119 /99/99‬العدل و املتمم رقم ‪ 99/19‬الصادر يف اجلريدة الرمسية عدد ‪ 19‬ص ‪.9145‬‬
‫(‪ )1‬ا‪.‬ل‪ .‬العمراين‪،‬النشغيل و تشريع العمل‪ ،‬مقال يف اجمللة اجلزائرية للعمل‪ ،‬الصادر عن املعهد الوطين للعمل‪،‬عدد ‪،91‬اجلزائر‪،9195 ،‬و نشري هنا اىل انه يف مثل هذه احلاال ميكن‬
‫للطرف املتضرر ان يلجا اىل القضاء بواسطة دعوى استعجالية الهناء احتالل اماكن العم ل من طرف العمال املضربني‪ ،‬او ضد العمال الذين ميارسون الضغط على العمال غري‬
‫املضربني‪ ،‬اي العمال الذين ميسون حق و حرية العمل‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬االشعار المسبق باالضراب‬

‫ان وجوب االشعار املسبق بتاريخ و مدة االضراب‪ ،‬يقصد به ان يتم اعالم صاحب العمل مسبقا بقرار اللجوء‬
‫اىل االضراب‪ ،‬مع حتديد بداية الشروع فيه‪ ،‬و مدته‪ ،‬ان كان حمدد املدة‪ ،‬او مفتوح‪ ،‬و هو ما يعين ان بداية‬
‫االضراب ليست هي التاريخ اقلراره‪ ،‬و امنا يبدا نفاذه من التاريخ املوايل لنهاية مهلة االحطار املسبق ‪ .‬هذه املهلة‬
‫اليت مينحها العمال او التنظيم النقايب املمثل هلم‪ ،‬لصاحب العمل حىت يتمكن من البحث على التسوية ودية‬
‫للخالف القائم‪ .‬و اجراء كل االتصالت و املفاوضات الالزمة ملنع الشروع يف االضراب(‪ .)9‬و يتم حتديد هذه‬
‫املهلة عادة مبقتضى االتفاقيات و االتفاقات اجلماعية‪ ،‬اي عن طريق التفاوض‪ .‬و يف هذه احلالة عدم وجود اتفاقية‬
‫مجاعية‪ ،‬او عدم حتديدها فان هذه املهلة ال جيب ان تقل عن الثمانية (‪ )9‬ايام‪ )1(،‬حتسب ابتداء من تاريخ‬
‫اعالم صاحب العمل‪ ،‬و املفتشية االقليمية للعمل (‪ ، )9‬و يف حالة بعد املقر الرئيسي للمؤسسة صاحب العمل‬
‫عن مقر مفتشي ة العمل‪ ،‬فان املهلة تبدا من تاريخ الوصول الفعلي لالشعار‪ ،‬و حيتكم يف هذه احلالة اىل وصل‬
‫التسليم او االستالم الدي جيب ان يقدمه كل من صاحب العمل او ادارته ‪ ،‬و مفتش العمل‪ ،‬كدليل على التاريخ‬
‫الفعلي الذي مت فيه استالم االشعار باالضراب‪.‬‬

‫ويايت حرص املشرع على فرض وجوب تقدمي هذا االشعار املسبق باالضراب‪ .‬من احلرص على متكني اطراف النزاع‬
‫من اجياد تسوية سليمة له‪ ،‬وذلك مبنحهم مزيدا من الوقت الجياد احللول السليمة‪ ،‬و هو يذلك برهان لصاحب‬
‫العمل على العزم اجلدي للعمال باستعمال حقهم القانوين يف االضراب اذا مل يساهم جبدية يف اجياد احللول‬
‫السليمة اليت ترضيهم‪ ،‬او مبعىن اخر دعوة له لتقدمي التنازالت الالزمة لتسوية النزاع(‪.)5‬‬

‫ـــــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــ‬

‫(‪ )9‬بوضياف احالم‪ ،‬خشانة سهام‪ ،‬هاين نعيمة‪ ،‬حق االضراب يف التشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة خترج‪،‬جامعة الوادي‪،‬اجلزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،9994‬ص ‪. 94‬‬

‫(‪ )9‬املادة ‪ 19‬من القانون ‪99/19‬السالف الذكر‪ ،‬و هي املدة املعمول هبا يف كافة االتفاقيات اجلماعية اليت مت ابرامها يف ظل القانون احلايل‪.‬‬

‫(‪ )1‬ف‪.‬شبلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121‬‬

‫(‪ )0‬رشيد واضح‪ ،‬عالقات العمل في ظل االصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬دار الهومة‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪ ،5005 ،‬ص‪.105‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬ضمان امن و سالمة اماكن ووسائ العم‬

‫ان ضمان امن و سالمة اماكن ووسائل العمل‪ ،‬و عدم احتالهلا بالقوة‪ .‬و هذا باختاذ كافة االحتياطات‬
‫و االجراءات الالزمة لضان احملافظة على وسائل و ادوات و اماكن العمل‪ ،‬و عدم تعريضها الية اضرار او‬
‫التخريب او اتالف‪ ،‬او مساس باالمالك العقارية و املنقولة و املنشات التابعة لصاحب العمل ‪ ،‬و ان اي تصرف‬

‫من هذا القبيل من طرف العمال املضربني‪ ،‬يرتب عليهم املسؤولية املدنية او اجلزائية حسب جسامة الضرر‪ ،‬وفق ما‬
‫تنص عليه املادة ‪ 44‬ف ‪ 9‬من القانون املتعلق بتسوية النزاعات اجلماعية ‪ ،‬و ممارسة حق االضراب‪ ،‬اليت تقضي‬
‫برفع العقوبة اىل حدود الثالثة سنوات حبسا يف حالة االعتداء على االشخاص و املمتلكات‪.‬‬
‫كما مينع على العمال‪ ،‬احتالل اماكن العمل بالقوة او منعهم للعمال غيلر املضربني‪ ،‬او لصاحب العمل‪ ،‬او ممثليه‬
‫من الدخول اىل عملهم او استمرارهم فيه‪ ،‬ال سيما اذا كان القصد من هذهالتصرفات عرقلة حرية العمل‪ ،‬كما‬
‫راينا ذلك من قبل‪ .‬و هي التصرفات اليت يعتربها القانون اخطاء مهنية جسيمة(‪ .)9‬حيث ينص القانون السالف‬
‫الذكر‪ ،‬يف هذا الشان‪ ،‬يف مادته ‪ 14‬على انه ‪ { :‬مينع العمال املضربني عن احتمال احملالت املهنية للمستخدم‪،‬‬
‫عندما يهدف هذا االحتالل عرقلة حلرية العمل‪.‬‬

‫و يف هذه احلالة‪ ،‬ميكن اصدار امر قضائي باخالء احملالت بناء على طلب املستخدم‪ .‬اال انه ال ميكن اعتبار‬
‫القيام باجتماع عام للعمال يف اماكن العمل‪ ،‬او اثناء العمل‪ ،‬ملدة حمددة بانه احتالل ملكان العمل كما ال ميكن‬
‫اعتبار بقاء العمال يف اماكن او مناصب عملهم طوال مدة االضراب دون املساس بامن و سالمة ادوات العمل‪،‬‬

‫و ممتلكات صاحب العمل‪ ،‬و دون تعطيل غريهم من العمال غري املضربني عن العمل عن قيامهم بعملهم‪ ،‬بانه‬
‫احتالل ملكان العمل‪ ،‬كما ال يعترب كذلك احتالل ملكان العمل‪ ،‬جتمع العمال يف مكان العمل اثناء االضراب‬

‫و نشري يف االخري‪ ،‬ان احرتام العمال هلذه الشروط‪ ،‬جيعل اي تصرف صادر عن صاحب العمل‪ ،‬بقصد احلد من‬
‫حرية ممارسة حق االضراب كما هي حمددة يف القوانني و االتفاقيات املعمول هبا‪ ،‬او بقصد االنتقام من العمال‬
‫املضربني‪ ،‬تعترب تصرفات باطلة و عدمية االثر‬

‫ــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـ ـــــ ــــــ ـــ‬

‫(‪ )9‬املادة ‪ 11‬من القانون ‪ 99/19‬السابق الذكر‬


‫(‪) )9‬امحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪949‬و ‪.949‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التنظيم القانوني لحق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‬

‫ان القانون حيمي احلق الدستوري يف االضراب اذا كانت ممارسته جتري يف احرتام القوانني و هو ما يسمى بشرعية‬
‫االضراب‪ .‬و يرتتب عن هذه الشرعية استفادة العامل من محاية قانونية تصون حقوقه يف العمل و القيود الواردة‬
‫على ممارسة هذا احلق ‪ ،‬كما نص القانون على طرق تسوية حق االضراب و موانع اللجوء اليه‪)9(.‬‬

‫الفرع االو ‪ :‬حماية حق االضراب و القيود الواردة معلى ممارسته‬

‫على خالف القوانني السابقة فقد قرر القانون ‪ 99/19‬املعدل و املتمم املتضمن تسوية النزاعات اجلماعية يف‬
‫العمل و ممارسة حق االضراب فرع خاص يتعلق حبماية حق االضراب عند ممارسته وفق الضوابط و االجراءات‬
‫القانونية اي مبعىن اخر كل جلوء حلق االضراب مع احرتام الشروط القانونية يعد اضرابا شرعيا و االضراب الشرعي‬
‫كفل املشرع محايته و محاية ممارسته من كل هتديد او ضغط او جتاوز(‪.)9‬‬

‫اوال ‪ :‬حماية حق االضراب‬

‫ان ممارسة حق االضراب وفق االسس القانونية يرتتب اثرا فوريا و هو تعليق عالقة العمل‪ ،‬فاإلضراب يوقف اثار‬
‫عالقة العمل اال اذا اتفق طريف النزاع على خالف ذلك وتتضح اهم مظاهر احلماية اليت اضفاها املشرع على‬
‫ممارسة حق االضراب يف اجلوانب التالية‪:‬‬

‫‪ : 1‬ال تنفسخ عالقة العمل بل توقف و توقف اثارها‪ ،‬و هذا املوقف ياخذ به الفقه و التشريع أحلديثني و ال يعد‬
‫اخلطأ املرتكب من طرف العامل اثناء فرتة االضراب سببا الهناء العقد بل سبب للفسخ عند أللزوم و بالتايل‬
‫يتوجب على صاحب العمل االحتفاظ مبناصب عمل العمال املضربني(‪ )9‬و بالتايل اعترب كل تسريح بسبب‬
‫االضراب الشرعي تعسفيا تطبق عليه مقتضيات املادة ‪ 5/51‬من القانون ‪ 99/19‬املؤرخ يف ‪. 9119/95/99‬‬

‫ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـ ـــــ ــــــ‬

‫(‪ ) )9‬عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.154‬‬


‫عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع نفسه‪،‬ص ‪.151‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫(‪ )1‬بشري هديف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪999‬‬
‫(‪ )5‬عبد الرمحان خليفي‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.54‬‬

‫هذا و يرتتب على وقف عالقة العمل وفقا ملا توصل اليه اجتهاد القضاء الفرنسي حترر صاحب العمل من‬
‫املسؤولية املتبوع عن االضرار اليت يسببها العمال للغري اثناء االضراب (‪.)9‬‬

‫و هذا لكون العالقة معلقة حبكم دخول العمال يف اضراب و هو ما يعين انه يف حالة تسببهم للغري يف اضرار ينزع‬
‫عنهم الغطاء املهين و ال يتحمل املستخدم اية مسؤولية‪.‬‬

‫‪ : 2‬مينع على اهليئة املستخدمة اللجوء اىل استبدال العمال املضربني او تعيني اخرين بدهلم الن ذلك يشكل‬
‫ضغطا اال يف حالتني اثنني ‪:‬‬

‫ا)_ عند حالة التسخري اليت تامر هبا الساطات املؤهلة‪.‬‬

‫ب)_ لضمان احلد االدىن من اخلدمة‪.‬‬

‫‪ : 3‬كل مشاركة يف اضراب قانوين جتعل العمال حمميني من تسليط اية عقوبة تاديبية من طرف اهليئة املستخدمة‬
‫الن االضراب يوقف اثار عالقة العمل‪ ،‬و اختاذ العقوبات التاديبية و العمال يف حالة اضراب يعد ضغطا و تعسفا‬
‫من اهليئة املستخدمة بل و مساس حبق دستوري مت اللجوء اليه على ضوء القوانني‪.‬‬

‫انه و تكريسا ملفهوم احلماية القانونية املضفاة على ممارسة حق االضراب فانه و ان كان املرسوم ‪ 41/94‬املؤرخ‬
‫‪ 9194/91/91‬اوجب صراحة بان تكون الرواتب مقابلة للنشاط الفعلي للموظف (‪.)9‬‬

‫و نفس الشيئ قرره القانون ‪ 99/19‬يف املواد ‪41‬و ‪ 99‬منه‪ ،‬فقد بينت النصوص التنظيمية كيفية اقتطاع رواتب‬
‫ايام االضراب و يف حالة انعدام اتفاق يكون االقتطاع بطريقة تراعي فيها و ضعية املوظف و هذا كمظهر من‬
‫مظاهر احلماية عند ممارسة االضراب بصفة مشروعة(‪ ،)1‬و قد صدر منشور عن وزارة العمل بتاريخ‬
‫‪ 9119/1/99‬بني طريقة االقتطاع و اكدت السلطة التنفيذية هذا التجاه مبوجب املنشور الوزاري املشرتك املؤرخ‬
‫يف ‪ 19/99/94‬الصا در عن الوزير املنتدب لدى رئيس احلكومة املكلف بالصالح االداري و املوظف العمومي‬
‫ووزير العمل و احلماية االجتماعية و التكوين املهين املعدل باملنشور الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪.9995/99/94‬‬
‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــ‬

‫(‪ )9‬بشري هديف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.999‬‬

‫(‪)9‬املادة ‪91‬من املرسوم ‪ 41/94‬املتضمن القانون االساسي النموذجي لعمال االدارات و املؤسسات العمومية‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪.9194/91/91‬‬
‫(‪ )1‬عبد الرمحان خليفي‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.51‬‬

‫االضراب(‪.)9‬‬ ‫هذا و ميكن ان يكون االجر عن فرتة االضراب مستحق الدفع اذا وقع اتفاق بني الطرفني بعد انتهاء‬

‫و قد تتداخل اسباب التوقف الناتج عن االضراب مع اسباب توقف اخرى كحاالت العطلة السنوية او الراحة‬
‫االسبوعية و ايام االعياد و حالة املرض‪ ،‬فال تدخل مدة االضراب يف حساب مدة العطلة النامجة عن تلك‬
‫احلاالت الن توقف العالقة كان بسبب االضراب‪ ،‬لكن و يف مجيع احلاالت ال حيرم العامل من التعويضات العائلية‬
‫اليت تقدمها صنادق الضمان االجتماعي (‪.)9‬‬

‫الن محاية حق االضراب يوازيه امكانية تعرض العمال املضربني ملتابعات جزائية يف حالة ممارسة هذا احلق خرقا‬
‫للقوانني او عدم تقيدهم باحلدود املرسومة ملمارسة سواء من الناحية الكيفية او احلدود كضرورة ضمان احلد االدىن‬
‫من اخلدمة و االمتثال للتسخري‪.‬‬

‫حىت ان املادة ‪ 15‬من القانون ‪ 95/19‬املعدل للمادة ‪ 91‬من القانون ‪ 99/19‬اعتربت عدم احرتام االجراءات‬
‫املنصوص عليها خطا مهنيا جسيما يسبب حسب احلالة اثرين‪:‬‬

‫اوهلما ‪ :‬اعتباره خطا مهنيا جسيما مع تبعات ذلك‪.‬‬

‫ثاهنما ‪ :‬حتميل االشخاص املسامهني يف مسؤولية حدوثه و ذلك‪:‬‬

‫ا)_ بواسطة اختاذ اجراءات تاديبية_ فسخ عالقة العمل‬

‫ب)_ امكانية املتابعة اجلزائية عن خمالفة القانون سيما اذا تسبب ممارسة االضراب يف مساس بالنظام العام و‬
‫مصاحل االدارة (‪.)1‬‬

‫و بذلك يتبني ان القانون(‪ ،)5‬حيمي حق االضراب الذي ميارس طبقا لالحكام القانونية و ال تقطع عالقة العمل‬
‫بل توقف اثارها فقط محاية العمال املضربني بصفة مشروعة(‪.)4‬‬
‫ـــــ ـــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــ ـ‬

‫(‪ )9‬بشري هديف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.995‬‬

‫(‪ )9‬تنص املادة ‪ 11‬مكرر من القانون ‪ 99/19‬على ما يلي‪ ":‬يشكل التوقف اجلماعي عن العمل الناتج عن النزاع اجلماعي للعمل مبفهوم املادة ‪ 9‬اعاله‪ ،‬و الذي حيدث خرقا‬
‫الحكام هذا القانون خطا مهنيا جسيما يرتكبه العمال الذين شاركوا فيه‪ ،‬و يتحمل املسؤولية االشخاص الذين سامهوا بنشاطهم املباشر‪ ...‬و يف هذه احلالة يتخذ املستخدم جتاه‬
‫العمال املعنيني االجراءات التاديبية ‪"...‬‬

‫(‪ )1‬دليل حول كيفية اللجوء لالضراب و اجراءات تسويته‪ ،‬الكتيب الثاين‪ ،‬املفتسية العامة للعمل‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )5‬دليل حول كيفية اللجوء لالضراب و اجراءات تسويته ‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪5‬‬

‫(‪ )4‬عبد الرمحان خليفي‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.55‬‬

‫و احلماية القانونية لالضراب مشروطة بصحة االضراب من الناحية املوضوعية اسبابه و اهدافه و من الناحية‬
‫الشكلية و ا الجرائية املرتبطة بشروط و صحة االضراب و يف احلالة العكسية بعد العامل مرتكب خلطا مهنيا‬
‫جسيم سواءا حبكم القانون او بتقدير القضاء (‪.)9‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القيود الواردة معلى ممارسة حق االضراب‬

‫ان القيود الواردة على ممارسة حق االضراب ال تقلل من استعمال هذا احلق بل تظبطه و جتعل من ممارسته تكون‬
‫طبقا للقانون و التنظيم و العواقب الوخيمة اليت تنجم عن االضراب و اثار ذلك على حسن سري املرافق العامة‬
‫جعلت من املشرع يفرض قيودا و حدود على ممارسة هذا احلق الدستوري حتول دون تعسف اجلهة القائمة به‪.‬‬
‫كذلك يفرض القانون على االطراف مواصلة املشاورات لفض املنازعة اثناء مهلة االخطار املسبق و بعد شن‬
‫االضراب (‪ ،)9‬و هذه املفاوضات اجلماعية املباشرة اليت يباشرها طريف النزاع تتمثل يف الوساطة و التحكيم (‪.)5‬‬

‫حيد القانون من احلق املطلق يف االضراب جبعل قاعدة القدر االدىن من اخلدمة بالنسبة لبعض النشاطات اليت قد‬
‫حيدث توقفها اخالال مببدا استمرارية املرفق العام او بالنشاطات االقتصادية احليوية املتعلقة بالتموين او بصيانة‬
‫املنشات و االمالك (‪.)4‬‬

‫حبيث ميكن للهيئة املؤسسة العمومية االقتصادية فرض حدود ملمارسة حق االضراب بفرض واجبات و التزامات‬
‫على املضربني و حثهم على سلوك مجاعي منظم و احرتام احلد االدىن من اخلدمة حتقيقا الستمرارية عمل اهليئة‬
‫املستخدمة كما ميكن هلا اللجوء لوسيلة التسخري بشروط‪.‬‬

‫ان املسائل املرتبطة بتحديد ممارسة حق االضراب نظمها القانون ‪ 99/19‬و النصوص التنظيمية املطبقة له (‪.)1‬‬

‫كما قد تلجا املؤسسة العمومية االقتصادية عن طريق التفاوض مع العمال املضربني بتنظيم احدى املسائل املرتبطة‬
‫بتنظيم و حتديد ممارسة االضراب كما هو احلال بالنسبة للقدر االدىن من اخلدمة او التسخري‪.‬‬

‫ـــــــــــــ ـــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــ‬


‫(‪ )9‬امحية سليمان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 959‬‬

‫(‪ )9‬عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫(‪ )1‬خالد حامد‪،‬املدختلة السابقة ص‪. 99.‬‬


‫(‪ )5‬عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.199‬‬

‫(‪ )4‬رشيد واضح ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 995‬‬

‫ومن مث فقد امجع الفقه و القضاء على القيود الواردة على ممارسة حق االضراب و املنصوص عليها يف القانون ال‬
‫ميكن خمالفتها و مشروعية االضراب مرتبطة كذلك باحرتامها و اهم القيود و احلدود املفروضة على ممارسة حق‬
‫االضراب تتمثل يف الضوابط التالية‪:‬‬

‫‪ :1‬القدر االدنى من الخدمة‬

‫اذا كان االضراب ميس االنظمة اليت ميكن ان يضر انقطاعها التام استمرار املرافق العمومية االساسية‪ ،‬او ميس‬
‫االنشطة االقتصادية احليوية او متوين املواطنني او احملافظة على املنشات و االمالك املوجودة‪ ،‬فيتعني تنظيم مواصلة‬
‫االنشطة الضرورية يف شكل قدر ادىن من اخلدمة اجباريا او ناتج عن مفاوضات او اتفاقيات او عقود‪)9(.‬‬

‫ينظم قدر ادىن من اخلدمة االجبارية يف اجملاالت التالية(‪)9‬‬

‫‪ _9‬املصاحل االستشفائية‪ ،‬املناوبة و مصاحل االستعجاالت و توزيع االدوية‪،‬‬

‫‪ _9‬املصاحل املرتبطة بسري الشبكة الوطنية للمواصالت السلكية و الالسلكية و االذاعة و التلفزة‪،‬‬

‫‪ _1‬املصاحل املرتبطة بانتاج الكهرباء و الغاز و املواد البرتولية و املاء و نقلها و توزيعها‪،‬‬

‫‪ _5‬املصاحل البلدية لرفع القمامة من اهلياكل الصحية و املساخل‪ ،‬و مصاحل املراقبة الصحية مبا فيها الصحة النياتية‬
‫و احليوانية يف احلدود و املطارات و املوانئ و املصاحل البيطرية العامة و اخلاصة‪ ،‬و كذا مصاحل التطهري‪،‬‬

‫‪ _4‬املصاحل املرتبطة م باشرة بانتاج الطاقة املخصصة لتزويد شبكة املواصالت السلكية و الالسلكية الوطنية و‬
‫صيانة الشبكة الوطنية لالشارة‪،‬‬

‫‪ _1‬املصاحل املكلفة بالعالقات املالية مع اخلارج يف البنك و البنوك العمومية‪،‬‬

‫‪ _5‬املصاحل املكلفة بانتاج احملروقات‪ ،‬ونقلها عرب قنوات الشحن و النقل البحري‪،‬‬

‫‪ _9‬نقل احملروقات بني السواحل الوطنية‬

‫ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـ ـــــ ـــــــ‬
‫(‪ )9‬املادة ‪ 19‬من القانون ‪ 99/19‬كل القطاعات املعنية بالقدر االدىن من اخلدمة‪.‬‬
‫(‪ )9‬رشيد واضح‪ ،‬املرجع السبق‪ ،‬ص ‪.995‬‬

‫‪ _1‬مصاحل الشحن و التفريغ املينائية و املطارية و نقل املنتوجات املعرتف حبطورهتا و السريعة التلف او املرتبطة حباجيات‬
‫الدفاع الوطين‪،‬‬

‫‪ _99‬املصاحل املرتبطة بامن وسائل النقل (االرصاد اجلوي و االشارة البحرية و السكة احلديدية و منها حراس‬
‫حواجز املقاطع)‪،‬‬

‫‪ _99‬مصاحل النقل و املواصالت السلكية و الالسلكية املرتبطة حبماية االرواح و عمليات الشحن و انقاذ السفن‬
‫مباشرة‪،‬‬

‫‪ _99‬مصاحل الدفن و املقابر‪،‬‬

‫‪ _91‬املصاحل املكلفة مبراقبة املرور اجلوي( مراكز املراقبة اجلوية و االستعداد للنزول و ابراج املراقبة)‪،‬‬

‫‪ _95‬مصاحل كتابة الضغط يف اجملالس و احملاكم‪،‬‬

‫‪ _94‬االنشطة املرتبطة بامتحانات التعليم الثانوي ذات الطابع الوطين و ذلك طوال فرتة اجرائها‪،‬‬

‫‪ _91‬مصاحل االدارة العمومية اليت تتوىل االنشطة الدبلوماسية للدولة‪.‬‬

‫حيدد القدر االدىن من اخلدمة يف ميادين النشاط املنصوص عليها يف اتفاقية او عقد مجاعي‪ ،‬و اذا مل يكن ذلك‪ ،‬حيدد‬
‫املستخدم او السلطة االدارية املعنية‪ ،‬بعد استشارة ممثلي العمال ميادين النشاط اليت تتطلب القدلر االدىن من اخلدمة و‬
‫العمال الضروريني للتكفل به‪.‬‬

‫يعد رفض العامل املعين القيام بالقدر االدىن من اخلدمة املفروض عليه خطا مهنيا جسيما‪.‬‬

‫‪ : 2‬التسخير‬

‫اضافة اىل احلد االدىن من اخلدمة كوسيلة لتحديد من نطاق االضراب فان اهليئة املستخدمة مؤهلة مبا خول هلا من‬
‫صالحيات اىل اللجوء لعملية التسخري و استخدام اسوب الضبط االداري حفاظا على االرواح و املمتلكات و‬
‫كذا سري و عمل املرافق العامة و استمرارها طبقا لنص املواد ‪ 151‬و ‪ 199‬مكرر من القانون املدين (‪.)1‬‬
‫ـــــــــ ـــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــ‬
‫(‪ )9‬دليل حول كيفية اللجوء لالضراب و اجراءات تسويته ‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪99‬‬

‫(‪)2‬عبد السالم ذيب‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.392‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 118‬و ‪ 191‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫عمال بالتشريع الساري املفعول‪ ،‬ميكن ان يؤمر بتسخري العمال املضربني الذين يشغلون‪ ،‬يف اهليئات او االدارات‬
‫العمومية او املؤسسات‪ ،‬مناصب عمل ضرورية المن اشخاص و املنشات و االمالك‪ ،‬لضمان استمرار املصاحل‬
‫العمومية االساسية يف توفري احلاجيات احليوية للبالد او الذين ميارسون انشطة الزمة لتمويل السكان‪ ،‬هذا التسخري‬
‫الذي تتخذه اهليئات املستخدمة يكون يف اطار االحكام التشريعية و التنظيمية السارية املفعول(‪.)9‬‬

‫و خالفا للحد االدىن من اخلدمة و الذي يوجب عدم جلوء املعنيني لالضراب فان التسخري هو تدخل اهليئة‬
‫املستخدمة املؤهلة و اصدار امر يتمثل يف قرار اداري يبلغ لالطراف املعنية و عند عدم االستجابة ميكن لالدارة‬
‫اختاذ االجراءات االدارية املواتية هبا هلا من امتيازات اليلطة العامة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬موانع اللجوء لالضراب و طرق تسويته‬

‫لقد صدر القانون ‪ 99/19‬املعدل و املتمم بالقانون ‪ 95/19‬ليضع اول نص تشريعي يتعرض بصراحة و بصرامة‬
‫ليقرر اجرائني هامني احدمها يتعلق بكيفية تسوية اخلالفات اجلماعية و ثانيهما شروط ممارسة حق االضراب‪ ،‬و‬
‫فعال ان ماتضمنه القانون ‪ 99/19‬من اجراءات يعد من احسن القوانني يف العامل سيما عندما اطلق حرية اللجوء‬
‫لالضراب و باملقابل قيد ممارسته بشروط و اجراءات حتت طائلة عدم املشروعية‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬موانع اللجوء لالضراب‬

‫على غرار التشريعات و النظم احلديثة مل يتوقف التشريع اجلزائري على تقييد ممارسة حق االضراب بل منعه يف‬
‫بعض القطاعات االسرتاجتية و حرم مستخدميه من ممارسته من التمتع هبذا احلق‪ ،‬ففي املانيا مثال مينع كل العمال من‬
‫اللجوء لالضراب و كذلك احلال يف الربتغال الذي مينع ممارسة حق االضراب على العسكريني و شبه العسكريني و يف‬
‫فرنسا فان املنع يشمل باالضافة اىل العسكريني كذلك الشرطة و القضاة و العاملني يف قطاع االتصاالت التابعة لوزارة‬
‫اخلارجية(‪.)9‬‬

‫و يف اجلزائر فيمنع اللجوء اىل االضراب يف ميدان االنشطة االساسية اليت قد يعرض توقفها حياة او امن او صحة‬
‫املواطنني او االقتصاد الوطين احلر(‪.)9‬‬
‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )9‬رشسد واضح ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.995‬‬
‫(‪ )9‬ا‪.‬ل‪.‬العمراين‪،‬النشغيل و تشريع العمل‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.994‬‬
‫(‪ )1‬امحية سليمان‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.941‬‬

‫و القانون اجلزائري اضافة اىل هذه القيود الصرحية و اليت ال تؤثر يف ممارسة هذا احلق استعمل على غرار عدة‬
‫قوانني يف عدة دول مايسمى مبوانع اللجوء لالضراب اي انه حدد على سبيل احلصر بعض امليادين و االنشطة‬
‫اليت ال ميكن ممارسة حق االضراب فيها و هذا وفق منطلقني‪.‬‬
‫‪ : 1‬املنع البات للجوء حلق االضراب يف هذه االنشطة و القطاعات‪.‬‬

‫‪ : 2‬عند نشوب خالف مجاعي يف القطاعات املعنية باملنع يكون احلل اما بواسطة اجراءات املصاحلة و اال‬
‫التحكيم و اهم القطاعات و االنشطة املمنوع اللجوء فيها ملمارسة حق االضراب هي (‪:)9‬‬

‫_ القضاة‪ ،‬و هذا حبكم حساسية الوظيفة اليت ميارسوهنا و املهام املنوطة هبم و هذا متماشي مع القانون االساسي‬
‫للقضاء‪)9(.‬‬

‫_ املوظفني املعنيني مبرسوم او الذين يشغلون مناصب يف اخلارج‪ ،‬لكون اختيارهم يتم على اساس والء سياسي‪ ،‬و‬
‫يشغلون مناصب تاطري عليها يف الدولة فال يتصور اقدامهم على املشاركة يف اضراب‪.‬‬

‫_ اعوان و موظفي مصاحل االمن‪ ،‬باعتبارهم مكفلني حبماية النظام العام‪.‬‬

‫_ االعوان امليدانيني العاملني يف مصاحل احلماية املدنية‪ ،‬حلساسية املناصب اليت يشغلوهنا‪.‬‬

‫_ اعوان مصاحل استغالل شبكات االشارة الوطنية يف وزتريت الداخلية و الشؤون اخلارجية‪ ،‬النتهائهم اىل اسالك‬
‫ادارية خاصة و عملهم يف وزترات ذات طابع سيادي‪.‬‬

‫_ االعوان امليدانيني الع املني يف اجلمارك‪ ،‬حىت ال تتعطل الرقابة يف املناطق احلدودية و املراكز اجلمركية و الدوريات‬
‫املتنقلة‪)1(..‬‬

‫‪ _5‬عمال املصاحل اخلارجية الدارة السجون‪ ،‬و هذا بالنظر لكون نشاطهم اساسي و توقفهم فيه مساس بالنظام‬
‫العام (االمن العمومي )‪.‬‬
‫ــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـ ـــــ ـ‬

‫(‪ )9‬املادة ‪ 51‬من القانون ‪ 99/19‬السابق الذكر‪.‬‬


‫(‪)9‬املواد ‪ 59‬و ‪ 59‬من القانون نفسه‬

‫(‪ )1‬عبد الرمحان خليفي‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.91‬‬

‫(‪ )5‬حممد الصغري بعلي‪ ،‬تشريع العمل يف اجلزائر‪ ،‬دار النشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬اجلزائر‪ ،9999 ،‬ص‪.995‬‬

‫فبالرغم من ان حق االضرا ب هو حق مكفول دستوريا فان مبدا منع ممارسته يف بعض القطاعات هو ايضا‬
‫دستوري طبقا ملا نصت عليه املادة ‪ 45‬ف‪ 9‬من دستور ‪ 9191‬و اليت جاء فيها‪ " :‬ميكن ان مينع القانون ممارسة‬
‫هذا احلق او جيعل حدود ملمارسته يف ميادين الدفاع الوطين و االمن او يف مجيع اخلدمات او االعمال العمومية‬
‫ذات املنفعة احليوية للمجنمع"(‪.)9‬‬

‫ال ميكن باي حال من االحوال ان يلجا موظفو هاته االنشطة ملمارسة حق االضراب الن طبيعة منصب عملهم‬
‫و قطاع نشاطهم ال يسمح بذلك و ليس يف ذلك اي مساس حبق دستوري هلم كون طبيعة العالقة الوظيفية جتعل‬
‫من هذا الشرط احدى االل تزامات الوظيفية اي مبعىن كل جلوء لالضراب يف عذع القطاعات يعد عمال غري مشروع‬
‫و مساسا بالنظام العام ز ما يرتتب عن ذلك من عواقب‪.‬‬

‫ان تطرق املشرع لكل هاته االجراءات اخلاصة مبمارسة حق االضراب يف القطاع االقتصادي ال يعين ان تنتهي‬
‫مهمة املؤسسة العمومية االقتصادية بانتهاء اجراء املصاحلة و الوساطة بل يبقى دورها قائم و فعال خالل كل فرتة‬
‫اخلالف و االضراب بالسعي احلثيث و الدائم لتسوية االضراب بكل الوسائل االدارية و املادية املتاحة‪.‬‬

‫فرع الثاني ‪ :‬طرق تسوية االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‬

‫لقد خصص املشرع اجلزائري نظام اجرائي خاص لتسوية االضراب‪ ،‬مير عرب ثالث مراحل اساسية‬
‫و هي كالتايل(‪)9‬‬

‫اوال‪ :‬مرحلة التفاوض الجمامعي‬

‫يعترب التفاوض اجلماعي التزام يقع على عاتق اطراف اخلالف‪ ،‬حيث جيب عليهما حسب نص املادة ‪ 54‬من‬
‫القانون ‪ 99/19‬مباشرة التفاوض خالل فرتة االشعار امل سبق‪ ،‬و حىت عند الشروع يف االضراب‪ ،‬و يتخذ هذا‬
‫التفاوض عادة شكل اجتماعات طارئة جتعل من النزاع املتسبب يف االضراب حمور اشغاهلا و يف حالة عدم و‬
‫صول االطراف اىل نتيجة يعرض اخلالف على جلنة الوساطة(‪.)1‬‬
‫ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــ‬
‫(‪ )9‬امحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.941‬‬
‫(‪ )9‬املواد ‪ 54‬و ‪ 59‬من القانون ‪ 99/19‬املرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )1‬عجة االجاليل‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.995‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة الوساطة‬

‫يف حالة فشل اطراف اخلالف يف تسوية االضراب‪ ،‬ميكن للوزير املكلف بالقطاع او الوايل‪ ،‬او رئيس اجمللس‬
‫الشعيب البلدي ان يعني وسيطا كفئا يعرض على طريف اخلالف اقرتاحات لتسوية خالفهما‪ ،‬اذا بدت من مواقفهما‬
‫صعوبات يف املفاوضات املباشرة(‪.)9‬‬

‫و ال ختتلف مهمة الوسيط‪ ،‬يف مضموهنا عن تلك املهمة اليت يباشرها غداة تعيينه من قبل اطراف اخلالف كما هو‬
‫منصوص عليه يف املادة العاشرة من القانون ‪ ،99/19‬على خالف املشرع الفرنسي الذي نظم اجراء الوساطة‬
‫بالشكل الذي يتناول كل اجلوانب االجرائية و التنظيمية و االثار املرتتبة على نتائج عمل الوسيط‪،‬و ما اىل ذلك‬
‫من االحكام التنظيمية االخرى(‪.)2‬‬

‫و ميكن للهيئة اليت عينت الوسيط ان حتدد له املدة الزمنية لتقدمي مقرتحاته كما ميكن نشر تقرير الوسيط بطلب‬
‫من احد طريف اخلالف اجلماعي‪ ،‬و ال تكون مقرتحات الوسيط قابلة للتنفيذ‪ ،‬اال بعد قبوهلا (‪ )3‬من طرف‬
‫املعنيني باخلالف‪ ،‬و اذا استمر االضراب‪ ،‬رغم الوساطة ميكن للوزير املعين او الوايل او رئيس اجمللس الشعيب‬
‫البلدي ان حيل اخلالف‪ ،‬ان اقتضت ذلك ضرورات اقتصادية او اجتماعية قاهرة على اللجنة الوطنية‬
‫للتحكيم(‪.)4‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة اللجوء الى اللجنة الوطنية للتحكيم‬

‫تعرب هذه املرحلة عن رغبة السلطة يف عدم البقاء مكتوفة اليدين امام ما قد يسببه االضراب من مساس بالسلم‬
‫االجتماعي حيث انشات هلذا الغرض هيئة خاصة تدعى اللجنة الوطنية للتحكيم تنظر يف النزاعات اليت تقتضيها‬
‫ضرورات اقتصادية و اجتماعية قاهرة حسب تعبري املشرع و الذي ان مل حيدد املقصود هبذه الضرورات القاهرة اال‬
‫اهنا تعين تلك اخلالفات اليت قد يهدد استمرارها السلم االجتماعي‪.‬‬
‫ــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـ ـ‬

‫(‪ )9‬املادة ‪ 99‬من القانون ‪ 99/19‬السابق الذكر ‪.‬‬

‫(‪ )9‬املادة ‪ 495/5‬من القنون العمل الفرنسي‪ ،‬ط ‪ 9114‬نشر ‪lavilleguerin edtions‬ص‪ 145‬و ما بعدها ‪/‬‬

‫(‪ )9‬املادة ‪59 51‬من القانون ‪.99/19‬‬


‫(‪ )1‬املادة ‪ 495-5‬من القانون الفرسي‪ ،‬املتمم و املعدل‪ ،‬ط ‪ ،9114‬ص ‪145‬و ما بعدها‬

‫(‪ )5‬عجة االجاليل‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.999‬‬

‫و تتشكل هذه اللجنة من الرئيس االول للمحكمة العليا‪ ،‬و اربعة عشر عضوا منهم اربعة ممثلني معنينني من طرف‬
‫السلطة العمومية‪ ،‬و مخسة ممثلني عن العمال و مخسة ممثلني عن املستخدمني من بينهم ممثل عن قطاع الوظيفة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫و ختتص هذه اللجنة بالنظر يف اخلالفات اليت تعين املستخدمني املمنوعني من ممارسة حق االضراب و االضرابات‬
‫احملالة اليها بعد فشل الوساطة املنصوص عليها يف املادة ‪ 51‬من طرف الوزير املعين‪ ،‬او الوايل او رئيس اجمللس‬
‫الشعيب البلدي (‪ ،)9‬و تستمع اللجنة اىل دفوعات اطراف اخلالف‪ ،‬كما تتلقى مستنداهتم(‪)9‬و كذا اية وثيقة‬
‫اعدت يف اطار اجراء املصاحلة و الوساطة‪ ،‬و بعد التحقيق يف املوضوع‪ ،‬تصدر اللجنة قرارها املعلل‪ ،‬و اغلبية‬
‫احلاضرين‪ ،‬و يف حالة تعادل االصوات يرجع صوت رئيس اللجنة على ان يرسل قرار اللجنة اىل مكتب الرئيس‬
‫االول للمحكمة العليا الذي يضفي عليه الصبغة التنفيذية مبوجب امر صادر عنه‪ ،‬و يبلغ الرئيس القرار اىل طرفني‬
‫يف ظرف ثالثة ايام املوالية لتاريخ صدوره (‪.)1‬‬

‫وما ميكن استخالصه‪ ،‬بشان دور اللجنة الوطنية للتحكيم‪ ،‬الطابع االستثنائي لتداخالهتا يف منازعات العمل‬
‫اجلماعية و قد برز هذا الطابع بكونه يتالءم و املنطق اجلديد للسلطة يف تسيري احلقل االجتماعي‪.‬‬

‫و الذي يسعى اىل االنسحاب من هذا اجملال‪ ،‬من خالل ترك املبادرة و االستقاللية للشركاء االجتماعيني(‪.)5‬‬

‫كما ميكن ابراز عائق اخر قد تتعرض له اللجنة‪ ،‬و املتمثل يف عدم قدرهتا على االستجابة لكافة االحاالت الواردة‬
‫اليها من اهليئات العمومية‪ ،‬كمختلف الوزارات و الواليات و البلديات اليت يفوق عددها ‪ 9451‬بلدية‪ ،‬و هو ما‬
‫يتطلب انشاء جلان جهوية على مستوى كل جهة من جهات الوطن االربع(‪.)4‬‬

‫ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــ ــ ـــــــ ــــــ ـــ‬

‫(‪ )9‬املادة ‪ 51‬من القانون ‪ 99/19‬السابق الذكر‪.‬‬

‫(‪ )9‬املادة ‪49‬و ‪ 49‬من القانون ‪ 99/19‬نفسه‪.‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 49‬من نفس القانون‪.‬‬

‫(‪ )5‬امحية سليمان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.951‬‬


‫(‪ )4‬ندوة الوطنية حول القضاء االجتماعي وزارة العدل ‪ ،9114‬ص‪.41‬‬

‫بقوامعد حق االضراب في المؤسسات العمومية‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اال ثار وجزاء االخال‬
‫االقتصادية‬

‫يرتتب على ممارسة حق االضراب و الشروع فيه وفقا لالجراءات اليت حيددها التنظيم املعمول به‪ ،‬بعض االثار اليت‬
‫ختتلف حسب مشروعية هذا احلق‪ ،‬و اجلزاءات االخالل بقاعدة او قواعد االضراب و اخريا االحكام اجلزائية او‬
‫العقوبات ميكن امجاهلا يف املطلبني التاليني(‪.)9‬‬

‫المطلب االو ‪ :‬اثار القانونية المترتبة معن ممارسة حق االضراب‬

‫اذا كان االضراب شرعيا ترتب عنه تعليق اثار عقد العمل دون قطعه‪ ،‬و بالتايل اعترب كل تسريح بسبب االضراب‬
‫الشرعي تعسفيا تطبق عليه مقتضيات املادة ‪51‬ف‪ 5‬من القانون ‪ ، 99/19‬وتعليق اثار عقد العمل هو تعليق‬
‫االلتزامات املتبادلة من الطرفني و باالخص تلك اليت تتعلق باداء العمل و االجر‪ ،‬فالعامل املضرب عن العمل ال‬
‫يؤدي عمال و باملقابل ال يتقاضى اجرا‪ ،‬غري انه ميكن ان يقع االتفاق على دفع االجر او قسط منه يف حالة‬
‫االضراب و ذلك مبوجب االتفاقيات اجلماعية او الحقا لالضراب(‪.)1‬‬

‫فرع االو ‪ :‬وقف معالقة العم‬

‫يرتتب على ممارسة حق االضراب وفقا الحكام التشريع املعمول به(‪ ،)1‬وقف او جتميد عالقة العمل دون اهنائها‪،‬‬
‫و هو املوقف الذي ياخذ به الفقه و التشريع احلديثني‪ .‬و ال يعد اخلطا املرتكب من طرف العامل اثتاء فرتة‬
‫االضراب سببا الهناء العقد‪ ،‬بل سببا للفسخ عند اللزوم(‪ ،)5‬و بالتايل يتوجب على صاحب العمل االحتفاظ‬
‫مبناصب عمل العمال املضربني‪ ،‬و اقدميتهم يف العمل و عدم تغيري رتبهم‪ ،‬اضافة اىل االمتناع عن تعيني عمال‬
‫اخرين‪ ،‬قصد االستخالف‪ ،‬اال يف حاالت التسري اليت تامر هبا السلطة االدارية يف املؤسسة العمومية االقتصادية ‪،‬‬
‫او يف حالة ضمان احلد االدىن من اخلدمة (‪.)4‬‬
‫ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
‫(‪ )9‬عجة االجاليل‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.991‬‬
‫(‪ )9‬بشري هديف‪،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪،‬عالقات العمل الفردية و اجلماعية‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪19‬ف ‪ 9‬من القانون ‪ 99/19‬السابق الذكر‪.‬‬


‫(‪ )5‬راشد راشد‪ ،‬شرح عالقات العمل الفردية و اجلماعيةيف التشريع اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر‪ ،‬سنة ‪ ،9119‬ص‪.199‬‬

‫(‪ )4‬املادة ‪ 11‬من نفس القانون‪.‬‬

‫و عليه‪ ،‬ال جيوز لصاحب العمل فرض اي تسريح او عقوبة تاديبية على العمال بسبب ممارسة اضراب مشروع‪،‬‬
‫مبن فيهم ممثلي العمال الذين يقومون بدور املفاوضات مع صاحب العمل‪ ،‬و تستثىن من ذلك حاالت اخلطا‬
‫اجلسيم اليت تستوجب توقيع العقوبات التاديبية وفقا ملا هو منصوص عليه يف النظام الداخلي للمؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية‪ ،‬كما هو الشان بالنسب ة للقيام باعمال العنف ضد االشخاص‪ ،‬او االتالف العمدي لالشياء و‬
‫املمتلكات او االخالل بنظام االمن‪ ،‬و غريها من احلاالت‪ .‬و ما عدا ذلك فان حاالت االهناء املتخذة من طرف‬
‫صاحب العمل ال متثل فسخا تعسفيا فحسب‪ ،‬بل ايضا تسرحيا غري مشروع (‪.)9‬‬

‫هذا و يرتتب على وقف عالقة العمل‪ ،‬و فقا ملا توصل اليه اجتهاد القضاء الفرنسي(‪ ،)9‬حترر صاحب العمل من‬
‫مسؤولية املتبوع‪ ،‬عن االضرار اليت يسببها العمال للغري اثناء االضراب‪ ،‬حيث ختتفي عالقة التبعية خالل هذه‬
‫الفرتة مما جيعل التعويض عن االضرار يقع على عاتق العمال املتسببني فيه‪ .‬كما يتحملون نتائج االضرار اليت تلحق‬
‫هبم‪ ،‬كما هو احلال بالنسبة حلوادث العمل و حوادث الطريق اليت لال تكون مضمونة من طرف صندوق الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬اضافة اىل عدم احتساب ايام االضراب ضمن العطلة السنوية‪ ،‬و كذا التعويض عن عدم التمتع هبا‪.‬‬

‫فرع الثاني ‪ :‬توقف االجر معن فترة االضراب‬

‫تتوقف عالقة العمل خالل فرتة االضراب عن انتاج اثارها‪ ،‬مما يستتبع عدم تنفيذ االلتزام بدفع االجر من طرف‬
‫صاحب العما انطالقا من الصفة التبادلية لاللتزامات يف عقد العمل‪ .‬و من مث يكون االقتطاع من االجر بقدلر‬
‫ايام االضراب عن العمل‪ ،‬كما يكون بقدر اخلسارة اليت حلقت صاحب العمل اذا كان االضراب غري مشروع‪ ،‬اي‬
‫خمالفا لالحكام الواردة يف التنظيم املعمول به‪ ،‬و اليت تشمل وفقا للتشريع اجلزائري ما يلي(‪:)1‬‬

‫‪ -‬استكمال مجيع شروط التسوية الودية للنزاع‬

‫‪ -‬موافقة العمال على االضراب يف اطار مجعية عامة تعقد هلذا الغرض‪ ،‬حبضور نصفهم على االقل ومبوجب‬
‫االغلبية املطلقة و عن طريق االقرتاع السري‪.‬‬

‫ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـ‬

‫(‪ )9‬راشد راشد‪ ،‬شرح عالقات العمل الفردية و اجلماعيةيف التشريع اجلزائري‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪j-pellissier et autres.droit de travail. 20eme édition. 2000. P 1138‬ـ ـ (‪)9‬‬

‫(‪ )1‬املواد من ‪ 99‬اىل‪ 19‬من القانون ‪ 99/19‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ -‬انتهاء اجل االشعار املسبق الذي جيب ان ال يقل عن مثانية ايام لبتداء من تاريخ ايداعه لدى املستخدم‪.‬‬

‫هذا و ميكن ان يكون االجر عن فرتة االضراب مستحق الدفع اذا وقع اتفاق بني الطرفني بعد انتهاء االضراب‪،‬‬
‫حسب احلكم الوالرد يف نص املادة ‪11‬ف‪ 9‬من القانون املتعلق بالوقاية من النزاعات العمل اجلماعية‪.‬‬

‫و كذلك اذا كان سبب القيام باالضراب خطا الرتكبه صاحب العمل مثل االخريات املتكررة يف تسديد االجر او‬
‫املطالبة باحلق يف الوقاية و االمن‪.‬‬

‫و يف احلاالت اليت تتداخل فيها اسباب التوقف الناتج عن االضراب مع اسباب توقف اخرى‪ ،‬يؤخذ باحللول‬
‫التالية(‪:)9‬‬

‫‪ _1‬حالة العطلة السنوية ‪ :‬حيث ال تدخل ايام االضراب يف حساب مدة العطلة او يف حساب التعويض عن‬
‫عدم التمتع هبا‪.‬‬

‫‪ _2‬حالة الراحة االسبوعية و ايام االعياد ‪ :‬عندما تشمل فرتة االضراب يوم راحة اسبوعية او يوم عيد مقرر‬
‫رمسيا‪ ،‬ال ميكن املطالبة هبا من طرف العامل الذي مل يلتزم بتنفيذ العمل خالل هذه الفرتة‪.‬‬

‫‪ _3‬حالة المرض ‪ :‬حيث ان العامل املضرب الذي يصاب مبرض يف بداية االضراب او اثناءه ‪ ،‬ال ميكنه املطالبة‬
‫باجره‪ ،‬استنادا اىل ان توقف عالقة العمل كان بسبب االضراب ‪.‬‬

‫و يف مجيع احلاالت ال حيرم العامل من التعويضات العائلية اليت تقدمها صناديق الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جزاء االخال بقوامعد حق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‬

‫ان اي نشاط يادي اىل عرقلة حرية العمل ‪ ،‬يعرض موقعيه للعقوبات املنصوص عليها يف التشريع و التنظيم‬
‫املعمول هبما يف هذا اجملال‪ ،‬اىل جانب العقوبات اجلزائية‪ ،‬و هذا ما سنتطرق اليه‪.‬‬

‫ـــــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــــ ـ ــــــ ــــــ ــ‬

‫‪ j-pellissier et autres.droit de travail. 20eme édition. 2000. P 11‬ـ ـ (‪)9‬‬

‫(‪ )9‬بشري هديف‪،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪،‬عالقات العمل الفردية و اجلماعية‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫فرع االو ‪ :‬معدم شرمعية االضراب‬

‫انه من الثابت فقها وقضاءا ان التوقف اجلماعي عن العمل دون احرتام االجراءات القانونية املنصوص عليها‬
‫مبوجب القانون ‪ 99_19‬السابق الذكر‪ ،‬يعد اضرابا غري شرعي‪ .‬و بالنتيجة يكون خطا جسيما من الدرجة‬
‫الثالثة يستوجب الطرد دون التعويض و االخطار املسبق وفقا لنص املادة ‪ 51‬ف ‪ 5‬من القانون ‪ ،91_19‬و‬
‫تثبت واقعة االضراب غري الشرعي املكونة خلطا جسيم املستوجب للطرد مبوجب حكم قضائي طبقا لقرارت‬
‫احملكمة العليا منها القرار رقم ‪ 919955‬املؤرخ يف ‪ .)9( 9999/95/99‬وبذلك جتنبا لكل التفسريات اخلاطئة‬
‫و للتعسف فان الوحيد املؤهل باحلكم على مشروعية او عدم مشروعية االضراب هو القضاء املختص النه لو فتح‬
‫باب و صالحية احلكم على مشروعية االضراب و خولت لالدارة سينجر عن ذلك تعسف كبري و يتم التضييق‬

‫من ممارسة حق االضراب‪ .‬و من مث فكل خمالفة الجراءات شن االضراب من ناحية و جوب مشاركة اغلبية‬
‫العمال و كذا احرتام االشعار املسبق جيعل من االضراب غري شرعي و حيتمل القائمني به و املشاركني فيه تبعات‬
‫ذلك‪ ،‬لكن يبقى القاضي املختص هو الذي يقدر شرعية االضراب من عدمه و حبكم مستقل و تبعا لذلك يسوغ‬
‫للهيئة املستخدمة معاقبة العمال املعنيني‪.‬‬

‫فكل توقف مجاعي عن العمل ناتج عن نزاع مجاعي للعمل يقع خرقا لالحكام املذكورة اعاله يعترب خطا مهنيا‬
‫جسيما بالنسبة لكل العمال املشاركني فيه يتحمل املسؤولية فيه كل شخص يساهم فيه بنشاطه املباشر(‪.)9‬‬

‫و بذلك يتبني انه اذا كان االضراب دستوريا فان ممارسته تبقى خاضعة جلملة من الضوابط و الشروط‪ ،‬و كل‬
‫خمالفة هلذه االجراءات جتعل من االضراب غري مشروع و ما ينجر عن ذلك من اجراءات تأديبية يف اطار التشريع‬
‫و التنظيم املعمول هبما (‪،)1‬مع امكانية املتابعة اجلزائية طبقا لنص املادة ‪ 44‬من القانون ‪.99_19‬‬

‫اما اذا تقيد العمال باإلجراءات املنصوص عليها قانونا و مث ممارسة حق االضراب بصفة مشروعة فان القانون‬
‫حيميهم من كل اشكال التعسف او التجاوز‪.‬‬
‫ــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــ‬

‫(‪ )9‬عبد السالم ذيب ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 151‬‬

‫(‪ )9‬رشيد واضح‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.999‬‬


‫(‪ )19‬املادة ‪ 11‬من القانون ‪ 99/19‬السابق الذكر‪.‬‬

‫فرع الثاني ‪ :‬االحكام الجزائية‬

‫اذا كان القانون ‪ 94/99‬مل يضع اال مادتني ختصان حاالت اخلرق لالجراءات التسوية خبصوص السجالت‬
‫الواجب مسكها من طرف اهليئات املستخدمة و كذا ببعض اجراءات تنفيذ قرارات التحكيم وواجبات اهليئة‬
‫املستخدمة يف السعي للتكفل و تسوية النزاع و اعتبار احملدودية جمال تطبيق هذا القانون‪ ،‬فان القانون‪99/19‬‬
‫ساير التطورات احلاصلة يف كافة امليادين و مع اعرتافه صراحة بامكانية ممارسة حق االضراب يف اطار القانون فانه‬
‫حفظ مصاحل االدارة و حقوق العاملني و املنتفعني من اي انتهاك او جتاوز(‪.)9‬‬

‫و هذا التوجه ال ميكن ان يتحقق اال بالنص صراحة على اجلوانب اجلزائية املرتتبة على بعض احلاالت املتصفة‬
‫خبروج و جتاوز عن ممارسة حق االضراب كحق دستوري‪ ،‬و خالفا للقانون ‪ 94/99‬الدي اعطى و صف‬
‫العقوبات هلذا اجلانب فان القانون ‪ 99/19‬يف الباب السادس منه وضع ما يسمى باالحكام اجلزائية املرتتبة على‬

‫اقرتاف بعض التصرفات اليت منعها القانون و جعلها غري مشروعة‪ ،‬و هناك فرق شتسع بني املصطلح املستعمل يف‬
‫ظل القانون ‪ 94/99‬العقوبات و مصطلح احكام جزائية‪.‬‬

‫و يف اي دولة من الدول حدد القانون‪ ،‬من اجل فرض احرتام القواعد االيلة اىل ممارسة حق االضراب‪ ،‬فرض‬
‫عقوبات تنزل بالعمال الذين يتجاوزون هذه القواعد(‪.)9‬‬

‫و بالفعل ترتبط االحكام اجلزائية بكل االفعال اليت سنوردها و هي افعال ميكن و صفها بغري املشروعة و املاسة اما‬
‫مبصاحل املؤسسة العمومية االقتصادية او باحلقوق العمال او حىت املؤثرة يف االنتفاع باملرافق العامة او بسريها عاديا‪،‬‬
‫و اهم االحكام اجلزائية ختص االفعال االتية (‪:)1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )9‬املادة ‪ 9‬من املرسوم التنفيذي ‪ 599/19‬املؤرخ يف ‪19/99/99‬‬

‫(‪ )9‬املواد ‪ 41‬اىل ‪ 45‬من القانون ‪.99/19‬‬


‫(‪ )1‬املادة ‪ 9‬من املرسوم التنفيذي ‪ 599/19‬املؤرخ يف ‪.19/99/99‬املتعلق بتشكيل اللجنة الوطنية للتحكيم املختصة يف امليدان تسوية املنازعات‬
‫اجلماعية للعمل و تنظيمها و عملها‪ ،‬ج ر ‪ ،‬عدد ‪ ،9‬جانفي ‪.9119‬‬
‫‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬كل ختلف عن جلسات املصاحلة و اجتماعاهتا الن التخلف و االمتناع عن حضور جلسات املصاحلة هو‬
‫عدم رغبة يف املسامهة يف التس وية و خرق لإلجراءات االولية الوجوبية‪ ،‬و هذه احلالة ختص سواء ممثلي العمال او‬
‫ممثلي املؤسسة العمومية االقتصادية و العقوبة ترتاوح بني ‪ 499‬دج و ‪ 9999‬دج غرامة نافذة و ترفع اىل‬
‫‪4999‬دج يف حالة العود‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬كل من زود الوسطاء او احلكام مبعلومات خاطئة او وثائق غري صحيحة او مزورة او مارس اي نوع من‬
‫املناورات االحتيالية لتوجيه قرارهم او توصياهتم‪ ،‬و هذا الن كل طرف يف النزاع مطالب بتقدمي يد املعونة و‬
‫املساعدة و التنوير للحكام او الوسطاء و السعي يف تسهيل مهمتهم ال العكس و العقوبة قد تكون الغرامة و‬
‫احلبس من شهرين اىل ستة اشهر حبسا نافذا او بإحدى هاتني العقوبتني‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬كل من تسبب يف التوقف اجلماعي عن العمل خرقا ألحكام هذا القانون او حاول التسبب يف ذلك او‬
‫عمل على واستمراره و اذا صاحب التوقيف التشاوري اجلماعي عن العمل عنف او اعتداء على االشخاص او‬
‫املمتلكات تضاعف له ألعقوبة الن اللجوء لإلضراب و ممارسته البد ان تكون باقتناع و دون ضغط و ال اكراه و‬
‫عقوبة هذا التصرف احلبس من مثانية ايام اىل شهرين مع الغرامة او بإحدى هاتني العقوبتني‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬كل من مارس اي تصرف لعرقلة حرية العمل سواء بواسطة املناورة او التهديد او العنف او االعتداء على‬

‫االشخاص او املمتلكات الن عرقلة حرية العمل يعين ارغام باقي العمال على ممارسة االضراب و التعدي على‬

‫االشخاص هو مس و انتهاكا حلرمتهم اما التعدي على املمتلكات فهو تعدي على مصاحل املؤسسة العمومية‬
‫أالقتصادية و العقوبة املقررة قانونا هي احلبس من ‪ 94‬يوما اىل شهرين و الغرامة املالية او باحدى هاتني‬
‫العقوبتني‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬كل مس او ضغط على العمال املضربني بواسطة تسليط عقوبات تأديبية او تعيني موظفني بدهلم‬
‫إلرغامهم على العدول عن مواصلة االضراب او هتديدهم بتوقيفه و عقوبة هذا االخالل حسب املادة ‪ 45‬من‬
‫القانون ‪ 99/19‬هي احلبس من مثانية ايام الشهرين و الغرامة او بإحدى هاتني العقوبتني الن هذا التصرف اذا‬
‫صدر من االدارة فهو يعين‪:‬‬

‫‪ _9‬مس املؤسسة حبق دستوري شرعي‪.‬‬

‫‪ _9‬يعترب التصرف تعسف يف استعمال السلطة‪.‬‬

‫و نظرا خلطورة االثار املرتتبة على االخطاء اليت قد يرتكبها ألعمال مبناسبة اإلضراب فان امر تقدير جسامتها مل‬
‫يرتك لصاحب العمل خشية املبالغة يف تضخيمها‪ ،‬حيث يالحظ يف هذا الشأن ان هناك من التصرفات اليت قد‬
‫يأتيها العمال تعترب حبكم القانون اخطاء جسيمة مثل عرقلة حرية العمل و رفض امر قضائي بإخالء اماكن العمل‬
‫و رفض القيام بضمان القدر االدىن من اخلدمة الدائمة و رفض امر التسخري و عدم مراعاة احكام القانون فيما‬
‫يتعلق بشروط صحة اإلضراب بينما يعود تقدير جسامة االخطاء االخرى اىل قاضي املوضوع او اىل اللجنة‬
‫التأد يبية املتساوية االعضاء و ذلك محاية حلقوق العمال املضربني من جهة و ضمان عدم التعسف من قبل‬
‫صاحب العمل من جهة ثانية (‪.)9‬‬

‫و من مث موازاة مع تقييد اللجوء هلذا احلق و ممارسته من طرف العمال فانه يقع على املؤسسة عبء قبول ممارسة‬
‫هذا احلق ما مت ممارسته باحرتام االجراءات القانونية(‪.)9‬‬

‫ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـ ـــــ ـــــــ ـــ‬

‫(‪ )9‬امحية سليمان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.911‬‬


‫(‪ )9‬ف‪.‬شبلي‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 102‬و ‪.100‬‬

‫خالصة الفصل الثاني ‪:‬‬

‫و هكذا حاولت يف هذا الفصل االملام بكيفية ممارسة حق االضراب يف املؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫و اليت تضمنت كل من اجراءات سري االضراب اليت تتضمن شروط شرعية االضراب و التنظيم القانوين حلق‬
‫االضراب الذي تلخص يف كل من محاية حق االضراب و القيود الواردة على ممارسه‪.‬‬

‫و كذا موانع اللجوء اىل االضراب و طرق تسويته‪ ،‬حبيث تتمثل احلماية يف تعليق عالقة العمل و منع استخالف‬
‫العمال املضربني و كذا منع تسليط عقوبات على العمال املضربني‪ ،‬اما القيود الواردة على ممارسته فتتمثل يف احلد‬
‫االدىن من اخلدمة و التسخري ‪.‬‬

‫اما بالنسبة اىل موانع اللجوء اىل االضراب ففي اجلزائر فيمنع اللجوء اىل االضراب يف ميدان االنشطة االساسية‬
‫اليت قد يعرض توقفها حياة او امن او صحة املواطنني او االقتصاد الوطين احلر‪ ،‬غري ان طرق التسوية فمحورها‬
‫االساسي هو التفاوض اجلماعي و من مث الوساطة و يف االخري التحكيم‪.‬‬

‫و يف اخر الفصل ادرجت اثار و جزاءات االخالل بقواعد االضراب و االحكام اجلزائية ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫لقد تناولت خالل عرضي هذا معاجلة كيفية ممارسة حق االضراب يف املؤسسات العمومية االقتصادية و كيف نظم‬
‫املشرع اجلزائري هذا احلق ‪ ،‬و حاولت ابراز الفراغات و التناقضات اليت اكتنفت القانون املنظم له‪.‬‬

‫توصلت اىل ان حق االضراب تقرر حلماية الطبقة العاملة و تكرس دستوريا بعد ان كان يف بداية االمر تصرفا‬
‫جنحيا يستوجب العقاب و لكن امام تطور و تنظيم النقابات اصبح وسيلة ضغط ميارسه العمال على ارباب‬
‫العمل للمطالبة حبقوقهم االجتماعية و املهنية ‪ ،‬و بعد ان نص على هذا احلق يف الدساتري الوطنية و املواثيق‬
‫الدولية ‪ ،‬اصدر امل شرع قانونا لالضراب مستبعدا كل انواع االضراب اليت سبق و ان رايناها و اعرتف فقط‬
‫باالضراب الذي ميارسه العمال للضغط على رب العمل للمطالبة حبقوقهم كما حول تنظيمه و ذلك باخضاعه‬
‫لقواعد و اجراءات و ضوابط قانونية ترمي حلل سلمي للتوتر القائم بني العمال و رب العمل كشرط اساسي‬
‫موافقة اغلبية العمال اجملتمعني يف مجعية عامة باماكن العمل املعتادة تضم على االقل نصف عدد العمال املعنيني‬
‫عن طريق االقرتاع السري ‪ ،‬اىل جانب شرط االشهار املسبق و ضبطه مبدة قررها القانون لصاحب العمل الختاذ‬
‫االجراءات الالزمة للحفاظ على االمالك و املنشات‪.‬‬

‫كما رتب جزءا على عدم احرتام هذه الضوابط و االجراءات السابقة عن ممارسة االضراب و اعتباره غري مشروع‬
‫و من مث فهو خطا جسيم ‪ ،‬يستوجب الطرد ‪ ،‬و كما حرص ايضا على وضع قيود للمارسة هذا احلق كالزامية‬
‫ضمان احلد االدىن لالعمال و اخلدمات ذات الضرورة كالصحة و التموين و النقل و على املشرع يف هذا اجملال‬
‫اضافة جمال القدر االدىن من اخلدمة يف املهن احلرة‪ ،‬و قد منعه اطالقا على بعض القطاعات احلساسة كالدفاع‬
‫الوطين و االمن و القضاء‪ ،‬و تدعيما لتلك النصوص القانونية حاول القضاء من جهته تكريس هذه املبادئ و‬
‫ذلك من خالل اصدار ا مر قضائي باخالء احملالت و التاكد من وجود احتالل الماكن العمل ‪ ،‬و كذلك السلطة‬
‫التقديرية يف تقدير االخطاء اجلسيمة‪.‬‬

‫كما ان املشرع اجلزائري نص على ايقاف اثار عالقة العمل طوال مدة التوقف املشروع عند العمل دون ان حيسم‬
‫مسالة املسؤولية عن االضرار الالحقة بالغري و باملمتلكات او كذلك تعرض العمال حلوادث مهنية ‪.‬‬
‫اضافة اىل انه مل يعاجل مسالة حقوق العمال غري املضربني اثناء االضراب كذلك املشرع حاول وضع اجراءات‬
‫عالجية قبل اللجوء اىل االضراب كاوساطة و املصاحلة و التحكيم ‪ ،‬اال انه مل يضع االجراءات التنظيمية اخلاصة‬
‫بعمل الوسيط و احملكم و اكتفى فقط بامكانية تعيني وسيط او حمكم دون حتديد االجراءات اخلاصة لذلك‪.‬‬

‫زيادة على ذلك منع املشرع على ارباب العمل توقيع عقوبات على العمال املضربني اثناء االضراب هذا ما يدل‬
‫على ان املشرع حاول بقدر االمكان وضع ضمانات للعمال من خالل ممارستهم حلقهم يف االضراب ‪ ،‬اذ نص‬
‫على تعليق عالقة العمل دون اهنائها ‪.‬‬

‫و بالتايل فانه من خالل ما سبق توضيحه فان املشرع نظم حق االضراب بطريقة حمكمة و ذلك بالنظر اىل‬
‫الظروف اليت صدر فيها هذا القانون الذي جاء جتسيدا لدستور ‪ 9191‬يف املادة ‪ 45‬منه و تضمن اكثر احرتام‬
‫حلق االضراب و محايته كونه حق دستوري و احلفاظ عليه من ان ميارس بطرق عشوائية من شاهنا ضياع هذا احلق‬
‫كما ان تقرير حق االضراب يف املؤسسات العمومية االقتصادية و اقرار بعض القيود عليه حيقق ضمانا حلقوق‬
‫العمال و محاية قانونية هلم‪.‬‬

‫_ و لكن من خالل التجربة اجلزائري ة و ما شهدته قطاعات العمل من مشاكل و اضرابات ينبغي اعادة النظر يف‬
‫قانون االضراب مبا جيعله اكثر مالئمة مع الظروف االقتصادية احلالية و االوضاع املهنية و االجتماعية للعمال ‪.‬‬

‫_ كما انه القضاة مطالبون مبراقة هذا احلق يف احلدود املرسومة له قانونا على ان يعزز هذا امليدان بنصوص‬
‫تشريعية الحقة متكن القضاة من القيام بدورهم كامال يف فرض محاية االقتصاد الوطين و حقوق العمال ‪.‬‬

‫‪ -‬فيما خيص الدعوى الرامية اىل عدم شرعية االضراب السيما يف حالة مباشرة االضراب من قبل جمموعة من‬
‫العمال دون التنظيم النقابىي‪ ،‬هنا مل حيدد املشرع الطرف الذي ترفع عليه الدعوى‪ ،‬فهل ترفع على مجيع العمال‬
‫املضربني ؟‬

‫‪ -‬كما جيب تشديد االحكام االجزائية فيما خيص خمالفة قواعد االضراب خاصة مع تفشس ظاهرة االضراب عند‬
‫اجملتمع‪.‬‬

‫و خالصة ملا سبق فاإلضراب يبقى و يظل سالحا يف يد العمال للدفاع عن مصاحلهم و حقوقهم ‪ ،‬كما هو‬
‫معلوم نتيجة و ليس سببا ‪ ،‬و لذلك فان الوقاية من االضراب مرتبطة بالوقاية من اسبابه ‪.‬‬
‫و يف اخلتام رجوا ان اكون قد سامهت و لو جبهد متواضع يف تبيان ما ميكن بيانه ووضعنا االسس اجلديرة باالتباع‬
‫ملن اراد البحث مستقبال حول هذا املوضوع‪.‬‬

‫محتويات البحث‪:‬‬

‫االهداء‬

‫الشكر و العرفان‬

‫المقدمة ‪1 ............................................................................‬‬

‫الفص االو ‪ :‬االطار القانوني لحق االضراب في المؤسسات العموميةاالقتصادية‪5.......‬‬

‫المبحث االو ‪ :‬طبيعة العم في المؤسسات العمومية االقتصادية‪5.................................‬‬

‫المطلب االو ‪ :‬المؤسسات العمومية االقتصادية‪2.....................................................‬‬

‫الفرع االول‪ :‬تعريف المؤسسات العمومية االقتصادية ‪2...............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ .:‬تطور المؤسسات العمومية االقتصادية ‪0..............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطور حق االضراب ‪1.............................................................‬‬

‫الفرع االول‪ . :‬االضراب في القطاع الخاص و العام‪8 ...............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف الدول من االضراب‪10...........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬موقف المشرع الجزائري من االضراب‪11................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم حق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‪11.........................‬‬


‫المطلب االو ‪ :‬تعريف حق االضراب‪13.............................................................‬‬

‫الفرع االول‪ .:‬التعريف الفقهي‪13.....................................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف القانوني‪10....................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز االضراب عن بعض المفاهيم المشابهة‪12.........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ .:‬الطبيعة القانونية لالضراب‪10.......................................................‬‬

‫الفرع االول‪ :‬العناصر المكونة لالضراب‪10..........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االشكال المختلفة لالضراب‪11.........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االسباب المؤدية لالضراب‪50..........................................................‬‬

‫خالصة الفص االو ‪21..............................................................‬‬

‫الفص الثاني‪ :‬ممارسة حق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‪25...........‬‬

‫المبحث االو ‪ :‬اجراءات سير االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‪25.....................‬‬

‫المطلب االو ‪ :‬شروط شرعية االضراب‪52 ........................................................‬‬

‫الفرع االول ‪:‬استنفاذ كل طرق التسوية الودية‪52.....................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬موافقة جماعة العمال على االضراب‪50...............................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬االشعار المسبق باالضراب‪58........................................................‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬ضمان امن و سالمة اماكن ووسائل العمل‪58..........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التنظيم القانوني لحق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‪30................‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬حماية حق االضراب و القيود الواردة على ممارسته ‪30.................................‬‬

‫اوال ‪ :‬حماية حق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‪30 ...................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القيود الوادة على ممارسة حق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‪33.................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬موانع اللجوء لالضراب و طرق تسويته‪30..............................................‬‬


‫اوال ‪ :‬موانع اللجوء لالضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‪30..................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬طرق تسوية االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية‪38..................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬االثار و جزاء االخال بقوامعد حق االضراب في المؤسسات العمومية االقتصادية ‪04..‬‬

‫المطلب االو ‪ :‬اثار القانونية المترتبة عن ممارسة حق االضراب‪01...................................‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬وقف التزامات العامل‪01................................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬وقف التزامات رب العمل‪05............................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬جزاء االخالل بقواعد االضراب ‪03..................................................‬‬

‫الفرع االول ‪:‬عدم مشروعية االضراب‪03..............................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االحكام الجزائية‪00.....................................................................‬‬

‫خالصة الفص الثاني‪08.............................................................................‬‬

‫خاتمة الدراسة‪20.....................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪21................................................................. ....................‬‬

‫قائمة المحتويات‪21..................................................................................‬‬

‫ملخص‪00 ..........................................................................................‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬

‫باللغة العربية‬

‫اوال‪ :‬قائمة المصادر‬

‫‪ -1‬المصادر الدينية‬

‫‪ -‬القران الكريم‪.‬‬
‫‪ -‬ابو يوسف يعقوب بن ابراهيم‪ ،‬لخراج ‪:‬أبو يوسف‪ ،‬دار المعرفة ‪1101،‬‬
‫‪ -‬صحيح مسلم ‪:‬مسلم‪ ،‬كتاب األيمان‪ ،‬باب االستثناء‪ ،‬دار الخير‪ ،‬سنة ‪ ،1000‬جزء ‪3‬‬
‫(‪.) 00/3‬‬
‫‪ -‬سنن ابن ماجه ‪:‬ابن ماجه‪ ،‬كتاب التجارات‪ ،‬باب الحكرة والجلب‪ ، )828 /2( ،‬صححه‬
‫األلباني في صحيح الجامع ‪.‬‬
‫‪-2‬المصادر القانونية‬

‫أ‪:‬الدساتير‬

‫‪ -‬دستور ‪ 03‬الصادر في ‪ 1003/00/10‬الجريدة الرسمية رقم ‪00‬‬

‫‪ -‬دستور ‪ 80‬الصادر في‪ 53‬فيفري ‪ ،1080‬الجريدة الرسمية رقم ‪00‬‬

‫‪ -‬دستور ‪ 00‬المعدل و المتمم لسنة ‪.5008‬‬

‫ب‪:‬االوامر الرئاسية‬
‫‪ -‬االمر ‪12/11‬المؤرخ ‪ 11/10‬المتعلق باعالقات الجماعيةللعمل في القطاع الخاص‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 101‬المؤرخة في ‪.1011/15/13‬‬

‫‪ -‬االمر ‪ 28/12‬المؤرخ في ‪ 1012/00/50‬المتضمن القانون المدني‪ .‬المعدل و المتمم‪.‬‬

‫‪ -‬االمر ‪ 02_85‬المؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ ،1085‬المتعلق باتقاء الخالفات الجاعية في العمل‬


‫و سويها‪ ،‬عدد‪ 1‬المؤرخة في ‪1085/05/10‬‬

‫ج‪ :‬القوانينو المراسيم‪:‬‬

‫‪ -‬القانون ‪ 01 /88‬المؤرخ في ‪ 15‬يناير ‪ 1088‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات‬


‫العمومية االقتصادية ج ر ‪ ،‬عدد ‪ 5‬لسنة ‪.1088‬‬

‫‪ -‬القانون ‪ 05/00‬المؤرخ في ‪ 00/05/00‬المعدل و المتمم المتعلق بالوقاية من النزاعات‬


‫في العمل وتسويتها و ممارسة حق االضراب‪.‬ج ر عدد ‪ 00‬المؤرخة في‬ ‫الجماعية‬
‫‪.1000/05/01‬‬

‫‪ -‬القانون ‪ 11/ 00‬المؤرخ في ‪ 1000/00/51‬المعدل و المتمم المتضمن قانون عالقات‬


‫العمل‪ .‬ج ر عدد ‪ 11‬المؤرخة في ‪.1000/00/53‬‬

‫‪ -‬قانون ‪ 51/01‬المؤرخ في ‪ 1001/15/51‬المتعلق يالوقاية من النزاعات الجماعية في‬


‫العمال و تسويتها و ممارسة حق االضراب‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 08‬ديسمبر ‪.1001‬‬

‫‪ -‬قانون العمل الفرنسي‪ ،‬نشر ‪ ،lavilleguerin edtions‬طبعة ‪.1002‬‬

‫‪ -‬المرسوم ‪ 20/82‬المتضمن القانون االساسي النموذجي لعمال االدارات و المؤسسات‬


‫العمومية‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪.1082/03/13‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي ‪ 018/00‬المؤرخ في ‪.00/15/55‬المتعلق بتشكيل اللجنة الوطنية‬
‫للتحكيم المختصة في الميدان تسوية المنازعات الجماعية للعمل و تنظيمها و عملها‪ ،‬ج ر ‪،‬‬
‫عدد ‪ ،1‬جانفي ‪.1001‬‬

‫ثانيا‪ :‬قائمة المراجع‬

‫‪ -1‬المؤلفات القانونية‬

‫‪ -‬احمية سليمان‪،‬اليات تسوية منازعات العمل و الضمان االجتماعي‪،‬ديوان المطبوعات‬


‫الجامعية‪،‬ط‪ ،5003، 5‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪ -‬بلعروسي احمد التيجاني‪،‬وابل رشيد‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬دار هومة للنشر‪ ،‬ط ‪ 1‬السنة‪.5000 ،‬‬

‫‪ -‬بشير هدفي‪،‬الوجيز في شرح قانون العمل‪،‬عالقات العمل الفردية و الجماعية‪ ،‬ط‪،5‬‬


‫جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الج ازئر‪ ،‬السنة ‪.5000‬‬

‫‪ -‬محمد الصغير بعلي‪،‬تشريع العمل في الجزائر‪،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة ‪،‬‬
‫الجزائر‪.5000 ،‬‬

‫‪ -‬محمود جمال الدين زكي‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة جامعة القاهرة‪ ،‬مصر ‪.1085 ،‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز السيد الجوهري‪ ،‬الوظيفة العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪.1082‬‬

‫‪ -‬عبد الرحمان خليفي‪ ،‬الوجيز في منازعات العمل و الضمان االجتماعي‪ ،‬دارالعلوم للنشر‬
‫و التوزيع‪ ،‬جزائر ‪5008‬‬
‫‪ -‬عبد السالم ذيب‪ ،‬قانون العمل الجزائري و التحوالت االقتصادية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار القصبة‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر ‪.5003‬‬

‫‪ -‬عجة الجياللي‪ ،‬الوجيز في قانون العمل و الحماية االجتماعية‪ ،‬دار الخلدونية للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪5002 ،‬‬

‫‪ -‬راشد راشد‪ ،‬شرح عالقات العمل الفردية و الجماعية في التشريع الجزائري‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية الجزائر‪. 1001،‬‬

‫‪ -‬رشيد واضح‪ ،‬عالقات العمل في ظل االصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬دار الهومة‪،‬‬


‫ط‪ ،1‬الجزائر‪.5005 ،‬‬

‫‪ -‬رشيد واضح‪ ،‬منازعات العمل الفردية و الجماعية في ضل االصالحات االقتصادية في‬


‫الجزائر‪ ،‬دار هومه‪ ،‬ط ‪ ،5002‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬ف‪ .‬شبلي‪ ،‬قانون العمل ‪ ،‬احكام مطبقة على المؤسسات العمومية االقتصادية و مؤسسات‬
‫القطاع الخاص‪،‬قصر الكتاب للنشر و التوزيع‪ ،‬البليدة الجزائر‪.5008،‬‬

‫‪ -2‬الرسائ الجامعية‬

‫‪ -‬ابتوان مليكة ‪ ،‬حق االضراب في القانون المقارن و القانون الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫معهد الحقوق و العلوم االدارية بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪5001 ،‬‬

‫‪ -‬لؤي محمد سعيد توفيق الحليمي‪ ،‬االحكام الشرعية لإلضرابات في المهن االنسانية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ،‬الجامعة االسالمية بغزة‪.5010 ،‬‬

‫‪ -‬المؤسسة العمومية االقتصادية و اقتصاد السوق‪5000،‬مذكرة تخرج ‪ ،‬منشور في الموقع‬


‫االلكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬بوضياف احالم و خشانة سهام و هاني نعيمة‪ ،‬حق االضراب في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة دكتوراه ‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر ‪.5002‬‬
‫‪ -1‬الوثائق و المقاالت‬

‫‪ -‬ا‪.‬ل‪ .‬عمران‪ ،‬التشغيل و تشريع العمل‪ ،‬مقال في المجلة الجزائرية للحمل‪ ،‬الصادرة عن‬
‫المعهد الوطني للعمل‪ ،‬عدد ‪ ،10‬الجزائر‪.1081 ،‬‬

‫‪ -‬محفوظ غزالي‪ ،‬حق االضراب في القطاع العام‪ ،‬مقال منشور في المجلة الجزائرية للعمل‪،‬‬
‫عدد ‪ ،50‬الجزائر‪5002 ،‬‬

‫‪ -‬صباح محمد حسين‪ ،‬بالغة االضراب في القران‪ ،‬جامعة ديلي‪،‬كلية العلوم االسالمية‪،‬‬
‫العدد ( ‪ ) ٠٢٢‬لسنة ‪ ٣٣١١‬هجرية – ‪ ٠٢٣٠‬ميالدية‪.‬‬
‫‪ -‬دليل حول كيفية اللجوء لالضراب و اجراءات تسويته‪ ،‬الكتيب الثاني‪ ،‬المفتسية العامة‬
‫للعمل‪.‬‬

‫‪ -0‬المداخالت‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬الصلح في المنازعات العمالية و دور مفتشية العمل‪ ،‬محاضرة القيت في‬
‫اليو الدراسي‪ ،‬المركز الجامعي بتبسة‪.5000/00/10 ،‬‬

‫‪ -‬خالد حامد‪ ،‬مداخلة بعنوان نزاعات العمل في الجزائر‪ ،‬دراسة سوسيولوجي تحليلية‪ ،‬اليوم‬
‫الدراسي بالمركز الجامعي لتبسة‪ ،‬الجزائر‪.5000/00/10 ،‬‬
‫ التقارير‬-5

.‫ وثيقة غير منشورة‬، 1001 ‫ لسنة‬،‫ احصائيات المعهد تاوطني للعمال‬،‫ تقرير و ازرة العمل‬-

‫ الصادر عن الوزير المنتدب لدى رئيس‬08/11/52 ‫ المنشور الوزاري المشترك المؤرخ في‬-
‫الحكومة المكلف بالصالح االداري و الموظف العمومي ووزير العمل و الحماية االجتماعية‬
5000/10/02 ‫و التكوين المهني المعدل بالمنشور الوزاري المشترك المؤرخ في‬

:‫بالغة الفرنسية‬

Ouvrages :

- BERNARD TEYSSIE : Droit du travail , relations individuelles de


travail 2eme edition, imprimerie du sud, toulouse ;2eme edition ;
France, 1992.

- BERNARD TEYSSIE : Droit du travail , relations collectives،de


travail, imprimerie du sud, toulouse ;2eme edition ; France, 1993 .

-Gerard loyon cean, jean pellessir, j.surpoit,droit du travail,-17eme


edition,dalloz, france.

- G.H.Cameerlynnck , Droit de travail 12eEdition Dalloz, France,


1984.

-Jean pellessir, droit du travail, alain supoit, antoine jeammaud,


precis dalloz-20eme edition, France, 2000
:‫الملخص‬

‫ حيث يبدو االهتمام به بارزا‬،‫يعترب حق االضراب يف املؤسسات العمومية االقتصادية من املسائل اليت حضيت بعناية كبرية من قبل اهليئات التشريعية‬
‫ ووضعت له عدة تنظيمات قانونية اهلدف منها ضمان ممارسة هذا احلق يف‬،‫ اليت احاطته حبماية قانونية من خمتلف اجلوانب‬،‫يف القوانني العمالية احلديثة‬
‫ و دون‬.‫ و دون املساس باملصاحل احليوية للمجتمع من جهة ثانية‬.‫ من جهة‬،‫ دون املساس حبقوق و ممتلكات اصحاب العمل‬،‫ظروف عادية و سلمية‬
.‫ من جهة ثالثة‬،‫املساس بضمان منصب العمل بالنسبة للعمال‬

‫ حيث تعجز يف اغلب االحيان عن اجياد حلول مناسبة‬،‫ كثريا ما تؤدي اىل طريق مسدودة‬،‫ان الطرق و االجراءات السلمية لتسوية النزاعات اجلماعية‬
‫ هذا ما يؤدي اىل اللجوء اىل وسيلة‬،‫ او غريها‬،‫ او التحكيم‬،‫ و اليت ميكن التوصل اليها سواء عن طريق الوساطة‬،‫لصاحل احد اطراف النزاع او ا الثنني معا‬
.‫ املعروفة بوسيلة االضراب‬،‫الضغط‬

. ‫احلماية قانونية‬، ‫التحكيم‬، ‫ الوساطة‬،‫ االجراءات السلمية‬، ‫ املنزاعات اجلماعية‬،‫ حق االضراب‬،‫ املؤسسة العمومية االقتصادية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Résumé:

Le droit de grève dans les établissements publics est un domaine économiques qui a bénéficié d'un grand soin de la
part des organes législatifs, où il semble qu'on lui donne un rôle de premier plan dans la législation du travail
moderne, car il a été protégé juridiquement de divers côtés et on lui a mis plusieurs organisations juridiques visant à
assurer l'exercice de ce droit dans des conditions normales et pacifiques, sans préjudice des droits de propriété de
l'employeur, d'une part ; Et sans porter préjudice aux intérêts vitaux de la société d'autre part.

Et par ailleurs de ne pas toucher au poste de travail d’un tiers (employé) ،

Les méthodes et les procédures de règlement pacifique des conflits collectifs, conduisent souvent à une impasse, où
elles se concluent par un échec et ne trouvent pas de solutions appropriées pour le bénéfice de l'une des parties au
conflit, ou les deux, qui peut être atteint soit par la médiation ou l'arbitrage, ou autre . Et c'est ce qui conduit à
recourir à la pression de moyens connu comme le recourt de la grève.
Mots-clés: Institution publique économique, Droit de grève, Mesures pacifiques, Conflits collectifs.. Médiation,
arbitrage, protection juridique

Summary:

The right to strike in public schools is an economic area that has received great attention from the legislature,
where it seems he is given a leading role in the modern labor laws, as it was legally protect various sides, and it took
several legal organizations to ensure the exercise of this right under normal and peaceful conditions, without
prejudice to the rights of property of the employer, on the one hand. And without prejudice to the vital interests of
the society on the other. and does not affect the position of employees, a third party

The methods and procedures for the peaceful settlement of labor disputes, often lead to a dead end, they conclude
with a failure and can not find appropriate solutions for the benefit of one of the parties to the conflict, or both,
which can be achieved either through mediation or arbitration, or otherwise, and this is what leads to use pressure
means, known as the average of the strike

Keywords : Public economic institution, the right to strike, peaceful measures, collective Almenza, , Mediation,
arbitration, legal protection.

You might also like