Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫الثانية حقوق‬

‫بحث حول‪:‬‬

‫مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة‬

‫تحث اشراف األستاذ‬ ‫من اعداد الطالب‬


‫سيبوكر‬ ‫بوعزة أسامة‬

‫الفوج ‪05‬‬

‫الموسم الدراسي‬
‫‪2023/2022‬‬
‫‪1‬‬
‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة وخصائصه‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة واالستثناءات الواردة‬
‫عليه‬
‫المطلب األول‪ :‬نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫يحدد النص في قانون العقوبات والقوانين المكملة له األفعال المحظورة‪ ،‬التي بعد اقترافها بشروط‬
‫معينة جريمة من الجرائم وتتعدد هذه النصوص بتعدد األفعال التي يحظرها القانون‪ ،‬وتسمى‬
‫نصوص التجريم‪ ،‬فالفعل ال يمكن اعتباره جريمة إال إذا انطبق عليه أحد هذه النصوص‪.‬‬
‫ومعنى ذلك‪ ،‬أن النصوص المذكورة هي التي تحدد كل الجرائم وتحتكرها فال يجوز لغيرها من‬
‫النصوص القانونية أن تشاركها في هذا العمل وبذلك ينحصر التجريم والعقاب في نصوص قانون‬
‫العقوبات‬
‫– والقوانين المكملة له‪-‬الذي عليه أن يحدد ماهية الجرائم بدقة ويبين عقوبتها‪ ،‬وبهذا الحصر ينشأ‬
‫مبدأ أساسي يسمى بمبدأ قانونية الجرائم والعقوبات أو مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات ومقتضى‬
‫هذا المبدأ أن الجريمة ال ينشؤها إال نص قانوني وأن العقوبة ال يقررها إال نص قانوني وعلى هذا‬
‫األساس يتبادر إلى ذهننا عدة تساؤالت ولعل أهمها‪:‬‬
‫ما المقصود من هذا المبدأ وماهي خصائصه ونطاق تطبيقه واالستثناءات الواردة عليه‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة وخصائصه‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة‬
‫يقصد بمبدأ الشرعية الجنائية أو الركني الشرعي للجريمة وجود نص يجرم الفعل ويقدر عقوبته‬
‫قبل وقوعه‪ ،‬وعدم تمتع الفعل بسبب من أسباب اإلباحة (‪)1‬‬
‫‪ .1‬وجود نص يجرم الفعل قبل وقوعه‪ :‬وجود النص يسبق وقوع الفعل‪ ،‬فالمبدأ يقضي بعدم جواز‬
‫معاقبة الشخص على فعل وقع منه إال إذا كان هذا الفعل مجرما بنص قبل وقوع الفعل كما يجب‬
‫ان يكون النص المجرم تشريعيا مكتوبا‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم وجود سبب من أسباب اإلباحة تبيح الفعل‪ :‬يشترط المبدأ كذلك عدم اتسام الفعل‬
‫بالمشروعية وهي تندرج تحت ثالثة عناصر‪:‬‬
‫– ما يأمر به القانون (حكم اإلعدام ……)‬
‫– ما يأذن به القانون (الجراحة‪ ،‬المالكمة ……)‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة‬
‫‪ -1‬التحديد والتدقيق‪:‬‬
‫يجب أن يكون قانون العقوبات صريح في نصوصه؛ فال يعلوه الغموض‬
‫أو يشوبه النقص أو يحتاج إلى نصوص واجتهادات تفسر معناه أو ما قصد المشرع‬
‫عند وضعه؛ فقانون العقوبات يُعتبر ذا حساسية خاصة لما ألثر تطبيقه من نتائج يصل‬
‫حدها األقصى إلى اإلعدام‪ ،‬فهنا ال مجال للخلط والغلط‪ ،‬فينبغي أن يراعي المشرع‬
‫عند صياغة قانون العقوبات الدقة والوضوح‪ ،‬بحيث ال يحتمل التأويل‪ ،‬فقانون العقوبات‬
‫هو أخطر فروع القانون‪.‬‬
‫وفي حال عدم تضمن قانون العقوبات لنص واضح وصريح يعاقب على فعل‬
‫معين أو امتناع عن فعل فال يجوز الرجوع إلى السوابق القانونية لتجريم الفعل‬
‫أو االمتناع‪ ،‬مهما كان الفعل المرتكب جسيما وهذا للحفاظ على مبدأ الشرعية واالستقرار‬
‫القانوني في المجتمع وثبات القانون وتأكيد سيادته‪)2( .‬‬
‫‪ -2‬طابع السيادة‪:‬‬
‫ينفرد القانون الجنائي عموما بهذه الخاصية مقارنة بفروع القوانين األخرى‬
‫حيث يتجاوز تطبيق القانون الجنائي إقليم الدولة على بعض الجرائم التي ترتكب‬
‫في دول أجنبية إذا كانت هذه الجرائم ماسة بسيادة الدولة مثل الجرائم التي ترتكب‬
‫على متن السفن والطائرات الجزائرية الحربية مهما كانت الدولة التي تتواجد فيها‬
‫هذه السفن والطائرات ومهما كانت جنسية الجاني والمجني عليه‪ ،‬كما ينطبق قانون‬
‫العقوبات على الجرائم الماسة بسيادة الدولة ولو ارتكبت خارج إقليمها ومهما كانت‬
‫جنسية مرتكب الفعل المجرم‪)2( .‬‬
‫‪ -3‬القواعد القانونية االمرة‪:‬‬
‫يتضمن قانون العقوبات في مجمله قواعد قانونية آمرة‪ ،‬فقانون العقوبات يأمر‬
‫المخاطبين به بعدم إتيان األفعال المجرمة دون أن ينص على ذلك صراحة‪ ،‬وإنما يكفي‬

‫‪4‬‬
‫أن ينص على تجريم فعل ما‪ ،‬مثال‪ (:‬القتل‪ ،‬السرقة‪ )...‬حتى يذعن الجميع لذلك‪.‬‬
‫فالقاعدة الجنائية أول ما تقوم به هو ترهيب وتهديد نفسية المخاطبين بها لئال‬
‫يقوموا بارتكاب الجرائم‪ ،‬وهي بذلك تشكل مانعا من إتيان السلوك المحظور تشريعا‪ ،‬لكن‬
‫بعد وقوع الجريمة وثبوت المسؤولية الجزائية للفاعل فإن العقوبة هي الجزاء الذي ينتظر‬
‫الجاني‪)2( .‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة واالستثناءات‬
‫الواردة عليه‬
‫المطلب األول‪ :‬نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة‬
‫الفرع األول‪ :‬نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة من حيث الزمان‬
‫إن المشرع يضع تشريعات عقابية من أجل مكافحة الجريمة وتكون تشريعاته متماشية مع‬
‫حركة المجتمع ونشاط المجرمين‪ ،‬مما يقتضي على المشرع تبديل أو تغير القانون الجنائي‬
‫فيصبح تطبيقه الغيا عن الجرائم التي ووقعت قبل صدوره ونافدا عن الجرائم الواقعة بعد‬
‫ذلك‪ ،‬وتكون القوانين نافدة بعد إصدارها ونشرها في الجريدة الرسمية‪)3( .‬‬
‫‪ -1‬مبدأ عدم رجعية القوانين‪:‬‬
‫لقد نصت المادة الثانية من قانون العقوبات حيث ورد في نصها “ال يسري قانون‬
‫العقوبات على الماضي” أي أن القانون ال يحكم الوقائع التي سبقته وإنما يحكم الوقائع‬
‫بعد نفاده ويترتب على هذه المادة قاعدة عدم رجعية القوانين العقابية األسوأ للمتهم‪ ،‬كما‬
‫ورد أيضا في نص المادة التي ذكرت سابقا “اال ما كان أقل شدة “فيترتب على هذه‬
‫الحالة قاعدة أخرى هي رجعية القوانين العقابية األصلح للمتهم والتي سنتطرق إليها في‬
‫الفرع الثاني‪.‬‬
‫قاعدة عدم رجعية القوانين العقابية األسوأ للمتهم‪:‬‬
‫ومفاد هذه القاعدة أن القانون الجنائي الجديد الذي يجرم فعل لم يكن مجرما من قبل‪ ،‬كما‬
‫أنه ال يمكن سريانه على األشخاص الذين قاموا بالفعل قبل صدور القانون الجديد وهذا‬
‫من جهة التجريم‪ ،‬ومن جهة العقاب ال يمكن أن تسري العقوبات التي نص عليها القانون‬
‫على الجرائم التي ارتكبت قبل صدوره‪ .‬كما تتطلب هذه القاعدة اإللمام بتاريخ الواقعة‬
‫فإذا أرتكب المتهم فعله المجرم قبل صدور القانون فل يكون نافذا عليه‪ ،‬فيما يطبق عليه‬
‫إذا كان فعله صادرا بعد ذلك‪ ،‬أما إذا كان تاريخ الواقعة مجهول حيث يقع شك في التاريخ‬
‫فعله فان القاعدة القانون الجديد ألسوأ له وبعد صدور القانون إذا كان أصلح له‪)4( .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق تطبيق مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة من حيث المكان‬
‫‪ -2‬مبدأ االقليمية‪:‬‬
‫ال يكفي تحديد الفترة الزمنية التي يكون فيها النص الجنائي ساري المفعول بل ينبغي‬
‫أيضا تحديد المكان الذي يغطيه تطبيق هذا النص و ذلك من خالل تحديد المكان الذي‬
‫وقعت فيه الجريمة وهو ما يسمى بسريان قانون العقوبات من حيث المكان والذي يحكمه‬
‫مبدأ اإلقليمية ونعني بمبدأ اإلقليمية تطبيق قانون العقوبات على كل الجرائم التي ترتكب‬
‫في إقليم الدولة مهما كانت جنسية مرتكبيها حسب ما ذكرته المادة ‪ 3‬من قانون العقوبات‬
‫يطبق قانون العقوبات على كافة الجرائم التي ترتكب في أراضي الجمهورية و بالرجوع‬

‫‪5‬‬
‫إلى المبادئ العامة في القانون الدولي العام يمكن تحديد إقليم الدولة على انه اإلقليم البري‬
‫و تحدده الحدود السياسية للدولة و اإلقليم البحري و يشمل المياه اإلقليمية للدولة واإلقليم‬
‫الجوي و هو طبقات الجو الذي يعلو اإلقليمين البري و البحري للدولة‪)5( .‬‬
‫الجرائم المرتكبة في السفن والطائرات‪:‬‬
‫فيما يخص الجرائم المرتكبة في السفن‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 095‬من قانون اإلجراءات الجرائم ((تختص الجهات القضائية الجزائرية‬
‫بالنظر في الجنايات والجنح التي ترتكب في عرض البحر على بواخر تحمل الراية‬
‫الجزائرية أيا كانت جنسية مرتكبيها وكذلك الشأن بالنسبة للجنايات والجنح التي ترتكب‬
‫في ميناء بحرية جزائرية على ظهر باخرة تجارية أجنبية)) فمثال سفينة جزائرية‬
‫موجودة في مياه إقليمية أجنبية تطبق عليها القوانين التابعة لإلقليم الذي توجد فيه السفينة‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫فيما يخص الطائرات‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 091‬من قانون اإلجراءات الجزائية تختص الجهات القضائية الجزائرية‬
‫بنظر الجنايات و الجنح التي ترتكب على متن طائرات جزائرية أيا كانت جنسية مرتكب‬
‫الجريمة كما ألها تختص أيضا بنظر الجنايات أو الجنح على الطائرات األجنبية إذا كان‬
‫الجاني أو المعني من جنسية جزائرية أو إذا هبطت الطائرة بالجزائر بعد قيام الجناية أو‬
‫الجنحة و تختص بنظرها المحاكم التي وقع بدائرتها هبوط الطائرة في حالة القبض على‬
‫الجاني ما إذا كان مرتكب الجريمة قد قبض عليه بالجزائر فيما بعد إذا كانت الطائرة‬
‫أجنبية و الجاني أجنبي و المجني عليه أجنبي لكن الطائرة هبطت في الجزائر يطبق عليه‬
‫القانون الجزائري إذا كان الجاني جزائري و المجني عليه جزائري حتى و إن كانت‬
‫الطائرة أجنبية‪.‬‬
‫‪ -3‬المبادئ االحتياطية‪:‬‬
‫‪ -1‬مبدأ الشخصية‪:‬‬
‫مفادها تطبيق قانون العقوبات الجزائري على كل شخص يحمل جنسية جزائرية‬
‫ارتكب جناية أو جنحة في الخارج ثم عاد إلى الجزائر وهو ما يعبر عنه بمبدأ‬
‫الشخصية اإليجابية كما يطبق القانون الجزائري إذا كان المجني عليه في جناية أو‬
‫جنحة جزائري والجاني أجنبي هذا ما يسمى بمبدأ الشخصية السلبية وهو مبدأ مكمل‬
‫لمبدأ اإلقليمية ألن لو اكتفينا بمبدأ اإلقليمية سيعني هذا إن كل شخص ارتكب جريمة‬
‫في الخارج ثم عاد إلى الجزائر سوف لن يعاقب إضافة إلى انه ال يجوز للدولة ان‬
‫تسلم الجاني الذي يحمل جنسيتها إلى الدولة التي وقعت فيها الجريمة فهذا مخالف‬
‫لمبادئ الدستور‪.‬‬
‫ومن شروط تطبيق مبدأ الشخصية بالنسبة إلى الجنايات ال بد من توفر الشروط‬
‫التالية‪)7( :‬‬
‫‪ ‬أن توصف الجريمة إلى أنها جناية في نظر القانون الجزائري بالغض النظر عن‬
‫وصفها في قانون الدولة التي وقعت فيها‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتمتع الجاني بالجنسية الجزائرية سواء كانت أصلية أو مكتسبة ولو اكتسبها‬
‫بعد ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ترتكب الجريمة خارج إقليم الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬أن يعود الجاني إلى الجزائر فال يحاكم غيابيا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬أال يكون قد حكم على الجاني نهائيا أو قضى العقوبة أو سقطت بالعفو عنه‬
‫بالدول األجنبية إذ ال يجوز محاكمة الشخص مرتين على فعل واحد‪.‬‬
‫بالنسبة إلى الجنح‪:‬‬
‫‪ ‬أن توصف الجريمة على أنها جنحة في كل من القانون الجزائري والدول التي‬
‫وقعت فيها‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتمتع الجاني بالجنسية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ ‬أن ترتكب الجريمة في الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬أن يعود الجاني إلى الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬أال يكون قد حكم عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ العينية‪:‬‬
‫ومعناه تطبيق قانون العقوبات على كل شخص يحمل جنسية أجنبية ارتكب في‬
‫الخارج جريمة تمس بمصالح األساسية للدولة بشرط أن يتم القبض عليه في الجزائر‬
‫أو يستلم من طرف الدولة التي وقعت فيها الجريمة‪.‬‬
‫شروط تطبيقها‪:‬‬
‫‪ ‬أن يرتكب الجاني جنحة أو جناية تمس بمصلحة الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتمتع الجاني بجنسية أجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬أن تقع الجريمة بالخارج‪.‬‬
‫‪ ‬أال يكون قد حكم عليه وقضى العقوبة‪)8( .‬‬
‫‪ -3‬مبدأ العالمية‪:‬‬
‫معناه تطبيق قانون العقوبات على كل شخص يحمل جنسية أجنبية ارتكب جرائم‬
‫خطيرة ضد اإلنسانية في الخارج وتم القبض عليه في الجزائر لم يرد نص صريح‬
‫يفيد بان المشرع أخذ بهذا المبدأ إال انه ونظرا لتعاون الدول في مكافحة اإلجرام‬
‫أمكن تطبيق هذا المبدأ ومن جرائم الحرب ومن أمثلتها جرائم التجارة بالمخدرات‬
‫واألسلحة وأعضاء اإلنسان والقرصنة واإلرهاب‪)9( .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة‬
‫الفرع االول‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ عدم رجعية القوانين‬
‫قاعدة رجعية القوانين العقابية األصلح للمتهم‪:‬‬
‫ومفاد هذه القاعدة أن القانون العقابي يزيل صفة التجريم عن فعل ويمكن أن يطبق على من‬
‫أرتكب هذا الفعل قبل صدور القانون‪ ،‬كما أن القانون الجديد الذي يكون أخف في عقوبته‬
‫يطبق أيضا على األفعال المرتكبة قبل صدوره شريطة أال يكون قد صدر حكم نهائي على‬
‫الفعل المجرم وبمقتضى هذا الحكم يطبق األصلح للمتهم بأثر رجعي وعلة هذا االستثناء أن‬
‫المشرع أذا ألغى عقوبة أو خفضها فألنه رأى في شدتها ما ال يتماشى مع العدل أو ماال يفيد‬
‫المجتمع وحتى يكون أثر رجعي يجب توفر شرطين‪:‬‬
‫‪ -1‬الشرط االول‪ :‬صدور القانون قبل حكم نهائي‬
‫حتى يستفيد المتهم من القانون األصلح يجب أن يصدر هذا القانون قبل أن يصبح حكم‬
‫نهائيا والحكم النهائي هو الذي يصدر بعد استنفاده لطرق الطعن المختلفة من معارضة‬
‫‪7‬‬
‫واستئناف والتماس وإعادة النظر وغيرها‪ ،‬فان حكم على المتهم بحكم ابتدائي وما زالت‬
‫أمامه فرص للطعن التي يحددها القانون‪ ،‬ثم ظهر قانون جديد أصلح للمتهم فانه يستفيد‬
‫منه‪ ،‬ويصبح الحكم الصادر في شأنه الغيا‪.‬‬
‫– غير أن المشرع الجزائري خرج بصفة استثنائية عن هذه القاعدة في القانون رقم ‪-99‬‬
‫‪50‬المؤرخ في ‪ 1999-50-13‬المتعلق باستعادة الوئام المدني إذ نصت المادتان ‪ 30‬و‪30‬‬
‫منه على أن القانون يستفيد منه المحكوم عليهم نهائيا‪.‬‬
‫– أما إذا حاز الحكم قوة الشيء المقضي فاألصل أال يستفيد المحكوم عليه من القانون‬
‫الجديد وعادة ما يستفيد المحكوم عليه في هذه الحالة من عفو رئاسي‪)9( .‬‬
‫‪ -2‬الشرط الثاني‪ :‬صالحية القانون للمتهم‬
‫يقوم القاضي بالموازنة بين القانون الجديد و القانون القديم ويرى ان كان القانون الجديد‬
‫أصلح للمتهم في تطبيقه عليه أم ال دون تخيير المتهم في ذلك ‪.‬و يعتمد القاضي على‬
‫ضوابط محددة مستمدة من ترتيب قانون العقوبات من حيث أنواع الجرائم و تدرجها مع‬
‫العقوبات ‪ ،‬كما يسقط القاضي كال القانونين بحيث يضع المتهم في وضع احسن و هو‬
‫القانون االصلح تطبيقه ‪ ،‬و معنى ذلك انه ال يشترط أن يكون القانون الجديد اخف من‬
‫القانون القديم‪ ،‬بل يمكن أن يكون القانون الجديد اشد بصفة عامة و لكنه اخف بالنسبة‬
‫لفعل المتهم فيكون القانون الجديد أصلح للمتهم من ناحية التجريم او الفعل من عدمه أو‬
‫من ناحية العقاب أو من ناحيتهما معا‪.‬‬
‫من ناحية التجريم‪:‬‬
‫يكون القانون الجديد أصلح للمتهم في أحوال التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إذا أضيف في القانون الجديد ركنا آخر من أركان الجريمة لم يكن موجودا في‬
‫القانون القديم مما يعني ان الفعل المتهم ال يشكل جريمة بالمعيار الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أضيف في القانون الجديد سبب اإلباحة أو مانعا جديدا من موانع المسؤولية‬
‫أو مانعا من موانع العقاب يتوفر عليه المتهم‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان الفعل المتهم مجرما في القانون القديم ثم حذف في القانون الجديد فأصبح‬
‫فعل المتهم مباحا‪ .‬كأن يلغي المادة التي تجرم الفعل‪.‬‬
‫‪ ‬أن يغير القانون الجديد من وصف الجريمة التي ارتكبت قبله من جناية إلى‬
‫جنحة أو مخالفة أو جنحة إلى مخالفة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أجاز للقاضي منح وقت التنفيذ بعد ما كان يمنع عليه ذلك‪.‬‬
‫من ناحية العقاب‪:‬‬
‫يـكون القــانون أصلح للمتهم إذا قرر عقوبة أخف من العقوبة المقررة في القانــون‬
‫الســــــــابق ومثال ذلك القانــون رقم ‪15-90‬المعدل والمتمم لقانون الجمارك‪ ،‬الذي‬
‫بموجبه أصبحت العقوبة الحبس المقررة لجنحة االستيراد أو التصدير بدون تصريح من‬
‫شهرين إلى ستة أشهر “ال مادة‪ 320‬ق‪.‬ج” بعد ما كانت من ‪12‬شهرا إلى ‪ 22‬شهرا “ال‬
‫مادة‪ 322‬ق‪.‬ج” (‪)10‬‬
‫التطبيق الفوري لقوانين‪:‬‬
‫على خالف القوانين العقابية التي ال تكون رجعيتها اال بصفة استثنائية‪ ،‬فان القوانين‬
‫الشكلية التي تتعلق فقط بمعاينة الجرائم ومتابعتها‪ ،‬كما أنها ال تمس بعناصر الجرائم وال‬
‫بالمسؤولية وال بالعقوبة فان هذه القوانين تطبق فور نفادها بحيث تطبق حتى محاكمة من‬
‫أجل الجرائم المرتكبة قبل صدور هذه القوانين حتى إذا كانت الدعوى قد بوشرت عند‬

‫‪8‬‬
‫صدور هذه القوانين ما لم يصدر فيها حكم نهائي‪ ،‬غير أن تطبيق الفوري للقانون الجديد‬
‫يعرف حدين‪:‬‬
‫‪ ‬ال يطبق القانون الجديد فورا كلما و جد لصالح المتهم المتابع أو المحكوم حق‬
‫المكتسب ومن هذا القبيل القانون الجديد الذي يحذف احد طرق الطعن أو يقلص‬
‫من مهلتها أو أثرها فعلى سبيل المثال إذا صدر حكم في ظل القانون الحالي الذي‬
‫يجيز استئناف في مواد المخالفات و بعد هذا الحكم ب‪6‬أيام صدر قانون يلغي‬
‫هذا االستئناف في مواد المخالفات ‪،‬ففي هذه الحالة يكون من حق المحكوم عليه‬
‫االستئناف في الحكم المذكور رغم صدور القانون الجديد ‪،‬كما أنه ال تطبق هذه‬
‫القوانين على من استفاد من طرق الطعن التي يحددها القانون أو أجل صدور‬
‫الحكم الذي أدانه و من ثم يستبعد تطبيق القانون الجديد لكونه يمس بحق مكتسب‪.‬‬
‫‪ ‬ال يؤدي تطبيق القانون الجديد بأي حال من األحوال إلى إبطال اإلجراءات التي‬
‫تمت صحيحة في ظل القانون السابق‪ .‬وعلى سبيل المثال نذكر ما جاء به القانون‬
‫رقم ‪50-51‬المؤرخ في ‪26‬جوان ‪2551‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات‬
‫الجزائية بخصوص األمر بالحبس المؤقت إذ نص على أن يكون الحبس المؤقت‬
‫بموجب أمر الوضع في الحبس وليس بناء على مجرد أمر اإليداع كما كان‬
‫سابقا‪ ،‬فان هذا اإلجراء الجديد ال يكون له أثر على صحة أوامر اإليداع الحبس‬
‫التي أصدرها قضاة التحقيق في ظل القانون السابق‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ اإلقليمية‬
‫مبدأ اإلقليمية يقضي بخضوع كل الجرائم المرتكبة على إقليم الدولة لقانونها مهما كان‬
‫مرتكبها وجنسيته‪ ،‬ومركزه االجتماعي ووظيفته‪ ،‬اال أن االستثناء الوارد على هدا المبدأ هو‬
‫عدم سريان قانون العقوبات للدولة على بعض الجرائم المرتكبة على اقليمها بسبب الحصانة‬
‫الدي يتمتع بها مرتكبو هده الجرائم‪ ،‬واما أن يكون مصدر هده الحصانة القانون الداخلي‬
‫للدولة او مصدرها المعاهدات الدولية‪ ،‬فمن هم ادن هؤالء األشخاص؟ (‪)11‬‬
‫رئيس الدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نواب البرلمان (نواب المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رؤساء الدول األجنبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رجال السلك السياسي والدبلوماسي األجنبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السلك القنصلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رجال القوات العسكرية األجنبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬‬
‫خاتمة‬
‫نستنتج من هذه الدراسة‪ ،‬أن مبدأ شرعية الجريمة والعقوبة هو النص القانوني الذي يبين الفعل‬
‫المكون للجريمة ويحدد العقاب الذي يفرضه على مرتكبها‪ ،‬وهو ما ذكرته المادة األولى من‬
‫قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫كما يستلزم هذا المبدأ أن تكون القاعدة الجنائية سارية في الزمان والمكان الذين ارتكبت فيهما‬
‫الجريمة‪ ،‬بحيث أن النص الجنائي تحكمه قاعدة عدم رجعية القوانين للتطبيق على الماضي‬
‫باستثناء القانون األصلح للمتهم‪ ،‬ويحكمه أيضا مبدأ إقليمية النص الجنائي باستثناء األشخاص‬
‫الذين تم ذكرهم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫(‪ )1‬أ‪ .‬بالعليات إبراهيم‪ ،‬أركان الجريمة وطرق إثباتها في ق م ج‪ ،‬ص ‪ ،92‬دار الخلد ونية‪،‬‬
‫ط ‪ ،1‬الجزائر ‪2550‬‬
‫(‪ )2‬محاضرات الجريمة والعقوبة الدكتور سويقات‪.‬ب جامعة ورقلة‬
‫(‪ )3‬عبد الله سليمان شرح ق ع ج‪ ،‬ص ‪ ،02‬ج ‪ 1‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬سنة ‪2550‬‬
‫(‪ )4‬منصور رحماني‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي العام‪ ،‬ص‪ ،133‬دار العلوم‪ ،‬عنابة ‪2556،‬‬
‫(‪ )5‬بالعليات إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪151‬‬
‫(‪ )6‬عبد الله سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 156‬و‪150‬‬
‫(‪ )7‬بالعليات إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪156‬‬
‫(‪ )8‬منصور رحماني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪103‬‬
‫(‪ )9‬منصور رحماني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪133‬‬
‫منصور رحماني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 136‬و‪130‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫سويقات‪.‬ب مرجع سابق‬ ‫(‪)11‬‬

‫‪11‬‬
12

You might also like