Professional Documents
Culture Documents
بحث مبدا شرعية الجريمة والعقوبة PDF
بحث مبدا شرعية الجريمة والعقوبة PDF
الثانية حقوق
بحث حول:
الفوج 05
الموسم الدراسي
2023/2022
1
خطة البحث
مقدمة
المبحث األول :ماهية مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة وخصائصه
المطلب األول :مفهوم مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة
المطلب الثاني :خصائص مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة
المبحث الثاني :نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة واالستثناءات الواردة
عليه
المطلب األول :نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة
المطلب الثاني :االستثناءات الواردة على مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة
خاتمة
قائمة المراجع
2
مقدمة
يحدد النص في قانون العقوبات والقوانين المكملة له األفعال المحظورة ،التي بعد اقترافها بشروط
معينة جريمة من الجرائم وتتعدد هذه النصوص بتعدد األفعال التي يحظرها القانون ،وتسمى
نصوص التجريم ،فالفعل ال يمكن اعتباره جريمة إال إذا انطبق عليه أحد هذه النصوص.
ومعنى ذلك ،أن النصوص المذكورة هي التي تحدد كل الجرائم وتحتكرها فال يجوز لغيرها من
النصوص القانونية أن تشاركها في هذا العمل وبذلك ينحصر التجريم والعقاب في نصوص قانون
العقوبات
– والقوانين المكملة له-الذي عليه أن يحدد ماهية الجرائم بدقة ويبين عقوبتها ،وبهذا الحصر ينشأ
مبدأ أساسي يسمى بمبدأ قانونية الجرائم والعقوبات أو مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات ومقتضى
هذا المبدأ أن الجريمة ال ينشؤها إال نص قانوني وأن العقوبة ال يقررها إال نص قانوني وعلى هذا
األساس يتبادر إلى ذهننا عدة تساؤالت ولعل أهمها:
ما المقصود من هذا المبدأ وماهي خصائصه ونطاق تطبيقه واالستثناءات الواردة عليه
3
المبحث األول :ماهية مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة وخصائصه
المطلب األول :مفهوم مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة
يقصد بمبدأ الشرعية الجنائية أو الركني الشرعي للجريمة وجود نص يجرم الفعل ويقدر عقوبته
قبل وقوعه ،وعدم تمتع الفعل بسبب من أسباب اإلباحة ()1
.1وجود نص يجرم الفعل قبل وقوعه :وجود النص يسبق وقوع الفعل ،فالمبدأ يقضي بعدم جواز
معاقبة الشخص على فعل وقع منه إال إذا كان هذا الفعل مجرما بنص قبل وقوع الفعل كما يجب
ان يكون النص المجرم تشريعيا مكتوبا.
.2عدم وجود سبب من أسباب اإلباحة تبيح الفعل :يشترط المبدأ كذلك عدم اتسام الفعل
بالمشروعية وهي تندرج تحت ثالثة عناصر:
– ما يأمر به القانون (حكم اإلعدام ……)
– ما يأذن به القانون (الجراحة ،المالكمة ……)
المطلب الثاني :خصائص مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة
-1التحديد والتدقيق:
يجب أن يكون قانون العقوبات صريح في نصوصه؛ فال يعلوه الغموض
أو يشوبه النقص أو يحتاج إلى نصوص واجتهادات تفسر معناه أو ما قصد المشرع
عند وضعه؛ فقانون العقوبات يُعتبر ذا حساسية خاصة لما ألثر تطبيقه من نتائج يصل
حدها األقصى إلى اإلعدام ،فهنا ال مجال للخلط والغلط ،فينبغي أن يراعي المشرع
عند صياغة قانون العقوبات الدقة والوضوح ،بحيث ال يحتمل التأويل ،فقانون العقوبات
هو أخطر فروع القانون.
وفي حال عدم تضمن قانون العقوبات لنص واضح وصريح يعاقب على فعل
معين أو امتناع عن فعل فال يجوز الرجوع إلى السوابق القانونية لتجريم الفعل
أو االمتناع ،مهما كان الفعل المرتكب جسيما وهذا للحفاظ على مبدأ الشرعية واالستقرار
القانوني في المجتمع وثبات القانون وتأكيد سيادته)2( .
-2طابع السيادة:
ينفرد القانون الجنائي عموما بهذه الخاصية مقارنة بفروع القوانين األخرى
حيث يتجاوز تطبيق القانون الجنائي إقليم الدولة على بعض الجرائم التي ترتكب
في دول أجنبية إذا كانت هذه الجرائم ماسة بسيادة الدولة مثل الجرائم التي ترتكب
على متن السفن والطائرات الجزائرية الحربية مهما كانت الدولة التي تتواجد فيها
هذه السفن والطائرات ومهما كانت جنسية الجاني والمجني عليه ،كما ينطبق قانون
العقوبات على الجرائم الماسة بسيادة الدولة ولو ارتكبت خارج إقليمها ومهما كانت
جنسية مرتكب الفعل المجرم)2( .
-3القواعد القانونية االمرة:
يتضمن قانون العقوبات في مجمله قواعد قانونية آمرة ،فقانون العقوبات يأمر
المخاطبين به بعدم إتيان األفعال المجرمة دون أن ينص على ذلك صراحة ،وإنما يكفي
4
أن ينص على تجريم فعل ما ،مثال (:القتل ،السرقة )...حتى يذعن الجميع لذلك.
فالقاعدة الجنائية أول ما تقوم به هو ترهيب وتهديد نفسية المخاطبين بها لئال
يقوموا بارتكاب الجرائم ،وهي بذلك تشكل مانعا من إتيان السلوك المحظور تشريعا ،لكن
بعد وقوع الجريمة وثبوت المسؤولية الجزائية للفاعل فإن العقوبة هي الجزاء الذي ينتظر
الجاني)2( .
المبحث الثاني :نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة واالستثناءات
الواردة عليه
المطلب األول :نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة
الفرع األول :نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة من حيث الزمان
إن المشرع يضع تشريعات عقابية من أجل مكافحة الجريمة وتكون تشريعاته متماشية مع
حركة المجتمع ونشاط المجرمين ،مما يقتضي على المشرع تبديل أو تغير القانون الجنائي
فيصبح تطبيقه الغيا عن الجرائم التي ووقعت قبل صدوره ونافدا عن الجرائم الواقعة بعد
ذلك ،وتكون القوانين نافدة بعد إصدارها ونشرها في الجريدة الرسمية)3( .
-1مبدأ عدم رجعية القوانين:
لقد نصت المادة الثانية من قانون العقوبات حيث ورد في نصها “ال يسري قانون
العقوبات على الماضي” أي أن القانون ال يحكم الوقائع التي سبقته وإنما يحكم الوقائع
بعد نفاده ويترتب على هذه المادة قاعدة عدم رجعية القوانين العقابية األسوأ للمتهم ،كما
ورد أيضا في نص المادة التي ذكرت سابقا “اال ما كان أقل شدة “فيترتب على هذه
الحالة قاعدة أخرى هي رجعية القوانين العقابية األصلح للمتهم والتي سنتطرق إليها في
الفرع الثاني.
قاعدة عدم رجعية القوانين العقابية األسوأ للمتهم:
ومفاد هذه القاعدة أن القانون الجنائي الجديد الذي يجرم فعل لم يكن مجرما من قبل ،كما
أنه ال يمكن سريانه على األشخاص الذين قاموا بالفعل قبل صدور القانون الجديد وهذا
من جهة التجريم ،ومن جهة العقاب ال يمكن أن تسري العقوبات التي نص عليها القانون
على الجرائم التي ارتكبت قبل صدوره .كما تتطلب هذه القاعدة اإللمام بتاريخ الواقعة
فإذا أرتكب المتهم فعله المجرم قبل صدور القانون فل يكون نافذا عليه ،فيما يطبق عليه
إذا كان فعله صادرا بعد ذلك ،أما إذا كان تاريخ الواقعة مجهول حيث يقع شك في التاريخ
فعله فان القاعدة القانون الجديد ألسوأ له وبعد صدور القانون إذا كان أصلح له)4( .
الفرع الثاني :نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة من حيث المكان
-2مبدأ االقليمية:
ال يكفي تحديد الفترة الزمنية التي يكون فيها النص الجنائي ساري المفعول بل ينبغي
أيضا تحديد المكان الذي يغطيه تطبيق هذا النص و ذلك من خالل تحديد المكان الذي
وقعت فيه الجريمة وهو ما يسمى بسريان قانون العقوبات من حيث المكان والذي يحكمه
مبدأ اإلقليمية ونعني بمبدأ اإلقليمية تطبيق قانون العقوبات على كل الجرائم التي ترتكب
في إقليم الدولة مهما كانت جنسية مرتكبيها حسب ما ذكرته المادة 3من قانون العقوبات
يطبق قانون العقوبات على كافة الجرائم التي ترتكب في أراضي الجمهورية و بالرجوع
5
إلى المبادئ العامة في القانون الدولي العام يمكن تحديد إقليم الدولة على انه اإلقليم البري
و تحدده الحدود السياسية للدولة و اإلقليم البحري و يشمل المياه اإلقليمية للدولة واإلقليم
الجوي و هو طبقات الجو الذي يعلو اإلقليمين البري و البحري للدولة)5( .
الجرائم المرتكبة في السفن والطائرات:
فيما يخص الجرائم المرتكبة في السفن:
نصت المادة 095من قانون اإلجراءات الجرائم ((تختص الجهات القضائية الجزائرية
بالنظر في الجنايات والجنح التي ترتكب في عرض البحر على بواخر تحمل الراية
الجزائرية أيا كانت جنسية مرتكبيها وكذلك الشأن بالنسبة للجنايات والجنح التي ترتكب
في ميناء بحرية جزائرية على ظهر باخرة تجارية أجنبية)) فمثال سفينة جزائرية
موجودة في مياه إقليمية أجنبية تطبق عليها القوانين التابعة لإلقليم الذي توجد فيه السفينة.
()6
فيما يخص الطائرات:
تنص المادة 091من قانون اإلجراءات الجزائية تختص الجهات القضائية الجزائرية
بنظر الجنايات و الجنح التي ترتكب على متن طائرات جزائرية أيا كانت جنسية مرتكب
الجريمة كما ألها تختص أيضا بنظر الجنايات أو الجنح على الطائرات األجنبية إذا كان
الجاني أو المعني من جنسية جزائرية أو إذا هبطت الطائرة بالجزائر بعد قيام الجناية أو
الجنحة و تختص بنظرها المحاكم التي وقع بدائرتها هبوط الطائرة في حالة القبض على
الجاني ما إذا كان مرتكب الجريمة قد قبض عليه بالجزائر فيما بعد إذا كانت الطائرة
أجنبية و الجاني أجنبي و المجني عليه أجنبي لكن الطائرة هبطت في الجزائر يطبق عليه
القانون الجزائري إذا كان الجاني جزائري و المجني عليه جزائري حتى و إن كانت
الطائرة أجنبية.
-3المبادئ االحتياطية:
-1مبدأ الشخصية:
مفادها تطبيق قانون العقوبات الجزائري على كل شخص يحمل جنسية جزائرية
ارتكب جناية أو جنحة في الخارج ثم عاد إلى الجزائر وهو ما يعبر عنه بمبدأ
الشخصية اإليجابية كما يطبق القانون الجزائري إذا كان المجني عليه في جناية أو
جنحة جزائري والجاني أجنبي هذا ما يسمى بمبدأ الشخصية السلبية وهو مبدأ مكمل
لمبدأ اإلقليمية ألن لو اكتفينا بمبدأ اإلقليمية سيعني هذا إن كل شخص ارتكب جريمة
في الخارج ثم عاد إلى الجزائر سوف لن يعاقب إضافة إلى انه ال يجوز للدولة ان
تسلم الجاني الذي يحمل جنسيتها إلى الدولة التي وقعت فيها الجريمة فهذا مخالف
لمبادئ الدستور.
ومن شروط تطبيق مبدأ الشخصية بالنسبة إلى الجنايات ال بد من توفر الشروط
التالية)7( :
أن توصف الجريمة إلى أنها جناية في نظر القانون الجزائري بالغض النظر عن
وصفها في قانون الدولة التي وقعت فيها.
أن يتمتع الجاني بالجنسية الجزائرية سواء كانت أصلية أو مكتسبة ولو اكتسبها
بعد ارتكاب الجريمة.
أن ترتكب الجريمة خارج إقليم الجزائر.
أن يعود الجاني إلى الجزائر فال يحاكم غيابيا.
6
أال يكون قد حكم على الجاني نهائيا أو قضى العقوبة أو سقطت بالعفو عنه
بالدول األجنبية إذ ال يجوز محاكمة الشخص مرتين على فعل واحد.
بالنسبة إلى الجنح:
أن توصف الجريمة على أنها جنحة في كل من القانون الجزائري والدول التي
وقعت فيها.
أن يتمتع الجاني بالجنسية الجزائرية.
أن ترتكب الجريمة في الخارج.
أن يعود الجاني إلى الجزائر.
أال يكون قد حكم عليه.
-2مبدأ العينية:
ومعناه تطبيق قانون العقوبات على كل شخص يحمل جنسية أجنبية ارتكب في
الخارج جريمة تمس بمصالح األساسية للدولة بشرط أن يتم القبض عليه في الجزائر
أو يستلم من طرف الدولة التي وقعت فيها الجريمة.
شروط تطبيقها:
أن يرتكب الجاني جنحة أو جناية تمس بمصلحة الدولة.
أن يتمتع الجاني بجنسية أجنبية.
أن تقع الجريمة بالخارج.
أال يكون قد حكم عليه وقضى العقوبة)8( .
-3مبدأ العالمية:
معناه تطبيق قانون العقوبات على كل شخص يحمل جنسية أجنبية ارتكب جرائم
خطيرة ضد اإلنسانية في الخارج وتم القبض عليه في الجزائر لم يرد نص صريح
يفيد بان المشرع أخذ بهذا المبدأ إال انه ونظرا لتعاون الدول في مكافحة اإلجرام
أمكن تطبيق هذا المبدأ ومن جرائم الحرب ومن أمثلتها جرائم التجارة بالمخدرات
واألسلحة وأعضاء اإلنسان والقرصنة واإلرهاب)9( .
المطلب الثاني :االستثناءات الواردة على مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة
الفرع االول :االستثناءات الواردة على مبدأ عدم رجعية القوانين
قاعدة رجعية القوانين العقابية األصلح للمتهم:
ومفاد هذه القاعدة أن القانون العقابي يزيل صفة التجريم عن فعل ويمكن أن يطبق على من
أرتكب هذا الفعل قبل صدور القانون ،كما أن القانون الجديد الذي يكون أخف في عقوبته
يطبق أيضا على األفعال المرتكبة قبل صدوره شريطة أال يكون قد صدر حكم نهائي على
الفعل المجرم وبمقتضى هذا الحكم يطبق األصلح للمتهم بأثر رجعي وعلة هذا االستثناء أن
المشرع أذا ألغى عقوبة أو خفضها فألنه رأى في شدتها ما ال يتماشى مع العدل أو ماال يفيد
المجتمع وحتى يكون أثر رجعي يجب توفر شرطين:
-1الشرط االول :صدور القانون قبل حكم نهائي
حتى يستفيد المتهم من القانون األصلح يجب أن يصدر هذا القانون قبل أن يصبح حكم
نهائيا والحكم النهائي هو الذي يصدر بعد استنفاده لطرق الطعن المختلفة من معارضة
7
واستئناف والتماس وإعادة النظر وغيرها ،فان حكم على المتهم بحكم ابتدائي وما زالت
أمامه فرص للطعن التي يحددها القانون ،ثم ظهر قانون جديد أصلح للمتهم فانه يستفيد
منه ،ويصبح الحكم الصادر في شأنه الغيا.
– غير أن المشرع الجزائري خرج بصفة استثنائية عن هذه القاعدة في القانون رقم -99
50المؤرخ في 1999-50-13المتعلق باستعادة الوئام المدني إذ نصت المادتان 30و30
منه على أن القانون يستفيد منه المحكوم عليهم نهائيا.
– أما إذا حاز الحكم قوة الشيء المقضي فاألصل أال يستفيد المحكوم عليه من القانون
الجديد وعادة ما يستفيد المحكوم عليه في هذه الحالة من عفو رئاسي)9( .
-2الشرط الثاني :صالحية القانون للمتهم
يقوم القاضي بالموازنة بين القانون الجديد و القانون القديم ويرى ان كان القانون الجديد
أصلح للمتهم في تطبيقه عليه أم ال دون تخيير المتهم في ذلك .و يعتمد القاضي على
ضوابط محددة مستمدة من ترتيب قانون العقوبات من حيث أنواع الجرائم و تدرجها مع
العقوبات ،كما يسقط القاضي كال القانونين بحيث يضع المتهم في وضع احسن و هو
القانون االصلح تطبيقه ،و معنى ذلك انه ال يشترط أن يكون القانون الجديد اخف من
القانون القديم ،بل يمكن أن يكون القانون الجديد اشد بصفة عامة و لكنه اخف بالنسبة
لفعل المتهم فيكون القانون الجديد أصلح للمتهم من ناحية التجريم او الفعل من عدمه أو
من ناحية العقاب أو من ناحيتهما معا.
من ناحية التجريم:
يكون القانون الجديد أصلح للمتهم في أحوال التالية:
إذا أضيف في القانون الجديد ركنا آخر من أركان الجريمة لم يكن موجودا في
القانون القديم مما يعني ان الفعل المتهم ال يشكل جريمة بالمعيار الجديد.
إذا أضيف في القانون الجديد سبب اإلباحة أو مانعا جديدا من موانع المسؤولية
أو مانعا من موانع العقاب يتوفر عليه المتهم.
إذا كان الفعل المتهم مجرما في القانون القديم ثم حذف في القانون الجديد فأصبح
فعل المتهم مباحا .كأن يلغي المادة التي تجرم الفعل.
أن يغير القانون الجديد من وصف الجريمة التي ارتكبت قبله من جناية إلى
جنحة أو مخالفة أو جنحة إلى مخالفة.
إذا أجاز للقاضي منح وقت التنفيذ بعد ما كان يمنع عليه ذلك.
من ناحية العقاب:
يـكون القــانون أصلح للمتهم إذا قرر عقوبة أخف من العقوبة المقررة في القانــون
الســــــــابق ومثال ذلك القانــون رقم 15-90المعدل والمتمم لقانون الجمارك ،الذي
بموجبه أصبحت العقوبة الحبس المقررة لجنحة االستيراد أو التصدير بدون تصريح من
شهرين إلى ستة أشهر “ال مادة 320ق.ج” بعد ما كانت من 12شهرا إلى 22شهرا “ال
مادة 322ق.ج” ()10
التطبيق الفوري لقوانين:
على خالف القوانين العقابية التي ال تكون رجعيتها اال بصفة استثنائية ،فان القوانين
الشكلية التي تتعلق فقط بمعاينة الجرائم ومتابعتها ،كما أنها ال تمس بعناصر الجرائم وال
بالمسؤولية وال بالعقوبة فان هذه القوانين تطبق فور نفادها بحيث تطبق حتى محاكمة من
أجل الجرائم المرتكبة قبل صدور هذه القوانين حتى إذا كانت الدعوى قد بوشرت عند
8
صدور هذه القوانين ما لم يصدر فيها حكم نهائي ،غير أن تطبيق الفوري للقانون الجديد
يعرف حدين:
ال يطبق القانون الجديد فورا كلما و جد لصالح المتهم المتابع أو المحكوم حق
المكتسب ومن هذا القبيل القانون الجديد الذي يحذف احد طرق الطعن أو يقلص
من مهلتها أو أثرها فعلى سبيل المثال إذا صدر حكم في ظل القانون الحالي الذي
يجيز استئناف في مواد المخالفات و بعد هذا الحكم ب6أيام صدر قانون يلغي
هذا االستئناف في مواد المخالفات ،ففي هذه الحالة يكون من حق المحكوم عليه
االستئناف في الحكم المذكور رغم صدور القانون الجديد ،كما أنه ال تطبق هذه
القوانين على من استفاد من طرق الطعن التي يحددها القانون أو أجل صدور
الحكم الذي أدانه و من ثم يستبعد تطبيق القانون الجديد لكونه يمس بحق مكتسب.
ال يؤدي تطبيق القانون الجديد بأي حال من األحوال إلى إبطال اإلجراءات التي
تمت صحيحة في ظل القانون السابق .وعلى سبيل المثال نذكر ما جاء به القانون
رقم 50-51المؤرخ في 26جوان 2551المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات
الجزائية بخصوص األمر بالحبس المؤقت إذ نص على أن يكون الحبس المؤقت
بموجب أمر الوضع في الحبس وليس بناء على مجرد أمر اإليداع كما كان
سابقا ،فان هذا اإلجراء الجديد ال يكون له أثر على صحة أوامر اإليداع الحبس
التي أصدرها قضاة التحقيق في ظل القانون السابق.
الفرع الثاني :االستثناءات الواردة على مبدأ اإلقليمية
مبدأ اإلقليمية يقضي بخضوع كل الجرائم المرتكبة على إقليم الدولة لقانونها مهما كان
مرتكبها وجنسيته ،ومركزه االجتماعي ووظيفته ،اال أن االستثناء الوارد على هدا المبدأ هو
عدم سريان قانون العقوبات للدولة على بعض الجرائم المرتكبة على اقليمها بسبب الحصانة
الدي يتمتع بها مرتكبو هده الجرائم ،واما أن يكون مصدر هده الحصانة القانون الداخلي
للدولة او مصدرها المعاهدات الدولية ،فمن هم ادن هؤالء األشخاص؟ ()11
رئيس الدولة.
نواب البرلمان (نواب المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة).
رؤساء الدول األجنبية.
رجال السلك السياسي والدبلوماسي األجنبي.
السلك القنصلي.
رجال القوات العسكرية األجنبية.
9
خاتمة
نستنتج من هذه الدراسة ،أن مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة هو النص القانوني الذي يبين الفعل
المكون للجريمة ويحدد العقاب الذي يفرضه على مرتكبها ،وهو ما ذكرته المادة األولى من
قانون العقوبات الجزائري.
كما يستلزم هذا المبدأ أن تكون القاعدة الجنائية سارية في الزمان والمكان الذين ارتكبت فيهما
الجريمة ،بحيث أن النص الجنائي تحكمه قاعدة عدم رجعية القوانين للتطبيق على الماضي
باستثناء القانون األصلح للمتهم ،ويحكمه أيضا مبدأ إقليمية النص الجنائي باستثناء األشخاص
الذين تم ذكرهم.
11
قائمة المراجع
( )1أ .بالعليات إبراهيم ،أركان الجريمة وطرق إثباتها في ق م ج ،ص ،92دار الخلد ونية،
ط ،1الجزائر 2550
( )2محاضرات الجريمة والعقوبة الدكتور سويقات.ب جامعة ورقلة
( )3عبد الله سليمان شرح ق ع ج ،ص ،02ج 1ديوان المطبوعات الجامعية ،سنة 2550
( )4منصور رحماني ،الوجيز في القانون الجنائي العام ،ص ،133دار العلوم ،عنابة 2556،
( )5بالعليات إبراهيم ،مرجع سابق ،ص151
( )6عبد الله سليمان ،مرجع سابق ،ص 156و150
( )7بالعليات إبراهيم ،مرجع سابق ،ص156
( )8منصور رحماني ،مرجع سابق ،ص103
( )9منصور رحماني ،مرجع سابق ،ص133
منصور رحماني ،مرجع سابق ،ص 136و130 ()10
سويقات.ب مرجع سابق ()11
11
12