Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫اعداد الطالب ‪:‬‬

‫‪ -1‬مصطفى عادل موسى‬


‫‪ -2‬حسين أحمد خيون‬
‫‪ -3‬حيدر خالد ثامر‬
‫عالمات الترقيم في القران الكريم‬

‫والصالة والسالم على رسول ﷲ وعلى آله وصحبه‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫الحمد‬

‫فھذه المسألة من المسائل المعاصرة‪ ،‬وھي تشبه إلى حد ما مسألة النقط والتشكيل والتعشير وأسماء‬
‫السور ونحو ذلك مما ألحقه التابعون‪ ،‬وقد تباينت أنظار أھل العلم في ھذه المسألة المسؤول‬
‫عنھا بين مبيح وحاظر‪ ،‬وال غرابة في ذلك؛ فقد اختلفوا في ما ھو أشد منه‪ ،‬وھو‪ :‬مسألة كتابة‬
‫المصحف كله على مقتضى قواعد اإلمالء الحديثة‪ ،‬وقد أعد مجلس ھيئة كبار العلماء بح ًثا‬
‫مفصال عن ھذه المسألة‪ ،‬جاء في آخره‪ :‬خالصة القول أن لكل من قال بجواز كتابة المصحف‬ ‫ً‬
‫على مقتضى قواعد اإلمالء‪ ,‬والمنع من ذلك‪ ,‬وحرمته وجھة نظر‪ ,‬غير أن مبررات الجواز فيھا‬
‫مآخذ ومناقشات تقدم بيانھا‪ ,‬وقد ال تنھض معھا لدعم القول بالجواز‪ ,‬ومع ذلك قد عارضھا ما‬
‫تقدم ذكره من الموانع‪ ,‬وجر ًيا على القاعدة المعروفة من تقديم الحظر على اإلباحة‪ ,‬وترجيح‬
‫جانب درء المفاسد على جلب المصالح عند التعادل أو رجحان جانب المفسدة‪ ،‬قد يقال‪ :‬إن‬
‫البقاء على ما كان عليه المصحف من الرسم العثماني أولى وأحوط على األقل‪ ,‬وعلى كل حال‬
‫فالمسألة محل نظر واجتھاد‪ ،‬والخير في اتباع ما كان عليه الصحابة وأئمة السلف ‪ -‬رضي ﷲ‬
‫عنھم ‪ .-‬اھـ‪ .‬وراجع في ذلك الفتوى رقم‪.146011 :‬‬
‫وممن أجاز ذلك السيد محمد رشيد رضا‪ ،‬وقد عمل به‬
‫بالفعل‪ ،‬فطبع تفسيره ‪ -‬تفسير المنار ‪ -‬بالرسم العثماني‪,‬‬
‫وزاد عليه عالمات الترقيم الحديثة‪ ،‬وقد سئل عن ذلك ـ كما‬
‫في فتاوى المنار ـ فكان مما قال‪ :‬يرى السائل وغيره أنني‬
‫جريت في تفسيري للقرآن الحكيم المعروف بتفسير المنار‬
‫على التزام رسم المصحف اإلمام في اآليات المضبوطة‬
‫بالشكل التام مع عالمات الترقيم العصرية‪ ،‬ثم رسم اآليات‬
‫في أثناء تفسيرھا بالرسم العرفي الذي يعرفه جميع‬
‫المتعلمين مع الترقيم فيھا وفي تفسيرھا‪ .‬اھـ‪.‬‬
‫وقد عقد الشيخ محمد طاھر الكردي في كتاب تاريخ القرآن‬
‫فصال في اختراع النقط والشكل‪ ،‬ثم قال‪ :‬والذي‬ ‫ً‬ ‫الكريم‬
‫يغلب على ظننا ـ وﷲ أعلم بغيبه ـ أنه كما أدخل النقط‬
‫والشكل في المصاحف‪ ،‬سيأتي على الناس زمان يدخلون‬
‫فيھا عالمات الترقيم‪ ،‬كعالمة االستفھام‪ ,‬والتنصيص‪,‬‬
‫والتأثر ‪ ...‬والحقيقة ال نرى بأ ًسا في إدخالھا في‬
‫المصاحف؛ ألنھا من دواعي سرعة الفھم ومن محسنات‬
‫الكتابة‪ ،‬ال دخل لھا في جوھر الحروف والكلمات‪ ،‬وال‬
‫تغير اللفظ وال المعنى‪ ،‬فيكون إدخالھا في المصاحف‬
‫كإدخال النقط والشكل‪ ,‬ووضع عالمات التجويد فوق‬
‫الكلمات‪ ,‬وعالمات الضبط فيھا‪ .‬اھـ‪.‬‬
‫وممن تحفظ على ذلك في كتابة المصحف‪ :‬العالمة أحمد‬
‫زكي باشا‪ ،‬وھو من أوائل من صنف في عالمات‬
‫الترقيم‪ ،‬فقال في نھاية مقدمة كتابه الترقيم وعالماته في‬
‫اللغة العربية‪ :‬وعندي أنه ال موجب الستعمال ھذه‬
‫العالمات في كتابة القرآن الكريم؛ ألن علماء القراءات ‪-‬‬
‫رحمھم ﷲ ‪ -‬قد تكفلوا باإلشارة إلى ما فيه الغناء‬
‫والكفاية فيما يختص به‪ ,‬وربما كان األوفق عدم‬
‫ضا في كتابة الحديث الشريف؛ ألن تعليمه‬ ‫استعمالھا أي ً‬
‫حاصل بطريق التلقين‪ ،‬وأما روايته فال بد فيھا من‬
‫الدراية أي ً‬
‫ضا‪ .‬اھـ‪.‬‬
‫ومن أھل العلم من استحسن ذلك في كتابة ما يستشھد به من نصوص القرآن في‬
‫الكتب والمحاضرات ونحو ذلك‪ ،‬قال الدكتور يوسف القرضاوي في إجابته على‬
‫سؤال جاء فيه‪ :‬في أثناء عملي في دراستي التفسيرية‪ ،‬رأيت أن من األنسب أن‬
‫أضيف بعض عالمات الترقيم العصرية ‪ ..‬؟‬

‫فأجاب‪ ... :‬أما ما سألتم من استخدام عالمات الترقيم‪ ،‬مثل‪ :‬الفاصلة‪ ،‬والفاصلة‬
‫المنقوطة‪ ،‬وعالمة االستفھام‪ ،‬وعالمة التعجب‪ ،‬وعالمة االعتراض‪ ،‬والنقطتين‬
‫المتعادلتين‪ ،‬وغيرھا‪ ،‬فإني ال أرى بھا بأسًا‪ ،‬بل أستحسنھا وأستحبھا؛ ألنھا تعين‬
‫على فھم النص القرآني‪ ,‬وأنا شخصيًا ألتزم بھذا فيما أستشھد به من نصوص‬
‫القرآن الكريم في كتبي ومحاضراتي‪ ،‬وكل ما أكتبه ‪ ..‬كل ما أتحفظ عليه من‬
‫عالمات الترقيم‪ :‬عالمة االعتراض ‪ -‬الشرطتان األفقيتان ‪ -‬خشية أن يظن‬
‫القارئ أنھا شيء خارج النص‪ ،‬وال أحب أن تحدث ھذه العالمات أي التباس‪,‬‬
‫وأحب أن أذكر ھنا‪ :‬أن علماء العصر من قديم‪ ،‬أجازوا كتابة آيات القرآن‬
‫بالرسم المعتاد وإن خالف الرسم العثماني‪ ،‬وذلك إذا استشھد المرء بھا في كتاب‬
‫أو مقالة أو نحوھا‪ ،‬ولم يلزموا باتباع الرسم إال في كتابة المصحف أو أجزاء‬
‫كاملة منه‪ .‬اھـ‪.‬‬
‫وممن ذھب إلى قريب من ھذا‪ :‬الدكتور ناصر الماجد ـ عضو ھيئة التدريس‬
‫بجامعة اإلمام ـ حيث قال‪ :‬إن كان ذلك في كتابة المصحف جميعه فإن بعض أھل‬
‫العلم يشدد في مثل ھذا ويمنع منه‪ ،‬من باب حياطة القرآن الكريم ‪ ...‬أما إن كانت‬
‫الكتابة لجزء من القرآن ‪ -‬كآية‪ ,‬ونحوھا ‪ -‬في مقام التعليم والتدريس وما في ھذا‬
‫المعنى‪ ،‬فھذا أرجو أال بأس به؛ ألنه من باب التوضيح وإفھام القارئ‪ .‬اھـ‪.‬‬

‫وھذا التفصيل له حظ من النظر؛ ألن حقيقة عالمات الترقيم تؤول إلى التفسير‪،‬‬
‫وتنوب في بعض األحيان عن نبرات الصوت المعبرة عن بعض المعاني ‪-‬‬
‫كالتعجب‪ ,‬واالستنكار‪ ,‬واالستفھام ‪ -‬وھذا وإن كان مقربًا للفھم‪ ،‬إال إنه يحصر‬
‫اآليات في معان أضيق من حقيقتھا بكثير‪ ،‬والقرآن حمال أوجه وواسع الداللة‪,‬‬
‫ولفائدة راجع الفتوى رقم‪.98916 :‬‬

‫وعلى أية حال‪ :‬فھذه المسألة جديرة بعقد المجامع الفقھية والندوات العلمية‬
‫لمناقشتھا من كافة الوجوه‪ ،‬والخروج باجتھاد جماعي يضبطھا ويُح ِكمھا‪.‬‬
‫المصادر‬
‫‪ -1‬تفسير المنار‪ .‬أحد كتب تفسير القران الكريم المعاصرة‪ ،‬ألفه محمد رشيد رضا منشئ‬
‫مجلة المنار‪0‬‬
‫الناشر‪ :‬الھيئة المصرية العامة للكتاب‬
‫سنة النشر ‪1990 :‬م‬
‫عدد االجزاء ‪ 12 :‬جزء‬

‫‪ -2‬كتاب تاريخ القران الكريم‬


‫كتاب تاريخ القرآن الكريم وھو أول كتاب من نوعه ملتزم طبعه ونشره مصطفى محمد‬
‫يغمور بمكة طبع للمرة األولى بمطبعة الفتح بجدة ‪ -‬الحجاز عام ‪ 1365‬ه و ‪ 1946‬م‬

‫‪ -3‬كتاب الترقيم وعالماته في اللغة العربية‬


‫يتناول ھذا الكتاب قضية الترقيم وعالماته في اللغة العربية؛ نظرً ا لألھمية التي تلعبھا تلك‬
‫العالمات في تسھيل الفھم واإلدراك لدى المتلقين‪.‬‬
‫المؤلف ‪ :‬احمد زكي‬

You might also like