Professional Documents
Culture Documents
O U o o U o U U U U U o U o U U U o o U U o U U o
O U o o U o U U U U U o U o U U U o o U U o U U o
التنمية هي هاجس كل الدول ،ولتحقيقها كانت السلطة المركزية هي المسؤولة المباشرة عن التنمية ،غيرانه
بحكم تزايد الحاجات الملحة للسكان ،عهد المشرع إلى خلق الجماعات الترابية لتضطلع بهذا الدور على المستوى
المحلي .و يمكن تعريف التنمية المحلية على أنها كل عملية تغيير تهدف إلى االرتقاء بمستوى عيش الساكنة
المحلية اقتصاديا،اجتماعيا و ثقافيا.
و تتضمن القوانين المنظمة للجماعات الترابية بأصنافها الثالثة مقتضيات يمكن اعتبارها صالحيات
واختصاصات في المجال التنموي ،و في مقابل هذه االختصاصات والصالحيات منحت الشخصية االعتبارية
واالستقالل المالي و اإلداري وحرية التداول وتنفيذ مقرراتها ومشاريعها التنموية في حدود االختصاصات
المسندة إليها ،و منحت كذلك الوسائل المادية ،غير أنها تحتاج إلى موارد بشرية مؤهلة أكانت منتخبا او موظفا
محليا الن الشأن المحلي يتأثر بمسيريه وباألسلوب الذي ينهجونه وخاصة التقني فهو يتوقف عليه مستوى
االنجازات .فالتقني الكفء يعفي جماعته من التعاقد مع مكاتب الدراسة كونه قوة اقتراحية واستشارية لدى
المجلس الترابي.
ماهي إذن الوسائل الممنوحة للجماعات الترابية لتحقيق التنمية المحلية؟
و ما دور التقني في بلورتها وتنزيلها على أرض الواقع؟
برنامج عمل الجماعة حسب المادة 78من القانون التنظيمي للجماعات ، 113-14تضع الجماعة تحت إشراف
رئيسها برنامج عمل تحدد به األعمال التنموية المزمع انجازها أو المشاركة فيها بتراب الجماعة لمدة ست
سنوات بمقاربة تشاركية ،يجب إن يكون منسجما ومتكامال مع برنامج الجهة و العمالة في حالة و جودهما،
فالتقني يشارك ضمن الفريق التقني في اللقاءات التشاورية إلعداد برنامج العمل ،ويدلي برأيه في المشاريع
المقترحة و مدى مطابقتها لتصميم التهيئة ،كما يقوم بانجاز دراسات أولية لحساب التكلفة التقديرية حتى يتمكن
المجلس من رصد االعتمادات الالزمة.
*المرافق العمومية الجماعية :منح القانون التنظيمي للجماعات 113-14في مادته 83للجماعة اختصاص
إحداث وتدبير المرافق في مجاالت الماء و الكهرباء واإلنارة العمومية والصرف الصحي والتطهير الصلب
والسائل ومنحها حرية اختيار الطريقة المالئمة لتدبيرها إما عن طريق التدبير المباشر أو عن طريق التدبير
المفوض ،فهذه المرافق تساهم بطريقة غير مباشرة في تحقيق التنمية المحلية ،إذ تعد العمود الفقري لالقتصاد
المحلي ،فهي تساعد على توطين المقاوالت و التقليص من كلفة إنتاجها .فالتقني يراقب الشركات المفوضة لها
ومدى احترامها لدفاتر التحمالت وينجز تقارير دورية يرفعها إلى رؤساءه المباشرين وينسق مع الشركة
المفوض لها بخصوص الشكايات ذات الصلة الواردة على الجماعة.
* شركات التنمية المحلية :نصت المادة 130من ق.ت 14-113 .للجماعات على انه يمكن للجماعة إحداث
شركات التنمية المحلية أو المشاركة فيها كون هذه الشركات أدوات تدبيرية في يد المجلس الجماعي توفر له
مداخيل يمكن استثمارها في تحقيق التنمية المحلية و صيانة المرافق واستمراريتها .فالتقني يراقب األشغال
وحساب نسبة تقدم األشغال و يرفع التقارير إلى رؤساءه إلخبارهم باكراهات التنفيذ.
إعداد الميزانية و تحديد الرسوم واألتاوى واستغالل الملك العمومي الجماعي وكل العمليات التي تهم الملك
الخاص الجماعي من كراء و بيع واقتناء أو معاوضة .فالتقني يقوم بمراقبة مدى احترام المسافة المرخصة
الستغالل الملك العام الجماعي ويساهم في إعداد الميزانية كما يقوم باستخالص الرسوم و األتاوى المستحقة
للجماعة نظرا لتكوينه المتنوع في مجال المحاسبة والمالية و التعمير ،كما يقوم بإعداد الملف التقني الذي تعده
الجماعة وتعرضه على المصادقة فيما يتعلق بعملية االقتناء الواسع.
في ميدان التعمير :نصت المادة 101من ق.ت 113-14.على أن رئيس مجلس الجماعة الترابية يقوم بمنح
رخص البناء و التجزئة و التقسيم و رخص السكن و شهادة المطابقة مع مراعاة األحكام المنصوص عليها في
المادة 237من القانون التنظيمي 113-14الخاصة باختصاص رئيس مجلس المقاطعة في ميدان التعمير مع
مراعاة ضابط البناء العام لسنة ،2013و يسهر على تطبيق القوانين واألنظمة المتعلقة بالتعمير وفي احترام
ضوابط البناء ،و مقتضيات وثائق التعمير و إعداد التراب الوطني ،فالتقني يقوم بمراقبة البناء العشوائي حيث
يقوم بتبليغ المخالفات إلى رؤساءه ،تبعا لمقتضيات قانون الزجر و المخالفات 66-12كون البناء العشوائي
يساعد على انتشار االنشطة الغير المهيكلة ،و بالتالي ضياع موارد مالية هامة على الجماعة يمكن استثمارها في
تحقيق التنمية المحلية.
*في مجال الصحة :تمنح للمجلس الجماعي صالحية إحداث و تدبير مكاتب حفظ الصحة ،و اتخاذ التدابير
الالزمة لمحاربة عوامل انتشار األمراض فال تنمية في ظل مواطن عليل ،فالتقني يساهم ضمن اللجان بمراقبة
المحالت التجارية و الحرفية و الصناعية الغير المنظمة التي من شانها أن تضر بالبيئة أو تمس بالوقاية الصحية
ويقوم التقني بمراقبة العمال أثناء رش المبيدات.
*إبرام الصفقات :أداة في يد المجلس الجماعي ينفذ بها حاجياته و انجاز مشاريعه التنموية فالتقني يقوم بانجاز
ورقة تقنية مفصلة تشمل الشق التقني والشق المالي ،و يقوم بتهيء ملف اإلعالن عن طلبات العروض ويساهم
بشكل استشاري في تحديد منافسين فيما يخص المؤهالت التقنية و اللوجستيكية ضمن لجنة طلب العروض.
*إحداث مؤسسات التعاون و مجموعة الجماعات الترابية النجاز مشروع مشترك ،يساهم كل جهاز بحصة من
النفقات و بالتالي تخفيف العبء على ميزانية الجماعة ويمكن استثمار الفرق في انجاز مشاريع تنموية.
تقوم الجماعة بصيانة مدارس التعليم االبتدائي و صيانة المستوصفات كما تقوم بإحداث دور العجزة و رياض
األطفال ،أما على المستوى الثقافي تقوم الجماعات ببناء المكتبات و المسارح و األندية الموسيقية .فالتقني يقوم
بالدراسات األولية لحساب التكلفة التقديرية كما يراقب األشغال أثناء االنجاز آذ يقوم بحصر األعمال
’’‘’Les attachementsليقوم بعمليته للتمكين و انجاز المستخلصات الجارية
‘’ ‘’Les décomptes provisoiresحتى يتمكن نائل الصفقة من مستحقاته
تناط بالعمالة مهام النهوض بالتنمية االجتماعية و المناطق الجبلية و إحصاء العجز الحاصل في ميدان الصحة
و التعليم و تقوم بمتابعة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إذ يقوم التقني بعملية اإلحصاء و حساب التكلفة
كما يساهم في اللقاءات التشاورية إلعداد برنامج تنمية العمالة و حساب نسبة تقدم األشغال و مدى مطابقتها
لتصاميم التهيئة و تصميم إعداد التراب.
في ميدان التعمير منح للتقنيين التابعين للوالي أو العامل صفة ضابط الشرطة القضائية بمقتضى قانون الزجر
12-66و منحت للتقني صالحيات مادية و معنوية فهو يقوم بانجاز المحاضر وفق المسطرة المحددة في قانون
المسطرة الجنائية وانجاز االنذارات و األوامر بإيقاف األشغال و حجز المعدات و نظرا للدور الهام الذي يلعبه
التعمير في التنمية المحلية فهو يذر موارد هامة على خزينة الجماعة و يوفر السكن و فرص الشغل و يساهم في
استقطاب االستثمار و جلب الثروة.
تقوم الجهة باتخاذ التدابير الالزمة إلنعاش التنمية االقتصادية على المستوى المحلي ،إذ تقوم بإنعاش أسواق
الجملة الجهوية و إحداث مناطق لألنشطة التقليدية و جلب االستثمار وتضع تحت إشراف رئيسها برنامج تنمية
الجهة والتصميم الجهوي إلعداد التراب .والتقني يشارك في اللقاءات التشاورية إلعداد التصميم الجهوي وبرنامج
تنمية للجهة.
إن تحقيق التنمية الشاملة و المندمجة على الصعيد الوطني رهين بتحقيق التنمية المحلية ،إال أن تفعيلها يعاني
من عدة اكراهات:
-غياب التكوين المستمر الشبه المنعدم على المستوى المحلي
-غياب التخصص
-بعض الجماعات الترابية عند إعدادها لبرامجها التنموية ال تنفتح على المجتمع المدني
-ضعف الموارد المالية لبعض الجماعات خاصة في العالم القروي إذ تكتفي ببناء بعض الدكاكين و إصالح
وإحداث بعض الطرق الجماعية
-تخفيف المراقبة ليصبح التدبير الحر له معنى ،و قد دعى صاحب الجاللة إلى إعداد نموذج تنموي جديد يحقق
العدالة االجتماعية وينفتح على كل الشرائح .ويؤدي التقني دورا هاما في المجال التنموي لذا وجب تكوينه
ليساير المستجدات و خاصة في التخصصات التقنية والمحاسبة ،ليجاري الموارد البشرية لشركات التنمية المحلية
و الشركات العمالقة التي تفوز بعقود التدبير المفوض.