ابن الهيثم والفلسفة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 40

‫ابن الهيثم والفلسفة‪:‬‬

‫تأّملات في سيرته الذاتية‬

‫ج ل ا ل ا لد ر يد ي‬

‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬
‫‪https://philosmus.org/archives/3428‬‬
‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬
‫‪ISSN: 2737-842X‬‬

‫ﻛﻞ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﳏﻔﻮﻇﺔ ©‬


‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪Ibn al-Haytham and Philosophy‬‬


‫‪Reflections on his Autobiography‬‬

‫‪Ibn al-Haytham wa al-falsafah‬‬


‫‪Taʾamulāt fī sīratih al-dhātiyyah‬‬

‫‪Jalel Dridi‬‬

‫ابن الهيثم والفلسفة‬


‫‪1‬‬
‫تأّملات في سيرته الذاتية‬

‫جلال الدر يدي‬

‫‪ 1‬ٺتقدم هيئة تحر ير مجلة الفلسفة والعلوم في السياقات الإسلامية بكل آيات الشكر والتقدير إلى من أسهم في تحكيم هذه‬
‫المقالة ومراجعتها وتنقيحها‪.‬‬

‫‪1‬‬
2022 ‫ أغسطس‬7 &-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#"!

Abstract: There is no shadow of doubt that Ibn al-Haytham is a great icon in science and especially in the
field of optics. In fact, his work and research not only inspired but helped to cause a revolution in the
Copernican sense, or what Gérard Simon expressed as an intellectual breakthrough. However, many
questions revolve around Ibn al-Haytham himself. who was the man in the broad sense of the term?
For instance, A biographical doubt was raised by Abd al-Hamid Sabra in his writings, and the matter is: Is
Ibn al-Haytham one or two?
But the question which I shall broach today is related to Ibn al-Haytham as a philosopher and thinker. In
fact, throughout history, there have always been a strong correlation between science and philosophy. A
creative mind has never been stuck to just one field, he touches almost every aspect of our life and world.
Thus, like most of other great scientists, I can only presume that Ibn al-Haytham has indeed some
philosophic writings, but the light has never been shed on them.
Keywords‫ ׃‬Ibn al-Haytham’s Autobiography, Abū ʿAlī al-Ḥassan ibn al-Ḥassan ibn al-Haytham, Abū ‘Alī
Muḥammad ibn al-Ḥassan ibn al-Haytham, Philosophy, Mathematics.

‫ي طبع العصر‬
ّ ‫ لعلهّ لا يتعل ّق باستئناف الن ّظر في توجّه علم‬،‫ العودة إلى ابن الهيثم هو إحراج‬،‫ اليوم‬،‫ن ما حدا بنا‬
ّ ‫ إ‬:‫ملّخص‬
‫ فأحدث بذلك ”ثورة ً بالمعنى الـكو بارنيكي“ أو ما عب ّر عنه جيرار سيمون‬،‫الوسيط وألقى بظلاله على عتبات الحداثة العلمي ّة‬
‫ ومهّد لاكتشافات علمي ّة‬،‫( في مجال البصر ي ّات‬Une révolution intellectuelle) “‫( بـ ”ثورة عقلي ّة‬Gérard Simon)
‫ن الترجمات التي حفظت لنا سيرة صاحب‬
ّ ‫ لا ّسيما وأ‬،‫ وإن ّما يتعل ّق بتدب ّر جملة من الشكوك حول هو ي ّة ابن الهيثم‬،‫عديدة‬
One Ibn al-Haytham ‫ أواحدٌ ابن الهيثم أم اثنان؟‬:‫المناظر ٺثير إشكالا بيوغرافيا محور يا صاغه عبد الحميد صبرة كالتالي‬
or Two?
،‫ن الهدف هو فصل المقال فيما بين الفرضيتين من الانفصال أو الات ّصال‬
ّ ‫ن طرح هذا المشكل في هذا المقام لا يعني أ‬
ّ ‫إ‬
،‫ن هذا المشكل إذ يضعنا أمام إشكالي ّة بيوغرافية‬
ّ ‫ فإ‬،‫ ومن أجل ذلك‬.‫بل بهدف تدب ّر هو ي ّة ابن الهيثم كما تشكلت في متونه‬
‫فإن ّه ينطوي في صميمه على إشكالي ّة معرفي ّة وهي إشكالي ّة العلاقة بين الفلسفة والعلم من ناحية و بين الن ّظر والعمل من‬
.‫ناحي ّة أخرى‬
،‫ الفلسفة‬،‫ أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم‬،‫ أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم‬،‫ سيرة ابن الهيثم الذاتية‬:‫كلمات مفاتيح‬
.‫التعاليم‬

2
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫مقّدمة‬

‫كثيرا ما يحجب الاكتشاف الذي اشتهر به عالم من العلماء أعماله الأخرى كل ّها‪ ،‬فيعرض عنها الباحثون‬

‫مقتصر ين على تحليل ذلك الاكتشاف‪ .‬وإذا ما تأت ّى لنا أن ننقل معنى هذا الكلام إلى مشروع ابن الهيثم)ت‪.‬‬

‫‪432‬هـ‪1041/‬م( ذاته‪ ،‬فإن ّنا سنرى أ ّ‬


‫ن هذا الأمر ينسحب على صاحب المناظر وقائمة مصن ّفاته التي اختلطت‬

‫فيها أعماله بأعمال ما قيل إن ّه شخص آخر ؛ لذلك سنحاول هنا أن نستجلي ما وسعنا مظاهر ذلك الجانب المهُ م َل‬

‫من القول الهيثمي‪ ،‬لعل ّنا نهتدي إلى كشف الر ّوح التي تسري في مختلف أعماله الجديرة بالتمّحيص مع كثير من‬

‫ن الأم د الذ ي بيننا و بينها قد لا ي جعلنا اليوم نألف بسه ولة بعض‬
‫طف في تفهّم معانيها ومقاصدها‪ ،‬لأ ّ‬
‫التل ّ‬

‫ي‪ ،‬بل ور ب ّما حت ّى الفلسفي!‬


‫اص ط لا ح اته وع باراته‪ ،‬وماه ية ما ك ان يعتم ل في مش ر وعه العل م ّ‬

‫ولـكن يبقى القصد الأبعد من هذه المحاولة هو تدب ّر إمكانات الت ّفكير في محتوى هذه السيرة‪ ،‬تد ُب ّرا لا‬

‫نرم ي م ن و ر ائه فص ل الق ول فيم ا إذ ا ك ان ابن الهيثم و اح د ا أم اثنين ‪ ،‬فص لا ج از م ا‪ ،‬بق د ر م ا نراه ن ع لى ك ش ف‬

‫ل غائبا ولم يرد في المناظرة التي حصلت بين رشدي راشد وعبد الحميد صبرة‪ ،‬وكلاهما قد‬
‫الجانب الذي ظ ّ‬

‫عاشره طو يلا‪ ،‬بحثا وترجمة ً وتحقيقا‪.‬‬

‫أّولا‪ :‬سيرة ابن الهيثم الذاتي ّة‬

‫على سبيل الت ّوطئة للأمور التي يدور عليها بحثنا هذا‪ ،‬علينا أن نذك ّر في البداية أن ّه على الر ّغم من الاهتمام‬
‫‪1‬‬
‫الذي حظي به ابن الهيثم في بحوث أشهر مؤرّخي ومفهرسي تراجم الحكماء وأخبار العلماء كـصاعد الأندلسي‬
‫‪3‬‬
‫)ت ‪.‬‬ ‫)ت‪462 .‬هـ‪1070/‬م( وظهير الدين البيهقي‪) 2‬ت‪565 .‬هـ‪1169/‬م( وجمال الدين القفطي‬

‫‪646‬هـ‪1248/‬م( وابن أبي أصيبعة )ت‪668 .‬هـ‪1270/‬م( ورغم الاهتمام الذي حظيت به بحوثه البصر ي ّة‬

‫ضخم المناظر إلى اللا ّتيني ّة في‬


‫س ْفرِه ال ّ‬
‫وكشوفه العلمي ّة في الشرق والغرب منذ الت ّرجمة الأولى لكتابه العمدة و ِ‬

‫‪ 1‬صاعد الأندلسي‪ ،‬التعر يف بطبقات الأمم‪ ،‬تحقيق حياة العيد بوعلوان )بيروت‪ :‬دار الطليعة‪.231 ،(1985 ،‬‬
‫‪ 2‬ظهير الدين البيهقي‪ ،‬تتم ّة صوان الحكمة‪ ،‬تحقيق وضبط وتعليق رفيق العجم )بيروت‪ :‬دار الفكر اللبناني‪–82 ،(1994 ،‬‬
‫‪.84‬‬
‫‪ 3‬جمال الدين القفطي‪ ،‬أخبار العلماء بأخبار الحكماء )بيروت‪ :‬دار الآثار للطباعة والن ّشر والت ّوز يع‪ ،‬د‪ .‬ت(‪.116–111،‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫نهاية القرن الثاني عشر‪ 1،‬حيث حمل ابن الهيثم اسم الهازن )‪ (Alhazen‬نسبة إلى اسمه الحسن‪ ،‬ورغم أن ّه لقُ ّب‬

‫ل ذلك لم ي ُبّدد‬ ‫منذ القرن الثاني عشر بـ ‪ˮ‬بطلميوس الثاني“‪ (Ptolemaeus secundus) 2‬ذي الد ّلالة‪ ،‬فإ ّ‬
‫نك ّ‬

‫ضة التي باتت ترُ بك عمل الباحثين ونظر المؤرّخين في ما إذا كان صاحب المناظر هو نفسه في تراجم‬
‫الحـيرة المقُ ّ‬

‫الم ُترجمين وفهارس المفُ هرسين‪.‬‬

‫هي ذي المفارقة التي أثارها رشدي راشد في الجزء الثاني من افتتاحي ّة كتابه‪ :‬الر ّياضياّ ت الت ّحليلي ّة بين‬

‫القرن الثالث والقرن الخامس للهجرة‪ 3.‬فعلى الر ّغم من أ ّ‬


‫ن المقالة التي أوردها ابن أبي أصيبعة لترجمة سيرة ابن‬

‫الهيثم في كتابه‪ :‬عيون الأنباء في طبقات الأطباء‪ 4،‬تعتبر الأكثر إفاضة والأكثر تداولا عند ك ُت ّاب ال ّ‬
‫سير المحُدثين‬

‫بحوث ال ُن ّظار المحُ ّ‬


‫صلين‪ ،‬فإّنها ظل ّت مع ذلك— من وجهة نظر رشدي راشد—متردّدة بين سيرة ‪ˮ‬الحسن بن‬ ‫و ُ‬

‫‪1‬‬
‫‪ Seuil, 2003), 77.‬׃‪Gérard Simon, Archéologie de la vision : L’optique, le corps, la peinture (Paris‬‬
‫يقول صبرة‪ˮ :‬لقد ترُ جم كتاب المناظر أّول ما ترجم في نهاية القرن الثاني عشر ون ُسخ مّرات عديدة قبل أن ُ‬
‫يحال إلى‬
‫نشره سنة ‪ ،1572‬وإضافة إلى تأثيره في أعمال غروستيست و بايكون وقيتلو‪ ،‬فقد قام كبلر بدراسته أيضا‪ ً،‬ولع ّ‬
‫ل الأخير‬
‫كان أّول من أجاد منهاجه الت ّجر يبي تماما ً وأضاف إلى دراسات ابن الهيثم الت ّجر يبي ّة‪ ،‬وكان غاليلو أيضا ً يحتفظ بنسخة‬
‫منه في مكتبته وقد استخدم استنتاجاته حول الانعطاف الـكروي لينقض الن ّظر ي ّة القديمة التّ ي سادت في العصر الوسيط‬
‫ن القمر هو مرآة مصقولة‪ “.‬صالح بشارة عمر‪ˮ ،‬نظر ي ّة العلم عند ابن الهيثم وأهميّ تها في العلوم المتأخرة‪ “،‬الفكر‬
‫والقائلة بأ ّ‬
‫العر بي المعاصر ‪) 22-20‬صيف ‪ .123 ،(1982‬و يضيف صبرة في سياق المقّدمة التّ ي أفردها للمقالات الثلاث الأولى‬
‫لـكتاب المناظر‪ ،‬قائلا ً‪ˮ :‬يوجد الآن من الت ّرجمة اللا ّتيني ّة لكتاب ابن الهيثم عدد كبير من المخطوطات )تبلغ العشر ين( منها‬
‫ل نسخت في القرن الثالث عشر ميلادي‪ ،‬ومن هذه مخطوط في مكتبة المرصد الملـكي في إندبره‪ .‬وكذلك‬
‫سبعة على الأق ّ‬
‫يوجد لكتاب المناظر ترجمة إ يطالية عن اللا ّتيني ّة ترجع إلى القرن الر ّابع عشر ميلادي‪ ،‬وتوجد هذه الت ّرجمة في نسخة‬
‫خطي ّة وحيدة محفوظة في مكتبة الفاتيكان‪ “.‬الحسن بن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪ ،‬المقالات الثلاثة الأولى في الإ بصار على‬
‫الاستقامة )الـكو يت‪ :‬السلسلة التراثية )‪.47 ،(1983 ،(4‬‬
‫‪ 2‬البيهقي‪ ،‬تتم ّة صوان الحكمة‪.82 ،‬‬
‫‪ 3‬راجع في هذا ال َ ّ‬
‫صدد‪:‬‬
‫‪ Al-‬׃‪Roshdi Rached, Les mathématiques infinitésimales du IXe aux XIe siècles, vol 2 (London‬‬
‫‪Furqan Islamic Heritage Fouandation,1996), 1–19.‬‬
‫أو الت ّرجمة العر بي ّة‪ ،‬رشدي راشد‪ ،‬الر ّياضياّ ت الت ّحليلي ّة بين القرن الثالث والقرن الخامس للهجرة‪ ،‬ترجمة محمد يوسف‬
‫الحجُيري‪ ،‬مراجعة يوسف نز يه المرعبي )بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العر بي ّة‪ ،(2011 ،‬ج‪.54–36 ،1.‬‬
‫‪ 4‬سيرة ابن الهيثم ضمن‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.560–550 ،‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫الحسن بن الهيثم أبو على المهندس البصري“‪—1‬الفيز يائي والر يّ اضي— ومؤل ّفاته‪ ،‬وسيرة ‪ˮ‬محمد بن الحسن بن‬

‫الهيثم“‪— 2‬المتكل ّم والفيلسوف—‪ ،‬بل أكثر من ذلك فهي رفعت الحجاب عن أعمال كن ّا نحسبها لردح من الز ّمان‬

‫غير يسير ‪ˮ‬للعال ِم“‪ˮ 3‬الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو علي المهندس البصري نز يل مصر‪ ،‬صاحب الت ّصانيف‬

‫والت ّآليف المذكورة في علم الهندسة‪ 4“،‬فنسبت للأّول مؤ َل ّفات الأخير‪ ،‬فاختلط الحابل بالناّ بل‪.‬‬

‫ن ما يفُ س ّر‪ ،‬حسب راشد‪ ،‬الخلط الذي حصل عند تدو ين سيرة ابن الهيثم‪ ،‬والمسؤول عن الالتباس‬
‫إ ّ‬

‫الذي حدث —وفقا ً لما نعرفه حت ّى الآن— هو ابن أبي أصيبعة‪ .‬فالمقالة التي أوردها لترجمة سيرة صاحب‬

‫المناظر‪ˮ :‬مر ّ‬
‫كبة من عّدة أجزاء من دون اعتبار للتلّ احم فيما بينها من قبِ َل المؤل ّف أو من قبِ َل أحد من بعده‪،‬‬

‫فهو يبدأ بمقّدمة ثم ّ يروي أقوال المهندس المعاصر له علم الدين‪ ،‬و يتابع مورِدا ً حرفياّ ً السيرة التّ ي كتبها القفطي‪،‬‬

‫ثم ّ ينسخ السيرة الذ ّاتي ّة وقائمة مؤ َل ّفات محمد بن الحسن‪ ،‬و يختم المقالة بنسخ قائمة مؤل ّفات الحسن بن الحسن‬

‫م خت ل ف ة و غ ي ر م ت ج ا ن س ة ‪،‬‬ ‫حت ّى تشر ين الأول‪ /‬أكتو بر ‪1038‬م‪ .‬إ ّ‬


‫ن الأمر يتعل ّق بإلصاق لمقاطع مأخوذة من مصادر ُ‬
‫‪5‬‬
‫كن المقّدِمة من إخفاء مظاهر التنّ افر‪“.‬‬
‫بحيث لا تتم ّ‬

‫ن ابن أبي أصيبعة يعتبر الحسن بن الحسن بن الهيثم ومحمد‬


‫ل هذا —كما أفاد بذلك راشد— أ ّ‬
‫م في ك ّ‬
‫المه ّ‬

‫ب ن ا ل ح س ن ب ن ا ل ه ي ث م ش خص ا و ا ح د ا ‪ ،‬و أ ّ‬
‫ن هذا الرأي قد ساد حت ّى اليوم‪ .‬ومن ثم ّة‪ ،‬فإن ّنا واجدون أنفسنا أمام‬

‫ح على الباحثين في محاولتهم معرفة هو ي ّة ابن الهيثم العلمي ّة أو معرفة نوع فلسفته وتحديد مبادئها‬
‫ك يل ّ‬
‫س ؤ ال م ا انف ّ‬

‫ش به و الاخ تلا ف بينه و بين فلا س ف ة اليونان ‪ .‬فلا‬


‫ومعالمها‪ ،‬ومكانته في تاريخ الفلسفة العر بي ّة‪ ،‬أو تحديد وجوه ال ّ‬

‫يستطيع الباحث أن يتجاوز دائرة الاستنباط أو حت ّى الت ّخمين من القليل الذي كان معروفا عنه أو من أسماء‬

‫كتبه‪ ،‬وأخيرا من تقدير المفك ّر ين والمؤرّخين لمجهوده الفكري ونوع هذا المجهود‪ .‬فمن رأى كثرة كتبه في العلوم‬

‫‪ 1‬القفطي‪ ،‬أخبار العلماء بأخبار الحكماء‪.114 ،‬‬


‫‪ 2‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.550 ،‬‬
‫‪ 3‬القفطي‪ ،‬أخبار العلماء بأخبار الحكماء‪.114 ،‬‬
‫‪ 4‬القفطي‪ ،‬أخبار العلماء بأخبار الحكماء‪.114 ،‬‬
‫رشدي راشد‪ˮ ،‬ابن الهيثم سيرته ومؤلفاته‪ “،‬ضمن مصطفى نظيف‪ ،‬ابن الهيثم‪ :‬بحوثه وكشوفه البصر ي ّة‪ ،‬تقديم رشدي‬ ‫‪5‬‬

‫راشد )بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العر بي ّة‪.31 ،(2008 ،‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫صلين من أهل الت ّعاليم ‪(Les‬‬


‫الت ّعاليمي ّة )الر يّ اضي ّة( مال إلى الحكم بنزعة عنده تميل إلى آراء المح ّ‬

‫)‪ .mathématiciens‬ومن رأى مصن ّفاته في نواح ومسائل من علم الكلام لعهده أو رأى مشاركته لمتكل ّمي‬

‫عهده من المعتزلة في مجادلاتهم وردودهم ومؤل ّفاته في المسائل العملي ّة‪ ،‬كان على ح ّق في استنباط نوع المجهودات‬

‫الفلسفي ّة لصاحبها المر ب ّي والمناظِر والفيلسوف‪ .‬ولهذا ساغ طرح سؤال‪ :‬أين يمكن أن نضع ابن الهيثم؟ وهل‬

‫يستند هذا الرأي إلى أساس أم أن ّه مجر ّد خلط بسيط بين اسمين؟‬

‫ن صح ّة نسبة بعض المؤل ّفات إلى صاحب المناظر مرهونة‬


‫ن هذا السؤال على درجة من الأهمي ّة‪ ،‬لأ ّ‬
‫إ ّ‬

‫بال جو اب ع نه ‪.‬‬

‫ن سيرة ابن الهيثم لم ت ُد ّو َن إلا ّ بعد قرن‬


‫ولـكن‪ ،‬قبل معالجة هذه الأسئلة لابّد من الإشارة‪ ،‬هاهنا‪ ،‬إلى أ ّ‬

‫ب في‬
‫ل أد ن ى م ا ي جد ه الق ار ئ في م تناو ل يد ه م ن ب ي ا ن ا ت ‪ ،‬إ ذ ا ر غ ِ َ‬
‫م ن و ف اته ع لى يد ي ظ ه ي ر الد ين البي هق ي ‪ .‬و لع ّ‬

‫كت ِب عن ابن الهيثم ومن يكون‪ ،‬هي المراجع التي تعود إلى القرن الثالث عشر أي بعد قرنين من‬
‫معرفة ما ُ‬

‫وفاته‪ ،1‬وأهم ّها رواية القفطي في كتابه أخبار العلماء بأخبار الحكماء‪ ،‬وقد كانت أكبر مجموعة من آرائه مذكورة‬

‫ص‬‫في مقالة له حفظها لنا ابن أبي أصيبعة في مؤل ّفه عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪ ،‬والمأخوذة بدورها عن ن ّ‬

‫بحسب ما تؤدّي إليه بعض أقوال ابن أبي أصيبعة ولد ابن الهيثم سنة ‪ 354‬للهجرة أي حوالي ‪ 965‬بعد الميلاد وكان‬ ‫‪1‬‬

‫أّول أمره بالبصرة‪ ،‬واستوطن دارا ً بالقرب من جامع الأزهر بعد هجرته إلى مصر‪ ،‬إلى أن توفيّ في حدود سنة ثلاثين‬
‫وأر بعمائة أو بعدها بقليل بحسب رواية القفطي‪ ،‬أي حوالي ‪ 1041/1040‬بعد الميلاد‪ .‬كما ع ُرف الحسن بن الهيثم في‬
‫الغرب باسمه )‪ (Alhazen‬والتبس اسمه لفترة طو يلة باسم الخازن )‪) (Al-Khazen‬العالم الفلـكي أبو جعفر الخازن صاحب‬
‫كتاب زيج الصفائح( وكذلك باسم الفيز يائي أبو الفتح عبد الرحمان المنصور الخازني )‪ (Al-Khazeni‬ال ّذي عاش في أواخر‬
‫القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر للميلاد صاحب كتاب ميزان الحكمة( وخ ُلط بينهم‪ ،‬وقد يكون أحد‬
‫أسباب هذا الالتباس رسم الأسماء الثلاثة في الل ّغات الأجنبي ّة‪ .‬وهو ما أدّى إلى الخطإ في ترجمة الإسم التي قام بها‬
‫البولوني فيتلو )‪ (Vitelo‬الذي أل ّف كتابا ً في البصر ي ّات عام ‪1270‬م‪ ،‬معتمدا ً على كتاب ابن الهيثم باسمه الهازن كما عرف‬
‫في العالم اللا ّتيني‪ ،‬وقد كر ّس هذا الإسم رزنر —طوال القرون الوسطى— عندما قام بترجمة كتاب المناظر إلى اللاتيني ّة‬
‫عام ‪1572‬م تحت عنوان‪ Opticae Thesaurus:‬أي الذّخيرة في البصر ي ّات‪ ،‬و بقي الأمر كذلك حت ّى حسمه الباحث‬
‫الألماني إ يلهارد فيدمان عام ‪1876‬م عندما عثر على مخطوطة عر بي ّة في مكتبة ليدن تحمل عنوان‪ :‬تنقيح المناظر لذوي‬
‫ن الذّخيرة‬
‫الأبصار والبصائر لـكمال الدين الفارسي‪ ،‬فكان أن عقد الباحث الألماني مقارنة بين الذّخيرة والتنّ قيح فتبي ّن له أ ّ‬
‫ليست إلا ّ ترجمة لكتاب المناظر لصاحبه الحسن بن الهيثم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪2‬‬
‫ُأكتشف حديثا في مخطوطة مكتو بة سنة ‪556‬هـ‪1161/‬م موجودة في لاهور‪ 1.‬وقد كان المعروف عن ابن الهيثم‬

‫حت ّى عهد غير بعيد‪ ،‬قليلا جّدا عن ظروف حياته‪ ،‬ومهنته والوسط العلم ّ‬
‫ي الذي عاش فيه‪ ،‬كما لم يكن لابن‬

‫صناعات معل ّم ي ُنسب إليه‪ ،‬وعن هذه القضي ّة أفاد ابن أبي أصيبعة في ديباجة مقالته عن ابن‬
‫ي م ن ال ّ‬
‫الهيثم في أ ّ‬

‫الهيثم قائلا ً‪ˮ :‬هو أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم‪ ،‬أصله من البصرة‪ ،‬انتقل إلى الديار المصر ي ّة وأقام بها إلى‬
‫‪3‬‬
‫آخر عمره‪“.‬‬

‫ن الر ّسالة البيبليوغرافي ّة التي حف ِظها ابن أبي أصيبعة لترجمة‬


‫ن هذا الإعلان لم يكن حاسما ونهائي ّا‪ ،‬لأ ّ‬
‫غير أ ّ‬

‫سيرة ابن الهيثم‪ ،‬جاءت مخيبّ ة للآمال‪ ،‬حيث اختلط فيها الحابل بالناّ بل‪ ،‬فشابها من أجل ذلك اضطراب أو‬

‫صة وأن ّه أورد ثلاث قوائم مختلفة‪ ،‬ينسب فيها الأولى والثانية لأبي علي محمد بن الحسن بن الهيثم‪،‬‬
‫خ ف اء ‪ ،‬خ ا ّ‬

‫و يختم ترجمته بقائمة ثالثة وجدها لـكتب ابن الهيثم دون أن يذكر مصدرها أو ذكر الاسم الثلاثي لصاحبها‪ .‬و يمتّد‬

‫هذا الفهرست الأخير )القائمة الثالثة( إلى سنة ‪429‬هـ‪1038/‬م أي سنة أو سنتين قبل وفاته‪ ،‬أي ما كتبه ابن‬

‫الهيثم في الفترة الممتّدة بين سنة ‪419‬هـ‪1028/‬م إلى سنة ‪429‬هـ‪1038/‬م‪.‬‬

‫وأمّا القائمة الأولى فقد نقلها ابن أبي أصيبعة‪ ،‬كما يقول‪ ،‬من خ ّط ابن الهيثم في مقالة له فيما صنعه‬

‫وصن ّفه من علوم الأوائل إلى آخر سنة سبع عشرة وأر بعمائة لهجرة النبي صلى الله عليه وسل ّم الواقع في شهور‬

‫سنة ثلاث وستين الهلالية من عمره‪ 4“.‬وتنقسم هذه المقالة إلى قسمين‪ ،‬يحتوي أولهما على ‪ 25‬مصن ّفا ً صنعها‬

‫‪ 1‬انظر‪ :‬أنطون هاينن‪ ،‬سيرة ابن الهيثم الذاتي ّة من خلال مخطوط ‪556‬هـ‪1161/‬م‪.‬‬
‫‪Heinen Anton, Ibn al-Haythams Autobiographie in einer handschrift aus dem Jahr 556H./1161A.D,‬‬
‫‪Ulrich Haarmann und Peter Bachmann, eds, Die islamische Welt zwischen Mittelalter und‬‬
‫‪Neuzeit: Festschrift für Hans Robert Roemer zum 65. Geburtstag, Beiruter Texte und Studien.‬‬
‫‪Band 22, (Beirut, Wiesbaden: In Kommission bei F. Steiner, 1979), 254–277.‬‬
‫‪ 1972), vol. vi, 204–208 ; The Optics‬׃‪Dictionary of Scientific Biography, ed. Ch. Gillispie (New York‬‬
‫‪1989), vol., II, XIX-XXXIV.‬׃ ‪of Ibn al-Haytham. Books I-III, On Direct Vision, 2 vols. (Londres‬‬
‫ن صاحب المناظر كثيرا ً ما ع ُرف وعلى امتداد عقود طو يلة بلقب ابن الهيثم أو بكنية—‬
‫‪ 2‬جدير بنا أن نسج ّل‪ ،‬هاهنا‪ ،‬أ ّ‬
‫أبي علي— م ُضافا ً إليهما اسم أبيه الحسن‪ ،‬وأحيانا نقرأ في بعض الت ّراجم التاّ ر يخي ّة و بعض من أعماله الح ُسين بدل الح َسن‬
‫)أبو علي الحسن بن الح ُسين بن الهيثم( أي ز يادة الياء على اسم أبيه‪.‬‬
‫‪ 3‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.550 ،‬‬
‫‪ 4‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.552 ،‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ابن الهيثم في العلوم الر يّ اضي ّة‪ ،‬ذ َكر منها‪ :‬كتاب في تحليل المسائل الهندسي ّة‪ ،‬مقالة في الحساب الهندي‪ ،‬أجو بة‬

‫سبع مسائل تعليمي ّة سئلت عنها ببغداد فأجبت‪ ،‬رسالة في برهان الشكل ال ّذي قّدمه أرشميدس في قسمته‬

‫الزاو ية ثلاثة أقسام ولم ي ُبرهن عليها‪.‬‬

‫طبيعي ّة والإلهي ّة‪ 1‬وكتب أخرى لا تندرج‬


‫و يحتوي القسم الثاني على ‪ 44‬مصن ّفا من مصن ّفاته في العلوم ال ّ‬

‫عادة في العلوم المذكورة وهي‪ :‬رسالة في صناعة الشعر م ُمتزجة من اليوناني والعر بي‪ ،‬مقالة في الفضل والفاضل‪،‬‬

‫مقالة في تشو يق الإنسان إلى الموت بحسب كلام الأوائل‪ ،‬مقالة في طبيعتي الألم واللذّة‪ ،‬ومقالة في طبيعة‬

‫اللذّات الثلاث الحسي ّة والنطقي ّة والمعادلة‪ .‬هذا إضافة إلى مؤل ّفات تنتمي إلى آداب الكت ّاب في الإدارات‬

‫والمراسلات‪ ،‬ذ َكرَ منها‪ :‬كتاب في صناعة الكتابة على أوضاع الأوائل وأصولهم وعهد إلى الك َت ّاب‪ ،‬بالإضافة إلى‬

‫ن جميع الأمور الدنيو ي ّة والديني ّة هي نتائج العلوم الفلسفي ّة‪ ،‬وكانت‬


‫رسالة أخيرة يقول ابن الهيثم إن ّه بي ّن فيها ‪ˮ‬أ ّ‬
‫‪2‬‬
‫هذه الر ّسالة هي الم ُتمّمة لعدد أقوالي في هذه العلوم بالقول السبعين‪“.‬‬

‫هذا وقد أورد ابن أبي أصيبعة مقالة ثانية بخ ّط الم ُصن ِّف نفسه‪ ،‬جاء في أّولها ”ما صنعه محمد بن الحسن‬

‫ابن الهيثم بعد ذلك إلى سلخ جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وأر بعمائة‪ 3“.‬أي ما صن ّفه ابن الهيثم بعد ذي الحج ّة‬

‫سنة ‪418‬هـ‪1027/‬م إلى سلخ جمادى الآخرة سنة ‪419‬هـ‪1028/‬م؛ وتحتوي هذه القائمة على ‪ 21‬مصن ّفا ً في شت ّى‬
‫الكلام‪4‬‬ ‫طبيعياّ ت والإلهياّ ت ورسائل في علم‬
‫طبيعي ّة والإلهي ّة‪ ،‬وتض ّم تلخيصات وردودا ً في ال ّ‬
‫المسائل الر يّ اضي ّة وال ّ‬

‫ن تاريخ كتابة هذه المقالة قد تكر ّر بعد ذلك مّرتين‪ :‬الأولى في صلب المقالة نفسها‬
‫سياق‪ ،‬أ ّ‬‫‪ 1‬يهمّنا أن نلاحظ في هذا ال ّ‬
‫حيث ي ُشير ابن الهيثم إلى وقت كتابته لها في ‪ˮ‬ذي الحج ّة سنة سبع عشرة وأر بعمائة لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم‪ “.‬ابن‬
‫أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪ .552 ،‬والثاني ّة بعد نهاية المقالة حيث يعُ ل ّق عليها ابن أبي أصيبعة قائلا ً‪:‬‬
‫‪ˮ‬وكان تاريخ كتابة ابن الهيثم لهذه الرسالة في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأر بعمائة‪ “.‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في‬
‫طبقات الأطباّ ء‪.558 ،‬‬
‫‪ 2‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.557 ،‬‬
‫‪ 3‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.558 ،‬‬
‫ل ما يمي ّز الفترة التي عاش فيها ابن الهيثم هو ازدهار علم الكلام المعتزلي و بلوغـه ذروة عاليـة فـي مؤل ّفات القاضي‬
‫لع ّ‬ ‫‪4‬‬

‫عبد الجبار بن أحمد الهمذاني )ت‪ 415 .‬أو ‪ 416‬هـ‪1025/‬م(‪ ،‬وهي المرحلة الأولى من ازدهار علم الكلام الأشعري على‬
‫يد القاضي أبي بكر الباقلاني )ت‪403 .‬هـ‪950/‬م(‪ .‬وكان ابن الهيثم معاصرا ً لابن مسكو يه )ت‪421 .‬هـ‪1030/‬م( وابن‬

‫‪8‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫منها رسائل في الرّد على المعتزلة رأيهم في حدوث صفات الله تعالى ورأيهم في الوعيد‪ .‬وفي آخر المقالة الثانية‬
‫‪1‬‬
‫أفاد ابن أبي أصيبعة قائلا ً‪ˮ :‬وهذا آخر ما وجدته من ذلك بخ ّط محمد بن الحسن بن الهيثم المصن ّف رحمه الله‪“.‬‬

‫و يختم ابن أبي أصيبعة ترجمته بفهرس وجده لـكتب ابن الهيثم إلى آخر سنة ‪429‬هـ‪1038/‬م‪ ،‬و يحتوي‬

‫هذا الفهرس على ‪ 92‬م ُصن ّفا‪ ً.‬و يميل الأستاذ عبد الحميد صبرة إلى اعتبار القائمة الأخيرة هي قائمة الن ّضج ‪ˮ‬إذا‬

‫سينا )ت‪427 .‬هـ‪1037/‬م(وأبي الر يحان محمد بن أحمد البيروني )ت‪440 .‬هـ‪1047/‬م(‪ .‬لـكن ّه كان في أّول أمره بالبصرة‬
‫وأقام في الشام حينا ً ثم ّ استقر ّ في مصر على عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي )ت‪411 .‬هـ‪1021/‬م( وفيها توف ّي‪ .‬ورغم نبوغه‬
‫صلة بحياة الفكر الإسلامي في عصره من ناحية‬
‫ن ابن الهيثم لم يكن منقطع ال ّ‬
‫في علوم الر يّ اضياّ ت والفلك والهيئة‪ ،‬فإ ّ‬
‫معينّ ة هي ناحية العقيدة ومنهج إثباتها‪ .‬فرغم قو ّة الفكر الديني عند المتكل ّمين والفلاسفة إلا ّ أن ّه كانت ثم ّة أصداء عن‬
‫زندقة ابن الراوندي )ت‪298 .‬هـ‪911/‬م( ومن آراء تنسب للرازي الطبيب محمد بن زكر يا )ت‪311 .‬هـ‪923/‬م( لا تزال‬
‫تتردّد في عصر ابن الهيثم‪ .‬وكان ثم ّت كثير من الآراء في تفاصيل العقيدة وكانت طر يقة المتكلمين من معتزلة ومن‬
‫طبيعيّ‪.‬‬
‫أشاعرة هي الر ّائجة في إثبات وجود الله على أساس إثبات حدوث العالم بحسب المقّدمات المأخوذة من العلم ال ّ‬
‫ن ابن الهيثم عني باخّت اذ موقف إزاء هذه الاجّت اهات فأل ّف في الردّ على ابن الراوندي وعلى الرازي وآرائه في‬
‫و يبدو أ ّ‬
‫ل به المتكل ّمون على‬ ‫العلم الإلهي وفي النبو ّات كما ردّ على المعتزلة في بعض آرائهم‪ ،‬فأل ّف مقالة في أ ّ‬
‫ن الدليل ال ّذي يستد ّ‬
‫حدوث العالم دليل فاسد والاستدلال على حدوث العالم بالبرهان الاضطراري والقياس الحقيقي‪ .‬وكان ابن الهيثم يرى‬
‫ن وجوده تعالى سابق على وجود العالم ثم أوجد العالم فأل ّف مقالة‬
‫أن الله تعالى دائم الخلق والإ بداع خلافا ً لمن يتصو ّر أ ّ‬
‫في إ بانة غلط من قضى أن الله لم يزل غير فاعل ثم فعل‪ .‬ولـكن يبقى القيام بدراسة شاملة لعقيدة ابن الهيثم الـكوني ّة‪،‬‬
‫سبب في ذلك يعود إلى عدم وجود أي ّة محاولة للت ّعامل مع هذا الموضوع بشكل‬
‫صعو بة وال ّ‬
‫ك مهمّة مزدوجة ال ّ‬
‫هي بلا ش ّ‬
‫كامل ومنتظم من خلال ما تبّقى من عناو ين كتبه‪ ،‬وإلى فقدان أعماله الفلسفي ّة الم ُدّونة التّ ي تضمّنت هذا الموضوع‬
‫صة في الردّ على مذاهب بعض المتكل ّمين‪ ،‬من جهة أخرى‪ .‬بيد إن ّه‪ ،‬إذا كان ليس بين أيدينا حت ّى الآن شيء من‬
‫وخا ّ‬
‫ل على أن ّه قد اخّت ذ رأيا ً في‬
‫طبيعي ّة تد ّ‬
‫ن مباحث ابن الهيثم العلمي ّة وال ّ‬
‫صلة بمباحث المتكل ّمين‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل هذه الـكتب وثيقة ال ّ‬
‫ك ّ‬
‫بعض المشكلات الـكبرى التّ ي كانت م ُستولي ّة ً على اهتمام المتكل ّمين والفقهاء في عصره مثل مشكلة حدوث العالم وتناهيه‬
‫والجزء ال ّذي لا يتجزأّ ‪.‬‬
‫‪ 1‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.559 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ن هذه القائمة تحتوي على ما وضعه المؤُ ل ِّف في المّدة التاّ لية لجمادى الآخرة سنة ‪419‬هـ إلى آخر سنة ‪429‬هـ‪،‬‬
‫صح ّ أ ّ‬
‫‪1‬‬
‫أي خلال العشر السنوات الأخيرة من حياته بعد أن جاوز الرابعة والستين من عمره‪“.‬‬

‫بيد أن ّه علينا أن نلاحظ‪ ،‬أن ّه لا المقالة الأولى ولا الثانية تعُ طيان مؤش ّرا واضحا عن مكان كتابتهما ولا‬

‫ن ابن الهيثم قد أقام فعلا ً في بغداد في الفترة الفاصلة بين ‪ 417‬و‪419‬‬


‫جح أ ّ‬
‫ع ن م ك ان و ج و د الك اتب ‪ ،‬و ه و م ا ير ّ‬

‫هجر يين‪ 2،‬وهذا وارد من خلال بعض العناو ين كـعنوان مقالة عن سبع مسائل تعليمي ّة سئلت عنها ببغداد‬

‫شكوك على بطلميوس‪ ،‬تحقيق عبد الحميد صبره ونبيل الشهابي‪،‬‬


‫عبد الحميد صبره ونبيل الشهابي‪ ،‬الحسن بن الهيثم‪ ،‬ال ّ‬ ‫‪1‬‬

‫تصدير إ براهيم مدكور )القاهرة‪ :‬مطبعة دار الـكتب المصر ي ّة‪) ،(1996 ،‬ك(‪ .‬انظر كذلك‪ :‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪،‬‬
‫مقّدمة المحّقق‪.29 ،‬‬
‫يخـبرنا القفطي‪ˮ :‬أن ّه بلغ الحاكم صاحب مصر من العلو يين‪ ،‬وكان يميل إلى الحكمة‪ ،‬خبره وما هو عليه من الإتقان لهذا‬
‫‪ُ 2‬‬
‫ل‬
‫شأن‪ ،‬فتاقت نفسه إلى رؤ يته‪ ،‬ثم ّ نقُ ل له عنه أن ّه قال لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملا ً يحصل به الن ّفع في ك ّ‬
‫ال ّ‬
‫ل وهو في طرف الإقليم المصري‪ ،‬فازداد الحاكم‬
‫حالة من حالاته من ز يادة ونقص‪ ،‬فقد بلغني أن ّه ينحدر من موضع عا ٍ‬
‫إليه شوقا ً وس َي ّر إليه سرّا ً جملة من المال‪ ،‬وأرغبه في الحضور‪ ،‬فسار نحو مصر‪ .‬ولم ّا وصلها خرج الحاكم للقائه والتقيا بقر ية‬
‫على باب القاهرة تعُ رف بالخندق‪ ،‬وأمر بإنزاله وإكرامه‪ ،‬وأقام ر يثما استراح‪ ،‬وطالبه بما وعد به من أمر النيل‪ ،‬فسار‬
‫ومعه جماعة من الصناّ ع للعمارة بأيديهم ليستعين بهم على هندسته التي خطرت له‪ .‬ولم ّا سار إلى الإقليم بطوله ورأى آثار‬
‫من تقّدم من ساكنيه من الأمم الخالي ّة‪ ،‬وهي على غاية من إحكام الهندسة وجودة البناء وما اشتملت عليه من أشكال‬
‫ن من تقّدمه لم يعزب عنهم علم ما ع َلمِ َه‬
‫ن ال ّذي يقصده ليس بممكن فإ ّ‬
‫سماو ي ّة ومثالات هندسي ّة وتصو ير م ُعجز‪ ،‬تحّقق أ ّ‬
‫ولو أمكن لفعلوا‪ ،‬فانكسرت ه ّمته ووقف خاطره ووصل إلى الموضع المعروف بالجنادل قبيل مدينة أسوان‪ ،‬وهو موضع‬
‫مرتفع ينحدر منه ماء النيل‪ ،‬فعاينه و باشره واختبره من جانبي ْه فوجد أمره لا يمشي على موافقة مراده‪ ،‬وتحّقق الخطأ‬
‫ن الحاكم ولا ّه بعض الدواو ين فتولا ّها‬
‫عماّ وعد به‪ ،‬وعاد خجلا ً منخذلا‪ ً،‬واعتذر بما ق َبل الحاكم ظاهره ووافقه عليه‪ .‬ثم ّ إ ّ‬
‫ن الحاكم كان كثير الإستحالة م ُر يقا للد ّماء بغير سبب أو بأضعف سبب من‬
‫رهبة لا رغبة وتحّقق الغلط في الولاية‪ ،‬فإ ّ‬
‫خيال يتخي ّله‪ ،‬فأجال فكره في أمر يتخل ّص به فلم يجد طر يقا ً إلى ذلك سوى إظهار الجنون والخبال‪ “.‬القفطي‪ ،‬أخبار‬
‫العلماء بأخبار الحكماء‪ .115–114 ،‬وهذه الر ّواية أقرب إلى الصح ّة لأ ّنها لا تليق إلا ّ بمهندس خبر علوم الهندسة وفنونها‬
‫ن ابن الهيثم لدى وصوله إلى مصر كان له لقاء قصير مع الحاكم بأمر‬
‫وهي رواية تنسجم مع ترجمة البيهقي التي تفُ يد بأ ّ‬
‫الله الفاطمي فقط خارج القاهرة‪ ،‬وكان اجتماعا ً غير ناجح وانتهى بإدانة مشروع ابن الهيثم ومن ثم ّة هرو به إلى سور يا‬
‫خوفا ً على حياته من بطش الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي المرُ يق للدماء لأتفه الأسباب‪ .‬انظر‪ ،‬البيهقي‪ ،‬تتم ّة صوان‬
‫طبقات رأيناها تحّدثنا عن هذا التنّ قل الد ّائم عند‬
‫الحكمة‪ .84–82 ،‬و بالفعل إن اقتصرنا على العلماء ورجعنا إلى كتب ال ّ‬
‫شام والقاهرة‪ ،‬وعند ابن ميمون القرطبي بين الأندلس والمغرب ومصر‪ ،‬وعند شرف الدين‬
‫ابن الهيثم بين البصرة وال ّ‬

‫‪10‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫فأجبت‪ ،‬وأخرى أجاب فيها عن مسألة هندسي ّة سئل عنها ببغداد في شهور سنة ثمان عشرة وأر بع مائة‪ .‬و يبدو‬

‫ن المصن ّفات الواردة في هذه القائمة تعكس ما كان يدور في بغداد في تلك الفترة من صراعات ٺتعل ّق بالعديد‬
‫أ ّ‬

‫ن فلسفة أرسطوطاليس كانت مطروحة للن ّقاش والمجادلة‬


‫ص ة وأ ّ‬
‫من المسائل المنطقي ّة والطبيعي ّة والعقدي ّة‪ ،‬خا ّ‬

‫والش ّرح‪ ،‬في أقسامها الثلاثة المذكورة وكانت المدرسة البغدادي ّة قد برعت في هذا الشأن‪ ،‬ولـكن ‪ˮ‬التراجم التي‬
‫‪1‬‬
‫جعلته يعيش في الـكوفة والبصرة وفترة نضجه في مصر قد تغاضت عن هذا الأمر‪“.‬‬

‫ن معظم ما وصل إلينا من مؤل ّفات ابن الهيثم قد ورد في هذا الفهرس‬
‫ومن المفُ يد جّدا ً أن نشير‪ ،‬هاهنا‪ ،‬أ ّ‬

‫أو المقالة الثالثة التي أوردها صاحب طبقات الأطباّ ء في ترجمته لسيرة صاحب المناظر دون القائمتين الأوليين‪،‬‬

‫ل مشكوك فيه‪ .‬وقد أبى الد ّهر إلا ّ أن يقضي على الـكثير من هذه‬
‫و ذ لك باس تثناء ح ال ا ت ق ليلة بع ض ه ا ع لى ال أ ق ّ‬

‫المؤل ّفات‪ ،‬وما بقي‪ ،‬فقد كان ح ّظ المكتبات الغر بي ّة منه أكثر من ح ّظ المكتبات العر بي ّة‪ .‬وهذا الفهرس يكاد‬

‫لا يحتوي إلا ّ على الكتابات الر يّ اضي ّة من حساب وجبر وهندسة وفلك ومناظر ؛ والمؤل ّفات الوحيدة التي يذكرها‬

‫خارج هذه العلوم هي التاّ لية‪ :‬مقالة في الأخلاق‪ ،‬مقالة في آداب الكت ّاب‪ ،‬كتاب في السياسة من خمس‬

‫مقالات‪ ،‬على عكس فهرس لاهور الذي جاء مخروما ً في آخره‪ ،‬ولم يتعّد اثنين وست ّين مصن ّفا ولم يذكر أ ّ‬
‫ي‬

‫مصن ّف من المصن ّفات ذات المنحى العملي‪ ،‬بينما لا نجد في ثبت القفطي سوى تسعة وست ّين مؤ َل ّفا‪ ،‬يكاد‬

‫ل واحد منها مذكورا في القائمة الأخيرة التّ ي أوردها ابن أبي أصيبعة في فهرسه‪.‬‬
‫يك و ن ك ّ‬

‫الطوسي بين خراسان والشام‪ ،‬وعند السموأل المغر بي بين فاس وسمرقند‪ .‬وإذا كان ابن الهيثم قد تأدّب بالبصرة ونواحيها‬
‫ن‬
‫كأ ّ‬
‫وأقام بها أثناء ازدهار ملكاته وتفتحها‪ ،‬استطعنا أن ندرك قو ّة الجو ّ الفكري ال ّذي نبغ فيه وتفتحت مواهبه‪ .‬ولا ش ّ‬
‫انتقاله إلى القاهرة كان بعد أن قطع مرحلة الت ّحصيل والش ّرح والت ّلخيص و بعد أن ظهرت بوادر فضله إلى حّد أعظم‬
‫ن جميع الت ّقار ير لم تحّدد بدق ّة‬
‫منزلته عند الحاكم بأمر الله الفاطمي فدعاه لز يارة مصر وف ِعْل ما وعد في أمر نيلها‪ .‬على أ ّ‬
‫تاريخ انتقال ابن الهيثم من العراق إلى أرض الكنانة‪.‬‬
‫محمد بن ساسى‪ˮ ،‬في نظر ي ّة العلم عند ابن الهيثم من خلال الرسالة الببليوغرافية لابن أبي أصيبعة‪ “،‬ضمن أعمال ملتقى‬ ‫‪1‬‬

‫العناصر الإ بدالية والتيمية والأسلو بية في الفكر العلمّي‪ ،‬تنسيق بناصر البعزاتـي )الر باط‪ :‬منشـورات كلي ّة الآداب والعلوم‬
‫الإنسانية بالر باط‪.93 ،(2004 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫و يمكننا إلى هذا الحّد أن نتساءل‪ :‬إذا سل ّمنا بأ ّ‬


‫ن الق ائمة الثالثة التي أو ر د ه ا ابن أبي أص يبع ة في ترج مته‬

‫ي والمهندس لا تطرح مشكلا ً حقيقياّ إلا ّ فيما يتعل ّق بشكوك رشدي راشد‪ 1‬حول نسبة‬
‫لسيرة ابن الهيثم الر يّ اض ّ‬

‫بعض العناو ين ذات الطابع العملي والت ّر بوي إلى هذا الفهرس‪ ،‬فلماذا نجد في هذه القائمة تشابها لعدد من‬

‫العناو ين الواردة في القائمتين الأوليين‪ 2‬مع القائمة الأخيرة التي يفُ ترض أّنها للحسن بن الهيثم؟ ولـكن لماذا في‬

‫المقابل ما يقُ ارب ثمانية وثمانين عملا ً من أصل تسعين عملا ً في القائمتين الأوليين لمحمد بن الهيثم قد اختفت‬

‫ظ ف ر بع ن ق ا ء م غ ر ب ؟‬ ‫تماما‪ ،3‬وظ ّ‬
‫ل ا لع ث و ر ع لي ها أ ص ع ب م ن ا ل ّ‬

‫ن ابن الهيثم لم يستهدف من مصن ّفاته التي صن ّفها‪ ،‬متابعة الت ّقليد‬
‫تك ش ف إفاد ة ر ش د ي ر اش د الأو لى أ ّ‬

‫حص‬
‫ن تف ّ‬
‫صة فيما يتعل ّق بالأعمال ذات المنحى العملي‪ .‬وعن هذا الأمر أفاد راشد قائلا ً‪ˮ :‬إ ّ‬
‫الهلنيس تي خ ا ّ‬

‫شكل والمحتوى‪.‬‬
‫صة بأعمال الحسن‪ ،‬ي ُظهر فصلا ً جي ِّد الوضوح في ال ّ‬
‫صة بأعمال محمد‪ ،‬وتلك الخا ّ‬
‫الفهارس الخا ّ‬

‫ن لدينا بالفعل‪ ،‬من جهة‪ ،‬تسعين عنوانا لمؤل ّفات محمد وهي تلك الواردة في الفهرسين‪ ،‬ومن جهة أخرى اثنين‬
‫إ ّ‬

‫وتسعين عنوانا ً لمؤل ّفات الحسن وهي الواردة في فهرس ابن أبي أصيبعة الذي أحصى أعماله حت ّى سنة ‪1038‬م‪.‬‬

‫وإذا قارنا بين عناو ين محمد وعناو ين الحسن لا نجد إلا ّ كتابين مشتركين في هيئة العال َم وفي حساب المعاملات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫و يثير هذان الكتابان مشاكل جّدية ً في انتقالهما وصحتّ هما‪“.‬‬

‫ن مصن ّفات الحسن بن الهيثم —من وجهة نظر راشد— ‪ˮ‬ت ُبې ّن بفضل عناو ينها و بفضل محتوى‬
‫كما أ ّ‬

‫ن المؤل ِّف لم ي ُساهم في المناظر وفي انتقاد الهيئة البطلمي ّة وفي الفلك فحسب‪ ،‬بل وأيضا في‬
‫الـك تب التي و ص لتنا‪ ،‬أ ّ‬

‫ثاني السببين اللذين جعلا راشد ي ُسقط من حسابه أن يكون ابن الهيثم واحدا‪ ،‬في ترجمة ابن أبي أصيبعة وفي ترجمة‬ ‫‪1‬‬

‫ي الـكبير لم يكن ليهت ّم‬


‫ن هذا الفيز يائي والر يّ اض ّ‬
‫القفطي‪ ،‬هو ما ن ُسب إليه من أعمال في الأخلاق والسياسة والت ّر بي ّة لأ ّ‬
‫صة‪ ،‬وفي معناها الهلنيستيّ بصفة عامّة‪.‬‬
‫بالفلسفة في جانبها العمليّ بصفة خا ّ‬
‫‪ 2‬إذا قارن ّا بين عناو ين محمد والحسن‪ ،‬فإن ّنا سنجد عناو ين مشتركة مثل كتاب في هيئة العالم وكتاب في حساب المعاملات‪.‬‬
‫لقد أل ّف ابن الهيثم )محمد والحسن( تآليف كثيرة في المجالات التّ ي أشرنا إليها آنفا‪ ً،‬لـكّن لم يبق منها إلا ّ ما يز يد عن‬ ‫‪3‬‬

‫ست ّين مؤل ّفا‪ ً.‬انظر‪ :‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪ ،‬مقّدمة المحّقق‪ .27 ،‬وكذلك‪ ،‬عبد الحميد صبرة‪ ،‬ابن الهيثم في قاموس‬
‫البيليوغرافيا العلمي ّة‪ .210–189 ،‬انظر الجدول التوضيحي في آخر هذا العمل‪.‬‬
‫‪ 1972),‬׃‪Sabra A., Ibn Al-Haytham in Dictionary of Scientific Biography, ed. Ch. Gillispie, (New York‬‬
‫‪vol. VI, 189–210.‬‬
‫‪ 4‬راشد‪ˮ ،‬ابن الهيثم سيرته ومؤلفاته‪.37 “،‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ي ونظر ي ّات الأعداد‬


‫الر يّ اضياّ ت‪ :‬الر يّ اضياّ ت الأرشيميدي ّة ونظر ي ّات القطوع المخروطي ّة وتطبيقها في البناء الهندس ّ‬

‫ب أو في الف لس ف ة بالمع نى‬


‫و بناء الأدوات الهندسي ّة وأسس الر يّ اضياّ ت‪ .‬غير أن ّنا لا نعرف له أي ّة دراسة في الط ّ‬

‫الهلنيستي إلا ّ كتابا ًصغيرا ً في الأخلاق‪ .‬أمّا بالن ّسبة إلى محمد فالأمر مختلف تماما‪ ،‬فهو فيلسوف وصاحب نظر يات‬

‫ب وعلى معرفة‪ ،‬ككثير من الفلاسفة الهلنستيين الإسلاميين —الـكندي والفارابي وابن سينا— بالعلوم‬
‫في الط ّ‬
‫‪1‬‬
‫صة علم الفلك‪“.‬‬
‫الر يّ اضي ّة في عصره‪ ،‬و بخا ّ‬

‫ل‬ ‫عن هذا الأمر يجيب صبرة قائلا ً‪ˮ :‬إ ّ‬


‫ن ضعف الحج ّة الأخيرة واضح و بديهيّ‪ ،‬مع أّنها تبدو عماد ك ّ‬

‫الحجج الأخرى‪ ،‬إذ أّنها لم تشرح أو حت ّى أّنها لم تطرح سؤال‪ :‬لماذا لم يوجد إلى حدود كتابة ابن أبي أصيبعة‬

‫مقالته حول سيرة ابن الهيثم سنة ‪1260‬م‪ ،‬من ارتاب في وجود باحثين يحملان اسم أبي علي بن الحسن بن‬

‫الهيثم؟‬

‫ن محمد ا ع اص ر باح ثي الع ر اق و فار س الذ ين ك تبو ا‬


‫ل ه ذ ا‪ ،‬ن حن نع لم م ن خ لا ل الق ائمتين الأو ليين ‪ ،‬أ ّ‬
‫بع د ك ّ‬

‫في الفلسفة‪ ،‬والإلهياّ ت والفلك )‪ ،(1.22/1.14‬وكانت لهم في بغداد مناظرات في الر يّ اضياّ ت )‪ ،(1.15‬أضف‬

‫ن الر يّ اضي ّين ال ّذين عاصروا الحسن‪ ،‬كانوا يعرفون بعضا من أعماله في الهندسة والمناظر‬
‫إلى ذلك أن ّه من المؤُكّد أ ّ‬

‫على الأقل‪ 2“.‬وفعلا‪ ،‬قد يجوز أن يخطئ البعض في نسبة أعمال بعض العلماء إلى آخر ين نظرا ً للاشتراك في‬

‫ل شهرة‪ ،‬أو في نسبة مؤل ّف إلى أحدهم‪ ،‬وهذا معروف في التاّ ريخ‬
‫ط غيان الاسم الأشه ر ع لى م ن ه و أق ّ‬
‫الاسم أو ُ‬

‫ن‬
‫ل منهما؟ هل أ ّ‬
‫بوجه عام‪ ،‬ولـكن هل يجوز أن نخطئ بين عالمين ملآ الدنيا وشغلا الناّ س في تحديد هو ي ّة ك ّ‬

‫الـكندي مثلا ً ال ّذي كان مبر ّزا ً في علم الفلك والبصر ي ّات والر يّ اضياّ ت‪ ،3‬لابّد أن نقول إن ّه غير الـكندي‬

‫‪ 1‬راشد‪ˮ ،‬ابن الهيثم سيرته ومؤلفاته‪.44–43 “،‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Sabra, “One Ibn al-Haytham or Two? An Exercise in Reading the Bio-Bibliographical Sources,” in‬‬
‫‪Zeitschrift für Geschichte Der Arabisch-Islamichen Wissenschaften, Frankfurt am Main, Band 15,‬‬
‫‪2003, 106.‬‬
‫ل أهمي ّة عن أعماله الفلسفي ّة‪ ،‬فإن ّنا مع ذلك نجد من يصرّ على اختزال‬
‫ن قيمة أعمال الـكندي العلمي ّة لا تق ّ‬
‫‪ 3‬لئن ثبت أ ّ‬
‫ن مصطفى عبد الرازق عندما يتحّدث عن الـكندي‪ ،‬يقول‪ˮ :‬أمّا شأنه في‬
‫الـكندي في الجانب الفلسفي‪ .‬من ذلك مثلا ً أ ّ‬
‫م شؤونه‪ ،‬ومظهر عبقر يته‪ ،‬ومناط الخلود لاسمه في ثنايا التاّ ريخ‪ “.‬مصطفى عبد الرازق‪ ،‬فيلسوف العرب‬
‫الفلسفة فهو أه ّ‬
‫ن شهرة الـكندي التي فاقت صفاته‬
‫والمعل ّم الثاني )مصر‪ :‬دار إحياء الـكتب العر بي ّة‪ .46 ،(1945 ،‬بينما يرى الأهواني‪ˮ :‬أ ّ‬
‫ن ظهور أبي معشر البلخي والبتاّ ني وغيرهما من علماء الفلك في الإسلام حجب‬
‫الأخرى‪ ،‬ترجع إلى علم الفلك‪...‬و يبدو أ ّ‬

‫‪13‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫الفيلسوف ال ّذي صن ّف في الفلسفة وفي مختلف الصناعات والفنون استنادا إلى القانون المعروف ‪ˮ‬القروض‬

‫للأ غ نياء فق ط “ ؟‬

‫ش ك و ك التي‬
‫ن ال ّ‬
‫يدعونا صبرة‪ ،‬إذن‪ ،‬إلى ضرورة الاحتراز من استسهال قبول مثل هذا الت ّخمين لأ ّ‬

‫طرحها السي ّد راشد والحجج التي أوردها للفصل بين هو ي ّة الحسن بن الحسن بن الهيثم ومحمد بن الحسن بن الهيثم‬

‫ل م ن ه م ا ‪ ،‬ه ي ‪ˮ‬ا ع ت ب ا ر ا ت غ ي ر م ق ن ع ة ‪،‬‬


‫بداعي الاختلاف في نهجيهما والمواضيع المطروحة للن ّقاش في أعمال ك ّ‬

‫صل للأساليب والأفكار‪ ،‬إذ أن ّه من‬


‫وهي في الواقع اعتباطي ّة نظرا لأّنها تفتقر إلى قاعدة صلبة في الت ّحليل المف ّ‬
‫‪1‬‬
‫الصعو بة بمكان أن نطلق مثل هذا الحكم بناء ً على المواد المتاحة لنا‪“.‬‬

‫وفي ردّه على شكوك راشد المتعل ّقة بنسبة مقالة في حساب المعاملات‪ ،‬وأخرى في هيئة العالم إلى ابن‬

‫الهيثم الر ياض ي و الف يز يائي ك انتا قد و ر د تا في الف ه ار س الثلا ثة إلى ج انب الق ائمتين الأو ليين لترج مة ابن أبي أص يبعة ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫يفيدنا صبرة قائلا ً‪ˮ :‬على الر ّغم من غلبة المواضيع الفلسفي ّة‪ ،‬فإن ّنا لا نش ّ‬
‫ك ف ي ال م جه و د الع ل م ي له ذ ه ال أ ع ما ل ‪“ ،‬‬

‫و ت ش اب هه ا م ع م ا و ر د ف ي الف ه ا ر س ا ل ث ل ا ث ة ‪ ،‬أ ي ف ي ا ل ق ا ئ م ة ا ل أ خ ي ر ة ا ل ت ي أ و ر د ه ا ا ب ن أ ب ي أ ص ي ب ع ة و ا ل ق ا ئ م ة ا ل ث ا ل ث ة ف ي‬

‫فهرست لاهور وثبت القفطي‪ .‬وفي تقديره‪ ،‬لا يتعل ّق المشكل‪ ،‬هاهنا‪ ،‬بعنواني ْن م ُشتركين بين محمد والحسن‪ ،‬بل‬

‫ن الأمر ر ب ّما يعود إلى تصر ّف‪ 3‬المترجمين الذين دّونوا سيرته الذاتي ّة وثبتّ وا قائمة مؤل ّفاته لصالح القائمة الأخيرة‬
‫إ ّ‬

‫شهرة الـكندي في هذا العلم‪ ،‬مع أن ّه هو الذي عل ّمهم‪ ،‬وتخرجوا بكتبه‪ “.‬أحمد فؤاد الأهواني‪ ،‬ضمن‪ ،‬الـكندي‪ ،‬كتاب‬
‫الـكندي إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى‪ ،‬تحقيق أحمد فؤاد الأهواني )القاهرة‪ :‬دار إحياء الـكتب العر بية‪،(1948 ،‬‬
‫‪.43–42‬‬
‫‪1‬‬
‫”‪Sabra, “One Ibn al-Haytham or Two? An Exercise in Reading the Bio-Bibliographical Sources,‬‬
‫‪Band 15, 102.‬‬
‫‪2‬‬
‫”‪Sabra, “One Ibn al-Haytham or Two? An Exercise in Reading the Bio-Bibliographical Sources,‬‬
‫‪Band 12, 10.‬‬
‫ن هذا الفهرست قد ُأعّد بكثير من العناية ولا نستبعد أن يكون ابن الهيثم أعّده بنفسه في‬
‫‪ 3‬يقول صبرة‪ˮ :‬من الواضح أ ّ‬
‫آخر سنة ‪ 429‬هـ كما فعل في آخر سنة ‪ 417‬هـ وفي منتصف سنة ‪ 419‬هـ‪ .‬ولـكّن الفهرست يوُ اجهنا أيضا ببعض الأسئلة‬
‫مختارة مماّ صن ّفه ابن الهيثم طوال حياته كل ّها‬
‫التي لابّد لنا الآن من التنّ بيه عليها‪ .‬فهل يحتوي هذا الفهرست على مؤل ّفات ُ‬
‫شبه )أو الت ّطابق( بين أسماء بعض المؤلفات‬
‫إلى آخر سنة ‪ 429‬هـ؟ ر ب ّما يؤ ي ّد هذا الاحتمال بعض التأّ ييد وجود ُ ال ّ‬
‫المذكورة في الفهرست والأسماء الواردة في القائمتين الأوليين‪ .‬فالمصن ّف الأّول في الفهرست‪ ،‬وعنوانه مقالة في هيئة‬
‫العالم‪ ،‬مذكور بنفس العنوان تحت رقم ‪ 10‬في القسم الثاني من القائمة الأولى‪ .‬والمصن ّف رقم ‪ 10‬في الفهرست )أي‬

‫‪14‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ن م ُعظم ما وصل إلينا من مؤل ّفات ابن الهيثم ومخطوطاته قد ورد في القائمة الثالثة“‪ 1‬دون القائمتين الأوليين‬
‫‪ˮ‬لأ ّ‬

‫المذكورتين في ترجمة ابن أبي أصيبعة ومخطوطة لاهور‪ .‬وقد يتعّدى الأمر ذلك إلى عملي ّة تنقيح ودمج واختزال‬

‫للمؤ َل ّفات من الناّ سخ نفسه في عناو ين قصيرة مقارنة مع العناو ين الواردة في القائمتين الأولي ّين‪ ،‬حت ّى تكون أكثر‬

‫م ل ا ئ مة للف ه ر س ة ‪.‬‬

‫وعن هذه القضي ّة يميل عماّ ر الطالبي في إفادته إلى أ ّ‬


‫ن فهرست ابن الهيثم قد خضع للتنّ قيح والتّهذيب‬

‫والد ّمج‪ ،‬وكمثال على هذا الت ّعاطي يحيلنا على كتاب صاحب المناظر في ح ّ‬
‫ل ش ك وك كتاب أقليد س في الأص ول‬

‫وشرح معانيه‪ ،‬فيقول‪ˮ :‬لم يذكر ابن أبي أصيبعة هذا الكتاب في قوائمه الثلاث‪ ،‬وإن ّما ذكر منه في القائمة الثالثة‬

‫ك ف ي ا ل م ق ا ل ة الثان ية ع ش ر ة م ن‬
‫لش ّ‬
‫ك ف ي م جس م ا ت ك ت ا ب أ ق ل ي د س ‪ ،‬ق و ل ف ي ح ّ‬
‫لش ّ‬
‫ث ل ا ث م ق ا ل ا ت ‪ :‬م ق ا لة ف ي ح ّ‬

‫ل شكوك المقالة الأولى من كتاب أقليدس‪ ،‬وذكره البغدادي بعنوان )مقالة في‬
‫ك ت ا ب أ ق لي د س ‪ ،‬م ق ا لة ف ي ح ّ‬

‫ل شكوك على أقليدس(‪ ،‬ولا يستغنى بهذه المقالات الثلاث عن الكتاب بجملته‪ ،‬إذ عالج في كتابه هذه‬
‫ح ّ‬

‫شكوك‪ ،‬ولعلهّ أل ّفها مفردة‪ ،‬ثم ّ دمجها في الكتاب عند تأليفه‪،‬‬


‫المقالات الثلا ث ع ش ر ة ج ميعا‪ ،‬و م ا فيها م ن ال ّ‬

‫فاستغنى به الناس عن المقالات المفردة‪ 2“.‬ومن الأدلةّ البارزة على هذا الأمر‪ ،‬ذكر عمر الخيام للمقالة الأولى‬

‫ل شكوك كتاب أقليدس في الأصول وشرح معانيه‪ ،‬دون بقي ّة المقالات‪ ،‬حيث‬
‫م ن ك تا ب ابن الهيث م‪ ،‬ف ي ح ّ‬

‫رقم ‪ (10/3‬وهو مقالة في حساب المعاملات يكاد ي ُطابق عنوان المصن ّف العاشر في القسم الأّول من القائمة الأولى أي‬
‫شبه بعنوان‬
‫رقم ‪)1‬أ(‪ :10/‬كتاب في حساب المعاملات والمصن ّف رقم ‪ 53/3‬مقالة في التحليل والتركيب قر يب ال ّ‬
‫المصن ّف رقم ‪)1‬أ(‪ 20/‬كتاب في التحليل والتركيب الهندسيين على جهة التمّثيل للمتعل ّمين وهو مجموع مسائل هندسي ّة‬
‫كبتها‪ ،‬أو رقم ‪)1‬أ(‪ 8/‬كتاب جمعت فيه القول على تحليل المسائل الهندسي ّة والعددي ّة جميعا‪ “.‬ذكره عبد‬
‫وعددية حل ّلتها ور ّ‬
‫الحميد صبرة في كتاب المناظر لابن الهيثم‪ ،‬المقالة الأولى‪ ،‬المقّدمة‪.29 ،‬‬
‫‪ 1‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪ ،‬المقّدمة‪.27 ،‬‬
‫ل شكوك كتاب أقليدس في الأصول وشرح معانيه‪ “،‬مجل ّة آفاق الثقافة والتراث‪،‬‬
‫‪ 2‬عمار الطالبي‪ˮ ،‬ابن الهيثم وكتابه في ح ّ‬
‫السنة السادسة‪ ،‬العدد الرابع والعشرون‪ ،‬الجزء الأول )رمضان ‪ -1419‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪.42–41 :(1999‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ل شكوك المقالة الأولى‪ 1“.‬وكذلك‬


‫أفاد في شهادة له أن ّه‪ˮ :‬قد شاهد كتابا لأبي على بن الهيثم رحمه الله موسوما بح ّ‬
‫‪2‬‬
‫نقد ابن السري له في القضي ّة الأولى من المقالة العاشرة من الأصول دون بقي ّة المقالات الأخرى‪.‬‬

‫و يؤُ ي ّد صبرة هذه الفرضي ّة بفرضي ّة أخرى‪ ،‬فيقول‪ˮ :‬حتى ولو سل ّمنا بصح ّة وجود اختلافات في المقار بات‬

‫ك في الز ّمن؟ لماذا ننكر على الكاتب إمكاني ّة المراجعة والت ّحقيق‬
‫و ال أ ف ك ار و المذ ا ه ب بي ن ال أ ع ما ل المتبا ع د ة د و ن ش ّ‬

‫س ابق ة و ع ن ط ر ق اس تد لا له إذ ا‬
‫والتنّ قيح‪ ،‬خصوصا وأن ّنا نعرف من أقواله‪ ،‬أن ّه لا يتردّد في الت ّخل ّي عن آرائه ال ّ‬

‫م ا ثب ت له ف س ا د ه ا و ت هاف ت ها ؟ “ ‪ 3‬و ل ـ ك ن ‪ ،‬إ ذ ا ص ح ّ ب أ ّ‬


‫ن هو ية ابن الهيثم ٺ ُثير مشكلا بيوغرافيا وتار يخيا‪ ،‬أي أّنها‬

‫رهينة اكتشاف المخطوطات المفقودة وتحقيقها‪ ،‬فكيف لنا أن نمي ّز في سيرة صاحب المناظر بين مرحلة التحصيل‬

‫ومرحلة الإ بداع أو بصيغة أخرى بين ابن الهيثم المتب ّع وابن الهيثم المبدع؟‬

‫ثانيا‪ :‬ابن الهيثم بين التح ص يل و الإ بد اع‬

‫يقول ابن الهيثم في ديباجة كتاب المناظر‪ˮ :‬وقد كنا أل ّفنا مقالة في علم المناظر سلكنا في كثير من مقاييسها‬

‫طرقا إقناعي ّة‪ ،‬فلماّ توجهت لنا البراهين المحّققة على جميع المعاني المبصرة استأنفنا تأليف هذا الكتاب‪ .‬فمن وقع‬
‫ُ‬
‫‪4‬‬
‫إليه المقالة التي ذكرناها فليعلم أّنها مستغنى عنها بحصول المعاني التي فيها في مضمون هذا الكتاب‪“.‬‬

‫عمر الخيام‪ ،‬رسالة في شرح ما أشكل من كتاب مصادرات أقليدس‪ ،‬تحقيق وتقديم عبد الحميد صبرة )الإسكندر ية‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫منشأة المعارف بالإسكندر ية‪ .6 ،(1961 ،‬راجع أيضا ً‪ˮ :‬المقطع المستخرج من الر ّسالة نفسها‪ “،‬ضمن نظر ي ّة المتواز ي ّات‬
‫في الهندسة الإسلامي ّة‪ ،‬نصوص جمعها خليل جاو يش )تونس‪ :‬المؤّسسة الوطني ّة للت ّرجمة والت ّحقيق والد ّراسات بيت‬
‫الحكمة‪.137 ،(1988 ،‬‬
‫ي رحمه الله في إ يضاح غلط أبي علي بن الهيثم في الشكل الأول‬
‫انظر‪ˮ :‬قول للشيخ أبو الفتوح أحمد بن محمد بن السر ّ‬ ‫‪2‬‬

‫من المقالة العاشرة من كتاب أقليدس في الأصول‪ “،‬ضمن الر ياضياّ ت الت ّحليلي ّة بين القرن الثالث والقرن الخامس للهجرة‪،‬‬
‫ج‪.474–471 ،2 .‬‬
‫‪3‬‬
‫”‪Sabra, “One Ibn al-Haytham or Two? An Exercise in Reading the Bio-Bibliographical Sources,‬‬
‫‪Band 15, 102.‬‬
‫‪ 4‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪.63 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ولنا في بعض مقالات ابن الهيثم ورسائله أيضا ما ي ُشير إلى الأهمي ّة التي أولاها لهذا الأمر—أمر التخريج‬

‫والتنقيح والز يادة والت ّحقيق—‪ ،‬وحسبنا أن نستحضر ديباجة مقالته في أصول المساحة‪ ،‬حيث يقول بلفظه‪:‬‬

‫‪ˮ‬كنت قد أل ّفت كتابا في أصول المساحة في أي ّام الشبيبة‪ ،‬ثم ّ عرضت العوارض من صروف‬

‫الزمان أعدمتني كثيرا من أصول المصن ّفات‪ ،‬وكان هذا الكتاب في جملة ما عدمته‪ .‬ولم ّا أتى على ذلك‬

‫ب العلوم و يميل إلى الفضائل أن أصنع له شيئا في المساحة‪،‬‬


‫حين من الد ّهر‪ ،‬سألني بعض من يح ّ‬

‫فاستأنفت هذا الكتاب إسعافا له‪ ،‬وهو يشتمل على أصول جميع ما ي ُستعمل من المساحات‪ ،‬إلا ّ أن ّي‬

‫ك أن في بعض ألفاظه و براهينه ˃ما˂ قد يخالف بعض ألفاظ الكتاب الأّول و براهينه‪ ،‬ومع ذلك‬
‫أش ّ‬

‫ن اجتمع لبعض الناّ ظر ين في هذا العلم نسختان من‬


‫قد زدت فيه ز يادات ليست في الكتاب الأّول‪ .‬فإ ّ‬
‫‪1‬‬
‫ن السبب هو ما ذ ُكر‪“.‬‬
‫م خت ل ف ت ا ا ل أ ل ف ا ظ ‪ ،‬ف ل ي ع ل م أ ّ‬
‫ه ذ ا الك تاب ُ‬

‫كما يعز ّز هذا الأمر ما يمُكن أن ي ُستنبط مماّ جاء على لسانه في افتتاحي ّة مقالته الموسومة بمقالة في هيئة‬

‫حركات ك ّل واحد من الـكواكب السبعة‪ ،‬حيث يعُ ب ّر عن ذات الاعتقاد أيضا ً فيما يتعل ّق بمراجعاته لمواقفه‪،‬‬

‫صة تلك التي ذكرها على الأصول المتعارفة‪ ،‬فيقول‪:‬‬


‫و ب خا ّ‬

‫‪ˮ‬وجميع ما ذكرناه في غير هذا الكتاب من ارتفاع ال ّ‬


‫ش م س و ار تف اع ات الـك واك ب و ار تف اع نص ف‬

‫النّهار مماّ لم نحر ّر فيه هذه المعاني‪ ،‬فإن ّما هو على طر يقة جمهور أصحاب الت ّعاليم وعلى الأصول المتعارفة‪،‬‬

‫ن جميع ما ذكرناه من الارتفاعات على الطرق المتعارفة إن ّما هو فيما صن ّفناه من كتبنا قبل‬
‫و م ع ذ لك ‪ ،‬ف إ ّ‬

‫هذا الكتاب وقبل أن يظهر لنا هذا المعنى‪ ،‬ثم ّ لم ّا ظهر لنا هذا المعنى وتحر ّر‪ ،‬أل ّفنا هذا الكتاب ولخ ّصنا‬

‫كتبنا‪ ،‬فوجد فيما ذكرناه في الارتفاعات‬


‫فيه هذه المعاني‪ .‬ثم ّ ˃من˂ نظر في هذا الكتاب وفي غيره من ُ‬

‫ن ما ذكرناه في هذا الكتاب من الارتفاعات للـكواكب هو‬


‫ن عل ّته هي ما ذكرنا‪ ،‬وهو أ ّ‬
‫اخ تلا فا‪ ،‬فليعلم أ ّ‬

‫الحسن بن الهيثم‪ ،‬قول في أصول المساحة‪ ،‬تحقيق رشدي راشد‪ ،‬ضمن الر ّياضياّ ت الت ّحليلي ّة بين القرن الثالث والقرن‬ ‫‪1‬‬

‫شاهد‬
‫الخامس للهجرة‪ ،‬ترجمة بدوي المبسوط )بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العر بي ّة‪ ،(2011 ،‬ج‪ .543 ،3.‬وهذا ال ّ‬
‫ن نصوصا ً خرجت إلى‬
‫يتّفق مع ما أورده ابن أبي أصيبعة في ترجمته لسيرة ابن الهيثم أين يذكر في الر ّسالة البيبليوغرافية أ ّ‬
‫شغل والسفر عن نسخها حتى خرجت إلى الناّ س من جهتهم‪ .‬انظر‪ :‬ابن أبي أصيبعة‪،‬‬
‫الناّ س وضاعت دساتيرها‪ ،‬وقطعه ال ّ‬
‫عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.557 ،‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫غاية الت ّحر ير‪ ،‬وما ذكرناه في غيره من كتبنا التي أل ّفناها قبل هذا الكتاب‪ ،‬فهو على المتعارف من طر يقة‬
‫‪1‬‬
‫أصحاب الت ّعاليم‪“.‬‬

‫و بالفعل‪ ،‬حت ّى وإن حدث وأخطأ ابن الهيثم في مكان ما‪ ،‬في معرض إقامة الد ّليل على أمر ما‪ ،‬فإن ّنا‬

‫س بل مر اج عتها‪ .‬و يعترف ابن الهيثم بهذ ا الأمر اع ترافا لا غ بار‬


‫نراه على الد ّوام مبقيا ً عينا ً مفتوحة على أقواله و ُ‬

‫ل مؤل ّفه مقالة مستقصاة في الأشكال الهلالية‪ˮ :‬كان بعض إخواني سألني عن‬
‫ع لي ه ‪ ،‬ح ي ث ن جد ه يق و ل ف ي م س ت ه ّ‬

‫مختصرا ً في الأشكال الهلالي ّة بطرق جزئي ّة لاستعجال‬


‫شكل الهلالي ال ّذي يعُ مل على محيط الدائرة‪ ،‬فأل ّفت قولا ً ُ‬
‫ال ّ‬

‫صاحب السؤال لي ولاقتناعه بالجزئيّ في القول‪ .‬ولم ّا تمادى الز ّمان من بعد ذلك عّن لي فكر في هذا المعنى‬

‫فاستخرجته بطرق علمي ّة‪ ،‬واستخرجت معه أيضا أنواعا من الأشكال الهلالي ّة لم تكن في القول الأّول‪ ،‬فرأيت‬

‫أن أستأنف في هذه الأشكال مقالة استقصي الكلام فيها على هذا المعنى‪ ،‬فأل ّفت هذه المقالة وقّدمت فيها‬
‫‪2‬‬
‫مقّدمات تستعمل في براهينها‪“.‬‬

‫ن م س اه مة ابن الهيثم بما يعتم ل فيها م ن نف س‬ ‫يت ّضح حينئذ من بنية المراجعات‪ ،‬ظاهر ي ّا على الأق ّ‬
‫ل‪ ،‬أ ّ‬

‫نقدي من مزاياها أن أبقت على روح الابداع والت ّجديد‪ ،‬وفتحت الآفاق لجعل العقل يحاسب فيها ذاته على‬

‫ن ه ذ ه المر ا ج ع ا ت ه ي أيض ا ً ن هج لل ا س ت ك ش ا ف ‪ .‬و ن حن و اج د و ن في ح ر ص ابن اله ي ث م ع ل ى‬


‫م ا أت ى ‪ ،‬و ه ذ ا يع ن ي أ ّ‬

‫ن ابن‬
‫جح فرضي ّة صبرة القاضية بأ ّ‬
‫اس تعاد ة مثل ه ذ ا البيان المنهج ي في د يباج ات أغلب مقالاته و ر س ائله ما ير ّ‬

‫الهيثم المبدع غير ابن الهيثم المتبّ ع‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فلا عجب أن يؤدّي مثل هذا الإصلاح إلى خلق فكر علمي وفلسفي مبتكر يتس ّم بطابعي الن ّقد‬

‫ن ص اح ب ا ل م ن ا ظ ر قد وص ل في‬
‫و ال إ بد ا ع و ذ لك ق ب ل أن يق و م ا ب ن ا ل ه ي ث م ب ث و ر ت ه ف ي ا ل م ن ا ظ ر و ا ل ف ي ز ي ا ء ‪ .‬و ي ب د و أ ّ‬

‫ل واحد من الـكواكب السبعة‪ ،‬تحقيق رشدي راشد‪ ،‬ضمن الر ياضياّ ت‬


‫الحسن بن الهيثم‪ ،‬كتاب في هيئة حركات ك ّ‬ ‫‪1‬‬

‫الت ّحليلي ّة بين القرن الثالث والقرن الخامس للهجرة‪ ،‬ترجمة بدوي مبسوط )بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العر بي ّة‪،‬‬
‫‪ ،(2011‬ج‪.286 ،5.‬‬
‫الحسن بن الهيثم‪ ،‬مقالة مستقصاة في الأشكال الهلالي ّة‪ ،‬تحقيق رشدي راشد‪ ،‬ضمن الر ّياضياّ ت الت ّحليلي ّة بين القرن‬ ‫‪2‬‬

‫الثالث والقرن الخامس للهجرة‪ ،‬ج‪.165 ،2.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫هذه المرحلة‪ 1‬إلى تطو ير بحوث ذات سمة ر ياضي ّة غلا ّبة لم تعد معها الأسماء والأصول المتعارفة إلا ّ مجر ّد صورة‬
‫باهتة‪2.‬‬

‫وتأسيسا على هذا الافتراض‪ ،‬إذا كانت الن ّقطة المفصلي ّة التي استند عليها رشدي راشد لتأمين الفصل‬

‫ن‬ ‫بين محمد والحسن هو اختلافهما في الأسلوب وفي الاهتمامات‪ ،‬ولا ّسيما اختلاف مرجعي ّة ك ّ‬
‫ل م ن هم ا‪ ،‬ف إ ّ‬

‫صله في بيئته العر بي ّة الناّ بت فيها‪ ،‬فهو ولئن‬


‫حصا نقدي ّا لهذا الأمر سيبي ّن لنا للتو ّ مدى تطو ّر فكر ابن الهيثم‪ ،‬وتأ ّ‬
‫تف ّ‬

‫صة للمناظر حين استقر ّ أمره بالقاهرة‪ ،‬إلا ّ أن ّه يبدو ككثير‬


‫كر ّس جهوده للبحوث العلمي ّة في آخر حياته‪ ،‬و بخا ّ‬

‫من الفلاسفة الهلنستيين على معرفة بالعلوم الر يّ اضي ّة والطبي ّة والفلـكي ّة‪ ،‬ولا ّسيما المسائل الكلامي ّة والعقدي ّة‪.‬‬

‫ل هذا نجده عند ابن الهيثم‪ ،‬ونجده بعد ينفرد بأن ّه‪ ،‬إذ يحاول وضع الاصطلاح‪ ،‬يعمد أحيانا إلى‬
‫ك ّ‬

‫إحياء كلمات عر بي ّة قد أوشكت أن تسقط من الاستعمال‪ ،‬مثل كلمة ‪ˮ‬الاعتبار“ للدلالة على الت ّجر يب‪ ،‬ثم ّ‬

‫‪ 1‬يميل صبرة إلى اعتبار القائمة الأخيرة أي ما كتبه ابن الهيثم من سنة ‪ 419‬هـ إلى سنة ‪ 429‬هـ‪ ،‬قائمة إضافي ّة دّونها ابن‬
‫ن القائمتين الأوليين يمُثلّ ان فترة الت ّحصيل‬
‫ن ابن أبي أصيبعة لا يقول شيئا ً عن ذلك‪ .‬وإن صح ّ ذلك‪ ،‬فإ ّ‬
‫الهيثم نفسه رغم أ ّ‬
‫شباب و بداية الن ّضج‪ .‬انظر‪ :‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪ ،‬مقّدمة المحّقق‪.29 ،‬‬
‫وكتابات ال ّ‬
‫ن من كان يمث ّل الأساس للقول الهيثمي في المرحلة الت ّعليم والحجاج‪ ،‬أي مرحلة‬
‫‪ 2‬يميل الأستاذ محمد بن ساسي إلى اعتبار أ ّ‬
‫الت ّلخيص والش ّرح والجمع‪،‬أرسطو طاليس وجالينوس‪ ،‬قد أضحى روحا بالن ّسبة إلى ابن الهيثم في مرحلة الن ّضج‪ .‬راجع في‬
‫سياق‪ :‬محمد بن ساسي‪ˮ ،‬في نظر ي ّة العلم عند ابن الهيثم‪ .112 “،‬وهو ما يفس ّر أيضا استغناء ابن الهيثم عن أسماء‬
‫هذا ال ّ‬
‫الأعلام في عناو ين كتبه ومقالاته ورسائله وأقواله في القائمة الأخيرة باستثناء تواصل حضور أقليدس وأرخميدس‬
‫جح أن تكون القائمة الثالثة‪ ،‬قد أنجزها ابن الهيثم بنفسه حينما استقر ّ بـمصر بعد دعوة الحاكم بأمر‬
‫و بطلميوس‪ .‬ومن المر ّ‬
‫يحيل فيها إلى كتاب المناظر مثلا ً‬
‫صة وأن ّنا نجده لا يحيل إلى عناو ين بعض مصن ّفاته بالد ّق ّة التّ ي ُ‬
‫الله الفاطمي له‪ ،‬خا ّ‬
‫سبب من بين الأسباب التّ ي حملته على الت ّخلي عن عناو ين المقالتين الأوليين‬
‫و بقي ّة أعماله الرئيسي ّة‪ .‬ور ب ّما يكون هذا ال ّ‬
‫يحسب المناظر‬
‫بعناو ين تليق بابن الهيثم والهيثمي ّة‪ .‬وعلى هذا الأساس‪ ،‬يخلص عبد الحميد صبرة إلى القول‪ :‬إن ّه ينبغي أن ُ‬
‫ك حج ّة لوحدتهما‪ ،‬لا حج ّة للفصل بينهما‪.‬‬
‫و بدون ش ّ‬
‫‪Sabra, “One Ibn al-Haytham or Two? An Exercise in Reading the Bio-Bibliographical Sources,” Band‬‬
‫‪15, 106.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫يجمعها ‪ˮ‬اعتبارات“‪ 1‬للدلالة على الت ّجارب )‪ ،(expériences‬ثم يشت ّق منها لفظ ‪ˮ‬المعُ تبر“‪ 2‬للدلالة على المجُرِ ّب‬

‫)‪ ،(expérimentateur‬وفوق هذا يشت ّق منها فعلا ً‪ˮ :‬اعتبر“‪ ،3‬بمعنى جرّب )‪ ،(expérimenter‬و يشت ّق من‬

‫الفعل مصدرا ً‪ˮ :‬الاعتبار“‪ (expérimentation) 4‬في معنى الاستدلال‪ ،‬وقال عن الشيء الم ُطابق للحقيقة‬

‫‪ˮ‬الإثبات بالاعتبار“ تمييزا ً له عن الإثبات بالقياس‪ .‬وعلى هذا الأساس يمكن أن نفهم توظيف ابن الهيثم مناهج‬

‫الفقهاء والمتكل ّمين‪ ،‬كمنهج ‪ˮ‬السبر والاعتبار‪ 5“.‬و يلوح من هذه الإشارات أ ّ‬
‫ن مغرس هذه العبارات ي ُشير إلى‬

‫ن صاحب المناظر لم يستنكف من دراسة ما كان متوافرا عند الفقهاء والمتكل ّمين وأن ّه فعلا ً قد خاض في‬
‫أ ّ‬

‫م س ائله م و ق ض اياه م ‪. 6‬‬

‫ن ابن الهيثم لا يتردّد في إحالتنا‬


‫ب ‪ ،‬فإ ّ‬
‫كما يهمّنا أن نسج ّل في هذا المقام‪ ،‬أن ّه كل ّما تعل ّق الأمر بصناعة الط ّ‬

‫ن الر ّجل لم ي ُباشر هذه الصناعة ولم تكن له‬ ‫ع لى م ا تش ه د به ك ت ب أ ه ل ه ذ ه الص نا ع ة ؛ و لع ّ‬


‫ل ف ي ذ لك د لي ل ع لى أ ّ‬

‫ن الأضواء‪ “...‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪.104 ،‬‬


‫‪ 1‬يقول ابن الهيثم‪ˮ :‬فتبي ّن من جميع هذه الاعتبارات بيانا ً واضحا ً أ ّ‬
‫‪ 2‬يقول ابن الهيثم‪ˮ :‬وقد يمكن أن يعُ تبر هذا المعنى‪ ،‬أعني إشراق الأضواء عن الأضواء العرضية على ال ّ‬
‫سموت المستقيمة‪،‬‬
‫مح َر ّرا ً يقع معه اليقين‪ .‬أما ضوء الصباح فيعُ تبر كما أصف‪ :‬يعتمد المعُ تبر بيتا ً في داخله بيت‪ ،‬و يكون وضعهما بين‬
‫اعتبارا ً ُ‬
‫المشرق والمغرب‪ “...‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪.85 ،‬‬
‫‪ 3‬يقول ابن الهيثم‪ˮ :‬وإذا اعتبر هذا المعنى اعتبارا ً مح َر ّرا ً و ُجد على ما ذكرناه‪ “.‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪.150 ،‬‬
‫ن الألوان الم ُضيئة تؤث ّر أيضا ً في البصر"‪ .‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪.122 ،‬‬
‫‪ 4‬يقول ابن الهيثم‪" :‬فتبي ّن من هذا الاعتبار أ ّ‬
‫ضوء‪ ،‬ضمن مجموع الرسائل لابن الهيثم )حيدر آباد دكن‪ :‬مطبعة دائرة المعارف العثمانية‪،‬‬
‫الحسن بن الهيثم‪ ،‬رسالة ال ّ‬ ‫‪5‬‬

‫‪.8 ،(1936‬‬
‫‪6‬‬
‫يكفي أن نلاحظ كثرة استخدام مصطلح الاعتبار الذي يمي ّز لا فقط كتابات ابن الهيثم‪ ،‬بل يشمل حت ّى طرقه في‬
‫ن هذا المصطلح ورثه عن الفقهاء والمتكلمين‪،‬‬
‫البحث والتحقيق‪ .‬وإذا كان من الواضح من نصوص صاحب المناظر أ ّ‬
‫فإن ّه يتمي ّز لديه بتعر يف خاص و باستعمال مخصوص‪ .‬لمز يد الاطلاع على الاستعمالات المختلفة لهذا المصطلح في مراس‬
‫كب‪ “،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬العدد ‪) 171‬مارس‬
‫القول الهيثمي يمكن مراجعة مقالنا الموسوم‪ˮ :‬ابن الهيثم الرائد البعيد للفكر المر ّ‬
‫‪ .227–220 ،(2017‬هذا وسيجد القارئ في هذا المقال أهم الكتابات التي اعتنت بمصطلح ‪ˮ‬الاعتبار“ عند ابن الهيثم‬
‫وخاصة فيما ذهب إليه الأستاذ رشدي راشد في كتابه‪ :‬تاريخ الر ياضيات العر بية بين الجـبر والحساب‪) ،‬بيروت‪ :‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العر بية‪ .297 ،(1989 ،‬وقراءة الأستاذ محمد بن ساسي التي كشفت الأصول الفقهية لهذا المصطلح في‬
‫كتابه‪ :‬ابن الهيثم العالم الفيلسوف )تونس‪ :‬منشورات نيرفانا‪.67 ،(2016 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ط بق ات في ترج مته لس يرة ابن الهيثم ح ينم ا و ص ف ابن‬


‫د ُر بة بالم ُداواة‪ ،‬وهذا ينسجم مع ما ذهب إليه صاحب ال ّ‬

‫الهيثم عالما ‪ˮ‬متفننّ ا في العلوم لم يمُاثله أحد من أهل زمانه في العلم الر يّ اضي‪ ،‬ولا يقرب منه‪ ،‬وكان دائم الاشتغال‬

‫ص‬‫ص كثيرا ً من كتب أرسطوطاليس وشرحها‪ ،‬وكذلك لخ ّ‬‫كثير الت ّصنيف وافر التزه ّد محباّ ً للخير‪ .‬وقد لخ ّ‬

‫ب وقوانينها وأمورها الكل ّي ّة‪ ،‬إلا ّ أن ّه لم‬


‫ب‪ ،‬وكان خبيرا بأصول صناعة الط ّ‬
‫كثيرا من كتب جالينوس في الط ّ‬
‫واة‪1“.‬‬
‫ي ُباشر أعمالها‪ ،‬ولم تكن له د ُر بة بالمدا‬

‫ن ابن الهيثم يبدو لنا نتاجا تامّا لعصره‪ ،‬موصولا وصلا صميما ً‬
‫ل ه ذ ا‪ ،‬ي مك ن أن ن خلص إلى الق و ل ‪ ،‬إ ّ‬
‫من ك ّ‬

‫به‪ ،‬إذ أن ّنا نجد في ذلك العصر عناصر تفُ س ّر مفاع ِل فكره‪ ،‬ونجد في عقيدته الفلسفي ّة وعقلانيته العلمي ّة شأنا ً ناتجا ً‬

‫عن هذا العصر‪ ،‬محكوما ً به‪ ،‬ومدخلا ً للت ّعبير عن مشاكل أهل الفكر والن ّظر‪ ،‬ولـكن الخصو بة الفكر ي ّة الحقيقي ّة‬

‫ل بناء‪ ،‬حسب ابن الهيثم‪ ،‬يتهيأ‬


‫لا تكون إلا ّ بقدر ما يكون التلّ اقح بين تلك المكو ّنات أمرا م ُمكنا‪ .‬ولهذا‪ ،‬فك ّ‬

‫س بك ‪.‬‬
‫سؤال‪ ،‬وهو قابل للتّهذيب والت ّشذيب وإعادة ال ّ‬
‫ك و ال ّ‬
‫ش ّ‬
‫لل ّ‬

‫ن الخلط ال ّذي تورّط فيه ابن أبي أصيبعة‬ ‫أمّا بالن ّسبة إلى الاعتراض الثاني فإ ّ‬
‫ن رش د ي راش د اع تبر أ ّ‬

‫ل فيها المسائل العلمي ّة التّ ي‬


‫ل الـكتب والر ّسائل المنسو بة إلى الحسن مكر ّسة للبحث‪ :‬فهو يح ّ‬ ‫ت من ‪ˮ‬أ ّ‬
‫نك ّ‬ ‫م تأ ّ‬

‫يطرحها بنفسه أو التّ ي يطرحها أحد أسلافه‪ .‬وهو حت ّى عندما يشرح كتب الأقدمين‪ ،‬فإن ّه يهدف إلى تبيين‬

‫الصعو بات التّ ي لاقاها وإلى تقديم حلول جديدة لها‪ .‬و يكفي للاقتناع بذلك أن نقرأ شرح مصادرات أقليدس‬
‫بطلميوس‪2“.‬‬ ‫ل ش ك و ك ك ت ا ب أ ق ل ي د س ف ي ا ل أ ص و ل أو ا ل ش ك و ك ع ل ى‬
‫أو ح ّ‬

‫شاهد قوله في المقالة الأولى من كتاب‬


‫ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪ .550 ،‬ومماّ يدعّم هذا ال ّ‬ ‫‪1‬‬

‫ن صور المبصرات تمتّد في تجو يف العصبة وتنتهي إلى الحا ّس الأخير ومن بعد‬
‫ل دليلا ً واضحا ً على أ ّ‬
‫المناظر‪ˮ :‬ومماّ يّد ّ‬
‫سّدة بطل الإ بصار‪ ،‬وإذا زالت السّدة عاد‬
‫ن هذه العصبة إذا حصل فيها ُ‬
‫امتدادها في تجو يف العصبة يتم ّ الإ بصار هو أ ّ‬
‫ب‪ “.‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب المناظر‪.166 ،‬‬
‫الإ بصارـ تشهد بذلك صناعة الط ّ‬
‫‪ 2‬راشد‪ˮ ،‬ابن الهيثم سيرته ومؤلفاته‪.39 “،‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫خ ص ات م خ َ ّ‬
‫صصة‬ ‫ولمز يد إ يضاح فكرته يضيف راشد قائلا ً‪ˮ :‬لنلاحظ من جهة أخرى‪ ،‬أن ّه لم ُ‬
‫يحرِ ّر مل ّ‬

‫خص فيه الأفكار الهامّة‬


‫ض و ء الذ ي ي ل ُ ّ ِ‬
‫لتسهيل فهم الطلا ّب للـكتب القديمة والحديثة‪ ،‬باستثناء مقال في ال ّ‬
‫المناظر‪1“.‬‬
‫الوار د ة في كتاب‬

‫وفي ردّه على هذا الاعتراض‪ ،‬يحيلنا صبرة على ترجمة كل من ابن أبي أصيبعة والقفطي معتبرا أّنهما‬

‫تخو ّل الحديث عن البعد الت ّعليمي في أعمال صاب المناظر ‪ˮ‬كما هو‬
‫صيغ صر يحة من شأنها أن ُ‬
‫ينط و يان على ِ‬

‫واضح من خلال العناو ين المدرجة في فهرست ابن أبي أصيبعة‪ ،‬وهي على الت ّوالي )‪ (88‬مقالة في الأخلاق‬

‫)‪ (89‬مقالة في آداب الكتاب و)‪ (90‬كتاب في السياسة من خمس مقالات إضافة إلى مقالة منسو بة للحسن‬

‫بعنوان )في ثمرة الحكمة(“‪ 2‬لم تذكرها الفهارس المعروفة‪ 3.‬وأمّا نسبة هذه المقالة إلى ابن الهيثم أمر لا ش ّ‬
‫ك فيه‪،‬‬

‫وم ّما يؤكّد هذا الأمر‪ ،‬هو إحالته فيها على كتابه في شرح مصادرات كتاب أقليدس‪ ،‬و يكفي هنا أن نورد قوله‪:‬‬
‫‪4“.‬‬
‫‪ ...ˮ‬وجميع ما شرحناه من قبل من أحوال الأشكال‪ ،‬وشرح في صدور مقالات أقليدس‬

‫و يحتمل الطالبي أن تكون هذه الر ّسالة تحمل العنوان التاّ لي‪ :‬في المدخل إلى الأمور الهندسي ّة في الفهارس‬

‫المعروفة على ما يذهب إلى ذلك فؤاد سزكين‪ ،‬لأّنها فعلا ً مدخل إلى العلوم الهندسي ّة‪ .‬و يؤ ي ّد الطالبي ما ذهب‬

‫ن ابن الهيثم ذكر في هذه المقالة ما يشير إلى ذلك حيث بي ّن طبيعة عمله في المقالة بقوله‪ˮ :‬وإذا‬
‫إليه بالقول‪ˮ :‬إ ّ‬
‫الهندسية‪5“.‬‬ ‫ذكرت هذا فإن ّي أتبع ذلك بما يكون مبدأ ومدخلا إلى الصناعة‬

‫‪ 1‬راشد‪ˮ ،‬ابن الهيثم سيرته ومؤلفاته‪.40–39 “،‬‬


‫‪2‬‬
‫”‪Sabra, “One Ibn al-Haytham or Two? An Exercise in Reading the Bio-Bibliographical Sources,‬‬
‫‪Band 15, 104.‬‬
‫حّققت مّرتين‪ :‬الأولى تحقيق عبد الهادي أبو ر يدة‪،‬‬
‫‪ 3‬يتعل ّق الأمر‪ ،‬هاهنا‪ ،‬بمقالة لم تذكرها الفهارس المعروفة‪ ،‬وقد ُ‬
‫ون ُشرت ضمن كتاب م ُهد َى إلى زكي نجيب محمود م ُفك ّرا ً وأديبا وفيلسوفا ً )الـكو يت‪ .(1987 :‬والثانية التّ ي نعتمدها‪ ،‬تحقيق‬
‫عماّ ر الطالبى‪ ،‬ضمن مجل ّة مجمع الل ّغة العر بي ّة بدمشق‪ ،‬المجل ّد الثالث والسبعون‪ ،‬الجزء الثاني‪) ،‬نيسان‪ /‬أفر يل ‪.(1998‬‬
‫‪ 4‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب ثمرة الحكمة‪.307 ،‬‬
‫‪ 5‬ابن الهيثم‪ ،‬كتاب ثمرة الحكمة‪.264 ،‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ولنا في مقالة ابن الهيثم في كيفي ّة الأرصاد‪ 1‬أيضا ً ما ي ُشير إلى أ ّ‬


‫ن الر ّجل لم يستنكف من كتابة الر ّسائل‬

‫الم ُكر ّسة للت ّعليم والارتياض بالأصول والمبادئ‪ ،‬خا ّ‬


‫صة أّنها ات ّسمت بطابع العرض وسلـكت طر يق الش ّرح ال ّذي‬

‫به أدرك الناّ ظرون في علم الهيئة جميع ما أدركوه من كيفيات الحركات السماو ي ّة وهيئات أفلاكها وأنواع‬

‫اختلافاتها‪ .‬وكثيرا ً ما نجد ابن الهيثم يعمد إلى الوقوف على حدود الأشياء ليسميها بأسمائها و يو ّ‬
‫ض حه ا في م ع انيها‬

‫ي التي ات ّسمت به كتابات الش ّرح‬ ‫على غير عادته في مؤل ّفات الن ّضج والإ بداع؛ ولع ّ‬
‫ل هذا ما يفُ س ّر الطابع التعليم ّ‬

‫والت ّحصيل ال ّذي يلوح مختلفا ً في مرحلة الن ّضج بعد أن استوى له المذهب على قواعد راسخة‪ ،‬فراح يعرضه في‬

‫محكم دقيق‪ .‬وعن هذه القضي ّة يفُ يدنا عبد الحميد صبرة في معرض تحقيقه وتعليقه على هذه المقالة ‪ ،‬بالقول‪:‬‬
‫إ يجاز ُ‬

‫صصين أو ’المحّققين‘‪ ،‬وقد كان من عادة المؤل ّفين في عصر‬


‫جهة إلى ’المتعل ّمين‘ دون المتخ ّ‬
‫ن المقالة مو ّ‬ ‫‪ˮ‬ولا ش ّ‬
‫كأ ّ‬

‫ابن الهيثم )بما في ذلك كبارهم( أن يوجهوا كتاباتهم إلى هاتين الفئتين من الباحثين بما ي ُناسب درجاتهم في‬

‫الت ّحصيل‪ .‬والمقالة‪ ،‬إذن‪ ،‬ذات أهمي ّة خاصة لما تلقيه من ضوء على مناهج الد ّراسة العلمي ّة في العصر الوسيط‪،‬‬

‫فضلا ً عن فائدتها في الت ّعر يف بأصول فلك بطلميوس‪ 2“.‬ورغم إعراض المؤ َل ّف على غير عادته عن المعالجة‬
‫‪3‬‬
‫ن هذه المقالة تمُث ّل ‪ˮ‬مدخلا ً قي ّما إلى الفلك البطلمي يت ّسم بالوضوح والت ّرتيب والد ّق ّة‪“.‬‬
‫الر يّ اضي ّة‪ ،‬فإ ّ‬

‫مقالة الحسن بن الحسن بن الهيثم في كيفية الأرصاد‪ ،‬حّققها وعل ّق عليها عبد الحميد صبرة‪ ،‬مجلة تاريخ العلوم العر بية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد الأول‪) ،‬أيار‪.(1978 ،‬‬


‫‪ 2‬عبد الحميد صبرة‪ ،‬ضمن ابن الهيثم‪ ،‬مقالة في كيفية الأرصاد‪.4 ،‬‬
‫‪ 3‬عبد الحميد صبرة‪ ،‬ضمن ابن الهيثم‪ ،‬مقالة في كيفية الأرصاد‪.4 ،‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ل الف ه ار س‬
‫بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬يميل صبرة إلى اعتبار مقالة ابن الهيثم في الت ّحليل والت ّركيب الواردة في ك ّ‬

‫ي‪ ،2‬وهو توجّه كان قد أكّد عليه خليل جاو يش في لحظة سابقة‪ ،‬بمناسبة‬
‫المعروفة‪ 1‬تؤش ّر على هذا الت ّوجّه الت ّعليم ّ‬

‫بحثه عن معنى الت ّحليل والت ّركيب في القول الهيثمي‪ ،‬حيث أفاد قائلا ً‪ˮ :‬فبالإضافة إلى هدفه الت ّعليمي فهو‬

‫يكتسي صبغة نظر ية‪ 3“.‬و بهذا الن ّحو‪ ،‬نرفع حالة الاستثناء التي فرضها رشدي راشد على أعمال صاحب المناظر‪،‬‬

‫ش ك و ك ع لى ك با ر الع ل ماء و تق د ي م الب د ائل ‪.‬‬


‫و الت ي ا خ ت ز لها ف ي إثا ر ة ال ّ‬

‫ن ع ل ا ق ة ابن الهيث م ال م حص ل أ و المر ب ي بابن‬


‫و إ ن ن حن و ض ع نا ابن الهيث م ف ي ه ذ ا المنا خ الع ق لي ‪ ،‬ف بإ م ك ان نا الق و ل إ ّ‬

‫الهيثم المبدع ليست علاقة سلبي ّة‪ ،‬بل هي علاقة استحضار للا ّمفكر فيه عند صاحب المناظر‪ .‬ولأّنها مثابرة‬

‫يتعل ّق الأمر‪ ،‬هاهنا‪ ،‬بمقالة وردت في جميع الفهارس المعروفة تحت رقم ‪ 53‬في فهرست ابن أبي أصيبعة وتحت رقم‬ ‫‪1‬‬

‫ن هذه المقالة ر ب ّما تمثل‬


‫‪ 47‬في ثبت القفطي‪ ،‬وتحت رقم ‪ 49‬في فهرست لاهور‪ .‬و يميل الأستاذ صبرة إلى اعتبار أ ّ‬
‫صة وأ ّنها تنطوي‬
‫اختزالا ً لعدد من المقالات الواردة في القائمة الأولى من ترجمة ابن أبي أصيبعة وفهرست لاهور‪ ،‬خا ّ‬
‫على تشابه في طرق تناول المواضيع والمنهج والأسلوب‪ ،‬إضافة إلى الجمهور الم ُستهدف‪ .‬وهذه المقالة تكاد ٺتطابق مع‬
‫المصن ّف رقم ‪)1‬أ(‪ 4/‬الكتاب الجامع في أصول الحساب وهو كتاب استخرجت أصوله لجميع أنواع الحساب من أوضاع‬
‫أوقليدس في أصول الهندسة والعدد وجعلت السلوك في استخراج المسائل الحسابية بجهتي الت ّحليل الهندسي والت ّقدير‬
‫العددي‪ .‬وعدلت فيه عن أوضاع الجـبر يين وألفاظهم‪ ،‬ومع عنوان المصن ّف رقم ‪)1‬أ(‪ 6/‬كتاب في تحليل المسائل‬
‫الهندسي ّة‪ ،‬ومع عنوان المصن ّف رقم ‪)1‬أ(‪ 7/‬كتاب في تحليل المسائل العددية بجهة الجـبر والمقابلة مبرهنا‪ ،‬ومع عنوان‬
‫الم ُص َن ّف رقم ‪)1‬أ(‪ 8/‬كتاب جمعت فيه القول على تحليل المسائل الهندسي ّة والعددي ّة جميعا ً‪ ،‬ومع عنوان المصن ّف رقم‬
‫‪)1‬أ(‪ 20/‬كتاب في التحليل والتركيب الهندسيين على جهة الت ّمثيل للمتعل ّمين وهو مجموع مسائل هندسي ّة وعددي ّة حل ّلتها‬
‫م وتحليلها‪ .‬انظر‪:‬‬
‫كبتها‪ ،‬وأخيرا ً مع عنوان المصن ّف رقم ‪)1‬أ(‪ 23/‬مقالة في أصول المسائل العددي ّة الص ّ‬
‫ور ّ‬
‫‪Sabra, “One Ibn al-Haytham or Two? An Exercise in Reading the Bio-Bibliographical Sources,” Band‬‬
‫‪12, 29–30.‬‬
‫ن هذا الاقتدار حينما يكون مجر ّدا من التعل ّم‬ ‫‪2‬إ ّ‬
‫ن واحدة من فضائل التحليل والتركيب هي الاقتدار على الابتكار‪ ،‬بيد أ ّ‬
‫ن فّن الابتكار يندرج مسبقا في تعل ّمي ّة العلم من جهة أدوات‬
‫بأصول التعاليم لا يقود إلى شيء‪ .‬وهذا يعني ضرورة‪ ،‬أ ّ‬
‫إنجازه وطرائق تنظيمه وضروب استخدامه‪ .‬لمز يد التوّسع في أمر التحليل والتركيب وسبل البرهنة والابتكار عند ابن‬
‫الهيثم‪ .‬انظر مقالنا الموسوم‪ ˮ :‬الأسس الابستيمولوجية لفلسفة ابن الهيثم الر ياضية‪ “،‬مجلة المستقبل العر بي‪ ،‬السنة‬
‫‪،40‬العدد ‪) 469‬آذار‪/‬مارس ‪.124–116 :(2018‬‬
‫ب في الر يّ اضياّ ت الإسلامي ّة‪ :‬كتاب ابن الهيثم‪ “،‬ضمن تاريخ العلوم عند العرب‪،‬‬
‫ل والت ّركي ْ‬
‫خليل جاو يش‪ˮ ،‬الت ّحلي ُ‬ ‫‪3‬‬

‫إعداد مجموعة من الأساتذة الجامعيين )تونس‪ :‬المؤسسة الوطني ّة للت ّرجمة والت ّحقيق والد ّراسات بيت الحكمة‪.11 ،(1990 ،‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫إنساني ّة‪ ،‬فهي مشروطة بظروف زمانها ومكانها‪ ،‬من حيث هي لا تفُ هم إلا ّ داخل جغرافي ّة المشاكل التي كانت‬

‫م ثار نق ا ش آنذ ا ك ‪ .‬و ل أ م ر ك ه ذ ا‪ ،‬ي بد و أ ّ‬


‫ن ابن الهيثم كان عنده من أنواع الاهتمام ومن الغايات في التأّ ليف‬

‫ن ما صن ّفه خلال هذه الفترة قد ارتبط أساسا بما اقتضاه واقع العلوم وواقع الفكر في‬
‫م ا ك ان ع ن د ه م ‪ ،‬أ ي أ ّ‬

‫عصره‪ ،‬وما كان يعتمل في عقول العلماء والفقهاء والمتكل ّمين من مشاكل كلامي ّة وغيرها من المشاكل التي‬

‫كانت مادّة ً لمناظرات في مسائل عقدي ّة وفلسفي ّة وما ات ّصل بمشكلاتهما‪.‬‬

‫و ب هذ ا ا ل ت ق د ي ر ‪ ،‬ق د يك و ن م ن ا ل م ر ّ‬
‫جح أن يكون ابن الهيثم اهتم ّ في هذه المرحلة الأولى من حياته بـالش ّرح‬

‫والت ّلخيص فضلا ً عن عنايته بالمؤل ّفات ذات المنحى الت ّطبيقي كمقالته في استخراج سمت القبلة ومقالة فيما‬

‫تدعو إليه حاجة الأمور الشرعي ّة من الأمور الهندسي ّة‪ ،‬ومقالة في استخراج ما بين البلدين من البعد من جهة‬

‫الأمور الهندسي ّة‪ ،‬ومقالة أخرى في عمليات الحفر والبناء بجميع الأشكال الهندسي ّة‪ ،‬وهذا كل ّه حينما كان‬

‫بـالبصرة‪ ،‬أين تفت ّح عقله على صراع المدارس الفكر ي ّة والكلامي ّة من حوله‪ .1‬ولـكن يبدو أن ّه أفرغ وسعه فيما‬

‫ي ا ل م ح ض ‪ ،‬و ذ ل ك ح ي ن م ا ا س ت ق ر ّ أ م ر ه ب ـ ا ل ق ا ه ر ة ا س ت ج ا ب ة ً ل د ع و ة ا ل حا ك م بأ م ر ا لل ه‬
‫ط ابع الع ل م ّ‬
‫بع د للبح وث ذ ات ال ّ‬

‫الفاطمي له للن ّظر في أمر مجرى مياه النيل وفيضانه‪ .‬ففيها ظهر كتابه المناظر‪ ،‬وأتم ّ أكبر أعماله العلمي ّة قيمة‪،‬‬

‫ضوء‪ .‬ور ب ّما يكون هذا من بين الأسباب التّ ي جعلته يقتصر في القائمة الثالثة )الفهرست(‬
‫و أ خ ط ر ه ا ش أ نا ً ف ي ع ل م ال ّ‬

‫ي دون أعماله الأخرى حت ّى ي ُبعد عنه شكوك رجال الدين والسياسة‪.‬‬ ‫ع لى تد و ين ال أ ع ما ل ذ ا ت ا ل ّ‬


‫ط ابع العل م ّ‬

‫ن البيئة الثقافي ّة‪ ،‬كان لها الأثر في عملي ّة تحفيز العقل )أو على العكس الحّد‬
‫ل م ن ج د ي د ع لى أ ّ‬
‫و ه ذ ا يد ّ‬

‫من مثابرته ولجمه( للعمل في مناطق محّددة‪ ،‬أو ال ّ‬


‫سعي إلى تحر يره‪ ،‬وحث ّه على الاشتغال في مناطق جديدة‪.‬‬

‫وفعلا‪ ً،‬فلقد عرف صاحب المناظر المحنة والامتحان ال ّذي عانته علوم الحكمة على وجه العموم في الفترة التّ ي‬

‫ل ما توافر لها من فرص لمحار بة‬


‫عاش فيها والفترة القر يبة من عصره أين كانت المؤّسسة السياسي ّة تتحر ّك بك ّ‬

‫ي وتحر يك الحشود البر يئة ضّد العلماء والفلاسفة‪ ،‬ومعاقبة من يعل ّمهما سر ّا‬
‫الد ّرسين الفلسفّي والعلم ّ‬

‫ي خ ـ ب ر ن ا ه ذ ا ا ل أ خ ي ر ع لى‬
‫و ع لا ن ية ‪ .‬و ي ك ف ي ‪ ،‬ه ا ه ن ا ‪ ،‬أ ن ن و ر د ش ه ا د ة ا ل ق ف ط ي ف ي ت ر ج م ت ه ل س ي ر ة ا ب ن ا ل ه ي ث م ‪ ،‬ح ي ث ُ‬

‫لسان الحكيم السبتي الإسرائيلي أحد تلاميذ الفيلسوف الإسرائيلي ابن ميمون أن ّه كان بـبغداد تاجرا‪ ،‬أيام الد ّولة‬

‫لا يبدو لنا أن ّه ثم ّة أستاذ معي ّن أو علم واحد قد أث ّر على ابن الهيثم أكثر من غيره‪ .‬ففي تلك المرحلة الأولى من شبابه‬ ‫‪1‬‬

‫أطلق نفسه على سجيتّ ها وتلّقى الت ّعليم ال ّ‬


‫سائد آنذاك‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫الإمامي ّة الناّ صر ي ّة حين ُأحرقت كتب عبد السلام بن عبد القادر أبي صالح الجيليّ البغدادي المعروف بـالر ّكن‬

‫شأن‪ ،‬وعن هذه القضي ّة أفاد القفطي‬


‫طل‪ ،‬وأن ّه يرجع إلى أقوال الفلاسفة في قواعد هذا ال ّ‬
‫بعد أن اتهم بأن ّه مع ّ‬

‫قائلا ً‪ˮ :‬أخبرني الحكيم السبتي الإسرائيلي‪ ،‬قال‪ :‬كنت ببغداد يومئذ‪ ،‬تاجرا فحضرت المحفل وسمعت كلام ابن‬

‫المارستاني ّة وشاهدت في يده كتاب الهيئة لابن الهيثم وهو يشير إلى الد ّائرة التّ ي مث ّل بها الفلك وهو يقول‪ :‬وهذه‬

‫الداهية الدهياء والناّ زلة الصمّاء والمصيبة العمياء‪ ،‬و بعد تمام كلامه خرقها وألقاها في النار‪ ،‬قال‪ :‬فاستدللت على‬

‫ل وع ّز فيما أحكمه‬
‫صبه إذ لم يكن في الهيئة كفر وإن ّما هي طر يق إلى الإ يمان ومعرفة قدرة الله ج ّ‬
‫ج ه ل ه و تع ّ‬

‫ودب ّره‪ ،‬واستمر ّ الر ّكن عبد السلام في السجن معاقبة على ذلك إلى أن أخرج منه في يوم السبت رابع عشر ر بيع‬
‫‪1‬‬
‫الأّول سنة تسع وثمانين وخمسمائة وأعيد عليه ما كان له بعد الذي ذهب وعاش بعد ذلك عمرا طو يلا‪“.‬‬

‫خ اتمة‬

‫ن ابن الهيثم واح د ٌ أم اثنان ؟ لئن بد ا س ؤالا م ش ر و عا‬


‫ن س ؤالا م ن قبيل ‪ :‬ه ل أ ّ‬
‫إج مالا‪ ،‬يمك ننا القول إ ّ‬

‫وم ُب َر ّرا‪ ،‬إلا ّ أن ّه يبقى سؤالا بلا فائدة ما لم نمي ّز أيضا في سيرة عال ِم الب ّصر ي ّات بين مرحلة الش ّرح والت ّلخيص‬

‫والت ّحصيل من ناحية‪ ،‬و بين مرحلة الخلق والإ بداع من ناحية أخرى‪ .‬أو قل ما لم نمُي ّز بين أقواله التي تجري‬

‫مجرى الإ يضاح والإفصاح‪ 2‬على الأصول المتعارف عليها وأقواله الد ّالة على الت ّحقيق؛ أو بعبارة أخرى بين أقواله‬

‫الد ّالة على الش ّرح والت ّلخيص والاختصار‪ 3‬كما يقول بلفظه وأقواله الد ّالة على الن ّظر والاعتبار‪ .‬وفي مثل هذا‬

‫شاب المتبّ ع ليست هي ذاتها كتابات ابن الهيثم العالم‬


‫الت ّصو ّر وعبره‪ ،‬قد يجوز لنا القول إن كتابات ابن الهيثم ال ّ‬

‫‪ 1‬القفطي‪ ،‬أخبار العلماء بأخبار الحكماء‪.154 ،‬‬


‫يقول ابن الهيثم‪ˮ :‬فلماّ تبينت ذلك أفرغت وسعي في طلب علوم الفلسفة وهي ثلاثة علوم‪ :‬ر ياضي ّة وطبيعي ّة وإلهي ّة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫فتعلقت من هذه الأمور بالأصول والمبادئ )‪ .(...‬وصنفت من فروعها ما جرى مجرى الإ يضاح والإفصاح عن‬
‫غوامض هذه الأمور الثلاثة‪ “.‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.553 ،‬‬
‫سياق نفسه‪ ،‬يواصل ابن الهيثم سرد علاقته بعلوم الفلسفة وأصولها الثلاثة قائلا ً‪ˮ :‬فشرحت ولخ ّصت واختصرت‬
‫‪ 3‬وفي ال ّ‬
‫من هذه الأصول الثلاثة ما أحاط فكري بتصو ّره‪ “.‬ابن أبي أصيبعة‪ ،‬عيون الأنباء في طبقات الأطباّ ء‪.553 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫ا ل ف ي ل س و ف ‪ .‬و لذ لك ‪ ،‬ف إ ّ‬
‫ن العنوان الذي اخترناه لهذا البحث إذ يضعنا أمام إشكالي ّة تار يخي ّة و بيوغرافية‪ ،‬فإن ّه‬

‫ينطوي في صميمه على إشكالي ّة ذات طابع فلسفي وابستيمولوجي وهي إشكالي ّة العلاقة بين الفلسفة والعلم من‬

‫ناحية و بين الن ّظر والعمل من ناحي ّة أخرى‪ .‬وعلى أي ّة حال‪ ،‬مهما تكن القيمة التي يمكن نسبتها إلى هذه الشكوك‬

‫والشهادات المتأخرّة‪ ،‬فإّنها تبقى مع ذلك غير كافية‪ ،‬إذ تبقى إعادة البناء بعيدة عن الن ّفاذ إلى صميم القول‬

‫ج ه ت ابن‬
‫الهيثمي واستنطاق مسل ّماته واستنفاذ م ُمكناته ما لم ننفض الغبار عن الأفكار والقيم المعرفي ّة التي و ّ‬

‫الهيثم في رحلته في مراحلها المختلفة‪.‬‬

‫م لح ق‬

‫نقّدم في اللا ّئحة التاّ لي ّة عناو ين مؤل ّفات ابن الهيثم ٺتعل ّق بالقائمة الأخيرة ‪419‬هـ‪429-‬هـ استنادا إلى ثلاث‬

‫سير قديمة –ابن أبي أصيبعة )‪ (1‬ومخطوط لاهور )‪ (2‬والقفطي )‪ .(3‬أمّا الأرقام الموجودة بين قوسين على‬

‫يسار العناو ين في فهرست لاهور وفهرست القفطي فنرمز بها إلى ما يقابلها في الت ّرتيب مقارنة بفهرست ابن أبي‬

‫أص يبعة‪.‬‬

‫فهرس ت القفط ي‬ ‫فهرس ت لاه ور‬ ‫فهرس ت ابن أبي أص يبعة‬

‫‪1‬ـ تهذيب المجسطي‪.(38) .‬‬ ‫‪1‬ـ مقالة في هيئة العالم‪(1) .‬‬ ‫‪ -1‬م ق ا ل ة ف ي ه ي ئ ة ا ل ع ا ل م‬

‫‪ -2‬مقالة في شرح مصادرات ‪2‬ـ مقالة في شرح مصادرات ‪2‬ـ المناظر‪.(3) .‬‬
‫ك ت ا ب أ ق ل ي د س ‪(2 ) .‬‬ ‫ك ت ا ب أ ق لي د س‬

‫سبع ‪3‬ـ مقالة في كيفية الأرصاد‪3 (4) .‬ـ مصادرات أقليدس‪(2) .‬‬ ‫ا لمن ا ظ ر ‪،‬‬ ‫في‬ ‫‪ -3‬ك ت ا ب‬

‫م ق ال ا ت‬

‫ضة‪4 .‬ـ الشكوك على أقليدس‪-(39) .‬‬


‫‪4‬ـ مقالة في الـكواكب المنق ّ‬ ‫‪ -4‬م ق ا ل ة ف ي ك ي ف ي ة ا ل أ ر ص ا د‬

‫)‪.(56)-(55‬‬ ‫) ‪(5‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪5‬ـ مساحة الجسم المتكافئ‪.(17) .‬‬ ‫‪ -5‬مقالة في الـكواكب الحادثة ‪5‬ـ مقالة في ضوء القمر‪(6) .‬‬
‫في الجو‬

‫‪6‬ـ الأشكال الهلالية‪-(20) .‬‬ ‫‪6‬ـ مقالة في سمت القبلة‪(7) .‬‬ ‫‪ -6‬م ق ا ل ة ف ي ض و ء ا ل ق م ر‬

‫)‪.(21‬‬

‫القبلة ‪7‬ـ مقالة في قوس قزح والهالة‪7 .‬ـ صورة الـكسوف‪.(80) .‬‬ ‫س مت‬ ‫في‬ ‫‪ -7‬م ق ا ل ة‬

‫)‪(8‬‬ ‫بال حس اب‬

‫‪8‬ـ مقالة في ارتفاعات الـكواكب‪8 .‬ـ العدد والمجسم‪.(78)-(17) .‬‬ ‫‪ -8‬م ق ا ل ة ف ي ق و س ق ز ح و ا ل ه ا ل ة‬

‫)‪(9‬‬

‫من ‪9‬ـ مقالة في الرخامة الأفقية‪9 (11) .‬ـ قسمة الخ ّط الذي استعمله‬ ‫يع ر ض‬ ‫ف يم ا‬ ‫‪ -9‬م ق ا ل ة‬

‫أرشميدس في الـكرة‪.(43) .‬‬ ‫اخ تلا ف في ارتفاعات الـك واك ب‬

‫‪ -10‬مقالة في حساب المعاملات ‪10‬ـ مقالة في رؤ ية الـكواكب‪10 .‬ـ اختلاف منظر القمر‪.‬‬
‫)‪(12‬‬

‫‪11‬ـ كتاب في بركار القطوع‪11 (13) .‬ـ استخراج مسألة عددية‪.‬‬ ‫‪ -11‬مقالة في الرخامة الأفقية‬

‫)‪.(92‬‬

‫‪12‬ـ مقالة في مراكز الأثقال‪12 (14) .‬ـ مقدمة ضلع المسب ّع‪.(42) .‬‬ ‫‪ -12‬مقالة في رؤ ية الـكواكب‬

‫‪ -13‬كتاب في بركار القطوع ‪13‬ـ مقالة في أصول المساحة‪13 (15) .‬ـ رؤ ية الـكواكب‪.(12) .‬‬
‫م ق التا ن‬

‫‪14‬ـ مقالة في مساحة الـكرة‪14 (16) .‬ـ التنبيه على ما في الرصد من‬ ‫‪ -14‬مقالة في مراكز الأثقال‬

‫الغلط‪.(25) .‬‬

‫‪15‬ـ مقالة مشروحة في بركار ‪15‬ـ تر بيع الدائرة‪.(30) .‬‬ ‫‪ -15‬مقالة في أصول المساحة‬

‫الدوائر‪(23) .‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪16‬ـ مقالة في المرايا المحرقة بالدوائر‪16 .‬ـ أصول المساحة‪.‬‬ ‫‪ -16‬مقالة في مساحة الـكرة‬

‫)‪(18‬‬

‫‪17‬ـ مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع‪17 .‬ـ أعداد الوفق‪.‬‬ ‫‪ -17‬مقالة في المجسم المكافئ‬

‫)‪(19‬‬

‫‪ -18‬مقالة في المرايا المحرقة ‪18‬ـ مقالة في الأشكال الهلالية‪18 .‬ـ مسألة في المساحة‪.‬‬
‫)‪(20‬‬ ‫بالد و ائر‬

‫‪19‬ـ أعمدة المث ّلثات‪.‬‬ ‫‪ -19‬مقالة في المرايا المحرقة ‪19‬ـ مقالة في السمت‪(24) .‬‬
‫بالق ط و ع‬

‫‪ -20‬مقالة مختصرة في الأشكال ‪20‬ـ مقالة في المجسم المكافئ‪20 (17) .‬ـ عمل المسب ّع في الدائرة‪.(74) .‬‬
‫الهلا لية‬

‫في ‪21‬ـ مقالة مستقصاة في الأشكال ‪21‬ـ ح ّ‬


‫ل ش ك م ن المجس ط ي ‪.‬‬ ‫م س تق ص اة‬ ‫‪ -21‬مقالة‬

‫)‪.(38‬‬ ‫الهلالية‪(21) .‬‬ ‫الأش ك ال الهلا لية‬

‫ك من أقليدس‪-(40).‬‬ ‫‪ -22‬مقالة مختصرة في بركار ‪22‬ـ مقالة مختصرة في بركار ‪22‬ـ ح ّ‬


‫لش ّ‬
‫)‪.(56)-(55‬‬ ‫الدوائر‪(22) .‬‬ ‫الد و ائر العظ ام‬

‫‪ -23‬مقالة مشروحة في بركار ‪23‬ـ مقالة في تر بيع الدائرة‪23 (30) .‬ـ حركة القمر‪.‬‬
‫الد و ائر العظ ام‬

‫‪24‬ـ مقالة في التنبيه على المواضع ‪24‬ـ استخراج أضلع المكعب‪.‬‬ ‫‪ -24‬مقالة في السمت‬

‫)‪.(47‬‬ ‫الغلط في الرصد‪(25) .‬‬

‫‪ -25‬مقالة في التنبيه على مواضع ‪25‬ـ مقالة في الأكر وشرح ‪25‬ـ علل الحساب الهندي‪.(70) .‬‬
‫س م ات ‪.‬‬
‫المج ّ‬ ‫الغلط في ك يف ية الرص د‬

‫‪29‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪26‬ـ ما يرُ ى من السماء أعظم من‬ ‫‪ -26‬مقالة في أن الـكرة أوسع ‪26‬ـ مقالة في المناظر‪(27) .‬‬
‫نصفها‪.(37) .‬‬ ‫س م ة التي إح اط تها‬
‫الأش ك ال المج ّ‬

‫أوس ع‬ ‫الد ائ ر ة‬ ‫وأن‬ ‫م ت س او ية‬

‫الأش ك ال التي إح اط تها م تس او ية‬

‫‪ -27‬مقالة في المناظر على طر يقة ‪27‬ـ مقالة في خواص القطوع‪27 .‬ـ خطوط الساعات‪.(66) .‬‬
‫)‪(33‬‬ ‫بط ل ميوس‬

‫‪ -28‬كتاب في تصحيح الأعمال ‪28‬ـ مقالة في تصحيح الأعمال ‪28‬ـ أوسع الأشكال المج ّ‬
‫س مة‪.‬‬
‫)‪(26‬‬ ‫النجومية‪(28) .‬‬ ‫النج وم ية م ق التان‬

‫‪ -29‬مقالة في استخراج أر بعة ‪29‬ـ مقالة في استخراج خ ّط ‪29‬ـ خ ّط نصف النّهار‪.(31) .‬‬
‫نصف النهار‪(31) .‬‬ ‫ط ين‬
‫خ ط وط بين خ ّ‬

‫‪30‬ـ الـكرة المحرقة‪.(77) .‬‬ ‫‪30‬ـ مقالة في جميع الأجزاء‪(32) .‬‬ ‫‪ -30‬مقالة في تر بيع الدائرة‬

‫‪31‬ـ هيئة العالم‪.(1) .‬‬ ‫‪ -31‬مقالة في استخراج خ ّط ‪31‬ـ مقالة في الأظلال‪(36) .‬‬
‫نص ف النهار ع لى غ اية التح ق يق‬

‫‪32‬ـ مقالة في وجود أر بعة خطوط ‪32‬ـ الجزء الذي لا يتجزأ‪.(65) .‬‬ ‫‪ -32‬قول في جميع الأجزاء‬

‫طين‪(29) .‬‬
‫بين خ ّ‬

‫‪ -33‬مقالة في خواص القطع ‪33‬ـ مقالة في حل شكوك في ‪33‬ـ مساحة الـكرة‪.(16) .‬‬
‫المجسطي‪(38) .‬‬ ‫المك افئ‬

‫‪ -34‬مقالة في خواص القطع ‪34‬ـ مقالة في اختلاف المناظر‪34 .‬ـ كيفية الأرصاد‪.‬‬
‫)‪(41‬‬ ‫الزائد‬

‫‪ -35‬مقالة في نسب القسي ‪35‬ـ مقالة في عمل مخمس في مر بع‪35 .‬ـ في حساب المعاملات‪.(10) .‬‬
‫)‪(45‬‬ ‫الزم انية إلى ار تف اع ه ا‬

‫‪30‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪36‬ـ مقالة في نسب القسي الزمانية ‪36‬ـ الهالة وقوس قزح‪.(8) .‬‬ ‫‪ -36‬مقالة في كيفية الأظلال‬

‫إلى ارتفاعها‪(35) .‬‬

‫‪ -37‬مقالة في أن ما يرى من ‪37‬ـ مقالة في حل شك في ‪37‬ـ المجر ّة‪.(46) .‬‬


‫م جس م ا ت ‪.‬‬ ‫الس م اء ه و أك ثر م ن نص ف ه ا‬

‫‪ -38‬مقالة في حل شكوك المقالة ‪38‬ـ قول في مقّدمة في ضلع ‪38‬ـ ماهية المجر ّة‪.(62) .‬‬
‫الأولى من كتاب المجسطي يشكك المسب ّع‪(42) .‬‬
‫فيها بعض أهل العلم‬

‫‪39‬ـ جواب من خالف المجرة‪.‬‬ ‫‪ -39‬مقالة في حل شك في ‪39‬ـ مقالة في المجرة‪(46) .‬‬


‫م جس م ا ت ك ت ا ب أ ق ل ي د س‬

‫‪40‬ـ مسألة هندسية‪.(79) .‬‬ ‫‪ -40‬قول في قسمة المقدار ين ‪40‬ـ مقالة في أن ما يرى من‬
‫المختلفين المذكور ين في الشكل السماء هو أكثر من نصفها‪(37) .‬‬
‫الأو ل م ن المق الة العاشر ة م ن‬

‫ك ت ا ب أ ق لي د س‬

‫‪41‬ـ مقالة في قسم المقدار ين ‪41‬ـ شرح قانون أقليدس‪-(2).‬‬ ‫‪ -41‬مسألة في اختلاف النظر‬

‫)‪.(55)-(40‬‬ ‫المختلفين‪(40) .‬‬

‫خ ّط ‪42‬ـ استخراج خ ّط نصف النّهار‬ ‫قس م ة‬ ‫في‬ ‫قو ل‬ ‫‪ -42‬قول في استخراج مقدمة ‪42‬ـ‬
‫ل واحد‪.(44) .‬‬
‫بظ ّ‬ ‫أرشميدس‪(43) .‬‬ ‫ض لع المس بع‬

‫‪ -43‬قول في قسمة الخط الذي ‪43‬ـ مقالة في ضلع المكعب‪43 .‬ـ أصول الـكواكب‪.‬‬
‫استعمله أرشميدس في كتاب الـكرة )‪(47‬‬
‫و ال ا س ط و انة‬

‫‪ -44‬قول في استخراج نصف ‪44‬ـ قول في استخراج نصف النهار ‪44‬ـ بركار الدوائر العظام‪.(23) .‬‬
‫بظل واحد‪(44) .‬‬ ‫النهار بظ ل و اح د‬

‫‪31‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪ -45‬مقالة في عمل مخمس في ‪45‬ـ مقالة في مسألة عددية‪45 (50) .‬ـ جمع الأجزاء‪.(32) .‬‬
‫م ر بع‬

‫‪46‬ـ قسمة المقدار ين‪.(40) .‬‬ ‫‪46‬ـ مقالة في أعداد الوفق‪(51) .‬‬ ‫‪ -46‬مقالة في المجرة‬

‫‪ -47‬مقالة في استخراج ضلع ‪47‬ـ مقالة في ضوء الـكواكب‪47 .‬ـ التحليل والتركيب‪.(53) .‬‬
‫)‪(48‬‬ ‫المك عب‬

‫‪48‬ـ مقالة في الـكرة المتحركة على ‪48‬ـ حساب الخطأين‪.(57) .‬‬ ‫‪ -48‬مقالة في أضواء الـكواكب‬

‫السطح‪(52) .‬‬

‫‪ -49‬مقالة في الأثر الذي في ‪49‬ـ مقالة في التحليل والتركيب‪49 .‬ـ شكل بني موسى‪.(73) .‬‬
‫)‪(53‬‬ ‫الق م ر‬

‫‪50‬ـ المرايا المحُرقة‪.(19)-(18) .‬‬ ‫‪50‬ـ مقالة في المعلومات‪(54) .‬‬ ‫‪ -50‬قول في مسألة عددية‬

‫ك في ‪51‬ـ استخراج أر بعة خطوط‪.‬‬


‫ل ش ّ‬
‫‪51‬ـ مقالة في ح ّ‬ ‫‪ -51‬مقالة في أعداد الوفق‬

‫)‪.(29‬‬ ‫س م ات غ ير الأو لى ‪.‬‬


‫المج ّ‬

‫‪ -52‬مقالة في الـكرة المتحركة على ‪52‬ـ مقالة في مسألة مساحي ّة‪52 .‬ـ حركة الالتفاف‪.(61) .‬‬
‫)‪(58‬‬ ‫الس ط ح‬

‫ل شكوك الالتفاف‪.(61) .‬‬


‫‪53‬ـ ح ّ‬ ‫‪ -53‬مقالة في التحليل والتركيب ‪53‬ـ مقالة في الضوء‪(60) .‬‬

‫‪54‬ـ مقالة في الأثر الذي في القمر‪54 .‬ـ الشكوك على بطلميوس‪.‬‬ ‫‪ -54‬مقالة في المعلومات‬

‫)‪.(64‬‬ ‫)‪(49‬‬

‫ك في المقالة ‪55‬ـ مقالة في حل شكوك المقالة ‪55‬ـ ح ّ‬


‫ل شكوك المجسطي‪.(38) .‬‬ ‫لش ّ‬
‫‪ -55‬قول في ح ّ‬

‫الأولى من كتاب أقليدس‪(56) .‬‬ ‫الثانية ع ش ر ة م ن كتاب أقليد س‬

‫‪32‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪56‬ـ اختلاف المناظر‪.(41) .‬‬ ‫‪ -56‬مقالة في ح ّ‬


‫ل شكوك المقالة ‪56‬ـ مقالة مختصرة في سمت القبلة‪.‬‬
‫)‪(59‬‬ ‫الأو لى م ن كتاب أقليد س‬

‫‪57‬ـ مقالة في أجرام الالتفاف‪57 .‬ـ ضوء القمر‪.‬‬ ‫‪ -57‬مقالة في حساب الخطأين‬

‫)‪(61‬‬

‫‪ -58‬قول في جواب مسألة في ‪58‬ـ مقالة في حساب الخطأين‪58 .‬ـ المكان )‪.(68‬‬
‫)‪(57‬‬ ‫المس اح ة‬

‫‪59‬ـ الأخلاق‪.(88) .‬‬ ‫‪ -59‬مقالة مختصرة في سمت ‪59‬ـ مقالة في الردّ على من خالفه‬
‫في المجر ّة‪(62) .‬‬ ‫القبلة‬

‫ل شكوك أجرام ‪60‬ـ السمت‪.(24) .‬‬


‫‪60‬ـ مقالة في ح ّ‬ ‫ض وء‬
‫‪ -60‬مقالة في ال ّ‬

‫الالتفاف‪(63) .‬‬

‫‪61‬ـ مقالة في الشكوك على ‪61‬ـ سمت القبلة بالحساب‪.(24) .‬‬ ‫‪ -61‬مقالة في حركة الالتفاف‬

‫بطلميوس‪(64) .‬‬

‫‪ -62‬مقالة في الردّ على من خالفه ‪62‬ـ مقالة في الجزء الذي لا يتجزأّ ‪62 .‬ـ ارتفاع القطر‪.‬‬
‫)‪(65‬‬ ‫في ماهي ّة المجر ّة‬

‫‪63‬ـ ارتفاعات الـكواكب‪.(9) .‬‬ ‫‪ -63‬مقالة في حل شكوك حركة ‪63‬ـ مقالة‪ .....‬نهاية‪.‬‬
‫الالتف اف‬

‫‪64‬ـ كيفية الأظلال‪.(36).‬‬ ‫‪ -64‬مقالة في الشكوك على‬

‫بط ل ميوس‬

‫‪65‬ـ الرخامات الأفقية‪.(11) .‬‬ ‫‪ -65‬مقالة في الجزء الذي لا يتجزأ‬

‫‪66‬ـ عمل البنكام‪.(76) .‬‬ ‫‪ -66‬مقالة في خطوط الساعات‬

‫‪33‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪67‬ـ مقالة في الأثر الذي في القمر‪.‬‬ ‫‪ -67‬مقالة في القرسطون‬

‫)‪.(49‬‬

‫‪68‬ـ تعليق في الجـبر‪(86) .‬‬ ‫‪ -68‬مقالة في المكان‬

‫‪69‬ـ كتاب البرهان على ما يراه‬ ‫‪ -69‬قول في استخراج أعمدة‬

‫الف لـك يون في أح ك ام النج وم ‪.‬‬ ‫الجبال‬


‫)‪.(28‬‬

‫‪ -70‬مقالة في علل الحساب‬

‫الهند ي‬

‫‪ -71‬مقالة في أعمدة المثلثات‬

‫‪ -72‬مقالة في خواص الدوائر‬

‫‪ -73‬مقالة في شكل بني موسى‬

‫‪ -74‬مقالة في عمل المسبع في‬

‫الد ائرة‬

‫‪ -75‬مقالة في استخراج ارتفاع‬

‫القط ب ع لي غ اية التح ق يق‬

‫‪ -76‬مقالة في عمل البنكام‬

‫‪ -77‬مقالة في الـكرة المحرقة‬

‫‪ -78‬قول في مسألة عددية مجسمة‬

‫‪ -79‬قول في مسألة هندسية‬

‫‪ -80‬مقالة في صورة الـكسوف‬

‫‪ -81‬مقالة في أعظم الخطوط‬

‫التي تق ع في قط عة الد ائرة‬

‫‪34‬‬
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫‪ -82‬مقالة في حركة القمر‬

‫‪ -83‬مقالة في مسائل التلاقي‬

‫ع لى‬ ‫ال أ ر ث ما ط يق ي‬ ‫‪ -84‬مقالة‬

‫ط ر يق التعليق‬

‫‪ -85‬مقالة في شرح القانون على‬

‫ط ر يق التعليق‬

‫‪ -86‬مقالة في شرح الرومنطيقي‬

‫ع لى ط ر يق الت ع لي ق‬

‫‪ -87‬قول في قسمة المنحرف‬

‫الكل ّي‬

‫‪ -88‬مقالة في الأخلاق‬

‫‪ -89‬مقالة في آداب الكتاب‬

‫‪ -90‬كتاب في السياسة‪ ،‬خمس‬

‫م ق ال ا ت‬

‫‪ -91‬تعليق علقه إسحاق بن يونس‬

‫المتط بب بمص ر ع ن ابن الهيثم في‬

‫ك ت ا ب د يو ف ن ط س ف ي م س ا ئ ل ا ل جـب ر‬

‫‪ -92‬قول في استخراج مسألة‬

‫ع د د ية‬

‫‪35‬‬
2022 ‫ أغسطس‬7 &-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#"!

Bibliography
ʿAbd al-Rrazāq, Mustafā. Faylasūf al-ʿarab wa al-muʿallim al-ththānī. Cairo: Dār ʾiḥyaʾ al-Kutub al-
ʿArabiyyah, 1945.
al- ʾAndalusī, Ṣāʿid. al-Taʿrīf bi ṭabaqāt al-ʾumam. Edited by Ḥayāt al-ʿĪd Bulaʿwan. Beirut: Dār al-
Ṭtalīʿa, 1985.
al-Bayhaqī, Ẓahīr al-Dīn. Tatimmat Ṣawān al-ḥikmah. Edited by Rafīq al-ʿAjam. Beirut: Dār al-Fikr
al-Llubnānī, 1994.
al-Drīdī, Jalāl, “Ibn al-Haytham al-rrāʾid al-baīd li al-fikr al-murrakab.” Majallat ālam al-fikr, n°171,
(March 2017)‫ ׃‬213–240.
_________. “al-Usus al-ibīstīmūlūjiyyah li falsafat Ibn al-Haytham al-riyāḍiyyah.” Majallat al-
muṣtāqbāll al-ʿarabī. n°469 (March 2018)‫ ׃‬107–124.
al-Khayyām, ʿUmar. Risālat sharḥ mā ashkala min kitāb muṣādarāt Euclid. Edited by Abdelhamid
Sabra. Iskandaria: Munshaʾat al-Maʿūrif bi al-Iskandaria, 1961.
al-Fārisi, Kamāl al-Dīn. Tanqīḥ al-manāẓir li dhawī al-ʾabṣār wa al-baṣāʾir. Volume 2. Ḥaydar ʾĀbād
al-Dakn: Dār al-Maʿārif al-ʿUthmāniyyah, 1348-1929.
al-Kindī, Abū Yūsuf Yaʿqūb b. Isḥāq. Kitāb al-Kindī ilā al-Muʿtaṣim fī al-falsafa al-ʾūlā. Edited by
Aḥmad Fuʾād al-ʾAhwānī. Cairo: Dra Iḥyāʾ al-Kutub al-ʿArabiyyah, 1948.
al-Qifti. Ikhbār al-ʿualamāʾ bi ʾakhbār al-ḥukamāʿ. Edited by Ibrāhīm Shams al-Ddīn. Beirut: Dār
al-ʾathār li al-Ṭibāʿa wa al- Nashr, 2005.
al-Ṭālbī, ʿAmmār. “Ibn al-Haytham wa kitābuhu fi ḥal shukūk kitāb Euclid fī al-ʾuṣūl wa sharḥ
maʿānīh.” Majallat ʾāfāq al-ththaqāfa wa al-tturāth. Volume 1&2, assanatān 6&7, n°24-25-26,
(January-July 1999): Volume 1‫ ׃‬34–54; Volume 2‫ ׃‬64–82.
Bansāsī, Moḥammad. “Fī naẓariyyat al-ʿilm ʿinda Ibn al-Haytham min khilāl al-risāla al-
biblyūghrāfiyyah li Ibn abī ʾUṣaybiʿa.” Ḍimna al-ʿAnāṣir al-ibdāliyyah wa al-tīmiyyah wa al-
uslūbiyyah fī al-fikr al-ʿilmī. Edited by Bennacer ElBouazzati, 89–124. Rabat : Manshūrat
Kulliyyat al-ʾĀdāb wa al-ʿUlūm al-Insāniyyah, 2004.
_________. Ibn al-Haytham al-ʿālim al-Faylasūf. Tunis‫ ׃‬Nirvana, 2016.
Dictionary of Scientific Biography. Edited by Ch. Gillispie, vol. VI, New York‫ ׃‬Scribner, 1972.
Heinen Anton, Ibn al-Haythams Autobiographie in einer handschrift aus dem Jahr 556H./1161A.D,
Ulrich Haarmann und Peter Bachmann, eds, Die islamische Welt zwischen Mittelalter und
Neuzeit: Festschrift für Hans Robert Roemer zum 65. Geburtstag, Beiruter Texte und
Studien. Band 22, (Beirut, Wiesbaden: In Kommission bei F. Steiner, 1979)‫ ׃‬254–277.
Ibn Abī ʾUṣaybiʿa. ʿUyūn al-ʾanbāʾ fī ṭabaqāt al-ʾaṭibbāʾ. Edited by Niār Ridā. Beirut : Dār Maktabat
al-Ḥayāt, 1965.
Ibn al-Haytham, al-Ḥassan. Maqāla thamarat al-ḥikmah. Edited by ʿAbd al-Hādī Abū Rīda. Ḍimna
Kitāb muhdā ilā Zakī Najīb Maḥmūd mufakkiran wa adīban wa faylasūfan. Kuwait: 1987.

36
2022 ‫ أغسطس‬7 &-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#"!

Ibn al-Haytham, al-Ḥassan. Maqāla thamarat al-ḥikmah. Edited by ʿAmmar al-Ṭtālbī. Majallat
Mujmaʿ al-Lugha al-ʿArabiyyah bi Dimashq, al-mujallad 73. Volume2. (1998): 261–317.
_________. “Qawl fī ʾuṣūl al-misaḥa.” Edited by Roshdi Rashed. Ḍimna al-Riyāḍiyyat al-taḥlīliyyah
bayna al-qarn al-thālith wa al-qarn al-khāmis li al-hijra. Volume 3. Tarjamat Badawi Mabsūṭ.
Beirut: Markaz dirāsāt al-Waḥda al-ʿArabiyyah, 2011.
_________. “Risālat al-ḍawʾ.” Ḍimna Majmūʿ al-rasāʾil li Ibn al-Haytham. Ḥaydar ʾābād al-Dakn:
Maṭbaʿat Dāʾirat al-Maʿārif al-ʿUthmāniyyah, 1936.
_________. al-Shshukūk ʿalā Baṭlimyūs. Edited by Abdelḥamid Sabra wa Nabīl a-Shshihābī. Cairo:
Maṭbaʿat Dār al-Kutub al-Masriyyah, 1996.
_________. Kitāb al-manāẓir, al-maqālāt 1-2-3. Edited by Abdelhamid Sabra. Kuwait: al-Majlis al-
Waṭanī li- th-Thaqāfa wa-l-Funūn wa al-ʾādāb, 1983.
__________. Kitāb fi hayʾat ḥarakāt kullu wāḥid mina al-kawākib al-ssabʿa. Edited by Rushdi Rashed.
In al-rriyāḍiyyat al-ttaḥlīliyyah bayna al-qarn al-thālith wa al-qarn al-khāmis li al-hijra.
Volume 3. Translated by Badawi Mabsūṭ. Beirut: Markaz dirāsāt al-Waḥda al-ʿArabiyyah,
2011.
__________. Maqāla fī kayfiyyat al-ʾarṣād. Edited by Abdelhamid Sabra. Majallat tārikh al-ʿulūm al-
ʿarabiyyah. Volume 2, n°2 (Ayar, 1978): 196–228.
Jawīsh, Khalīl. “al-Taḥlīl wa al-tarkīb fī al-rriyāḍiyyat al-islāmiyyah : Kitāb Ibn al-Haytham.” In
tārīkh al-ʿulūm ʿinda al-ʿarab. Edited by majmūʿa mina al-ʾasātida al-jāmiʿiyyūn. Tunis: Bayt
al-Ḥikma, 1990.
Naẓif, Mustafā. Ibn al-Haytham, buḥūthuhu wa kushūfuhu al-baṣariyyah. Cairo: Maṭbaʿat Nūrī
Maṣr, 1942-1943.
Rashed, Roshdi. Les mathématiques infinitésimales du ixe aux xie siècles, vol. II: Ibn al-Haytham,
London‫ ׃‬Al-Furqan Heritage, 1996.
___________. “Ibn al-Haytham sīratuhu wa muʾallfātuhu.” Ḍimna Ibn al-Haytham : Buḥūthuhu wa
kushūfuhu al-baṣariyyah. Taqdīm Rushdi Rashed. Beirut : Markaz Dirāsāt al-Waḥda al-
ʿArabiyyah, 2008.
___________. al-Riyāḍiyyāt al-taḥlīliyyah bayna al-qarn al-thālith wa al-qarn al-khāmis li- lhijra.
Volume2. Translated by Muḥammad Yūsuf al-Ḥujayrī. Beirut: Markaz Dirāsāt al-Wiḥda al-
ʿArabiyyah, 2011.
___________. Tārikh al-rriyāḍiyyat al-ʿArabiyyah bayna al-jabr wa al-ḥisāb. Beirut: Markaz Dirāsāt
al-Wiḥda al-ʿArabiyyah, 1989.
Sabra, Abdelhamid. “One Ibn al-Haytham or Two?” An Exercise in Reading the Bio-
Bibliographical Sources, in Zeitschrift für Geschichte Der Arabisch-Islamichen
Wissenschaften, Frankfurt am Main, Band 12, 1998‫ ׃‬1–50.
___________. Sabra, Abdelhamid. “One Ibn al-Haytham or Two?” Conclusion. An Exercise in
Reading the Bio-Bibliographical Sources, in Zeitschrift für Geschichte Der Arabisch-
Islamichen Wissenschaften, Frankfurt am Main, Band 15, 2003‫ ׃‬94–108.
Simon, Gérard. Archéologie de la vision, l’optique, le corps, la peinture. Paris‫ ׃‬Seuil, 2003.

37
2022 ‫ أغسطس‬7 &-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#"!

ʿUmar, Ṣāliḥ Bishāra. “Naẓariyyat al-ʿilm ʿinda Ibn al-Haytham wa ʾahammiyatuhā fī al-ʿulūm al-
mutaʾakhkhira.” Majallat al-fikr al-ʿarabī al-muʿāṣir. N° 20-21-22 (ṣayf 1982): 116–132.

38
‫‪ 7‬أغسطس ‪2022‬‬ ‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬

‫تابع أنش ط تنا‬

‫اتص ل بنا‬

‫!"‪&-4321! 0./.-%"! ,+ *)$("!' &#%$#‬‬


‫‪https://Philosmus.org‬‬

‫ﻛﻞ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﳏﻔﻮﻇﺔ ©‬

‫‪39‬‬

You might also like