Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫فيا أيها ال ُمسلِمون‪ :‬اتَّقوا هللا فإن تَق َواه أفض ُل ُمكت َسب‪ ،‬وطاعتَه أعلَى ن َسب‪،‬‬

‫ق تُقَاتِ ِه َواَل تَ ُموتُ َّن ِإاَّل َوَأ ْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمونَ ) [آل‬
‫(يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا هَّللا َ َح َّ‬
‫عمران‪.]102 :‬‬
‫ع ويُبتاع تمت ُّد إليه األطماع‪،‬‬‫أيها المسلمون‪ :‬الما ُل في ٌء ذا ِهب‪ ،‬وكلُّ ما ٍل يُبا ُ‬
‫ُون اللُّصًوص وال ُّسرَّاق‪.‬‬‫وتشرِئبُّ له األعناق‪ ،‬وترنُو إليه عي ُ‬
‫ص ُد ويُال ِحظ‪ .‬ومتى غفَ َل‬
‫الغرَّة‪ ،‬ويل َم ُح الغفلةَ‪ ،‬وير ُ‬ ‫الفاس ُ‬
‫ق يلتَ ِمسُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫والسار ُ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ك عن أموالهم‪ ،‬وثَ َ‬‫ال ُحرَّاسُ وال ُحفَّاظُ عن ُممتلكاتِهم‪ ،‬وسهَا النُّظَّار وال ُماَّل ُ‬
‫ُ‬
‫الخبيث بالخفاء واالستِتار‪.‬‬ ‫عليها‬

‫ووضي ُع ال ِّشيمة‪ ،‬وساقِطُ القِيمة‪ ،‬الر َّْذل النَّ ْذل‪ ،‬ال َّدنِي ُء َ‬
‫الج ِري ُء‪ ،‬ظَلُو ٌم جسُو ٌر‬ ‫ِ‬
‫غيره‪.‬‬
‫ق ِ‬ ‫هَجُو ٌم على ح ِّ‬
‫ق‬‫ك ال ُحرُو َز المنِيعة‪ ،‬ويك ِس ُر األغال َ‬ ‫وال يتس َّو ُر البُيُوتَ الحصينة‪ ،‬ويهتِ ُ‬
‫والزرُو َع‬‫ق التُّ ُمور ُّ‬‫ويسر ُ‬
‫ِ‬ ‫ق األكمام‪،‬‬ ‫ُط ال ُجيُوب‪ ،‬وي ُش ُّ‬‫واألقفا َل ال َوثِيقة‪ ،‬ويب ُّ‬
‫والثِّمار ِمن حياطنِها إال فا ِس ٌ‬
‫ق ِشنِّي ٌر ِش ِّريرٌ‪ ،‬ولِصٌّ خاِئ ٌن ُمخا ِد ٌ‬
‫ع‪ ،‬و ُمخاتِ ٌل‬
‫لسان رسو ِل هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪.-‬‬ ‫ِ‬ ‫خبيث‪ ،‬ملع ٌ‬
‫ُون على‬ ‫ٌ‬

‫عن أبي هُريرة ‪-‬رضي هللا عنه‪ ،-‬عن النب ِّي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قال‪" :‬ل َعنَ‬
‫ق الح ْب َل فتُقطَ ُع ي ُده" (متفق‬
‫ويسر ُ‬
‫ِ‬ ‫ق البيضةَ فتُقطَ ُع ي ُده‪،‬‬
‫يسر ُ‬
‫ق ِ‬ ‫السار َ‬
‫ِ‬ ‫هللا‬
‫عليه)‪.‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫بال والنَّ ِ‬
‫كال والعذا ِ‬ ‫ق ُمتو َّع ٌد َ‬
‫بالو ِ‬ ‫والسار ُ‬
‫ِ‬
‫ث صال ِة ال ُكسُوف ‪ -‬قال‪ :‬قال رسو ُل هللا ‪-‬‬ ‫جابر ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في حدي ِ‬
‫ٍ‬ ‫عن‬
‫صالتِي هذه‪،‬‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪" :-‬ما ِمن شي ٍء تُو َع ُدونَه إال قد رأيتُه في َ‬
‫فحها‪،‬‬ ‫صيبَني ِمن لَ ِ‬ ‫لقد ِجي َء بالنار‪ ،‬وذل ُكم حين رأيتُ ُموني تأ َّخ ُ‬
‫رت مخافةَ أن يُ ِ‬
‫ق الحا َّج‬ ‫حجل يجُرُّ قُصبَهُ في النار‪ ،‬كان ِ‬
‫يسر ُ‬ ‫ب ال ِم َ‬
‫صاح َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫رأيت فيها‬ ‫وحتى‬
‫َب به" (رواه‬ ‫حجنِه؛ فإن فُ ِطنَ له قال‪ :‬إنما تعلَّ َ‬
‫ق ب ِمح َجنِي‪ ،‬وإن ُغفِ َل عنه ذه َ‬ ‫ب ِم َ‬
‫مسلم)‪.‬‬

‫ع قط َعها وإبانتَها َردعًا وزَ جرًا‬ ‫الشار ُ‬


‫ِ‬ ‫أوجب‬
‫َ‬ ‫غاصبةٌ ُمعت ِديةٌ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ق ي ٌد‬‫السار ِ‬
‫ِ‬ ‫وي ُد‬
‫وصيانةً لألموال واألعيان وال ُممتل َكات‪ ،‬فقال ‪-‬ج َّل في ُعاله‪:-‬‬ ‫ونَكااًل ‪ِ ،‬‬
‫َّارقَةُ فَا ْقطَعُوا َأ ْي ِديَهُ َما َجزَا ًء بِ َما َك َسبَا نَ َكااًل ِمنَ هَّللا ِ َوهَّللا ُ ع ِ‬
‫َزي ٌز‬ ‫ق َوالس ِ‬ ‫َّار ُ‬
‫( َوالس ِ‬
‫َح ِكي ٌم) [المائدة‪.]38 :‬‬
‫عن ابن ُعمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪" ،-‬أن رسو َل هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قط َع‬
‫في ِم َج ٍّن ثمنُه ثالثةُ دراِهم"؛ متفق عليه‪.‬‬
‫ق‪" :‬لما كانت أ ِمينة كانت ثِ ِمينة‪ ،‬فلما خانَت هانَت"‪.‬‬
‫السار ِ‬
‫ِ‬ ‫قال العُلماء في ي ِد‬
‫وقال أح ُد العُلماء ‪:‬‬
‫الباري‬
‫ِ‬ ‫وأرخَصها *** ُذلُّ ال ِخيان ِة فا ْفهَ ْم ِحكمةَ‬
‫َ‬ ‫ِع ُّز األمان ِة أغالها‬
‫ف عن ُعدوانِك‪ ،‬وال ت ُكن عبدًا لشيطانِك؛ فحُرمةُ أ ِخيك ال ُمسلم‬ ‫يا عب َد هللا‪ُ :‬ك َّ‬
‫دارك‬
‫داره وأهلِه كحُرم ِة ِ‬ ‫نفسك‪ ،‬وحُرمةُ مالِه كحُرم ِة مالِك‪ ،‬وحُرمةُ ِ‬ ‫كحُرم ِة ِ‬
‫ودارك و ِعيالِك‪ ،‬كما امت َّدت‬
‫ِ‬ ‫ضى أن تمت َّد ي ٌد إلى مالِك وأهلِك‬
‫وأهلِك‪ .‬فهل تر َ‬
‫يرضونَه في‬
‫َ‬ ‫الناس ال‬
‫َ‬ ‫ي ُدك إلى اآلخرين؟! فإن ُكنتَ ال ترضاه في مالِك‪ ،‬فإن‬
‫أموالِهم‪.‬‬
‫الكبير‬
‫ِ‬ ‫قوف بين يدَي‬‫العرض واألهوال‪ ..‬تذ َّكر يو َم ال ُو ِ‬
‫ِ‬ ‫يا عب َد هللا‪ :‬تذ َّكر يوم‬
‫بالسالسل‬
‫ِ‬ ‫ال ُمتعا ِل‪ ..‬تذ َّكر يو َم ال ينفَ ُع الثَّ َرى وال األموال‪ ..‬تذ َّكر يو َم تُصفَّ ُد‬
‫واألغالل‪.‬‬
‫ذن أح ُدكم مااًل أو متاعًا بغير ِ‬
‫إذن‬ ‫أيها ال ُمسلمون‪ :‬الح َذ َر الح َذ َر! ال يأ ُخ َّ‬
‫صا ِحبِه‪ ،‬قلياًل كان أو كثيرًا‪ .‬عن عبد هللا بن ُعمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪ ،-‬أن‬
‫بغير إذنِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بن أح ٌد ما ِشيةَ ِ‬
‫امرٍئ‬ ‫ي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قال‪" :‬ال يحلُ َّ‬ ‫النب َّ‬
‫أيُحبُّ أح ُدكم أن تُؤتَى مشرُبتُه فتُك َس َر ِخزانتُه‪ ،‬فيُنتقَ َل طعا ُمه؟! فإنما تخ ُز ُن‬
‫بن أح ٌد ما ِشيةَ أح ٍد إال بإذنِه" (متفق‬ ‫أطعمتهم‪ ،‬فال يحلُ َّ‬ ‫مواشيهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬‫ضرُو ُ‬
‫لهم ُ‬
‫عليه)‪.‬‬

‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬ ‫ِ‬ ‫وعن أبي هُريرة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬بينما نحن مع‬
‫سفر‪ ،‬إذ رأينا إبِاًل مصرُورًا ب ِعضا ِه ال َّش َجر‪ ،‬فثُ ْبنَا إليها‪ ،‬فنادانا‬
‫عليه وسلم‪ -‬في ٍ‬
‫ألهل‬
‫ِ‬ ‫رسو ُل هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬فر َجعنا إليه‪ ،‬فقال‪" :‬إن هذه اإلبِل‬
‫مزاو ِدكم‬
‫ِ‬ ‫ت ِمن ال ُمسلِمين‪ ،‬هو قُوتُهم ويُمنُهم بعد هللا‪ ،‬أيسُرُّ ُكم لو ر َجعتُم إلى‬ ‫بي ٍ‬
‫ب به؟! أت َرونَ ذلك عداًل ؟!"‪ ،‬قالوا‪ :‬ال‪ ،‬قال‪" :‬فإن هذا‬ ‫فوجدتُم ما فيها قد ُذ ِه َ‬
‫ُ‬
‫وابن ما َجه)‪.‬‬ ‫كذلك" (أخرجه أحم ُد‬
‫ي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬ ‫وعن أبي حُمي ٍد الساعديٍّ ‪-‬رضي هللا عنه‪ ،-‬أن النب َّ‬
‫نفسه‪ ،‬وذلك ل ِش َّدة ما‬
‫ب ِ‬ ‫بغير ِطي ِ‬
‫ِ‬ ‫أخيه‬
‫عصا ِ‬‫َ‬ ‫يحلُّ للر ُج ِل أن يأ ُخ َذ‬
‫قال‪" :‬ال ِ‬
‫سلم على ال ُمسلم" (أخرجه‬ ‫حرَّم رسو ُل هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ِ -‬من ما ِل ال ُم ِ‬
‫ُ‬
‫وابن حبَّان)‪.‬‬ ‫أحم ُد‬
‫خطر عند‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫يكون لها كبِي ُر‬ ‫فإذا كان ذلك في األشياء التافِهة الحقِي َرة‪ ،‬التي ال‬
‫ق وأجدَر‪.‬‬ ‫ونحوها ‪ -‬كان ما هو أرفَ ُع منها بهذا التحذير أح َّ‬ ‫ِ‬ ‫كالعصا‬
‫َ‬ ‫صا ِحبِها ‪-‬‬
‫طريق ال ُمسلمين ِشبرًا أو‬
‫ِ‬ ‫ق‪ ،‬أو أخ َذ ِمن‬‫غيره قَهرًا بغير ح ٍّ‬
‫أرض ِ‬‫َ‬ ‫ب‬‫ص َ‬
‫ف َمن غ َ‬
‫َّض نف َسه للوعي ِد الشدي ِد‪،‬‬
‫ق؛ فقد عر َ‬ ‫العام ب ُدون ح ٍّ‬
‫ِ‬ ‫ض في الما ِل‬ ‫ِذراعًا‪ ،‬أو تخ َّو َ‬
‫والنَّ ِ‬
‫كال األ ِكي ِد‪.‬‬
‫ث السُّلم ِّي ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسو ُل هللا ‪-‬صلى‬ ‫عن ال َح َكم بن الحار ِ‬
‫طريق ال ُمسلمين ِشبرًا‪ ،‬جا َء يوم القِيامة يح ِملُه‬
‫ِ‬ ‫هللا عليه وسلم‪َ " :-‬من أخ َذ ِمن‬
‫سبع أرضين"؛ (أخرجه أبو يَعلَى)‪.‬‬ ‫ِمن ِ‬
‫وعن أبي حُمي ٍد الساعديِّ ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسو ُل هللا ‪-‬صلى هللا‬
‫بغير حقِّه إال لقِ َي هللاَ يح ِملُه يوم‬
‫ِ‬ ‫عليه وسلم‪" :-‬وهللاِ ال يأ ُخ ُذ أح ٌد ِمنكم شيًئا‬
‫القِيامة‪ ،‬فألعرفِ َّن أحدًا ِمنكم لقِ َي هللاَ يح ِم ُل بعيرًا له رُغاء‪ ،‬أو بقرةً لها ُخوار‪،‬‬
‫غت؟"‬‫أو شاةً ت ْي َعر"‪ ،‬ثم رف َع يدَه حتى ُرِئ َي بياضُ إبِ ِطه يقول‪" :‬اللهم هل بلَّ ُ‬
‫(أخرجه البخاري)‪.‬‬
‫ي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬ ‫عي ‪-‬رضي هللا عنه‪ ،-‬أن النب َّ‬ ‫األشج ِّ‬
‫َ‬ ‫مالك‬
‫ٍ‬ ‫وعن أبي‬
‫تج ُدون ال َّر ُجلَين جا َرين في‬ ‫أرض‪ِ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫قال‪" :‬إن أعظ َم ال ُغلُول عند هللا ِذرا ُ‬
‫ع‬
‫الدار‪ ،‬فيقتَ ِط ُع أح ُدهما ِمن صا ِحبِه ِذراعًا‪ ،‬فإذا اقتَطَ َعه طُ ِّوقَه‬
‫ِ‬ ‫األرض أو في‬
‫ِ‬
‫سبع أرضين يوم القِيامة" (أخرجه أحم ُد والطبريُّ )‪.‬‬ ‫ِمن ِ‬
‫تاب هللا عليه فيما بينَه وبينَه‪ ،‬وأما‬
‫ق ِمن سرقتِه وجريمتِه َ‬ ‫السار ُ‬
‫ِ‬ ‫تاب‬
‫وإذا َ‬
‫لز َمه أن‬ ‫أموا ُل الناس فال بُ َّد ِمن ردِّها إليهم‪ ،‬فإن كان المسرُو ُ‬
‫ق باقِيًا ب َحوزتِه ِ‬
‫لز َمه ب َدلُه‪ ،‬أو قِيمتُه وثمنُه‪ ،‬أو االستِحال ُل ِمنه‪.‬‬
‫ي ُر َّده إلى صاحبِه‪ ،‬وإال ِ‬
‫والموار َد الخبيثَة‪ ،‬واألموا َل الخبِيثة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫المطاع َم ال ُمر ِدية‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وقانَا هللا وإيا ُكم‬
‫وعافانَا وأغنانَا بالحالل‪ ،‬إنه جوا ٌد كري ٌم‪ .‬وأستغفِ ُر هللاَ فاستغفِرُوه‪ ،‬إنه كان‬
‫لألوابِين غفورًا‪.‬‬

You might also like