Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫اإلشكالية‬

‫التنمر في صفوف متعلمي المرحلة االبتدائية ( بداية المراهقة) وعالقته بالتوافق الدراسي‪.‬‬
‫نماذج مؤسسات تعليمية ابتدائية بمقاطعة أنفا‬

‫الفرضيات‬

‫‪ -‬نتوقع أن يعاني المراهقون المتمدرسون بالسنة السادسة ابتدائي من التنمر‪.‬‬


‫‪ -‬نتوقع أن يعاني المراهقون المتمدرسون بالسنة السادسة ابتدائي المتعرضون للتنمر لعدم‬
‫التوافق المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة سالبة بيت التعرض للتنمر والتوافق الدراسي تبعا للنوع لدى المراهقين‬
‫المتمدرسين بالسنة السادسة من التعليم االبتدائي‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى‪:‬‬
‫التعرف على ماهية ظاهرة التنمر وأشكاله وعلى العوامل المسببة في حدوثه‪.‬‬
‫معرفة الفروق في مستوى التنمر لدى الجنسين‪.‬‬
‫الكشف عن تأثير ظاهرة التنمر عل التحصيل والتوافق الدراسي‪.‬‬
‫اكتشاف طبيعة التنمر في صفوف المراهقين المتمدرسين بالسنة السادسة ابتدائي‪.‬‬
‫اكتشاف طبيعة التوافق الدراسي لدى المراهقين المتمدرسين بالسنة السادسة ابتدائي‪.‬‬
‫معرفة العالقة بين التنمر والتوافق الدراسي‪.‬‬

‫الدراسة السابقة‬

‫تعتبر الدراسات السابقة جهودا تحكي الموضوع ومراجعة حدث سند يساعد على إقامة مقاربات‬
‫نتائج هذه الدراسة ‪ ......‬شيء جديد دراسات سابقة أن يتم لسيف من هذه الطريقة العملية المفيدة‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‬

‫تتبين أهمية الدراسة الحالية في النقاط التالية‪:‬‬


‫إن الحياة الدراسية قد تصاحبها العديد من العوامل النفسية واالنفعالية والعاطفية التي قد ينجم عنها‬
‫العديد من الصعوبات التي تعوق تقدم التلميذ وانتقاله إلى المراحل المتقدمة وإذا أخذ في االعتبار‬
‫األخطار الناجمة عن ذلك والتكاليف والجهد المبذول من قبل أفراد المجتمع لتالفي آثار هذه‬
‫المشكالت يتضح أنه من األفضل القيام بمزيد من البحوث التي تحاول التعرف على العوامل التي‬
‫يمكن من خاللها التنبؤ بهذه المشكلة وتحقيق التوافق المدرسي‪.‬‬
‫االهتمام بفئة المراهقين المتمدرسين وتسليط الضوء على بعض مشاكلهم ومعاناتهم أهمية متغيرات‬
‫الدراسة التنمر التوافق الدراسي‪.‬‬
‫تتحدد أهمية الدراسة كذلك بطبيعة عينة الدراسة‪ ،‬فالمراهقة مرحلة حساسة تحتاج للرعاية‬
‫واالهتمام‪.‬‬

‫عينة الدراسة‬

‫سيتم انتقاء عينات البحث بطريقة عشوائية من التالميذ المتمدرسين في مدرسة أبي حنيفة‪ ،‬وعددهم‬
‫‪ 26‬تلميذا وتلميذة‪ ،‬الكائنة بجماعة سيدي بليوط‪ ،‬إقليم الدار البيضاء‪ ،‬للموسم الدراسي‬
‫‪ 6262/6266‬م‪.‬‬
‫وسيتم التركيز على السنة الختامية بالمرحلة االبتدائية لعالقتها الوطيدة بموضوع الدراسة‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‬
‫التحديد اإلجرائي لمتغيرات الدراسة‬

‫‪ – )1‬التنمر‪:‬‬

‫لغة‪:‬‬

‫ورد في لسان العربي البن منظور‪ :‬يقال للرجال السيء الخلق قد نمر‪ ،‬وتنمر‪ ،‬ونمر‬
‫وجهه‪ ،‬أي غيره وعبسه‪ .‬وتنمر له‪ ،‬أي تغير وتنكر وأوعده‪ .‬ألن النمر ال تلقاه إال متنكرا‬
‫غضبانا‪.‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬

‫حسب الباحث النرويجي ضن أورويز المؤسس الحقيقي لألبحاث حول التنمر‪ ،‬التنمر‬
‫الدراسي هو األفعال السلبية المتعمدة من جانب الطالب أو مجموعة طالب بهدف إلحاق األذى‬
‫بطالب آخر‪ .‬تتم بشكل متكرر وفترات طويلة ويمكن ان تكون هذه األفعال السلبية بالكلمات‪،‬‬
‫مثل‪ :‬التهديد‪ ،‬التوبيخ‪ ،‬اإلهانة والسب والشتم‪ .‬كما يمكن أن تكون باالحتكاك الجسدي‬
‫كالضرب‪ ،‬والدفع‪ ،‬والركل‪ ،‬أو حتى بدون استخدام الكلمات أو التعرض الجسدي‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫التقشير بالوجه أو اإلشارات غير الالئقة‪ ،‬بقصد وتعمد عزله من المجموعة أو رفض‬
‫االستجابة لرغبته‪.‬‬

‫‪ )2‬المراهقة‪:‬‬

‫لغة‪:‬‬

‫مشتقة من الفعل " رهق"‪ ،‬ومنه قولهم مراهق أي مقارب للحلم‪ .‬راهق الحلم أي قاربه‪.‬‬
‫ويقال طلبت فالنا حتى رهقته أي‪ :‬حتى دنوت منهم‪.‬‬

‫والرهق‪ :‬الظلم قال هللا تعالى‪" :‬فال يخاف بخسا وال رهقا" أي ظلما‪ .‬والرهق اسم من‬
‫اإلرهاق وهو أن يحمل عليه ما ال يطيقه‪ ،‬ورجل مرهق إذا كان يظن به السوء‪.‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬

‫فترة أو مرحلة من مراحل نمو الكائن البشري من بداية البلوغ الجنسي أي نضج األعضاء‬
‫التناسلية لدى الذكر واألنثى وقدرتها على أداء وظائفها إلى الوصول إلى اكتساب النضج‪،‬‬
‫وهي بذلك مرحلة انتقالية خاللها يصبح المراهق رجال راشدا أو امرأة راشدة‪.‬‬

‫علماء االجتماع يرون أن المراهقة هي مرحلة من العمر يتوقف عندها المجتمع عن‬
‫النظر إلى الفرد نظرته إلى الطفل وال يمنحه الوقت نفسه والمركز الكامل الذي يسمح به‬
‫الرجل البالغ أو أدواره أو وظائفه االجتماعية‪.‬‬

‫‪ )3‬التوافق الدراسي‪:‬‬

‫عملية الديناميكية المستمرة التي يقوم بها المتعلم الستيعاب المواد الدراسية والنجاح‬
‫فيها‪ ،‬وتحقيق التالؤم بينه وبين البيئة الدراسية‪ ،‬ومكوناتها األساسية شيري توعي لي‬
‫‪ 2002‬صفحة ‪.131‬‬

‫هو عملية ديناميكية المستمرة يتم تنفيذها من خالل إجراءات يقوم بها التلميذ وصوال إلى‬
‫تحقيق أهداف فعندما يتعرض التلميذ لمنبهات داخلية أو خارجية‪ ،‬تولد عنده حاجة‬
‫ودافعية يسعى إلى تحقيقها وإشباعها‪ ،‬من خالل عملية التفاعل المتبادل بينه وبين عناصر‬
‫المواقف التعليمية المختلفة‪ ،‬طيب ي صفحة ‪.212‬‬

‫ونقيض مفهوم التوافق الدراسي هو الال توافق الدراسي‪ ،‬أو عدم التوافق الدراسي‪ ،‬الذي‬
‫ينشأ من عدة أسباب وعوامل ومتغيرات‪ ،‬لذلك نجد أن مسألة عدم التوافق من الدراسة‬
‫شغلت تفكير علماء النفس والتربية والتعليم من أجل إيجاد حلول لهذه المشكلة حتى‬
‫يتسنى للمجتمع ليستفيد من جميع إمكانيات إمكانياته البشرية والمادية إلى أقصى حد‬
‫ممكن‪.‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬

‫التنمر‪ :‬أنواعه‪ ،‬أبعاده‪ ،‬أسبابه وآثاره النفسية واالجتماعية‬

‫أنواع التنمر‪:‬‬

‫التنمراللفظي‪ :‬وهو نوع من أنواع الوشاية أو اإلتهامات التي قد تتسبب للضحية في‬
‫شتى أنواع الحزن والكرب واآلالم النفسية‪ ،‬وقد يتضمن ذلك ما يلي‪ :‬توجيه كلمات جارحة‪،‬‬
‫النداء بتسميات غير الئقة‪ ،‬التعليق السلبي الجارح على منظر ثياب أو جسم شخص ما‪،‬‬
‫المضايقة والتشهير الكاذب‪ ،‬السب والتقليل من قيمة الفرد‪.‬‬

‫(وإيش طيب إيه وطاف ‪ 2012‬صفحة ثمانية)‪.‬‬

‫التنمر المؤدي‪ :‬ويشتمل على أخذ أشياء اآلخرين والتصرف فيها أو عدم إرجاعها أو‬
‫إتالفها‪.‬‬

‫(موسى وفرحان ‪ 2013‬صفحة إحدى عشر)‪.‬‬

‫التنمر االجتماعي‪ :‬ويشتمل على منع بعض األفراد من ممارسة بعض األنشطة‬
‫بإقصائهم أو رفض صداقتهم أو نشر الشائعة عنهم‪.‬‬

‫(موسى وفرحان ‪ 2013‬صفحة إحدى عشر)‪.‬‬

‫التنمر الرمزي‪ :‬ويعني استخدام بعض التصرفات التي تلحق األذى النفسي باآلخر‪،‬‬
‫كالضحك عنه دون علمه‪ ،‬أو تجاهله أثناء الحديث أو اللعب‪ ،‬استخدام بعض اإلشارات‬
‫واإليماءات التي تحمل معنى االحتقار والتقليل من الشأن‪ ،‬القيام بتصرفات مخيفة تجاهه‪.‬‬

‫والبد من اإلشارة إن إلى أن األشكال السابقة لتنمر قد ترتبط معا‪ .‬فقد يرتبط اللفظي مع‬
‫االجتماعي والمادي مع الرمزي وهكذا‪.‬‬

‫إبعاد التنمر‬
‫للتنمر بعدين أساسيين أحدهما يتمثل في الضحية سواء كان فردا أو جماعة‪ ،‬وآخر‬
‫متمثل في القائم بسلوك التنمر سواء كان فردا أو جميعا‪.‬‬

‫البعد األول‪ :‬ضحية التنمر‪:‬‬

‫هو المكفول األول من قبل المهتمين بمعالجة ظاهرة التنمر ذلك كونه عانى الكثير من‬
‫الصعوبات والمشاكل النفسية واالجتماعية والتعليمية‪ ،‬التي حالت بينه وبين كونه تلميذ‬
‫متمدرس عاديا‪ ،‬فالكثير من الضحايا تركوا مقاعد الدراسة بسبب التعرض لضغوطات من‬
‫قبل زمالئهم‪ ،‬وهنا يجب دق ناقوس خطر فالمرحلة االبتدائية من التعليم تعتبر من أهم‬
‫المراحل األساسية في حياة الفرد من حيث تكوينه التعليمي والثقافي والنفسي واالجتماعي‪.‬‬

‫البعد الثاني‪ :‬التالميذ المتنمرين‪:‬‬

‫سواء كانو ينشطون فرادا أو في جماعات‪ ،‬وغالبا ما ال يتم االهتمام بهم واحتوائهم من‬
‫أجل معالجتهم‪ ،‬إذ أن سلوكهم الغير السوي يترجم إلى اضطرابات اجتماعية ونفسية‪ ،‬وبالتالي‬
‫ال يمكن أن ننظر للظاهرة إذا أردنا معالجتها والحد منها من زاوية الضحية فقط‪ ،‬بل يجب‬
‫كذلك الوقوف على أسباب ودوافع المتنمرين‪ ،‬التي قد تقربنا من كشف خبايا تفشي وانتهاج‬
‫وانتشار هذه الظاهرة في األوساط المدرسية‪.‬‬

‫أسباب ودوافع التنمر‬

‫الدوافع والعوامل الشخصية والنفسية‬

‫قد تتمثل في الشعور بالملل‪ ،‬وعدم إدراك المتنمرين بأن سلوكاتهم خاطئة‪ ،‬أو اعتقادهم‬
‫بأن الضحية يستحق مثل تلك المعاملة‪ ،‬أو كون ‪ ....‬المتنمر ضحية للتنمر‪ ،‬أو لسوء معاملة‪،‬‬
‫فينتقم من ضحية أخرى بدوره‪ ،‬كما أن بعض الخصائص الشخصية للضحايا تجعلهم عرضة‬
‫للتنمر‪ ،‬كالخجل واالنعزال قلة األصدقاء‪ ،‬الحرمان‪ ،‬العنف‪ ،‬االضطرابات‪ ،‬سوء معاملة‪ ،‬وعدم‬
‫التكفل‪ ،‬كلها مؤشرات قد تتسبب في تشكل شخصيات غير سوية‪ ،‬والتي تعتبر في حالة عدم‬
‫االحتواء من قبل متخصصين مشروع لمواطن إجرامي‪.‬‬
‫الدوافع والعوامل االجتماعية‬

‫وهي مزيج من الظروف المحيطة بالمتنمر والضحية‪ ،‬من أسرة ومحيط سكني وجماعة‬
‫األصدقاء أو األقران والمستوى المعيشي والمستوى التعليمي لألولياء والمحيط المدرسي‬
‫ومختلف الرسائل السمعية البصرية التي تعرض له يتعرض لها هؤالء‪ ،‬حيث يولد كل ذلك‬
‫لدى فئة المتنمرين أو الضحايا سلوكات مختلفة قد تتسم بالقوة والعنف واألذى واالستقواء‬
‫لدى المتنمر‪ ،‬وبالضعف واالنعزال والرضوخ من قبل الضحايا‪.‬‬

‫الدوافع والعوامل المدرسية‬

‫وتشمل كل األسرة التعليمية للمدرسين وعمال ومدير وزمالء باإلضافة إلى السياسات‬
‫التربوية المنتهجة مثل اكتظاظ الصفوف‪ ،‬أو تكثيف ساعات الدراسة‪ ،‬والمناهج المتبعة‬
‫والظروف المادية للمدرسة في حد ذاتها‪ ،‬فقد يكون نقص التجهيزات سببا للقيام بسلوكيات‬
‫خاطئة‪ ،‬كما أن بعض المعلمين يصدر عنهم سلوكات خاطئة استفزازية‪ ،‬فتتولد ردود فعل‬
‫عنيفة من قبل المجتمع المدرسي‪ ،‬وكذلك من األسباب‪ ،‬تراجع دور المدرسة والمدرسين في‬
‫تقوية سلوكات المتمدرسين وتأثرهم بالضغوطات الحياة التي تؤثر بالسلب على أدائهم وعلى‬
‫دورهم في نشر وترسيخ القيم التسامح وحسن المعاملة والصدق واألمانة والوفاء بين‬
‫األطفال‪.‬‬

‫األسباب االقتصادية‬

‫أصبحت جل المجتمعات تعاني من الضغوطات االقتصادية وغالء المعيشة جراء‬


‫السياسات المنتهجة مما انعكس على دخل األسر‪ ،‬التي أصبحت غير قادرة على توفير‬
‫مستلزمات العيش البسيط‪ ،‬فنتج عن ذلك عدم الرضا والنصب واالحتيال والعنف‪ ،‬مما نقل‬
‫العدوى لألطفال الذين يجدون أنفسهم في مدارس ال يشعرون داخلها باإلنتماء فيتولد‬
‫االستقواء‪ ،‬في حين يعاني آخرون من اإلقصاء الذي يتولد عنه الضعف وبالتالي يكون مؤهال‬
‫ليكون ضحية التنمر‪.‬‬
‫األسباب التكنولوجية‬

‫مما ال شك فيه أن تطور اآلليات والوسائل االتصالية والتكنولوجيا كانت له آثار سلبية‬
‫على سلوكات األجيال الصاعدة‪ ،‬من أهمها تطور العنف وأشكاله لدى األطفال بسبب‬
‫محتوياتها وتأثيراتها البليغة في تكوين شخصية الكثير من مستخدمي هذه التكنولوجيا‪.‬‬
‫فالجميع يدرك اختالف القيم المنشورة عبر أفالم الكرتون القديمة والحديثة‪ ،‬وأهداف األلعاب‬
‫اليدوية القديمة واإللكترونية الحديثة كل ذلك عزز في نفوس األطفال مختلف سلوك العنف‬
‫واالعتداء والتنمر مما زاد من تفاقم األوضاع‪.‬‬

‫اآلثار النفسية واالجتماعية للتنمر‬

‫يرى الكثير من الباحثين أن ضحايا التنمر يتميزون بالعديد من السلوكات التي تنتج عن‬
‫تعرضهم للتنمر‪ ،‬والتي يمكن من خاللها إدراك أن الطفل أو المراهق الذي أمامنا قد يكون‬
‫عرضة للتنمر‪ ،‬وذلك على غرار‪:‬‬

‫التغيب عن المدرسة فقد ينتاب الضحية الشعور بعدم الرغبة في الذهاب‬


‫للمدرسة ومحاولة خلق أعذار من أجل ذلك كالتظاهر بالمرض‪.‬‬
‫آثار تعرض لعنف جسدي على جسمه وعلى ثيابه‪ :‬تظهر على ضحايا التنمر‬
‫الجسدي آثار ضرب في مختلف أعضاء الجسم‪ ،‬وآثار على الثياب‪ ،‬كاإلتساخ‬
‫جراء الركل‪ ،‬أو الدفع أو حتى تمزق الثياب‪.‬‬
‫اضطرابات سلوكية ومزاجية وعدم االرتياح‪ :‬وهي حاالت من القلق واالرتباك‬
‫التي تكون مفاجئة ومن دون سبب واضح‪.‬‬
‫استخدام العنف مع من هم أضعف‪ :‬وهي ردود فعل بعض الضحايا التي تشكل‬
‫مؤشرات تعرضهم للتنمر‪ ،‬وذلك من خالل إبراز قوتهم مع من هم أقل مقاومة‪.‬‬
‫العزلة ورفض االنخراط بالجماعات أو القيام بنشاطات أو اللعب‪ :‬وهي من‬
‫الحاالت النفسية واالجتماعية التي قد يصل إليها الضحية حيث يرفض االندماج‬
‫مع أقرانه خوفا من التعرض لالستقواء وفرض السيطرة مرة أخرى‪.‬‬
‫التوافق الدراسي‪ :‬أبعاده‪ ،‬النظريات المفسرة له‪ ،‬العوامل المساعدة عليه‬

‫أبعاد التوافق الدراسي‬

‫التوافق الدراسي هو قدرة مركبة تتوقف على بعدين أساسيين هما‪ :‬بعد عقلي وبعد‬
‫اجتماعي‪ ،‬فهو إذن يتوقف على كفاية اإلنتاجية وعالقات إنسانية‪.‬‬

‫البعد العقلي‬

‫هو مدى توافق التلميذ مع الدراسة والنظام السائد فيها‪ ،‬والمناهج الدراسية المقررة‪،‬‬
‫ومدى اعتماده على نفسه دون الغير في توجيه سلوكه‪ ،‬واختيار الخطط الدراسية المالئمة‬
‫له‪ .‬ومن هنا نستخلص أن البعد العقلي يتضمن توافق التلميذ مع كل ما له عالقة بالجانب‬
‫الدراسي‪ ،‬من مواد دراسية‪ ،‬ومقررات ومناهج دراسية‪.‬‬

‫البعد االجتماعي‬

‫فالتوافق الدراسي هو العملي التي يتم بموجبها إقامة عالقات جيدة مع المحيط الدراسي‬
‫من أساتذة وزمالء‪ .‬إذن يتضمن هذا البعد العالقة التي ينبغي أن توطد بين التلميذ والمكونات‬
‫األساسية لمحيطه الدراسي مثل أساتذة وزمالء‪.‬‬

‫النظريات المفسرة للتوافق الدراسي‬

‫االتجاه النفسي السيكولوجي‬

‫يقوم هذا االتجاه أساسا على االهتمام بالجانب السيكولوجي للفرد حيث يرى أصحاب‬
‫هذا االتجاه أن التوافق يتحقق بإشباع حاجات الفرد ودوافعه‪.‬‬

‫وحسب العديد الباحثين فالحياة سلسلة من عمليات التوافق التي يعدل فيها الفرد سلوكه‬
‫في سبيل االستجابة للموقف المركب التي ينتج عن حاجته وقدرته على إشباع هذه الحاجات‪،‬‬
‫ولكي يكون اإلنسان سويا ينبغي أن يكون توافقه مرنا‪.‬‬
‫االتجاه االجتماعي‬

‫يرى أصحاب هذا االتجاه أن التوافق هو عملية اجتماعية‪ ،‬تقوم على مسايرة الفرد‬
‫لمعايير المجتمع ولمواصفات الثقافة‪ ،‬وذلك من خالل قدرته على القيام باستجابات متنوعة‬
‫تالئم المواقف المختلفة‪ ،‬وتشبع رغباته وحاجاته‪.‬‬

‫فالتوافق من الناحية االجتماعية يتمثل في قبول الفرد واستجابته بفعالية‪ ،‬تبعا لسنه‬
‫وجنسه‪ .‬إنه قدرة على إقامة عالقات اجتماعية مع اآلخرين تتسم بالقدرة على الحب والعطاء‬
‫من ناحية‪ ،‬والقدرة على العمل المنتج الفعال الذي يجعل من الفرد شخصا نافعا في محيطه‬
‫االجتماعي من ناحية أخرى‪.‬‬

‫االتجاه النفسي االجتماعي‬

‫يقوم على أساس التفاعل بين االتجاهين السابقين‪ ،‬فالتوافق عملية ذات شقين‪ ،‬فهي‬
‫تتضمن انتساب الفرد إلى المجتمع بطريقة أكثر فعالية‪ ،‬وفي نفس الوقت يقدم المجتمع‬
‫الوسائل لتحقيق الطاقة الكامنة داخل الفرد لإلدراك والشعور والتفكير‪ ،‬مشتملة على التغيير‬
‫الحادث في المجتمع ذاته‪.‬‬

‫فالتوافق إذن فعل تكاملي يتضمن تفاعال متصال بين كل من الشخص والبيئة‪ ،‬وكل‬
‫منهما يؤثر في اآلخر‪ ،‬ويفرض عليه مطالبا‪ ،‬وأحيانا يحقق الشخص توافقا حسنا حين يتقبل‬
‫الظروف التي تفوق قدرته على التغيير‪ ،‬وأحيانا أخرى يتحقق هذا حين ترضخ البيئة ألنواع‬
‫النشاط الشخصي‪.‬‬

‫العوامل المساعدة على التوافق الدراسي‬

‫‪ ‬تهيئة الفرص الالزمة والمتاحة لالستفادة من التعلم بأكبر قدر ممكن‪ ،‬وذلك‬
‫بإعطاء الفرد المتعلم كل ما يحتاجه حسب قدرته ورغباته وميوله‪.‬‬
‫‪ ‬إثارة الدوافع‪ ،‬كالحديث عن التعلم واإلقبال على الدروس‪ ،‬كإثارة الرغبة في‬
‫المعرفة والفهم واالستطالع واالكتشاف‪.‬‬
‫‪ ‬الموازنة بين المقررات والقدرات وبين مستوى التحصيل ومستوى الطموح‪.‬‬
‫‪ ‬إثارة التنافس والتسابق بين األفراد المتعلمين بما يدفعوا الغيرة واالهتمام‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية المهارات اللغوية‪ ،‬التي ال غنى عنها للتعبير‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع التعاون والعمل الجماعي بين المتعلمين في المذاكرة أو مشاريع عملية‬
‫مشتركة‪.‬‬
‫معطيات ميدانية‬

‫المنهج الوصفي‬ ‫المنهج منهج الدراسة‬

‫مجموع المراهقين المتمدرسين بالسنة السادسة‬ ‫المجتمع األصلي للدراسة‬


‫من التعليم االبتدائي‬

‫تتحدد وحدات المعينة في الدراسة الحالية بمجموع المراهقين المجتمع مدرسين بالسنة‬
‫السادسة من التعليم االبتدائي بجماعة مقاطعات أنفا الدوري البيضاء للسنة الدراسية‬
‫‪ 6262/6266‬كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫اإلناث‬ ‫الذكور‬ ‫المدرسة‬


‫‪22‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫أبو حنيفة‬
‫‪24‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪66‬‬ ‫محمد بن عبد هللا‬
‫‪22‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫عبد الواحد المراكشي‬
‫‪22‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫فاطمة الفهرية‬
‫(‪ )622‬تلميذا موزعين‬ ‫يظهر من خالل جدول أن عدد التالميذ في السنة السادسة ابتدائي‬
‫على أربعة مدارس منهم (‪ )17‬ذكور و(‪ )54‬إناث‪.‬‬

‫عينة الدراسة‬

‫تم توزيع (‪ )22‬استمارة‪ ،‬تعبأ من طرف مراهقي هذه المدارس وبعد استقبال الردود‪ ،‬تبين‬
‫أن جميع استمارات كاملة اإلجابة حيث تمثل عينة التالميذ نسبة (‪ )65.22‬من المجتمع‬
‫األصلي الذي يقدر عدد تالميذه (‪ )622‬مراهقا متمدرسا‪.‬‬

‫النسبة‬ ‫العدد في المجتمع‬ ‫النسبة‬ ‫العدد في العينة‬ ‫النوع‬


‫األساسية‬
‫‪48,17%‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪47,82%‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ذكور‬
‫‪51,82%‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪52,17%‬‬ ‫‪24‬‬ ‫إناث‬
‫نسبة المتعرضين للتنمر‬ ‫عدد المتعرضين للتنمر‬ ‫مجموع التالميذ‬ ‫المستوى‬
‫إناث‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬
‫‪75%‬‬ ‫‪90,40‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪66‬‬ ‫السادس‬

‫الغير المتوافقين‬ ‫المتوافقين‬ ‫اإلناث منهم‬ ‫العدد‬ ‫األطفال المتعرضين‬


‫دراسيا‬ ‫دراسيا‬ ‫للتنمر‬
‫‪62‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المستوى السادس‬

‫نالحظ من الجدول (‪ )3‬أن نسب الذكور واإلناث تقترب من نسب وجودهما في المجتمع‬
‫األصلي‪ ،‬مما يدل على تمثيل العينة لهذا المجتمع‪ ،‬ولتوضيح النسب األكثر‪ ،‬يمكن تمثيلها في‬
‫دائرة النسب المئوية الممثلة بالشكل أسفله‪:‬‬

‫من حيث التحصيل الدراسي‪ :‬يبين الجدول التالي خصائص إلفراز عينة‬ ‫‪‬‬
‫الدراسة حسب المعدل المحصل عليه من خالل نتائج الفرض األول‬
‫عدد التالميذ‬ ‫معدل الفرض األول‬
‫‪17‬‬ ‫ما بين ‪ 2‬و‪2‬‬
‫‪9‬‬ ‫ما بين ‪ 2‬و ‪6‬‬
‫‪2‬‬ ‫ما بين ‪ 6‬و ‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫أكثر من ‪8‬‬
‫أداة الدراسة‪ :‬لفحص فرضيات الدراسة‪ ،‬اعتمدنا استبيانا لجميع البيانات عن‬ ‫‪‬‬
‫التنمر والتوافق الدراسي بوصفه إلحدى أدوات المنهج الوظيفي‪ ،‬وإحدى وسائل الحصول‬
‫على المعلومات من المفحوصين ألنفسهم‪ ،‬وتتيح لألفراد التعبير عن آرائهم في موضوع‬
‫البحث‪.‬‬
‫عدد الفقرات‬ ‫‪.....‬‬
‫‪03‬‬ ‫‪ -‬التعرض للتنمر‬
‫‪03‬‬ ‫‪ -‬المنظور ‪ .....‬للتنمر‬
‫‪03‬‬ ‫‪ -‬التركيز في الدراسة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ -‬العالقة مع األساتذة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ -‬العالقة مع األقران‬
‫‪ -‬تشتت االنتباه‬
‫‪ -‬العالقة مع المادة‬
‫‪ -‬العالقة مع الهندام‬

‫خالصة‪ :‬من خالل وضع الجداول السابقة تحت مرآة التحليل الدقيق نخلص أن ظاهرة‬
‫التنمر أصبحت من المفاهيم األساسية في علم النفس االجتماعي‪ ،‬إذ تشكل وظيفة الجسم‬
‫ومظهره جانبا مهما من جوانب الحياة‪ ،‬إذ يصل الفرد إلى هذا العالم ككيان ‪ ...........‬يخضع‬
‫لخصائص النمو وقوانينه العامة‪ ،‬ومع استمرار العملية النهائية وتعقدها‪ ،‬يبدأ الفرد في‬
‫تكوين نظرة نحن نحو ذاته‪ ،‬تتضمن أفكارا واتجاهات ومدركات حولها آخدين بعين االعتبار‬
‫أ ن هذه النظرة للذات أصبحت ترتبط بقضايا التكليف المتعددة‪ ،‬ويعد التوافق الدراسي من‬
‫أهم أنواع التكيف التي ‪ ............‬إنسان العصر الحالي ذلك أن الفرد يجلس أألكثر من‬
‫عشرين سنة في مقاعد الدراسة وألن النجاح الدراسي يعتمد بدرجة كبيرة على مستوى‬
‫هذا التوافق‪.‬‬
‫نخلص من عرض نتائج الدراسة الحالية إلى التناسب االضطراري السلبي بين التنمر‬
‫كظاهرة ‪ ....‬والتوافق الدراسي باعتباره مفتاحا للنجاح الدراسي‪ ،‬مما يتوجب عليه تبني‬
‫استراتيجيات فعالة وبيداغوجيات نشيطة‪ ،‬تحمل المتعلم في قلب العملية التعليمية‬
‫‪................‬‬
‫‪ -‬إن ظاهرة التنمر السلبية ‪ ........‬من نظرات وإيماءات وتعليمات المحيطين بالمراهق‪،‬‬
‫من آباء ومدرسين أوأصدقاء فلنتعامل بحذر في تفاعلنا مع المراهق‪.‬‬
‫‪ -‬إن تغيرات البلوغ التي يعيشها المراهق‪ ،‬هي أمور طبيعية وسيرورة نهائية عادية‪،‬‬
‫وعلينا أن نوصل ذلك إلى المراهق تلميحا وتصريحا‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إجراء جلسات إرشادية لصالح المراهق إلكسابه تقنيات التصدي والتعامل‬
‫اإليجابي مع المتنمرين‪.‬‬
‫‪ -‬إن البيئة المدرسية السليمة هي المنبع الذي يستقي منه التالميذ المراهقين سالمة‬
‫عقولهم وصحتهم الجسمية والنفسية‪ ،‬فعلينا خلق حيز مدرسي يحقق المبتغى‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن اعتبار النتائج المحصل عليها كبداية لدراسات ال تقل أهمية عن التوافق‬
‫الدراسي مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة العالقة بين صورة الجسم والتوافق الدراسي لدى الراسبين‬
‫والمتأخرين بالدراسة‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة التنمر في صفوف التالميذ المتفوقين وتأثير ذلك على رفع درجة‬
‫التنافسية واالجتهاد‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة عالقة التنمر بالعنف المدرسي وأثره في الرفع من درجة حدثه‪.‬‬

You might also like