عند الوقوف أمام التطور التاريخي للمرفق العام فان اكتشافه بصورة حديثة يعود إلى حداثة نشأة القانون اإلداري ،الذي نشأ متزامنا مع المرفق العام ،ذلك أن العام و الخاص من الباحثين في القانون اإلداري يعرفون جيدا أن المرفق العام ظهر كنظرية في البداية استند إليها في حل أزمات القانون اإلداري و لم يدرسها إال القضاء الذي كان في زمن معين مشبع بالمفاهيم المدنية .وعندما انفصل عنه القضاء اإلداري بقيت تلك المفاهيم المدنية عالقة معه ،بحيث و مع غياب تقنين القانون اإلداري كان القضاء اإلداري مجبرا على البحث في حلول يستعيرها من القضاء المدني و القانون المدني. بالرجوع إلى المؤلف الجزائري األستاذ بوسماح أمين في كتابه المتعلق بالمرفق العام في الجزائر يتأكد انه وضع مسؤولية المرفق العام من مصدر القضاء بموجب المعيار العضوي. ثانيا تصنيف المرفق العام: 1المرفق العام اإلداري: مر المرفق العام اإلداري بمرحلتين أساسيتين األولى مرحلة ازدهار المرفق العام والثانية مرحلة استقرار المرفق العام اإلداري. أ-مرحلة ازدهار المرفق العام: بالنسبة للمرحلة األولى جاء في إطار تعريف الدولة على أنها مجموعة من المرافق العامة ،بهذه الصورة النظرية التي تجعل من المرفق العام له ارتباط عضوي ووظيفي بالدولة .فاالرتباط األول أكد على أن المرفق العام ال يتجزأ من أجهزة الدولة أما الثاني فال يحيد عن وظائفه ،وبذلك فقد ظهر نوعان من المرافق اإلدارية. المرافق اإلدارية العضوية :لكون المرفق العام له ارتباط عضوي بالدولة وهي التي تتطابق مع أشخاص القانون العام بحيث يمكن اخذ المرافق العامة ممثلة في الهيئات اإلدارية والتي نجمت عن تبني فكرة الالمركزية اإلقليمية مجسدة ،كمثال البلدية. و مرافق عامة لها عالقة بالمؤسسات العمومية،تكون مجسدة في المؤسسات اإلدارية .كما أنتجت المرافق العامة السيادية التي تؤخذ منها المرافق األمنية و العسكرية و مرفق العدالة و هي تشكل مرافق إدارية مرتبطة بوظيفة الدولة. ب-مرحلة استقرار المرفق العام :إن خفض مستوى أداء الدولة من خالل التراجع النسبي في السيطرة على المرافق العامة باستثناء المرافق السيادية .فماعدا ذلك سمح لبقية أنواع المرافق بتنظيمها دون احتكارها و هذا من خالل فصل الشخص اإلداري عن المرفق اإلداري و اعتبار األول هو الذي يقوم مقام الدولة بتسيير الثاني فالشخص اإلداري ترك لتسيير المرفق اإلداري. 2المرافق العامة االقتصادية والصناعية والتجارية هي مجموعة المرافق التي تمارس نشاطا اقتصاديا بهدف تحقيق أهداف اقتصادية، إلشباع حاجات عامة اقتصادية ،سواء كانت صناعية أو تجارية أو مالية أو زراعية أو تعاونية.وتخضع هذه المرافق إلى قواعد قانونية تمزج ما بين القانون العام اإلداري وقواعد القانون الخاص .ومن أمثلة المرافق العمومية االقتصادية :مرافق النقل البري والبحري والجوي .ومرافق النقل بواسطة السكك الحديدية .ومرافق توزيع المياه والكهرباء والغاز وغيرها..........