Professional Documents
Culture Documents
جلال الدين السيوطي
جلال الدين السيوطي
جلال الدين السيوطي
جالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين
الخضيري السيوطي المشهور باسم جالل الدين السيوطي( ،القاهرة
849هـ1445/م -القاهرة 911هـ1505/م)[ ]3إمام حافظ،
ومفسر ،ومؤرخ ،وأديب ،وفقيه شافعي .له نحو 600مصنف .نشأ
في القاهرة يتيماً؛ إذ مات والده وعمره خمس سنوات ،ولما بلغ
أربعين سنة اعتزل الناس ،وخال بنفسه في روضة المقياس ،على
النيل ،منزويا ً عن أصحابه جميعاً ،كأنه ال يعرف أحداً منهم ،فألف
أكثر كتبه .وكان األغنياء واألمراء يزورونه ويعرضون عليه
األموال والهدايا فيردها .وطلبه السلطان مراراً فلم يحضر إليه،
وأرسل إليه هدايا فردها ،وبقي على ذلك إلى أن توفي .وكان يلقب
بـ«ابن الكتب»؛ ألن أباه طلب من أمه أن تأتيه بكتاب ،ففاجأها
المخاض ،فولدته وهي بين الكتب].[4
أحداث زمانه
سقطت الخالفة العباسية في بغداد عام 656هـ ،الموافق عام
1258م في أيدي المغول وتحطم معها كل شيء بد ًءا من النظام
السياسي الذي سقط ،والخليفة الذي قُتل هو والعلماء والرعية –
إال القليل -وانتها ًء بالمكتبة العربية الضخمة التي أُلقيت في نهر
دجلة .وفي أقصى الغرب زالت دولة اإلسالم باألندلس بعد
سقوط غرناطة عام 897هـ ،الموافق عام 1492م ،ثم جاءت
معها محاكم التفتيش لتقضي على البقية الباقية من المسلمين
هناك ،ويحرق رهبان هذه المحاكم مكتبة اإلسالم العامرة هناك،
وبدا المشهد وكأن المغول والمسيحيين يطوون سجادة اإلسالم
من خريطة العالم ،غير أن هذه الهزة السياسية العنيفة واكبها صعود ثقافي وعلمي للمسلمين حيث ظهر عصر الموسوعات
الضخمة في العلوم والفنون واآلداب ،والذي استمر أكثر من قرن ونصف .ومن أصحاب هذه الموسوعات الضخمة
شيوخه
عاش السيوطي في عصر كثر فيه العلماء األعالم الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها ،وتوفروا على علوم اللغة
بمختلف فروعها ،وأسهموا في ميدان اإلبداع األدبي ،فتأثر السيوطي بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء ،فابتدأ في طلب
العلم سنة 864هـ1459 ،م ،ودرس الفقه والنحو والفرائض ،ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس اللغة العربية ،وألف في تلك
السن ة أول كتبه وهو في سن السابعة عشرة ،فألف «شرح االستعاذة والبسملة» فأثنى عليه شيخه «علم الدين البلقيني» .وكان
منهج السيوطي في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شي ًخا واحدًا يجلس إليه ،فإذا ما توفي انتقل إلى غيره ،وكان عمدة
شيوخه «محيي الدين الكافيجي» الذي الزمه السيوطي أربعة عشر عا ًما كاملة وأخذ منه أغلب علمه ،وأطلق عليه لقب «أستاذ
الوجود» ،ومن شيوخه «شرف الدين المناوي» وأخذ عنه القرآن والفقه ،و«تقي الدين الشبلي» وأخذ عنه الحديث أربع سنين
فلما مات لزم «الكافيجي» أربعة عشر عا ًما وأخذ عنه التفسير واألصول والعربية والمعاني ،وأخذ العلم أيضًا عن شيخ الحنفية
«األقصرائي» و«العز الحنبلي» ،و«المرزباني» «وجالل الدين المحلي» و«تقي الدين الشمني» وغيرهم كثير ،حيث أخذ
علم الحديث فقط عن ( )150شي ًخا من النابهين في هذا العلم .ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال ،بل
كان له شيوخ من النساء الالتي بلغن الغاية في العلم ،منهن «آسية بنت جار هللا بن صالح» ،و«كمالية بنت محمد الهاشمية»
و«أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني» ،و«أم الفضل بنت محمد المقدسي» وغيرهن كثير.
وفاته
توفي اإلمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة في 19جمادى األولى سنة 911هـ ،الموافق 20
أكتوبر 1505م ،ودفن خارج باب القرافة في القاهرة ،ومنطقة مدفنه تعرف اآلن بمقابر سيدي جالل نسبة إليه،
وقبره معروف هناك.