‫مقدمة‪:‬‬

‫من ذ تأس يس اتح اد نقاب ات العم ال الجزائ ريين المص الي التوج ه في ‪ 14‬فيف ري ‪1956‬‬
‫وتأس يس االتح اد الع ام للعم ال الجزائ ريين الت ابع لجبه ة التحري ر الوط ني في ‪ 24‬فيف ري‬
‫‪، 1956‬س عت ه اتين المركزي تين النق ابيتين الجزائري تين إلى ت أطير العم ال الجزائ ريين‬
‫بالجزائر ثم بفرنسا‪ ،‬كما سعتا إلى القيام بنشاطات مختلفة قصد إثبات الوجود واثب ات أحقي ة‬
‫التمثيل النقابي للعمال الجزائريين ‪ .‬وان كان االتح اد الع ام للعم ال الجزائ ريين ق د وف ق في‬
‫السيطرة وبسرعة على الوضع النقابي بالجزائر‪ ،‬فانه واجه مقاوم ة شرس ة بفرنس ا من قب ل‬
‫اتحاد نقابات العمال الجزائريين المصالي التوج ه ال ذي ظ ل يحتف ظ ببعض الحض ور ح تى‬
‫هناك حتى إلى فترة ‪‬اية الثورة التحريرية ‪ .‬وق امت المركزيت ان الجزائريت ان المتنافس تان‬
‫بنشاطات نقابية عدة بفرنسا إثباتا للذات ومحاولة إلزاحة الخصم وتحقيق ا أله دافهما خاص ة‬
‫في سنة ‪ 1957‬وهي سنة انتقال النشاط النقابي الجزائري إلى فرنسا‬
‫نشاط االتح اد الع ام للعم ال الجزائ ريين‪ :‬امتد نش اط االتح اد الع ام للعم ال الجزائ ريين إلى‬
‫فرنسا حتى قبل تأسيس الودادية العام ة للعم ال الجزائ ريين في ‪ 21‬فيف ري ‪، 1957‬فق د تم‬
‫تعميم إضراب الثمانية أيام الذي مس كامل التراب الجزائ ري م ا بين ‪ 28‬ج انفي و في ‪04‬‬
‫فري ‪ 1957‬ليشمل أيضا فرنسا وخاصة باريس وضواحيها ‪ .‬ومنذ بداية ش هر ج انفي س نة‬
‫‪ 1957‬باشرت جبهة التحرير الوطني واالتحاد الع ام للعم ال الجزائ ريين حمل ة واس عة في‬
‫أوساط العمال والتجار الجزائريين المه اجرين بفرنس ا تحض يرا إلض راب الثماني ة أي ام من‬
‫أجل دعم القضية الجزائرية في أروقة األمم المتحدة ‪ .‬وحددت جبهة التحرير الوطني أهداف‬
‫هذا اإلضراب فيما يلي‪:‬‬
‫إظهار التالحم الشامل للشعب الجزائري أينما كان مع جبهة التحرير الوطني‪.‬‬
‫ــ إعطاء سلطة مطلقة لحزب جبهة التحرير الوط ني ب األمم المتح دة ‪ .‬ــ العم ل على تعميم‬
‫الثورة ‪.‬‬
‫إدخ ال طبق ات جدي دة (اجتماعي ة) في العم ل الث وري وتص عيد العم ل الث وري على ك ل‬
‫األصعدة وفي كل مكان‪.‬‬
‫وطالبت جبهة التحري ر الوط ني واالتح اد الع ام للعم ال الجزائ ريين واالتح اد الع ام للتج ار‬
‫الجزائريين أن يكون اإلضراب عاما ومن أجل ذلك تم إنشاء لجان لمراقبة إض راب العم ال‬
‫في كل المؤسسات ولجان أخرى ت راقب التج ار‪ ،‬ه ذه اللج ان ك انت على عالق ة م ع ممثلي‬
‫الجمعيات النقابية الفرنسية من أج ل الحص ول على دعمه ا ‪ .‬أم ا فيم ا يتعل ق بالدعاي ة له ذا‬
‫اإلض راب فتم توزي ع المناش ير والبيان ات والجرائ د كم ا تم تحض ير وإلص اق البيان ات‬
‫واإلعالنات‪ ،‬وعقدت اجتماعات متحركة ونظمت لقاءات ووجهت طلب ات إلى ال ديمقراطيين‬
‫الفرنسيين للقيام بفضح سياسة الحكومة الفرنسية اتجاه الجزائر‬
‫وقد تم تحسيس العمال والتجار بضرورة االلتزام باإلضراب وإنجاحه‪ ،‬ودع وهم أيض ا إلى‬
‫عدم المشاركة في أي مظاهرة أو تجمع مهما كان نوعه‪ .‬وقد بدأ اإلضراب ي وم ‪ 28‬ج انفي‬
‫‪ 1957‬باستجابة قدرها السلطات الفرنسية في هذا اليوم بحوالي ‪% 40‬بباريس وض واحيها‬
‫لدى العمال الجزائريين‪ ،‬كما قام التجار الجزائريون بغل ق محالتهم أو االمتن اع عن ع رض‬
‫بضائعهم بالنسبة لتجار الطاوالت طيلة اليوم األول‪.‬‬
‫نشاطات اتحاد نقابات العمال الجزائريين‪ :‬قام اتحاد نقابات العمال الجزائ ريين من ذ تأسيس ه‬
‫بمحاولة السيطرة على المهاجرين الجزائريين بفرنسا من الناحي ة التنظيمي ة‪ ،‬وفعال اس تطاع‬
‫أن يكون قاعدة قوية هناك والسيما في بعض المناطق التي كانت تعتبر بالفعل معاق ل كب يرة‬
‫له وكان بها أعداد كبيرة من المنخرطين مثل منطقة الشمال ومنطقة باريس‪.‬‬
‫كما قام االتحاد رسميا بإنشاء فيدرالية فرنسا التح اد نقاب ات العم ال الجزائ ريين في بداي ة‬
‫ش هر ج انفي ‪ 1957‬وان ك انت ه ذه الفيدرالي ة موج ودة على المس توى العملي من ذ س نة‬
‫‪ 1956‬بعدما فشل في مواجهة االتحاد العام للعمال الجزائريين بالجزائر وانسحب من هناك‬
‫بسر ‪.‬عة اختلطت نشاطات اتحاد نقابات العمال الجزائريين (‪( USTA‬م ع نش اطات االتح اد‬
‫العام للعمال الجزائريين (‪( UGTA‬خاصة فيما يتعلق باإلضرابات المعلنة بفرنس ا‪ ،‬وه ذا م ا‬
‫كان يعت بره االتح اد الع ام للعم ال الجزائ ريين تشويش ا متعم دا علي ه وعلى جبه ة التحري ر‬
‫الوطني مما سيكون له نتائج وخيمة على مستقبل اتحاد نقابات العم ال الجزائ ريين بفرنس ا ‪.‬‬
‫فلما دعا االتحاد العام للعمال الجزائريين وجبهة التحري ر الوط ني كاف ة العم ال الجزائ ريين‬
‫بفرنسا إلى إضراب الثماني ة أي ام ابت داء من ي وم ‪ 28‬ج انفي ‪، 1957‬دعت فيدرالي ة اتح اد‬
‫نقابات العمال الجزائريين بدورها العمال الجزائريين بفرنس ا إلى ش ن إض راب لم دة أربع ة‬
‫وعشرين ساعة سا ‪ 24‬فقط يوم االثنين ‪ 28‬ج انفي ‪ 1 1957‬على الس اعة الثاني ة عش ر‬
‫ليال (‪ .00‬سا) وقدمت الفيدرالية نفس المبررات واألسباب التي قدمها االتح اد الع ام للعم ال‬
‫الجزائريين لشن هذا اإلض راب أبرزه ا مس اندة دراس ة ومناقش ة القض ية الجزائري ة بهيئ ة‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬ووزعت هذا الشأن منشورات بعنوان‪ " :‬من أجل انتصار القض ية الجزائري ة‬
‫باألمم المتحدة‪ ،‬من أجل استقالل الجزائر"‪ ،‬ودعت الفيدرالية كل العمال والتجار الجزائريين‬
‫إلى التوقف عن العمل وغلق المحالت وطالبت من العمال والتجار بناحي ة ب اريس االلتح اق‬
‫بمسجد باريس على الساعة الواحدة (‪ ) 13‬ظهرا من أجل الدعاء والصالة لضمان نص رة‬
‫القضية الجزائرية‬
‫ولقد انطلق اإلضراب يوم ‪ 28‬جانفي ‪ 1957‬في أوساط العمال والتجار الجزائريين بنوع‬
‫من الغم وض باعتب ار أن هن اك تي اران نقابي ان أعن ا عن اإلض راب في نفس الي وم واحت ار‬
‫العم ال الجزائري ون ه ل هم يتبع ون ن داء االتح اد الع ام للعم ال الجزائ ريين وجبه ة التحري ر‬
‫الجزائرية ‪.‬‬ ‫الوطني أم يتبعون اتحاد نقابات العمال الجزائريين والحركة الوطنية‬