Professional Documents
Culture Documents
Kotobati - فن التكلُّم
Kotobati - فن التكلُّم
Kotobati - فن التكلُّم
٢٠٢٢
١٢/٥
1
ي أن أ ُ ّ
نوه على أمر مهم ، قبل البدء في قراءة هذا الكتاب ،عل ّ
أال و هو ..
األساليب المذكورة في الكتاب ،ليست كُ َّل األساليب التي في
المجتمع ،و لكنَّها األكثر انتشاراً ..
و القصص المذكورة في الكتاب ،من تلقاء خيالي الواسع ّ ،إال
الموقف الذي حصل معي ،و الذي يكون في نهاية الكتاب .
و اآلن ،قراءة ُممتعة
2
قوي
ّ إنَّ لسانُك سال ٌ
ح
و استخدامه بطريقة صحيحة فن عليك بإتقانه .
3
فنُّ التكلُّم
مقدمة
بسم هللا الرحمن الرحيم ..
( بال ُمناسبة ،هذا ّأول كتاب من تأليفي )
نتكلَّم في هذا الكتاب عن أساليب سلبية و إيجابية في التكلُّم
سنتعرف على األساليب السلبية لكي نبتعد عنها أوالً
4
و كما قال مصطفى محمود رحمه هللا :
العقل أمير على الجسد إذا لجأت إليه و استنهضته و سلَّمته
الزمام ،أما إذا أهملته و أغفلته و لم تسمع لمشورته فأنت بهيمة
و جسدك هو الذي يقودك و غرائزك هي التي تحكمك .
5
فنُّ التكلُّم
6
و بسبب سوء معاملته مع هذا الطفل و اآلخرين ،اضطر الطفل
على أن يشتكي ألبي ِه ( كل ما حصل معه من معاملة سيئة من
علي ) ،حتّى أن جا َء األب و كلَّم علي ..
األب :ما بكَ يا أستاذ علي ،لما هذه ال ُمعاملة السيئة مع ابني ؟
علي :هذه هي طبيعةُ العمل ،و هذه هي الحياة أيضا ً ،كُلَّها
مصاعب و يجب على اإلنسان بتحمل هذه المصاعب ،و إذا كان
ابنُك ال يُريد العمل هُنا فليعمل في البيت !
األب :و لما ال ،طبيعة ُمعاملتك مع اآلخرين هي نتاج ما
اكتسبته في صغرك ،و لم أقبل أن يكتسب ابني هذه ال ُمعاملة
الرديئة و العادات السيئة ،لذلك أن
يعمل في البيت ويكتسب ال ُمعاملة الحُسنة ،خيراً من أن يعمل
عندك و يكتسب األلفاظ وال ُمعامالت و العادات السيئة ..
ذهب ،و كأنَّه صعق علي بكالمه )
َ ( فأخذَ ابنه و
بالتفكير في كالمه ليالً و نهاراً
ِ لدرجة أنَّ ثار غضب علي ،و بدأ
..
صة ،أن المعاملة تكتسبها بصغرك من ' نستنتج من هذه الق َّ
المجتمع و من الناس الذين من حولك ،و لكن التفكير بعقالنيَّة
عن هذه التصرفات ( ال يأتي) ّإال بعد ال ُمخالطة مع من هم
رافضين ( لهذه التصرفات ) ' .
7
فنُّ التكلُّم
عليك أن تعلم أنَّ ردُّك هو نتاج لتفكيرك ،أي أنَّ الرد الذي ستردُّه
على الكالم المو ّجهُ لك ،يرتبط بتفكيرك الَّذي أنت عليه اآلن ..
فمن كان تفكيره سلبي في كل األوقات ،ستكون الردود إ ّما عن
عصبيَّة أو بتكثير كالم ِه عن أشياء ال داعية لها عن الكالم ا َّلذي
شخص ما بشكل كبير !
ٍ بكالم
ِ توجًّه إليه ،و منهم من يتأثر
فيكون ردَّهم ليس بالكالم فقط ،بل إ َّما بالبكاء أو حتى بالضرب ،
و لكن بعضهم من ال يتح َّمل هذا الشيء و يؤثر على عقلهم و
تفكيرهم بشكل كبير ( فيقتلوا ذلك الشخص ،الذي أسا َء لهم (
بالكالم ) ) ..
هذه حقيقة ( مع األسف ) و ذلك الشخص يكون ضعيفا ً أمام
المواجهة بالكالم ،فحتما ً تكون النتيجة سلبية عند التفكير بشكل
سلبي ..
منهم من يرد الكالم بالكالم ولكنه ال يُف ّكِر إطالقا ً بالر ِدّ على
اإلساءة ..
على سبيل المثال :هنالك من انتقد عمل شخص ( بشكل بنَّاء )
دون اإلساءة للشخص ذاته ،و لكن ردَّ هذا الشخص بطريقة سيئة
حيث أنَّ هذا الرد شمل الشتيمة لذلك الَّذي
ُ و من دون تفكير ،
ت مرتفع و عصبية و و إلخ من التصرفات انتقده ( و بصو ٍ
السلبية ) .
هذه األنواع من الناس ال يملكون أو ال يفقهون فن الرد ..
عليك أن تعلم كيف ترد الكالم على وزن الكالم الموجَّه لك .
8
عليكَ أن تُف ّكِر بكالم ِه قبل أن تُف ّكِر بردِّك عليه .
عليك أن يكون ردُّك ( قليل الكالم ) و في مكانه الصحيح .
عليك بضبط النفس و أن تسمع من دون المقاطعة مهما كان األمر
..
بل التزم الصمت و ابتسم و هو غاضب و يُسيء لك بالكالم ،فإذا
كان هذا الشخص أكبر منك سنّا ً فالتزام الصمت ذلك ألمرين ..
ثانيا ً :سيكون استفزازاً بالنسب ِة له . ، أوالً :سيكون احتراما ً
9
10
األول :
الباب َّ
األساليب السلبيّة يف التكلُّم .
11
فنُّ التكلُّم
أسلوب سلبي ،يقوم الشخص ِبفعله على حجّة توصيل الفكرة أو
ترسيخها..
و أيضا ً يُف ّكر بأن كثرة الكالم هي الوسيلة الصحيحة للتفاهم مع
األشخاص
•••
إن كانت لديهم أيَّة عمل ُمشترك بينهم وبين أشخاص مثلهم ،ترى
أنَّهم يتكلمون أكثر مما يعملون ..
12
ألن ِبمجرد أن تفتح موضوع عادي ،تراهم يتكلمون عن أشياء ال
عالقة لها بموضوعك
_ حا ِول أن ت ُ ّ
درب نفسك على االستماع لكي تبعد عن كثرة الكالم
.
عليك أن تتذكر بأن أسلوبك في الكالم يُحدِّد قيمتُك بين الناس ،و
قوة شخصيتك . أيضا ً َّ
فحاول قدر اإلمكان أن تُقلّل كال ُمك ،و إال سيتوجّب عليك أن
تُقلّل من شأنُك لآلخرين .
13
التهرب من موضوع إلى آخر :
ُّ
14
( إذا كنت تريد التخلُّص من المشاكل ،فعليك بمواجهتها ) .
و ليس هذا فقط ،بل تكرار هذا الفعل عموما ً و مع المشاكل
خصوصا ً ،قد تتراكم الحقد و الضغينة في طيَّات الفرد ،فسترى
الشخص الذي كنت تتهرب من المشاكل التي كانت تحصل بينكم
،سوف تتالشى قيمتُك و مكانتُك عنده رويداً رويداً .
ي شيء ،و ف ّكِر بنتيجة أفعالك ولذلك عليك بالتفكير قبل فعل أ َّ
نتيجة كالمك و أيضا ً أسلوبك في الحديث .
•••
الهروب من موضوع ما إلى موضوع آخر ( هذا يعني ضعف
شخصيَّة ) و القوة تكمن عند مواجهتك ألي شيء بشكل عقالني
..
فأنت الذي مسؤول عن أفعالك و ليس العكس ،بصرف النظر
عن أي فعل ،حتَّى ولو كان يتوجَّب عليك فعله ألجل شيء ُمعيَّن
،عليك بالتفكير بالنتيجة دائما ً
•••
قصة قصيرة لزوجين :
كان يحبّان بعضهما كثيراً ،و كأي شخصين لديهم إيجابيات و
سلبيات ( في تفكيرهم أو في سلوكهم ) ..
السلبية عند المرأة كانت :التهرب من المواضيع .
و عند الرجل كانت :عدم القدرة على ضبط النفس .
يوم من األيام حصل جدال بينهما ( أي ُمشكلة ) ..
هذا يُناقش بعصبية لحل المشكلة و هذه تتهرب من المشكلة و
تغلقها .
15
و بعد عدة مشاكل بينهما ( أي في ظرف سنوات قليلة ) و هذه
المشاكل تنتهي بأساليب سلبية من الشخصين ،أتى يوم و انتهى
الجدال بالطالق .
فهذه األساليب لقد جعلت الحقد داخل الشخصين ،فالعصبي ال
يُحبُّ هذا السلوك و هي أيضا ً ال تحب سلوكه في النقاش ،و هذا
من أسباب عدم التفاهم بينهم .و مثل هذه القصص منتشرة كثيراً
..
16
العصبية :
17
كال الشخصيتين يتصفون بنفس السلوك السلبي ،و قد يُف ّكِر
البعض ( أن أكون كالشخصية األولى خيراً من أن أكون
كالشخصية الثانية ) و لكن عليك أن تُف ّكِر بكيفية التخلُّص من هذه
الشخصية ..
ضل سلبية على أُخرى ، ال تكون كمن يُقارن بين سلبيتين و يف ِ ّ
ضل كذبة على كذبة مثالً ،حاول عندما تستيقظ من النوم كمن يُف ِ ّ
أن تُغ ّسِل وجهك بماء بارد ،و من ثم النظر إلى المرآة ُمبتسما ً،
و ردِّد هذا القول :
( اليوم سأكون بأفضل حال ،و ال شيء سيُع ّكِر مزاجي )
ألن عقلُك سوف يتأثَّر بهذا الكالم ..
صدِّق ،سوف ترى نفسك بأفضل حال طوال هذا اليوم .
و أيضا ً حاول أن تُن ّ
ظم وقتا ً للنوم ،وقتا ً ُمب ّكراً ،و حاول ّأال تُف ّكر
عود نفسك على التفاؤل و أيضا ً بأفكار سلبيّة في وقت النوم ،بل ّ
على ذكر هللا ،اذكر هللا و اقرأ بعض اآليات ..
18
الشتائم :
19
الشخص الذي يشتم دائما ً ترى نسبة الغباء و الجهل عنده عالية ،
لذلك ال يمكن إلنسان سوي و طبيعي و عاقل أن يُناقش هذا
الشخص .
استحالة الفوز على شخص غبي أو جاهل في أي نقاش .
أحد العلماء يقول :إن الرسالة التي تصلك و تعلم إن فيها شتيمة
لك ،حاول ّأال تقرأها .
و دراسة في بريطانية مثيرة تقول :أن الشتائم تُريّح اإلنسان و
تزيد قوته و وجدوا خالله بأنَّ الشتائم يمكن أن يكون له تأثير على
تخفيف األلم ..
• الراحة التي تأتي بعد الشتائم ،راحة مؤقتة !
القوة ناتجة عن عدوانية من داخل جسم اإلنسان ،و لكن
و هذه ّ
تخيّل معي إذا كان الشخص الذي أمامك ابتسم و أنت تشتمه !
ما موقفك من هذا !؟
هل لك أن تتخيل من األساس ؟
20
قوة بل ضعف ؛ ألنك من فإرضاء العدوانية التي بداخلك ليست ّ
خالل ذلك تثبت ضعف االرادة عندك امام هذه النوازع ..
دعونا دائما ً ،إطفاء نار الشر بماء الخير .
21
البكاء :
22
و كن على يقين َّ
بأن هذا العالم ليس كما تراه بمنظورك ،و لكن
مع األسف ك ٌّل منّا يُف ّكر بالذي حوله على ما هو عليه .
و على المرء أن يتعلّم كيف أن يتجاهل مثلما يتعلّق ،يتعلّم الهدوء
مثلما يخلق الجو الصاخب ،يتعلّم التفكير العميق مثلما يخضع
لردود فعله التلقائية ،يتعلّم كيف يضبط عقله و يستخدمه مثلما
يُسلّم للعاطفة و يخضع لشهواته .
*٢عند سماع خبر ُمحزن :ال بد من أنَّ األغلبية عند سماع خبر
ُمحزن يتّجهون إلى البُكاء ( و هذا الشيء طبيعي ) .
على سبيل المثال :خبر وفاة ،خيانة ..إلخ
منهم من يمسك نفسه أو يضبط عاطفته لكي يُف ّكر قليالً و من ثم
يبكي بينه و بين نفسه ،و هذا ليس ألنه ال يُريد أن يُبيّن للناس أنّه
يبكي أو أنه يفعل ذلك لعدم ثقته بنفسه و يُف ّكر بأنَّ البُكاء علنا ً
شيء ُمعيب ،ولكن لنظرة المجتمع الساذجة ،لذلك عُمرها البُكاء
لم تكن ضعف على العكس تماما ً ،ولكن حاول قدر اإلمكان أن
تأخذها على مبدأ بينك و بين نفسك .
و منهم من ليس بإمكانه على مسك نفسه أو ضبط العاطفة ،فيبدأ
بالبكاء فور سماعه للخبر ،و هذه ليست مشكلة و لكن المشكلة
الوحيدة هي أنّهم ال يُف ّكرون بعقالنية !
كيف ؟
يمرون بها ،تراهم يتأثرون بغيرهم أكثر م ّما
بكل الحوادث الذي ّ
يتأثرون بنفسهم ،و هم على هذا المبدأ ( أكثر ناس عرضةً
لالستغالل ) !
لذلك هذا الشيء غلط ( نوعا ً ما ) !
23
ي و لكن حاول أن تتزن بين عقلك و ال أقول لك ّ
بأال تكون عاطف ّ
عاطفتك .
حاول أن ت ُفكر ،و لكن بعقلك ..
24
المقاطعة أثناء الكالم :
أسلوب سلبي جداً ،و مع ذلك منتشر بكثرة ،و ما يستخدم هذا
األسلوب هو بذاته يكره هذا األسلوب ،و لكنه ُمتناقض .
ترى و أنت تتكلّم موضوع هام و ضروري و منسجم و أنت بدأت
تستلذ بنص الموضوع ،فجأة يأتي أبو الشباب و يُقاطع
موضوعك ،و تخيّل لو أنّه سألكَ سؤال غبي ( بعدما قاطع
موضوعك ،و قال لك :بال مقطوع عن حديثك ...الخ) .
ما شعورك ؟
و منهم من يُر ّكز في آخر كلمة تقولها ليسألك عنها أو يفتح
صا ً بها.
موضوعا ً خا ّ
على سبيل المثال :
_ صدقا ً ،ال أدري ماذا أقول لك ،ولكن عندما كنتُ في الحديقة
..
= على سيرة الحديقة ،هل تعلم إنني منذُ قليل كنتُ في الحديقة ،
ختيار
ٌ و صارت مشكلة كبيرة ،و كان هناك شابٌّ يلحق بفتاة ،و
يلحق بختيارة و و و الخ*
_ أها ،حسنا ً ،أين كُنا ؟
= ال أدري ،لم أتذكر ..
ستفزة ،و يرتبط نوعا ً ما بأسلوب (
هذا النوع من األنواع ال ُم ّ
كثرة الكالم ) ،و أيضا ً يرتبط بأسلوب ( العصبية ) أي أنَّ
المنفعلين و العصبييّن أيضا ً يُقاطعون الكالم ،أي هناك رابط
التهور ) .
ّ مشترك بين هذه األساليب من حيث (
25
أسلوب سلبي ،عليك باالبتعاد عنه ألنه يدني من قيمتك و أيضا ً
يشعر من تُقاطع حديثه بتدنّي قيمته ،التزم الصمت و اسمع كل
ما يقوله حتى يأتي دورك لتتكلّم ،أي أن تكون ُمستمعا ً جيّداً
خيراً لك من أن تكون متكلِّما ً سيّئا ً .
و أيضا ً يوجد ذلك الذي يتد ّخل في ما ال يعنيه بشكل غير ُمباشر
..
بمواضيع
ٍ بعضهما
على سبيل المثال :هُنالك شخصين تناقشا بين ِ
ط األخ الذي كان يسمع النقاش ، و قد حدث خالف بينهما ،ثم ن َّ
شعر و كأنه ح َّل الخالف ،
َ ليتد ّخل بينهم و يقاطع حديثهم ،و قد
أو بيّن لهم كم هو اجتماعي ..
و لكن الطريقة أو األسلوب غلط !
عندما ترى اثنان قد تشاجرا أو حصل بينهما خالف على
موضوع معيّن ،و كنت تعلم ما هو الخالف و ما هو الح ُّل أيضا ً
يحق لك أن تنط و تقطع الحديث و ُّ ( ،تذ ّكر أنّك طرف ثالث ) ال
تذل من كان على خطأ و ترفع من شأنه من كان على صواب ،و
حالل المشاكل و و الخ*بعدها تتمختر بمشيتك و كأنك أنت ّ
أي حتى ولو كان كال ُمك ذو قيمة ،عليك بالصبر و االستماع ،و
ال تتد ّخل إال بحالتين )١ ،عندما يطلبُ منك أحدهم )٢ ،عندما
ينتهي حديثهم ،هُنا تأتي و تطلب منهم ( إن كنت فضوليّا ً ) لكي
تح ُّل هذا الخالف و بطريقة ّأال تذل من كان خاطئا ً و أيضا ً ال
ترفع من شأن الذي كان على صواب ،و ذلك ألمرين ،األول :
ّأال يشعر الطرف األول بعدم الثقة بالنفس أو بتدنّي قيمته ،واألمر
الثاني :لكي ال يشعر الطرف اآلخر بثقة عالية و هذه الثقة غالبا ً
ما ستتحول إلى تكبُّر .
•••
26
ُمقاطعة الكالم بشك ٍل عام أسلوب سلبي و غلط بكل أنواعه ،مع
أنَّ هُنالك دراسات تقول أنَّ هذا الشيء ناتج عن مرض أو حدث
معين قد صار مع الشخص الذي يُقاطع في طفولت ِه ،أو عدم
اختالطه بالناس و اختالطه بمن هم مثله دائما ً ،لذلك ال يشعر
أيضا ً أنَّ ما يفعله أسلوب سلبي ،و منهم من قال أنَّ الحل أن
يُقاطع و لكن بطريقة سلسة أو أن تقطع الحديث بشكل ال تكون
ظا ً ،أنا أرى أنَّ هذا الشي غلط ،ألنه مهما كان أعتبر مقاطعة ف ّ
الحديث من أكثر األساليب سلبيّا ً ،و أيضا ً ال يوجد هناك من
يقطع بطريقة سلسة أو ( بطريقة كيوت ) ألنّك بمجرد أن تقطع
الكالم سوف تقطع سلسلة أفكار الشخص الذي تقطع كالمه و هذا
ما سيجعلك ف ّ
ظا ً ،أنا أرى أنَّ الح ُّل األمثل هو االبتعاد قدر
االمكان عن هذا األسلوب السلبي ،و التعويد على التفكير العميق
و الصمت
و االستماع بشكل جيّد و إن كان هنالك من يتكلم في موضوع
ويسألك أكثر من سؤال ،فال بأس أن تكتب األسئلة على ورقة ،
لكي ال تغفل عن شيء .
لذلك ال أرى أبداً حل ثاني ،و ال أؤيد فكرة مقاطعة الكالم بتاتا ً
مهما كان األمر ،و أرى أيضا ً على اإلنسان لو كانت له رغبة
في المقاطعة فليصبر قليالً و يمسك نفسه ،ليس األصح أن نُسلّم
دائما ً لرغباتنا ،بل و علينا أن نُسلّم لعقلنا أكثر من رغباتنا ..
تعرضت لكالم ُمسيء أثناء الحديث ،اصبر و لذلك حتّى ولو ّ
بمجرد أن تقطع كالمه و كان
ّ ّ
استمع آلخر ما سيقوله ،ألنك و
الحق معك سيقلب الحق عليك ،لذلك و في هذا األثناء إن صمدتَ
و صبرت و سمعت بشكل جيّد كل كالمه ،فأنت تتمتّع ّ
بقوة هائلة
و تجعل من يشتمك أو يهينك بالكالم ضعيفا ًجدّاً ،و ربّما يتشتت
ّ
في نهاية الحديث ..
فقط ابتسم ،و انظر بعينيه ،و ركز بكالمه ،و دعه يبدأ و ينهي
كيف يشاء و متى ما يشاء .
27
28
عدم القدرة على ضبط النفس :
29
بشكل عقالني ) و لكن عندما يُسلّم هذه األمور للشهوة سيخسر
دائما ً ..
و إن كان اإلنسان يحكم بعقله و يضبط ما بداخل ِه سيتح ّكم بأفكاره
،و لكنّه إذا خضع للشهوة ستتحكم به أفكارهُ السلبيّة ،لدرجة أنّه
سوف يؤمن بأن التفكير بشكل إيجابي ليس ّإال وهم و من يف ّكر
بشكل إيجابي فهو شخص ساذج بعينه .
إما أن تعبد الشهوة التي في داخلك ،أو ت ُسلم األمور للعقل
لتولي مثل هذه األمور .
حاول أن تُف ّكِر بشكل إيجابي ،و أيضا ً أن تضع حلول ألي ُمشكلة
تمر بها ،و ال توهم نفسك بنفسك باألفكار السلبية و التوقعات
ُّ
الغير منطقيّة !
•••
منهم من تراهُ غير قادر على ضبط انفعاالته و يتّجه غالبا ً للبكاء
عرض ِه لموقف سيء أو حتّى كال ٌم ُمسيء ،و هذا أيضا ً عند ت ُّ
ً
ضعيف جدا أمام المواجهة في الكالم و ألي موقف يسبب له ّ
األذى ،و هذا الشيء طبيعي عند الكثير ألنّ اإلنسان عندما يُفطر
يضر نملة ،و ُّ على حب اآلخرين و عدم اإليذاء سوف تراهُ ال
يمر بأكثر من موقف و يُسيئون له ،هنا إن لم يتحكم لكن عندما ُّ
بانفعاالته فهذا الشي سيتحول إلى أمراض في المستقبل ،و قد
يُصيب باالكتئاب و يستحوذ عليه السأم ،و ليس بعيداً أبداً أن
يعتزل العالم بشكل كامل ،فهذا أسلوب سلبي رغم أنَّ النيّة ليست
القوة ال تكمن ّإال بمواجهة
سلبيّة و ليست عُدوانيّة ،و لكن ّ
الصعوبات بعقالنية .
ر ّكز على كلمة بعقالنية .
فحاول قدر اإلمكان في هذا األثناء أن تُقلّل من انفعاالتك (
بانشغالك بالتفكير ) أو بأشياء ثانية عند التعرض لمثل هذه
30
المواقف ،و ف ّكر بالنتيجة قبل أن تُف ّكر بأي سبيل يجعل منك
منفعالً و غير قادر على ضبط االنفعال الذي تسبّبت به حضرتك
..
لماذا ؟
ألن التفكير بشكل سلبي كما قلنا ،يجعل منك شخصا ً سلبيّا ً ،فهذا
تعودت على عدم مقدرتك لضبط طبيعي جداً إذا رأيت نفسك قد ّ
االنفعال ..
تعودت على شيء ستقدر أن تتعود على
و لكن ال بأس مثلما ّ
عكسه !
و أخيراً و ليس آخراً ؛ كُن على يقين أنَّ االنفعال الزائد ليس ّإال
إظهار ضعف شخصيتك أمام هذه المواقف أو أمام الشخص الّذي
أساء لك .
و كما قُلنا سابقا ً ،قوتك تكمن في ضبطك النفعاالتك بشكل
عقالني .
31
حافظ على صالتك ،لكي تضبط انفعاالتك .
32
عدم التفكير بكالم الشخص ال ُمسيء :
33
رومنسية ،و أيضا ً ( إن ) ردَّ عليك ،سيردُّ عليك بقدر قليل من
الكالم و ببرودة أعصاب ( و كأنَّ شيء لم يكن ) .
تخيّلت ؟
أخبرني !
كيف سيكون شعورك في هذا األثناء ؟
أال تشعر بأنَّ كال ُمك هذا و انفعالك الزائد ليس لهُ نتيجة ؟
أال تتيقّن أنَّ كِثرة ُ الكالم و العصبية ما هما ّإال أساليب سلبيّة !؟
أال تتعلم من هذا الخطأ ؟
و الكثير من األسئلة ال ُمتشابهة ...
و هُنالك قاعدة :إ ّما أن تُف ّكر بكالمه قبل أن تُف ّكر بردّك عليه ،أو
تتجاهل كالمه و كأن شيء لم يكن .
و لكن ..
أمر أصعب بكثير من المواجهة ،التجاهل عند الكثير من الناس ٌ ،
و ليس هذا فقط ،بل اإلنسان يمتلك مشاعر ،و من الصعب أن
يتح ّكم بها أو يتجاهل ما يؤذيها من حين آلخر ؛ سوف تتراكم هذه
صة ) و هو يتجاهل فيها هذه
األحداث داخل اإلنسان ( كغ ّ
يتعرض له ،و التراكمات قد تجعل من اإلنسان
المواقف الذي ّ
قاسيا ً رغم طيب ِة قلبه .
34
عدم تفكيره بكالمه :
35
إلثبات صحة كالمك ،أو اعترف إنّك تأتي بكالم فارغ تؤمن به
أنت و تشاركه ..
ي:
و في هذا الوقت الذي سأصفعه بكالمي ،سيرد عل ّ
أو :و هل أنت لديك دليل على أخطاء إ ّما :و أنت ما شأنك ؟
أقوالي ؟
أو :ما أقوله إن لم يؤمن به عقلك فال تسمع من األساس .
فسأُج ّهز نفسي لكل هذه األقوال في ذلك الوقت و سأج ّهز كل
أقوالي بالرد عليه ،لكي ال أغفل عن شيء ..
و لكن في الحقيقة ( و إن حدث هذا األمر ) سوف يغفل عن كثير
ما ف ّكر فيه ،ألن بكل بساطة كل شيء بمشيئة هللا ّ
عز و جل ،و
إن حدث هذا الجدال فلم يحدث كما يتوقّعه ،و إن حدث ذلك أيضا ً
فلم يأتي ذلك الشخص بالكالم أو بالردود الذي تنبأ بها ..
هذا غير بأنّه سوف يكون ضعيف جدّاً في مواجهته لهذا الشخص
،ألنَّ الرغبة في الحديث أو الجدال تتالشى مع تفكيره البعيد .
ال أحد يعلم بما سيحدث له في الساعة القادمة ،فكيف للمرء أن
يتخيّل التفاصيل الدقيقة التي ستحصل له بعد مدّة هو ال يعرف
متى هذه ال ُمدّة ؟
و هذا شرح أو مثال لمن يُف ّكر بشي ربما سيحصل بعد مدّة و
احتمال كبير ال يحدث ما ف ّكر فيه ،و ليس بالّذي يُف ّكر أثناء الفعل
.
فأثناء الكالم ،يجب أن تف ّكر بكالمه ،و أيضا ً تُف ّكر في ردّك عليه
،أي باختصار ف ّكر بنتيجة كالمك .
36
على المرء أن يعلم أن هنالك ما ُيسمى بالردود التلقائية
( الردود الفعل الطبيعية )
لذلك عندما أقول :فكر في كالمك قبل الرد ..
هذا يعني ،فكر في ما يكون على رأس لسانك ،
فاحتمال كبير أن يخطأ لسانك و يأتي بعكس ما يُريدهُ عقلك ،
و ليس األغرب من هذا كله أن يكون الرد التلقائي خاضعا ً
للنوازع العدوانية .
لذا فكر قبل الفعل ،لكي ال تندم بعد الفعل .
37
االرتباك أثناء الكالم :
38
سياق واحد و ليس مختلف ،أي ترا ُه يتكلّم مع ُمهندس كما يتك ّلم
مع صاحبه الّذي علّمه كيف يصطاد الطيور بالحجر ،و هذه فئة
من يجرؤ على الكالم ،هنالك من ال يتجرأ على الكالم حتّى ،أي
يُف ّكر بينه و بين نفسه أنَّ الفرق بيني وبين هذا كبير و ال أعلم
كيف أُكلّمه أو ما هي الطريقة األنسب بالتكلّم معه ،و ما شابه من
هذه األسئلة النابعة عن القلق
و هذا ما ينتج االرتباك أثناء الكالم ،و الذي يعود سببه الرئيسي
لعدم االختالط بالناس .
قد يرتبط هذا الشيء بما نحن عليه اليوم من تطور تكنولوجي و
تفضيل العالم االفتراضي و ال سيما مواقع التواصل االجتماعي ..
و انتشر في هذا العصر الكثير من الناس الذين يُعانون من هذه
المشكلة ،أال وهي االرتباك أثناء الكالم ،و يعود سبب ذلك إلى
التعلّق الكبير بمواقع التواصل االجتماعي ،و زيادة الميل باتباع
العالم االفتراضي و االبتعاد عن العالم الواقعي ،لذلك عندما
يتعرض أحدهم للكالم على أرض الواقع ،تراهُ يرتبك و ال يعلم
كيف يتكلّم و أيضا ً يتلعثم نتيجة اتباعه الكتابة وراء الشاشة ،و
هو نفسه قد يقول لنفسه :ويحك و لما االرتباك و القلق في
خوض حديث طبيعي كهذا ،هل أخوض حديث أم أخوض
معركة ؟
قد تراه يُكلّمك من وراء الشاشة بطريقة رائعة و سلسة و خياليّة ،
و يجعلك تتمنّى أن تُقابله وجها ً لوجه ،و عند ال ُمقابلة تتفاجأ بأنّه
عكس ما كنت تتخيّله ،و يدور ذلك السؤال في ذهنك :من ذا
الّذي اخترق دماغ هذا الصبي ؟
و ترى نفسك أنت الذي ال تُجيد الكالم من وراء الشاشة ،
اجتماعي أكثر منه!
39
و الكثير من الناس من ال يُجيدون الحديث مع اآلخرين و
يتعرضون لمثل هذه المواقف ،و هنالك عدة أسباب و حاليا ً أهم
سبب هو تفضيل العالم االفتراضي على الواقعي .
و أيضا ً الحلول لهذه ال ُمشكلة كثيرة ،منها :
' أن تتكلم بمواضيع مع أفراد عائلتك ،لم تتكلّم عنها سابقا ً ( دينية
،قصص ،عن العلم ..الخ) .
' أن تتكلم و أنت ت ُ ّ
حرك يدك ( أي تصف ما تقوله بإماءات اليد )
و ذلك ألمران ،األول :توصيل الفكرة بوضوح ،و الثاني :لكي
ال تُخطئ أو ال تغفل عن شيء ،و لكن ال تفرط باستخدامك لهذا
األسلوب .
' التنفس ببطء و أن تتكلّم ّ
مرات أمام المرآة كنوع من التدريب (
و لكن ال تُطيل الكالم مع نفسك أمام المرآة ) .
' أن تُقلّل من استخدامك لمواقع التواصل االجتماعي ،و تتفرغ
إ ّما لقراءة الكتب أو ألي شيء ،و حاول أن تضبط وقت معيّن
للهاتف بشكل عام .
' و أخيراً و ليس آخراً ،أن تتخالط مع الناس بشكل تدريجي ،و
ليس الغريب أن تفشل في البداية ،و لكن الغريب هو إذا فشلت و
تأثرت بشكل سلبي و توقّفت عن العمل بسبب هذا الفشل ،ألنَّ
هذا الفشل ما هي ّإال ضربة تريد منك أن تنتبه منها في المرات
القادمة .
40
النظر إلى األرض أثناء الكالم :
41
في أغلب األحيان ،ال يعطي أهميّة للحديث أو لمن يُكلّمه ،و ذلك
ما يؤثر على دوره في الحديث ،و قد يبيّن هذا األمر عند يأتي
دوره في التكلّم .
ارتباطه بالخجل :
_ أيوجد فرق بين الحياء و الخجل ؟
_ نعم يوجد !
فالخجل صفة ُمكتسبة منذُ الصغر ،و هي ترتبط ( بعدم تجربتك
للشيء الذي تريد أن تجربه ) و لكن تشعر بشيء بداخلك يمنعك
من التجربة و هذا الشعور هو الخجل ،و الخجل صفة سلبيّة
نوعا ً ما و ترتبط بالضعف !
مثال :لم تتم ّكن أن تسأل ُمعلّمك أسئلة حول الدرس .
أ ّما الحياء فهي صفّة جيّدة جدّاً ،و ترتبط بالماهيّة الخا ّ
صة للفرد
و هي من أعظم النعم التي يجود بها هللا تعالى على من يشاء من
عباده ،و كما قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلّم :الحياء ال
يأتي إال بخير .أخرجاه في الصحيحين .
42
أمركَ ،فال بد من أنّه يتك ّلم
ي ِ و إذا كان ال ُمتكلّم هو أبيك أو ول ُّ
لمصلحتك ،دعه يتكلّم ما يشاء ،و ال تُعارضه ،و هنا إذا نظرت
إلى األسفل فسيكون احتراما ً لوالدك .
صدّق أو ال تُصدّق ،فاأليام ستثبت لك ما كان يقوله أباك .
و ما أُريده منك هو أن تنظر ولكن من دون التركيز في النظر ،و
ال في شفَّتيه كيف تتحرك ،إنما ر ّكز بسمعك على كالمه ،وال
تُف ّكر سوى بكالمه ،و لكن مع األسف هناك من يتشتت عندما
ينظر إلى العين مباشرة ،و هذا سببه ال يكمن إال بتركيزه في
عين ال ُمتكلّم و عدم تركيزه في كالمه ،لذا على اإلنسان أن يعلم
كيف يعطي كل حاجة حقّها ،و أن يعدل بين ما يفعله ..
وليس هذا فقط !
ُفرق بين الصواب والخطأ و ّأال يُقارن بين
بل و عليه أن ي ّ
األخطاء ،مهما كان
و يعلم جيّداً أنَّ التركيز في شيء معين أي إلغاء كُل المشتتات
الذي حول هذا الشيء ..
لنعود إلى موضوعنا !
مع األصدقاء أو الزمالء أو أيّا ً كان و حتّى ولو كان الحديث غير
مهم بالنسبة لك ،إيّاك و النظر لألسفل ،سيبدو هذا للطرف
اآلخر كم أنَّ كالمه غير مهم ،و ليس غريبا ً أن تقل مكانتك بين
من حولك من أصدقاء أو زمالء ...الخ .
فإ ّما أن تتكلم بوضوح و أن تنظر إلى العين مباشرة و تكون واثقا ً
من كالمك ،أو تتكلم بشكل همجي و بصوت منخفض و بشكل
غير الئق لك !
لذا إن كُنت تفعل هذا ،أنصحك بابتعادك عنه .
43
التكلم بصوت عالي أو بصوت منخفض :
هذا األسلوب قد يرتبط باألساليب الذي قبله ،فهو أسلوب سلبي ،
ت عا ٍل جدّاً أو التكلّم بصوت
يقوم به الشخص إما بالتكلّم بصو ٍ
منخفض ال يسمع كالمه سواه ،قد يرتبط هذا الشيء بعدم ثقته
بنفسه و غالبا ً ما يكون الشخص الّذي يتكلّم بصوت منخفض
خجوالً ..
خير له من أن يتكلّم بصوت
و لكن إن تكلّم بصوت منخفض ٌ
مرتفع !
لماذا ؟
دعني أوضّح لك ..
الذي يتكلّم بصوت مرتفع جدّاً ،شخصية متكبّرة نوعا ً ما ،قد
يرى أنَّ التكلّم بصوت مرتفع يصل المعلومة بشكل أحسن و
أسلس و أسهل لمن يكلّمه ،و لكن هذا ما يأخذون عنه طابعا ً سلبيّا ً
( قد تظهر بشكل إيماءات على تعابير وجههم ) ،و هذا ألنّه ال
يشعر بما يشعر الشخص الّذي يُكلّمه ،و لو شعر بهذا الشعور لما
كان فعل ذلك من األساس ،بل و سيندم على ما فعله ..
إن كنت من األشخاص الذين يتكلّمون بصوت مرتفع جدّاً ،أو
ي شيء ف ّكر في تعرف أشخاصا ً كذلك ؛ صديقي ،قبل أن تفعل أ َّ
نتيجة هذا الفعل ،و عموما ً في مواضيع النقاش ،و عندما تبدأ
بالتكلّم كن أنت المستمع قبل أن تكون المتحدّث ،أي يعني عندما
تتحدث في موضوع ضع نفسك في مكان الشخص الذي تكلّمه ،
و ف ّكر !
أهذا األسلوب جيّد في الكالم ؟
أهذا الكالم الذي أوجههُ لهذا الشخص مناسب ؟
44
هل صوتي جشع ؟
هل تعابير وجهه تُعبّر عن احترامه لموضوعي ؟
أو إذا لم تخطر على بالك هذه األسئلة فال بأس أن تسأل أصدقائك
،ما هي األساليب السلبيّة عندي في التكلّم ،أو بشكل عام ،و
المقربين ..
ّ عندما تسأل اسأل أقرب
عود نفسك على الكالم بشكل طبيعي ،حتّى ولو حدث
تعود أن ت ُ ّ
ّ
ً
موقف تكون مضطرا أن تتكلم بصوت مرتفع ،حاول أن تتحكم
في أعصابك في هذا الوقت.
الكالم ال يفقد معناه ،إال بالتعبير عنه بصوت مرتفع .
أما الكالم بصوت منخفض و هذا ما يكون منتشر كثيراً عند
الفتيات ،و هذا إ ّما أن يكون من الخجل أو من القلق و التوتّر ،و
أيضا ً عدم الثقة بالنفس ،و لكن و كما ذكرنا سابقا ً أن التكلّم
بصوت منخفض أخير من التكلّم بصوت مرتفع و أيضا ً الّذي
يتكلّم بصوت مرتفع فاقد للثقة أكثر من الذي يتكلّم بصوت
منخفض ،ألنّه يرى نفسه متكبّراً نوعا ً ما ،و التكبر من عالمات
عدم الثقة بالنفس .
و لكن دعوني أن أ ُ ّ
نوه على شيء !
هذا ال يعني أن التكلّم بصوت منخفض أسلوب سليم ،و باألخص
بالنسبة للشاب !
الفتاة بطبعها و بالفطرة تراها خجولة بعض الشيء و هذا ما
يميّزها عن غيرها ،و لكن بنفس الوقت إن تكلمت بصوت
خير من أن تُكلّم نفسها بنفسها ..
مسموع ذلك ٌ
صديقي ..
يا من تتكلّم بصوت منخفض ،قد يكون األمر صعب عليك إن
رفعت من صوتك قليالً ليكون مسموعا ً ،و لكن حاول أن ت ُ ّ
عود
45
نفسك بالتكلّم بصوت مرتفع أوالً بينك و بين نفسك ،و أمام المرآة
و لكن ال تطيل هذا ،و بعد ذلك حاول أن تتكلّم مع أفراد عائلتك
و هكذا مع التعويد ،ثم التكلّم مع أصدقاءك و بعدها إن كنت في
مدرسة أو معهد أو أي مكان يجتمع به الناس ،حاول أن تأخذ إذنا ً
لكي تُلقي كلمة أمام الناس ( أي تُخاطبهم ) و هنا سوف تكسر
حاجز الخجل أو التوتر الذي في داخلك ،وليس غريبا ً إن فشلت
مرة سوف ترى أول مرة و ثاني مرة و ثالث مرة ،و لكن في كل ّ
بأال تهتم بمن يسخر منك التغيير الذي طرأ عليك ،و أيضا ً عليك ّ
،عليك أن تواصل حتّى يصبح صوتك بشكل مسموع عادة تتقنها
تعودت على أن تتكلم بصوت منخفض ،و هذا بالنسب ِة كما ّ
ُ
للشاب أما الفتاة فعليها أن تباشر بالكالم مع أهلها و ذلك يُشجعها
على
أن تتكلم بشكل مسموع ،و باألخص مع أ ُ ّمها ،ألن األم تكون
األقرب للفتاة ،و غير هذا مع أقرب األصدقاء لها ،و هذا يلزمه
قليالً من الصبر ..
قد ال يراه البعض أنَّ هذا الشيء مشكلة ،بل بالعكس تماما ً و
ُ
يستمرون بفعل هذا الشيء ،ولكن ف ّكر قليالً ،ف ّكر إن قابلت أناس
ّ
غرباء ،كيف سيكون شعورك عندما يطلبون منك أن ترفع من
صوتك قليالً ؟
أال تشعر و كأنّك لست على صواب في استخدامك لهذا األسلوب
؟
مع األسف ،البني آدم ال يشعر بالخطأ الذي يفعله ّ ،إال عندما
يلتقي بمن يعترض على ما يفعله ،و لكن من أُناس غُرباء .
إن تكلمت ،فتكلم بصوت مسموع حتى ولو بينك و بين نفسك ،
و إن أردت أن تصمت ،فالتزم الصمت حتى ولو تعرضت لكالم
ُمسيء من عدة أشخاص بنفس الوقت .
..
46
إعطاء النصيحة بطريقة غير مشروعة ( خاطئة ) :
47
*٢الخلل اللغوية :يُريد إيصال النصيحة أو إعطاؤها على أكمل
وجه ،و لكنَّه يرى مشاكل في اللغة ( أي في ترتيب الكالم ) ..
نصيحة :حاول أن تُرتّب أو تُج ّهز النصيحة قبل طرحها على
تتسرع .
ّ األشخاص ،و ال
*٣التكلّم بسرعة فائقة :قد يراها من الطرق المناسبة إليصال
الفكرة أو النصيحة ،مع العلم أنَّ هذه الطريقة ال تنفع مع الجميع
..
أي يعني إن كُنت تفهم ما تقوله ،ليس من الضروري أن أفهم أنا
..
ي ،و على كل من يتكلّم معك ،أن يقول لك :يا أخي لديك لذا عل ّ
مشكلة في الكالم ،أال و هي السرعة ،و أنا ال أفهم أو ال أعلم
كيف أُرتّب ما قلته ،آمل أن تُعيد ما قلته ببطء ..إلخ*
و دائما ً و أبداً في إعطاء النصيحة أو حتى في توصيل فكرة
للناس ،يجب ُمراعاة جميع العقول ،فهنالك فرق كبير بين
الجاهل و ال ُمتعلّم ..
) و هل يستوي الّذينَ يعلمون و الذين ال يعلمون )
*٤عدم التعبير باستخدام إيماءات الوجه و اليد :من أهم
العناصر التي ال بد من استخدامها في النقاش عا ّمةً و في إيصال
صةً ،لذا عدم استخدام هذه العناصرالنصيحة أو األفكار خا ّ
معوقات في إيصال أي فكرة ،حتّى ولو كانت بسيطة ) تسبّب ّ
ولكن عدم اإلفراط فيها ) .
*٥إعطاء النصيحة باستخدام أمثلة شخصيّة :أخيراً و ليس آخراً
،من أكثر الطرق شيوعا ً في إعطاء النصائح ،مع العلم أنّها
طريقة خاطئة ،قد تراعي هذه الطريقة بعض من األشخاص
قربين إليك ،ر ّكز على ( قد ،بعض ،مقربين ) ،قد تنفع ال ُم ّ
48
كثيراً إن أتيت بضرب األمثال ( بشكل عام ) أو تحث على شيء
علمي .
قد توجد أكثر من هذه الطرق انتشاراً بين الناس ،و لكن هذا ما
رأيتهُ أنا و أيضا ً ما هو ُمنتشر بالمجتمع .
لذا تجنّبوا كل ما هي من أمور سلبية و خاطئة ،و أتّبعوا الطرق
الصحيحة في إيصال النصيحة .
حسنا ً .
ما هي الطرق الصحيحة إذن ؟
كثيرة ،و منها :
ّأوالً :رفع الصوت عند كلمات محدّدة ( مهمة ) ،مثال :يا بُن ّ
ي
( خيراً ) ستُلقى بأخير منه . إن فعلت
ثانيا ً :تمديد الكلمات المهمة التي تكلّمنا عنها سابقا ً و لكن في
الحالة السلبية .
شراً ) ست ُلقى بمثله .
و إن فعلت ( ّ
ثالثا ً :ترتيب الجمل و التدريب عليها ،لكيال تتلعثم وقت التكلّم ..
أي ال عليك سوى إن خطرت في بالك نصيحة ،أن تُرتبها بشكل
صحيح قبل إعطاءها ..
على سبيل المثال :هنالك من يُريد اإلقالع عن التدخين ،و أتتك
فكرة بكيفية اإلقالع و كانت في عقلك كالتالي ( :شرب الماء إذا
أتتك الشهوة بالتدخين ،المقاومة ،الصبر ،الرياضة ،أن تكون
واثق من إرادتك و واثق أيضا ً من قرارك ،أن تُسلّم األمر هلل َّ
عز
و جل . )..
49
إن لم تُرتّب هذه األفكار ،و أسرعت بنقل هذه األفكار ،فستُعطى
هكذا :
صدّقني يا أخ ،إن أكثرت من شرب الماء لم تشت ِه أن تد ّخن ،و
لكن يجب أن تكون مقاوم أيضا ً ،و تصبر ،و أيضا ً تلعب
رياضة ،و تثق بهذه اإلرادة التي عندك و بقرارك باإلقالع عن
عز وجل . التدخين ،و لكن أهم شيء هو أن تسلّم األمر هلل َّ
علينا أن نعلم أن األفكار تأتينا بشكل متقطع أي ال تأتي كل
األ فكار هذه مع بعضها ،لذا علينا نحن أن نصبر لتلقي هذه
نتفرغ في إيصالها بطريقة سلسة و مرتّبة ،لذا إناألفكار ومن ث َّم ّ
رتّبتَ هذه األفكار بشكل ُمالئم ،فستُعطى هكذا :أخي ّ ،أوالً عليك
عز و جل ،و أنت تدعي أن يُقويك ضد أن تُسلّم هذا األمر هلل ّ
رغبتك في التدخين ،و ثانيا ً أن تثق بإرادتك في اإلقالع عن
التدخين و أيضا ً بالقرار هذا ،و عليك بالصبر و باألخص أول
أسبوع ،صدّق ،إن صبرت أول يوم ستصبر اسبوع و إن
صبرت اسبوع ستصبر شهر ،و هكذا ..و إن شعرت بشهوتك
القويّة للتدخين ،فأنصحك بشرب الماء ،و نصيحة أخيرة ،أال
وهي أن تلعب رياضة ،لكي تُخرج هذه السموم من
جسمك شيئا ً فشيئا ً ،و صدّقني إن فعلت شيئا ً يرضي هللا و و ّكلت
أمرك لربّ ِ العالمين ،فصدّق أنَّ هللا سبحانه و تعالى سيكون معك
،و إن كان معك فهنيئا ً لك .
هكذا و مع أمثلة ثانية ،األهم هو أسلوب إيصال الفكرة بشكل
سليم .
رابعا ً :طرح سؤال قبل النصيحة ،و يكون الجواب عنه ب ( نعم
) أو ( بلى ) ،مثال :يا باشا ،هل أدلُّك على ٍ
أمر ،يجعل منك
إنسانا ً ناجحا ً في كل مجاالت الحياة ؟
_ بالطبع نعم !
50
= اترك أثراً جميالً في كل مرحلة من مراحل حياتك ،و في أي
موقف ( حتّى ولو كان سلبيّا ً ) ،تخيّل معي ،ذهبت لتطلب يد فتاة
تحبّها و تم رفضك ،أنا أعلم أن شعورك الداخلي سيتحطم و كل
طط له للمستقبل انهدم ( و لكن ) و ( مع ذلك كلّه ) اترك ما خ ّ
أثراً إيجابيّا ً يذ ّكرهم بك بالخير !
إيّاك و االنفعال ،إيّاك أن تُبيّن ضعفك ،إيّاك و التّهور يا صاح .
تتعدد األمثلة و المعنى واحد ( كن إيجابي ،بطريقة إيجابيّة ) ..
( و ال تستوي الحسنةُ وال السيّئة ادفع بالّتي هي أحسن ) .
خامسا ً :نصيحة مناسبة ،في الوقت المناسب .
على سبيل المثال :نرى الكثير من اآلباء ال ينصحون أوالدهم ّإال
على مائدة الطعام ،مع العلم أنَّ هذا األمر غلط !
ومكان أنسب .
ٍ يجب أن تُعطى النصيحة في وق ٍ
ت مناسب ،
•••
صة ،على سبيل المثال :
لنأخذ هذه الق ّ
عائلة صالحة ،قاموا بتربية أوالدهم بشكل صحيح و سليم ( أي
تربية صالحة) ،فكبر االبن األكبر و بدأ يتخالط مع العالم
الخارجي ،مثله مثل غيره ،و بدأ يكتسب من هذا العالم عادات
تضره ..
ّ جيّدة تنفعه ،و عادات سلبيّة
يوم من األيام ،كان مع أصدقائه و عاد إلى البيت ُمتأ ّخراً ،
فحدث ث ّمة حوار بينه و بين أبيه و بدأ يغتاب أشخاص ال على
التعيين ،و يتكلّم عنهم بالسوء ( أي النميمة ) ..
هنا كان الحق على الوالد ،و ذلك ألنه لم يُنبّه االبن على أن
يتكسب مثل هذه التصرفات من العالم الخارجي ،و أيضا ً االبن ال
يء و إلخ.. تصرف س ّ
ّ يعلم ما هي النميمة أو الغيبة و كم هي من
51
فغضب األب ،و لكنّه أمسك غضبه ،و بعد أن سمع كل كالم
ابنه قال له :أعلم أنّك ال تدري مدى خطورة هذا الكالم ،و أعلم
ي لم أُنبهك قبل أن تتخالط بمن هم خارج المنزل أيضا ً أنَّ الحق عل ّ
ي لم أقل لك ،إيّاك و أن تكون ابنا ً للشوارع ،ابنا ً يُقال
،الحق عل ّ
له ( بال تربية ) ابنا ً يصنعوه والداه أحسن تربية ،و بعدها يأتي
صديقا ً يهدم كل ما عملوا على بناءه ..
كان على األقل أن أقول لك :يا بُني ،إن رأيت صديقك يغتاب
أحداً أمامك ،عليك أن تمنعه و تنصحه ّأال يفعل ذلك ..
_ و لكن ال أفهم أين الغلط ،فأنا أتكلّم بحجة السخرية ال أقل وال
أكثر !؟
= و من قال لك أنَّ األمور التي تبدو لنا على أنّها عاديّة ،فال
بأس بها ؟
هل رأيتني طيلة هذه السنين أغتاب أحداً ،حتّى ولو بحجّة
السخرية ؟
_ ال !
ي ،لقد قال هللا سبحانهُ و تعالى في كتابه :و ال تجسسوا و ال = بُن ّ
يغتب بعضكم بعضا ً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ً
تواب رحيم ( )١٢الحجرات فكرهتموه و اتقوا هللا إن هللا ّ
حرم في ديننا ،و لكن ف ّكر معي في
التصرف ُم ّ
ّ و غير أنَّ هذا
حكمة تحريمه ،و كم له من آثار سلبيّة !
إن قلت أنّك تتكلم بحجة السخرية ،غداً ستغتاب بحجّة ثانية ،مع
العلم لو قلتُ لك ضع نفسك موضع الشخص الذي تتكلم عنه
بحجة السخرية ،أتُحب أن تكونَ هكذا ؟
طبعا ً ال !
52
يء ،و انعكس هذا الشيء وضع س ّ
ٍ تخيّل أن ترى شخصا ً كان في
عليك ،فذهبت إلى صديقك وتكلمت عن هذا الشخص بالسّوء بما
فعله معك ،و أيضا ً خلقت الكره في داخل صديقك اتجاه ذلك
الشخص الّذي ليس بعيداً أنّه كان قد صار معه ث ّمة شيء ففعل
معك هذا ،و ليس األبعد أن يكون طيّب القلب في التعامل و لكنه
عرض للخطأ و يخطئ و سيخطئ ،أال تشعر أخطأ ،فاإلنسان ُم ّ
بتعذيب الضمير بعد أن جعلت من إنسان طيّب و حكمت على نيّته
كرهت صديقك و هللا أعلم بذات الصدور ،و فوق كل هذا األمر ّ
ق واحد !به ،و ليس بعيداً أن تكون قد اغتبته مع أكثر من صدي ٍ
إن شئت فال تُف ّكر بكل ما قلته اآلن !
ولكن تخيّل معي ،أن يكون هنالك من يتكلم في ظهرك بالسوء ،
و يجعلك مكروها ً بين الناس ،مع العلم أنّه يجب أن تعلم أنَّ
الشخص المكروه هو من يغتاب الناس ،و يتكلم في ظهرهم
بالسوء ،و لو كان كالمه صحيحا ً لكان تكلّم أمامك و واجهك ..
ي ،حاول دائما ً و أبداً و في كل موقف ،أن تضع نفسك
يا بُن ّ
مكان من تُكلّمهُ و من تتكلم عنه .
حديث نبيُّنا الشريف صلوات ربّي عليه ،عندما قال :الُ و تذ ّكر
ّ
يؤمِ نُ أحدكم حتى يُحبُّ ألخيه ما يُحبُّ لنفسه .
صب ،هذا و نرى ،أنَّ كالم األب كان بشك ٍل سليم و من دون تع ّ
و يعامل ابنه بما رأى منه من سوء كما يعامله إن رأى منه خيراً
و أحسن ،ألنَّ ال ُمعاملة السليمة قاعدة أساسية ،يُلين أما ُمها من
كان أقوى من الصخر شدّة ،ويشتدُّ عقل من كان صبيّا ً ،و يرفع
من شأن من كان على حق ،و به يصير الحوار أفضل ما يكون .
و إن فعلت كُ َّل ما عليك و لم تُقبل نصيحتك ،فعليك بالتجاهل إذن
،و دع من كان على غلط أن يتعلّم من غلطه ،في وق ٍ
ت سيتمنّى
بالزمن قليالً ليسمع منك .
ِ لو يرجع
53
54
الباب الثاين :
55
التفكير قبل الكالم :
من األساليب الجيّدة الذي يقوم بها الشخص قبل أن يتكلّم ،كي ال
يُخطئ قبل الكالم و أيضا ً قبل الرد على كالم موجّه له ،لذلك (
التفكير قبل الكالم ) يعد من أساسيات الحوار الناجح و اإليجابي ،
و كما ذكرنا سابقا ً أنَّ الرد هو نتاج لتفكير الشخص الذي عليه ،
لذلك يجب أن نُف ّكر بإيجابيّة اتجاه كل ما حولنا لكي ال نغضب أو
حتّى ال نأخذ األمور البسيطة بتعقيد !
كيف ؟
على سبيل المثال :هنالك أمور ال ندركها كما هي ،بل ندركها
كما يُقال عنها من مختلف اآلراء ،لذا يجب ّأوالً أن ندرك هذه
األمور من أصحابها ..
مثال :هنالك كتاب ( ال على التعيين ) يجب أن نقرأه بشكل
صحيح و نفهمه ،وال نأخذ عنه نظرة ( سلبية كانت أم إيجابيّة )
و ذلك بسبب القُ ّراء الذين يُقيمونه ،ال شك أنَّ هنالك أشخاص
معروفين بتقييمهم ،وذلك بسبب دراساتهم ليس لقراءتهم ،فإذا
كان كل ناقد يقرأ ،هذا ال يعني أنَّ كل من يقرأ ناقد !
تتعدد األمثلة و المعنى واحد ( يجب إدراك األشياء في حد ذاتها و
ليس إدراك من يدركها ) .
و قد تكون صاحب رأي مختلف عن رأيي ،هذا ال يعني أن
تفرض رأيك على رأيي ،أو أفرض رأيي على رأيك ،إن حدث
ث ّمة حوار بيني و بين عن هذه اآلراء فال بأس ،ولكن مع احترام
وجهات النظر لكي ال نخوض معركة لها بداية و ليس لها نهاية ،
و كما ذكرنا سابقا ً عن ال ُمعاملة السليمة ،قد تكون هذه المعاملة
سبب رئيسي في إعادة النظر إلى اآلراء التي بيننا ،و منها
سنرى من هو صاحب الرأي الصائب .
56
الّذي يُف ّكر قبل الكالم ،يفهم ما قيل له ،وما سيقوله أيضا ً !
لذلك ترى أغلب من يفكرون قبل الكالم ،يتكلمون بشكل منطقي
و ال يُكثّرون من كالمهم ،بل و تشعر أنَّ لهم نبرة خاصة تميزهم
عن غيرهم ،و لكن كما قلنا سابقا ً ( حسب تفكير الشخص ) ..
ترى من يُف ّكر بإيجابيّة ،دائما يتقبّل أي كالم و ال ينفعل و ال يأخذ
المواضيع
على مبدأ ( خالف وجهة نظري ،فسأُخالف وجهة نظره ) ،
يدرك بشكل جيّد ،بل و يشكر الشخص الذي يُصحّح له ما كان
يعتبره صحيحا ً !
فكُن شاكراً لمن أعطاك و يعطيك ،و كن معتذراً عند الغلط ،ال
للتكبر .
أما التفكير بشكل سلبي ،قد يجعل منك شخصا ً متكبّراً ،أو حتّى
إن كُنت خاطئا ً في أمر ،و أتى من يُصحّح لك ما تؤمن به ،
ستظ ُّل على ما تؤمن به حتّى ولو علمت بنفسك أنَّ ما تفعله غلط !
و هذا ألنَّ تفكيرك المحدود وال ُمقيّد يجعلك تُميل لهذا االعتقاد
حتّى ولو خالفك الجميع ،ترى بنفسك أن تُزيل الغلط أو تغض
عن هذا الغلط و تظ ُّل متمسّكا ً و واثقا ً و معتقداً أنَّ هذا هو الصح
رغم أنّه غلط ،و من يخالفك غلط رغم أنهم على صواب !
هُنالك من يخطئ ،و عندما تقول له أو تنبهه أو تنصحه أنَّ ما
يفعله غلط ،إما أن يقول لك :أنا على صواب ،و ما أفعله ليس
غلط ،أو يُقارن نفسه بأُناس يفعلون أخطاء أكبر و أكثر من ذلك
( فيفعل الخطأ و يشعر بالراحة أيضا ً ) ،أي تراهُ و كأنّه يفعل
شيء طبيعي و عادي ،و ليس غريبا ً أن تراه يفتخر بما يفعله !
و هذا سبب من أسباب انتشار ال ُمدخنين و غيرهم ،فإذا نصحت
و لم تُقبل نصيحتك فعليك أن تعلم أنَّ ال ُمد ّخن ال يشمئز من ريحة
دُخانه !
57
أن كثرة المقارنة ،تجعل من الشيء الالأخالقي أخالقي ،و كما َّ
تجعل من الغلط صح ،و تجعل من العادة األصح موضة قديمة ال
يفعلها ّإال من يُف ّكر بشكل محدود و مقيّد و ُمنغلق على ذاته ،و
منهم من يصفهم بالتخلف !
التطور
ّ و ال يعلمون أنَّ التخلّف هو تقليدُ األعمى بحجة التغيير أو
.
علينا أن نعلم أنَّ الخطأ يظ ُّل خطئا ً مهما كان حجمه ( صغيراً كان
أم كبيراً) ،فال مجال لل ُمقارنة أبداً ،أن تجعل من ما تفعله من
خطأ صغير و تبدأ تُقارن نفسك بأُناس يفعلون أكثر من ذلك ،
يجب أن تعلم أنَّ هؤالء كانوا مثلك ،و فعلوا ما تفعله اآلن حتى
تطوروا رويداً رويداً ،و أيضا ً ظنّوا أنَّ ما كانوا يفعلونه سابقا ً أنهَّ
ّ
كان صوابا ً ،و ما يفعلونه أيضا ً صوابا ً و لكن أقل من قبل ،لذا
سيُسيطر عليهم السأم لكي يطمحوا لما هو أقبح من ذلك !
فتتغيّر األحجام و يبقى القاسم المشترك الوحيد هو ( الخطأ ) .
هنالك من يخطأ و لكنه يسعى إلى أن يترك هذا الخطأ ،و ال
يعترف أو ال يتباهى بهذا الخطأ ،و يعلم جيّداً أنّه من المغالطات
المنطقية أن يُقارن نفسه بما يفعله بأُناس يفعلون أكثر من ذلك ..
لماذا ؟
تحول الخطأ إلى صواب ألنَّ هذه المقارنة ستنتج أخطاء أكثر و ّ
نتيجة لكثرة المقارنة كما ذكرنا سابقا ً ،و أيضا ً سيشعر ال ُمخطئ
أنه على صواب و أنَّ ما يفعله لم يعد يُشبّع رغباته ( أقصد
غرائزه ) ..
و يجب أن نعلم جيّداً و نتذ ّكر أن مهما كانت الشهوة قويّة ،
فاإلشباع منها أقوى و أسرع ..
فال تكن كالّذي اشتهى السّوء ثم ندم عند إشباعه منها .
58
بالقوة ،مع العلم
و هنالك من يفعل الخطأ و يتباهى به و يتظاهر ّ
أنّه أضعف مما تتخيله !
أي إنّه غير قادر على ضبط نفسه ،بل و يتباهى بما هو من فعل
يء .س ّ
و ما أقب ُح مِ نَ القُ ِ
بح ،إال التباهي به .
اإلرادة تضعف كُلّما صعب على المرء في مواجهة كل ما هو
سلبي من حوله ،و ليس من حوله فقط ،بل بداخله حتّى ..
فالقوة ال تكمن في ما تشته األنفُس ،بل تك ُمن في السيطرة على
ضبط النفس من عدم ارتكاب الخطأ .
الخالصة ُ :كلّما فكرت بإيجابية ،كلما ازدتَّ معرفة ،كُلّما كانت
األمور أبسط ،كُلّما شعرت بالراحة النفسيّة ،كلّما رأيت العالم
من منظور ثاني غير المنظور السلبي الذي يجعل من اإلنسان
شخصا ً يتوخى الحذر حتّى من النملة.
59
ضبط النفس :
من أهم مميزات المتكلّم اإليجابي ،أنّه يعلم كيف يضبط نفسه أو
انفعاالته ..
ترا ُه حريصا ً على كل كلمة يقولها ( أي يعني يُف ّكر قبل التكلّم ) ..
و أيضا ً ترى أنّه يُف ّكر بكالم الشخص الذي يوجه له الكالم قبل
الرد عليه ،و هذا ما يجعل منه شخصا ً يضبط انفعاالته عند
تعرضه لكالم أو موقف ُمسيء ..
و عدا عن ذلك ترى أنّه ال يكثر من كالمه ،و يجتنب كل كالم
ليس له معنى ،و غالبا ً ما تراه يتكلّم في المضمون بشكل فوري ،
و ال يُعقّد التفاصيل ،وأيضا ً يُميل لألشياء البسيطة ،و حتّى
األشياء التي تكون بتعريفها ُمعقّدة ،يحاول أن يفهمها بشكل
مبسّط لكي تسهل عليه المعرفة ..
و تراه أيضا ً يقرأ بطريقة تشعر و كأنه هو من كتب المضمون
الذي يقرأه .
و الكثير من األشياء الّتي تُميّزه عن غيره ،و هذه األشياء
مرتبطة بكيفية ضبط النفس !
كيف ؟
إذا أتينا و فرزنا هذه المميزات و أعطينا لكل واحدة تعريف
تستحقّه ،سنتو ّ
صل إلى نتيجة تُبيّن لنا أنَّ صاحب هذه ال ُمميزات
ليس فقط يعلم كيف يضبط نفسه و انفعاالته بل و يكون ال ُمبالي
تعرضه ألي كالم ُمسيء .
عند ُ
حسنا ً ،لنبدأ ..
*١حريص على كل كلمة يقولها ( أي التفكير قبل الكالم ) :
60
يدل على تفكيره العميق ،و التي تجعل منه شخصا ً ُمميّزاً و
كالمه مثير لالهتمام أو االستماع بل و ال يتكلم في ما ليس له
معنى .
*٢التفكير في كالم الشخص الذي يوجه له قبل الرد عليه :
أي ترى أنّه يصمت لمدة ثانيتين أو أكثر بعد انتهاء الشخص من
كالمه و بعدها يُباشر بالكالم .
و نستنتج من هذا عدة أمور :
أوالً :التفكير قبل الكالم لكي ال يخطئ .
ثانيا ً :عدم ُمقاطعته للحديث ،مهما كان .
ثالثا ً :الرد المناسب في الوقت المناسب .
رابعا ً :حرصه على كل كلمة يقولها و هذا مؤ ّشر على ( ضبطه
لنفسه ).
*٣ال يكثر من الكالم ( و اجتناب كل كالم ليس له معنى ) :
أي ال يتكلم كثيراً ،و هذا مؤ ّشر على أنَّ هذا الشخص هو من
يتحكم بانفعاالته و ليست االنفعاالت التي تتحكم به ،و عدا عن
ذلك أنَّ قلة كالمه تدل على قيمة كالمه ،فكلّما ق َّل الكالم ،كثر
قيمته .
*٤ال يعقّد التفاصيل ،و يميل لألشياء البسيطة :
يعني إن كان هُنالك شيء واضح و مفهوم ،ال يعقّده ..
على سبيل المثال :أهم فرق بين اإلنسان والحيوان هو العقل .
فلم يقل :أنَّ اإلنسان له عقل و الحيوان ال يملك العقل و هذا دليل
على أن الفرق بين اإلنسان و الحيوان هو العقل و اإلنسان
61
بطبيعته يف ّكر بعقالنية و منطقية أ ّما الحيوان فيتّبع شهواته و و
إلخ.
مع أنَّ هذه الطرق في الكالم قد تُفيد بعض من الناس .
بنفس الوقت ،حتى ولو كانت هنالك ث ّمة أمور ُمعقّدة ( بطبيعتها )
يحاول أن يفهمها بشكل بسيط لكي ال تصعب عليه المعرفة .
*٥يقرأ بطريقة و كأنه كاتب المضمون الذي يقرأه :
أي طريقة القراءة عنده بشكل جيّد ،ال سيما أنَّ هذا ما يُزيد من
ثقافته ،لذلك تراه بهذه الطريقة يفهم كل ما يقرأه بعكس من يقرأ
كالطالب االبتدائي ،يلقي نظرة و من ثم يقرأ ،و هذا ألنّه و بكل
بساطة يقرأ ليفهم المضمون و ليس ليتخلّص من القراءة .
و هذا مؤ ّشر على أنَّ هذا الشخص يعلم كيف يضبط نفسه و
انفعاالته .
و لكن هذا يختلف من شخص إلى آخر (أي طريقة التفكير ) ..
ترى من يُف ّكر بطريقة إيجابيّة ،ليس كمن يُف ّكر بطريقة سلبيّة ..
و غالبا ً من يُف ّكر بإيجابية هو من يتّقن فن ضبط النفس .
62
الصمت :
63
• في مواجهة األطفال ،و ليس بالضرورة أن يكون الطفل ذاك
الذي يكون صغير السن ،و ذلك للراحة العقليّة .
النقاش مع بعض الناس ،كالنّقاش مع طفل يُريد أن يثبت لك أن
، ١=١+١+١لذلك هناك من ال يُحب أن يدخل في النقاشات
صمت .فيختار ال ّ
ُ العقيمة ،
و ماذا عن ذلك الّذي يقول ( :الصمت عالمة الرضا ) ؟
ّأوالً ،ليس الصمت عالمة الرضا بل السكوت ( مع إني لم أثق
كامل الثقة بهذه المقولة ) ..
ثانيا ً ،هُنالك فرقٌ كبير بين الصمت و السكوت ؛
فالسكوت هو ترك الكالم مع القدرة عليه ،و إمساك عن الكالم
حقّا ً كان أم باطالً ،بمعنى أوضح ؛ تُستخدم في الوقت الغلط ،في
الوقت الذي يجب التكلم به ..
أي يُريد أن يتكلّم ،و لكنّهُ غير قادر ،و تختلف األسباب طبعا ً .
أ ّما الصمت ،فهي اإلرادة الح ُّرة التي تُستخدم في األوقات الّتي
خير له من التكلّم ،و هو أيضا ً
يجب أن يصمت بها الفرد ،و ذلك ٌ
ليس من السّهل فعله ،بمعنى أوضح ؛ هو أسلوب من أساليب
الراحة ..
ّ
الرضا و ليس الصمت ،مع أنَّ فال ُمراد قولُه هو :السكوت عالمة ّ
حتى السكوت ليس عالمةً للرضا فقط ،كما قلنا سابقا ً ( تختلف
األسباب ) .
•••
صمت ؟
كيف يمكنني أن أضبط نفسي من الكالم و التزم ال ّ
سؤال جميل جدّاً ،و لكن ..
64
أوالً ،يجب أن تتعلم كيف أن تضبط نفسك بشكل عام ،و من ثم
ستتعلّم الصمتُ إن شاء هللا .
ضبط النفس ،أو ضبط األعصاب عمليّة ليست سهلة ،و بنفس
الوقت ليست صعبة أيضا ً ،فهي تحتاج منك أن تضغط على
عقلك بالتفكير كما تضغط على لسانك بالكالم الفاضي و ال ّشد و
رفع الصوت و و و إلخ..
على سبي ُل المثال :
أتى شخص إليك ُمنزعج ،و قد ثار حديث بينك و بينه ،و تبيّن
لك أنّه ليس بوضع يسمح له أن يتفاعل مع الحديث ،فثار غضبه
و شتمك ..
ال بد من أنّك سترد عليه بالمثل ،فهذا الشيء طبيعي ..
و لكن لما ال تستخدم الطرق األنسب في التعامل ؟
_ كيف ؟
أن تُهدّي نفسك قليالً ،و تسأل نفسك :لماذا فعل كُل هذا من العدم
؟
و كما نعلم أنّه ال يوجد شيء من العدم ،و لكل حادثة سبب
لوقوعها ،فعليك أن تتبع سبيل األسئلة قبل أن تتبع سبيل ردة
فعلك ( مهما كان ) ..
نتصرف بشكلّ مع العلم ؛ أنّه من الغير منطقي أو من الغلط أن
سلبي ،فقط ألننا قد مررنا بموقف سلبي ،و لكن يجب أن نتذ ّكر
أمران ..
أوالً ،علينا ّأال نستخدم المنطق في النفوس البشرية ،فهذا الشيء
أشبه بالجنون ،و هذا الشيء غلط نوعا ً ما ،و أنَّ المواقف تؤثّر
بالنفس اإلنسانية ،فإذا قلت كلمة طيّبة لشخص ،فليس غريبا ً أن
يكون ذلك الشخص سعيداً طوال هذا اليوم ،و ليس األغرب أن
65
يظ ُّل أن يُف ّكر بتلك الكلمة التي قُلتها ،فالكلمة الطيّبة صدقة ،و
االبتسامة في وجه أخيك صدقة ،و لكن إن حدث عكس ذلك
سيحدث عكس النتيجة ،لذلك علينا بالتفكير و ليس كُل ما في هذه
الحياة منطق و رياضيات ،فإذا حدثت معك مشكلة مع رجُلين
فينبغي أن تُف ّكر كيف تحل هذه المشكلة بعقلك وبالتفكير ،يعني
استحالة أن ترى شخصا ً يقول ٢=١×٢فهذا يعني أنّه ناتج هذه
ال ُمشكلة سيبقى رجالن و رجل منّا سيخسر و ينتهي أمره ،لذلك
علينا أن نُقسّم اثنان على واحد فسيكون الناتج أيضا ً اثنان فهذا
مؤ ّشر على أنّه ال مفر من هذا الرجل الّذي سينتهي أمره ،و لكن
!
من هذا الرجل ،أنا أم واحد من هذين الرجلين ؟
التفكير الفلسفي القائم على هذا الشكل خاطئ ،لذا على المرء
التفكير بعقالنيّة ليحل المشاكل ،و ليس ليُعقدها .
ثانيا ً ،ال يمكننا أن نُغيّر العالم ،أو نقول لماذا أتيته بالكالم السّيء
،أو لما أنت تضجّرت كثيراً من كالم هذا الشخص ،و لكنّنا
قادرين على تغيير األساليب مع العالم .
و أرى أنّ من األصح هو التعامل بشكل إيجابي ،مهما كان ،و
مع م ّمن كان .
يجب أن نعلم أنَّ هُنالك غريزة تتفاعل في اإلنسان ،أال وهي
ال ّشهوة ،و أقصد ال ّشهوة السّيئة ،و الكثير من يخضع لهذه
ال ّشهوة و مع أنّها مؤقّتة و لكنّها قويّة و تكون كثيرة عادةً ،و
تتعدد الشهوات ( كالتدخين ،شرب الكحول ،مصاحبة الفتيات ،
،و إلى آخره من األفعال األكثر سلبية ) .
قد تكون مثل فكرة تأتي للشخص ،و لكن التمعُّن بهذه األفكار و
التركيز فيها تتحول إلى حقيقة ،و هذا ما ينتج عنها االستمتاع في
البداية ،و الندم عند االنتهاء منها .
66
أن ال بأس تحرر و ينظر إليها بنظرة إيجابية ،و َّ البعض يراها ّ
بها ،و مجنون ذلك الّذي يدّعي أنَّ مثل هذه ال ّشهوات قد تكون
سلبيّة أو تعطي نتائج سلبيّة في المستقبل ،و داعم هذه الشهوات
نفسه الذي يُف ّكر كالبهيمة ،أنا ال أدري إن كانت البهيمة تُف ّكر من
األساس ،ولكن صدقا ً الحياة التي ال تكون لها معنى و العيش مثل
البهائم و اتّباع الشهوات ،ليست ّإال حياة ٌ ُمهدّدة باالنقراض الذّاتي
،و يأتي و يقول أنّه يُف ّكر بعقالنية ،و ال يدري أنّه يُج ّمد العقل و
ال يمجّده ،و يُف ّكر بشهوانيّة بشعة ،يتّبع شهوته ،يتعامل مع
جسم المرأة كأنها سلعة تُباع و تُأجّر ،و بعدها يكتب مقال عن
حقوقها ..
ال نريد أن ندخل في هذه المواضيع أكثر من ذلك ،و لكن األمر
أشبه بذلك الّذي كان يُد ّخن بشراسة و لم يحصل له شيء ،و بعد
أن انتقد شركات التّبغ مات بنفس السّنة نتيجة لسرطان بالرئة .
تبقى تلك ال ّسعادة ال ُمعطاة من هذه النوازع العدوانية بشكل عام (
مؤقّتة ) ،و لكن هُنالك ما يتخالف مع هذه النوازع و ال ّشهوات و
يعطي اإلنسان السّعادة الحقيقية و بشكل مستمر ،لكنّه ليس قادراً
أن يُس ّهل لإلنسان أو يجعله يشعر بنفس شعور الشهوة ،ألن
االختالف بينه و بين الشهوة ،هو أن الشهوة تشعر بها في البداية
و تشبع منها عند انتهائك منها ،بل و تندم على فعلها غالبا ً ،أما
صبر لكي ما هو ضد هذه الشهوات ال تُريد منك سوى القليل من ال ّ
المستمرة .
ّ تحظى السعادة الدائمة و
لذلك كل ما هو مخالف للشهوة ،مخالف للكسل ،للتفكير السلبي ،
للحياة التي تكون بال هدف ،و الكثير من الجوانب السلبية التي
تطرحها هذه الشهوات لإلنسان ..
ال يك ُمن الضعف ّإال بمن خضع لنفسِه لما تشت ِه نف ُ
سهُ .
إيّاك بإرضاء النوازع العدوانيّة الّتي بداخلك .
قد يسأل سائل ،ما عالقة كُل هذا بال ّ
صمت !؟
67
سؤال جميل جدّاً ..
صمت ّإال عند من يتّبع عقله ،و ال يميل عزيزي ،ال تكمن لغةُ ال ّ
لما تشت ِه نفسه ( أقصد ال ّشهوات ) ؛ ألنَّ ال ّشهوة بشكل عام قد
ّ
تجعل من اإلنسان كائنا ً ليس طبيعيّا ً ،و هذه بالنسبة للغرائز التي
تدعو إلى فعل كل ما هو سلبي ،و ال ّشهوة بالكالم تمنعك من
صمت في الوقت الذي يجب أن تصمت به ،تشعر و كأن هنالك ال ّ
ّ
شيء في داخلك يُريد منك أن تتكلم ،أي تأتيك رغبة شديدة بأن
تتكلم ما بداخلك ،و لكن بتفكيرك بشكل عقالني تصمت ،ألنَّ
خير لك من التكلّم.
ذلك ٌ
صبر ،عالقة مترابطة ألن كالهما يسيرون
عالقة الصمت بال ّ
على قانون ( تح ّمل ،ستصل ) .
تنويه :ما أقصده عن الشهوات ،هي ال ّشهوات السّيئة ،أي يعني
كالرغبة في الكحول .
الرغبة في الشاورما ليست ّ
68
تلقّى النتيجة ،على عكس الثّاني الذي ف ّكر َّ
أن المال كُ َّل شيء ،و
كان يف ّكر أنّهُ ُوجد من أجل المال .
لذلك ،الفرق قد يكون واضحا ً في من يصل لما أراده بتفكيره ،و
من كان يشتهي المال لكي يُن ّمي الفراغ الّذي عنده ،في من كان
يرى أنَّ األساس هو العقل ،ألنه الذي جاء بالمال من خالل
التفكير بعقالنيّة ،ليس كمن يعتبر المال أهم سبب لوجوده .
لذلك ،تذ ّكر دائما ً و أبدا يا صديقي ،إن لم تتعب في النّهار ،لن
ح في الليل . ترتا َ
•••
و ِعالوة على ذلك كُلّه ( :التفكير بإيجابيّة )
إن أتتك فكرة سلبية و تغاضيت عنها ،فاعلم أنّك إنسان سوي و
سليم ،ولكن إذا تعمدت أن تُف ّكر بفكرة سلبية ،تأكد حينها أن
األفكار السلبية هي التي تُسيطر على عقلك ،و ليس عقلُك
ال ُمسيطر ..
و هذا ما يدل إن كُنت تُف ّكر بشكل سلبي أو إيجابي ،و تفكيرك هو
أساس لكل شيء ،لذلك حاول دائما ً ّأال تُف ّكر بشكل سلبي ،و
تجعل من نفسك إنسانا ً سلبيّا ً ُ ،متشائما ً من ال شيء حتّى ،و
تجعل من نفسك غير مقبول اجتماعيا ً !
صمت ،هو ّأال تُف ّكر بشكل سلبي لكي ال يؤثّرو عالقة كل هذا بال ّ
صمت في بعض األوقات ،وال تجعل منك ذلك على اعتيادك لل ّ
صامتا ً و بنفس الوقت تدور في رأسك ألف فكرة سلبية ،صدّق ،
إن كنت تصمت لكي تُف ّكر بشكل سلبي ،فتكلّم و زد من كالمك
أيضا ً ،فذلك خيراً بكثير من التفكير الذي يدور في رأسك .
صبا ً لرأيه بشدّة ،و
كُن ُمبتسما ً ُ ،متسامحا ً ،حتّى مع من كان ُمتع ّ
ذلك ألنّك على يقين تام بأنَّ رأيك هو الصائب و ليس رأيه ،فلما
النقاشات العقيمة إذاً ؟
69
صبا ً لرأيك ،و لست كارها ً لمن خالفك
بيّن لهم أنّك لست ُمتع ّ
أيضا ً .
الحق ولو كان جارحا ً ،و ال تنتظر قبول هذا القول أو
ِّ قل قول
رفضه ..
و ال تقل قول الباطل ولو كان يُلبّي رغباتك و رغباتهم ،و ال تقبل
أن تخضع لنوازعك العدوانيّة حتّى ولو كانت ترضي الجميع بها
،تذ ّكر أنّك ستكون لوحدك في النهاية .
صدق ..
هُنالك أشخاص يحملون في طيّاتهم أفكار سلبيّة ،و لكن
ينتظرون أن يأتي ذلك الّذي يدعم هذه األفكار لتتسمى بعد ذلك (
تحرر ) ،لذا ال تستغرب من شدة الغباء الّذي يُعاني منهُ الكثير ..
ّ
و إن أعطيت النّصيحة ألحدهم و لم تُقبل ،فتأ ّكد أنّك لست من
يدعم تلك األفكار .
70
التنقل من موضوع إلى آخر :
كيفية التنقّل من موضوع إلى آخر ليست صعبة ،و لكنها مهارة
جيّدة تميّزك عن غيرك ،ألن هنالك الكثير من ال يمتلك هذه
المهارة ،أو احتمال ال يعلم أنَّ من حسن الحديث مع الغير كيفية
االنتقال من كالم لكالم آخر بطريقة سلسة .
و قد تختلف الطرق من شخص آلخر ،أي ليس ضروريّا ً أن
تفعل ما أكتبه هنا بالضّبط ،خذ النّصيحة ،و طبّقها على الطريقة
الّتي تُحبّها .
و إن دخلت مجال الخطاب ،أو حدث معك موقف و انجبرت أن
تُخاطب عدة أشخاص ،فعندما ال تُجيد االنتقال بين الكالم ،فلم
يهتم أحد لكالمك ،بل و سيسيطر عليهم الملل من كالمك ،حتّى
ولو كان كالمك غاية في األهميّة ،هُنالك عدّة شروط ،و لكن
أهمها ( التنقّل السليم ،توزيع النّظر على الجميع ،تحريك اليد ،
و غيرها )..
لذا إن كنت ال تجيد هذه المهارة ،أي ال تجمع أفكارك بطريقة
متسلسلة و ال تتنقّل بين الكالم بطريقة سليمة ،ستكون هكذا ..
على سبيل المثال :
صمت ،من أقوى ال ال األشياء أو الصفات التي يمتلكها الفرد ال ّ
صمت و ما أدراكم ما الصمت ،صفة ال يكتسبها أو ال يتمتع ،ال ّ
ي ،الشخص القادر على ضبط نفسه ، بها سوى الشخص القو ّ
الشخص الذي يعني ...
يمسك شهوته من الكالم و يُفضّل صامتا ً ،و هناك مقولة مشهورة
صامت إذا تكلّم ،يعني إذا تكلّم بعد هذا الصمتتقول :أحذر ال ّ
ً ً
كله ،فسيكون كالمه قويّا كثيرا ،و ...ترى أنّه ،أو سترى نفسك
عندما تصمت كأنّك خضت معركة بينك و بين نفسك ،ال تسأل
71
كيف ألن بكل بساطة لغة الصمت ليست لغة سهلة ،و أيضا ً
ليست لغة صعبة ،عليك بها ،أنصح الجميع ،أو أنصح نفسي
صمت ،قد تكون في البداية صعبة و ستخضع قبلكم حتّى بال ّ
ّ
لشوهتك و ستتكلم ألنك غير ُمعتاد على هذه اللغة الجديدة ،اللغة
القويّة تحتاج إلى شخص قوي ،إلى شخص يصبر ،الصمت
عالمة لكثير من األشياء ،وتدل على أشياء كثيرة ،عليكم
بالصمت .
تخيّل يا صديقي لو ذهبت إلى قاعة ،و يأتي ال ُمحاضر و يتكلّم
بهذه الطريقة !
كيف سيكون شعورك ؟
أعلم جيّداً ،أنّك ستقول لي أن في هذه األحيان ال بد من تجهيز
المرء لنفسه جيّداً قبل اإللقاء ،فهذا ال يرتبط بما تقوله أنت !
عزيزي ،هُنالك أمور تحدث فجأة ،لذا عليك بها ،ألنّك لو
اتخذت مسلك التجهيز قبل الفعل دائما ً ،فلم تتعلم شيئا ً جديدا بعد ،
ً
لذلك حاول أن تُن ّمي من مهاراتك من كل النواحي ،و س ّهل على
نفسك الكثير من األمور التي ستصعب عليك حين تأتيك فجأةً !
ال أقول لك فاجئ نفسك بنفسك لكي تتعلّم ،وال حتّى أقول لك
ج ّهز نفسك دائما ً لكي ال تصدمك األمور الفُجائية ،و لكن عل ّ
ي أن
أقول لك أن تن ّمي من مهارة التنقّل بين الكالم ،و التفكير البسيط
في ما يدور في عقلك ،و في ما يدور على رأس لسانك قبل
النّطق .
األمر ليس بهذه السّهولة التي نتوقعها ،صدّق !
و لكن األمر أشبه بأن تتعلم شيء يخص شيء ثاني ،و هكذا مع
التجارب ستحصل على النتيجة الّتي تُريدها .
كيف !؟
72
سؤال جميل ،عليك أن تعلم بدايةً أن األمور الفُجائية التي تحصل
مع المرء ،يدخل بها المرء في حالة ( الهروب أو الهجوم ) ،و
هذا المبدأ أو هذه الحالة باختصار هي أن تتج ّمد في مكانك نوعا ً
ما ،فلم تكن قادراً على فعل أي شيء كنت تعلمه جيّداً ،و تنتشر
كمية األدرينالين التي تعطي لإلنسان قوة كبيرة في عضالت
جسمه ،و خصوصا ً عضالت األرجل و اليدين ،و قد تزداد
ضربات القلب ،و هذا يختلف من موقف آلخر ،و ليس غريبا ً
أن يحصل معك موقف ،ترى أنّه يزيد تركيز و حجم العين ،و
لكن عقلك ال يُر ّكز في الموقف أبداً ،و هنا يتش ّكل لديك أنّه
مصدر خطر ،فإ ّما الهروب من المصدر ،أو الهجوم ..
لذلك يسميه العلماء مبدأ الهروب أو الهجوم .
و لكن ما عالقة هذا باألمور الفُجائية الطبيعيّة التي ستحصل مع
المرء بشكل عام ؟
طى هذا الشعور ،و ذلك بأن تقنع سؤال جيّد ،عليك بالبداية تتخ ّ
نفسك بأنَّ هنالك أمور قد تحصل مع المرء ،عليه أن يضبط نفسه
بدالً من الخضوع لشهوته ،ألنَّ ذلك يجعل من اإلنسان شخصا ً لم
ُفرق بين الصواب و الخطأ ،لذا عليك ّأوالً أن تقتنع إن لم يعد ي ّ
يحصل معك هذا الشيء سوف يحصل ،هذا و حصل معي !
و لكن أُجريت المحاولة بضبط النفس بالفشل !
ألن التجربة األولى ليست كافية لكي يثبت المرء فيه أنّه قادر
على ذلك ،لذا ال بدَّ من عدة تجارب ،لكي يحظى المرء بسهولة
التعامل تدريجيّا ً .
هذا و يختلف من موقف آلخر ،كما قُلنا سابقا ً ..
أي يعني عندما يُفاجئك صديقك بمقلب تافه ،ليس كالمدير الذي
يُفاجئ أستاذ الرياضة بأن يعطي درس فلسفة للطالب حاالً !
73
لذا علينا أن نتبع هذه الخطوات ،الّتي قد تُساعد المرء أن يتخ ّ
طى
مثل هذه المواقف .
*١عندما تتفاجأ بشيء كهذا ،حاول أن تُف ّكر بكيفية التعامل مع
الموقف و ليس بكيفية الهروب من الموقف .
*٢عند القيام بالعمل الفُجائي ،حاول أن تتنفّس بشكل طبيعي و
أن تُف ّكر كيف أن تُرتب األفكار ال ُمترتبة عليك .
*٣ضبط النفس ضروري ،و لكن األكثر ضروريّا ً هو تقبُّلك
للموقف .
*٤االبتعاد عن األفكار السلبية ،الّتي هي أكبر عائق في كل أمر
.
يصفر ال أعلم ،و لكن حاول أن تتذكر ّ يحمر وجهك ،أو
ُّ *٥قد
موقف يُساعدك على االبتسامة ،لكي تتج ّهز نفسيّا ً .
*٦أثناء الخطاب ،أو إلقاء الكالم ،حاول أن تكون على طبيعتك
،و ّأال تتصنّع أو تُقلّد أسلوب شخص آخر ،فقط ألنّك مض ّ
طر و
ألنك فوجئت بذلك .
*٧ال تُف ّكر كيف ستنهي ،بل ف ّكر في ما أنت فيه ،أي يعني
حاول أن تعطي أهمية لما أنت فيه ،ألنك ال تدري كيف سينتهي
الخطاب .
صمت ،و لكي ال تُبيّن لهم ،
*٨إن نسيت الكالم ،عليك بال ّ
أشرب كوبا ً من الماء ( إذا كانت موجودة ) ،أو أبلع ريقك ،و
ف ّكر في أن تربط بين المواضيع .
*٩التنقّل السليم و تحريك اليد ،و توزيع النظر على الجميع و
التعبير بإماءات الوجه و طبقة الصوت .
*١٠ال يه ُّم الموضوع ،و لكن األهم من ذلك هو طرحك
للموضوع ..
74
قد تختار موضوع مثير لالهتمام و لكن طرحك له يجعله ُم ّ ً
مال ،
و قد تختار موضوع ليس ُمه ّما ً و ليس جديداً ،و لكن أسلوبك هو
الذي يجعله مثيراً .
تكرر كثيراً مثل هذه الكلمات ( المهم ،يعني ،حسنا ً ،
*١١ال ّ
....إلخ) .
*١٢أخيراً و ليس آخراً ،أن تجعل من الشيء ال ُمفاجئ إلى شيء
و كأنّك أنت دبّرت له ،أي تُبيّن للناس مدى اهتمامك بالموضوع
الذي تطرحه .
•••
هُنالك طرق أخرى ،مثالً :أن تُج ّهز موضوع في البيت و تجعله
لالحتياط ،و لكن قُلّما يحدث ذلك مع المرء ،لذا ال أحد يُف ّكر بهذا
،لذلك عندما تكون ُمستعد و يحصل معك هذا الموقف ،غالبا ً لم
تمر بعدة تجارب لكي ترى بنفسك تنجح في البداية ،أي عليك أن ُّ
التطور الذي سيحصل معك من تجربة ألخرى ،و هذا أيضا ً ّ أنت
ً
يختلف من شخص آلخر ،صدقا هُنالك من يصيب من أول
تجربة و هنالك من يقع في الخطأ حتى في التجربة العاشرة ..
لذا أهم شيء هو أن ترى ما هي المشكلة لكي تحلّها و ليس لكي
تبتعد عنها أو تتخطاها .
سنرجع إلى ذلك المثال الذي كان في البداية ،و سنعيد إلقاءه ،و
التطور الذي سيكون بين هذا و ذاك .
ّ سنرى الفرق و
الصمت ،و ما أدراكم ما الصمت ،من الصفات التي يتميّز بها
الفرد عن غيره ،من الصفات التي تفرض على الفرد أن يضبط
نفسه لكي يمتلك هذا األسلوب ،أو هذه اللغة !
قد يسأل سائل ،لما كل هذا االهتمام بالصمت ،أو لماذا نحن
صمت على الكالم في أكثر األوقات في النقاشات !؟ نُفضّل ال ّ
75
سؤال جميل جدّاً !
الصمت يا عزيزي ،لغة ال يتقنها إال من كان يتّقن أسلوب
االستماع من دون المقاطعة ّأوالً ،و عدم الخضوع لشهوة التكلمّ
أو الردود التلقائية الفورية ثانيا ً ..
اإلنسان العاقل و الذي ال يخضع لما تشته نفسه ،و يعطي كل ذي
حق حقّه ،و يرى من األمور من بُعدها إلى قُربها بالتدريج ،و ال
يستنتج أو يدرك شيء كامل بواسطة استنتاج معلومة صغيرة من
هذا الشيء ..
سيعرف جيّداً مدى أهمية الصمت في أغلب األحيان و ضرورة
استعمالها ،و أيضا ً سيعلم كيفية التعامل مع أي شيء مهما كان ،
ألن اإلنسان الذي يستخدم شيء يصعب عليه فعله ،سيتمكن من
فعل أشياء ثانية أيضا ً ،ألن الصمت بشكل عام ناتج عن سيطرة
اإلنسان على نفسه و شهواته و كل ما يدور في طيّاته من الكالم
الذي ليس له معنى ..
76
اإلنسان عندما يفقد أعصابه ،يبدأ يتكلّم فيما يتنافى كليّا ً عن عقله
،لذلك بعد أن يتخلص من هذه الحالة و يتذكر كالمه ،صدقا ً ،لم
يعد يُصدّق إن كان كل هذا الكالم أو األفعال ناتجة عنه ..
كل ما نريده ،هو أن يصل اإلنسان إلى مرحلة يتح ّكم بما يتح ّكم
به في بعض الظروف .
و شكراً .
هكذا و نرى أنَّ اإلنسان قادر على خلق موضوع أمام الجمهور
دون التجهيز له ،و األهم من هذا كلّه ،هو التنقّل السليم في
الموضوع ،و عدم خلط ما ال يُناسب قولك ..
و أيضا ً عندما يُطلب منّا إلقاء كالم من دون الترتيب و من دون
تجهيز و إعداد ،علينا أن نختار المواضيع التي نعرفها و نفهمها
،يعني إذا كنت تعلم عن العدل و المساواة ( على سبيل المثال )
فستتم ّكن من خلق موضوع عام عن هذا ،و لكن كما قلنا ،أهم
شيء هو االنتقال السّليم .
أستغرب أنّ هنالك أُناس يستخدمون مواضيع ال يفقهون عنها شيئا ً
،أي ترى من يتكلم عن ثقب األوزون ،و هو ال يدري ما هو
ثقب األوزون من األساس .
لذا على المرء أن يتكلّم عن شيء يعلمه بشكل عام ،و يزيد من
معلوماته أيضا ً ،و ذلك ألنّه إذا دخل في نقاش عن معلومات
سبق و أن تعلّمها ،ال يُحرج .
77
الال ُمباالة و الراحة :
78
تتهرب بطريقة تُراعي ما
أنت تُبيّن لنفسك قبل أن تُبيّن له ،أنّك ّ
بداخلك !
يجب أن تعلم أنَّ مثل هذا الشي لنسميه ( استفزاز ) و أيضا ً لعدم
امتالكك لمهارات التواصل و إلى آخره من األساليب السلبية .
قد تستفيد من هذا األسلوب ،و لكن في حالة واحد أو حالتين فقط
!
_و ما هي !؟
عندما تتلقى كالم من شخص جاهل و متمسّك بجهله ،و يفرض
عليك جهله !
أو عندما تتلقى كالم ُمسيء ،فاألخذ بهذا األسلوب ،سيكون
استفزازاً بالنسبة له ،و هذا حقّه ،المهم أنّك ال تردُّ الكالم السيء
على ما قاله .
لذلك ،يجب أن تعلم أنَّ هنالك فرق كبير جدّاً أن تكون ال ُمبالي
تتهرب من
للكالم و المواقف السيئة ،و بين أن تتغابى لكي ّ
الموقف الذي أنت فيه ،و يجب أن تأتي بفكرة أن فن الالمباالة
بشكل عام ،هو مدخل أساسي ألنواع التسامح . .
_ كيف ؟
مخالف لرأيك ؛ الال ُمباالة هنا
ٌ على سبيل المثال :رأيت من هو
تدل على أنّك ُمتسامح و لست من المتعصبين لرأيهم ،لدرجة أنك
تشتمه و و إلخ...
أو مثالً ،هنالك من أساء لك بكالم أو حتى بفعل ،فالال ُمباالة هُنا
تعني أنّك أكثر إنسان ُمتسامح و صالح أيضا ً .
و هذا الشيء إيجابي !
مع العلم أنّه معك الحق أن تردُّ السيئة بمثلها ..
79
كما قال هللا تعالى ( :و جزا ُء سيّئ ٍة سيّئةٌ مثلُها فمن عفا و أصلح
فأجره على هللا )
أجر عند ربُّ العباد !
تخيّل أن يكون لك ٌ
...
أو مثالً ،هنالك من يفعل خطئا ً و أتيت لكي تنصحه ،و لكن مع
األسف لم يقبل بنصيحتك ..
ليس عليك سوى التجاهل !
أنا طبعا ً مع أن اإلنسان يجب أن يحب ألخيه ما يحب لنفسه ،و
يصر على الغلط ،لم تكن قادر على إصالحه
ُّ لكن عندما ترى من
،لذلك ال تُبالي ،و ال تهتم ألي ردة فعل منه حتّى ،و عدا عن
ذلك ستكون متسامحا ً حتى مع من خالف الخير منك !.
ال ،ترى أنَّ شخصا ً ال على التعيين ،قد باشر في الكالم
أو مث ً
برر ) أو حتى إن كان هذا الكالمعليك ( كالشتائم الذي ليس لها ُم ّ
في ظهرك ،عدم اهتمامك للشخص بشكل عام و الدخول في
ً
مواضيع بعيدة كل البعد عن هذا الشخص ،سيكون ذلك خيرا لك
،و استفزازاً له ،و ترى أنّه يريد أن يقنع نفسه و يضع نفسه في
األوهام ،أنَّ عدم اهتمامك و تجاهلك له بشكل عام ليس ّإال ضعفا ً
،و الكثير من الكالم الذي ليس له طعمة ،و لكن إن تكلّم هكذا
جهراً ،فقل له :أتدري !؟
لقد مررت بكلب ينبح ،و تذ ّكرت أن الكلب الذي ينبح ال يعض .
...
و هذا دليل على أنَّ هنالك رابط مشترك بين الراحة و الال ُمباالة ،
فعندما نكون ال ُمباليين في بعض المواقف ،سنحصل على
الراحة ..
80
و إن أردنا أن نتكلّم عن السعادة بشكل عام ،فالمسبب الرئيسي
لها هي الراحة ،لذلك األفضل هو أن نبحث عن سبل الراحة لكي
نحظى السعادة الحقيقية .
81
االبتسامة أثناء االستماع ،و النظر بعين ال ُمتكلم :
حت ّ َ
ام ؟
سترد ،و لكن الرد الذي يكون نوعا ً ما ،قليل و في مكانه
الصحيح ..
82
أي سترى أنّه تكلّم كثيراً و بدأ يسخر منك و من شكلك على سبيل
المثال و يضحك و يُريد أن يضحّك الجميع عليك ..
شاركهم باالبتسامة الجميلة ،و قل :هه يا له من خفيف دم .
احتمال كبير أن تراه يرتبك إذا تكلّم مرة أخرى ،و إن سكت و لم
ترد عليه و لم تهتم لما يقوله ،سيشعر أنه لو لم يفعل ذلك لكان
خيراً له ،و لكن صدّق أنّه سوف يخلق تفكيراً ساذجا ً ،و هو أنّك
ال تعلم كيف ترد على إساءته و كالمه ،لذلك فعلت ذلك ..
ال تهتم ،فكل غلطان و بيده حجّة على غلطه ،حتّى من يدُ ّخن
علبة في اليوم ،إذا قلت له هذا غلط ،سيقول لك أنَّ هنالك من
يد ّخن علبتين في اليوم ،لذا علبة واحدة خيراً من علبتين ...الخ.
أي حاول أن ال تهتم ،و إن أشغلت نفسك بشيء ثاني ،ذلك أقوى
بكثير من استماعك و ابتسامتك ( ألنَّ هذا نوع من أنواع االهتمام
لكالمه ،لذا ليس غريبا ً أن يرى نفسه و كأنّه فعالً خفيف الدم )
مع تكراره للسذاجة و ( اللعي ) الذي ليس له طعمة ،حاول أن
تشغل نفسك بأتفه األشياء ،سيشعر حينها أنَّ الفعل انقلب على
الفاعل ،و ال أظن أنّه سيعيد ذلك السيناريو التافه .
83
ثانيا ً :النظر بعين المتكلّم .
و إذا طبقنا األمثلة التي أخذناها ،فيجب أن نربط أسلوب النظر
أحمرتا من الغضب و
ّ بعين المتكلّم ،حتّى ولو رأيت عيناه
االنفعال .
ما عدا ذلك الذي يُخفف من د ّمه ،و يعيد ما كان عليه ،ذلك
وضعه خاص .
المهم . .
االبتسامة أثناء االستماع ليست كافية لوحدها ،بل يجب بنفس
الوقت أن تنظر بعينيه بابتسامة حلوة ،و كأنَّك تُخاطب ع ُّمك أثناء
طلبك البنته ..
تشبيه متعوب عليه ،ال بأس ،لنكمل .
صةً بعين من يُسيء لك فكما نعلم أنَّ النظر بعين المتكلم ،و خا ّ
بالكالم ،يسبب له نوع من االرتباك و الضياع و التخبُّط ،و ليس
غريبا ً أن تراه يتكلّم في الشرق و الغرب معا ً ،لذا حاول أن تر ّكز
دائما ُ في عينيه ( وال تهتم لكالمه ) أي وجّه كل تركيزك في
عينيه ،فهذا سيجعله ( إ ّما أن يُر ّكز بعينيك ،أو بكالمه الفاضي )
.
...
لذلك نرى أنَّ االبتسامة أثناء االستماع و النظر بعين المتكلّم ،
مصغ للكالم ،و
ِ شيء يجعلك مستمتعا ً أكثر مما يجعلك مستمعا ً و
كأنك تسمع أحداً يمدحك و يكبّر من حجم دماغك ،أو تسمع
لحاجة أنت تحب أن تسمعها ،لذا ستشعر باللذة ،ولكن ليس في
أول تجربة ،هذا ما يلزمه التعويد نوعا ً ما لكي تحظى ذلك
الشعور الجميل ..
84
لذلك عندما تبيّن للناس االبتسامة أثناء االستماع ،بصرف النظر
إن كان من يكلّمك في حالة غضب و يشتمك و يسخر و و الخ ،
أو إن كان حوار طبيعي حدث بينك و بين أحدهم ،سيكون هذا
الشيء إيجابي في الحالتين ،و لو حدث ث ّمة حوار طبيعي بينك و
بين شخص ألول مرة ،و أنت مبتسم و تنظر إلى عيناه و مر ّكز
و متفاعل في الكالم معه ،سيؤدي ذلك إلى أن يأخذ هذا الشخص
طابعا ً إيجابيّا عنك ،بل و سيحترمك دام أنت تحترمه ..
تذ ّكر جيّداً هذا الكالم ..
أسلوبك مع النّاس ،غالبا ً ما يُحدّد أساليبهم معك ..
لذا عليك أن تكون حريصا ً على أسلوبك .
85
الراحة أثناء االستماع ،و أثناء الكالم :
كما أننا تكلمنا عن االبتسامة أثناء االستماع ،و كيف أنَّ هذا
األسلوب له آثار إيجابية ( سواء عند االستماع أو عند الرد ) ،و
أنَّ كيف للناس أن تأخذ عنك طابعا ً إيجابيّا ً أو نظرة إيجابية أثناء
الكالم ..
هذا الشيء يؤدّي إلى الراحة و عدم القلق في خلق حديث مع
األشخاص ،و هناك رابط مشترك بين الراحة و عدم القلق و
االبتسامة والنظر بثقة في عين المتكلم .
كما نعلم أنَّ هنالك الكثير من يعاني من عدم الراحة أثناء الكالم أو
الخطاب ،أي يعني هنالك نوع من القلق الذي يمنع اإلنسان أن
يتكلّم بوضوح ..
و أيضا ً ترى الكثير من يتكلّم بطريقة ليست واضحة ،أو يعمل
على التداخل بين مواضيع ال أهمية لها بمواضيع ذات أهمية
عالية ،و هذا الشيء ( بالذّات ) يعمله المرء ؛ لكي ال يبيّن
طي على المشكلة الذي يُعاني النقص الذي يُعاني منه ،أو لكي يُغ ّ
ّ
منها من األساس ،أال و هي عدم الراحة في التكلم مع اآلخرين .
و عدم الراحة أثناء التكلّم له عدة أسباب و من أهم هذه األسباب
هي ( :الخجل ،الخوف من الرد ،التكلّم مع من هم أكبر سنّا ً ) و
الكثير من األسباب ..
لذلك ،دعونا أن نُفسّر و نُحلّل تلك األسباب ،و نعطي بعض
الحلول التي قد تساعد اإلنسان على تجاوز هذه المشكلة .
86
*١الخجل :و هذا ما ينتشر كثيراً عند الفتيات ..
ترى أنّه إن كان يعاني من الخجل ،فلم يرتاح بالكالم مع
اآلخرين ،و هذا أكثر سبب ُمنتشر من أسباب عدم الراحة مع
األسف ،و غالبا ً ما يحدث هذا الشيء عند التكلّم مع شخص ّ
ألول
مرة ،و ترى أنّك تفكر بشكل كبير جدّا بكل كلمة تقولها ،و هذا ّ
ما يجعلك تدخل في الجدار و تبدأ بعدم الراحة أثناء الكالم ،مع
العلم أنَّ التفكير قبل الكالم ( أسلوب جيّد ،وال بد منه ) و لكن
الطريقة التي أذكرها هي اإلفراط في التفكير في كل كلمة ،أي
ترى أنّك تحتار عند الرد إذا سألك عن أخبارك ،ترى نفسك في
دوامة ،و ترى و كأنَّ هنالك شخصان في داخلك ،إحداهما يقول
:قل بخير الحمد هلل ،و الثاني يقول :ال ،قل تمام وال تكثر من
كالمك ...
و نستنتج أيضا ً ،بمجرد ما الشخص الذي نكلمه ،بدأ يتكلّم كلمة
من الشرق و كلمة من الغرب ،و يخلط حرف العين مع الخاء ،
و إلى آخره من التخبيص ،أنَّ هذا البني آدم ليس مرتاحا ً في
الحديث ،حتّى ولو بدأ يبتسم و يضحك و يتفاعل ( كل هذه
إشارات ،إلخفاء تلك المشكلة ) ،و يريد أيضا ً بهذا الشيء أن
يتخلّص من الحوار بشكل عام ،و ال يريد أن يكون هنالك خلل
في كالمه ،فهنا يزيد التفكير و يكثُر الكالم ،فبالتالي تكثر التأتأة
أثناء الكالم .
* ٢الخوف من الرد :ترى الكثير من الناس ،عندما يتكلم أحدهم
مع شخص ،يشعر و كأنه داخل في تحدي من سيقصف جبهة
الثاني ،و من سيربح الحوار ،و كيف سأبدأ و كيف سأنتهي .
وبعد االنتهاء من هذا الحديث بشهر :لماذا لم أقل هذا ،و لماذا
قلت هذا الكالم ،و لماذا كان صوتي هكذا ،هل يا ترى أخذ
طابعا ً سلبيّا ً عنّي ،و الكثير من اللعوصة التي ليس لها داعي .
87
فمن كثر حرصه على كل حرف ،و على تفكيره بكل الحديث ،و
تركيزه على أتفه األمور ،ترى أنّه يتخربط كثيراً ،و هنا تكمن
عدم الراحة أثناء الكالم ،و هذا الشيء طبيعي جدّاً ،ألنّك داخل
في موضوع ( كيف تقلي البيضة في خمسة دقائق ) ..
و تشعر و كأنّك داخل مناظرة ،أو في موضوع ( كيف تتحدى
خصمك ،و تُطيّر جبهته من أول كلمتين ) .
و هذا ما كنت أنا أُعاني منه مع األسف ،و لكن الحمدُ هلل
تخلّصت من هذا األسلوب ( أو من هذا التفكير ) ،و بدأت أعطي
لكل حديث القيمة الكافية ألهميته .
88
مرة !؟
أم أسكت فرد ّ
أم أستبدل هذه الكلمة بغيرها !؟
و الكثير من األسئلة و األفكار التي تكون سببا ً في انتهاء الحديث
و انتهاء اليوم ،و هو لم يتكلّم سوى ( :أي ،أأأ ،ال ،طبعا ً ،
فششكراً ) .
القصة وما فيها ،و باألخص للناس التي تخجل كثيراً عند التكلّم
مرة ..
مع أشخاص جدد و ألول ّ
صديقي ،أعتبر نفسك و كأنّك تُكلّم شخص تعلمه جيّداً ( أي
حسّس نفسك ) ،أنا ال أقصد أنّك تذهب و تلطمه و كأنّه صديقُك
الذي بينك و بينه ( خبز وملح) .
أُريد منك أن تُحاول تفعل هكذا ؛ لكي تتأقلم بشكل أن تخدع نفسك
بمعرفته ،و تعمل بعقلك في عمل حوار جيّد معه .
و أيضا ً لكي ال تشعر بأيّة ضيق من داخلك ،و كن واثقا ً في كل
كلمة تقولها وليس ُمش ّككا ً في ما تقوله ،و هذا الشيء يُريد منك
القليل من االستمرارية و التجارب العديدة لكي تصل ألعلى
مرحلة من الراحة و عدم القلق في عمل أي حديث ،و مع أي
شخص ..
لذا ليس غريبا ً أن تفشل في البداية ،و ما بعد الفشل ّإال النجاح ،
و لكن الغريب هو أن تخاف و تُعقّد الموضوع بعد كل مرة تفشل
فيها ،ستؤ ّكد على قانون تافه ،أال و هو :ما بعد الفشل ّإال
األمراض النفسية و االحباط .
89
التكلم بوضوح ،و االستماع دون المقاطعة :
90
ألن النفط متكون من مواد متحلّلة ،و العلم أثبت َّ
أن فيقول لك َّ :
الديناصورات التي انقرضت ،و تحولت إلى نفط ..
طبعا ً و بعدها يأتي لك بكالم الفالسفة و يبدأ يتكلّم بقصص ال
عالقة لها بالموضوع و يستخدم بعض المصطلحات الالتينية لكي
يُبيّن لك صحّة ما كتبه ..
طبعا ً أنا ال أُريد أن أتعمق في موضوع المغالطات المنطقية بشكل
عام ،و لكن كل ما هُنالك أربط موضوع المغالطات باألشخاص
الذين يتكلموا بطريقة غير واضحة ..
يعني صدقا ً ،لو تكلّمت مع شخص ال يعلم كيف يوضّح لك كالمه
و ضعيف جدّاً في الشرح ،أهون بكثير من أن تُكلّم ذلك الذي
يقول لك أنَّ الفيتامينات مفيدة للجسم ،وإذا سألته :لماذا ؟
يقول لك :ألن الجسم محتاج للفيتامينات .
_ وااو ،لم أكن أعلم هذه المعلومة من قبل !
لذلك ،من أهم سمات الحوار اإليجابي هو التكلّم بوضوح ،و
االستماع دون المقاطعة .
91
االستماع دون ال ُمقاطعة :
مهما كان ،و مهما حصل ،و مهما سيحصل
اسمع لألخير ،ثم تكلّم !
يعني هذا ما يجعل الحوار بطريقة أفضل من أن يكون هنالك من
يقاطعك طوال الوقت ،يعني تخيّل لو أنّك تشرح قضيّة ليست
مفهومة لدى الشخص الذي تشرح له ،و أنت ُمندمج في شرحك
للكالم ،فجأة ترى أنّه قاطع كالمك و بدأ يتكلّم كالم ليس له معنى
،أو ليس له عالقة بالموضوع ..
على فكرة !
تعود على فكرة مقاطعة الكالم ،و هنالك من يفعل ذلك
هنالك من ّ
ً
وفي بعض األثناء عمدا ،لكي تنسى ما قلته .
ر ّكز !
ألن إذا تك ّلموا عن شيء و كان هذا الشيء غلط ،أو تكلّموا
كالم ضد القضيّة التي ليست مفهومة ،و عندما بدأت بشرحها
لكي تصبح بعد ذلك مفهومة ،فيشعروا بالخسارة نوعا ً ما ،و كما
نعلم أنَّ بعض األشخاص يشعرون و كأنّهم في هذه الحياة في
سباق مع اآلخرين ،أو في تحدي بشكل عام ( أكسب ،أو
أخسر) ،يا أخي حسس نفسك و كأنّك في مكان ،و كل ما في هذا
المكان مجرد زمالء ،يعني ال تح سّس نفسك أنَّ هذا خصم و هذا
حليف ،و هذا بطيخ ...
عامل الناس كما تَريدُ أن تُعامل .
..
لكي نصل إلى حوار إيجابي ،و خالي من المشاكل ،يجب
التركيز على نقطتين :الكالم الواضح ،و االستماع دون
المقاطعة .
92
قلة الكالم ،و الرد ال ُمناسب في الوقت ال ُمناسب :
من أهم أساليب فنّ الحوار الناجح ،و ال سيما أنّ هناك رابط
مشترك بين قلة الكالم ،و الرد المناسب في الوقت المناسب .
_ كيف ؟
عندما يكون لدى الشخص ،قيلولة في الكالم ،و ال يكثر كالمه
في ما ليس له معنى ،و ليس له عالقةً في الموضوع ،سيكون
لديه رد قوي في الوقت نفسه ،و ردٌّ مناسب و واضح ،و هذا
أيضا ً ما يربط بين األساليب التي تكلمنا عنها من قبل ،كاالستماع
دون المقاطعة واالبتسامة أثناء االستماع و التكلّم بوضوح ..و
إلى آخره .
لنتكلّم في البداية عن أسلوب ( قلّة الكالم ) .
في طبيعة الحال ،سترى هنالك من يتكلّم كثيراً ،لكي يسدُّ الفراغ
الموجود ،و سترى أيضا ً من يعلم كيف يبدأ في الكالم ،و لكنّه ال
يعلم كيف ينهي ،أي أنّك ستُقابل أحدهم ال على التعيين ،بدأ
بموضوع و بشكل طبيعي و بدأ التفاعل في الموضوع بينك و
بينه ،و لكن عند انتهاء الموضوع لم يعد يعلم كيف ينهيه ،فيبدأ
يتكلّم من الشرق و من الغرب و يُتأتأ في الكالم ،و يخبّص و
يلزق دماغه في الحيط و و الخ..
فيصبح هناك نوع من الخربطة و التعليق ،فال ينتهي الحوار ّإال
أن تنهيه أنت ،أو يرى ما هو ناقص ليكمله !
_ كيف ،و لماذا ؟
أي يملي كل فراغ ،و يرى أنَّ الكالم الزائد خير من الصمت في
بعض المواقف ،فاإلنسان بطبيعة الحال يميل للحاجات الناقصة
ليك ّملها .
93
لذلك هذا األسلوب ،قليل جدّاً من يتقنه ،أو يأخذ به ،و أنا أيضاً!
صح ال أستخدم أسلوب ( كثرة الكالم ) في الحوار ،و لكن بنفس
الوقت ال أتقن فن أو اسلوب ( قلّة الكالم ) ،أي ليس من
الضروري أن تتقن هذا األسلوب ،ولكن الضروري هو أن
تتوازن بين االثنين ،و هذا ال يعني أنَّ أسلوب ( قلّة الكالم ) ليس
جيّداً ،بالعكس تماما ً ،بل هذا األسلوب ُممتاز جدّاً ،و من يملك
أو يتّقن هذا األسلوب فهو يمتلك التفكير العميق ،و حذر جدّاً ،و
كالمه موزون ،لدرجة أنّك ستعشق الحديث معه ،و لكن ما هو
سلبي في هذا األسلوب هو تعويد الشخص على قلّة الكالم لدرجة
أنّك تراه ال يتكلّم سوى كلمة أو كلمتين ،فالمقصود بأسلوب قلّة
الكالم بشكل عام هو أن يوازن بين ما يقوله و بين ما يحمل من
كالم في طيّاته ،يعني ليس من المهم أن تُبيّن للناس كم أنت مذهل
و لم تتكلّم سوى القليل جدّاً ،و في نفس الوقت تحمل في طيّاتك
جريدة من الكالم ،و المهم هو أنّك تف ّكر بشكل طبيعي في الكالم
الذي في داخلك ..
يا هل ترى صح أم غلط ؟
التهور إذاً ؟
ّ و إن كان غلط ،فلما
94
أ ّما أسلوب ( الرد ال ُمناسب في الوقت المناسب ) .
فهو ناتج عن التفكير في كالم الشخص ّأوالً ،و في كالمه قبل
الرد ثانيا ً .
ليس بالضرورة أبداً ،أن تُف ّكر في كلمة أو كلمتين تنهي الحديث و
تكون أنت الذي تكلّمت الصح في مكان الصح ،أو أنت الذي
كسبت الحوار ،و لكن المهم هو أن تفهم ،ثم تف ّكر في كالمه ،و
بعدها تأتي بالرد .
و لكن ،عليك أن تنتبه !
_ لماذا ؟
هنا سيحدث ،بما يُس ّمى باالستجابة التلقائية للمواقف ،كما تكلّمنا
عنه سابقا ً ،لذا األه ُّم من هذا كلُّه هو التفكير قبل ّ
الرد ،ألنّك
بطبيعة الحال إن استقبلت كالم من جاهل و كالم سلبي ( من
الشتائم و إلى آخره )..سوف يكون ردُّك سلبي أكثر من كالمه
أيضا ً ،لذا التفكير قبل الرد ،يعطيك الحق في أن ترد كمثل ردّه
،أو أن ترد أقوى من ردّه ..
و عندما أقول ( أقوى ) أنا ال أقصد بشتيمة أقوى !
أنا ال أدعم فكرة الشتيمة من األساس !
األقوى ،هو في عقلك ،هو عندما ترى صراع في داخلك ،في
من يقول لك رد الشتيمة بشتيمة أقوى ،و في من يقول لك اصبر
،و حاول ّأال تعطي أهمية لكالمه ..
ألنّه من األساس أتى بالشتيمة ،لكي أنت أيضا ً تأتي بمثلها ،
فبتالي ستتعقّد المشكلة ،و بعد انتهائك ستقول :ليتني لم أهت ُّم من
األساس .
لذا ،كن حريصا ً على أن تردَّ ردّاً ،يجعلك مطمئنّا ً ،و يجعله
مشغوالً طوال اليوم في ردّك .
95
انتهينا من األساليب جميعا ً !
و بقي لدينا أن نعطي بعض النصائح ،و بعض القصص التي
حدثت معي ،و حدثت مع غيري ..
96
النصيحة األولى ( :عن االرتباك ) .
االرتباك أثناء الكالم ليست ّإال مشكلة طبيعية تحدث مع الكثير من
الناس ،و قد يأتي أحدهم و يُعاني بشدّة من هذه المشكلة !
تم ّهل !
عليك أن تعلم ما هي المشكلة ،و كيف التعامل معها ،و من ثم
العمل على حلّها .
أذكر من أسبوع أو أكثر ،جاءني اتصال على الجوال من رقم
غريب ،من خارج الدولة التي أسكن فيها ،و الغريب في
الموضوع هو أن االتصال ليس على البرامج ( كالواتس آب ،و
الجوال ُمباشر ،فأصابني بعض القلق ، غيرها ) ،إنّما كان على ّ
و دون أي تفكير ،قمت بالرد على المكالمة ،فشعرت حينئ ٍذ
باالرتباك ،لدرجة أنّني بدأت أتكلّم نفس اللهجة التي هو يتكلّم بها
،فصار نوع من الخبيصة و دخل دماغي في الجدار ،و القصة
أبسط بكثير مما أتخيل !
كل ما في األمر ،هو أنني قد أنشأت حساب على موقع إلكتروني
عربي ،و من خالل التسجيل أضفت رقمي ،فحدثت معي مشكلة
أثناء التسجيل ،فلذلك بعد هذه القصة بيوم ،اتّصل بي عميل من
الشركة أو من صنّاع الموقع ،فكان يسألُني إن كنت أعاني من
ي أيّة عمل على الموقع ،و كان مشكلة ،و أيضا ً إن كانت لد ّ
يتكلّم باللهجة المصرية ،و أنا أيضا ً تكلّمت ،و يا ليتني لم أتكلّم
صراحةً !
و حدث معي نوع من القلق و االرتباك ،و ذلك ألنَّ هذا الموقف
مرة يأتيني اتّصال غريب و من مرة ،أي ّأول ّ
حدث معي ألول ّ
ُ
خارج الدولة ،و أيضا ً لم أف ّكر مجرد تفكير بالموضوع ،أي
كيف حدث هذا ،أو لما حدث هذا من األساس ،لربما كنت
أدركت أنَّ كل هذا ألنني حاولت إنشاء حساب على موقع عربي ،
و لكنّني دون أي تفكير قمت بالرد عليه ..
97
لذلك ،ما تعلّمته من هذا السيناريو الذي حدث معي ،هو أنني
ي أوالً أن أُف ّكر قليالً ،و ثانيا ً أن ال أُكبّر الموضوع في
يجب عل ّ
عقلي ،بمجرد ما حصل معي موقف كهذا ،و ما هو أهم من هذا
كلّه هو ،أن أتكلّم بلهجتي ( ،حتّى و إن كان ال ُمتكلّم مصري ) .
المشكلة إنني أُحبُّ اللهجة المصرية ،و أتقنها بعض الشيء ،و
لكن عندما باشرت في الكالم باللهجة المصرية ،و أنا في حالة
من القلق و عدم االستيعاب واالرتباك ،تمنيت لو لم أحاول أن
أتكلّم من األساس .
واآلن ..
صة أو الموقف ،ألنني أعلم أنَّ هنالك الكثير من ّ
يتهور ذكرتُ الق ّ
و يحدث معه ما حدث معي ،أي قد يختلف الموقف من شخص
التهور و
ّ آلخر ،و لكن الرابط المشترك بين هذه المواقف هو
التسرع ،و العمل من دون تفكير .
ّ
المواقف التي تحدث معنا بشكل سلبي قد تكون منبّهة لما سيحدث
معنا من نفس المواقف في ما بعد .
التسرع
ّ فالنصيحة بشكل عام هي ' اتّخاذ التفكير ال ُمتأنّي ،و عدم
مهما كان الموقف ' .
98
النصيحة الثانية ( :الصبر ) .
قيل عن الصبر الكثير من المقوالت ،ومن أشهرها :الصبر
مفتاح الفرج ..
مع األسف ،هنالك الكثيييييير من ال يتحلّى بالصبر في كل
المواقف الّتي قد ُّ
تمر في حياته ،سواء كانت هذه المواقف نتائجها
سلبية ،أم إيجابيّة .
صدّق !
إذا أردت أن تصل ألي شيء ( مهما كان ) ،فالنتيجة حتما ً
مرتبطة بالصبر ..
و قد سمعنا الكثير من القصص التي حدثت مع الناس ،منهم من
فتح مشروع و لم يرى النتيجة من أول أسبوع فغلقه و غضب و
لم يعجبه األمر ،و منهم من عمل القليل و عجّل في عمله ،وبعد
أن ظهرت النتيجة السلبيّة ،انصدم ،استغرب ،أُصيب بحالة
مزاجية غريبة !
أنا !؟
أنا أتلقى مثل هذه النتيجة ؟
لم يعد يُف ّكر كيف تلقّى النتيجة السلبيّة ،أو لما حدث معه هذا
صبر و
َ الشيء ،فبدأ يستغرب و كأنّه عمل بكل جد و اجتهاد و
تلقّى شتى أنواع الصعوبات خالل عمله و و ...إلى آخره.
و لم يُف ّكر أبداً بشكل منطقي مثالً ،أنَّ العمل إن أعطيته حقّه
فحتما ً ستُلقى بما كنت تطمح إليه !
و الكثير من األمثلة التي تحدث مع الناس ،و لكن ال ُمراد قوله ،
كما ذكرتُ سابقا ً :افعل ما شئت ،سُتلقى بما شئت فعله .
99
و إن أردت أن تبحث في القرآن الكريم عن الصبر ،فسوف ترى
ذكر كلمةُ ال َّ
صبر فيها . الكثييير من اآليات التي ت َّم َ
ومنها ..
في قوله سُبحانه و تعالى :يا أيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ا ْستَعِينُوا بِال َّ
صب ِْر َو
صا ِب ِرينَ ( )١٥٣البقرة . صالةِ إنَّ َ
هللا َم َع ال َّ ال َّ
100
المهم هذا الشخص قال لفايز :ال أُحبُّ المشاكل ،و ال أُحبُّ
العراك كالصبية ،دعنا أن نحل هذه المشكلة بشكل سلمي .
فأيّد عامر كالم هذا الشخص و قال له :هذا هو الصواب ،فلنقيم
الصلح بيننا .
و لكن فايز كان لديه خيار ثاني ،و دون أي تفكير قال لهم :يا
لكم من أطفال تخافون من المشاكل التي كهذه ،و أنت ( قصده
مرةً أخرى فسوف ترى منّي على الشخص ) ،إن رأيتك أمامي ّ
الجانب الذي ال أُريدك أن تراه من األساس ،انصرف !
المهم قال له هذا الشخص :و ليكن مثل ما تريد ،السالم عليكم .
و ذهب ..
هنا شعر فايز و كأنّه أخطأ ،فاإلنسان حتّى ولو كان متهوراً ،و
يخضع لشهواته و ال يضبط انفعاالته ،تبقى تلك الفطرة السليمة
التي تجعل من األنسان أن يميّز الصح من الغلط ،و لكن مع
األسف غلبه الكبر ،و لم يذهب و يعتذر ،بل و كبر حجم رأسه
..
حتى أن صار معه موقف ،و انقلبت حياته رأس على عقب !
كعادته ال ُمعتادة ،كان يشتم كل من يراه ،و كل من ال يعجبه ،و
كل من ال ينظر إليه بابتسامة حتّى ..
فالتقى بأحدهم و شتمه و بدأ يسخر من وجهه ،فردَّ عليه و قال :
انتهيت من كالمك ؟
فقال فايز :و هل لي أن انتهي من الضحك ،و لكن ال أريد أن
أجرح مشاعرك أكثر من ذلك ،انصرف عن وجهي .
فقال له بكل ثقة :و هل دخولك للشيء مثل خروجه ؟
101
صب فايز و دون أي تفكير ،لطمه على وجهه و قال له :وفع ّ
ماذا تقصد بكالمك يا .
_ أسأت الظنَّ بي ،و ذلك لعدم امتالكك الصبر ،كل ما أُريد أن
أقول لك هو أن توازن كالمك و نفسك ،و أن أنصحك لعلّك
تسمع مني ..
أتدري ؟
كلنا نملك لسانا ً ،و نحن أحراراً كيف نستخدمه ،و الفرق بيني و
بينك ليس الخوف ،ال ..
بل الفرق يكمن في نظافة اللسان ،و ما لي ال أشتمك مثلما
شتمتني !؟
كن لطيف التعامل تُحب ،يعني ال تُف ّكر مجرد تفكير أنَّ كل ما
تفعله دليل على قوتك و رفع مكانة بين الناس !
كل ما في األمر هو أنَّ هنالك َمن يخاف مِن الذي ال يخاف هللا !
اتَّ ِ
ق هللا و راجع نفسك سترى أنَّك لست على صواب !
فلم يتكلّم شيء ،بل و أصابه نوع من االستغراب من كالمه ،و
ظ َّل يُف ّكر بكالمه طوال الوقت ..
حتّى أن جاء صاحبه عامر بعد أسبوع من هذا الموقف الذي
حدث معه ،و قال له :اسمع يا فايز ،لقد نصحتك كثيراً و لم
تسمع منّي ،و أنا لم أعد أتح ّمل وجود شخص مثلك في حياتي ،
أسأل هللا أن يهديك ..
فقاطعه و قال له :اصبر !
تحلّى بالصبر ،ما لك يا رجل !؟
فتعجّب عامر ،و كاد أن يُغمى عليه من الصدمة !
102
و بقي مصدوما ً ،لم يتكلّم ..
فقال له فايز :أتدري يا صاحبي ؟
تخيّل لو تضرب شخص ،و ال يسيء لك ،بل و ينصحك أجمل
النصائح و يذهب ،و كأنك لم تضربه ،بل على العكس تماما ً !
كأنّك أعطيته ماالً !
أدركت أنَّ ما كنت أفعله ،أتفه من أتفه ما تف ّكر فيه حتّى !
أسأل هللا أن يغفر لي ما فعلته بنفسي و باآلخرين ،و تمنّيتُ لو
أنّني لم أكن هكذا من األساس ،و لكن هذا ما حدث ،و هذا ما
جعلني أن أتعلّم درسا ً من هذه الحياة !
...
103
لذا علينا أن نأخذ بالنصائح ،و ال سيما إن كانت من أقرب الناس
،و أن ال نتكبّر و نعمل كل ما يختلج في داخلنا !
...
و على سيرة الصبر ،قد تختلف األمثلة ،و تختلف القصص و
المواقف في هذا األمر ،و يبقى الحل الوحيد هو الصبر .
إن كُنت ُمد ّخنا ً و تريد أن تقطع التدخين ،فعليك بالصبر .
إن كنت مدمنا ً ألي شيء سلبي ،و تريد أن تقطعه ،فعليك أن
تتحلّى بالصبر ..
صدّق !
األمر ليس بتلك الصعوبة كما يدّعي البعض .
كل ما في األمر هو أن تتو ّكل على هللا سُبحانه و تعالى ،و تتحلّى
بالصبر ،و أن ترسم طموحاتك و آمالك ،و تعمل بجد و اجتهاد
لتصل ما تريد بإذن هللا .
104
خاتِمة
الحم ُد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات ،لقد انتهيت من كتابة هذا
الكتاب ،أسأل هللا أن يكون هذا العمل قد أفادكم .
و كما ذكرت لكم سابقا ً ،هذا أول كتاب من تأليفي ،أي أول
تجربة ،و منها للتجارب األُخرى إن شاء هللا .
هنالك مقولة ،أعجبتني :
105
حمتوايت الكتاب :
المقدمة ٤ ......................................................
قصة علي الذي ترك الدراسة ٦ .............................
التفكير و عالقته بالرد ٨ .....................................
الباب األول ،األساليب السلبية ١١ ............................
كثرة الكالم ١٢ ...................................................
التهرُّب من موضوع إلى آخر ١٤ ...............................
العصبيَّة ١٧ .......................................................
الشتائم ١٩ .........................................................
البكاء ٢٢ ...........................................................
المقاطعة أثناء الكالم ٢٥ ..........................................
عدم القدرة على ضبط النفس ٢9 .................................
عدم التفكير بكالم الشخص المُسيء ٣٣ .........................
عدم تفكيره بكالمه ٣٥ ............................................
االرتباك أثناء الكالم ٣٨ ...........................................
النظر إلى األرض أثناء الكالم ٤١ ................................
التكلُّم بصوت عالي أو بصوت منخفض ٤٤ .....................
إعطاء النصيحة بطريقة خاطئة ٤٧ ...........................
106
الباب الثاني ،األساليب اإليجابية ٥٥ .........................
التفكير قبل الكالم ٥٦ ..........................................
ضبط النفس ٦٠ ................................................
الصمت ٦٣ .....................................................
التنقل من موضوع إلى آخر ٧١ ...............................
الالمُباالة و الرَّاحة ٧٨ .........................................
االبتسامة أثناء االستماع ٨٢ ...................................
النظر بعين المتكلّم ٨٤ ..........................................
الراحة أثناء االستماع ،و أثناء الكالم ٨٦ .....................
التكلّم بوضوح ،و االستماع دون المقاطعة ٩٠ ................
قلة الكالم ٩٣ ......................................................
الرد المُناسب في الوقت المناسب ٩٥ ...........................
النصيحة األولى ( عن االرتباك ) ٩٧ ...........................
النصيحة الثانية ( الصَّبر ) ٩٩ ..................................
خاتمة ١٠٥ ........................................................
محتويات الكتاب ١٠٦ ...........................................
107
Instagram : hussam_alhatiim
108