Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫مازن بن غضوبة ودوره في نشر اإلسالم‬


‫‪-‬دراسة تاريخية‪-‬‬
‫لمدكتور مدرس‪ :‬جناح قحطاح العاني‬
‫والدكتور مدرس‪ :‬وفاء محمد سحاب‬
‫كمية اآلداب – قسج تاريخ – جامعة األنبار – جمهورية العراة‬

‫‪373‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫ملخص باللغة العربية‬


‫ىو مازن بن غضوبة العماني الذي كان سادن األنصنام في عمان وأنصبح النصحابي الجميل الذي‬
‫نصادر من النصـنم أثنـات تيـديم الذبيحـة لمـرات متكـررة وتـزامن مـ‬ ‫اً‬ ‫أسمم سنة ‪6‬ىـ إثر سماعو نصوتاً‬
‫مجيئ رجل قادم من الحجاز يعمن ظيور نبي جديد لألمـة ىـو (محمـد بـن عبـد اه) عميـو النصـ ة‬
‫والس ـ م وقــد حمــل ل ـوات اإلس ـ م فــي ب ـ د عمــان واعتبــر مؤســس الــدعوة اإلس ـ مية فييــا والتــي‬
‫دخمت طواعية في اإلس م بجيوده المخمنصة فيو واض المبنات األولى ليا في عمان‬
‫استعرضـت الباحثــة د ارســتيا مــن خـ ل الميدمــة التــي وضـعت فييــا مباحــث الد ارســة التــي تضــمنت‬
‫د ارس ــة تاريخي ــة ح ــول (اس ــمو‪ ،‬ونس ــبو‪ ،‬واسـ ـرتو‪ ،‬ووفات ــو‪ ،‬ونص ــحيتو‪ ،‬ودوره ف ــي ن ــر اإلسـ ـ م ف ــي‬
‫عمان‪ ،‬وانيت البحث بالخاتمة والتونصيات وقائمة اليوامش والمنصادر المستخدمة في البحث‬

‫ملخص باللغة اإلوكليسية‬


‫‪He is Mazin Bin Kadubah AL-Umani who works as a servant of the idols‬‬
‫‪in Uman and became a Muslim in (6A.H) when he heard a sound comes‬‬
‫‪out of the idol during the scarification he did for many times. This was‬‬
‫‪together with the action of the new comer from AL-Hujaz who declared‬‬
‫)‪the appearance of the prophet for the nation (Muhammad Bin Abdullah‬‬
‫‪(Peace be upon him). Mazin spread Islam in Uman and therefore he was‬‬
‫‪considered one of the establishers of Islamic advocacy.‬‬
‫‪The researcher divided her paper into an introduction which includes a‬‬
‫‪historical study about Mazin's name, origin, family, death,‬‬
‫‪companionship, and his role to spread Islam in Uman. Then the‬‬
‫‪researcher ended her paper with a conclusion, recommendations and the‬‬
‫‪list of footnotes and references used in the paper.‬‬

‫‪373‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫المقذمة‬
‫الحمــد ه الــذي جعــل العمــم أفضــل ميـراث‪ ،‬وىيــل لكــل أمــة مــن يح ــظ ليــا التـراث‪ ،‬وأفضــل النصـ ة‬
‫والس م عمى خاتم المرسمين وامام المتيين سيدنا محمد وعمى آلو األبرار ونصحبو األخيار‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ـذور متلنصـمة فـي كيانيـا انصـطمح عمـى تسـميتيا بـالتراث‪ ،‬وىـو جممـة مـن‬ ‫فإن لكل أمة من األمم ج اً‬
‫األعمــدة التــي تيــوم بعبــئ تلســيس النيضــة‪ ،‬فــاألمم بماض ـييا قبــل أن تكــون بحاضــرىا‪ ،‬فمــن ىــذا‬
‫الماضــي تســتمد وجودى ــا وبالح ــاظ عمي ــو يكــون بياؤى ــا متمي ـ اًز‪ ،‬وف ــي رحابــو تع ــيش قويــة بكياني ــا‬
‫وميوماتي ــا وبي ــذا التـ ـراث يي ــاس م ــدى ع ارق ــة أي أم ــة ف ــي الت ــاريي ونوعي ــة إس ــيامات رجالي ــا ف ــي‬
‫(‪)1‬‬
‫حركتو‬
‫فــالتراث العمــاني جــات حنصــيمة ضــخمة لمجيــود الرجــال فــي الحيــاة ال كريــة والدينيــة والدنيويــة ليــذه‬
‫األمة‪ ،‬وىو ميراث اخص ألبنائيا من أبائيا‬
‫لذا ارتلت الباحثة أن تبحث في خنصية أحد الرجال الذين نصنعوا تـراث ىـذه األمـة وكـان لـو دور‬
‫بارز في تجسيد تعاليم اإلس م األولى وحمل لوائو في بياع المعمورة‪ ،‬ذلك ىـو مـازن بـن غضـوبة‬
‫ولم أجد من الباحثين أو المؤرخين من تحدث عن ذلك النصحابي الجميل ووفاه حيو وأبرز دوره‬
‫في ن ر اإلس م في عمان‪ ،‬فكان ذلك ي كل نصعوبة في البحث ليمة المنصادر التاريخية لو‬
‫وقد وضعت الباحثة ث ثة مباحث تناولت فييا األوجو التالية‪:‬‬
‫المبحث األوث‬
‫‪( -‬اسمو‪ ،‬نسبو‪ ،‬والدتو‪ ،‬أسرتو‪ ،‬أح اده‪ ،‬نص اتو‪ ،‬خنصيتو‪ ،‬ن لتو‪ ،‬وفاتو‬
‫المبحث الثاني‬
‫‪( -‬عنصـره‪ ،‬الحالــة الدينيــة‪ ،‬الحالــة االجتماعيــة‪ ،‬إسـ مو‪ ،‬رح تــو الــى النبــي نصــمى اه عميــو‬
‫وسمم وأثرىا عمى عمان‪ ،‬نصحبتو لمرسول نصمى اه عميو وسمم‬
‫المبحث الثالث‬
‫‪( -‬دوره في ن ر اإلس م‪ ،‬مسجده‪ ،‬مازن بن غضوبة اع اًر)‬
‫الخاتمة‬
‫الهوامش‬
‫المصادر‬
‫وقد واجيت الباحثة نصعوبة في إعداد ىذا البحث نظ اًر ليمة المنصادر التاريخية التي عرضت دوره‬
‫فــي ن ــر اإلس ـ م وبعــون مــن اه وتيســيره أنجــزت الباحثــة مــا تيســر ليــا جاىــدة لتتح ـ الســاحة‬
‫الثيافية بدراسة ىذه ال خنصية العمانية الجميمة‪ ،‬ليكون عمة مضيئة لألجيال ال حية ىذا الجيد‬
‫بين يدي اليارئ المثي ومن اه التوفيق الباحثتاح‬

‫(‪ )1‬العوتبي‪ ،‬أبي المنذر سممة بن مسمم النصـحاري (ت‪055‬ىــ)‪ ،‬كتـاب األنسـاب‪ ،‬تحييـق الـدكتور محمـد إحسـان‪،‬‬
‫وزراة التراث اليومي والثيافة‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪6556 ،4‬م‪ ،‬ص ‪055-699‬؛ السـيابي‪ :‬سـالم بـن حمـود بـن امسـي‪،‬‬
‫عمان عبر التاريي‪ ،‬و ازرة اإلع م‪ ،‬سمطنة عمان‪ ،‬دار أميل لمن ر المحدود‪ ،‬لندن‪ ،1990 ،‬ص‪115‬‬
‫‪373‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫المبحث األول‬
‫اسمه‪:‬‬
‫مازن بن غضوبو بن سبيعة بن ماسة بن حيان بن مر بـن حيـان بـن ب ـر بـن خطامـة سـعد بـن‬
‫(‪)1‬‬
‫نبيان بن عمرو بن الغوث بن طيئ‬
‫وقيل بن حيان بن مر بن حيان بن أبي خطامة بن سعد لذا يكنـى ب ـ مـازن بـن عضـوبة السـعدي‪،‬‬
‫وربما كان ل ظ غضوبة ليباً أو اسماً حييياً لوالده‪ ،‬فيد كانت العرب تسمى أحياناً باألسمات المؤنثة‬
‫(‪)6‬‬
‫مثل ربيعة‬
‫وسبه‪:‬‬
‫مازن بن غضوبة بن سبيعة بن ماس بن حيـان بـن أبـي ب ـر بـن سـعد بـن نبيـان بـن عمـرو بـن‬
‫الغوث بن طيئ بن أدد بـن زيـد بـن ي ـجب بـن عريـب بـن زيـد بـن كيـ ن بـن سـبل بـن ي ـجب بـن‬
‫(‪)0‬‬
‫يعرب بن قحطان‬
‫ونســب طيــئ معروفــة فــي عمــان‪ ،‬وليــب طي ـاً ألنــو أول مــن طــوى البيــوت فــي العــرب‪ ،‬مــن طي ـئ‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ت رعت قبائل عديدة بعمان‬
‫وقــد ات ــق األزكــوي(‪ )0‬والســالمي(‪ )6‬مـ العــوبتي الــذي أرجـ نســب مــازن بــن غضــوبة إلــى طيـئ وال‬
‫(‪)7‬‬
‫غرو في ذلك فالعوتبي ىو نسابة عمان األول ومؤرخيا السابق‬
‫فـي‬ ‫أما المنصادر األخرى غير العمانية فيوجد بينيا وبـين المنصـادر العمانيـة ـيت مـن االخـت‬
‫سمســمة نســب مــازن فــابن حجــر العســي ني ينســبو بلنــو مــازن بــن غضــوبة بــن عـزاب بــن ب ــر بــن‬
‫(‪)8‬‬
‫حظامة بن سعد بن ثعمبة بن مضر بن سعد بن اسود بن نبيان بن عمرو بن الغوث بن طيئ‬
‫(‪)9‬‬
‫وينسبو ابن الكمبي فييول مـازن بـن غضـوبة بـن سـبعة بـن ماسـة بـن حيـان بـن مـر بـن حيـان‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد ذكره نصاحب المؤتم والمختم دون أن ينسبو‬

‫(‪ )1‬العوتبي‪ ،‬كتاب االنساب‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪055-699‬‬


‫(‪ )6‬السيابي‪ ،‬عمان عبر التاريي‪ ،‬ص‪115‬‬
‫األعيان في أنساب أىل عمان‪ ،‬ص‪45‬‬ ‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬إسعا‬
‫(‪ )4‬ابــن عبــد البــر‪ ،‬اإلســتيعاب فــي معرفــة األنصــحاب‪ ،‬دار الكتــب العمميــة‪ ،‬بيــروت‪ ،‬دار الجيــل‪ ،‬ط‪1991 ،،1‬م‪،‬‬
‫ص ‪455‬‬
‫الغمـة الجـام ألخبـار األمـة‪ ،‬تـح‪ :‬عبـد المجيـد حسـيب الييسـي‪ ،‬و ازرة التـراث‬ ‫(‪ )0‬تاريي عمان الميتـبس مـن ك ـ‬
‫اليومي والثيافي‪ ،‬ط‪1466 ،4‬ىـ‪6550-‬م‪ ،‬ص‪04-06‬‬
‫(‪ )6‬تح ة األعيان بسيرة أىل عمان‪ ،‬مطبعة ال باب‪ ،‬الياىرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1005 ،‬ىـ‪ ،‬ص‪46‬‬
‫(‪ )7‬األنساب‪ ،‬ص‪600‬‬
‫(‪ )8‬االنصابة‪ ،‬ح‪ ،6‬ص‪10‬‬
‫(‪ )9‬الكمبــي‪ ،‬أبــو منــذر ى ــام بــن محمــد الســائب (ت‪654‬ىــ)‪ ،‬بنســب معــد بــن والــيمن الكبيــر‪ ،‬تــح‪ :‬الــدكتور نــاجي‬
‫حسن‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬مكتبة النيضة العربية‪ ،‬ط‪1458 ،1‬ىـ‪ ،1988-‬ج‪ ،1‬ص‪661‬‬
‫‪373‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫(‪)6‬‬
‫وقال ابن عبد البر‪ :‬مازن بن الغضوبة‪ ،‬وييال الغضوب الخطامي فخذ من طيئ‬
‫والدته‪:‬‬
‫ولــم تــذكر المنصــادر أو الم ارجـ التــي بايــدينا سـوات العمانيــة أو غيــر العمانيــة ســنة والدة مــازن بــن‬
‫غضوبة‬
‫أسرته‪:‬‬
‫أمو زينب بنت عبد اه بن ربيعة بن خويص أحد بني نمران‪ ،‬وأخوالـو بنـو النصـامت وبنـو حطامـة‬
‫(‪)0‬‬
‫وميرة‪ ،‬من طيئ‬
‫حياح بح مازح‪ :‬ابن مازن‪ ،‬ولم ني عمى ترجمة مسـتيمة لـو‪ ،‬وانمـا ورد ذكـره فـي حـديث أبيـو فـي‬
‫(‪)4‬‬
‫خبر إس مو‬
‫عمى ابح حياح‪ :‬ىو عمي بن حيان بن مازن بن غضـوبة‪ ،‬وليسـت لـو ترجمـة وانمـا جـات ذكـره فـي‬
‫(‪)0‬‬
‫ترجمة ح يده عمى بن حرب‪ ،‬وابي جع ر محمد بن يحيى بن عمر‬
‫وذكرت المنصادر وىي نادرة أيضاً أن لمازن أخوة من أم وىم بنو النصامت وبنو خطامة وفيرة(‪،)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫كما ذكرت المنصادر التاريخية أن لو ولد اسمو حيان‬
‫ولم يكن لدى مازن ذرية ولكن ببركة دعـات الرسـول نصـمى اه عميـو وسـمم أنصـبح لـو ذريـة نصـالحة‬
‫سكن بعضيا بالمونصل ونسب إلييا ومنيم(‪:)8‬‬
‫محمذ به علي‪:‬‬
‫(‪)9‬‬
‫ىو محمد بن عمي بن حيان بن مازن بن غضوبة‪ ،‬يرد ذكره في ترجمة ح يده عمي بن حرب‬
‫حرب به محمذ‪:‬‬
‫وىو حرب بن محمد بن عمي بن حيان بن مازن بن غضوبة‪ ،‬وقد ذكر ابـن حجـر العسـي ني فـي‬
‫(‪)1‬‬
‫تيذيب التيذيب انو روى عنو ابنو عمي ابن حرب‬

‫(‪ )1‬الييسـ ـراني‪ ،‬أبـ ــي ال ضـ ــل محم ــد بـ ــن طـ ــاىر بـ ــن عم ــي بـ ــن أحمـ ــد‪ ،‬اإلمـ ــام الح ــافظ المعـ ــرو بالييس ـ ـران الميدسـ ــي‬
‫باألنســاب‪ ،‬دار الكتــب العمميــة‪ ،‬بيــروت‪ ،‬لبنــان‪ ،1991 ،‬مــادة (‪ )161‬الخطــامي‪،‬‬ ‫والمختمـ‬ ‫(ت‪057‬ىــ)‪ ،‬المؤتمـ‬
‫ص‪198‬‬
‫(‪ )6‬ابن عبد البر‪ ،‬اإلستيعاب‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪10‬‬
‫األعيان في انتساب أىل عمان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪41‬‬ ‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬إسعا‬
‫(‪ )4‬دالئ ــل النب ــوة ومعرف ــة أحـ ـوال نص ــاحب ال ـ ـريعة‪ ،‬ت ــح‪ :‬اليمع ــة ح ــي‪-‬دار الكت ــب العممي ــة‪ ،‬دار الري ــان لمتـ ـراث‪،‬‬
‫‪1548‬ىـ‪1988/‬م‪ ،‬ص‪606‬‬
‫(‪ )0‬اب ــن حج ــر العس ــي ني‪ ،‬تي ــذيب التي ــذيب‪ ،‬مطبع ــة دار المع ــار النظامي ــة‪ ،‬ط‪1066 ،1‬ى ـ ـ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪694‬؛‬
‫الخطيـ ــب البغـ ــدادي‪ ،‬تـ ــاريي بغـ ــداد‪ ،‬تـ ــح‪ :‬منصـ ــط ى عبـ ــد اليـ ــادر عطـ ــا‪ ،‬دار الكتـ ــب العمميـ ــة‪ ،‬بيـ ــروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1417‬ىـ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪418‬‬
‫(‪ )6‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ص‪40‬‬
‫األعيان في أنساب أىل عمان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪46‬‬ ‫(‪ )7‬السيابي‪ ،‬إسعا‬
‫(‪ )8‬ابن عبد البر‪ ،‬اإلستيعاب‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪455‬‬
‫(‪ )9‬ابن حجر‪ ،‬تيذيب التيذيب‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪694‬؛ الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريي بغداد‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪418‬‬
‫‪377‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫ولعمو كانت لو رحمة في طمب الحـديث مـ ابنـو عمـي‪ ،‬فيـد قـال الخطيـب البغـدادي‪ :‬كتـب الـي أبـو‬
‫ال ــرج محمــد بــن إدريــس بــن محمــد المونصــمي يــذكر أن أبــا مننصــور المظ ــر بــن محمــد الطوســي‪،‬‬
‫حــدثيم قــال‪ :‬حــدثنا أبــو زكريــا يزيــد بــن محمــد بــن محمــد ابــن إيــاس األزدي قــال‪ :‬عمــى ابــن محمــد‬
‫(‪)6‬‬
‫رحل م أبيو فسم‬
‫علي به حرب‪:‬‬
‫ىو عمي بن حرب بن محمد بن عمي بن حيان بن مازن بن غضوبة الطائي‪ ،‬ولد بلذربيجان سنة‬
‫(‪170‬ىـ)‪ ،‬أحد عممات الحديث‪ ،‬وأحد من رحـل فـي طمبـو إلـى الحجـاز وبغـداد والكوفـة والبنصـرة(‪،)0‬‬
‫وكان عالماً بلخبار العـرب وأنسـابيا وأياميـا‪ ،‬أديبـاً ـاع اًر‪ ،‬وفـد عمـى المعتـز سـنة (‪604‬ى ـ) فكتـب‬
‫(‪)4‬‬
‫المعتز عنو بخطو وأقطعو ضياعاً‪ ،‬وقد توفي في وال سنة (‪660‬ىـ) في المونصل في العراق‬
‫أحمذ به حرب‪:‬‬
‫ىو أحمد بن حرب بن محمد بن عمي بـن حيـان بـن مـازن بـن غضـوبة‪ ،‬وقـد ورد ذكـره فـي ترجمـة‬
‫أخيو عمي بن حرب‪ ،‬وكان عالماً بالحديث‪ ،‬وقال الخطيب البغدادي‪ ،‬بعد أن ذكر عمي بن حرب‪:‬‬
‫"قمت وكان لو أخوان أحدىما أحمد واآلخر معاوية وحدثا جميعاً(‪")0‬‬
‫معاوية به حرب‪:‬‬
‫ىو معاوية بن حرب بن محمد بن عمي بن حيان بن مازن بـن غضـوبة‪ ،‬وقـد جـات ذكـره مـ أخيـو‬
‫المحــدث‪ ،‬عمــي بــن حــرب‪ ،‬وقــد تيــدم قــول الخطيــب البغــدادي بــلن لــو أخــوين أحــدىما معاويــة بــن‬
‫حرب وبلنيما حـدثا جميعـاً‪ ،‬وىـو يـدل عمـى أن معاويـة مـن أىـل العمـم بالحـديث‪ ،‬وىـو الـذي نصـمى‬
‫عمى أخيو عمي بن حرب‪ ،‬فيال الخطيب البغدادي عنـد ذكـره لعمـي بـن حـرب‪" :‬ونصـمى عميـو أخـوه‬
‫(‪)6‬‬
‫معاوية بن حرب"‬
‫أبو جعفر به يحيى‪:‬‬
‫ىو أبو جع ر محمد بن يحيى بن عمر بن عمي بن حرب بن محمد بن عمي ابن حيان ابن مازن‬
‫بن غضوبة‪ ،‬ولد سنة (‪600‬ىـ) روى عن أبيو عمي بن حرب وعن جده عمر بن عمي وعن أحمد‬
‫بــن إســحاق الخ ــاب المونصــمي‪ ،‬وقــد قــام بالنحــديث فــي جــام بغــداد ســنة ‪008‬ىـ ـ(‪ ،)7‬وروى عنــو‬
‫جماعة‪ ،‬وقد أورد البيييي خبر إس م مازن وقنصتو م أبيو الحسين بن محمد بن الحسين اليطان‬

‫(‪ )1‬ابن حجر‪ ،‬تيذيب التيذيب‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪690‬‬


‫(‪ )6‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريي بغداد‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪419-418‬‬
‫(‪ )0‬الخطيب البغدادي‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪465‬‬
‫(‪ )4‬المنصدر ن سو‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪465‬‬
‫(‪ )0‬المنصدر ن سو‬
‫(‪ )6‬المنصدر ن سو ج‪ ،11‬ص‪419‬‬
‫(‪ )7‬المنصدر ن سو‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪406‬‬
‫‪373‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫(‪)1‬‬
‫وتــوفي أبــو جع ــر ســنة‬ ‫عــن أبــي جع ــر اليط ـان أن أبــا جع ــر حدثــو بــذلك ســنة ‪008‬ى ــ‪806/‬م‬
‫(‪)6‬‬
‫‪045‬ىـ‪804/‬م‬
‫وشأته‪:‬‬
‫ن ـل مــازن بــن غضــوبة فــي مدينــة ســمائل‪ ،‬يــذكر أن إســميا ســمايا وســمايل‪ ،‬وتي ـ عمــى الطريــق‬
‫المؤدي إلى وسـط عمـان متحكمـة فـي ذلـك عمـى الطريـق‪ ،‬ولـذلك سـماىا ـاعر العـرب أبـو مسـمم‬
‫البي ني (حميوم الممك) حيث ييول في نونيتو ال ييرة‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫سمائث فهي لمسطاح سمطاح))‬ ‫((وابح حمقوج ذلت الممت معصج‬
‫ويتجم فييا العديد من اليبائل وىي ذات طبيعة خ بة بما فييا من البساتين واأل جار‪ ،‬وتتخمميـا‬
‫الج ــداول ((األفـ ـ ج)) مكون ــة ح ــدائق ذات بيج ــة تج ــري م ــن تحتي ــا األني ــار‪ ،‬وق ــد تغن ــى ال ــعرات‬
‫بجماليا الخ ب وطبيعتيا الساحرة‪ ،‬بما ال مزيد عميـو وقـد ونصـ يا ال ـيي سـالم بـن حمـود السـيابي‬
‫بيولو‪(( :‬ىي حميـوم عمـان الداخميـة باجمـاع أىـل ىـذا اليطـر‪ ،‬وواسـطة عيـده‪ ،‬ىـي ال يحـات الوارفـة‬
‫الظل‪ ،‬البييجة الرياض‪ ،‬الحسنة المنظر‪ ،‬الجميمة الييئة‪ ،‬ليـا ـلن سـجمو الـدىر‪ ،‬بعممـات أفاضـل‪،‬‬
‫وزعمات عباىل‪ ،‬وأمرات أكابر‪ ،‬وأعيان لم ينس الـدىر فضـميم‪ ،‬وأخبـار مـا ازلـت األيـام تتمـوا ـرفيم‬
‫ومجــدىم‪ ،‬وىــي بالنســبة إلــى الــب د العمانيــة جنتيــا الوحيــدة‪ ،‬أو دوحتيــا ال ريــدة‪ ،‬وتاجيــا المــوقر‪،‬‬
‫أنيارىا جارية‪ ،‬وأثمارىا دانية‪ ،‬وأ جارىا وارفة‪ ،‬ومياىيا متدفية‪ ،‬ورياضيا غنات مورفة‪ ،‬وبيا قبائل‬
‫ميمة‪ ،‬وتي بين الجبال المحيطة بيـا‪ ،‬وليبـت بالخضـرات‪ ،‬وليبـت بال يحـات لكثـرة واحاتيـا الخضـرات‬
‫(‪)4‬‬
‫وبساتينيا واأل جار المتاخمة ليا))‬
‫وتضــم الس ــمائل ح ـوالي (‪ )110‬قمع ــة وحنصــناً وبرجـ ـاً‪ ،‬ويحــيط بي ــا ســور منيـ ـ (‪ )0‬وليــا أكث ــر م ــن‬
‫(‪ )055‬مسجد أىميا مسجد النصحابي مازن بن غضـوبة(‪ )6‬وقـد خـرج العديـد مـن العممـات واألدبـات‬
‫وال عرات‪ ،‬وليـا وجـود وذكـر فـي ال ـعر العمـاني‪ ،‬وكانـت قبيـل ظيـور اإلسـ م تسـكنيا قبيمتـان مـن‬
‫قبائل طيئ ىما‪ :‬بنو خطامة وبنو النصامت والييما أ ار مازن في عره بعد ما أسمم‪:‬‬
‫(‪)7‬‬
‫إني لمح قاث ربي باجر قالي‬ ‫يا راكبا بمغح عم ار واخواتها‬
‫قال العوتبي‪(( :‬قولو بمغني عم ار يعني يريد بنـي النصـامت اسـمو عمـ ار بـن غـنم بـن مالـك بـن سـعد‬
‫بــن بنيـان بــن عمــرو بــن الغــوث بــن طيـئ))‪ ،‬ولعــل ىنــاك أيضـاً قبائــل أخــرى كانــت تيطــن ســمائل‬
‫فيي جاىمية العم ارن وتوجد في سمائل منطية الدقدقين‪ ،‬التي عاش فييا مازن بن غضوبة والتـي‬

‫(‪ )1‬البيييي‪ ،‬دالئل النبوة‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪606‬‬


‫(‪ )6‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريي بغداد‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪406‬‬
‫(‪ )0‬الزركمـي‪ ،‬خيــر الـدين بــن محمــود بـن محمــد بـن عمــي بــن فـارس الدم ــيي(ت‪1096‬ىــ) اإلعـ م دار المعممــين‬
‫األعيان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،41‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ص‪00‬‬ ‫لمم يين‪6556 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،600‬السيابي‪ ،‬إسعا‬
‫(‪ )4‬الخميمي‪ ،‬عبد اه بن عمي بن عبد اه بن سعيد بن خم ان‪ ،‬ديوان وحي العبيرية‪ ،‬عمان‪ ،1978 ،‬ص‪66‬‬
‫(‪ )0‬العوتبي‪ ،‬األنساب‪607 ،‬‬
‫(‪ )6‬السيابي‪ ،‬سالم حمود‪ ،‬العنوان عن تاريي عمان‪ ،‬مكتب الضامري لمن ر والتوزي ‪ ،‬ط‪ ،6510 ،6‬ص‪7‬‬
‫(‪ )7‬البيييي‪ ،‬دالئل النبوة‪ ،‬ص‪607‬‬
‫‪373‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫ت تير ىي األخرى بمحانصيميا الزراعية منذ اليدم والتي انت رت فييا عبادة األنصنام قبل اإلس م‬
‫وكان مازن بن غضوبة سادن أحد وأ ير ىذه األنصنام الذي يدعى (ناجر)‬
‫كما توجد منطية في سمائل تعر بمحمة أوالد سعد امبو عمي‪ ،‬وىـم رىـط ال ـيي النصـحابي والتـي‬
‫(‪)1‬‬
‫يؤكد أىميا أنيم من أح اد مازن بن غضوبة السعدي‬
‫وفاته‪:‬‬
‫اختم ت المنصادر التاريخية بما ت يره حول وفاة النصحابي مازن بن غضوبة وتحديد تاريي ومكان‬
‫ذلك‬
‫فيد أ ـارت المنصـادر العمانيـة أن وفـاة مـازن بـن غضـوبة فـي عمـان‪ ،‬وأن قبـره موجـود فـي منطيـة‬
‫الدقدقين في والية سمائل(‪ )6‬باستثنات المؤرخ العماني المعانصر ال يي سي البطا ـي الـذي ان ـرد‬
‫عــن المــؤرخين العمــانيين فــي كتابــو (إتحــا األعيــان فــي تــاريي بعــض عممــات عمــان) بــذكر خبــر‬
‫وسنة وفاة مازن بن غضوبة‪ ،‬فيـد ذكـر أنـو است ـيد مـ خادمـو النصـحابي نصـالح بـن المتوكـل فـي‬
‫ال توحات اإلس مية في منطية (بردعة) التي تتب أذربيجان‪ ،‬دون تحديد العام الذي أست ـيد فيـو‪،‬‬
‫إال إنو استنتج بلن العام الذي است يد فيو ىو الـ (‪60‬ىـ‪640/‬م)‪ ،‬استنادا إلى انو العام الذي يد‬
‫فتح المسـممين لبردعـة فـي خ فـة سـيدنا عثمـان بـن ع ـان رضـي اه عنـو بييـادة سـممان بـن ربيعـة‬
‫(‪)0‬‬
‫الباىمي‬
‫وبناتاً عمى ذلك فيد ارتلت الباحثة أن تي وق ـة تحميميـة السـتنتاج مـا ىـو أقـرب لمنصـحة بمنظـور‬
‫عممي وادراكي في ضوت ما مذكور في المنصادر التاريخية فالباحثة ترى أن‪:‬‬
‫مــن خـ ل مــا ذكـره النصــحابي مــازن فــي أبياتــو ال ــعرية التــي الياىــا فــي حضـرة الرســول نصــمى اه‬
‫عميو وسمم بيولو‪( :‬فلنصبحت ىمي الجياد ونيتـي) وفـي ذلـك دليـل واضـح انـو قـد خـرج لمجيـاد فـي‬
‫ســبيل اه واعـ ت اريــة اإلسـ م‪ ،‬وفــتح بردعــة فــي اذربيجــان واست ــيد فــي معاركيــا‪ ،‬ممــا أدى إلــى‬
‫انيطاع أخباره عن أىل عمان مما نصعب عمييم تتب أخباره وتوثيييا في ىذا التاريي‬
‫ومن غير الممكن أن يكون است ياده في أذربيجان وقبره في سمائل فـي حـال نيـل رفاتـو الن ذلـك‬
‫مستبعد تماما ألسباب جغرافية من حيث بعـد المسـافة والم ـية‪ ،‬واسـباب ـرعية حيـث جـرت عـادة‬
‫المسممين بلن يدفن ال ييد في مكان است ياده‬
‫كما أن المنصادر التاريخية ت ير إلى أن فتح اذربيجـان كـان فـي العـام (‪60‬ى ـ‪640/‬م) وىـذا ي ـير‬
‫إلــى قــرب المســافة بينيــا وبــين إس ـ م مــازن فــي العــام (‪6‬ىـ ـ‪667/‬م)‪ ،‬ال ســيما وان ىــم المســممين‬
‫و ــغميم ال ــاغل ىــو ال توحــات اإلسـ مية‪ ،‬وعميــو فــإن مــن المســتبعد جــداً عــدم م ــاركة مــازن فــي‬
‫ال توحات اإلس مية وىو متحمس ليا ونيتو الجياد في سبيل اه‬

‫األعيان في أنساب أىل عمان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪41‬‬ ‫(‪ )1‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ص‪44‬؛ سالم السيابي‪ ،‬إسعا‬
‫(‪ )6‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ص‪48‬‬
‫األعيـان فـي تـاريي بعـض عممـات عمـان‪ ،‬المطبعـة الوطنيـة‪ -‬روي(سـمطنة‬ ‫بـن حمـود‪ ،‬اتحـا‬ ‫(‪ )0‬البطا ي‪ ،‬سي‬
‫عمان)‪ ،1998 ،‬ج‪ ،1‬ص‪60‬؛ جياد بركة‪ ،‬ميالة‪ :‬مازن بن غضوبة‪ ،‬في نصحية الميالة‪6517/16/10 ،‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫كما ترى الباحثة أن ما ذكرتو أغمب المنصـادر العمانيـة مـن وجـود قبـر مـازن فـي واليـة سـمائل فـي‬
‫منطيــة (الدقــدقين) مــا ىــو إال (ميــام لــو)‪ ،‬تبرك ـاً وتكريم ـاً لــو وتخميــداً لــذكراه واعت ارف ـاً مــنيم بحســن‬
‫نصنيعو ومعروفو بحق عمان وأىميا وفضل دعات رسول اه محمـد نصـمى اه عميـو وسـمم الـذي تـم‬
‫بنات عمى طمبو ىو منو نصمى اه عميو وسمم‬

‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عصره‬


‫الحالة الذيىية‬
‫كان أىل عمان كغيرىم من العرب عبدة أنصنام وأوثان وكانـت الوثنيـة متغمغمـة فـي العـرب قاطبـة‪،‬‬
‫حيــث انت ــرت الوثنيــة فــي جزي ـرة العــرب‪ ،‬ونصــار ال ــرك ىــو الســائد فــي المجتم ـ العربــي‪ ،‬و ــاع‬
‫اتخاذ األنصنام لـدى كـل قبيمـة ولـدى كـل بطـن مـن بطـون العـرب‪ ،‬حتـى أن بعـض األ ـخاص مـن‬
‫يتخــذ لن ســو نصــنماً‪ ،‬كمــا أن ىنــك بعــض العــرب مــن يعبــد النجــوم والكواكــب والجــن‪ ،‬فيــد كــان بنــو‬
‫مميح من خزاعة يعبدون الجن‪ ،‬وحمير تعبد ال مس‪ ،‬وكنانة تعبد اليمر‪ ،‬وتميم تعبد الدبران‪ ،‬ولخم‬
‫(‪)1‬‬
‫وجذام الم تري وطيئ تعبد سيي ً‪ ،‬وقيس تعبد ال عرى‪ ،‬وأسد تعبد عطارداً‬
‫ييول ابن الحسن الندوي في كتابو الييم (ماذا خسر العـالم بانحطـاط المسـممين)‪( :‬كـان ال ـرك ىـو‬
‫ديــن العــرب العــام‪ ،‬والعييــدة الســائدة‪ ،‬كــانوا يعتيــدون فــي اه انــو إلــو أعظــم خــالق األك ـوان‪ ،‬ومــدبر‬
‫الســماوات واألرض بيــده ممكــوت كــل ـيئ فمــئن ســئموا مــن خــالق الســموات واألرض لييــولن خمــق‬
‫العزيز العميم‪ ،‬ولكن ما كانت حونصمة فكرىم تس توحيد األنبيات في خمونصو ونص ائو وسموه‪ ،‬وما‬
‫كانــت أذىــانيم البعيــدة العيــد بالرســالة والنبــوة والم ــاىيم الدينيــة‪ ،‬تنصــي أن دعــات أحــد مــن الب ــر‬
‫يتطرق إلى السموات العمى ويحظى عند اه باليبول مبا رة بغير واسطة و اعة‪ ،‬قياساً عمى ىذا‬
‫العالم اليانصر وعاداتو وأوضـاعو المموكيـة ال اسـدة ومجـاري األمـور فييـا‪ ،‬فبحثـوا ليـم عـن وسـطات‬
‫توسموا بيم إلى اه وأ ركوىم في الدعات وقاموا نحوىم ببعض العبادات ورسخت في أذىانيم فكـرة‬
‫ال اعة حتى تحولت إلى عييدة (قدرة ال ات في أذىانيم عمى الن والضر)‬
‫ثم ترقوا في ال رك فاتخذوا من دون اه الية‪ ،‬واعتيدوا أن ليم مماثمة في تدبير الكون وقدرة ذاتيـة‬
‫(‪)6‬‬
‫عمى الن والضرر والخير وال ر واالعطات والمن‬
‫وىكــذا انغمســت األمــة فــي الوثنيــة وعبــادة األنصــنام بلب ـ أ ــكاليا‪ ،‬فكــان بكــل قبيمــة أو ناحيــة أو‬
‫(‪)0‬‬
‫مدينة نصنم خاص‪ ،‬بل كان لكل بيت نصنم خاص لو‬
‫ولم تكن عمان وال أىميا بمعزل عـن ىـذه الوثنيـة‪ ،‬فيـد انغمـس أىـل عمـان فـي الوثنيـة كغيـرىم مـن‬
‫العرب ونالوا من ال رك كسائر العرب‪ ،‬واتخذوا األنصنام يعبدونيا من دون اه‪ ،‬فاتخذ بنو خطامة‬
‫وبن ــو النص ــامت وىم ــا قبيمت ــان م ــن طي ــئ نص ــنماً ف ــي س ــمائل م ــن عم ــان وس ــموه (ن ــاجرا) عم ــى أن‬
‫المنصادر اختم ت فـي إيـراد اسـمو فييـل أنـو (نـاجرا) و(بـاحر) بـالجيم الميممـة‪ ،‬وقبـل (بـاجر) بالبـات‬
‫(‪)4‬‬
‫الموحدة والجيم‪ ،‬وقبل (ناجر) بالنون والجيم‬

‫(‪ )1‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬مكتبة‪ ،‬الضامري‪ ،‬ص‪66‬‬


‫(‪ )6‬المنصدر السابق‪ ،‬ص‪01‬‬
‫(‪ )0‬النــدوي‪ ،‬أبــو الحســن بــن عمــي الحســني‪ ،‬مــاذا خســر العــالم بانحطــاط المســممين دار اليمــم‪ ،‬دم ــق‪،6554 ،‬‬
‫ص‪04 ،00‬‬
‫(‪ )4‬اكر محمود عبد المنعم‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة الطائي إسـ م أىـل عمـان (بحـث ميـدم) لكتـاب عمـان‬
‫في التاريي) و ازرة اإلع م العمانية‪1994-‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫وقد ورد فـي المنصـادر العمانيـة أن اسـمو (نـاجر) بـالنون والجـيم ولعمـو تنصـحي مـن النسـاخ‪ ،‬فـان‬
‫ابــن الكمبــي الــذي اســتيى العــوتبي مادتــو فــي خبــر إس ـ م مــازن بــن غضــوبو مــن كتبــو ذك ـره بم ــظ‬
‫(بــاجر) بالبــات الموحــدة والجــيم فــي كتابــو (األنصــنام)‪ ،‬وكــذلك ابــن دريــد (فــي الجمي ـرة) اورده بم ــظ‬
‫(‪)1‬‬
‫(باجر) قال‪ :‬وىو ب تح الجيم‪ ،‬وربما قالوا (باجر) بكسر الجيم‬
‫(‪)6‬‬
‫غير أن ابن دريد ييول‪( :‬ىو نصنم كان األزد ومن جاورىم من طيـئ وقضـاعة يعبدونـو) ‪ ،‬ولعـل‬
‫ىــذه اليبائــل التــي ذكرىــا ابــن دريــد كانــت تســكن ســمائل‪ ،‬وانــو كــان نصــنما معبــوداً مــن جانــب ىــذه‬
‫اليبائل لكونيا في سمائل‪ ،‬وقد ذكر العوتبي في أنسابو قائ ‪( :‬وكـان‪-‬أي مـازن‪-‬مـن قنصـتو وخبـر‬
‫إس مو وقدومو عمى النبي نصمى اه عميو وسمم انو كان يسدن نصنما فـي الجاىميـة بـارض عمـان‬
‫(‪)0‬‬
‫بيرية سمائل ييال لو (ناجر) تعظمو بنو خطامو وبنو النصامت من طيئ‬
‫ومن الم يور عمى ألسن الناس في عمان وفي سمائل بنصـ ة خانصـة أن النصـنم كـان فـي موضـ‬
‫(‪)4‬‬
‫يطمق عميو الدقدقين‬
‫حالته االجتماعية‪:‬‬
‫ينحدر مازن من أسرة عريية النسب‪ ،‬كريمة المحتد‪ ،‬ويبدو أنو كان يحتـل المكانـة الرفيعـة المنزلـة‪،‬‬
‫ال امخة في قومو‪ ،‬والدليل عمى ذلك جرأتو وقوتو عمى تحطيم النصنم الذي كانوا يعبدونـو‪ ،‬فمـو لـم‬
‫يكن مترئساً عمييم‪ ،‬عالي المنزلة فـييم لمـا اسـتطاع أن ييـوم بمـا قـام بـو مـن تحطـيم النصـنم‪ ،‬ومـن‬
‫المعمــوم أن العــرب مــا اســتنك وا عــن اإلس ـ م وقــاتموا ضــده وحــاربوه‪ ،‬إال لكونــو جــات قاضــياً عمــى‬
‫عبادة األنصنام واألوثان‪ ،‬ولذلك لم يكن مللوفاً أن يعتدي أي إنسان عمى نصنم أو أي معبـود آخـر‬
‫دون أن تثــور ثــائرة اليــوم الــذين يعبدونــو وييدســونو إال إذا كــان ذلــك الرجــل مســموع الكممــة فــييم‪،‬‬
‫مطــاع ال ـرأي عنــدىم وىكــذا ــان مــازن ومنزلتــو فــي قبيمتــو وقومــو‪ ،‬فمــن ىنالــك عمــد إلــى النصــنم‬
‫(‪)0‬‬
‫فكسره جذاذاً‬
‫وكان مازن يتمت بمكانة اجتماعية عالية ومرموقـة فـي قومـو‪ ،‬وىـو اليـائم فـييم‪ ،‬وكـان مـن رؤسـات‬
‫قومــو ووجيــات ع ــيرتو‪ ،‬فإنــو كــان عمــى جان ـب كبيــر مــن التــر والمجــون‪ ،‬كمــا ىــو ـلن األم ـرات‬
‫والزعمات‪-‬السيما في الجاىمية‪ -‬فيد كانوا ي ربون الخمر‪ ،‬وتعز عمييم الييان‪ ،‬ويعمرون مجالس‬
‫(‪)6‬‬
‫الميو والطرب‬

‫(‪ )1‬ابــن دريــد‪ ،‬أبــو بكــر محمــد بــن الحســن بــن دريــد بــن يعــرب بــن قحطــان األزدي(ت‪061‬ى ــ‪1900/‬م)‪ ،‬جمي ـرة‬
‫المغة‪ ،‬تح‪ :‬رمزي البعمبكي‪ ،‬دار العمم لمم يين‪ ،1987 ،‬ص‪659‬‬
‫(‪ )6‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪68‬‬
‫(‪ )0‬ابن دريد‪ ،‬جميرة المغة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪68‬‬
‫(‪ )4‬السيابي‪ ،‬مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪05‬‬
‫(‪ )0‬ن س المنصدر‪ ،‬ص‪60‬‬
‫(‪ )6‬الزركمي‪ ،‬اإلع م‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪600‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫كـان مــازن فــي جاىميتــو ــاربا لمخمــر مــدمنا ليـا‪ ،‬مولعـاً بــالطرب ومجــالس الميــو والمجــون‪ ،‬لجوجـاً‬
‫(‪)6‬‬
‫بالنسات(‪ ،)1‬وكان كل ذلك نتيجة لوضعو اإلجتماعي المكين‬
‫إسالمه‪:‬‬
‫مر في الحديث عن سـمات عنصـر مـازن بـن غضـوبة أنـو كـان يعبـد األنصـنام ويتخـذ منيـا واسـطة‬
‫لمتيرب بيا إلى اه تعالى وكان النصنم ناجر أو باجر كما مر ذكـره مـن األنصـنام الميدسـة‪ ،‬وكونـو‬
‫سيداً مكيناً فـي قومـو كـان لـو ـلن كبيـر وىيبـة فـييم‪ ،‬إال أن مـازن تحـول ب ـكل فـوري مـن ال ـرك‬
‫إلى اإلس م وبيداية من اه عز وجل‪ ،‬ويرج إس مو إلى سببين‪:‬‬
‫السبب األوث‪ :‬ما سمعو من النصنم (باجر) عندما كان ييدم إليو الذبيحـة‪ ،‬فيـد سـم نصـوتا ينبعـث‬
‫مــن النصــنم يخاطبــو ويخب ـره بظيــور النبــي الجديــد وىــو محمــد نصــمى اه عميــو وســمم ويــدعوه إلــى‬
‫(‪)0‬‬
‫اإليمان بو‪ ،‬وبما جات بو‪ ،‬وترك عبادة األنصنام وما ييرب إليو‬
‫(‪)4‬‬
‫الطبرنـي أن ابـن غضـوبة كـان يسـدن نصـنماً فـي سـمائل فعتـر ذات يـوم عتيـرة ‪ ،‬فسـم‬ ‫ا‬ ‫وقد ذكـر‬
‫نصوتا من جو النصنم وىو أبيات مـن ال ـعر‪ ،‬وتنبـئ بظيـور النبـي محمـد نصـمى اه عميـو وسـمم‬
‫(‪)0‬‬
‫وتكرر ذلك فيال مازن‪ :‬أن ىذا لعجب‪ ،‬وأنو لخبر يراد بي‬
‫وذكر ابن غضوبة أن النصنم ييول‪:‬‬
‫ظهااااااار خيااااااار وبطاااااااح ااااااار‬ ‫يااااااااا مااااااااازح اساااااااام تساااااااار‬

‫األكبااااااااااااااااااااار‬ ‫باااااااااااااااااااااديح ا‬ ‫بعااااااااث نبااااااااي مااااااااح م اااااااار‬

‫(‪)6‬‬
‫تسااااااامج ماااااااح حااااااار ساااااااقر‬ ‫فاااااااادع نحيتااااااااا مااااااااح حجاااااااار‬

‫(‪ )1‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن‪ ،‬ص‪60‬؛ والمجوج‪ :‬المتمـادي فـي طمـب األمـر‪ ،‬وقيـل لـج فـي األمـر لجـاً‪ ،‬أي الزمـو‬
‫وأبــى أن يننصــر عنــو‪ ،‬والرجــل المجــوج أي كثيــر اإللحــاح ينظــر‪ :‬مجم ـ المغــة العربيــة‪ ،‬المعجــم الوســيط‪،‬‬
‫الي ــاىرة‪1079 ،‬ىـ ــ‪1965/‬م‪ ،‬ص‪0‬؛ عب ــد الغن ــي أب ــو الع ــزم‪ ،‬المعج ــم الغن ــي‪ ،‬دار الكت ــب العممي ــة‪ ،‬بي ــروت‪،‬‬
‫‪1461‬ىـ‪6551/‬م‪ ،‬ص‪41‬‬
‫(‪ )6‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪60‬‬
‫(‪ )0‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ص‪44-04‬‬
‫(‪ )4‬العتيـرة‪ :‬أي الذبيحــة‪ ،‬وىــي ــاة تــذبح فــي رجــب لألنصــنام فينصــب دميــا عمــى أرســيا ابــن األثيــر‪ ،‬النيايــة فــي‬
‫غريــب الحــديث واألثــر‪ ،‬تــح‪ :‬طــاىر أحمــد الـزاوي‪ ،‬ومحمــود محمــد الطنــاحي‪ ،‬دار ال كــر‪( ،‬ال ت)‪ ،‬ج‪ ،0‬مــادة‬
‫(عتر)‪ ،‬ص‪178‬‬
‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬مازن بن غضوبة‪ ،‬ص ‪00-04‬‬
‫(‪ )6‬الطب ارن ــي‪ ،‬المعج ــم الكبي ــر‪ ،‬ت ــح‪ :‬حم ــدي عب ــد المجي ــد الس ــم ي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النص ــميعي‪ ،‬الري ــاض‪1410 ،‬ى ـ ـ‪-‬‬
‫‪1994‬م‪ ،‬ص‪455‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫وىذا ما أفزع مازن الذي لم يعيده ولم يلل و من النصنم‪ ،‬و ات اه أن تتكرر الحادثة وىـو النصـوت‬
‫المبتعث من النصنم عندما كان يسدن مازن نصنمو وييـدم إليـو ذبيحـة أخـرى‪ ،‬ييـوم عنـده بـالطيوس‬
‫المعتـادة‪ ،‬وكــان مــازن لــم يعتبــر بالحادثـة األولــى وانمــا أنصــابو فــزع ورعـب فيــط‪ ،‬ولعمــو اعتبــر ذلــك‬
‫أم اًر ال يحمل في طياتو س اًر لذلك عاود إلى سدانو النصنم مرة أخرى ميـدما لـو الذبيحـة لييـوم عنـده‬
‫بلدات الطيوس المعتـادة‪ ،‬ولكـن سـم النصـوت مـرة ثانيـة يخاطبـو ب ـدة ووضـوح بـلن يسـم أمـ اًر مـا‬
‫كان ألي إنسان أن يجيمو ويغ ل عنو‪ ،‬ويخبره عن النبي المرسل ومـا جـات بـو مـن الحـق مـن عنـد‬
‫ربــو ويـلمره بــلن يــؤمن بــو لكــي ينجــو مـن حــر نــار م ــتعمة ىــذا مــازن يحــدثنا عــن ذلــك مـرة ثانيــة‬
‫بيولو‪( :‬ثم عترنا بعد أيام عتيرة أخرى فسمعت نصوتاً من النصنم ييول‪:‬‬
‫تساااااااااااام مااااااااااااا يجهااااااااااااث‬ ‫اقبااااااااااااااااث الااااااااااااااااي اقبااااااااااااااااث‬

‫جاااااااااااااااء بحااااااااااااااة مناااااااااااااازث‬ ‫هاااااااااااااااذا نباااااااااااااااي مرساااااااااااااااث‬

‫مااااااااح حاااااااار نااااااااار م ااااااااتعث‬ ‫امااااااااااح باااااااااا كااااااااااي تعاااااااااادث‬

‫(‪)1‬‬
‫وقودهااااااااااااااااااااااا بالجناااااااااااااااااااااادث‬

‫وىنا ي طن لألمر ويعر أنو ليس ك ماً عاب اًر وانما يتضمن أم اًر خطي اًر‪ ،‬لو ما بعده من العواقب‪،‬‬
‫وأدرك ما في ذلك النصوت وما يدعو إليـو مـن خيـر‪ ،‬قـال مـازن‪( :‬فيمـت إن ىـذا لعجـب وانـو لخيـر‬
‫(‪)6‬‬
‫يراد بي)‬
‫وترى الباحثة ان في ىذا االمر ا ارة خانصة الى مازن بن غضوبة حنص اًر دون غيره‪ ،‬وىي توجيو‬
‫النــدات لــو بالــدعوة الــى االسـ م‪ ،‬بيــد انــو ظــل مـ ن ســو حيـران ال يــدري مــا ي عــل‪ ،‬وكيـ ينصــن‬
‫فيو بين منصدق لمضمون ذلك النصوت‪ ،‬وبين مكذب لو‪ ،‬يدل عمى ذلك قولو‪( :‬فبينما نحن كذلك‬
‫أقــدم رجــل مــن الحجــاز فــلخبره بظيــور النبــي نصــمى اه عميــو وســمم) وفـي ذلــك إ ــارة إلــى انــو فــي‬
‫حيرة من األمر‬
‫السبب الثاني‪:‬‬
‫قدوم رجل من الحجاز كان قانصدا (أدم) المدينة الم يورة بعمان أو (دما) السـيب حاليـاً وىمـا مـن‬
‫الحواضــر التاريخيــة ال ــييرة بالتجــارة‪ ،‬وقــد مــر عمــى ســمائل وقــد ــات اه أن يــتم الميــات بينــو وبــين‬
‫(‪)1‬‬
‫مازن‬

‫(‪ )1‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪46‬‬


‫(‪ )6‬ابن األثير‪ ،‬أسـد الغابـة فـي معرفـة النصـحابة‪ ،‬تـح‪ :‬عمـي محمـد عـوض‪ ،‬دار الكتـب العمميـة‪ ،‬ط‪1410 ،1‬ى ـ‪-‬‬
‫‪ ،1994‬ص‪4‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫ييول مازن‪( :‬فبينما نحن كذلك‪ ،‬إذ ورد عمينـا بـلرض سـمائل رجـل مـن أىـل الحجـاز يريـد أن ينـزل‬
‫(دما) قال‪ :‬فيمت‪ :‬ما الخبر وراتك قال‪ :‬ظير رجل ييـال لـو محمـد بـن عبـد اه بـن عبـد المطمـب‬
‫بــن ىا ــم بــن عبــد منــا ‪ ،‬ييــول لمــن أتــاه أجيب ـوا داعــي اه‪ ،‬فمســت بمتكبــر وال جبــار وال مختــال‪،‬‬
‫أدعــوكم إلــى اه وتــرك عبــادة األوثــان‪ ،‬وأب ــركم بجنــة عرضــيا الســموات واالرض‪ ،‬وأســتنيذكم مــن‬
‫(‪)6‬‬
‫نار تمظى لييبيا وال ينعم ساكنيا‪ ،‬قمت‪ :‬ىذا واه نبل ما سمعتو من النصنم‬
‫وقد اندىش عجباً وتلثر بيذه الدعوة إلى اإلس م وبكل ما نيمو ىذا الرجل من كممـات‪ ،‬وال يسـتبعد‬
‫أن يكون ذلك الرجـل الحجـازي مسـمماً مؤمنـاً بـاه ورسـولو‪ ،‬فـإن إتيانـو لمـا يـدعوا إليـو النبـي نصـمى‬
‫(‪)0‬‬
‫اه عميو وسمم لدليل واضح عمى إس مو‬
‫كما ال نستبعد أيضاً أن يكون اجتيد في إقناع مـازن بتـرك عبـادة األنصـنام‪ ،‬وأن يعبـد اه وحـده ال‬
‫ريك لو وأن يرحل إلى النبي نصمى اه عميو وسمم‪ ،‬ولعل مازناًأخبره بما سمعو من النصنم فلحس‬
‫الرجل برغبة مازن في الدخول فـي اإلسـ م‪ ،‬فيـام بإقناعـو إلـى ذلـك‪ ،‬كمـا انـو اجتمـ لمـازن نصـحة‬
‫الخبر‪ ،‬ونصدق ىذا األمر لما سمعو من نصوت النصنم أوالً‪ ،‬وما أخبره بو ذلك الرجل فتيين نصحة‬
‫األمــر‪ ،‬فيــام إلــى النصــنم فحطمــو تحطيم ـاً وكس ـره جــذاذاً‪ ،‬قــال مــازن‪" :‬ىــذا واه نبــل مــا ســمعتو مــن‬
‫(‪)4‬‬
‫النصنم فوثبت إليو –أي النصنم‪ -‬فكسرتو جذاذاً"‬
‫رحالته إلى الىبي صلى هللا عليه وسلم وأثرها على عمان‬
‫الرحمة األولى‪:‬‬
‫بعـد أن تــيين مــازن مــن نصــحة الخبـر بمبعــث النــي محمــد نصــمى اه عميـو وســمم‪ ،‬عمــد إلــى النصــنم‬
‫(بـاجر) وحطمــو وامتطــى راحمتــو ميممـاً وجيتــو إلــى النبـي نصــمى اه عميــو وســمم ليســللو عــن الــدين‬
‫الجديد الذي جات بو‪ ،‬وليكون عمى بينة من أمره‪ ،‬فاالنتيال من عييدة الى أخرى مناقضة ليا ليس‬
‫بــاألمر اليــين‪ ،‬فـ بــد مــن التلكــد ومعرفــة األمــر عمــى حيييتــو‪ ،‬لــذلك قــام مــازن الــى راحمتــو وســافر‬
‫لكي يرى النبي نصمى اه عميو وسمم‪ ،‬وكانت راحمتو تجوب ال يافي مـن عمـان الـى العـرج‪ ،‬والعـرج‬
‫يطمق عمى مكانين في الحجاز أحـدىما ييـ فـي الطـائق وىـو وادي فـي نـواحي الطـائ فعمـى ىـذا‬
‫يك ــون ق ــدوم م ــازن عم ــى النب ــي نص ــمى اه عمي ــو وس ــمم ف ــي مك ــة‪ ،‬وثانييم ــا مك ــان ييـ ـ ب ــين مك ــة‬
‫والمدينـة(‪ )0‬وىــو الــى المدينــة أقــرب‪ ،‬فعمــى ىــذا يكـون قدومــو عمــى النبــي نصــمى اه عميــو وســمم فــي‬
‫المدينة وىذا ىو الراجح‬

‫(‪ )1‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪06‬‬


‫(‪ )6‬ابن األثير‪ ،‬أسد الغابة في معرفة النصحابة‪ ،‬ص‪0‬؛ السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪06‬‬
‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪06‬‬
‫(‪ )4‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة ‪ ،‬ص‪07‬‬
‫(‪ )0‬الحموي‪ ،‬معجم البمدان‪ ،‬دار نصادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1990 ،6‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪98‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫ويتحدث مازن بنعمـة اه عميـو فـي ليائـو النبـي نصـمى اه عميـو وسـمم بيولـو‪" :‬فركبـت راحمتـي حتـى‬
‫قــدمت عمــى رســول اه نصــمى اه عميــو وســمم فســللتو عمــا بعــث بــو‪ ،‬ف ــرح لــي اإلسـ م‪ ،‬ونــور اه‬
‫(‪)1‬‬
‫قمبي لميدى فلسممت"‬
‫وىكــذا ــات اه تعــالى أن يــدخل مــازن فــي اإلسـ م وأن ي ــرح نصــدره وينــور قمبــو باإليمــان العظــيم‬
‫بعــد أن كــان مظممـاً بالجاىميــة ووثنيتيــا وكــان بنصــحبة مــازن بــن غضــوبة فــي الميــات األول لمنبــي‬
‫نصمى اه عميو وسمم غ مو "نصالح بن المتوكـل" الـذي أكرمـو النبـي نصـمى اه عميـو وسـمم ب ـر‬
‫الونصية لو فيال نصمى اه عميـو وسـمم لمـازن‪" :‬استونصـي بـو خيـ اًر" وقـد أعتيـو مـازن إك ارمـاً لرسـول‬
‫اه وقــد ظيــرت الــروح الوظنيــة عنــد مــاون بــن غضــوبة فــور مجالســتو لمرســول نصــمى اه عميــو‬
‫وســمم‪ ،‬وانتيــز ال رنصــة الســانحة لــو فــي ذلــك الموق ـ العظــيم فســللو الــدعات لعمــان وأىميــا أوالً ثــم‬
‫لن سو ثانياً‪ ،‬ألنو عر بركة دعاته نصمى اه عميو وسمم‪ ،‬وعر ميام النبوة العظـيم‪ ،‬األمـر الـذي‬
‫يسـتوجب ال ــكر والثنــات‪ ،‬وفــي حــديث مــازن بــن غضــوبة قــال‪ :‬قمــت يــا رســول اه نصــمى اه عميــك‬
‫وســمم أدع اه تعــالى ألىــل عمــان فيــال‪( :‬الميــم اىــدىم وأثــبيم)‪ ،‬فيمــت‪ :‬زدنــي يــا رســول اه فيــال‪:‬‬
‫(الميم ارزقيم الع ا والك ا والرضا بما قـدرت ليـم)‪ ،‬قمـت‪ :‬يـا رسـول اه البحـر ينضـح بجانبنـا‪،‬‬
‫ادع اه في ميرتنا‪ ،‬وخ نا‪ ،‬وظم نا‪ ،‬قال‪( :‬الميم وس عمييم في ميرتيم واكثـر خيـرىم مـن بحـرىم)‪،‬‬
‫‪ ،‬قمت زدني يا رسول اه‪ :‬قـال‪( :‬الميـم ال تسـمط عمـييم عـدواً مـن غيـرىم) قـل يـا مـازن آمـين فـان‬
‫(‪)6‬‬
‫آمين يستجاب عنده الدعات قال‪ :‬قمت آمين‬
‫وبعد ذلك أخذ مازن يسلل رسول اه الدعات لو ليذىب اه عنو حياة الجاىمية وما فييا مـن تعاسـة‬
‫ـر ‪ ،‬وان ييي ـ ــئ ل ـ ــو حي ـ ــاة إسـ ـ ـ مية س ـ ــعيدة ىانئ ـ ــة يواكبي ـ ــا االس ـ ــتيرار االجتم ـ ــاعي‬ ‫و ـ ــيات وانح ـ ـ ا‬
‫(‪)0‬‬
‫واالقتنصادي‬
‫ييول مازن‪( :‬قمـت يـا رسـول اه انـي مولـ بـالطرب‪ ،‬و ـرب الخمـر‪ ،‬لجـوج بالنسـات‪ ،‬وقـد ن ـد أكثـر‬
‫مــالي فــي ىــذا‪ ،‬ولــيس لــي ولــد‪ ،‬فــادع اه أن يــذىب عنــي مــا أجــد‪ ،‬وييــب لــي ولــداً تيــر بــو عينــي‬
‫ويلتين ــا بالحي ــا في ــال النب ــي نص ــمى اه عمي ــو وس ــمم‪( :‬المي ــم أبدل ــو ب ــالطرب قـ ـراتة اليـ ـرآن‪ ،‬والحـ ـرام‬
‫(‪)4‬‬
‫الح ل‪ ،‬وبالعير ع ة ال رج‪ ،‬وبالخمر رياً ال إثم فيو‪ ،‬وآتيم بالحيا‪ ،‬وىب لو ولداً تير بو عينو)‬
‫وقال مازن‪( :‬فاذىب اه تعالى عني ما كنـت أجـد مـن الطـرب والن ـاط‪ ،‬لتمـك األسـباب‪ ،‬وحججـت‬
‫حجـاً‪ ،‬وح ظـت ـط اًر مـن اليـرآن‪ ،‬وتزوجـت أربـ عيائـل مـن العـرب‪ ،‬ورزقـت ولـداً‪ ،‬فسـميتو (حيــان‬
‫بن مازن)‪ ،‬وأخنصبت عمـان فـي تمـك السـنة ومـا بعـدىا‪ ،‬وأقبـل عمـييم الخـ والظمـ ‪ ،‬وكثـر نصـيد‬
‫(‪)0‬‬
‫بحرىا‪ ،‬وأظيرت األرباح في التجارات‪ ،‬وآمن عدد كبير من أىل عمان‬

‫(‪ )1‬العوتبي‪ ،‬األنساب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪607‬؛ السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪00‬‬
‫(‪ )6‬العوتبي‪ ،‬األنساب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪607‬؛ السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪06‬‬
‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬أحمد بن سعود‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪45‬‬
‫(‪ )4‬العوتبي‪ ،‬األنساب‪ ،‬ص‪608‬؛ السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪07‬‬
‫(‪ )0‬ابن عبد البر‪ ،‬اإلستيعاب في معرفة األنصحاب‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪455‬‬
‫‪337‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫الرحمة الثانية‪:‬‬
‫لم يعد مازن بن غضوبة ينصبر عن رؤية النبي محمد نصمى اه عميـو وسـمم والميـات بـو واالسـتزادة‬
‫من تعاليم اإلس م‪ ،‬لذلك د عمى رحمتو مـرة ثانيـة فـي العـام الثـاني وذىـب إلـى الحجـاز‪ ،‬فيـد ذاق‬
‫ح وة اإلس م وقر عينا ببركة دعات رسول اه عميو النص ة والس م‬
‫وقد أن د مازن أبياتاً عرية فـي حضـرة رسـول اه نصـمى اه عميـو وسـمم‪ ،‬سـيرد الحـديث عنيـا فـي‬
‫موضعيا‬
‫ويتحدث النصحابي الجميل عما دار بينو وبين رسول اه في ىذه الرحمة قائ ً‪:‬‬
‫فمما كان في العام اليابـل الـذي وفـدت فيـو عمـى رسـول اه نصـمى اه عميـو وسـمم فيمـت يـا المبـارك‬
‫ابن المباركين‪ ،‬الطيب ابن الطيبين‪ ،‬قد ىدى اه قوما من أىل عمان ومـن اه عمـييم بـدينك‪ ،‬وقـد‬
‫أخنصبت عمان خنصباً ىنياً‪ ،‬وكثرت األرباح والنصيد بيا‪ ،‬فيـال نصـمى اه عميـو وسـمم‪( :‬دينـي ديـن‬
‫ورني‪ ،‬وطـوبي لمـن آمـن بـي‬ ‫اإلس م‪ ،‬سيزيد اه أىل عمان خنصباً ونصيداً‪ ،‬فطوبى لمن آمن بي آ‬
‫(‪)1‬‬
‫ولم يرني‪ ،‬وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم ير من رآني وأن اه سيزيد أىل عمان إس ما)‬
‫صحبته للرسول صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫اختم في نصحبة مازن بن غضوبة لمنبي نصمى اه عميـو وسـمم فيـال جماعـة ىـو مـن النصـحابة‪،‬‬
‫وقال آخرون ليس بنصحابي‬
‫ويرجـ خ فيــم إلــى تعريـ النصــحابي‪ ،‬فيــال قــوم ىــو مــن ليــي النبــي نصــمى اه عميــو وســمم ولــو‬
‫(‪)6‬‬
‫ساعة مؤمناً بو‬
‫ويرى سعيد بن المسيب‪ :‬أنو ال يعد من النصحابة إال من أقام م رسول اه نصمى اه عميـو وسـمم‬
‫(‪)0‬‬
‫سنة أو سنتين أو غ از معو غزوة أو غزوتين‬
‫وقال الع مة نور الدين السالمي‪( :‬النصحابي ىو من ليي النبي محمـداً نصـمى اه عميـو وسـمم بعـد‬
‫البعثـة مؤمنــا بـو‪ ،‬وقيــل مـن أطــال النصـحبة‪ ،‬وقيــل مـ الروايـة فمــن لييـو قبــل البعثـة مــؤمن أو لييــو‬
‫فيمن لييو بعد البعثة وىو مؤمن بو إذا لم تطل‬ ‫بعدىا غير مؤمن فميس بنصحابي إيياناً والخ‬
‫(‪)4‬‬
‫نصحبتو أو طالت ولم يرو‬
‫عمــى أن أنصــح األق ـوال وأرجحيــا ىــو أن النصــحابي مــن آرى النبــي مؤمن ـاً بــو فيــد ذكــر ذلــك ابــن‬
‫حجر العسي ني‪" :‬وأنصح ما وق ت عميو من ذلك النصحابي من ليـي النبـي محمـد نصـمى اه عميـو‬
‫وسـمم مؤمنـاً بـو ومـات عمـى اإلسـ م‪ ،‬فيـدخل فـيمن لييـو مـن طالـت مجالسـتو لـو أو قنصـرت‪ ،‬ومــن‬
‫روى عنــو أو لــم يــرو‪ ،‬ومــن غ ـ از معــو أو لــم يغــز‪ ،‬ومــن آره رؤيــة ولــو لــم يجالســو‪ ،‬ومــن لــم ي ـره‬

‫(‪ )1‬العوتبي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪607‬؛ السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪06‬؛ السيابي‪ ،‬النصحابي مازن‪ ،‬ص‪40‬‬
‫(‪ )6‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬الك ايــة فــي معرفــة انصــول الروايــة‪ ،‬تــح‪ :‬مــاىر ياســين ال حــل‪ ،‬دار الجــوزي‪ ،‬الــدمام‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1406‬ىـ‪ ،‬ص‪75-69‬‬
‫(‪ )0‬وىبة خميل‪ ،‬سعيد بن المسيب سيد التابعين‪ ،‬دار اليمم‪ ،‬دم ق‪ ،‬ط‪1416 ،0‬ىـ‪1996 -‬م‪ ،‬ص‪10‬‬
‫(‪ )4‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪00‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫لعــارض‪ ،‬كــالعمى‪ ،‬ويخــرج بييــد اإليمــان مــن ليي ـو كــاف اًر ولــو أســمم بعــد ذلــك إذا لــم يجتم ـ بــو م ـرة‬
‫(‪)1‬‬
‫أخرى"‬
‫وقد أكدت العديد من المنصادر نصحبة مازن ووفوده عمى النبي محمد نصمى اه عميو وسـمم‪ ،‬فيـال‬
‫قــدم عم ــى رســول اه نص ــمى اه عميــو وس ــمم عنــد أول اإلســ م‬ ‫العــوتبي‪" :‬م ــازن بــن غض ــوبة‬
‫(‪)6‬‬
‫بعمان‪ ،‬واسمم ودعا لـو النبـي نصـمى اه عميـو وسـمم فيـو نصـحابي" وقـال ابـن حبـان‪" :‬مـازن بـن‬
‫غضوبة ييـال أن لـو نصـحبة"(‪ ،)0‬ونيـل ابـن حجـر مـن غيـر واحـد أن لـو نصـحبة(‪ )4‬وقـال ابـن عبـد‬
‫البر‪" :‬لو نصحبة وخبره عجيب مخرج من أع م النبوة"(‪ )0‬وذكر ابن األثير عن قدومو عمى النبي‬
‫نصمى اه عميو وسمم وذكر خبر إس مو(‪ )6‬كما ذكر السمعاني وفوده عمـى النبـي نصـمى اه عميـو‬
‫وســمم(‪ ،)7‬ونيــل البيييــي قنصــة إس ـ مو(‪ )8‬كمــا ذكــر الســيوطي أن لــو نصــحبة وحــديث مــن أع ـ م‬
‫(‪)15‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫النبوة ‪ ،‬وبناتاً عمى ما تيدم فإن مازن بن غضوبة يعد نصحابياً‬

‫(‪ )1‬ابن حجر‪ ،‬االنصابة‪ ،‬ص‪4‬‬


‫(‪ )6‬العوتبي‪ ،‬أنساب العوتبي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪606‬‬
‫(‪ )0‬ابن عبد البر‪ ،‬اإلستيعاب في معرفة األنصحاب‪ ،‬ص‪009‬‬
‫(‪ )4‬االنصابة‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪606‬‬
‫(‪ )0‬اإلستيعاب في معرفة األنصحاب‪ ،‬ص‪009‬‬
‫(‪ )6‬أسد الغابة‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪6‬‬
‫(‪ )7‬المباب في تيذيب األنساب‪ ،‬دار نصادر‪ ،‬بيروت (ال ت)‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪686‬‬
‫(‪ )8‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪44‬‬
‫(‪ )9‬لب المباب في تحرير األنساب‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1991 ،‬ج‪ ،1‬ص‪406‬‬
‫العزاوي‪ ،‬دار الوطن لمن ر‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1419 ،1‬ىـ‪-‬‬ ‫(‪ )15‬االنصبياني‪ ،‬معرفة النصحابة‪ ،‬تح‪ :‬عادل بن يوس‬
‫‪1998‬م‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪496‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫المبحث الثالث‬
‫دوره في نشر اإلسالم‬
‫ذكر المؤرخون الكي ية التي انت ر فييا اإلس م بعمان فيد ذكـر ابـن زريـق‪ :‬أن أىـل سـمائل أسـبق‬
‫أىل عمـان إلـى اإلسـ م واإليمـان‪ ،‬قبـل أن تـلتييم دعـوة خيـر الب ـر محمـد نصـمى اه عميـو وسـمم‪،‬‬
‫واذا كان إس م مازن رضي اه عنو سنة (‪6‬ىـ‪667/‬م)‪ ،‬ىو ومن ىداه اه معـو لسسـ م كمـا قـال‬
‫ابــن زريــق والــدكتور ار ــد بــن عمــي الحــارثي وآخــرون‪ ،‬فيــد أســمم أىــل ســمائل بعــد رجــوع مــازن بــن‬
‫(‪)1‬‬
‫غضوبة إلييم من المدينة‪ ،‬وقيل إنو أول من أسمم من أىل عمان‬
‫ولــم تكــن دعــوة مــازن ليومــو باليســيرة والســيمة حتــى أســمموا بعــد ذلــك وحســن إسـ ميم‪ ،‬فكــان مــازن‬
‫الداعيــة لسس ـ م فــي قومــو وقــد لي ـي العنــت والمــوم واليجــات مــنيم‪ ،‬حتــى فضــل عــدم منصــادمتيم‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫فاعتزليم وما يعبدون من دون اه‬
‫قــال مــازن‪( :‬فممــا أتيــت قــومي أنبــوني و ــتموني وأمــروا ــاعرىم فيجــاني‪ ،‬فيمــت‪ :‬إن رددت عمــييم‬
‫فإنما أىجو ن سي‪ ،‬فاعتزلتيم إلى ساحل البحر‪ ،‬فلتتني منيم أزقمة عظيمة(‪ ،)0‬فيالوا‪ :‬يـا ابـن عمنـا‬
‫عمنــا عبنــا عميــك أم ـ اًر وكرىنــاه لــك‪ ،‬ف ـإن أبيــت ف ــلنك ودينــك‪ ،‬فــارج فيــم بلمورنــا‪ ،‬وكنــت اليــيم‬
‫ب ـلمورىم‪ ،‬فرجعــت إلــييم‪ ،‬وقمــت‪ :‬فممــو مــا نصــومي‪ ،‬ومــا حجــي‪ ،‬فلنصــبت ىمــي فــي الجيــاد ونيتــي‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فيداىم اه بعد ذلك إلى اإلس م‬
‫وعمل مازن جاىداً بن ر اإلس م وتعاليمو إلى قومو وأىمو في سمائل وعمان اجم امتثاالً ليولو‬
‫رسول اه نصمى اه عميو وسمم (بمغوا عني ولو آية) (‪.)0‬‬
‫فاستجاب عدد من قومو لدعوة اإلس م فامنوا بو‪ ،‬فكـان ذلـك تحيييـاً لـدعوة النبـي محمـد نصـمى اه‬
‫عميو وسمم ودعائو(‪ )6‬ونستطي اليول إن مازناً ىو أول من أسمم من أىل عمان‪ ،‬عمـى أن بعـض‬
‫بعــض المنصــادر ذكــرت أن ضــماد بــن ثعمبــة األزدي رضــي اه عنــو ىــو أول مــن أســمم مــن عمــان‬

‫الغمــة الجــام ألخبــار األمــة‪،‬‬ ‫(‪ )1‬ســرحان بــن ســعيد األزكــوي العمــاني‪ ،‬تــاريي عمــان الميتــبس مــن كتــاب ك ـ‬
‫ص‪00‬‬
‫(‪ )6‬د سعيد عبد ال تاح عا ور تـاريي أىـل عمـان‪ ،‬و ازرة التـراث والثيافـة‪ ،‬مسـيط‪1466 ،‬ى ـ‪6555-‬م‪ ،‬ص‪188‬؛‬
‫السيابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪46‬‬
‫(‪ )0‬األزفمــة‪ :‬تعن ــي الجماعــة‪ ،‬ينظــر الجــوىري‪ ،‬أبــو ننصــر إســماعيل‪ ،‬بــن حم ــاد الج ـواىري ال ــارابي(ت‪090‬ىـــ)‪،‬‬
‫النصحاح تاب المغة ونصحاح العربية‪ ،‬مادة (زفل) تح‪ :‬أحمد عبد الغ ور عطار‪ ،‬دار الم يين‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪1457‬ىـ‪1987-‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪1716‬‬
‫(‪ )4‬الطبراني‪ ،‬معجم الكبير‪ ،‬ص‪451‬‬
‫(‪ )0‬ابــن حجــر‪ ،‬فــتح البــاري ــرح نصــحيح البخــاري‪ ،‬دار الريــان لمت ـراث‪ ،‬بيــروت‪ ،‬لبنــان (‪1457‬ه‪1986/‬م)‪ ،‬رقــم‬
‫الحديث (‪ ،)0674‬ص‪0461‬‬
‫(‪ )6‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن‪ ،‬ص‪49‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫ولــيس مازنـاً‪ ،‬ولكــن ضــماد بــن ثعمبــة رضــي اه عنــو لــيس مــن أىــل عمــان بــل ىــو مــن أزد ــنوتة‬
‫(‪)1‬‬
‫الذين سكنوا سراة الحجاز وعسير‬
‫وقــد قــام مــازن بــن غضــوبة بإن ــات مســجد فــي ســمائل‪ ،‬ألدات العبــادة وتعمــيم النــاس أمــور ديــنيم‬
‫اقتداتا بالنبي محمد نصمى اه عميو وسمم‪ ،‬فإنو عندما ىاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنـورة‬
‫أول م ــن ــرع في ــو أن اق ــام مس ــجده ال ـ ـري ف ــي طيب ــة حرس ــيا اه ليجتمـ ـ في ــو المس ــممون ألدات‬
‫(‪)6‬‬
‫النص ة وتعميم أمور الدين والحياة‬
‫مسجذ مازن به غضوبة‬
‫مسجد المضمار أول مسجد بني في عمان عمى اإلط ق‪ ،‬وىو من آثار مازن بن غضوبة الباقية‬
‫إلى اآلن بمدينـة سـمائل فـي المنطيـة الداخميـة‪ ،‬ولـو مكانـة مميـزة ألن الـذي بنـاه ىـو أول مـن أسـمم‬
‫من عمان‪ ،‬وىو النصحابي الجميل مازن بن غضوبة الذي كان لـو ـر حمـل ـعمة اإلسـ م إلـى‬
‫عمان بعد ما زار النبي محمد نصمى اه عميو وسمم فـي المدينـة المنـورة‪ ،‬فعـاد حـام م ـعل الـدين‬
‫(‪)0‬‬
‫الحني الذي دخل اإلس م عن طرييو وأنار قموب الناس‬
‫وقد بني ىذا المسجد في العام (‪6‬ىـ‪667/‬م)‪ ،‬وأكد تاريي البنات الع مة بدر الدين أبي عبد اه بن‬
‫محمد ال بمي الدم يي المتوفى عام (‪769‬ىـ‪1067/‬م)‪ ،‬والذي أعاد ترميم ىـذا المسـجد مـن جديـد‬
‫عام (‪1979‬م) في المكان ذاتو وحسب التنصـميم المعمـاري األنصـمي الـذي كـان عميـو المسـجد مـن‬
‫(‪)4‬‬
‫قبل التجديد والترميم‬
‫وتعــد البســاطة التــي يمتــاز بيــا ىــذا المســجد ىــي ســر روعتــو‪ ،‬فيــو عبــارة عــن ردىــة كبيـرة لمنصـ ة‬
‫يسبييا فنات‪ ،‬ليس بو منارة أو أي نوع من الزخار الخارجية المميزة والكثي ة فيد غطيـت جد ارنـو‬
‫الخارجية بيط من حجارة السيو العمانية ال ييرة‪ ،‬وىو يتكون من قسمين‪:‬‬
‫األول‪ ،‬يضم أماكن الوضوت والخدمات الممحية بيا‪ ،‬والثاني ىو المنصمى ولو بابان منصنوعان من‬
‫الخ ــب الميــوى‪ ،‬ويتس ـ المســجد الســتيعاب ث ثمائــة منصــمي‪ ،‬ويحتــوي عمــى بئــر(‪ )0‬ويعــد مســجد‬
‫المضمار معمماً من معالم سمائل اليامة الذي بني عمى التيوى‪ ،‬وليذا المسجد كرامات عديدة فيو‬
‫معرو باجابة الدعات فيو‪ ،‬ويسمى (مبرنصاً)‪ ،‬ألنو يعـافي مـن كـان بـو مـرض البـرص فيـدعو فيـو‬
‫(‪)6‬‬
‫فإنو ي ى بإذن اه‬

‫(‪ )1‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ص‪78‬‬


‫(‪ )6‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن‪ ،‬ص‪05‬‬
‫(‪ )0‬سالم اليا مي‪ ،‬ميالة‪ :‬اول مسجد عماني‪ ،‬نصحي ة االتحاد‪ ،‬عمان‪ 7 ،‬سبتمبر‪6515 ،‬م‬
‫وال ــؤون الدينيــة‪ ،‬مســيط‪ ،‬ســمطنة‬ ‫(‪ )4‬باولــد كوســتا‪ /‬مســاجد عمــان واضــرحتيا التاريخيــة‪ ،‬من ــورات و ازرة األوقــا‬
‫عمان‪6556 ،‬م‪ ،‬ىص‪16‬‬
‫(‪ )0‬المرج ن سو‪ ،‬ص‪10‬‬
‫(‪ )6‬أحمــد زينــي دح ـ ن‪ ،‬الســيرة النبويــة واالثــار المحمديــة‪ ،‬دار النوادرـ ـ دم ــق‪ ،‬ط‪1400 ،1‬ىـ ـ‪6516 -‬م‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫ص‪0 - 4‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫واستمر مازن بن غضوبة بجيـوده الدعويـة لن ـر اإلسـ م فـي عمـان‪ ،‬فاإلسـ م ىـو ديـن اه الـذي‬
‫جعمــو منســجماً مـ ال طـرة التــي فطــر النــاس عمييــا‪ ،‬واتخــذ مــن المســجد ميـ اًر لن ــر تعــاليم اإلسـ م‬
‫ألىمو وقومو‪ ،‬وت ـر بالروايـة عـن النبـي نصـمى اه عميـو وسـمم‪ ،‬فيـد روى عنـو الـدعات بـالخير لـو‬
‫وألىــل عمــان فــي رحمتــو األولــى‪ ،‬وليائــو األول بالرســول الكـريم نصــمى اه عميــو وســمم ثــم روى عنــو‬
‫في رحمتو الثانية وفي ليائو الثاني بو عميو النص ة والس م‪ ،‬قولو‪( :‬ديني دين اإلس م‪ ،‬وسيزيد اه‬
‫ورني‪ ،‬وطوبى لمن آمن بي ولم يرن‪ ،‬وطوبى ثم‬ ‫أىل عمان خنصب ونصيدا فطوبى لمن آمن بي آ‬
‫طــوبى لمــن آمــن بــي ولــم يــر مــن رآنــي‪ ،‬وأن اه ســيزيد أىــل عمــان إسـ ماً‪ ،‬وعمــيكم بالنصــدق فإنــو‬
‫ييدي إلى الجنة) (‪ )1‬وكـان مـازن بـن غضـوبة واضـ المبنـات األولـى فـي إسـ م أىـل عمـان‪ ،‬واذا‬
‫كانت المنصادر التاريخية حـددت تـاريي إسـ م مـازن فـي (‪6‬ى ـ‪667/‬م) وىـي السـنة التـي وقـ فييـا‬
‫نصــمح الحديبيــة‪ ،‬فإنيــا لــم تحــدد تــاريي إرســال بعــوث الرســول نصــمى اه عميــو وســمم إلــى عمــان إال‬
‫أنيا ذكرت أن الرسول نصمى اه عميو وسمم بدأ بإي اد مبعوثو إلى عمان قبل فتح مكة‪ ،‬ولعمو كان‬
‫في مطمـ العـام (‪8‬ىــ‪669/‬م) أو فـي أواخـر (‪7‬ىــ‪668/‬م)‪ ،‬بعـد الرحمـة الثانيـة لمـازن بـن غضـوبة‬
‫وليائــو الرســول نصــمى اه عميــو وســمم‪ ،‬فكــان إس ـ م ممكــي عمــان جي ــر وعبــد ابن ـي الجمنــدي ومــن‬
‫معيما عمى يد عمرو بن العاص الذي أرسمو نصمى اه عميو وسمم الييما سنة (‪8‬ىـ‪669/‬م) وذلك‬
‫(‪)6‬‬
‫بعد إس م مازن ومن معو من أىل سمائل‬
‫وترى الباحثة ان ك م عمرو بن العاص رضي اه عنو يدل عمـى أن مجيئـو إلـى عمـان كـان بعـد‬
‫فــتح مكــة بعــد مــا دخمــت ق ـريش اإلس ـ م‪ ،‬فيــد جــات فــي ح ـوار جي ــر بــن الجمنــدي م ـ عمــرو بــن‬
‫ـور‬
‫العاص‪ :‬إال تخبرني عن قـريش كيـ نصـنعت فيمـت تبعـوه إمـا راغبـاً فـي الـدين وامـا ارىبـاً ميي اً‬
‫بالسي وقال ومن معو قمت الناس قد رغبوا في اإلس م واختاروه عمى غيـره وعرفـوا بعيـوليم مـ‬
‫(‪)0‬‬
‫ىدى اه إياىم أنيم كانوا في ض ل مبين‬
‫ف ــي ىــذا الح ـوار الجميــل بــين رســول رســول اه نصــمى اه عميــو وســمم والجي ــر بــن الجمنــدي ممــك‬
‫عمان‪ ،‬ما ىو إال دليل عمى أن دعوة النبي ممكي عمان إلى اإلس م كانت بعد فتح مكة‬
‫وذكر الـب ذري أن النبـي نصـمى اه عميـو وسـمم أرسـل أيضـاً أبـا زيـد األننصـاري وىـو ثابـت بـن زيـد‬
‫أحــد ح ظــة اليـرآن بمعيــة عمــرو بــن العــاص بــن وائــل الســيمي اليري ــي ليكــون عمــى النصـ ة‪ ،‬أي‬
‫لينصمي بالمسممين ويعمميم النص ة وأحكام الدين‪ ،‬فيد قال عميو النص ة والس م‪( :‬إن أجاب اليـوم‬

‫(‪ )1‬الع ـ ــوتبي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪608-607‬؛ اب ـ ــن حج ـ ــر‪ ،‬االنص ـ ــابة‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪74‬؛ الس ـ ــالمي‪ ،‬تح ـ ــة األعي ـ ــان‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪08‬‬
‫(‪ )6‬األزكوي‪ ،‬تاريي عمان ميتبس‪ ،‬ص‪00‬‬
‫(‪ )0‬الحمبي‪ ،‬عمى بن إبراىيم بن أحمـد‪ ،‬أبـو ال ـرج نـور الـدين ابـن برىـان الـدين‪( ،‬ت‪ ،)1544‬السـيرة الحمبيـة‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1467 ،6‬ىـ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪010‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫إلى يادة الحق وأطاعوا اه ورسولو فعمـرو األميـر وأبـو زيـد عمـى النصـ ة) (‪ )1‬وجـات فـي كتـاب‬
‫رســول اه نصــمى اه عميــو وســمم فــي دعــوة أىــل عمــان لسس ـ م‪( :‬بســم اه الــرحمن الــرحيم‪ ،‬مــن‬
‫محمــد رس ــول اه إل ــى جي ــر وعب ــد إبنـ ـي الجمن ــدي الس ـ م عم ــى م ــن اتبـ ـ الي ــدى‪ ،‬أم ــا بع ــد فـ ـإني‬
‫أدعوكما بدعاية اإلس م‪ ،‬أسمما تسمما فإني رسول اه إلى الناس كافـة ألنـذر مـن كـان حيـاً ويحـق‬
‫اليــول عمــى الكــافرين وأنكمــا إذا أقررتمــا باإلسـ م وليتكمــا وان أبيتمــا أن تيـ ار باإلسـ م فـإن ممككمــا‬
‫(‪)6‬‬
‫زائل عنكما وخيمي تطل ساحتكما وتظير نبوتتي عمى ممككما)‬
‫وقدم عمرو بن العاص إلى عمان‪ ،‬فكانت نصحار أول مكان ينزلو منيا‪ ،‬والظـاىر أنـو ونصـل إلـى‬
‫نصــحار عــن طريــق البحــر‪ ،‬بعــد أن خــرج مــن الحجــاز ب ـ اًر إلــى البح ـرين ومنيــا ركــب البحــر إلــى‬
‫(‪)0‬‬
‫نصحار‬
‫ون ــزل م ــن منطي ــة الس ــتجرد وى ــي مدين ــة بنتي ــا العج ــم ألني ــم ك ــانوا موج ــودين فيي ــا قب ــل ظي ــور‬
‫اإلس م(‪ )4‬وقد بعث عمرو بن العاص إلى جي ر وعبد يخبرىما بونصولو ثم سار من نصحار إلى‬
‫توام وىناك التيى أوالً بعبد بن الجمندي فاخبره بميمتو‪ ،‬فرحب بو وأونصمو إلى أخيو جي ـر‪ ،‬وسـممو‬
‫كتاب النبي نصمى اه عميو وسمم فيرأه ثم دفعو إلى أخيو فيـرأه أيضـاً(‪ )0‬ودار حـديث بينيمـا وبـين‬
‫رسول اه نصمى اه عميـو وسـمم وعـرض فيـو اإلسـ م و ـرح ليمـا معالمـو فاعمنـا إسـ ميما ودخـ‬
‫في دين اه‪ ،‬طيبة ن وسيم‪ ،‬راضية قموبيم‪ ،‬ثم أسمم قوميما أىل عمان‪ ،‬وعم اإلس م أرجات عمان‬
‫ودخــل أىميــا فــي ديــن اه طواعيــة دون إك ـراه‪ ،‬فمــا ورد رســول جي ــر عمــى أحــد إال وأســمم وأجــاب‬
‫دعوتو‪ ،‬وقد ح ظ ليم اإلس م ىذا السموك العظيم في تيبل الدعوة اإلس مية‪ ،‬فيـد جـات عـن النبـي‬
‫نصمى اه عميو وسمم أنو بعث رجـ ً إلـى قـوم فسـبوه وضـربوه فيـال لـو أىـل عمـان أتيـت مـا سـبوك‬
‫(‪)6‬‬
‫وال ضربوك‬
‫وقـال النبـي محمـد نصـمى اليــو وسـمم ‪(:‬إنـي ألعمـم أرضـاً ييـال ليـا عمـان لــو أتـاىم رسـولي مـا رمــوه‬
‫(‪)7‬‬
‫بسيم وال حجر)‬
‫وأقام ابن العاص فـي عمـان مكرمـاً يلخـذ النصـدقة مـن األغنيـات ويـدفعيا إلـى ال يـرات‪ ،‬ويبـين لمنـاس‬
‫أحكام اإلس م وميانصد اليرآن‪ ،‬حتى فج المسممون بوفاة خير الب رية وسيد الثيمين محمـد نصـمى‬

‫(‪ )1‬الب ذري‪ ،‬أحمد بن يحيى بن جابر بن داود (ت‪679‬ىـ)‪ ،‬فتوح البمدان‪ ،‬دار ومكتبة الي ل‪ ،‬بيروت‪،1988 ،‬‬
‫ص‪87‬‬
‫(‪ )6‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪08 ،07‬‬
‫(‪ )0‬د سييمة الجبوري‪ ،‬بحث اعد لكتاب عمان في التاريي‪ ،‬رسالة النبي الكريم إلى ممكي عمان‪ ،‬ص‪71‬‬
‫(‪ )4‬السالمي‪ ،‬تح ة األعيان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪08‬‬
‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن‪ ،‬ص‪66‬‬
‫(‪ )6‬حــديث رقــم ‪ 6044‬اخرجــو مســمم مــن طريــق أبــي بــرزة األســممي‪ ،‬نصــحيح مســمم‪ ،‬دار الحــديث لبنــان‪ ،‬بيــروت‪،‬‬
‫ج‪ ،6‬ص‪051‬‬
‫(‪ )7‬اخرجو أحمد من طريق أبي لبيد‪ ،‬نصحيح مسمم‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪195‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫اه عميو وسمم‪ ،‬فعزم عمى العودة ليكون عمى ميربة مـن األوضـاع ونصـحبو فـي العـودة مـن عمـان‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى المدينة وفد يرأسو عبد الجمندي أحد ممكي عمان ومعو سبعون رج من أكابر أىل عمان‬
‫ولم ي ارك مازن بن غضوبة م الوفد‪ ،‬ولعل السبب كان في بعده عن جي ر وعبد المذين كانا في‬
‫إقميم (توام) البعيدة عن مدينة مازن (سمائل) حيث نصعوبة االتنصال آنذاك‪ ،‬أو لعل مازناً كان قـد‬
‫ذىــب إلــى أدات مناســك الحــج فــي عــام حجــة الــوداع‪ ،‬ولــم يــتمكن مــن العــودة فــي حينيــا نظـ اًر لبعــد‬
‫(‪)6‬‬
‫المسافة ونصعوبة التنيل‪ ،‬وىذا السبب قوي الظيور‬
‫فكــان ىــد ىــذا الوفــد ىــو إعطــات البيعــة لمخمي ــة األول لمرســول نصــمى اه عميــو وســمم أبــي بكــر‬
‫النصــديق رضــي اه عنــو وتجديــد ال ـوالت والطاعــة والم ــاركة فــي بنــات دولــة الخ فــة ال ار ــدة‪ ،‬وقــد‬
‫رحب بيم الخمي ـة وأ ـاد بـدورىم التـاريخي فـي الـدعوة اإلسـ مية فـي كممتـو الترحيبيـة بـرئيس الوفـد‬
‫ممك عمان ومن معو في قولو‪( :‬ثم بعث إليكم عمرو بن العاص بـ جـيش وال سـ ح فـلجبتموه إذ‬
‫وأعــزكم اه بــو وأع ـزه‬ ‫دعــاكم عمــى بعــد داركــم‪ ،‬وأطعتمــوه إذ أمــركم عمــى كث ـرة عــددكم وعــدتكم‬
‫(‪)0‬‬
‫بكم)‬
‫مازن به غضوبة شاعرا‬
‫خرج من سمائل جماعة مـن العممـات واألدبـات وال ـعرات قبـل وبعـد ظيـور اإلسـ م‪ ،‬وكـان مـازن بـن‬
‫(‪)4‬‬
‫غضوبة أحد أبرز أولئمك ال عرات الذين عرفيم األدب العماني‬
‫ومما قالو مازن‪:‬‬
‫أني لمح قاث ربي باجر قالي‬ ‫عمر واخوتها‬ ‫يا راكبا بمغح ا‬
‫فيال العوتبي "(قولو بمغني عم اًر يعني يريد بني النصامت) اسمو عمرو بن غنم بن مالك بـن سـعد‬
‫من نبيان بن عمرو بن الغوث من طيئ(‪ )0‬وقال‪:‬‬
‫و ااااااااتمنا عناااااااادكج يااااااااا قومنااااااااا لاااااااائح‬ ‫و اااااااااااتمكج عنااااااااااادنا مااااااااااار مذاقتااااااااااا‬

‫وكمكاااااااااج أبااااااااادا فاااااااااي عينناااااااااا فطاااااااااح‬ ‫ين ااااااب الاااااادهر أح بثاااااات معااااااايبكج‬

‫فاااااي حربناااااا مبماااااش فاااااي اااااتمنا لساااااح‬ ‫ف ااااااااعرنا م حااااااااج عاااااااانكج و اااااااااعركج‬

‫(‪)1‬‬
‫وفااااااي صاااااادوركج البغ اااااااء واإحااااااح‬ ‫ماااااا الصااااادور عمااااايكج فااااااعمموا و ااااار‬

‫(‪ )1‬ابــن دريــد‪ ،‬اال ــتياق‪ ،‬تــح‪ :‬عبــد السـ م محمــد ىــارون‪ ،‬دار الجيــل‪ ،‬بيــروت‪ ،‬لبنــان‪ ،‬ط‪1411 ،1‬ى ـ‪1991-‬م‪،‬‬
‫ص‪0‬‬
‫(‪ )6‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪71‬‬
‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪66‬‬
‫(‪ )4‬المنصدرن سو‪ ،‬ص‪75‬‬
‫(‪ )0‬العوتبي‪ ،‬أنساب العوتبي‪ ،‬ص‪607‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫وقــد ونصـ لنــا مــازن مــا ســمعو مــن النصــنم (بــاجر) عنــدما كــان ييــدم إليــو ذبيحــو‪ ،‬فيــد‪ ،‬فيــد ســم‬
‫(‪)2‬‬
‫نصوتا ينبعث من النصنم يخاطبو ويخبره بظيور النبي الجديـد وىـو محمـد نصـمى اه عميـو وسـمم‬
‫فيو ييول‪:‬‬
‫ظهاااااااااااااار خياااااااااااااار وبطااااااااااااااح اااااااااااااار‬ ‫يااااااااااااااا ماااااااااااااااازح اساااااااااااااام تسااااااااااااااار‬

‫األكبااااااااااااااااااااااااااااااااااار‬ ‫باااااااااااااااااااااااااااااااااااديح ا‬ ‫بعاااااااااااااااث نباااااااااااااااي ماااااااااااااااح م ااااااااااااااار‬

‫(‪)0‬‬
‫تساااااااااااااامج مااااااااااااااح حاااااااااااااار سااااااااااااااقر‬ ‫فاااااااااااااادع نحيتااااااااااااااا مااااااااااااااح حجاااااااااااااار‬

‫ثم ذكر مازن بيولو‪:‬‬


‫يجهااااااااااااث‬ ‫تساااااااااااام مااااااااااااا‬ ‫أقبااااااااااااااااث إلااااااااااااااااي أقبااااااااااااااااث‬

‫جاااااااااااااااء بحااااااااااااااة مناااااااااااااازث‬ ‫هاااااااااااااااذا نباااااااااااااااي مرساااااااااااااااث‬

‫مااااااااح حاااااااار نااااااااار م ااااااااتعث‬ ‫آمااااااااااح باااااااااا كااااااااااي تعاااااااااادث‬

‫(‪)4‬‬
‫وقودهااااااااااااااااااااااا بالجناااااااااااااااااااااادث‬

‫وف ــي ذل ــك إ ــارة إل ــى أن الي ــول ل ــيس ك مـ ـاً ع ــاب اًر وانم ــا يتض ــمن أمـ ـ اًر خطيـ ـ اًر‪ ،‬ل ــو م ــا بع ــده م ــن‬
‫(‪)0‬‬
‫العواقب‬
‫وقــد تــن س مــازن النصــعدات باإلس ـ م‪ ،‬وجــادت قريحتــو بلبيــات ــعرية ذاك ـ اًر نعمــة اه عميــو وعمــى‬
‫قومو عمى ما ىم عميو من ك ر ووثنية حيث قال‪:‬‬
‫اااااااا بت اااااااا ث‬ ‫ربااااااااا نطيااااااااب باااااااا‬ ‫كسااااااارت بااااااااجر أجاااااااذاذا وكااااااااح لناااااااا‬

‫(‪)1‬‬
‫ولاااااج يكاااااح دينااااا مناااااي عماااااى بااااااث‬ ‫اااااااا لتنا‬ ‫بالها اااااااامي هاااااااادانا مااااااااح‬

‫(‪ )1‬الميريـ ـ ـ ــزي‪ ،‬إمتـ ـ ـ ــاع األسـ ـ ـ ــماع‪ ،‬تـ ـ ـ ــح‪ :‬محمـ ـ ـ ــد عبـ ـ ـ ــد الحميـ ـ ـ ــدي النميسـ ـ ـ ــي‪ ،‬دار الكتـ ـ ـ ــب العمميـ ـ ـ ــة‪ ،‬بيـ ـ ـ ــروت‬
‫(‪1465‬ىـ‪1999/‬م)‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪9‬؛ البيييي‪ ،‬دالئل النبوة‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪607‬‬
‫(‪ )6‬البيييي‪ ،‬دالئل النبوة‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪607‬‬
‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪00‬‬
‫(‪ )4‬المنصدر ن سو‪ ،‬ص‪04‬‬
‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬ص‪04‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫كما تحدث مازن عمى ما وىبو اه تعالى من النعم الظاىرة والباطنة كنعمـة اإلسـ م ورخـات الحيـاة‬
‫في قولو‪:‬‬
‫ااااابابي إلاااااى أح أذح الجساااااج باااااالنه‬ ‫كنت امرءا بالمهو والخمر مولعا‬

‫وبااااالعهر إحصااااانا فحصااااح لااااي فرجااااي‬ ‫فباااااااااااادلني بااااااااااااالخمر أمنااااااااااااا وخ ااااااااااااية‬

‫(‪)2‬‬
‫فممااااا ماااااا صاااااومي و ماااااا حجاااااي‬ ‫فأصااااااابحت هماااااااي فاااااااي الجهااااااااد ونيتاااااااي‬

‫وقد أليى مازن أبياتاً عرية أمام حضرة الرسول نصمى اه عميو وسمم وبين يديو الكريمتين في‬
‫قولو‪:‬‬
‫تجاااوب ال ياااافي ماااح عمااااح إلاااى العااارج‬ ‫إلياااااااااااات رسااااااااااااوث ا خباااااااااااات مطيتااااااااااااي‬

‫فيغ ااااااار لاااااااي رباااااااي فاااااااارج باااااااال م‬ ‫لااي يااا مااح خياار مااح وط ا الحصااى‬ ‫لت ا‬

‫(‪)0‬‬
‫اارجهج اارجي‬ ‫ف ا دياانهج دينااي و‬ ‫ديااااااانهج‬ ‫إلاااااااى مع ااااااار جانبااااااات فاااااااي ا‬

‫ونجد في ىذه األبيات والتي سبيتيا م اىيم إس مية عدة تجسد في مضمونيا ـ اعة النبـي محمـد‬
‫نصمى اه عميو وسمم لممؤمنين‪ ،‬وطمب المغ ـرة مـن اه تعـالى‪ ،‬والبـراتة مـن الك ـار‪ ،‬وحرمـة الميـو‪،‬‬
‫وحرمة الخمر‪ ،‬وحرمة الزنا‪ ،‬والحث عمى الجياد فـي سـبيل اه تعـالى‪ ،‬واخـ ص النيـة والعبـادة ه‬
‫تعــالى كالنصــوم‪ ،‬والحــج‪ ،‬وىــذه الم ــاىيم التــي وردت فــي ــعر مــازن ل ـوال إس ـ مو مــا كــان لــو أن‬
‫(‪)4‬‬
‫يتنصورىا‪ ،‬فض ً عن أن ينصوغيا في قالب عري‬
‫وىذه الم اىيم اإلس مية الكثيرة تجسدت في كل األبيات ال عرية التي ذكرىا مازن بن غضوبة‬
‫وتنوه الباحثة أن ىناك أبياتـاً ـعرية تكـرر ذكرىـا فـي مواضـ سـابية‪ ،‬مثـل سـبب إسـ مو‪ ،‬و ـاع اًر‬
‫وىذا ما تطمبو البحث‬

‫(‪ )1‬العــوتبي‪ ،‬األنســاب‪ ،‬ج‪ ،608 ،1‬الســالمي‪ ،‬تح ــة األعيــان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،67‬ابــن عبــد البــر‪ ،‬اإلســتيعاب‪ ،‬ج‪،0‬‬
‫ص‪455‬‬
‫(‪ )6‬ابن األثير‪ ،‬أسد الغابة‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪4‬‬
‫(‪ )0‬السيابي‪ ،‬عمان عبر التاريي‪ ،‬ص‪6‬‬
‫(‪ )4‬السيابي‪ ،‬النصحابي مازن‪ ،‬ص‪06-01‬‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫الخاتمة‬
‫ومــن خـ ل مــا تيــدم إتضــح لمباحثــة أن مــازن بــن غضــوبة ىــو أول مــن أســمم مــن أىــل عمــان وأن‬
‫دخـوليم كـان طواعيـة وأكرمـوا رسـول اه نصـمى اه عميـو وسـمم‪ ،‬وكـانوا نصـادقين بإسـ ميم‪ ،‬األمــر‬
‫الــذي اســتحيوا عميــو ثنــات رســول اه نصــمى اه عميــو وســمم‪ ،‬وخمي تــو أبــو بكــر النصــديق رنصــي اه‬
‫عنو‪ ،‬وكانـت لـو جيـود كبيـرة فـي انت ـار اإلسـ م فـي عمـان وتحولـو مـن سـادن أنصـنام إلـى داعيـة‬
‫لسس م‪ ،‬من خ ل ليائو ورح تو إلى الرسول محمد نصمى اه عميو وسـمم فـي المدينـة سـنة (‪ 6‬و‬
‫‪ 7‬لميجرة‪667 /‬م و ‪668‬م) وبعد عودتو الى عمان عمل جاىداً عمى ن ر اإلس م وبنات المسجد‬
‫الذي اتخذه مي اًر لدعوتو اإلس مية ون ر تعاليم اليرآن الكريم فييا‬
‫كمــا أثبتــت الباحثــة ــروط النصــحبة المتمثمــة فــي اإلسـ م‪ ،‬ومجالســة النبــي نصــمى اه عميــو وســمم‪،‬‬
‫والروايــة عنــو‪ ،‬وىــذه ال ــروط ىــي مــا ات ــق عمييــا العممــات فــي إثبــات النصــحبة ال ـري ة‪ ،‬وعميــو فــإن‬
‫عد نصحابياً‬ ‫مازن ابن غضوبة ي ُّ‬
‫كما تم بيان دور أسرة مازن بن غضوبة في خدمة العمم‪ ،‬فيد كان لعدد من ذريتو جيوداً طيبة في‬
‫خدمة العمم قد تم ذكرىم آن اً‬
‫كمــا أظيــرت الباحثــة روح الوطنيــة الحيــة التــي تمثمــت فــي ــخص مــازن بــن غضــوبة مــن خ ـ ل‬
‫اســتغ ل فرنصــة ليائــو بالحبيــب المنصــط ى نصــمى اه عميــو وســمم ألول م ـرة وطمبــو الــدعات لوطنــو‬
‫وأىمو وقومو أوالً ولن سو ثانياً وفي ذلك وق ة عجيبة لترفعو عن األنانية وحب الذات وامت كو روح‬
‫اإليثار‬
‫كما أظيرت الباحثة إ ارة بسيطة بحد ذاتيا‪ ،‬إال أنيا تمتمـك مـدلوالً حضـارياً كبيـ اًر تمثـل فـي وجـود‬
‫ظاىرة اليراتة والكتابة عند أىل عمان‪ ،‬ال سيما عند الممكين جي ر وعبد ابنا الجمندي وكان العرب‬
‫قبيل ظيور اإلس م أمة أمية ال يدرون ما الكتاب وال اإليمان‪ ،‬وكان الذين يعرفون اليراتة والكتابة‬
‫قميمين جداً‪ ،‬فجعل الرسول نصمى اه عميو وسمم فدية األسير من الم ركين آنـذاك‪ ،‬أن يعمـم ع ـرة‬
‫(‪)1‬‬
‫من أبنات المسممين في المدينة وذلك عيب معركة بدر الكبرى‬
‫كما تونصمت الباحثة إلى الييم اإلس مية والمعاني والدالالت الدينية في عر مازن بن غضوبة‬
‫التوصيات‬
‫تونصــي الباحثــة بضــرورة اإل ــادة بــدور النصــحابي الجميــل مــازن بــن غضــوبة العمــاني فــي ن ــر‬
‫اإلس م أسوة ببيية رجاالت الحضارة العربية اإلس مية واط ع األجيال عمى سيرتو التاريخية مـن‬
‫خ ل توجيو اإلع م ليذا ال لن واعطات حيز يسير لس ـادة بـدوره فـي المنـاىج الد ارسـية فـي مـادة‬
‫التاريي اإلس مي‬

‫(‪ )1‬الندوي‪ ،‬السيرة النبوية‪ ،‬دار ابن كثير‪-‬دم ق‪ ،‬ط‪1460 ،16‬ىـ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪179‬‬
‫‪337‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫المصادر والمراجع‬
‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫‪ 1‬ابــن األثيــر‪ ،‬اإلمــام مجــد الــدين أبــي الســعادات المبــارك ابــن محمــد الجــزري (ت ‪656‬ىــ)‪،‬‬
‫النياية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬تح‪ :‬طاىر أحمد الزاوي‪ ،‬ومحمود محمد الطناحي‪ ،‬دار‬
‫ال كر‪( ،‬ال ت)‬
‫‪ 6‬ابن األثير أبـو الحسـن عمـي بـن أبـي الكـرم محمـد بـن محمـد بـن عبـد الكـريم (ت‪605‬ىــ)‪،‬‬
‫أســد الغابــة فــي معرفــة النصــحابة‪ ،‬تــح‪ :‬عمــي محمــد معــوض‪ ،‬دار الكتــب العمميــة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1410‬ىـ‪1994-‬‬
‫‪ 0‬ـ ـ ـ المباب في تيذيب األنساب‪ ،‬دار نصادر‪ ،‬بيروت (ال ت)‬
‫الغمة الجام ألخبار‬ ‫‪ 4‬األزكوي سرحان بن سعيد العماني‪ ،‬تاريي عمان الميتبس من ك‬
‫األمــة‪ ،‬تــح‪ :‬عبــد المجيــد حســيب الييســي‪ ،‬و ازرة الت ـراث اليــومي والثيافــة‪ ،‬ط‪1466 ،4‬ىـ ـ‪-‬‬
‫‪6550‬م‬
‫‪ 0‬األنصــبياني أبــو نعــيم أحمــد بــن عبــد اه بــن أحمــد بــن إســحاق بــن موســى‪( ،‬ت‪405‬ى ــ)‪،‬‬
‫معرف ــة النص ــحابة‪ ،‬ت ــح‪ :‬ع ــادل ب ــن يوسـ ـ العـ ـزاوي‪ ،‬دار ال ــوطن لمن ــر‪ ،‬الري ــاض‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1019‬ىـ‪1998-‬م‬
‫‪ 6‬الــب ذري أحمــد بــن يحيــى بــن جــابر بــن داود (ت‪679‬ى ــ)‪ ،‬فتــوح البمــدان‪ ،‬مكتبــة الي ـ ل‪،‬‬
‫بيروت‪1988 ،‬م‬
‫‪ 7‬البطا ــي س ــي ب ــن حم ــود‪ ،‬إتح ــا األعي ــان ف ــي ت ــاريي بع ــض عمم ــات عم ــان‪ ،‬الطبي ــة‬
‫الوطنية‪ ،‬روي (سمطنة عمان)‪1998 ،‬م‬
‫‪ 8‬البيييــي أحمــد بــن الحســين بــن عمــي بــن موســى أبــو بكــر‪ ،‬دالئــل النبــوة ومعرفــة أح ـوال‬
‫نصــاحب ال ـريعة‪ ،‬تــح‪ :‬اليمعــة جــي‪ ،‬دار الكتــب العمميــة‪ ،‬دار الريــان لمت ـراث‪1458 ،‬ىـ ـ‪-‬‬
‫‪1988‬م‬
‫‪ 9‬الجوىري أبو ننصر إسماعيل بن حماد ال ارابي (ت‪090‬ىـ)‪ ،‬النصحاح تاب المغة ونصحاح‬
‫العربية‪ ،‬تح‪ :‬أحمد عبد الغ ـور عطـار‪ ،‬دار الم يـين‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪1457 ،4‬ى ـ‪1987 -‬م‬

‫ابـ ــن حجـ ــر أبـ ــو ال ضـ ــل أحمـ ــد بـ ــن عمـ ــي بـ ــن محمـ ــد بـ ــن أحمـ ــد بـ ــن حجـ ــر العسـ ــي ني‬ ‫‪15‬‬
‫(ت‪806‬ىـ)‪ ،‬االنصابة في تمييز النصحابة‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪0‬‬
‫تيذيب التيذيب‪ ، ،‬مطبعة دار المعار النظامية‪ ،‬ط‪1066 ،1‬ىـ‬ ‫‪11‬‬
‫الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن عمي بن ثابت بـن ميـدي (ت‪460‬ىــ)‪ ،‬تـاريي بغـداد‪،‬‬ ‫‪16‬‬
‫تح‪ :‬منصط ى عبد اليادر عطا‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1417 ،1‬ىـ‬
‫الك ايــة فــي معرفـة أنصــول الروايــة‪ ،‬تــح‪ :‬مــاىر ياســين ال حــل‪ ،‬دار الجــوزي‪ ،‬الــدمام‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪1406‬ىـ‬
‫الخميمي عبد اه بن عمي بن عبد اه بـن سـعيد بـن خم ـان‪ ،‬ديـوان وحـي العبيريـة‪ ،‬عمـان‪،‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪1978‬م‬
‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫دحـ ـ ـ ن‪ ،‬أحم ـ ــد زين ـ ــي‪ ،‬الس ـ ــيرة النبوي ـ ــة واالث ـ ــار المحمدي ـ ــة‪ ،‬دار النـ ـ ـوادر‪ ،‬دم ـ ــق‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪1400‬ىـ‪6516-‬م‬
‫ابــن دريــد أبــو بكــر محمــد بــن الحســن بــن يعــرب بــن قحطــان األزدي (ت‪06‬ىـ ـ‪900-‬م)‪،‬‬ ‫‪16‬‬
‫جمي ـرة المغــة‪ ،‬تــح‪ :‬رمــزي البعمبكــي‪ ،‬دار العمــم لمم ســن‪ ،‬بيــروت‪ ،1987 ،‬لبنــان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1411‬ىـ‪1991-‬م‬
‫الزركمــي خيــر الــدين بــن محمــود بــن محمــد بــن عمــي بــن فــارس الدم ــيي (ت‪1096‬ى ــ)‪،‬‬ ‫‪17‬‬
‫اإلع م‪ ،‬دار العمم لمم يين‪6556 ،‬م‬
‫السالمي‪ ،‬نور الدين عبد اه بن حميد‪ ،‬تح ة األعيان بسيرة أىل عمـان‪ ،‬مطبعـة ال ـباب‪،‬‬ ‫‪18‬‬
‫الياىرة‪ ،‬ط‪1005 ،6‬ىـ‬
‫سـ ــعيد عبـ ــد ال تـ ــاح عا ـ ــور‪ ،‬تـ ــاريي أىـ ــل عمـ ــان‪ ،‬و ازرة الت ـ ـراث والثيافـ ــة‪ ،‬مس ـ ــيط‪ ،‬ط‪،6‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪1466‬ىـ‪6555-‬م‬
‫السيابي أحمد بن سعود‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة‪ ،‬مكتبة الضامري‪ ،‬عمان‪6516 ،‬م‬ ‫‪65‬‬
‫السيابي سالم بن حمـود بـن ـامس بـن خمـيس األباضـي (ت‪1414‬ىــ)‪ ،‬إسـعا األعيـان‬ ‫‪61‬‬
‫في أنساب أىل عمان ج‪( ،1‬ب ت)‬
‫السيوطي‪ ،‬ج ل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السـيوطي (ت ‪911‬ه)‪ ،‬لـب المبـاب فـي‬ ‫‪66‬‬
‫تحرير األنساب‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1991 ،‬‬
‫عم ــان عب ــر الت ــاريي‪ ،‬و ازرة اإلعـ ـ م‪ ،‬س ــمطنة عم ــان‪ ،‬دار أمي ــل لمن ــر المح ــدودة‪ ،‬لن ــدن‪،‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪1990‬م‬
‫اكر محمود عبد المنعم‪ ،‬النصحابي مازن بن غضوبة الطائي واس م أىل عمـان (بحـث‬ ‫‪64‬‬
‫ميدم) لكتاب عمان في التاريي‪ ،‬و ازرة اإلع م العمانية‪1994 ،‬‬
‫الطبراني إمام أبي الياسم سميمان بن أحمد بن ايوب المخمي ال امي (ت‪065‬ىـ‪918/‬م)‪،‬‬ ‫‪60‬‬
‫المعج ـ ــم الكبي ـ ــر‪ ،‬ت ـ ــح‪ :‬حم ـ ــدي عب ـ ــد المجي ـ ــد الس ـ ــم ي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النص ـ ــميعي‪ ،‬الري ـ ــاض‪،‬‬
‫‪1410‬ىـ‪1994-‬م‬
‫ابن عبد البر يوس بن عبـد اه بـن محمـد بـن عبـد البـر‪ ،‬النمـر‪ ،‬اليرطبـي‪( ،‬ت‪460‬ى ـ‪-‬‬ ‫‪66‬‬
‫‪1517‬م)‪ ،‬اإلس ــتيعاب ف ــي معرف ــة األنص ــحاب‪ ،‬دار الكت ــب العممي ــة‪ ،‬بي ــروت‪ ،‬دار الجي ــل‬
‫الجديد‪ ،‬ط‪1996 ،1‬م‬
‫عبد الغني أبو العزم‪ ،‬المعجم الغني‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪1461 ،‬ىـ‪6551/‬م‬ ‫‪67‬‬
‫العوتبي أبـي المنـذر سـممة بـن مسـمم النصـحاري (ت‪055‬ىــ)‪ ،‬كتـاب األنسـاب‪ ،‬تـح‪ :‬محمـد‬ ‫‪68‬‬
‫احسان‪ ،‬و ازرة التراث اليومي والثيافة‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪1467 ،4‬ىـ‪6556 -‬م‬
‫الكمبــي أبــو ى ــام بــن محمــد بــن الســائب (ت‪654‬ى ــ)‪ ،‬نســب معــد والــيمن الكبيــر‪ ،‬تــح‪ :‬الــدكتور‬ ‫‪69‬‬
‫ناجي حسن‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬مكتبة النيضة العربية‪ ،‬ط‪1058 ،1‬ىـ‪1988 -‬م‬
‫مجم المغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬الياىرة‪1079 ،‬ىـ‪1965/‬م‪ ،‬ص‪0‬‬ ‫‪05‬‬

‫‪333‬‬
‫الجزء الثالث‬ ‫العدد العشرون لسنة ‪9102‬‬ ‫مجلة البحث العلمي في اآلداب‬

‫الميريزي‪ ،‬أحمد ابن عمي ابن عبد اليادر‪ ،‬أبو العبـاس الحسـيني تيـي الـدين الميريـزي (ت‬ ‫‪01‬‬
‫‪840‬ىـ)‪ ،‬تح‪ :‬محمد عبد الحميدي النميسي‪ ،‬إمتاع األسماع‪ ،‬دار الكتب العمميـة‪ ،‬بيـروت‬
‫(‪1465‬ىـ‪1999/‬م)‬
‫مس ــمم ب ــن الحج ــاج أب ــو الحسـ ـن الي ــيري النيس ــابوري (ت‪661‬ىـ ــ)‪ ،‬نص ــحيح مس ــمم‪ ،‬دار‬ ‫‪06‬‬
‫الحديث‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،6‬ج‪( ،7‬ب ‪ ،‬ت)‬
‫الندوي أبو الحسن‪ ،‬السيرة النبوية‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬دم ق ط‪1460 ،16‬ىـ‬ ‫‪00‬‬
‫وهبة خليل‪ ،‬سعيد بن المسيب سيد التابعين‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪3333 ،3‬هـ‪3333-‬م‪.‬‬ ‫‪04‬‬

‫ثانياً‪ :‬المراجع‬
‫وال ـ ــؤون‬ ‫‪ 00‬باولـــد كوسـ ــتا‪ ،‬مسـ ــاجد عمـ ــان وأضـ ــرحتيا التاريخيـ ــة‪ ،‬من ــورات و ازرة األوقـ ــا‬
‫الدينية‪ ،‬مسيط‪ ،‬سمطنة عمان‪6556 ،‬م‬

‫ثالثا‪ :‬المج ت والدوريات‬


‫‪ 06‬جياد بركة‪ ،‬ميالة‪ :‬مازن بن غضوبة‪ ،‬في نصحي ة الميال‪6517 ،16/10 ،‬م‬
‫‪ 07‬سالم اليا مي‪ ،‬ميالة‪ :‬اول مسجد عماني‪ ،‬نصحي ة االتحاد‪ ،‬عمان‪ 7 ،‬سبتمبر‪6515 ،‬م‬

‫‪333‬‬

You might also like