‫سعفة‬

‫‪SAAFA‬‬
‫نشرة يومية لمهرجان أفالم السعودية ‪ -‬الدورة التاسعة ‪ -‬العدد‪ 9 - 6‬مايو ‪٢٠٢٣‬‬

‫‪Q&A with Director and‬‬ ‫‪Cinema Resembles Life, with‬‬ ‫‪The Two Honorees of the‬‬
‫‪Architect Abdullah‬‬ ‫‪Ups and Downs, and All the‬‬ ‫‪“Ninth Festival» Sign Their‬‬
‫‪Alamoudi I 19‬‬ ‫‪Complexities in Between I 18‬‬ ‫‪Books I 16‬‬

‫من «ميكي» إلى «سليق» عقود‬ ‫ّ‬

‫يوقعان إصدارات‬ ‫المكرمان‬ ‫دورات متخصصة و‪ 3600‬زائر‬

‫في رحاب «اإلنيميشن» ص‪7‬‬ ‫المجموعة الثالثة ص‪5‬‬ ‫يومي ًا لقاعة سوق اإلنتاج ص‪4‬‬

‫‪-‬‬

‫مسيرة تاريخ «أفالم السعودية»‪..‬‬

‫أكثر من ‪ 1000‬فيلم في ‪ 15‬عام ًا ص‪6‬‬
 ‫سعفة‬
‫نشرة يومية لمهرجان أفالم السعودية الدورة التاسعة ‪ -‬العدد ‪ ١‬مايو ‪٢٠٢٣‬‬

‫وعند شباك التذاكر‪..‬‬

‫يولد كل شيء‬
‫نشرة يومية لمهرجان أفالم‬
‫السعودية الدورة التاسعة‬
‫ماهر منصور‬
‫المشرف العام مدير المهرجان‬
‫أحمد المال‬

‫أن كل شــيء يبــدأ عنــد شــباك التذاكــر‪ ،‬والســيما حيــن يتوافــر لصناعــة الفيلــم الســينمائي‪،‬‬‫خالفـ ًـا لمــا يعتقــده البعــض‪ ،‬أرى ّ‬ ‫مدير التحرير‬
‫كــوادر بشــرية واعــدة‪ ،‬كتلــك التــي نراهــا اليــوم فــي الســاحة الســعودية الفنيــة‪ ،‬والتــي تشــكّ ل فيمــا بينهــا‪ ،‬فسيفســاء‬ ‫عبدالوهاب العريض‬
‫متنــوع بيــن وجــوه فنيــة صاغــت تجربتهــا عبــر ســنوات مــن الخبــرة‪ ،‬وأخــرى تتســلح بدراســتها فــي أحــدث أكاديميــات صناعــة‬
‫الســينما‪ ،‬وجــوه مهمــا تعــددت مشــاربها الفنيــة‪ ،‬يبقــى الشــغف هــو مــا يجمعهــا خلــف الكاميــرا وأمامهــا‪.‬‬
‫سكرتير التحرير‬
‫أرسار النجاح أكرب من شباك التذاكر‬ ‫عالء برنجي‬
‫أوال‪ ،‬ال أتحــدث عــن شــباك التذاكــر بلغــة األرقــام‪ ،‬علــى أهميتهــا‪ ،‬بقــدر مــا أتحــدث‬
‫وألن قيمــة الفيلــم تُ كتســب مــن مشــاهديه ً‬
‫عــن حجــم مــن يتفاعــل مــن بيــن هــذه األرقــام مــع الفيلــم‪ ،‬فشــباك التذاكــر‪ ،‬فــي جوهــره الفنــي أكثــر مــن مجــرد رقــم‪ ،‬إنــه‬ ‫هيئة التحرير‬
‫مؤشــر لمــا يجــب أن تكــون عليــه اتجاهــات الســوق الفنيــة‪ ،‬وهنــا ال أتكلــم عــن نســخ التجــارب الناجحــة‪ ،‬وإنمــا عــن تفكيــك أســرار‬
‫نجالء رشاد‬
‫نجاحهــا كمنطلــق نحــو المزيــد مــن الخيــارات الفنيــة المتنوعــة واألصليــة‪ ،‬وهــو مــا نريــده لســينمانا الوطنيــة فــي هــذا الوقــت‪،‬‬
‫ومــا نحتاجــه بالفعــل ليكــون عمــاد صناعــة ســينما ســعودية خالــدة ومنافســة‪.‬‬ ‫عبدالله الدحيالن‬
‫عمر أبو قاسم‬
‫الخلود يف الذاكرة السينامئية هو الفيصل‬ ‫مبارك عوض‬
‫علــى ســبيل المثــال‪ ،‬عنــد كتابــة هــذه المقالــة‪ ،‬كان شــباك التذاكــر يشــير إلــى تحقيــق فيلــم «ســطار» أعلــى مبيعــات فــي‬ ‫نور مسلم‬
‫تاريــخ األفــام الســعودية بأكثــر مــن ‪ 900‬ألــف تذكــرة‪ ،‬وهــو رقــم مشــجع بــا شــك لــكل صنّ ــاع الســينما الســعودية‪ ،‬ومؤشــر‬
‫عملــي بأنهــم قــادرون علــى منافســة األفــام األجنبيــة والمصريــة فــي صــاالت الســينما‪ ،‬وخطــف جمهورهــا أيضـ ًـا‪ .‬ولكــن هذا‬
‫الرقــم الخــاص والقياســي سيســجل لنفســه مكانـ ًـا فــي التاريــخ الســينمائي الســعودي إلــى أن يأتــي مــن يحــل مكانــه (كأعلــى‬ ‫التدقيق اللغوي والمراجعة‬
‫مبيعــات تذاكــر لفيلــم ســعودي) بينمــا يتراجــع هــو إلــى الخلــف بلغــة األرقــام‪ ،‬مــن دون أن يعنــي ذلــك‪ ،‬بالضــرورة‪ ،‬تراجعــه‬ ‫عبير الديب‬
‫فــي الميــزان الفنــي‪ ،‬وبالتالــي ســتكون قيمــة «ســطار» الحقيقــة بمقــدار تمكّ نــه مــن الخلــود فــي الذاكــرة الســينمائية‪،‬‬
‫وبقــدر مــا ينجــح فــي المشــاركة فــي التأســيس لصناعــة ســينمائية ســعودية منافســة‪ ،‬هنــا فقــط ســيحفظ التاريــخ لــه أســمه‬
‫ويكـ ّـرس قيمتــه الفنيــة‪ .‬أمــا قيمــة التلقــي الحقيقــة للفيلــم‪ ،‬فهــي تلــك التــي ســتُ ظهر ظاللــه فــي تجــارب فنيــة تختلــف‬ ‫الصياغة ومتابعة اإلخراج‬
‫بالنــوع والمضمــون عــن فيلــم «ســطار»‪.‬‬ ‫محمد صالح‬
‫ً‬
‫عمــا كوميديــا‪ ،‬وســيحددون اتجاهــات‬ ‫ً‬ ‫وحدهــم‪ ،‬المأخــوذون بلغــة األرقــام التجاريــة‪ ،‬ســينظرون إلــى «ســطار» بوصفــه‬
‫الســوق بــأن صــاالت الســينما تريــد أن تضحــك‪ ،‬ووحدهــم صنّ ــاع الســينما الحقيقيــون ســينظرون إلــى الفيلــم مــن منظــور‬
‫أن الســينما صناعــة تتعلــق بالحــدس‬ ‫آخــر‪ ،‬ويعرفــون أن نجاحــه الفنــي‪ ،‬يتجــاوز فعــل اإلضحــاك فيــه‪ ،‬وذلــك ألنهــم يدركــون ّ‬ ‫قسم االستماع‬
‫يغيــر مزاجــه وتوجهاتــه بيــن ليلــة وضحاهــا‪ ،‬ســيكون رهانـ ًـا خاسـ ً‬
‫ـرا‬ ‫البشــري‪ ،‬وبالضميــر الجمعــي للجمهــور‪ ،‬وألن هــذا األخيــر قــد ّ‬ ‫حسام محمد وهب الله‬
‫لمــن ُشــغف بأرقــام شــباك التذاكــر بلغــة الســوق وتناســى حســاباته الفنيــة‪.‬‬
‫وبالتأكيــد‪ ،‬فإنــه حتــى فــي دوائــر إنتاجيــة فنيــة ضخمــة مثــل هوليــود‪ ،‬ال أحــد يمتلــك اليقيــن الكامــل حــول التنبــؤ بنجاحــه‪ ،‬أو‬
‫شــكل تلقــي الجمهــور لعملــه‪ ،‬إال أن مــا نعتقــده جازميــن بــأن الجمهــور الســعودي الــذي كان يقطــع مئــات الكيلــو متــرات‬ ‫النشرة االنكليزية‬
‫ســينمائيا‪ ،‬يســتحق اليــوم أن يكافــأ بســينما تشــبهه وتليــق بشــغفه‪ ،‬وقــد باتــت الصــاالت علــى بعــد‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فيلمــا‬ ‫ليشــاهد‬ ‫هند الخنيزي‬
‫كيلومتــرات قليلــة عنــه‪ .‬ويقينــي الجــازم يقــول بالمقابــل إن صانــع الســينما الســعودي قــادر علــى تحقيــق مــا يليــق بشــغف‬
‫ً‬
‫عالميــا‪.‬‬ ‫جمهــوره المحلــي‪ ،‬والتقــاط األفــكار مــن الشــارع حولــه‪ ،‬وتقديمهــا بمنتهــى األصالــة وبــروح تنافــس‬
‫التصميم الفني واإلخراج‬
‫عبدالله األمين‬

‫رعاة المهرجان‬

‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬
‫رعاة سوق اإلنتاج‬

‫جميع الحقوق محفوظة‬

‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬ ‫‪2‬‬
 ‫يف جلسة حوارية احتضنها سوق اإلنتاج أمس اإلثنني‬
‫إسكندر‪ :‬املشرتك الثقايف دفع «البحر األحمر» الستهداف القارة اإلفريقية‬
‫أكــد المشــاركون فــي جلســة حــوار مهرجــان البحــر األحمــر‪،‬‬
‫التــي عقــدت أمــس اإلثنيــن‪ ،‬ضمــن فعاليــات الــدورة‬
‫التاســعة لمهرجــان أفــام الســعودية‪ ،‬أن مهرجــان البحــر‬
‫يؤســس ليكــون منصــة‬ ‫األحمــر الســينمائي الدولــي لــم ّ‬
‫لعــرض األفــام فقــط‪ ،‬بــل إن الهــدف منــه بنــاء منظومــة‬
‫ً‬
‫إبداعيــا‬ ‫عمــا‬
‫ً‬ ‫متكاملــة لصناعــة ودعــم األفــام‪ ،‬بصفتهــا‬
‫مشــتركا بيــن كافــة الثقافــات والشــعوب فــي‬‫ً‬ ‫ً‬
‫وإنســانيا‬
‫العالــم‪.‬‬
‫وفــي الجلســة التــي شــارك فيهــا مديــر البرنامــج الدولــي‬
‫فــي مهرجــان البحــر األحمــر كليــم أفتــاب‪ ،‬ومديــر البرامــج‬
‫العربيــة وكالســيكيات األفــام فــي المهرجــان أنطــوان‬
‫خليفــة‪ ،‬وقدمهــا مديــر صنــدوق البحــر األحمــر عمــاد إســكندر‪،‬‬
‫تمــت اإلشــارة إلــى أن الخطــط المســتقبلية للمهرجــان هــي‬
‫دعــم الســينما اإلفريقيــة فــي اســتراتيجية طويلــة‪ ،‬تهــدف‬
‫لدمجهــا ضمــن أعمــال المهرجــان فــي دوراتــه القادمــة‬

‫توسيع دوائر دعم صناعة السينام‬

‫وفــي تصريــح لـــ "ســعفة"‪ ،‬أشــار عمــاد إســكندر‪ ،‬إلــى أن‬
‫تعبــر عنهــا"‪.‬‬
‫مشــكالتها وتقديمهــا للجمهــور بطريقــة ّ‬ ‫الدافــع التخــاذ هــذه الخطــوة هــو اإليمــان بقــدرة مهرجــان‬
‫ولفــت إســكندر إلــى أن التصــور المبدئــي للدعــم ســيكون‬
‫البحــر األحمــر علــى توســيع دوائــر دعمــه لصناعــة الســينما‪،‬‬
‫عبــر "ربــط المنتــج الســينمائي اإلفريقــي بالمنطقــة‬ ‫دعم السينما اإلفريقية ضمن‬
‫مضيفــا "نحــن مؤسســة ســعودية ذات أهــداف عالميــة‪،‬‬ ‫ً‬
‫قادرا على مشــاهدة الفيلم‬ ‫ً‬ ‫العربيــة‪ ،‬بحيــث يصبــح الجمهور‬ ‫استراتيجية طويلة بهدف دمجها في‬ ‫وتســعى بشــكل مســتمر مــن أجــل وضــع الســينما‬
‫ـخصي‬
‫ّ‬ ‫اإلفريقــي والتعـ ّـرف علــى صنّ ــاع األفــام بشــكل شـ‬ ‫ـريكا فنيـ ًـا قـ ً‬
‫ـادرا علــى االندمــاج مــع‬ ‫الســعودية بصفتهــا شـ ً‬
‫ً‬
‫مضيفــا "واألمــر ال يتوقــف عنــد العــروض‪ ،‬بــل‬ ‫وفنــي"‪،‬‬
‫ّ‬
‫المهرجانات القادمة‬
‫الثقافــات األخــرى"‪ ،‬منوهـ ًـا بــأن اختيــار الســينما اإلفريقيــة‬
‫تســبقها خطــوات كثيــرة علــى رأســها تطويــر النصــوص‪،‬‬ ‫وصــوال إلــى المنطقــة العربيــة‪ ،‬فــي الطريقــة‬
‫ً‬ ‫وإيــران‪-‬‬ ‫"راجــع لوجــود خصائــص مشــتركة بينهــا وبيــن الســينما‬
‫وتقديــم المشــورة الفنيــة‪ ،‬وتوفيــر ســبل الدعــم لصناعــة‬ ‫الخاصــة بطــرح الحكايــة‪ ،‬فالــكل يســتطيع أن يتحــدث عــن‬ ‫ً‬
‫خصوصــا"‪.‬‬ ‫ً‬
‫عمومــا‪ ،‬والســعودية‬ ‫العربيــة‬
‫تمهيــدا لوجــود فضــاء عالمــي إفريقــي يرفــد‬‫ً‬ ‫الســينما‬ ‫كافــة المواضيــع التــي نشــاهدها فــي الســينما‪ ،‬إال أن‬ ‫وذكــر بــأن الســينما اإلفريقيــة "تشــترك مــع الســينما فــي‬
‫الفــن بمنتــج فريــد ونوعــي ينافــس األســواق األخــرى"‪.‬‬ ‫التميــز يكمــن فــي الرؤيــة الخاصــة لــكل ثقافــة فــي تصويــر‬
‫ّ‬ ‫الشــرق عمومـ ًـا ‪-‬والشــرق هنــا يعنــي الصيــن وكوريــا والهند‬

‫عىل مدى ‪ 4‬أيام وبحضور ‪ 25‬متدرباً ومتد ّربة‬

‫‪ 5‬محاور سينامئية تتناولها ورشة «مهمة وفرص املنتج بني التمويل والتوزيع»‬
‫بيــن أيتونــة أنــه على ثقة‬
‫وخــال تواجــده فــي المهرجــان‪ّ ،‬‬ ‫تســتمر الــورش التدريبيــة التــي انطلقت ضمــن فعاليات‬
‫بمســتقبل الســعودية الســينمائي‪ ،‬مضيفـ ًـا‪" :‬مــن خالل‬ ‫مهرجــان أفــام الســعودية فــي نســخته التاســعة‪ ،‬فــي‬
‫مــا شــاهدته فــي مهرجــان أفــام ســعودية‪ ،‬إضافــة إلــى‬ ‫تقديــم برامجهــا للمســتفيدين مــن صنّ ــاع أفــام وهــواة‬
‫ً‬
‫طموحــا‬ ‫جيــا‬
‫ً‬ ‫متابعتــي لألعمــال الســعودية‪ ،‬وجــدت‬ ‫ومهتميــن باألفــام‪.‬‬
‫ـتقبال واعـ ً‬
‫ـدا"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يصنــع مسـ‬ ‫وانطلقــت أمــس اإلثنيــن ورشــة بعنــوان "مهمة وفرص‬
‫قائــا‪" :‬نحتــاج فــي المنطقــة العربيــة‬‫ً‬ ‫واختتــم حديثــه‬ ‫المنتــج بيــن التمويــل والتوزيــع" للمــدرب والمنتــج‬
‫أن نتجــاوز رؤيــة صناعــة األفــام كصناعــة تجاريــة‪ ،‬وننظــر‬ ‫ومتدربــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫متدربــا‬ ‫المغربــي كريــم أيتونــة‪ ،‬بحضــور ‪25‬‬
‫إليهــا كصناعــة مســتقلة مبدعــة"‪.‬‬ ‫وتســتمر لمــدة ‪ 4‬أيــام حتــى الخميــس ‪ 11‬مايــو‪ ،‬بواقــع‬
‫ـدرب كريــم أيتونــة‪ ،‬هــو منتــج مغربــي‬ ‫يشــار إلــى أن المـ ّ‬ ‫‪ 16‬ســاعة تدريبيــة‪.‬‬
‫يعمــل بيــن فرنســا والمغــرب‪ ،‬وقــد أنتــج الفيلــم‬ ‫تناولــت الورشــة خمســة محــاور رئيســية‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫الوثائقــي لـــ آنــا روســيون ‪ I Am the ACID -‬الحائــز‬ ‫تحديــد أولويــات وآفــاق المشــروع الســينمائي‪ ،‬تطويــر‬
‫علــى جائــزة ‪ People 2014 Cannes -‬كمــا عمــل أيضـ ًـا‬ ‫االســتراتيجية المناســبة لإلنتــاج‪ ،‬توظيــف اآلليــات‬
‫كمحاضــر ومستشــار للعديــد مــن الصناديــق والمختبــرات‬ ‫الضروريــة لإلنتــاج‪ ،‬فهــم ومعرفــة فــرص التمويــل‪،‬‬
‫ومهرجانــات األفــام‪.‬‬ ‫وفهــم معرفــة فــرص التوزيــع‪.‬‬

‫تطوير صناعة األفالم يف العامل العريب‬

‫وفــي لقــاء معــه‪ ،‬أوضــح مــدرب الورشــة كريــم أيتونــة‬
‫أن الورشــة تهتــم بعمــل المنتــح فــي صناعــة األفــام‪،‬‬
‫وكيــف يمكنــه أن يســاعد الفيلــم والمخــرج فــي عملــه‪،‬‬
‫خصوصــا إذا تعلــق العمــل بإنتــاج أفــام مســتقلة ذات‬ ‫ً‬
‫قيمــة عاليــة‪.‬‬
‫وعــن المتدربيــن‪ ،‬أبــدى أيتونــة إعجابــه باهتمــام الشــباب‪،‬‬
‫حيــث إن غالبيتهــم مــن ذوي الخبــرة‪ ،‬والعامليــن فــي‬
‫قائــا‪" :‬الحــوار‬
‫ً‬ ‫الميــدان‪ ،‬ولديهــم تجــارب ســابقة‪،‬‬
‫ً‬
‫جيــدا‪ ،‬وهدفنــا مــن‬ ‫والنقــاش فــي الورشــة كان‬
‫الورشــة خلــق مســيرة للتعــاون والمشــاركة وتطويــر‬
‫األفــام وصناعتهــا فــي العالــم العربــي‪ ،‬وخصوصــا فــي‬
‫الســعودية مــن خــال عمــل المنتــج"‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬
 ‫لجنة التحكيم تختتم تقييم ‪ 26‬مرشوعاً مشاركاً يف املسابقة‬
‫‪ 3600‬زائر يومياً لقاعة سوق اإلنتاج‪ ..‬ودورات تدريبية‬
‫متخصصة بانتظار السينامئيني‬
‫دعــم الحــراك الســينمائي الــذي يعتبــر مهرجــان أفــام‬
‫الســعودية بــكل مخرجاتــه أحدهــا‪.‬‬
‫جديــر بالذكــر أنــه حتــى أول أمــس األحــد أعلنــت‬
‫الشــركات عــن إبــرام عــدد مــن العقــود الســتقطاب‬
‫ســير ذاتيــة مميــزة‪ ،‬حيــث بلغــت عــدد الوظائــف التــي‬
‫تــم توقيــع عقودهــا ‪ ٢٠‬وظيفــة‪ ،‬بعــد اســتيفاء اإلجــراء‬
‫مــن المقابــات والتفــاوض حــول العــرض الوظيفــي‪.‬‬
‫كمــا حرصــت جهــات أخــرى علــى االســتثمار فــي مجــال‬
‫دعــم الراغبيــن فــي تســجيل بياناتهــم للتواصــل معهــم‬
‫للعمــل ضمــن طواقمهــم فــي مشــاريعهم المســتمرة‪،‬‬
‫وســاهمت هــذه الخطــوة فــي تســجيل بيانــات أكثــر مــن‬
‫‪ 300‬مهتــم ومهتمــة خــال ثالثــة أيــام فقــط منــذ بــدء‬
‫أيــام المهرجــان‪ ،‬وســط توقعــات بارتفــاع العــدد ليصــل‬
‫إلــى ألــف مهتــم ومهتمــة للعمــل الحــر فــي المشــاريع‬
‫المســتقلة للشــركات والجهــات‪.‬‬
‫اســتعدادها الختيــار األفــام الفائــزة؛ خاصــة وأن عــدد‬ ‫ســجل ســوق اإلنتــاج خــال الــدورة التاســعة لمهرجــان‬
‫مــن الشــركات بــادرت بتقديــم مجموعــة مــن النصائــح‬ ‫أفــام الســعودية‪ ،‬الــذي تنظمــه جمعيــة الســينما‪،‬‬
‫لصنّ ــاع األفــام‪ ،‬لالســتفادة القصــوى مــن المنحــة‪،‬‬ ‫بالشــراكة مــع مركــز الملــك عبدالعزيــز الثقافــي العالمي‬
‫وذلــك بهــدف الخــروج بمنتــج نهائــي عالــي الجــودة ولكــن‬ ‫(إثــراء)‪ ،‬وبدعــم مــن هيئــة األفــام التابعــة لــوزارة‬
‫بأقــل التكاليــف‪.‬‬ ‫جديــدا فــي عــدد الــزوار‪ ،‬حيــث‬‫ً‬ ‫ً‬
‫قياســيا‬ ‫ً‬
‫رقمــا‬ ‫الثقافــة‪،‬‬
‫تــم تقديــر العــدد بـــ ‪ 3600‬زائــر يوميـ ًـا‪ ،‬مــا بيــن ضيــوف‬
‫فرص عمل جديدة ومشاريع مستقبلية‬ ‫ومشــاركين وصنّ ــاع أفــام ورواد مهتميــن‪.‬‬
‫ويعــد هــذا الرقــم نجاحـ ًـا يضــاف لســوق اإلنتــاج‪ ،‬وســط‬
‫كمــا واصــل ســوق اإلنتــاج توفيــر فــرص متعــددة بيــن‬ ‫توقعــات بزيــادة العــدد فيمــا تبقــى مــن فعالياتــه‪ ،‬التــي‬
‫صنّ ــاع األفــام والجهــات الداعمــة والمســتثمرين‪ ،‬حيــث‬ ‫ُيســدل الســتارة عليهــا لهــذه الــدورة‪ ،‬يــوم األربعــاء‬
‫تمخــض عــن ذلــك إعــان عــدد مــن الشــركات إطــاق‬ ‫القــادم‪ ،‬ويســتهدف الســوق مــن خــال هــذه الفعاليــات‬
‫دورات تدريبيــة متخصصــة فــي مجــاالت‪ :‬الكتابــة‪،‬‬ ‫ربــط الجهــات والداعميــن بصنّ ــاع األفــام‪ ،‬وذلــك بتذليــل‬
‫وعبــر‬
‫ّ‬ ‫المونتــاج‪ ،‬اإلخــراج‪ ،‬الدعــم اللوجســتي‪ ،‬اإلدارة‪.‬‬ ‫العقبــات‪ ،‬وخلــق فــرص للتوفيــق بيــن كافــة األطــراف‬
‫الــزوار عــن ســعادتهم بهــذه الخطــوة؛ كونهــا ستســاهم‬ ‫واحتياجاتهــم‪ ،‬تحــت مظلــة تعــزز مــن التعــارف ومــد‬
‫ـدا حيويـ ًـا فــي‬
‫فــي رفــع مهاراتهــم الفنيــة باعتبارهــا رافـ ً‬ ‫جســور التواصــل بيــن العامليــن فــي المجــال الفنــي‬
‫ً‬
‫خصوصــا‪.‬‬ ‫ً‬
‫عمومــا‪ ،‬والســينمائي‬
‫مطوال‬
‫ً‬ ‫هــذا وعقــدت لجنــة تحكيــم ســوق اإلنتاج اجتماعـ ًـا‬
‫أمــس اإلثنيــن مــع طاقــم الفــرق المرشــحة لمســابقة‬
‫األفــام – فئــة األفــام القصيــرة‪ ،‬أســفر عــن مجموعــة‬
‫مــن المالحظــات المتعلقــة بميزانيــة المشــروع وآليــة‬
‫تنفيــذه‪ ،‬والبحــث فــي اســتيفائه الشــروط المطلوبــة‬
‫للحصــول علــى المنحــة المقدمــة‪ .‬وبذلــك تكــون اللجنــة‬
‫انتهــت مــن تقييــم فئتــي األفــام الطويلــة والقصيــرة‬
‫ً‬
‫ـتعدادا إلعــان‬ ‫ً‬
‫ـروعا‪ ،‬وذلــك اسـ‬‫والبالــغ عددهــا ‪ 26‬مشـ‬
‫النتائــج‪ ،‬والتــي يتجــاوز مجموعهــا مــا قيمتــه مليــون ‪750‬‬
‫ألــف ريــال ســعودي‪.‬‬
‫مذكرات تفاهم جاهزة للتوقيع‬
‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬واصلــت الشــركات والجهــات المشــاركة‬
‫العمــل علــى قــدم وســاق مــن أجــل اســتثمار مــا تبقــى‬
‫مــن أيــام الســوق‪ ،‬حيــث ســارعت بعــض الشــركات إلــى‬
‫كتابــة أكثــر مــن مســودة‪ ،‬تمهيـ ً‬
‫ـدا لتوقيــع مذكــرة تفاهــم‬
‫حــول مشــاريع مســتقبلية‪ .‬ويأتــي ذلــك فــي ظــل‬
‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬ ‫‪4‬‬

‫املكرمان يوقّعان إصدارات املجموعة الثالثة‬
‫ً‬
‫مشــيرا إلــى أن‬ ‫يمتلــئ بالشــباب المبــدع والطمــوح‪،‬‬
‫هــذا المشــهد كان فــي يــوم مــن األيــام حلمـ ًـا مــن أحالم‬
‫اليقظــة‪ ،‬بينمــا هــو اليــوم واقــع نعيشــه‪.‬‬
‫أمين صالح‪ :‬فلسفة غودار تتجلى‬
‫وأشــار إلــى أن الواقــع الســينمائي اليــوم يتجــاوز‬
‫تســاؤال كان يــراه فــي أعيــن الكثيريــن أثنــاء ســنوات‬ ‫ً‬
‫عملــه فــي المجــال الســينمائي خــارج الســعودية‪ ،‬وهــو‪:‬‬
‫بلــد ال‬
‫ٍ‬ ‫كيــف مــن الممكــن أن يكــون الســينمائي مــن‬
‫توجــد فيهــا ســينما؟‬
‫وعبــر الفــوزان عــن شــدة فخــره بــكل رفقــاء دربــه‪ ،‬وزمــاء‬
‫ّ‬
‫عملــه الذيــن كانــوا معــه فــي هــذه الرحلــة الســينمائية‬
‫التــي امتــدت ألكثــر مــن ‪ 40‬عامـ ًـا‪.‬‬
‫وكشــف بأنــه يعمــل علــى ثالثة مشــاريع قادمــة بالتعاون‬
‫مــع مســابقة ضــوء‪ ،‬صنــدوق التنميــة الثقافــي‪ ،‬وعلــى‬
‫عمــل مقتبــس مــن روايــة للروائــي عبــد اللــه التعــزي‪،‬‬
‫معربــا عــن أملــه بــأن تتــم هــذه المشــاريع علــى أكمــل‬ ‫ً‬
‫وجــه‪.‬‬
‫واختتمــت الجلســة الحواريــة مــع الضيفيــن‪ ،‬باصطفــاف‬
‫طوابيــر طويلــة للحاضريــن الراغبيــن بالتقــاء قامتيــن مــن‬
‫قامــات الســينما العربيــة‪ ،‬والحصــول علــى كتبهمــا‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬
‫يف «تاسعة مهرجان أفالم السعودية»‪..‬‬
‫في العودة إلى الصفر والحفاظ‬
‫على العذرية برفض النعوت‬
‫صالح الفوزان‪ :‬حلم اليقظة‬
‫يتحقق‪ ..‬والمشهد السينمائي‬
‫السعودي مكتظ بالمبدعين‬
‫هــو عليــه وبتجربتــه الســينمائية العربيــة التــي دامــت ‪40‬‬
‫عامـ ًـا‪ ،‬إذ إن كل محطــة منهــا صغيــرة كانــت أم كبيــرة هــي‬
‫مهمــة لالرتقــاء أو التجــاوز إلــى منطقــة أخــرى‪.‬‬
‫ـدا أن المشــهد الســينمائي اليــوم فــي الســعودية‬
‫فــي محفــل حضــره عــدد كبيــر مــن صنّ ــاع األفــام‬
‫والمهتميــن بالمجــال المعرفــي الســينمائي‪ ،‬تــم أمــس‬
‫اإلثنيــن توقيــع ‪ 3‬كتــب فــي مســرح ســوق اإلنتــاج بمركــز‬
‫ــل المجموعــةَ الثالثــةَ مــن إصــدارات الــدورة‬ ‫(إثــراء)‪ ،‬تمثّ ُ‬
‫الحاليــة لمهرجــان أفــام الســعودية‪ ،‬وهــي‪« :‬جــان لــوك‬ ‫ّ‬
‫غــودار‪ ..‬مــا قبــل االســم‪ ..‬مــا قبــل اللغــة» ألميــن صالــح‪،‬‬
‫«أميــن صالــح‪ ..‬التحديقــة الواعيــة» إعــداد عبدالوهــاب‬
‫العريــض‪« ،‬صالــح فــوزان‪ ..‬الســينمائي المهاجــر» إعــداد‬
‫ناجــي عبدالســتار‪.‬‬
‫قدمهــا محمــد الفــرج‪،‬‬ ‫وتأتــي جلســة التوقيــع‪ ،‬التــي ّ‬
‫امتــدادا لتكريــم كل مــن أميــن صالــح وصالــح الفــوزان‪،‬‬ ‫ً‬
‫اللذيــن يمثــان الشــخصيتين المكرمتيــن للــدورة التاســعة‬
‫مــن المهرجــان‪.‬‬
‫وفــي حديثــه عــن كتــاب «غــودار مــا قبــل االســم‪ ..‬مــا‬
‫قبــل اللغــة» أشــار أميــن صالــح إلــى أن الكتــاب يعـ ّـد األول‬
‫مــن نوعــه بعــد ملــف ســابق كتبــه عــن غــودار نُ شــر فــي‬
‫الســبعينيات مــن القــرن الماضــي‪ ،‬فــي البحريــن‪ ،‬كمــا أشــار‬
‫إلــى مــدى حبــه ومتابعتــه لغــودار وســينمائيته‪ ،‬وكل مــا جــاء‬
‫مؤكـ ً‬ ‫فيهــا أو كتــب عنهــا‪ ،‬وأثنــى علــى تجربتــه التــي أثّ ــرت تأثيـ ً‬
‫ـرا‬
‫هائــا علــى الســينما العالميــة‪ ،‬والتــي كان فيهــا غــودار‬ ‫ً‬
‫منفتحـ ًـا علــى تجربــة كل األشــكال والتقنيــات دون أن يخــاف‬
‫أو يتنــازل لمــا يطلبــه الســوق والجمهــور‪.‬‬
‫الفتـ ًـا إلــى أن عنــوان الكتــاب «مــا قبــل االســم‪ ..‬مــا قبــل‬
‫اللغــة» جــاء انطالقـ ًـا مــن فلســفة غــودار فــي العــودة إلــى‬
‫الصفــر‪ ،‬وإلــى أن األســماء والنعــوت تضــر باألشــياء التــي‬
‫يجــب أن تحتفــظ بعذريتهــا‪.‬‬
‫وفــي ســياق متّ صــل‪ ،‬كشــف صالــح خــال حديثــه بأنــه‬
‫أتــم ســيناريو لفيلــم درامــي طويــل ســيجمعه بالمخــرج‬
‫اإلماراتــي نــواف الجناحــي‪ ،‬وهــو فــي صــدد البحــث عــن‬
‫منتــج لهــذا المشــروع راجيـ ًـا بــأن يــرى النور بأســرع مــا يمكن‪.‬‬
‫ما كان حلامً نعيشه اليوم واقعاً‬
‫مــن جهتــه‪ ،‬لــم يخــف المنتــج صالــح الفــوزان امتنانــه لكــون‬
‫تكريمــه يأتــي إلــى جانــب قامــة ســينمائية كبيــرة مثــل‬
‫أميــن صالــح فــي هــذه الــدورة مــن المهرجــان‪.‬‬
‫وفــي حديثــه عــن حياتــه‪ ،‬أبــان الفــوزان أنهــا تشــبه عالقتــه‬
‫بالســينما‪ ،‬فكالهمــا جــاء مصادفــة‪ ،‬ولــم يكــن يحلــم بــأن‬
‫ً‬
‫ـينمائيا فــي يــوم مــن األيــام‪ ،‬لكنــه ســعيد بمــا‬ ‫يكــون سـ‬
 ‫جلسة حوارية نظمها فريق اإلدارة الفن ّية للمهرجان‬
‫مسرية تاريخ «أفالم السعودية»‪ ..‬أكرث من ‪ 1000‬فيلم يف ‪ 15‬عاماً‬
‫ُعقــدت خامــس الجلســات الحواريــة‪ ،‬ضمــن فعاليــات مهرجــان أفــام الســعودية فــي دورتــه التاســعة‪ ،‬فــي مســرح ســوق اإلنتــاج أمــس اإلثنيــن‪ ،‬بعنــوان «بعــد أكثــر مــن ‪1000‬‬
‫فيلــم‪ ..‬مــا الــذي نعرفــه عــن األفــام الســعودية؟‬
‫وشــارك فريــق اإلدارة الفنيــة ومبرمجــو المهرجــان خــال النــدوة معلومــات وبيانــات لألفــام الســعودية التــي شــاركت فــي دورات مهرجــان أفــام الســعودية‪ ،‬والتــي تجــاوز عددهــا‬
‫الـــ ‪ 1000‬فيلــم ســعودي‪ ،‬كمــا ناقــش الفريــق التحــوالت والفجــوة بيــن الواقــع والمأمــول فــي ظــل الحراك الســينمائي الســعودي‪.‬‬
‫وتحــدث خــال النــدوة كل مــن المديــر الفنــي للمهرجــان أحمــد الشــايب‪ ،‬مديــر برمجــة األفــام محمــد عاشــور‪ ،‬ومديــر التســجيل والمعلومــات حســين الغمــران‪ ،‬والذيــن أجمعــوا فــي‬
‫حديثهــم علــى أن المهرجــان «محلــي بمعاييــر عالميــة»‪.‬‬

‫ُعقــدت خامــس الجلســات الحواريــة‪ ،‬ضمــن فعاليــات‬

‫مهرجــان أفــام الســعودية فــي دورتــه التاســعة‪ ،‬فــي‬
‫مســرح ســوق اإلنتــاج أمــس اإلثنيــن‪ ،‬بعنــوان «بعــد‬
‫أكثــر مــن ‪ 1000‬فيلــم‪ ..‬مــا الــذي نعرفــه عــن األفــام‬
‫الســعودية؟‬
‫وشــارك فريــق اإلدارة الفنيــة ومبرمجــو المهرجــان خــال‬
‫النــدوة معلومــات وبيانــات لألفــام الســعودية التــي‬
‫شــاركت فــي دورات مهرجــان أفــام الســعودية‪ ،‬والتــي‬
‫تجــاوز عددهــا الـــ ‪ 1000‬فيلــم ســعودي‪ ،‬كمــا ناقــش‬
‫الفريــق التحــوالت والفجــوة بيــن الواقــع والمأمــول فــي‬
‫ظــل الحــراك الســينمائي الســعودي‪.‬‬
‫وتحــدث خــال النــدوة كل مــن المديــر الفنــي للمهرجــان‬
‫أحمــد الشــايب‪ ،‬مديــر برمجــة األفــام محمــد عاشــور‪،‬‬
‫ومديــر التســجيل والمعلومــات حســين الغمــران‪ ،‬والذيــن‬
‫أجمعــوا فــي حديثهــم علــى أن المهرجــان «محلــي‬
‫بمعاييــر عالميــة»‪.‬‬

‫تاريخ نضايل ملهرجان بطل‬

‫فيلمــا فــي عــام‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فيلمــا فــي عــام ‪154 ،2017‬‬ ‫‪136‬‬ ‫واســتعرض المتحدثــون تاريــخ مهرجــان أفــام الســعودية‬
‫فيلمــا فــي‬‫ً‬ ‫‪ 105 ،2019‬أفــام فــي عــام ‪89 ،2020‬‬ ‫منــذ دورتــه األولــى التــي انطلقــت عــام ‪2008‬م‪،‬‬
‫ً‬
‫وأخيــرا ‪230‬‬ ‫ً‬
‫فيلمــا فــي عــام ‪،2022‬‬ ‫عــام ‪125 ،2021‬‬ ‫بشــراكة بيــن النــادي األدبــي وجمعيــة الثقافــة والفنــون‪،‬‬
‫‪ 3‬أهداف للمهرجان‪ ..‬أبرزها إثراء‬ ‫ثــم توقفــه بعــد صــدور قــرار بمنــع إقامــة مهرجانــات‬
‫ً‬
‫فيلمــا فــي عــام ‪.2023‬‬
‫أمــا عــن فئــات األفــام التــي ُقدمــت خــال دورات‬ ‫المحتوى المعرفي والثقافي‬ ‫ســينمائية‪ ،‬واســتمر المنــع حتــى عــام ‪2015‬م‪ ،‬العــام‬
‫المهرجــان‪ ،‬أفــاد المتحدثــون بــأن نســبة فئــة األفــام‬ ‫الــذي أقيمــت فيــه الــدورة الثانيــة‪ ،‬وحولهــا الكثيــر مــن‬
‫الروائيــة الطويلــة بلغــت ‪ ،5٪‬الروائيــة القصيــرة ‪،72٪‬‬ ‫في السينما‬ ‫التســاؤالت عــن إمكانيــة نجاحــه‪ ،‬وبالوصــول إلــى الــدورة‬
‫الوثائقــي القصيــر ‪ ،22٪‬والوثائقــي الطويــل ‪.1٪‬‬ ‫الثالثــة فقــد عقــدت أيضـ ًـا فــي جمعيــة الثقافــة والفنون‪،‬‬
‫وبحســب تصنيــف لغــات األفــام فــإن ‪ 76٪‬منهــا باللغــة‬ ‫بالشــراكة مــع مبــادرة إثــراء‪ ،‬ثــم انتقــل المهرجــان فــي‬
‫العربيــة‪ 9٪ ،‬صامتــة‪ 7٪ ،‬باللغــة اإلنجليزيــة‪ ،‬و‪ 6٪‬لغــات‬ ‫دورتــه الرابعــة إلــى خيمــة إثــراء عــام ‪ ،2017‬وبعــد ذلــك‬
‫أخــرى‪ ،‬فيمــا يبلــغ متوســط المــدة الزمنيــة للفيلــم‬ ‫صــدر القــرار الرســمي بفتــح دور العــرض الســينمائية‬
‫«الروائية والوثائقية القصيرة»‬ ‫فــي الســعودية‪ ،‬وفــي عــام ‪ 2018‬تــم افتتــاح مركــز‬
‫الروائــي الطويــل ســاعة و‪ 22‬دقيقــة‪ ،‬والروائــي القصيــر‬
‫‪ 11‬دقيقــة‪ ،‬والوثائقــي الطويــل ســاعة و‪ 4‬دقائــق‪،‬‬ ‫تمثل العدد األكبر للدورة‬ ‫ً‬
‫كبيــرا‪ ،‬الحتضانــه‬ ‫تحــوال‬
‫ً‬ ‫إثــراء الرســمي والــذي اعتبــر‬
‫والوثائقــي القصيــر ‪ 13‬دقيقــة‪.‬‬ ‫تنظيــم فعاليــات المهرجــان‪ .‬بينمــا فــي عــام ‪2020‬م تــم‬
‫وتنوعــت تصنيفــات األفــام مــا بيــن التاريخــي‪،‬‬
‫التاسعة‬ ‫إطــاق فعاليــات مهرجــان أفــام الســعودية فــي دورتــه‬
‫والتجريبــي‪ ،‬والتشــويق والجريمــة‪ ،‬والخيــال‪ ،‬والرســوم‬ ‫السادســة أون اليــن بســبب جائحــة كورونــا‪.‬‬
‫المتحركــة‪ ،‬والرياضــي‪ ،‬والعاطفــة‪ ،‬والفنتازيــا‪ ،‬والقضايــا‬ ‫‪ 1095‬فيلامً واملسرية مستمرة‬ ‫أن التوجهــات االســتراتيجية للمهرجــان‪،‬‬ ‫وأبــان المتحدثــون ّ‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬والكوميديــا‪ ،‬والوثائقــي‪ ،‬إلــى جانــب الدرامــا‬ ‫هــي دعــم وتشــجيع صنّ ــاع األفــام المحلييــن فــي‬
‫وكشــف العــرض المقــدم مــن فريــق المهرجــان خــال‬ ‫المملكــة‪ ،‬واكتشــاف أصــوات ورؤى ســينمائية‬
‫التــي تصــدرت التصنيفــات بنســبة ‪.53٪‬‬
‫الجلســة الحواريــة‪ ،‬أن عــدد األفــام المســجلة خــال‬ ‫جديــدة‪ ،‬وتطويــر قــدرات المســاهمين فــي صناعــة‬
‫وكشــف المتحدثــون عــن عــدد صنّ ــاع األفالم المشــاركين‬
‫ً‬
‫فيلمــا‪ ،‬موزعــة‬ ‫مســيرة دورات المهرجــان بلــغ ‪1095‬‬ ‫األفــام‪ ،‬وإثــراء المحتــوى المعرفــي والثقافــي فــي‬
‫فــي مهرجــان أفــام الســعودية فــي دوراتــه التســع‪،‬‬
‫ً‬
‫فيلمــا فــي عــام ‪104 ،2008‬‬ ‫علــى النحــو التالــي‪40 :‬‬ ‫الفعــال بيــن المواهــب‬‫ّ‬ ‫الســينما‪ ،‬وخلــق منــاخ للتواصــل‬
‫صانعــا‪ ،‬أمــا نســب الفئــات‬ ‫ً‬ ‫حيــث بلــغ عددهــم ‪520‬‬
‫ً‬
‫فيلمــا فــي عــام ‪،2016‬‬ ‫أفــام فــي عــام ‪112 ،2015‬‬ ‫الســينمائية‪.‬‬
‫العمريــة لصنّ ــاع األفــام‪ ،‬فبلــغ ‪ 53٪‬منهــا مــا بيــن (‪-25‬‬
‫عامــا‪ 12٪ ،‬مــا بيــن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عامــا‪ 30٪ ،‬مــا بيــن (‪)44-35‬‬ ‫‪)34‬‬
‫(‪ )24-15‬عامـ ًـا‪ 4٪ ،‬مــا بيــن (‪ 1٪ ،)54-45‬فــوق ‪ 55‬عامـ ًـا‪،‬‬
‫ً‬
‫عامــا‪،‬‬ ‫مشــيرين إلــى أن أصغــر مخــرج مشــارك بلــغ ‪16‬‬
‫ً‬
‫عامــا‪.‬‬ ‫فيمــا يبلــغ أكبــر مخــرج مشــارك ‪64‬‬
‫واســتحوذت المنطقــة الشــرقية علــى المرتبــة األولــى‬
‫مــن ضمــن مــدن صنّ ــاع األفــام المشــاركين فــي دورات‬
‫مهرجــان أفــام الســعودية بنســبة ‪ ،38٪‬تليهــا المنطقــة‬
‫الغربيــة بنســبة ‪ ،27٪‬والمنطقــة الوســطى ‪.26٪‬‬
‫مــن جهتــه‪ ،‬ذكــر المديــر الفنــي أحمــد الشــايب‪ ،‬أن صناعــة‬
‫األفــام فــي الســعودية غيــر متقاطعــة مــع المجــاالت‬
‫عالميا‪ ،‬حيث قال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫األدبيــة األخــرى أســوة بمــا هو موجــود‬
‫«هــذا خلــل يجــب تداركــه للوصــول إلــى ســينما متكاملــة‬
‫العناصــر واألركان‪ ،‬مــا يســهم فــي وجــود مــدارس‬
‫وتيــارات تتمايــز عــن غيرهــا فــي تقديــم أفالمهــا»‪ ،‬م…‬

‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬ ‫‪6‬‬

‫من «مييك» إىل «سليق» عقود يف رحاب «اإلنيميشن»‬
‫بجنبــه إال أنــا" وبغربــة الوجــه واللســان فــي هــذا الحــي‬
‫شــبه المقفــر‪ .‬ويتأكــد لنــا أنــه محــض خيــال عندمــا تفتــح‬
‫البيــت لتســتغيث‪ ،‬فــا نــرى الشــجرة الوارفــة وإنمــا‬
‫ً‬
‫مغايــرا عــن المنظــر الحقيقــي‪.‬‬ ‫كســوال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بليــدا‬ ‫ً‬
‫منظــرا‬
‫حتــى عندمــا تفتــح البــاب هــذه المــرة ال يتحــرك المتــراس‬
‫بســهولة كمــا أول مــرة! وجــدت الجــدة أن التعايــش مــع‬
‫جميــع النــاس حولهــا هــو الحــل للوحــدة‪ ،‬وعــاد الســليق‬
‫ً‬
‫اجتماعيــا الجتمــاع النفــوس الصافيــة‪.‬‬ ‫ً‬
‫رمــزا‬
‫فانتازيا كابوسية‬
‫ً‬
‫وقويــا فــي تأثيــره‪،‬‬ ‫ً‬
‫ومعبــرا‬ ‫ً‬
‫سلســا‬ ‫ً‬
‫فنيــا أرى الفيلــم‬
‫والدمــى بألوانهــا ومالمحهــا المختلفــة متقنــة‪،‬‬
‫واســتخدام المخرجــة للتعبيــر عــن المشــاعر بالعينيــن‬
‫ً‬
‫موفقــا‪ .‬رمزيــة الطفلــة (الهنديــة) المليئــة‬ ‫والفــم كان‬
‫بالحيــاة والتــي تســاعد الجــدة أكثــر مــن مــرة‪ ،‬وتعطيهــا‬
‫لجــة‬
‫صــورة الجــدة والحفيــدة التــي ســقطت فــي ّ‬
‫الســليق‪ ،‬وتضفــي الحيويــة علــى الفانتازيــا الكابوســية‪.‬‬
‫حفيدتهــا كل مــا بقــي لهــا فــي هــذه الدنيــا ليضفــي‬
‫البهجــة علــى حياتهــا الرتيبــة‪.‬‬
‫بقــي أن أشــيد بالموســيقى المصاحبــة الرقيقــة‬
‫الموحيــة التــي ألّ فتهــا غيــا إرشــيدات‪.‬‬
‫هل هي رمزية أم هفوة عابرة‬
‫هنــاك ثمــة مالحظــة‪ :‬عندمــا تخــرج الجــدة بحثـ ًـا عــن البائــع‬
‫نــرى الســاحة خاليــة إال مــن طفلــة ثابتــة في وضــع عجيب‪،‬‬
‫ال تتحــرك كأنهــا تجلــس علــى مقعــد ال ُيــرى‪ ،‬ولكــن نــرى‬
‫ـواز!‬
‫ـدا فــي شــارع مـ ٍ‬ ‫البائــع يدفــع عربتــه بعيـ ً‬
‫هــل خفــي هــذا علــى المخرجــة وصانعــي الفيلــم! ال‬
‫أعــرف ولكنــي أضــع احتمــاالت‪:‬‬
‫ربمــا هفــوة عابــرة وهــذا شــائع فــي أرقــى األفــام‬
‫وأقواهــا‪ .‬هــل هــو رمــز لهــدوء الحــارة وســكونها شــبه‬
‫البيــت أم هــو معــادل موضوعــي ورمــز لســكون حيــاة‬
‫هــذه العجــوز الوحيــدة التــي تنتظــر يومـ ًـا فــي األســبوع‬
‫لتجتمــع بابنهــا وأســرته؟!‬
‫ـرا؛ يزعجنــي عــدم إلمــام الناس بالتعب والكلفة في‬ ‫أخيـ ً‬
‫مشــهدا طولــه دقيقــة واحــدة‬ ‫ً‬ ‫صناعــة األفــام‪ ،‬مــع أن‬
‫ربمــا يســتغرق ‪ 3‬أيــام تصويــر‪ ،‬كمــا أنهــم يستســهلون‬
‫أكثــر أفــام األنمــي‪ ،‬والحــق أن كلفتهــا أضعــاف الفيلــم‬
‫العــادي وربمــا يصــل إلــى ‪ 5‬أضعــاف‪.‬‬
‫وللعلــم‪ ،‬فبعــد الكتابــة بصــورة متقطعــة لمــدة ســنتين‪،‬‬
‫قضــت المخرجــة ‪ 4‬أشــهر فــي مرحلــة مــا قبــل اإلنتــاج‪،‬‬
‫يومــا فــي التصويــر‪ ،‬و‪ 3‬أشــهر ألعمــال مــا بعــد‬ ‫ً‬
‫التصويــر‪ ،‬وأعيــد التصويــر ‪ 20‬مــرة!!‬
‫وعــن المــواد المســتخدمة فهــي بالســتيك مطبــوع‬
‫بتقنيــة ثالثيــة األبعــاد‪ ،‬ومعــدن وخشــب‪ .‬أمــا الميزانيــة‬
‫فأتركهــا لخيالــك!‬
‫‪7‬‬ ‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬
‫اليحيى‪ :‬فيلم االفتتاح «مبهر» واختياره تكريم مستحق‬
‫الكاتب الدكتور فهد اليحيى‬
‫كنــت فــي العاشــرة مــن عمــري عندمــا شــاهدت أول‬
‫فيلــم كارتــون فــي الريــاض‪ .‬أذكــر منــه أن قندسـ ًـا صغيـ ً‬
‫ـرا‬
‫تــرك حــي أهلــه متجهــا إلــى البحيــرة‪ ،‬وكــي ال يتــوه فــي‬
‫ـا‬‫الطريــق كان يرمــي قطعــة مــن الخبــز كلمــا مشــى قليـ ً‬
‫وهــو ســعيد فــي مغامرتــه‪ .‬لكــن طائريــن تبعــاه يــأكالن‬
‫قطــع الخبــز‪ ،‬وعندمــا انتهــى مــن لهــوه حــاول العــودة مــن‬
‫حيــث أتــى ولكنــه لــم يجــد الطريــق!‬
‫لــم يكــن لألفــام موعــد ثابــت‪ ،‬مــرة كل أســبوع أو ‪10‬‬
‫مجلتي "ميكي" و"ســمير"‬ ‫ّ‬ ‫أيــام‪ ،‬حتــى بــدأت تكثر‪ .‬من‬
‫عرفــت أنهــا رســوم متحركــة‪ ،‬وأصـ ّـرت والدتــي علــى أنهــا‬
‫مجســمات كرتونيــة يحركونهــا‪ ،‬وإال مــا أســموها كارتــون!‬
‫محقــة‪ ،‬إذ‬
‫ّ‬ ‫طويــا ألكتشــف أن الوالــدة‬ ‫ً‬ ‫وانتظــرت‬
‫يســتطيعون تحريــك مــواد مصنوعــة مــن الكرتــون وغيره‪.‬‬
‫طغــت كلمــة أنيميشــن بعدمــا ُش ّــرع اســتعمالها عــام‬
‫‪ 1912‬لتعنــي "إنتــاج الصــور‪ /‬الرســوم المتحركــة"‪ ،‬وقــد‬
‫ـا باللغــة العربيــة مصطلــح "الرســوم المتحركة"‬ ‫شــاع قبـ ً‬
‫وصفـ ًـا ألفــام الكرتــون ثــم شــاع مصطلــح "التحريــك"‪.‬‬
‫تكريم مستحق‬
‫لمــاذا أســهب فــي هــذا‪ ،‬ألن "أنمــي" مختصــر‬
‫"أنيمشــن" ســادت وتعنــي عــدة أنــواع منهــا الرســوم‬
‫ومجســمات البالســتيك أو الصلصــال وغيرهمــا‪،‬‬
‫تكلفة فيلم «األنمي» ‪ 5‬أضعاف‬ ‫وتحريكها والتقاط صور متعاقبة لها‪ ،‬وتعرف بـ "ســتوب‬
‫موشــن"‪ ،‬وتمنيــت لــو اقتصــرت علــى "التحريــك"‪.‬‬
‫تكلفة الفيلم العادي‬
‫اختيــار فيلــم "التصويــر المتعاقــب" "ســليق"‪ ،‬الفتتــاح‬
‫المهرجــان فــي دورتــه التاســعة‪ ،‬تكريــم مســتحق فــي‬
‫يخامــر الحــزن عيــون الجــدة وتتأمــل الصــور العائليــة علــى‬ ‫حــد ذاتــه‪ ،‬ففــي أحــد أحيــاء وســط البلــدة الشــعبية بجــدة‪،‬‬
‫الجــدار وآخرهــا صورتهــا وحفيدتهــا‪ ،‬تفيــق علــى الســليق‬ ‫فــي أوائــل ثمانينــات القــرن الماضــي‪ ،‬تعيــش الجدة في‬
‫يفيــض مــن القــدر‪ ،‬تســألها أثيوبيــة‪ /‬أريتيريــة عابــرة عــن‬ ‫مجتمــع شــعبي خليــط مــن جنســيات مختلفــة‪ .‬وذات‬
‫حاجتهــا لمســاعدة‪ ،‬فتغلــق النافــذة‪ ،‬وتحــاول يائســة‬ ‫صبــاح باكــر‪ ،‬وعلــى أنغــام خفيضــة فــي الخلفيــة لألغنيــة‬
‫محاصــرة فيضــان الســليق‪ ،‬تفتح الباب لتســتنجد بالنســاء‬ ‫ــد طبخــة الســليق‪،‬‬ ‫الينبعاويــة "يــا ليلــة األنــس" تُ ِع ّ‬
‫الحبشــية والهنديــة والطفلــة لكنهــن ال يفهمنهــا‪ .‬تعــود‬ ‫ً‬
‫انتظــارا لحفيدتهــا التــي تحبــه‪ ،‬وأبويهــا‪ .‬وفــي لقطــات‬
‫إلــى البيــت‪ ،‬قبــل أن تطــرق الطفلــة بابهــا للمســاعدة‪،‬‬ ‫مقربــة لمراحــل الطبــخ‪ ،‬تقــف حمامتــان مشــاغبتان علــى‬
‫غيــر أن فيضــان الســليق يقذفهمــا إلــى منتصــف‬ ‫نافــذة المطبــخ تتحينــان الفرصــة اللتقــاط الحــب‪ ،‬تحــاول‬
‫الشــارع‪ ،‬يهــرع الجميــع لتنظيــف البيــت‪ ،‬ثــم يجلســن‬ ‫ـدة إبعادهمــا فتطيــران‪ ،‬وتبــدو نافــذة المطبــخ مــن‬ ‫الجـ ّ‬
‫ً‬
‫رمــزا لجمــع العائلــة أو مــا‬ ‫ليأكلــن الســليق الــذي كان‬ ‫الخــارج فــي ركــن دور أرضــي‪ ،‬وتبــدو أزقــة الحــارة خاليــة‬
‫ً‬
‫أســبوعيا‪ ،‬تحــول إلــى خيــال فانتــازي‬ ‫تبقــى منهــا مــرة‬ ‫مــن المــارة‪ ،‬والدكاكيــن مقفلــة مــا يوحــي بالصبــاح‪.‬‬
‫كابوســي مــن فيــض الوحــدة والوحشــة؛ يبــدأ مــع انتهــاء‬ ‫رجــل (هنــدي) يدفــع عربــة لبيــع الفاكهــة والخضــار وســيدة‬
‫المكالمــة الهاتفيــة‪.‬‬ ‫هنديــة وطفلــة تبتاعــان‪ ،‬تســرع الجــدة إلــى البــاب‬
‫إنــه فيلــم عــن الوحــدة القاتلــة لكبــار الســن فــي المرحلــة‬ ‫لتشــتري مــا تريــد‪ ،‬بينمــا تدخــل حمامــة لتلتقــط الحــب‪،‬‬
‫و‪65‬‬ ‫التــي أســمتها دورثــي كانفيلــد ‪" 1914‬العــش الخالــي"‬ ‫فتســقط زجاجــة الحــب وتنتشــر الفوضــى فــي المطبــخ‪،‬‬
‫(‪ )The empty nest‬حيــث يكبــر األنجــال ويغــادرون‬ ‫قبــل أن تســمع الجــدة رنيــن الهاتــف فتســرع للــرد‪ ،‬لتجــد‬
‫ويبقــى الوالــدان الهرمــان فــي البيــت‪.‬‬ ‫ابنهــا يعتــذر عــن زيارتهــا هــذا األســبوع‪ ،‬فيمــا تلتقــط‬
‫الجــدة تبــدو مــن البدايــة فــي النوســتالجية‬ ‫ّ‬ ‫وحــدة‬ ‫الحفيــدة الســماعة وتطلــب منهــا ســليق‪ ،‬بينمــا يتعجلهــا‬
‫كل حبيبــه‬
‫ٍ‬ ‫*‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫لن‬ ‫ـودي‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـس‬
‫ـ‬ ‫األن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ليل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫"ي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫بالحني‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫المغرق‬ ‫الوالــدان‪.‬‬
 ‫استديو املهرجان يلقي الضوء عىل تط ّور الكوميديا السعودية‬
‫«طاش ما طاش»‪ ..‬ترك بصمة مؤثرة عىل الساحة الفنية‬

‫فالجمهــور أصبــح يبحــث عــن الكوميديــا التــي تحمــل مــن‬ ‫«ال يمكــن أن ننســى كيــف نجــح مسلســل «طــاش‬
‫ـررا دراميـ ًـا وهــذا النــوع مــن الكوميديــا‬
‫ورائهــا قيمــة ومبـ ً‬ ‫مــا طــاش» فــي بنــاء عالقــة وطيــدة مــع الجمهــور‬
‫ـدا‪ ،‬ولألســف‪ ،‬هنــاك الكثيــر مــن الكتــاب اليــوم‬ ‫صعــب جـ ً‬ ‫الســعودي‪ ،‬لدرجــة أنــه أثّ ــر علــى كثيــر مــن األعمــال‬
‫يكتبــون النــص ويعتمــدون علــى الممثــل فــي إضحــاك‬
‫هوساني‪ :‬إضحاك الجمهور‬ ‫الكوميديــة التــي جــاءت بعــده»‪.‬‬
‫المشــاهدين»‪.‬‬ ‫مهمة صعبة‪ ..‬والستاندرز‬ ‫بهــذه الكلمــات اســتهل كل مــن الناقــد والكاتــب‬
‫المســرحي عبــاس الحايــك‪ ،‬والممثــل هاشــم هوســاني‬
‫التمهيد قبل إلقاء «اإلفيه»‬ ‫كوميدي يحتاج إلى تجديد‬ ‫حديثهمــا فــي لقائهمــا مــع برنامــج «اســتديو المهرجــان‬
‫الــذي يقدمــه عزيــز الغربــاوي عــن تطــور الكوميديــا فــي‬
‫أمــا عــن كيفيــة مواجهــة الجمهــور مــن جانــب الســتاندرز‬ ‫األعمــال الدراميــة منــذ زمــن «طــاش ماطــاش» حتــى‬
‫كوميــدي‪ ،‬فيقــول الهوســاني «إن مهمــة إضحــاك‬ ‫اليــوم‪.‬‬
‫الجمهــور صعبــة للغايــة‪ ،‬والخبــرة تقــول إنه فــي حال عدم‬ ‫قائــا‪« :‬إن الكوميديــا فــن مقبــول‬ ‫ويســتطرد الحايــك‬
‫ً‬
‫ضحــك الجمهــور علــى نكتــة جديــدة يضطــر للعــودة لنكتــة‬
‫دراسة الفن في الخارج أنجبت‬ ‫بشــكل كبيــر‪ ،‬اعتــاد عليــه الجمهــور الســعودي منــذ‬
‫ســبق وجربهــا إلضحــاك الجمهــور‪ ،‬أمــا فــي حالــة التمثيــل‬ ‫بدايــة البــث التلفزيونــي‪ ،‬مــن خــال األعمــال الدراميــة‬
‫فــي اســتوديو تصويــر األفــام أو المسلســات فــإن‬ ‫أكاديميين سعوديين قادرين‬ ‫الكوميديــة‪ ،‬حيــث كانــت األفــام الكوميديــة هــي‬
‫االعتمــاد يكــون علــى شــخص متخصــص فــي وضــع‬ ‫الحاضــرة فــي البــث التلفزيونــي‪ ،‬وال ينســى أحــد كيــف‬
‫النــكات والنقــاش حولهــا مــع طاقــم العمــل الســينمائي‬
‫على التنافس‬
‫نجــح «طــاش مــا طــاش» فــي بنــاء عالقــة وطيــدة مــع‬
‫أو الدرامــي‪ ،‬وهنــا البــد مــن التأكيــد علــى أن األمــر لــم‬ ‫الجمهــور الســعودي‪ ،‬بــل إن هــذا المسلســل أثّ ــر علــى‬
‫يعــد يعتمــد علــى إلقــاء النــكات فحســب بــل يجــب أن‬ ‫كثيــر مــن األعمــال الكوميديــة التــي جــاءت بعــده‪.‬‬
‫تمهيــد لــه أو للنكتــة‪ ،‬بحيــث‬
‫ٌ‬ ‫المضحــك‬‫يصاحــب اإلفيــه ُ‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬قــال الممثــل الكوميــدي هاشــم هوســاني‪:‬‬
‫يكــون هــذا التمهيــد مناسـ ً‬
‫ـبا»‪.‬‬ ‫أن الكوميديــا تنوعــت فــي الفــن‬ ‫«مــن الُ مالحــظ ّ‬
‫الحايك‪ :‬نصوص الشباب‬ ‫الســعودي اليــوم‪ ،‬وأصبــح لدينــا أكاديميــون درســوا‬
‫نصوص مسابقة السيناريو‬ ‫ّ‬ ‫الفــن فــي الخــارج‪ ،‬وعملــوا علــى الكوميديــا بشــكل‬
‫مبشرة‪ ..‬وستخلق حالة‬
‫علمــي‪ ،‬ونجحــوا بالتالــي فــي إنتــاج أعمــال تصــل إلــى‬
‫وحــول انطباعــه عــن النصــوص المشــاركة فــي مســابقة‬
‫الســيناريوهات قــال الناقــد عبــاس الحايــك‪« :‬كعضــو في‬
‫سينمائية مبهرة‬ ‫الجمهــور بســهولة‪ ،‬والواقــع يؤكــد أن الكوميديــا تطورت‬
‫بالفعــل‪ ،‬بــل وأصبحــت تعتمــد علــى التقنيــات الحديثــة‪،‬‬
‫لجنــة تحكيــم المســابقة شــاركت فــي قــراءة الكثيــر مــن‬
‫ومــن وجهــة نظــري فــإن التنــوع شــيء إيجابــي ويخلــق‬
‫ـرا بوجــود عدد‬ ‫وبالمجمــل فإنــي ُمستبشــر خيـ ً‬ ‫ُ‬ ‫النصــوص‪،‬‬ ‫جديــد مــن المفــردات والمواقــف التــي تُ ضحــك الجمهور‪،‬‬ ‫ً‬
‫نوعــا مــن التنافســية‪.‬‬
‫كبيــر مــن الكتــاب القادريــن علــى خلــق حالــة ســينمائية‬ ‫فالمشــكلة اآلن أن النكــت علــى مواقــع التواصــل‬
‫ً‬
‫أفــكارا‬ ‫جــدا‪ ،‬وأقــول لــكل المشــاركين إن هنــاك‬ ‫ً‬ ‫جيــدة‬ ‫االجتماعيــة متوافــرة والوصــول إليهــا ســهل‪ ،‬وبالتالــي‬
‫ونصوصــا متميــزة‪ ،‬وعــدم فــوز المتســابق ال‬ ‫ً‬ ‫رائعــة‬
‫اختالف الضحك يف عامل «النكتة الجاهزة»‬
‫فإننــا بحاجــة لتطويــر فــي مجــال الكتابــة الكوميديــة‪ ،‬إذ‬
‫يعنــي بالضــرورة أن يكــون نصــه رديئـ ًـا‪ ،‬بــل بالعكــس قــد‬ ‫إن «طــاش مــا طــاش» نفســه أصبــح مختلفـ ًـا عــن أجزائــه‬ ‫وحــول اختــاف وســائل اإلضحــاك فــي الدرامــا بيــن‬
‫يكــون األفضــل‪ ،‬ولكــن معاييــر للفــوز بالجائــزة قــد تكــون‬ ‫األولــى‪ ،‬لذلــك يجــب علــى الكاتــب أن يعــي بــأن إضحــاك‬ ‫األمــس واليــوم قــال عبــاس الحايــك‪« :‬إن وســائل‬
‫غابــت عــن هــذا النــص أو ذاك‪ ،‬والنــص الفائــز بالجائــزة‬ ‫الجمهــور أمــر صعــب للغايــة‪».‬‬ ‫ً‬
‫فحاليــا تســتطيع أن‬ ‫اإلضحــاك اختلفــت اليــوم بالفعــل‪،‬‬
‫األولــى لصاحبــه فــؤاد الخطيــب‪ ،‬هــو نــص كوميــدي‬ ‫وتابــع الحايــك‪« :‬إن كتابــة الكوميديــا صعبــة للغايــة‬ ‫تفتــح مواقــع التواصــل االجتماعــي وتبحــث عــن حســاب‬
‫وهــو ســيناريو متكامــل وقابــل للتطويــر وملــيء بالــروح‬ ‫وتكمــن المشــكلة فــي أن البعــض دخــل مجــال‬ ‫مــن الحســابات التــي يقــدم صاحبهــا النكتة الجاهــزة‪ ،‬لكن‬
‫المرحــة الكوميديــة‪.‬‬ ‫الكوميديــا وهــو ال يملــك مفاتيحهــا وبالتالــي أخفــق‪،‬‬ ‫المطلــوب مــن الســينما أو المســرح هــو تقديــم نــوع‬

‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬ ‫‪8‬‬
 ‫ص ّناع «الهامور»‪ :‬لهذا السبب ينجذب الجمهور للفيلم الكوميدي‬
‫النص الجيد يرفع قدرة املمثل عىل اإلضحاك‬
‫لــم يــأتِ اهتمــام الســينما الســعودية بالكوميديــا مــن فــراغ‪ ،‬فالجمهــور الســعودي المتعطــش للســينما بشــكل عــام‪ ،‬يفضــل هــذا اللــون مــن األفــام‪ ،‬ما يســتوجب‬
‫علــى صناعهــا مضاعفــة الجهــود والحــرص علــى إيجــاد نصــوص كوميديــة حقيقيــة تعتمــد علــى كوميديــا الموقــف‪ ،‬دون االكتفــاء باإلفيهات‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬يقــول كل مــن المخــرج عبداإللــه القرشــي والممثــان فهــد البتيــري وفهــد القحطانــي فــي لقائهــم ببرنامــج «ضيــف المهرجــان»‪« :‬ال يدخــل‬
‫المشــاهد الســينما لمجــرد الضحــك فقــط‪ ،‬مــا يتوجــب أن تكــون القصــة الســينمائية ذات حبكــة دراميــة كوميديــة»‪.‬‬

‫الكتابة الجيدة ركيزة الكوميديا األساسية‬

‫ويقــول الكوميديــان البتيــري‪« :‬الســتاندر كوميــدي هــو‬
‫صيغــة حــرة مــن الفنــون‪ ،‬وتســاعد الممثــل الكوميــدي‬
‫كثيــرا مــن ناحيــة الكتابــة فالســتاندر كوميــدي يحتــاج‬‫ً‬
‫للكتابــة‪ ،‬ألنهــا تســاعده فــي التمثيــل مــن ناحيــة صياغــة‬
‫النكتــة‪ ،‬ومــن ناحيــة الحضــور المســرحي والتعامــل مــع‬
‫الجمهــور‪ ،‬وبالنســبة لــي فبدايتــي كانــت مــع الســتاندر‬
‫كوميــدي ثــم اليوتيــوب قبــل الوصــول إلــى كتابــة‬
‫الســيناريو‪».‬‬
‫بــدوره‪ ،‬يقــول المنتــج عبداإللــه القرشــي‪« :‬إن الكتابــة‬
‫جدا وبشــكل خاص كتابة الســتاندر‬ ‫في الكوميديا صعبة ً‬
‫كوميــدي‪ ،‬إذ البــد أن يفهــم الكوميديــان كيــف يقــدم‬
‫ـا ليــس‬ ‫الفرشــة حتــى يصــل للنكتــة‪ ،‬ففيلــم الهامــور مثـ ً‬
‫كوميديـ ًـا‪ ،‬ومعظــم الممثليــن المشــاركين فيــه مــن غيــر‬
‫الكوميدييــن‪ ،‬لكــن الكتابــة هــي التــي جعلتهــم يمثلــون‬
‫نجــاح فيلــم الهامــور كفكــرة دراميــة مغلفــة بالكوميديــا‪.‬‬ ‫الكوميديــا‪ ،‬حيــث كانــت كوميديــا الموقــف هــي الســبب‬
‫وعــن شــباك التذاكــر وعالقتــه بقيمــة الفيلــم قــال فهــد‬ ‫فــي إضحــاك المتفــرج‪ ،‬وباختصــار فــإن الكتابــة هــي مــن‬
‫القحطانــي‪« :‬ال يجــب أن يكــون شــباك التذاكــر المعيــار‬ ‫هل تحيل «الكوميديا» أفالم‬ ‫تصنّ ــف العمــل ككوميــدي أم ال‪».‬‬
‫الجيــد‪ ،‬فحتــى لــو لــم يحقــق الفيلــم‬
‫ّ‬ ‫الوحيــد للفيلــم‬ ‫أمــا الممثــل فهــد القحطانــي فيقــول‪« :‬إن الكتابــة‬
‫اإليــرادات المتوقعــة منــه‪ ،‬فإنــه يظــل عالمــة إيجابيــة‬ ‫الرعب واألكشن إلى التقاعد؟‬ ‫الجيــدة هــي مــن تمنــح الممثــل القــدرة علــى إضحــاك‬
‫جيــدة فــي مجــال صناعــة الســينما فــي الســعودية‪،‬‬ ‫الجمهــور ولهــذا يجــب أن تكــون الكوميديــا فــي الدرامــا‬
‫االعتبــار أن األفــام الســعودية قدمــت الكوميديــا‬ ‫الســينمائية نابعــة مــن كوميديــا الموقــف وليــس‬
‫وفــي فيلــم «هامــور» تخيــل البعــض أن الحــوار الــذي‬
‫بأنمــاط مختلفــة‪ ،‬كمــا أن الجمهــور لــم يشــبع بعــد مــن‬ ‫اإلفيهــات فقــط‪».‬‬
‫ـا‪ ،‬لكــن الحقيقــة هــي أن ‪ 95%‬مــن‬ ‫أضحكهــم كان مرتجـ ً‬
‫ً‬ ‫الكوميــدي‪ ،‬فالجمهــور الســعودي ُمشــتاق لكوميديــا‬
‫حــوار الفيلــم كان مكتوبــا‪».‬‬
‫الموقــف‪ ،‬والكوميديــا الدراميــة‪ ،‬والكوميديــا الســوداء‪،‬‬
‫شباك التذاكر ليس معيار جودة الفيلم‬
‫ً‬
‫نوعــا مــن‬ ‫كذلــك فــإن الجمهــور يجــد فــي الكوميديــا‬
‫االرتجال مرفوض‬
‫هرمونــات الســعادة‪ ،‬وبشــكل عــام يجــب علــى صنّ ــاع‬ ‫وحــول ارتفــاع إيــرادات األفــام الكوميديــة فــي‬
‫وحــول إمكانيــة االرتجــال فــي الســينما الكوميديــة قــال‬ ‫الفيلــم التركيــز علــى صناعــة عمــل متكامــل جيــد دون‬ ‫ً‬
‫خالفــا للعــادة‬ ‫الســعودية ومصــر فــي الفتــرة األخيــرة‪،‬‬
‫ً‬
‫شــخصيا ال يحــب االرتجــال‪ ،‬وإن‬ ‫عبداإللــه القرشــي إنــه‬ ‫النظــر إلــى مــدى إضحــاك ذلــك العمــل للجمهــور‪».‬‬ ‫فــي أن تكــون أفــام األكشــن هــي التــي تحتــل صــدارة‬
‫حــدث فيجــب أن يــدور حــول نفــس جملــة الحــوار‪ ،‬بمعنــى‬ ‫ويقــول المنتــج والمخــرج عبداإللــه القرشــي‪« :‬إن العديد‬ ‫اإليــرادات قــال فهــد البتيــري‪« :‬إن صنّ ــاع األفــام اتجهــوا‬
‫أن يقــول الممثــل نفــس الجملــة‪ ،‬لكــن بكلمــات مختلفــة‬ ‫مــن المخرجيــن اليــوم يضعــون أعينهــم علــى الســينما‬ ‫فــي البدايــة نحــو ثيمــة الرعــب واألكشــن وغيرهــا‪ ،‬وكان‬
‫عــن المكتــوب‪ ،‬دون أن يخــرج عــن النــص المعتمــد‪،‬‬ ‫ســعيا لنيــل إعجــاب الجمهــور الســعودي‪،‬‬‫ً‬ ‫الكوميديــة‪،‬‬ ‫الجميــع يحجمــون عــن الدخــول فــي مجــال الكوميديــا‪،‬‬
‫بمعنــى ال يضيــف جمــل مــن عنــده‪ ،‬فهــذا مرفــوض‬ ‫لكــن يجــب أن نُ ــدرك أن جميــع المخرجيــن يحاولــون‬ ‫خوفــا مــن فشــلهم فــي إضحــاك المشــاهدين‪ ،‬لكــن‬ ‫ً‬
‫فــي الســينما‪ ،‬ألن ارتجــال الفنــان الكوميــدي ســيؤدي‬ ‫التجريــب فــي مجــال الكوميديــا‪ ،‬ووجــود النــص المناســب‬ ‫مــع ظهــور مؤلفيــن قادريــن علــى تقديــم ســيناريوهات‬
‫ألزمــة إذا كان معــه فــي المشــهد ممثــل درامــي وغيــر‬ ‫هــو التحــدي الحقيقــي فــي هــذا المجــال‪ ،‬فكلنــا نخــاف‬ ‫متماســكة تقــدم كوميديــا الموقــف‪ ،‬ظهــرت األفــام‬
‫كوميــدي‪.‬‬ ‫ً‬
‫ـخصيا لــم أكــن أتوقــع‬‫مــن رد فعــل المشــاهدين‪ ،‬وأنــا شـ‬ ‫الكوميديــة بشــكل متميــز للغايــة‪ ،‬مــع الوضــع فــي‬

‫أقرتح تنظيم ورشة عمل عن املؤثرات الصوتية يف الدورة القادمة‬

‫َ‬
‫املخرج شادي‪ :‬السينام السعودية يف تطور مستمر‬
‫نظمهــا مهرجــان أفــام الســعودية فــي دورتــه التاســعة‪ُ ،‬عقــدت محاضــرات لنخبــة مــن صنّ ــاع الســينما البارزيــن‪ ،‬ومنهــم‬ ‫ضمــن الفعاليــات التــي ّ‬
‫المخــرج الســوري شــادي أبــو عيــون الســود‪ ،‬الــذي تخصــص لســنوات فــي مجــال إخــراج مشــاهد المعــارك الحربيــة وتصميــم المؤثــرات الصوتيــة‪،‬‬
‫وقــد أقيمــت لــه محاضــرة "عــن المؤثــرات الصوتيــة"‪ ،‬فــي ثالــث أيــام المهرجــان‪ ،‬وحظيــت محاضرتــه باهتمــام المختصيــن والجمهــور‪ ،‬وفــي لقــاء‬
‫معــه‪ ،‬قــال األســتاذ شــادي أبــو العيــون الســود عــن انطباعــه حــول المهرجــان‪" :‬مهرجــان أفــام الســعودية‪ ،‬مفاجــأة رائعــة جـ ً‬
‫ـدا‪ ،‬وقــد ســبق لــي‬
‫التواجــد فــي مهرجانــات دوليــة مثــل مهرجــان األوســكار‪ ،‬ومهرجــان كان الســينمائي‪ ،‬ومهرجــان تورنتــو الســينمائي والكثيــر مــن المهرجانــات‬
‫يميــز مهرجــان أفــام الســعودية‪ ،‬هــو االهتمــام الكبيــر والجــاد‪ ،‬االهتمــام الــذي نحتاجــه لتطويــر الســينما كمــا نحلــم‪ ،‬والــذي‬
‫األخــرى‪ ،‬ولكــن مــا ّ‬
‫يســاعدنا فــي تقديــم قصــص معبــرة"‪ .‬وأضــاف المخــرج شــادي‪" :‬حجــم األســئلة التــي وصلتنــي بعــد المحاضــرة تعكــس مــدى تفاعــل الجمهــور‪،‬‬
‫وهــذا مــا دفعنــي ألتحــدث مــع القائميــن علــى المهرجــان وأقتــرح تنظيــم ورشــة عمــل كبيــرة عــن المؤثــرات الصوتيــة فــي الــدورة القادمــة‬
‫للمهرجــان‪ ،‬مــن أجــل التقــارب مــع جيــل الشــباب المتعطــش لــكل مــا هــو جديــد فــي عالــم الســينما‪ ،‬ومــن خــال تجربتــي ضمــن لجــان تحكيميــة‬
‫بتوفــر كل العوامــل التــي ســتدفع عجلــة تطــور الســينما‬ ‫ّ‬ ‫فــي مهرجــان البحــر األحمــر الســينمائي الدولــي‪ ،‬أســتطيع أن أقــول إننــي مؤمــن‬
‫الســعودية ألبعــد مــا يكــون‪.‬‬ ‫شادي أبو عيون‬

‫‪9‬‬ ‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬
 ‫السينام اإلفريقية يف تنوعها وخصوبتها‬
‫‪2-1‬‬
‫النضاليــة‪ ،‬وبتحليــل متــأن لهــذه الظاهــرة‪ ،‬مــع‬
‫اختــاف األمــم الغازيــة لهــا‪ ،‬وخاصــة أمــم‬
‫أوروبــا التــي جــاءت طامعــة بثــروات إفريقيــا‪،‬‬
‫منتهــزة فرصــة تفوقهــا العلمــي وقدراتهــا‬
‫العســكرية المتقدمــة‪ ،‬فــي مواجهــة شــعوب‬
‫إفريقيــا البســيطة والفقيــرة فــي آن‪.‬‬
‫تتابعــت بعــد ذلــك تجــارب األجيــال الالحقــة‬
‫التــي شــهدت‪ ،‬تحقيــق االســتقالل‬
‫الشــكلي‪ ،‬الــذي جــاء بالعســكر واالنتهازييــن‬ ‫عيسى‬
‫مــن ممثلــي األمــم الغازيــة نفســها‪ ،‬مــا يعنــي‬
‫مزيفــة‪.‬‬
‫بقــاء األفارقــة تحــت ســتار اســتقالليات ّ‬
‫وسنســتعرض هنــا نمــاذج مختــارة ألجيــال مختلفــة ومتنوعــة‬
‫مــن األفــام التــي قدمــت لنــا خصوصيــة هــذه التجربــة‬
‫وثراءهــا‪.‬‬
‫فــن تشــكيلي حديــث‪ ،‬تدعــى بالمرحلــة اإلفريقيــة‪،‬‬ ‫عليــه مــن حيــث االســتقالل‪ .‬ذلــك مــا يحــاول ســمبين‬
‫مــع ازديــاد اضطهــاد ديوانــا تســتعيد رمــز القنــاع‪،‬‬ ‫تقديمــه واضحــا فــي الفيلــم‪ ،‬حيــث تظهــر العاملــة‬
‫قبــل انتحارهــا فــي حمــام المنــزل‪ ،‬بعــد يــأس محاولــة‬ ‫المنتحــرة «ديوانــا»‪ ،‬وهــي تبحــث عــن عمــل فــي‬
‫الهــرب والعــودة إلــى بالدهــا‪ ،‬كانــت الفتــاة ديوانــا‬ ‫المدينــة‪ ،‬وتذهــب إلــى مقــر الحكومــة الســنغالية‪،‬‬
‫قــد جــاءت إلــى فرنســا محملــة بالكثيــر مــن اآلمــال‬ ‫وهنــاك يظهــر لنــا الــوزراء ونــواب البرلمــان مرتديــن‬
‫ً‬
‫كثيــرا‪ ،‬لتفاجــأ بأنهــا‬ ‫‪،‬عــن حيــاة جديــدة ســمعت عنهــا‬ ‫مالبــس أوروبيــة أنيقــة‪ ،‬يتحدثــون بالفرنســية أحاديــث‬
‫هنــا ضحيــة عمــل شــاق ينــزف حياتهــا بأكملهــا‪ ،‬وأن‬ ‫تــدل علــى حمايــة مصالحهــم الطبقيــة‪ ،‬ومناصبهــم‬
‫أوروبــا المتحضــرة فقــط ألبنائهــا‪ ،‬يعيدهــا الرجــل إلــى‬ ‫وأموالهــم‪ ،‬متجاهليــن العاملــة ديوانــا‪ ،‬وهــم‬
‫ً‬
‫ماليــا هــو‬ ‫ً‬
‫ومبلغــا‬ ‫قريتهــا‪ ،‬حامــا حقيبــة مالبســها‪،‬‬ ‫يرمقونهــا بترفــع كاذب‪.‬‬
‫أجرهــا المســتحق عــن عملهــا والقنــاع اإلفريقــي‪،‬‬ ‫تنجــح أخيــرا ديوانــا فــي الحصــول علــى عمــل كمربيــة‬
‫ترفــض والدتهــا المبلــغ المالــي وتعيــده إليــه‪ ،‬أمــا‬ ‫أطفــال لــدى عائلــة فرنســية‪ ،‬تنتقــل معهــا بعــد‬
‫القنــاع فيرتديــه طفــل إفريقــي يطــارد بــه األوروبــي‬ ‫ذلــك إلــى فرنســا‪ ،‬وتعانــي معهــا مــن االضطهــاد‬
‫حتــى اختفائــه‪ .‬عثمــان ســمبين الــذي واجــه انتقــادات‬ ‫ليــا‬
‫ً‬ ‫العنصــري‪ ،‬والضغــط المتواصــل عليهــا للعمــل‬
‫متواصلــة مــن الفرنســيين‪ ،‬علــى مجمــل أفالمــه‬ ‫ً‬
‫ونهــارا‪ ،‬فــي الوقــت الــذي يبــدو فيــه الرجــل لطيفــا‬
‫النقديــة لهــم‪ ،‬واجــه أيضــا عــداء أبنــاء وطنــه‪ ،‬ممــن‬ ‫متســامحا‪ ،‬تكــون المــرأة هــي رمــز التســلط العنصــري‬
‫ارتبطــوا بالســلطات اإلفريقيــة الحاكمــة‪ ،‬التــي مــن‬ ‫ً‬
‫قناعــا‬ ‫ضــد ديوانــا‪ ،‬كانــت ديوانــا قــد أهــدت العائلــة‬
‫حــاال مــن االســتعمار‬ ‫ً‬ ‫وجهــة نظــره ليســت بأفضــل‬ ‫إفريقيـ ًـا هــو رمــز فنــي إفريقــي عالمــي‪ ،‬اســتخدمه‬
‫الفرنســي‪( .‬يتبــع‪)..‬‬ ‫بيكاســو فــي مرحلــة مــن أشــهر مراحــل بحثــه عــن‬
‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬
‫مناذج مختارة‬
‫اجتــاز الســينمائيون األفارقــة طرقــا شــاقة‬
‫ووعــرة حتــى وصلــوا بتجاربهــم إلــى التميــز‬
‫والحضــور العالمــي‪ ،‬مــع تقديــر واســع‬
‫لتميــز وثــراء‬
‫ّ‬ ‫مــن الســينما العالميــة‪ ،‬نظــرا‬
‫تجاربهــم‪ ،‬واســتمرارية أجيــال مــن الســينمائيين‬
‫األفارقــة فــي التتابــع جيــا بعــد جيــل‪ ،‬وصــوال‬
‫إلــى اســتقاللية تامــة فــي خلــق المشــهد‬
‫الســينمائي اإلفريقــي‪ ،‬الوثيــق الصلــة دائمــا‬
‫سما‬ ‫بجــذوره وواقــع شــعوبه‪ ،‬وثــراء إفريقيــا‬
‫األســطوري المتميــز الموظــف والمعالــج‬
‫ســينمائيا‪ ،‬المترابــط مــع الكشــف عــن معانــاة اإلنســان فــي‬
‫إفريقيــا‪ ،‬طموحاتــه‪ ،‬رؤاه‪ ،‬وآمالــه‪.‬‬
‫أهــم مــا تميــزت بــه تجــارب الــرواد ابتــداء مــن منتصــف القــرن‬
‫الماضــي‪ ،‬كان االهتمــام الكبيــر بتجارب الشــعوب اإلفريقية‬
‫‪Ousmane Sembene‬‬
‫‪Black girl/1966‬‬
‫‪SENGAl‬‬
‫ينتمــي عثمــان ســمبين إلــى جيل الرواد المؤسســين‬
‫للســينما فــي إفريقيــا‪ ،‬درس اإلخــراج الســينمائي‬
‫فــي موســكو فــي الفتــرة مــا بيــن ‪١٩٦٣-٦٢‬م‪ ،‬ليعــود‬
‫بعدهــا إلــى وطنــه الســنغال‪ ،‬ويؤســس علــى مــدى‬
‫أربعيــن عامــا‪ ،‬أهــم تجربــة ســينمائية فــي إفريقيــا‪،‬‬
‫امتــدت حتــى وفاتــه فــي ‪ ٩‬يونيــو ‪ ٢٠٠٧‬م‪.‬‬
‫مــن خــال المــرأة وآالمهــا‪ ،‬قــدم عثمــان ســمبين‬
‫معظــم تجاربــه‪ ،‬التــي كرســها خاصة لفضح االســتعمار‬
‫الفرنســي علــى بــاده‪ ،‬وفضــح األفارقــة المتعاونيــن‬
‫معــه فــي قمــع واســتغالل إفريقيــا وشــعوبها‪ .‬فــي‬
‫يقــدم المــرأة كرمــز للنضــال اإلفريقــي‬
‫ّ‬ ‫كل أفالمــه‬
‫المتدفــق‪ ،‬وكرمــز لالضطهــاد والقمــع‪ ،‬منتصــرا‬
‫للمجتمــع األمومــي ‪،‬الــذي هــو مجتمــع إفريقيــا‪،‬‬
‫وليــس المجتمــع الذكــوري فــي تجــارب الشــعوب‬
‫األخــرى‪ ،‬بمــا فيهــا الشــعوب األوروبيــة‪ ،‬وهــو محــق‬
‫فــي ذلــك تاريخيــا‪ ،‬إذ يــرى فــي فيلــم ســيدو أن‬
‫المدافــع عــن التــراث الروحــي اإلفريقــي هــي األميــرة‬
‫ديرايســن‪ ،‬والمــرأة فــي فيلــم مــوالدي هــي التــي‬
‫تجلــد حتــى المــوت‪ ،‬ألنهــا تقــاوم ختــان البنــات‪ ،‬وهــي‬
‫أيضــا الزوجــة الصبــور القانعــة فــي فيلــم العتــال‪،‬‬
‫وهــي فــي فيلــم فتــاة ســوداء رمــز االضطهــاد‬
‫األوروبــي العنصــري المترافــق واســتعمار أوروبــا‬
‫إلفريقيــا ‪.‬‬
‫يتحــدث عثمــان ســمبين عــن فيلــم «فتــاة ســوداء»‬
‫قائــا‪« :‬إن وقائــع الفيلــم حقيقيــة‪ ،‬وأحداثــه وقعــت‬
‫فــي مرســيليا عــام ‪،١٩٥٨‬فحيــن كنــت آنــذاك رئيســا‬
‫التحــاد العمــال األفارقــة‪ ،‬اتصــل بــي أحــد األصدقــاء‬
‫هاتفيــا‪ ،‬وأخبرنــي عــن مــوت فتــاة ســنغالية تعمــل‬
‫خادمــة ألحــدى األســر الفرنســية‪ ،‬بعدهــا عرفــت أن‬
‫األمــر غيــر ذلــك‪ ،‬وأن الفتــاة ماتــت منتحــرة بســبب‬
‫الحنيــن إلــى وطنهــا البعيــد‪ ،‬كتبــت قصــة قصيــرة‪،‬‬
‫وحينمــا بــدأت العمــل فــي اإلخــراج جالــت برأســي‬
‫فكــرة إخــراج تلــك القصــة القصيــرة‪ ،‬بحيــث عمــدت إلى‬
‫أن تكــون الحادثــة قــد وقعــت بعــد حصــول الســنغال‬
‫علــى االســتقالل‪ ،‬وحيــث كنــت علــى قناعــة تامــة‬
‫بــأن التركيبــة الخارجــي للدولــة قــد تغيــرت‪ ،‬ولكــن‪،‬‬
‫وللحقيقــة فــإن كل شــيء أمســى علــى مــا أصبــح‬
‫‪10‬‬
 ‫املمثلة والكاتبة ريم الحبيب‪:‬‬
‫ال أبحث عن الشهرة‪ ..‬وضعف الدراما وراء غيايب يف رمضان‬
‫دافعــت الممثلــة والكاتبــة والمخرجــة الســعودية ريــم الحبيــب عــن أدوارهــا التــي تتمحــور حــول الجــن والســحر والشــعوذة‪ ،‬مؤكــدة فــي حديثهــا لـ"ســعفة" أنهــا مجــرد‬
‫مصادفــة‪ ،‬رغــم أنهــا بالفعــل تميــل ألداء أدوار المــرأة القويــة أو الشــريرة انطالقـ ًـا مــن حاجــة الفــن الســعودي لتلــك األدوار‪ .‬فيمــا اعتبــرت أغلــب النصــوص التــي‬
‫تعــرض عليهــا لتمثيلهــا ســطحية‪ ،‬وناشــدت المؤلفيــن باإللمــام بعلــم النفــس إلنتــاج نصــوص عميقــة‪.‬‬

‫وقالــت الحبيــب‪« :‬أشــارك فــي الــدورة الحاليــة للمهرجــان‬

‫بفيلــم «كــورة» مــن تأليــف وإخــراج زيــاد الزهرانــي‪ ،‬وســبق‬
‫للفيلــم المشــاركة فــي مهرجــان البحــر األحمــر الســينمائي‬
‫فــي فئــة األفــام القصيــرة‪.‬‬
‫وعــن دورهــا فــي الفيلــم‪ ،‬قالــت‪« :‬الفيلــم يصنــف مــن نوعيــة‬
‫األفــام القصيــرة‪ ،‬ويحكــي ســيكولوجية (أم) فقــدت ابنهــا‪،‬‬
‫بينمــا ترفــض فكــرة الفقــد‪ ،‬ويقــدم الفيلــم رؤيــة لعــدم‬
‫إيمــان مجتمعنــا بالمشــاكل النفســية فيمــا يربــط كل مشــكلة‬
‫نفســية بالجــن والســحر‪ ،‬فالبطلــة تعانــي مــن فقــد ابنهــا‬
‫لكــن زوجهــا ومــن حولهــا ال يقتنعــوا أنهــا تعانــي نفسـ ً‬
‫ـيا‪ ،‬بــل‬
‫يعاملونهــا علــى أنهــا ممسوســة‪ ،‬وهنــا يعالــج الفيلــم تلــك‬
‫القضيــة بشــكل أو بآخــر‪.‬‬
‫وحــول تكــرار عملهــا فــي أفــام تتنــاول الجــن والمــس مثــل‬
‫تمثيلهــا فــي فيلــم (الخطابــة)‪ ،‬تبتســم الحبيــب قائلــة‪« :‬مثلــت‬
‫فيــه دور الشــريرة‪ ،‬وأديــت شــخصية ســيدة صغيــرة انكســر‬
‫قلبهــا بســبب زوجهــا فحرقتــه‪ ،‬ثــم بــدأت فــي اســتقبال أزواج‬
‫ً‬
‫نفســيا‪ ،‬خاصــة أن‬ ‫يخونــون زوجاتهــم‪ ،‬مــا يدفعهــا إليذائهــم‬
‫لديهــا قريــن‪ ،‬وبالفعــل الفيلــم يتضمــن جــن وشــعودة‪ ،‬ولكــن‬
‫بشــكل مختلــف بعــض الشــيء عــن «كــورة»‪ ،‬وتســتدرك‪:‬‬
‫«ربمــا مــا حــدث مجــرد مصادفــة»‪.‬‬

‫ال أبحث عن الشهرة‬

‫ويحفــز ويفتــح المجــاالت للســعوديين‪ ،‬كمــا أنــه الداعــم‬
‫األساســي للفنــان الســعودي‪ ،‬ولهــذا فــدوره مهــم لفتــح فــرص‬
‫العمــل فــي المجــال الفنــي‪.‬‬
‫وباعتبــار الــدورة الحاليــة للمهرجــان تركــز علــى الكوميديــا‪ ،‬تقــول‬
‫الحبيــب‪" :‬لألســف األعمــال الكوميديــة الموجــودة علــى الســاحة‬
‫اليــوم "إســفافية" فــي معظمهــا فــا توجــد أعمــال كوميديــة‬
‫حقيقيــة‪ ،‬مضيفــة‪" :‬هنــاك فــارق كبيــر بيــن الكوميديــا الذكيــة‬
‫وبيــن االســتهالك الفنــي تحــت مســمى الكوميديــا‪ ،‬وهنــا‬
‫ال بــد مــن اإلشــارة إلــى إن الكوميديــا بالجســد هــي أســهل‬
‫وحــول دراســتها فــي مجــال القانــون وتأثيــره علــى العمــل‬
‫أنــواع الكوميديــا فعندمــا أمشــي بعــرج أو أتمايــل كالســكارى‬
‫أو التخبــط فهــذه كوميديــا ســهلة‪ ،‬ولألســف أيضـ ًـا فــإن ضغــوط‬
‫الحيــاة جعلــت المشــاهد يتجــه للكوميديــا حتــى لــو كانــت ركيكــة‬
‫علــم نفــس الشــخصية التــي أؤديهــا علــى الشاشــة وأمــام‬
‫ومبتذلــة خاصــة أن األعمــال الدراميــة المقدمــة هــي أيضـ ًـا ركيكــة‪،‬‬
‫أعمــاال تقــدم كوميديــا حقيقيــة ســوى ســكة‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وشــخصيا لــم َأر‬
‫ســفر ‪ 1‬وســكة ســفر ‪ 2‬فالمطلــوب "كوميديــا ذكيــة" وهــو مــا‬
‫رأينــاه فــي هــذا المسلســل فــي ســكة ســفر وولدنــا‪ ،‬وللحقيقة‬
‫أنــا معجبــة برحيــم حجــاج وأحــب الكوميديــا التــي يقدمهــا‪.‬‬
‫وأردفــت‪" :‬مــن أذكــى األعمــال الفنيــة الكوميديــا التــي تناقــش‬
‫مواضيــع اجتماعيــة لكنهــا األصعــب علــى اإلطــاق فمــن الــذكاء‬
‫الجمــع بيــن طــرح القضيــة وإضحــاك المشــاهد حيــث يتــم توصيــل‬
‫حاليــا‬ ‫وتــرى الحبيــب أن معظــم الوجــود النســائي فــي الفــن‬
‫الرســالة بطريقــة لطيفــة ومبســطة"‪.‬‬
‫ومضــت الحبيــب تقــول‪" :‬الحقيقــة أن الســينما الســعودية‬
‫تطــورت بشــكل مذهــل لدرجــة أنهــا ســبقت دوال لهــا فــي‬
‫هــذا المجــال أكثــر مــن ‪ 100‬عــام‪ ،‬غيــر أن الســينما الســعودية‬
‫مازالــت تفتقــد عنصــر الكتابــة‪ ،‬فأعمالنــا تمتلــك صــورة جميلــة‬
‫وموســيقى رائعــة‪ ،‬وممثليــن جيديــن ومخرجيــن متميزيــن‪،‬‬
‫وعمالــة فنيــة ماهــرة‪ ،‬وقضايــا جاهــزة للطــرح‪ ،‬لكننــا لألســف‬
‫نفتقــد الكتابــة العميقــة رغــم أنهــا أهــم أعمــدة البنيــة التحتيــة‬
‫الفنيــة‪.‬‬
‫وعــادت الحبيــب لتؤكــد‪" :‬إقبالــي علــى أداء أدوار المــرأة‬
‫القويــة أو الشــريرة يأتــي انطالقـ ًـا مــن حاجــة الفــن الســعودي‬
‫لتلــك األدوار‪ ،‬وهــو مــا دعانــي للتوقــف عــن الظهــور فــي‬
‫المسلســات"‪ ،‬مضيفــة‪" :‬الكثيــرون يســألونني عــن ســبب‬
‫غيابــي عــن الدرامــا الرمضانيــة كطــاش مــا طــاش‪ ،‬العــودة‪ ،‬أو‬
‫الجــزء الثانــي مــن مسلســل "ولدنــا"‪ ،‬لكنــي بصراحــة شــديدة‬
‫تحديــدا فــي الجــزء الثانــي مــن "ولدنــا"‬ ‫ً‬ ‫شــعرت أن دوري‬
‫جــدا ســواء علــى مســتوى الكتابــة أو فــي الخــط‬ ‫ً‬ ‫ضعيــف‬
‫ـخصيا ال أبحــث عــن الظهــور والشــهرة‪ ،‬ولهــذا‬ ‫ً‬ ‫الدرامــي‪ ،‬وأنــا شـ‬
‫‪ 90٪‬من النصوص‬ ‫رفضــت الكثيــر مــن األعمــال الدراميــة التــي تــم عرضهــا علــى‬
‫الشاشــة فــي شــهر رمضــان‪ ،‬فالحمــد للــه وصلــت لمرحلــة‬
‫سطحية‪ ..‬وأنصح المؤلفين‬ ‫ال أبحــث عــن الشــهرة فأنــا أميــل لتقديــم األعمــال الجميلــة‬
‫فحســب وأؤمــن أن أي ممثلــة يجــب أن تتجــه لهــذا االتجــاه فــا‬
‫بدراسة علم النفس‬ ‫تقــدم ســوى األعمــال القويــة وأنــا حقيقــة أختــار العمــل فــي‬
‫معانــاة المجتمــع مــن قلــة القــراءة‪.‬‬ ‫األفــام القويــة مــن عينــة فيلــم "كــورة"‪.‬‬
‫ـا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـورة‬‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫فيل‬ ‫وتابعــت‪" :‬التنــوع مهــم جـ ً‬
‫ـدا للفنــان ففــي‬
‫الفنــي قالــت الحبيــب‪" :‬اســتفدت مــن دراســتي لعلــم نفــس‬ ‫ال أقــدم دور المــرأة الشــريرة أو المــرأة القويــة كمــا فــي‬
‫الجرائــم أو علــم النفــس الجنائــي‪ ،‬إذ علمنــي كيــف أبحــر فــي‬ ‫فيلــم الخطابــة وإنمــا أقــدم دور امــرأة ضعيفــة مضطهــدة‬
‫كبيــرا للشــخصية ولهــا‬‫ً‬ ‫ً‬
‫عمقــا‬ ‫ً‬
‫نفســيا مــن زوجهــا لكــن هنــاك‬
‫ـخصيا بحكم ســفري ودراســتي خــارج المملكة‬ ‫ً‬ ‫الكاميــرا‪ ،‬وأنــا شـ‬ ‫خــط درامــي قــوي‪ ،‬فأنــا أبحــث عــن دور مؤثــر فــي العمــل الــذي‬
‫وبحكــم إن جدتــي أرمينيــة لبنانيــة فــإن ثقافتــي مفتوحــة كثيرا‪ً،‬‬ ‫أشــارك فيــه‪ ،‬إذ إن تنــوع األدوار مهــم للغايــة واألهــم كتابــة‬
‫مــا ســاعدني علــى اكتشــاف اكتشــاف الثقافــات المختلفــة‬ ‫الــدور بعمــق نفســي وغيــر ســطحي‪ ،‬ألن المشــكلة فــي‬
‫واالحتــكاك بشــخصيات كثيــرة بالخــارج‪.‬‬ ‫أعمالنــا الفنيــة هــو أن معظــم الكتابــات الدراميــة لدينــا كتابــات‬
‫ســطحية خاليــة مــن الثقافــة النفســية ومــن وجهــة نظــري مــن‬
‫الضــروري أن يلــم المؤلــف الدرامــي أو الســينمائي بعلــم‬
‫نفتقد ملهارات التمثيل الحقيقية‬
‫ـيا فــي الشــخصيات التــي يقدمهــا‪،‬‬ ‫النفــس حتــى يتعمــق نفسـ ً‬
‫ً‬
‫وهــذا ال يعنــي إننــا نحتــاج نصوصـ ًـا معقــدة يعجــز المتلقــي عــن‬
‫ســببه جمــال الممثــات أو شــهرتهن علــى السوشــيال ميديــا‪،‬‬ ‫فهمهــا بالعكــس نريدهــا بســيطة ولكــن بأبعــاد نفســية‪.‬‬
‫وعملهــن فــي مجــال الموضــة‪ ،‬مؤكــدة‪" :‬نحــن نفتقــد للممثــات‬ ‫وعــن تقييمهــا للنصــوص الموجــودة حاليـ ًـا علــى الســاحة قالــت‬
‫الموهوبــات الحقيقيــات‪ ،‬وهــذا ال يعنــي إنــه ال يوجــد ممثــات‬ ‫الحبيــب إن ‪ 90٪‬مــن النصــوص التــي تصلنــي ســطحية للغايــة‬
‫جيــدات حاليـ ًـا‪ ،‬فهنــاك عــدد مــن الممثــات الالتــي يجــدن العمــل‬ ‫لألســف الشــديد وذلــك ألننــا نفتقــد للثقافــة النفســية‬
‫فــي مجــال التمثيــل لكننــا نحتــاج للمزيــد فنحــن نفتقــد للمهــارات‬ ‫واالجتماعيــة فمجتمعنــا حتــى وقــت قريــب كان الرجــال‬
‫الحقيقيــة فــي مجــال التمثيــل‪.‬‬ ‫يجلســون فــي مــكان والنســاء فــي مــكان آخــر والولــد مــا أن‬
‫وتؤكــد الحبيــب‪" :‬أعتقــد أن مهرجــان أفــام الســعودية أدى‬ ‫قليــا ال يجلــس ســوى مــع الرجــال فــا يوجــد شــخص‬ ‫ً‬ ‫يكبــر‬
‫لظهــور وتطــور الســينما الســعودية‪ ،‬فهــو مــن يقــدم الفــن‬ ‫يســتطيع أن يكتــب عــن المــرأة ألنــه لــم يحتــك بهــا‪ ،‬لهــذا‬
‫الســينمائي الحقيقــي فــي المملكــة‪ ،‬كونــه يعتنــي ويهتــم‬ ‫فالعمــق النفســي والثقافــي واالجتماعــي ركيــك ناهيــك عــن‬

‫‪11‬‬ ‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬
 ‫اليوم الثالثاء‪..‬‬
‫سيتم توقيع الكتب يف املهرجان من الساعة ‪ 7‬الساعة ‪ 7.30‬مساء‬

‫حسن الحجييل يكشف أرسار «السينام الكونية»‬

‫رحيل بونويل‪ ..‬يطوي أهم مراحل السينام الفرنسية‬
‫الســينما‪ ،‬وبالتالــي ســيكون كتابـ ًـا ضد الكتابة الســينمائية‬
‫التقليديــة‪ ،‬وقــد ألهمنــي البحــث فيــه‪ ،‬وإعــداده بعــض‬
‫خبايــا الســينما‪ ،‬ومنهــا الســر األعظــم الــذي بســببه تصيــر‬
‫أن للســينما‬ ‫األفــام الســينمائية أفالمـ ًـا كونيــة‪ ،‬ويبــدو ّ‬
‫ً‬
‫أســرارا ال تنكشــف ّإل بالكتابــة والقــراءة عنهــا‪ ،‬لذلــك‬
‫ســنحاول فــي هــذا الكتــاب أن نكشــف مــا نســتطيع مــن‬
‫أســرار الســينما‪.‬‬
‫أن حســن الحجيلــي كاتــب ســينمائي ســعودي‪،‬‬ ‫يذكــر ّ‬
‫قــدم عــدد مــن الكتــب الســينمائية ولــه مســاهمات فــي‬
‫عــدد مــن المجــات والجرائــد الســعودية والعربيــة‪.‬‬
‫بيــن إصــدارات مهرجــان أفــام الســعودية فــي دورتــه‬
‫التاســعة‪ ،‬يلفتنــا كتــاب «الطريــق إلــى الســينما الكونيــة‬
‫نموذجــا» للكاتــب حســن‬‫ً‬ ‫– ســينما لويــس بونويــل‬
‫الحجيلــي‪ ،‬ويتألّ ــف مــن ‪ 3‬فصــول يضعنــا خاللهــا الكاتــب‬
‫أمــام ترصيعــات‪ ،‬تمثّ ــل إضــاءة مختزلــة وجوهريــة للقــادم‬
‫مــن كتابــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال أقــوال األساســيين فــي‬
‫اإلخــراج الســينمائي «أيزنشــتاين‪ ،‬أوســون ويلــز‪ ،‬روبــرت‬
‫بريســون‪ ،‬لويــس بونويــل‪ ،‬تاركوفســكي»‪ ،‬أو الفــن‬
‫التشــكيلي «بيكاســو»‪.‬‬
‫وخصــص الحجيلــي الفصــل األول فــي الكتــاب لتوطئــة‬
‫شــاملة لمفهــوم «الســينما الكونيــة» المنفتحــة علــى‬
‫المطلــق والالمحــدود وغيــر المحصــور قبالــة «الســينما‬
‫العالميــة» التــي تُ نتــج وفــق منطــق الســوق وذهنيــة‬
‫التســويق التجاريــة القائمــة علــى اإلبهــار وبــذخ الميزانيــة‬
‫الضخمــة‪.‬‬
‫وفــي الفصــل الثانــي يقــرأ الكاتــب تجربــة طويلــة وعميقــة‬
‫وهامــة ألحــد أبــرز مخرجــي «الســينما الكونيــة» بحســب‬
‫ـرج اإلســباني «لويــس بونويــل»‪،‬‬ ‫تعريفــه‪ .‬وقــد اختــار المخـ َ‬
‫(المشــهور بســرياليته‪ ،‬وبحضــور األحــام فــي أفالمــه‪..‬‬
‫ً‬
‫تعريفــا بــه‪،‬‬ ‫فقــدم‬
‫ّ‬ ‫ال عقالنيتهــا واتشــاحها بالغمــوض)‬
‫متوق ً‬
‫فا‬ ‫ّ‬ ‫وبعوالمــه‪ ،‬وخصائــص أفالمــه وميزاتــه اإلخراجيــة‪،‬‬
‫عنــد أبــرز تلــك األفــام (كلــب أندلســي‪ ،‬شــبح الحريــة‪،‬‬
‫فيرديانــا‪ .)…،‬ويختــم الفصــل بترجمتــه جــواب أســتاذه‬
‫فــي جامعــة األخويــن رايــت عــن مســائل تتصــل بأفــام‬
‫بونويــل‪ ،‬يعقــب ذلــك الجــواب‪ ،‬قائمــة بأبرز أفــام المخرج‪.‬‬
‫عتبــر‬
‫أمــا الفصــل الثالــث فيفــرده لرثــاء غــودار الــذي ال ُي َ‬
‫سريالية تحقق األحالم‬
‫رحيلــه ‪-‬علــى حــد تعبيــر الحجيلــي‪ -‬مجــرد رحيــل عبقــري‬
‫بغموضها وال عقالنيتها‬ ‫مــن عباقــرة الســينما‪ ،‬وواحــد مــن أهــم صنّ ــاع األفــام‬
‫ســينمائية كونيــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المخضرميــن‪ ،‬بــل هــو رحيــل حالــة‬
‫فيهــا أو القــراءة عنهــا‪ ،‬لكنــه يؤكــد علــى أهميــة القــراءة‬ ‫ونهايــة أهــم مرحلــة ســينمائية علــى اإلطــاق‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫فــي كتــب الســينما ونقدهــا بالنســبة لــكل مــن يريــد‬ ‫الموجــة الفرنســية الجديــدة التــي اســتمرت حتــى يــوم‬
‫دخــول عالــم هــذه الصناعــة‪ ،‬وفــي مقدمــة الكتــاب يقــول‪:‬‬ ‫وفــاة جــان لــوك غــودار الموافــق ‪ 13‬ســبتمبر ‪.2022‬‬
‫«ســأحاول أن يكــون هــذا الكتــاب آخــر كتــاب أؤلفــه عــن‬ ‫يعتبــر الحجيلــي مشــاهدة الســينما أهــم مــن التأليــف‬

‫عليمي يغوص يف اإلشكالية بدهشة يصنعها «الضياع»!‬

‫«الشاعر يف مرآته»‪ ..‬حوارات مختارة مع رائد السينام الشعرية‬
‫فــي بلــده والعالــم‪ ،‬وصلتــه بمخرجيــن مؤثّ ريــن وقريبيــن‬ ‫ضمــن سلســلة إصــدارات مهرجــان أفــام الســعودية فــي‬
‫إلــى ذائقتــه ورؤيتــه اإلخراجيــة والفنيــة‪ .‬وقــد انتُ ِقيــت‬ ‫الــدورة التاســعة يطالعنــا الكاتــب والمترجــم التونســي‬
‫هــذه الحــوارات مــن بيــن حــوارات كثيــرة نشــرت فــي صحــف‬ ‫منيــر عليمــي بترجمــة كتــاب «الشــاعر فــي مرآتــه‪ ...‬أندريــه‬
‫غربيــة‪ ،‬لتقــدم لمحــة جديــدة حــول الفلســفة التــي يتّ بعهــا‬ ‫تاركوفســكي»‪ ،‬يحتــوي الكتــاب علــى حــوارات مختــارة‬
‫تاركوفســكي فــي أفالمــه‪ ،‬وهــي ليســت إال محاولــة‬ ‫ُأجريــت مــع المخــرج الروســي أندريــه تاركوفســكي (‪1932‬‬
‫بســيطة ‪-‬علــى حــد تعبيــر المترجــم‪ -‬للغــوص فــي تجربــة‬ ‫رواد الســينما الشــعرية‪ ،‬إن‬ ‫ً‬
‫رائــدا مــن ّ‬ ‫‪ )1986 -‬الــذي يعــد‬
‫والمعمــق لمجــراه‪ ،‬وهــذه‬
‫ّ‬ ‫المؤســس لهــذا التيــار‬ ‫ّ‬ ‫لــم يكــن‬
‫إشــكالية عميقــة‪ ،‬تمامـ ًـا كالشــعر‪ ،‬حيــث يكــون الضيــاع هــو‬
‫زمنيـ ًـا فتــرة اشــتغال تاركوفســكي‬ ‫ّ‬ ‫تغطــي‬ ‫الحــوارات التــي ّ‬
‫العالمــة األولــى علــى اندِ هاشــنا‪.‬‬
‫بمــدة‬
‫ّ‬ ‫مــن أوائــل الســتينيات حتــى مرحلــة مــا قبــل وفاتــه‬
‫تجلــو هــذه الحــوارات نظــرة تاركوفســكي إلــى عالقــة‬
‫ـام ُو ِصفــت‬
‫قصيــرة‪ ،‬تشــمل تجربــة المخــرج العظيــم مــع أفـ ٍ‬
‫الوضعيــة التــي عاشــها الفنــان فــي‬
‫ّ‬ ‫الشــرق بالغــرب‪ ،‬وإلــى‬
‫يومــا بالغمــوض والنخبويــة‪( :‬فيلــم طفولــة إيفــان‪ ،‬فيلــم‬ ‫ً‬
‫االتحــاد الســوفيتي‪ ،‬كمــا تتطــرق إلــى األســس الجماليــة‬ ‫أندريــه روبليــف‪ ،‬فيلــم ســوالريس‪ ،‬فيلــم‪ ،‬ســتالكر‪ ،‬فيلــم‬
‫التــي بنيــت عليهــا الســينما الســوفييتية‪ ،‬والخصائــص التــي‬ ‫المــرآة‪ ،‬فيلــم نوســتالجيا)‪.‬‬
‫ميزتهــا عــن غيرهــا‪ ،‬يفتتحهــا المترجــم بحــوار مــع باتريــك بيــرو‬ ‫قــدم المعنــى المعهــود‬ ‫ّ‬ ‫تُ‬ ‫ال‬ ‫مختلفــة‬ ‫ً‬
‫أفالمــا‬ ‫فقــد كانــت‬
‫عــام ‪ 1962‬تحــت عنــوان أنــا مــع الســينما الشــعرية‪ ،‬ويختمهــا‬ ‫أفالم «تاركوفسكي» خالية من‬ ‫ً‬
‫مصحوبــا‬ ‫تقــدم التأثيــر قبــل كل شــيء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والمتوقــع‪ ،‬إنمــا‬
‫ّ‬
‫بحــوار مــع إيرينــا بروزنــا عــام ‪ 1984‬تحــت عنــوان عــدو الرمزيــة‪.‬‬ ‫بنظــرة إنســانية عميقــة تتنــاول الفــرد والطبيعة فيما يشــبه‬
‫المتوقع‪ ..‬غنية بالتناغم الروحي‬
‫مــن الجديــر بالذكــر أن منيــر العليمــي مترجــم وشــاعر‬ ‫التناغــم الروحانــي‪ ،‬رغــم الحاجة إلــى النضال وعبور المواقف‬
‫تونســي حاصــل علــى جائــزة أيــام قرطــاج الشــعرية عــن‬ ‫الكتــاب إبحــار حــواري‪ ،‬وعــن ُقـ ْـرب‪ ،‬مــع مخــرج مــا يــزال عالمــةً‬ ‫المؤلمــة والحيــرة الوجوديــة التــي يقاربهــا تاركوفســكي‬
‫مجموعتــه «مقبــرة علــى قيــد الحيــاة»‪ ،‬ولــه العديــد مــن‬ ‫كبيــرة فــي المشــهد الســينمائي العالمــي‪ ،‬عبــر حــوارات‬ ‫المتمهلــة‪ ،‬وبترتيــب التفاصيــل‬
‫ّ‬ ‫ببصيرتــه الشــعرية‪ ،‬وبعينــه‬
‫الترجمــات واإلصــدارات الشــعرية‪.‬‬ ‫وآراءه فــي الســاحة الفكريــة والفنيــة‬ ‫َ‬ ‫تكشــف فلســفته‬ ‫المشــهدية علــى نحـ ٍـو ال يباريــه فيــه أحــد‪.‬‬

‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬ ‫‪12‬‬

‫القاسمي‪ :‬الكتاب تجربة جدلية بني نزعات متضادة‬
‫عائلــة ســينمائية تجمــع بينهــا ســمات إنشــائية وجماليــة‬
‫ـك تقــاوم القواعــد المحنّ طــة‬ ‫مشــتركة‪ ،‬منهــا أنهــا ال تنفـ ّ‬
‫اريخيــة‬
‫ّ‬ ‫باســتمرار وأنهــا تواجــه الحقيقــة القائمــة أو التّ‬
‫ـي لهــا (أو تدعــي كشــفه علــى‬ ‫لتكشــف عــن الوجــه الخفـ ّ‬
‫األقــل)‪ ،‬ومنهــا أنهــا تعمــل باســتمرار علــى اإلقنــاع‬
‫صــور وإن توســلت فــي ذلــك اإليهــام‬ ‫بمصداقيــة مــا ُي ّ‬
‫ّ‬
‫الوثائقــي ‪ -‬التّ خييلــي‪".‬‬
‫ّ‬ ‫كمــا فــي الفيلــم‬
‫ومتشــعبة‪ ،‬علــى‬
‫ّ‬ ‫"مــادة خصبــةً‬
‫ّ‬ ‫يقــدم هــذا الكتــاب‬
‫أســاس علمــي متقــن‪ ،‬للدارســين والمهتميــن‬
‫بالســينما الوثائقيــة‪ .‬كمــا أنــه يفتــح نافــذة ثقافيــة‬
‫تقربــه مــن جماليــات هــذه الســينما فــي‬
‫للقــارئ العــام ّ‬
‫قــراءات تطبيقيــة مختــارة بعنايــة ألفــام تأسيســية‬
‫ابتــداء بأبــي‬ ‫رياديــة منــذ عشــرينيات القــرن الماضــي‬
‫ً‬
‫الفيلــم الوثائقــي؛ المخــرج األمريكــي روبــار فالهرتــي‬
‫بأفالمــه التــي تبــدأ باالنتصــار للطبيعــة وتختــم باالنتصــار‬
‫لإلنســان وســلطة اآللــة والعوامــل التــي جعلــت المخــرج‬
‫«الوثائقيات» تقاوم القواعد‬
‫يصــل إلــى تلــك القناعــة‪ .‬يتزامــن مــع هــذا المؤســس‬
‫األمريكــي هنــاك رائــد آخــر هــو الروســي دزيغــا فيرتــوف‬
‫رائــدا لتنقيــة الســينما الوثائقيــة مــن‬‫ً‬ ‫ً‬
‫جهــدا‬ ‫بــذل‬
‫َ‬ ‫الــذي‬
‫المظاهــر األدبيــة والمســرحية وجعلهــا خالصــة للصــورة‬
‫الســينمائية وذلــك فــي فيلــم "الرجــل صاحــب الكاميــرا"‬
‫(‪".)1928‬‬
‫المؤلــف الدكتــور أحمــد القاســمي‪ ،‬أكاديمــي وناقــد‬
‫ســينمائي تونســي لــه العديــد مــن اإلصــدارات فــي‬
‫النقــد الســينمائي‪ ،‬كمــا أصــدر روايتيــن ومســرحية‪،‬‬
‫وهــو حاليـ ًـا أســتاذ مــادة "ســيميائيات األدب والســينما"‬
‫بكليــة منوبــة‪.‬‬
‫«فن فهم السينام بني اللغة والنظرية»‪ ..‬يحل لغز الصورة واللغة السينامئية‬
‫ً‬
‫مــرورا بجدليتهــا‬ ‫األولــى التــي تعامــل اإلنســان معهــا‪،‬‬
‫وصــوال إلــى‬
‫ً‬ ‫واختالفــات اآلراء حولهــا فــي األديــان‪،‬‬
‫تفنيدهــا وإضــاءة الفالســفة والباحثيــن عليهــا كمفهــوم‬
‫ســينمائي‪" ،‬فنحــن مثــا ال نســتطيع الجلــوس علــى‬
‫صــورة "كرســي"‪ ،‬غيــر أن الصــورة يمكــن أن تحملنــا‬
‫عبــر ملكــة الخيــال إلــى الشــيء أو المــكان الــذي تمثلــه‪،‬‬
‫إنهــا تمتلــك ســلطة التجــاوز أي العبــور مــن التمثــل إلــى‬
‫األصــل‪ ،‬أي الشــيء‪ ،‬وذلــك ألننــا نــرى أوال ونتخيــل ثانيــا‪،‬‬
‫وهــذا مــا عبــر عنــه والتــون بشــفافية الصــورة التــي‬
‫تســمح برؤيــة العالــم مــن خاللهــا‪ ،‬وبواســطة التجربــة‬
‫البصريــة"‪ .‬كمــا أشــار الدكتــور جيــروم إلــى ســؤال‬
‫" كيــف يمكــن للصــورة‪ ،‬أن تعلمنــا النظــر والتخييــل‬
‫ميــز بيــن‬
‫والتفكيــر؟" وأجــاب عنــه مــن خــال الكتــاب‪ ،‬كمــا ّ‬
‫ـيا في‬ ‫دورا رئيسـ ً‬
‫ً‬ ‫الصــورة الذهنيــة التــي تلعــب الحــواس‬
‫توليدهــا وتخزينهــا‪ ،‬والصــورة الشــعرية التــي تحملنــا إلى‬
‫تكويــن الظهــور الجمالــي لألشــياء‪ ،‬والصورة الســينمائية‬
‫التــي ظهــرت مــع الرهــان علــى الحركــة‪ .‬فالصــورة هــي‬
‫الشــاهد الــذي يتذكــر والذاكــرة التــي تشــهد‪ ،‬علــى تاريــخ‬
‫اإلنســان الــذي عبــر مــن هــذه األرض‪ ،‬تــاركا فــي جــوف‬
‫ً‬
‫"أثــرا"‬ ‫المغــارة‪...‬‬
‫يذكــر أن الدكتــور حمــادي جيــروم هــو أســتاذ أســتطيقا‬
‫الســينما بجامعــة الحســن الثانــي – الــدار البيضــاء‪ ،‬حاصــل‬
‫علــى درجــة الدكتــوراه فــي األدب والســينما‪ ،‬ودبلــوم‬
‫الدراســات العليــا فــي تحليــل الخطــاب الروائــي‪ ،‬وأســتاذ‬
‫زائــر فــي عــدة جامعــات عربيــة ودوليــة‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬
‫«الفيلم الوثائقي» يحرض «مكتوباً» يف املهرجان‬
‫ضمــن إصــدارات مهرجــان أفــام الســعودية فــي الــدورة‬
‫التاســعة‪ ،‬يقــدم الدكتــور أحمــد القاســمي كتابــه‬
‫"الفيلــم الوثائقــي‪ :‬فــي جماليــات اإلنشــاء والتقبــل –‬
‫للتبحــر فــي جماليات‬
‫ّ‬ ‫تجــارب علميــة رائــدة"‪ ،‬الكتــاب تجربــة‬
‫الفيلــم الوثائقــي علــى اختــاف عصــوره‪ ،‬والغــوص فــي‬
‫بعــض خصائــص تشــكيله ومســارب معانيــه‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫تطـ ّـرق لــه الكتــاب فــي جميــع فصولــه‪ ،‬التــي اشــتركت‬
‫ـادة‪ ،‬وانتقلــت‬
‫فــي قيامهــا علــى الجــدل بيــن نزعــات متضـ ّ‬
‫مــن جــدل الممتــع مــع المفيــد‪ ،‬إلــى جــدل التّ ســجيل‬
‫مــع التّ خييــل‪ ،‬إلــى جــدل اإلنشــاء مــع التّ قبــل‪ ،‬إلــى جــدل‬
‫مقاومــة العولمــة مــع الخضــوع لقانونهــا‪ .‬وفيهــا وجدنــا‬
‫الفيلم الوثائقي يتبنّ ى غالبا مقاربات موضوعية تعتمد‬
‫أســاليب الحجــاج واإلقنــاع‪ ،‬وتســتثمر مختلــف الشــهادات‬
‫والمــوارد البصريــة لتحقيــق هــذه الغايــة‪ .‬ولكــن يجــب أال‬
‫يســربون‬
‫ّ‬ ‫نثــق مطلقــا بالمبدعيــن‪ .‬فمكرهــم يجعلهــم‬
‫طــي الموضوعــي‪ ،‬ويعتمــدون مختلــف الحيــل‬ ‫ّ‬ ‫الذّ اتــي‬
‫ً‬
‫صورا‬ ‫المحنطة‪ ..‬وال تطرح‬ ‫المتفــرج وحملــه علــى‬
‫ّ‬ ‫التّ قنيــة واألســلوبية إلذعــان‬
‫يحددونهــا مســبقا‪ .‬ولذلــك فمــن الخطأ‬ ‫التّ فكيــر بطريقــة ّ‬
‫أمينة للواقع‬ ‫يقــدم صــورا أمينــة للواقــع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الوثائقــي‬ ‫بــأن‬
‫ّ‬ ‫االعتقــاد‬
‫فعلــى اختــاف أجناســه يمثّ ــل‪ ،‬األصيــل المتقــن منــه‬
‫توظــف لعــرض الموقــف الفكــري‬ ‫ّ‬ ‫رؤيــة جماليــة ذاتيــة‬
‫تعــدد أجناســه‬
‫ّ‬ ‫الدقيــق مــن جهــة‬
‫الضبــط ّ‬‫عســير علــى ّ‬
‫الشــكل مســألة شــكلية‪ ،‬وال‬ ‫الخــاص‪ ،‬بحيــث ال يكــون ّ‬
‫مقارباتِ ــه‪ .‬وهــو فــي حركيــة مســتمرة‬
‫َ‬ ‫واختــاف وتنـ ّـوع‬
‫ينفصــل الممتــع عــن المفيــد‪.‬‬
‫الصيــغ الجديــدة وتســتقطب جمهــورا جديــدا‪.‬‬ ‫تبتكــر ّ‬
‫وعليــه‪ ،‬يبقــى الســبيل األفضــل للبحــث فــي جمالياتــه‪،‬‬
‫البحــث فــي تجاربــه المميــزة ذات التأثيــر‬
‫ُ‬ ‫فــي تقديرنــا‪،‬‬
‫جامليات الفيلم الوثائقي‬
‫والو ْقــع القوييــن‪ .‬وبصــرف النّ ظــر عــن مســألة تصنيفــه‬
‫َ‬ ‫يقــول الدكتــور القاســمي فــي تعريــف الكتــاب‪" :‬يبقــى‬
‫الفنــي الشــائكة‪ ،‬ويمثّ ــل الوثائقــي‬
‫ّ‬ ‫وحــدود جنســه‬ ‫الفيلــم الوثائقــي نمطــا ســينمائيا ُمشــكال‪ .‬فهــو‬
‫طروحات غري مسبوقة يف «تاسعة أفالم السعودية»‬
‫ضمــن إصــدارات مهرجــان أفــام الســعودية فــي‬
‫دورتــه التاســعة يطالعنــا الناقــد الســينمائي المغربــي‬
‫الدكتــور حمــادي جيــروم فــي كتابــه "فــن فهــم الســينما‬
‫بيــن اللغــة والنظريــة" الــذي اعتبــره المؤلــف محاولــة‬
‫تســاعدنا فيهــا قــراءة المعــارف التــي يقترحهــا الكتــاب‪،‬‬
‫حــول مفهــوم الصــورة‪ ،‬وإشــكالية اللغــة الســينمائية‪،‬‬
‫واألبجديــة التقنيــة والفنيــة‪ ،‬والكتابــة الســينماتوغرافية‪،‬‬
‫ونظريــات الســينما‪ ،‬علــى الدخــول الحقيقــي إلــى قــارة‬
‫كشــعراء‪ ،‬ولنكتشــف أن‬ ‫الســينما الحديثــة‪ ،‬لنســكُ نها ُ‬
‫الالمرئــي يوجــد فــي تغييــر طــرح الســؤال التقليــدي‪:‬‬
‫"مــا الــذي ســنراه فــي الصــورة التاليــة؟"‪ ،‬وإعــادة طــرح‬
‫ســؤال حديــث ومعاصــر حــول‪" :‬مــاذا يوجــد فــي هــذه‬
‫الصــورة كــي نشــاهده؟"‪.‬‬
‫الرأسمالية الصناعية أفرغت‬ ‫بهــذا ســنعرف أن الموقــف لــم يعــد موقفــا حســيا ‪-‬‬
‫حركيــا‪ ،‬بــل أصبــح موقفــا بصريــا وصوتيــا صرفــا‪ ،‬بحيــث‬
‫الفن من هالته!‬ ‫يحل الرائي المســتبصر محل المتفرج‪ .‬إننا إذن نؤســس‬ ‫ُّ‬
‫لســينما االســتبصار‪ ،‬ســينما الطبقــات البصريــة الكامنــة‬
‫ضيعتــه "الصناعــة الثقافيــة"‪ ،‬باعتبــار "أن الرأســمالية‬
‫ّ‬ ‫فــي اللقطــة‪ .‬وبهــذا نحــرر الســينما مــن هيمنــة الحكــي‬
‫الصناعيــة‪ ،‬أفرغــت الفــن مــن هالتــه"‪.‬‬ ‫والقــص ووصــف األحــداث‪" ،‬ألن مــا هــو ســينمائي ال‬
‫يمكــن روايتــه"‪.‬‬
‫مفهوم الصورة‪ ..‬مقاطعات منهجية‬ ‫ويطمــح الكتــاب كذلــك إلــى مقاســمة عشــق الســينما‬
‫فــي مطلعــه يشــرح الكتــاب مفهــوم الصــورة مــن‬ ‫بيــن الطلبــة واألســاتذة والباحثيــن والنقــاد‪ ،‬ألن تعلــم‬
‫مختلــف جوانبــه‪ ،‬ويقــدم رؤيــة واضحــة ترتكــز علــى‬ ‫الســينما وفهمهــا‪ ،‬ال يتحقــق إال مــن خــال مشــاهدة‬
‫مقاطعــات منهجيــة ترصــد تطــور هــذا المفهــوم‪ ،‬منــذ‬ ‫أفــام الســينمائيين الكبــار وتحليلهــا وقراءتهــا‪ .‬وبهــذا‬
‫أن الصــورة هــي اللغة‬
‫إدراك اإلنســان القديــم لــه باعتبــار ّ‬ ‫والجمالــي والفكــري‪ ،‬الــذي‬
‫ّ‬ ‫نعيــد للســينما ألقهــا الفنــي‬
 ‫خدمة عمالء ضمريك‬
‫‪ | 2022‬روائي | عربي | خيال علمي | ‪ 9‬د‬
‫(الثالثاء ‪ 9‬مايو)‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬المملكة العربية السعودية‬
‫إخراج‪ :‬ندى باحسن وفهد العتيبي‬
‫ـواز حيــث الضميــر يخضــع للتقييــم‪ ،‬نلتقــي بـــ «ثــراء»‬
‫فــي عالــم مـ ٍ‬
‫وهــي موظفــة ناجحــة إيجابيــة تســعى لتقييــم جميــع النــاس‪،‬‬
‫حتــى يظهــر لهــا إبراهيــم ويخــرج أســوأ مــا فيهــا‪.‬‬
‫سكون‬
‫‪ | 2022‬روائي | عربي | دراما | ‪ 32‬د‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬المملكة العربية السعودية‬
‫إخراج‪ :‬أحمد منهاس ومروان بكري‬
‫متزوجــان يمــران بتجربــة شــعور التحطــم واالبتعــاد‪ ،‬ممــا يســبب‬
‫حادثــة عنيفــة ومأســاوية خياليــة‪.‬‬
‫يف حذايئ‬
‫‪ | 2021‬روائي | صامت | فنتازيا | ‪ 14‬د‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬البحرين‬
‫إخراج‪ :‬لؤي التّ تان‬
‫فيلــم «فــي حذائــي» يحكــي قصــة حيــاة حــذاء تبــدأ مــن محــل‬
‫الريفيــة دون أن ينظــر مــرة أخــرى فــي قــراره‪ ،‬بعــد سلســلة مــن اللحظــات الســيئة التــي‬
‫ً‬
‫جــدا‪ ،‬والــذي بــدوره يأخــذ‬ ‫األحذيــة‪ ،‬حيــث يبــاع إلــى رجــل ثــري‬
‫تحملهــا علــى يــد أبيــه‪ ،‬لكــن قــراره يثقــل كاهلــه‪ ،‬ويجــد فــي قلبــه رغبــة بمســامحة والــده‬
‫الحــذاء فــي رحــات فيهــا خليــط مــن المشــاعر والتجــارب إلــى أن‬
‫يبلــى الحــذاء وينتقــل إلــى رجــل فقيــر جـ ً‬
‫ـدا فيبــدأ بعيــش حيــاة‬
‫ً‬
‫تمامــا بحلوهــا ومرهــا‪.‬‬ ‫مختلفــة‬
‫دعاء أمل‬
‫‪ | 2023‬روائي | عربي | دراما | ‪ 15‬د‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫الحمادي‬ ‫إخراج‪ :‬حمد‬
‫ّ‬
‫فيلــم «دعــاء أمــل» الــذي يســتند إلــى قصــة واقعيــة لحيــاة‬
‫ممرضــة مــن خــارج المجتمــع الــذي تقــع فيــه أحــداث الفيلم‪ ،‬حيث‬
‫يبــرز الفيلــم قيــم التســامح واندمــاج الممرضــة فــي المجتمــع‪.‬‬
‫مرثية سكون‬
‫‪ | 2022‬روائي | عربي | تشويق | ‪ 9‬د‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬المملكة العربية السعودية‬
‫سمان‬‫ّ‬ ‫إخراج‪ :‬ماجد‬
‫يكشــف الفيلــم عــن الصــراع الــذي يعيشــه البطــل مــع الكيــان‬
‫الشــرير الــذي يدخــل حياتــه بشــكل غيــر متوقــع‪ ،‬ومحاوالتــه‬
‫للتعايــش معــه‪.‬‬
‫حوافر‬
‫‪ | 2023‬روائي | إنجليزي | تشويق | ‪ 7‬د‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬الواليات المتحدة االمريكية‬
‫إخراج‪ :‬حمد علي‬
‫تــدور أحــداث هــذه القصــة عنــد خــروج االبــن وتأخــره خــارج المنــزل‬
‫ً‬
‫كابوســا لــه‬ ‫متجاهــا تعليمــات والدتــه‪ ،‬ويعــود ليجلــب معــه‬
‫ً‬
‫ولوالدتــه التــي تنتظــره فــي المنــزل‪ ..‬ليعيشــوا لحظــات مرعبــة‪.‬‬
‫تحت سامء واحدة‬
‫‪ | 2022‬وثائقي | عربي | ألماني | تركي | ‪ 65‬د‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬ألمانيا‬
‫إخراج‪ :‬مجتبى سعيد‬
‫نعيــش مــع ســت شــخصيات فــي مــدن وقــرى ألمانيــة مختلفــة‪،‬‬
‫اليــوم األخيــر مــن شــهر الصــوم واالحتفــاالت الكبيــرة فــي‬
‫اليــوم الــذي يليــه‪ :‬العيــد‪ ،‬بايــرام أو تســكر فيســت‪.‬‬
‫‪www.saudifilmfestival.org‬‬
‫شاشة العرض‬
‫حيز من الذاكرة‬
‫|‪4‬د‬ ‫‪ | 2022‬وثائقي | عربي |‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬المملكة العربية السعودية‬
‫إخراج‪ :‬ندين عبدالهادي‬
‫فــي كل مــرة نقــف أمــام األماكــن نجدهــا مســتعدة لعــرض الكثيــر‬
‫مــن األحــداث التــي قــد تكونــت فــي ذاكرتنــا مــن خــال تفاعلنــا‬
‫معهــا‪ ،‬تختلــف عالقــة اإلنســان بالمــكان مــن شــخص إلــى آخــر‬
‫وتُ ضفــي علــى كل واحــد منهــم مالمحــه وتؤثــر بــه‪.‬‬
‫فيلــم حيــز فــي الذاكــرة هــو فيلــم وثائقــي ُيحيــي نظــرة أشــخاص ألماكــن مختلفــة‬
‫وارتباطهــم بهــا مــن خــال األحــداث التــي حصلــت فيهــا‪ ،‬ألن األماكــن تبقــى الجــزء الــذي‬
‫ال يتجــزأ مــن اإلنســان‪.‬‬
‫الصمود والتعايش‬
‫‪ | 2022‬روائي | عربي | دراما | ‪ 6‬د‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬المملكة العربية السعودية‬
‫إخراج‪ :‬نصر أبو الجدايل‬
‫هــو فيلــم درامــي قصيــر يــدرس العالقــة بيــن االبــن ووالــده‬
‫الصــارم فــي ريــف المملكــة العربيــة الســعودية‪ .‬بطــل الروايــة‬
‫فهــد (‪ )19‬ســنة‪ ،‬الــذي يحلــم بحيــاة أفضــل لنفســه‪ ،‬يغــادر قريتــه‬
‫والتصالــح معــه‪.‬‬
‫تخليد‪ ..‬ف ّن الق ّ‬
‫ط العسريي‬
‫|‪5‬د‬ ‫‪ | 2021‬وثائقي | عربي |‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬المملكة العربية السعودية‬
‫إخراج‪ :‬سعد طحيطح‬
‫مــن قــرى خلقــت فــي الجبــال وألهمــت كل مــن عــاش فيهــا‪،‬‬
‫انبعــث فــن القــط العســيري مــن جــدران بيوتهــا الصمــاء‬
‫وجعلهــا تشــع بالحيــاة‪ ،‬والموثقــون لهــم دور كبيــر فــي تخليــد‬
‫هــذا الفــن للعصــور القادمــة‪.‬‬
‫ح ّناء‬
‫‪ | 2021‬روائي | عربي | فنتازيا | ‪ 69‬د‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬المملكة العربية السعودية‬
‫إخراج‪ :‬معاذ الرفاعي‬
‫تــدور أحــداث الفيلــم عــن نبــوءة مكتوبــة فــي مخطوطــة تقــع بين‬
‫يــدي خيميائــي وينطبــق محتــوى النبــوءة بشــكل كبيــر علــى حياتــه‬
‫بحيــث تقــول «ثالثــة هــن وقربــان» أي إنــه أنجــب أربــع فتيــات‪،‬‬
‫تحــل لعنــة علــى قريتــه‬
‫ّ‬ ‫فيجــب عليــه التضحيــة بالرابعــة يك ال‬
‫وســكانها‪ ،‬فيبقــى الخيميائــي يبحــث عــن ســرّ تحديــد النســل بدراســة األوركيــد األزرق‪.‬‬
‫بشغف‬
‫| ‪ 12‬د‬ ‫‪ | 2023‬وثائقي | عربي |‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬البحرين‬
‫إخراج‪ :‬أحمد زكي‬
‫الفيلــم الوثائقــي البحرينــي «بشــغف» يســلط الضــوء علــى‬
‫ثــاث شــخصيات عصاميــة مبدعــة ورحلــة التعــاون المشــتركة فيمــا‬
‫بينهــم لصناعــة قطــع مجوهــرات معاصــرة بلمســة بحرينيــة‪.‬‬
‫رشيط فيديو تب ّدل‬
‫‪ | 2022‬روائي | عربي | كوميديا | ‪ 17‬د‬
‫بلد اإلنتاج‪ :‬المملكة العربية السعودية‬
‫إخراج‪ :‬مها الساعاتي‬
‫تــدور أحــداث الفيلــم فــي عــام ‪ 1987‬وتحكــي قصــة الشــاب‬
‫الســعودي األســمر؛ الــذي يحــاول جــذب انتبــاه فتــاة‪ ،‬مــن خــال‬
‫كليبــات مغنــي الثمانينيــات الشــهير كــروان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫محــاكاة أحــد‬
‫‪14‬‬
15 www.saudifilmfestival.org
The Two Honorees of the “Ninth Festival» Sign Their Books
In a gathering attended by numerous filmmakers
and book lovers interested in cinematic knowledge,
three books were signed yesterday, Monday, at the
Production Market Theater in Ithra Center: “Jean-
Luc Godard... Before Names... Before Language"
by Amin Salih, and "Amin Salih... The Conscious
Gaze" prepared by Journalist & Poet Abdel
Wahhab Al-Oraidh, and "Saleh Fawzan... The
Immigrant Cinematographer" prepared by Film
Critic Naji Abdel Sattar.
The book signing session, which was moderated
by Muhammad Al-Faraj, comes as an extension of
paying tribute to Amin Saleh and Saleh Al-Fawzan;
the two cinematic pioneers honored in the ninth
edition of the festival.
Speaking about his book " Jean-Luc Godard...
Before Names... Before Language," Amin Saleh
indicated that the book is the first of its kind long
after a folio of articles he wrote about Godard
published in the 1970s in Bahrain. He also pointed
out his love and pursuit of Godard and his cinema,
and all that was written about it. He praised
Godard’s work for its tremendous impact on world bears a similarity to his relationship with cinema, youth, indicating that this scene was once a
cinema. He indicated that Godard was open to as both came by chance, and he did not dream of daydream, while today it is a reality that we live in.
experimenting with all forms and techniques being a filmmaker one day. But he is happy with He pointed out that today's cinematic reality goes
without fear or concern for what the market and what he is now and with his -40year experience in beyond the question he saw in the eyes of many
the audience demand. Arab filmmaking. Because each milestone, whether during his years of work in cinema outside Saudi
Amin pointed out that the book title, "Before the small or large, is essential in his journey going up Arabia, which is: How is it possible for a filmmaker
Name... Before Language," came from Godard's or moving over to another area. to be from a country where there is no cinema?
philosophy of returning to point zero and that Al-Fawzan stressed that the cinematic scene today Al-Fawzan expressed his pride in all his companions
names and adjectives undermine the things that in Saudi Arabia is full of creative and ambitious and co-workers who were with him on this cinematic
ought to retain their virginity. journey that spanned more than 40 years.
In a related context, Saleh revealed that he had He revealed that he is working on three upcoming
completed a script for a drama feature film that he projects in cooperation with the Daw’ Film
will bring together with Emirati director Nawaf Al- Competition, and the Cultural Development Fund,
Janahi and that he is in the process of searching in addition to a screenplay adapted from a novel
for a producer for this project, hoping it will see the by Abdullah Al-Taazi, expressing his hope that
light as soon as possible. these projects will be completed to the fullest.
On the other hand, producer Saleh Al-Fawzan did The discussion with the two honorees concluded
not hide his gratitude for being honored alongside with long queues by the audience lining up wishing
a great cinematic figure like Amin Saleh. to greet the two distinguished figures of Arab
In his speech, Al-Fawzan indicated that his life cinema and obtain signed copies of their books.

Poet & Critic Abdullah Safar:

Saudi Film Festival; 8 Days to Eleveate our Aesthetic Senses & Foster our Dream
Poet and critic Abdullah Safar has been closely following
the events and activities of the Saudi Film Festival since its
1st edition. He expressed, «The ninth edition of the festival
marks a greater realization of our dream... and promises
are now coming to brilliant fruition.»
Abdullah Safar stated, «The Saudi Film Festival paves
the way for a diverse and comprehensive film industry,
forging a local cinematic sector on a solid foundation that
goes beyond the technical aspect in its different levels.
This process involves acquiring knowledge and resources that are
only accessible through industry experts; these experts we see during
the festival days actively participating in workshops and training
programs that expand from one edition to the next.»
When asked about noteworthy additions he noticed at this year’s
festival, Safar replied, «The ‹Film Library› is a personal favorite of mine,
as the festival is consistently enriching it with a substantial number
of high-quality books, whether authored in Arabic or
translated each year. These are the kind of books that the
Arabic library is in dire need of. This year, we look forward
to delving deeper into the festival›s programs, which would
undoubtedly showcase its success and foster a motivating
impetus for the advancement of cinema in Saudi Arabia.»
He added, «In a single day, I had the fortunate opportunity
to encounter more local and Gulf cinematic experiences
than I could have anticipated, including those from Iraq,
Oman, Bahrain, and Kuwait. These encounters are visually and
artistically delighting, with some subtly alluding to pressing societal
issues in a captivating and moving manner.»
The Saudi Film Festival is an eight-day celebration that uplifts our
aesthetic senses. Please forgive us, dear poet, as we take the liberty of
rephrasing your words: «My Lord, how magnificent cinema
truly is.»

www.saudifilmfestival.org 16
Praised her Experience at Festival’s “Screenplay Lab”
Deema Azar: ‹Funding› and ‹Piracy› among the Top Challenges
Facing Film Production in the Arab World
Jordanian producer Deema Azar emphasized that
the most significant challenges facing the Arab film
industry are funding and piracy. Azar pointed out
that the post-production phase is just as challenging
as the production phase, stating that «distribution
and marketing are among the biggest challenges
facing independent films in the region due to the
limited number of distributors in the Arab world
and the lack of experience or limited vision in the
distribution and marketing strategy of the film. This
is because of the limited screening outlets for this
type of film and the limited experience with cinema
culture at the general audience level.
However, Azar urged filmmakers not to be
discouraged by these challenges and instead use
them as a driving force to think innovatively and
discover new ways to overcome obstacles. She
also highlighted cinema in the Arabian Gulf region
as relatively new, making it more flexible and
adaptable to overcoming challenges and utilizing
them as building blocks for effective and high-
quality film production.
Azar has had diverse and notable participation in
several film festivals, including her role as director
of the Amman Filmmakers Days in the inaugural
edition of the Amman International Film Festival
in 2020. She regards film festivals as “crucial
milestones in a filmmaker›s journey, providing
valuable opportunities for support, showcasing and
celebrating films and their makers.” In her words,
“Film festivals, whether international, regional,
or Arab, are indispensable platforms on the film
journey, whether the project is under development
or ready for screening, as festivals provide
unique support opportunities for filmmakers and
create a rich cinematic environment, in addition
to celebrating films and their makers through
film screenings and related events.» She also
emphasizes the significant role of film festivals as an
indicator of a country›s film industry development,
highlighting the importance of community and
official support in organizing them in the best
possible way.
Deema Azar is a founding member and managing
partner of Sandouk Al-Hikaya, a production
company based in Amman that supports new
cinematic talents in Jordan and the Arab world.
Furthermore, she served as the Regional Training
Director at the Royal Film Commission Jordan
from 2012 to 2016. She worked as a film script screenplay development workshop. Azar states,
consultant collaborating with various production «I am pleased with this invitation to continue what
I started in the previous course, which drives me
entities locally and internationally. She is also widely Gulf cinema offers forward with filmmakers whose scripts have been
known for providing consultancy to independent
film projects. She collaborated with the eighth quality productions, selected for development among the exquisite
edition of the Saudi Film Festival as a trainer in deliverables expected from the lab.»
the «Screenplay Lab” dedicated to developing
with resilient filmmakers It›s worth mentioning that Deema Azar›s feature
feature film scripts. She described her experience overcoming obstacles film «Joy» portrays a Palestinian girl›s experience
as exciting and unique, stating that it provided during the 1948 Nakba and her witnessing of
her with an excellent opportunity to encounter I eagerly look forward to seeing these stories occupation soldiers killing families and children.
many Saudi creatives and talented storytellers, translated onto the big screen. After the film’s release, Azar collaborates with
eager to receive feedback and guidance on the In this festival edition, Deema Azar also participates writer and director Darin J. Sallam and producer
development of their authentic local stories, and as a trainer and mentor at the feature film Ayah Jardaneh on two forthcoming projects.

17 www.saudifilmfestival.org
Ithra Draws a Large Crowd on the Third Day of the Saudi Film Festival Book-Signing Ceremony
Cinema Resembles Life, with Ups and Downs, and All
the Complexities in Between
For the third consecutive day of the Saudi Film
Festival’s ninth edition, a book signing event was
held at the Production Market Theater in Ithra,
presented by Zahra Al-Faraj. Four books were
signed yesterday: ''The Pre-final Stare" translated
by Radi Al-Nimasi, "The King Principle" by Maher
Mansour, "Italian Laughter" by Erfan Rasheed,
and "The Comedy Train" by Mohammed Reda.
Radi Al-Nimasi highlighted that his passion for
cinema stems from his love for life. He emphasized
that cinema reflects life’s complexities,
sweetness, and bitterness, contributing to our
understanding and appreciation. He asserted
that there is never a final stare and that “The Pre-
final Stare” in the title of his book suggests that
this act resembles a never-ending obsession we
are drawn to. According to Al-Nimasi, his book
comprises a series of dialogues with world-
renowned directors such as Forman, Tarantino,
and Christopher Nolan. He underlined that the
path to success starts with one’s initial steps and
that glory is solely attainable through drawing
from past experiences and embracing rejection.
Al-Nimasi added, "I encountered several
difficulties in translation due to the lack of an
all-encompassing Arabic cinematic glossary.
I am grateful to the head of the Film Authority,
Abdullah Al-Ayaf, for his assistance in translating
the terms that were hard to comprehend."
He explained, “The book has a second part
scheduled to be released soon, and there may
be a series of dialogues with Arab directors in
Lack of Arabic Cinematic Dictionary
Poses a Significant Challenge to
Translators
Festival’s Publications a Significant
Contribution Enriching Filmmaking
Industry
the future."
Maher Mansour stated that his book "The
King Principle" targets novice screenwriters,
developers, and evaluators of a film script to
arouse the reader’s curiosity and interest to
inquire further about the story. He emphasized
that this principle proves the success of any
material, be it narrative, cinematic, or any other
form." Mansour disclosed that he intended to
avoid mentioning specific script examples in his
book. This is to prevent advocating any recurrent
models in scriptwriting, preferring to rely on the
imagination and creativity of the writer. Mansour
concluded by stating: "I have incorporated a
reference guide at the end of the book including
several elements that can help the author to
ensure the precision of their writing."
Irfan Rasheed emphasized that his book;
www.saudifilmfestival.org
“Italian Laughter” is an attempt to provide a
concise narrative of the history and origins of
Italian comedy, and given the progressive and
multifaceted nature of cinema, it is necessary to
be familiar with it to cultivate a new and distinctive
film industry in the Arab World." He elaborated:
" It is important to acknowledge the roots of
Italian comedy and the Italian realistic cinema,
which emerged on the streets, matured, and
developed within them, making it authentic and
relatable to people’s lives." Rasheed concluded
by commending the festival’s publications,
stating that they contribute to knowledge
acquisition and enrichment and foster learning
and creativity in cinema.
Mohammad Reda discussed his book "The
Comedy Train," which features a curated list
of "100 films that must be seen." Reda shared
that the inspiration for the book came from his
passion for recording and documenting films he
enjoyed watching, regardless of their genre. He
explained: "It is a preliminary introductory book
for 100 global films, Arab and international,
deliberately chosen for their varying levels of
complexity to provide readers with a varied
collection of films still connected through their
comedic themes."
The session concluded with the authors meeting
with attendees to sign their books and engage
in discussions to exchange insights and learn
about each other’s interests.
18
 SAAFA
Daily bulletin of the Saudi Film Festival, the ninth session - Issue 6- 9 May 2023
Q&A with Director and Architect Abdullah Alamoudi
Saafa spoke with the Saudi director and architect
Abdullah Alamoudi. The multi-talented artist took us on
a personal journey that led him to the Production Market,
where we had this chat.
What do you do? You studied architecture at university,
now direct films, and started a firm. You seem to manage
a lot at once.
I am a landscape architect and run an architecture/design
firm with a fellow architect called “Third Space* Studio.”
At the same time, I consider myself a director. So, I direct
films and create artwork as a passion. I’ve done a mixed-
media installation at a gallery called “Man Falling.” I also
animated a film at the “From Earth” exhibition at Ithra
called “The Fruits of Your Labour.”
How do you balance all your endeavors? Do you thrive
from having your foot in multiple projects at a time?
Yes, I do. I like to keep myself busy and try to be in a
creative state. As I’m producing a piece, a new idea or
project usually comes along the way, propelling me to
keep moving. It’s like a constant cycle of thinking and
creating.
As an artist, do you feel like Saudi Arabia’s booming art
Saudi Women Filmmakers: We›ve made leaps with the presence of women in Saudi cinema
Ahd Kamel: Animation took me away from law
practice… and my family opposed my career in cinema
Two Saudi directors; Ahd Kamel and Hind Al-Fahhad,
spoke to the "Film Cafe" program in an episode titled "The
Role of Women in the Film Industry and Their Position
Past and Present." They discussed their beginnings in
the film industry and how they faced opposition from
people who rejected the idea of Saudi women working
in the cinema industry. They also shared the challenges
they encountered during that period and shed light on
the current position of Saudi women in cinema.
The problem of beginnings
Saudi actress and director Ahd Kamel described how
she stumbled upon her passion for filmmaking, “I started
18 years ago by coincidence. That's why I always say that
cinema came to me. I started working on a graduation
project related to animation during my final year at
university. I used a camera to execute the project and
enjoyed the experience, which sparked my interest in
the film industry. After graduation, I pursued film studies
and discovered my passion for this field. My family
supported my decision to study film, as I had explored
various fields of study, including law and animation. My
transition into acting was also gradual. So, the difficulties
were relatively minimal for me."
Meanwhile, Hind Al Fahad said that her artistic journey
began with photography, where she was drawn to the
language of images and working with the camera. She
Initially focused on creating short films and uploading
them online before producing her movie, "Three Dolls
and a Kite." She added: "My breakthrough in the film
industry came when I was selected to participate in
the Abu Dhabi Film Festival, which led my family to
acknowledge my passion for the field. Winning an award
for my film 'Basta' at the Dubai International Film Festival
was a strong push for my journey as a filmmaker."
19 www.saudifilmfestival.org
industry has helped you achieve your goals as a creative?
Yes, most definitely! So many opportunities are
presented to us, and it is extremely exciting. What’s
nice about this is that you can showcase your skill set
in different contexts, which can help you sell your ideas
Rejection of Filmmaking Practice
Ahd Kamel revealed that she faced initial resistance from
her family towards pursuing a career in the film industry.
"But as the art and film industry began to flourish in Saudi
Arabia,” she added, “I was surprised by the reaction of
my family and friends. Some even accompanied me
on the red carpet of art festivals held in the country.
However, the struggle was tough during the early stages
of my career. As an artist, I had to rely solely on myself as
none of my family members helped me. Nevertheless, I
always believed there was nothing wrong with what I was
doing. Amidst it all, there was one person who strongly
supported me: my grandmother on my mother's side.
She was the engine that propelled me forward until I
reached where I am today. She was the one who gave
me the energy and courage."
Hind Al-Fahhad expressed, "The problem in the
early days was indeed the resistance of some to the
film industry, which caused me, as a female artist, to
suffer from internal conflict. Overall, I faced numerous
challenges as a woman, whether from my family or
in the film industry. This made me look at storytelling
differently and improved my filmmaking skills.
Being in the filmmaking and architecture fields, do your
two career paths influence or inspire each other?
They are more alike than you think. Both deal with telling
a story; they intertwine through form, movement, and
composition. The same questions always arise whether
it’s a design or a moving image: “What type of story do I
want to tell?” And “How do I want to tell it?” Filmmakers
inspire many architects and vice versa, and in almost
every project, no matter what it is, the process always
starts the same way: drawing or sketching.
What has been your favorite aspect of this festival?
The people have been great! It is an excellent opportunity
to meet and network with the crowd, and you can sense
the passion for film at this festival.
What do you hope to see in the future in the Saudi
filmmaking industry?
Competitiveness, the more it grows, the more competitive
it will be. As a community, we should be supportive but
always in a playful state to push each other to create
more films, improving their quality tremendously.
relatives. When I contemplated my decision to work in
a field that caused me immense pressure, I asked myself
why I was subjecting myself to such stress. I ultimately
realized I would not find fulfillment in any other field
besides the film industry. My family initially viewed
me as an amateur, but I was determined to persevere.
Another obstacle I faced was juggling my job at the
university with attending festivals or working on films,
and I had already exhausted my savings on my first film
production. Nonetheless, my fortunes changed entirely
when I gained recognition for my films that won awards
at various festivals. Our work represented a new dawn for
-
women in the film industry, and we helped shift families'
perceptions toward females working in filmmaking. I
will never forget the role my grandmother and mother
played in inspiring me, as the stories they shared with
me were the true impetus for my work.”
Radical changes
On the radical changes and the position of women in
Saudi cinema, the director Ahd Kamel remarked, "There
have been tremendous and transformative changes in
the status of women in Saudi Arabia, and I am delighted
that the new generations of women will not experience
the hardships that we faced at the beginning of our
careers in the film industry. As for Hind Al Fahhad, she
said, "Women working in the film industry still face
considerable difficulties at all levels, including pay.
However, regarding the representation of women in
Saudi cinema, most Saudi films have focused on the
role of women in society, which is a great credit to Saudi
cinema. The presence of Saudi women in the artistic field
is so remarkable that some female directors in the West
have asked me about the reason for the high number
of Saudi female directors compared to countries with a
cinema industry for over a century."