Professional Documents
Culture Documents
المبحث الأول
المبحث الأول
المبحث الأول
مفهوم السفينة
السفينة هي أداة المالحة البحرية و التي تدور معظم أحكام القانون البحري حولها و دراستها تقتضي
تعريفها و تبان طبيعتها القانونية .
نشير الى تعريف السفينة سواء في الفقه و التشريع الدولي ثم تعريف المشرع الجزائري ثم نبين
طبيعتها القانونية .
تعتبر السفينة األداة الرئيسية للمالحة البحرية و في استغالل البحار و قد حاول الفقه و قواعد القانون
الدولي إعطاء تعريف موحد للسفينة و كذا التشريع البحري الجزائري من اجل استخالص الطبيعة
القانونية لهذه األخيرة.
ان السفينة كل منشأة عائمة مخصصة للمالحة البحرية لكن هناك جانب من هؤالء من أضاف عنصرا
جديدا بقولهم أن السفينة هي منشأة قادرة على مواجهة أخطار البحر و تستعمل خصيصا للمالحة
البحرية بصفة اعتيادية .
جاء نص المادة 13من القانون البحري بتعرف السفينة و التي نص على ما يلي " تعتبر السفينة في
عرف هذا القانون ،كل عمارة بحرية أو ألية عائمة تقوم بالمالحة البحرية اما بوسيلتها الخاصة أو عن
طريق قطرها بسفينة أخرى أو مخصصة لمثل هذه المالحة "
و من خالل هذا التعريف نجد ان أهم ما يميزها عن غيرها من العائمات أنها معدة للمالحة البحرية أي
أن المراكب النهرية ال تعد سفن و إن مارست المالحة على سبيل االستثناء .
كما تضييف المادة 56الفقرة 3من القانون نفسه على معاملة العمائر البحرية أو االلية العائمة التي
هي قيد اإلنشاء معاملة السفن و التي يمكن أن تكون محل عمليات قانونية كالرهن البحري مثال .
نستخلص أن هذه االتفاقيات الدولیة لم ترتكز على تقدیم تعریف جامع ومانع لمصطلح السفینة وإ نما
یتمحور هدفه على تحدید المنشآت البحریة لتطبیق أحكام تتناسب مع هذه المنشآت هذا من جهة ومن
جهة أخرى یتبین لنا أن هذه االتفاقیات تتناقض فیما بینها وهذا التناقض أثر سلبا على التشریعات
الداخلیة للدول.
من المسلم به أن السفینة هي كل منشأة تعمل عادة أو تكون معدة للعمل في المالحة البحریة ولو لم
تهدف إلى الربح ،باإلضافة إلى الشروط القانونیة األتي ذكرها في المطلب الثاني والمتمثلة في اإلسم،
الحمولة ،الجنسیة ،الموطن ،هناك شروط مادیة أخرى حیث ال تكتسب المنشأة العائمة وصف السفینة
إال بتوفرها .
ویعني ذلك ضرورة أن تكون لدى المنشاة القدرة الذاتیة للسیر في البحر ومواجهة المخاطر أي تمارس
نشاطها في البحر وقد حدد المشرع فقط تخصیصها للمالحة البحریة دون تحدید وجه االعتیاد ،ولم یبین
التفرقة بین السفن التي تتنقل في البحر والبواخر التي مجالها األنهار .كما یرى األستاذ بن عمار
محمد أن السبب الوحید هو عدم وجود أنهار صالحة للمالحة النهریة في الجزائر ،كما أقرت نص
المادة 162من القانون البحري الجزائري على" أن العمائر تكتسب وصف السفن سواء كانت
مخصصة للمالحة التجاریة المتعلقة بنقل البضائع والمسافرین أو المالحة المساعدة ...الخ .
وبمفهوم المخالفة المشرع البحري الجزائري ال یعتبر سفنا المنشأت العائمة التي تعمل داخل الموانئ
وال تبرحها عادة ،كاألحواض العائمة والزوارق ،ألنها غیر مخصصة للمالحة البحریة.
تعتبر السفینة من األموال المنقولة فبكونها من األموال ألنها لیست خارجة عن التعامل بطبیعتها أو
بحكم القانون ،أما لألنها منقول فإنها معدة بطبیعتها لإلنتقال من مكان لألخر وهذا ما یتضح جلیا بأن
السفن تعد أموال منقولة ،إال أنها ذات طبیعة خاصة بمعنى خضوعها لألحكام شبیهة بالعقار .
تعتبر السفینة مال وضمن تقسیم األموال فإنها من األموال التي ینطبق علیها أوصاف المنقول ألنها
تنتقل من مكان لألخر دون تلف ،وهذا ما نستخلصه بمفهوم المخالفة من نص المادة 683من القانون
المدني الجزائري التي تعرف لنا العقار حیث تنص " :كل شيء مستقر بحیزه وثابت فیه وال یمكن
نقله منه دون تلف فهو عقار ،وكل ما عدا ذلك فهو منقول" .وأكدته نص المادة 56من القانون البحري
الجزائري بنصها " :تعد السفن والعمارات البحریة األخرى أمواال منقولة ، "...مما یتفق مع طبیعة
السفن ووظیفتها التجاریة.
تعد السفینة مال منقول ذو طبیعة خاصة لإلشتباهها بالعقارات من حیث رهنها ،یرى بعض الفقهاء أن
السفینة ما هي إال مال منقول استنادا إلى تعریف المنقول على أنه مال غیر مستقر في حركة وغیر
ثابت ویمكن نقله من مكان إلى أخر دون أن یصیبه تلف .
والمقصود بالحالة المدنیة للسفینة مجموعة العناصر التي تجعلها ممیزة عن غیرها عن باقي السفن .
یكون لكل سفینة اسم خاص یمیزها عن غیرها من السفن ،لذلك اهتم المشرع الجزائري بتنظیم ٕ
شروط منح اإلسم للسفینة ،و إجراءات استصداره ،بشكل ال یترك أي مجال للبس .
المشرع البحري الجزائري تعرض إلى إسم السفینة في المادتین 16و 17فقد نص في المادة 16على
أنه " یجب أن تحمل كل سفینة اسما یمیزها عن العمارات البحریة األخرى ویختص مالك السفینة في
اختیار اسمها ،ویخضع منح اسم السفینة وتغیرها لموافقة السلطة اإلداریة البحریة المختصة ،كما أن
شروط منح االسم وتغیره تحدد بقرار من الوزیر المكلف بالتجارة البحریة" .كما وضع المشرع
شروط وضع أسماء السفینة وتغیرها وذلك في القرار المؤرخ في 5افریل 1989الذي یحدد شروط
منح أسماء السفن.
حمولة السفینة هي الطاقة أو السعة الداخلیة للسفینة ،جرى تقدیرها بوحدة القیاس المعروفة بطریقة
مرسوم Morsoumو تقاس بالبرميل و يصطلح عليها الطن الحجم Tonneauالذي یختلف ُ عن
الطن الوزني Tonneبحیث یبلغ األول ما یعادل 2 ,83متر مكعب أي 100قدم مكعب .تُعتبر
حمولة السفینة عنصر من عناصر تحدید شخصیتها وهذا ما نصت علیه المادة 18التي تنص على "
حمولة السفینة و سعتها الداخلیة یكونان عنصر من عناصر شخصیتها".
الحمولة اإلجمالیة الكلیة :يقصد بها جمیع سعة السیفینة وتشمل مجموع فراغ السفینة كلها بما في ذلك
المنشاءات القائمة على سطحها .
الحمولة االجمالية :تفترض هذه الحمولة خصم المساحة التي تحتلها اآلالت والمنشاءات السابق ذكرها،
كل األماكن المخصصة للركاب أو البضائع ،وتبین السعة الكاملة للسفینة ،أي فراغها بأكمله.
الحمولة الصافیة :يقصد بها مقدار الفراغ الذي يخصص فعال لنقل البضائع و األشخاص .
للسفینة موطن وهو الذي تم فیه تسجیلها وهو غیر میناء االستغالل ،الذي تباشر في السفینة نشاطها ،
وعادة ما یوجد في المیناء سجل تدون فیه التصرفات التي ترد على السفینة من بیع ورهن وال یوجد
للسفینة إال موطن واحد .فال یجوز للسفینة أن تتخذ أكثر من موطن كما تقتضي به نص المادة 46
قانون البحري الجزائري ":ال یمكن قبول تسجیل سفینة في دفتر التسجیل الجزائري للسفن عندما تكون
هذه السفینة مسجلة في دفتر تسجیل أجنبي ،و قبل شطبها " .
كما تلزم المادة 17من القانون نفسه بأن یكون إسم میناء تسجیل السفینة موضوعا تحت إسمها الوارد
على مقدمتها "یجب أن یوضع اسم السفینة على مقدم السفینة وعلى طرف منه ویكون میناء التسجیل
السفینة موضوعا تحت إسمها الوارد على مقدمتها".
تبرز جنسیة السفینة كأحد أهم العناصر التي تتألف منها حالتها المدنیة ،لغرض تعیینها تعیینا دقیقا
وتمیزها عن بعضها من السفن ،وتسجیل السفینة ضرورة ال یمكن االستغناء عنها لیس فقط لآلثار
القانونیة التي یمكن إن تترتب عن هذا التسجیل ،وإ نما أیضا من الناحیة اإلداریة إذ أن هذا التسجیل ألة
في ید الدولة للرقابة واإلشراف على جنسیة السفینة ّ .وقد نظّم المشرع الجزائري كل من جنسیة
السفینة و تسجیلها و أوجب شهر كل ما یرد علیها من تصرفات في سجل السفن بمكتب التسجیل
الخاص .
تعتبر الجنسیة رابطة قانونیة بین الشخص الطبیعي ودولة معینة ،ویعود سبب تمتع السفینة بالجنسیة
أنه قد تكون في أعالي البحار وهي میاه دولیة ال تخضع لسیادة أي دولة فإنها تحتاج لحمل جنسیة دولة
ما أوجب القانون الدولي أن تكون السفینة مسجلة في دولة معینة وترفع علمها ،وتنظم كل دولة شروط
منح الجنسیة للسفن وتسجیل السفن في إقلیمها والحق في رفع علمها .وللسفن جنسیة الدولة التي یحق
لها رفع علمها وتمنحها الوثائق التي تثبت وتقر حصولها على الجنسیة .
الخاتمة :
و في الختام يظهر من النصوص القانونية الصادرة مند االستقالل الى يومنا هذا نية المشرع الجزائري
في االرتقاء بالقانون البحري و إضفاء البعد العالمي على هذا الفرع من القانون .
هذا االهتمام بالقانون البحري عموما وبالنظام القانوني للسفينة خصوصا يعتبر ثمرة اتفاقيات و
المعاهدات الدولية التي انضمت إليها الجزائر بغاية التنسيق بين مختلف االنظمة القانونية أحيانا وتوحيد
بعض االحكام أحيانا أخرى ،خصوصا أن الجزائر بموقعها الجغرافي على واجهة بحرية مهمة من
البحر األبيض المتوسط و على اعتبار هذا االخير منطقة عبور فقد أضحى تسطير قواعد تنظم بإحكام
النشاط البحري أمرا ملحا .
-1لخضر زازة ،الوضع القانوني للسفينة في المناطق البحرية المختلفة – دراسة في ضوء القانون
الدولي الجديد للبحار -رسالة ماجستر ،كلية الحقوق ،جامعة وهران ،1999ص 26
-2إبراهيم عناني ،قانون البحار ،الجزء األول ،دار الفكر العربي القاهرة ، 1975ص .78
-3بن عمار محمد" ،مفهوم السفینة في القانون البحري الجزائري " ،المجلة الجزائریة للعلوم القانونیة
و اإلقتصادیة والسیاسیة ،جامعة الجزائر،ع، 1993، 1من ص 106إلى .113