1

‫أساليب تعزيز السطوة‪.‬‬

‫أصبحنا يف عاملنا اليوم منغمسني يف ذواتنا‪ ،‬وأكثر قبلية وإصرارا للتمسك‬

‫أبجنداتنا الضيقة؛ لقد استهل َكنا سيل املعلومات الذي يغمران؛ نتقلب عندما‬
‫يتعلق األمر ابلقادة‪ .‬إن احلاجة إل شخصيات حقيقية يف السلطة ‪ -‬مبنظور‬
‫مرتفع‪ ،‬وتوافق كبري مع اجلماعة‪ ،‬والشعور مبا يوحدها ‪ -‬أمر عظيم‪ .‬وهلذا السبب‬
‫حنن مكلفون بتأسيس سلطتنا والقيام هبذا الدور الضروري‪.‬‬

‫تذكر أن جوهر السلطة أن يتبع الناس قيادتك عن طيب خاطر‪ .‬اختاروا االلتزام‬
‫بكلماتك ونصائحك‪ ،‬وهم يريدون حكمتك‪ .‬يف بعض األحيان قد تضطر إل‬
‫استخدام القوة واملكافآت والعقوابت واخلطب امللهمة‪ .‬إهنا مسألة دارجة‪ .‬كلما‬
‫قلت‪ :‬حاجتك إل مثل هذه األجهزة تزيد سلطتك‪ .‬وهكذا جيب أن تفكر يف‬
‫السعي املستمر إلشراك قوة إرادة الناس‪ ،‬والتغلب على مقاومتهم الطبيعية‬
‫وتناقضاهتم‪.‬‬

‫هذا ما ت تصميم هذه االسرتاتيجيات التالية ألجل القيام هبذه املهمة‪ .‬ضعها‬
‫موضع التنفيذ كلها‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫سطوتك ‪ -‬األصالة‪.‬‬ ‫أوال) احبث عن أسلوب‬

‫جيب أن تنبثق السلطة اليت تنشئها بشكل طبيعي من شخصيتك‪ ،‬ومن نقاط القوة‬
‫اخلاصة اليت متتلكها‪ .‬فكر يف مناذج أولية معينة للسلطة‪ :‬أحدها يناسبك بشكل‬
‫أفضل‪ .‬النموذج األصلي البارز هو املنقذ‪ ،‬مثل موسى أو مارتن لوثر كينغ‪ ،‬وهو‬
‫فرد مصمم على إنقاذ الناس من الشر‪ .‬املسلمون لديهم كراهية حادة ألي نوع‬
‫من الظلم‪ ،‬ال سيما تلك اليت تؤثر على اجلماعة اليت يتماثلون معها‪ .‬لديهم الكثري‬
‫من االقتناع‪ ،‬وغالبا ما تكون لديهم طريقة إلقاء بيانية ساحرة‪ ،‬لدرجة اجنذاب‬
‫الكثري من الناس إليهم‪.‬‬

‫النموذج األصلي اآلخر هو املؤسس‪ .‬هؤالء هم الذين يؤسسون نظاما جديدا يف‬
‫السياسة أو األعمال‪ .‬لديهم إحساس قوي ابالجتاهات ونفور كبري من الوضع‬
‫الراهن‪ .‬غري تقليديني‪ ،‬وهم مستقلون يف التفكري‪ .‬أعظم فرحتهم هي العبث‬
‫وابتكار شيء جديد‪ .‬ينضم الكثري من الناس بشكل طبيعي إل جانب املؤسسني‪،‬‬
‫ألهنم ميثلون شكال من أشكال التقدم‪ .‬يرتبط هبذا النموذج األصلي الفنان‬
‫البصري‪ ،‬مثل اببلو بيكاسو أو فنان اجلاز جون كولرتاين أو املخرج السينمائي‬
‫أسا على عقب‪.‬‬
‫ديفيد لينش‪ .‬يتعلم هؤالء الفنانون التقاليد يف جماهلم ث يقلبوهنا ر ً‬
‫إهنم يتوقون لبعض األساليب اجلديدة ويقومون إبنشائها‪ .‬جيدون مبهارهتم مجهورا‬
‫ومتابعني‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ميكن أن تشمل النماذج البدائية األخرى الباحث عن احلقيقة (األشخاص الذين‬
‫ال يتساحمون مع األكاذيب والتسييس)؛ الرباغمات اهلادئ (إهنم ال يريدون أكثر‬
‫من إصالح األشياء املعطلة ولديهم صرب غري حمدود)؛ املعاجل‪( .‬لديهم موهبة يف‬
‫العثور على ما يرضي ويوحد الناس)؛ املعلم (لديهم طريقة لدفع الناس إل الشروع‬
‫يف العمل والتعلم من أخطائهم)‪ .‬جيب أن تتعرف على أحد هذه النماذج األصلية‬
‫‪ ،‬أو أي مناذج أخرى ميكن مالحظتها يف الثقافة‪.‬‬

‫اثنيا) الرتكيز ظاهراي ‪ -‬املوقف‪.‬‬

‫حنن البشر منغمسون يف الطبيعة ونقضي معظم أوقاتنا يف الرتكيز الداخلي على‬
‫العواطف واجلروح والتخيالت‪ .‬ونرغب يف تطوير عادة عكس ذلك قدر اإلمكان‪.‬‬
‫أنت تفعل هذا بثالث طرق‪ .‬أوال‪ ،‬ميكنك صقل مهارات االستماع لديك‪،‬‬
‫واستيعاب نفسك يف الكلمات الغري اللفظية لآلخرين‪ .‬أنت تدرب نفسك على‬
‫قراءة بني السطور فيما يقوله الناس‪ .‬أنت تتكيف مع مزاجهم واحتياجاهتم‪ ،‬وتشعر‬
‫مبا ينقصهم‪ .‬أنت ال أتخذ ابتسامات الناس واملوافقة على النظرات الواقعية‪ ،‬بل‬
‫تشعر ابلتوتر أو االنبهار الكامن‪.‬‬

‫اثنيا‪ ،‬أنت تكرس نفسك لكسب احرتام الناس‪ .‬ال تشعر أنه حيق لك ذلك؛ ال‬
‫ينصب تركيزك على مشاعرك وما يدين لك به الناس بسبب مكانتك وعظمتك‬
‫(منعطف داخلي)‪ .‬تنال اهليبة من خالل احرتام احتياجاهتم الفردية وإثبات أنك‬

‫‪4‬‬
‫تعمل من أجل الصال العام‪ .‬اثلثا‪ ،‬اعترب أن تكون قائدا ملسؤولية هائلة‪ ،‬فإن‬
‫رفاهية اجلماعة معلقة على كل قرار تتخذه‪ .‬ما يدفعك هو عدم جذب االنتباه‪،‬‬
‫ولكن حتقيق أفضل النتائج املمكنة ملعظم الناس‪ .‬أنت تستوعب نفسك يف العمل‬
‫خارج إطار غرورك‪ .‬تشعر ابرتباط عميق يف اجلماعة‪ ،‬حيث ترى مصريك ومصريهم‬
‫متشابكني بعمق‪.‬‬

‫إذا كنت ممارسا هلذا املوقف‪ ،‬فسوف يشعر الناس به‪ ،‬ويفتح هلم أتثريك‪ .‬سوف‬
‫ينجذبون إليك من خالل حقيقة أنه من النادر أن يصادفوا شخصا حساسا‬
‫ألمزجة الناس ويركز بشكل كبري على النتائج‪ .‬هذا جيعلك ابرزا من بني احلشود‪،‬‬
‫وسوف تنال اهتماما هبذه الطريقة أكرب بكثري من اإلشارة إل حاجتك املاسة‬
‫لتكون حمبواب‪.‬‬

‫اثلثا) زراعة العني الثالثة ‪ -‬الرؤية‪.‬‬

‫يف عام ‪ 401‬قبل امليالد ‪ُ ،‬وجد ‪ 10000‬جندي من املرتزقة اليواننيني يقاتلون‬

‫نيابة عن األمري الفارسي داريوس يف حماولته للسيطرة على اإلمرباطورية من شقيقه‬
‫امللك‪ ،‬حوصروا على اجلانب اخلاسر من املعركة يف أعماق القلب من بالد فارس‪.‬‬
‫خدع ال ُفرس املنتصرون قادة املرتزقة للحضور إل اجتماع عام ملناقشة مصريهم‬
‫فأعدموهم مجيعا‪ ،‬ظهر للجنود الناجني أهنم‪ :‬إما سيُعدمون أهنم أو يُباعون كعبيد‬

‫‪5‬‬
‫جتولوا حبلول اليوم التال يف تلك الليلة يف أحناء معسكرهم يتحسرون على‬
‫مصريهم‪.‬‬

‫وكان من بينهم الكاتب زينوفون‪ ،‬الذي كان يتماشى مع اجلنود كنوع من املراسلني‬
‫املتجولني‪ .‬كان زينوفون قد درس الفلسفة كطالب عند سقراط‪ .‬كان يؤمن بسيادة‬
‫التفكري العقالين‪ ،‬ورؤية الصورة أبكملها‪ ،‬والفكرة العامة وراء املظاهر العابرة‬
‫للحياة اليومية‪ .‬لقد مارس مهارات التفكري هذه على مدى عدة سنوات‪.‬‬

‫يف تلك الليلة كانت لديه رؤية لكيفية متكن اليواننيني من اهلروب من فخهم‬
‫والعودة إل دايرهم‪ .‬رآهم يتحركون بسرعة وخفية عرب بالد فارس‪ ،‬يضحون بكل‬
‫شيء من أجل السرعة‪ .‬رآهم يغادرون على الفور مستخدمني عنصر املفاجأة‬
‫لكسب بعض املسافة‪ .‬لقد فكر مسبقا ‪ -‬يف التضاريس‪ ،‬والطريق الذي جيب أن‬
‫يسلكه‪ ،‬والعديد من األعداء الذين سيواجهونه‪ ،‬وكيف ميكنه االستعانة ابملواطنني‬
‫الذين اثروا ضد الفرس واستخدامهم‪ .‬رآهم يتخلصون من عرابهتم‪ ،‬ويعيشون‬
‫على األرض ويتحركون بسرعة حىت يف الشتاء‪ .‬يف غضون ساعات قليلة‪،‬‬
‫استحضر تفاصيل املنتجع واستوحاها كلها من رؤيته الشاملة لطريقهم السريع‬
‫املتعرج إل البحر األبيض املتوسط‪.‬‬

‫على الرغم أنه مل يكن ذا خربة عسكرية إال أن رؤيته كانت كاملة وقد أبلغها بثقة‬
‫كبرية لدرجة أن اجلنود رشحوه ليكون قائدهم الفعلي‪ .‬استغرق األمر عدة سنوات‬
‫والعديد من التحدايت اليت تلت ذلك ‪ ،‬ويف كل مرة يطبق زينوفون رؤيته العاملية‬
‫لتحديد اسرتاتيجية‪ ،‬ولكن أثبت يف النهاية قوة مثل هذا التفكري العقالين من‬
‫خالل قيادهتم إل األمان على الرغم من الصعوابت اهلائلة ضدهم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫جتسد هذه القصة جوهر كل سلطة‪ ،‬وأهم عنصر يف أتسيسها‪ .‬معظم الناس‬
‫حمبوسون يف هذه اللحظة‪ .‬إهنم عرضة للمبالغة يف رد الفعل والذعر‪ ،‬وال يرون‬
‫سوى جزء ضيق من الواقع الذي يواجه اجلماعة‪ .‬ال ميكنهم قبول أفكار بديلة‬
‫أو حتديد األولوايت‪ .‬أولئك الذين حيافظون على حضورهم الذهين ويرفعون‬
‫منظورهم فوق اللحظة‪ ،‬ويستغلون قوى البصرية يف العقل البشري‪ ،‬ويزرعون تلك‬
‫العني الثالثة يف القوى واالجتاهات غري املرئية‪ .‬إهنم يربزون على اجلماعة‪ ،‬ويقومون‬
‫ابلوظيفة احلقيقية للقيادة‪ ،‬وخيلقون هالة من السلطة من خالل الظهور وكأهنم‬
‫ميتلكون القدرة اإلهلية على قراءة املستقبل‪ .‬وهذه قوة ميكن ممارستها وتطويرها‬
‫وتطبيقها على أي موقف‪.‬‬

‫رابعا) الرصاصة األمامية ‪ -‬النغمة‪.‬‬

‫جيب أن يُنظر إليك كقائد عامال بصعوبة وجد أكثر من أي شخص آخر‪ .‬أنت‬
‫تضع أعلى املعايري لنفسك‪ ،‬ألنك اثبت وخاضع للمساءلة ذات وقت‪ .‬إذا كانت‬
‫هناك تضحيات جيب القيام هبا فأنت أول من يقدمها لصال مجاعتك‪ .‬هذا حيدد‬
‫لك النغمة املناسبة‪ .‬سيشعر األعضاء أهنم جمربون على االرتقاء إل مستواك‬
‫واحلصول على موافقتك‪ ،‬مثل وزراء إليزابيث‪ .‬سوف يستوعبون قيمك ويقلدونك‬
‫مبهارة‪ .‬لن تضطر للصراخ وإلقاء احملاضرات عليهم لتجعلهم يعملون جبد أكرب‪.‬‬
‫سوف يرغبون بذلك يف األصل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫من املهم أن تضبط هذه النغمة من البداية‪ .‬االنطباعات األول حامسة‪ .‬إذا حاولت‬
‫الحقا إظهار رغبتك يف القيادة من األمام‪ ،‬فستبدو قسراي مفتقرا إل املصداقية‪.‬‬
‫نفس القدر من األمهية هو إظهار بعض املتانة األولية؛ إذا كان لدى الناس انطباع‬
‫مبكر أبهنم قادرون على املناورة عليك‪ ،‬فسوف يفعلون ذلك بال رمحة‪ .‬وها أنت‬
‫تضع حدودا عادلة‪ .‬إذا مل يرتقي األعضاء إل املستوايت العالية اليت تؤيدها‪،‬‬
‫فإنك تعاقبهم‪ .‬هلجتك يف التحدث أو الكتابة قطعية وجريئة‪ .‬حيرتم الناس القوة‬
‫يف القائد دائما‪ ،‬طاملا أهنا ال تثري خماوف من إساءة استخدام السلطة‪ .‬إذا مل تكن‬
‫هذه الصالبة طبيعية ابلنسبة لك فقم بتطويرها‪ ،‬وإال فلن تدوم طويال‪ .‬سيكون‬
‫لديك متسع من الوقت لتكشف عن اجلانب األكثر نعومة ولطفا من حقيقتك‪،‬‬
‫ولكن إذا بدأت هبدوء فإنك تشري إل مهمة سهلة‪.‬‬

‫ابدأ هذا يف وقت مبكر من حياتك املهنية من خالل تطوير أعلى املعايري املمكنة‬
‫لعملك اخلاص‪ ،‬ومن خالل تدريب نفسك على أن تكون على دراية بكيفية أتثري‬
‫أسلوبك ونربتك على األشخاص أبدق الطرق‪.‬‬

‫خامسا) إاثرة املشاعر املتضاربة ‪ -‬اهلالة‬

‫ميكن التنبؤ مبعظم الناس يف املشاهدات االجتماعية‪ .‬هلذا يفرتضون شخصية‬

‫متسقة و مرحة وممتعة وجريئة وحساسة‪ .‬لالختالط بشكل جيد يف املواقف‬
‫االجتماعية‪ ،‬حياولون إخفاء الصفات األخرى اليت خيشون إظهارها‪ .‬أنت كقائد‬

‫‪8‬‬
‫ترغب أن تكون أكثر غموضا لتأسيس حضور يسحر ألباب الناس‪ ،‬عرب إرسال‬
‫اإلشارات املختلطة وإظهار الصفات اليت تتعارض بشكل طفيف‪ ،‬فإنك جتعل‬
‫الناس يتوقفون مؤقتا يف تصنيفاهتم الفورية‪ ،‬ويفكرون يف من تكون؟‪ .‬كلما زاد‬
‫تفكريهم فيك‪ ،‬كان وجودك أكرب وأكثر موثوقية‪.‬‬

‫لذلك على سبيل املثال‪ :‬أنت لطيف وحساس بشكل عام لكنك تظهر درجة من‬
‫القسوة وعدم التسامح جتاه أنواع معينة من السلوك‪ .‬هذا هو وضع اآلابء الذين‬
‫يظهرون حبهم بينما يشريون إل احلدود واخلطوط‪ .‬الطفل حماصر بني املودة وملسة‬
‫من اخلوف‪ ،‬ومن هذا التوتر أيت االحرتام‪ .‬حاول إبقاء اندالع الغضب أو‬
‫االهتامات غري متكرر قدر اإلمكان‪ .‬نظرا ألنك تكون هادائ ومتعاطفا غالبا‪،‬‬
‫فعندما يشتعل غضبك فإنه يربز ولديه القدرة على جعل الناس يشعرون ابخلوف‬
‫والندم‪.‬‬

‫ميكنك مزج احلكمة مع درجة من اجلرأة اليت تعرضها‪ .‬لقد فكرت طويال يف‬
‫املشاكل‪ ،‬ولكن مبجرد اختاذ قرار فإنك تتصرف بقوة وجرأة كبريين‪ .‬أتت هذه‬
‫اجلرأة من العدم وختلق انطباعا قواي‪ .‬أو ميكنك مزج الروحانية مع القليل من‬
‫الرباغماتية الرتابية‪ .‬كانت تلك هي الصفات املتناقضة ملارتن لوثر كينج اليت فتنت‬
‫الناس‪ .‬أو ميكنك أن تكون فقيها وملكيا‪ ،‬مثل امللكة إليزابيث األول‪ ،‬أو ميكنك‬
‫املزج بني الذكورة واألنوثة‪.‬‬

‫طور هذه اهلالة يف وقت مبكر كوسيلة جلذب انتباه الناس‪ ،‬وإال ستبدو جمنوان‪.‬‬
‫ّ‬
‫إهنا مسحة جتعل الناس يتساءلون بطريقة حسنة‪ .‬إهنا ليست مسألة تزييف‬
‫الصفات اليت ال متتلكها أبدا‪.‬‬

‫‪9‬‬
 ‫سادسا) ال تظهر لتأخذ‪ ،‬أعط دائما ‪ -‬احملرمات‪.‬‬

‫إن أخذ شيء من األشخاص الذين افرتضوا أهنم ميتلكونه ‪ -‬املال أو احلقوق أو‬
‫االمتيازات‪ ،‬والوقت ‪ -‬خيلق حالة أساسية من عدم األمان وسيؤدي إل التشكيك‬
‫يف سلطتك وكل الفضل الذي مجعته‪ .‬أنت جتعل أعضاء اجملموعة يشعرون بعدم‬
‫اليقني بشأن املستقبل بطريقة ما‪ .‬أنت تثري الشكوك حول شرعيتك كقائد‪" :‬ما‬
‫الذي ستأخذه أكثر؟ هل تسيء استخدام القوة اليت لديك؟ هل كنت ختدعنا‬
‫طوال الوقت؟ " حىت تلميح كهذا سيضر بسمعتك‪ .‬إذا كانت التضحيات‬
‫ضرورية فأنت أول من يقدمها‪ ،‬وهي ليست جمرد تضحيات رمزية‪ .‬حاول وضع‬
‫أي فقدان للموارد أو االمتيازات يف إطار مؤقت‪ ،‬ووضح مدى سرعة استعادهتا‪.‬‬
‫اتبع طريق امللكة إليزابيث األول واجعل من تدبري املوارد مهك األساسي حىت ال‬
‫ينتهي بك األمر يف هذا املنصب‪ .‬اجعلها حيث ميكن أن تكون كرميا‪.‬‬

‫فيما يتعلق هبذا ‪ ،‬جيب أن تتجنب املبالغة يف قطع الوعود‪ .‬قد يكون من اجليد‬
‫السماح هلم بسماع األشياء العظيمة اليت ستفعلها من أجلهم‪ ،‬لكن لدى الناس‬
‫عموما ذاكرة قوية ابلوعود املقطوعة‪ ،‬وإذا فشلت يف الوفاء هبا‪ ،‬فسيظل ذلك‬
‫عالقا يف أذهاهنم‪ ،‬حىت ولو حاولت إلقاء اللوم على الظروف واآلخرين‪ .‬إذا حدث‬
‫هذا مرة أخرى‪ ،‬سوف تبدأ سلطتك يف التآكل بشكل حاد‪ .‬إن عدم الوفاء مبا‬
‫وعدت بتقدميه سيبدو وكأنه شيء صرفته بعيدا‪ .‬ميكن للجميع التحدث عن لعبة‬
‫الوعود‪ ،‬دون االنتباه خليبة األمل اليت قد حتصل‪.‬‬

‫‪10‬‬
 ‫سابعا) جدد سطوتك ‪ -‬القدرة على التكيف‪.‬‬

‫ستنمو سلطتك مع كل عمل يلهم الثقة واالحرتام‪ ،‬ماحنا إايك رفاهية البقاء يف‬
‫السلطة لفرتة كافية لتحقيق مشاريع جيدة‪ .‬ولكن تقدمك يف السن جيعل سلطتك‬
‫اليت أنشأهتا اثبتة ورائعة‪ .‬أنت تصبح شخصية األب الذي يبدأ يف الظهور مبظهر‬
‫القمعي مع مرور الوقت الذي احتكرت فيه السلطة‪ ،‬بغض النظر عن مدى‬
‫إعجاب الناس به يف املاضي‪ .‬يظهر جيل جديد سوف يكو ُن ُحمصنا ضد سحرك‬
‫واهلالة اليت ختلقها ال حمالة‪ .‬فريونك أثرا عابرا‪ .‬لديك ميل مع تقدمك يف السن‬
‫لتصبح مستبدا وغري متسامح‪ ،‬فال ميكنك إال أن تتوقع من الناس أن يتبعوك‪.‬‬
‫وتبدأ دون أن تدرك يف الشعور أبنك مؤهل‪ ،‬ويشعر الناس بذلك‪ .‬يريد اجلمهور‬
‫حداثة ووجوها جديدة‪.‬‬

‫تتمثل اخلطوة األول يف جتنب هذا اخلطر يف احلفاظ على نوع احلساسية اليت‬
‫أظهرهتا إليزابيث طوال حياهتا‪ ،‬مع مالحظة احلالة املزاجية وراء كلمات الناس‪،‬‬
‫وقياس أتثريك على الوافدين اجلدد‪ .‬جيب أن يكون فقدان هذا التعاطف هو أكرب‬
‫خماوفك‪ ،‬حيث ستبدأ يف تقوية مسعتك العظيمة‪.‬‬

‫اخلطوة الثانية هي البحث عن أسواق ومجاهري جديدة جلذهبم‪ ،‬مما سيجربك على‬
‫التكيف‪ .‬وسع نطاق سلطتك إذا أمكن‪ .‬دون أن ختدع نفسك مبحاولة جذب‬
‫مجهور أصغر ال ميكنك فهمه‪ ،‬حاول تغيري أسلوبك إل حد ما مع السنوات‬

‫‪11‬‬
‫املاضية‪ .‬كان هذا سر جناح أشخاص يف جمال الفن مثل اببلو بيكاسو أو ألفريد‬
‫هيتشكوك أو كوكو شانيل‪ .‬ستمنحك هذه املرونة وما بعدها ملسة من األلوهية‬
‫اخلالدة ‪ -‬تظل روحك حية ومنفتحة‪ ،‬وهكذا تتجدد سلطتك‪.‬‬

‫‪12‬‬