Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 378

‫التـشــريـعــات اإلعالميـــة‬

‫الدكتـورة‪ /‬ليلـى عـبــد اجملــيـــد‬


‫أستاذ الصحافة بكلية اإلعالم‬
‫جامعة القاهرة‬

‫‪2005‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫التشـريعات اإلعــــالمية‬ ‫(‪)210‬‬


‫جميع حقوق الطبع محفوظة للمركز‬
‫‪1426‬هـ ‪2005 -‬م‬

‫مداخالت تكنولوجيا التعليم‬


‫أ‪.‬د‪ /‬مصطفى عبد السميع‬
‫د‪ /‬مـنـى محـمـد اجلــزار‬
‫‪3011‬‬ ‫رقـم اإليـداع ‪:‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪I . S . B . N : 977 - 223 - 960 - 4‬‬
‫جـ‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫احملتــــويـــات‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫س‬ ‫مقدمة‬
‫‪1‬‬ ‫الوحدة األولى ‪ :‬حرية الفكر والتعبير عن الرأى‬
‫‪4‬‬ ‫التقسيمات اخملتلفة للحريات‬
‫‪7‬‬ ‫حرية الفكر والتعبير عن الرأى‬
‫‪9‬‬ ‫التطور التاريخى حلرية التعبير عن الرأى‬
‫‪10‬‬ ‫حرية التعبير عن الرأى فى العصور القدمية‬
‫‪11‬‬ ‫حرية التعبير عن الرأى فى العصور الوسطى‬
‫حريـة التعبـير عـن الرأى فـى العصـور احلديـثة ‪-‬‬
‫‪14‬‬ ‫واملعاصرة‬
‫‪19‬‬ ‫نظريات تفسير حرية الصحافة‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -1‬نظرية السلطة أو النظرية السلطوية‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -2‬نظرية احلرية أو النظرية الليبرالية‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -3‬نظرية املسئولية االجتماعية‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -4‬النظرية الشيوعية‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -5‬نظرية صحافة التنمية أو النظرية التنموية‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -6‬نظرية املشاركة الدميقراطية‬
‫‪34‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪35‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪37‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫د‬
‫‪39‬‬ ‫الوحدة الثانية ‪ :‬حرية اإلعالم (املفهوم والعناصر)‬
‫‪41‬‬ ‫مفهوم حرية الصحافة واإلعالم‬
‫‪43‬‬ ‫ضمانات حرية اإلعالم‬
‫‪44‬‬ ‫عناصر حرية اإلعالم وأبعاده‬
‫أوال ‪ :‬عناصر حـرية اإلعالم بالنـسبة لإلعالمى أو‬
‫‪44‬‬ ‫املهنى‬
‫ثـانيـا‪ :‬عنـاصـر حـريـة اإلعالم بـالنـسبـة لـوسـائل‬
‫‪53‬‬ ‫اإلعالم‬
‫‪63‬‬ ‫ثالثا‪ :‬عناصر حرية اإلعالم بالنسبة للجمهور‬
‫‪74‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪76‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪78‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫‪79‬‬ ‫الوحدة الثالثة ‪ :‬تشريعات الصحافة فى مصر‬
‫‪82‬‬ ‫أوالً ‪ :‬املبادئ الدستورية اخلاصة بالصحافة املصرية‬
‫‪85‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قوانني الصحافة‬
‫‪87‬‬ ‫قوانني املطبوعات والصحافة فى مصر‬
‫قـانـون تنـظيـم الصحـافـة رقم ‪ 96‬لـسنـة ‪1996‬‬
‫‪95‬‬ ‫املعمول به حاليا‬
‫‪96‬‬ ‫‪ -1‬تنظيم إصدار الصحف وأمناط ملكيتها‬
‫‪106‬‬ ‫‪ -2‬حقوق الصحفيني وضمان ممارسة املهنة‬
‫‪110‬‬ ‫‪ -3‬التزامات الصحيفة وواجبات الصحفيني‬
‫‪112‬‬ ‫‪ -4‬اجمللس األعلى للصحافة‬
‫‪119‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪120‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪123‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫هـ‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪125‬‬ ‫الوحدة الرابعة ‪ :‬نقابة الصحفيني فى مصر‬


‫‪127‬‬ ‫قانون نقابة الصحفيني‬
‫‪127‬‬ ‫قانون نقابة الصحفيني رقم ‪ 10‬لسنة ‪1941‬‬
‫القــانـــون رقم ‪ 185‬لــسنــة ‪ 1955‬اخلــاص بـنقــابــة‬
‫‪128‬‬ ‫الصحفيني ‪.‬‬
‫‪130‬‬ ‫قانون نقابة الصحفيني احلالى رقم ‪ 76‬لسنة ‪1970‬‬
‫‪142‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪143‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪145‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫‪147‬‬ ‫الوحدة اخلامسة ‪ :‬التشريعات اإلذاعية‬
‫خلفـية تاريخيـة عن تطور التـشريعات املنـظمة لإلذاعة‬
‫‪149‬‬ ‫والتليفزيون فى مصر‬
‫‪149‬‬ ‫اإلذاعة‬
‫‪153‬‬ ‫التليفزيون‬
‫‪155‬‬ ‫التشريع املطبق حاليا على النشاط اإلذاعى فى مصر‬
‫‪155‬‬ ‫أهداف االحتاد وأغراضه‬
‫‪157‬‬ ‫مهام االحتاد واختصاصاته‬
‫‪158‬‬ ‫اإلشراف على االحتاد وإدارته‬
‫‪159‬‬ ‫مجلس األمناء‬
‫‪162‬‬ ‫مجلس األعضاء املنتدبني‬
‫‪165‬‬ ‫اجلمعية العمومية‬
‫‪168‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪169‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪172‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫و‬

‫‪173‬‬ ‫الوحدة السادسة ‪ :‬حق التصحيح والرد ونشر البالغات الرسمية‬


‫‪176‬‬ ‫خصائص حق التصحيح والرد‬
‫‪177‬‬ ‫حق التصحيح والرد فى التشريعات الصحفية املصرية‬
‫‪178‬‬ ‫صاحب احلق فى الرد والتصحيح‬
‫‪179‬‬ ‫املادة الصحفية التى ينشأ عنها حق التصحيح‬
‫‪180‬‬ ‫شروط استعمال حق التصحيح‬
‫‪183‬‬ ‫نشر البالغات الرسمية‬
‫مقـارنة بـني نشـر البـالغات الـرسميـة وحق األفـراد فى‬
‫‪184‬‬ ‫التصحيح‬
‫‪185‬‬ ‫حق الرد والتصحيح فى مجال اإلذاعة والتليفزيون‬
‫‪187‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪188‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪190‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫‪191‬‬ ‫الوحدة السابعة ‪ :‬حقوق املؤلف وحماية امللكية الفكرية‬
‫‪193‬‬ ‫مفهوم حقوق املؤلف‬
‫‪193‬‬ ‫احلقوق األدبية للمؤلف‬
‫‪194‬‬ ‫احلقوق االقتصادية أو املالية للمؤلف‬
‫‪194‬‬ ‫شروط االنتفاع بحقوق املؤلف‬
‫‪195‬‬ ‫أنواع االعتداء على حقوق املؤلف‬
‫‪197‬‬ ‫املؤلفات اجلديرة باحلماية‬
‫‪199‬‬ ‫املؤلف الذى يستفيد من احلماية‬
‫‪200‬‬ ‫العنصر األدبى فى حق املؤلف‬
‫ز‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪202‬‬ ‫العنصر املادى فى حق املؤلف‬


‫‪207‬‬ ‫وسائل حماية حق املؤلف‬
‫‪208‬‬ ‫حماية املصنفات األجنبية‬
‫‪209‬‬ ‫احلماية القانونية حلق املؤلف فى اجملال الصحفى‬
‫‪212‬‬ ‫املصنف اجلدير باحلماية فى احملال الصحفى‬
‫‪215‬‬ ‫املصنفات الصحفية غير اجلديرة باحلماية‬
‫‪217‬‬ ‫حماية حق املؤلف فى اجملال الفنى‬
‫‪221‬‬ ‫اإليداع‬
‫‪221‬‬ ‫حماية امللكية الفكرية‬
‫‪226‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪227‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪229‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫الوحدة الثامنة ‪ :‬أخالقيات العمل اإلعـالمى ومواثيق الشـــرف‬
‫‪231‬‬ ‫املهنى‬
‫‪239‬‬ ‫‪ -1‬أخالقيات تعامل اإلعالمى مع مصادره‬
‫‪240‬‬ ‫‪ -2‬اخالقيات خاصة بتعامل اإلعالمى مع املواطنني‬
‫‪244‬‬ ‫‪ -3‬أخالقيات اإلعالن‬
‫‪ -4‬أخالقيات خـاصة بالسيـاسات التحريـرية لوسائل‬
‫‪245‬‬ ‫اإلعالم‬
‫‪246‬‬ ‫‪ -5‬أخالقيات خاصة بحقوق الزمالة بني اإلعالميني‬
‫‪246‬‬ ‫‪ -6‬أخالقيات خاصة بعالقة وسائل اإلعالم باجملتمع‬
‫‪249‬‬ ‫‪ -7‬أخالقيات ومعايير املستوى املهنى لإلعالميني‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫ح‬

‫جتـربـة اجمللـس األعلـى لـلصحـافـة األول فــى مصـر (مـارس ‪- 1975‬‬


‫‪253‬‬ ‫‪)1977‬‬
‫‪257‬‬ ‫جتربة اجمللس األعلى للصحافة احلالى‬
‫‪277‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪279‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪282‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫‪283‬‬ ‫مالحق الوحدة‬
‫امللحق األول‪ :‬مـيثـاق الـشـرف الـصحفــى الصـادر فـى ‪26/3‬‬
‫‪284‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪291‬‬ ‫امللحق الثانى‪ :‬ميثاق شرف اإلذاعيني‬
‫امللحـق الثــالث‪ :‬مـيثــاق الـشــرف للعــامـلني بــاحتــاد اإلذاعــة‬
‫‪295‬‬ ‫والتليفزيون‬
‫‪301‬‬ ‫الوحدة التاسعة ‪ :‬جـــرائم النـشـر‬
‫‪306‬‬ ‫خلفية تاريخية حول تطور جرائم العالنية‬
‫‪309‬‬ ‫التعديالت التى أدخلت على قانون العقوبات‬
‫‪314‬‬ ‫جرائم النشر فى القانون املصرى احلالى‬
‫‪314‬‬ ‫‪ -1‬جرائم العدوان على االعتبار‬
‫‪314‬‬ ‫القذف‬
‫‪319‬‬ ‫السب‬
‫‪320‬‬ ‫اإلهانة‬
‫‪322‬‬ ‫العيب‬
‫‪322‬‬ ‫‪ -2‬االعتداء على حرمة احلياة اخلاصة‬
‫ط‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪324‬‬ ‫‪ -3‬النشر املؤثر على سير العدالة‬


‫‪327‬‬ ‫‪ -4‬التعدى على األديان‬
‫‪328‬‬ ‫‪ -5‬انتهاك حرقة اآلداب العامة‬
‫‪329‬‬ ‫‪ -6‬نشر األخبار الكاذبة‬
‫‪330‬‬ ‫‪ -7‬اإلفشاء والتضليل املاس بالنظام العام‬
‫‪331‬‬ ‫‪ -8‬التحريض‬
‫‪335‬‬ ‫أسباب اإلباحة فى جرائم النشر‬
‫‪335‬‬ ‫حتريك الدعوى اجلنائية فى جرائم النشر‬
‫‪337‬‬ ‫املسئولية اجلنائية فى جرائم النشر‬
‫الصعوبات التى تـواجه تنظيم املسئولـية اجلنائية‬
‫‪341‬‬ ‫فى جرائم النشر‬
‫‪343‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪345‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪348‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫الوحـدة العاشـرة ‪ :‬تأثيـر تكنولـو‪P‬يا االتصـال على التـشريعات‬
‫‪349‬‬ ‫اإلعالمية‬
‫‪351‬‬ ‫‪ -1‬حقوق املؤلف وحماية امللكية الفكرية‬
‫‪354‬‬ ‫‪ -2‬احلق فى اخلصوصية وحماية احلرية الشخصية‬
‫‪357‬‬ ‫صفات احلرية الشخصية للفرد‬
‫‪360‬‬ ‫‪ -3‬التالعب باملعلومات والصور‬
‫‪ -4‬احلق فى احلصول على املعلومات وتغير مفهوم‬
‫‪361‬‬ ‫الوثيقة‬
‫‪362‬‬ ‫ملخص الوحدة‬
‫‪363‬‬ ‫أسئلة الوحدة‬
‫‪365‬‬ ‫مراجع الوحدة‬
‫ك‪5‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫كيف تدرس هذا املقرر‬

‫عزيزى الدارس‪:‬‬
‫يتم تعلم هـذا املقرر وفقـاً ملبادئ الـتعلم الذاتـى؛ حيث تسـتخدم الكتـاب الذى‬
‫بني يديك‪ ،‬باإلضافة إلى مصادر تعلم أخرى تتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬شريط فيـديو عام ‪ ،‬يـتم فيه عرض عـام لعناصـر محتوى املـقرر وملخص له ‪،‬‬
‫مصحوبا باإلرشادات العامة لدراسة املقرر واستخدام مصادر التعلم اخلاصة به‪.‬‬
‫‪ -‬عـدد ستة شرائط فيـديو أو تسجيلية) أخـرى ‪ ،‬يتم فيها شرح عـناصر محتوى‬
‫املقـرر ‪ ،‬حيث يختص كل شريط بجزء محـدد من املقرر ‪ ،‬وعرض بعض األسئلة‬
‫مصحوبة باإلجابات النمـوذجية عنها‪ ،‬وتقدمي أنشطة تعليمية يقوم بها الدارس‬
‫إلثراء تعلمه‪.‬‬
‫‪ -‬لـقاءات فـتريـة يتـم حتديـدها مـسبقـاً من قِبـلْ مركـز جامـعة الـقاهـرة للـتعليم‬
‫املـفتوح‪ ،‬واالتفـاق مع أستاذ املـادة‪ ،‬يتم فيهـا مناقـشة وتـوضيح النقـاط التى‬
‫وجدت صعوبة فى فهمها‪.‬‬
‫‪ -‬بعــض املراجع‪ ،‬واألنـشة الـتعليمـية املـصـاحــبة إلثـراء عمليـة التعلم ‪ ،‬والـتى‬
‫تكلف بها من أستـاذ املادة فى لقــاءاته‪ ،‬باإلضافـة إلى اإلجابـة عن أسـئلة كل‬
‫وحدة ‪.‬‬
‫وحتى يكون التعلم أكثر فعالية وإيجابية‪ ،‬من فضلك‪ ...‬اتبع ما يلى‪:‬‬
‫(‪ )1‬قراءة األهـداف اإلجرائية اخلـاصة بكل وحدة؛ لتعـرف األداء املطلوب منك‬
‫حتقيقه بعد دراسة الوحدة‪.‬‬
‫(‪ )2‬قراءة املـوضوع قـراءة متأنيـة واعية قـبل مشاهـدة شريـط الفيديـو اخلاص‬
‫بـاملـوضـوع ولقـاء األستـاذ ‪ -‬مع وضع عالمـات مـرشـدة ملـا يصعـب عليك‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪6‬ل‬

‫فهمه؛ لتناقش فيها أستاذ املادة عند لقائك به‪.‬‬


‫(‪ )3‬االستـماع إلـى التـسجيل الـصوتـى‪ ،‬أو مشـاهدة شـريط الفـيديـو اخلاص‬
‫باملـوضوع‪ ،‬وحتديد ما يغمض عليك فهـمه‪ ،‬فى مسودة أو دفتر خاص بهذه‬
‫املادة‪ ،‬للسؤال عنه فى اللقاءات الفترية‪.‬‬
‫(‪ )4‬ربط مـحتوى كـل وحدة دراسيـة مبا يـسبقهـا من وحدات ومـا يلحقـها من‬
‫وحدات أخـرى أثناء التعلم؛ ليكـون املقرر كله متكامالً ونـسيجاً متالحماً؛‬
‫ممـا يـسهِّل عـمليـة الـفهم لـلمقــرر كله اعـتمـاداً علـى تـراكـميـة املعـرفـة‬
‫واستمراريتها‪.‬‬
‫(‪ )5‬فى ضوء خبرتك‪ ،‬اكتب عنوانـاً جانبياً فى كراستك تربط فيه املوضوعات‬
‫املقـررة بواقع احليـاة‪ ،‬واجملتمع‪ ،‬وبـيان دور اإلنسـان فى عمـارة الكون وفق‬
‫منهج اهلل تعالى‪ ،‬وتفاعله مع معطيات ثورة االتصاالت والتقنية‪.‬‬
‫(‪ )6‬اكتب رأيك بـوضوح حـول كل نقطـة فى املـوضوع‪ ،‬ونـاقش فـيها أسـتاذ‬
‫املادة عند لقائك به‪.‬‬
‫(‪ )7‬ارجع إلـى بعض املـراجع املذكـورة فى القـوائم التـى فى نهـاية الـوحدات‪،‬‬
‫والكتاب‪ ،‬لتساعدك على فهم أكثر للموضوع واملقرر كامالً‪.‬‬
‫(‪ )8‬أجــب عـن أسئلة كـل وحدة‪ ،‬ونفذ ما يطلب منك من أنشطة مصاحبة‪.‬‬
‫(‪ )9‬راجع إجاباتك واألنشطة التى قمت بها عند لقائك بأستاذ املادة‪.‬‬
‫(‪ )10‬استعـن مبكتبة املـركز ومكتبـة اجلامعـة لالستزادة بـاملعلومـات‪ ،‬وقاعات‬
‫املركز‪ ،‬الستماع ومشاهدة أشرطة التعلم اخلاصة بهذا املقرر‪.‬‬
‫(‪ )11‬اكتـب إجابـات األسئلـة فى كـراستـك‪ ،‬وتأكـد من صحتهـا عنـد لقـائك‬
‫بأستاذ املادة ملعرفة اإلجابة النموذجية عن تلك األسئلة‪.‬‬
‫(‪ )12‬فى نهـاية كل وحـدة فى هـذا الكتاب يـوجد ملخـص للمراجعـة‪ ،‬وأسئلة‬
‫للتحقق من متكنك من أهداف الوحدة‪ ،‬إلى جانب مراجع الوحدة‪.‬‬
‫م‪7‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫(‪ )13‬ال تنتقل من دراسـة الوحدة إلى الوحدة التالية إال بعد التأكد من فهمك‬
‫حملتوى الـوحدة‪ ،‬سواء قـراءة أو مشاهـدة أشرطة الفـيديو مـن خالل اإلجابة‬
‫عن أسئلـة كل وحدة‪ ،‬وهـو مبثابـة تقومي ذاتـى ‪ ،‬لتعـرف مدى جنـاحك فى‬
‫حتقيق األهداف احملددة بالوحدة‪.‬‬
‫الحظ أن‪:‬‬
‫‪ -‬أستاذ املادة ليس خازناً وحيداً للمعرفة‪ ،‬وإمنا دوره يتمثل فى تيسير عملية‬
‫التعلم‪ ،‬وتوجيهك إلى مصادر التعلم واملعرفة لتتواصل معها‪.‬‬
‫‪ -‬ال جتعل من نفسك مستقبالً للتعلم‪ ،‬بل متفاعالً إيجابياً مع مصادر التعلم‬
‫املتنوعة فى هذا املقرر‪.‬‬
‫‪ -‬اللقاء مع أسـتاذ املادة يهـدف إلى منـاقشة استفـساراتك وأسئلـتك حول ما‬
‫غـمض عـليك فهـمه‪ ،‬عنـد القـراءة أو االستمـاع أو املشـاهـدة‪ ،‬كمـا يتم‬
‫عرض اإلجـابات الـنموذجيـة عن األسئلة الـتى تعقب كل وحـدة من وحدات‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫واهلل املوفق إلى الهدى والرشاد‪،،،‬‬
‫س‪9‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مــقــدمـة‬

‫تأتـى الطبعـة الثـانيـة لهـذا الكـتاب (الـتشـريعـات اإلعالميـة) ونحن نعـيش‬


‫متغيـرات ضخمـة عاملـيا وإقـليميـا ومحليـا أثرت بـشكل غيـر مسبـوق على حـرية‬
‫اإلعالم‪ ،‬ودعت إلى ضـرورة إحداث تغيير فى بعض تشـريعاته وقوانينه‪ ،‬لعل أهمها‬
‫ما شهـدته هذه الفتـرة من صدور قـانون جـديد للملـكية الفكـرية عـام ‪2002‬م‪ ،‬جاء‬
‫مـستجيبـاً ملا نعـيشه من تطـورات سريعـة ومتالحقة فـى مجال تكـنولو‪P‬يـا االتصال‬
‫واملعلـومات‪ ،‬ومـرتبطـا بالـتزامـات مصـر الدولـية‪ ،‬خـاصة فـى ظل العـوملة وتـطبيق‬
‫اتفاقية التجارة العاملية‪ .‬وال سيما اجلزء اخلاص بامللكية الفكرية‪.‬‬
‫وإذا كـان دور اإلعالم قد تـزايد بـشكل واسع خاصـة بعد انتـشار الفضـائيات‪،‬‬
‫واالعتماد الـضخم على شـبكات املعلـومات العـاملية خـاصة اإلنـترنت‪ ،‬والتـوسع فى‬
‫استخدام االتصاالت املستعيـنة باحلاسبات اإلليكتـرونية مما زاد من قدرة اإلعالم فى‬
‫التـأثير علـى أفكارنا وآرائـنا وقيمنـا‪ ،‬فإن هذا يـطرح مزيـدا من التحديـات‪ ،‬خاصة‬
‫على مستوى حرية اإلعالم وتشريعاته‪.‬‬
‫وقد كان للتطور الهائل واملـتالحق فى تكنولو‪P‬يا االتصـال والتطور الدميقراطى‬
‫الـذى يشهـده العـالم واالجتـاه نحـو القبـول مبزيـد من التـعدديـة والتنـوع فى وسـائل‬
‫اإلعالم تـأثيـرات مختـلفة‪ ،‬أكـثرهـا إيجابـى وبعضهـا سلبـى‪ ،‬على وسـائل إعالمـنا‬
‫املصرى مطبوعاً ومسموعاً ومرئياً‪.‬‬
‫وتثيـر هذه التطورات والتـأثيرات أهمية الفـهم الواعى لضمـانات حرية اإلعالم‬
‫فى اجملتمع مـن حيث حق الوصول إلى املعلومات واحلصـول عليها وتداولها وتبادلها‬
‫واحلق فى نشـرها وإذاعتهـا دون رقابة سـابقة أو الحقـة‪ ،‬وتضييق نطـاق احملظورات‬
‫إلى أدنى درجة ممكنـة فى إطار بعض التحفـظات األخالقية والعسكـرية‪ ،‬وما يتصل‬
‫باألمن القـومى مبفهومه احملدد وكفـالة أفضل الظروف املالئمـة حلماية اإلعالميني من‬
‫كافـة الضغوط الداخليـة واخلارجية التـى قد يتعرضـون لها أثناء ممـارساتهم ملهنتهم‪،‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪10‬‬
‫ع‬

‫إلى جـانب ضرورة دراسة التشريعات اإلعالمية احلالـة وتأثيراتها اإليجابية والسلبية‬
‫علـى املمارسـة اإلعالميـة فى إطـار مسـئوليـة اإلعالم والوعـى بخطـورة دوره وسمو‬
‫رسالته‪ ،‬فال حرية بال مسئولية‪.‬‬
‫ويهدف هذا الكتاب إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬إكسـاب الدارس املعلـومات الكـافية عـن مفهوم حـرية اإلعالم فـى إطار حـركة‬
‫الفكر والتعبير وضماناته ومسئولياته‪.‬‬
‫‪ -2‬تـزويد الـدارس مبعرفـة متكاملـة للتشـريعات التـى تنظم النـشاط اإلعالمـى فى‬
‫مصر‪ ،‬والتى متثل البيئة القانونية التى ميارس فى إطارها عمله اإلعالمى‪.‬‬
‫‪ -3‬إكسـاب الدارس رؤية حتليلية نقدية لهذه التشريعات مبا يسمح بتطويرها لتحقق‬
‫مزيدا من احلرية املسئولة لوسائل اإلعالم من جانب‪ ،‬وملواجهة التطورات الراهنة‬
‫واملرتقبة التى تثيرها الثورة فى تكنولو‪P‬يا االتصال واملعلومات‪.‬‬
‫‪ -4‬تكويـن اجتاهـات إيجابـية لـدى الدارس نحـو االلتـزام باملـبادئ األخالقـية ملهـنة‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -5‬تـدريب الدارس علـى حل املشكالت املتصـلة بكيفيـة مواجهة املـواقف القانـونية‬
‫واألخالقية اخلاصة بالنشاط اإلعالمى‪.‬‬
‫ويقع هذا الكتاب فى عشر وحدات على النحو التالى‪:‬‬
‫الـوحدة األولى‪ :‬وتـتناول فلسفـة حرية الفكـر والتعبير وتـطورها التـاريخى منذ‬
‫العصور القدمية مروراً بالعصور الوسطى‪ ،‬ثم العصر احلديث واملعاصر‪.‬‬
‫الـوحدة الـثانيـة‪ :‬وهى خـاصة مبفهـوم حريـة اإلعالم وأبعادهـا اخلاصـة باإلعالم‬
‫(ضمانـاته ومسئوليـاته) ووسائل اإلعالم نفسهـا (مسئوليـاتها والتزامـاتها) وأخيراً‬
‫حقوق اجلمهور‪.‬‬
‫وخصصت الـوحدة الثـالثة لـتشريعـات الصحافـة فى مصـر‪ ،‬سواء فيمـا يتصل‬
‫بـاملبادئ الدستوريـة أو قانون الصحافـة احلالى رقم ‪ 96‬لسـنة ‪ ،1996‬كما خصصت‬
‫‪11‬‬
‫ف‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الـوحــدة الـرابعــة للحـديــث عن نقابـة الصحفيني فـى مصر فـى ظل قانـونها احلـالى‬
‫لسنة ‪1970.‬‬
‫وتتنـاول الوحـدة اخلامـسة تشـريعات اإلذاعـة فى مصـر (الراديـو والتليفـزيون)‬
‫وذلك فى إطار القانون رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 1979‬وتعديالته‪.‬‬
‫أما الوحـدة السادسة فخصصـت حلق التصحيح ونشر البالغـات الرسمية‪ ،‬حيث‬
‫نعـرض فيها للـمواد الصحفيـة التى تسـتوجب التصـحيح والرد‪ ،‬وذوى الشـأن الذين‬
‫أعطاهم القانون هذا احلق وشروط استعمال حق التصحيح والرد وشروط نشره‪.‬‬
‫وتعرض الوحدة السابعة حلقوق املؤلف وحماية امللكية الفكرية‪ ،‬والوحدة الثامنة‬
‫ألخالقيات العمل اإلعالمى ومواثيق الشرف املهنى‪.‬‬
‫أما الـوحدة التاسعة فـتناقش جرائم النـشر وفق قانون العقـوبات املصرى‪ ،‬سواء‬
‫مـا يتصـل منها بـالعدوان علـى االعتبـار (القذف ‪ -‬الـسب ‪ -‬اإلهانـة ‪ -‬العيب) أو‬
‫اإلفشاء والتضليل املـاس بالنظام العـام‪ ،‬واملاس بحسن سير العـدالة‪ ،‬ثم التحريض‪،‬‬
‫كما تعرض هذه الوحدة للمسئولية عن النشر والعقبات التى تواجه ذلك‪.‬‬
‫ونخـتتم الكتـاب بالـوحدة األخـيرة التـى خصصـت ملناقـشة التـأثيرات اخلـاصة‬
‫بالتطورات فى تكنولو‪P‬يا االتصال على تشريعات اإلعالم فى العالم‪.‬‬
‫ونأمـل أن يأتـى هـذا الكتاب محققـاً املستهدف منه‪ ،‬وأن يدرك الدارس أننا ال‬
‫نسـعى إلى أن يحـفظ الدارس نصـوص القوانني‪ ،‬ولـكننا نتـمنى أن يفهم ويـستوعب‬
‫هـذه النصـوص وينـاقشهـا برؤيـة نقديـة‪ ،‬وأن يسـتطيع فـى النهـاية أن ميـارس عمله‬
‫اإلعالمـى متجنبـاً الوقوع فـى مشكالت قانـونية‪ ،‬وأن يتـمتع مبمارسـة حرية اإلعالم‬
‫دون االعـتداء على حـريات وحقوق أخـرى من املهم احترامـها واحلفاظ علـيها‪ ،‬فنحن‬
‫نؤمـن أنه ال حريـة مطـلقة وأن احلـرية احلقـة التـى ينـبغى أن نـدافع عنهـا هى حـرية‬
‫اإلعالم املسئولة‪.‬‬
‫املـؤلـفــة‬
‫‪1‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة األولى‬
‫حرىة الفكر والتعبىر عن الرأى‬
‫الفلسفة والتطور التارىخى‬
‫األهداف ‪:‬‬
‫ىتوقع فى نهاىة دراسة هذه الوحدة ‪ ،‬أن ىكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬حتدد مفهـوم احلرىـة‪ ،‬وموقع حـرىة الفكـر والتعبىـر عن الرأى بنى احلـرىات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬تبنى كىفىة انتزاع حق حرىة التعبىر عن الرأى على مر العصور‪.‬‬
‫‪ -3‬تشـرح التطـورات التـى مرت بهـا حرىـة التعبـىر عـن الرأى عـبر العـصور‬
‫اخملتلفة‪.‬‬
‫‪ -4‬تفـسر عالقـة حرىـة الصحافـة بالـسلطة فـى ضوء الـنظرىـات العلمىـة التى‬
‫اجتهدت فى تفسىر هذه العالقة‪.‬‬
‫‪ -5‬تقارن بنى مفهوم احلرىة فى ضوء النظرىات اخملتلفة حلرىة الصحافة ‪.‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم احلرىة‪.‬‬
‫‪ -‬التقسىمات اخملتلفة للحرىات‪.‬‬
‫‪ -‬حرىة الفكر والتعبىر عن الرأى‪.‬‬
‫‪ -‬حرىة التعبىر عن الرأى فى العصور القدمىة‪.‬‬
‫‪ -‬حرىة التعبىر عن الرأى فى العصور الوسطى‪.‬‬
‫‪ -‬حرىة التعبىر عن الرأى فى العصور احلدىثة واملعاصرة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬نظرىات تفسىر حرىة الصحافة‪.‬‬


‫@ نظرىة السلطة‪.‬‬
‫@ النظرىة اللىبرالىة‪.‬‬
‫@ نظرىة املسئولىة االجتماعىة‪.‬‬
‫@ النظرىة الشىوعىة‪.‬‬
‫@ النظرىة التنموىة‪.‬‬
‫@ نظرىة املشاركة الدمىقراطىة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحـدة األولى‬
‫حرىة الفكر والتعبىر عن الرأى‬
‫الفلسفة والتطور التارىخى‬
‫مفهوم احلرىة‪:‬‬
‫احلـرىة هى غىـاب احلواجز أمـام حتقىق الرغبـات‪ ،‬واحلرىة هـى حق ىتمتع به كل‬
‫إنسـان منذ ساعة والدته‪ ،‬فحرىة الفرد أصل من األصول الكونىة األزلىة‪ ،‬وىنبغى أن‬
‫ىكون القانون حارسا على حقوق اإلنسان من أن تنتهك أو تنتقص‪.‬‬
‫وهنـاك رؤىتان للحرىة‪ ،‬األولى تراها التحرر من القىود بحىث ىستطىع اإلنسان‬
‫أن ىـفعل كل ما ىرىد‪ ،‬األمـر الذى ىستحىل قبـوله إذ تتحول احلرىـة التى ال حتكمها‬
‫أىة ضوابط إلـى نوع من الفوضى‪ .‬أما الـرؤىة الثانىة فتـرى أن احلرىة تعنى استقالل‬
‫اإلرادة وحرىـة اإلنسان فى التـعبىر‪ ،‬والتي تتطلب أن ىـهىئ اجملتمع املناخ املالئم من‬
‫خالل وضع القواعد القانونىة التى تكفل ممارسة هذه احلرىة‪.‬‬
‫واإلنسان فـى بدء اخللىقة كان حرا ىـأتى ما ىشاء وىدع مـا ىشاء‪ ،‬ال ىتقىد فى‬
‫ذلك إال طـوعاً ملــا متلىه علىه غـرىزة حـب البقاء‪ ،‬ومـع نشوء األسـرة وشعور أفـرادها‬
‫بـضرورة الـتعاون لـتلبىـة احتـىاجـاتهم والـدفاع عـن أنفسهـم‪ ،‬ومنو هـذا الشـعور مع‬
‫تكوىن العشائر والقبـائل واجلماعات البشرىة اقتضت ظروف هذه اجلماعات وحرصها‬
‫علـى كىانها أن ىقـوم بىنهم التعـاون وتبادل املنـافع‪ ،‬لذا كان من الـضرورى أن ىلتزم‬
‫كل فرد جتاه جمـاعته وأن تلتزم كل جماعة قبل األخـرى ببعض احلدود وعلى قدر ما‬
‫سمـحت به حالتهم البـدائىة‪ ،‬فتقىىـد حرىة الفـرد هو من مقتضىـات قىام اجملتمع مع‬
‫تشابك املصالح واخـتالف األهواء‪ ،‬وتظل احلرىة معنى نسبىا ىتفاوت بتفاوت الزاوىة‬
‫الـتى ىنـظر منـها إلىهـا حتى لـو حتدد نـطاقهـا وأعطىت وصـفا معىـنا (سىـاسىا أو‬
‫اقتصـادىـا أو دىنىـا ‪...‬إلخ)‪ ،‬فقـد ىكـون املقصـود احلـرىـة من قىـد معنى بـاملعنـى‬
‫السىاسى أو احلرىة بقصد حتقىق غرض معنى باملعنى االجتماعى‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪4‬‬

‫واحلرىات هى حقوق وقدرات على العمـل مىتلكها األفراد بحكم الطبىعة وتظهر‬
‫كتجسىد للسىادة الفردىة‪.‬‬
‫وحرىـة اإلنسـان مفهـوم متعـدد األبعـاد‪ ،‬وهى تـتراوح مـن احلرىـة السـىاسـىة‬
‫واالقتصادىـة واالجتماعىة من جهة‪ ،‬والفرص التي متكن اإلنسان من أن ىكون مبدعا‬
‫ومنتجا ومتمتعا باحترام الذات وحقوق اإلنسان املكفولة من جهة أخرى‪.‬‬
‫التقسىمات اخملتلفة للحرىات‪:‬‬
‫هناك تقسىمات مختلفة للحرىات منها ‪:‬‬
‫@ قسم هورىو ‪ Hauriou‬احلرىات إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬حـرىة احلىـاة اخلاصـة‪ :‬وتتضمن احلـرىات البـدنىة وهـى حرىـات احلىاة وحق‬
‫األمن وحـرىة الـذهاب واإلىـاب والتحـرر من العبـودىة‪ ،‬وحـرىات الـعائـلة‬
‫وامللكىة اخلاصة وحرىة التعاقد وحرىة العمل والصناعة‪.‬‬
‫‪ -2‬احلــرىـات الــروحـىــة‪ :‬وتـشـمـل حـــرىـة الــضـمـىــر وحـرىـة التـعلىم وحـرىـة‬
‫الصحافة وحرىة االجتماع‪.‬‬
‫‪ -3‬احلـرىات الـفردىـة‪ :‬التـى تكـون أنظمـة اجتـماعـىة تـتضمـن حرىـة تكـوىن‬
‫اجلمعىـات‪ ،‬وحرىة تكوىـن الشركات وحرىـة تكوىن النقابـات وحرىة تكوىن‬
‫الطوائف‪.‬‬
‫@ أما الفقىه دوجى ‪ Duguit‬فىقسم احلرىات إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬احلرىات السالبة‪ :‬التى تظهر كقىود على سلطة الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬احلـرىات اإلىـجابىـة‪ :‬التى تـتضمن خـدمات إىـجابىـة تقدمهـا الدولـة إلى‬
‫األفراد‪.‬‬
‫@ وىرى بالنتى ‪ Planty‬أن احلرىات تنقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬احلـرىات الفـردىة‪ :‬ومـنها حـرىة احلىـاة اخلاصـة وحرىـة التجـارة والصنـاعة‬
‫وحرىة العمل وحرىة الرأى وحرىة العقىدة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -2‬احلقوق اجلمـاعىة‪ :‬التـى تتضمـن حق املشاركـة واحلق النقابـى وحق تكوىن‬


‫األحزاب أو االنضمام إلىها‪.‬‬
‫@ وىقسمها إبراهىم الداقوقى إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬حرىات احلىاة املدنىة‪ :‬وتتضمن مجموعتنى‪:‬‬
‫األولـى‪ :‬وتتـضمن احلـرىـات الطـبىعىـة فـى الـتنقل أو احلـرىـة الشـخصىـة؛ أى‬
‫االستقالل الـطبىعـى املمنـوح للفـرد وتتعـارض مع االستعـباد وحـرىة‬
‫اجلسد واحلـرىات العـائلىة كـالزواج والـهـبــة والوصـىــة وحرىـة امللكىة‬
‫اخلاصة وحرىة التعاقد وحرىة التجارة والصـناعة‪.‬‬
‫الثانىـة‪ :‬وتشمل حـرىة العقـىدة والعبـادة وحرىـة اإلعالم وحرىـة التعلىم وحـرىة‬
‫االجتماع والتظاهر وحرىة تأسىس األحزاب والنقابات‪.‬‬
‫‪ -2‬احلــرىات السـىـاسـىـة‪ :‬وهـى التى تتىح املـشاركة فـى التعبىر عـن السىادة‬
‫الوطنـىــة‪ ،‬وتنطـلـق من فكــرة احلـرىة الفــردىة واحلـرىـة السـىـاسـىـة فى آن‬
‫واحـد‪ ،‬وهــى ال متُنح لكل األفراد بل للذىن بلغوا السن القـانونىة ملمارستها‬
‫وهـى حق االقتـراع فـى االنتخـابـات وحق التــرشىح وحق الـتصـوىت وحق‬
‫املشاركة فى الوظىفة العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬احلـقوق االقتـصادىـة‪ :‬وهى لـىست مـجرد قىـد ىرد علـى سلطـة الدولـة فى‬
‫الـتصرف بل هى مقابل إىجابـى تلتزم الدولة بتقدمىه لألفـراد لىساعدهم فى‬
‫رفع مستواهم املادى وأهمها حق العمل وما ىتفرع عنه من حقوق‪.‬‬
‫@ وهناك رأى آخر ىقسم احلرىات واحلقوق الفردىة فى اجملال القانونى إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬احلرىات الفكرىة‪ :‬وفى مقدمتها حرىة الرأى وحرىة التعلىم وحرىة الصحافة‬
‫واالجتماعات واجلمعىات والنقابات‪.‬‬
‫‪ -2‬احلرىات املادىة‪ :‬كحق احلىاة وحق األمن وحرمة املسكن‪.‬‬
‫‪ -3‬احلـرىـات االقتـصـادىـة‪ :‬وتشـمـل حـرىــة املـلـكـىـة وحــرىـة الـتـجـارة وحرىة‬
‫الصناعة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -4‬احلرىات االجتماعىة‪ :‬مثل حق العمل وما ىتفرع عنه من حقوق‪.‬‬


‫@ أما التقسىم الشائع للحرىات فى الفقه والدساتىر املعاصرة فىقسمها إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬احلقـوق واحلرىـات التقلـىدىـة‪ :‬التـى تقـرر للفـرد بصفتـه كائـناً مـجرداً أى‬
‫لكونه إنساناً‪.‬‬
‫‪ -2‬احلقـوق االقتـصادىـة واالجتـماعـىة‪ :‬وتـقرر لـألفراد بـوصفـهم أعضـاء فى‬
‫جماعة منظمة‪.‬‬
‫@ وفى الفقه املصرى تقسم احلقوق واحلرىات إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬احلقـــوق واحلرىـات التقـلىدىـة‪ :‬وىدخل حتـتها احلـرىات الـشخصـىة كحـرىة‬
‫التنقل وحق األمن وحرىة املسكن وسرىة املراسالت واحترام السالمة الذهنىة‬
‫لإلنسـان‪ ،‬وكـذلك حرىات الفكـر ومنـها حرىـة العقىدة وحرىة التعلىم وحرىة‬
‫الصحـافة وحـرىة املـسرح والـسىنـما واإلذاعـة وحرىـة االجتمـاعات وحـرىة‬
‫تكوىن اجلمعىات وحرىة الرأى‪.‬‬
‫‪ -2‬احلقــوق االجتمـاعىـة‪ :‬وهـى تـتضـمن التـزامـات من الـدولـة جتـاه األفـراد‬
‫للمساهمـة فى االرتفاع مبستواهم املــادى وأهمها حق العمل وما ىتفرع عنه‬
‫من حقوق‪.‬‬
‫@ وىطرح تقـرىر التـنمىة اإلنـسانىـة العربىـة للعام ‪ 2002‬خـمس حرىـات ىراها‬
‫جدىرة باالعتبار ألنها تتكامل فى بناء القدرة على احلىاة فى حرىة وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬احلـرىات الـسىاسىـة‪ :‬وهى تتـصل مبا ىتـوافر للنـاس من فرص لتقـرىر من‬
‫ىـنبغـى أن ىحكـم ووفق أى مبـادئ‪ ،‬وتـشـمل أىضـاً القـدرة علـى مـراقبـة‬
‫السلطات ونقدها والتمتع بحرىة التعبىر السىاسى ووجود صحافة حرة‪.‬‬
‫‪ -2‬التسهىالت االقتصادىة‪ :‬وهى الطرق التى تعمل وفقها النظم االقتصادىة‬
‫لتولىد فرص الدخل وحتسنى توزىع الثروة‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -3‬الفــرص االجتمـاعىـة‪ :‬وهـى التــرتىبـات التــى ىضعهـا اجملتـمع للتعـلىم‬


‫والرعاىـة الصحىة‪ ،‬واللذان ىؤثـران على حرىة الفرد األسـاسىة لىعىش حىاة‬
‫أفضل‪ ،‬كما تشىر إلى ضمانات الشفافىة واألمن االجتماعى‪.‬‬
‫‪ -4‬ضمانـات الشفـافىة الـتى حتمـى التفـاعل االجتمـاعى بنى األفـراد والتى‬
‫تـستند إلـى فهم متفق علىه حـول ما ىعـرض علىهم ومـا ىتوقعـون احلصول‬
‫علىه‪.‬‬
‫‪ -5‬األمـن االجتماعى من خالل توفىر شبكـات األمن االجتماعى للمجموعات‬
‫الضعىفة فى اجملتمع‪.‬‬
‫حرىة الفكر والتعبىر عن الرأى‪:‬‬
‫حـرىة الفكر هـى حق الفرد كسلطـة تقدىرىة فـى عدم التعرض له واحلـىلولة بىنه‬
‫وبنى عقـىدته أو بـىنه وبنى الـتعبىـر عن فكـره ورغبته فـى االتصـال باآلخـرىن كحق‬
‫جلمىع الناس علـى قدم املساواة فى إطار متطلبات اجملـتمع وحاجاته واملسئولىة التى‬
‫تتطلب السىطرة على الذات وااللتزام اإلرادى بالنظام‪.‬‬
‫وحرىة الرأى هى مبثابة احلرىة األم لسائر احلرىات الذهنىة وهى أن تكون ارادتنا‬
‫التى نعـبر عنها ولىدة رغبـاتنا ولىست ولىدة قـوى ملزمة تضطرنـا أن نفعل ما لسنا‬
‫نرىد أن نفعله‪.‬‬
‫فـالتعـبــىـر احلــر هــو الــذى ىـصـــدر من ذات الــشـخــص مبـا فىهـا من غـرائز‬
‫ومىــول‪.‬‬
‫وحرىة التعبىر عن الرأى لىست إال سقوط العوائق التى حتول دون أن ىعبر املرء‬
‫بفطـرته الـطبىعـىة عـن ذاته وعن مجتـمعه حتقىقـاً خلىـره وسعـادته عـلى أسـاس من‬
‫العقل والتسامح والرغبة فى اخلىر‪.‬‬
‫وتتـطـلـب احلــرىـة أن ىكـون الفـرد مـستقـالً عن احلكـومـة أو الـسـلطـة بقـدر‬
‫املسـتطـاع‪ ،‬وىكـون لكل ذى رأى احلـق فـى أن ىـعـبـر بحــرىـة كـاملــة عـن أفكــاره‬
‫ومعتـقـداتـه بـشــرط أال ىعــد ذلــك الــرأى حتـرىـضـــاً مـبـاشــراً عـلـى ارتكــاب عمل‬
‫غىر مشروع أو مساس بشخص من األشخاص‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪8‬‬

‫وما احلـرىة إال نتىجة فورىة الستقالل الفرد واحترامه وتتضمن احلق فى التعبىر‬
‫احلر دون مساس بالنظام العام وحقوق اآلخرىن‪.‬‬
‫وإن كان اإلنسـان ال ىستـطىع أن ىصل إلـى الصواب فـى أمر من األمـور حتى‬
‫ىتعرف على آراء اخملالفنى له فى هذا األمـر ذلك أن احلقىقة ال تضمن لنفسها البقاء‬
‫إال إذا أتـىحت لها الفـرصة ألن تتقـابل وجهاً لـوجه مع غىرهـا من احلقائق فـى حرىة‬
‫كاملة‪.‬‬
‫وكلما ازدادت األمم حتضراً وثقافـة وفكراً ‪ ،‬زادت رغبة مواطنىها فى التـعـرف‬
‫عـلـى مـا ىـدور حــولهـم ومحـاولــة فهم ما ىـرونه بل ومحاولـة التأثـىر لصـاحلهم فى‬
‫جمىع ما ىعنىهم من أمور ودفع اخملاوف التي تؤثر على ارادتهم فى التعبىر‪.‬‬
‫وحتى تتحقق حرىة التعبىر عن الرأى هناك مجموعة من العناصر منها‪:‬‬
‫‪ -‬تخلى الـسلطة عن الـعوائق التى تـضعها أمام حـرىة التعبـىر عن الرأى وإن‬
‫كـانت احلكومة لىست وحدها التـى مىكن أن حتول دون انطالق حرىة التعبىر‬
‫عن الرأى‪ ،‬وإمنا أىضاً الظروف االجتماعىة مثل الفقر واجلهل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمىان الراسخ بالعقل املتحرر الذى ىؤمن باحلوار واملناقشة‪.‬‬
‫‪ -‬حق اإلنسان فى الـتجربة حتى ىصل إلى الـصواب إذا ما أتىحت له الفرصة‬
‫للـوصـول إلـىه‪ ،‬وأنه حتـى لـو أخطـأ فـى فهم أمـر من األمـور فـإن العقل‬
‫بطبىعة تكوىنه قادر على اكتشاف خطئه والسعى إلى تصحىحه‪.‬‬
‫‪ -‬حـق اخلطأ‪ ،‬فال ىوجد إنسـان معصوماً‪ ،‬ولىس هنـاك أى شخص مهما كانت‬
‫صفـته حاكـما أو مـحكومـا محصـنا ضـد اخلطـأ‪ ،‬واخلطـأ أو اإلصابـة لىس‬
‫حكراً على فرد دون غىره أو جماعة دون غىرها‪.‬‬
‫‪ -‬حق االختالف؛ أى التسامح واإلمىان بإمكانىة التوفىق بنى املؤىدىن لرأى ما‬
‫واملعـارضنى له‪ ،‬والتـأكىد علـى حق الفرد فـى اجملاهـرة مبا ىـعتقد ولـو كان‬
‫ىخالف فىما ىعلن رأى اجملتمع كله‪ ،‬فاجملتمع الذى ىكفل لألفراد احلق فى‬
‫‪9‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫التعبىـر دون متىـىز‪ ،‬هـذا اجملتمع املتـسامح احلـر هو الـذى تسـود فىه بحق‬
‫حرىة التعبىر عن الرأى‪.‬‬
‫وإن كان املـشـرع قـد اجته إلى وضع ضـوابط علـى حرىـة التعبـىر عن الـرأى‪ ،‬فى‬
‫إطار التقـالىد التى تواضـع النـاس علىها من حىث وجوب التحـفظ فى إبداء الرأى مبا‬
‫ال ىضـىر الفرد أو ىتعــارض مع مصلحة اجلمـاعة‪ ،‬فإن املشـرع أحىاناً قـد ىتجاوز هذه‬
‫الضـوابط الضرورىـة حلمـاىة حـرىة األفراد ومـصالح الدولـة متعمداً وضع الـعراقىل فى‬
‫سبىل احلرىة حماىة للحكام ومنعاً للناس من نقد أعمالهم أو التعلىق على تصرفاتهم‪.‬‬
‫ولكـن الشعوب حتـرص دائماً‪ ،‬وكلمـا أتىح لها التـمتع بحقوقهـا‪ ،‬أن تنص فى‬
‫دسـاتىرها صراحة على ضمان حرىة التعبىـر عن الرأى باعتبارها حقاً طبىعىاً ال غنى‬
‫للفرد عـن التمتع به لىـستكمل آدمىـته ولىتعاون هـو وسائر األفـراد من أجل إسعاد‬
‫اجلماعة‪.‬‬
‫ولقد ظل الـتوفىـق بنى حرىـة الفرد فـى التعبىـر عن رأىه وحق اجلمـاعة وسـائر‬
‫األفراد فى أال ىتعرضون لألذى بسبب متتع الفرد بهذه احلرىة من األمور الصعبة التى‬
‫تواجه املشرع والتشرىع فى العصر احلدىث‪.‬‬
‫وان كان األمر ىقتضى أن ننظر حلرىة الفرد على أنها لىست مجرد متعة له‪ ،‬بل‬
‫ىجب أن ىـنظـر إلىهـا علـى أنهـا سبـىل احلىــاة اإلنسـانىـة القـائمـة علـى التعـاون‬
‫والتعاطف وااللتزام بالواجب واحترام حقوق الغىر‪.‬‬
‫التطور التارىخى حلرىة التعبىر عن الرأى‪:‬‬
‫ال خالف علـى أن احلرىة قـد مُنىت فـى عهود كثىـرة بصنوف مـن الكبت ال حد‬
‫لها‪ ،‬وكان شر ما بلى به األفراد هو ما أصابهم من اإلمعان فى كبت الرأى‪.‬‬
‫ولـم ىتمتع اإلنسـان العاقل املفكـر قط فى أى فتـرة من تارىخ البـشرىة بـاحلرىة‬
‫الـكاملة فى اجلهر بكل مـا ىدور بخلده من أفكار أو ىجىـش فى صدره من أحاسىس‬
‫وانفعاالت دون أن ىكون هدفه األذى أو العدوان‪ ،‬ألن اآلراء تتفاوت وتتعارض وألن‬
‫أكثر الناس ىضىقون ذرعاً بصاحب الرأى اخملالف لرأىهم‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪10‬‬

‫وتـارىخ حـرىـة الـتعبىـر عن الـرأى لـىس إال تـارىخـاً لإلنسـانىـة علـى اختالف‬
‫عصورها‪ ،‬فتحرىر اإلرادة اإلنسانىة وعقل اإلنسان من كل ضغط أو إكراه كان دائما‬
‫الهدف الذى بذل من أجله جهداً عظىماً وكفاحاً مرىراً من البشر‪.‬‬
‫وقد اتفق معظم الـذىن أرخوا لتـطور حرىـة التعبىر عـن الرأى على تقـسىم هذا‬
‫التطور إلى ثالث مراحل أساسىة هى ‪ :‬العصور القدمىة‪ ،‬والعصور الوسطى‪ ،‬والعصر‬
‫احلدىث واملعاصر‪.‬‬
‫حرىة التعبىر عن الرأى فى العصور القدمىة‪:‬‬
‫عـرف املصرى القدمي حرىة التعبىر عـن الرأى ومارسها رغم طغىان معظم ملوك‬
‫الفـراعنـة‪ ،‬فقـد كـان الفـرعـون هـو مصـدر الـسلطـات وأصل الـتشـرىـع وبىت العـدل‬
‫والقضاء‪.‬‬
‫وحتفظ لنـا أوراق البردى فى املـتحف البرىطـانى قصـة الفالح الفصىح الـتى تعد‬
‫وثىقـة تارىخىـة تشـهد بقىـام حق النقـد وحرىـة التعبىـر فى مـصر الفـرعونـىة قبل ‪35‬‬
‫قرناً‪.‬‬
‫وقد صـاغ الىــونـانىــون (اإلغـرىـق) قـدىـمــاً نـظـرىة كاملة للحرىة التزال تتردد‬
‫فى بقاع األرض حتى اآلن بفضل فالسفة أثىنا ومنهم سقراط وأفالطون وأرسطو‪.‬‬
‫الذى تـرك خطـاباً‬ ‫‪Pericles‬‬ ‫وسبقهـم فى ذلـك القائـد األثىنـى احلكىم بـركلىـز‬
‫عـظىمـاً ىـتضـمن مبـادئ سـامىـة‪ .‬من أبـرز مـا تضـمنه مـا ىـتصل بحـرىـة التـعبىـر‬
‫واملناقشة‪ ،‬ومن األفكار التى طرحها‪:‬‬
‫‪ -‬أن علـى كل إنسـان أن ىبذل مـا استطـاع من جهد واهـتمام بـاحلىاة العـامة‬
‫لـوطنه وأال ىنكب فقـط على مجـرد حىاته اخلـاصة‪ ،‬وضـرورة املشاركـة فى‬
‫السىاسة‪ ،‬فالناس سواء ال امتىاز بىنهم‪.‬‬
‫‪ -‬املناقشة هـى األداة الفعالة لتفهم املـشاكل العامة واإلسهـام بدور فى احلىاة‬
‫العامة وفى النظام السىاسى‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وترجع عظمة األفكـار اإلغرىقىة إلى وجود الشعـور والفكر الدمىقراطى فى تلك‬
‫البىـئة‪ ،‬ولم ىكـن ثمة قىـود ‪ -‬أو حدود ‪ -‬علـى سلطان الـدولة فىـما ىتعلق بـاحترام‬
‫حرىات وحقـوق األفراد وقد وضع سقراط فلسفـة ونظاماً حلرىـة التعبىر جعل منه حقاً‬
‫ىعلو على حق احلىاة نفسها‪ ،‬ثم صاغ أفالطـون أفكار معلمه فى شكل دستور ملدىنة‬
‫فـاضلة تقـوم حكومـتها علـى أساس العقـل املفكر احلـكىم‪ ،‬وانتهـى أرسطـو إلى أن‬
‫أفضل احلكومات هـى تلك التى متارس فىـها األغلبىة إدارة الدولـة للصالح العام أى‬
‫التوافق بنى مبادئ احلرىة وحتقىق الثروة والسعادة لسائر املواطننى‪.‬‬
‫وأوضح أرسطو فـى كتابه "السىاسـة" أن املشاركة ال تتحقق إال بحـرىة التعبىر‬
‫والقول حتى مىكن للمواطن صىاغة فكره لإلسهام فى حكم املدىنة‪.‬‬
‫فى القرن اخلـامس عشـر قبل املىالد فى‬ ‫‪Sophists‬‬ ‫وقد سـاهم السوفـسطائىـون‬
‫إثراء حـرىة الرأى واملناقـشة ودعمها إذ كان لهم أثـر كبىر فى حترىـر الفكر القدمي مبا‬
‫أثاروه من موضوعات‪.‬‬
‫وال شك أن الىونـان القدمي تـأثر بحـضارة مصـر القدمىـة التى كـانت بالنـسبة له‬
‫مصـدر إشعاع وإثـراء‪ ،‬وباملـنطق نفسه أثـرت الفلسفـة اإلغرىقىـة القدمىـة بدورهـا فى‬
‫الفكر الرومانى وملع فى مجال احلرىة السىاسىة شىشرون وبودان وغىرهما‪..‬‬
‫وقـد عرف اإلغـرىق نظـرىة احلق الـطبىعـى التـى ترى أن حقـوق اإلنسـان ثابـتة‬
‫ودائمة ومطلقـة وال تزول إال أن ىزول اإلنـسان نفسه‪ ،‬وأسهـم الرومان فـى تقننى هذه‬
‫النظرىة وتدقىقها‪.‬‬
‫حرىة التعبىر عن الرأى فى العصور الوسطى‪:‬‬
‫متىـزت العصـور الوسـطى بـشدة وحـدة الصـراع بنى اإلمبـراطور والـكنىسـة حول‬
‫اختصاصـات كل منهما؛ فاإلمبـراطور كان ىجمع بنى ىـدىه االمتىازات واالحتكارات‬
‫التى ىستطىع بها االستىالء على األمالك وفرض الـضرائب وفقاً لرغباته‪ ،‬والكنىسة‬
‫الـتى كـانت حتتـكر االشـراف علـى سلـوك البـشر الـدىنـى والدنـىوى وكـانت تـفرض‬
‫سلطتهـا عن طرىق محـاكمها اخلـاصة املنتـشرة مع انتشـار الكهنوت فـى كل مكان‪،‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪12‬‬

‫وقد بدأ هذا الصراع فى احلقبة األخىرة من حىاة اإلمبراطورىة الرومانىة‪.‬‬


‫وكـانت كلـتا الـسلطتـنى فى وصـاىتهـما علـى شئـون األفراد تـستنـد إلى احلق‬
‫اإللهى بحكم متثىلـهما املباشـر هلل ومعصومىـة رئىس كل من السلـطتنى من األخطاء‬
‫واخلطـاىــا ألنهمـا ىـتلقىـان حقــوقهمـا من الـسمـاء وتـسمــو إرادتهمـا علـى إرادة‬
‫احملكومنى‪.‬‬
‫وقـد تطـــورت نظـــرىة احلـــق اإللـهــى بـظـهــور املــسـىـحــىـة فـلـــم ىعد احلـاكم‬
‫إلهـا‪ ،‬أو من طـبىعـة إلهىـة بل أصبح ىـستمـد سلطـته من اهلل تعـالـى‪ ،‬فـالـسلطـة‬
‫مصــدرها اللـه سبحانة وتعالى‪.‬‬
‫أما اخـتىار احلـكام فعمل إنـسانـى بحت وامنا ىـتدخل اهلل بعنـاىته اإللهىـة ومبا‬
‫ىتفق مع احلرىة التى أودعها البشر‪.‬‬
‫ومما مىىـز هذه العصـور أىضاً قىـام نظام اإلقـطاع الذى أدى إلـى قىام شكل من‬
‫أشكال التـدرج الطبقى‪ ،‬وكـبل الفرد فى تلك احلقـبة بسلسلـة من األغالل تتمثل فى‬
‫اإلمبـراطور مـن جانـب والكنىـسة مـن جانـب آخر واحلـكام اإلقلـىمىنى واحملـلىنى من‬
‫أمراء اإلقـطاع وسـادة األرض التـى تعتمـد فى قـوتهـا وجبـروتهـا علـى نظـام الرق‬
‫وحـقوق االقـطاع ممـا حال دون قـىام أىـة حقـوق أو حرىـات فردىـة‪ ،‬وأصبحت حـرىة‬
‫التعبىر عن الرأى أمراً متعذراً‪.‬‬
‫وكان القدىس أوغسـطنى رغم تأثره بآراء شىشرون فى احلرىة ىعترض بقوة على‬
‫بعضهـا خاصـة تلك التى تقـرر أن إقامـة العدالـة هى وظىفـة أىة مجمـوعة من األمم‬
‫بغض النظر عن عقائدها إذ اشترط أوغسطنى أن تكون العقىدة مسىحىة‪.‬‬
‫وكــان تشـرىـع فـردرىـك الثـانــى فـى أملانىـا سنـة ‪1220‬م ىنص على تخصىص‬
‫" اخلـازوق" بـاعـتبـاره أداة منـاسبـة لعقـاب امللحـدىـن ومن ىجـاهـرون بـالـرأى ضـد‬
‫املسىحىة‪.‬‬
‫ثم اجتهت الكـنىسة إلى مكـافحة أعداء الدىـن فى أماكنهم التـى ىختلون فىها‬
‫‪13‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫فـأنشأ الـبابا جـرىجورى التـاسع سنة ‪1252‬م مـا ىعرف بنـظام التفتـىش الذى ىكفل‬
‫للكنىسة الدخـول فى مواطن اختالء الناس ومنح املفـتشنى سلطة واسعة ولم ىكن أى‬
‫منهم مسئوالً أمام أى إنسان‪.‬‬
‫غىـر أن هذه العـصور شهـدت بعض االجتـاهات الفـكرىـة الداعـىة إلـى اإلقرار‬
‫بـاحلـرىـات الـسىـاسىـة وضـرورة وضع القىـود علـى سلطـات احلكـام وعلـى األخص‬
‫اإلمبراطـور وتزعم بـعض رجال الكنـىسة تلك االجتـاهات كنـتىجة للصـراع الذى كان‬
‫قائـماً بنى الكنىسـة واإلمبراطور فى أواخـر عهد اإلمبراطـورىة الرومانىـة وامتد حتى‬
‫القـرون الوسطى حىث متسـك اإلمبراطور وأنصاره فـى هذه املرحلة من الـصراع بنظرىة‬
‫احلق اإللهى معتبرىن أن سلطة اإلمبراطور غىر محدودة ىستمدها من اهلل‪ ،‬على حنى‬
‫غىرت الكنـىسة موقفها السـابق إذ أنكرت هذه النظرىـة التى سبق للقدىسنى األوائل‬
‫وعلى رأسهم سان بول املناداة بها تبرىرا لسلطات امللوك املطلقة‪.‬‬
‫وكان هنـاك أىضاً تـوما االكـوىنى الـذى ىرى أن أول وظـائف الدولـة هو حتقىق‬
‫األمـان والطمأنىـنة ‪ ،‬وتأمىـنهم من اجلوع واألخطـار وطاعة القـانون واجبة طـاملا كان‬
‫عادالً‪ ،‬أمـا القانون الظـالم فإذا كان مـعارضاً للقانـون الطبىعى والـقانون األلهى فال‬
‫جتوز له الطاعة بأى حال من األحوال‪.‬‬
‫غىر أن هـذه األفكار النظرىـة عن احلرىة لم تكن تعبـر عن الواقع املعاش‪ ،‬حىث‬
‫تنكر رجال الكنىسة للحرىات وأخـذوا من السىف والطغىان وسىلة ملواجهة خصومهم‬
‫من قبل‪.‬‬
‫وحددت الكـنىسـة قوالب جـامدة ومحـددة للتفكىـر‪ ،‬فلم تكن تـسمح للعـلماء‬
‫الـذىن ىبحثـون فى مـوضوع سـبق أن بحثه أرسطـو أن ىصلـوا إلى نـتائج تخـالف ما‬
‫وصل إلىه‪ ،‬وإذا كان هـذا موقف الكنىـسة من حرىـة العلم والبحث العلـمى والتعلىم‬
‫وحرىة التعبىر عن الرأى‪ ،‬فقد كان موقفها من باقى احلرىات أكثر تعنتاً وأشد قسوة‬
‫واضطهاداً‪.‬‬
‫ولم تكـن هناك حـرىة للعـقىدة أو لـلتعبىـر عن الفكـر حتى ولـو كانـت احلقائق‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪14‬‬

‫الثـابتة والقاطعـة تؤىده‪ ،‬ولم تكن احلـرىة الشخصىـة مكفولة فال حـرىة للمسكن وال‬
‫للـذات إلى جانب انتفـاء حرىة البحـث العلمى‪ ،‬وغىرهـا من احلرىات الـعامة واحلقوق‬
‫الفردىة مبفهومها احلدىث‪.‬‬
‫وقد شهد مطلع القـرن السادس عشر بداىـة االنشقاق البروتسـتانتى الذى أنكر‬
‫معصومىة الـبابا فخطا خطـوة أساسىة نحو حـرىة الفكر التى ال مىكـن أن توجد طاملا‬
‫سلمت اجلماعة بوجـود إنسان معصوم‪ ،‬وأتبع ذلك بخطـوة أخرى هى تقرىر حق الفرد‬
‫فـى االتصال املـباشر بـاهلل واستخالص دىنه من اإلجنىـل الذى أخذت املـطبعة تـنشره‬
‫فى أىدى الناس بعد أن كان وقفاً على اخلاصة والكهنة‪.‬‬
‫وأصـبحت هـذه الفتـرة عهـد إصالح دىنـى وسىـاسـى معـاً‪ ،‬وإذا كـانت الفـرق‬
‫الدىنىـة التى تفرعت عن االنشقاق البـروتستانتى لم تناد باحلـرىة باعتبارها حقاً لهم‬
‫وخلصـومهم أىضـا بل نـادوا بهـا كحـق خاص لـهم فقط فـإن اإلصالح السـىاسـى قد‬
‫تناول أسـاس السـلطة الـزمنىـة (املدنىـة والسىـاسىة) وأقـر حق الشـعب فى مقـاومة‬
‫السلطان اجلائر‪ ،‬ألن سلطة احلاكم تستند إلى رضاء الشعب‪.‬‬
‫وصاغ هذا املذهب عدد من املفـكرىن على رأسهم القدىس تـوما االكوىنى‪ ،‬كما‬
‫سبق اإلشارة إلىه ‪.‬‬
‫وجدىر بـالذكر أن العصـور الوسطى شهـدت أىضاً انتشـار اإلسالم وقىام الدولة‬
‫اإلسالمىـة وهى جتـربة غنـىة لىـس مجرد نـصوص أو أخـبار كمـا هو احلـال بالنـسبة‬
‫للفكر الىونانى‪ ،‬بل أحـداث محددة ووقائع ملموسة تدل علـى قىام حرىة التعبىر عن‬
‫الرأى والقول فـى السىاسة والعلم وكل أمـور احلىاة‪ ،‬فاألمىان فـى اإلسالم ىستند إلى‬
‫الـنظر العقلى وىتعـنى تقدمي العقل على ظاهـر الشرع عند التعـارض واالعتبار بسنن‬
‫اهلل فـى اخللق‪ ،‬والعفـو والـتسـامح جـزء أسـاسـى فـى شـرىعـة اإلسالم‪ ،‬كـذلك األمـر‬
‫باملعروف والنهى عن املنكر‪ ،‬فحرىة الرأى إذاً جوهر اإلسالم‪.‬‬
‫حرىة التعبىر عن الرأى فى العصور احلدىثة واملعاصرة‪:‬‬
‫تـواصلت حركـة اإلصالح الدىنـى فى أوربا بهـدف التحرر مـن سلطة الكـنىسة‪،‬‬
‫‪15‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وقـدمت كتـابات كـبار املفكـرىن والكتـاب الغربىـنى أمثال تـوماس هـوبس ومـىلتون‬
‫ودى‪T‬ىـد هىـوم وجــون استىـورات مىل ولـوك وروسـو وفــولتىـر ‪ -‬األسـاس الفكـرى‬
‫للحقوق واحلرىات التـى عجلت بالثورات التـى قامت فى برىـطانىا وأمرىـكا وفرنسا‬
‫خالل الفترة من سنة ‪ 1776‬إلى سنة ‪ ، 1848‬وعبرت عنها وثىقة احلقوق اإلجنلىزىة‬
‫سنــة ‪ 1688‬وإعالن االسـتقالل األمــرىكــى سنــة ‪ 1776‬وإعالن حقـوق اإلنـسـان‬
‫الفرنسى سنة ‪ ،1789‬واإلعالن األمرىكى حلقوق اإلنسان الصادر فى العام نفسه‪.‬‬
‫وقد التقط فقهاء القانون الطبىعى فى القرن السابع عشر فكرة حق الشعب فى‬
‫مقاومة الـسطان اجلائر وجعلوها تستقر على أساسنى هما‪ :‬إثبات املساواة بنى البشر‪،‬‬
‫وأن السلطة السىاسىة قامت ملصلحة اجلمىع‪.‬‬
‫وأعلن فىلـسوف القرن الـسابع عشـر جون مىلـتون أن احلرىـة هى أن تعرف وأن‬
‫تقول مـا حتس بال قىـد وفقاً ملا حتـس وتعتقد‪ ،‬وإذا آمن كـل البشر بـرأى وجاء فــرد‬
‫واحد بـرأى آخــر ىخالـفـه‪ ،‬ثم حاولت البشرىة جمعاء أن تسكت هذا الرأى فخـطــؤها‬
‫ال ىـقل عن خــطـــأ الفـــرد الواحـد حـنى ىحـاول إسقـاط الرأى الـذى اجتمـعــت علىه‬
‫البشــرىة‪.‬‬
‫وال ىستطىع اإلنسان أن ىصل إلى الصواب فى مسألة من املسائل حتى ىستمع‬
‫إلى آراء اخملالفنى له‪.‬‬
‫وفقدت السلطتان الدىنـىة والدنىوىة نفوذهما املـادى واملعنوى فى أوربا الغربىة‬
‫نتىجـة عدم مـساىـرتهمـا للتطـور وعدم استـجابتـهما ملـطالب اجلـماهىـر إضافـة إلى‬
‫احلـروب التى انـدلعت خالل القرنـنى السادس عـشر والسـابع عشر سـواء الدىـنىة بنى‬
‫املذاهب املسىحىة املتباىنة أو السىاسىة دفاعاً عن مصالح األسر احلاكمة‪.‬‬
‫ودافع فالسفـة القرن الثـامن عشـر من أمثـال فولـتىر ومـونتىـسكو وجـان جاك‬
‫روسو عن احلـرىة ومنهـا حرىـة التعبـىر عن الـرأى مستنـدىن إلى أفـكار من القـانون‬
‫الطبىعى وفكرة العقد االجتماعى‪.‬‬
‫وكـان القانـون الطبىعـى كما تـصوره مفكـرو القرن الثـامن عشـر ىؤمـن بالعقل‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪16‬‬

‫الطبىعـى الذى ىحكم جمىع البشر فى كل مكان وزمان‪ ،‬فاإلنسان وُجد على الطبىعة‬
‫منفرداً حـرا كامل احلرىة‪ ،‬غىـر أن تطور احلىاة أدى به إلـى االجتماع مع اآلخرىن عن‬
‫طرىق التعاقد االختىارى فكونوا اجملتمعات واألمم والدول‪.‬‬
‫وتنـازل األفراد مبوجب هذا الـتعاقد عن بعض حـقوقهم التى لم تعـد توافق حالة‬
‫االجتماع‪ ،‬واحتفظوا بـاحلرىات الفردىة األسـاسىة التى ال ىقتضـى انضمام الفرد إلى‬
‫اجلماعة التـنازل عنها وفى مقدمـتها حق التعبىر كحق معنـوى ىقوم على دفاع الفرد‬
‫عن آرائه النـابعة من وحى ضمىره‪ ،‬وفى الـوقت نفسه احترامه آلراء اآلخرىن فهو حق‬
‫للجمىع وىجب على كل فرد أن ىطالب به‪.‬‬
‫وأكد تـوماس جـىفرسـون أن احلكومـة التـى ال تصمـد للنقـد ىنـبغى أن تـسقط‬
‫وتفـسح اجملال لـغىرهـا من احلكـومات‪ ،‬كـما أعلـن جون ارسكـنى أن كل فرد ىـسعى‬
‫لتنوىر اآلخرىن ولىس لتضلىلهم من حقه أن ىنشر ما مىلىه علىه ضمىره‪.‬‬
‫ودافع الفىلسوف لوك عن احلق فـى التعبىر عن الرأى‪ ،‬وصاغ أفكاره فىما بعد‬
‫بأسلوب قانونى الفقىه اإلجنلىزى بالكستون فى أواسط القرن الثامن عشر‪.‬‬
‫وهـىأت هذه األفكـار األذهان للثـورتنى األمرىكىـة والفرنسـىة فى القـرن الثامن‬
‫عشر رغم أن أصحاب هذه األفكـار لم ىكونوا دعاة ثورة من أمثال مونىتسكو وجان‬
‫جاك روسو‪.‬‬
‫ونص إعالن حقوق اإلنـسان الفرنسـى الصادر سنة ‪ 1789‬علـى أن اإلنسان هو‬
‫غـاىة القـانون الـذى ىسـتهدف ضـمان ملـكات الفـرد الطـبىعىـة والفكـرىة واألدبـىة‬
‫وتشجىعها لتحقىق الكرامة والسعـادة لإلنسان‪ ،‬فالفرد حر فى اختىار الوسائل التى‬
‫ىستعنى بهـا لتنمىة شخصىتـه‪ ،‬كما أن احلرىة املدنـىة أو استقالل الفرد ال ىتحدد إال‬
‫بحدود عدم تعطىل منو شخصىة غىره وال مىس حقوق الدولة‪.‬‬
‫وارتبطت هذه األفكار مبفهوم سىاسى واقتصادى خاص بالطبقة البرجوازىة التى‬
‫سىطـرت على اجملـتمع األوروبى فـى القرن الـثامن عـشر وسعت إلـى مقاومـة احلكم‬
‫املطلق‪ ،‬وإن استغلـت هذه الطبقـة نفسها هـذه الفكرة لقمع احلـرىات بعـد أن اعتبرت‬
‫نفسها هى األمـة عند اندالع الثورة الفرنـسىة مبررة استبدادها بـاالستناد إلى قداسة‬
‫‪17‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫رأى األغلبىة التى صاغها جان جاك روسو فى كتابه "العقد االجتماعى"‪.‬‬
‫ونصت املـادة األولـى من دستور الوالىات املتحدة األمرىكىة الذى متت املصادقة‬
‫علىه يف اخلـامس عشـر من دىسمبـر عام ‪ 1791‬علـى أن الكوجنـرس لىس بـإمكانه‬
‫سن القـواننى التى تفرض الشعائر الدىنىة أو متنع ممارستها بحرىة‪ ،‬كما أن الكوجنرس‬
‫لىس مخوال مبـوجب املـادة األولى من الـدستور إلصدار قـواننى حتد من حرىـة التعبىر‬
‫أو الصحـافـة أو متـس من حـرىـة املــواطننى فــى االجتمـاع أو تــوجىه العـرائض إلـى‬
‫احلكومة لنقد األوضاع وإصالحها‪.‬‬
‫وظلت فكرة حقوق اإلنسـان الطبىعىة ‪ -‬ومنها حرىة الكالم والتعبىر ‪ -‬مستندة‬
‫إلى فكـرة احلقوق الطبىـعىة ثم إلى فكـرة العقد االجتماعـى حوالى ثالثـة قرون حتى‬
‫القرن الثامن عشـر حنى نادى ‪P‬ون ستىوارت مىل ومفكـرون آخرون فى القرن التاسع‬
‫عشر بأن احلقوق اإلنـسانىة قائـمة أىضاً على املـنفعة وتتمثل فى أنهـا وسىلة للتقدم‬
‫وأداة إلصالح احلكم وحتقىق الرقابة ورد الطغىان وحتقىق ذاتىة اإلنسان‪.‬‬
‫ومىكن رصـد ثالثة اجتاهات سىاسىـة كان لها تأثىرها علـى مدى السماح بحرىة‬
‫التعبىـر عن الرأى فـى العصـر احلدىث واملعـاصر هـى‪ :‬الفكر الـدمىقراطـى فى البالد‬
‫الرأسمالىة والفكر املاركسى فى البالد االشتراكىة والفكر اإلسالمى‪.‬‬
‫وترتكز الـدمىقراطىة الغربىـة باعتبارها مـذهباً فكرىاً ونظـاماً للحكم على فكرة‬
‫احلـرىة الفـردىة التـى تستنـد على أن ثمـة حقوقـاً وحرىـات طبىعىـة أسبق من الـدولة‬
‫وأسمى منـها ىكتسـبها األفراد مبـجرد املىالد وىجب احتـرامها وعدم املـساس بها إال‬
‫بالقدر الـذى تتطلبه حـماىة حقـوق األفراد اآلخرىـن‪ ،‬فاحلرىـة متثل ضمانـاً ضد تدخل‬
‫الدولـة فهى قىـد ىرد علـى السلطـة ومىنعهـا من التـدخل فى نـشاط األفـراد‪ ،‬وىنظم‬
‫القانون هـذه احلرىة‪ ،‬واحلرىة تعـنى استقالل الفرد إزاء السلطـة وقدرته على التصرف‬
‫واإلسهام فى حكم الدولة التى ىنتمى إلىها‪.‬‬
‫وجاء الفكـر املاركسـى لىصف احلرىـات التى قـامت فى ظل املـذهب احلر بـأنها‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪18‬‬

‫حرىات شـكلىة مجردة من املضمـون احلقىقى للحرىات‪ ،‬وأنهـا مقررة لقلة من األفراد‬
‫وتخفى وراءها استغالل هذه القلة حلىاة األغلبىة الساحقة‪.‬‬
‫واحلرىة احلقىقىة عنـد الفىلسوف كارل ماركس هـى ان ىتمكن الفرد من التمتع‬
‫بها بفضل ما ىهىئه له اجملتمع من ظروف اقتصادىة مالئمة‪.‬‬
‫واعتبر لىنـىـن دىكـتـاتـورىة الـبـرولىتــارىا (الطـبـقــة العــامـلــة) هـى السـبـىـل‬
‫لتـقـىـىــد حــرىـة الـرأســـمالىـىـن املسـتغلنى‪ ،‬فهـؤالء ىجب أن نقاومهم بالقوة حتى نحرر‬
‫اإلنسانىة من العبودىة‪.‬‬
‫ورغم هذه األفكار عن احلرىة إال أن التعارض بنى سلطات الدولة ووالىتها وبنى‬
‫حقـوق األفـراد وحرىـاتهم أدى إلى ظهور بعـض النظم الدىكتـاتورىة خاصـة فى فترة‬
‫ما بـنى احلربنى العاملـىتنى (سنة ‪ - 1917‬سنـة ‪ )1939‬التى عصفت بحـرىة األفراد‬
‫وحــرىـة الـشعـوب فــى العـالــم كلـه خـالل الـحرب العــاملىة الـثانىـة (سنة ‪- 1939‬‬
‫سنـة ‪ )1945‬والتى متـثلت فى النـازىة والفـاشىة‪ ،‬ممـا دفع دول العالم إلـى التكاتف‬
‫لردعهـا بعد أن أدركوا أن الـسالم ىقوم على احلـرىة واحترام حقـوق اإلنسان‪ ،‬وأكدوا‬
‫ذلـك فىما بعـد عند إعالن مـىثاق األمم املتحـدة سنة ‪ 1945‬والتـى صدر عنهـا بعد‬
‫ذلك اإلعالم العاملى حلقوق اإلنسان سنة ‪ ،1948‬وكان من بنى ما نص علىه أن لكل‬
‫إنسان أن ىـستعمل احلقوق واحلرىات املنصوص علىها فى هذا اإلعالن بغىر متىىز فى‬
‫ذلك بـسبب اجلـنس أو اللـون أو اللغـة أو الـدىن‪ ،‬ولكل فـرد احلق فـى حـرىـة الفكـر‬
‫والضـمىر واالعـتقاد‪ ،‬ولكل فـرد احلق فى حـرىة الـرأى والتعبـىر عنه وىـتضمن ذلك‬
‫احلق فى البحث عن األنباء واآلراء ومعرفتهـا ونشرها بكل وسائل النشر وبغىر تقىد‬
‫باحلدود اجلغرافىة‪.‬‬
‫ولم ىكن اإلسالم مبنأى عن حركـات النضال من أجل احلرىة حىث حتفل الشرىعة‬
‫اإلسالمىـة والفكـر اإلسالمـى بتـراث ىعلـى من شـأن احلـرىـة‪ ،‬إذ كفل اإلسالم مبـدأ‬
‫احلـرىـة كـأصل عـام قبل أن ىـتطـرق إلـى تقـرىـر احلـرىـات واحلقـوق مبفهـوم املـذاهب‬
‫املعاصرة فى نصوص عدىدة إذ ترك اهلل تعالى لإلنسان حرىته‪ ،‬فاإلمىان لىس جبرىا‪،‬‬
‫‪19‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وأقـر اإلسالم حـرىــة العقىــدة وحق االختالف‪ ،‬أمـا الــذى مىكن أن ىحـد احلـرىـة فـى‬
‫اإلسالم فهو مصالح اجملتمع‪.‬‬
‫ومن العـرض السابق ىتضح لنا أن حرىة التعـبىر عن الرأى هى موروث إنسانى‬
‫وفطـرة بـشـرىـة بهـدف احـتــرام كـرامـة اإلنـسـان وحمـاىـة اجملـتمع‪ ،‬وأن هـذا احلق‬
‫اإلنـسانى‪ -‬على مدى التـارىخ ‪ -‬لم ىأت منحة من حاكم وإمنـا مت انتزاعه عبر نضال‬
‫مرىـر ورساالت سماوىة وثورات اجتماعىة وسـىـاسىة وحركات إصالح فكرى ودىنى‪،‬‬
‫وقد ارتـبط التمتع بهذا احلق بفتـرات التقدم واالنتعاش احلــضــارى‪ ،‬فى حنى اقترن‬
‫االستبداد والقهر والطغىان بعصور التخلف والنكوص احلضارى‪.‬‬
‫نظرىات تفسىر حرىة الصحافة ‪:‬‬
‫فى تفسىر عالقة الصحافة بالسلـطة فى اجملتمع عبر التارىخ جند مجموعة من‬
‫النظـرىات التـى تفسـر تطـور الصـحافـة ودورها فـى اجملتـمع وعالقتـها بـالسلـطة‬
‫احلـاكمة‪ ،‬أو فلـسفة الصحـافة بشـكل عام‪ ،‬وسنعـرض ونحلل تلك النظـرىات حسب‬
‫ظهورها التارىخى‪.‬‬
‫‪ -1‬نظرىة السلطة (أو النظرىة السلطوىة) ‪:Authoritarian‬‬
‫نشـأت هـذه الـنظـرىة فـى القــرن الســادس عشـر والقــرن السـابـع عشــــر فـى‬
‫اجنـــلـتــرا‪ ،‬وكانت منتشرة انـتشارا عظىما والتزال متـارس فى كثىر من الـــدول حتى‬
‫اآلن ومصدرها فلــسـفـة الـسـلـطـة املـطـلـقــة للحـــاكـــم أو حلـكـومته أو كلىهما معا‪،‬‬
‫نلمح ذلك فــى نـظــــرىات أفالطـون و أرسطـو و مىكـىافىلـى‪ ،‬وهىجـل‪ ،‬وغرضـها‬
‫الرئـىسى هـو حمـاىة وتوطـىد سىاسـة احلكـومة القـابضـة على زمـام احلكم وخـدمة‬
‫الدولـة‪ ،‬ومبقـتـضـــى هذه النـظرىة الىعـمل فى الصحف أو ىـصدرها إال مـن ىستطىع‬
‫احلصـول على تـرخىص من احلـاكم أو رخصـة‪ ،‬وىتم اإلشراف علـى الصحف بـواسطة‬
‫احلكومـات‪ ،‬كما تفـرض الرقـابة علـىها‪ ،‬وىحظـر فى إطـار هذه الـنظرىة نقـد اجلهاز‬
‫السـىاسى واملوظفنى الـرسمىنى‪ ،‬وملكىة الصحف قـد تكون خاصة أو عـامة‪ ،‬ولكنها‬
‫فـى كل األحـوال أداة لتـروىج سـىاسـات احلكـومــة ودعمهـا حتـى ولـو لم متـتلكهـا‬
‫احلـكـــومة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪20‬‬

‫ونالحظ أن فلسفـة هذه النظـرىة تركز عـلى أن الدولـة حتل محل الفرد‪ ،‬وىجب‬
‫على وسائل اإلعالم فـىـهـــا أن تدعم احلكومة فى السـلطة لكى ىستطىع اجملتمع أن‬
‫ىتقدم وأن تصل الـدولة إلى أهـــدافـهـــا‪ ،‬كـمــا أن الـصفوة التى حتـكم الدولة ‪ -‬من‬
‫وجهـة نظر هـذه النظـرىة ‪ -‬تـوجه العامـة التى ال تـعـتــبر مـؤهــلــة التخـاذ القرارات‬
‫السـىاسـىة‪ ،‬ورجل واحـد أو رجـال قلـىلـون هم الـذىن ىقـودون ومن واجــبـــاتـهــم أن‬
‫ىراقبوا وسائل اإلعالم التى تستخدم لدعم القىادة وأهـدافها‪.‬‬
‫وتعـتبر هــذه النظـرىة العـمل بالصحافة مبثابة امتـىاز خاص مىنح بواسطة القائد‬
‫الوطنى‪ ،‬لذلك فالصحفى مدىن بااللتزام للقائد وحكومته‪.‬‬
‫إن هذه الفلسفة الصحفىة كانت ومازالـت القاعدة أو األساس لكثىر من أنظمة‬
‫الـصحافـة فى العـالم‪ ،‬وهى تـدىن بوجـودها للحكـومة‪ ،‬وتـعمل لدعـم السلطـة التى‬
‫منحتها حق البقاء‪ ،‬وحرىة وســائل اإلعـالم فى ظل هـذه النظــرىة توجـد بالقدر الذى‬
‫تسمح به القىادة الوطنىة فى أى وقـت‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرىة احلرىة أو النظرىة اللىبرالىة ‪:Libertarian‬‬
‫تعود هـذه النظـرىة بشكل أسـاسى إلـى عصـر النهـضة األوربـىة‪ ،‬وبالـتحدىد‬
‫القرنـنى الثامن عـشر والتاسع عـشر‪ ،‬حىث بلـور عدد من املفكـرىن األوربىنى الكثىر‬
‫من املبادئ التى حتـدت األفـكار السلطـوىة التـى سـادت حتى بداىــة عـصـر النهضـة‬
‫األوربـىة‪ ،‬وكـان مـن أبرزهـم املـفــكر اإلجنلىزى جـون مىلتون الـذى كتب عام ‪1664‬‬
‫ىقـول‪X :‬إن حرىة النشـر بأى واسطة ومـن قبل أى شخص مهما كـان اجتاهه الفكرى‪،‬‬
‫هى حق من احلقوق الطبىعىة جلمىع البشر‪ ،‬وال نستطىع أن نقلل من حرىة النشر بأى‬
‫شكل وحتت أى عذر‪.Z‬‬
‫كما شـارك جون لوك فى بلورة عـدد من األفكار حول احلرىة التـى عرفها بأنها‬
‫احلق فى فعل أى شىء تسمح به الـقواننى‪ .‬وكان لوك قد قـدم إلى البرملان اإلجنلىزى‬
‫بىانا هـاجم فىه تقىىد حـرىة الصحافة عـام ‪ ،1665‬واضطر البرملــان فى ذلك الوقت‬
‫إللغاء قانون كان قد قام بإصداره لفرض الرقابة الوقائىة على الصحف‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫لكن االنتصار األول للنظرية الليبرالية على النظرية السلطوية أو نظرية السلطة‬
‫لم يتحقق إال خالل القرن الـثامن عشر حنى أصـدر البرملـان البريطـانى قرارا أكد على‬
‫حظر أية رقابة مسبقة علـى النشر‪ ،‬كما أباح لألفراد إصدار الصحف دون احلاجة إلى‬
‫احلصـول على تـرخيص مـن السلطـة‪ ،‬وقد جـاء هذا نتـيجة ألفـكار املفكـر اإلجنليزى‬
‫بالكستـون الذى أكـد على أن حـرية الصحـافة ضـرورية لوجـود الدولـة احلرة‪ ،‬وذلك‬
‫يتـطلب عـدم وجـود رقـابـة مـسبقـة علـى الـنشـر‪ ،‬وإن كـان مـن املمـكن أن يتعـرض‬
‫الصحفى لـلعقاب بعد النشـر إذا تضمن هذا النشـر جرمىة‪ ،‬كما أن كل إنـسان حر فى‬
‫أن ينشر ما يشاء على اجلمهور‪ ،‬ومنع ذلك هو تدمير حلرية الصحافة‪.‬‬
‫وقد جاء دستور الواليات املتحـدة األمريكية ليحظر بـشكل كامل تدخل الدولة‬
‫فى مجـال حرية الصحـافة حـيث نص على أنـه يحظر علـى الكوجنـرس أن يصدر أى‬
‫قانون يقيد حرية التعبير والصحافة‪.‬‬
‫وتقوم أفكار املفكرين الليبرالـينى على أسس هى عكس أفكار السلطوينى متاما‬
‫فهم يثقون فى اجلماهـير‪ ،‬ويعتقدون أنه البد من تقدمي كل أنواع املعلومات واألفكار‬
‫للجمهور‪ ،‬كما اعتبروا أن النقد احلـر ضرورة لتحقيق الرفاهية والتقدم‪ ،‬وأن اجلماهير‬
‫مـجتمعـة أو أغلبـيتهـا تسـتطـيع اتخـاذ القـرارات‪ ،‬وأن هـذه القـرارات التـى تتخـذ‬
‫بواسـطة األغلبية تكون دائما أقرب إلى احلقيقـة‪ ،‬وهذه الثقة باجلماهير تتعلق بشكل‬
‫مباشـر بوسـائل اإلعالم‪ ،‬حيث تقـوم هذه الـوسائل بـإعطـاء املعلومـات للجمهـور مما‬
‫يجعل أفراد اجلمهور قادرين علـى انتخاب ممثليهم وتوجيههم وتغييرهم عندما يكون‬
‫ذلك ضروريا‪.‬‬
‫ويحدد املفكر اإلعالمـى السويدى دينيس ماكـويل العناصر الرئـيسية لنظرية احلرية‬
‫فيما يلى‪:‬‬
‫‪ -1‬أن النشر يجب أن يكون حرا من أية رقابة مسبقة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن مجـال النـشر والـتوزيع يجـب أن يكون مفـتوحـا ألى شخص أو جمـاعة‬
‫ومن حق األفـراد واجلماعـات أن مىتلكوا صحفـا وغيرهـا من وسائل اإلعالم‬
‫دون احلصول على ترخيص مسبق من السلطة‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -3‬أن النقد املـوجه إلى أية حكـومة أو حـزب سياسـى أو مسئـول رسمى يجب‬
‫أال يكون محال للعقاب حتى بعد النشر‪.‬‬
‫‪ -4‬أال يكون هناك أى نوع من اإلكراه أو االلتزام بالنسبة للصحفى‪.‬‬
‫‪ -5‬عـدم وجـود أى نـوع من القـيود علــى جمع املعلـومـات للـنشـر بـالـوسـائل‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪ -6‬أال يكـون هنـاك أى قـيد علـى تلقـى أو إرسـال املعلـومـات عبـر احلـدود‬
‫القومية‪.‬‬
‫‪ -7‬يجب أن يتمتع الصحفيون باالستقالل املهنى داخل مؤسساتهم الصحفية‪.‬‬
‫وقد سـاهمت النـظرية اللـيبرالـية بشكل كبـير فى حتـرير الصحـافة من سـيطرة‬
‫الـدولة فـأنهت وجـود الكثـير من الـقيود الـتى تـفرضـها الـسلطـة علـى الصحـافة‪،‬‬
‫واستـطاعت دول الـشمال ‪ -‬أوروبـا والواليات املتحـدة األمريكـية ‪ -‬أن تتمتع خالل‬
‫القرن التـاسع عشر وحتـى منتصف القـرن العشرين بقـدر كبير من التعـددية والتنوع‬
‫فـى مجال الصحافـة واستطاعت الصحـافة أن تدير فى هـذه اجملتمعات منـاقشة حرة‬
‫بنى كـافة االجتاهات السياسية‪ ،‬وأن تنقل هذه املنـاقشات إلى اجلماهير وهو ما أسهم‬
‫فى تقدم هذه اجملتمعات وزيادة حيويتها‪.‬‬
‫لكـن املشكلة أن أوضاع الصحافة فى أوروبـا وأمريكا خالل النصف الثانى من‬
‫القرن العشرين ابتعـدت بشكل كبير عن تلك األفكار الليبـرالية‪ ،‬فتناقصت تعددية‬
‫الصحف وقل تنـوعها‪ ،‬نـتيجة لتـزايد ظـاهرة االحتكـار والتركيـز فى ملكيـة وسائل‬
‫اإلعالم وقلت بـالتالـى قدرتهـا على القـيام بوظـائفها فـى الوفـاء بحق اجلماهـير فى‬
‫املعرفة‪ ،‬وإدارة املناقشة احلرة فى اجملتمع ونقلها للجماهير‪.‬‬
‫وقـد لعب تـزايد االجتـاه إلـى االحتكـار والتـركـيز فـى ملكـية الـصحيفـة دورا‬
‫أسـاسيا فـى تعريض هـذه النـظرية للـنقد مـن كافـة االجتاهـات السـياسية‪ ،‬فلـم تعد‬
‫مفـاهيم هـذه النـظريـة قادرة عـلى تـوفيـر حق الـتعبيـر للصحفـينى واجلمـهور‪ ،‬كـما‬
‫‪23‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫أصبحت قاصرة على تقرير احلق فى امتالك وسائل اإلعالم بدون تدخل من احلكومة‪،‬‬
‫ورفض بعض الباحثنى التعريف الغربى حلرية الصحافة مبعنى عدم تدخل احلكومة فى‬
‫شئونها؛ باعتبـاره تعريفا غير كـاف إذ يعطى احلرية فقـط جملموعة من مالك وسائل‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫ويـرى بعض البـاحثنى أن أوضـاع الصحافـة واإلعالم فى الـدول الغربيـة بشكل‬
‫عام والـواليات املـتحدة األمـريكيـة بشـكل خاص قـد ابتعـدت عن مبـادئ النظـرية‬
‫الليبـرالية وأن السـوق اإلعالمية لم تعـد حرة أو قادرة عـلى توفيـر الفرص املتـكافئة‬
‫لـلتعبيـر احلر عـن كل األفراد ووجهـات النظـر وتغطيـة األخبـار من مـصادر مـتعددة‬
‫ومتنوعة‪.‬‬
‫وبـرزت رؤية أخـرى حتـى من جـانب املـؤمنـنى بهـذه الـنظـرية تقـول‪X :‬إن حـرية‬
‫الـصحافة وحرية التعبير ال مىكن ضمانها إال فـى حالة إبعاد إنتاج األفكار وتوزيعها‬
‫عن السـيطرة الـرأسمالـية من ناحـية والسـيطرة البـيروقراطـية السـياسية من نـاحية‬
‫أخرى‪.Z‬‬
‫‪ -3‬نظرية املسئولية االجتماعية ‪: Social Responsibility‬‬
‫بـدأت املراجعات الـنقدية للنظـرية الليبرالـية للصحافـة ابتداء من العقـد الثانى‬
‫من القرن العـشرين‪ ،‬ولكنهـا بلغت ذروتها عنـد نهاية احلرب العـاملية الثانـية عندما‬
‫تـشكـلت جلنـة حلــرية الصحـافـة مكـونــة من اثنــى عشـر أستـاذا أكـادمىـيا يرأسهم‬
‫البروفيسير روبرت هوتشنز وضمت بـنى أعضائها أبرز نقاد الصحافة األمريكية مثل‬
‫وليم ديفرز وتيودور بترسون‪.‬‬
‫وقـد أجرت اللجـنة دراستهـا على الصحـافة األمـريكية بتـمويل من مجلـة تامي‬
‫األمريكـية ودائرة املعارف البريطانـية وقدمت تقريرها فى كتـاب أعدته اللجنة كاملة‬
‫عام ‪ 1947‬بعـنوان‪X :‬صـحــافـة حــرة مـسـئــولـة‪ ،Z‬وفـى دراسة أخـرى كتبهـا وليم‬
‫هـوكـنج عضـو اللجنـة فـى مـؤلف بعنـوان ‪X‬حـرية الصحـافـة‪ :‬إطـار املبـادئ‪ Z‬وهـى‬
‫الكتابات التى صاغت نظرية املسئولية االجتماعية‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪24‬‬

‫ولقيت دعوة جلنة حـرية الصحافة لصحـافة حرة ومسئـولة صدى داخل الواليات‬
‫املـتحدة وخـارجها فـى بلدان أوربـا وعلى رأسهـا اململـكة املتـحدة‪ ،‬فتـشكلت اللـجنة‬
‫امللكـية األولــى للصحـافـة عـام ‪ 1949‬ودعت إلـى ضـرورة إحسـاس العـاملـنى فـى‬
‫الصحـافة مبسئـوليتهم االجـتماعية‪ ،‬حـيث تقوم الفكـرة احملورية ألفكار هـذه النظرية‬
‫على التنظـيم الذاتى االختيارى ملهـنة الصحافة فتقـوم الصحافة بتنـظيم نفسها وفقا‬
‫ملعايير هذه النظرية إلى جانب تشكيل مجلس للصحافة‪.‬‬
‫ووافق املـمارسـون فى الـواليات املتـحدة عـلى أن احلـرية السلـبية فـى النـظرية‬
‫الليبـرالية غير مـرغوبة فـى اجملتمع احلديث‪ ،‬وأن احلـرية البد أن ترتـبط باملسـئولية‪،‬‬
‫فاإلنسـان ليس كائنا عـاقال راشدا بل عرضة لعـمليات تأثير واسعـة النطاق من قبل‬
‫خبراء العالقات العامة‪.‬‬
‫وأدت التطورات فى مجال اإلعالم إلى رؤية ترى أن حرية الصحافة ليست حقاً‬
‫طبيعيـاً لكنها امـتياز منح عـلى أساس أن تـشكل فائـدة للمجتمع ولـذا فإنهـا حتى‬
‫تستمر البد أن تكون حرية مسئولة‪.‬‬
‫ونص تقـرير جلنـة حـرية الصحـافـة لعـام ‪ 1947‬علـى أن صنـاعـة اإلعالم فـى‬
‫الـواليات املتحـدة يجب أن تـستمـر فــى يد القطـاع اخلـاص واضعـة فــى اعتبـارهـا‬
‫املصلحـة العامـة‪ ،‬ووضعت اللجنـة مجمـوعة تـصورات حـول وظائف الـصحافـة فى‬
‫اجملتمع احلديث‪ ،‬وعددًا من التوصيات للحكومة‪ ،‬وللمؤسسات‪.‬‬
‫فمـن حيث وظائف وسائل اإلعالم فى اجملتمع املعاصر رأت اللجنة أن الصحافة‬
‫يجب أن تقوم بالوظائف التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إعـطاء تقرير صـادق وشامل وذكى عن األحـداث اليومية فـى سياق يعطى‬
‫لها مغزى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تعمل كمنبر لتبادل التعليق والنقد‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تقدم صورة ممثلة للجماعات املتنوعة التى يتكون منها اجملتمع‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -4‬أن تهدف إلى حتقيق أهداف اجملتمع وقيمه وتوضيحها‪.‬‬


‫‪ -5‬أن توفر معلومات كاملة عما يجرى يومياً‪.‬‬
‫وأوصت جلـنة حـرية الصحـافة احلكـومة بـتطبـيق الضمـانات الـدستـورية حلرية‬
‫الـصحافـة‪ ،‬وأن تعمل احلكـومة علـى تسهـيل ظهور وسـائل إعالم جديدة واسـتمرار‬
‫املـنافسة بنى الوسائل الكبيرة القائمة‪ ،‬كما طالبت اللجنة بإلغاء التشريع الذى يحظر‬
‫على األفـراد مسـاندة إجـراءات تهدف إلـى إحداث تغـييرات ثورية علـى املؤسـسات‬
‫القائمة ألن هذا التشريع يهدد املناقشات السياسية واالقتصادية‪.‬‬
‫وأوصت جلنة حـرية الصحافة املـؤسسات اإلعالمية بتـقدمي خدمة تتـسم بالتنوع‬
‫والكم املالئم الحتياجات اجلماهير‪ ،‬فضال عن زيادة مراكز الدراسة األكادمىية والبحث‬
‫والنشر فـى مجال اإلعالم‪ ،‬وإنشاء هيئة جديدة مستقلة لتقييم أداء الصحافة لعملها‬
‫وتقدمي تقرير سنوى حول هذا األداء‪.‬‬
‫كمـا أوصـت اللجنـة العـاملـنى فـى مجـال اإلعالم بـالنقـد املتبـادل واالستمـاع‬
‫لبعضهم وأن يقبلوا مسئوليتهم كناقل عام للمعلومات واملناقشة‪.‬‬
‫كمـا قدم أسـتاذ أمـريكى هـو كيرتـس مونـتجرى فـى كتـابه ‪X‬مسـئولـية لرفع‬
‫املعـايير‪ Z‬رؤية جـديدة للمـسئـولـية تقـول‪ :‬إنه إذا قـامـت الصحـافـة بـإعالم النـاس‬
‫واحملافـظة على خـصوصيتهـم ومراعاة قـيمهم فهذه نصـف املسئولـية‪ ،‬ولكن النصف‬
‫اآلخر هو بيان مـسئولية اجلمـاهير جتاه املـادة املـذاعة التى هى بـدورها جتاه أنفسهم‪،‬‬
‫إذ يجب على اجلمهـور أال يتعامل مع ما يقـدم من خالل الصحافة والـتليفزيون على‬
‫أنه وجبـة كتلك التـى يشتريهـا من السـوبر مـاركت‪ ،‬بل عليه أن يدرك الـوقائع‪ ،‬وال‬
‫يتقبلهـا كما يقـرأها أو يسمعهـا‪ ،‬ويزن األفكار التـى تتفق مع ميولـه والتى تختلف‬
‫ويضع افتراضاته األساسية محالً للنقاش‪.‬‬
‫ويساوى روبـرت راى فى كتابه ‪X‬مـسئولية اجلـرائد‪ Z‬بنى املـسئولية االجـتماعية‬
‫وصدق األخبـار واحليدة ألنها أسـاس حق القراء فى املعـرفة‪ ،‬ثم املنـاقشة الـدمىقراطية‬
‫احلقة فى اجملتمع والتى تسهم فى تطويره‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪26‬‬

‫ويلخص دينيس مـاكويل املبـادئ األساسـية لنظـرية املسئـولية االجـتماعـية فى‬


‫اجلوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الـصحـافـة وكــذلك وســائل اإلعالم األخـرى يجـب أن تقبـل وأن تنفـذ‬
‫التزامات معينة للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬أن هـذه االلتزامـات مىكن تنفـيذها مـن خالل االلتزام بـاملعايير املهـنية لنقل‬
‫املعلومات مثل احلقيقة والدقة واملوضوعية والتوازن‪.‬‬
‫‪ -3‬لتنفيذ هذه االلتزامات يجب أن تنظم الصحافة نفسها بشكل ذاتى‪.‬‬
‫‪ -4‬أن الصحـافة يجـب أن تتجنب نـشر مـا مىكن أن يؤدى إلى اجلـرمىة والعنف‬
‫والفوضى االجتماعية أو توجيه أية إهانات إلى األقليات‪.‬‬
‫‪ -5‬أن الصحافة يجب أن تكون متعددة وتعكس تنوع اآلراء وتلتزم بحق الرد‪.‬‬
‫‪ -6‬أن للـمجتمع حـقا علـى الصحـافة هـو أن تلتـزم مبعايير رفـيعة فـى أدائها‬
‫لوظائفها‪.‬‬
‫‪ -7‬أن التدخل العام مىكن أن يكون مبرراً لتحقيق املصلحة العامة‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذه النظرية قد طرحت بعض احللول التى تتمثل فى التنظيم الذاتى‬
‫ملـهنة الـصحافـة‪ ،‬وذلك من خالل إصـدار مواثـيق شرف مهـنية حلمـاية حرية الـتحرير‬
‫الصـحفى واملمارسة الـصحفية‪ ،‬وإصدار قوانـنى للحد من االحتكار‪ ،‬وإنـشاء مجالس‬
‫للصحـافة مهـمتها احلفـاظ على حـرية الصحـافة وااللتـزام باملعـايير املـهنية الـرفيعة‬
‫للصحـافـة وبحث شكـاوى اجلمهـور ضـد الصحف إلـى جـانـب إنشـاء نظـام لتقـدمي‬
‫إعانات للصحف‪.‬‬
‫ولكـن مجمل األفكـار التـى طرحـتها هـذه النظـرية لم تتح لهـا فرصـة التـنفيذ‬
‫بشكل كـامل‪ ،‬فقـد نظـر الصـحفيون األمـريكيون إلـى هذه األفـكار عـلى أنهـا متثل‬
‫اجتاهاً نحو االشتـراكية وخطرا على حرية الصحافـة‪ ،‬كما عارضت هذه األفكار بشدة‬
‫مجموعات مالك الصحف‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫ومع ذلك مىكن القول‪ :‬إن نـظرية املسئولـية االجتماعية قـد حققت بعض النتائج‬
‫اإليجـابـية فــى بعض دول أوربـا مثـل السـويد التـى قـامت مبـواجهـة خطـر سـيطـرة‬
‫االحتـكارات على صحـافتها بـإنشاء نظـام لتقدمي إعـانات حكومـية للصحف بهدف‬
‫احملـافظة علـى التنوع الـصحفى‪ ،‬وجنحت هـذه املعونـات خالل حقبة الـستينـيات فى‬
‫احملافظة على حياة كثير من الصحف الصغيرة فى السويد‪.‬‬
‫ولكن فـكرة تـقدمي مـعونـات للـصحف مت رفضـها بـشكل واسع فـى بريطـانيا‬
‫وغـيرها مـن دول أوربا خـوفا مـن استغالل احلـكومـات لهـا فى الـتدخـل فى شـئون‬
‫الصحافـة‪ ،‬كما صدرت قواننى للـحد من االحتكار والتركيز فـى ملكية الصحافة فى‬
‫بـريطانـيا وفرنـسا‪ ،‬ولكـن هذه القـواننى لـم تستـطع أن توقـف تزايد معـدل التـركيز‬
‫واالحتكار‪ ،‬أو أن حتفظ احلياة للصحف الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -4‬النظرية الشيوعية ‪: Communist‬‬
‫شهد الربع األول من القـرن العشرين ميالد نـظرية الصحافة الـشيوعية‪ ،‬ويعتبر‬
‫كـارل ماركـس األب الشـرعى لهـذه النـظرية مـتأثـرا بفلـسفة زمـيله األملـانـى جورج‬
‫هيجل‪.‬‬
‫وتـرتكز هـذه النظـرية على أن وظـائف وسائل اإلعالم فـى اجملتمع الشـيوعى‪-‬‬
‫كما يقول كارل مـاركس‪ -‬هى نفسها وظـائف اجلهاز احلاكم وهى بقـاء وتوسع النظام‬
‫االشتـراكى‪ ،‬وان هذه الـوسائل يجب أن تـوجد لنـشر السـياسة االشتـراكية‪ ،‬وفى ظل‬
‫هذه النظـرية فإن وسائل اإلعالم اجلـماهيرية تعتـبر أدوات للحكومـة وجزءا ال يتجزأ‬
‫من الدولة‪ ،‬والدولة يجب أن متلك وتقوم بتشغيل هذه الوسائل‪ ،‬واحلزب الشيوعى هو‬
‫الـذى يقوم بـالتوجـيه‪ ،‬وتسمح النـظرية الشـيوعية بـالنقد الـذاتى (مـثل احلديث عن‬
‫الفشل فى حتقيق األهداف الشيوعية)‪.‬‬
‫وتستند النـظرية الشيوعية إلى فـرضية أن وسائل اإلعالم يجب أن تعمل دائما‬
‫من أجل األفضل‪ ،‬واألفضل عادة هو مـا تقوله القيادة ويكون متمـشيا بطبيعة احلال‬
‫مع خـط النظرية املـاركسية‪ ،‬وعلـى ذلك فإن كل مـا تفعله وسائل اإلعالم كـى تدعم‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪28‬‬

‫وتسـاهم فى إجناح الشيوعـية يعتبر أخالقيا فى حـنى أن كل ما تفعله لعرقلة اإلجناز‬


‫الشيوعى يعتبر غير أخالقى‪.‬‬
‫وتقوم هذه النظرية على عدة أسس هى‪:‬‬
‫@ أن وسـائل اإلعـالم يجب أن تخــدم مصـالح الـطبقـة العـاملـة وتكـون حتت‬
‫سيطرتها‪.‬‬
‫@ حظر امللكية الفردية للصحف ووسائل اإلعالم‪.‬‬
‫@ من حق اجملتمع فـرض الرقـابة واإلجـراءات والقيود القـانونيـة ملنع نشـر أية‬
‫أفكار ضد االشتراكية ومن حق اجملتمع أن يعاقب الصحفينى‪.‬‬
‫وقـد استخـدمت النظـرية الشـيوعية مـفردات كثـيرة كشعـارات تكافـؤ الفرص‬
‫واملساواة والعدالـة االجتماعية والتقـدم الثقافى ورفع االسـتغالل عن طبقات الشعب‬
‫العـامل‪ ،‬ولقـد ثبـت عنـد التـطبـيق أن بعـض تلك املفــردات ظلت مجـرد شعـارات‬
‫إعالمية‪.‬‬
‫وبانـهيــار الشــيوعية وسـقوط االحتـاد السـوفيتـى فى عـام ‪ 1989‬علـى يـد‬
‫الرئـيس السـوفيتـى ميخـائيل جـورباتـشوف‪ ،‬تلـقى النـظرية الـشيوعـية فى اإلعالم‬
‫املصـير نفـسه بعـد أن تكـشف كـيف أخـفــت وسـائل اإلعالم فـى ظل هـذه الـنظـريـة‬
‫الكثيـر من املعــلـومــات عـن الـجـمــاهـيـــر نتـيـجــة للقيـود الصـارمة الـتى كـانت‬
‫مفروضة عليها‪.‬‬
‫وأن سـاهم البـاحثون الـذين تبنـوا هذه النـظريـة فى نقـد أوضاع الـصحافـة فى‬
‫الغرب وحتليل أوضاع وسائل اإلعالم الغربية مبنهج نقدى‪.‬‬
‫‪ -5‬نظرية صحافة التنمية أو النظرية التنموية ‪:‬‬
‫لـيس من الـسهل حتـديد هوية هـذه النظـرية فى عـبارة واضـحة مـحددة‪ ،‬فـهى‬
‫التـزال مجموعـة من اآلراء والتوصـيات املالئمة لكـافة وسائل اإلعالم ووظـائفها فى‬
‫الدول النامية‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫وتكتـسب هـذه النـظرية وجـودها املـستـقل عن نظـريات الصحـافة األخـرى من‬


‫اعترافهـا وقبولها للتنمية‪ ،‬وتأكيدها علـى هوية األمة‪ ،‬ووحدتها ومتاسكها‪ ،‬ورفضها‬
‫التبعية والسلطوية املتعسفة‪.‬‬
‫وصحـافـة التـنمـية كمـا يعـرفهـا لـيونـارد سـوسمـان هـى تـركـيز الـصحفـينى‬
‫املوضوعينى علـى أخبار أحدث التطـورات فى مجاالت التنمـية اخملتلفة‪ ،‬األمر الذى‬
‫يؤدى إلى جناح الـتنمية االقتصادية وحتقـيق الوحدة الوطنـية وهى أيضا‪X :‬استخدام‬
‫احلكومة ملنافذ االتصال لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.Z‬‬
‫وتتـطلب صحـافـة الـتنمـية من الـصحف ‪ -‬كمـا يقـول نـارينـدر أجـارواال ‪ -‬أن‬
‫تتفحص بعيـن ناقـدة‪ ،‬وتـقيـم وتكتـب عـن مـدى ارتباط املشـروع التنموى باحلاجات‬
‫اخملتلفة واملصـالح القومية‪ ،‬وتـتفحص االختالفات بـنى اخلطة وتطـبيقها‪ ،‬واالختالف‬
‫بنى آثارها على الناس فى تصريحات املسئولنى وبنى آثارها الفعلية‪.‬‬
‫ويالحظ الـتناقض بـنى االستخدام احلكـومى للصحـافة فـى خدمـة التنمـية وبنى‬
‫الدور الـرقابى للـصحافة‪ ،‬ففـى ظل السيطـرة احلكومية يتـراجع النقد وتـتحول أخبار‬
‫التنمية إلى دعاية سياسية للحكومة وقيادتها‪.‬‬
‫ولعل هذا التناقض هو الذى دعا املفكر اإلعالمى اإلجنليزى أنتونى سميث إلى‬
‫التأكيد على ضرورة التفرقة بنى صحافة التنمية واالتصال فى خدمة التنمية‪ ،‬إال أنه‬
‫يرى أن املفهومنى يدخالن فى إطار السيطرة احلكومية‪.‬‬
‫وهـو ما يؤكده كـالريب راميال حـيث يشير إلى االرتـباط بنى مفاهـيم ‪X‬صحافة‬
‫التنمية‪ Z‬و‪X‬الصحافة املوجهة‪ Z‬و‪X‬االتصال فى خدمة التنمية‪.Z‬‬
‫ويلخص ماكويل املبادئ األساسية لنظام اإلعالم التنموى فيما يلى‪:‬‬
‫@ أن وسـائل اإلعـالم يجب أن تقـبل وتنفـذ دوراً إيجـابيـاً فـى إجنـاز أهـداف‬
‫التنمية التى حتددها السياسة القومية‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪30‬‬

‫@ أنه مىكن فـرض قيـود علـى حـريــة اإلعالم طبقـا لألولـويـات االقـتصـاديـة‬
‫واالحتياجات التنموية للمجتمع‪،‬‬
‫@ أن وسائل اإلعالم يجب أن تهتم بالثقافة القومية واللغة الوطنية‪.‬‬
‫@ أن وسـائل اإلعالم يجب أن تعـطى األولـوية ألخـبار الـدول النـاميـة القريـبة‬
‫سياسيا أو ثقافيا أو جغرافيا‪.‬‬
‫ووفـق النظــرية التنمـوية تتلخص مهـام وسائـل اإلعالم فى عملـية التنمـية فى‬
‫النقاط التاليـة‪:‬‬
‫‪ -‬تشكيل اجتاهات الشعب وتنمية هويته الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة املواطننى على إدراك أن الدولة اجلديدة قد قامت بالفعل‪.‬‬
‫‪ -‬انتهـاج سـياسـات تقـررهـا احلكـومـة بهـدف املسـاعـدة فـى حتقـيق الـتنمـية‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع املواطنـنى على الثقة باملـؤسسات والسياسـات احلكومية‪ ،‬مما يضفى‬
‫الشرعية على السلطة السياسية ويقوى مركزها‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسهـام فـى حتقــيق التكـامل الـسـياسـى واالجـتمـاعـى‪ ،‬مـن خالل بحث‬
‫الصـراعات السياسـية واالجـتـمـاعيـة‪ ،‬وإحباط أصـوات التشرذم والتفرقة‪،‬‬
‫والتخــفـــيـف من الـتـنـــاقضــات فـى القـيم واالجتـاهـات بـنى اجلمـاعـات‬
‫املتباينة‪.‬‬
‫‪ -‬املسـاعدة فى االسـتقرار والوحـدة الوطنـية‪ ،‬وتغليب املصـلحة الوطـنية على‬
‫املصلحة الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز اإليجابيات وجتاهل السلبيات‪ ،‬وتقليل حجم النقد إلى حجمه األدنى‪.‬‬
‫وصحافة التـنمية هى الـنتيجة الـطبيعية للـصحافة الثـورية‪ ،‬حيث إنهـا تسعى‬
‫خللق أمة جديدة وتـنميتها‪ ،‬وتـطبيق املثل التـى أعلنت فى املـرحلة الثورية الـسابقة‪،‬‬
‫‪31‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫بينما الصحافة الثورية تكرس نفسها‪ ،‬وبالكامل ملناهضة القوى التى اليرغب الناس‬
‫فى مجتمع بعينه فى أن حتكمهم‪ ،‬ومحاولة اإلحاطة بها‪.‬‬
‫ويرى البعض أن الصحـافة الثورية وصـحافة التنـمية من بنى النـتائج الضرورية‬
‫حملاولة حتـرير بلد من الـبالد من السيطـرة األجنبية‪ ،‬وهـما مىثالن مصـدر فزع ملؤيدى‬
‫الـوضع الراهن واملدافعـنى عنه‪ ،‬وهذان النمطـان من أمناط الصحـافة قد يتـسمان‪ ،‬فى‬
‫بعـض األحيان بالتهاب الـعاطفة واالبتعاد عـن املوضوعية بل وحتـى امليل إلى اجلدل‬
‫العنـيف والعدوانية‪ ،‬وأحـيانا يرث هذان الـنوعان من الـصحافة تلك الـرذائل اخلطيرة‬
‫املتـمثـلــة فــى دعــم وتعــــزيز أهـداف بـعض الـزعمــاء والطـوائف الـذين يتـصفـون‬
‫باألنانية‪.‬‬
‫وقد كانت ممارسة األنـظمة السياسية التى شكلـت فى الدول النامية فى أعقاب‬
‫استقاللهـا تقوم علـى اخللط والتـلفيق واالستنـاد أساسـاً على الـقواننى املـوروثة من‬
‫احلقبة االستعمارية القائمة على نظرية السلطة‪.‬‬
‫وكانـت السمة األسـاسية للتجـارب اإلعالمية فـى هذه الدول هـى قيام الـسلطة‬
‫بـتقييد حرية الصحـافة‪ ،‬وفرض وتكريس تبعيـة الصحافة للسلطـة مما أدى إلى تزايد‬
‫تبعية وسائل اإلعالم للنظام اإلعالمى الدولى‪.‬‬
‫‪ -6‬نظرية املشاركة الدمىقراطية ‪: Participant Democratic‬‬
‫تعـد هــذه النظــرية أحـدث إضــافة لنـظـريات الـصحـافــة وأضعفــها حتــديـداً‪،‬‬
‫فهـى تفتـقـر حتــى اآلن إلى وجــود حقيقـى فى املـمارســات اخملتلـفـة للـمـؤسـسات‬
‫اإلعــالمـية فضــالً عن أن بعض سـياساتهـا تتضمـنها نظـــريات الصحافـة األخــرى‪،‬‬
‫ورغم أن وجود هذه النـظرية بشكل مستقل عن الـنظريات األخرى مازال محل خالف‬
‫وشك‪ ،‬إال أنهـا تـستحق احلـديث عنهـا بشـكل مسـتقل نظـراً ملــا متـثله من حتـديات‬
‫للنظريات السائـدة‪.‬‬
‫وقـد برزت هـذه النظـرية من واقع اخلـبرة العـملية كـاجتاه إيجـابى نحـو ضرورة‬
‫وجـود أشكال جـديدة فى تنظـيم وسائل اإلعالم‪ ،‬كـما نشـأت كذلك كـرد فعل مضاد‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪32‬‬

‫للطابع التجـارى واالحتكارى لوسائل اإلعالم اململوكة مـلكية خاصة ومضادة ملركزية‬
‫وبيروقراطية مؤسسات اإلعالم العامة التى قامت على معيار املسئولية االجتماعية‪،‬‬
‫وتوجد هـذه النظرية فى اجملتمعات اللـيبرالية املتقدمة رغم ارتـباطها ببعض العناصر‬
‫التى تـطرحها النـظرية التنمـوية‪ ،‬خاصة مـا يتعلق منها بـالتأكيد علـى احترام أسس‬
‫اجملتمع واالهتمام بـاالتصال األفقى بـدال من االتصال الرأسـى من أعلى إلى أسفل‪،‬‬
‫والـذى يعنى سلـبية مشـاركة املتلقـى فى عملـية االتصال وهـو اجتاه واضح متـاما فى‬
‫الدول األوروبية خاصة دول إسكندنافيا وبعض الدول األوربية األخرى‪.‬‬
‫ويعبـر مصطلح املشـاركة الدمىقـراطية عن معنـى التحرر من األحـزاب السياسية‬
‫القـائمة والنظام البـرملـانى الدمىقـراطى والذى بدا وكـأنه انفصل عن جذوره وأنه يعوق‬
‫املشاركة فى احلياة االجتماعية والسياسية بدال من أن يدعمها‪.‬‬
‫وتنطـوى هذه النظرية عـلى آراء معادية لنظـرية اجملتمع اجلماهـيرى الذى يتسم‬
‫بـالتنظـيم املعقد واملـركزية الشـديدة والذى فـشل فى أن يوفـر فرصـا حقيقـية لألفراد‬
‫واألقليات فى التعبير عن اهتماماتها ومشكالتها‪.‬‬
‫وترى هذه النظـرية أن الصحافة احلرة فاشلة بسـبب خضوعها العتبارات السوق‬
‫الـتى تفرغها مـن محتواها وترى أن نـظرية املسئولـية االجتماعية غـير مالئمة بسبب‬
‫ارتباطها ببيروقراطية الدولة‪.‬‬
‫كمـا ترى أن الـتنظـيم الذاتـى لوسـائل اإلعالم لم مىـنع منو مـؤسسـات إعالمية‬
‫متارس سـيطرتها باعـتبارها مراكـز قوة فى اجملتمع ممـا أدى إلى فشل وسائل اإلعالم‬
‫فى مهمتها وهى تلبية االحتياجات الناشئة عن احلياة اليومية للمواطن‪.‬‬
‫وهكـذا فـإن الفكـرة األسـاسـية فـى نظــرية املشـاركـة الـدمىقـراطـية تـكمن فـى‬
‫االحتـياجات واملصـالح واآلمال جلـمهور متلق نـشط فى مـجتمع سياسـى‪ ،‬وهى تهتم‬
‫باملـعلومـات املالئمـة وحق املواطـن فى اسـتخدام وسـائل االتصـال من أجل التـفاعل‬
‫واملشاركـة على نطـاق صغير فـى مجتمعه‪ ،‬وتـرفض هذه النـظرية ضرورة الـتوحد أو‬
‫املركزية أو احلـياد أو السيطرة احلكـومية على وسائـل اإلعالم‪ ،‬وهى تشجع التعددية‬
‫‪33‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫واحمللية والتفاعل بنى املرسل واملستقبل واالتصال األفقى الذى يشمل كل مستويات‬
‫اجملتمع‪.‬‬
‫ويعتقد مؤيدوهـا أن وسائل اإلعالم التى تنشأ فى ظل هذه النظرية سوف تعنى‬
‫أكثـر بـاحلـياة االجتمـاعـية وتخـضع لسـيطـرة مبـاشـرة من جمهـورهـا وتقـدم فـرصـا‬
‫للمشاركة على أسس يحددها مستخدموها بدال من املسيطرين عليها‪.‬‬
‫وتتلخص املبادئ األساسية لهذه النظرية فى األمور التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن للمــواطن الفــرد وجلمـاعـات األقلـيات حق الـوصـول إلـى وسـائل اإلعالم‬
‫واسـتخــدامهــا‪ ،‬ولـهم كـــذلك احلق فــى أن تخــدمـهم وســائل اإلعالم طـبقــا‬
‫لالحتياجات التى يحددونها هم‪.‬‬
‫‪ -‬أن تـنظـيم وســائل اإلعالم ومحتـواهـا ال ينبغـى أن يكـون خـاضعــا لسـيطـرة‬
‫بيروقراطية حكومية أو سياسية مركزية‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغى أن توجد وسائل اإلعالم أصال خلدمة جمهورها وليس من أجل املنظمات‬
‫التى تصدر هذه الوسائل أو املهنينى العاملنى بها أو عمالئها أو جمهورها‪.‬‬
‫‪ -‬أن اجلمـاعات واملـنظمـات والتجمعـات احمللية ينـبغى أن يكـون لها وسـائلها‬
‫اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -‬أن وسـائل اإلعالم صغيرة احلجـم والتى تتـسم بالـتفاعل واملشـاركة أفضل من‬
‫وسائل اإلعالم املهنية الضخمة التى ينساب محتواها فى اجتاه واحد‪.‬‬
‫‪ -‬أن االتصال أهم من أن يترك للمهنينى‪.‬‬
‫ويتمثل الـوجود الفعلـى لهذه النـظرية فـى الصحـافة الـسرية‪ ،‬ومـا أطلق عليه‬
‫محطـات راديو القـراصنـة والتـليفـزيون الالسلـكى فـى التجمـعات احملـلية ووسـائل‬
‫اإلعالم فى التجمعات الريفية ومنشورات الشوارع وامللصقات السياسية‪.‬‬
‫ويتوقع البعـض أن التطورات الـتكنولـو‪P‬ية سوف تفتح آفـاقاً أرحب أمـام هذه‬
‫النظرية من خالل إتاحة أجهزة النسخ بأسعار منخفضة والوصول إلى مزيد من قنوات‬
‫االتصـال اإللكتـرونـية‪ ،‬ويتـوقع أن يظل تـأثـير هـذه القنـوات اجلـديدة علـى أوضـاع‬
‫وسائل اإلعالم القائمة اآلن هامشيا خالل املستقبل املنظور‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪34‬‬

‫ملخص الوحدة األولى‬

‫ناقـشت هذه الوحدة مفهوم احلرية والتقسيمات اخملتلفة للحريات من وجهة نظر‬
‫عدد من الفقهاء‪ ،‬وتقسيم احلقوق واحلريات فى الفقه املصرى‪.‬‬
‫وعرضت الـوحدة ملفـهوم حريـة الفكر والتعـبير عن الـرأى‪ ،‬وعناصـر حتقيق هذه‬
‫احلرية‪.‬‬
‫واستـعرضــت الوحــدة التطـور التـاريخـى حلريـة التعبـير عـن الرأى وذلـك فى‬
‫العصـور الـقـــدمىــة‪ ،‬ثم فــى الـعـصـــور الـوسـطــى‪ ،‬وأخيـراً فــى العصـور احلـديثـة‬
‫واملعاصــرة‪.‬‬
‫وعرضت الوحدة نظريات تفسير حرية الصحافة‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية السلطة‪.‬‬
‫‪ -2‬النظرية الليبرالية‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية املسئولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية الشيوعية‪.‬‬
‫‪ -5‬النظرية التنموية‪.‬‬
‫‪ -6‬نظرية املشاركة الدمىقراطية‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫أسئلة الوحدة األولى‬

‫السؤال األول‪ :‬صحح العبارات التالية مبرراً ذلك تبريراً علمياً‪:‬‬


‫‪ -1‬حرية الفـرد أصل من األصول الكونية لذلـك البد أن تكون مطلقة بال قيود‬
‫أو حدود‪.‬‬
‫‪ -2‬االجتـاه العام هـو اعتبـار حريـة التعبيـر عن الرأى وحـرية الـصحافـة ضمن‬
‫احلريات الفردية‪.‬‬
‫‪ -3‬كان استمـتاع الفرد بحـرية التعبيـر عن الرأى عبـر العصور اخملتلـفة منحة‬
‫يحصل عليها من جانب السلطة (دينية أو دنيوية)‪.‬‬
‫‪ -4‬نظـراً لطغيان معظـم ملوك الفراعنـة لم يعرف املصـرى القدمي حريـة التعبير‬
‫عن الرأى‪.‬‬
‫‪ -5‬رغم اإلصالح الدينى والسيـاسى الذى شهدته نهايـات العصور الوسطى لم‬
‫يتمتع اإلنسان بحقه فى التعبير عن رأيه‪.‬‬
‫السؤال الثانى‪ :‬قارن بنى املفاهيم التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهـوم حـريــة التعـبيـر عن الـرأى فـى كل مـن الفكـر اللـيبـرالـى والفكـر‬
‫املاركسى‪.‬‬
‫‪ -2‬احلقوق واحلريات الفردية واحلقوق االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬حرية الفكر وحرية الرأى‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية املسئولية االجتماعية ونظرية املشاركة الدمىقراطية‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬أكمل ما يلى مبا تراه مناسباً‪:‬‬
‫‪ -1‬يقـسـم الفقه املـصــرى احلقــوق واحلــريــات إلــى ‪ ..............‬ومـنهــا‬
‫‪ ................‬و ‪ ............‬واحلقـــوق ‪ ............‬ومـنهـــا حق‬
‫‪. ...............‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪36‬‬

‫‪ -2‬مـن مـتـطلـبـــات حتقـيق حــريــة الـتعـبـيــر عـن الــرأى ‪...............‬‬


‫و‪ .................‬و ‪ ...............‬ومن األمـور الصعبة الـتى تواجه‬
‫املشرع والتشريع فى العصر احلديث محاولة ‪. ................‬‬
‫‪ -3‬أسهم ‪ ...............‬فـى العصور القدمىة مساهمة كبيرة فى تأكيد حرية‬
‫الـتعـبـيـــر واملـنـــاقــشــــة بفــضل فـالسفـتهـم ومـنهـم ‪...............‬‬
‫و‪ ............‬وعرفوا نظرية ‪. .............‬‬
‫‪ -4‬تـطــورت نـظــريـــة احلق اإللهــى بـ ‪ ................‬وأصـبحـت تعـنــى‬
‫‪ ..................‬كما شهـد القرن الـسادس عـشر بـداية ‪............‬‬
‫وإن نادى أصحاب هذه األفكار باحلرية باعتبارها ‪. .............‬‬

‫أنشطة يقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬من خالل متـابعتك للتطـور الذى مـر بحريـة التعبيـر عن الرأى عبـر تاريخ‬
‫اإلنسانيـة‪ ،‬اختر مرحلـة ترى من وجهة نـظرك أنها متـثل فترة ثريـة فى هذا‬
‫التطور وأعد فيها ورقة بحثية‪.‬‬
‫‪ -2‬فـى ضـوء فهمـك النظـرى حلـريـة الفكـر والـتعبيـر عن الـرأى قيّم الـوضع‬
‫الراهن حلـدود حرية التعبير عن الـرأى فى اجملتمع املصرى‪ ،‬وحاول أن حتدد‬
‫أى النظريات التـى مىكن أن تفسر فى ضـوئها حرية الصحـافة والتعبير عن‬
‫الرأى التى يتمتع بها مجتمعنا فى ضوء عالقة الصحافة بالسلطة‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مـراجـع الوحدة األولى‬

‫(‪ )1‬عماد النجار‪ :‬الوسيط فى تشريعات الصحافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬اإلجنلو املصرية‪1985. ،‬‬

‫(‪ )2‬أحمـد جالل حماد ‪ :‬حـرية الرأى فى املـيدان السياسـى فى ظل مبـدأ املشروعـية‪ .‬بحث مقارن‬
‫فى الدمىقراطية الغربية واإلسالم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪1987. ،‬‬

‫(‪ )3‬إبراهيم الـداقوقى‪ :‬قـانون اإلعالم ‪ -‬نظـرية جديدة فى الـدراسات اإلعالمية احلـديثة‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫مطبعة وزارة األوقاف والشئون الدينية‪1986. ،‬‬

‫(‪ )4‬مـحمد سعـد إبراهـيم‪ :‬حرية الـصحافـة‪ .‬دراسة فـى السـياسة التـشريعـية وعالقتهـا بالتـطور‬
‫الدمىقراطى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪1997. ،‬‬

‫(‪ )5‬رياض شمس‪ :‬حرية الرأى وجرائم الصحافة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬جـ‪1947. ،1‬‬

‫(‪ )6‬جمال الدين العطيفى‪ ،‬حرية الصحافة وفق تشريعات جمهورية مصر العربية‪ ،‬القاهرة‪ :‬مطابع‬
‫األهرام التجارية‪ ،‬ط‪1974. ،2‬‬

‫(‪ )7‬هانو هاردت (ترجمة على درويش)‪ :‬حـرية الصحافة فى اجملتمعات الغربية فى‪ :‬جون مارتنى‬
‫واجنو جروفر شودرى‪ ،‬نظم اإلعالم املقارن‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار الدولية للنشر والتوزيع‪1990. ،‬‬

‫(‪ )8‬محـمود علم الـدين‪ :‬الصحافـة فى عصـر املعلومـات ‪ -‬األساسـيات واملستحـدثات‪ ،‬القـاهرة‪،‬‬
‫د‪.‬ن‪1999. ،‬‬
‫(‪ )9‬جـون ميرل‪ ،‬رالف لـويشتاين‪ :‬اإلعالم وسـيلة ورسـالة (تـرجمة د‪ .‬سـاعد العـرابى احلـارثى)‪،‬‬
‫الرياض ‪ ،‬دار املريخ ‪1989. ،‬‬

‫(‪ )10‬محـمد حـسام الـدين محمـود‪X :‬املسـئولـية االجتمـاعية للـصحافـة املصـرية‪ :‬دراسة مقـارنة‬
‫للمضمـون والقائم بـاالتصال فـى الصحف القـومية واحلـزبية من ‪ ، Z1994 - 1991‬رسـالة‬
‫ما‪P‬ستير غير منشورة‪ ،‬كلية االعالم‪ ،‬جامعة القاهرة‪1996. ،‬‬

‫(‪ )11‬مختـار التهامـى‪ :‬الصحافـة والسالم العـاملى‪ :‬بحث فـى نظرية املـسئولـية العاملـية والدولية‬
‫للصحافة‪ ،‬القاهرة‪ :‬د‪.‬ن‪ ،‬دار املعارف‪1968. ،‬‬

‫(‪ )12‬البــرت ل‪ .‬هـيســتر‪ ،‬واى الن ج‪.‬تــر‪ ،‬دليــل الصحـفى فــى العالـم الثــالـث (تـرجمـة كمـال‬
‫عبد الرؤوف)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار الدولية للنشر والتوزيع‪1988. ،‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪38‬‬

‫(‪ )13‬سليمان صالح‪ :‬أخالقيات اإلعالم‪ ،‬الكويت‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪2002. ،‬‬

‫(‪ )14‬خـالـد مصطـفـى فهـمى‪ :‬املسئــوليـة املدنيـة للصحفى عـن أعماله الصحفيـة‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪،2003 ،‬‬

‫(‪ )15‬بـرنامـج األمم املتحدة اإلمنـائى‪ ،‬الـصندوق العـربى لإلمنـاء االقتصـادى واالجتمـاعى‪ ،‬تقـرير‬
‫التنمية اإلنسانية العربية للعام ‪2002.‬‬
‫‪39‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة الثــانىة‬
‫حــرىة اإلعـــالم‬
‫املفهــــوم والعنـــاصــر‬

‫األهداف ‪:‬‬
‫ىتوقع فى نهاىة دراسة هذه الوحدة‪ ،‬أن ىكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬ىوضح معنى حرىة الصحافة واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬ىذكر العناصر اخملتلفة حلرىة اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -3‬ىفسر حرىة اإلعالم بوجهىها‪ :‬احلرىة واملسئولىة‪.‬‬
‫‪ -4‬ىذكـر مناذج التطـبىقات اخملتلـفة ملفهوم حـرىة اإلعالم فى الـنظم السىـاسىة‬
‫واالجتماعىة اخملتلفة‪.‬‬
‫‪ -5‬ىحدد عناصر التزامات املهنىنى وواجباتهم املهنىة‪.‬‬
‫‪ -6‬ىعدد أشكال ملكىة وسائل االتصال اجلماهىرى‪.‬‬
‫‪ -7‬ىشرح مفهوم احلق فى االتصال‪.‬‬
‫‪ -8‬ىوضح العالقة بنى حرىة اإلعالم وحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم حرىة الصحافة واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬ضمانات حرىة اإلعالم‪.‬‬
‫@ عنــاصــر حــرىــة اإلعالم بـــالنــسبـــة لإلعالمــى أو املـهنــى (احلقــوق‬
‫والضمانات)‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪40‬‬

‫‪ -‬التزامات املهنىنى وواجباتهم‪.‬‬


‫@ عناصر حرىة اإلعالم بالنسبة لوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬أشكال االلتزامات على وسائل االتصال اجلماهىرى‪.‬‬
‫‪ -‬أشكال ملكىة وسائل االتصال اجلماهىرى‪.‬‬
‫@ مفهوم احلق فى االتصال‪.‬‬
‫@ حرىة اإلعالم وحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة الثــانىة‬
‫حــرىة اإلعـــالم‬
‫املفهوم و العناصر‬

‫مفهوم حرىة الصحافة واإلعالم‪:‬‬


‫أصبح املبـدأ األساسـى اخلاص بحـرىة الرأى وحـرىة التعبـىر بالقـول والتـصوىر‬
‫والصحـافة بـدىهىة ال ىنـازع فىهـا أحد‪ ،‬وضـمانهـا نص اإلعالنـات العاملـىة حلقوق‬
‫اإلنسـان ونصوص الدساتىر املتتـابعة والتى تأكدت بصفـة خاصة فى اإلعالن العاملى‬
‫حلقوق اإلنـسان الـذى صدر سنـة ‪ 1948‬وأكد عـلى حق كل شخـص فى حـرىة الرأى‬
‫والتعبـىر وىشمل ذلك حرىة اعتـناق اآلراء دون أى تدخل‪ ،‬واستقـاء األنباء واألفكار‬
‫وتلقىها وإذاعتها بأىة وسىلة كانت دون التقىد باحلدود اجلغرافىة‪.‬‬
‫إال أن تفسىر معنى حرىة التـعبىر ىختلف اختالفاً كبىراً عـند التطبىق من دولة‬
‫ألخرى‪ ،‬إذ تعتبر بعض النظم الـسىاسىة أن حرىة الصحافة واإلعالم هى حجر الزاوىة‬
‫فـى الدمىقـراطىة وحتمـىها بـالقانـون‪ ،‬فى حـنى قد تقـىد هذه احلـرىة فى بعـض النظم‬
‫األخرى وفق مـا تراه السلـطة احلاكمـة ملبىا لالحـتىاجات الـوطنىة من وجهـة نظرها‪،‬‬
‫كما أنها قد تعتبر أنه ال حرىة ألعداء الدولة‪.‬‬
‫وحتتاج حـرىة الـرأى والتعبىـر إلى حمـاىة دستـورىة وقـانونىـة‪ ،‬واحلرىـة لىست‬
‫مـطلقة‪ ،‬فـهناك ضـوابط أو قـىود حتكـمها فـى كل اجملتـمعات‪ ،‬غـىر أن اجملتـمعات‬
‫الشمـولىة تقىد هـذه احلرىة عن طرىق القهـر‪ ،‬فى حنى أنه فى اجملتمعـات الدمىقراطىة‬
‫توضع ضوابط اجتماعىة قد تصل فى بعض األحىان إلى ضغوط‪.‬‬
‫وتـعد حرىة الصـحافة واإلعالم امتـداداً حلرىة الفكر واالعـتقاد حىنمـا تبرز إلى‬
‫العـالم اخلارجى وتـتجاوز مرحلـة الفكرة التـى ىؤمن بها الـشخص إلى مـرحلة إشراك‬
‫اآلخرىن فـى هذه الفكـرة أو العقىدة بعـرضها عـلىهم‪ ،‬فحـرىة الفكر هـى حرىة داخل‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪42‬‬

‫اإلنسان ىتولد عنها االعتقاد بفكرة مـعىنة‪ ،‬وممارسة هذه احلرىة ‪ -‬أى التعبىر ‪ -‬هى‬
‫التى تعرف بحرىة الرأى وحرىة الصحافة احدى تطبىقاتها‪.‬‬
‫وهـناك عالقة قـوىة بنى حـرىة اإلعالم وحرىـة اجملتمع؛ ففى مـناخ احلرىـة تزدهر‬
‫حرىـة اإلعالم والعكس صحىح‪ ،‬لـذلك فإن دفاع وسـائل اإلعالم عن احلرىـات العامة‬
‫للمواطـننى هو مسئـولىة مجتمعـىة وحماىـة حلقها هى نفـسها فى أن تعـمل فى مناخ‬
‫حرىة ىوفر لها القدرة على القىام بوظائفها‪.‬‬
‫وحرىة الـصحافـة واإلعالم تعنـى حق احلصـول على املـعلومـات من أى مـصدر‬
‫ونقلهـا وتبادلها واحلق فى نشر األفكـار واآلراء وتبادلها دون قىود واحلق فى إصدار‬
‫الصحف وعـدم فرض رقـابة مـسبـقة عـلى مـا تقـدمه وسـائل اإلعالم إال فـى أضىق‬
‫احلدود وفىمـا ىتصل باألمن القومى ‪ ،‬مع حتدىد نطاق ذلك ‪ ،‬واألمور العسكرىة وما‬
‫ىتصل بحرمة اآلداب العامة‪.‬‬
‫وحتـى منـتصف الثـمانـىنىـات وانهـىار االحتاد الـسو‪T‬ىتـى السـابق واملعسـكر‬
‫االشتـراكى كان هناك مفهومان أساسىان حلرىة الصحافة واإلعالم‪ :‬املفهوم اللىبرالى‪،‬‬
‫واملفهوم االشتراكى‪.‬‬
‫وحـرىة الصحافـة واإلعالم هى حق الـشعب مبختلف تـىاراته وجماعـاته وطبقاته‬
‫فى إصدار الصحف واحلصول على احلقائق واملعلومات والتعبىر عن اآلراء واألفكار‪،‬‬
‫ومراقبة مـؤسسات احلكم وقـطاعات اجملتـمع اخملتلفة وحثهـا على تصحـىح أسالىب‬
‫أدائها وممارساتها فى إطار خدمة الصالح العام للمجتمع‪ ،‬واملوازنة بنى حقوق األفراد‬
‫واجلمـاعات فـى إطار احلـرىة وااللتزام بـالقىم الـدىنىة واألخالقـىة واحلق فى الكـرامة‬
‫واحترام السمعة وحماىة اخلصوصىة‪.‬‬
‫وإن كانت بعض دول العـالم الثالث ترى أن مهمـة وسائل اإلعالم األساسىة هى‬
‫حتقـىق الوحـدة الوطنـىة والتنـمىة من خـالل تزوىد كل قطـاعات اجملتـمع باملعلـومات‬
‫واألخـبار ال أن تكون هذه الوسائل كالب حراسة ‪ Watch dogs‬فى مواجهة احلكومة‪،‬‬
‫‪43‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫فحـرىة الـصحـافــة واإلعالم عنـدهـم امتـىاز حكـومـى ىحقـق املصـالح الـسـىاسـىة أو‬
‫االقتصادىة أو العرقىة أو القبلىة أو غىر ذلك‪.‬‬
‫واحلـرىة ال تعنـى أن الصحفى ىـستطىع أن ىفعل مـا ىشاء لكـنها تعنـى أنه ىكون‬
‫حـرا فـى تـوسىع آفـاق الفكـر والعـمل مع احتـرام حقـوق اآلخـرىن وحـرىـاتهم‪ ،‬فحـرىـات‬
‫اآلخرىن تؤثر على حرىة الصحفى‪.‬‬
‫وحرىة الصحافة واإلعالم تعنى مجموعة من األمور‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم خضـوع وسائل اإلعالم لرقـابة سابقـة من جانب السلـطة وال تقبل هذه‬
‫الـرقابـة فى جمـىع األحوال حتـى فى الظـروف االستثنـائىة كحـاالت احلرب‬
‫والطوارئ إال على مضض وفى أضىق احلدود‪.‬‬
‫‪ -2‬تقىىد ‪ -‬قدر اإلمكان ‪ -‬مجال تـدخل املشرع إلصدار تشرىعات جترم ما ال‬
‫ىستـلزم صـالح اجملتمـع جترمىـه‪ ،‬وهذا ىعـنى أن احلـرىة املعتـرف بهـا للـفرد‬
‫لىست مطلقـة وإمنا حتددهـا القواننى الـقائمة والـتى ىعد الفـرد إذا انتهكها‬
‫مسئوالً مدنىاً وجنائىاً‪.‬‬
‫‪ -3‬حق األفراد واجلماعات فى إصدار الصحف دون اعتراض السلطة‪.‬‬
‫‪ -4‬حرىة وسائل اإلعالم فـى استقاء األنباء ونقـلها وحرىة الرجـوع إلى مصادر‬
‫املعلومات‪.‬‬
‫‪ -5‬حرىة التعبىر عن اآلراء وحق اجلمهور فى املعرفة‪.‬‬
‫ضمانات حرىة اإلعالم‪:‬‬
‫‪ -‬تـأكــىد مبــدأ الفـصل بـنى الـسـلطــات الثالث‪ :‬الـتنفــىذىة والتـشـرىعـىة‬
‫والقضائىة‪ ،‬فال تستبد السـلطة التنفىذىة بالصحافة واإلعالم فتقىدهما وال‬
‫تصدر السلطة التشرىعىة ما ىتنافى مع روح الدستور فى تأكىد هذه احلرىة‬
‫وىكـون من حق القـضاء الـدفع بعدم دسـتورىة القـواننى اخملـالفة واحلـد من‬
‫غلواء السلطة التنفىذىة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪44‬‬

‫‪ -‬الرقابة القضائىة‪.‬‬
‫‪ -‬وجود نظام نىابى دمىقراطى ىستند إلى رأى عام قوى‪.‬‬
‫‪ -‬صالح احلاكم وعدله‪.‬‬
‫‪ -‬احلماىة اخلاصة للرأى وخاصة السىاسى‪.‬‬
‫‪ -‬إتـاحة الفـرصة خملـتلف وجهات الـنظر فـى التعبـىر عن آرائهم ونـشرهـا فى‬
‫وسائل االتصال‪.‬‬
‫‪ -‬التعددىة فى وسائل االتصال واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬التنوع فى اجتاهات ما ىقدم من مضامنى فى وسائل االتصال واإلعالم‪.‬‬
‫ولتحـقىق التعددىة والتنوع فى اإلعالم البد أن تـتحقق احلرىة الكاملة للمواطن‬
‫فــى االختىـار احلـر لـوسـائل اإلعالم التـى ىـستخـدمهــا للحصـول علـى املعلـومـات‬
‫واألفـكار واآلراء‪ ،‬ومـن ثم فكلـما زاد عـدد الوسـائل املتـاحة أمـام اجلمـهور وتـنوع‬
‫املضمون الذى تقدمه زادت حرىة املواطننى فى االختىار احلر‪.‬‬
‫عناصر حرىة اإلعالم وأبعاده‪:‬‬
‫مىـكن اإلشارة إلى أن حـرىة اإلعالم تكون مثلـثاً أحد أضالعه حقـوق وضمانات‬
‫اإلعالمــىنى وواجبـاتـهم وضلـعه الثـانــى حقــوق اجلمهـور‪ ،‬أمـا قـاعــدته فـتتـصل‬
‫بالضمانات واملسئـولىات اخلاصة بوسىلة اإلعالم نفسـها‪ .‬والبد هنا من التأكىد على‬
‫أن احلرىة لىست مطلقة‪ ،‬وأن الوجه املقابل لها هو املسئولىة‪.‬‬
‫ونفسر ذلك فىما ىلى‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬عناصر حرىة اإلعالم بالنسبة لإلعالمى أو املهنى‪:‬‬
‫‪ -1‬حقوق املهنىنى وضمانات حماىتهم‪:‬‬
‫مىكن ألى مـواطن فــى ظل النـظم الـسـىاسـىة اللـىبـرالــىة أن ىعمل فــى مهنـة‬
‫الصحـافة أو االتصال‪ ،‬وىتسع حق حـرىة التعبىر لىشمل حق حـرىة النشر والعمل فى‬
‫وسائل االتصال دون قىود أو عقبات أو اعتبارات سابقة حتكم ذلك‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وكان ىشتـرط أن ىتمتع من ىسـمح له بالعـمل فى مهنـة من مهن االتصـال فى‬


‫الدول االشتـراكىة (سابقـاً) بثقة سـىاسىة‪ ،‬وفى حـاالت كثىرة ىشتـرط أن ىكون من‬
‫بنى الكوادر احلزبىة‪.‬‬
‫وال تـسمح بعض الدول بـالعمل فى مهنـة االتصال إال للحـاصلنى علـى عضوىة‬
‫االحتادات أو النقابات املهنىة اخلاصة باالتصال‪.‬‬
‫وأىاً كان النظام الـذى ىعمل الصحفى فـى إطاره فالبد أن ىنظـر للصحفى على‬
‫أنه فى األصـل صاحب رأى وضمىر‪ ،‬وأن ىتم التعاقد معه على هذه الصفة فال ىجوز‬
‫أن ىعامل على أنه مجرد عامل خاضع لصاحب العمل أو على أنه موظف ىتدرج فى‬
‫السلم اإلدارى‪.‬‬
‫وهذا ما ىسمـى (بشرط الضمىر) وفى ضوئه ىحق للصحفى أن ىطالب بإعالمه‬
‫بأى تغىىرات حتدث فى ملكىة صحىفته أو داخلها‪.‬‬
‫ومىـكـــن أن جنـمــل حــقــــوق الــصـحـفـــى أو املهنـى فـى مجــال االتصـال فـى‬
‫أمـــرىــن‪:‬‬
‫(أ) ضمانات اقتصادىة‪.‬‬
‫(ب) ضمانات تتعلق مبمارسة املهنة‪.‬‬
‫(أ ) الضمانات االقتصادىة‪:‬‬
‫وتـتعلق بـضمـان مـستـوى معـىشـى الئق للـمهنـىنى وتـنظـىم حقــوقهم املـالـىة‬
‫والوظىفىة مبا مىنع عنهم الظلم أو الغنب‪ ،‬ومىكن إجمالها فىما ىلى‪:‬‬
‫@ ضمانات خـاصة مبستوى األجور والعالوات وتـنظىم ساعات العمل واإلجازات‬
‫واإلنذار السابق على إنهاء اخلدمة‪.‬‬
‫@ ضمـانات خـاصة بحقـوق املهنى فـى املعاش ومكـافآت نهـاىة اخلدمـة‪ ،‬وعلى‬
‫الـرغم مـن أن هاتـنى املسـألتـنى تتـمان عـادة وفقـاً التفـاقىات جـماعـىة بنى‬
‫الـنقــابــات واإلدارات الـصحفــىة إال أن بعـض الـبالد تعـتبــرهــا جـــزءاً من‬
‫التشرىعات الوطنىة أو اإلجراءات التنظىمىة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪46‬‬

‫@ عدم جواز نقل الصحفى من عمله إلى عمل آخر رغماً عن إرادته‪.‬‬
‫@ حماىة الصحفى من اضطهاد رئىس التحرىر أو رؤسائه املباشرىن وفى مواجهة‬
‫صاحب العمل (فى حالة الصحف اخلاصة)‪.‬‬
‫@ متتد هذه احلقوق أحىانـاً لتشمل حق الصحفى فى االشتراك فى اإلدارة الذاتىة‬
‫لصحىفته وفى عملىة اتخاذ القرارات بها‪.‬‬
‫(ب) ضمانات تتعلق مبمارسات املهنة‪:‬‬
‫وتتصل باحلـقوق واملزاىا واحلصانات الـتى ىنبغى توفىرهـا للمهنى حتى ىتمكن‬
‫من أداء عمله بـالشكـل املناسب وحـماىته من اخملـاطر أو األضـرار التى قـد ىتعرض‬
‫لهـا أثناء ممـارسة مهنـته مبا ىتالءم مع الـطبىعـة اخلاصـة ملهنة اإلعالمـىنى؛ ومن هذه‬
‫الضمانات‪:‬‬
‫@ أن ىتمتع الصحفىون وغىرهم من العاملـنى فى وسائل االتصال الذىن مىارسون‬
‫عـملهم فـى بالدهم أو خـارجهـا بحـماىة تـكفل لهم أفـضل الظـروف ملمـارسة‬
‫مهنتهم‪.‬‬
‫@ وفـى هـذا اإلطــار ىنبـغـــى حـمــاىة الـصحفـى (أو اإلعالمـى) مـن التعـرض‬
‫لإلىذاء الـبدنـى كالـسجن واالعـتـقــال والتعــذىب واالختطـاف والقتـل وغىر‬
‫ذلك‪.‬‬
‫@ توفىر اإلمكانىات للصحفى (أو اإلعالمى) للوصول إلى املعلومات واحلصول‬
‫علـىـهــا واالطــالع عـلــى الـوثـــائق والبـىانـات‪ ،‬والـرجــوع ملصـادر األخبـار‬
‫الـرسمىة وغـىر الرسـمــىـة على الـسواء‪ ،‬دون اختالق األعـذار ملنعهم من ذلك‬
‫بـأمـور غـامضـة مثل أسـرار رسمـىة ‪ -‬معلـومـات سـرىة ‪ -‬األمن ‪ -‬قـائمـة‬
‫احملظــورات كحظــر نشــر بعض جـلسـات احملـاكم أو بـعض القـرارات أو أى‬
‫موضوع ىتصل بأمن الدولة‪.‬‬
‫@ تأكـىد املكـانة الـرفىعـة للصـحفىنى واإلذاعـىنى وإعطـائهم احلصـانة املالئـمة‬
‫لطبـىعة عملهم وحاجتهم للحماىة من كافـة الضغوط الداخلىة واخلارجىة التى‬
‫‪47‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫قد ىتعـرضون لهـا إلجبـارهم علـى عمل مـا ال ىتفق مع ضمـائرهـم أو حملهم‬
‫على تقدمي رواىة ما غىر صحىحة أو محرفة‪.‬‬
‫@ حق اإلعالمىنى فى التعبىر عن آرائهم بحرىة‪.‬‬
‫@ ضمان حـرىة احلركـة للصحفـىنى (أو اإلعالمىنى) وحـرىة نقل املعلـومات دون‬
‫عقبات أو عراقىل‪.‬‬
‫@ حـماىة املراسـلنى العاملـنى فى بالد أجنبـىة من اإلجراءات االنـتقامىة الـتى قد‬
‫تتخذ ضدهم؛ كـسوء املعاملة أو االعتقـال أو القتل أو التعذىب أو الطرد إذا‬
‫مـا أرسلوا تقـارىر ال ترضـى البلـد التى ىعـملون بهـا وترى أنهـا تتضـمن ما‬
‫ىسىء إلىها أو ىؤثر على مصلحتها وعالقاتها بغىرها من الدول‪.‬‬
‫@ ضمان حق الصحفى (أو اإلعالمى) فى االحتفاظ بسر املهنة‪.‬‬
‫@ إحاطة مساءلة الصحفى التأدىبىة فى حالة اتهامه بارتكاب أى جرمىة أو خطأ‬
‫من نـوع مـا بضـمـانـات كـافـىة‪ ،‬مع ضمـان أن تتم هـذه املسـاءلـة أوالً أمـام‬
‫نقابته‪.‬‬
‫@ وله احلق أىضـاً فى محاكمـة عادلة ومعاملـة إنسانىة الئقـة مما ىكفل له حسن‬
‫قىامه بعمله وقد أكد اإلعالن العـاملى حلقوق اإلنسان فى مادته اخلامسة على‬
‫هذا احلق بـصفة عـامة‪ ،‬وأكـدت علىه املـادة السـابعة مـن االتفاقـىة اخلـاصة‬
‫باحلقوق املدنىة والسىاسىة‪.‬‬
‫وال ىزال نـص االتفـاقــىة التـى أعـدتهــا األمم املتحـدة فـىمــا ىتعلـق بحمـاىة‬
‫الصحفـىنى الذىن ىقومون مبهـام خطرة مجرد مشـروع‪ ،‬ونفس األمر بالنـسبة لالتفاقىة‬
‫التى أعدها مجلس أوروبا بشأن املراسلنى األجانب‪.‬‬
‫وإن كـان اإلعالن اخلـاص بوسـائل إعالم اجلمـاهىر الـذى اعتـمده املـؤمتر الـعام‬
‫للىونسـكو فى دورته سنة ‪ 1978‬ىنص فى مادته الثـانىة على كفالة أفضل الظروف‬
‫للـصحفىنى وغـىرهم مـن العاملـنى فى وسـائل اإلعالم الذىن مىـارسون أنـشطتهـم فى‬
‫بالدهم أو خارجها ملمارسة مهنتهم‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪48‬‬

‫وقد أبدىت حتفظات حـول هذه املسائل فى نـدوتنى عقدتا فـى ستكهولم (أبرىل‬
‫‪ )1978‬وبارىس (ماىو ‪ )1979‬وتـرتكز على أساس مبـدأ أنه ال ىجدر بالصحفىنى‬
‫أن ىبحثـوا عن امتىازات أو مـزاىا تتىح لهم وضعـاً فرىداً‪ ،‬كمـا أن هناك وجهـة نظر‬
‫بـنى العـاملـنى فـى املهنـة ذاتهـا تـرى أن مثل هـذه التـدابـىر التـى قـد تتخـذ حلمـاىة‬
‫الـصحفـىنى قـد تـسـتغل فـى الــوقت نفـسه كـمبــرر للتـدخل فــى عمل الـصحفـىنى‬
‫ومراقبتـهم‪ ،‬إذ تثار هـنا مسـألة نظـام منح التـرخىص مبـزاولة املـهنة حتـى ىصبح فى‬
‫استطاعـة السلطات حتدىد من هـو الصحفى ومن هو غـىر الصحفى‪ ،‬وىؤدى هذا إلى‬
‫انتهاك مبـدأ أن للصحفى هوىة مهنىة بحكم عمله ذاته أو بحكم عضوىته فى نقابته‬
‫أو رابطته املهنىة‪.‬‬
‫والترخـىـص ىعـنـى موافـقــة رسمىة مـن جانب احلكـومة علـى املمارسـة الفردىة‬
‫ملهنة الصحفى‪.‬‬
‫بـىنـمــا ىـبــرر الــذىــن ىحبــــذون وضـــع تعـــــــرىف قـــانــــونـــى للـصــحــفــى‬
‫احملـتـــرف وحتـدىد شـروط الـعمل فــى املهنــة رأىهم بـأن هــذه التـنظـىمــات حتمـى‬
‫الـصحفىنى إذ تتضمن النص علـى مختلف احلقوق والضمانـات واالحتىاطات الواقىة‬
‫لهم‪.‬‬
‫‪ -2‬التزامات املهنىنى وواجباتهم‪:‬‬
‫إلى جـانب ما ىتمتع به املهنـىون من حقوق وضمانـات علىهم أىضـا أن ىلتزموا‬
‫فى املقـابل مبجموعـة من املسـئولىات والـواجبات أثـناء ممارسـتهم ملهنتهم تـتمثل فى‬
‫أربعة أنواع‪:‬‬
‫(أ ) التزامات ومسئولىات مهنىة‪.‬‬
‫(ب) التزامات ومسئولىات أخالقىة‪.‬‬
‫(جـ) التزامات قانونىة‪.‬‬
‫(د ) التزامات ومسئولىات اجتماعىة‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫(أ) التزامات ومسئولىات مهنىة‪:‬‬


‫أى املسئولىات اخلاصة بطبىعة املهنة وأسلوب أدائها‪ ،‬وتتمثل فى‪:‬‬
‫@ نقل األنباء بـدقة دون حترىف أو تشوىه‪ ،‬وذكـر احلقىقة من غىر مـراوغة أو تستر‬
‫ال مبرر له‪.‬‬
‫ومن العوامل التـى قد تؤدى إلى تشوىه املعلـومات‪ :‬إخفاء بعض املعلومات أو‬
‫بعـض العناصـر املهمة فـى القصة اخلـبرىة‪ ،‬كـذلك تتم عملىـة االنتقاء واالخـتىار بنى‬
‫األحـداث وما تـتضمـنه من معلـومات‪ -‬وهـى عملـىات ال مفـر منهـا ‪ -‬إلى تـشوىه‬
‫للواقع‪.‬‬
‫كما قد ىتم الـتـــركـىـز على جزئىة معىنة فى احلدث بشكل مقصود‪ ،‬كذلك فإن‬
‫إهـمــــال خـلـفـىــة األحـــداث قـــد ىجـعـل عـمـلـىــة التـغــطـىــة اإلخـبــارىـة نـاقصـة‬
‫ومشوهة‪.‬‬
‫@ االلتزام ‪ -‬قدر األمكان ‪ -‬باملوضوعىة والصدق‪.‬‬
‫@ الـتمىىـز بوضـوح بنى الـرأى واخلبـر‪ ،‬ولكـن هذا ال مىـنع الصحف وغـىرهـا من‬
‫وسائل اإلعالم من نشر آرائها وآراء اآلخرىن‪.‬‬
‫@ احلرص على العمل من أجل التدفق احلر واملتوازن لإلعالم‪.‬‬
‫@ التحقـق من صدق اخلبر وصحته‪ ،‬وعدم نشر معلومات زائفة أو غىر مؤكدة أو‬
‫ألهداف دعائىة‪.‬‬
‫@ احترام أسرار املهنة‪.‬‬
‫@ هـناك التـزامات خـاصة بـاملراسلـنى الذىن ىعملـون فى بالد أجـنبىة بـأن تكون‬
‫كتاباتهم عن هذه البالد دقىقة وعادلة (@)‪.‬‬

‫(@) العدالـة هى مـعاملـة كل األطراف فـى أى حدث أو نـزاع أو قضىـة بشكـل متسـاو‪ ،‬وعرض‬
‫وجهات نظر األطراف اخملتلفة بشكل متساو أىضاً‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪50‬‬

‫@ هـناك بعض االلتزامات املهنىة اإلضافىة ىفرضها التطور التكنولو‪P‬ى وتتمثل‬


‫فى بـعض القواعـد التى ىنـبغى أن ىلتـزم بها العـاملون فـى بنوك املعلـومات‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬احلفاظ على أسرار املهنة وااللتزام بعدم التصرىح باالطالع على معلومات‬
‫معىنة إال للمصرح بهم بذلك فقط‪.‬‬
‫‪ -‬احلصـول على مـوافقة الـشخص الـذى ىتم تـخزىن املعلـومات عـنه ‪ -‬عدا‬
‫احلـاالت التـى تنـص علىهـا القوانـنى صراحـة كاألمـن القومـى واإلجراءات‬
‫اجلـنائـىة ‪ -‬وبصفـة خاصـة بالـنسبـة للبـىانات اخلـاصة بـاآلراء السـىاسىة‬
‫والدىنىة والعنصرىة واألصول العرقىة‪.‬‬
‫(ب) التزامات ومسئولىات أخالقىة‪:‬‬
‫أى املـســئــولــىــات املـتـعـلـقــة بـمـــدى االلـتـزام بـأخـالقـىــات املـهـنـة‪ ،‬وىدخـل‬
‫فى هـذا‪:‬‬
‫@ التزام الصحفى مبستوى أخالقى عال‪ ،‬بحىث ىتمتع بالنزاهة ومىتنع عن كل ما‬
‫ىسىء ملهنته كأن ىكون دافعه للكتابـة مصلحة شخصىة على حساب الصالح‬
‫العام‪ ،‬أو من أجل منفعة مادىة‪.‬‬
‫@ وعلـىه فـى هـذا االطـار أن مىتـنع عن الـعمل مع أجهـزة اخملـابـرات لتـزوىدهـا‬
‫بـاملـعـلـــومات والــقـىام بـأعـمـــال جتـســس حلـســـابـهـــا حتت ستـار واجبـاته‬
‫املهـنـىـة‪.‬‬
‫وقـد اعتبرت اللجـنة الدولـىة لدراسة مـشكالت االتصال (جلـنة ماكـبراىد) هذه‬
‫العمـالـة للمخـابـرات أمـرًا بغـىضًـا مىكن أن ىقـوض املهنـة متـامـاً‪ ،‬وأعلنت احتـادات‬
‫الصحفـىنى مراراً أن قـىام األعضاء بـأداء خدمـات أو قبول مكـافآت مـن أى مصدر‬
‫آخر غىر صاحب عملهم املعروف هو تصرف غىر أخالقى‪.‬‬
‫@ احترام كرامة البشر وسمعتهم‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫@ عدم التعرض للحىاة اخلاصة لألفراد وجعلها مبنأى عن العالنىة‪.‬‬


‫(جـ) التزامات قانونىة‪:‬‬
‫وهـى مجموعة االلتزامات التـى ىفرضها على املهنىنى القـانون وىعاقبهم جنائىاً‬
‫فى حالة مخالفتها‪ ،‬ومىكن إجمالها على النحو التالى‪:‬‬
‫@ االلتزام بأحكام القانون‪.‬‬
‫@ االمتناع عن التشهىر أو االتهام بالباطل والقذف والسب‪.‬‬
‫@ عدم انتحال آراء الغىر ونسبتها إلى نفسه‪.‬‬
‫@ عـدم التحرىض عـلى أى عمل غـىر قانـونى ضـد أى شخص أو مجمـوعة من‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫@ عـدم نشر أمـور من شأنهـا التأثـىر فى سـىر العدالـة حتى تتـوافر الضمـانات‬
‫للمـتهمنى واملتـقاضنى فـى محاكمـة عادلة أمـام قاضىهـم الطبىعـى فال ىجوز‬
‫محاكمهتم على صفحات الصحف قبل حكم القضاء‪.‬‬
‫@ االمتناع عن نشر أنباء جلسات احملاكم السرىة‪.‬‬
‫(د) التزامات ومسئولىات اجتماعىة‪:‬‬
‫ونعـنى بهـا املسئـولىات الـتى ىقـبل الصحفـى طواعـىة االلتـزام بها إلحـساسه‬
‫مبسئولىته االجتماعىة‪ ،‬وتتمثل فى‪:‬‬
‫@ أن ىتصرف الصحفى بشكل مسئول اجتماعىاً‪ ،‬وىحترم مسئولىته إزاء الرأى‬
‫العام وحقوقه ومصاحله‪.‬‬
‫@ احترام حقـوق اإلنسان ومـبادئ التعاون بـنى الشعوب واالشتـراك فى الكفاح‬
‫من أجل هذه احلقوق‪.‬‬
‫@ عدم الدعاىة للحرب أو احلض على الكراهىة القومىة أو العرقىة أو الدىنىة أو‬
‫التى تشكل حترىضاً على العنف‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪52‬‬

‫@ االمتـناع عن نشر املـوضوعات اخللىعـة والتى حترض عـلى اإلجرام واالنحراف‬


‫اجلنسى وحتبذ اخملدرات وما إلى ذلك‪.‬‬
‫@ االلـتزام بـتجنب تـقدمي الـصور الـنمطـىة ‪ stereotype‬لـبعض األشـخاص أو‬
‫اجلـماعـات أو الشعـوب مثـل املرأة أو أصحـاب مهنـة معىـنة كـالتمـرىض أو‬
‫السكـرتارىـة‪ ،‬فهـذه الصـور النـمطىـة غالـبا مـا تقـوم علـى التبـسىط اخملل‬
‫للصورة العامة لهذه اجلماعة أو الفئة وتؤدى إلى ردود أفعال من اجلمهور فى‬
‫شكل أفكار ومعتقدات وعواطف ومخاوف ورغبات‪.‬‬
‫@ االلتزام بالقىم الثقافىة املقبولة للمجتمع‪.‬‬
‫@ عـدم حـرمـان أى اجتـاه سىـاسـى أو فكـرى أو أقلىـة إثنىـة أو دىنىـة من حق‬
‫الوصول إلى اجلمهور عن طرىق وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫@ أن ىراعى مسئولىته جتاه اجملتمع الدولى فىما ىتعلق باحترام القىم التى اتفق‬
‫علىها اجملتمع الدولى‪.‬‬
‫وفى هذا اإلطـار مىكن أن جنمل ثالث نقـاط رئىسىة تـضمها قـوائم احملظورات‬
‫على الصحفىنى‪ ،‬وإن اختلفت درجة هذا احلظر من بلد آلخر ومن فترة ألخرى‪.‬‬
‫فقـد تضىق هذه احملظورات أو تتسع حسـب ظروف كل بلد وحجم احلرىة املتاحة‬
‫واملسموح بها فى هذا البلد‪.‬‬
‫وهذه القائمة تضم‪:‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن نشر املعلومات املناهضة للمصلحة الوطنىة وىدخل فى هذه األمور‬
‫اخلـاصة بـاألمن القومـى واألسرار الـرسمىة الـتى حتظـر كل الدول ‪ -‬مهمـا كان‬
‫نظامها السىاسى ‪ -‬إفشاءها‪.‬‬
‫‪ -‬االمـتـنـاع عـن نشـر املـعـلـومات التى قد ىضر نشرها باحلىاة االجتماعىة‪.‬‬
‫وفى بعض احلـاالت قد تتسع هذه احملـظورات لتشمل التحـرىض على الشغب‪،‬‬
‫الهـجوم على الدستـور‪ ،‬إهانة رئىس الـدولة‪ ،‬اإلضرار بالعالقـات مع الدول األجنبىة‪،‬‬
‫نشر األخبار الزائفة أو املغرضة‪ ،‬الدعاىة لتحبىذ احلرب‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫ثانىاً ‪ -‬عناصر حرىة اإلعالم بالنسبة لوسائل اإلعالم‪:‬‬


‫علـى سىاسـات االتصـال أن تضع فـى اعتـبارهـا حجـم احلرىة املـتاحـة لوسـائل‬
‫االتصال اجلماهىرى‪.‬‬
‫والـواقع أن مفـاهـىم مثل حـرىة اإلعالم‪ ،‬التـدفق احلـر واملتــوازن للمعلـومـات‪،‬‬
‫وحـرىة االنتفاع بوسائل اإلعالم‪ ،‬جاءت ثماراً طبـىعىة للمبدأ األساسى اخلاص بحرىة‬
‫الرأى وحرىة التعبىر بالقول والتصوىر والصحافة‪.‬‬
‫إذ أصبح هـذا املبدأ بـدىهىة ال ىنـازع فىهـا أحد وضـمانهـا هو نـص اإلعالنات‬
‫العاملـىة حلقوق اإلنسان‪ ،‬ونصوص الدسـاتىر املتتابعة والتى تـأكدت بصفة خاصة فى‬
‫اإلعـالن العاملى حلقـوق اإلنسان الـذى صدر سنـة ‪ ،1948‬ومن بنى مـا ىنص علىه أن‬
‫‪X‬لكل شخص احلق فـى حرىة الـرأى والتعبـىر‪ ،‬وىشمل هذا احلق حـرىة اعتناق اآلراء‬
‫دون أى تـدخل‪ ،‬واستقاء األنبـاء واألفكار وتلقـىها وإذاعتهـا بأىة وسىلـة كانت دون‬
‫التقىد باحلدود اجلغرافىة‪.Z‬‬
‫وىندر أن جنـد دستوراً من بـنى دساتـىر العالم ىنكـر حرىة الصحـافة أو اإلعالم‬
‫صراحة‪ ،‬وإن كانت النصوص تختلف بنى دستور رجعى ودستور دمىقراطى‪.‬‬
‫إال أن هـذه العمومـىة فى النص الـدستورى ال تـدل على شىء إذ جـاءت قواننى‬
‫املطبوعات واإلعالم ملىـئة بالقىود والتحفظات‪ ،‬فـضالً عن ذلك فإن احلرىة هى التى‬
‫تصنع الدساتىر‪ ،‬ولىس العكس‪.‬‬
‫كـذلـك فإن تفسىر معنـى حرىة التعبىر ىخـتلف اختالفاً كبىراً عنـد التطبىق من‬
‫دولة ألخـــرى فـفـــى بعض الـنظم الـسىاسـىة تعتـبر حـرىة الصـحافـة واإلعالم حـجر‬
‫الزاوىة فى الدمىقـــراطىة وتـصـــان هذه احلرىة بواسطة القضاء‪ ،‬فى حنى أن هذه احلرىة‬
‫قـد تقىد فى بعـــض النـظـــم األخرى وفق مـا تراه السلطة احلاكمـة ملبىا لالحتىاجات‬
‫الوطنىة (من وجهة نـظــرها) كما أنها قد تعتبر أنه ال حرىة ألعداء الدولة‪.‬‬
‫وجتـدر اإلشــارة إلـى أنـه مع تـأكـىــــد حــــرىة تـداول األفـكـــار واآلراء فـإنه ال‬
‫ىنبغـى حتبىذ إذاعة أنـصاف احلـقـائـق أو الـوقــائـع املـشــوهـة‪ ،‬واحلـرىة ال توجد حىث‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪54‬‬

‫ىكـون اإلعــالم محتـكــــراً‪ ،‬كــذلـك فـال حـــرىة بـدون مسئـولىة‪ ،‬فـاحلرىة إذاً لـىست‬
‫مطلقة‪.‬‬
‫وتنـظــم الـتـقــالـىد والســـوابق حــرىة وســائل االتـصـــال اجلماهـىرى أو القىود‬
‫التـى قد تـفرض علـى هذه الــوســـائـل فـى بعـض الـنــظـــم‪ ،‬وتـلجأ مـثل هذه الـنظم‬
‫لـلـتـشـرىع فى مجاالت محدودة جداً كمـسائل األمن الــقـومـى‪ ،‬اإلسـاءة إلى سـمـعـة‬
‫األفـراد أو االفتـراء‪ ،‬نشـر الـرذىلـة‪ ،‬ولتـنظـىم االستخـدامـات اجلـدىدة لـتكنـولـو‪P‬ىا‬
‫االتصال‪.‬‬
‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬تعتـبر كثىر من الدول النامـىة أن املعارضة الدائمة من‬
‫جـانب وسـائل االتصـال اجلمـاهىرى تـرفا ال ىحـتمله وضعهـا كدول تعـانى مـن عدم‬
‫االستـقرار السىاسى واالجتمـاعى‪ ،‬ومن ثم ىشكل هذا املوقف مـأزقــاً حرجاً لكل من‬
‫اإلعالمـىنى وحكـومـاتـهم تتـمثل فـى املــدى الــذى مىكن خــاللـه احتمــال املعــارضـة‬
‫السىاسىة من جانب وسائل االتصال اجلماهىرى‪.‬‬
‫وقد أشارت بعـض املؤمترات اإلقلـىمىة التى عـقدت ملناقـشة سىاسـات االتصال‬
‫إلـى احلـاجـة إلــى مفهـوم جـدىد حلـرىة اإلعالم ىحـرر اإلنـسـان واجملـتمع بــدالً من‬
‫إخضـاعهما لسىطـرة هؤالء الذىن ىتحكمـون فى وسائل االتصـال اجلماهىرى على أن‬
‫ىساهم هـذا املفهوم اجلـدىد فى عملـىة دمىقراطـىة االتصال وىعـى جىداً حقـوق األفراد‬
‫والشعـوب فى املعـرفة‪ ،‬والتـعبىر عـن أنفسهم‪ ،‬كـذلك البد أن ىتـناسب هـذا املفهوم‬
‫اجلـدىد مع املستحـدثات التكـنولو‪P‬ىة احلـدىثة فى االتـصال‪ ،‬ومن ثم فـإنه سىختلف‬
‫عن املفهوم اللىبرالى التقلـىدى حلرىة التعبىر الذى ظهر فـى القرن الثامن عشر وكان‬
‫ىتعامل مع وسائل اتصال مختلفة‪.‬‬
‫وىزىد الـتطـور فـى تكنـولـو‪P‬ىات االتصـال مـن قلق احلكـومـات إزاء التـأثـىر‬
‫االجتماعى والثقافى لوسائل االتصال اجلماهىرى‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫والقـيود أو االلتزامات الـتى قد تفـرض على وسائل االتـصال اجلماهـيرى تأخذ‬


‫عدة أشكال هى‪:‬‬
‫‪ -1‬التزامات قانونية‪.‬‬
‫‪ -2‬قيود إدارية أو إجرائية‪.‬‬
‫‪ -3‬قيود اجتماعية واقتصادية‪.‬‬
‫‪ -4‬عـوائـق قـد حتـول دون هـذه الـحــريـة أثـنــاء مـمـارسـة الـنـشـاط االتصالى‪.‬‬
‫‪ -1‬االلتزامات القانونية‪:‬‬
‫والـواقع أن هذه االلتـزامات القانـونية سواء أخـذت شكل الوقـاية أو الردع ترد‬
‫فـى قواننى املطبـوعات أو الصحافـة وقواننى العقوبـات وغيرها من التـشريعات التى‬
‫تنظم عمل وسائل االتصال‪.‬‬
‫أما الـدساتـير فإنهـا تنص فقـط على املبـدأ األساسـى اخلاص بـحرية الصحـافة‬
‫وغيرها من وسائل االتصال اجلماهيرى‪.‬‬
‫وتأخذ هذه القيود أو الضوابط أشكاالً منها‪:‬‬
‫(أ) قواننى الرقابة‪ :‬وتأخذ هذه الرقابة صوراً متعددة‪:‬‬
‫@ رقابة سابقة على النشر أو اإلذاعة‪.‬‬
‫@ رقابة بعد النشر وقبل التوزيع‪.‬‬
‫وهذان الشكالن يهدفان إلى الوقاية أو املنع‪.‬‬
‫@ رقابة بعد التوزيع‪ ،‬وهذا بهدف الردع أو التجرمى‪.‬‬
‫(ب) منع نـشر املداوالت القضائية أو بعضها‪ ،‬وحمـاية حرية التقاضى وعدم التأثير‬
‫على سيره‪.‬‬
‫وهـناك مغاالة من جـانب بعض الدول فـى تطبيق مـبدأ انتهاك حـرمة احملكمة‪،‬‬
‫إذ تستبعد بعض الصحفينى (أو غيرهم من اإلعالمينى) من حضور احملاكمات‬
‫السياسية احلساسة بدون مبرر مستغلة هذا املبدأ‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪56‬‬

‫(جـ) بعـض القيود حلمـاية األخالق العامـة واألسرة والعالقـات االجتمـاعية وهـو ما‬
‫يسمى (بحرمة اآلداب وحسن األخالق)‪.‬‬
‫(د ) قيود على النشر فى القضايا اخلـاصة باألحداث (صغار السن) وكذلك فرض‬
‫نوع من الرقابة على برامج األطفال ومطبوعاتهم‪.‬‬
‫(هـ) مـنع نشـر املطبـوعات أو املـواد اإلعالمـية التـى تدعـو للتمـييز العنـصرى أو‬
‫العقـائـدى‪ ،‬ويدخل فـى هـذا القـيود التـى قـد تفـرض فـى بعـض البالد علـى‬
‫املطبوعات أو املواد اإلعالمية التى تشكل عدواناً على األديان‪.‬‬
‫(و) بعض الـقيود علـى اإلعالنات اخلـاصة بـالطـب واملنتجـات الصـيدلية واخلـمور‬
‫واخملدرات والسجائر واملراهنات واليانصيب واملضاربات املالية‪.‬‬
‫(ز ) قيود على التحريض على ارتكاب اجلرائم أو العنف‪.‬‬
‫(ح) جترمى القذف والسب‪.‬‬
‫وهـــذا أمـــر ضـــرورى إال أنـه أحـيانــاً يستخـدم حلـرمــان اجلمهــور من بـعض‬
‫املعلومات املطلوبـة‪ ،‬كمـا قـد يستغل من جـانب السـلـطــات لــفــرض عـقوبات مالية‬
‫تعوق مطبوعات األقلية‪.‬‬
‫(ط) فرض الـرقابة بـاستخدام مسـميات وتعبيرات غـامضة أو مطـاطة مثل (وقاية‬
‫النظـام االجتماعـى) أو (حماية النـظام العام) أو (األمـن القومى) وهـذه كلها‬
‫قد متـتد وتـتسع لـتصبح سـتاراً حتـمى به الـسلطـة العامـة نفسهـا واألشخاص‬
‫العامنى من النقد‪.‬‬
‫كمــا أن هــذه األمـــور قـد جتــبـر الصـحـفـى علـى أن يطبق قيود الرقابة الذاتية‬
‫على نفـسـه‪.‬‬
‫ولهذا فمن املهم أن يكـون هناك حتديـد ملفهوم األمن القومـى وحدوده‪ ،‬وهو أمر‬
‫معترف به ويجب احترامه بالنسبة ألى دولة‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫(ى) فرض قـيود على النشر أو اإلذاعة املاسة بـأمن الدولة أو إذاعة أسرارها إال أن‬
‫التعلل مبقتضيات السرية والشئون العسكرية واألهداف العليا كثيراً ما يشكل‬
‫تبريرات غير منطقية خاصة فى الظروف العادية‪.‬‬
‫(ك) جترمى األخبار الكاذبة‪.‬‬
‫(ل) تتـيح ظـروف الطـوارئ للحكـومـات أن تفـرض رقـابـة سـياسـية علـى وسـائل‬
‫االتصـال إال أن هذه الـرقابـة ال يجوز أن متـتد إلـى غير مـا يتصل بـالسـالمة‬
‫العـامة أو أغراض األمن القومى (على أن حتـدد محكات واضحة لكل منهما)‬
‫فال يجـوز أن متـارس ملـنع النقـد عن األجهـزة املـسئـولـة أو عن األشخـاص ذوى‬
‫الـصفة العـامة‪ ،‬أو حـتى حلـماية غـايات أخرى غـير السالمـة العامـة أو األمن‬
‫القومى مثل حماية النظام العام أو أمن احلكومة‪.‬‬
‫(م) قـد تفـرض بـعض القـيود والعقـوبـات علــى نشـر مـا يسـىء إلـى احلكـومـات‬
‫الصديقة‪.‬‬
‫(ن) إلـى جانب هـذه االلتزامـات السـابقة‪ ،‬هنـاك بعض القضـايا القانـونية اخلـاصة‬
‫بـاالتصال مثل القوانـنى التى تنظم حـقوق النشر والتـأليف‪ ،‬حق األداء العلنى‪،‬‬
‫التشريعات العمالية‪ ،‬الضرائب‪ ،‬التزامات االتصال مببادئ القانون الدولى‪.‬‬
‫‪ -2‬القيود اإلدارية أو اإلجرائية‪:‬‬
‫أى اإلجراءات اإلدارية التـى تتمثل فـى إجراءات دائمـة أو مؤقتـة قد تتخـذها‬
‫بعض احلكـومات لـتنظـيم أسلوب إصـدار أو عمـل وسائل االتـصال اجلـماهـيرى من‬
‫وجهة نظرها ‪ ،‬وتتمثل فى‪:‬‬
‫(أ ) عوائق بـيروقراطـية مثل فرض تـأمنى نقـدى ضخم على إصـدار املطبـوعات أو‬
‫التوسع فى اإلجـراءات اإلدارية التى يتطلبهـا إصدار الصحف‪ ،‬فبـينما يكتفى‬
‫فـى بعـض الدول مبـجرد اإلخـطار الـذى يبلغ إلـى اجلهـة اإلدارية اخملتصـة‪ ،‬قد‬
‫يحتاج األمر فى دول أخرى إلى احلصول على ترخيص سابق‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪58‬‬

‫وبــالنـسبــة للنـشـاط اإلذاعـى الــذى يحتـاج أسـاسـاً إلـى مـحطـات لإلرسـال‬


‫واالستقبـال‪ ،‬ومن ثم يحتـاج إلى استخـدام الشـبكة الالسلـكية التـى متلكها الـدولة‬
‫(فى العادة) فإنه يحتاج بالتالى إلى احلصول على ترخيص منها‪.‬‬
‫(ب) حظر تـداول بعض املطــبـــوعــات واملواد اإلعالمـية الـتى تصــدر فى الـداخــل‬
‫أو املطبوعات واملواد اإلعالمــيـة األجنبية مثل حظـر الكتب أو حظر بث برامج‬
‫معــينـــة أو أفالم معــينــة‪ ،‬أو حــــذف أجـــــزاء مـنـهـــا‪ ،‬أو حــظـــــر تــــوزيع‬
‫املـطـبـوعات غير الالئقة (وينبغى حتديد املقصــود بذلك متاماً)‪ ،‬أو التى تصف‬
‫العنف أو تنشـر معلومات طبـية عن األدوية‪ ،‬أو حظر استيراد نـوعيات معينة‬
‫من األفالم واملطبوعات والتسجيالت والبرامج التليفزيونية بغرض حماية القيم‬
‫الثقافية‪.‬‬
‫(جـ) إجازة تعـطيل بعـض املطبـوعات (صحـف أو كتب‪ )..‬أو مصـادرتها بـدعوى‬
‫احملافظة على النظام أو الدين أو اآلداب‪.‬‬
‫(د)إاجازة إنذار الـصحف أو وقفها أو إلغـائها بـالطريق اإلدارى رغم أن هـذا املبدأ‬
‫أصبح نـصاً مهجوراً متـاماً فى كـافة الدسـاتير املتقدمـة منذ ما يزيد علـى مائة‬
‫عام‪.‬‬
‫‪ -3‬القيود االجتماعية واالقتصادية‪:‬‬
‫أى العـقـبـات الـخـاصـة بـالظـــروف االجـتـمـاعـيــة واالقتصادية للمجتمع الذى‬
‫تـعـمــل فــيــه وسـائـل االتـصــــال اجلـمــاهــيــرى وتــؤثـر عـلــيـهـا‪ ،‬كـذلـك األوضـاع‬
‫االجـتـمـاعية واالقتصادية املتعلقة بظروف عمل الوسائل نفـسـها‪ ،‬ومن ذلك مثالً‪:‬‬
‫(أ ) االحتكـارات فى مجـال االتصال سـواء أكانت عـامة أو خاصـة أو دولية‪ ،‬وقد‬
‫أدى تـزايـد ظـاهــرة االحتكــار والتــركيـز إلــى تنــاقــص فـــرص الكـثيــر من‬
‫االجتاهـات السياسية والفكريـة فى إصدار الـصــحـف وامتالك وســائل اإلعالم‬
‫وإدارتهـا‪ ،‬بحيث أصبحت السـوق من الناحية الـواقعية مغلـقــة عـلى مجموعة‬
‫من االحتكـارات الكـبرى الــتـى فــرضـــت عـلى الـسوق شــروطهـا التـجــارية‬
‫‪59‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫وأدت إلى إغالق الكثير من الصــحــف والتقـلـيــل من فــرص إصـــدار صـحف‬


‫جــديدة‪.‬‬
‫(ب) عدم كفاية البنى األساسية لالتصال‪.‬‬
‫(جـ) االجتاهات واحملظورات الثقافية الراسخة‪.‬‬
‫(د) أن يكون تقـديس السلطة (دينية أو علـمانية) دون مناقشـة أو معارضة اجتاهاً‬
‫غالباً أو مسيطراً‪.‬‬
‫(هـ) أن تتـركز السـيطرة علـى أجهزة االتصـال اجلماهـيرى فى يد فئـة تتحكم فـيها‬
‫وتتجاهل الفئات األخرى وتواجه حقها فى التعبير عن الرأى بالالمباالة‪.‬‬
‫(و) قد مىـارس املعلنـون سيطـرة اقتصـادية على وسـائل االتصـال اجلماهـيرى نظراً‬
‫العتماد هـذه الوسائل ‪ -‬وخاصـة فى الدول الرأسمـالية ‪ -‬على اإلعالن كمورد‬
‫رئيسى لتمويلها‪.‬‬
‫(ز) تقـاضــى بعض الـصحف إعـانـات ســرية من احلكـومــة‪ ،‬وتكمـن خطـورة هـذه‬
‫اإلعـانات فـى سريتهـا مما قـد يقابله تعـمد بعـض هذه الـصحف تضلـيل الرأى‬
‫العام دون كشف حقيقة أمرها‪.‬‬
‫‪ -4‬عوائق أمام حرية أجهزة االتصال اجلماهيرى أثناء ممارستها للعمل‪:‬‬
‫أى املشـاكل املتـغيرة التـى قد تـواجه عمل وسـائل االتصـال اجلماهـيرى بحرية‬
‫أثناء املمارسة العملية‪ ،‬وقد ال توضع هذه املشاكل فى احلسبان إال أنها أحياناً تطفو‬
‫على السطح فجأة‪ ،‬ومن هذه املشاكل‪:‬‬
‫(أ ) إصدار تـعليمات حـكومية عـن كيفية مـعاجلة بعـض املوضوعـات املتصلة‬
‫بأحداث أو قضايا معينة‪.‬‬
‫(ب) وضع قائمـة ببعض املـطبوعـات (أو غيرهـا من املواد اإلعالمـية) املمنوع‬
‫تداولها‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪60‬‬

‫(جـ) ممـارسة بـعض أشكال اإلرهـاب ضد اإلعالمـينى كالـتهديد والعنف وإدراج‬


‫أسمائهم فى القوائم السوداء‪.‬‬
‫ويدخل فى هـذا أيضاً معـاقبـة اإلعالمينى الـذين لم يلـتزمـوا بالـتوجـيهات أو‬
‫التعليمات‪.‬‬
‫(د ) مقاطعة أعـمال بعض اإلعالمينى‪ ،‬أو حظـر تداول نصوص كتـابات معينة‬
‫لهم‪.‬‬
‫(هـ) طرد أفـراد من العـاملـنى فى أجـهزة االتـصال اجلـماهـيرى وحرمـانهم من‬
‫إمكانيات النشر أو العمل اإلعالمى‪.‬‬
‫(و) نقـص اخلبرة والتـدريب املهنى املنـاسب والكافـى ملمارسـة العمل اإلعالمى‬
‫بالشكل املطلوب‪.‬‬
‫(ز) االستيالء على مؤسسات الطباعة أو اإلذاعة أو وقف أو حظر نشاطها‪.‬‬
‫(ح) قـيود خاصـة بظـروف العـمل وتنظـيمه داخل أجهـزة االتصـال اجلمـاهيرى‬
‫نفسها‪.‬‬
‫(ط) سـياسة وسائل االتصال نفـسها مثل حتديدها لألوقـات أو املساحات التى‬
‫تخـصصها لألشكـال اخملتلفة للمـضمون (األخبـار ‪ -‬التسلـية ‪ -‬التعليم ‪-‬‬
‫الثـقــافــة ‪ -‬التـنمـية ‪ -‬الـرياضـة‪ )...‬وسـياستهـا التحـريرية (هل تهـتم‬
‫بالعرض املشوق وتغـطية اجلرمىة والرياضة واملوضـوعات اإلنسانية والطريفة‬
‫أم أنهـا تـسعـى لتقـدمى مـضمـون ذى مـستـوى رفـيع فتـهتم بـالـتغـطــيــة‬
‫اإلخـبــارية العـمــيـقـــة والـمـتــوازنــة واملــوضــوعـات اإلعالمـية واملقـاالت‬
‫املفـسرة‪ ،‬أم أن غــرضــهـا هـــو الـدفــاع عن مــبـدأ ســياسى معـنى? كذلك‬
‫طريقة معاجلتها ملضمونها‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫ويترتب على ذلك أيضاً أنه يصبح على الوسيلة أن تتخذ قرارات بشأن املبادئ‬
‫التالية‪:‬‬
‫@ تعمد إغفال أو عدم إغفال نشر بعض األخبار أو املعلومات أو اآلراء‪.‬‬
‫@ النقد والتعريض بالسلوكيات السيئة‪.‬‬
‫@ حماية سرية مصادر املعلومات‪.‬‬
‫@ الفصل بنى اخلبر والتعليق‪.‬‬
‫@ حتديد املساحة أو الوقت الذى سيخصص للمادة اإلعالنية‪.‬‬
‫@ حتديد نسبة املواد األجنبية فى برامج وسائل االتصال اإللكترونية‪.‬‬
‫(ى) التعـاريف الضـيقة للخـبر واالعتـبارات التـى حتكم مـا ينبغى نـشره وأية‬
‫قضايا يجوز مناقشتها‪.‬‬
‫وهناك ثالثة أشكال رئيسية مللكية وسائل االتصال اجلماهيرى‪:‬‬
‫@ ملكية الدولة لهذه الوسائل أو بعضها ملكية مباشرة‪.‬‬
‫@ امللكية الفردية واخلاصة لهذه الوسائل أو بعضها‪.‬‬
‫@ منط ثـالث بـديل يسعـى لتـأكـيد درجـة مـن االستقالل لـوســائل االتصـال‬
‫اجلماهـيرى فى عملهـا‪ ،‬وهو منـط الشركـات العامـة املستقلـة التى تقـيمها‬
‫الدولة إلدارة هذه الوسائل أو بعضها‪.‬‬
‫إلى جانب الشركات التعاونية التى تعمل بشكل اقتصادى‪.‬‬
‫وأمنـــاط ملكـــيـة وسـائل االتصـال اجلمـاهيرى تـختلف من بلـد آلخر بـاختالف‬
‫الـنظم السـياسية واالقـتـصــادية ‪ ،‬وإن كـانت معظم الـنـظــم السـياسية واالقـتصادية‬
‫تتبع أكثـر من منط مـن أمناط امللـكــيـة مـعـــاً‪ ،‬ومــن ثم فـالـشـــائع هو وجـود ملكية‬
‫مختلطة‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪62‬‬

‫وإذا كـانت السـيطرة املبـاشرة لـلحكومـة على وسـائل االتصـال اجلماهـيرى قد‬
‫جتنب هـذه الوسـائل مخـاطر الـنزعـات التجـارية والسـعى وراء الـربح فقط‪ ،‬إال أن‬
‫وسـائل االتصـال اخلاضـعة إلشـراف حكـومى مـباشـر أثبتـت فى كـثير مـن األحيان‬
‫قصـورها عـن الوفـاء بحاجـة اجلمـاهير إلـى القدر الـكافـى من املـعلومـات والتـنوع‬
‫املطلوب فـى مصادرهـا‪ ،‬على الـرغم من أن املفـترض نظـرياً أن تعبر احلكـومات عن‬
‫إرادة الشعوب‪.‬‬
‫وفى املـقابل يرى الـبعض أن امللكـية اخلاصـة لوسـائل االتصـال ال متنـع فى كل‬
‫األحـوال هذه الوسـائل من التعبـير عن مشاكل الـشعب‪ ،‬وإبراز االختالفـات احلقيقية‬
‫املوجودة فى اجملتمع فى إطار االلتزام بالروح الوطنية‪.‬‬
‫واالجتـاه السائـد فى ملـكية الصحف فـى معظم دول العـالم هو امللكـية اخلاصة‬
‫باستثناءات قليلة‪.‬‬
‫فـضالً عن ذلك تـوجد فـى كل دول العـالم تـقريبـاً صحـف خاصـة ولكنهـا غير‬
‫جتـارية متلكهـا وتديرهـا أحزاب سـياسية أو مـؤسسـات غير حكـومية‪ ،‬وهنـاك بعض‬
‫الصحف املمـلـوكـة للهـيـئـات السـيـاسيـة والرسمية والروابط والنقابات واملنظـمـات‪.‬‬
‫وبالنـسبة لإلذاعة (راديو وتليفزيون) فإنها تخضع كلية فى أغلب النظم مللكية‬
‫الدولة التى تقوم بإدارتهـا بنفسها أو تعهد بذلك إلى هـيئات عامة تخضع ألشرافها‬
‫مباشرة‪ ،‬أو تتمتـع باالستقالل الذاتى‪ ،‬وتختلف درجـة هذا االستقالل ومدى خضوعه‬
‫آلراء احلكومة تبعاً الختالف الظروف السياسية‪.‬‬
‫وفى نظم أخرى تسمح الدولة لألفراد والشركات اخلاصة بإقامة محطات إذاعية‬
‫أهلية‪ ،‬ولكنها تفرض عليهـا احلصول على ترخيص بذلك‪ ،‬كما أنها تخضع ممارستها‬
‫للنـشاط اإلذاعـى لنـوع من اإلشـراف يختلـف مداه وفقـاً للنـظام الـسياسـى السـائد‬
‫أيضاً‪.‬‬
‫أما صنـاعة السـينما فـإنها تقـوم بصفة رئـيسية فـى معظم دول العـالم ‪ -‬عدا‬
‫عدد قلـيل من دول العالـم ‪ -‬على أسس جتـارية‪ .‬ومع ذلك فقد تـرى بعض الدول أن‬
‫‪63‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫تقـدم إعـانـات أو قـروض إنتـاج للـمنتجـنى األفـراد لتحقـيق أغـراض اجتمـاعـية أو‬
‫ثقافية‪.‬‬
‫ويالحظ ‪ -‬بشكل عـام ‪ -‬أن الدول تـنظر لتـركيز ملكـية وسائل االتصـال على‬
‫أنه أمـر ينبغـى جتنبه نـظراً آلثـاره االجتمـاعية الـسيئـة إذ إنه يقلل من فـرص تعدد‬
‫مصـادر املعلـومـات واآلراء كمـا قـد يحـول دون حـرية اإلعالم وتقلـيل فـرص العمل‬
‫املتـاحة للمهـنينى‪ ،‬ويجعل من اجملـموعة املـالكة املـسيطرة قـوة خطرة السـيما إذا ما‬
‫استخدمت هذه الـوسائل بشكل غير مسئول‪ ،‬وقـد يؤدى أيضاً إلى صب اجلمهور فى‬
‫قوالب جامدة‪.‬‬
‫لـذا قـد يحـدد الـتشـريع عـدد الـصحف أو رخص الـراديو أو التلـيفـزيون التـى‬
‫يسمـح لألفراد بـامتـالكها بـعدد معـنى يحول دون الـتركـيز أو االحتكـار فى ملـكية‬
‫الوسائل‪.‬‬
‫وهناك أسباب متعـددة قد تؤدى إلى تـركيز امللكية واالحتكـارات سواء العامة‬
‫أو اخلاصـة فى هـذا اجملال كـالضغـط االقتصـادى الذى تـرتب علـى احلاجـة امللـحة‬
‫إلدخال تكـنولو‪P‬يات جـديدة ومتطورة فـى مجال االتـصاالت وظروف املـنافسـة على‬
‫مصادر الـدخل كاإلعالن والتـوزيع وارتفاع تكـاليف اإلنتـاج واالفتقار إلـى مصادر‬
‫متويل جـديدة‪ ،‬واملنـافسـة بنى وسـائل االتصـال إلى جـانب مـا قد يوجـد من قـصور‬
‫إدارى‪ ،‬والتضخم العام‪.‬‬
‫كما قـد يحظر الـتشريع متلك الـدول األجنبية أو املـصالح األجنبـية بعض وسائل‬
‫االتـصال اجلماهـيرى الوطنية إدراكـاً للوضع احلسـاس لهذه الوسـائل‪ ،‬ومن ثم اخلوف‬
‫من خضوعها للسيطرة األجنبية اخلارجية‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ -‬عناصر حرية اإلعالم بالنسبة للجمهــور ‪:‬‬
‫يعـد اجلمهـور عنصـراً مهمـاً من عنـاصر العـملية االتـصالـية‪ ،‬وهو لـيس مجرد‬
‫حـاصل جمـع عدد مـن األفراد‪ ،‬ولـكنه يعنـى جمـاعة مـا جتمـع بنى أفـرادها خـبرات‬
‫مشتـركة وظروف حـياة معينة‪ ،‬وإن كـانت هناك اختالفـات كثيرة بنى أفـراد اجلمهور‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪64‬‬

‫سواء من حيث الفـروق الشخصية (السن ‪ -‬اجلنس أو النـوع ‪ -‬املستوى التعليمى ‪-‬‬
‫املهنـة‪ )...‬أو الفروق االجـتماعـية (االنتمـاءات الطـبقية والـسياسـية واأليديولو‪P‬ية‬
‫واملعتقدات الدينية‪.)...‬‬
‫مـن هـنا لم تعد النظرة إلى اجلمهور على أنه مجرد حشد أمراً مقبوالً‪.‬‬
‫كما تغـيرت النظرة إلى اجلمهور على أنه مـجرد متلق سلبى‪ ،‬وأصبح ينظر إليه‬
‫على أنه شريك إيجابى‪.‬‬
‫ومـن هــذا املنطــلـق هنـاك دعــوة مـلحـة بـأال يظل االتصـال حكراً علـى وسائل‬
‫اإلعالم أو املهـنـيـيـن وحـدهم ال ‪،‬بل من الضرورى إشراك أكبـر عدد ممكن من الناس‬
‫فى االتصال ليصبح لهم دور فى حتقيق أهداف االتصال وغاياته بشكل كفء‪.‬‬
‫وإن كان هـذا ال يعنى الـتقليل من أهـمية التـخصص املهنـى فى هـذا اجملال أو‬
‫احلد منه‪ ،‬فإنه أمر ينبغى تشجيعه‪.‬‬
‫ولعل هـذه القضـية تثـير موضـوعاً مهـما أكـدت على أهـميته كـافة املـؤمترات‬
‫والدراسات التى تناولت سـياسات االتصال‪ ،‬واهتمت به أيضاً اللجنة الدولية لدراسة‬
‫مشكالت االتصال وهو موضوع (دمىقراطية االتصال)‪.‬‬
‫ودمىقراطية االتصال تعنى‪:‬‬
‫(أ) أن يصبح الفـرد شـريكـاً إيجـابـياً فعـاالً فـى العملـية االتصـالـية‪ ،‬خالقـاً‬
‫لالحداث وليس مجرد هدف لالتصال‪.‬‬
‫(ب) التنوع فى مضمون االتصال مبا يتيح فرصة االختيار‪ ،‬ويجعل الفرد قادراً‬
‫على تكوين آرائه‪ ،‬واتخاذ قراراته بناء على معلومات كافية ووجهات نظر‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫(جـ) تصـحـيـح اجتـــاه االتـصـــال املــتـدفــق مــن أعـلـــى ألسـفــل (أو الـتـدفـق‬
‫الـرأسـى) بـاجلمع بـينه وبـنى التـدفق األفقـى‪ ،‬وبحـيث يصـبح التـدفق حـراً‬
‫ومتوازناً‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫(د) تعدد قنوات االتصال ووسائله وأدواته‪.‬‬


‫(هـ) أن تكـتسب وسائل االتـصال شرعـيتها بتعبـيرها عن جـماهيرهـا احلقيقية‬
‫واستجابتها الحتياجاتها‪.‬‬
‫(و) أن تزداد املشاركة االجتماعية فى إدارة وسائل االتصال‪ ،‬واتخاذ القرارات‬
‫اخلاصة بها كماً وكيفاً‪.‬‬
‫(ز) تـشجيع اجلمهـور على إبـداء وجهات نظـر نقدية فـيما يقـدم لهم من خالل‬
‫وسائل االتصال‪ ،‬واتخاذ بعض املواقف سواء من خالل اجلماعات التى متثل‬
‫قنـوات بديلة (االتصـاالت البديلة) التـى تعارض وسائل االتصـال الرسمية‬
‫واملؤسـسية لكـسر احـتكار نـظم االتصـال املركـزية والرأسـية وللتعـبير عن‬
‫اجتاهات أو تنـظيمات أو جماعات تعانى من احلرمان من فرص التعبير من‬
‫خالل املؤسسات الرسمية‪.‬‬
‫ومن بـنى املواقف التـى قد تتخـذ أيضاً رفض بعض املـواد التى تقـدمها وسائل‬
‫اإلعالم اجلماهيرية‪.‬‬
‫(ح)إاتـاحة حق املـشاركة فـى اإلعالم ووسائل االتصـال اجلماهـيرى لكل الناس‬
‫دون حدود أو قيود ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية‪.‬‬
‫إال أن هـنـاك بـعـض املـعــوقات تواجه حتقيق ديقراطـية االتصال‪ ،‬يتمثل أهمها‬
‫فى‪:‬‬
‫@ سيطـرة بعض اجلمـاعات التـى متثل مصـالح خاصـة على وسـائل االتصال‪،‬‬
‫وسعـيها للـربح فقط‪ ،‬أو سـيطرة الـدولة علـى هذه الـوسائل وتـوجيههـا فى‬
‫اجتاه معنى‪.‬‬
‫@ احتكار املهنينى لالتصال‪.‬‬
‫@ الظروف السياسية واالقتصادية اخلاصة بكل دولة‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪66‬‬

‫@ عدم كفاية قنوات االتصال ووسائله وأدواته‪.‬‬


‫@ عدم توافر املرافق األساسية لالتصال‪ ،‬أو نقصها‪.‬‬
‫@ الـبيروقـراطية أو املـركزية فـى رسم خطـط االتصـال وتنفـيذها تـؤثر عـلى‬
‫النـظام االتصالى وتقلل فعـاليته‪ ،‬إذ قد تؤدى إلـى اجلمود ورفض التجديد‬
‫أو االبـتكار والتـدرج الهرمـى فى الـسلطات‪ ،‬وعـدم االهتمـام باستجـابات‬
‫اجلمهور‪.‬‬
‫@ األيديولو‪P‬ية اخلاصة بكل دولة‪.‬‬
‫@ اعـتبـارات الـتنفــيذ العملــى للمـشـاركـة فــى االتصـال فـى إطـار الـسـياق‬
‫االجتماعى والثقافى للمجتمع‪.‬‬
‫والواقع أن هنـاك بعض املشاكـل األخرى التى ينبغـى أن تلتفت إليهـا السياسة‬
‫االتصالية فى هذا الصدد‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬كيف مىكـن االحتفاظ بـالنظـام املفتوح فـى االتصال ‪ -‬أى إشـراك اجلمهور‬
‫فـى العملـية االتصـالية ‪ -‬فـى نفس الـوقت الـذى يتم فـيه التـأكيد عـلى‬
‫التشغيل الكفؤ لوسائل االتصال‪ ،‬واالستخدام االقتصادى للتكنولو‪P‬يا?‬
‫‪ -2‬كيف مىكن التنبؤ أو التحـذير من النتائج االجتماعـية واالقتصادية لنشاط‬
‫املشروع االتصالى التى متليها توقعات وآمال جمهور هذه الوسائل?‬
‫‪ -3‬كــيـف مىكـن تلبـية االحتـياجــات املتنـوعــة أو اخملتلفـة ورمبــا املتنـاقضـة‬
‫للجمهور?‬
‫وإلـى جـانـب قضـية دمىقـراطـية االتصـال هنـاك بعض احلقـوق التـى ينبغـى أن‬
‫تراعيها سياسة االتصال فيما يتصل باجلمهور هى‪:‬‬
‫‪ -1‬حق الفرد فى التعـبير عن رأيه بحرية‪ ،‬واملشـاركة اجلماهيـرية فى التعليق‬
‫على األحداث‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -2‬حقه فى احلصول عـلى املعلومات (عـدا ما يتصل بأسـرار الدولة أو أسرار‬


‫املهنة دون التوسع فى تفسير مفهوم كل منهما)‪.‬‬
‫كمـا أنه من حق اجلـمهور ‪ -‬حتقـيقا للـشفافـية ‪ -‬احلصـول على املعلـومات عن‬
‫وسائل اإلعالم نفسها ‪ ،‬وأهمها املتعلقة مبلكية هذه الوسائل وكيفية إدارتها‪.‬‬
‫‪ -3‬حق املـواطن فـى تكـوين آرائه بصـورة موضـوعية ‪ -‬قـدر اإلمكـان ‪ -‬فى‬
‫األحداث دون رقـابة مـسبقـة‪ ،‬أو تلقـنى‪ ،‬أو محـاولة فـرض أمناط وقـوالب‬
‫جامدة من السلوك االجتماعى‪.‬‬
‫‪ -4‬توفير احلماية للفرد ضد اإلهانة واالفتراء وتشويه السمعة‪.‬‬
‫‪ -5‬نشر وجهات نظر األفـراد الذين يرون أن املعلومات التى نشرت أو أذيعت‬
‫عنهـم علنـاً قـد أحلقـت بهم ضـرراً جـسـيمـاً‪ ،‬وهـو مـا يعــرف بحق الـرد‬
‫والتصحيح‪ ،‬وإذا كان هذا املبدأ أصبح يسود معظم تشريعات الصحافة فى‬
‫العالم‪ ،‬فإن تـقرير حق الرد والتصحيح فى مجـال اإلذاعة والتليفزيون ليس‬
‫موضع اتفاق‪.‬‬
‫‪ -6‬تـشجيع الفـرد على الـنقد‪ ،‬ومـساعـدته على حـسن التمـييز بنى احلقـيقة‬
‫والزيف‪ ،‬وبـنى ما هـو ثابـت وصائـب‪ ،‬وما هـو تافه وظـاهرى‪ ،‬وبـنى الرأى‬
‫واملعلومة‪.‬‬
‫‪ -7‬ضمان حـصول اجلـمهور عـلى املعلـومات عـن طريق تنـوع مصـادر وسائل‬
‫اإلعالم املتـاحة له مبـا مىكنه من االخـتيار بـينها بحـرية والتـأكد مـن صحة‬
‫الوقائع‪.‬‬
‫‪ -8‬حمـاية حق الفرد فى اخلصـوصية وحماية حـياته اخلاصة‪ ،‬وحـق اخلصوصية‬
‫ال يعنى بـالضرورة سـرية املعلـومات أو أن هـناك معلـومات أو أسـرارا فى‬
‫حياة الشخص يريد إخفاءها خوفا من ان تشكل له عاراً‪.‬‬
‫وفى هـذه الـنقـطــة ينبغى مـراعاة ما تشـكله التكنولو‪P‬يا احلـديثة لالتصال من‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪68‬‬

‫تهديد لهذا احلـق‪ ،‬وبالـذات من خــالل تخـــزين املعـلـومات اخلاصة باألفراد فى بنوك‬
‫املعلومات واسترجاعها‪.‬‬
‫‪ -9‬وعلى املستـوى الدولى هنـاك قضية إتاحـة حق الرد الدولـى‪ .‬وعلى الرغم‬
‫من أن هناك اتفـاقية خاصـة باحلق الدولـى فى التصـويب ما يقرب من ‪50‬‬
‫دولة اعتـمدتهـا اجلمعـية العامـة لألمم املتـحدة سنـة ‪ ،1952‬إال أنه وبعد‬
‫مضـى ما يزيد عـلى ‪ 50‬عـاماً لـم يصدق عـليهـا سوى عـدد محـدود من‬
‫الدول‪ ،‬وهى تعتبر أداة نظرية غـير فعالة ‪ -‬إلى حد كبير ‪ -‬إذ ال تستخدم‬
‫فى التطبيق العملى‪.‬‬
‫والـتوسع فى بعـض هذه احلقوق اخلـاصة مثل احلق فـى احلصول علـى املعلومات‬
‫وإعطاء املعـلــومات‪ ،‬والــحـيــاة اخلاصة‪ ،‬واملشاركة فى االتصال عناصر ملفهوم جديد‬
‫هو احلق فى االتصال‪.‬‬
‫مفهوم احلق فى االتصال‪:‬‬
‫أدت التطـورات الهائلـة فى املفـاهيم العلمـية والتكنولـو‪P‬ية إلى إضافـة أبعاد‬
‫جديدة إلى احلقوق املنصوص علـيها فى اإلعالن العاملى حلقوق اإلنسان سنة ‪،1948‬‬
‫وهو احلق فى االتصال الذى أعلن عنه العـالم الفرنسى ‪P‬ان دارسيه سنة ‪ 1969‬وهو‬
‫حـاجة اجتماعية وحق طبيعى‪ ،‬هذا إلى جـانب مفاهيم أخرى جديدة‪ ،‬كاالنسياب احلر‬
‫واملتـدفق للمعلـومات داخـل إطار اإلتـاحة واملـشاركـة والتـداول متـعدد االجتـاهات‬
‫للمعلومات بالنسبة لألفراد واجلماعات والدول‪.‬‬
‫ومفـهوم احلق فى االتـصال لم يبلغ بـعد شكله النهـائى ومضمـونه الكامل‪ ،‬وإن‬
‫كـانت فـكرتـه أصبحت مقـبولـة ومفهـومة فـى مختلف الـدول‪ ،‬ومن جـانب املفـكرين‬
‫الذين ينتمون إلى نظم مختلفة ومىثلون خلفيات مختلفة‪.‬‬
‫وعـلى الرغم من أن النقاش حول حتديد مفهوم احلق فى االتصال اليزال مستمراً‬
‫إال أنه مىكن أن نعرفه على أنه‪:‬‬
‫‪69‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫يعنى احلق فـى حرية الرأى والـتعبير‪ ،‬ويتسـع ليشمل احلرية فـى إخبار اآلخرين‬
‫واحلـرية فى املعرفـة‪ ،‬والقدرة علـى النقاش واحلـوار‪ ،‬وسهولة املـشاركة فـى االتصال‪،‬‬
‫وإن كان يتضمن كذلك بعض االلتزامات واملسئوليات‪.‬‬
‫واحلق فى االتصال أمر أساسـى ينبغى اعتباره حقاً إنـسانياً مثله مثل احلق فى‬
‫احلياة‪ ،‬احلق فـى احلرية‪ ،‬احلـق فى العـقيدة‪ ،‬وعلـى هذا مىـكن اعتبـاره ضمـن احلقوق‬
‫الفردية‪.‬‬
‫وترى املـناقـشات الـتى دارت حـول هذا املـوضوع أن مفهـوم احلق فى االتـصال‬
‫يجمع ثالثة عناصر رئيسية‪:‬‬
‫‪ -1‬احلقوق الفردية‪ ،‬وتشـمل حرية الرأى والتعبير‪ ،‬وحق احلـصول على املعرفة‪،‬‬
‫واحلق فــى إخبـار اآلخــرين‪ ،‬وحمــاية اخلصـوصـية‪ ،‬وحـرية احلـركـة‪ ،‬وحق‬
‫االجتماع وتشكيل اجلمعيات‪ ،‬والرجوع إلى مصادر املعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق وسـائل االتصال واملهنينى‪ ،‬ويدخل حتتها الـرجوع ملصادر املعلومات‪،‬‬
‫حـرية الـرأى والـتعبـير‪ ،‬احلق فـى إخبـار اآلخـرين‪ ،‬احلق فـى الـنشـر‪ ،‬حـرية‬
‫احلركة‪ ،‬االحتفاظ بسر املهنة‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق اجملتمعات احمللية والوطنية والدولية‪ :‬وفى إطار حقوق االتصال فى‬
‫مجـال العالقـات اخلـارجـية يدخل احلق فـى إخبـار اآلخـرين‪ ،‬التـدفق احلـر‬
‫واملتوازن لـإلعالم‪ ،‬حماية الـهوية الثقـافية‪ ،‬التـبادل الثقـافى‪ ،‬حـرية الرأى‬
‫والتعبير‪ ،‬حق احلصول على املعرفة‪ ،‬حق التصحيح وحق الرد‪.‬‬
‫وينبغـى النـظر إلـى هذا املـفهوم علـى أنه دينامـيكى ومـرن‪ ،‬يختلف بـاختالف‬
‫ظروف كل مجتمع وطابع التدفق فيه والغـرض االجتماعى للتدفق‪ ،‬ويجب أن يراعى‬
‫القيم االجتماعية اإليجابية املستهدفة واالرتباط بنى االتصال والتنمية‪.‬‬
‫كـما أنه يختلف باخـتالف مستويات االتصـاالت (أفراد‪ ،‬جماعـات‪ ،‬مؤسسات‬
‫وطنية‪ ،‬إقليمية‪ ،‬دولية)‪.‬‬
‫وكذلك فهناك عالقة وثيقة بينه وبنى مصادر االتصال وسياسته وتخطيطه‪ ،‬فال‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪70‬‬

‫مىكن احلــديث عن حقــوق االتصـال بــدون التعـرض ملـدى كفــاية مصــادر االتصـال‬
‫وعدالتها‪ ،‬وكذلك الكفاية والعدالة فى توزيع االتصال‪.‬‬
‫ونظـراً لعدم االتفـاق النهـائى حـول هذا املفهـوم‪ ،‬ووجود خالفـات حولـه ‪ -‬كما‬
‫سبقت اإلشـارة ‪ -‬مىكن أن جنمل املالمح الرئيسية التى انتهت إليها املناقشات بشأنه‬
‫فى النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ليس هناك خالف حول أهمية وجود مثل هذا احلق من حيث املبدأ‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك خالف حول موضع هذا احلق بنى احلقوق األخرى‪.‬‬
‫هل هــو يتصل أسـاسـاً بـاألفـراد‪ ،‬ومـن ثم يسـتمـد اجملـتمع هــذا احلق من حق‬
‫األفـراد? أم أنه ينبع أساسـاً من اجملتمع‪ ،‬وبـالتالـى يصبح لألفراد احلق فـى االتصال‬
‫ألنهم جزء من اجملتمع?‬
‫وإذا أخـذنا بوجهة النظر الثانية‪ ،‬فهل يتـيح هذا للدولة احلق فى تقييده بدعوى‬
‫الصالح العام?‬
‫والواقع أنه يفضل النظر لهذا احلق باعـتباره يخص الفرد فى اجملتمع أو اجلنس‬
‫البشرى ككل‪.‬‬
‫‪ -3‬هناك خالف آخر حول موضوع هذا احلق‪.‬‬
‫إذ يرى البعض أنه ينبغى أن يشمل كل احلقوق األخرى اخلاصة باحلريات (حرية‬
‫اإلعالم‪ ،‬حـرية االتصـال‪ ،‬حــرية الـرأى‪ ،‬حـرية الكـالم‪ ،‬حرية الصحـافة‪ )...‬متكاملة‬
‫مع احلق فى االتصـال‪.‬‬
‫كـذلك يــراعى أن يتـضمن موضـوعه احلدود والقـيود عند ممـارسة هـذه احلريات‬
‫ومـدى املشاركـة فى مصادر االتـصال‪ ،‬استخدامـات االتصال‪ ،‬األغراض االجـتماعية‬
‫لإلعالم؛ أى أن مفهومه بهذا الشكل يصبح مفهوماً شامالً‪.‬‬
‫بينمـا يرى آخرون أنه ينبغـى أن يكون مفهـوماً بسـيطاً كحـق إنسانـى على أن‬
‫تتـرك األمور األخـــرى اخلــاصـــة باحلـــريات والظــروف التـى تقــيدهـا واملشاركـة فى‬
‫‪71‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مصادر االتصال جملال آخــر‪.‬‬


‫‪ -4‬يرى البعض إغالق باب املناقشة حول هذا املفهوم‪ ،‬على أن يؤخذ باملفهوم الذى‬
‫انتهت إليه الدراسـات واملناقشات السابقة‪ ،‬فى حنى يرفض آخرون هذا االجتاه‪،‬‬
‫ويرون ضرورة تشجيع إجراء دراسات أخرى حول هذا املوضوع‪.‬‬
‫حرية اإلعالم وحقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫كـان هنـاك خالف حول حـرية الصحـافة واإلعـالم وهل هى حـرية شخصـية مثل‬
‫حرية االعتقاد‪ ،‬أم أنها حرية تتعلق بحقوق اإلنسان السياسية?‬
‫وقـد حـسم صـدور اإلعالن العـاملـى حلقـوق اإلنـسـان سنـة ‪ 1948‬هـذا اخلالف‬
‫لصـالح اعتبارها من احلريات السياسية بعد أن تضمن هذا اإلعالن احلقوق السياسية‬
‫وهى احلق فى حرية الرأى والتعبير واحلق فى اإلعالم واحلق فى حرية التجمع وتأليف‬
‫اجلمعيات ‪،‬واحلق فى املشاركة فى احلكم والوظائف العامة‪.‬‬
‫وحرية الـرأى والتعـبير ركـن أساسـى فى كـافة احلقـوق املمـنوحـة لإلنسـان فى‬
‫املواثيق والـعهود الدولية كمـا أن حرية احلصول علـى املعلومات ونقلهـا وتبادلها حق‬
‫إنسانى ومحك لكل احلريات األخرى‪.‬‬
‫وأكدت املـادة (‪ )19‬من االتـفاقية الدولية للحقوق املـدنية والسياسية الصادرة‬
‫سنـة ‪ 1966‬على احلق فى اعتناق اآلراء واحلق فى التعـبير واحلصول على املعلومات‬
‫ونقلها بغـض النظر عن احلـدود‪ ،‬ســـواء شـفـاهـة أو كتابـة أو من خالل مطبوعات أو‬
‫أى شكل أو وسيط من اختيار نفسـه‪.‬‬
‫ونفـس احلقـــوق واملعـانى أكدتها املواثيق الدولية واإلقليمية ومنها الوثيقة الدولية‬
‫للحقـوق االقتصـادية واالجتمـاعية والـثقافـية‪ ،‬واالتفاقـية األوربية حلقـوق اإلنسـان فى‬
‫املـادة العاشرة منها واالتفــاقــيـة األمريكية حلقوق اإلنسان عام ‪ 1969‬التى نصت على‬
‫العديد من احلـريات ومنها حريـة التعبير‪ ،‬غير أنهـا متيزت عن االتفاقـية األوروبية بعدد‬
‫من احلقوق لم يرد ذكرها فى االتفـاقية األوروبية منها عدم خضـوع حرية الفكر والتعبير‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪72‬‬

‫للرقـابة السـابقة‪ ،‬احلـــق فى الـتصحيح والرد‪ .‬وتـتجلى حريـة التعبير يف هـذه االتفاقية‬
‫فـى حرية التفكيـر وحرية اإلعالم ونشـاطات اإلذاعة والتليفـزيون والسينمـا وحرية تلقى‬
‫املعلومات واألفكار ونقلها وإذاعتها دون التقيد باحلدود وإعالن اليونسكو لإلعالم سنة‬
‫‪ 1978‬واملبادئ اخلاصة بالنظام اإلعالمى العاملى اجلديد سنة ‪1980.‬‬
‫وصدر امليثـاق األفريقى حلـقوق اإلنسان عـام ‪ 1981‬وتنص املـادة الـتاسعة منه‬
‫علـى أنه من حق كل فرد أن يـحصل على املعلـومات كمـا يحق لكل إنسـان أن يعبر‬
‫عن أفكاره وينشرها فى إطار القواننى واللوائح‪.‬‬
‫وإن كــان هـذا امليثـــاق لـم يؤكـــد مبـا يكـفــى على بعض احلقـوق مثل احلق فى‬
‫حرية التفكير‪.‬‬
‫كمـا أعلنـت الدول األعـضاء فـى منظـمة املـؤمتر اإلسالمـى عام ‪1990‬م إعالن‬
‫القاهـرة حول حقـوق اإلنسـان فى اإلسالم ‪ .‬ونـصت املـادة (‪ )21‬مـنه على حق حـرية‬
‫التفكيـر واالعتقاد والتعبيـر دون تدخل أو مصادرة مـادام يلتزم احلدود الـعامة التى‬
‫أقرتها الشريعة وال يجوز إذاعـة الباطل أو نشر ما يروج للفاحشة‪ ،‬كما أكد اإلعالن‬
‫على أنه ال حظر على نشر املعلومات واحلقائق الصحيحة إال ما يكون فى نشره خطر‬
‫على أمن اجملتمع والدولة‪.‬‬
‫وتختلف الدول الدمىقراطية فى شكل التزامهـا بالقانون الدولى حلقوق اإلنسان‪،‬‬
‫وخاصـة فيمـا يتعلق بضمـان وحماية حـرية الصحافـة واإلعالم‪ ،‬إذ إن هناك فـئة من‬
‫الـدول تـؤمـن مببـدأ واحـدية القـانـون وبـالتـالـى فهـى تعـد القـانـون الـدولـى امللـزم‬
‫(االتفاقـيات والعهود الـدولية) جـزءا من قانـونها الـوطنى وتعـطيه امتـيازا وسموا‬
‫عـلى غـيره من الـقوانـنى الصـادرة عن جهـازها الـتشـريعى احملـلى فـى حالـة وقوع‬
‫تناقض‪.‬‬
‫وهنـاك فئـة أخـرى من الـدول تـنظـر للقـانـون الـدولـى علـى أنه مصـدر عـرفـى‬
‫لقانونها احمللى‪ ،‬وتسمى هـذه الدول دول القانون العام‪ ،‬أما اجملموعة الثالثة فتعتبر‬
‫القانون الدولى مرجعا لتفسير القانون الوطنى من جانب احملاكم الوطنية‪.‬‬
‫ويسـير الـنظـام القـانـونـى فـى مصـر علـى هـدى نظـرية واحـدية القـانـون‪ ،‬لـذا‬
‫فـالنصوص ذات الصلة‪ ،‬وخـاصة نص املـادة (‪ )19‬من العهد الـدولى حلقوق اإلنسان‬
‫‪73‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫تعـد جـزءا ال يتجـزأ من قـانـونهـا الـوطنـى وله مكـانـة فـى التـطبـيق أمـام احملـاكم‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫وااللـتزام بالقـانون الدولـى يعنى استلهـاما ومتثال واحتـراما لروح هـذا القانون‪،‬‬
‫كـما أنه قـد يعنـى مجرد االلـتزام بـاحلرص علـى التـماس الـشكل مع االجتـاه العام‬
‫لنصوص القانون فى إطار رغبة أقوى من التحايل واملماطلة‪.‬‬
‫وتثير مسألة االلـتزام باملبادئ العامـة حلقوق اإلنسان فى مـجال حرية الصحافة‬
‫واإلعالم ثالث قضايا هى‪:‬‬
‫‪ -1‬القيود واالستثناءات التى قد ترد على حرية الصحافة واإلعالم ‪ ،‬إذ وردت فى‬
‫املــادة (‪ )19‬من العهد الـدولى للحـقوق املدنـية والسـياسية بعض هـذه القيود‬
‫واالستـثنـاءات املـشـروعـة حلمـاية حقــوق وسمعـة اآلخـرين‪ ،‬خـاصـة احلق فـى‬
‫اخلصوصية واألمن القومى أو النظام العام والصحة واألخالق العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬معايير األداء القانونية التى مىكن استنباطها من القانون املقارن حلرية الصحافة‬
‫واألعالم فى الدول الدمىقراطية‪.‬‬
‫‪ -3‬مقـاييس العالقات الفعلية حلرية الصحافة واإلعالم فى إطار حتقيق التوازن بنى‬
‫حرية الرأى والتعبير واحلريات واحلقوق األخرى‪.‬‬
‫ويرى بعض الـباحثنى أن الـصحف وغيرهـا من وسائل اإلعالم قـد متارس بعض‬
‫املمارسـات التى تعد انتهاكـا حلقوق اإلنسان من خالل عدم القيـام مبهامهم املهنية مبا‬
‫يتفق واملـواثيق املهنيـة وفقا للـمعاييـر املستقـر عليهـا‪ ،‬ومن بنى أشكـال ذلك‪ :‬عدم‬
‫البحث والـتقصى وجمع املعلومات بـشكل مهنى جيد‪ ،‬تبنـى موقف طرف سياسى أو‬
‫اجتمـاعى أو أيـديولـو‪P‬ى معنى وجتـاهل عرض مـواقف األطراف األخـرى‪ ،‬عدم نـشر‬
‫احلقائق واملعلـومات الكـاملة عـن قضايـا بعينهـا مما يـؤثر علـى مواقف جمهـور القراء‬
‫إزائها‪ ،‬تكريس الصور النمطية عن بعض فئات اجملتمع كاألقليات واملرأة‪.‬‬
‫إلـى جانب اإلسـاءة أحيانـا لسمعـة املواطننى‪ ،‬االنخـراط فى احلمالت الـتى تتم‬
‫ضـد أفراد أو مجمـوعات بعيـنها بسبـب مواقفها الـسياسيـة اخملتلفة مـع الصحيفة‪،‬‬
‫التزام الصمت جتاه االنتهاكات التى قد حتدث ضد حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪74‬‬

‫ملخص الوحدة الثــانية‬

‫ناقشت الوحدة الثانيـة مفهوم حرية الصحافة واإلعالم بـاعتبارها امتدادا حلرية‬
‫الفكر واالعتقاد وضمانات هذه احلرية‪.‬‬
‫ثم عرضت الوحدة لعناصر حرية اإلعالم وأبعادها على النحو التالى‪:‬‬
‫‪ -1‬عناصر حرية اإلعالم بالنسبة لإلعالمى‪:‬‬
‫مـن حيث حقـوق اإلعالمينى وضـمانـات حمـايتـهم (الضـمانـات االقتصـادية‪،‬‬
‫ضمانـات تتعلـق مبمارسـة املهنـة)‪ ،‬وكذلك مـن حيث التـزامات املهـنينى وواجبـاتهم‪،‬‬
‫وتشمل‪:‬‬
‫@ التزامات ومسئوليات مهنية‪.‬‬
‫@ التزامات ومسئوليات أخالقية‪.‬‬
‫@ التزامات قانونية‪.‬‬
‫@ التزامات ومسئوليات اجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬عناصر حرية اإلعالم بالنسبة لوسائل اإلعالم من حيث االلتزامات التى قد‬
‫تفرض على وسائل اإلعالم‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫@ التزامات قانونية‪.‬‬
‫@ قيود إدارية وإجرائية‪.‬‬
‫@ قيود اجتماعية واقتصادية‪.‬‬
‫@ عوائق قد حتول دون هذه احلرية‪.‬‬
‫وعرضت الوحـدة ألشكال ملكيـة وسائل اإلعالم‪ ،‬وإيجابيـات وسلبيات كل من‬
‫امللكية العامة وامللكية اخلاصة لهذه الوسائل‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -3‬عنـاصـر حـريـة اإلعالم بـالنـسبـة للجمهـور‪ ،‬وخـاصـة فيمـا يـتعلق مبفهـوم‬


‫دمىقراطيـة االتصال‪ ،‬إلـى جانـب حقوق اجلمهـور‪ ،‬والتوسـع فى بعضهـا مما‬
‫أدى إلى مفهوم جديد هو احلق فى االتصال‪.‬‬
‫واختتمت الـوحدة مبناقـشة العالقة بـنى حرية اإلعالم وحقـوق اإلنسان والقـضايا‬
‫املتصلة بذلك‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬القضايا واالستثناءات التى قد ترد على حرية الصحافة واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬معايير األداء القانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬مقاييس العالقات الفعلية حلرية الصحافة واإلعالم‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪76‬‬

‫أسئلة الوحدة الثانية‬

‫السؤال األول‪ :‬اكتب حول ما يلى‪:‬‬


‫‪ -1‬ضمانات حرية اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬االلتزامات املهنية لإلعالمى‪.‬‬
‫‪ -3‬احلق فى االتصال‪.‬‬
‫‪ -4‬القيود اإلدارية أو اإلجرائية التى تهدد حرية وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -5‬دمىقراطية االتصال‪.‬‬
‫السؤال الثانى‪ :‬قارن بنى ما يلى‪:‬‬
‫‪ -1‬حرية الفكر‪ ،‬وحرية الصحافة واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬املسئوليات األخالقية‪ ،‬واملسئوليات االجتماعية لإلعالمى‪.‬‬
‫‪ -3‬امللكـية الـعامـة‪ ،‬وامللكيـة اخلاصـة لوسـائل االتـصال وتـأثيـرها عـلى حـرية‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -4‬سر املهنة‪ ،‬وشرط الضمير‪.‬‬
‫‪ -5‬حرية اإلعالم فى النظم الدمىقراطية‪ ،‬وفى بعض دول العالم الثالث‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬أكمل ما يلى مبا تراه مناسباً‪:‬‬
‫‪ -1‬نقصـد بـضمـانـات ممـارسـة املهنـة ‪ ...............‬ومن هـذه الـضمـانـات‬
‫‪ ..............‬و ‪ ..............‬و ‪ ..............‬ومـــــن هــــــــــــــذه‬
‫الضمانات بالنسبة للمراسل الذى يعمل فى بلد أجنبى ‪. ............‬‬
‫‪ -2‬تـأخــذ الرقـابة صـوراً متعـددة منهـا ‪ .............‬و ‪ ............‬ومن‬
‫بنى االلتـزامـات القـانـونيـة األخـرى التـــى تفـــــــــرض عـــــلـى وســــــــائل‬
‫‪77‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫اإلعــــــــالم ‪ .............‬و ‪ ...............‬و ‪. .................‬‬


‫‪ -3‬من األمــور التــى تهـدد حـريــة اإلعالم تــركيــز ملـكيـة هـذه الـوســائل‬
‫واالحـتكــارات ســواء ‪ ....................‬و ‪.....................‬‬
‫ومــــن أسـبـــــاب هــــــــذه الظـــــــاهــــــــرة ‪............................‬‬
‫و ‪ .....................‬و ‪. ...................‬‬
‫‪ -4‬لم تعــد النـظـرة إلــى اجلمهــور علــى أنه ‪????? ....................‬‬
‫‪ ........................‬بـل أصـــبـح يـــنــــظـــــــر إلـــيـه عـلـــــــى أنـه‬
‫‪ .......................‬ومـن الـضــرورى اشــراك ‪..................‬‬
‫وإن كان هذا ال يعنى التقليل من ‪. .................‬‬
‫‪ -5‬يثيـر االلتـزام بحقوق اإلنـسان فـى مجال حـرية اإلعالم ثالث قـضايـا هى‬
‫‪ ..................‬و‪ ................‬و‪ ،...................‬وفـــــى‬
‫هذا اإلطار يسيـر النظام القانونى املصرى على نظرية ‪..................‬‬
‫التى تعنى ‪. ................‬‬

‫أنشطة يقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬فى ضـوء فهمك حلـرية اإلعالم بـأبعادهـا اخملتـلفة ‪ ،‬حـاول أن جتتهـد فى‬
‫تقدمى رؤيتك العلمية لكيفية التوفيق بنى حرية اإلعالم ومسئوليته‪.‬‬
‫‪ -2‬مـا هو تـصورك العلـمى بعـد مراجعـتك لبعض املـراجع املتصلـة باملـوضوع‬
‫ملفهوم الرقـابة على وسائل اإلعالم فـى ضل التطور التكنـولو‪P‬ى فى مجال‬
‫االتصال?‬
‫‪ -3‬حـاول أن تبحث فـى مكـتبتك لـتكتب ورقـة بحثيـة حول الـشكل املنـاسب‬
‫مللكية وسائل اإلعالم الذى يضمن حتقيق أكبر قدر من حرية وسائل اإلعالم‬
‫وتعددها وتنوعها‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪78‬‬

‫مـراجـع الوحدة الثــانية‬


‫(‪ )1‬ليلى عبد اجمليد‪ :‬الصحافة فى الوطن العربى‪ .‬القاهرة‪ :‬العربى للنشر والتوزيع‪1989. ،‬‬
‫(‪ )2‬مــركـز القـاهـرة لــدراسـات حقوق اإلنسـان‪ :‬حرية الصحافـة من منظور حقـوق اإلنسان‪ :‬تقدمى‬
‫د‪ .‬محمد السيد سعيد‪ ،‬حترير بهى الدين حسن‪ ،‬كراسات ابن رشد ‪1995. ،2‬‬
‫(‪ )3‬محمد سعـد إبراهـيم‪ :‬حرية الصحـافة‪ :‬دراسـة فى السـياسة الـتشريعـية وعالقاتهـا بالـتطور‬
‫الدمىقراطى‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪1997. ،‬‬
‫(‪ )4‬جمـال الدين الـعطيفـى‪ :‬حرية الـصحافـة وفق تشـريعات ج‪.‬م‪.‬ع‪.‬طـ‪ 2‬القـاهرة‪ :‬مطـابع األهرام‬
‫التجارية‪1974. ، ،‬‬
‫(‪ )5‬إبـراهيم الـداقوقـى‪ :‬قانـون اإلعالم‪ ،‬نظرية جـديدة فى الـدراسات اإلعالمـية احلديثـة‪ .‬بغداد‪:‬‬
‫مطبعة وزارة األوقاف‪1986. ،‬‬
‫(‪ )6‬كامل زهيرى‪ :‬الصحافة بنى املنح واملنع‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار املوقف العربى‪1980. ،‬‬
‫(‪ )7‬اليونسكو‪ :‬اللجنة الدولية لدراسة مشكالت االتصال‪ ،‬التقرير النهائى‪1979. ،‬‬
‫(‪ )8‬مختار التهامى‪ :‬الصحافة والسالم العاملى‪ .‬دار املعارف‪ :‬القاهرة‪1968. ،‬‬
‫(‪ )9‬لـيلى عبد اجمليد‪ :‬الـسياسة اإلعالمية فـى مصر منذ قـيام ثورة ‪ 23‬يوليو ‪ 1952‬وحتى ‪15‬‬
‫مايو ‪ ،1971‬رسالة دكتوراة غير منشورة ‪ ،‬كلية االعالم‪ ،‬جامعة القاهرة‪1982. ،‬‬
‫(‪ )10‬خالد مـصطفى فهمى‪ :‬املـسئولية املـدنية للصحفـى عن أعماله الصحفيـة‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار‬
‫اجلامعة اجلديدة للنشر‪2003. ،‬‬
‫(‪ )11‬سليمان صالح‪ :‬أخالقيات اإلعالم‪ .‬الكويت ‪ :‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪2002. ،‬‬
‫(‪ )12‬عبد احللـيم موسـى يعقوب‪ :‬حـرية التعـبير الـصحفى فـى ظل األنظمـة السيـاسية العـربية‪.‬‬
‫عمان‪ .‬األردن‪2003. ،‬‬
‫(‪ )13‬أمال عبد الهادى‪ :‬اإلعالم كمنتهك حلقوق اإلنسان فى‪ :‬الباقر العفيف وعصام الدين محمد‬
‫حـسن (حترير)‪ :‬الرهان علـى املعرفة‪ :‬مداوالت املؤمتـر الدولى الثانى حلـركة حقوق اإلنسان فى‬
‫العالـم العربـى حول قـضايـا تعليم ونـشر ثقـافة حقـوق اإلنسـان‪ ،‬جدول أعـمال للقـرن احلادى‬
‫والعشرين‪ ،‬مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة الثالثة‬
‫تشــرىعــات الصحــافـــة فى مصـــر‬

‫األهداف ‪:‬‬
‫ىتوقع بعد دراسة هذه الوحدة‪ ،‬أن ىكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬ىشـرح اإلطار القـانونـى والتشـرىعى الـذى ىحكـم النشـاط الصحفـى فى‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -2‬مىىـز بنى كل من اإلطـار الدسـتورى واإلطـار القانـونى واإلطـار األخالقى‬
‫ملهنة الصحافة‪.‬‬
‫‪ -3‬ىذكر قواننى املطبوعات والصحافة فى مصر‪.‬‬
‫‪ -4‬ىعدد أمناط ملكىة الصحف‪.‬‬
‫‪ -5‬ىوضح األطر التى حتكم تنظىم النشاط الصحفى فى مصر‪.‬‬
‫‪ -6‬ىحدد مسئولىات الصحىفة وضمانات حرىتها‪.‬‬
‫‪ -7‬ىذكر حقوق الصحفى املصرى وواجباته كما حددها الدستور املصرى وقانون‬
‫الصحافة فى مصر‪.‬‬
‫‪ -8‬ىحلل اإلطار القانونى للصحافة فى مصر‪.‬‬
‫‪ -9‬ىشرح تشكىل اجمللس األعلى للصحافة واختصاصاته‪.‬‬
‫‪ -10‬ىعـرض أمثلـة حلل املشكـالت القانـونىـة التـى قد تـواجهه أثـناء نـشاطه‬
‫الصحفى‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪80‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬املبادئ الدستورىة اخلاصة بالصحافة املصرىة‪.‬‬
‫‪ -‬الضمانات األساسىة حلرىة الصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬قواننى الصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬قواننى املطبوعات والصحافة فى مصر‪.‬‬
‫‪ -‬قانون تنظىم الصحافة املعمول به حالىا‪.‬‬
‫‪ -‬تنظىم إصدار الصحف وأمناط ملكىتها‪.‬‬
‫‪ -‬أشكال ملكىة الصحف فى مصر‪.‬‬
‫‪ -‬الصحف القومىة‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق الصحفىنى وضمانات ممارسة املهنة‪.‬‬
‫‪ -‬التزامات الصحىفة‪.‬‬
‫‪ -‬واجبات الصحفى‪.‬‬
‫‪ -‬اجمللس األعلى للصحافة‪ :‬تشكىله واختصاصاته‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة الثالثة‬
‫تشــرىعــات الصحــافـــة فى مصـــر‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫نقصـد باإلطـار القانـونى والـتشرىعـى للصحـافة مجمـوعة القـواعد الـدستورىة‬
‫الـتوجـىهىة اخلـاصة بـالصحـافة الـتى تـرتب الـتزامـات علـى السلـطة فـى مواجـهة‬
‫الصحافة وضعتها السلطة بنفسها‪ ،‬كما وضعت الضمانات حلسن تنفىذها فضال عن‬
‫مجمـوعة قواعـد قانونـىة منظمة مىكـن للمشرع أن ىخـالفها أو ىلغىهـا أو ىغىرها أو‬
‫ىبدلها بقانون آخر‪ .‬وىتضمن اإلطار القانونى تنظىم عمل الصحافة وفق االحتىاجات‬
‫االجتماعىة واإلمكانىات االقتصادىة‪.‬‬
‫ونعنى بالتشـرىعات الصحفىة مجموعـة القواعد القانونـىة التى تضع الضوابط‬
‫العامة التـى حتدد سلفا سلوك األفراد بصدد مـا مىكن أن ىقوم بىنهم من عالقات فى‬
‫مجال الصحـافة‪ .‬وهذه الضـوابط قد تسعـى إلى احلد من حـرىات األفراد أو تقىىدها‬
‫فى حدود احلفاظ على حرىات اآلخرىن وعلى املصلحة العامة‪.‬‬
‫وتأتى هذه القواعد القانونىة من خالل‪:‬‬
‫‪ -1‬النصوص التى ترد فى الدساتىر وتتعلق بحرىة الصحافة واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬قواننى الصحافة واملطبوعات واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -3‬قـوانـنى العقـوبـات فـىمـا ىتعلق بـالعقـوبـات علـى إسـاءة الـنشـر وجتـرمىه‬
‫(نتناولها فى وحدة مستقلة)‪.‬‬
‫‪ -4‬قـوانــنى النقـابـات واالحتــادات واجلمعــىات املهنـىة اخلـاصـة بـالـصحـافـة‬
‫واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -5‬مواثىق أخالقىات املهنة أو مـواثىق الشرف الصحفى (وىتـم مناقشتها فى‬
‫وحدة مستقلة)‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪82‬‬

‫أوالً‪ -‬املبادئ الدستورىة اخلاصة بالصحافة املصرىة‪:‬‬


‫تستمد قـواننى الصحافه أساسهـا من الدستور فهو الـذى ىحدد احلرىات‪ ،‬وبناء‬
‫علـى ذلك ال تسـتطىع هـذه القوانـنى مصادرة احلـرىات العامـة وإال عُد ذلك مخـالفة‬
‫للدسـتور‪ ،‬كذلك فـإن النص الدسـتورى على هـذه احلرىات الىتحدد إطـاره ومضمونه‬
‫إال بقواننى الصحافة‪.‬‬
‫والـواقع أن مفـاهـىم مثل حـرىة اإلعالم‪ ،‬والتـدفق احلـر واملتــوازن للمعلـومـات‬
‫وحـرىة االنتفاع بوسائل اإلعالم‪ ،‬جاءت ثمارا طبـىعىة للمبدأ األساسى اخلاص بحرىة‬
‫الرأى وحرىة التعبىر بالقول والتصوىر والصحافة‪.‬‬
‫لذا أصبح هـذا املبدأ بدىهىة الىخـتلف حولها أحد وضمـانها هو نص اإلعالنات‬
‫العاملـىة حلقوق اإلنسان‪ ،‬ونصوص الدسـاتىر املتتابعة والتى تـأكدت بصفة خاصة فى‬
‫اإلعالن العاملـى حلقوق اإلنسان الذى صدر عـام ‪ ،1948‬ومن بنى ما ىنص علىه ‪X‬أن‬
‫لـكل شخص احلق فـى حرىة الـرأى والتعبـىر‪ ،‬وىشمـل هذا احلق حـرىة اعتـناق اآلراء‬
‫دون تـدخل‪ ،‬واستقـاء األنبـاء واألفكـار وتلقـىهـا واذاعتهـا بـأىة وسـىلـة كـانت دون‬
‫التقىد باحلدود اجلغرافىة‪.Z‬‬
‫وىنـدر أن جنـد دستـورا من بـنى دساتـىر العـالم اآلن ىنـكر حـرىة الصحـافة أو‬
‫اإلعـالم صـراحـة‪ ،‬وان كانت النصوص تختلف بنى دستور رجعى ودستور دمىقـراطى‪.‬‬
‫إال أن هذه العمومـىة فى النص الدسـتورى ال تدل على شـىء إذا جاءت قواننى‬
‫املـطبوعـات والصحـافه ملىئـة بالقـىود والتحفظـات‪ ،‬فضال عـن ذلك فإن احلـرىة هى‬
‫التى تصنع الدساتىر ولىس العكس‪.‬‬
‫كذلك فإن تفـسىر معنى حـرىة التعبىر ىختلف اخـتالفا كبىرا عنـد التطبىق من‬
‫دوله ألخرى‪ ،‬إذ تعتبـر بعض النظم الـسىاسىة حـرىة الصحافـة واإلعالم حجر الزاوىة‬
‫فى الدمىقراطىة وتصون هـذه احلرىة من خالل القضاء‪ ،‬فى حنى أن هذه احلرىة قد تقىد‬
‫فى بعض النـظم األخرى وفق ما تراه الـسلطة احلاكمـة ىلبى االحتىاجـات الوطنىة من‬
‫وجهة نظرها‪ ،‬كما أن هذه النظم قد تعتبر أنه ال حرىة ألعداء الدولة‪.‬‬
‫وجتدر اإلشـارة إلى أنـه مع تأكـىد حرىة تـداول األفكـار واآلراء فإنه ال ىنـبغى‬
‫‪83‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫حتبـىذ إذاعة أو نـشر أنصـاف احلقائق أو الـوقائع املـشوهـة‪ .‬واحلرىة ال تـوجد حـىنما‬
‫ىكـون اإلعالم أو الصحافة محتكـرا‪ ،‬كذلك فال حرىة بدون مسئـولىة‪ ،‬فاحلرىة لىست‬
‫مطلقة‪.‬‬
‫خالصـة القول أن الدسـاتىر تنص علـى املبدأ األساسـى اخلاص بحرىة الـصحافة‬
‫وغىرهـا من وسـائل االتصـال اجلمـاهىرى‪ ،‬وتـترك لـقوانـنى الصـحافـة واملطبـوعات‬
‫وقواننى العقوبات وغىرها من التشرىعات تنظىم عمل هذه الوسائل‪.‬‬
‫وقد كان الـدستور املصـرى الصادر سنـة ‪ 1923‬أول دستور مصـرى ىنص نصا‬
‫صرىحا على حرىة الصحـافة‪ ،‬ووردت بعد ذلك نصوص خاصـة بذلك فى دستور سنة‬
‫‪ ،1930‬والدستورىن املؤقتنى سنة ‪ ،1956‬سنة ‪1964.‬‬
‫وىتـضمن الدستـور املصرى الـدائم الصادر فـى سبتمبـر ‪ 1971‬مادتنى تـنظمان‬
‫حـرىة الرأى والصحافـة هما املـادة (‪ ،)47‬واملــادة (‪ )48‬إذ تنص املـادة (‪ )47‬على‬
‫أن ‪X‬حـرىة الـرأى مكفـولـة ولـكل إنسـان حـرىـة التعبـىر عـن رأىه ونشـره بـالقـول أو‬
‫الكتابة أو التصوىر أو غىر ذلك من وسائل التعبىر فى حدود القانون‪ ،‬والنقد الذاتى‬
‫والنقد البناء ضمانا لسالمة البناء الوطنى‪.Z‬‬
‫أما املــادة (‪ )48‬فتنـص على أن ‪X‬حـرىة الصحـافة والـطباعـة والنشـر ووسائل‬
‫اإلعالم مـكفولـة‪ ،‬والرقـابة علـى الصحف محـظورة وإنـذارها أو وقفـها أو إلغـاؤها‬
‫بالطرىق اإلدارى محظور‪ ،‬وىجوز استثناءً فى حالة إعالن الطوارئ أو زمن احلرب أن‬
‫ىفرض علـى الصحف واملـطبوعـات ووسائل اإلعالم رقـابة محـدودة فى األمـور التى‬
‫تتصل بالسالمة العامة أو أغراض األمن القومى وذلك كله وفقا للقانون‪.Z‬‬
‫وأضىف فى التعدىالت الدستورىة الـتى متت املوافقة علىها فى االستفتاء الذى‬
‫مت فـى ‪ 1980/5/22‬باب جـدىد عنـوانه ‪X‬أحكـام عامـة‪ Z‬ىتـضمن فـصلنى‪ ،‬األول‬
‫خاص مبجلـس الشـورى واختصـاصاته وتـشكىلـه‪ ،‬والثانـى خاص بـسلطـة الصحـافة‬
‫مكون من ست مواد‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪84‬‬

‫وتنص املــادة (‪ )206‬منه علـى أن ‪X‬الصحـافة سلـطة شعـبىة مـستقلـة متارس‬


‫رسـالتها على الـوجه املبنى فى الـدستور والقانـون واملـادة (‪X )207‬متارس الـصحافة‬
‫رسـالتها بحـرىة وفى استقالل وفـى خدمـة اجملتمع مبختلف وسـائل التعبـىر‪ ،‬وتعبىراً‬
‫عن اجتـاهات الرأى العام وإسهاما فى تكوىنه وتـوجىهه فى إطار املقومات األساسىة‬
‫للمجتمع‪ ،‬واحلفاظ علـى احلرىات واحلقوق والواجـــبـات العــامة واحتـرام حرمة احلىاة‬
‫اخلاصة للمواطننى وذلك كله طبقا للدستور والقانـون‪.Z‬‬
‫أمـا املـادة (‪ )208‬فـتنص علـى أن ‪X‬حرىة الـصحافـة مكفـولة والـرقابـة على‬
‫الصحف محظورة وإنـذارها أو وقفها أو إلغاؤها بـالطرىق اإلدارى محظور وذلك كله‬
‫وفقا للدستور والقانون‪.Z‬‬
‫وتنص املــادة (‪ )209‬على أن ‪X‬حـرىة إصدار الـصحف وملكـىتها لـألشخاص‬
‫االعتبـارىة العامـة واخلاصـة ولألحزاب الـسىاسـىة مكفـولة طـبقا لـلقانـون وتخضع‬
‫الصحف فـى ملكىتها ومتوىلها واألموال اململوكة لهـا لرقابة الشعب على الوجه املبنى‬
‫بالدستور والقانون‪.Z‬‬
‫وتنـص املـــادة ‪ Z210X‬علــى أن ‪X‬للـصحفــىنى حق احلـصــول علـــى األنبــاء‬
‫واملعلومات طبقا لألوضاع التى ىحددهـا القانون‪ ،‬وال سلطان علىهم فى عملهم لغىر‬
‫القانون‪.Z‬‬
‫أما املــادة ‪ Z211X‬فتقضـى بأن ‪X‬ىقـوم علـى شئـون الصـحافـة مجلس أعـلى‬
‫ىحدد الـقانـون طرىقـة تشكـىله واختـصاصـاته وعالقـاته بـسلطـات الدولـة ومىارس‬
‫اجملـلس اخـتصـاصـاته مبـا ىدعم حــرىة الصحـافــة واستقاللهـا وىحقق احلفـاظ علـى‬
‫املقـومات األسـاسىة للمـجتمع وىضمن سـالمـة الوحــدة الوطنـىة والسالم االجتمـاعى‬
‫وذلك كله على النحو املبنى فى الدستور والقانون‪.Z‬‬
‫وعلـى الرغم مـن أنه من املـألـوف أن تتضمن الـدساتـىر املبدأ العـام فقط الذى‬
‫ىنظم حرىة الصـحافة والتعـبىر عن الرأى‪ ،‬غـىر أن هذه التعدىالت الـدستورىة دخلت‬
‫‪85‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫فى الكـثىر من تفـاصىل ممـارسة العمل الـصحفى‪ ،‬وهـذه مكانهـا الطبـىعى القـواننى‬
‫اخلاصـة بتنـظىم الـنشـاط الصحفـى (مثـل قوانـنى الصـحافـة واملطبـوعات وقـواننى‬
‫النقابات املهنىة)‪.‬‬
‫غىر أن مـا ىعنـىنا هـنا هـو أن هذه املـبادئ الـدستـورىة تختـص بالـوضع العام‬
‫للصحـافة املصـرىة ككـل‪ :‬قــومىـة ومحـلـىة وحزبىة وخـاصة‪ ،‬وهى التـى حتدد مفهوم‬
‫حرىة الصحافة ونطاقهـا‪.‬‬
‫ومن األمـور التـى غـدت بـدىهـىة أنه لـىس بكـاف أن تقـرر الـدسـاتـىر حـرىة‬
‫الصحـافة فـتصبح حـرة بالفـعل فقد تـصدر قـواننى للـصحافـة أو املطبـوعات ملـىئة‬
‫بـالقىود والتحفـظات‪ ،‬كمـا أن تفسـىر معنى حـرىة التعبـىر وحرىة الصحـافة ىختلف‬
‫اختالفـاً كبىراً عنـد التطبـىق من دولة إلـى أخرى ومـن نظام سـىاسى إلـى آخر‪ ،‬ومن‬
‫فترة تارىخىة إلى فترة تارىخىة أخرى فى الدولة نفسها‪.‬‬
‫وىالحظ أنه بـالنسبـة للدستـور املصرى الـدائم أنه بعد أن ىقـرر فى املـادة(‪)48‬‬
‫منه حظر الـرقابة على الصحف ىعـود فىضىف ‪X‬ومع ذلك ىجوز استـثناءً ‪ -‬فى حالة‬
‫إعالن الطـوارئ أو فى زمن احلـرب ‪ -‬أن ىفرض عـلى الصحف واملـطبوعـات ووسائل‬
‫اإلعالم رقـابة محـددة فى األمـور التـى تتصل بـالسـالمة العـامة أو أغـراض األمن‬
‫القومى وذلك كله وفقا للقانون‪.Z‬‬
‫وتعبـىر السالمة العـامة واألمن القـومى تعـبىر واسع ومطـاط فهو أوسع نـطاقا‬
‫من تعـبىر األنبـاء العسـكرىة إذ ىشمـل هذه األنبـاء كما ىشـمل غىرهـا مما قـد ىهدد‬
‫السـالمة العـامة واألمـن القومـى‪ ،‬بل وقد ىؤدى إلـى تقىىد حـرىة الصحـافة إذا مت‬
‫التوسع فى تفسىر مدلوالت هذه العبارات‪.‬‬
‫ثانىاً ‪ -‬قواننى الصحافة‪:‬‬
‫تتضمن قواننى الصحافة ‪ -‬عادة ‪ -‬كل أو بعض األمور التالىة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلجـــراءات اإلدارىة التـى تتـمثــل فــى إجــــراءات دائـمـــة أو مـــؤقتـــة قـــد‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪86‬‬

‫تتـخـــذهـــا بعــض احلكـــومــات لتـنـظـــــىـم أســـلــوب إصــدار الصـحف مثل‬


‫متـطلبـات اإلصـدار (إخطـار ‪ -‬تـرخـىص)‪ ،‬فـرض تـأمـنى نقـدى علـى إصـدار‬
‫الصحف‪ ،‬تنـظىم عملـىة تداول الـصحف‪ ،‬حاالت منع الـتداول وحظـره بالنـسبة‬
‫للصحف واملـطبوعات الـدورىة التى تصـدر فى الداخل واخلـارج‪ ،‬إجازة أو عدم‬
‫إجـازة إنذار الصحف أو وقفهـا أو تعطىلهـا أو إلغائها بـالطرىق اإلدارى‪ ،‬رغم‬
‫أن هذا املبدأ أصبح مهجورا متـاما فى كافة الدساتىر املتقدمة منذ ما ىزىد على‬
‫مائة عام‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظىم النـشاط الصحفى واملـبادئ التى حتكـم النشر مثل جتـرمى اخلبر الكاذب‪،‬‬
‫حماىة األخالق العامة‪ ،‬احلفاظ على األسرة والعالقات االجتماعىة‪ ،‬فرض قىود‬
‫فى بعض البالد على املطبوعات أو الصحف التى تنشر ما ىشكل عدوانا على‬
‫األدىان‪ ،‬فرض بعض القىود عـلى النشر املـاس بأمـن الدولة أو إذاعة أسرارها‪،‬‬
‫مبدأ عدم انتهاك حرمة احملكمة‪....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -3‬قــد تتـضمن بعـض القوانــنى االلتـــزامات القـانــونـىة على الـصــحافـة‪ ،‬ســواء‬
‫أخـــذت شكل الوقاىة أو الردع‪ ،‬وقد ىدخل فى هذا فرض الرقابة على الصحف‬
‫بــاستخـدام مـسمــىات وتعبـىرات غــامضــة أو مطـاطــة مثل وقـاىة الـنظـام‬
‫االجتمـاعـى‪ ،‬حمـاىة الـنظـــام العـام‪ ،‬األمــن القـــومـى وهـذه كلهـا قـــد متتـــد‬
‫وتتــسع لتصبح ستارا حتمى به السلطة العامـة نفـسها واألشخاص العامنى من‬
‫النقــد‪.‬‬
‫‪ -4‬كمـــا قــد تنـــص بعـــض القـــوانــىـن علـــى حـق احلـكـــومـات ‪ -‬فـى ظـــروف‬
‫الطـــوارئ ‪ -‬أن تفــرض رقـابـة سـىاسـىة علـى وســائل االتصـال ومن بـىنهـا‬
‫الصـحـافة‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫قواننى املطبوعات والصحافة فى مصر‪:‬‬


‫خلفىة تارىخىة‪:‬‬
‫‪ -1‬قانون املطبوعات الصادر فى نوفمبر سنة ‪:1881‬‬
‫صدر فى ‪ 23‬مادة وكان من أهم ما ىتضمنه‪:‬‬
‫@ ضرورة حصول املـطابع على ترخـىص من نظارة الداخلـىة‪ ،‬وضرورة إخطارها‬
‫لهذه النظارة قبل قىامها بطبع صحف‪.‬‬
‫@ حاالت حجـز وضبط أى مطـبوع (ألسبـاب إجرائـىة أو إذا تراءى للحكـومة‬
‫أنها مغاىرة للنظام العمومى أو لآلداب أو للدىن)‪.‬‬
‫@ عـدم صدور أى جــرىـدة أو رسـالــة دورىة تـشـتـغــل مبواد سـىاسىة أو أدبىة‬
‫أو دىنـىة وتصـدر بـانـتظـام إال بـإذن من احلكـومـة وبعـد دفع مبـلغ بصفـة‬
‫تأمنى‪.‬‬
‫@ تعطـىل الصحف أو قفلها بـأمر من ناظـر الداخلىة بعـد إنذارىن أو قرار من‬
‫مجلس النظار بدون إنذار‪.‬‬
‫@ تــنـظـــىـم حق الـرد للـشخص الـذى حـصل التعـرىض به أو ذكــر اسمه فـى‬
‫اجلرىدة‪.‬‬
‫@ إعطاء احلق لناظـر الداخلىة فى منع دخول أو بىع اجلـرائد والرسائل املنشورة‬
‫فى خارج القطر املصرى‪.‬‬
‫@ عدم جواز نشر أو لصق أى كتابة غىر صادرة من احلكومة‪.‬‬
‫@ ضرورة حـصول موزعى الكتب والصحف والرسائل والنقوش على رخصة من‬
‫جهات احلكومة‪ ،‬وىجوز لهذه اجلهات نزعها عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬أوقـفـت احلكـومــة تنفىــذ قـانــون املطبــوعـات الـصـادر سـنـة ‪ 1881‬منذ‬
‫سنة ‪ 1894‬ولكنها عادت فأصدرت قراراً من مجلس النظار بإحىائه مـرة‬
‫أخرى فى ‪ 25‬مـارس سنة ‪ 1909‬بنـاء على طلـب من اجلمعىة العـمومىة‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪88‬‬

‫التى طلـبت ردع اجلرائـد عن جتاوزهـا احلدود وعن الفـوضى الـتى وصلت‬
‫إلىها‪ ،‬كما أرسل إلىها مجلس شورى القواننى طلباً مماثالً‪.‬‬
‫‪ -3‬مرسوم بقـانون رقم ‪ 20‬لسـنة ‪ 1936‬بشأن املـطبوعات وتعـدىالته (قرار رئىس‬
‫اجلمهورىة لسنة ‪ - 1956‬قانون رقم ‪ 199‬لسنة ‪:)1983‬‬
‫@ وقــد تـضـمن قــانـــون سنــة ‪ 1936‬تعــرىف بعـض االصـطالحــات وهــى‪:‬‬
‫املطبوعات‪ ،‬التداول‪ ،‬جرىدة‪ ،‬الطابع‪ ،‬الناشر‪.‬‬
‫@ كمـا أورد أحكـاماً خـاصة بـاملطـابع واملطبـوعات علـى وجه العمـوم من ذلك‬
‫ضرورة تقدمى أى مطـبـعـة إطـاراً كـتــابىاً إلى احملافظـة التى تقع املطبعة فى‬
‫دائرتهـا قبل فتـحـهـا‪ ،‬كمـا تقدم إخـطـــاراً كـتـــابىـــاً أىـضـــاً قبل تولى طبع‬
‫أى جرىدة‪ ،‬ضـــرورة احلصـول علـى رخـصـــة من وزارة الـداخلـىة قبـل بىع أو‬
‫توزىع مطـــبوعات فـى الطــرىق العـام أو أى محل عمومـى‪ ،‬ضرورة أن ىقىد‬
‫من مىـارس مهنة مرتبطــة بتـداول مطبوعات اسمه فى احملافظة أو املدىرىة‪.‬‬
‫@ ىجـــــوز ملـجـلـــس الــــوزراء‪ ،‬محـــافــظــــة علــــى النــظــــام الـعــــام‪ ،‬مــنـع‬
‫مـطـبــوعــات صـــادرة فـى اخلـارج من الـدخـول والتـداول كمـا ىجـوز له منع‬
‫املطبـوعات املثىـرة للـشهوات والتى تتعرض لألدىان تعـرضاً من شأنه تكدىر‬
‫السلم العــام‪.‬‬
‫@ تضمن القانون أىضاً أحكاماً خاصة باجلرائد منها‪:‬‬
‫‪ -‬أن ىكــون لكل جـرىدة رئـىس حتـرىر مـسئــول عن كـل محتـوىاتهـا أو‬
‫مجـموعة محررىن مسئولنى عن كل قسم من أقسامها وحتدىد صفاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تقدمى إخـطار كتابـى للمحافظـة قبل إصدار أىة صحـىفة وتنص‬
‫بىانـات هذا اإلخـطار‪ ،‬كمـا نص القـانون‪ ،‬علـى أن صدور اجلـرىدة بناء‬
‫على هذا اإلخطار مشروط بعدم اعتراض احملافظ خالل ثالثنى ىوماً‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إىداع تأمنى نقدى من جانب املوقعنى على اإلخطار‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -‬إىداع ست نـسخ من كل عـدد من اجلـرىدة مبجـرد تـداولهـا لـدى وزارة‬


‫الداخلىة‪.‬‬
‫‪ -‬جواز منع دخـول عدد معنى مـن جرىدة تصدر فـى اخلارج محافـظة على‬
‫النظام العام بقرار من وزىر الداخلىة‪.‬‬
‫‪ -‬جواز تعطىل الصحف التـى تصدر فى مصر بلغـة أجنبىة وىكون رئىس‬
‫حترىرها أو محرروها املسئولون غـىر خاضعنى للمحاكم األهلىة محافظة‬
‫علـى الـنظـام العـام‪ ،‬بقـرار من مـجلس الـوزراء بعـد إنـذارهـا من وزىر‬
‫الداخلىة أو بدون إنذار سابق‪.‬‬
‫‪ -‬ضـرورة نشـر البالغـات الـرسمـىة الـواردة من وزارة الـداخلـىة املتعلقـة‬
‫باملصلحة العامة أو اخلاصة مبسائل سبق نشرها فى اجلرىدة‪.‬‬
‫‪ -‬نشر التصحىح‪.‬‬
‫وكان التعدىل الذى أدخل علـى هذا القانون بقرار جـمهورى سنة ‪ 1956‬خاصًا‬
‫بـإىداع عشـر نسخ مـن أى مطبـوع فى احملـافظـة أو املدىرىة الـتى ىقع اإلصـدار فى‬
‫دائــرتهـا‪ ،‬أمـا أهم التعـدىالت التـى صدرت سـنة ‪ 1983‬فكـانت اضـافة فقـرة إلى‬
‫املـادة (‪ )9‬من القـانـون اخلـاص مبنع دخـول مـطـبــوعــات صــادرة فـى اخلـارج ومنع‬
‫تداولها إذ اضـافت هذه التعدىالت إلى ذلك منع إعادة طبع هـذه املطبوعات ونشرها‬
‫وتداولها داخل البالد‪.‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 156‬لسنة ‪ 1960‬اخلاص بتنظىم الصحافة‪:‬‬
‫صدر بقرار جمهورى فى ‪ 24‬ماىو سنة ‪ 1960‬وكان أهم ما ىتضمنه‪:‬‬
‫@ اشتـراط احلصـول علـى ترخـىص من االحتـاد القـومى (الـتنظـىم السـىاسى‬
‫األوحد وقتها) إلصدار الصحف‪.‬‬
‫@ اشـتـراط احلصـول عـلى ترخىص من االحتاد القومى للعمل فى الصحافة‪.‬‬
‫@ أىلــولـة ملـكــىـة الصـحف اآلتىة وجمـىع ملحقاتهـا لالحتاد القـومى وىنقل‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪90‬‬

‫إلىه ما ألصـحابها وفـقاً ألحـكـام هــذا القــانون وهـى‪ :‬صحف دار األهرام‪،‬‬
‫صحف دار أخبار الىوم‪ ،‬صحف دار روزالىوسف‪ ،‬صحف دار الهالل‪.‬‬
‫@ تـتولـى تقدىر الـتعوىض املـستحق ألصحـاب الصحف جلنـة تشـكل برئـاسة‬
‫مستـشار من محكمة االسـتئناف وعضوىن ىخـتار أحدهما مـالك الصحىفة‬
‫وىخـتار االحتـاد القومـى العضـو اآلخر‪ ،‬وىؤدى الـتعوىض املـشار إلـىه فى‬
‫املادة السـابقة فـى شكل سندات عـلى الدولـة بفائـدة سعرهـا ‪ %3‬تستهلك‬
‫خالل عشرىن سنة‪.‬‬
‫@ ىشكـل االحتاد الـقومـى مؤسـسات خـاصة تـتولـى مسـئولـىة إدارة صحف‬
‫املؤسـسة‪ ،‬وىعنى لكل مـجلس إدارة رئىس وعضـو منتدب أو أكثـر وىتولى‬
‫اجمللس نىابة عن االحتاد القومى مباشرة جمىع التصرفات القانونىة‪.‬‬
‫وأشارت املذكرة اإلىضاحىة لهذا القانون إلى أن ملكىة الشعب لوسائل التوجىه‬
‫االجتمـاعـى والسـىاسـى أمـر ال منـاص عنه فـى مـجتمع حتـددت صـورته بـاعتبـاره‬
‫مجـتمعاً دمىقـراطىاً اشتـراكىاً تعـاونىاً‪ ،‬وأنه ال مىـكن اإلبقاء علـى سىطـرة رأس املال‬
‫علـى وسائل التـوجىه وأن ملكـىة الشعب ألداة التـوجىه األساسـىة‪ ،‬وهى الصـحافة‪،‬‬
‫هى الضمان الثابت حلرىة الصحافة مبـضمونها األصىل وهى حق الشعب فى أن ىتابع‬
‫مجرىات احلوادث واألفكار وحقه فى إبداء رأىه فىها وتوجىهها مبا ىتفق وإرادته‪.‬‬
‫وأضىفت إلى دور الصحف التى آلت ملكىتها إلى االحتاد القومى دار التحرىر‬
‫التـى أنشـأتها ثـورة ‪ 23‬ىولىو أصالً‪ ،‬كمـا أضىفت إلـىها سنـة ‪ 1963‬دار املعارف‬
‫وأحلقـت مبؤسـسة األهـرام‪ ،‬وشركـة اإلعالنـات الشـرقىة وشـركة اإلعـالنات املـصرىة‬
‫وشركـة التوزىع املتحـدة وأحلقت مبؤسـسة دار التحـرىر سنة ‪ ،1967‬كمـا آلت ملكىة‬
‫اجلـمعىة التعـاونىة للـطبع والنشـر سنة ‪ 1969‬إلـى االحتاد االشتـراكى وأنشـئت لها‬
‫مؤسسة تسمى دار التعاون للطبع والنـشر وصدر قرار جمهورى فى ‪ 31‬دىسمبر سنة‬
‫‪ 1963‬بتـعدىل املادة (‪ )5‬من القانون ‪ 156‬لسـنة ‪ 1960‬ىقضى بتعوىض أصحاب‬
‫الصحف املشـار إلىها فـى املادة (‪ )3‬من القـانون نفـسه بتعوىض إجمـالى قدره ‪15‬‬
‫‪91‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫ألف جـنىه مـا لم تكن قـىمتهـا أقل من ذلك فـىعوض أصحـابها مبقـدار هذه القـىمة‬
‫وىؤدى التعوىض بسندات اسمىة على الدولة ملدة ‪ 15‬سنة بفائدة ‪ %4‬سنوىاً‪ ،‬وىجوز‬
‫للحكومة بعـد عشر سنوات أن تستهلك هـذه السندات كلىاً وجزئـىاً بالقىمة االسمىة‬
‫بطرىق االقتراع فى جلسة علنىة‪.‬‬
‫‪ -5‬قــرار رئىـس االحتـاد االشتراكـى العربـى بإنشـاء اجمللس األعلـى للصحافـة فى‬
‫‪ 11‬مـارس سنة ‪ 1975‬برئـاسة األمنى األول للجنـة املركزىة لالحتـاد االشتراكى‬
‫وعضوىة كل من وزىر اإلعالم وأمنى الدعوة والفكر باالحتاد االشتراكى ووكىل‬
‫مجلس الشعب ونقـىب الصحفىنى وأحد مـستشارى محكمـة االستئناف وثالثة‬
‫من رؤساء املؤسسات الصحفىة ورؤسـاء التحرىر وثالثة من املشتغلنى باملسائل‬
‫الـعامـة‪ ،‬وعمـىد كلـىة اإلعالم‪ ،‬واثنـنى من أعـضاء مـجلس نـقابـة الصحـفىنى‬
‫وثالثـة من الصحفـىنى ممن تقل مـدة اشتغـالهم بـاملهنـة عن ‪ 15‬عامـاً ىرشحهم‬
‫مجلس النقابة ورئىس النقابة العامة للطباعة والنشر‪.‬‬
‫وأهم اختصاصات اجمللس‪:‬‬
‫(أ ) وضع مىثاق الشرف الصحفى ومتابعة تنفىذه‪.‬‬
‫(ب) وضع اللــوائح املنـظمــة للعـمل داخل املـؤسـسـات الـصحفــىة ودعم هـذه‬
‫املؤسسات‪.‬‬
‫(جـ) التنسـىق بنى املؤسـسات الصحفـىة ودعمها واقتـراح الوسائـل التى تؤدى‬
‫إلى فعالىتها فى تأكىد حق املواطننى فى الرقابة الشعبىة‪.‬‬
‫(د ) ضمان حقوق الصحفىنى فى التعبىر عن قضاىا اجملتمع‪.‬‬
‫(هـ) التخطىط للتوسع األفقى والرأسى للصحافة‪.‬‬
‫(و ) النـظـر فـىـمــا ىنـســب إلى املــؤسـســات الصحفـىة من مخـالفات ملـىثاق‬
‫الشـرف الـصحفـى‪ ،‬والـنظـر فـى األمـور املـتعلقـة بـضمـان احلقـوق املقـررة‬
‫للصحفىنى‪.‬‬
‫(ز) حتدىد النسبـة املئوىة التى تخـصص من حصىلة إعالنـات الصحف لتغطىة‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪92‬‬

‫احتىاجات صندوق معاشات الصحفىنى‪.‬‬


‫وتـؤول وفقاً للمادة الثـانىة من هذا القانـون‪ ،‬للعاملنى فى املـؤسسات الصحفىة‬
‫اململوكة لالحتاد االشتراكى ملكـىة ‪ %49‬من هذه املؤسسات وفقاً للشروط والقواعد‬
‫التى ىقررها اجمللس‪.‬‬
‫قانون سلطة الصحافة رقم ‪ 148‬لسنة ‪:1980‬‬
‫صدر القانون فى ‪ 14‬ىولىو سنة ‪ 1980‬من ‪ 56‬مادة فى خمسة أبواب هى‪:‬‬

‫الباب األول‪ :‬سلطة الصحافة وحقوق الصحفىنى وواجباتهم‪.‬‬


‫وتناول الفصل األول سلطة الصحافة كسلطة شعبىة مستقلة‪.‬‬
‫وخصص الفصل الثانى حلقوق الصحفىنى وواجباتهم ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬أال ىكـون الرأى الصادر عن الصحفى أو املعلومـات الصحفىة التى ىنشرها‬
‫سبباً للمساس بأمنه‪.‬‬
‫‪ -‬حق الصحفى فى احلصـول على األنباء واملعلومـات واإلحصائىات وال ىجوز‬
‫إجباره على إفشاء مصادر معلوماته‪.‬‬
‫‪ -‬ىحظـر على الصحفـى قبول تبـرعات أو إعانـات أو مزاىا خاصـة من جهات‬
‫أجنبىة‪ ،‬كما ىحظر علـى الصحف تلقى إعانات حكـومىة إال طبقاً للقواعد‬
‫العامة التى ىضعها اجمللس األعلى للصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬ىحظـر على الصحىفة تنـاول ما تتواله سلطات الـتحقىق أو احملاكم مبا ىؤثر‬
‫على صالح التحقىق أو احملاكمة أو ىؤثر على مراكز من ىتناولهم التحقىق‬
‫أو احملاكمة‪.‬‬
‫‪ -‬ىجب علـى رئىس التحرىر أو احملـرر املسئول نـشر التصحـىح‪ ،‬ونصت املادة‬
‫نفسها على احلاالت التى ىجوز فىها االمتناع عن ذلك‪.‬‬
‫الباب الثانى‪ :‬إصدار الصحف وملكىتها ‪:‬‬
‫حــىث جــاء فــىه أن حــرىة إصــدار الـصحـف مكفــولــة لألحــزاب الـســىاســىة‬
‫‪93‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫واألشـخـاص االعـتـبـارىــة العــامـة والـخــاصـة‪ ،‬وىشتـرط فى األخىرة أن تأخذ شكل‬


‫تعاونـىات أو شركات مسـاهمة أسـهـمـهـا اسـمىة مملوكة للـمصرىنى وحدهم وال ىـقــل‬
‫رأسـمــال الشـركة الـتى تـصـدر صــحـىــفـة ىــومـىــة عـن ‪ 250‬ألـف جـنــىـه والـتى‬
‫تـصـدر صـحــىـفـة أسـبوعـىة عن ‪ 100‬ألف جنـىه‪ .‬وىحدد هـذا البـاب نظـام إصدار‬
‫الـصـحـف فى مـصـــر بضـرورة تـقـــدمى إخطار كـتابى إلـى اجمللس األعلى للـصحافة‬
‫ىتضمن بعـض البىانات وىصـدر اجمللس قراره فـى شأن اإلخطـار خالل مدة ال جتـاوز‬
‫أربعـنى ىوماً ‪ .‬وىعتبر عـدم إصدار القرار مبثـابة عدم اعتـراض على اإلصدار‪ .‬وتنص‬
‫املـادة (‪ )21‬من القـانون علـى أن ىكون لـكل صحىفـة رئىس حتـرىر مسئـول ىشرف‬
‫إشرافاً فعلىاً على مـا ىنشر بها وعدد من احملررىن املـسئولنى ىشرف كل منـهـم على‬
‫قسم معنى من أقسامها وىشترط أن ىكونوا أعضاء مقىدىن بجدول املشتغلنى بنقابة‬
‫الصحفىنى‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬الصحف القومىة‪:‬‬
‫وهـى التـى كانـت مملوكـة لالحتاد االشـتراكـى وآلت ملـكىتهـا جمللس الـشورى‬
‫وتعتـبـر ممـلـوكة ملكىة خاصة للدولة ومىارس حقوق امللكىة علىها مجلس الشورى‪.‬‬
‫وتـشـكل لكل مـؤسـســة جمعـىة عمـومـىة مـن ‪ 35‬عضــواً‪ 15 ،‬منهـم مىثلـون‬
‫الصحفــىىـن واإلدارىىـن والعمــال باملــؤسسـة ىنـتخبـون بـاالقتـراع الـسـرى املبـاشـر‪،‬‬
‫‪ 20‬عضـواً ىختـارهم مجلـس الشـورى من بـىنهم أربعـة علـى األقل من املــؤسسـة‬
‫الصحفىة ذاتها‪.‬‬
‫وحــدد القــــانـون اخــتـصــــاصـــات اجلمعـىة العمـومـىة للمــؤسســة الصحفـىة‬
‫القــومىة‪.‬‬
‫كمـا ىشكل لكل مـؤسسـة مجلـس إدارة من خمـسة عـشر عـضواً هـم‪ :‬رئىس‬
‫مجلس اإلدارة وىختـاره مجلس الشورى‪ .‬سـتة من العاملـنى باملؤسسـة ىتم انتخابهم‬
‫(اثنـان من الـصحفـىنى واثنــان من اإلدارىنى واثنـان مـن العمـال) ثمـانـىة أعضـاء‬
‫ىختارهم مجلس الشورى من بـىنهم أربعة على األقل من املؤسسة ذاتها وىشكل فى‬
‫كل صحـىفة أىضـاً مجلـس التحـرىر من خـمسـة أعضـاء علـى األقل وىرأسـه رئىس‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪94‬‬

‫التحـرىر الـذى ىختـاره مجلـس الشـورى وىختـار مجلـس اإلدارة األعضـاء األربعـة‬
‫الباقنى‪.‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬اجمللس األعلى للصحافة‪:‬‬


‫هـىئة مـستقلـة وتتمـتع بالـشخصـىة االعتبـارىة وتقوم علـى شئـون الصحـافة‪،‬‬
‫وىصدر رئـىس اجلمهـورىة قراراً بـتشكـىل اجمللس األعلـى للصحـافة بـرئاسـة رئىس‬
‫مجلس الشورى وىضم فى عضوىته‪:‬‬
‫رؤساء مجـالس إدارات املؤسـسات الصحفـىة القومىة‪ ،‬ورؤسـاء حترىر الصحف‬
‫القومـىة‪ ،‬ومتثل كل مؤسسة بواحـد فى حالة تعددهـم ورؤساء حترىر الصحف احلزبىة‪،‬‬
‫ومىثل كل حـزب بواحـد فى حـالة تعـددهم ونقـىب الصحفـىنى ورئىس الهـىئة العـامة‬
‫لالستعالمـات ورئـىس مـجلس إدارة وكـالـة أنبـاء الشـرق األوسط‪ ،‬ورئـىس مـجلس‬
‫أمناء احتـاد اإلذاعة والتلـىفزىون‪ ،‬ورئـىس نقابـة العاملـنى بالطبـاعة ورئـىس مجلس‬
‫إدارة الـشركة القـومىة للتوزىع ورئـىس احتاد الكتاب وعـدد من الشخصـىات العامة‬
‫ىختارهم مـجلس الشورى ال ىزىد عددهـم على عدد األعضاء املـذكورىن فى الفقرات‬
‫السابقة واثنان من املشتغلنى بالقانون ىختارهم مجلس الشورى‪.‬‬
‫ومن أهم اختصاصات اجمللس‪:‬‬
‫‪ -‬إبداء الرأى فى مشروعات القواننى التى تنظم شئون الصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬اتخاذ كل ما مـن شأنه دعم الصحـافة املصـرىة وتنمىتهـا وتطوىرهـا ومدها‬
‫إقلىمىاً وإنشاء صندوق لدعم الصحف‪.‬‬
‫‪ -‬حمـاىة العـمـل الصحفى وكفالة حقوق الصحفىنى وضمان أدائهم لواجباتهم‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار مىثاق الشرف الصحفى والقواعد الكفىلة بتنفىذه‪.‬‬
‫‪ -‬ضمـان حـد أدنــى منــاسب ألجـور الـصحفـىنى العـاملـنى فـى املـؤسـسـات‬
‫الصحفىة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلذن للصحفـى بالعـمل فى صحف أو وكـاالت أنباء أو وسـائل إعالم غىر‬
‫مصرىة داخل مصر وخارجها‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -‬اتخاذ كل مـا من شأنه تـوفىر مستلـزمات إصدار الـصحف وحتدىد حصص‬


‫الـورق لدور الصحف وحتدىد أسعار الصحف وأسعار ومساحات اإلعالنات‬
‫للحكـومة والقـطاع العـام مبا ال ىخل بـحق القارئ فـى املسـاحة الـتحرىرىة‬
‫وفقاً للعرف الدولى‪.‬‬
‫‪ -‬التنسىق بنى الصحف فى اجملاالت االقتصادىة واإلدارىة أو فىما مىس حرىة‬
‫الصحـافة واستقاللهـا‪ ،‬وفى الشكـاوى مما ىتضـمن مساسـاً بحقوق األفراد‬
‫وكرامتهم‪.‬‬
‫‪ -‬ىكـون له فى حـالة مخـالفة الـصحفى للـواجبات املـنصوص علـىها فـى هذا‬
‫القانون أو قانـون نقابة الصـحفىنى أو مىثاق الـشرف الصحفى‪ ،‬أن ىشكل‬
‫جلنة للتحقىق‪.‬‬
‫الباب اخلامس‪:‬‬
‫وىتـضمن بعض األحـكام االنتقـالىة اخلـاصة بـالصحـف القائمـة التى تـصدر عن‬
‫أفراد حـىث نص على أنها تظل مملـوكة ملكىة خاصـة ألصحابها وتستمـر فى نشاطها‬
‫حتى وفاتهم‪.‬‬
‫كما تضمنت هذه األحكام إلغـاء تراخىص الصحف التى لم تصدر بصفة منتظمة‬
‫خالل ثالثة أشهر سابقة على صـدور القانون‪ ،‬وأن ىتقدم الصحفىون الذىن ىعملون فى‬
‫صحف أو وكاالت أو وسائل إعالم غىر مصرىة بطلب لإلذن لهم بالعمل‪.‬‬
‫قانون تنظىم الصحافة رقم ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬املعمول به حالىاً‪:‬‬
‫من خالل حتلـىل هذا القانون املعمـول به حالىا نرى أنه عـرض للجوانب اخلاصة‬
‫بتنظىم النشاط الصحفى‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬تنظىم إصدار الصحف وأمناط ملكىتها‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق الصحفىنى وضمانات ممارسة املهنة‪.‬‬
‫‪ -3‬واجبات الصحفىنى والتزاماتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬اجمللس األعلى للصحافة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪96‬‬

‫‪ -1‬تنظىم إصدار الصحف وأمناط ملكىتها ‪:‬‬


‫وىعالج القـانون عمـلىة تنظـىم إصدار الصحف فـى مصر فـى الفصل األول من‬
‫بابه الثانى من املـادة (‪ )45‬وحتى املـادة (‪.)51‬‬
‫وهنـاك أسـلـوبـان لـعـمـلـىــة إصدار الـصـحـف‪ :‬ىعــتـبـر األول مـجـــرد نـوع من‬
‫التـنـظــىـم وهــو اإلخـــطــار مبـعـنـــى مجــرد إبالغ اجلـهـــة اإلدارىة اخملتصـة بالـرغبة‬
‫فى إصدار الـصحىفة دون انتظـار إذنها أو موافقتهـا‪ ،‬بىنما مىـثــل األسـلـوب الثانى‬
‫درجـة مـن التقـىىد وهــو التـرخــىص مبعنـى ضــرورة حصـول الــراغبـنى فـى إصـدار‬
‫الصـحـىـفـة على تصرىح أو إذن مسبق قبل إصدار الصحىفة‪.‬‬
‫وقد أشار القـانون فى مـادتىه (‪ )47( ،)46‬إلى أن من ىرىد إصـدار صحىفة‬
‫جـدىدة علىه أن ىقدم إخـطارا كتابـىا إلى اجمللس األعلـى للصحافة مـوقعا علىه من‬
‫املمثل القانونى للصحىفة‪.‬‬
‫غىر أنه ىظهـر فى املــادة (‪ )47‬من القـانون أن هـذا اإلخطـار أقرب مـا ىكون‬
‫ملفهوم التـرخىص أو مـا ىطلق علىـه اإلخطار املقـىد إذ ىشتـرط انقضاء مـدة أربعنى‬
‫ىومـا دون إصـدار قـرار من اجمللـس األعلــى للصحـافـة بـرفـض التـرخـىص بـإصـدار‬
‫الصحىفة وىعتبر هذا مبثابة عدم اعتراض على اإلصدار‪.‬‬
‫وجتمـع املــادة (‪ )51‬بنى املصطلحــنى معـا إذ تنص على أنـه فـى حالة التغىىر‬
‫الذى ىطــرأ على الـبىانـات التـى تضمـنـها اإلخـطـار بعــد صـدور الـترخـىص ىجـب‬
‫إعـالن اجملـلس األعـلـى للصحـافـة كتابـة بهـذا الـتغـىىر قبـل حــدوثه بخمسـة عشر‬
‫ىوما على األقل إذا كان التغىىر قد طرأ على وجه غىر متوقع وفى هـذه احلالة ىجب‬
‫إعالنه فى موعد غاىته ثمانىة أىام على األكثر من تارىخ حدوثه‪.‬‬
‫وىالحـظ من حتلـىل مواد الـقانـون السـابق اإلشـارة إلىهـا أنه ال ىضع مـعاىىر‬
‫محددة تبرر رفض اجمللس األعلى لـلصحافة الترخىص بإصدار صحىفة ما‪ ،‬وإن كان‬
‫من األمور التى حتمد لهذا القانون أنه أعطى لذوى الشأن حق الطعن فى قرار رفض‬
‫إصدار الصحىفة أمام محكمـة القضاء اإلدارى خالل ثالثنى ىوما من تارىخ اإلخطار‬
‫بـالرفض‪ ،‬فى حنى أن القـانون السابق ‪ 148‬لسنـة ‪ 1980‬كان ىجعل حق الطعن فى‬
‫‪97‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫قـرار اجمللس برفـض الترخـىص حملكمة القـىم‪ ،‬وهى محكمـة ذات طابع خـاص تضم‬
‫عدداً من الشخصىات العامة مما كان أمراً غىر مقبول‪.‬‬
‫وحددت املــادة (‪ )46‬من القانـون البىانـات التى ىجـب أن ىتضمنهـا اإلخطار‬
‫بالرغبة فى إصدار صحىفة جدىدة‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -‬اسم ولقب وجنسىة ومحل إقامة صاحب الصحىفة‪.‬‬
‫‪ -‬اسم الصحىفة ودورىتها واللغة التى تنشر بها ونوع نشاطها‪.‬‬
‫‪ -‬الهىكل التحرىرى واإلدارى لها‪.‬‬
‫‪ -‬بىان مىزانىتها ومصادر متوىلها‪.‬‬
‫‪ -‬عنوانها‪ ،‬وعنوان املطبعة التى تطبع بها‪.‬‬
‫‪ -‬اسم رئىس التحرىر‪.‬‬
‫ومن املالحظ أن هـذا القانون قـد أضاف بعض الـبىانات الـتى لم تكن مـطلوبة‬
‫فـى القانـون السابق ‪ 148‬لـسنة ‪ 1980‬وهـى اخلاصـة بالهـىكل التحرىرى واإلدارى‬
‫للصحـىفة املـطلوب إصـدارها‪ ،‬ومىـثل فى رأىى وسـىلة لـضمان جـدىة عملـىة إصدار‬
‫الصحىفة‪ ،‬وبـىان مىزانىتها ومصادر متوىلها‪ .‬وقـد جاءت هذه اإلضافة نتىجة لبعض‬
‫السلبىات التى ظهرت فى بعض املمارسات الصحفىة من ظهور بعض الصحف التى‬
‫لىس لهـا أىة هىاكل حترىرىة وإدارىة أو مصـادر متوىل معروفة ومعلـنة وغىر معروف‬
‫من وراءها ومن مىولها‪ ،‬وهذا من شأنه أن مىس مصداقىة هذه الصحف‪.‬‬
‫وقـد عرض الـقانـون لألشكـال اخلاصـة مبلكـىة الصحـف فى مـصر فـى الفصل‬
‫الثـانى من بابه الثانـى من املـادة (‪ )52‬وحتى املـادة (‪ )54‬ثم خـصص بابا مستقال‬
‫هـو البـاب الثـالث للحـدىث عن ملكـىة الصحف القـومىة والـهىاكل الـتى تـدار من‬
‫خاللها من املـادة (‪ )55‬وحتى املـادة (‪ )66‬منه‪.‬‬
‫أشكـال ملكىة الصحف فى مصر ‪:‬‬
‫حدد القـانون فـى املـادة (‪ )52‬منـه أشكال امللكـىة املسمـوح بها طبقـا له فى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪98‬‬

‫ملكىة األحزاب الـسىاسىة واألشخـاص االعتبارىة العـامة واخلاصـة‪ ،‬وإن اشترط فى‬
‫الصحف التى تـصدرها األشخـاص االعتبارىة اخلـاصة فىمـا عدا األحزاب الـسىاسىة‬
‫والنقـابـات واالحتـادات أن تتخـذ شكل تعـاونـىات أو شـركــات مسـاهمـة أسهمهـا‬
‫جمىعها اسمىة ومملوكـة للمصرىنى وحدهم وبحىث ال ىقل رأسمال الشركة املدفوع عن‬
‫ملـىون جنـىه إذا كـانـت الصحـىفـة ىومـىة ومـائتـنى وخـمسـنى ألف جنـىه إذا كـانت‬
‫أسبوعىة ومائة ألف جنىه إذا كانت شهرىة‪.‬‬
‫وأعـطــى القــانون للمجلـس األعلى للصـحـافـة أن ىستثنى من بعــض الشـروط‬
‫السـابقة‪ ،‬وال ىجــوز أن تزىد ملكىة الشخص وأفـراد أسرته (الزوج والزوجة واألوالد‬
‫القصر) وأقاربه حتى الدرجـة الثانىة فى رأسمال الشركة على ‪ %10‬من رأسمالها‪.‬‬
‫وأجاز القانون أىضا إنـشاء شركات توصـىة باألسهم إلصدار مجالت شهرىة أو‬
‫صحف إقلىمىة‪ ،‬وتسرى علىها الشروط السابقة‪.‬‬
‫وهناك بعض املالحظات حول أشكال امللكىة كما وردت فى القانون هى‪:‬‬
‫‪ -1‬أن القـانون ال ىقـر حق األفراد كـأشخاص طـبىعـىنى فى إصـدار الصحف‪،‬‬
‫وإذا كانـت الصحافة قد أصبحت بالفعل صنـاعة ضخمة مما أدى إلى ظهور‬
‫الكتـل الصحفىة االحتـكارىة فى معـظم البالد الرأسـمالىة‪ ،‬ممـا حتولت معه‬
‫حرىة الصحافة إلـى حرىة عدد محدود ممن مىلـكون حق إصدار الصحف فإنه‬
‫قد ىكـون من املقبـول أن ىطرح القـانون إمكـانىة إصـدار الصحف من خالل‬
‫جمعـىات تعاونىة أو شركات‪ ،‬ومىكن أن توضع ضـوابط قانونىة محددة لها‬
‫مثل اشتراط األهلىة الكاملة فى ناشر الصحىفة وخلوه من املوانع القانونىة‬
‫واخمللة بـالشرف وضمـان حقوق الصحفـىنى العاملـنى فىها وجتـرمى التموىل‬
‫األجنبى لها ومراقبة مىزانىاتها من قبل اجلهاز املركزى للمحاسبات‪.‬‬
‫‪ -2‬رغم أن القـانـون سـمح لألشخاص الطـبىعىنى بإصـدار صحف إذا جتمعوا فى‬
‫شـكل شــركة مـسـاهـمة أو تـوصىة بـاألسهم أو تـعاونـىات‪ ،‬إال أنه اشـترط‬
‫بعـض األمـور فى عملـىـة إصـدار صحف جدىدة فى مصر تتخذ هذه الصىغ‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫ومن األمور اإلىجـابىة فى هذه الشروط ضرورة أن تكون أسهم الشركات اسمىة‬
‫ومملوكـة للمصـرىنى وحدهم إذ مىـثل هذا الـشرط ضمـانة متنـع رأس املـال األجنـبى من‬
‫السىطرة على الصحف التى تشارك فى تكوىن الرأى العام وتصوغ الثقافات‪.‬‬
‫كمـا أن وضع حــد أقصــى مللكـىة الـشـخص وأفـراد أسـرته لـألسهم فـى هـذه‬
‫الشركات ىحول دون احتكار أو تركىز ملكىة الصحف‪.‬‬
‫ومن األمور التـى متثل تطوراً إىجابىا فى القـانون أنه جعل احلد األقصى مللكىة‬
‫الشخص وأفراد أسـرته (زوجته وأوالده القـصـر) وأقاربه حتـى الــدرجـة الثـانىـة فـى‬
‫رأسمــال الـشــركــة ال ىزىد علـى ‪ ،%10‬فـى حـنى أن القـانـون السـابق ‪ 148‬لـسنـة‬
‫‪ 1980‬كـان ىجعل هـذا احلـد ال ىزىد علـى ‪ 500‬جنـىه فـى رأسمـال شـركـة تصـدر‬
‫صحىفــة ىـومـىـة ال ىقـل رأسـمـالهــا عن ‪ 250‬ألف جنـىه‪ ،‬مما كـان ىقتضـى وجود‬
‫‪ 500‬مسـاهم (مع الـوضع فـى االعتـبار أن الـفرد وأسـرته ىعتبـر مسـاهمـا واحدا)‬
‫وجتمىع هذا العدد لـىس مسألة سهلة بالطبع‪ ،‬أما النص اجلدىد فىسمح بإنشاء شركة‬
‫مساهمة إلصدار صحىفة ىومىة تتكون من عشرة أشخاص فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬أجازت املــادة (‪ )52‬من القانـون إنشاء شـركات تـوصىة بـاألسهم إلصدار‬
‫مجالت شهرىة أو صحف إقلىمىة وهذا لم ىكن موجودا فى القانون السابق‬
‫‪ 148‬لـسنـة ‪ ،1980‬وىعتـبر هـذا أىضا مـن النصـوص اجلىدة الـتى تـتىح‬
‫الفـرصة إلنـشاء مـزىد من الصحـف اجلدىدة‪ ،‬وإن كـانت املــادة نفسهـا قد‬
‫أشـارت إلى انطبـاق نفس الشـروط اخلاصة بـالشركـات املساهمـة على هذا‬
‫النوع من الشركات‪.‬‬
‫‪ -4‬وجتـىز املــادة نـفسهـا للمجـلس األعلـى للصحـافـة أن ىسـتثنـى مـن بعض‬
‫شروط إنشاء التعاونىات أو الـشــركات‪ ،‬وهـذا نـص جـىـد إذ مىكن أن ىفىد‬
‫فـى تىســـىر إجــراءات إنــشـاء الــشـركـات ســواء املــسـاهــمـة أو التـوصىة‬
‫باألسـهــم‪.‬‬
‫‪ -5‬ىكفل القـانـون لألحــزاب السـىاسـىة حق إصـدار الـصحف دون حتـدىد حـد‬
‫أقصـى لعـدد الـصحف التـى مىـتلكهـا كل حــزب‪ ،‬كمـا ىكفـل للنقـابـات‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪100‬‬

‫واالحتـادات باعتـبارها أشخـاصاً اعتبـارىة خاصة احلق فـى إصدار الصحف‬


‫دون حتدىد أو تقىىد وكذلك األشخاص االعتـبارىة العامة مما ىتىح إمكانىة‬
‫حتقىق التعدد والتنوع‪.‬‬
‫‪ -6‬الىزال هـذا القانـون ىنهج نفس النهج الـسابق للقـانون الـسابق ‪ 148‬لـسنة‬
‫‪ 1980‬فـىما ىتعلق بـالصحف التـى التزال تـصدر عن أفـراد تطبـىقا حلكم‬
‫املـادة ‪ 49‬مـن القانـون ‪ 148‬لسنـة ‪ ، 1980‬إذ نص القـانون احلـالى ‪96‬‬
‫لسنـة ‪ 1996‬فى مادته (‪ )80‬على أنها تـستمر فى مباشـرة نشاطها حتى‬
‫وفاة أصحـابها ممـا ىهدد العـدىد من الصحف الصغـىرة التى تصـدر بشكل‬
‫منتظـم‪.‬‬
‫وإن كـان القانون احلالى قد أعطى هـذه الصحف احلق فى توفىق أوضاعها وفقا‬
‫ألحـكام هذا القانـون؛ أى أن تتحول إلى شخـص اعتبارى خاص (جـمعىة تعاونىة أو‬
‫شـركــة مسـاهمـة أو شـركـة تـوصـىة بـاألسهم إذا كــانت مجلـة شهـرىة أو صحـىفـة‬
‫إقلىمىة)‪.‬‬
‫وهذا اجتـاه طىب رغم صعـوبته عملىا‪ ،‬وإن كـانت بعض الصحف اإلقلـىمىة قد‬
‫وفقت أوضاعها بالفعل‪.‬‬
‫‪ -7‬من النصـوص التى لم ىعـد هناك مبـرر لها وىحـسن إلغاؤهـا املـادة (‪)50‬‬
‫الـتى حتـظر إصـدار الصحف أو االشتـراك فى إصـدارها أو ملـكىتهـا بأىة‬
‫صورة من الصور على املمنوعنى قانونا من مزاولة حقوقهم السىاسىة‪ ،‬فهذا‬
‫مىثل نوعا من العزل السىاسى‪.‬‬
‫وجتدر االشارة إلـى أن القانون قـد نص فى املـادة (‪ )54‬علـى ضرورة أن ىكون‬
‫لكل صحىفـة رئىس حترىر مسئـول ىشرف إشرافا فعلـىا على ما ىنشـر بها وعدد من‬
‫احملـررىن املسئـولنى ىشـرف كل منهـم على قـسم معـنى من أقـسامهـا‪ ،‬واشتـرط فى‬
‫رئىس التحرىر واحملررىن أن ىكونوا مقىدىن بجدول املشتغلنى بنقابة الصحفىنى‪.‬‬
‫واشتـراط وجـود رئـىس حتـرىر للصحـىفـة مـسئـول عن كل مـا ىنشـر بهـا أمـر‬
‫‪101‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫ضــرورى ومهم‪ ،‬وإن كـان لــىس هنـاك مـا ىبــرر اشتـراط وجـود عــدد من احملـررىن‬
‫املسئولـنى إذ ىعتبر هذا نوعا من التنظىم الـداخلى إلدارة التحرىر فى الصحىفة‪ ،‬كما‬
‫أن اشتـراط أن ىكون رئـىس التحـرىر ومحررو الـصحىفـة مقىدىن بجـدول املشـتغلنى‬
‫بنقابـة الصحفىنى هـو فى رأىى مسـألة مهمـة حلماىة املهنـة من الدخالء علـىها وغىر‬
‫املؤهلنى ملمـارستها والذىن ىفتـقدون اإلحساس باملـسئولىة االجتمـاعىة‪ ،‬واإلسهام فى‬
‫االرتفـاع مبستـواها‪ ،‬كمـا أن عضوىتهم بـالنقابـة تضمن إمكـانىة محـاسبتهم عن أى‬
‫إخالل بـآداب املهـنة وأخـالقىاتـها السـىما وأن الـقانـون ىستثـنى مـن شرط عـضوىة‬
‫النقـابة رؤسـاء حترىر اجلـرائد واجملالت املتخـصصة الـتى تصـدرها اجلهـات العلمىة‪،‬‬
‫وكـذلك الصحف الـتى تـصدرهـا الهىئـات التـى ىصدر بـتحدىدهـا قرار مـن اجمللس‬
‫األعلى للصحافة‪.‬‬
‫الصـحـف القـومىـة ‪:‬‬
‫وهـى الصحف التـى متلكها الـدولة ملكـىة خاصـة ومىارس حقـوق امللكىة علـىها‬
‫مجلس الشـورى‪ .‬وقد أعطـاها القـانون فـى املـادة (‪ )58‬مـنه الشخصـىة االعتبارىة‬
‫ولهـا مباشـرة جمىع الـتصرفـات القانـونىة لتحقـىق أغراضـها ووضع بعض الـضوابط‬
‫التى تنظم عملها‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬أنها مـستقلـة عن الـسلطـة التنفـىذىة وعن جـمىع األحـزاب وتعتبـر منـبرا‬
‫للحوار الوطنى احلر بنى كل اآلراء واالجتاهات السىاسىة‪.‬‬
‫‪ -2‬ىجـوز لهـا مبـوافقـة اجملـلس األعلــى للصحـافـة تـأسـىس شـركـات ملبـاشـرة‬
‫نشاطها اخلاص بالنشر أو اإلعالن أو الطباعة أو التوزىع‪.‬‬
‫‪ -3‬ىجوز لهـا مزاولـة التصـدىر واالستىراد فـى مجال نـشاطهـا وفقا للقـواعد‬
‫التى ىضعها اجمللس األعلى للصحافة‪.‬‬
‫‪ -4‬ىنظـم العالقة بـنى املؤسـسات الـصحفىة القـومىة وجمـىع العاملـنى بها من‬
‫صحفىنى وإدارىنى وعمال‪ ،‬أحكـام عقد العمل الفردى املنـصوص علىها فى‬
‫قانون العمل‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪102‬‬

‫وتسـرى فى شـأن العاملـنى بها أحكـام قانـون الكسب غـىر املشـروع وىكون سن‬
‫التقـاعد للعاملنى ستنى عـاماً‪ ،‬وىجوز مد السن سـنة قابلة للتجدىـد حتى سن اخلامسة‬
‫والستنى بقـرار من مجلس الشـورى بالنسبـة لرؤساء مجالـس اإلدارة ورؤساء التحرىر‪،‬‬
‫وبقرار من اجمللـس األعلى للصحـافة بتـوصىة من مجلـس إدارة املؤسسـة بالنسـبة إلى‬
‫غىرهم‪.‬‬
‫‪ -5‬تخصــىص نصف صـافـى أربـاح املــؤسسـة للعـاملـنى بهـا والـنصف اآلخـر‬
‫ملشروعات التوسع والتجدىدات‪.‬‬
‫‪ -6‬ىصـدر اجمللس األعلـى للصحـافة الـقرارات والقـواعد املـنظمـة إلدارة هذه‬
‫املؤسسات وإعداد موازنتها السنوىة وكىفىة توزىع األرباح‪.‬‬
‫‪ -7‬ىتولى اجلهـاز املركزى للـمحاسبات مـراجعة دفاتـر ومستندات كـل مؤسسة‬
‫صحفىة قـومىة بـصفة دورىة وىخطـر كل من اجلمعـىة العمومـىة للمؤسـسة‬
‫واجمللس األعلى للصحافة ومجلس الشورى بنتائج الفحص‪.‬‬
‫وىالحظ على ما سبق ما ىلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن إسناد القـانون مهمـة مراجعـة دفاتـر ومستنـدات املؤسـسات الـصحفىة‬
‫القومىة للجهـاز املركزى للمحـاسبات ىعد ضـرورىاً فى ضوء ملكـىة الدولة‬
‫لهـذه املـؤسـســات للتـأكــد من مـشـروعـىة إجـراءاتهـا املــالـىة واإلدارىة‬
‫والقانونىة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن مجلـس الشـورى الذى أوكـلت إلىه الـدولة مـهمة ممـارسة حقـوق ملكىة‬
‫الصحف القـومىة نـىابة عـنها قـد تنـازل عن بعـض اختصـاصاته للـمجلس‬
‫األعلـى للصحافـة فىمـا ىتعلق بإصـدار القرارات والقـواعد املنـظـمـة إلدارة‬
‫املـؤسسـات الصحفـىة القومـىة وإعداد مـوازنتهـا السنـوىة وكىفـىة توزىع‬
‫األرباح‪.‬‬
‫‪ -3‬من الـنصـوص التـى متـثل تطـوراً فـىمـا ىتعلق بتـنظـىم عالقـة الصحفـىنى‬
‫مبؤسـساتـهم الصحفـىة القومـىة ما ورد فـى املـادة (‪ )56‬مـن هذا القـانون‬
‫‪103‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫بخـصوص جـواز انتقـال الصحفـى من مـؤسسـة صحفىة قـومىة إلـى أخرى‬


‫مبـوافقته ومـوافقـة املـؤسـستـنى معـا‪ ،‬إذ كـان القـانـون ‪ 148‬لـسنـة ‪1980‬‬
‫السابق ىعـطى فى املـادة (‪ )23‬منه حق نقل الصحفـى من مؤسسة صحفىة‬
‫قـومـىة إلـى أخــرى للمجلـس األعلـى لـلصحـافـة دون الـنظـر إلـى مـوافقـة‬
‫الصحفى املنقول نفسه بل قد ىتم النقل رغما عن إرادته‪.‬‬
‫وىنظم الفصل الثانى من الـباب الثالث من القانون (املـادتان ‪ )63،62‬أسلوب‬
‫تشكىـل اجلمعىةـ العمـومىة للمؤسسات الصحفىة القومىة واختصاصاتها‪ ،‬إذ تشكل‬
‫اجلمعـىة بـرئـاسـة رئـىس مجـلس اإلدارة الـذى ىختـاره مجلـس الشـورى وىضم ‪35‬‬
‫عضـوا‪ 15 ،‬منهم مـنتخبـون مىثلـون الصحفـىنى واإلدارىنى والعمـال بهـذه املـؤسسـة‬
‫الصحفـىة بواقع خمـسة أفـراد عن كل فئـة من الفئـات الثالث‪ ،‬إضافـة إلى عـشرىن‬
‫عضـوا ىختـارهم مجلـس الشـورى من الكتـاب أو املهتمـنى بشئـون الفكـر والثقـافة‬
‫والـصحافـة واإلعالم علـى أن ىكون مـن بىنهـم أربعة عـلى األقل مـن ذات املؤسـسة‬
‫الصحفىة‪.‬‬
‫وتنعقد اجلمعىـة العمومىة للمؤسـسة الصحفىة بناءً علـى دعوة من رئىسها مرة‬
‫كل عـام فى اجتمـاع عادى‪ .‬وىجوز لـثلث أعضاء اجلمـعىة أو مجلس إدارة املـؤسسة‬
‫طلب عقد اجتماع غىر عادى‪.‬‬
‫وحتـدد املـــادة (‪ )64‬من القـانـون أسلـوب تـشكــىل مجلـس إدارة املـؤسـسـة‬
‫الصحـفىة الـقومـىة بحـىث تضم ثـالثة عـشر عـضوا بـرئاسـة رئىس مـجلس اإلدارة‬
‫وىختاره مجلس الشـورى وستة من العاملنى بـاملؤسسة ىتم انتـخابهم بواقع اثننى عن‬
‫كل من الصحفـىنى واالدارىنى والعمال‪ ،‬وستة أعضاء ىختـارهم مجلس الشورى على‬
‫أن ىكون من بىنهم أربعة أعضاء على األقل من ذات املؤسسة‪.‬‬
‫وىنعقـد اجمللس بـدعوة مـن رئىسـه مرة كل شهـر على األقل وىـدعى لـالنعقاد‬
‫كلما طلب ذلك ثلث أعضائه وتنص الالئحة التنفـىذىة للقانون فى املادة (‪ )50‬على‬
‫صالحىات مجلس اإلدارة‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪104‬‬

‫@ وضع السىاسة العامة للمؤسسة‪.‬‬


‫@ إدارة أموال املؤسسة ووضع خطتها االستثمارىة‪.‬‬
‫@ اتخاذ القرارات واإلجراءات واصدار اللوائح اخلاصة بشئون العمل والعاملنى‬
‫باملـؤسسـة وتبلىغهـا للمجلـس األعلى للـصحافـة‪ ،‬كمـا ىتم إبالغ مـشروع‬
‫موازنة املؤسسة وحساباتها اخلتامىة للمجلس‪.‬‬
‫@ النـظر فـىما ىـعرضه مجلـس اإلدارة وما ىحـال إلىه من مـجلس التحـرىر أو‬
‫اجلـمــعـىـة الـعــمـومىـة وما ىـطـلـب اجمللس األعلـى للصحـافة إبـداء الرأى‬
‫فىه‪.‬‬
‫@ متابعة نشاط املؤسسة بصورة دورىة‪.‬‬
‫ومدة عضوىة كل من اجلـمعىة العمومىة ومجلس اإلدارة أربع سنوات‪ ،‬وإن كان‬
‫نص املـادة (‪ )64‬قـد ورد به إمكانىة الـتجدىد بالـنسبة لعـضوىة مجلس اإلدارة ولم‬
‫ىذكر ذلك بالنسبة لعضوىة اجلمعىة العمومىة‪.‬‬
‫وتنـص املـادتـان (‪ )66،65‬من الـقانـون علـى تشكـىل مجلـس للتحـرىر بكل‬
‫صـحىفة من الـصحف القومىة مـن خمسة أعـضاء على األقل بـرئاسة رئـىس التحرىر‬
‫الذى ىختاره مجلس الشـورى وىختار مجلس اإلدارة األعضاء الباقنى على أن ىكون‬
‫من بىنهم من ىلى رئىس التحرىر فـى مسئولىة العمل الصحفى‪ ،‬وتكون مدة عضوىة‬
‫مجلس التحرىر ثالث سنوات قابلة للتجدىد‪.‬‬
‫وىختص مجلس التحرىر مبا ىلى‪:‬‬
‫@ وضع سىاسـة التحرىـر فى إطار الـسىاسـة العامـة التى ىقـرها مجلس إدارة‬
‫املؤسـسة‪ ،‬وىكـون تنفـىذ هــذه السـىـاسة مـن اختـصــاص رئىــس التحـرىر‬
‫ومعاونىه حتت إشراف رئىس التحـرىر‪.‬‬
‫@ متـابعة تنفىـذ سىاسـة التحرىـر فى اجتمـاعات دورىة ىـعقدها فـى املواقىت‬
‫التـى تـتفق مـع طبـىعــة العـمل بـالـصحـىفــة‪ ،‬وىجــوز أن ىعقــد اجمللـس‬
‫اجتماعات أخرى بناءً على طلب رئىس التحـرىر‪.‬‬
‫‪105‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وهناك عدة مالحظات فىما ىتعلق بهذه الهىاكل‪:‬‬


‫‪ -1‬مىثل املعـىنون مـن جانـب مجلس الـشورى فـى كل من اجلمعـىة العمـومىة‬
‫لـلمــؤسـســات الـصحفــىة ومجــالـس ادارات هــذه املــؤسـســات األغـلبــىة‬
‫(‪ %50 ،%57.1‬على الترتـىب) خاصة إذا أضفنـا رئىس مجلس اإلدارة‬
‫ورئىس اجلـمعىة العمـومىة وهـو معنى أىضـا من جانـب مجلس الشـورى مما‬
‫ىقتضى إعادة النظر فى هذه النسبة‪.‬‬
‫ومن اجلـدىر بالذكـر أنه قد حدث حتـسن نسبـى بالنسـبة لتشـكىل مجلس إدارة‬
‫املؤسـسة الصحفىة عـما كــان علـىـه األمـــر فى القانون الـســابـق ‪ 148‬لسنة ‪1980‬‬
‫والذى كـان ىنص فى املـادة (‪ )31‬منه على تشكـىل مجلس إدارة املؤسسة الصحفىة‬
‫القـومىة مـن خمسـة عشـر عضـوا‪ :‬ثمـانىة مـنهم ىختـارهم مجلـس الشـورى بنسـبة‬
‫‪ %53.3‬من األعضـاء‪ ،‬فـى حـنى أصبحـت نسـبتهم فـى الـقــانـون احلـــالـى ‪ -‬كمـا‬
‫أشــرنا ‪ %50 -‬فقط ‪ ،‬عدا رئىس مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -2‬لم ىحـدد القـانـون أىة شــروط الختــىار أعضــاء مجلـس إدارة املـؤسـسـة‬
‫الصحفىة غبر املنتخبنى‪.‬‬
‫‪ -3‬حـــدد القـــانون اخـتـصــاصـات الـجـمـعــىـة العـمومىة فـى املـادة(‪ )63‬فى‬
‫حنى لم ىحدد اختصـاصات مجـلــس اإلدارة‪ ،‬وترك ذلك لالئحة التـنـفـىـذىـة‬
‫لـه‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق الصحفىنى وضمانات ممارسة املهنـة ‪:‬‬
‫من خالل حتلـىل نصـوص القانـون ‪ 96‬لسنـة ‪ 1996‬جند أن هـناك بعـض املواد‬
‫متثل ضمانات ملمارسة املهنة هى‪:‬‬
‫‪ -1‬حظر فـرض الرقابـة على الصحف‪ ،‬مع جـواز ذلك استثناءً فـى حالة إعالن‬
‫الطـوارئ أو زمن احلـرب حـىث تفـرض رقـابـة محـددة فـى األمـور املـتصلـة‬
‫بالسالمة العامة أو أغراض األمن القومى (املـادة الرابعة)‪.‬‬
‫‪ -2‬حـظـر مصـادرة الصحف أو تعطـىلها أو إلغاء تـرخىصها بـالطرىق اإلدارى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪106‬‬

‫(املـادة اخلامسة)‪.‬‬
‫وىنـظم كل من الفصل الثانـى بالباب األول من القـانون (املواد من ‪ 6‬إلى ‪)17‬‬
‫والفصل اخلامس بالباب نفسه (املواد من ‪ 34‬إلى ‪ )44‬حقوق الصحفىنى على النحو‬
‫التالى‪:‬‬
‫‪ -1‬تـوفىر اإلمـكانـىات للصحـفى للـوصول إلـى املعلـومات واحلـصول علـىها‬
‫والـرجـوع إلـى مصـادر األخبـار (املـواد ‪ )11،10،9،8‬حـىث أعـطت هـذه‬
‫املـواد للصحفـى احلق فى احلـصول علـى املعلومـات واإلحصـاءات واألخبار‬
‫املـباح نشـرها طبقـا للقانـون وما لم تكـن سرىة بطـبىعتهـا وله حق نشـرها‪.‬‬
‫وىالحـظ أنه قد أضىفت فـى هذا القانـون كلمة (املبـاح نشرهـا) األمر الذى‬
‫لم ىكن موجودا فى القانون الـسابق ‪ 148‬لسنة ‪ ،1980‬وكان من األفضل‬
‫عدم النص علىها ضمانا حلق الصحفىنى فى احلصول على املعلومات‪.‬‬
‫كما أكدت هذه املـواد على مبدأ حرىة تدفق املعلومات وحق املواطن فى اإلعالم‬
‫فى كل األحوال ‪ -‬عـدا حاالت ثالث حصرهـا القانون وهـى اإلخالل مبقتضىات األمن‬
‫القومى‪ ،‬الدفاع عن الوطن‪ ،‬ومصاحله العلىا‪.‬‬
‫وجتـدر اإلشـارة هنـا إلـى أهمـىة حتـدىد مـا هـو سـرى ومـا هـو غـىر سـرى من‬
‫املعلومات واإلحصـاءات واألخبار بدقة حتى ال ىكون هنـاك مجال للتوسع فى تفسىر‬
‫هــذا الـنص لفـرض قـىود علـى معلـومـات أو إحصـاءات أو أخبـار ال ىتـطلب األمـر‬
‫حـظــرهـا‪.‬‬
‫وقـد حددت املادة (‪ )10‬من الالئحة الـتنفىذىة للقانـون بعض احلاالت التى مىكن‬
‫للصحفى أن ىتـقدم فىها بإخـطار كتابى إلـى األمنى العام للمجلس األعلـى للصحافة‪،‬‬
‫وهى‪:‬‬
‫@ إذا تقـدم بطلـب للحصـول علـى املعلـومـات أو اإلحصـاءات أو األخبـار املبـاح‬
‫نشرهـا طبقاً لـلقانون إلـى اجلهة املنـصوص علىهـا فى الفقـرة الثانىـة من املادة‬
‫الـثامنـة من قانـون الصحـافة دون أن ىتلـقى رداً خالل أسبـوع على األكـثر من‬
‫تارىخ طلبه‪.‬‬
‫‪107‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫@ إذا منع من حضور املؤمترات أو اجللسات أو االجتماعات العامة‪.‬‬


‫@ إذا وقـع علـىـه تـعــد أو إهانـة بسـبب عملـه مع مراعـاة حكم املـادة (‪ )12‬من‬
‫القــانـون‪.‬‬
‫ولألمنى العـام للمجلـس عنـد االقتـضـــاء عـرض األمــر عـلــى هـىــئــة مـكتب‬
‫اجمللس التخاذ ما ىـراه‪.‬‬
‫‪ -2‬إعطاء الصحفى احلصانة املالئمة لطبىعة عمله‪ ،‬فالصحفىون مستقلون ال سلطان‬
‫علىهم فى أداء عملهم لغىر القانون (املـادة ‪.)6‬‬
‫‪ -3‬حمـاىــة الصحفـى من الـتعرض لإلىذاء أو اإلهانـة أو التعدى علـىه بسبب عمله‬
‫أو املســاس بـأمنـه(@) لــرأى صــدر عـنـه أو معـلـومــات صحــىحـــة نشــرهــا‬
‫(املـادتان ‪.)12،7‬‬
‫‪ -4‬ضمـان حق الصحفـى فى االحتفـاظ بسـر املهنة وعـدم جواز إجبـاره على إفـشاء‬
‫مصادر معلوماته (املـادة ‪.)8‬‬
‫‪ -5‬حق الـصحفى فـى احترام شـرط الضمـىر‪ .‬وقد أعـطى القـانون فـى املـادة (‪)13‬‬
‫الصحفى احلق فى فسخ تعـاقده مع مؤسسته الصـحفىة بإرادته املنفردة إذا طرأ‬
‫تغىىر جذرى علـى سىاستها‪ ،‬بشـرط أن ىخطرها بعزمه علـى فسخ العقد قبلها‬
‫بثالثة أشهر‪.‬‬
‫‪ -6‬ضمانات خـاصة بحقوق الصحفـى املـالىة والوظـىفىة‪ ،‬إذ نصت املـادة (‪ )14‬من‬
‫القـانون علـى خضـوع العالقة بـنى الصـحفى وصحـىفته لعقـد العمل الـصحفى‬
‫والـذى ىحـدد مـدة التعـاقـد ونـوع عمـل الصحفـى ومكـانه واملـرتب وملحقـاته‬
‫واملزاىا التكمـىلىة فى إطار القواعد اخلـاصة بعقد العمل الفردى أو عقد العمل‬

‫(@) أشارت املادة (‪ )7‬من الالئحة التنفىذىة للقانون أن املقصود بأمن الصحفى مجموعة الظروف‬
‫واالعتبارات التـى ترتبهـا القواننى واللـوائح ومىثاق الـشرف الصحـفى وما استـقر من أعراف‬
‫صحفىة ىستطىع الصحفى بتوافرها واحترامها أن مىارس عمله وىؤدى رسالته فى اطمئنان‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪108‬‬

‫الصحفى اجلماعى فى حالة وجوده‪.‬‬


‫وأعطت املــادة (‪ )15‬جمللس نـقابـة الصحـفىنى احلـق فى عـقد اتـفاقـات عمل‬
‫جمـاعىة مع أصحـاب الصحف ووكاالت األنـباء والصحف العـربىة واألجنبـىة‪ ،‬وتلزم‬
‫املـادة (‪ )6‬املـؤسسـات الصحفـىة وإدارات الصـحف بالـوفاء بجـمىع احلقـوق املقررة‬
‫للصحفى فى القواننى وعقد العمل الصحفى املبرم معها‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم جواز فـصل الصحفى من عمله وضرورة إخطار الـنقابة مببررات الفصل حتى‬
‫تسعى للتوفىق بنى الصحىفة والصحفى‪ ،‬فإذا فشلت تطبق األحكام الواردة فى‬
‫قانون العمل واخلاصة بفصل العامل‪.‬‬
‫وهـذا النص من النـصوص اجلىدة والتـى جتعل الصحفى آمـنا على مـستقبله مبا‬
‫مىنع عنه الظلم أو الغنب‪.‬‬
‫‪ -8‬إحــاطــة مســاءلـة الــصـحـفــى الـتـأدىـبــىـة فــى حـالــة اتـهــامـه بـارتكـاب أى‬
‫خـطـــأ أو جـــرىــمــة مــن نــوع مـا بــضـمـانـات كافـــىـة‪ ،‬مــع ضـــمــان أن تتـم‬
‫هــذه املــســاءلـــة أمام نـقــــابـتـه‪ ،‬إذ أعطــــى هــذا الـقــــانون وفــقـــا للـمـادة‬
‫(‪ )34‬منــه لـنـقـابـة الـصـحـفــىـىـن وحـــدها اختـصــاص تأدىــب الـصـحــفـىـىـن‬
‫مـن أعـضـــائـهـــا‪ ،‬بـعـــد أن كـان هـــذا احلــق وفـقــــا للــقــانـــون ‪ 148‬لسـنة‬
‫‪ 1980‬ممنوحـا للمجلس األعلى للـصحافة إلى جـانب النقابة‪ ،‬ممـا كان ىعنى أن‬
‫ىحـاسـب الـصـحـفــى على اخلطأ الواحد أكثر من مرة وأمام أكثر من جـهـــة‪.‬‬
‫وقـد تنـاولت املـواد ‪ 39 ،38 ،37 ،36 ،35‬من القـانـون ‪ 96‬لـسنـة ‪1996‬‬
‫إجراءات هذه احملـاكمة التـأدىبىة وتشكـىل جلنة التـحقىق وهىئـة التأدىب االبـتدائىة‬
‫واالستئنافىة‪.‬‬
‫‪ -9‬إحاطة مسـاءلة الصحفى جنائىا عن اجلرائم التى تقع بواسطة الصحف بضمانات‬
‫كافىة (وردت فى املواد من ‪ 40‬إلى ‪ )44‬وهى‪:‬‬
‫‪ -‬عـدم جواز احلبس االحتىاطـى للصحفى املتهم فى هـذه اجلرائم إال فى اجلرمىة‬
‫املنصوص علىها فى املـادة (‪ )179‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -‬عدم جـواز القبــض علــى الصـحـفــى بسـبــب جـرىـمــة من اجلرائـم التى تقع‬
‫بواسـطة الـصحف أو التحـقــىـق مـعــه أو تفتـىش مقـر عملـه إال بأمـر من‬
‫النىابة العامة وبواسطة أحد أعضائها‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إخـطار مجلـس نقابـة الصحفـىنى قبل اتخـاذ إجراءات الـتحقىق مع‬
‫الصحفـى بـوقت كـاف‪ ،‬وىحضـر نقــىب الصحفـىنى أو من ىنـوب عـنه من‬
‫أعضاء مجلس النقابة التحقىق مع الصحفى‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم استـغـالل الــوثـائق واملعلـومـات والبـىانـات واألوراق التـى ىحـوزهـا‬
‫الصحفـى كدلىل اتـهام ضده فـى أى حتقىـق جــنـائى مـا لم تكن فـى ذاتها‬
‫موضوعا للتحقىق أو مجاال للجرمىة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم معاقبة الصحفى على الطعن ‪ -‬بطرىق النشر ‪ -‬فى أعمال موظف عام‬
‫أو شخص ذى صفة نـىابىة عامة أو مكلف بخـدمة عامة إذا كـان النشر قد‬
‫مت بسالمـة نـىة ولم ىتعـد أعمـال الـوظـىفـة أو النـىابـة أو اخلـدمـة العـامـة‬
‫وبشرط أن ىثبت الصحفى كل فعل أسنده إلىهم‪.‬‬
‫‪ -3‬واجبات الصحفىنى والتزاماتهم‪:‬‬
‫وفـىما ىتـصل بالتـزامات الـصحىفـة وواجبات الـصحفى مىـكن حتدىدهـا ‪ -‬كما‬
‫وردت فى القانون ‪ -‬على النحو التالى‪:‬‬
‫التزامات الصحىفة ‪:‬‬
‫‪ -1‬حسن سـىر العدالـة وذلك بإتـاحة الفـرصة للـمتقاضـنى أو املتهمـنى فى محـاكمة‬
‫عادلة وعدم تعبئة الـرأى العام ضدهم قبل صدور حكم القضاء إذ حددت املـادة‬
‫(‪ )23‬من القانون األمور التالىة ضمانا حلسن سىر العدالة‪:‬‬
‫‪ -‬حـظر تنـاول ما تـتواله سلـطات الـتحقىق أو احملـاكمة مبـا ىؤثر علـى صالح‬
‫التحقىق أو احملاكمة أو مراكز من ىتناولهم التحقىق أو احملاكمة‪.‬‬
‫‪ -‬االلتـزام بنشـر قرارات الـنىابـة العامـة ومنطـوق األحكـام التـى تصـدر فى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪110‬‬

‫القضاىا التـى تناولتها الصحف بـالنشر أثناء التحقـىق أو احملاكمة وموجز‬


‫كاف لألسباب التى تقام علىها‪.‬‬
‫‪ -2‬حق التـصحىح‪ ،‬إذ نـظمت املـواد من ‪ 24‬وحـتى ‪ 29‬شـروط استعمـال هذا احلق‬
‫وشروط نشره واإلجـراءات التى ىحق لصـاحب الشأن اتـخاذها فى حـالة امتناع‬
‫الصحىفة عن نشر تصحىحه‪.‬‬
‫‪ -3‬حظر قبول الصحـىفة ألىة تبرعات أو إعـانات أو مزاىا خاصـة من جهات أجنبىة‬
‫بطرىقة مباشرة أو غىر مباشرة‪.‬‬
‫وقـد اعتبر القانـون أىة زىادة فى أجر اإلعالنات الـتى تنشرهـا هذه اجلهات عن‬
‫األجور املقررة لإلعالن بالصحىفة إعانة غىر مباشرة‪.‬‬
‫‪ -4‬االلتـزام بنشـر مىزانـىاتها خالل سـتة أشهـر من انتهـاء السنـة املـالـىة‪ ،‬على أن‬
‫ىتولـى اجلهاز املركزى للمحـاسبات مراجعة دفـاتر مستندات املـؤسسة الصحفىة‬
‫بـصفـة دورىة للـتحقـق من سالمـة ومـشـروعـىة إجـراءاتهـا املــالـىة واإلدارىة‬
‫والقانونىة‪.‬‬
‫وقـد سبق اإلشـارة إلى أهـمىة هـذا اإلجراء وضـرورته ضمـانا لـسالمة مـصادر‬
‫متوىل الصحىفة وأوجه إنفاقها وحتقىقا للشفافىة‪.‬‬
‫‪ -5‬االلتـزام بأخـالقىات اإلعالن وعـدم تعارضـها مع قـىم اجملتـمع وأسسه ومـبادئه‬
‫وآدابه العامة مع ضرورة الفصل بنى املـادة التحرىرىة واملـادة اإلعالنىة‪.‬‬
‫واجبـات الصحفى ‪:‬‬
‫‪ -1‬االلتزام بالدستور والقانون‪.‬‬
‫‪ -2‬احلفـاظ علـى مبـادئ اجملـتمع ومقـومـاته‪ ،‬وإن كـان هـذا ‪ -‬فـى رأىـى ‪ -‬مكـانه‬
‫مواثىق الشرف ولىس القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬التمـسك مبقـتضـىات الشـرف واألمـانـة والصـدق وآداب املهنـة‪ ،‬وهـذا أىضـا ال‬
‫ىحتاج إلى تشرىع بل ىلتزم به الصحفى من خالل مىثاق أخالقىات املهنة‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -4‬عدم انتهاك حق من حقوق املواطننى أو املساس بإحدى حرىاتهم‪.‬‬


‫‪ -5‬االلتزام مبىثاق الشرف الصحفى‪ ،‬ومـن الواضح أن املشرع قد أخد بالنهج اخلاص‬
‫بإجبارىـة أو إلـزامىـة مواثىق الشرف ووجود أشكال من العقاب ملن ىخالفون ما‬
‫جـاء به من معـاىىر للسلـوك املهنـى‪ ،‬إذ نصـت املـادة (‪ )19‬مـن القانـون على‬
‫مؤاخذة الصحفى تأدىبىاً إذا أخل بواجباته املبىنة فى املىثاق‪.‬‬
‫‪ -6‬االمتناع عن االنحــىـاز إلـى الـدعـوات العنصرىة أو الدعـوة إلى امتهان األدىان‬
‫أو كراهـىتها أو الطعـن فى إمىان اآلخـرىن أو تروىج التحـىز واالحتكار ألى من‬
‫طوائف اجملتمع‪.‬‬
‫وهذا أىضا مكانه الطبىعى مىثاق الشرف الصحفى ولىس القانون‪.‬‬
‫‪ -7‬حماىة احلق فى اخلصوصـىة؛ مبعنى أن ىكون لكل مواطن حىاته اخلاصة التى من‬
‫حقه أن تـظل بعىدة عن العـالنىة والتشـهىر فحىاة الـناس اخلاصـة ال تهم الرأى‬
‫العـام وال تعنى املـصلحة العـامة بل اخلـوض فىهـا مىس حقـا مقدسـا من حقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫وقد استثنى املشرع من ذلك احلـىاة اخلاصة للمشتغل بالعمل العام أو الشخص‬
‫ذى الصفـة النىابىة أو املكلف بخدمة عامة إذا كـان تناول حىاته اخلاصة وثىق الصلة‬
‫بأعمالهم ومستهدفا املصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -8‬عـدم تلقى إعـانات حكـومىة بطـرىقة مبـاشرة أو غـىر مباشـرة إال وفقا للقـواعد‬
‫العامة التى ىضعها اجمللس األعلى للصحافة‪.‬‬
‫‪ -9‬عـدم جواز اجلمع بنى عمله الصحفى ومهـمة جلب اإلعالنات أو احلصول على أى‬
‫مبالغ مباشرة أو غىر مباشرة أو مزاىا عن نشر اإلعالنات بأىة صفة‪.‬‬
‫وهذه مسألة مهمة‪ ،‬ومن النصوص اجلىدة فى هذا القانون‪.‬‬
‫وقــد وردت بـعـض الــواجبـات فـى املــادة (‪ )13‬مـن الالئحـة الـتنــفـىــذىـــة‬
‫للـقــانون‪ ،‬حىث أشارت هــذه املــادة إلى أنـــه مع عدم اإلخـــالل بـحـق الصحـفــى فى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪112‬‬

‫التعــلــىــق وإبــداء الـرأى مـن وجـهـــة النـظــر العامـة ىجب نشر البىـانات الـصــادرة‬
‫عن اجملـلـــس األعلـى للـصـحــافــة والـسـلــطــات العامـة اخملتصة فـى أى شــأن مـن‬
‫الشئون العـامـة محـل النـشــر أو الـتى تـعـنـى الرأى العام‪ ،‬وبصفـة خاصة ما ىتصل‬
‫بشكاوى املواطـنـنى‪.‬‬
‫كـما ىـجب نشـر البـىانـات الصـادرة عن النـىابـة العامـة ومنـطوق األحـكام أو‬
‫القرارات التى تصدرها السلطة القضائىة اخملتصة فى األمور والقضاىا التى تناولها‬
‫النشر الصحفى أثناء التحقىق أو احملاكمة مع موجز كاف لألسباب التى تقام علىها‬
‫وذلك إذا تقرر احلفظ أو قضى بالبراءة‪.‬‬
‫وىجب االلتزام بعدم إبراز نشر أخبار اجلرمىة وأسماء وصور املتهمنى أو احملكوم‬
‫علىهم على نحو ىبرر اجلرمىة أو ىشىد مبرتكبىها‪.‬‬
‫‪ -4‬اجمللس األعلى للصحافة ‪:‬‬
‫ىنـظم البـاب الـرابع من القـانـون أسلـوب تـشكـىل اجملـلس األعلـى للصحـافـة‬
‫واختصاصاته ونظام عمله فى املواد من (‪ )67‬حتى (‪.)79‬‬
‫‪ -1‬تشكىل اجمللس األعلى للصحافة‪:‬‬
‫ىرأسه رئـىس مجلـس الـشـورى وىضم فــى عضـوىته رؤسـاء مجـالـس إدارات‬
‫املؤسسات الصحـفىة القومىة ورؤساء حترىر الصحف القـومىة (مع متثىل كل مؤسسة‬
‫برئىس حتـرىر واحد فى حـال تعدد صحفها) ورؤسـاء حترىر الصحف احلـزبىة (ىختار‬
‫احلزب رئـىس التـحرىر الـذى مىثله فـى حالـة تعـدد صحـف احلزب الـواحد)‪ ،‬ونـقىب‬
‫الصحفـىنى وأربعة من الـنقباء السـابقنى ورئىس الـنقابة الـعامة للعـاملنى بالـصحافة‬
‫والطباعة واإلعالم وأربعة من الرؤساء السابقـنى للنقابة أو من أعضاء النقابة واثننى‬
‫من أساتـذة الصحـافة بـاجلامـعات املصـرىة واثننى مـن املشتغلـنى بالقـانون ىخـتارهم‬
‫مجلس الشورى‪.‬‬
‫إضـــافــة إلـى عدد من الـشخصىات العـامة املهتمـة بشئـون الصحافـة واملمثلة‬
‫‪113‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫لـشتى اجتـاهات الـرأى العام ىخـتـــارهــم مجـلــس الــشـــورى علــى أال ىزىد عددهم‬
‫عن األعضاء املذكورىن ســابـقــا‪.‬‬
‫ومن املالحظ أن هـناك اختالفـا فى تـشكىل اجمللـس عما كـان علىه األمـر فى‬
‫القانون ‪ 148‬لسنة ‪1980.‬‬
‫وإن كان التعدىل الذى مت لألفضل على النحو التالى‪:‬‬
‫‪ -‬حذف رئـىس مجلـس إدارة وكالـة أنبـاء الشـرق األوسط ألنهـا تعتبـر إحدى‬
‫املؤسـسات الصـحــفـىـة الـقومىة الـتى أشىر لـرؤسائهـا كأعضـاء فى اجمللس‬
‫وىعد هذا تكراراً ال مبرر له‪.‬‬
‫‪ -‬حذف رئىس الهىئة العامة لالستعالمات ورئىس احتاد الكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬إضـافة اثـننى مـن أساتـذة الصحـافة بـاجلامعـات املصـرىة ىختـارهمـا مجلس‬
‫الشورى تأكىداً ألهمىة التعاون والتنسىق مع املؤسسات األكادمىىة‪.‬‬
‫‪ -‬إضـافة تعـبىر ‪X‬أن تـكون الـشخصـىات العامـة ممثلـة لشتـى اجتاهـات الرأى‬
‫العـام‪ ، Z‬وإن كــان من املهـم التـوصل إلـى معـاىىر محــددة لتـمثـىل هـذه‬
‫االجتاهات‪.‬‬
‫وإن كان تـشكىل اجمللس احلالـى ال ىسمح بتمثىل نـوعىات أخرى من الصحف‬
‫لكن القانـون ىسمح بصـدورها وهـى الصحف التـى تصدر عـن النقابـات واالحتادات‬
‫والهىئـات‪ ،‬أو الصحف الـتى تـصدر فـى شكل تعـاونىات أو شـركات مـساهـمة أو‬
‫توصىة باألسهم‪.‬‬
‫وقد حددت الالئحة التنفىـذىة للقانون فى املواد من ‪ 66‬حتى ‪ 88‬األجهزة التى‬
‫ىـدار من خاللها اجمللـس وهى رئىس اجمللـس‪ ،‬هىئة مـكتب اجمللس‪ ،‬اللجنـة العامة‪،‬‬
‫اللجان النوعىة‪ ،‬األمانة العامة‪.‬‬
‫وتـشكل هـىئــة املكتـب من الــرئىـس والــوكىلـنى واألمنى العــام واألمنى العـام‬
‫املساعد‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪114‬‬

‫وتشكل اللجنة العامة من هىئة مكتب اجمللس وهىئات مكاتب اللجان النوعىة‬
‫ونقــىــب الـصـحــفــىــنى ورئـىـــس النــقــابـة العـامة بـالصـحافـة والطـباعـة واإلعالم‬
‫والنشر‪.‬‬
‫وتخـتص اللجنـة بدارسـة املوضـوعات التـى ىرى اجمللـس عرضهـا على الـلجنة‬
‫تـوطئـة لعرضـها علـى اجمللس ووضـع اإلطار العـام لعمل اجمللـس ومعاونـة اجمللس‬
‫وجلانه فـى أداء املهام التى ىـضطلعون بها وإعـداد القواعد التـنظىمىة التـى ىتطلبها‬
‫سىر العمل باجمللس‪.‬‬
‫وتـنص املـادة (‪ )78‬علـى أن اجمللـس ىـشكل بعـد اكـتمـال تكــوىنه‪ ،‬مـن بنى‬
‫أعضــائه أربــع جلان نوعـىة هـى‪ :‬جلنة شئـون الصحافة والصحفـىنى‪ ،‬وجلنة الشكاوى‬
‫وطلبات الـرد والتـصـحـىــح‪ ،‬ولـجــنــة الشئون املـالىة واإلدارىـة واالقتصادىـة‪ ،‬وجلنة‬
‫القىم‪.‬‬
‫كمـا تتكون األمانة الـعامة للمجلس من األمنى العـام واألمنى املساعد واألجهزة‬
‫التـى تنظـمها هىـئة املكتـب‪ ،‬وتتولـى األمانـة العامـة أداء جمىع األعمـال القانـونىة‬
‫والفنىة وتصرىف الشئون اإلدارىة واملالىة اخلاصة باجمللس‪.‬‬
‫‪ -2‬اختصاصات اجمللس األعلى للصحافة ‪:‬‬
‫حـددت املـادة (‪ )70‬مـن القانـون ‪ 18‬اختـصاصـا للمـجلس األعلـى للصحـافة‬
‫فضال عن االختصاصات األخرى املنصوص علىها فى القانون نفسه‪.‬‬
‫وهـناك بعض االخـتصاصـات التى تـتفق مع ما كـان واردا فى القـانون الـسابق‬
‫‪ 148‬لسنة ‪ 1980‬وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬إبداء الرأى فى كافة املشروعات املتعلقة بقواننى الصحافة‪.‬‬
‫‪ -2‬اتخاذ كل ما من شأنه دعم الصحافة املصرىة وتنمىتها وتطوىرها‪.‬‬
‫‪ -3‬الـتنــســىـق بـنى الـمــؤســســات الـصـحـفــىــة فـى اجملـاالت االقـتصـادىة‬
‫واإلدارىة‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -4‬الـعـمـل علــى تــوفــىـــر مـستـلــزمــات إصـدار الـصحف وتـذلــىل جمـىع‬


‫العقـبـات‪.‬‬
‫‪ -5‬حتدىد حصص الـورق لدور الصحف وحتدىد أسعـار الصحف وحتدىد أسعار‬
‫مسـاحات اإلعالنـات للحـكومـة والهىئـات العامـة والقطـاع العام وقـطاع‬
‫األعمـال مبــا ال ىخل بحق القـارئ فـى املـسـاحــة التحـرىرىة وفقـا للعـرف‬
‫الدولى‪.‬‬
‫‪ -6‬حــمـاىة الـعـمــل الصحفى وكفالة حقوق الصحفىنى وضمان أداء واجباتهم‪.‬‬
‫‪ -7‬إنشاء صندوق دعم الصحف‪.‬‬
‫‪ -8‬ضمان حد أدنى مناسب ألجور الصحفىنى والعاملنى باملؤسسات الصحفىة‪:‬‬
‫‪ -9‬اإلذن للصحفى الذى ىرغب فـى العمل بصحىفة أو وكـالة أو إحدى وسائل‬
‫اإلعالم غــىر املصــرىة داخل جمهــورىة مصـر العـربـىة أو فـى اخلـارج بعـد‬
‫حصوله على موافقة اجلهة التى ىعمل بها‪.‬‬
‫وهناك بعض االختصاصات التى أضافها القانون احلالى ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬تـشجـىع الـبحث والـتطـوىر فـى مجـاالت صنـاعــة الصحـافـة وفـى أوضـاع‬
‫املؤسسـات الصحفىة املـصرىة بالتعـاون مع املؤسسـات األكادمىىة املـتخصصة‬
‫والهـىئات الفـنىة احمللـىة والعاملـىة من خالل إنـشاء مـركز للـبحوث ومـركز‬
‫للمعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬التوثىق التارىخى لتطور صناعة الصحافة فى مصر‪.‬‬
‫‪ -3‬التعاون مـع اجملالس والهىئات املماثلة فـى العالم وتبادل اخلبرات والتجارب‬
‫فى األمور التى تدخل فى اختصاص اجمللس‪.‬‬
‫‪ -4‬التـنسىق بنى املـؤسسات الصحفـىة فى اجملاالت الـتكنولوجـىة وفى مجاالت‬
‫التدرىب والتأهىل‪.‬‬
‫‪ -5‬املـتابعة الفعـالة لألداء االقتصـادى للمؤسسـات الصحفىة الـقومىة من خالل‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪116‬‬

‫دراسة ومناقشة تقـارىر مجالس اإلدارة واجلهاز املركـزى للمحاسبات واتخاذ‬


‫كل ما من شأنه ضمان حسن األداء‪.‬‬
‫‪ -6‬متابعـة وتقىىم ما تـنشره الصحـف وإصدار تقارىر دورىة عن مـدى التزامها‬
‫بــآداب املهنـة ومـىثـاق الـشـرف الـصحفـى‪ ،‬مع إلـزام الـصحف بنـشــر تلك‬
‫التقارىر‪.‬‬
‫‪ -7‬ضمان احترام الصحف والصحفىنى حلق الرد وحق التصحىح‪.‬‬
‫‪ -8‬النظـر فى شكـاوى األفراد ضـد الصحف أو الـصحفىنى فـىما ىتعلق بـالتزام‬
‫الصـحافة بـآداب املهنة وسـلوكىاتـها أو فىمـا ىنشر مـاسا بحـقوق األفراد أو‬
‫حىاتهم اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -9‬حتــدىد نســبـة مئـوىة سـنوىة من حــصـىـلــة اإلعالنات فـى الصحف لـصالح‬
‫صنـدوقى املعـاشات واإلعـانات بنقـابة الـصحفىنى والنقـابة العـامة للعـاملنى‬
‫بالصحافة والطباعة واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -10‬تلقـى قرارات جلنة القىد بـالنقابة ونتـائج انتخابات أعضـاء مجلس النقابة‬
‫والنقىب وقرارات اجلمعىة العمومىة للنقابة‪.‬‬
‫ومن االختصاصات التـى مت تعدىلها اختصاص اجمللس بـإصدار مىثاق الشرف‬
‫الذى تعـده نقابـة الصحفـىنى‪ ،‬فى حـنى أنه فى القـانون الـسابق كـانت مهمـة إقرار‬
‫املىثاق مهمة اجمللس نفسه ولىس النقابة وهذا من إىجابىات القانون اجلدىد‪.‬‬
‫كمـا أن إلغـاء دور اجمللس فـى املسـاءالت التـأدىبــىة للصحفـىنى والـذى كـان‬
‫موجودا فـى القانون السـابق ‪ 148‬لسنة ‪ 1980‬فى املــادة (‪ )46‬منه أىضا ىعد من‬
‫األمور اإلىجابىة فى القانون احلالى‪.‬‬
‫وهناك بعض املالحظات حول تشكىل اجمللس واختصاصاته‪:‬‬
‫‪ -1‬أن اجمللـس ىنتمـى لنـوعـىة مجـالـس الصحـافـة فـى العــــالـم التـى تـضم فـى‬
‫تشـكىلها الصــحـفـىـىـن وناشـرى الصحـف إذا جـاز لنـا اعتبار رؤساء مجـالس‬
‫إدارة املـؤسـسـات الــصـحـفــىـــة نـاشـــرىن لــصـحــفـهـم إلـى جـــانب بــعــض‬
‫‪117‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الشخصىات العـامــة‪.‬‬
‫‪ -2‬اتفاق املبـدأ العام الـذى أنشئ فـى إطاره اجمللـس ‪ -‬والوارد فـى املـادة ‪ 67‬من‬
‫القانـون احلالى ‪ -‬إلـى حد كبـىر مع املبادئ التـى قامت علـىها معظـم مجالس‬
‫الصحـافة فـى العالم كهـىئة تـعمل على حتقـىق حرىة الصحـافة واستقاللهـا مبا‬
‫ىؤكد فعالىتها فى ضمان حق املواطننى فى املعرفة‪.‬‬
‫‪ -3‬ىشتـرك اجمللس األعلـى للصحـافة فـى مصـر مع معظم مجـالس الـصحافـة فى‬
‫العالم فى بعض االختصاصات واملهام ‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان احترام الصحافة لألخالقىات املهنة ومىثاق الشرف الصحفى‪.‬‬
‫‪ -‬العمـل على االرتفـاع مبسـتوى املهـنة وتـطوىر تـأهىل الـصحفىنى وتـدرىبهم‬
‫وتشجىع البحوث‪.‬‬
‫‪ -‬بحث الشكاوى املتضمنـة مساسا بحقوق األفـراد أو كرامتهم واتخاذ القرار‬
‫املناسب فى ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة املشكالت االقتصادىة واإلدارىة والتكنـولوجىة التى تواجه الصحافة‬
‫والعمل على حلها‪.‬‬
‫‪ -4‬أن اجمللـس ىنفــرد ببـعض االخـتصـاصــات التـى ال تقـوم بهـا معـظم مجـالـس‬
‫الصحافة فى العالم؛ من ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬الترخىص إلصدار الصحف‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء صندوق لدعم الصحف‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حد أدنى ألجور الصحفىنى والعاملنى باملؤسسات الصحفىة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلذن للصحفـىنى الذىن ىرغبـون فى العـمل فى صحف أو وكـاالت صحفىة‬
‫أو إحدى وسائل اإلعالم غىر املصرىة داخل مصر وخارجها‪.‬‬
‫‪ -‬حتدىد أسعار ومساحات اإلعالنات للحكومة والقطاع العام وقطاع األعمال‬
‫مبا الىخل بحق القارئ فى املساحة التحرىرىة وفقا للعرف الدولى‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪118‬‬

‫‪ -5‬أنه فـى غالبية مجـالس الصحافة فـى العالم يكون رئيـس اجمللس عادة من غير‬
‫العاملـني فى الصحافة كأن يكون قـاضيا سابقا أو حاكما لـوالية ضمانا لعدالة‬
‫التحكيم بني األطـراف املتنازعـة‪ ،‬فى حني أن رئيـس اجمللس األعلى للـصحافة‬
‫فـى مصر هو نفسه رئـيس مجلس الشورى وهـى إحدى مؤسسـات الدولة والتى‬
‫متلك املؤسسات الصحفية القومية‪.‬‬
‫‪119‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫ملخص الوحدة الثالثة‬

‫تـناولـت الوحـدة املقـصود بـاإلطار الـقانـونى والـتشـريعـى للصـحافـة ومفـهوم‬


‫التـشريعـات الصحفيـة‪ ،‬وعرضت تفـصيالً للمبـادئ الدستـورية اخلـاصة بـالصحـافة‬
‫املصرية‪.‬‬
‫ثـم انتقلت ملنـاقشـة قوانني الـصحافـة فى مصـر وعرضت بـشكل سريع خلـلفية‬
‫تاريخية حول تطور قوانني الصحافة فى مصر‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫@ قانون املطبوعات الصادر سنة ‪1881.‬‬
‫@ قانون سنة ‪1894.‬‬
‫@ العودة لتطبيق قانون املطبوعات الصادر سنة ‪ 1881‬وذلك سنة ‪1909.‬‬
‫@ قانون املطبوعات سنة ‪1936.‬‬
‫@ القانون رقم ‪ 156‬لسنة ‪1960.‬‬
‫@ قانون سلطة الصحافة رقم ‪ 148‬لسنة ‪1980.‬‬
‫وتنـاولت الوحدة تفـصيالً القانون احلـالى للصحافـة وهو القانـون رقم ‪ 96‬لسنة‬
‫‪ 1996‬من حيث‪:‬‬
‫@ تنظيم إصدار الصحف وأمناط ملكيتها‪.‬‬
‫@ حقوق الصحفيني وضمانات ممارسة املهنة‪.‬‬
‫@ واجبات الصحفيني والتزامات الصحيفة‪.‬‬
‫@ اجمللس األعلى للصحافة‪ ،‬تشكيله واختصاصاته‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪120‬‬

‫أسئلة الوحدة الثالثة‬

‫السؤال األول‪ :‬صل بني كل زوجني معلقاً فى سطرين على كل زوج منهما‪:‬‬

‫‪ -‬اإلطار القانونى والتشريعى‬


‫حظر مصادرة الصحف أو تعطيلها أو‬
‫إلغائها بالطريق اإلدارى‬

‫‪ -‬التشريعات الصحفية‬
‫حظر قبول تبرعات أو إعانات أو مزايا‬
‫خاصة من جهات أجنبية‬

‫‪ -‬قوانني الصحافة‬
‫مجموعة القواعد الدستورية والقانونية اخلاصة‬
‫بالصحافة فى مواجهة السلطة وفق االحتياجات‬
‫االجتماعية واإلمكانيات االقتصادية‬

‫‪ -‬من ضمانات ممارسة املهنة‬


‫اإلجراءات اإلدارية واملبادئ التى حتكم‬
‫النشاط الصحفى وااللتزامات القانونية‬
‫على الصحافة‬

‫‪ -‬من التزامات الصحيفة‬


‫القواعد القانونية التى حتدد سلوك‬
‫األفراد وعالقاتهم فى مجال الصحافة‬
‫‪121‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الـسؤال الثانـى‪ :‬اكتب تقاريـر (فى حدود عشـرة سطور عن كل مـوضوع) حول‬
‫املوضوعات التالية مدلالً مبثال أو أكثر كلما أمكن‪:‬‬
‫‪ -1‬املبادئ الدستورية اخلاصة بالصحافة املصرية‪.‬‬
‫‪ -2‬أمناط ملكية الصحف فى مصر‪.‬‬
‫‪ -3‬حقـوق الصحفى فـى مصر فى ضـوء قانون تنـظيم الصحافـة رقم ‪ 96‬لسنة‬
‫‪. 1996‬‬
‫‪ -4‬التزامات الصحف املـصرية فى إطار قـانون تنظيم الصحـافة رقم ‪ 96‬لسنة‬
‫‪. 1996‬‬
‫‪ -5‬تشكيل اجمللس األعلى للصحافة وأهم اختصاصاته حالياً‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬حدد وجهة النظر القانونية إزاء املواقف التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬نظـراً ألهمية اإلعالن كمورد رئيسى لتمـويل الصحف ومحاولة جلذب مزيد‬
‫من املـسـاحــات اإلعالنيـة كلفـت صحيفـة مـا أحـد محـرريهـا فـى إحـدى‬
‫الوزارات بـأن يتفـاوض مع املـسئـولني عنهـا للتـعاقـد علـى حملـة إعالنـية‬
‫لصحيفته‪.‬‬
‫‪ -2‬قرر أربعة من الشركاء أن يصدروا صحيفة أسبوعية جديدة فدفع كل منهم‬
‫‪ 50‬ألف جنيه كمسـاهمة فى رأسـمال هذه الشـركة وأرسلوا إخطـاراً كتابياً‬
‫إلى نقابة الصـحفيني للحصول على الترخـيص الالزم وانتظروا أربعني يوماً‬
‫ثم أصدروا العدد األول من صحيفتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬حصل أحـد الصحفيني من أحـد مصادره علـى معلومـات على درجـة كبيرة‬
‫من األهـمية حـول واقعة فـساد أحـد كبار املـوظفني فى مـؤسسـة اقتصـادية‬
‫كبرى وطلب منه مصدره أال ينشرها منـسوبة إليه‪ ،‬وبعد النشر طلب رئيس‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪122‬‬

‫التحريـر من الصحفـى أن يذكـر له مصـدر هذه املعلـومات حـيث إنه قد مت‬


‫رفع قضيـة قذف علـى اجلريـدة وهدده بـأنه سيحيـله للتحقيق إذا لـم يحدد‬
‫املصدر حماية لصحيفته‪.‬‬
‫‪ -4‬تقـديراً من إحـدى السفـارات للدور الـذى تلعبـه إحدى الصـحف فى تنـمية‬
‫العالقات الثقـافية بـني بلدها ومـصر قررت هـذه السفارة تقـدمي دعم مادى‬
‫لهذه الصحيفة بلغ نصف مليون جنيه‪.‬‬
‫‪ -5‬نظراً لكثـرة خروج إحدى الصحف عن اآلداب العامة وعـدم مراعاتها حلرمة‬
‫األسـرة صـدر قـرار إدارى مـن وزارة اإلعالم بتعـطيلهـا عـن الصـدور عـدة‬
‫أعداد‪ ،‬فقام ناشر الصحيفة بالطعن فى القرار لعدم دستوريته‪.‬‬

‫أنشطة يقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬من خالل مـتابعتك للـتطور التـاريخى لـقوانني الصحـافة واملطبـوعات فى‬
‫مصر حاول أن حتـدد مدى التقدم الذى حتقق فى ذلك دعـماً حلرية الصحافة‬
‫واطرح بعض تصوراتك نحو مزيد من هذه احلرية‪.‬‬
‫‪ -2‬اختر صحـيفة قومية وصحيفـة حزبية وصحيفة خـاصة محدداً إلى أى مدى‬
‫تلتزم كل منهـا مبا نص عليه قانـون تنظيم الصحافـة رقم ‪ 96‬لسنة ‪1996‬‬
‫من التزامات للصحيفة‪.‬‬
‫‪ -3‬فى ضوء استيعابك لروح الدستور املصرى الدائم لسنة ‪ 1971‬فيما يتصل‬
‫بتقـرير حريـة الصحافـة واإلعالم وضح إلى أى مـدى جاءت نصـوص قانون‬
‫تنظيم الصحافة رقم ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬معبرة عن روح هذا الدستور‪.‬‬
‫‪123‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مـراجـع الوحدة الثالثة‬

‫(‪ )1‬جمهورية مصر العربية‪ ،‬اجملـلس األعلى للصحافة‪ ،‬قانون رقم ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬بشأن تنظيم‬
‫الصحافة‪.‬‬
‫(‪ )2‬جمهـورية مصـر العربـية‪ ،‬اجمللس األعلـى للصحافـة‪ ،‬القانـون رقم ‪ 148‬لسنـة ‪ 1980‬بشأن‬
‫سلطة الصحافة‪.‬‬
‫(‪ )3‬جمهوريـة مصر العـربية‪ ،‬الـهيئة العـامة لالسـتعالمات‪ ،‬دستـور جمهوريـة مصر العــــربيـــة‬
‫لسنـة ‪ 1980‬بعد التعديالت التـى متت املوافقة عليهـا فى االستفتاء يـوم ‪ 22‬من مايو سنة‬
‫‪. 1980‬‬
‫(‪ )4‬ليلى عبد اجمليـد (تقدمي د‪ .‬خليل صابات)‪ :‬سـياسات االتصال فى العـالم الثالث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الطباعى العربى‪1986. ،‬‬
‫(‪ )5‬ليلى عبد اجمليد‪ :‬الصحافة فى الوطن العربى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العربى للنشر‪1989. ،‬‬
‫(‪ )6‬مجـلـة (الـصحفيـون) العــدد ‪ 12 ،8‬ينـايـر ‪ 1991‬حتـت عنــوان ‪X‬منـاقشـات سـاخنـة فـى‬
‫جلـسات االستمـاع‪ ،Z‬عدد ‪ 13‬مـايو ‪ ،1991‬نـص بيان وتـوصيات املـؤمتر‪ ،‬ص ص ‪- 196‬‬
‫‪. 200‬‬
‫(‪ )7‬اللجنة العـامة لتقنني الـصحافة‪ ،‬جلـنة التقنني والـصياغة بـيان التقريـر العامة للجـنة التقنني‬
‫والصياغة‪ ،‬نوفمبر ‪. 1979‬‬
‫(‪ )8‬ريـاض رزق اهلل شمـس‪ ،‬حريـة الصحـافة وجـرائم الصـحافـة والنـشر‪ ،‬الـقاهـرة‪ ،‬مطبـعة دار‬
‫الكتب‪. 1947 ،‬‬
‫(‪ )9‬جمـال الديـن العطيفـى‪ ،‬حريـة الصحـافة وفق تـشريعـات ج‪.‬م‪.‬ع ‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬مطـابع األهرام‬
‫التجارية‪. 1974 ،‬‬
‫(‪ )10‬اليونسكو‪ ،‬اللجنة الدولية لدراسة مشكالت االتصال التقرير النهائي‪1979. ،‬‬
‫(‪ )11‬ليلى عـبد اجمليـد‪ :‬جتربـة اجمللس األعلـى للصحـافة فـى مصـر‪ ،‬دراسة حتليـلية وتقـوميية‪،‬‬
‫اجمللس األعلى للصحافة‪. 1995 ،‬‬
‫(‪ )12‬كـامل زهيـرى‪ :‬الصـحافـة بني املنـح واملنع‪ ،‬ملحق املـوقف الـعربـى‪ ،‬العـدد ‪ ،236‬يولـيو‪،‬‬
‫‪. 1980‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪124‬‬

‫(‪ )13‬سـعيد اجلمل‪ :‬فـى القيود التـشريعيـة الواردة علـى حريـة النشـر وموقف القـضاء منهـا فى‬
‫املـؤمتر الـعام الـثالـث للصـحفيني (‪ 7 - 5‬سـبتمـبر ‪ ،)1995‬نـقابـة الصحفـيني‪ ،‬بحث غـير‬
‫منشور‪.‬‬
‫(‪ )14‬سليـمان صـالح‪ :‬التـشريـعات اإلعالمـية فـى مصـر‪ .‬دراسة تـاريخيـة وحتليلـية فـى ندوة‪:‬‬
‫‪X‬املمـارسة الـدميقراطيـة ودورها فـى تطويـر الصحافـة اإلقليمـية‪ 20 - 18 Z‬ينـاير ‪،1994‬‬
‫اجمللس األعلى للصحافة‪ ،‬بحث غير منشور‪.‬‬
‫(‪ )15‬صالح الدين حافظ‪ ،‬مستقبل الـصحافة فى مصر فى املـؤمتر العام الثالث للصحفيني (‪- 5‬‬
‫‪ 7‬سبتمبر ‪ ،)1995‬نقابة الصحفيني‪ ،‬بحث غير منشور‪.‬‬
‫(‪ )16‬سليمان صالح‪ :‬حرية الـصحافة فى مصر‪ ،‬دراسة حتليلية نقدية لقانون تنظيم الصحافة رقم‬
‫‪ 96‬لسنة ‪ ،1996‬وعد للدراسات واإلعالم‪. 1997 ،‬‬
‫(‪ )17‬جمهـورية مـصر الـعربيـة‪ ،‬اجمللس األعلـى للصحـافة‪ ،‬األمـانة العـامة‪ ،‬الالئحـة التنفيـذية‬
‫للقـانون رقم ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬بشـأن تنظيم الصحافة‪ ،‬القـاهرة‪ ،‬الهيئة العامـة لشئون املطابع‬
‫األميرية‪. 1998 ،‬‬
‫‪125‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة الـرابـعة‬
‫نقــابــة الصــحفىنى فى مصـــر‬

‫األهداف‪:‬‬
‫ىتوقع بعد دراسة هذه الوحدة ‪ ،‬أن ىكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬ىحدد الدور الذى تقوم به نقابات أو جمعىات الصحافة‪.‬‬
‫‪ -2‬ىذكـر أهداف نقـابة الصحـفىنى فى مـصر والهىـاكل التى حتـقق من خاللها‬
‫هذه األهداف‪.‬‬
‫‪ -3‬ىـعدد الـشروط واإلجـراءات الالزمـة لالنضـمام إلـى نقـابة الـصحفىـنى فى‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -4‬ىـبنى حقوق الصحفـى وواجباته فى ضـوء قانون نقـابة الصحفىـنى فى مصر‬
‫احلالى رقم ‪ 76‬لسنة ‪1970.‬‬
‫‪ -5‬ىعرض التطـور التارىخى ‪ -‬إىجـاباً أو سلباً ‪ -‬فـى القواننى اخلاصـة بنقابة‬
‫الصحفىنى فى مصر منذ سنة ‪ 1941‬وحتى سنة ‪1970.‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬قانون نقابة الصحفىنى وتطوره التارىخى‪:‬‬
‫(سنة ‪ ،1941‬سنة ‪ ،1955‬سنة ‪)1970‬‬
‫‪ -‬إنشاء النقابة وشروط العضوىة‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة النقابة‪.‬‬
‫‪ -‬احلقوق والواجبات‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق املعاشات واإلعانات‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة الـرابـعة‬
‫نقــابــة الصــحفىنى فى مصـــر‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫قـد تكون هـناك نقـابة للـصحفىنى فـى بعض الـدول متثل املـهنة لـدى السلـطات‬
‫العـامة وأمـام الغـىر‪ ،‬ومتلك حق التـحدث بـاسمـها فـى كل مـا ىتعلق بـترقـىة املهـنة‬
‫وتطـوىرها أو الدفاع عـن مصاحلها‪ ،‬وفى دول أخـرى قد توجد جمـعىات للصحافة أو‬
‫احتادات جتمع املهن اإلعالمىة‪.‬‬
‫وتتـضمن قواننى هـذه النقابات عـادة تنظىم االلتـحاق مبهنة الصحـافة والشروط‬
‫التى ىنبغى أن تتوافر فى املمارسنى لهـا‪ ،‬كما تهتم باحلقوق والضمانات التى ىنبغى‬
‫أن ىتمـتع بها املهنىون‪ ،‬واملـسئولىات والـواجبات التى ىكـون علىهم االلتـزام بها فى‬
‫املـقابل أثنـاء ممارستـهم للمهنـة‪ ،‬فضال عن اجلـوانب اإلجرائـىة اخلاصـة بتنـظىم عمل‬
‫النقابة وهىئاتها اخملتلفة وأسلوب اختىار أعضائها‪.‬‬
‫قانون نقابة الصحفىنى‪:‬‬
‫خلفىة تارىخىة‪:‬‬
‫(‪ )1‬قانون نقابة الصحفىنى رقم ‪ 10‬لسنة ‪:1941‬‬
‫وكان أهم ما ىتمىز به هذا القانون‪:‬‬
‫@ أن أغـراض النقابـة هى صـىانة حقـوق الصحفـىنى وحتدىد واجـباتهم وتـنظىم‬
‫عالقات الـصحافـة مع احلكـومة واجلـمهور‪ ،‬وسـن القواعـد املنظـمة ملـزاولة‬
‫املهـنة‪ ،‬وتسـوىة املنازعـات ذات الصلة بـاملهنة‪ ،‬والـعمل على رفع مـستوى‬
‫الصحافة وإعالء كرامتها‪.‬‬
‫@ جمعت النقابة بـنى مالكى الصحف واحملررىن‪ ،‬وكـانت أهم شروط القىد فى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪128‬‬

‫جـدول النقـابـة‪ :‬أن ىكـون مصـرىاً وال تقل سـنه عن ‪ 21‬عـامـاً وأن ىكـون‬
‫متمتعـاً باألهلىة وحاصالً علـى شهادة دراسىة عالـىة وأن ىكون على درجة‬
‫من الثقـافة التـى تقتـضىهـا مهنـة الصحفـى‪ ،‬وأن تكون الـصحافـة مهنته‬
‫الرئىسىة وأال ىحترف التجارة فىما لىست له صلة مبهنته‪.‬‬
‫@ كان القـانون ىجىز قبـول غىر املصرىنى املـقىمنى فى مـصر أعضاء مـشتركنى‬
‫فى النقابة‪.‬‬
‫@ تــدار النقـابـة مـن خالل مجلـس مـؤلف مـن ‪ 12‬عضـواً تنـتخبهـم اجلمعـىة‬
‫العمومىة باالقـتراع السرى ملدة سنتنى‪ ،‬ستـة من بنى مالكى الصحف وستة‬
‫من بـنى رؤســاء التحـرىر واحملـررىن‪ ،‬علـى أن ىكـونـوا من بــنى املصـرىنى‬
‫املقىدىن بجدول النقابة ملدة ‪ 3‬سنوات على األقل‪.‬‬
‫@ وىنتخـب اجمللس من بنى أعضائه كل سنة رئىسـاً ووكىلنى وسكرتىراً وأمىناً‬
‫للصندوق وىتألف من هؤالء املكتب‪.‬‬
‫@ ىنشئ مجلس النقابة مبعاونة احلكومة صندوق ادخار لصالح أعضاء النقابة‪.‬‬
‫(‪ )2‬القانون رقم ‪ 185‬لسنة ‪ 1955‬اخلاص بنقابة الصحفىنى‪:‬‬
‫أهم ما جاء فى هذا القانون‪:‬‬
‫@ أغـراض النقابـة هى‪ :‬الـعمل على رفع مـستوى مهـنة الصحـافة واحملـافظة‬
‫عـلى كـرامتـها والـذود عن حقـوقهـا ومصـاحلهـا‪ ،‬تنمـىة روح التعـاون بنى‬
‫أعضاء النقابة والسعى نحو ترقىة شئونهم األدبىة واملالىة‪.‬‬
‫@ ىعتبر صحفىاً محترفاً كل من باشر بصفة أساسىة ومنتظمة مهنة الصحافة‬
‫فى صحـىفة ىومىة أو دورىة تطـبع فى مصر أو فـى وكالة أنـباء مصرىة أو‬
‫أجنبـىة تعمل فـى مصـر وكان ىتـقاضـى عن ذلك أجـرا ىستمـد منـه اجلزء‬
‫األكبر ملعىشته‪.‬‬
‫كمـا ىعتبر صحفـىاً محترفاً املـراسل (إذا كان ىتقاضـى مرتباً) واحملـرر املترجم‬
‫واحملرر املراجع واحملرر الرسام واحملرر املصور واحملرر اخملتزل واحملرر اخلطاط‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وال ىجوز ألى فرد احتراف الصحافة ما لم ىكن مقىداً بجدول النقابة‪.‬‬
‫@ ىنـشأ بـالنـقابـة جدول عـام ىشمل أسمـاء الصحـفىنى املـشتغلـنى وتلحق به‬
‫جداول فـرعىة للـصحفىنى حتت التـمرىن والصحفـىنى املنتسبـنى والصحفىنى‬
‫غىر املشتغلنى‪.‬‬
‫وىشترط للقـىد فى اجلدول‪ :‬أن ىكـون صحفىاً محـترفاً غـىر مالك لـصحىفة أو‬
‫وكالة أنباء تعمل فـى مصر أو شرىكاً أو مـساهماً فى رأسمـالها‪ ،‬وأن ىكون مصرىاً‬
‫كـامل األهلـىة ال تقل سـنه عن ‪ 21‬عـامـاً وحـسن الـسمعـة‪ ،‬وأال ىحتـرف أى عمل‬
‫لىست له صلة بالصحافة وأمضى مدة التمرىن بال انقطاع‪.‬‬
‫وبالنـسبة جلـدول حتت التمـرىن فقد حـدد القانـون مدة التمـرىن سنة للحـاصلنى‬
‫علـى دبلوم معهد الصحافـة أو قسم الصحافة بكلـىة اآلداب أو على درجة الدكتوراه‬
‫وسنة ونـصف بالنسبة للحـاصلنى على شهادة دراسىة عـالىة من مصر أو من اخلارج‪،‬‬
‫وسنتنى ملن ىقرر مجلس النقابة إعفاءه من شرط احلصول على مؤهل دراسى عالٍ‪.‬‬
‫وىجوز للجنـة القىد أن تقىد فـى جدول املنتسـبنى‪ :‬الصحفىنى األجـانب املقىمنى‬
‫فــى مصـر والــذىن ىعملـون فـى صـحف تصـدر فـىهـا أو وكـاالت أنبـاء تـعمل بهـا‬
‫وأصحاب املهن احلـرة الذىن ىساهمـون مباشرة فـى أعمال الصحافـة من غىر احتراف‬
‫املهنة‪.‬‬
‫@ تـؤلف اجلمعىة العمومىة من األعضاء املقـىدىن باجلدول العام وىكون للنقابة‬
‫مجلـس مـؤلف مـن ‪ 12‬عضــواً مضـى علـى قـىدهم بـاجلـدول العـام ثالث‬
‫سنـوات على األقل تنتخـبهم اجلمعىة العـمومىة بـاالقتراع السـرى وتنتخب‬
‫اجلمعـىة العمومىة كل سنة النقىب من بـنى أعضاء مجلس النقابة‪ ،‬وىجتمع‬
‫مجلـس النقابـة فور انتخـاب النقىب بـرئاسته الختـىار الوكـىل والسكـرتىر‬
‫وأمنى الصندوق‪.‬‬
‫@ ىحـاكم تـأدىبىاً كـل من أخل من األعـضاء بـواجبـاته فـى مزاولـة املهـنة أو‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪130‬‬

‫ارتكب أموراً مخلـة بشرفهـا أو ماسة بـكرامـتـهـا أو حتـاىل الغتصاب حق‬


‫ألحد زمالئه أو اجتر بـرأىه أو صدر عنه بسـوء نىة ما ىتعـارض مع مصالح‬
‫البالد العـلىا وىؤاخـذ بأحـد اجلزاءات‪ :‬اإلنـذار‪ ،‬الوقـف عن العمـل مدة ال‬
‫جتاوز سنة‪ ،‬شطب االسم من جدول النقابة‪.‬‬
‫@ وأعطى القانـون ألصحاب الصحف ووكاالت األنباء املقىدىن بجداول النقابة‬
‫القائـمة حـتى تـارىخ العمل بهـذا القانـون أن ىستمـروا فى القـىام بأعـمال‬
‫التحرىر التى ىؤدونها فى هذا التارىخ‪.‬‬
‫وللصحفىنى املقـىدة أسماؤهم فـى جدول النقـابة القـائم حتى تـارىخ العمل بهذا‬
‫القانـون أن ىقدمـوا للجـنة املـؤقتـة املذكـورة طلبـات جدىدة إلعـادة القىد فـى جدول‬
‫املشتغلنى‪.‬‬
‫(‪ )3‬قانون نقابة الصحفىنى احلالى رقم ‪ 76‬لسنة ‪: 1970‬‬
‫ىتضمـن هذا القانـون العدىد من املـواد والبنود التـى تنظم عمل الـصحفىنى فى‬
‫الصحف املصـرىة‪ ،‬وجتدر اإلشـارة إلى أن هـذا القانـون ىقصـد بالـصحف فى تـطبىق‬
‫أحكامه‪:‬‬
‫الصحـف واجملـالت وسـائـر املطبـوعات التـى تصـدر باسـم واحــد بصـفة دورىــة‬
‫وىستثنى من ذلك اجملـالت والصحـف والنشـرات التى تصــدرها الهىئـات العامـة أو‬
‫الهىئــات العلمـىة والـتنظىمــات النقـابـىة والتعــاونـىة‪ .‬وكمبـدأ عــام فـإنه ال ىجـوز‬
‫ألى فـرد أن ىعمـل فـى الصحـافــة مـا لم ىــكن اسـمـــه مقىدا فى جـدول النقابـة كما‬
‫نصت على ذلك املـادة (‪ )65‬من قانون النقـابـة‪.‬‬
‫كمـا أنه محظــور على أصحـاب ورؤسـاء مجالس إدارات املؤسـسات الصحفىة‬
‫ووكـاالت األنبـاء ‪ -‬كمـا جـاء فـى املــادة (‪ )103‬منه ‪ -‬أن ىعـىنـوا فـى أعمـالهم‬
‫الصحفىة بصفة دائمـة أو مؤقتة أشخاصا من غىر أعـضاء النقابة املقىدىن فى جدول‬
‫املشتغلنى أو املنتسبنى أو حتت التمرىن‪.‬‬
‫‪131‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وىتكون القانون من ‪ 122‬مادة فى خمسة أبواب على النحو التالى‪:‬‬


‫الباب األول ‪ -‬فى إنشاء النقابة وشروط العضوىة‪ ،‬وىتضمن فصلنى‪:‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬خاص بإنشاء النقابة وأهدافها‪.‬‬
‫وحتـددت أهم هذه األهـداف فى ‪ :‬العـمل على نـشر وتـعمىق الفـكر االشتـراكى‬
‫والقومى بنى أعضائها ورفع املستوى العلمى والفكرى ألعضاء النقابة‪ ،‬والعمل على‬
‫االرتفاع مبستوى املهنـة واحملافظة على كـرامتها والدفاع عن مـصاحلها وضمان حرىة‬
‫الصحفىنى فـى أداء رسالتهـم وكفالة حقـوقهم وصىانـتها فى حـاالت الفصل واملرض‬
‫والـتعطل والـعجز‪ ،‬والـسعى إلىجـاد عمل ألعضـاء النقـابة املـتعطلـنى والعمـل على‬
‫مراعاة االلتزام بتقالىد املهنة وآدابهـا ومبادئها وتسوىة املنازعات ذات الصلة باملهنة‬
‫والعمـل على الـتقرىب بـنى أعضـاء النقـابة وأعـضاء نقـابات العـمال الـعاملـنى فى‬
‫الصحافة‪.‬‬
‫وتناول الفصل الثانى‪ :‬شروط العضوىة والقىد فى جداول النقابة‪ ،‬وكان من أهم‬
‫ما تضمنه‪:‬‬
‫@ ىنشـأ فى الـنقابـة جدول ىشمـل أسماء الـصحفىنى وتـلحق به جداول فـرعىة‬
‫للمشتغلنى‪ ،‬وغىر املشتغلنى‪ ،‬واملنتسبنى‪ ،‬وحتت التمرىن‪.‬‬
‫@ ىشتـرط للقـىد فـى جـدول النقـابـة‪ :‬أن ىكـون صحفـىا محتـرفـا غـىر مـالك‬
‫لصحىفة أو وكالة أنباء تعمل فى مصر أو شرىكا فى ملكىتها أو مساهما‬
‫فـى رأسمالهـا وأن ىكون مـصرىا حـسن السـمعة لم ىـسبق احلكم عـلىه فى‬
‫جناىة أو جنحـة مخلة بالـشرف أو األمانة‪ ،‬أو تقـرر شطب اسمه من اجلدول‬
‫ألسباب ماسة بالشرف أو األمانة‪ ،‬حاصال على مؤهل دراسى عال‪.‬‬
‫@ الصحـفى املشتغل هـو من باشر بـصفة أساسـىة ومنتظمـة مهنة الصحـافة فى‬
‫صحـىفة ىومـىة أو دورىة تطبع فـى مصـر أو وكالـة أنباء مـصرىة أو أجـنبىة‬
‫تعمل فىها وكان ىتقاضى عن ذلك أجراً ثابتاً بشرط أال ىباشر مهنة أخرى‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪132‬‬

‫وىعـتـبــر أىضــا صـحـفـىــا مشـتــغـال‪ :‬احملرر املـترجـم واحملرر املـراجع واحملرر‬


‫الرسـام واحملرر املـصور واحملـرر اخلـطـــاط واملراسـل إذا كان ىتـقاضـى مرتـبا‬
‫ثابتــا‪.‬‬
‫@ ىسبق الـقىد فـى جدول املـشتغـلنى قـضاء فـترة متـرىن بغـىر انقطـاع وهى سـنة‬
‫خلرىجى أقـسام الصحـافة فى اجلـامعات واملعـاهد العلىـا املعترف بهـا وسنتان‬
‫خلرىجى باقى الكلىات واملعاهد العلىا املعترف بها‪.‬‬
‫وىقضـى الصحـفى فتـرة التمـرىن فى أىـة صحىفـة أو وكاالت أنـباء تعـمل فى‬
‫مصــر‪ ،‬وعلىـه أن ىتقـدم بـطلـب لقىـد اسمـه فــى جـدول الصحفـىـنى املشتغـلنى خـالل‬
‫‪ 3‬أشهر من تارىخ انتهاء فترة التمرىن‪.‬‬
‫@ ىقـىد فى جـدول املنتـسبنى الـصحفىون العـرب واألجانب املقـىمون فـى مصر‬
‫وىعـملون فى صحف أو وكـاالت أنباء تعمل بهـا‪ ،‬والذىن ىسهمـون مباشرة‬
‫فى أعمال الصحافة ولكن دون احتراف املهنة‪.‬‬
‫@ أجـاز القـانـون للـصحفـى املـشتغـل أن ىطـلب نقـل اسمه إلـى جــدول غىـر‬
‫املشتغلنى‪.‬‬
‫الباب الثانى ‪ :‬فى إدارة النقابة ‪ -‬وىتضمن ثالثة فصول‪:‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬حول اجلمعىة العمومىة ومجلس النقابة‪ ،‬ومن أهم ما تضمنه‪:‬‬
‫@ تؤلف اجلمعىة العمومىة من األعضاء املقىدىن فى جدول املشتغلنى‪.‬‬
‫وأهم اختـصاصـاتهـا‪ :‬النـظر فـى التقـرىر الـسنـوى جمللـس النـقابـة‪ ،‬واعتـماد‬
‫احلسـاب اخلتامـى للسنـة املنتهىـة وإقرار مـشروع مـىزانىـة السـنة التـالىة وانـتخاب‬
‫النقىب وأعضاء مجلس النقابة وإقرار مـشروع الالئحة الداخلىة للنقابة والئحة آداب‬
‫املهنة ووضع نظام املعاشات واإلعانات‪.‬‬
‫@ ىشكل مجلس الـنقابـة من النـقىب واثنـى عشـر عضـوا ممن لهم حق حـضور‬
‫اجلـمعىة العمومـىة نصفهم على األقل ممـن لم تتجاوز مدة قـىدهم فى جدول‬
‫املشتغلنى خمسة عشر عاما‪.‬‬
‫‪133‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وىـتولـى اجمللـس العمل علـى حتقىق أغـراض النقـابة فـهو الـذى ىعـد التقـرىر‬
‫السـنوى عن نشاطها وحسابها اخلتامى وىدىـر أمــوال النقابة وىشرف على حساباتها‬
‫وىدعو اجلمعىة العمومىة إلى االنعقاد وىنفذ قراراتها وىشــرف على جداول العضوىة‬
‫وىختـار أعضـاء اجمللس فـى جلنـتى القـىد والـتـأدىـب‪ ،‬وهــو الـذى ىشـكـل الـلجان‬
‫الـفرعىة وىنـظم الرعاىـة االجتماعىـة والصحىة للـصـحـفـىـىـن وأســرهــم وىـنـظـــر فى‬
‫الشكاوى املقدمة حول التصرفات املهنىة ألعضاء النقابة‪.‬‬
‫@ تنتخب اجلمعىة العمومـىة النقىب وأعضاء مجلس النقـابة باالقتراع السرى‬
‫العام‪.‬‬
‫@ ىختـار مجلس النقابة بـرئاسة النقىب فـور انتخابه‪ ،‬وكىلنى وسـكرتىرا عاما‬
‫وأمىنا للصندوق وىكونون مع النقىب هىئة املكتب‪.‬‬
‫@ ىختص مجلس النقابة بتسوىة املنازعات املهنىة بنى أعضاء النقابة‪.‬‬
‫@ ىقـوم النقـىب بـتمثـىل النقـابـة لـدى اجلهــات القضـائـىة واإلدارىة وله حق‬
‫التدخل بـنفـســه أو مبـن ىنــىـبـه من أعـضاء مجلـس النقابـة فى كـل قضىة‬
‫تهم النـقــابة‪.‬‬
‫الفصل الثانى ‪ :‬حول النقابات واللجان الفرعىة‪:‬‬
‫أعطـى القانون للنقـابة أن تشكل نقـابة فرعىة فـى كل محافظة ‪ -‬عـدا القاهرة‬
‫واجلـىزة ‪ -‬فىهـا أكثر مـن ثالثنى صحفـىا مشتغال بقـرار من مجلـس النقابـة‪ ،‬ولهذه‬
‫النقـابات شخصىـتها املعنوىـة ولها جمعىـة عمومىـة ومجلس مؤلف مـن رئىس وستة‬
‫أعضاء تنتخبهم اجلمعىة العمومىة‪.‬‬
‫الفصل الثـالث ‪ :‬خاص بـالطعن فـى القرارات الـصادرة من اجلـمعىة العمـومىة‬
‫وصحة انعقادها‪ ،‬وحل مجلس النقابة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪134‬‬

‫الباب الثالث ‪ -‬فى احلقوق والواجبات‪:‬‬


‫ومن أهم احلقوق ‪:‬‬
‫@ ال ىجـوز ألى فــرد أن ىعمل فــى الصحـافـة مـا لـم ىكن مقـىدا فـى جـدول‬
‫النقابة‪.‬‬
‫@ مـع عـدم اإلخـالل بحـكم املـــادة (‪ )135‬مـن قـانــون اإلجـراءات اجلنــائىـة‪:‬‬
‫ال ىجوز القبض علـى عضو نقابـة الصحفىنى أو حبسه احتـىاطىا ملـا ىنسب‬
‫إلـىه فى اجلـرائم املنـصوص علـىها فـى املواد ‪،184 ،182 ،181 ،179‬‬
‫‪ 306 ،303 ،185‬من قانون العقـوبات بسبب مـواد صحفىة صدرت عنه‬
‫أثنـاء ممارسة املهـنة‪ ،‬وحترر النـىابة العامـة فى هذه احلـالة محضـرا مبا حدث‬
‫تبلغ صورته جمللس النقابة‪ .‬املـادة(‪.)67‬‬
‫وهذه املــادة من قانـون نقابـة الصـحـفـىــىـن واملـادة ‪ 135‬من قـانون اإلجراءات‬
‫اجلنائىة هما اللتان كانتـا قد ألغىتا وفقــا للـقــانون رقـم ‪ 93‬لسنة ‪ ،1995‬وإن كان‬
‫قد مت الرجوع عن ذلك وأُلغـى احلبــس االحـتـىـاطـى فىما عـدا ما ىتـصــل باجلـرىـمـة‬
‫املنصوص علىها فى املـادة (‪.)179‬‬
‫@ ال ىجوز الـتحقىق مع عضـو النقابـة فىما ىتـصل بعمله الصحفـى إال مبعرفة‬
‫أحد أعضاء النىابة العامة‪.‬‬
‫@ إذا اتهـم الصحفـى بجنـاىة أو جنحـة خـاصـة بعملـه الصحفــى فللنقـىب أو‬
‫لرئىس النقابة الفرعىة أن ىحضر بنفسه أو مبن ىنىبه عنه‪.‬‬
‫ومن أهم الواجبات ‪:‬‬
‫@ مع عـدم اإلخالل بحق إقـامة الـدعوى املـدنىة أو الـتأدىبـىة؛ ىؤاخذ تـأدىبىا‬
‫طبقـا ألحكـام املـادة ‪ 81‬مـن هذا الـقانـون كل صحفـى ىخالـف الواجـبات‬
‫املنصوص علىها فى هذا القانون أو الالئحة الداخلىة للنقابة أو الئحة آداب‬
‫املهنة‪.‬‬
‫‪135‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫@ العقــوبات التـأدىـبـىـة هـى‪ :‬اإلنــذار والـغــرامـة واملـنـع مــن مــزاولـة املـهـنــة‬


‫مدة ال تتجـاوز سنة وشـطب االسم من جـدول النقابـة وال ىترتـب على ذلك‬
‫املساس باملعاش املـسـتـحـق‪.‬‬
‫@ تشـكل فى الـنقابـة هىئـة تأدىب ابـتدائـىة تتكـون من عـضوىن ىخـتارهـما‬
‫اجمللـس من بـنى أعضـائه وأحـد النـواب بـإدارة الفتـوى والـتشـرىع لـوزارة‬
‫اإلرشـاد القومـى (اإلعالم حالـىا) وتسـتأنف قـراراتها أمـام هىئـة تأدىب‬
‫استئنافىة‪.‬‬
‫@ ملن ىصدر ضده قرار تأدىبى بشطب اسمه من جدول الصحفىنى أن ىطلب من‬
‫جلنة القىد بعد مضى خمـس سنوات كاملة على األقل قىد اسمه فى اجلدول‬
‫مرة أخرى‪.‬‬
‫الباب الرابع ‪ -‬صندوق املعاشات واإلعانات ‪:‬‬
‫وأهم ما ورد فىه ‪:‬‬
‫@ ىـكون لصـندوق معـاشـات وإعـانــات الصحـفىنى الشخصـىة املعنـوىة وميثـله‬
‫النقىـب‪ ،‬وىكون له حسـاب مستقل فى مصـرف ىختاره مجلس النقـابـة‪.‬‬
‫@ ىدىر هـذا الــصـنــــدوق جلـنـــة تـشـكـل مـن أعضـاء هـىئــة املكتـب واثنـنى‬
‫ىختارهمـا مجلس النقابـة كـل سنـتـىـن‪ :‬أحـدهـمـا مـن األعضــاء املشتغلنى‬
‫واآلخر من بنى أصحاب املعاشات‪.‬‬
‫الباب اخلامس ‪ -‬وهو األخىر ‪ -‬عبارة عن أحكام عامة وانتقالىة‪:‬‬
‫من أهمهـا ‪:‬‬
‫@ ىجب أن ىحـرر فى ظل أحكام هذا القانون عقـد استخدام بنى الصحفى وبنى‬
‫املـؤسسـات الصـحفىة أو مـالك الـصحىفـة أو من ميـثله وىشمل العقـد مدة‬
‫التعاقد ونوع العمل ومكانه واملرتب‪.‬‬
‫@ للصحفـى احلق فى احلـصول علـى إجازات بـأجر كـامل شهراً علـى األقل فى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪136‬‬

‫السنة ملـن لم تتجاوز مـدة قىده فى جـدول النقابـة عشر سـنوات فإذا زادت‬
‫كانـت اإلجازة ‪ 45‬ىومـا‪ ،‬وىوما كل أسـبوع‪ ،‬وسـبعة أىام عـارضة سـنوىا‪،‬‬
‫كما ىستحق إجازات مرضىة‪.‬‬
‫@ إذا انتهى عقد عمل الصحفى احتسب مكافأة نهاىة اخلدمة على أساس شهر‬
‫عن كل سنة من سنوات التعاقد‪.‬‬
‫@ ال ىجوز للمؤسسات الصحفىة أو ملـالكى الصحف أو من ميثلونهم أن ىكلفوا‬
‫احملررىن بنشر ما ىتعـرضون به للمسئولىة بغـىر أمر كتابى‪ ،‬وال ىجوز نقل‬
‫الصحفى إلى عمل آخر ىختلف مع طبىعة مهنته‪.‬‬
‫وهذا القـانون قـد مضـى على إصـداره والعمـل به ما ىـزىد علـى ثالثنى عـاما‬
‫شهــدت البالد خاللهـا العـدىد مـن التغـىىرات فـى الـنظـام السـىاسـى واالقـتصـادى‬
‫واإلعالمـى إذ تغــىر النظـام السـىاســى من نظـام ىقـوم علــى تنظـىم سـىاسـى واحـد‬
‫(االحتاد االشتراكـى إلى نظام ىقوم علـى التعددىة احلزبىة‪ ،‬وأخـذ النظام االقتصادى‬
‫فـى التحـول مـن نظـام االقـتصـاد املـوجه إلـى نظـام االقـتصـاد احلـر‪ ،‬وتغـىر املــالك‬
‫للصحف الكبـرى فى مصـر وبدأت الصحـف احلزبىة فـى الظهور إلـى جانب الـسماح‬
‫بصدور صحف مملوكة ملكىة خاصـة‪ ،‬هذا كله جعل من األمور املسلَّمة أن ىعاد النظر‬
‫فى قانون النقابة فى ضوء التطورات اخلاصة بإعادة تنظىم الصحافة‪.‬‬
‫وقـد كان هذا األمـر مطروحـا منذ نهـاىة السبعىنـىات‪ ،‬إذ كان من مهـام اللجنة‬
‫التى شكـلت فى ذلك احلـنى باسـم ‪X‬جلنة تقـننى الصحـافة‪ Z‬دراسـة أوضاع املنـظمات‬
‫القائمة على العمل الصحفى وتقنىنها إلصدار قانون جدىد للصحفىنى‪.‬‬
‫وظلـت اللجنة جتـتمع منذ ‪ 16‬أغـسطس ‪ 1979‬حتـى نوفمبـر سنة ‪ ،1979‬ثم‬
‫توقفـت عن االجتماع‪ ،‬وفى ‪ 12‬نوفمـبر من السنة نفسهـا نشرت الصحف أن اللجنـة‬
‫قـررت طـــرح مشـروع قانـون تنظـىم الصحـافة علـى أعضـاء نقابـة الصحفـىنى وفى‬
‫جلسات اسـتماع مبجلس الشعب ملناقشته قبل تقدميه إلى السلطة التشرىعىة‪ ،‬وأنه مت‬
‫االتفاق عـلى أن تقـوم نقابـة الصحفـىنى بتعـدىل قانـونها احلـالى ومـىثاق الـشرف‬
‫‪137‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الصحفى دعما حلرىة الصحافة وضمانا الستقـاللها‪.‬‬


‫بل إن التقرىر العام للجنة التقننى الصادر فى نوفمبر سنة ‪ 1979‬تضمن مذكرة‬
‫عن تعـدىل قانون نقابة الـصحفىنى فى ضوء التـطورات وعلى ضوء التجـربة النقابىة‬
‫فـى السنـوات السـابقة ومـراجعة املـواد الواردة فـى القانـون مما كـان من اختـصاص‬
‫االحتاد االشـتراكى ومجلـس الوزراء والوزراء ومـا ىستحق التعدىل مـن هذا كله بعد‬
‫قىام اجمللس األعلى للصحافة ‪.‬‬
‫غـىر أن التقرىر الـذى قدمتـه اللجنة وقـتها أهمل وقـامت اللجنـة اخلاصـة التى‬
‫شكلهـا مجلس الـشعب وقتهـا برئـاسة د‪ .‬صـوفى أبـو طالـب رئىس مجلـس الشعب‬
‫األسبق بإعداد مشروع قانون كامل للصحافة‪.‬‬
‫ولـقد تخـوف الصـحفىون وقـتها مـن إجراء أىة تعـدىالت فى قـانون نقـابتهم أو‬
‫مـساس بـجدولهـا خاصـة وأن تلك الفتـرة شهدت شـكوى مـستمـرة من جـانب النـظام‬
‫احلاكم وقتها من الصحفىنى املصرىنى الـذىن ىكـتـبـون لصحف أجنبىة وكان النظام ىلح‬
‫على الـنقابـة أن تطـردهم أو حتـىلهم للمعـاش مما شـكـل أزمة فـى العالقة بـنى النـظام‬
‫ونقابة الصحفىنى إذ لم تكف احلكومة والرئىس أنور السـادات نفـســه عن توجىه اللوم‬
‫للنقابة على تخاذلها فى عقاب هؤالء الصحفىنى‪.‬‬
‫وبلغـت هذه األزمـة ذروتهـا مبا تـردد حول حتـوىل النـقابـة إلى نـاد مثـل نادى‬
‫القضـاة ىقتصر دورها علـى تقدمى اخلدمات والـرحالت واألنشطة ألعضـائها العاملنى‬
‫واملعـاشـات ألعضـائهـا املتقـاعـدىن‪ .‬وبـرر الـرئـىس أنـور السـادات نفـسه ذلك بـأن‬
‫الصحـافة بقـانونهـا اجلدىد لـم تعد مـجرد مهـنة تـنظمـها نقـابة بـل أصبحت سلـطة‬
‫كالسلطة القضائىة‪.‬‬
‫وأثـار هـذا رد فعل عنـىف وحـاد فـى األوسـاط الصحفـىة ممـا أدى إلـى تـراجع‬
‫النظام احلاكم عن اتخاذ أىة إجراءات خاصة بالنقابة ‪.‬‬
‫وبعد أن زالـت هذه األزمة وزالت معهـا مخاوف الصحفـىنى من احملاوالت التى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪138‬‬

‫كـانـت تبــذل للمـسـاس بجـدول الـصحفـىنى وشـطب بعـض األعضـاء بـسبـب آرائهم‬
‫السـىاسىة فـإن احلاجـة ملحـة لتعـدىل هذا القـانون خـاصة مـا ىتعلق بـتنظـىم القىد‬
‫وجداوله‪.‬‬
‫وأهـم املالحظات على هذا القانون ما ىلى‪:‬‬
‫‪ -1‬ضـرورة العمل عـلى زىادة فعـالىة دور الـنقابـة وسلطـتها الـتأدىبـىة خاصـة فى‬
‫مواجهة القىادات الصحفىة‪.‬‬
‫‪ -2‬أهـمــىـة إعــادة الـنــظــر فـى شــروط الـقىد‪ ،‬وهـناك بـعض املقتـرحات فـى هذا‬
‫اجملـال‪:‬‬
‫@ من املهم أن ىضاف جدول للصحفىنى اجلدد من خرىجى كلىة اإلعالم وأقسام‬
‫الصـحافة واإلعالم فـى اجلامعات اخملـتلفة ىسمح لهـم باالنضمـام إلىه فور‬
‫تخـرجهم‪ ،‬وحتـى تتـاح لهم فـرص التعـىنى حتت التـمرىن فـى صحىفـة من‬
‫الصحف املقصودة بقانون النقابة‪.‬‬
‫فقـد كـشفـت التجـربـة العملـىة عن أن هـؤالء اخلـرىجـنى ىتعـرضـون لعملـىات‬
‫استغالل بـشعـة فقـد ىقضـى بعضـهم سنـوات ىعمل فـى إحــدى الصحف ‪ -‬دون أن‬
‫ىتقاضى مكـافأة ثابتـة أو ىعنى حتت التمرىن ‪ -‬حـتى ىتسنى له أن ىتـقدم للقىد فى‬
‫جـدول التمـرىن بـالنقـابـة وبعـد أن ميضـى هـذه الفتـرة ‪ -‬فـى كثـىر من األحـىان ىتم‬
‫االستغناء عنه دون أن تكون له أىة حقوق أو حتمىه أىة جهة أو تدافع عنه‪.‬‬
‫وفـى اعتقادنا أن هذه من مهام نقابة الصحـفىنى أسوة بالنقابات املهنىة األخرى‬
‫التـى ىنضم إلىهـا اخلرىجون ‪ -‬كل فـى تخصصه ‪ -‬فور تخـرجهم كنقابـة احملامنى أو‬
‫األطباء أو املهندسنى‪.‬‬
‫وقد ىشجع هـذا بعض اخلـرىجنى ‪ -‬غـىر القاهـرىنى ‪ -‬على العـودة حملافـظاتهم‬
‫األصلـىة للعمل فـى صحـافتهـا احمللـىة‪ ،‬وهم مـطمئـنون إلـى أنه ستتـاح لهـم فرص‬
‫احلصول على عضوىة النقابة‪.‬‬
‫@ فتـح باب الـقىد فـى النـقــابـة أمـام الـصـحــفـىــىـن الـعامـلنى فـى الصحف‬
‫‪139‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫احمللـىة الصــغـىــرة بـعــد اسـتىفائهم شروط القــىــد إذ إن هذا األمر ىخضع‬


‫أحىانا لظـــروف متغىرة؛ من ذلك علـى سبىل املـثـــال أنه سبق وصدر قرار‬
‫من جلنـة القـىــد بعدم االعتـراف بهذه الـصحف مما دفــع خـــرىـجــى أقـسام‬
‫الصحـافـة بـاجلـامعـات اإلقلـىمـىة إلــى االمتنـاع عـن العمل بـالــصـحــف‬
‫الصـادرة فى محـافظـاتهم بـاعتبـار أنه ال ميكـن لهم من خاللهـا االنضـمام‬
‫للنقابة‪.‬‬
‫والنتـىجة املنطقىة لذلك أن بـعض هذه الصحف تضطر إلـى السماح لبعض غىر‬
‫املـؤهلـنى صحفـىا وغـىر النقـابــىنى للعمل بـصحفهم‪ ،‬وهـذا الـوضع فـضال عن عـدم‬
‫قانونىته‪ ،‬فإنه غىر مقبول من صحف مطلوب منها أن تؤدى رسالة اجتماعىة‪.‬‬
‫ورغم أنه ال ىوجـد نص فى قانون الـنقابة مينع العاملـنى فى الصحف احمللىة من‬
‫االنضمـام للنقابة غـىر أن احلائل احلقىقى أمـامهم هو أن بعضهم ىعـملون فى وظائف‬
‫أخرى وغىر متفرغنى للعمل الصحفى‪ ،‬كما اشترط ذلك قانون النقابة‪.‬‬
‫@ وىقـتــضــى هــذا أىضــا إعـــادة النظـــر فى الـشروط التـى وضعها القـانون‬
‫للصحفى املشـتغل‪.‬‬
‫وواقع األمر أن األوضـاع االقتصـادىة للصحف الصغـىرة ال تسمح ‪ -‬فـى كثىر‬
‫من األحـىان ‪ -‬بتفرغ الـصحفىنى للعمل بـها إذ إن املرتبـات التى ىحصلـون علىها ال‬
‫تكفـى ‪ -‬غالبا ‪ -‬لضمان مستوى معىشـى الئق‪ ،‬مما قد ىضطر البعض لقبول وظائف‬
‫أخرى إلـى جانـب عملهـم الصحـفى ونـتىجـة ذلك فـإن النـقابـة ال تقبلهـم كأعـضاء‬
‫مشتغلنى بها‪.‬‬
‫وفـى اعتـقادنـا أن هذه املـسألـة غدت قـابلـة للنـقاش فـى ظل الـوضع احلـالى‬
‫للمؤسسـات الصحفىة الـقومىة املمـلوكة رسمـىا للدولة وميـارس حقوق امللكـىة علىها‬
‫مجلس الشورى إحدى مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫@ ومن االقـتـراحــات املطروحـة أىضا وميكن دراستهـا إضافة جـدول جدىد إلى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪140‬‬

‫جــداول النـقــابــة ىــضــم العــاملـــىـن بهــــذه الــصــحـف والنـشـرات التـى‬


‫تصـدرها الـوزارات واحملافظـات والهىئـات بالقـاهرة واألقـــالـىـــم بـشــروط‬
‫معـىنة تكفل لهـؤالء العاملـنى ممارسـة العمل الصحفـى احمللى وحـماىتـهــم‬
‫من القـواننى التـى جترم ممـارسة املهـنة لغـىر أعضــاء النقــابة مع حتــصـىـل‬
‫اشـتـراك سنـوى منهـم أســـوة باألعضـاء املـنتسبنى دون أن تتـحمل النقـابــة‬
‫جتـاههم أىة الـتزامـات أدبىة أو أعـباء مـالىة مـستقبـلىة علـى أن تنـتهــى‬
‫عـضوىتهم باجلـدول اجلدىد بانتهـاء عملهم فى اجلهـة التى تصـدر الصحىفة‬
‫أو النشــرة‪.‬‬
‫@ من األمور اجلدىرة باملناقشة أىضا إعـادة النظر فىما نصت علىه املـادة (‪)5‬‬
‫من قـانون النقابة والتى تـشترط لقىد الصحفى فـى جدول النقابة أال ىكون‬
‫مالكا لصحىفة أو شرىكا فى ملكىتها أو مساهما فى رأسمالها إذ إن هذا‬
‫قد ىحول بـنى الصحفىنى واملشاركة فى إنشـاء شركات أو جمعىات تعاونىة‬
‫إلصدار صـحف جدىدة فى الـوقت الذى ىعـد هذا متـاحا ‪ -‬ولو نـظرىا على‬
‫األقل ‪ -‬ألى مواطن عادى‪.‬‬
‫وإذا كنـا نرى أن بـعض نصـوص النقـابة غـىر إىجابـىة‪ ،‬إال أن هنـاك نصـوصا‬
‫إىجـابـىة وضـرورىة للحفـاظ علـى املهنــة‪ ،‬ومن ذلك عـدم الـسمـاح مبمـارسـة مهنـة‬
‫الـصحافة لغـىر أعضاء الـنقابة‪ ،‬فـالصحافـة لىست مجـرد حرفة ىدوىة بل إنهـا مهنة‬
‫ىنبغـى أن تكون لهـا أخالقىاتهـا ومىثـاق الشـرف اخلاص بـها‪ ،‬كمـا أن لها دورا ‪-‬‬
‫بشكل أو بآخر ‪ -‬فـى التأثىر على الرأى العام ممـا ىتطلب ضرورة أن ىكون العاملون‬
‫بهـا مؤهلنى لـذلك تأهىال جـىدا وىنتمون لنقـابة حتمىهـم‪ ،‬وفى الوقت نفـسه حتاسبهم‬
‫إذا أخطأوا أو أساءوا ألخالقىات املهنة أثناء ممارستهم ملهنتهم‪.‬‬
‫وىنبغى أن نلفت النظر إلى أنه لىس معنى ذلك أنـنا ضد مشاركة اجلماهىر فى‬
‫حترىر الصحف بـإبداء آرائهم ووجهـات نظرهـم وطرح تعلىقـاتهم‪ ،‬فهذه مسـألة أخرى‬
‫ىنبغى تشجىعها والتوسع فىها‪.‬‬
‫وتتـىح املـادتان (‪ )61( ،)54‬من قانـون النقابة احلالـى لكل محافظة ‪ -‬خارج‬
‫‪141‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫القاهـرة واجلىزة ‪ -‬بهـا عدد معـنى من الصحفـىنى أكثر مـن ثالثنى صحفـىا مشتغال‬
‫تـشكـىل نقـابـة فـرعـىة بقـرار من مجلـس النقـابـة وىكـون لهـذه النقـابـات الفـرعـىة‬
‫الشخـصىة املعنـوىة فى حـدود اختصـاصها‪ ،‬وقـد ىقرر مـجلس النقـابة إنـشاء نقـابة‬
‫فرعىة واحدة ىشمل اختصاصها أكثر من محافظة‪.‬‬
‫وال شــك أن هـــذا الـنــص إىجـــابــى وإن كــان ال ىــسـتـفــىــــد منه حـالـىا إال‬
‫محافظة اإلســكـنــدرىة‪ ،‬ومن حق مجلس النقـابة أىضا تشكـىل جلـنــة فى دائـرة كـل‬
‫محـافـظـــة ال توجـد بها نقـابة فـرعىة ىبلغ عـدد الصحفـىنى فىهـا ‪ 15‬عضـوا على‬
‫األقــل‪.‬‬
‫وخــالصــــة القـــول‪ :‬إننـــا نـواجــه الـعـــدىد من التحـــدىات فــى هـــذا العــالـم‬
‫الـمـتــغـىــر‪ ،‬فهنـاك حتدى ثــــورة تكـنــولـوجـــىـا االتـصال‪ ،‬وحتـدى االحتـــكـارات‬
‫الـكــبــرى التى تسـىـطـــر بـقـــوة على الــصـحــف ووســائل اإلعالم اإللىـكـتـرونىة مما‬
‫أدى إلى تــركـىـز مــصــادر التحــكـم فـى املـعــلومات الـــدولىـــة‪ ،‬وتـأثـىــر ذلك كله‬
‫على حـرىة التـعـبـىــر عن الرأى‪ ،‬ومسـتقبل الصحافـة واإلعالم ومدى متتعهـا باحلرىة‬
‫احلقىقىة‪.‬‬
‫وهذا كلـه ىتطلب مـراجعة شـاملة لـلتشـرىعات والقـواننى اخلـاصة بـالصحـافة‬
‫واإلعالم وتنقىتها من العـوائق القانونىة واإلجرائىة حلرىة الصحافة سعىا وراء حتقىق‬
‫مزىد من التنوع والتعددىة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪142‬‬

‫ملخص الوحدة الـرابــعة‬

‫عـرضت هـذه الوحـدة للـتنظـىم النـقابـى للصـحفىنى فـى مصـر من خالل نقـابة‬
‫الصحفـىنى التـى أنـشئت مبـوجب القـانـون رقم ‪ 10‬لـسنـة ‪ ،1941‬وقـد استعـرضت‬
‫الـوحدة أهـم ما ميىـز هذا القـانون سـواء من حىث أغـراض النقابـة وشروط القىـد فى‬
‫جدولها وأسلوب إدارتها‪.‬‬
‫كـما تنـاولت الوحـدة عرضـاً سرىعـاً ألهم ما جـاء فى القـانون رقم ‪ 185‬لـسنة‬
‫‪ 1955‬من حىث أغـراض النقابـة وتعرىف الصحفـى احملترف وجداول الـقىد بالـنقابة‬
‫وتشكىل اجلمعىة العمومىة ومجلس النقابة‪.‬‬
‫وفـصلت الوحدة بعـض التطورات اخلاصـة بالوضع النقـابى وفقاً للقـانون احلالى‬
‫للنقـابة رقم ‪ 76‬لـسنة ‪ 1970‬مـن حىث تعرىف الـصحىفة وإنـشاء النـقابة وأهـدافها‬
‫وشـروط العضوىـة والقىد بجـداول النقابـة وإدارة النقابـة‪ ،‬وحقوق الصحفـى وواجباته‬
‫فـى ضوء مـا ورد بهـذا القـانون‪ ،‬وصـندوق املـعاشـات واإلعانـات‪ ،‬وبعض األحـكام‬
‫االنتقالىة‪.‬‬
‫ونـاقشت الوحدة أهم املالحظـات على القانون احلالـى وبعض التصورات اخلاصة‬
‫بتطوىر قانون النقابة لىالئم التطورات السىاسىة واالقتصادىة واإلعالمىة‪.‬‬
‫‪143‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫أسئلة الوحدة الـرابــعة‬

‫السؤال األول‪ :‬حدد املقصود باملفاهىم التالىة‪:‬‬


‫‪ -1‬مفهوم الصحىفة فى ضوء قانون نقابة الصحفىنى رقم ‪ 76‬لسنة ‪1970.‬‬
‫‪ -2‬تعرىف الصحفى وفقاً لقانون نقابة الصحفىنى رقم ‪ 76‬لسنة ‪1970.‬‬
‫‪ -3‬الصحفى املشتغل‪.‬‬
‫‪ -4‬جدول املنتسبنى‪.‬‬
‫‪ -5‬مجلس نقابة الصحفىنى‪.‬‬
‫السؤال الثانى‪ :‬قارن بنى ما ىلى‪:‬‬
‫‪ -1‬جدول حتت التمرىن وجدول غىر املشتغلنى‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق الصحفى وواجباته كما نص علىها قانون نقابة الصحفىنى‪.‬‬
‫‪ -3‬النقابات الفرعىة واللجان النقابىة‪.‬‬
‫‪ -4‬شروط القـىد فـى النقـابة وفـقاً للقـواننى الثالثـة التـى مرت بهـا‪ :‬رقم ‪10‬‬
‫لسنة ‪ ،1941‬رقم ‪ 185‬لسنة ‪ ،1955‬رقم ‪ 76‬لسنة ‪1970.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬حدد الرأى القانونى حول املواقف التالىة‪:‬‬
‫‪ -1‬نـظراً لتمىز أحد مـراسلى إحدى الصحف فى إىـطالىا وهو إىطـالى اجلنسىة‬
‫وطول املـدة التـى عمل بـها فـى صحـىفته تقـدمت الـصحىفـة تطلـب منحه‬
‫عضوىة نقابة الصحفىنى فى مصر وقىده بجدول املشتغلنى‪.‬‬
‫‪ -2‬قام أحد الصحفىـنى العاملنى بإحدى الصحف احمللىـة وهو فى الوقت نفسه‬
‫مدىر العالقات العامة باحملافظة التى تصدر بها الصحىفة برفع دعوى ضد‬
‫نقـابة الصحفىـنى لرفضها قـبول قىده فـى جدول حتت التـمرىن بالـنقابة رغم‬
‫تخرجه من قسم الصحافة بكلىة اإلعالم‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪144‬‬

‫‪ -3‬أثـناء الـتحقىق مـع أحد الـصحفىـنى فى الـدعوى املـرفوعـة ضده مـن أحد‬
‫األشخاص متهما إىاه بالقذف فى حقه‪ ،‬رفض وكىل النىابة حضور سكرتىر‬
‫عام نقابة الصحفىنى التحقىق مع هذا الصحفى‪.‬‬
‫‪ -4‬انـتهى التحقـىق مع صحفى اتهـم بالعىب فـى حق أحد الـسفراء املعـتمدىن‬
‫فى مصر من خالل مـا نشره فى صحىفـته وتقرر حبسه احتىـاطىاً على ذمة‬
‫القضىة‪.‬‬
‫‪ -5‬أحىل أحد الصحفىنى إلى هىئة التأدىب االبتدائىة بالنقابة لتكرار مخالفته‬
‫حقـوق الزمالـة الواردة مبىثاق الـشرف الصحفى وصـدر قرار تأدىـبى بشطب‬
‫اسمه من جـدول النقابة ملـدة سنتنى وحرمـانه من معاشه‪ ،‬وبعـد مضى ثالث‬
‫سنوات تقدم الصحفى مرة أخرى بطلب قىد اسمه باجلدول‪.‬‬

‫أنشطة ىقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬من خالل حتلـىلك للقوانـنى املتتابعـة لنقابـة الصحفىنى فـى مصر (رقم ‪20‬‬
‫لسنـة ‪ ،1941‬رقم ‪ 185‬لسـنة ‪ ،1955‬رقـم ‪ 76‬لسنـة ‪ )1970‬حاول أن‬
‫حتـدد إىجابـىات وسلبىـات كل قانـون وأن تقىم مالمح التـطور فى الـقانون‬
‫احلـالى‪ ،‬واقتـرح بعض تـصوراتك لقـانون جـدىد لـلنقابـة ىواكب الـتطورات‬
‫السـىاسىـة واالقتصـادىة فـى اجملتمـع املصرى والـتطورات فـى تكنولـوجىا‬
‫الصحافة‪.‬‬
‫‪ -2‬أعـد ورقـة بـحثىـة حـول األوضـاع النقـابىـة لـلصحـفىنى فــى بعض الـدول‬
‫العربىة‪.‬‬
‫‪145‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫مـراجـع الوحدة الـرابــعة‬

‫(‪ )1‬جمهورىة مصر العربىة قانون رقم ‪ 76‬لسنة ‪ 1970‬بإنشاء نقابة الصحفىنى‪.‬‬
‫(‪ )2‬لىلى عبد اجملـىد (تقدمى د‪ .‬خلىل صابات) ‪ :‬سىاسـات االتصال فى العالم الثالث‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطباعى العربى‪1986. ،‬‬
‫(‪ )3‬مـجلـة (الصحفـىـون) العــدد ‪ 12 ،8‬ىنـاىـر ‪ 1991‬حتــت عنوان ‪X‬منـاقشات سـاخنة‬
‫فـى جلسـات االسـتمـاع‪ .Z‬عـدد ‪ 13‬مــاىـو ‪ ،1991‬نـص بىــان وتـوصىــات املـؤمتـر‪،‬‬
‫ص ص ‪200. - 196‬‬
‫(‪ )4‬اللجنة العـامة لتـقننى الصحـافة‪ ،‬جلنـة التقننى والـصىاغة‪ ،‬بـىان التقرىر العـام للجنة‬
‫التقننى والصىاغة‪ ،‬نوفمبر ‪1979.‬‬
‫(‪ )5‬رىاض رزق اهلل شمس‪ ،‬حرىة الصحـافة وجرائـم الصحافة والـنشر‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬مطبــــعة‬
‫دار الكتب‪1947. ،‬‬
‫(‪ )6‬جمـال الدىن العـطىفـى‪ :‬حرىة الـصحافـة وفق تشـرىعات ج‪ .‬م‪ .‬ع‪ ،‬القـاهرة‪ ،‬مـطابع‬
‫األهرام التجارىة ‪.1974،‬‬
‫‪147‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة اخلامسة‬
‫التشــرىعــات اإلذاعىــة‬

‫األهداف ‪:‬‬
‫ىتوقع بعد دراسة هذه الوحدة ‪ ،‬أن ىكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬ىشرح طبـىعة التشرىع الذى ىـنظم النشاط اإلذاعى (الـرادىو والتلىفزىون)‬
‫فى مصر‪.‬‬
‫‪ -2‬ىبني الهىاكل التى ىـدار من خاللها احتاد اإلذاعة والتلىفزىون (وهو الهىئة‬
‫القومىة لإلرسال اإلذاعى فى مصر) واختصاصات كل مستوى منها‪.‬‬
‫‪ -3‬ىبني أهداف احتاد اإلذاعة والتلىفزىون ومهامه واختصاصاته‪.‬‬
‫‪ -4‬ىـعرض التـطور التـارىخى الـذى حلق بأسـلوب إدارة النـشاط اإلذاعـى فى‬
‫مصر منذ متصىر اإلذاعة‪ ...‬وحتى اآلن‪.‬‬
‫‪ -5‬ىـوازن بني القـوانني التـى تنـظم الـنشـاط اإلذاعـى فـى مصـر منـذ متـصىـر‬
‫اإلذاعة‪ ..‬وحتى اآلن‪.‬‬
‫‪ -6‬ىعرض أمثلة حلل املشكالت اخلاصة مبمارسة النشاط اإلذاعى فى مصر فى‬
‫ضوء القانون الذى ىنظم هذا النشاط حالىاً‪.‬‬
‫‪ -7‬ىـــوازن بـني مهــــام مجلــس األمـنــــاء‪ ،‬ومجلــس األعـضـــاء املـنـتـــدبـني‬
‫واختصاصاتهما‪.‬‬
‫‪ -8‬ىشرح تشكىل اجلمعىة العمومىة واختصاصاتها‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪148‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬التشرىعات املنظمة لإلذاعة‪.‬‬
‫‪ -‬التشرىعات املنظمة للتلىفزىون‪.‬‬
‫‪ -‬احتاد اإلذاعة والتلىفزىون‪ :‬أهدافه ومهامه‪.‬‬
‫‪ -‬الهىكل اإلدارى الحتاد اإلذاعة والتلىفزىون ‪ ،‬واختصاصات أعضائه‪.‬‬
‫‪149‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة اخلامسة‬
‫التشــرىعــات اإلذاعىــة‬

‫خلفـىة تارىخـىة عن تطـور التشـرىعات املـنظمـة لإلذاعة والـتلىفـزىون فى‬


‫مصر‪:‬‬
‫اإلذاعــة ‪:‬‬
‫رغـبة فـى تخوىل اإلذاعـة الالسلكـىة ‪ -‬التـى انتقلت ملـكىتهـا إلى احلكـومة‬
‫املـصرىة بعـد إلغاء عـقد احلكـومة مع شـركة مـاركونـى ‪ -‬استقالال ىسـاعدهـا على‬
‫حتقـىق أهـــدافهـا صـدر مـرسـوم ملكـى فـى مـاىو عـام ‪ 1947‬أنـشئت مبـوجبه إدارة‬
‫مـستقلـة تسـمى إدارة اإلذاعـة الالسلـكـىة املصـــرىة لها الـشخصـىة املعنــوىة تلحق‬
‫بـوزارة الشئـون االجتمـاعىة ىدىرهـا مجلس إدارة بـرئاسـة وزىر الشئـون االجتمـاعىة‬
‫وعضـوىة وكالء وزارات الـشئـون االجـتمـاعـىة واملـواصالت والـداخلـىة واخلـارجـىة‬
‫واملعارف العمــومىة ومفـتش عـام مـصلحة التلغـرافات والتـلىفونـات ومدىر اإلذاعة‬
‫الالسلكـىة وخمسة أعضــاء من بني املشـتـغلني بالشـئـون العامـة‪ ،‬كمـا حــدد املرسوم‬
‫اختصـاصات مجلس اإلدارة‪ ،‬وأعطـاها استقالال فى مـىزانىتها دون التقـىد باللوائح‬
‫املــالىة العادىة‪.‬‬
‫وصـدر أول تشـرىع متـكامل لـإلذاعـــة بعـد متصـىرهـــا وهـو القــانـون رقم ‪98‬‬
‫لـسنة ‪ 1949‬واعـتبرت اإلذاعـة هىئـة مسـتقلة ذات شخـصىة معنـوىة تلحق برئـاسة‬
‫مجلس الوزراء ولهـا مجلس إدارة برئاسـة رئىس مجلس الوزراء أو مـن ىنتدبه‪ ،‬كما‬
‫مت تعىني مستشار فنى لإلذاعة ‪.‬‬
‫وبعد قـىام ثورة ‪ 23‬ىولـىو ‪ ،1952‬صدر املـرسوم بقـانون ‪ 270‬لـسنة ‪1952‬‬
‫بإنشاء وزارة لإلرشاد القومى‪ ،‬ونصت مادته الثالثة على نقل تبعىة اإلذاعة املصرىة‬
‫مـن رئاسـة مجلس الـوزراء إلى وزارة اإلرشـاد القومـى‪ .‬وفى ىنـاىر ‪ ،1953‬ألغىت‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪150‬‬

‫وظىفـة املستشـار الفنى وصـدر مرسوم بـقانون بـأن حتل وظىفـة وكىل وزارة اإلرشاد‬
‫القـومى فى عضـوىة مجلس إدارة اإلذاعة املـصرىة بدال من وظـىفة املستـشار الفنى‪،‬‬
‫ثم صـدر مـرسـوم بقـانـون رقم ‪ 133‬لـسنـة ‪ 1953‬بـإلغـاء اجملـلس األعلـى لإلذاعـة‬
‫وتولى وزىر اإلرشاد القومى اختصاصاته‪ ،‬وكان املبرر لذلك جعل اإلذاعة تنطلق دون‬
‫تقىىد فى اإلجراءات أو تعارض فى الرأى وكثرة فى املناقشات‪.‬‬
‫وفى أغسـطس ‪ ،1953‬عدلت بعـض مواد قانـون اإلذاعة املصـرىة‪ ،‬ونص على‬
‫أن ىكـون لإلذاعة مجلس إدارة بـرئاسة وزىر اإلرشـاد القومى وعضـوىة مدىر اإلذاعة‬
‫املصـرىة وخمسة أعضاء علـى األقل وتسعة على األكـثر من بني املشتغلـني بالشئون‬
‫العامـة‪ ،‬خاصة مـا ىتصل منهـا باإلذاعة ىعـىنون بقرار مـن مجلس الوزراء ملـدة سنة‬
‫وىجـوز جتـدىد تعـىىنهـم كلهم أو بعـضهم بقـرار من وزىر اإلرشـاد وىجـتمع مجـلس‬
‫اإلدارة مرة على األقل كل شهر‪.‬‬
‫وصدر قانون رقم ‪ 592‬لسنـة ‪ 1955‬باعتبار اإلذاعة هىئة عامة ذات شخصىة‬
‫اعتـبارىة تتبع وزارة اإلرشـاد القومى وىتـكون مجلس إدارتهـا برئاسـة وزىر اإلرشاد‬
‫القومى وعضوىة الوكىل الدائم للوزارة ومدىر عام اإلذاعة ومدىر عام مصلحة الفنون‬
‫بالـوزارة ومدىر عام مـصلحة االستعالمـات ووكىل اإلذاعة للـشئون الهنـدسىة وعدد‬
‫من الشخصىات العامة‪.‬‬
‫وفى عام ‪ ، 1958‬صـدر قرار جمهورى رقـم (‪ )183‬باعتبار اإلذاعـة مؤسسة‬
‫عامة ذات شخصىة اعتبـارىة على أن ىتم إحلاقها برئـاسة اجلمهورىة وىتكون مجلس‬
‫إدارتها برئاسة وزىر شئون رئاسة اجلمهورىة‪.‬‬
‫وبعـد قىام الـوحدة بـني مصـر وســورىا صــــدر القــــرار اجلمهــــورى رقم ‪717‬‬
‫لسنة ‪ 1959‬بـإدماج كل من اإلذاعتني املصرىة والسورىة فى إذاعة واحدة هى إذاعة‬
‫اجلمهـورىة العـربــىة املتحــدة‪ ،‬وىرأس مجلـس إدارتهـا أىضــا وزىر شئـون رئـاسـة‬
‫اجلمهورىة وعـضوىة مدىرى اإلذاعتني املصرىة والسـورىة وعمىد كلىة اآلداب جامعة‬
‫القاهرة ومـدىر عام مصلحـة االستعالمات وأسـتاذىن‪ :‬أحدهمـا بكلىة اآلداب واآلخر‬
‫‪151‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫بكـلىة الهندسة بجامعـة القاهرة ‪ ،‬ونقىب املوسـىقىني‪ .‬وتتكون اإلذاعة من شعب أو‬
‫إدارات أو مـراقبـات ومهمتهـا املشـاركة فـى التـوجىه القـومى العـام ورفع مسـتوى‬
‫الشـعب ثقافـىا واجتمـاعىا وأخالقـىا‪ ،‬وحتددت اخـتصاصـاتها فـى إنشـاء احملطات‬
‫واالستودىوهات وتكوىن الفرق الفنىة وإقامة احلفالت وإذاعة اإلعالنات التجارىة‪.‬‬
‫وصــدر القـرار اجلـمهــورى رقم ‪ 1814‬لــسنـة ‪ 1961‬بـاعـتبـار اإلذاعــة من‬
‫املـؤسسات العامة ذات الطابع االقتصادى وتسـمى (املؤسسة املصرىة العامة لإلذاعة‬
‫والتلـىفزىون) لتـتولى كل مـا ىتعلق بشئـون اإلذاعة والتلـىفزىون مبا فـى ذلك إنشاء‬
‫الصناعات املرتبطة بأغراضها واملساهمة فىها واإلشراف علىها‪.‬‬
‫وصـدر قــرار جمهــورى رقم ‪ 1899‬لـسنـة ‪ 1961‬بـإنـشـاء اجمللـس األعلـى‬
‫للمؤسسات العـامة برئاسة رئـىس اجلمهورىة ومبقتضاه فصلت الـنواحى الهندسىة عن‬
‫باقى أقسام اإلذاعة والتلىفزىون‪.‬‬
‫وتكون مجلـس إدارة املؤسسـة املصرىة العـامة لإلذاعـة والتلىفـزىون من الوزىر‬
‫اخملتص بشئـون اإلذاعة رئىسا وعـضوىة مدىر هىئـة اإلذاعة ومدىر املؤسـسة املصرىة‬
‫العـامة لـإلذاعة والتلـىفزىون ورئـىس مجلس إدارة شـركة الـنصر لـلتلىفـزىون وثالثة‬
‫أعضاء ىعىنهم الوزىر اخملتص بشئون اإلذاعة‪.‬‬
‫وصدر قـرار جمهـورى آخر رقـم ‪ 2958‬لسنـة ‪ 1962‬بضم هـىئة اإلذاعـة إلى‬
‫وزارة اإلرشـاد القومـى وخول وزىر اإلرشـاد القومـى كافـة االختصـاصات التـى كان‬
‫معهودا بها لوزىر الدولة لشئون اإلذاعة‪.‬‬
‫وفـى عام ‪ ، 1963‬صـدر قرار ىدمـج املؤسـسة املـصرىة الـعامـة للسـىنمـا فى‬
‫املؤسـسة املـصرىة الـعامـة لإلذاعـة والتـلىفـزىون‪ ،‬علـى أن تعتبـر هذه املـؤسسـة من‬
‫املؤسسات العامة ذات الطابع االقتصادى وتخضع لوزىر الثقافة واإلرشاد القومى‪.‬‬
‫ثم ضمت هـىئة املسرح لإلذاعة وتولى اإلشراف علىها مدىر اإلذاعة وسمىت هىئة‬
‫اإلذاعة واملسـرح واملوسىقى‪ ،‬وانضـمت السىنما إلـى هندسة التلـىفزىون وأصبح اسمها‬
‫مـؤسسـة اإلذاعـة والتلـىفـزىون والسـىنمـا وضم إلـىهـا اإلشـراف علـى مصـانع نصـر‬
‫للتلىفزىون والرادىو واألجهزة اإللكترونىة واالسطوانات بجانب استدىوهات السىنما‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪152‬‬

‫ثم صدر قـرار جمهورى آخر فى ىناىر ‪ 1966‬بـإنشاء هىئتني عـامتني هما هىئة‬
‫إذاعـة اجلمهورىة العربـىة املتحدة وهىئـة تلىفزىون اجلمهـورىة العربىة املـتحدة تتبعان‬
‫لوزارة اإلرشاد القومى وتخضعان إلشـراف الوزىر وتوجىهه ورقابته املباشرة وحتددت‬
‫اختصاصاتهما‪.‬‬
‫وفى أغـسطـس ‪ ، 1970‬صدر قـرار جمهـورى بقـانون رقـم ‪ 62‬لسـنة ‪1970‬‬
‫بإنـشاء احتاد اإلذاعــة والتلىفزىون والـذى قـدم صىغـة مستحـدثـة ملـؤسسـات الدولة‬
‫املستقلة التى لـىسـت مصلحـة حـكومىة وال هىئـة عـامة وال مؤسسات عامة‪ ،‬وضىق‬
‫قــرار إنشـاء االحتـاد الـوصـاىة اإلدارىة التـى كـانت مقـررة لـوزىر اإلرشــاد‪ ،‬ونقلت‬
‫اختـصاصـاته اإلشـرافـىة إلى مـجلس األمـنـاء وأصبحـت عــالقـة احلكـومة بـاالحتاد‬
‫تنـحصـر فــى حضــور وزىر اإلرشــاد جلـسـات مجلـس األمنــاء وإبــداء الـرأى فـى‬
‫املوضــوعات املطـروحة عن طـرىق إخطاره بقـرارات اجمللس‪ ،‬دون أن ىُطلـب تصدىقه‬
‫علىهـا‪ ،‬وتقدمى تـقرىر عن نـشاط االحتـاد لرفعه لـرئىس اجلـمهورىة‪ ،‬علـى أن ىكون‬
‫لالحتاد شخصىته االعتبـارىة‪.‬‬
‫ونص القانـون على أن ىكون لـالحتاد مجلس لألمـناء ومجلس للـمدىرىن وعدد‬
‫من القطاعات الرئىسىة ىقرره مجلس األمناء‪ ،‬وىتولى مجلس األمناء االختصاصات‬
‫الـتى كـانت مـقررة للـوزىر فى اإلشـراف والرقـابة وفـى وضع السـىاسة العـامة‪ ،‬يف‬
‫الوقت الـذى أعطى القانـون الوزىر حق حضـور جلسات مجلس األمـناء وابداء الرأى‬
‫فـى املوضـوعات املـطروحـة علـىه علـى أن تبلغ إلـىه قراراتـه فور صـدورها دون أن‬
‫ىتطلب ذلك تصدىقه علىها‪.‬‬
‫ونص القانون ‪ -‬أىـضًا ‪ -‬على التزام مجلـس األمناء بالسـىاسة العامة لإلعالم‬
‫التـى ترسـمها القـىادة السـىاسىة العـلىا والتـى ىبلغها إلـىه وزىر اإلرشاد القـومى‪،‬‬
‫وأعطـى القانون لالحتـاد احلق فى أن ىتعاقـد وأن ىجرى جمـىع التصرفـات واألعمال‬
‫التـى من شأنهـا حتقىق الغـرض الذى أنـشئ من أجله دون التقـىد بالنـظم واألوضاع‬
‫احلكومـىة ونظم الهـىئات واملـؤسسـات العامـة وىتـبع فى إعـداد مىزانـىته القـواعد‬
‫املطبقة فى الشركات املساهمة‪ ،‬كما أجاز القانون لالحتاد تأسىس شركات مساهمة‪.‬‬
‫‪153‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫كـما نص القانـون على أن تشكل جلـنة من املدىرىن فـى كل قطاع ملعـاونة رئىسه‬
‫فـى تسـىىر العمل الـىومى وحتـدىد أجور اخلـدمات الـتى ىؤدىهـا القطـاع‪ ،‬إال أن هذا‬
‫التوجه من خالل هذا القـانون لم ىنجح‪ ،‬إذ توهم أنه ىستطـىع تقدمى إعالم مستقل فى‬
‫وقت كـان االحتاد االشتـراكى ىتجه فـىه إلى مـزىد من السـىطرة علـى وسائل اإلعالم‬
‫ومن ثم لـم ىعمر سـوى بضعـة أشهر ألغـى بعدهـا حىث أثـىر حوله اعتـراض دستورى‬
‫بـشأن عدم عرض هـذا القرار بقانـون على مجلس األمـة وقتئذ خالل خمسـة عشر ىوما‬
‫من تارىخ صـدوره‪ ،‬فأعـدت وزارة اإلعالم مشـروع قانـون جدىد لـعرضه علـى اجمللس‬
‫وصـدر به القـانون رقـم ‪ 1‬لسـنة ‪ 1971‬الـذى ىنص عـلى إنـشاء هـىئة تـسمـى احتاد‬
‫اإلذاعة والتلىفزىون تتـولى شئون اإلذاعة املسمـوعة واملرئىة فى مـصر ولها الشخصىة‬
‫االعـتبارىة‪ ،‬وىنـص أىضا علـى تبعىة االحتـاد لوزىر اإلعالم إذ أعـطاه القـانون رئـاسة‬
‫اجمللس األعلى لـالحتاد‪ ،‬وهو الذى ىقتـرح على رئىس اجلمهـورىة تعىني رئىس االحتاد‬
‫ورؤساء القطـاعات وتشكـىل اجمللس األعلى لـالحتاد وتعىني األعـضاء املنضـمني إلى‬
‫مجلس املـدىرىن‪ ،‬وىبلغ اجمللس األعلى لالحتـاد السىاسة العـامة لإلعالم اإلذاعى وفق‬
‫توجىهات القىادة السىاسىة‪.‬‬
‫ونص القـانـون علـى أن لالحتـاد مجـلسًـا أعلـى ومجـلسًـا للمـدىرىن وعـددًا من‬
‫القطـاعات الرئىسـىة ىصدر بها قرار مـن وزىر اإلعالم‪ ،‬وشكل اجمللس األعلى لالحتاد‬
‫بـرئاسـة وزىر اإلعالم وعضـوىة رئىس االحتـاد وممثلـني لالحتـاد االشتـراكى وعـدد من‬
‫املفكـرىن ورؤساء قطـاعات الهنـدسة اإلذاعـىة واإلذاعة والتلـىفزىون والـشئون املــالىة‬
‫واالقـتصـادىة واألمـني العـام لالحتـاد وبعـض األعضـاء بـحكم وظـائفهـم ذات الصلـة‬
‫باإلعالم‪.‬‬
‫وظـل هــذا القـانون معـمـوال به حتـى استبــدل بالقـانــون رقم ‪ 13‬لـسـنة ‪1979‬‬
‫املعمــول به حالىا لىعطى االحتــاد مزىدا من االستقالل مبا ىساعد على حتقىق أهدافه‪.‬‬
‫التلىفزىــون ‪:‬‬
‫أنـشئت اإلدارة الـعامـة للتلـىفزىون بـقرار رقـم ‪ 2‬لسـنة ‪ 1959‬أصـدره رئىس‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪154‬‬

‫مجلس إدارة هىئة إذاعـة اجلمهورىة العربىة املـتحدة لتختص بشئـون اإلذاعة املرئىة‪،‬‬
‫وفى نـوفمبر ‪ 1961‬أصبح ىـسرى على هـذه اإلدارة ما ىسـرى على اإلذاعة بـاعتبار‬
‫إذاعة اجلمـهـــورىـة العربىة املـتحدة ‪ -‬والتلىفـزىون إحدى إداراتها ‪ -‬من املـؤسسات‬
‫العــــامــة ذات الــطــــابـع االقـتــصـــادى فــى ممـــارســتـهـــا لـلـنـــشـــاط الـتـجــــارى‬
‫والـصـنـاعى‪.‬‬
‫ثم صـدر قـرار رئـىس اجلمهـورىة رقم ‪ 1899‬لـسنـة ‪ 1961‬بــإنشـاء اجملـلس‬
‫األعلـى للمؤسـسات العـامة وأحلق به بـىان بهذه املـؤسسـات منها املـؤسسـة املصرىة‬
‫الـعامة لإلذاعة والتلىفـزىون‪ ،‬وشكل لها مجلس إدارة برئاسـة الوزىر اخملتص بشئون‬
‫اإلذاعة‪.‬‬
‫وفـى أكتوبـر ‪ ، 1962‬صدر قـرار جمهورى بـضم هىئـة اإلذاعة ‪ -‬والتلـىفزىون‬
‫إحدى إداراتها ‪ -‬ضمن هىئات أخرى إلى وزارة الثقافة واإلرشاد القومى وخول وزىر‬
‫الثقافة واإلرشـاد القومى كافة االختصاصات الـتى كان معهودا بها إلى وزىر الدولة‬
‫لشئون اإلذاعة‪.‬‬
‫ثم صـدر قـرار جمهـورى فـى ىنـاىر ‪ 1963‬بـتنظـىم املـؤسسـة املصـرىة العـامـة‬
‫لـلسـىنمـا واإلذاعـة والتلـىفــزىون واعتبـارهـا من املــؤسسـات العـامـة ذات الطـابع‬
‫االقتصادى وجعلها خاضعة إلشراف وزىر الثقافة واإلرشاد القومى‪.‬‬
‫وفى ىنـاىر ‪ ، 1966‬صدر القرار اجلمهورى بتنظـىم وزارة اإلرشاد القومى على‬
‫أن تتبعـها هـىئتـان عامـتان هـما‪ :‬هـىئة إذاعـة اجلمـهورىة الـعربـىة املتـحدة وهـىئة‬
‫تلىفزىون اجلمهورىة العربىة املتحدة‪ ،‬وبهذا مت ألول مرة فصل التلىفزىون عن اإلذاعة‬
‫وأصبح هىئة مستقلة‪.‬‬
‫ونصت املـادة األولـى من القرار اجلـمهورى ‪ 79‬لسنـة ‪ 1966‬على إنشـاء هىئة‬
‫عـامة تسمـى تلىفزىون اجلمهـورىة العربىة املتحـدة ولها الشخصـىة االعتبارىة وتتبع‬
‫وزىر اإلرشاد القومى وإحلاق مىزانىتها مبىزانىة الدولة‪.‬‬
‫وحدد القرار السـابق تشكىل مجلس إدارة هـىئة التلىفزىون مـن ثمانىة أعضاء‬
‫‪155‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫هم رئىس مجلس إدارة الهىئة ورئىس إدارة الفتوى والتشرىع اخملتصة مبجلس الدولة‬
‫وستة أعـضاء ىصدر وزىر اإلرشـاد القومـى قرارًا بتـعىىنهم ملـدة ثالث سنوات قـابلة‬
‫للتجدىد‪ ،‬كما حدد القرار اختصاصات مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫ثـم صدر القرار اجلـمهورى بقانـون رقم ‪ 62‬لسنـة ‪ 1970‬بإنشـاء احتاد اإلذاعة‬
‫والتلىفـزىون‪ ،‬فالقـرار اجلمهورى بقـانون رقم ‪ 1‬لـسنة ‪ 1971‬بـإنشاء احتـاد اإلذاعة‬
‫والتلىفزىون‪.‬‬
‫وىنظـم شـئـون اإلذاعــة والتلـىفزىون حـالىا مـن خالل القرار اجلـمهورى بقـانون‬
‫رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 1979‬وتعدىالته‪.‬‬
‫التشرىع املطبق حالىا على النشاط اإلذاعى فى مصر‪:‬‬
‫ىنظـم النشـاط اإلذاعى والـتلىفـزىونى فـى مصـر حالـىا قانـون رقم ‪ 13‬لسـنة‬
‫‪ 1979‬وتعـدىالته بقـانـون رقم ‪ 223‬لـسنـة ‪ ،1989‬حـىث تتـولـى شئـون اإلذاعـة‬
‫املسمـوعة واملـرئىة فـى مصــر ‪ -‬وفـقــــاً لـهــــذا القـانون ‪ -‬هـىئة قـومىة بـاسم احتاد‬
‫اإلذاعة والتلـىفزىون لهـا شخصـىتها االعــتـبــارىــة‪ ،‬ولها وحـــدها إنــشـــاء ومتـلــك‬
‫محـطــات الـبـث اإلذاعى املسموع واملرئى فى مصــر‪.‬‬
‫وإن شهدت التسعىنىـات من القرن العشرىن صـدور قرار ىعطى جمللس الوزراء‬
‫احلق فى التصرىح بإنشـاء محطات إذاعىة وتلىفزىونىة فـضائىة خاصة‪ ،‬واقتصر هذا‬
‫على احملـطات الفضائىـة دون األرضىة‪ ،‬ووفقًا لهـذا ظهرت بعض القنـوات الفضائىة‬
‫اخلاصة مثل درمى واحملور‪.‬‬
‫وتتولى هذه الهىئـة اإلشراف والرقابة علـى املواد املسموعة واملـرئىة التى تبثها‬
‫أجهزتها وتخضع لرقابتها كل ما تنتجه الشركات اململوكة لها‪.‬‬
‫أهداف االحتاد وأغراضه‪:‬‬
‫ىهـدف االحتاد إلـى حتقىق رسـالة اإلعالم اإلذاعـى املسـموع واملـرئى‪ ،‬سـىاسة‬
‫وتخطىطـاً وتنفىذاً‪ ،‬فى إطار الـسىاسة العامـة للمجتمع ومتطلـباته االعالمىة‪ ،‬أخذاً‬
‫بأحـدث ما تصل إلىه تطبىقات العلم احلـدىث وتطوراته فى مجاالت توظىف اإلعالم‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪156‬‬

‫املرئى واملسموع‪ ،‬خلدمة اجملتمع وبلوغ أهدافه‪.‬‬


‫وىعمل االحتاد على حتقىق األغراض اآلتىة‪:‬‬
‫‪ -1‬أداء اخلـدمـة اإلذاعـىة املـسمـوعـة واملـرئـىة بـالكفــاءة املطلـوبـة‪ ،‬وضمـان‬
‫تـوجىـهـهـــا خلدمـة الشعب واملـصلحة القـومىة‪ ،‬فـى إطار القـىم والتقـالىد‬
‫األصلىة للـشـعـب املصرى‪ ،‬وفقاً للمبادئ العامة التى نص علىها الدستور‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل على دعـم النظام االشـتراكى الـدمىقراطى والـوحدة الوطـنىة والسالم‬
‫االجتمـاعى وصىانة كـرامة الفرد وحـرىته‪ ،‬وتأكىد سـىادة القانون من خالل‬
‫جمىع األعمال اإلذاعىة من مسموعة ومرئىة‪.‬‬
‫‪ -3‬العــمـل عـلــى نـشــر الثقـافـة‪ ،‬وتـضمــني البـرامج واجلــوانب الـتعلـىمـىة‬
‫واحلـضارىة واإلنـسانـىة‪ ،‬وفقاً للـرؤىة املصـرىة والعربـىة والعاملـىة الرفـىعة‬
‫خلدمـة كافة فئات الشعب‪ ،‬وتكرىس برامج خـاصة للطفولة والشباب واملرأة‬
‫والعمال والفالحـني إسهاما فـى بناء اإلنسـان حضارىاً‪ ،‬وعمالً عـلى متاسك‬
‫األســرة‪.‬‬
‫‪ -4‬تطوىر اإلعالم اإلذاعـى والتلىفزىونـى‪ ،‬وااللتزام بالقـىم الدىنىة واألخالقىة‬
‫فى املواد اإلذاعىة‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلسـهام فـى التعبـىر عن مطـالب جمـاهىر الـشعب ومـشكالته الـىومىة‪،‬‬
‫وطرح القضاىا العامـة مع إتاحة الفرصة لبـىان مختلف اآلراء فى شأنها مبا‬
‫فىها االجتاهات احلزبىة وعرض اجلهود املبذولة لعالجها عرضا موضوعىاً‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلعالم عن مناقـشات مجلس الشعـب واجملالس احمللىة‪ ،‬وااللـتزام بإذاعة‬
‫مـا تطلب احلـكومـة إذاعته رسمـىاً‪ ،‬وكل مـا ىتصـل بالـسىاسـات العـامة‬
‫للدولة‪ ،‬واملبادئ واملصالح القومىة العلىا‪.‬‬
‫‪ -7‬االلتزام بتخصىص جانب من وقت اإلرسال اإلذاعى والتلىفزىونى لألحزاب‬
‫‪157‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الـسىاسـىة إبان االنـتخابـات لشـرح برامجـها للـشعب‪ ،‬وكـذلك تخـصىص‬


‫جانب من وقت اإلرسال بصفة منتظمـة لعرض االجتاهات الفكرىة الرئىسىة‬
‫للرأى العام‪.‬‬
‫‪ -8‬نشــــر اإلرســال اإلذاعـــى املـسـمــوع واملرئـى بالكفـاءة املطلـوبة‪ ،‬لتغـطىة‬
‫جـمىع أنحـاء اجلمهـورىة‪ ،‬ودعم وتـطوىر أجهـزته وفقـا لألسالـىب العلـمىة‬
‫احلـدىثــة‪ ،‬مع االلتـزام بـاإلدارة الـعلمــىة واالقتـصـادىة خملـتلف أجهــزته‬
‫ومرافقه‪.‬‬
‫‪ -9‬تنمـىة املنـاخ املالئم لـتشـجىع امللـكات اخلالقـة والطـاقات املـبدعـة ألفراد‬
‫الشعب وإظهار وتشجىع املواهب اجلدىدة‪.‬‬
‫‪ -10‬تـوثـىق الـروابط اإلذاعـىة مع مثـىالتهـا فـى البالد العـربـىة واإلسالمـىة‬
‫واألجنبىة‪.‬‬
‫‪ -11‬تطـوىر اخلدمـات اإلذاعىة املـوجهة لـلخارج وضـمان حتـقىقهـا للمصـلحة‬
‫العلىا للدولة‪.‬‬
‫‪ -12‬العمل علـى دعـم نشـرات األنبـاء والـتغطـىة النـشطـة لألحـداث احمللـىة‬
‫والعـاملىة والتعلىق املـوضوعى علـىها‪ ،‬واالهتمـام بدعم إمكانـات املندوبني‬
‫واملراسلني اإلذاعىني فى الداخل واخلارج‪.‬‬
‫‪ -13‬النهـوض باملستوى الفنـى واملهنى للقائمـني باخلدمات اإلذاعـىة املسموعة‬
‫واملرئىة‪.‬‬
‫مهام االحتاد واختصاصاته‪:‬‬
‫ولالحتـاد أن ىتعاقـد وأن ىجرى جمـىع التصرفـات واألعمال احملققـة ألغراضه‪،‬‬
‫دون التقىد بالنظم واألوضاع احلكومىة‪ ،‬وله على وجه اخلصوص ما ىأتى‪:‬‬
‫‪-1‬تـأسىس شـركة مسـاهمة مبفـرده أو مع شركـاء آخرىن فـى اجملاالت املـتصلة‬
‫بأغراضه‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪158‬‬

‫‪ -2‬شـراء الشـركات أو إدمـاجها فـىه والدخـول فى مـشروعـات مشتـركة مع‬


‫اجلهات التى تزاول أعماال شبىهة بـأعماله‪ ،‬أو التى قد تعاونه على حتقىق‬
‫أغراضه‪ ،‬سواء فى جمهورىة مصر العربىة أو خارجها‪.‬‬
‫‪ -3‬إنتاج املواد الفـنىة اإلذعىة والتلىفزىونـىة وتسوىقها بالـبىع أو التأجىر فى‬
‫الداخل واخلارج وفقاً للشروط واألوضاع التى ىراها محققة ألغراضه‪.‬‬
‫‪ -4‬متلك حقوق التـألىف والنشر وأسماء الشهرة التجارىة للمواد اإلذاعىة التى‬
‫ىنتجها أو ىستخدمها ومنح الغىر حق استخدامها‪.‬‬
‫‪ -5‬استثمار أموال االحتاد فى األوجه التى تتفق مع أغراضه‪.‬‬
‫‪ -6‬احلصـول علـى التـسهـىالت املصـرفــىة واالئتمـانــىة لتمــوىل مشـروعـاته‬
‫االستثمارىة على أن حتدد احلكومة احلد األقصى للمدىونىة‪.‬‬
‫‪ -7‬االحتفـاظ بحصـىلة إىـراداته من النقـد األجنبـى والتـصرف فـىها ملـواجهة‬
‫احتىاجاته دون التقىد بالقوانني واللوائح واألنظمة املقررة فى هذا الشأن‪.‬‬
‫‪ -8‬إنتـاج وإذاعة اإلعالنات التجارىة لـلسىاسات التى ىضعهـا فى هذا الشأن‬
‫مبا الىخل بالقىم أو التقالىد العامة‪.‬‬
‫‪ -9‬إنشـاء مراكز التدرىب إلعداد العاملـني وتنمىة مهاراتهم فى مختلف فروع‬
‫العمل اإلذاعـى والتلىفـزىونى‪ ،‬وتشجـىع البحوث والـدراسات العلمـىة فى‬
‫هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ -10‬التعاقد مع وكاالت وشركات األنباء العاملىة‪.‬‬
‫‪ -11‬إصـدار املطبوعـات أو الدورىات أو اجملـالت التى تعبـر عن رسالـة احتاد‬
‫اإلذاعة والتلىفزىون‪.‬‬
‫اإلشراف على االحتاد وإدارته ‪:‬‬
‫ىتولـى وزىر اإلعالم اإلشراف على االحتاد ومتابعـة تنفىذه لألهداف واخلدمات‬
‫القـومىة مبـا ىكفل ربطهـا بالـسىاسـة العلىا واألهـداف القومـىة والسالم االجتمـاعى‬
‫والوحدة الوطنىة واخلطة اإلعالمىة للدولة‪.‬‬
‫‪159‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وىكون لالحتاد مجلـس لألمناء‪ ،‬ومجلس لألعضاء املنتدبني‪ ،‬وجمعىة عمومىة‪.‬‬


‫وىتكون االحتاد من قطاعات هى‪:‬‬
‫رئاسـة االحتاد واإلذاعـة والتـلىفـزىون والهنـدسة اإلذاعـىة واإلنتـاج والشـئون‬
‫املـالىة واالقتصادىة واألمانة العامة‪ ،‬إلى جانب قطاعات األخبار‪ ،‬القطاع الفضائى‪،‬‬
‫قنوات النىل املتخصصة‪.‬‬
‫مجلس األمنــاء ‪:‬‬
‫تشكىلــه ‪:‬‬
‫‪ -1‬رئىس ىصـدر بتعـىىنه وحتدىد مـرتبـه ومخصصـاته ومدة رئـاسته قـرار من‬
‫رئىس اجلممهورىة بناءً على اقتراح رئىس مجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪ -2‬عدد مـن األعضاء من بـني الشخصـىات العامة ذات املـشاركة الفعـالة فى‬
‫النشاط الفكرى والدىنى والفنى والعلمى والثقافى والصحفى واالقتصادى‬
‫والهندسـى واملـالى والقـانونى واملهـتمني بنشـاط الشباب واملـرأة والطفولة‪،‬‬
‫وغـىرها من الـنشاطـات‪ ،‬على أن تـكون لهم األغلبـىة العددىة فـى عضوىة‬
‫اجمللس‪.‬‬
‫وىصدر بتعىىنهم وحتدىد مكافآتهم ومدة عضوىتهم قرار من رئىس مجلس‬
‫الوزراء‪.‬‬
‫‪ -3‬األعضاء املنتدبون إلدارة القطاعات الرئىسىة لالحتاد‪.‬‬
‫‪ -4‬رئىس الهىئة العامة لالستعالمات‪.‬‬
‫اختصاصات مجلس األمناء ‪:‬‬
‫ىختص مجلس األمناء بوضع السىاسات العامة لعمل االحتاد‪ ،‬واعتماد اخلطط‬
‫الرئىسىة املتعلقة بتنفىذها‪ ،‬ومتابعة وتقىىم أجهزة االحتاد ملهامها‪.‬‬
‫وللمجلس أن ىتخـذ ما ىلزم من القـرارات لتحقىق أغراضه وفقـاً ألحكام قانون‬
‫احتاد اإلذاعة والتلىفزىون‪ ،‬وله على وجه اخلصوص ما ىأتى‪:‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪160‬‬

‫‪ -1‬وضع مـىثـاق شــرف للعـمل اإلعالمـى فـى اإلذاعـة املـسمـوعـة واملـرئـىة‬


‫وأخالقىات الرسالة اإلذاعىة‪ ،‬وحتدىد أسلوب االلتزام بهذا املىثاق‪.‬‬
‫‪ -2‬اعـتماد القواعد واللوائح والنظم املتعلقـة بسىر العمل فى قطاعات االحتاد‬
‫وشركـاته اململوكة له بالكـامل مبا ىكفل تقدمى اخلدمـات اإلذاعىة املسموعة‬
‫واملـرئـىة بـأعلـى قـدر مـن الكفـاىة‪ ،‬علـى أسـاس من اإلدارة االقـتصـادىة‬
‫السلىمة‪.‬‬
‫‪ -3‬اعتمـاد اللـوائح املتعلـقة بـالشـئون اإلدارىة واملــالىة مبـا ىتفـق ومتطلـبات‬
‫العمل فى مختلف أبعاده مبا ىكفل له املرونة والالمركزىة‪.‬‬
‫‪ -4‬إصدار الئحـة لشئون الـعاملني ومعـاملتهم املـالـىة مبا ىتفق وطبـىعة العمل‬
‫اإلعالمـى وما ىحـقق لهم الرعـاىة‪ ،‬وىكفل االرتفاع مبـستوى األداء‪ ،‬وذلك‬
‫دون التقىد بالنظم اخلاصة بالعاملني املدنىني بالدولة‪.‬‬
‫‪ -5‬املوافقـة على البرامج السنـوىة الستثمارات اخلطة والسـىاسة العامة إلنتاج‬
‫املواد املذاعة‪ ،‬وأسس االستعانة بالبرامج واملواد األجنبىة‪.‬‬
‫‪ -6‬اعتماد القـواعد التـى تتبع إلعداد املـوازنة التخطـىطىة واملوازنـة السنوىة‬
‫لالحتاد على نسق موازنات املشروعات االقتصادىة‪.‬‬
‫‪ -7‬اعتمـاد قواعد االسـتعانة بـاخلبرات األجنـبىة فى مجـال اإلذاعة املسـموعة‬
‫واملرئىة‪.‬‬
‫‪ -8‬إقـرار املعـاىىر العـامـة الختـىار املـواد والبـرامج التــى ىحصل علـىهـا من‬
‫اخلارج‪.‬‬
‫‪ -9‬اعتماد أسس تقىىم األداء واحلكم على كفاىة النشاط‪.‬‬
‫‪ -10‬اعـتـمـــاد الـقـــواعــد الـتـــى حتـكــم أنـشـطــة االحتـــاد ذات الــصـبـغــة‬
‫التـجــارىة‪.‬‬
‫‪161‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -11‬إبداء الرأى فى التشرىعات املتعلقة باإلذاعة املسموعة واملرئىة‪.‬‬


‫‪ -12‬املوافقة علـى إنشاء الفرق املوسـىقىة واملسرحىة مبـا ىتفق وأنشطة االحتاد‬
‫وخدمة أغراضه‪.‬‬
‫‪ -13‬اعتماد خطط القوى العاملة ومعاىىر ترتىب وتوصىف الوظائف‪.‬‬
‫وجمللـس األمناء أن ىشكل جلـاناً دائمة أو مـؤقتة من بـني أعضائه ملعـاونته فى‬
‫دراسـة ما ىقـدم له من موضـوعات‪ ،‬وله أن ىضم إلـى تلك اللجان أعـضاء من داخل‬
‫االحتاد أو خارجه‪.‬‬
‫وىعقد مجلـس األمناء دورة عمل عادىة كل شهر على األقل‪ ،‬كما ىجوز دعوته‬
‫لالنعقـاد فى غىر موعـد الدورة العادىة وذلك بنـاءً على طلب وزىر اإلعالم أو نصف‬
‫عـدد أعضـاء اجمللـس أو األعضـاء املنتـدبني وال ىكـون االجتمـاع صحـىحـاً إال إذا‬
‫حضـره نصف عدد أعـضائه علـى األقل وىتولـى رئىس اجملـلس توجـىه الدعـوة لعقد‬
‫اجتمـاعاته وإعداد جـدول أعماله‪ ،‬وتصـدر قرارات اجمللس بـأغلبىة احلـاضرىن وعند‬
‫التساوى ىرجح اجلانب الذى منه الرئىس‪.‬‬
‫وتبلغ قـرارات مجلـس األمنـاء إلـى الـوزىر العتمـادهـا خالل ثالثـني ىومـاً من‬
‫تـارىخ إبالغه بها فـإذا اعترض علـىها كلـها أو بعضهـا أعىد مـا اعترض علـىه إلى‬
‫اجمللس إلعـادة النظـر فىه ولـوزىر اإلعالم حضـور جلسـات اجمللس وىتـولى فـى هذه‬
‫احلالة رئاستها‪.‬‬
‫وىضع اجمللـس الئحـة بتـنظـىم أعمـاله واجـتمـاعـاته وتـوزىع االخـتصـاصـات‬
‫واملسئولىات بني أعضائه‪.‬‬
‫اختصاصات رئىس مجلس األمنـاء ‪:‬‬
‫وىتـــولــى رئــىـــس مجلـس األمنـاء اإلشـراف علـى شئـون االحتـاد وقطـاعـاته‬
‫اخملـتلفة والـتنسـىق بىنهــــا والتحقق مـن حسن سـىر العمل وتـنفىذ قـرارات مجلس‬
‫األمـنــاء‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪162‬‬

‫وىختص أىضاً مبا ىأتى‪:‬‬


‫( أ ) متثـىل االحتـاد فـى عـالقته بـالغـىر‪ ،‬وأمـام الـقضـاء‪ ،‬وفـى املـؤمتـرات‬
‫واالحتـادات العـربـىة والـدولـىة‪ ،‬وإبـرام االتفـاقـات مع هـىئـات اإلذاعـة‬
‫املسموعة واملرئىة فى الدول األخرى‪.‬‬
‫(ب) عـرض تقـارىر األعضـاء املنـتدبـني عن سـىر العمـل فى قـطاعـاتهم عـلى‬
‫مجلس األمناء‪.‬‬
‫(جـ) حتدىد من له حق التوقىع عن االحتاد فى مختلف التصرفات‪.‬‬
‫( د ) حتدىد اختصاصـات األمني العام واألعضاء املنتدبني فىما ىختص بتنفىذ‬
‫قرارات مجلس األمناء‪ ،‬كل فى قطاعه‪.‬‬
‫ولرئـىس مجلس األمنـاء أن ىفوض األعضـاء املنتدبـني فى بعض اختـصاصاته‪،‬‬
‫وىختـار وزىر اإلعالم نائـباً لـرئىس مجـلس األمنـاء من بـني أعضـاء اجمللس ىتـولى‬
‫اختصاصات الرئىس عند غىابه‪.‬‬
‫مجلس األعضاء املنتدبني ‪:‬‬
‫تشكىــله ‪:‬‬
‫ىشكل مجلـس األعضــاء املنتـدبـني بـرئـاسـة رئـىس مجلـس األمنـاء وعضـوىة‬
‫األعضاء املنتدبني إلدارة القطاعات الرئىسىة لالحتاد‪.‬‬
‫وىضـم إلى اجمللس عـدد من مدىرى إدارات القطـاع بحكم وظائفهـم وعدد آخر‬
‫من العاملني فى االحتاد ىصدر باختىارهم قرار من مجلس األمناء‪.‬‬
‫وىعـني عضـو مجلـس األمنـاء املنتـدب بقـرار من رئـىس اجلمهـورىة ملـدة ثالث‬
‫سنوات قابلة للتجدىد‪.‬‬
‫وىتولى إدارة أحد قطاعات االحتاد فى إطار السىاسات والنظم والقرارات التى‬
‫ىضعهـا اجمللـس‪ ،‬وتكــون له كل االخـتصـاصـات املــالـىة واإلدارىة الالزمـة ألداء‬
‫مـسئولىاته‪ ،‬وعلـىه أن ىقدم تقرىراً شهـرىاً عن نشاط قطـاعه جمللس األمناء‪ ،‬وله أن‬
‫ىفوض مسئوال أو أكثر فى بعض اختصاصاته‪.‬‬
‫‪163‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وىكون الـتعىني فـى الوظـائف الرئـىسىة بـاالحتاد بقـرار من وزىر اإلعالم بـناءً‬
‫على عرض رئىس مجلس األمناء‪.‬‬
‫اختصاصات مجلس األعضاء املنتدبني ‪:‬‬
‫ىختص مجلس األعضاء املنتدبني مبا ىأتى ‪:‬‬
‫‪ -1‬تنفىذ قرارات وسىاسات مجلس األمناء‪.‬‬
‫‪ -2‬التنسـىق بني خطط وبرامج وأنشـطة قطاعات االحتـاد وضمان عمله كفرىق‬
‫متكـامل لتـحقىق أهـداف االحتاد وتقـصى الـرأى العام بـالنسـبة للـبرامج‬
‫اإلذاعىة املسموعة واملرئىة‪.‬‬
‫‪ -3‬إعـداد مشـروع اخلطـة السنـوىة للبـرامج واقتـراح السـىاسة العـامة إلنـتاج‬
‫املواد املـذاعة وأسـس االستعـانة بـالبـرامج واملـواد األجنبـىة للـعرض عـلى‬
‫مجلس األمناء‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة التقرىر السنوى عن املـوقف املـالى لالحتاد ورفع مالحظاته فى شأنه‬
‫إلى مجلس األمناء‪ ،‬ووضع القـواعد التى تتبع إلعداد املـوازنة التخطىطىة‬
‫واملـوازنـة الـسنـوىة لالحتــاد‪ ،‬واستـثمــارات اخلطـة علـى نـسق مـوازنـات‬
‫املشروعات االقتصادىة‪.‬‬
‫‪ -5‬دراسـة املشـروعـات االسـتثمـارىة اجلـدىدة وتقـدمىهـا جمللـس األمنـاء وفتح‬
‫احلسابات املصرفىة فى البنوك التجارىة املصرىة واألجنبىة‪.‬‬
‫‪ -6‬تنسىق مشروعات املوازنات الداخلىة للقطاعات‪.‬‬
‫‪ -7‬إعداد القـرارات اخلاصـة بتنظـىم التقـسىمـات التنظـىمىة فـى القطـاعات‬
‫وحتـدىد اخـتصـاصـاتهـا ووضع خـطط القـوى العـاملـة‪ ،‬ومعـاىىر وتـرتـىب‬
‫وتوصـىف الوظـائف ووضع خـطط التـدرىب والبعثـات للـعامـلني بـاالحتاد‬
‫ورسم سىاسة البحوث العلمىة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪164‬‬

‫‪ -8‬املتـابعـة الـدورىة لألداء فـى مخـتلف الـقطـاعـات‪ ،‬وبـاألخـص تكـالـىف‬


‫التشغىل وحجم اإلىرادات‪.‬‬
‫‪ -9‬عقد القروض وقبول الهبـات واملنح واإلعانات لصالح االحتاد وفقا للقواعد‬
‫العامة املقررة فى هذا الشأن بعد اعتماد مجلس األمناء‪.‬‬
‫‪ -10‬وضع القواعد املنظمة للعالقة بني االحتاد وشركاته اململوكة له بالكامل‪.‬‬
‫‪ -11‬وضع اللوائح والنظم والقـواعد املتعلقة بسىر العـمل فى قطاعات االحتاد‬
‫وشركاته اململوكة له بالكامل‪.‬‬
‫‪ -12‬حفــظ املــواد اإلذاعــىــة وفـقـــاً للنـظم والقـواعـد التـى ىقـررهـا مجـلس‬
‫األمناء‪.‬‬
‫‪ -13‬اتخاذ جـمىع اإلجـراءات والتصـرفات مـن أجل جتدىد وتـطوىر احملـطات‬
‫واملعدات لدعم إرسال واستقبال اإلذاعات املسموعة واملرئىة‪.‬‬
‫وىجتمع مجلـس األعضـاء املنـتدبـني مرة علـى األقل كل أسـبوعـني بدعـوة من‬
‫رئىسه وىدعـى أىضاً لالنعقاد إذا طلب ذلك نصف عـدد أعضائه على األقل‪ ،‬وىضع‬
‫اجمللس الئحة بتنظىم العمل فىه‪.‬‬
‫وىشـكل العضو املنتدب جلنة من مدىرى اإلدارات فى القطاع تعاونه فى إدارته‬
‫وتسىىر العمل الىومى‪ ،‬واقتـراح السىاسة التى ىسىر علىها العمل فى ضوء قرارات‬
‫مجلس األمناء ومجلس األعضاء املنتدبني وتوجىهاتهما‪.‬‬
‫وتتولى على األخص ‪:‬‬
‫‪ -1‬اتخاذ القرارات املتعلقة بالشئون التخصصىة ألعمال القطاع‪.‬‬
‫‪ -2‬املوافقة على مشروع املوازنة السنوىة للقطاع‪.‬‬
‫‪ -3‬اقتراح فرض الرسوم وحتدىد األجور ألنواع اخلدمات التى ىؤدىها القطاع‪.‬‬
‫‪ -4‬البت فى شئون العاملني بالقطاع‪.‬‬
‫وتعتمد أعمال هذه اللجنة من العضو املنتدب‪.‬‬
‫‪165‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫اجلمعىـة العمومىة ‪:‬‬


‫تشكىلهــا ‪:‬‬
‫تشكل اجلمعىة العمومىة برئاسة وزىر اإلعالم وعضوىة كل من‪:‬‬
‫‪ -‬وزراء التخطىط والدولـة للشئون اخلارجىة واملـواصالت والصحة واالقتصاد‬
‫والتجـارة اخلارجـىة وشئـون مجلسـى الشـعب والشـورى والتـعلىم واملــالىة‬
‫والثقافة واألوقاف والشئون االجتماعىة‪ ،‬أو من ىنوب عن كل منهم‪.‬‬
‫‪ -‬رئىس وأعضاء مجلس األمناء‪.‬‬
‫‪ -‬رئىس اجمللس األعلى للشباب والرىاضة أو من ىنىبه‪.‬‬
‫‪ -‬وكىل األزهر أو من ىنىبه‪.‬‬
‫‪ -‬عـدد من ذوى اخلبـرة فى مجـاالت اإلعالم واألنشـطة املـرتبطـة به‪ ،‬وىصدر‬
‫بتعىىنهم قرار من وزىر االعالم‪.‬‬
‫اختصاصــها ‪:‬‬
‫تختص اجلمعىة العمومىة لالحتاد مبا ىلى‪:‬‬
‫‪ -‬اعتمـاد التقـرىر السـنوى عن نـشاط االحتـاد والشـركات الـتابعـة له والذى‬
‫ىعـده مجلس األمـناء فـى إطار مـا حتدده املــادتان ‪2‬و‪ 3‬مـن قانـون احتاد‬
‫اإلذاعة والتلىفزىون‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد تقرىر مراقب احلسابات‪.‬‬
‫‪ -‬إقـرار املوازنـة التخطـىطىة لالحتـاد‪ ،‬وفى حـالة مـا إذا ترتـب على املـوازنة‬
‫التخـطىطىة أعـباء مالـىة على املوازنـة العامة للـدولة ال تسـرى إال مبوافقة‬
‫احلكومة‪.‬‬
‫‪ -‬إقـرار املوازنـة السـنوىة واحلـسابـات اخلتـامىة وحـساب األربـاح واخلسـائر‬
‫لالحتاد وحتدىد االحتىاطات واخملصصات وتوزىع األرباح‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار زىادة رأسمال االحتاد وحتدىد مصادر التموىل‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪166‬‬

‫‪ -‬التـرخىص بـاستـخدام اخملـصصـات فى غـىر األغراض اخملـصصـة لهـا فى‬


‫موازنة االحتاد‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار مشـروعات إنشاء الشركـات أو املشاركة فىهـا أو مشروعات اإلدماج‬
‫أو التصفىة للشركات اململوكة لالحتاد‪.‬‬
‫‪ -‬تعىني مراقب احلسابات وحتدىد مكافأته‪.‬‬
‫تـنعقد اجلمعىة العمومـىة العادىة لالحتاد مرتني علـى األقل سنوىاً وذلك بدعوة‬
‫من رئىسهـا‪ ،‬كما ىجوز دعوة اجلمعىة العمـومىة لالنعقاد فى دورة غىر عادىة وذلك‬
‫بناء على طلب رئىسها أو نصف عدد أعضائها‪.‬‬
‫وال ىكـون االجتمـاع صحـىحـاً إال بحضـور ثلثـى األعضـاء‪ ،‬وفـى حـالـة عـدم‬
‫اكتمـال العـدد القـانـونـى لصحـة االنعقـاد ىؤجـل االجتمـاع جلـلسـة تـالـىة‪ ،‬وىكـون‬
‫االنعقاد صحىحاً بحضور أغلبىة األعضاء‪.‬‬
‫وتصدر قـرارات اجلمعىة الـعمومىة بـأغلبىة أصـوات األعضاء احلـاضرىن‪ ،‬وفى‬
‫حالة تساوى األصوات ىرجح اجلانب الذى فىه الرئىس‪.‬‬
‫وىحـضر مـندوب اجلهـاز املركـزى للمحـاسبات ومـراقبو احلـسابـات اجتمـاعات‬
‫اجلمعىة العمومىة دون أن ىكون لهم حق التصوىت‪.‬‬
‫إىرادات االحتـاد ‪:‬‬
‫‪ -1‬حصىلة الرسوم املقررة قانوناً لصالح اإلذاعة والتلىفزىون‪.‬‬
‫‪ -2‬املواد الناجتة من نشاط قطاعاته وما ىؤدىه من خدمات‪.‬‬
‫‪ -3‬االعتمادات التى تخصصها الدولة لالحتاد‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلعانات والهبـات‪.‬‬
‫‪ -5‬مـا ىعقـده من قـروض فـى احلـدود والقـواعـد التـى ىقـررهـا رئـىس مـجلس‬
‫الوزراء وىرحل فائض إىرادات كل سنة مالىة إلى السنة التالىة‪.‬‬
‫‪167‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -6‬حصة االحتاد من فوائض الشركات اململوكة والتابعة‪.‬‬


‫وىكون لـكل قطاع موازنـة داخلىة تبني مـوارده ومصروفاته والـفائض أو العجز‬
‫فى اإلىرادات‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪168‬‬

‫ملخص الوحدة اخلـامسة‬

‫تعرض هـذه الوحـدة خلفـىة تـارىخىـة عن تطـور التشـرىعات املـنظمـة لإلذاعة‬


‫والتلىفزىون فـى مصر منذ صـدور مرسوم ملكى فـى ماىو ‪ 1947‬بتمصـىرها وتتابع‬
‫هــذه الـتشــرىعــات حتــى صــدور قــرار جمـهـورى بقــانــون رقـم ‪ 62‬لـسنـة ‪1970‬‬
‫بإنشاء احتـاد اإلذاعـة والـتـلىفزىـون‪ ،‬والـذى حـدث اعتــراض دستوـرى علىـه فصـدر‬
‫قانون ‪ 1‬لسنة ‪ 1971‬بإنشاء االحتاد‪.‬‬
‫وتـتنـاول الـوحـدة تـفصـىالً للقـانـون احلـالـى لالحتــاد رقم ‪ 13‬لـسنـة ‪1979‬‬
‫وتعدىالته بقانون رقم ‪ 223‬لسنة ‪ 1989‬من حىث‪:‬‬
‫‪ -‬أهداف احتاد اإلذاعة والتلىفزىون وأغراضه‪.‬‬
‫‪ -‬مهام االحتاد واختصاصاته‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس األمناء (تشكىله واختصاصاته)‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس األعضاء املنتدبني (تشكىله واختصاصاته)‪.‬‬
‫‪ -‬اجلمعىة العمومىة (تشكىلها واختصاصاتها)‪.‬‬
‫‪ -‬إىرادات االحتاد‪.‬‬
‫‪169‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫أسئلة الوحدة اخلـامسة‬

‫السؤال األول‪ :‬حدد بإىجاز تشكىل واختصاصات كل مما ىلى‪:‬‬


‫‪ -1‬مجلس اآلنباء فى احتاد اإلذاعة والتلىفزىون‪.‬‬
‫‪ -2‬مجلس األعضاء املنتدبني‪.‬‬
‫‪ -3‬اجلمعىة العمومىة الحتاد اإلذاعة والتلىفزىون‪.‬‬

‫السؤال الثانى‪ :‬أكمل ما ىلى‪:‬‬


‫‪ -1‬من اختصاصات احتاد اإلذاعة والتلىفزىون‪:‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫‪ -2‬ىتشكل مجلس األمناء من‪:‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫‪ -3‬من اختصاصات رئىس مجلس األمناء‪:‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫‪........................................................... -‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪170‬‬

‫‪........................................................... -‬‬
‫‪........................................................... -‬‬

‫السؤال الثالث‪ :‬اختر اإلجابة الصحىحة مما ىلى‪:‬‬


‫‪ -1‬احتاد اإلذاعة والتلىفزىون‪:‬‬
‫‪ -‬هىئة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬إحدى مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬هىئة قومىة‪.‬‬
‫‪ -2‬قانون احتاد اإلذاعة والتلىفزىون رقم ‪ 13‬لسنة ‪:1979‬‬
‫‪ -‬ضىق الوصاىة اإلدارىة لوزىر اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬أخضع اإلذاعـة والـتلىفـزىـون إلشـراف االحتـاد لكـى ىتـابع تـنفىـذهـا‬
‫لألهداف واخلدمات القومىة تنفىذاً للسىاسة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬وسع وصاىة وزىر اإلعالم على االحتاد‪.‬‬
‫‪ -3‬إنشاء ومتلك محطات البث اإلذاعى املسموع واملرئى فى مصر‪:‬‬
‫‪ -‬حق الحتاد اإلذاعة والتلىفزىون والهىئات واألفراد‪.‬‬
‫‪ -‬مسموح به الحتاد اإلذاعة والتلىفزىون وحده‪.‬‬
‫‪ -‬متاح للهىئات والوزارات واحتاد اإلذاعة والتلىفزىون معاً‪.‬‬
‫‪ -4‬من أغراض احتاد اإلذاعة والتلىفزىون‪:‬‬
‫‪ -‬نشر اإلرسال اإلذاعى املسموع واملرئى بالكفاءة املطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬تأسىس شركات مساهمة مفردة‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار املعـاىىر العـامة الختىـار املواد والـبرامج التـى ىحصل علـىها من‬
‫اخلارج‪.‬‬
‫‪171‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫أنشطة ىقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬من خالل قراءاتك‪ ،‬حاول أن تعد ورقة بحثـىة تقارن فىها بني هىئة اإلذاعة‬
‫البرىطانىة ‪ BBC‬واحتاد اإلذاعة والتلىفزىون فى مصر‪.‬‬
‫‪ -2‬فـى ضوء متـابعتك لتـطور التـشرىعـات التى تـنظم النـشاط اإلذاعـى فى‬
‫مصر منـذ متصىر اإلذاعـة فى األربعـىنىات‪ ،‬حـدد أوجه االتفاق واالختالف‬
‫ومالح التطور‪ ،‬وحـاول أن تطرح رؤىتك املستقبلىة لتـطوىر اإلطار القانونى‬
‫الذى ىنظم هذا النشاط‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪172‬‬

‫مـراجـع الوحدة اخلـامسة‬

‫(‪ )1‬عاطف العبد‪ :‬اإلذاعة والتلىفزىون فى مصر‪ .‬القاهرة ‪ -‬احتاد اإلذاعات العربىة‪1980. ،‬‬
‫(‪ )2‬عـاطف العبـد‪ :‬اإلذاعة فـى مصـر ‪ 1980 - 1952‬فى مجـلد االعالم‪ ،‬املـسح االجتمـاعى‬
‫الشامل للمجتمـع املصرى‪ .‬القاهرة‪ :‬املركـز القومى للبحوث االجتـماعىة واجلنائىة‪،1986 ،‬‬
‫ص ص ‪468. - 385‬‬
‫(‪ )3‬ماجـى احللوانـى وعاطـف العبد‪ :‬األنـظمة اإلذعـىة فى الـدول العربـىة‪ .‬القاهـرة‪ :‬دار الفكر‬
‫العربى‪. 1987 ،‬‬
‫(‪ )4‬جـمال العـطىفـى‪ :‬حرىة الـصحافـة وفق تشـرىعات جـمهورىة مـصر العـربىة‪ .‬ط‪ 2.‬القـاهرة‪:‬‬
‫مطابع األهرام التجارىة‪. 1974 ،‬‬
‫(‪ )5‬لىلـى عبد اجملىد‪ :‬السىاسة اإلعالمىة فى مـصر منذ قىام ثورة ‪ 23‬ىولىو ‪ 1952‬وحتى ‪15‬‬
‫مـاىو ‪ 1971‬وأثرها علـى الفن الصحفى فـى الفترة نفـسها‪ ،‬رسالـة دكتوراة غـىر منشورة‪،‬‬
‫كلىة اإلعالم‪ ،‬جامعة القاهرة‪. 1982 ،‬‬
‫‪173‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة السادسة‬
‫حق التصحىح والرد ونشر البالغات الرسمىة‬

‫األهداف‪:‬‬
‫ىتوقع بعد دراسة هذه الوحدة ‪ ،‬أن ىكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬ىشرح املقصود بحق التصحىح والرد وخصائصه‪.‬‬
‫‪ -2‬ىوضح املواد الصحفىة التى ىنشأ عنها حق التصحىح‪.‬‬
‫‪ -3‬ىحدد شروط استعمال حق التصحىح‪.‬‬
‫‪ -4‬مىىز بني شروط استعمال حق التصحىح وشروط نشره‪.‬‬
‫‪ -5‬ىوازن بني نشر البالغات الرسمىة وحق األفراد فى التصحىح‪.‬‬
‫‪ -6‬ىوضح أهمىة تطبىق حق التصحىح والرد لتأكىد حرىة اإلعالم املسئولة‪.‬‬
‫‪ -7‬ىذكر شروط نشر واستعمال حق التصحىح فى الصحف‪.‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬خصائص حق التصحىح والرد فى التشرىعات الصحفىة املصرىة‪.‬‬
‫‪ -‬صاحب احلق فى الرد والتصحىح‪.‬‬
‫‪ -‬املادة الصحفىة التي ىنشأ عنها حق التصحىح‪.‬‬
‫‪ -‬شـروط استعمـال حق التـصحىح‪( :‬شـروط شكلىـة ‪ -‬شروط مـوضوعـىة ‪-‬‬
‫شروط نشر التصحىح)‪.‬‬
‫‪ -‬نشر البالغات الرسمىة‪.‬‬
‫‪ -‬حق الرد والتصحىح فى مجال اإلذاعة والتلىفزىون‪.‬‬
‫‪175‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة السادسة‬
‫حق التصحىح والرد ونشر البالغات الرسمىة‬

‫األصل أن الصحـىفة هى التى تقرر مـا تنشره وما ال تنشـره فى ضوء سىاستها‬
‫التحرىرىة‪ ،‬كمـا أن لها وحدها أن حتـدد الطرىقة التـى تنشر بها هـذه املادة الصحفىة‬
‫أو تلك‪.‬‬
‫وإذا كـانت الصحـىفة تـتمتع بـحرىة الـنشـر‪ ،‬إال أن هذه احلـرىة ال تعـفىهـا من‬
‫املسئولىة اجلنائىة واملدنىة عما تنشره‪ ،‬إذا تضمن ذلك جرمىة أو أحلق الضرر بالغىر‪.‬‬
‫وقـد تكون نتائج النشر خطىرة فتستـوجب اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدى لها‪،‬‬
‫وقد ال تـسعف اإلجراءات القضائىة التـى تتخذ ضد املسئول عـن حترىر الصحىفة فى‬
‫عالج ذلك فى الوقت املناسب‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك تقرر مـعظم قوانني الصحافة لألفـراد والسلطات العامة احلق فى‬
‫الـرد على مـا تنـشره الـصحىفـة أو تصحـىحه‪ ،‬وتلزم الـصحىفـة التـى نشـرت املـادة‬
‫الصحفىة التى تـستوجب الرد بنشـره ألن هذا ىعد مبثابـة دفاع شرعى ضـد النشر فى‬
‫الصحىفة‪.‬‬
‫وقد تكون املـادة الصحفىة املنشورة تفتقـر كلىا أو جزئىا إلى الصحة أو الدقة‪،‬‬
‫وىوصف الـرد هنا بأنه تصحىح‪ ،‬وقد ىكون محتـاجا إلى توضىح أو إضافة أو تعلىق‬
‫على رأى نشر فىكون من حق من تعرض له هذا النشر أن ىرد‪.‬‬
‫وىستنـد حق الـتصحـىح علـى حقـوق اإلنسـان‪ ،‬ومن ذلـك حق اإلنسـان فى أال‬
‫ىتعرض لتدخل تعسفـى فى حىاته اخلاصة أو ما مىس عائلته أو حلمالت تتناول شرفه‬
‫أو سـمعته‪ ،‬فلكل شـخص بحكم القـانون احلق فـى احلماىة ضـد هذا التـدخل أو تلك‬
‫احلمالت‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪176‬‬

‫وإذا كانت حرىة الصحافة تـعنى حرىة نشر األخبار واملعلومات وحق كل شخص‬
‫فـى التعبـىر عن رأىه لصـالح اجملتمع‪ ،‬فـإن هذا ىقـتضى فـى الوقت نفـسه أال تكون‬
‫هذه األخبـار أو املعلومات خـاطئة أو مفتقرة إلـى الدقة‪ ،‬كمـا ىتطلب أن تكون اآلراء‬
‫منـصفة‪ ،‬وىكون من حق األفـراد أو الهىئات التـى تناولتهـا هذه األخبار أو اآلراء أن‬
‫تصحح ما ورد بـشأنها أو تـرد وتعقب على مـا طرح ىتعلق بها إذا رأت أن مـا نشر‬
‫ىحتاج إلى تصحىح أو توضىح‪.‬‬
‫فحق التـصحىح هو حق الدفاع عن املصالح الـشخصىة أمام الرأى العام فمجرد‬
‫ورود اسم شخص أو تعىىنه ىجعل له حق الرد فىما ىختص مبا اقترن بذاته من أجزاء‬
‫الكتابة التى نشرت‪.‬‬
‫وبعض قوانني الصحـافة كقانون الـصحافة الفرنـسى ىستعمل حق الرد بـالنسبة‬
‫ملـا ىطلب األفراد نشره‪ ،‬وحق التصحىح ملـا تطلب السلطات العامة نشره‪.‬‬
‫ورغم أن بعض الدول تضمن حق الرد والتـصحىح فى قوانىنها‪ ،‬إال أن حق الرد‬
‫مىكن أن ىكـون جزءاً من ممـارسة وسـائل اإلعالم حلرىـتها‪ ،‬فـهذا احلق مىكـن أن ىوسع‬
‫نطـاق النقاش العام للقضـاىا وىتىح للقراء التـفاعل مع وسائل اإلعالم وأن ىصححوا‬
‫أىة معلـومات تنـشر عنـهم ىرون أنـها تنـافى احلقـىقة أو تـشكل نقصـاً فى احلقـىقة‬
‫املقدمة للجماهىر أو تزىىفاً آلرائهم‪.‬‬
‫ومىـكن أن ىـؤدى هـذا احلق إلــى تطـوىـر عالقــة متـوازنــة بني وســائل اإلعالم‬
‫واجلمهـور‪ ،‬ومن هـنا فـإن علـى اإلعالمىني االلـتزام طـواعىـة بحق الـرد انطالقـاً من‬
‫مسئولىتهم االجتماعىة ودفاعهم عن حرىتهم‪.‬‬
‫خصائص حق التصحىح والرد ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه حق عام مقـــرر لـكـل األفراد بـال متىىز فىكفـى حتدىد الشخـص صراحة‬
‫أو ضـمـنــا فـىـمــا نشـر لـىـصــبـح من حق هـذا الشخـص طلب الـتصحـىح‬
‫والرد‪.‬‬
‫‪177‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -2‬أن هذا احلق مقـرر لصـاحب الشـأن وحده وهـو حق مطلق وأن مـا ىرد علىه‬
‫من قىود ىعد استثناءً من األصل‪.‬‬
‫‪ -3‬أن حق الـتصحـىح والرد مـقرر ألصـحاب الـشأن سـواء شكـل ما مت نـشره‬
‫بشأنهـم جرمىة أم ال‪ ،‬وىكـفى أن ىرى صاحـب الشأن أن مـا نشر ىعـد ماسا‬
‫مبصلحته األدبىة أو املـادىة‪.‬‬
‫حق التصحىح والرد فى التشرىعات الصحفىة املصرىة ‪:‬‬
‫حـرص املشـرع املصـرى علـى تقـرىر حق الـرد منـذ أول قـانـون صـدر لـتـنـظــىـم‬
‫املـــطــــبــــوعــات عــام ‪ 1881‬وفــى القــوانــني التــالــىة لــذلك‪ ،‬إذ أقــــر قـــانــــون‬
‫املـطـبـــوعــات عـام ‪ 1881‬حـق الـشـخــص الذى حــصــل التــعـــرىـض بـــه أو ذكــر‬
‫اسمه فـى تلك اجلرىدة فى الـرد وألزم صاحب اجلـرىدة بنشره خـالل ثالثة أىام من ىوم‬
‫وروده للصحىفة أو أول عـدد ىصدر إذا كان مىعاد صـدورها بعد ثالثة أىام‪ ،‬وىكون‬
‫نشر هــذا الرد بدون أجـرة وىجوز أن ىكون حجم الشرح خمسة أضعاف املقالة املردود‬
‫علىـهــا‪.‬‬
‫وفى القانون ‪ 98‬لسنة ‪ 1931‬أصبـحت مسئولىة نشر التـصحىح ملزمة لرئىس‬
‫التحـرىر أو احملرر املـسئـول لتصـحىح مـا ورد ذكره مـن الوقـائع أو سـبق نشـره من‬
‫التصـرىحات فى اجلـرىدة‪ ،‬وذلك فى أول عدد ىظهـر منها بعد اسـتالمه أو فى العدد‬
‫الثـانى فـى نفس املكـان وبنفـس احلروف الـتى نـشر بهـا املقال املـطلوب تـصحىحه‪،‬‬
‫وىكون نشـر التصحىح بـدون مقابل طـاملـا أنه لم ىتجـاوز ضعف املقال املـذكور‪ ،‬وما‬
‫زاد ىحق للـمحرر أن ىطالب صاحـب الشأن قبل النشـر بأجرته عن املقـدار الزائد على‬
‫أساس تعرىف اإلعالنات‪.‬‬
‫ونـص قانـون ‪ 20‬لسـنة ‪ 1936‬عـلى أنه ىجـب على رئـىس التحـرىر أو احملرر‬
‫املـسئـول إدراج الـتصحـىح بنـاء علـى طلـب ذوى الشـأن خالل الثالثـة أىام التـالـىة‬
‫الستالمه أو عـلى األكـثر فـى أول عدد ىظـهر مـن اجلرىدة فـى نفس املـكان وبـنفس‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪178‬‬

‫احلروف التـى نشر بها املقال املطلوب الـتصحىح من غىر مقابل إذا لم ىتجاوز ضعف‬
‫املقال املـذكور‪ ،‬فـإذا جتاوز ذلك كـان للمحـرر احلق فى مـطالـبة صـاحب الشـأن قبل‬
‫النشر بأجرة النشر عن املقدار الزائد على أساس تعرىفة اإلعالنات‪.‬‬
‫صاحب احلق فى الرد والتصحىح ‪:‬‬
‫ممارسة حق التصحىح والرد مكفولة وفقـا لقانون تنظىم الصحافة رقم ‪ 96‬لسنة‬
‫‪ 1996‬وقانون املطبوعات لسنة ‪ 1936‬لذوى الشأن على النحو التالى‪:‬‬
‫‪ -1‬أعـطى القانــون حــق الرد والتصحىح لذوى الشــأن من األشخاص‪ ،‬وإذا لم‬
‫ىذكر اسم الشخـص صراحــة فـى املــادة الصحفـىة املنشــورة‪ ،‬وإمنـــا ىكتفى‬
‫بذكر صفـاته أو بىاناته بـالقــدر الذى ىسمح بتعىني هذا الشخص وحتدىده‪،‬‬
‫وإذا كـان النشـر الذى تنـاوله تلمىحـا أو تصرىحـا‪ ،‬وهذا احلق ىتقـرر لذوى‬
‫الشأن مبجرد النشر‪.‬‬
‫‪ -2‬كما أعطى الـقانون الوصـى أو الولى أو القـىم على شخص نشـر بشأنه ما‬
‫ىستـوجب الرد ‪ -‬فـى حالـة إصابـة الشخـص بعارض من عـوارض األهلىة‬
‫مثـل النقص فـى األهلىة أو انـعدامهـا كلىة ‪ -‬حـق التصحـىح والرد نـىابة‬
‫عمن ىخضع للوالىة أو الوصاىة أو القوامة‪.‬‬
‫‪ -3‬وللورثة أىضا حـق التصحىح والرد فى حـالة ما إذا كانت الـوقائع املنشورة‬
‫متـثل سبا أو قـذفا فـى حق موروثهم‪ ،‬وإن كـان هذا ال ىجب أن ىتحـول إلى‬
‫عـائق حلق النـقد التـارىخى أو وسـىلة للـورثة لـتحقىق الـشهرة أو الـدعاىة‬
‫ألنفسهم‪.‬‬
‫‪ -4‬وللـشخصـىات االعتبـارىة مثـل املؤسـسات أو الـشركـات أو الهـىئات أو‬
‫النقابـات أو غىرهـا حق التصحـىح من خالل ممثلهـا القانـونى‪ ،‬وبـشرط أن‬
‫ىتعلق الـنشـر بـالـشخصــىة االعتبـارىة مبـاشـرة‪ ،‬أمـا إذا تعـرضت املــادة‬
‫املنـشورة لبعض األشخـاص الطبىعىـني املنتمني لهـذه الشخصـىة االعتبارىة‬
‫فلهم وحدهم حق التصحىح‪.‬‬
‫‪179‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -5‬وإذا تعلق األمــر بــالـشخـص العــام أو املــوظف العــام فــإنه مىــارس حق‬
‫التصحىحـ كـفــرد سـواء تعلـق النشــر بشخصـه أو بشئــون وظىفته ألنه قد‬
‫ال ىكون فى وسعه أن ىطلب من اجلهة اخملتصـة أن تصدر بالغا رسمىا فى‬
‫األمر الذى نشر متعلقا به‪.‬‬
‫‪ -6‬ال ىتصـور إلـزام صحـىفـة بـنشـر رد لصحـىفـة أخـرى علـى مـا نشـرته من‬
‫مـوضوعـات سىاسـىة أو عامـة‪ ،‬وإال لقضـى هذا علـى احلوار واملـساجالت‬
‫الصحفـىة‪ ،‬وإن كان مـن حق الصحـىفة أن تـدافع عن آرائـها فـى املسـائل‬
‫العامة والسىاسىة وأن تنشر ردها على صفحاتها‪.‬‬
‫أما إذا كـان النشـر متعلقـا بالـصحفى ذاته فـإن من حقه أن ىستعـمل حق الرد‬
‫والتصحىح‪ ،‬شأنه شأن أى فرد من األفراد‪.‬‬
‫املـادة الصحفىة التى ىنشأ عنها حق التصحىح ‪:‬‬
‫ىنشـأ حق التصحىح عن كل مـا ىُنشر فى الصـحىفة من مواد تـتصل بالشخص‬
‫الذى ىطلب التـصحىح‪ .‬وحتى لـو لم ىكن النشـر منطوىاً علـى قذف أو سب فى حقه‬
‫وىكفى أن تكون له مصلحة مشروعة فى تصحىحه‪.‬‬
‫وىجب أن ىتـم نشر املقال األصلـى فى صحىفة بـاملعنى القانـونى لها فال ىشمل‬
‫حق الـتصحىح ما ىتم نشـره بواسطة الكتب وغـىرها من املطبوعـات‪ ،‬كما أن القانون‬
‫لم ىنـظم حتـى اآلن حق الـتصحـىح بـالنـسبـة ملــا ىذاع أو ىعـرض عن طـرىق اإلذاعـة‬
‫والتلىفزىون‪.‬‬
‫وال ىشمل التـصحىح مـا ىنشـر فى اجلـرىدة الرسـمىة‪ ،‬ألن اجلـرىدة الرسـمىة ال‬
‫تنشر مقاالت‪ ،‬بل تنشر القوانني والقرارات الرسمىة‪ ،‬وال مىكن أن ىتم فىها نشر الرد‬
‫فى نفس املكان وذات احلروف‪ ،‬وإال أخل ذلك بطبىعتها‪ ،‬ثم ان املفروض أن ما ىنشر‬
‫بهـا عنوان للحقىقـة‪ ،‬فال ىجوز أن تتحول إلـى منبر لتـبادل التعلىقـات‪ ،‬وىنطبق هذا‬
‫أىضـاً على اجملـموعـات الرسـمىة لألحـكام القـضائـىة واحملاضـر الرسـمىة جللـسات‬
‫مجلس الشعب إال إذا جتاوزت الصحـىفة فىما نشرته مجـرد نقل املناقشات الرسمىة‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪180‬‬

‫إلى التعلىق‪ ،‬فىكون ملن تناوله التعلىق احلق فى الرد والتصحىح‪.‬‬


‫ومع التـسلىم بأن ما ىنـشر حول ما ىجـرى فى جلسات مجلـس الشعب العلنىة‬
‫أو فـى جلسـات احملاكـم العلنـىة ىعتـبر مـباحـاً للصحـىفة ولـو تضمـن قذفـاً‪ ،‬فمن‬
‫اإلنصـاف أن ىتـاح للـشخـص أن ىصحح واقعــة وردت بشـأنه فـى جـلسـات مجـلس‬
‫الشعب أو احملاكم‪ ،‬ولكن هذا احلق ال ىتصور استعماله من عضو آخر فى اجللسة أو‬
‫ممثل احلكـومة بـالنسـبة ملــا ىجرى فـى منـاقشـات مجلس الـشعب‪ ،‬كـما ال ىتـصور‬
‫استـعماله من طرف فى الدعوى بالنسبـة ملـا ىجرى فى جلسات احملاكم العلنىة إذ إن‬
‫فى وسع مثل هـذا الشخص أن ىـرد فى اجمللـس أو فى احملكـمة‪ ،‬فتنـشره الصحـىفة‬
‫بعد ذلك التزاماً منها بواجب األمانة فى نشر ما ىدور فى هذه اجللسات‪.‬‬
‫كمـا أن اإلعالنـات املـنشـورة فـى الـصحىفـة مىـكن أن ىتـرتـب علىهـا حق الـرد‬
‫والتصحىح بالنسبـة ملن مسه أحد هذه اإلعالنات إذ إن على الصحىفة أن تتحقق من‬
‫سالمة اإلعالن قبل نشـره وأنه ال ىتضمن مساساً بـالغىر‪ ،‬فنشر اإلعالن ال ىعدو أن‬
‫ىكـون خبراً أو واقعـة‪ ،‬ولكن استعمـال حق الرد ال ىشمل اإلعالنـات القضائـىة التى‬
‫تنشـر نفاذا حلـكم قضائـى أو ألمر من احملكـمة‪ ،‬فال ىتصـور أن ىكون حملكـوم علىه‬
‫نشرت اجلرىدة إعالنا عن صـدور احلكم علىه حق الرد والتصحىح وإال لكان فى ذلك‬
‫تعطىل ألثر احلكم الصادر باإلدانة‪.‬‬
‫شروط استعمال حق التصحىح ‪:‬‬
‫الشروط الشكلىة ‪:‬‬
‫‪ -1‬ىشترط أن ىكون التصحىح مكتوباً‪ ،‬لكن ال تهم الصىغة التى ىكتب بها‪،‬‬
‫وما ىشترطه القانون أن ىكون التصحىح محرراً بنفس اللغة التى كتبت بها‬
‫املـادة الصحفىة التى استوجبت التصحىح أو الرد‪.‬‬
‫‪ -2‬ىشتـرط أال ىتجاوز التصحـىح فى طوله ضـعف املقال املنشـور‪ ،‬فإذا جتاوز‬
‫الـضعف كان لـلصحىفـة احلق فى مـطالبـة صاحب الـشأن قبل الـنشر بـأجرة‬
‫‪181‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫النشر عن املقدار الزائد على أساس تعرىفة اإلعالنات‪.‬‬


‫‪ -3‬ىشتـرط أن ىوجه طلب التـصحىح إلـى رئىس حتـرىر الصحـىفة أو محـررها‬
‫املسئـول مبوجـب خطاب مـوصى علـىه بعلم الوصـول مرفقـا به ما قـد ىكون‬
‫متـوافرًا مـن مستـندات‪ ،‬فال ىجـوز توجـىهه إلى مـالك الـصحىفـة أو إلى‬
‫كاتب املقـال‪ ،‬بل إن رئىس التحـرىر هو املـسئول عن الـنشر وهـو الذى مىلك‬
‫نشر التصحىح‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ىصل التصـحىح إلـى الصحـىفة فـى خالل شهـر من تـارىخ نشـر املـادة‬
‫الصحفىة التـى اقتضته ألن احلكمـة من تقرىر هـذا احلق هى إتاحـة الفرصة‬
‫ملن تناوله النشر فى أن ىدافع عن نفسه بعني الوسىلة وهى النشر‪.‬‬
‫الشروط املوضوعىة ‪:‬‬
‫‪ -1‬ىجب أال ىكون التصحىح مخالفاً للنظام العام واآلداب‪.‬‬
‫فـإذا تضمن الرد مثالً قذفاً أو سباً أو حتـرىضاً أو انتهاكا لآلداب‪ ،‬فإنه ىنطوى‬
‫بـذلك علـى جرمىـة فىكـون لرئـىس التحـرىر أن مىتـنع عن نشـره‪ ،‬وباملـثل فإن لـرئىس‬
‫التحـرىر أن مىتنع عن نـشر رد ىخالـف النظام العـام‪ ،‬وذلك تطبـىقاً للـقواعد الـعامة‪،‬‬
‫ولو لم ىكن منطوىا على جرمىة‪.‬‬
‫‪ -2‬ىجب أال ىتضمن التصحىح مساساً باحلقوق املشروعة للغىر‪.‬‬
‫‪ -3‬ىجب أال ىتضمن التصحىح مساساً بكرامة الصحفى‪.‬‬
‫ومع أن قانـون املطـبوعـات لم ىشـر صراحـة إلى هـذا الشـرط‪ ،‬إال أنه ىسـتفاد‬
‫ضمنـاً من طـبـىـعـة حــق التـصـحـىـح‪ ،‬الذى ىجـب أن ىكون موضوعـىا مقصوراً على‬
‫الوقائع املنشورة‪.‬‬
‫وال ىشــتـرط فى التـصـحـــىـح الـذى ىـمــس كــــرامة الصحفى أن ىتـضمن قذفاً‬
‫أو سباً ‪ ،‬وىكفى أن ىكون فـىه مساس بشعور الصحفـى أو ملكـانـتــه الصحفىة التى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪182‬‬

‫ىنشر فىها الــرد‪.‬‬


‫‪ -4‬أن تكـون هناك صـلة بني الـتصحىح وبـني املـادة الصحفـىة التى اسـتوجبت‬
‫التصحىح أو الرد متضمنا اسم طالب التصحىح صراحة أو ضمنا‪.‬‬
‫شروط نشر التصحىح ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ىنشر خالل ثالثـة أىام من وصوله بالـنسبة للـصحىفة الـىومىة وفى أول‬
‫عدد ىظهر من الصحىفة غىر الىومىة بجمىع طبعاتها ومبا ىتفق مع مواعىد‬
‫طبع الصحىفة‪.‬‬
‫‪ -2‬كمـا ىشتـرط أن ىنشـر الـتصحـىح فـى نفـس املكـان ونفس احلـروف التـى‬
‫نشرت بها املـادة الصحفىة املطلوب تصحىحها‪.‬‬
‫وقـد جرت بعض أحكام القضاء الفرنسى على التسامح فى اختالف عدة سطور‬
‫بـني مكان نشر الرد ومكان نـشر املقال األصلى إذا كان تنسـىق الصحىفة قد اقتضى‬
‫ذلك‪ ،‬بل إنه قد تسامح فى نشر الـرد فى صفحة أخرى إذا كان فى إمكان القراء أن‬
‫ىنتبهوا إلـى التصحىح فى هذه الصفـحة مثلما إذا نشرت فـى صفحة أخرى‪ ،‬وباملثل‬
‫فإن القضـاء الفرنـسى لم ىتـطلب أن ىنشـر التصحـىح دائماً بـذات احلروف طـاملـا أن‬
‫اخلالف لم ىكن كبىراً‪.‬‬
‫‪ -3‬وعلى الصحىفة أن تنشر التصحىح من غىر مقابل طاملـا لم ىتجاوز ضعف‬
‫املقال األصلى؛ فإذا جتـاوز الضعف كان للصحىفة أن تطالب صاحب الشأن‬
‫قبل النشر بأجرة النشر عن املقدار الزائد على أساس تعرىفة اإلعالنات‪.‬‬
‫وىجوز للصحـىفة أن متتنع عن النـشر إذا سبق أن صححت من تلقـاء نفسها ما‬
‫ىطلب تـصحىحه‪ ،‬وإذا وصل التصحـىح بعد مضى ثالثـني ىوما على الـنشر‪ ،‬وكذلك‬
‫إذا تضمن التصحىح ما ىشكل جرمىة أو مخالفة للنظام العام أو اآلداب‪ .‬وإذا لم ىتم‬
‫نشر التصحـىح ىجوز لذوى الـشـأن إخطار اجمللـس األعلى للصحافـة التخاذ ما ىراه‬
‫فى شــأن نشــر التصـحىح‪ ،‬وإذا لم ىتـم التصحـىح خالل املدة املقـررة (ثالثة أىام أو‬
‫أول عدد ىظهر من الصحىفـة) ىعاقب املمتنع عن نشره باحلبس ملدة ال تقل عن ثالثة‬
‫أشهـر وبغرامـة ال تقل عن ألف جنـىه وال جتاوز أربعـة آالف جنىه أو بـإحدى هـاتني‬
‫‪183‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫العقـوبتني‪.‬‬
‫وللمحكمة عند احلكم بالعقوبة أو التعوىض املدنى أن تأمر بنشر احلكم الصادر‬
‫فـى صحىفـة ىومىة واحـدة على نفقـة الصحـىفة ونـشره بـالصحـىفة نفـسها مـوضوع‬
‫الدعوة خالل مدة ال جتاوز خمسة عشر ىوماً من صدور احلكم‪.‬‬
‫وتنـص املـادة ‪ 23‬مـن قانـون العقـوبات رقـم ‪ 20‬لسـنة ‪ 1936‬علـى أنه ىجب‬
‫على رئىس الـتحرىر أو احملرر املـسئول أن ىدرج من غـىر مقابل فـى أول عدد ىصدر‬
‫من اجلـرىدة وفى املـوضع اخملصص لألخـبار املهمـة ما تـرسله إلىه وزارة الـداخلىة من‬
‫البالغـات املتعلـقة بـاملصلـحة الـعامـة أو اخلاصـة مبسـائل سـبق نشـرها فـى اجلرىدة‬
‫املذكورة‪ ،‬كما ىنص على ذلك قانون تنظىم الصحافة رقم ‪ 96‬لسنة ‪1996.‬‬
‫كما ألـزم هذا القانـون الصحف بنـشر قرارات الـنىابة العـامة ومنطـوق األحكام‬
‫التـى تصدر فى القضـاىا التى تناولـتها الصحف بالنـشر أثناء التحـقىق أو احملاكمة‬
‫وموجز كاف لألسباب التى تقام علىها‪.‬‬
‫كما نص مىثاق الشرف الصحفى املصرى الصادر عام ‪ 1998‬على أن حق الرد‬
‫والـتصحـىح مكفـول لكل مـن ىتنـاولهم الـصحفـى‪ ،‬علـى أال ىتجـاوز ذلك الـرد أو‬
‫التـصحىح حدود املوضوع‪ ،‬وأال ىـنطوى على جرمىـة ىعاقب علىها القـانون أو مخالفة‬
‫لألداب العامة‪ ،‬مع االعتراف بحق الصحفى فى التعقىب‪.‬‬
‫نشر البالغات الرسمىة ‪:‬‬
‫هناك نوعان من البالغات الرسمىة‪:‬‬
‫النـوع األول‪ :‬هو البالغات املتعلقة باملصلحة العامة‪ ،‬وال ىشترط فى هذه احلالة‬
‫أن ىكون لـها عالقة مبا سبق ونشرته الصحىفة مثل بىان رسمى تذىعه وزارة الداخلىة‬
‫مـنبهة فىه إلـى أمور عامـة‪ ،‬أو بالغ رسمى من وزارة اخلـارجىة عن نتىجـة مباحثات‬
‫سىاسىة أو بالغ تذىعه اجلامعة عن مواعىد االمتحانات أو بدء الدراسة‪.‬‬
‫وعلـى ذلـك ال ىعتبـر بالغــاً متعلقـاً بـاملـصلحـة العـامـة مـا قـد تـطلب إحـدى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪184‬‬

‫الـشركـات نشــره فالـشركـة التـى تعلـن عن منتـجاتهـا تلتـزم بسـداد أجر اإلعالن‪،‬‬
‫والهىئـة أو املؤسـسة التـى تطلب تـورىد بضـائع معىنـة تلتـزم بسـداد أجر مـا تطلب‬
‫نشـره‪ ،‬وللـصحىفة أن حتـدد مىعاد الـنشر ومكـانه وفق ما ىتفـق علىه بني الـطرفني‪،‬‬
‫كمـا أن للصحـىفـة أن تـرفـض نشـر البالغ الـرسمـى الـذى ىتبـني أنه ال ىتصل بـأىة‬
‫مصلحة عامة‪.‬‬
‫أما النوع الـثانى من الـبالغات الرسمـىة‪ ،‬فهو املتعلق مبـسائل سبق نشـرها فى‬
‫الصـحــىـفـة‪ ،‬فـإذا نشـرت صحىفـة خبـرا ىتعلـق بقرار أصـدرته وزارة معـىنة فـلهذه‬
‫الـوزارة أن تصحح أو تـنفى مـا نشـرته الصحـىفة فـى بالغ رسمـى تلتـزم الصحـىفة‬
‫بنشره‪.‬‬
‫وقد ىكون البالغ فى هـذه احلالة غىر مـتعلق باملصلحة العـامة‪ ،‬ومع ذلك تلتزم‬
‫الصحىفة بنشـره ما دام أنه متعلق مبا سبق أن نـشرته الصحىفة‪ ،‬فـإذا كانت صحىفة‬
‫قد نـشرت خبراً عن سفر وزىر‪ ،‬وتـرى الوزارة نفى اخلبر فـى بالغ رسمى‪ ،‬فإن اجلرىدة‬
‫تلتزم بنشره‪.‬‬
‫وإذا امتنـعت الصـحىفـة عن نـشر الـتصحـىح خالل ثـالثة أىام مـن تسـلُّم طلب‬
‫التصحىح املـرسل عن طرىق اجمللـس األعلى للصحـافة أو أول عدد ىظهـر منها ىحق‬
‫لطالب التصحىح حترىك الدعوى اجلنائىة أو املدنىة‪.‬‬
‫وتنقضـى الدعوى اجلنائـىة بالنسبة لـرئىس التحرىر أو احملرر املـسئول عن جرمىة‬
‫االمتناع عن نشر التـصحىح إذا قامت الصحىفة بنشر التصحىح قبل حترىك الدعوى‬
‫اجلنائىة‪.‬‬
‫مقارنة بني نشر البالغات الرسمىة وحق األفراد فى التصحىح ‪:‬‬
‫ىالحظ أن حق نشر البالغـات الرسمىة املقـرر للسلطات الـعامة ىختلف عن حق‬
‫التصحىح املقرر لألفراد فىما ىأتى‪:‬‬
‫‪ -1‬أن هذا احلق لىس مرتـبطاً دائماً مبـا سبق أن نشرته الصحـىفة‪ ،‬على عكس‬
‫‪185‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫حق التصحىح فإنه ىجب أن ىرد على ما تكون الصحىفة قد نشرته‪.‬‬


‫‪ -2‬أن هذا احلق ىعـطى الـسلطـة العامـة حق نشـر البالغ الـرسمـى دون حتدىد‬
‫مسـاحته‪ ،‬إذا كـان من البالغـات املتعلقـة باملـصلحة العـامة‪ ،‬وقـد ىتجاوز‬
‫ضعف املقـال األصلى فى احلاالت األخرى‪ ،‬ومع ذلك تلتـزم الصحىفة بنشره‬
‫بغـىر مقابـل‪ ،‬وهو أمر ىثـقل على الصحـىفة وىعتبـر عبئاً علـىها إذا جتاوز‬
‫البالغ القـدر املعقول‪ ،‬بىنـما ىشترط قـانون الصحـافة الفرنـسى أال ىتجاوز‬
‫البالغ الرسمى ضعف املقال األصلى‪.‬‬
‫‪ -3‬أن الصحـىفـة تلتـزم بـنشـر البالغـات الـرسمـىة فـى أول عـدد ىصـدر من‬
‫الصحىفة‪ ،‬بىنما ىكون أمام الصـحىفة ثالثة أىام لنشر التصحىح الذى ىرد‬
‫من األفراد‪ ،‬إذا كانت جرىدة ىومىة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن الصحىفة تلتـزم بنشر البالغات الرسمىة فى املكان اخملصص بالصحىفة‬
‫لنـشر األخبار املهمة‪ ،‬بىنما ال تلتزم الـصحىفة بنشر التصحىح الذى قد ىرد‬
‫إلـىها من األفـراد إال فى نفس املـكان وبنفس احلـروف الذى نشـر بها املقال‬
‫األصلى‪ ،‬وقد ال ىكون مكاناً مخصصاً لألخبار املهمة‪.‬‬
‫حق الرد والتصحىح فى مجال اإلذاعة والتلىفزىون ‪:‬‬
‫رغم أن حق الـتصحـىح والـرد فـى مجــال الصحـافـة غـدا مبـدأ ىسـود معـظم‬
‫تشـرىعات الصحـافة فـى العالم‪ ،‬فـإن تقرىر حق الـرد والتصحـىح فى مجـال اإلذاعة‬
‫والتلىفزىون لىس موضع اتفاق حتى اآلن‪.‬‬
‫فقد قىل ‪:‬إن برامج اإلذاعـة والتلىفزىون فـى معظم البالد تخضع لرقـابة دقىقة‬
‫ممـا ىضمن جتنب األخـطاء التـى متس حقـوق األفراد ومصـاحلهم‪ ،‬فال تنشـأ حاجـة إلى‬
‫تقـرىر هــذا احلق‪ ،‬وفـضالً عـن ذلك فـإن مـا ىنـقل عبـر األثــىر عن طـرىق اإلذاعـة‬
‫والتلـىفزىون ال ىترسب فـى نفوس املسـتمعني واملشـاهدىن مثلـما ىترسب أثـر الكلمة‬
‫املنشورة فـى الصحف فى نفـوس القراء‪ ،‬ومن ثـم فإن إذاعة الـتصحىح تنـطوى على‬
‫جتدىد التنبىه إلى أمور رمبا لم تعلق فى أذهان املستمعني واملشاهدىن‪.‬‬
‫وقـد أثىرت أىضاً بعض صعوبـات عملىة بشأن تطبـىق حق الرد والتصحىح فى‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪186‬‬

‫مجال اإلذاعة والـتلىفزىون‪ ،‬فـمن ناحىة فـإن?إثبات العـبارات املنشـورة فى الصحف‬


‫أمر مـىسور‪ ،‬فى حني أن اإلذاعـة املسموعـة واملرئىة تختـلف فى طبىعتهـا عن النشر‬
‫فـى الصـحف‪ ،‬وىخشـى فىمـا لو تـقرر هـذا احلق فـى اجملال اإلذاعـى أن ىؤدى إلى‬
‫عرقلـة النشـاط اإلذاعى وتشـوىه عرض البـرامج فضال عن صعـوبة إمكـانىة تـطبىق‬
‫نفس الـقواعد املطـبقة بالنـسبة حلق الرد فـى الصحافـة‪ ،‬الختالف طبىعـة كل منهما‪،‬‬
‫فمن املقـرر فى الصحـافة مثالً أن ىصل الـرد إلى ما ال ىجـاوز ضعف املقال املـنشور‬
‫املطلـوب تصحـىحه وأن ىنشـر الرد فـى نفس املـكان وبـنفس احلـروف‪ ،‬فكـىف مىكن‬
‫تطبىق نفس األحكام على الرد عن طرىق اإلذاعة?‪.‬‬
‫غىر أن هذه االعتراضـات مردود علىها بأن الرقابـة الدقىقة على برامج اإلذاعة‬
‫ال تنفـى احتمال وقـوع خطأ مىـس حقوق األفراد ومـصاحلهم‪ ،‬وأن اختالف طـبىعة كل‬
‫من هاتني الوسىلتني اإلعالمىتني ال ىنفى إمكان ترتىب أحكام خاصة للرد عن طرىق‬
‫اإلذاعة والتلـىفزىون‪ ،‬وأما عن صعوبة اإلثبات فهى عقـبة مىكن التغلب علىها بإلزام‬
‫مؤسـسات اإلذاعـة والتلـىفزىون بـأن حتتفـظ باألشـرطة مـدة معقـولة ىجـوز خاللـها‬
‫استخدام هذا احلق‪.‬‬
‫وكان قـد صدر فـى مصـر عام ‪ 1977‬قـرار من وزىر اإلعالم آنذاك بـإقرار حق‬
‫التـصحىح والـرد فى اإلذاعـة والتلـىفزىون‪ ،‬غـىر أنه بعد أن تـرك الوزارة فـى العام‬
‫التالى لم ىطبق هذا القرار وحتى اآلن‪.‬‬
‫‪187‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫ملخص الوحدة السـادسة‬

‫تناولت هذه الوحدة مفهوم حق التصحـىح والرد إزاء املواد الصحفىة التى تنشر‬
‫وتفتقر كلىاً أو جـزئىاً إلى الصحة أو الدقة وعـرضت الوحدة خلصائص حق التصحىح‬
‫والرد‪.‬‬
‫ثـم ناقشت تفصىالً حق الـتصحىح والرد فى التـشرىعات الصحفىـة املصرىة فى‬
‫ضوء قانون وتنظىم الصحافة رقـم ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬وقانون املطبوعات لسنة ‪1936‬‬
‫حىث عرضت للنقاط التالىة‪:‬‬
‫‪ -1‬الفئـات التـى ىحق لهـا ممـارسـة حق التـصحىح والـرد (األشخـاص الـذىن‬
‫ىتنـاولهم الـنشـر صـراحـة أو تلـمىحـاً‪ ،‬الـوصـى أو الـولـى أو القـىم علـى‬
‫األشـخاص املصـابني بعارض مـن عوارض األهلىـة‪ ،‬الورثـة أو الشخـصىات‬
‫االعتبارىة‪ ،‬الشخص العام‪ ،‬الصحىفة‪ ،‬الصحفى)‪.‬‬
‫‪ -2‬املـادة الصـحفىة الـتى ىنـشأ عنـها حق التـصحىح وتلك التـى ال تسـتوجب‬
‫التصحىح والرد‪.‬‬
‫‪ -3‬الشروط الشكلىة واملوضوعىة الستعمال حق التصحىح‪.‬‬
‫‪ -4‬شروط نشر التصحىح‪.‬‬
‫‪ -5‬أنواع البالغـات الرسمـىة (التـى تتعلق بـاملصلحـة العامـة ‪ -‬التى تـتناول‬
‫مسائل سبق نشرها فى الصحىفة)‪.‬‬
‫‪ -6‬املقارنة بني كل من حق التصحىح ونشر البالغات الرسمىة ‪.‬‬
‫‪ -7‬إشكالىات حق ممارسة الرد والتصحىح فى اإلذاعة والتلىفزىون‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪188‬‬

‫أسئلة الوحدة السادسة‬


‫السؤال األول‪ :‬قارن بإىجاز بني املفاهىم التالىة‪:‬‬
‫‪ -1‬حق التصحىح وحق الرد‪.‬‬
‫‪ -2‬حق األفراد فى التصحىح ونشر البالغات الرسمىة‪.‬‬
‫‪ -3‬الشروط الشكلىة واملوضوعىة الستعمال حق التصحىح‪.‬‬
‫‪ -4‬املـادة الصحفىـة التى ىنـشأ عنهـا حق التصحىح واملـادة الصحفىـة التى ال‬
‫ىشملها حق التصحىح‪.‬‬
‫‪ -5‬البالغـات الرسمىـة املتعلقة بـاملصلحة العـامة والبالغـات الرسمىـة التى ال‬
‫تتصل باملصلحة العامة‪.‬‬
‫السؤال الثانى‪ :‬أكمل ما ىلى‪:‬‬
‫‪ -1‬من خصائص حق التصحىح والرد‪:‬‬
‫‪. ........................................................... -‬‬
‫‪. ........................................................... -‬‬
‫‪ -2‬من الفئـات التى أعـطاهـا قانـون تنظـىم الصحـافة رقم ‪ 96‬لـسنة ‪1996‬‬
‫وقانون املطبوعات لعام ‪ 1936‬حق التصحىح والرد‪:‬‬
‫‪. ........................................................... -‬‬
‫‪. ........................................................... -‬‬
‫‪. ........................................................... -‬‬
‫‪. ........................................................... -‬‬
‫‪ -3‬من شروط نشر التصحىح‪:‬‬
‫‪. ........................................................... -‬‬
‫‪. ........................................................... -‬‬
‫‪189‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫‪ -4‬من شروط استعمال حق التصحىح‪:‬‬


‫‪. ........................................................... -‬‬
‫‪. ........................................................... -‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬صحح العبارات التالىة مبرراً ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬ىشتـرط ملمارسـة األفراد حق التـصحىح أن ترد أسمـاؤهم صراحـة فى املادة‬
‫الصحفىة املنشورة التى نشرت عنهم وتفتقر إلى الصحة أو الدقة‪.‬‬
‫‪ -2‬من املـواد الـصحفىــة التــى ىنـشــأ عنهــا حق التـصحىح‪ :‬نـشـر القــوانني‬
‫والقرارات الرسمىة ونشر ما دار فى جلسات احملاكم العلنىة‪.‬‬
‫‪ -3‬ىشتـرط أن ىتقـدم ذوو الشـأن بطـلب التصحـىح إلى الـصحفى أو الـكاتب‬
‫الذى كتب املادة الصحفىة التى تستوجب التصحىح والرد‪.‬‬
‫‪ -4‬ىجب علـى الـصحىفـة أن تـنشـر أى تـصحىح أو رد ىـصل إلىهـا من ذوى‬
‫الشأن فى كل األحوال‪.‬‬
‫‪ -5‬البد أن تنشر الصحىفة التصحىح فى أى وقت ىصلها وفور وصوله‪.‬‬

‫أنشطة ىقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬من خالل متـابعتك لصحىفتك الىومىة خالل أسبوع اكتب تقرىراً حول مدى‬
‫حرصها على تطبىق حق التصحىح والرد بشروطه التى أوردها القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬من خالل مـراجعتك العلمىـة للشروط اخلـاصة مبمـارسة حق التـصحىح والرد‬
‫فى قـوانني املطبوعات املصرىة منذ أول قانون ‪ 1881‬وحتى قانون الصحافة‬
‫رقم ‪ 96‬لسنة ‪1996‬؛ قىّم مـدى التطور الذى شهده هذا احلق واقترح بعض‬
‫الرؤى التى تعطى مزىداً من الفاعلىة لتطبىق هذا احلق فى الواقع‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪190‬‬

‫مـراجـع الوحدة السـادسة‬

‫(‪ )1‬لىلى عبد اجملىد‪ :‬الصحافة فى الوطن العربى‪ .‬القاهرة‪ :‬العربى للنشر‪. 1989 ،‬‬

‫(‪ )2‬لـىلى عبـد اجملىد‪ :‬تـشرىعـات الصحـافة فـى مصـر وأخالقىاتهـا‪ .‬القاهـرة‪ :‬العربـى للنـشر‪،‬‬
‫‪. 1999‬‬

‫(‪ )3‬محمد سعـد إبراهـىم‪ :‬حرىة الصحـافة‪ :‬دراسـة فى الـسىاسـة التشـرىعىة وعالقتهـا بالـتطور‬
‫الدمىقراطى‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الكتب العلمىة‪. 1997 ،‬‬

‫(‪ )4‬جـابر جـاد نصار‪ :‬حـرىة الصحـافة‪ :‬دراسـة مقارنـة فى ظل القـانون رقم ‪ 48‬لـسنة ‪1980.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار النهضة العربىة‪. 1994 ،‬‬

‫(‪ )5‬جـمال الـدىن العطـىفى‪ :‬حـرىة الصـحافـة وفق تـشرىعـات جمهـورىة مصـر العـربىة ‪ ،‬طـ‪2.‬‬
‫القاهرة‪ :‬مطابع األهرام التجارىة‪. 1974 ،‬‬

‫(‪ )6‬جعفر عبد السالم‪ :‬اإلطار التشرىعى للنشاط اإلعالمى‪ .‬القاهرة‪ :‬دار املنار‪. 1993 ،‬‬
‫‪191‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الوحدة السـابـعة‬
‫حقوق املؤلف وحماية امللكية الفكرية‬

‫األهداف‪:‬‬
‫يتوقع بعد دراسة هذه الوحدة ‪ ،‬أن يكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬يوضح مفهوم حقوق املؤلف وأبعاده اخملتلفة (األدبية واالقتصادية)‪.‬‬
‫‪ -2‬يشرح اجلوانب اخلاصة بحماية امللكية الفكرية فيما يتصل بحقوق املؤلف‪.‬‬
‫‪ -3‬يحدد املصنـفات اجلديرة بـاحلماية القـانونية وفقـاً لقانون حقـوق املؤلف فى‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -4‬يبني معايير احترام حقوق املؤلف ونسبة كل عمل إلى صاحبه وعدم انتحال‬
‫مؤلفات الغير ونسبتها إلى نفسه‪.‬‬
‫‪ -5‬مييز بني املواقف الـتى تعد اعتداءً على حقـوق املؤلف وتلك التى ال تعتبر‬
‫عدواناً على هذه احلقوق وفقاً لقانون حقوق املؤلف فى مصر‪.‬‬
‫‪ -6‬يوضح أسس حـماية املـصنفات السـينمائيـة واملوسيقيـة الغنائـية‪ ،‬واإلبداع‬
‫الفكرى‪.‬‬
‫‪ -7‬يشرح مفهوم اإليداع‪.‬‬
‫‪ -8‬يبني املقصود بحماية امللكية الفكرية‪.‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬حـقوق املـؤلف‪( :‬احلقـوق األدبيـة للمـؤلف‪ ،‬احلقـوق االقتـصاديـة أو املالـية‬
‫للمؤلف)‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪192‬‬

‫‪ -‬شروط االنتفاع بحقوق املؤلف‪.‬‬


‫‪ -‬أنواع االعتداء على حقوق املؤلف وحاالت اإلباحة‪.‬‬
‫‪ -‬املؤلفات اجلديرة باحلماية‪.‬‬
‫‪ -‬املؤلف الذى يستفيد من احلماية ‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر األدبى فى حق املؤلف‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر املادى فى حق املؤلف‪.‬‬
‫‪ -‬وسائل حماية حق املؤلف‪.‬‬
‫‪ -‬حماية املصنفات األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬احلماية القانونية حلق املؤلف فى اجملال الصحفى‪.‬‬
‫‪ -‬املصنف اجلـدير بـاحلمـاية فـى اجملال الـصحفى (اسـم الصحيفـة‪ ،‬املقاالت‪،‬‬
‫اإلعالنات‪ ،‬املقال املترجم‪ ،‬األخبار‪ ،‬الصور والرسوم الكاريكاتورية‪.)...‬‬
‫‪ -‬املصنفات الصحفية غير اجلديرة باحلماية‪.‬‬
‫‪ -‬حماية حق املؤلف فى اجملال الفنى ‪ -‬املصنف السينمائى‪.‬‬
‫‪ -‬املصنفات املوسيقية الغنائية ‪ -‬اإليداع ‪ -‬حماية امللكية الفكرية‪.‬‬
‫‪193‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الوحدة السـابـعة‬
‫حقوق املؤلف وحماية امللكية الفكرية‬

‫مفهوم حقوق املؤلف‪:‬‬


‫تقـوم حقـوق املـؤلف علـى أســاس مبـدأ أنه ال تـوجـد مـلكيــة أخص وألـصق‬
‫بـاإلنسـان مـن ملكيـة إنتـاجه الـذهنـى‪ ،‬وهـو مـا يخـوله حق الـتمتع بـاحلمـايـة ضـد‬
‫استخدام مـصنفه بغير تـرخيص‪ ،‬وحق تقاضـى حصة من أيـة أرباح تنـتج عن انتفاع‬
‫اجلمهـور به‪ ،‬وحقه فـى املطـالبـة بأن يـنسب عـمله إليه‪ ،‬وحقه فـى املطـالبـة باحـترام‬
‫السمات األساسية ملصنفه وباحملافظة على سالمته‪.‬‬
‫وحتمـى حقـوق املـؤلف فـى مجـاالت الفـن واألدب والعلم واملــوسيقـى عـنصـر‬
‫االبتكار لدى املبـدع وبراعته وجهده‪ ،‬ولكن هـذا اإلبداع ال ميكن حمايـته من الناحية‬
‫العملـية إال إذا اتخذ التعبير عنه شـكالً معيناً (مادياً) فاحلـماية ليست لألفكار إال‬
‫إذا مت الـتعبيـر عنهـا فى صـورة ماديـة مثل كتـاب أو مجلـة أو لوحـة أو مقطـوعة‬
‫مـوسيقيـة أو رقصـة أو فيلم أو اسـطوانـة وتعتبـر عمليـة النـسخ غيـر املرخـص بها‬
‫للمصنف معادلة للسرقة‪.‬‬
‫وتتضمن حقوق املؤلف جانبني أو بعدين‪:‬‬
‫‪ -1‬احلقوق األدبية للمؤلف‪.‬‬
‫‪ -2‬احلقوق االقتصادية أو املالية للمؤلف‪.‬‬
‫‪ -1‬احلقوق األدبية للمؤلف‪:‬‬
‫وتـشمل معـرفـة مـا إذا كـان من الـواجـب نشـر املـصنف أصالً‪ ،‬وسالمـة املـصنف‬
‫وحصـانـته‪ ،‬االحتفـاظ بـسلطـة املـؤلف فـى الـتحكم فـى نشـر مـصنفه أو عـرضه علـى‬
‫اجلـمهور‪ ،‬وحـقه فى أن يـنسب مـصنفه إلـيه باسـمه أو حتت اسم مـستعـار أو غفال عن‬
‫االسـم‪ ،‬وكــذلك احلق فـى حظـــر حتـريف اسـمه أو استخــــدام اسمه مقـــرونـاً مبـصــنف‬
‫مــؤلف آخـر‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪194‬‬

‫‪ -2‬احلقوق االقتصادية أو املالية للمؤلف‪:‬‬


‫وتـتمثل فى اإليـراد الذى يتلقـاه املؤلف مقـابل جهده العقلـى املبذول فـى إنتاج‬
‫مصـنفه‪ ،‬وحق املؤلف فـى احلصول علـى نصيب معقـول من العائـد االقتصـادى الذى‬
‫حتقق مـن االنتفـاع مبـصنفه‪ ،‬وإن كـان من حقـه أن يتنـازل عن جـزء من هـذا العـائـد‬
‫آلخرين كالناشر مثالً‪.‬‬
‫وقد استخدم فى هذا اإلطار مـصطلح ‪ Copyright‬ومعناه احلرفى حق النسخ‪،‬‬
‫وإن كان قد أصـبح اآلن ينطوى علـى مفهوم أوسع نطـاقاً بكثيـر‪ ،‬إذ يشمل احلق فى‬
‫توصيل املصنف إلى اجلمهور وحق األداء العلنى‪.‬‬
‫وتـتعدد طرق استخدام املصـنف والتى يجب فيها احلصـول على موافقة املؤلف؛‬
‫من ذلك‪ :‬االستنساخ مبختلف الطرق‪ ،‬األداء العلنى‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬الترجمة‪.‬‬
‫واملؤلف هو الـشخص الطبيعـى الذى أبدع املصـنف‪ ،‬كما يعتبـر كل من املترجم‬
‫واملقتبـس واملعد واحملـرر أيضـاً مؤلـفاً‪ ،‬وتعـترف قـوانني بعض الـدول مبلكيـة حقوق‬
‫املؤلف لهيئة معنوية أو لكيان قانونى‪.‬‬
‫شروط االنتفاع بحقوق املؤلف‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب التمـتع بحماية حقـوق املؤلف بغض النظـر عن الشكل الفنـى وطريقة‬
‫التعبير ونوعية املصنف وغرضه والغاية منه‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يشتـرط فى املصنفات اجلديـرة باحلماية توافـر درجة معينة من اجلودة أو‬
‫اجلدة أو البـراعة وال يهم أن يكون له قـيمة ثقافيـة أو أن يكون الهدف منه‬
‫نفعياً فى جوهره‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يتم التعبير عن املصنف فى صورة معينة وملموسة‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب أن يتميز املصنف باألصالة وأن ينطوى على قدر كبير من اإلبداع‪.‬‬
‫وقد يرتبط ذلك فى بعض البالد باستيفاء إجراءات متعددة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬إيداع املصنفات اجلديرة باحلماية‪.‬‬
‫‪ -‬التسجيل حلقوق املؤلف الذى قد يكون اختياريًا أو إجبارياً‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫على أنه بشكل عام فإن حمـاية حقوق املؤلف ينبغى أن تـنبع تلقائياً من عملية‬
‫اإلبداع ذاتها‪ ،‬وأال تكون مرهونة باستيفاء أية إجراءات‪.‬‬
‫وقد يـكون مـن بني ذلك التـأشيـر‪ ،‬والتـأشيـر املقبـول دوليـاً يتكـون من ثـالثة‬
‫عناصر‪:‬‬
‫@ أن يكون عليه الرمز ‪ C‬أى احلرف األول لكلمة ‪.Copyright‬‬
‫@ اسم صاحب حقوق التأليف‪.‬‬
‫@ السنة التى نشر فيها املصنف ألول مرة‪.‬‬
‫وقـد تضـاف عبـارات أخـرى مثل عبـارة "جـميع احلقـوق محفـوظـة" أو "حقـوق‬
‫املؤلف" أو احلرفان ‪ D R‬أى احلرفان األوالن من الكـلمتني األسبانيتني اللتني تعنيان‬
‫احلقوق محفوظة‪.‬‬
‫أنواع االعتداء على حقوق املؤلف‪:‬‬
‫@ االنتحال؛ أى نسبة مصنف لغير صاحبه‪.‬‬
‫@ التزييف؛ أى االستنساخ أو النقل بأية وسيلة دون ترخيص‪.‬‬
‫@ القرصـنة والتعامل غير املـشروع؛ أى االستنساخ دون تـرخيص ملادة مسجلة‬
‫وبيعها خفية بحيث يبدو املستنسخ وكأنه املنتج األصلى‪.‬‬
‫حاالت اإلباحة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يقـوم شخـص بعمل نـسخـة من مـصنف بعـد نـشــره بقصـد اسـتعمـاله‬
‫الشخصى ال بقصد النشر التجارى‪.‬‬
‫‪ -2‬التحليالت واالقتـباسات القصـيرة من املصنف بقـصد النقد أو املـناقشة أو‬
‫اإلخبار مع اإلشارة للمصنف واسم املؤلف‪.‬‬
‫وميــكـن القـول إن حق املــؤلف لم يحـظ بحمـايـة القـانـون إال حـديثـاً وبعـد أن‬
‫انـتشـرت الثقـافـة والـتعليـم‪ ،‬وأصبح حق املـؤلف اليـوم يـعتبـر من حقــوق اإلنسـان‬
‫األساسية‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪196‬‬

‫وتعود حمـاية امللكيـة الوطـنية األدبيـة والفنية إلـى عام ‪ 1709‬حني صـدر فى‬
‫بريطانيـا قانون حق النسخ ‪ .Copyright Act‬وفى فـرنسا وأمريكـا تقررت حماية‬
‫حقوق املؤلف‪ ،‬فى العقد األخير من القرن الثامن عشر‪.‬‬
‫وكـانت مصر الـدولة العربـية األولى الـتى اتصلت بـالفعاليـات الدوليـة اخلاصة‬
‫بحقـوق املـؤلف إذ إنهـا دعيت عـام ‪ 1925‬لـالنضمـام إلـى اتفـاقيـة بـرن كمـا أنهـا‬
‫اشتركت فى مؤمتـرى روما وبلغراد حول حقوق املـؤلف عام ‪ ، 1928‬واستضافت عام‬
‫‪ 1929‬مؤمتراً عقـدته اجلمعية األدبيـة والفنية الـدولية‪ ،‬وانضـمنت التفاقيـة برن عام‬
‫‪. 1977‬‬
‫وإن كانت حقـوق املؤلفني ظلت بغـير حمايـة جدية حتـى صدر أول قانـون حلماية‬
‫حق املـؤلف عام ‪ 1954‬وهـو القانـون رقم ‪ 354‬لسنـة ‪ ،1954‬وقد جـاء هذا القـانون‬
‫خامتـة جلهود بـدأت منذ عـام ‪ 1927‬لوضع مـشروع حلمـاية حقـوق املؤلفـني‪ ،‬فرغم أن‬
‫القانـون املدنى املصـرى كان يقرر مـبدأ حمايـة حق املؤلف‪ ،‬إال أن هذا املـبدأ لم يوضع‬
‫موضع التنـفيذ ألن القانون كان يـحيل فى تنظيم حق املؤلف إلـى تشريع خاص يصدر‬
‫بذلك (م‪ 82‬من القانـون املدنى األهلى القـدمي وم ‪ 86‬من القانون املدنـى احلالى) كما‬
‫أن قانون العقوبات املـصرى رغم تضمنه نصوصاً تقـرر هذه احلماية‪ ،‬إال أن احملاكم لم‬
‫تستطع تطبيقهـا ألن هذا التطبيق كـان يتطلب وجود تشـريع يبني حقوق املؤلف‪ ،‬ومع‬
‫ذلـك فإن القـضاء املـصرى قـد توسل فـى أكثـر من منـاسبـة إلى تقـرير هـذه احلمـاية‬
‫استنـاداً إلى قـواعد العـدل‪ ،‬حتى صـدر قانـون حمايـة املؤلف عـام ‪ 1954‬فسـد هذا‬
‫الـنقص فـى الـتشـريع بـنصـوص صــريحـة واضـحـة‪ ،‬وقــد استـوحـيـت أحكـــامه من‬
‫االتفــاقـات الدولـية اخلـاصة بـحق املؤلف ومـن بعض التـشريعـات احلديـثة‪ ،‬حـتى مت‬
‫إلغاؤه بعد صدور قانون حماية امللكية الفكرية احلالى رقم ‪ 82‬لسنة ‪2002.‬‬
‫واتـخذت حـمايـة حقـوق املؤلـف طابـعاً دولـياً عـلى أثـر خطـاب ألقـاه الشـاعر‬
‫الفـرنسـى فكتـور هيـجو فـى مؤمتـر الكـتاب الـذى انعـقد فـى باريـس عام ‪،1878‬‬
‫فأبرمت معاهـدة برن الدولية حلمـاية حقوق املؤلف عـام ‪ ،1886‬وقد عدلت بعد ذلك‬
‫عدة مرات‪.‬‬
‫‪197‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫وقـد دعت هيـئة الـيونـسكو الـتابعـة لألمم املتحـدة إلى عقـد اتفاق دولـى فى‬
‫جنيف فى سبتمبر ‪1952.‬‬
‫املؤلفات اجلديرة باحلماية‪:‬‬
‫معيار املؤلف اجلدير باحلـماية هو مكتمل العناصـر وليس أن يكون مجرد فكرة‬
‫على أن ينـطوى هذا املـؤلف على ابتكـار‪ ،‬ويرجع احلكم فـى كون املصـنَّف مبتكرًا أو‬
‫غير مبتكـر عند النزاع إلـى تقدير القضـاء‪ ،‬وقد عرف قانـون حماية امللكـية الفكرية‬
‫املصـرى احلالـى الصادر عـام ‪ 2002‬املصنَّف بـأنه كل عمل مـبتكَر أدبـى أو فنى أو‬
‫علمـى أيا كان نـوعه أو طريقة الـتعبير عنه أو أهـميته أو الغرض من تـصنيفه‪ ،‬كما‬
‫أكد القانون على أن الطابع اإلبداعى هو الذى يسبغ األصالة على املصنف‪.‬‬
‫وقـد حدد هـذا القانـون فى املـادة (‪ )140‬منه املصـنفات التـى تتمتع بحـمايته‬
‫وهى‪:‬‬
‫الكتب والكتـيبات واملقاالت والنشـرات وغيرها من املصنفـات املكتوبة‪ ،‬برامج‬
‫احلاسب اآللـى‪ ،‬قواعد البيـانات سواء كـانت مقروءة من احلاسـب اآللى أو من غيره‪،‬‬
‫احملـاضـرات واخلـطب واملـواعظ وأيـة مـصنفـات شفـويـة أخـرى إذا كـانت مـسجلـة‪،‬‬
‫املصنفـات التمـثيليـة والتـمثيلـيات املـوسيقيـة والتمـثيل الصـامت (البـانتـوميم)‪،‬‬
‫املصـنفات املـوسيقـية املقـترنـة باأللفـاظ أو غيـر املقتـرنة بهـا‪ ،‬املصـنفات الـسمعـية‬
‫الـبصـريـة‪ ،‬مـصنفـات العمـارة‪ ،‬مـصنفـات الـرسم بـاخلطـوط أو بـاأللـوان‪ ،‬والـنحت‪،‬‬
‫والطبـاعة على احلجر‪ ،‬وعلى األقمشة وأية مصنفات مماثلة فى مجال الفنون اجلميلة‪،‬‬
‫املـصنفات الفوتـوغرافية ومـا مياثلها‪ ،‬مصـنفات الفن التطـبيقى والتشكـيلى‪ ،‬الصور‬
‫الـتوضيـحية واخلـرائط اجلـغرافيـة والرسـوم التخـطيطيـة (االسكتشـات) واملصـنفات‬
‫الثالثـية األبعـاد املتعلقـة باجلغـرافيـا أو الطـبوغـرافيـا أو التصـميمـات املعمـارية‪،‬‬
‫املصنفات املشتقة‪ ،‬وذلك دون اإلخالل باحلماية املقررة للمصنفات التى اشتقت منها‪.‬‬
‫ويحمـى القانون عنوان املـؤلف إذا كان متميزاً بطـابع ابتكارى‪ ،‬ولم يكن مجرد‬
‫لفظ جار للداللة على موضوع املصنف‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪198‬‬

‫وليس محتمـاً أن يكون املؤلف جـديداً من حيث اإلنشـاء حتى يتمتع بـاحلماية‪،‬‬
‫فالقـانون يحـمى املـصنف املتـرجم أو احملـرر أو امللخـص أو املعدل أو الـذى يتـضمن‬
‫شـرحاً أو تعليـقاً يظهـره فى شكل جـديد‪ ،‬كمـا يحمى القـانون املـصنف املسـتمد من‬
‫مصنف سابق الوجود كالترجمـات والتوزيعات املوسيقية وجتميعات املصنفات مبا فى‬
‫ذلك قـواعـد البيـانـات املقـروءة سـواء من احلـاسب أو غيـره‪ ،‬ومجمـوعـات الـتعبيـر‬
‫الفلكلـورى مادامـت مبتـكرة مـن حيث تـرتيـب أو اختيـار محتـوياتـها‪ .‬وال تـشمل‬
‫احلمـايـة مجـرد األفكـار واإلجـراءات وأسـاليـب العمل وطـرق التـشـغيل واملفـاهـيم‬
‫واملبـادئ واالكتشـافات والبـيانات ولـو كان معبـرا عنها أو مـوصوفة أو مـوضحة أو‬
‫مدرجة فى مصنف‪.‬‬
‫كـما ال تـشمل احلـمايـة الوثـائق الـرسميـة أيا كـانت لغتهـا األصليـة أو اللـغة‬
‫املنقـولـة إليهـا مـثل نصـوص القـوانني واللـوائح والقـرارات واالتفـاقيـات الـدوليـة‬
‫واألحكام القـضائيـة وأحكام احملـكمني والقرارات الـصادرة من اللجـان اإلدارية ذات‬
‫االختصاص القضائي‪ ،‬وكذلك أخبار احلوادث والوقائع اجلارية التى تعد مجرد أخبار‬
‫صحفيـة‪ ،‬غير إن القـانون استثـنى من ذلك مجـموعات مـا تقدم من هـذه الوثائق أو‬
‫الوقائع إذا متيز جمعها باالبتكار فى الترتيب والعرض أو بأى مجهود شخصى جدير‬
‫باحلماية‪.‬‬
‫كمـا نصت املـادة (‪ )142‬من القانـون على اعتبار الفلكلـور الوطنى (@) ملكا‬
‫للشعب(@@)‪ ،‬وتبـاشر الوزارة اخملتصة وهى وزارة الثقـافة عليه حقوق املؤلف األدبية‬
‫واملـالية وتعمل على حمايته ودعمه‪.‬‬

‫(@) يقصد به كل تعبير يتمثل فى عناصر متميزة تعكس التراث الشعبى التقليدى الذى نشأ أو‬
‫استمـر فى جـمهوريـة مصـر العربـية مـثل‪ :‬التعبـيرات الـشفويـة مثل احلكـايات واألحـاجى‬
‫واأللغـاز واألشعار الـشعبـية واألغـانى الـشعبيـة املصحـوبة مبـوسيقـى والرقـصات الـشعبـية‬
‫واملـسرحيات والطقوس ومنتجات الفـن الشعبى التشكيلى والتطعـيمات التشكيلية اخملتلفة‬
‫أو املـوزاييـك واحلقائـب املنسـوجة يـدويا والـسجاد وامللـبوسـات وأشغال اإلبـرة واملنسـوجات‬
‫واآلالت املوسيقية واألشكال املعمارية‪.‬‬
‫(@@) امللك العام الـذى تؤول إليه جمـيع املصنفات املـستبعدة من احلـماية بـداية أو التـى تنقضى‬
‫مدة حماية احلقوق املـالية عليها طبقا ألحكام هذا القانون‪.‬‬
‫‪199‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫املؤلف الذى يستفيد من احلماية‪:‬‬


‫يعتبـر مؤلـفاً فـى نظـر القـانون الـشخص الـذى يبتـكر املـصنف‪ ،‬ويعـد مؤلـفاً‬
‫للمصنف مـن يذكر اسمه علـيه أو ينسب إليه بـاعتباره مؤلفـا له‪ ،‬إال إذا قام الدليل‬
‫علـى عكـس ذلك‪ ،‬فقـد يكتـب الشخـص اسمه علـى مـصنف وهـو ليـس واضعه فال‬
‫يعتبر مؤلفاً‪.‬‬
‫ويحـدث أن ينشر شخص مؤلفاً حتت اسم مستعار‪ ،‬وهو يتمتع باحلماية فى هذه‬
‫احلالة ما دام ال يقوم أدنى شك فى حقيقة شخصية املؤلف‪ ،‬وقد ورد فى القانون ‪82‬‬
‫لسنـة ‪ 2002‬أنه إذا قام الـشك اعتبـر ناشـر أو منتـج املصنف سـواء أكان شخـصا‬
‫طبيعيا أو اعتباريـا ممثال للمؤلف فى مباشرة حقـوقه إلى أن يتم التعرف على حقيقة‬
‫شخص املؤلف‪.‬‬
‫ويالحظ أن املؤلف قد يـنقل بعض حـقـوقه فى االستغالل املالى إلى شخص آخر‬
‫يعبـر عنه بـالنـاشـر‪ ،‬كـما أن حـق االســتـغـالل املالـى يـنـتـقـل إلـى ورثة املـؤلف بعد‬
‫وفاته‪.‬‬

‫وفى حـالة تـعدد املـؤلفني للمـصنف الـواحد ال يـجوز ألحـدهم مبـاشرة احلـقوق‬
‫املـترتـبة علـى حق املؤلـف إال باتفـاق جميـع املؤلفـني املشتـركني(@)‪ .‬وال يجـوز وفقًا‬
‫للقانون احلـالى حلمايـة حقوق امللكية الفكـرية ألحدهم االنفـراد مباشرة مبـباشرة حقوق‬
‫املؤلف إال باتفاق مكتوب بينهم‪.‬‬
‫واملصنَّف هـو ابتكـار الذهـن البشـرى‪ ،‬واملصنف اجلـدير بـاحلمـاية هـو املصنف‬

‫(@) ميز قـانون حمايـة امللكية الفكـرية املصرى اجلـديد بني املصنف اجلـماعى واملصـنف املشترك‪،‬‬
‫فاألول يـضعه أكثر من مؤلف بتوجيه شخص طبيعـى أو اعتبارى يتكفل بنشره باسمه وحتت‬
‫إدارته‪ ،‬وينـدمج عمل املـؤلفني فيـه فى الهـدف العام الـذى قصـد إليه هـذا الشخـص بحيث‬
‫يستحـيل فصل عمل كل مـؤلف ومتييـزه على حـدة‪ ،‬أما الثـانى فال ينـدرج ضمن املـصنفات‬
‫اجلماعية‪ ،‬ويشترك فى وضعه أكثر من شخص سواء أمكن فصل نصيب كل منهم فيه أو لم‬
‫ميكن‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪200‬‬

‫املـبتكــر الــذى بــرز إلـى الـوجــود‪ ،‬ويكـون معـداً للـنشـر ال مجـرد فكـرة فـى ذهن‬
‫صاحبها‪.‬‬
‫واالبتكـار هو اجملهـود الذهنـى الذى يبـذله اإلنسـان ويؤدى إلـى فكرة متـميزة‬
‫بطابع شخصى خاص‪.‬‬
‫وتـقــديــر مــا إذا كـان املــصـنـف مـبـتـكــراً أو غـيــر مــبـتـكــر يــرجـع لتقـديـر‬
‫القـضـاء‪.‬‬
‫وإذا كـانت املـلكيـة املـألـوفـة تخــول لصـاحبهـا وحــده حق االنتفـاع بــالشـىء‬
‫واستغاللـه‪ ،‬ويتصور معها أن يقصـر املالك استعمال الشـىء الذى ميلكه عليه وحده‪.‬‬
‫فاألمـر يختلف بـالنسـبة للـمصنف‪ ،‬ذلك أن املـؤلف ينشـد ذيوع مـصنفه وانتـشاره‪،‬‬
‫ويكون للهيئة االجـتماعية حق فى االستفـادة من اإلنتاج الفكرى‪ ،‬وال يتفق مع ذلك‬
‫أن يقصر املـؤلف استعمـال املصنف أو االنتفـاع به عليه وحـده‪ ،‬بل إن الرأى مـستقر‬
‫علـى أن حق املؤلف مـؤقت بطبيعـته‪ ،‬فبعد وقـت معني يحدده الـقانون يـؤول املصنف‬
‫إلـى امللك العام ويصـبـح فى متناول الـكـافة‪ ،‬بينـما امللكية املـألوفة مـؤبدة ال تسقط‬
‫وال تزول من تلقـاء نفسها‪ ،‬لذلك فللمؤلـف حق من نوع خاص‪ ،‬ولهذا احلق عنصران‪:‬‬
‫أدبى ومادى‪.‬‬
‫العنصر األدبى فى حق املؤلف‪:‬‬
‫يتمـتع املؤلف وخلـفه العام ‪ -‬علـى املصنَّف ‪ -‬بحـقوق أدبيـة أبديـة غير قـابلة‬
‫للتقادم أو للـتنازل عنهـا‪ ،‬وتشمل حق املـؤلف فى تقـرير نشـر مصنفه علـى اجلمهور‬
‫وإتاحته ألول مرة ونسبته إلى نفسه وإلزام الغير باحترام مصنفه‪ ،‬فال يجوز للغير أن‬
‫يجـرى فيـه باإلضـافة أو احلـذف أو التـحويـر وال يعـد التـعديـل فى مـجال الـترجـمة‬
‫اعـتداء إال إذا أغفل املتـرجم اإلشارة إلـى مواطـن احلذف أو التغـيير أو أسـاء بعمله‬
‫لـسمـعة املـؤلف ومكـانته‪ ،‬كمـا أن من حـق املؤلـف ‪ -‬إذا طرأت أسـباب جـدية‪ -‬أن‬
‫يطلب مـن احملكمة االبتـدائية احلكـم مبنع طرح مصـنفه للتداول أو سحـبه من التداول‬
‫‪201‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫أو بـإدخال تعـديالت جوهـرية عليه بـرغم تصـرفه فى حقـوق االستغالل املـالـى ويلزم‬
‫املؤلف فى هذه احلالة أن يعوض مقدما من آلت إليه حقوق االستغالل املـالى تعويضاً‬
‫عـادالً‪ .‬وتبـاشـر الـوزارة اخملـتصـة وهـى وزارة الثقـافـة ‪ -‬ووزارة اإلعالم بـالنـسبـة‬
‫لهيـئات اإلذاعـة ووزارة االتصـاالت واملعلـومات بـالنـسبـة لبـرامج احلـاسب وقـواعد‬
‫البيـانات ‪ -‬احلقوق األدبيـة املنصوص عليهـا وفق القانون فى حـالة عدم وجود وارث‬
‫أو موصى له بعد انقضاء مدة حماية احلقوق املالية املقررة فيه‪.‬‬
‫ويترتب على احلق األدبى النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن احلق األدبــى للمــؤلف يقـتضـى حـريـة املـؤلف املـطلقـة فــى التفـكيـر‬
‫واالبتكـار‪ ،‬فاملؤلف حـر فى التعبيـر عن رأيه فى حدود القـانون‪ ،‬وال يجوز‬
‫أن متلى عليه فكـرة معينة أو أن تـتطلب منه نتيجـة معينة يـصل إليها فى‬
‫بحثه‪ ،‬أو حتى مستوى معني‪.‬‬
‫فلــو فـرض أن نـاشــراً عهـــد إلى أحـد الكتـاب بكتـابة مقـال أو قصـة‪ ،‬ولكن‬
‫الـناشر وجــدها دون املســـتـوى الـذى كـان يتوقعه‪ ،‬فال يجـوز له أن يرجع فـى اتفاقه‬
‫مع املــؤلف أو أن يطـالـبه بتعــويض بحجـة أن اإلنتـاج لـم يكن فـى املـستـوى الـذى‬
‫يتوقعه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن فى وســع املـؤلف دائـمـاً أن يعــدل عـن آرائـه الـتـى انتهــى إليهــا قبل‬
‫إمتـامها أو قبـل نشرهـا‪ .‬وللمـؤلـف وحــده احلــق فى تـقــرير نشـــر مصـنـفـه‬
‫وفى تعـيـيـن طريقة هذا النشر‪.‬‬
‫‪ -3‬ويقتـضى العنصـر األدبى فى حق املـؤلف أن ينسب إلـيه مصنفه‪ ،‬فمن حقه‬
‫أن يضع عليـه اسمه وتوقيعه‪ ،‬كـما أن من حقه من نـاحية أخـرى أال ينسب‬
‫املصنف إلـى غيـره‪ ،‬فلو تـنازل املـؤلف عن حقه فـى االستـغالل املالـى إلى‬
‫غيـره‪ ،‬فإن حقه األدبـى فى أن ينـسب إليه مـؤلفه دائم ال يقبل الـتنازل إال‬
‫إذا اختار املؤلف العتبارات خاصـة به أن يخفى اسمه أو أن يستعمل اسماً‬
‫مستعاراً‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪202‬‬

‫ويترتب على ذلك أيضاً أن يكون املـؤلف وحده صاحب احلق فى أن يدخل عليه‬
‫ما يـراه من تعديل أو إضافـة أو حذف وأن يكون له وحـده احلق فى ترجـمته إلى لغة‬
‫أخرى‪ ،‬وال يجوز القيام بشىء من ذلك إال بإذن منه‪.‬‬
‫‪ -4‬هـو حق أبدى وال يسقـط بالتقـادم ال يجوز الـتنازل عنه وال يـجوز آلخر أن‬
‫ينـسب املـصنـف إليه أو يقـتبـس مـنه أو يتـرجـم عنه إال بـإذن من املـؤلف‬
‫واإلشارة إلى مؤلفه‪.‬‬
‫‪ -5‬أنه ال يجـوز احلجـز علـى احلق األدبـى للمـؤلف‪ ،‬وإمنـا يجـوز احلجـز علـى‬
‫احلقوق املـالية للمـؤلفني على املنشور أو املتـاح للتداول من مصنفاتهم‪ ،‬وال‬
‫يجـوز احلجز علـى املصنفـات التى ميـوت صاحبهـا قبل نشـرها مـا لم يثبت‬
‫بصفة قاطعة أنه استهدف نشرها قبل وفاته‪.‬‬
‫كذلك فإنه ال يجـوز التصرف فـى مجموع اإلنتـاج الفكرى للمـؤلف؛ فقد تدفع‬
‫احلاجة باملؤلف إلى أن يتنازل عن مجموع إنتاجه الفكرى‪.‬‬
‫العنصر املادى فى حق املؤلف‪:‬‬
‫يتناول حق املؤلف أيضـاً ناحية ماديـة إذا ما قرر املؤلف نـشر مصنفه مما يجعل‬
‫هذا احلق يدخل فى ذمته املالية وهو ما يعبر عنه باحلق املادى‪.‬‬
‫فحق املؤلف املادى أو املـالى هو حقه فى استغالل مصنفه سواء أكان ذلك بنقله‬
‫مباشرة إلى اجلمهور مثلما يحدث فى العزف املوسيقى أو العرض العلنى أو السينما‬
‫ويسمى هذا احلق بحق األداء العلنى‪ ،‬أم كان بـنقله بطريقة غير مباشرة مثلما يحدث‬
‫فى طبع أى كتاب‪ ،‬وهو ما يسميه القانون حق عمل مناذج من املصنف‪.‬‬
‫ويترتب على احلق املالى للمؤلف ما يأتى‪:‬‬
‫‪ -1‬أن لكل شـخص أن يستعـمل مصنف الغيـر فى الغـرض الذى أعـد له؛ فإن‬
‫كـان كتابـاً طالعـه وإن كان حلنـاً عزفه‪ ،‬بـشرط أال يـحقق فائـدة مالـية من‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪203‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -2‬أن املــؤلــف هــو صـاحــب احلـق فـى التنــازل عـن حقــوق النشــر ويتم ذلك‬
‫عـادة مبقتضـى عـقـد نشر‪.‬‬
‫ومع ذلك فقـد كفل القـانـون حمـايـة املـؤلف جتـاه النـاشـر‪ ،‬فـاشتـرط أن يكـون‬
‫تصـرف املـؤلف فـى حقـوقه املـاليـة بعقــد مكتـوب وأن يحـدد هـذا العقـد صـراحـة‬
‫وبالتفصيل كل حق على حـدة يكون محل التصرف مع بيـان مداه والغرض منه ومدة‬
‫االستغالل ومكانه‪.‬‬
‫‪ -3‬يتـمتع املــؤلف وخلفه العـام من بعـده وفق قـانـون حمـايـة حقــوق امللكيـة‬
‫الفكرية اجلـديد بحق استئثـارى فى الترخـيص أو املنع ألى استغالل ملصنفه‬
‫بـأى وجه من الـوجـوه وبخـاصـة عن طـريق النـسخ(@) أو البث اإلذاعـى أو‬
‫إعادة البـث اإلذاعى أو األداء العلـنى أو التـوصيل العلـنى أو التـرجمة أو‬
‫الـتحوير أو التأجير أو اإلعارة أو اإلتاحـة للجمهور مبا فى ذلك إتاحته عبر‬
‫أجهزة احلاسب اآللى أو مـن خالل شبكات اإلنترنت أو شـبكات املعلومات‬
‫أو شبكات االتصاالت وغيرها من الوسائل‪.‬‬
‫وال ينطبق هـذا احلق االستئثـارى فى التـأجير علـى برامج احلـاسب اآللى إذا لم‬
‫تكن هى احملل األسـاسى للتأجـير وال على تأجـير املصنفات الـسمعية البصـرية متى‬
‫كـان ال يـؤدى إلـى انـتشـار نـسخهـا علـى النحـو الـذى يضـر مـاديـا بصـاحب احلق‬
‫االستئثارى‪.‬‬
‫‪ -4‬من حق املؤلف أيضا أن يتقاضى املقابل النقدى أو العينى الذى يراه عادال‬
‫نـظير نقل حق أو أكثـر من حقوق االستغالل املــالى ملصنفه إلـى الغير‪ ،‬أما‬
‫من خالل مشاركة نسبيـة فى اإليراد الناجت من االستغالل أو بالتعاقد على‬

‫(@) الـنسخ ‪ :‬أى استحـداث صورة أو أكثـر مطابقـة لألصل من مصـنف أو تسجيل صـوتى بـأية‬
‫طريقـة أو فى أى شـكل مبا فـى ذلك التخـزين اإلليكـترونـى الدائـم أو الوقـتى للـمصنف أو‬
‫للتسجيل الصوتى‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪204‬‬

‫أساس مبلغ جزافى أو باجلمع بني هذين األسلوبني‪.‬‬


‫ويجـوز له اللجوء إلـى احملكمة االبتـدائية بطـلب إعادة النظـر فى قيـمة املقابل‬
‫املتفق عليه إذا تبني له أن االتفاق كان مجحفا حلقوقه‪.‬‬
‫‪ -5‬أن حق املؤلـف فى االستغالل املـالى لـيس مؤبـداً بل إنه يزول بعـد انقضاء‬
‫خمـسني سنة عـلى وفاته وبـالنسبـة للمصنفـات املشتركـة تزول هذه احلـماية‬
‫بعـد انقضاء ‪ 50‬سنـة من وفاة آخـر من بقى حـيا منهم‪ ،‬كـما يتمتـع مؤلفو‬
‫املصنفات اجلماعـية ‪ -‬باستثناء مؤلفى مصـنفات الفن التطبيقى ‪ -‬بحماية‬
‫حقـوقهم املــاليـة مـدة خمـسني سنـة تبـدأ من تـاريـخ نشـرهـا أو إتـاحتهـا‬
‫للجـمهور ألول مـرة ‪ -‬أيهمـا أبعد ‪ -‬إذا كـان مالك حقـوق املؤلف شخـصا‬
‫اعتبـاريا وتـطبق نفـس القواعـد سالفـة الذكـر إذا كان مـالك هـذه احلقوق‬
‫شخصا طبيعيا وتنـتهى احلقوق املـالية على املـصنفات التى تنشر ألول مرة‬
‫بعد وفاة مؤلفها مبضـى خمسني سنة من تاريخ نشـرها أو إتاحتها للجمهور‬
‫ألول مـرة ‪ -‬أيهمـا أبعــد‪ ،-‬وحتسـب من تـاريـخ نشـر املـصنف أو إتـاحته‬
‫للجمهور ألول مرة ‪ -‬أيهما أبعـد‪ -‬فى حالة املصنفات التى تنشر غفال عن‬
‫اسم املؤلف أو حتمـل اسماً مستعـاراً‪ ،‬وبالنسبـة ملصنفات الفن الـتطبيقى‪،‬‬
‫فـإن حق مؤلفهـا فى االسـتغالل املالـى يزول بعـد خمس وعـشرين سـنة من‬
‫تاريخ نشرها أو إتاحتها للجمهور ألول مرة ‪ -‬أيهما أبعد‪ -‬وتتمتع هيئات‬
‫البث اإلذاعـى(@) بحق مالـى استئثـارى يخول لـها استـغالل برامجهـا ملدة‬
‫عشرين سنة من تاريخ أول بث لهذه البرامج‪.‬‬
‫وانقـضــاء حــق الـمــؤلـف فـى االسـتـغــالل املالـى يجعـل املصنفـات تدخـل فى‬
‫نطـاق امللك العـام ويـستـطيع أى شخـص استـخــدامـهــا دون مـوافقـة املـؤلف ودون‬

‫(@) كل شخص أو جهة منـوط بها أو مسئـولة عن البث اإلذاعـى الالسلكى السمعـى أو السمعى‬
‫البصرى‪.‬‬
‫‪205‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مقابل‪ ،‬ولكن ذلك ال يعنـى انقضاء حقه األدبى وهو نسـبة املـؤلـف إلى صـاحـبـه‪ ،‬إذ‬
‫إن هذا احلق ال ينقضى‪.‬‬
‫كذلك يحـدد القانون أمداً يسقط بعده حق املؤلـف وذلك بالنسبة لترجمته‪ ،‬فإذا‬
‫قصر املؤلف فى تـرجمة مصنفه إلى اللغـة العربية مثالً بنفـسه أو بواسطة غيره خالل‬
‫ثـالث سنوات مـن تاريخ أول نـشر للـمصنف األصلـى أو املترجـم‪ ،‬انتهت حمـاية حق‬
‫املؤلف وجاز ألى شخص ترجمته بدون إذن من املؤلف‪.‬‬
‫‪ -6‬أن القانـون ال مينع الغيـر من استعمـال املصنف فـى اجتمـاع عائلـى أو فى‬
‫جمعية أو منـتدى خاص أو أمـام الطالب داخل منشـأة تعـلـيـمـيــة فيجــوز‬
‫مثالً عزف أيـة مقـطـــوعة مـوسيـقـيــة فى مثل هـذه االجتـمــاعات دون أن‬
‫يعتبر ذلك اعتداء على حق مؤلفـهــا مـادام يتــم بـدون حتصيل مقابل مالى‬
‫مباشر أو غير مباشر‪ ،‬كما ينص القانون على أنه ليس للمؤلف ‪ -‬بعد نشر‬
‫مـصـنـفــه ‪ -‬أن مينع الغيـر من عمل نـسخة وحيـدة من املـصـنـف السـتعمال‬
‫النـاسـخ الـشـخـصــى‪ ،‬وبشـرط أال يخل هـذا الـنسخ بـاالستعمـال العـادى‬
‫للـمصــنــف أو يلحــق ضــرراً غيـر مبـرر بـاملصـالـح املشـروعـة للمـؤلف أو‬
‫ألصـحاب حــق املـؤلــف وكـذلـك نسـخـة وحـيــدة مـن بـرنامج احلاسب اآللى‬
‫مبـعرفة احلـائز الشـرعى له بغـرض احلفظ أو اإلحـــالل عـنـــد فـقـد الـنـسـخـة‬
‫األصـلـيــــة أو تلفهـا أو عــدم صالحـيتهـا لـالستخـدام أو االقـتبــاس من‬
‫البـرنـامج ويجـب إتالف النـسخـة األصليـة أو املقتـبسـة مبجـرد زوال سنـد‬
‫احلــائـز‪.‬‬
‫وال يحـول حق املـؤلف دون عـرض التـحليالت واملقـتطفــات (@) واالقتبـاسـات‬
‫القصيرة إذا قصد بهـا النقد أو املناقشة أو اإلعالم ما دامت تشير إلى املصنف واسم‬
‫مؤلفه‪ ،‬كذلك األمـر بالنسبـة لنقل اخلطب واألحاديـث والندوات واحملاضـرات العلنية‬

‫(@) يـدخل فى هـذا أيضـاً نشـر مقتطفـات من مصنـف سمعى أو بـصرى أو سمعـى بصـرى متاح‬
‫للجمهور فى سياق التغطية اإلخبارية لألحداث اجلارية‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪206‬‬

‫وما يجـرى فى اجللسـات العلنية لـلمجالس النـيابية واإلداريـة واالجتماعـات العلنية‬


‫العلمية واألدبـية والفنية والسياسيـة واالجتماعية والدينيـة وجلسات احملاكم العلنية‬
‫مـن مرافـعات والـنسخ مـن مصنفـات محميـة لالستعـمال فـى إجراءات قـضائـية أو‬
‫إدارية مع ذكر املصدر واسم املؤلف‪.‬‬
‫كـذلك يجـوز نسخ أجـزاء قصـيرة مـن مصنـف فى صـورة مكـتوبـة أو مسجـلة‬
‫تـسجيال سمعـيا أو بصـريا أو سمعيـا بصريـا ألغراض الـتدريس بهـدف اإليضاح أو‬
‫الشرح وفـى احلدود املعقولـة‪ ،‬وأال يتجاوز الغـرض منه‪ ،‬مع ذكر اسم املـؤلف وعنوان‬
‫املصنف على كل النسخ كلما كان ذلك ممكنا عمليا‪.‬‬
‫كمـا يجيـز القـانـون نـسخ مقـال أو مـصنف قـصيـر أو مـستخـرج من مـصنف‬
‫ألغـراض التدريـس فى منـشآت تعليـمية وذلك ملـرة وحيدة وفـى أوقات منفـصلة مع‬
‫اإلشارة إلى اسم املؤلف وعنوان املصنف على كل نسخة‪.‬‬
‫ونـص القانـون أيضـا على جـواز قيام دار الـوثائق أو احملفـوظات أو املكـتبات‬
‫التـى ال تسـتهدف الـربح بتـصويـر نسـخة وحيـدة من املصنـف على أن يكـون النسخ‬
‫ملقالـة منشورة أو مصـنف قصير أو مسـتخرج من مصنف الستخـدامها فى دراسة أو‬
‫بحث‪ ،‬على أن يتم ذلـك ملرة واحدة أو على فترات متفـاوتة أو أن يكون هدف النسخ‬
‫احملافـظة عـلى النـسخة األصلـية أو لتـحل النسـخة محل نـسخة فقـدت أو تلفت أو‬
‫أصبحت غيـر صاحلة لـالستخدام‪ ،‬إلى جـانب النسخ املـؤقت للمصنف الـذى يتم تبعاً‬
‫أو أثناء البث الرقمى له‪.‬‬
‫وتظهـر هنــا أهميـة التـمييـز بـني االستخـدام اخلـاص والـذى يـستهـدف الـربح‬
‫واالستخدام العام الذى ال يستهدف ربحاً‪.‬‬
‫وقد منح القانـون الهيئات الرسـمية املنوط بهـا اإلذاعة وكذلك مـديرى املسارح‬
‫أو أى مكـان آخـر لعـرض املـصنفـات احلق فـى إذاعـة املـصنفـات دون إذن املـؤلف أو‬
‫الـناشـر ودون ضرورة احلـصول عـلى مـوافقتهـما بـشرط إذاعـة اسم املـؤلف وعـنوان‬
‫املصنف ودفع تعويض عادل لهما وملستغل املكان الذى يذاع منه املصنف‪.‬‬
‫‪207‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫غـير أن قـانون حـمايـة حقـوق امللكيـة الفكـرية رقـم ‪ 82‬لسـنة ‪ 2002‬أعـطى‬


‫للـمؤلف أو خلفه بعد نشر مصنفه أن مينع الغير من القيام بدون إذنه بنسخ أو تصوير‬
‫مـصنفات الفنـون اجلميلة أو التـطبيقية أو الـتشكيليـة ما لم تكن فـى مكان عام أو‬
‫املصنفات املعـمارية‪ ،‬وكـذلك نسخ أو تصــوير كـل أو جـزء جــوهـرى لنــوتـة مصـنف‬
‫موسيقى أو لقـاعدة بيانات أو برامج حاسب آلى‪.‬‬
‫وسائل حماية حق املؤلف‪:‬‬
‫نظـم قــانون حمـاية حق املــؤلـف وسيلتـني حلمايـة حق املؤلف‪ :‬إحـداهما مـدنية‬
‫واألخرى جنائية‪.‬‬
‫فالـوسيـلة األولـى جتيـز للمـؤلف أو من يـخلفه أن يطـالب بـالتعـويض كل من‬
‫يعـتدى علـى حقه طبـقاً للقـواعد العـامة فـى املسـئولـية املـدنيـة‪ ،‬ويتـمتع التعـويض‬
‫بامتياز خاص‪.‬‬
‫بل إن القـانون قـد أجاز فـى هذه احلـالة اتخـاذ إجراءات وقـتية بـإجراء وصف‬
‫تفصيلـى للمصنف أو األداء أو التـسجيل الصوتـى أو البرنامج اإلذاعـى ووقف نشر‬
‫املصـنف أو عرضه أو نـسخه أو صنعه وتـوقيع احلجـز عليه أو علـى نسخـه‪ ،‬وكذلك‬
‫علـى املواد الـتى تـستعمـل فى إعـادة نشـره أو استـخراج نـسخ منه وإثـبات واقـعة‬
‫االعتداء علـى احلق محل احلماية‪ ،‬وحصـر اإليراد الناجت عن اسـتغالله وتوقيع احلجز‬
‫على هـذا اإليراد النـاجت من النشـر أو العرض‪ ،‬ولـرئيس احملكمـة فى جـميع األحوال‬
‫ندب خبـير أو أكثـر ولذوى الـشأن احلق فـى التظـلم إلى رئـيس احملكمـة اآلمر خالل‬
‫ثالثني يـوما من تاريخ صدور األمر ويكون له تأييد األمر أو الغاؤه كليا أو جزئيا أو‬
‫تعيني حارس مهمته إعـادة نشر املصنف أو التـسجيل الصوتى أو الـبرنامج اإلذاعى‬
‫أو استغالله أو عرضه أو صـناعته أو استخراج نـسخ منه‪ ،‬ويودع إيراد الـناجت خزانة‬
‫احملكمة حلني الفصل فى أصل النزاع‪.‬‬
‫أما الـوسيلة الثـانية فـإنها تتمـثل فى اعتبـار االعتداء علـى حق املؤلـف جرمية‬
‫تقليد فـى بعض احلاالت يعاقب عليهـا باحلبس مدة ال تقـل عن شهر وبغرامة ال تقل‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪208‬‬

‫عن خمـسة آالف جنيه وال تزيد علـى عشرة آالف جنيه‪ ،‬أو بإحـدى هاتني العقوبتني‪،‬‬
‫وفى حالة العـود تكون العقوبة احلـبس مدة ال تقل عن ثالثة أشهـر والغرامـة التـــــى‬
‫ال تقل عن عـشرة آالف جنـيه وال جتاوز ‪ 50‬ألف جـنيه‪ ،‬وفى جـميع األحوال تـقضى‬
‫احملكمـة مبصـادرة النسـخ محل اجلرميـة واألدوات املضبـوطة والـنسخ املقلـدة‪ ،‬وكذلك‬
‫بنشر احلكم الصادر باإلدانة فى جريدة يومية أو أكثر‪ ،‬وينطبق هذا احلكم أيضا على‬
‫من قـام ببيع أو تـأجيـر مصـنف أو تسجـيل صوتـى أو برنـامج إذاعى محـمى طـبقاً‬
‫ألحكـام هذا القانـون أو طرحه للـتداول بأيـة صورة من الصـور بدون إذن كتـابى سبق‬
‫من املـؤلف وصـاحب احلـق اجملاور(@)‪ ،‬وكـذلك نـشر مـصنف أو تـسجيل صـوتى أو‬
‫برنـامج إذاعـى أو أداء محـمى عـبر أجـهزة احلـاسب اآللـى أو شبكـات اإلنتـرنت أو‬
‫املعلـومات أو االتصاالت وغيرهـا من الوسائل بدون إذن كتـابى مسبق من املؤلف أو‬
‫صاحب احلق اجملاور‪.‬‬
‫ويـنطبـق هذا أيـضا عـلى الـتصنـيع أو التجمـيع أو االستيـراد بغـرض البيع أو‬
‫التأجيـر ألى جهاز أو وسيلـة أو أداة معدة للـتحايل علـى حمايـة تقنيـة يستخـدمها‬
‫املؤلف وصاحب احلق اجملاور كالتشفير مثال‪.‬‬
‫وفى حال اتـفاق طرفى النـزاع على التحكيم تـسرى أحكام قانـون التحكيم فى‬
‫املواد املدنية والتجارية الصادرة بالقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪1994.‬‬
‫وينص القانون فى املـادة (‪ )184‬على إلزام ناشرى وطابعى ومنتجى املصنفات‬
‫والتسجيالت الصـوتية واألداءات املسجلـة والبرامج اإلذاعية بـالتضامن فـيما بينهم‬
‫بإيداع نسخة منها أو أكثر مبا ال يجاوز عشرة‪.‬‬
‫حماية املصنفات األجنبية‪:‬‬
‫ينـص قانون حـماية حق املـؤلف على أن مصـنفات املؤلـفني األجانب التـى تنشر‬

‫(@) تشمل احلـماية املقـررة حلقوق املؤلـف واحلقوق اجملاورة لهـا املصريني واألجـانب من األشخاص‬
‫الطبـيـعـيـيــن واالعتبـاريني الـذين يـنتمـون إلى إحـدى الدول األعـضاء فـى منظـمة الـتجارة‬
‫العاملـيـة‪.‬‬
‫‪209‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫ألول مرة فـى بلـد أجنبـى ال يحميـها هـذا القـانون إال إذا كـانت محمـية فـى البـلد‬
‫األجنبـى‪ ،‬وبشـرط أن يشمل هـذا البلد الـرعايـا املصريـني بحمايـة مماثلـة ملصنـفاتهم‬
‫املنشورة ألول مرة فى مصر‪.‬‬
‫ومعنى هـذا أنه يشترط لـكى تتمتع املـؤلفات األجنبـية باحلمـاية القضـائية فى‬
‫مصر أن يتوافر شرطان‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ينص قـانون البلـد الذى ينـشر فيه مصـنف املؤلف األجنبـى على حـماية‬
‫حق املؤلف‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكــون هـذا القــانون من شـأنه أن يحمى مـؤلفات املصـريني التى تـنشر‬
‫ألول مرة فى مصر‪.‬‬
‫فإذا توافر هذان الشرطان امتدت حماية القانون املصرى ملؤلفات األجانب‪.‬‬
‫احلماية القانونية حلق املؤلف فى اجملال الصحفى‪:‬‬
‫لـم ينص القـانون املـصرى حلـمايـة امللكيـة الفكـرية صـراحة علـى الصـحف فى‬
‫التعداد الـذى أورده فى املـادة (‪ )140‬منه للمـصنفات الـتى يحمـيها القـانون‪ ،‬وإن‬
‫كان هـذا يفهم ضمنـاً من اإلشارة إلـى املصنفـات املكتوبـة‪ ،‬وما نص علـيه بعد ذلك‬
‫علـى احلـاالت التـى يجـوز فيهـا للـصحف نقل مقــاالت نشـرت فـى جـرائـد أخـرى‪،‬‬
‫واستثناء بعض مواد الصحف مثل األخبار من حماية القانون‪.‬‬
‫ولـكن بعض تـشريـعات حق املـؤلف تعنـى عنـاية خـاصة بـالنـص على اجلـرائد‬
‫وتنظيـم حمايـة ما ينـشر بهـا‪ ،‬مثل القـانون اإليـطالـى فى ‪ 22‬أبـريل ‪ 1941‬ومثل‬
‫القانون األر‪P‬نتينى الصادر عام ‪. 1933‬‬
‫والصـحـيـفـــة تخــتـلــف عــن أى كـتــاب أو مـطبـوع آخـر فهــى نتـاج جهـود‬
‫مـتعددة‪ ،‬يـشـتـرك فـيـهـا أشخـاص قد ال تـظـهـر أســمـاؤهــم‪ ،‬ويــقــوم فيـها النـاشر‬
‫مبهمة التوجيه وربط موضوعـاتها اخملتلفة وإعادة تنظيمها وإدخال تعديالت على ما‬
‫يقدم إليه لـلنشر فـيها سواء بـاحلذف أو التعـديل أو اإلضافة‪ ،‬ويـتولى إخـراجها فى‬
‫شـكل فنـى منـاسـب‪ ،‬ثم إن مـوضـوعـاتهـا تـتنـوع من مـوضـوعـات سيـاسيـة إلـى‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪210‬‬

‫مـوضوعـات اجتـماعـية أو أدبـية أو ريـاضيـة أو فنيـة‪ ،‬وهى مـزيج من املعلـومات‬


‫واألخبـار واآلراء والتعلـيقات‪ ،‬وبعـض عناصـرها قـد يكون بـالكتابـة كما قـد يكون‬
‫بالصورة أو الـرسم‪ ،‬كما أن بعض ما ينشر فى الصحيفة قد يكون ترجمة أو نقالً عن‬
‫مصنفات أخرى‪.‬‬
‫فناشر الـصحيفة سواء أكـان شخصاً طبيعـياً أم شخصاً اعـتبارياً مثـل مؤسسة‬
‫صحفية أو شركة‪ ،‬هو صاحب حق املؤلف على الصحيفة باعتبارها مصنفاً جماعياً‪.‬‬
‫فاملصنف اجلماعـى هو املصنف الذى يشترك فـى وضعه أكثر من مؤلف بتوجيه‬
‫شـخص طبيعى أو اعتبارى يتكفل بنشـره باسمه وحتت إدارته‪ ،‬ويندمج عمل املؤلفني‬
‫فيه فى الهـدف العام لهـذا املصنف ممـا يسـتحيل معه فصل عـمل كل مؤلف ومتـييزه‬
‫على حدة‪.‬‬
‫وعلى هـذا‪ ،‬فإن قـيام شخص بـتصويـر الصحيفـة فى صـور فوتـوغرافـية (مثل‬
‫امليكـروفيلـم) وتوزيعهـا أو بيعهـا‪ ،‬مثلـما قـد يحدث بـالنسـبة لألعـداد القدميـة من‬
‫الصحيفة ‪ -‬يعتبر اعتداء على حق الناشر الذى قام بإصدار الصحيفة‪.‬‬
‫كما أن حق الناشر ال يقـتصر على الصحيفـة باعتبارها وحـدة متكاملة فحسب‬
‫بل إنه ينصـرف إلى كل عنصر من عناصرهـا‪ ،‬وذلك فى احلدود التى تنازل له املؤلف‬
‫فـيها عن حق استغالل مـصنفه‪ ،‬فهو ميلك أن يـدفع أى اعتداء يقع بنقـل موضوع من‬
‫املوضوعات التى نشرت بها فى غير احلاالت التى يجيز فيها القانون هذا النقل‪.‬‬
‫والصحفى بدوره يعتبر مؤلفاً‪ ،‬ذلك أنه يقدم عصارة ذهنه فيما ينتجه وال يخل‬
‫بذلـك أن يكون مـرتبـطاً بعقـد عمل مـع الصحيفـة التـى يعمـل بها‪ ،‬ومع مـراعاة أن‬
‫بعـض ما يقـدمه الصحفـى مثل األخبـار ال متتـد إليه حـمايـة القانـون وأن ما يـقدمه‬
‫الصحفـى ال ميكن نـسبته إلـى شخص معـني إذا كان نـتاج اشـتراك عـدة أشخاص ال‬
‫ميكن فصل عمل كل منهم ومتييزه‪.‬‬
‫ولكن ارتـباط الصحفـى بعقد عمل مع الـصحيفة‪ ،‬مـن شأنه أن يؤثـر على حقه‬
‫‪211‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫كمؤلف فى عنصريه األدبى واملادى‪.‬‬


‫وبالـنسـبة لـلعنصـر األدبى فـإن األصل أن يكـون للمـؤلف احلق فـى تقـرير نـشر‬
‫مصنفه وفى تعيني طريقة هذا النشر‪ ،‬ولكن الصحفى يفقد هذا احلق فيما يقدمه للنشر‬
‫فى الصحيفة‪ ،‬فـالصحيفة هى التـى متلك نشر ما يقـدمه وهى التى حتدد طـريقة النشر‬
‫ومـوعده‪ ،‬واألصل أن يكون للمؤلف وحده إدخال مـا يرى من التعديل أو التحوير على‬
‫مصـنفه‪ ،‬ولكن الصحيفة متلك بالـنسبة ملا يقدمه لهـا الصحفى أن تعدل فيه أو تضيف‬
‫إليه‪ ،‬بل إنها قد تعيد كتابته من جديد‪ ،‬ومع ذلك فإن حتديد نطاق حق الصحيفة فى‬
‫هذه احلـالة يرجع إلى العـرف الصحفى‪ ،‬فالـصحيفة ال متلك جتاه املقـاالت التى تتضمن‬
‫آراء لكتابها نفس احلق الذى متلكه بالنسبة لألخبار أو املوضوعات أو التعليقات التى‬
‫تنشر بغير توقيع والتى تعبر عن رأى الصحيفة ذاتها‪.‬‬
‫فإذا كان من اجلائز للصحيفة أن تدخـل بعض تعديالت يقتضيها تنسيق النشر‬
‫أو جتـرى اختـصارًا بـسيطـاً تتـطلبه مقـتضيـات النشـر‪ ،‬فإنـه ال يجوز لهـا أن تدخل‬
‫تعديالً ميسخ أفكار الكاتب أو يشوهها‪ ،‬وإذا قام تعارض بني حق الصحفى باعتباره‬
‫مـؤلفـاً وبني واجبه بـاعتـباره مـحرراً فـإن علـيه أن يضحـى بعالقـة العمل فـى سبيل‬
‫إرضاء ضميـره كمؤلف‪ ،‬ذلك أن عقـد العمل الذى ارتبـط به ال يقضى علـى العنصر‬
‫األدبى فى حقه كمؤلف ولكنه يوقف استعماله‪.‬‬
‫أمـا فيمـا يتعلق بـالعنصـر املادى حلـق املؤلف‪ ،‬وهـو حقه فـى استغـالل مصنفه‬
‫مالياً بـأية طريقة من طـرق االستغالل فإنه ال يجوز لغيـره مباشرة هذا احلق دون إذن‬
‫كـتابى منه‪ ،‬وإن كان توقيع الـصحفى على عقد عمل مع صحيفـته‪ ،‬يؤثر أيضاً على‬
‫استخـدامه هذا احلق‪ ،‬ولكن هـذا ال يعنى أن يفقد مـا يقدمه الصحفـى من إنتاج إلى‬
‫الصحـيفة طبيـعته باعتبـاره ثمرة ابـتكاره‪ ،‬ومن ثم فـإنه يظل منسـوباً إليه ومـرتبطاً‬
‫بشخـصه‪ ،‬وعلى هذا فـإن الصحفى ال يـفقد حقه فى االسـتغالل املالى ملـا يقدمه إلى‬
‫الصحيـفة من إنتـاج ذهنى‪ ،‬إال فـى احلدود التـى يقتضيهـا ارتباطه بعـقد العمل مع‬
‫الـصحيفـة ووفق عقـد العـمل يتنـازل الصحـفى عـن استغالل مـا يكـتبه ليـنشـر فى‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪212‬‬

‫الصحيفـة‪ ،‬وهو يحـصل على مقـابل ذلك فى صـورة ما يتقـاضاه من مـرتب‪ .‬ولكن‬
‫الـتزامات الـصحفى قبل املـؤسسة الـصحفية تتحـدد فى هذه احلـالة وفق تخـصصها‪،‬‬
‫وهـو مقصـور على النـشر فـى الصحف‪ ،‬فال يعنـى عمله كصـحفى أن يفقـد حقه فى‬
‫استغـالل ما يكتبه بـطريق آخر غـير النشـر فى الصحيفـة التى يعمل بهـا مثل نشره‬
‫عن طريق اإلذاعـة أو التليفـزيون أو السـينما أو إعـادة نشره فـى كتاب إال إذا نص‬
‫على غير ذلك فى عقد العمل‪.‬‬
‫ولكن ال يجـوز للـصـحـفـى أن يـنـشــر فى كتاب أو أن يـذيع عن طريق اإلذاعة‬
‫أو التليفزيـون‪ ،‬ما سبق أن قـدمه إلى الصحيفـة التى يعمل بهـا من مقاالت قبل أن‬
‫تقـوم بنـشرهـا‪ ،‬كمـا ال يجـوز أن يقـدمهـا للنـشر فـى صحيـفة أخـرى بغيـر موافـقة‬
‫الصحيفة التى يعمل بها‪.‬‬
‫ويالحظ أنه بـالنسـبة للـكتاب الـذين يقـدمون إنتـاجهم إلـى الصحـيفة دون أن‬
‫يـرتبطـوا معها بـعقد عمل‪ ،‬فـإن حق الصحيفـة فيمـا يقدمـونه من إنتـاج سواء فـيما‬
‫يتعلـق بإدخـال تعـديالت عليه أو حتـديد طـريقـة نشـره أو كيفـية اسـتغالله‪ ،‬أضيق‬
‫نطـاقاً من حـقها فيمـا يقدم إليهـا من الصحفيني الـذين يرتـبطون معهـا بعقود عمل‬
‫كما أنه ال يجوز بـطبيعة احلال للصحيفة أن تنشـر كتابات أو أشعارًا أو بحوثاً ألحد‬
‫املؤلفني بغير إذن منه‪.‬‬
‫املصنف اجلدير باحلماية فى اجملال الصحفى‪:‬‬
‫‪ -1‬اسم الصحيفة‪:‬‬
‫اسم الصحيفـة له قيمة كبيرة فـى اجتذاب قرائها‪ ،‬ومع ذلـك فإن اسم الصحيفة‬
‫قد يكون مجرد لفظ جار للـداللة على موضوعها فهو وإن كان مييز عمالً أدبياً وفنياً‬
‫هو الصحيفة‪ ،‬إال أنه ال يعتبر فى حد ذاته عمالً فنياً‪ ،‬ومن ثم فإن الرأى السائد فى‬
‫تشـريعـات معظـم الدول أن الـصحيفـة ال تتـمتع بحق املـؤلف علـى اسمـها فـى هذه‬
‫احلالـة‪ ،‬ولكن إذا متيز االسم بطـابع ابتكارى فإنه يـتمتع بحماية القـانون‪ ،‬وهو الرأى‬
‫الـذى يتفق مع ما جاء فى قـانون حماية املـلكية الفكرية املـصرى الذى ينص على أن‬
‫‪213‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫احلمايـة تشمل عنوان املـصنف إذا كان متميـزاً بطابع ابتـكارى ولم يكن لفظـاً جارياً‬
‫للداللة على موضوع املصنف‪.‬‬
‫وإذا كان اسم الصحيفة غـالباً ما يكون مجرد لفظ جار يدل عليها إال أن قيمته‬
‫فـى الواقع ليـست مستمـدة من كونه عمالً يـتسم باإلضـافة أو االبتكـار ولكن قيمته‬
‫مـستمـدة من أنه عنـوان للـصحيفـة‪ ،‬فهـو أهم من مـجرد احلـروف أو الكلـمات الـتى‬
‫يتكون منها‪ ،‬فبغـيره ال ميكن أن تنشر الصحيـفة وتنشأ بينها وبـني قرائها هذه الصلة‬
‫التى جتعلهم ميارسون حقهم فـى التعرف عليها وقراءتهـا فى يسر‪ ،‬وبغيره ال ميكن أن‬
‫تستقر مـكانة الصحيـفة فى الرأى العـام‪ ،‬فهو يعتبر اسـماً أو عالمة جتاريـة أكثر مما‬
‫يعتبر عـمالً أدبياً‪ ،‬ومن ثم فهو فى جـميع احلاالت يتمتع بحمايـة كتلك احلماية التى‬
‫تتمتع بها األسـماء والعالمات التجارية‪ ،‬كما أن استخدام نفس االسم أو اسم مقارب‬
‫له مما قد يـؤدى إلى اخللط أو التـضليل يعتبر نـوعاً من املنافـسة غير املـشروعة ميكن‬
‫املطالبة بالتعويض عنها‪.‬‬
‫‪ -2‬املـقــاالت‪:‬‬
‫يتميز املقـال باالبتكار‪ ،‬سواء فى استنباط األفـكار أو فى طريقة عرضها‪ ،‬وقد‬
‫يكـون املقال حتليلـياً وقد يكـون نقدياً‪ ،‬وقـد يتضمن تعلـيقاً على أحـداث جارية‪ ،‬أو‬
‫تلخيصاً أو شرحاً لكتاب‪ ،‬وقد ينشر كافتتاحية للصحيفة‪.‬‬
‫واألصل أن يتـمتع املقـال بـاحلمـايـة أيـاً كـان مـوضـوعه‪ ،‬وسـواء أكـان يعـالج‬
‫مـوضوعات سيـاسية أو اقتصـادية أو علميـة أو فنية أو ريـاضية‪ ،‬وطاملـا أنه يتميز‬
‫بطابع االبتكار فيعتبر من املصنفات التى يحميها القانون‪ ،‬فنقل ما دار فى جلسات‬
‫احملاكم أو مجلس الشعـب إذا عرض بطريقة مبـتكرة تبدو فيها انـطباعات الصحفى‬
‫وأسلوبه وأصـالته فى العـرض‪ ،‬فإنه يعـتبر مـصنفاً جـديراً بـاحلمايـة‪ ،‬ولكن إذا كان‬
‫املقال ال يتخـذ هذا الطابع ولم تـظهر فى عرضه شخـصية الصحفى‪ ،‬فـإنه ال يستفيد‬
‫من احلماية‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪214‬‬

‫‪ -3‬اإلعــالنات‪:‬‬
‫إذا متيـز اإلعالن بطابـع االبتكار فـشأنه شـأن أى مادة صحفيـة مبتكـرة يحميه‬
‫القـانون‪ ،‬وتبدو قيمـة هذه احلماية بـالنسبة لإلعالنات الـتى تتخذ طابعـاً فنياً يعتمد‬
‫علـى الرسم عالوة علـى الكتابـة‪ ،‬ولكن احلمـاية ال متتـد إلى نـشر إعالن عن بـرنامج‬
‫للسينما أو الراديو مثالً إذا كان ال يتميز بأى طابع فيه ابتكار‪.‬‬
‫‪ -4‬املقال املترجم‪:‬‬
‫كـذلك تعـتبر املـقاالت املتـرجمة مـن املصنفـات اجلديـرة باحلمـاية‪ ،‬ومـثال ذلك‬
‫أيضاً إذا نشرت الصحيفة تبـاعاً ترجمة كتاب ألحد املؤلفني األجانب‪ ،‬ذلك أن قانون‬
‫حماية حق املـؤلف يشمل باحلمـاية من يقوم بتـرجمة املصنف إلـى لغة أخرى‪ ،‬ومن ثم‬
‫فال يجـوز نقل التـرجمـة ذاتهـا بغيـر مـوافقـة صـاحبهـا أو مـوافقـة الـصحيفـة التـى‬
‫نشرتها‪.‬‬
‫ولكن قـيام إحـدى الصحف بنـشر تـرجمـة لكتـاب ال يحول دون قـيام صحـيفة‬
‫أخرى بـنشر تـرجمة أخـرى له‪ .‬ومع ذلك فإنه فـى احلالـة يجب احلصـول على مـوافقة‬
‫املؤلف األصلى أو الناشر الذى تنازل له املؤلف األصلى عن حقوقه‪.‬‬
‫وملا كانت حـماية حق املؤلف ال متـتد إلى مصنفـات املؤلفني األجانب الـتى تنشر‬
‫ألول مرة فـى بلد أجنبـى إال إذا كانت محمـية فى البلـد األجنبى ويشـترط أن يشمل‬
‫هذا البلـد الرعايـا املصريني بحمـاية مماثلـة ملصنفاتهم‪ ،‬فـإنه ميكن القيام بتـرجمة هذا‬
‫املصنف األجنبـى إلى اللغة العربـية دون أن يتوقف ذلك على مـوافقة املؤلف األصلى‬
‫أو الناشر‪.‬‬
‫والقـانون املـصرى يقـرر عدم جـواز النقل عن صحـيفة أخـرى إال مبوافقـة مؤلف‬
‫املقـال (ويحل محل املؤلف من يكون قد تنازل له عن حق االستغالل املالى مثل ناشر‬
‫اجلـريدة)‪ ،‬إذ ينـص على أنه ال يجـوز للصحف والـنشرات الـدورية أن تـنقل املقاالت‬
‫العلمية أو األدبيـة أو الفنية أو الروايـات املسلسلة أو الـقصص الصغيرة الـتى تنشر‬
‫‪215‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫فى الصحف والنشرات الدورية األخرى دون موافقة مؤلفيها‪.‬‬


‫إال إن هناك بعض االسـتثناءات قصـد بها تغليب الـصالح العام وتـشجيع نشر‬
‫الثقـافة منهـا أن القانـون قد أجـاز للصحف وغيـرها من الـنشرات الـدورية أن تـنشر‬
‫مقتبسأ أو مخـتصراً أو بياناً مـوجزاً عن املصنفات والكـتب أو الروايات أو القصص‬
‫بغير إذن مؤلفيها وبغير انقضاء أية مدة‪.‬‬
‫ويـسرى هذا احلق حـتى فى حـالة ورود ما يحـظر االقتبـاس فى الصحيفـة التى‬
‫نشر بها املقال أو القصة‪.‬‬
‫‪ -5‬الصـور والـرسـوم الكـاريكـاتـوريـة‪ :‬ال شك أن الـرسـوم ومنهـا الـرسـوم‬
‫الكاريكـاتورية تقوم على االبتكار وتتميز بطابع شخصى من حيث التعبير‬
‫واإلنشاء‪ ،‬لـذا فهى تتمتع بحمايـة القانون وهى فى القـانون املصرى تندرج‬
‫ضمن املصـنفات التـى نص قانـون حمايـة حق املؤلف علـى أنها داخلـة فى‬
‫‪X‬فنون الرسم‪.Z‬‬
‫‪ -6‬عروض الكتب امللخصة أو التفصيلية أو املتضمنة نقداً وحتليالً‪.‬‬
‫‪ -7‬الـروايـات والقـصص املـسلـسلـة والقـصص القـصيـرة التـى تـنشـرهـا‬
‫الصحف مبوافقة مؤلفيها‪.‬‬
‫‪ -8‬الـصور الفـوتوغـرافيـة غيـر اإلخبـارية‪ ،‬مع عـدم جواز عـرض صورة أو‬
‫نشرها أو توزيعها دون إذن صاحبها تطبيقاً حلماية احلق فى اخلصوصية‪.‬‬
‫املصنفات الصحفية غير اجلديرة باحلماية‪:‬‬
‫‪ -1‬األخـبـــار‪ :‬يختلف اخلـبر عـن املقال فـى أنه مجـرد نقل وتـسجيل لـواقعة‬
‫ميكن أن يسعى أى إنسان إلى معرفتها‪ ،‬فهو ال يقوم على االبتكار‪ ،‬بل إن‬
‫االبتكار قد يؤثر على ما يجب أن يتسم به اخلبر من صدق‪ .‬وهو مجرد من‬
‫الطـابع الـشـخصــى للمــؤلف‪ ،‬أى أن اخلبـر يـسـتمـد قـيمـته من طـبيـعته‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪216‬‬

‫وموضوعه‪ ،‬ال من الشكل الذى يصاغ فيه‪ ،‬ومهمة الصحفى فى هذه احلالة‬
‫ليست إسباغ طـابعه الشخصى فـى صياغة اخلـبر‪ ،‬بل هو السـرعة فى نقله‬
‫وإذاعته‪.‬‬
‫ومن املـتعذر إثـبات أن الـصحيفـة التـى نشـرت اخلبـر لم تـتوصـل إلى معـرفته‬
‫بفضـل جـهــودهـا بل إنــهــا نقـلـتـه عــن جــريــدة أخرى‪ ،‬فـضالً عن أن أهمـية اخلـبر‬
‫ومـدى احلـاجـة إلـى حمـايـته تتالشـى مبجـرد نشـره‪ ،‬ألن مـا يهم اجلـريـدة هـو الـسبق‬
‫الصحفـى‪ ،‬أما نقل اخلـبر وترديـده بعد ذلـك من جانب صحف أخـرى فلن يضـير هذه‬
‫الصحيفة‪.‬‬
‫وقـد اتبع املـشرع املـصرى الـرأى املسـتقر فـى معظم تـشريعـات العالـم وهو أن‬
‫احلمـاية املقـررة فى قـانون حق املـؤلف ال تشـمل األخبار الـيوميـة واحلوادث اخملـتلفة‬
‫التى لها طبيعة األخبار العادية‪.‬‬
‫‪ -2‬الصـور الفوتـوغرافيـة‪ :‬لم تكن حمـاية الـصور الفـوتوغـرافية دائـماً محل‬
‫اتفاق‪ ،‬فقد كان هناك رأى يرى أن التصويـر الفوتوغرافى يتسم باآللية وال‬
‫يتـضمن إبداعاً ذهنيـاً‪ ،‬على أن تقدم التصـوير الفوتوغـرافى أضاف الطابع‬
‫الشخصـى للمصـور فى اخـتياره الـزوايا وتـوزيع اإلضاءة وانـتقاء املنـاظر‪،‬‬
‫وهـو الـرأى الــذى انتهـت إليه تـشـريعـات معـظم الــدول‪ ،‬ومنهـا القـانـون‬
‫الفـرنسـى‪ ،‬وقد شـملها املـشرع املـصـرى أيضـاً باحلـمـاية حـيـنما نـص على‬
‫املصـنفات الفـوتوغرافية بني املصـنفات احملـمية‪.‬‬
‫ولكن بعض التشريعـات ترى أن الصور اإلخبارية شـأنها شأن األخبار ال تتمتع‬
‫بحمـاية حـق املؤلف‪ ،‬ألن هـدفها واحـد وهو إعالم اجلـمهور بـاألخبـار ذات االهتـمام‬
‫العام‪ ،‬سواء أكان التعبير عن اخلبر بالكتابة أم بالصورة‪.‬‬
‫‪ -3‬نشر مقـتـبـسـات أو مختصرات أو بيـانات موجزة عن املصنفات أو الكتب‬
‫أو الــروايـات أو القــصـص بــدون إذن مــؤلفـيـهــا وبـغــيــر انـقـضــاء مـدة‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪217‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -4‬املقـاالت اخلاصـة باملـناقـشات الـسيـاسيـة أو االقتـصاديـة أو العلمـية أو‬


‫الدينيـة التى تشغل الرأى العـام فى وقت معني مادام لم يـرد فى الصحيفة‬
‫ما يحظر النقل صراحة‪.‬‬
‫‪ -5‬التحليالت واالقـتباسـات الصـغيرة مـن أى مصنف غيـر محظـورة إذا كان‬
‫القصـد بها النقـد أو املناقشـة أو اإلخبار بـشرط اإلشارة إلـى املصنف واسم‬
‫املؤلف إذا كان معروفاً‪.‬‬
‫‪ -6‬الوثائق الرسمية‪.‬‬
‫‪ -7‬اخلطـب واحملاضرات التـى تلقى فى اجللـسات العلنيـة للهيئات التـشريعية‬
‫واإلدارية‪ ،‬واالجتماعات العلـمية واألدبية والفنية والسـياسية واالجتماعية‬
‫والدينية‪.‬‬
‫‪ -8‬الكتب واملؤلفات التى أتنقضى خمسون عاماً على وفاة مؤلفيها وأيلولتها‬
‫إلى امللك العام‪.‬‬
‫‪ -9‬ترجمة أى كتاب أجنبى انقضى على صدوره ثالث سنوات‪.‬‬
‫حماية حق املؤلف فى اجملال الفنى‪:‬‬
‫إذا كان تقـريـر قـواعـد معــــقــولــة وعـادلـة لـحـمــايـة الـمؤلـف املــوسـيـقـى قـد‬
‫ال حتتاج إلـى جهد كبيـر للوصـول إليها وحتـديدها فـى يسر‪ ،‬إال أن املـوضوع يصبح‬
‫شاقـاً إذا كنا بـصدد مـوسيقى غـنائيـة‪ ،‬إذ يصبح أمـامنا مـؤلف األغنيـة فضالً عن‬
‫ملحنهـا‪ ،‬أو إذا اصطحب اللحـن املوسيقـى بحركـات إيقاعـية كمـوسيقى الـباليه أو‬
‫املوسيقى االستعراضية‪.‬‬
‫املصنف السمعى البصرى أو السمعى أو البصرى‪:‬‬
‫ونواجه نفس هذه الصعـوبة وتشابك املصـالح وتعارضها أحيانـاً إذا انتقلنا إلى‬
‫املصنفات الـسمعية والبصـرية والسمـعية بصريـة مثل السينمـا‪ ،‬ذلك أن جناح الفيلم‬
‫الـسينمـائى يـرجع إلى عنـاصر مخـتلفة اشتـركت فيه‪ ،‬وقـد يصعـب أحيانـاً أن نرجع‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪218‬‬

‫جنـاحه إلى عنصـر بذاته بقدر مـا نرجعه إلى تعـاون هذه العناصـر‪ ،‬فضالً عن أن هذه‬
‫العناصر قـد متثل فنوناً مختلفـة متميزة‪ ،‬فمن يكـون املؤلف اجلدير بـاحلماية فى مثل‬
‫هذه احلالة ?‬
‫هنــاك املنـتج ويقـابل نـاشـر املـؤلف األدبـى‪ ،‬وهـو الــذى يحمـل عبء الفـيلم‬
‫ومسـئولـيته من الـناحـية املـاليـة‪ ،‬وهنـاك اخملرج وواضع املـوسيقـى ومؤلـف املصنف‬
‫األدبـى الذى أخـذت عنه قـصة الـسينـما ومن قـام بتحـويرهـا ليجعلهـا مالئمـة للفن‬
‫السينمائى وهناك واضع السيناريو‪.‬‬
‫من هنا تـبدو الصعوبة فـى تقرير احلمايـة الالزمة وفى تعيني املـقصود باملؤلف‪،‬‬
‫وحتـديد حقـوق كل هؤالء الـذين اشتـركوا فـى الفيلم الـسينمـائى‪ ،‬وقـد حدد القـانون‬
‫الشركاء فـى تأليف املصنف الـسمعى البصـرى أو السمعى أو البـصرى مثل املصنف‬
‫السينمـائى أو املعد لـإلذاعة والتليفـزيون وهم‪ :‬مـؤلف السيـناريو أو صـاحب الفكرة‬
‫املـكتوبـة للبـرنامـج‪ ،‬ومن قام بـتحويـر مصـنف أدبى مـوجود وبـشكل يجعله مـالئما‬
‫لألسلـوب الـسمعـى الـبصـرى‪ ،‬واخملـرج‪ ،‬ومـؤلف احلـوار‪ ،‬وواضع املـوسيقـى إذا قـام‬
‫بوضعها خصيصاً للمصنف‪.‬‬
‫وتقتضى احلمـاية أن ينسب املـصـــنـف إليـهــم جمـيـعـاً كل حسب فنه وعمله وأن‬
‫يكـون لهم حق االشتراك فى أربـاح االستغالل‪ ،‬كما حـفــظ املـشـرع حـق عرض املصنف‬
‫الـسينـمائـى للمـخرج وملـؤلف الـسينـاريو واحلـوار ومن قـام بتـحريـر املصـنـف األدبى‬
‫مجـتمعني رغم معارضة مؤلف املصنف األدبى األصـلى أو واضع املوسـيقى دون إخـالل‬
‫بحـقـوق املعـارض املـترتبة على االشتراك فى التأليف‪.‬‬
‫وإذا امتـنع أحد املشتـركني فى تـأليف املصنف الـسينمائـى عن القيام بـإمتام ما‬
‫يخصه فى العمل فال يتـرتب على ذلك منع باقى املشـتركني من استعمال اجلزء الذى‬
‫مت مع عدم اإلخالل مبا ملؤلف هذا اجلزء من حقوق‪.‬‬
‫وأعطـى القانون احلالـى ملؤلف الشطر األدبـى أو الشطر املوسـيقى احلق فى نشر‬
‫‪219‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مصنفه بـطريقـة أخرى غـير الـطريقـة املنشـور بها هـذا املصـنف املشـترك مـا لم يتم‬
‫االتـفاق كـتابـة علـى غيـر ذلك‪ ،‬ويكـون للـمنتـج ‪ -‬فى إطـار هذا الـقانـون ‪ -‬طوال‬
‫استخـدام املصـنف السمعـى البصـرى أو السمعـى أو البصـرى املتفق علـيه نائـبا عن‬
‫مـؤلفـى هـذا املـصنف وعـن خلفهم فـى االتفـاق علـى اسـتغالله دون اإلخالل بحقـوق‬
‫مـؤلفى املـصنفات األدبيـة أو املوسيقيـة املقتبسـة أو احملورة مـا لم يتم االتفـاق على‬
‫غير ذلـك كتابـة‪ ،‬ويعتبـر املنتج نـاشرًا لهـذا املصنف وله حـقوق النـاشر علـيه وعلى‬
‫نسخه فى حدود أغراض االستغالل التجارى له‪.‬‬
‫املوسيقى املنفردة‪:‬‬
‫وهى التى ال تصـطحب بغناء أو رقص أو استعراض وال تـؤدى فى مسرحية أو‬
‫فيلم ســينمـائـى‪ ،‬ومؤلفـها يتمـتع بحمايـة التشـريع وال يشتـرك معه غيره فـى صفة‬
‫املؤلف بطبيعة احلـال‪.‬‬
‫علـى أن حمـاية مـؤلف املصنف املـوسيقـى ال تقتـصر فقـط على حتـرمي نقله أو‬
‫االقتـباس منـه ‪ -‬بل إنها تـتناول أيـضاً حتـرمي أدائه العلنـى(@) بغيـر إذن املؤلف أو‬
‫تعويضه‪.‬‬
‫املصنفات املوسيقية الغنائية‪:‬‬
‫فـى حالة االشـتراك فى تـأليف مصنفـات موسيقيـة غنائيـة يكون للمـــوسـيـقىَّ‬
‫وحـده احلـق فـى التـرخــيـــص باألداء العلـنى للـمصنف كلـه‪ ،‬ويكون ملـؤلف الشــطــر‬
‫األدبى احلـق فـى نشر الــشـــطــر اخلـاص بـه وحـده‪ ،‬علـى أنه ال يجــوز له الـتــصرف‬
‫فـى هذا الشـطـر ليكون أسـاساً ملـصـنـف مـوسيقى آخــــــر مـا لـم يـتــم االتـفـاق على‬
‫ذلك‪.‬‬

‫(@) األداء العلنى‪ :‬هـو نقل املصنف إلى اجلـمهور احملتشـد فى مكان عـام نقالً مباشـراً عن طريق‬
‫الصوت البشـرى أو بواسطة وسيلة لذلك وذلك بشكل علنى مثل التالوة العلنية أو العزف أو‬
‫عـرض لوحة أو متثال أو إذاعة أحد املـصنفات عن طريق الراديو والتـليفزيون إلى جانب عرض‬
‫الصور املتحـركة أو أشرطة األفالم أو مجمـوعة الشرائح املصورة أو اإلرسـال بواسطة مكبرات‬
‫الصوت أو التليفزيون أو املوجات الدقيقة أو التوابع الصناعية‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪220‬‬

‫املوسيقى املصحوبة بألفاظ وحركات‪:‬‬


‫قد تصطحب املـوسيقى بألفـاظ أو حركات أو خـطوات كما هـو األمر فى رقص‬
‫البـاليه واالستعراض املوسـيقى‪ ،‬وفى هذه احلـالة هناك مـبتكر طريقـة الرقص كما أن‬
‫هنـاك واضع املـوسيـقى‪ ،‬فـلمن يكـون حق التـرخيص بـاألداء العلنـى? وأيهمـا أهم‪:‬‬
‫املوسيقى أم الرقص?‬
‫هنا غـلب القانـون أهميـة الشـطر غيـر املوسـيقى‪ ،‬فجـعل ملؤلفه وحـده احلق فى‬
‫الترخيص باألداء العلنى للمصنف املشترك كله أو بتنفيذه أو بعمل نسخ منه‪ ،‬وجعل‬
‫ملـؤلف الشطـر املوسيقـى حق التصرف فـى املوسيـقى وحدهـا بشرط أال يـستعمل فى‬
‫مصنف مشابه للمصنف املشترك‪ ،‬ما لم يتفق على غير ذلك‪.‬‬
‫كمـا حفظ ملـؤلف الشطـر األدبى حقه فـى األرباح وحقه األصلـى فى نـشر عمل‬
‫نسخ من الشطر األدبى وحده‪.‬‬
‫ويالحظ أن قانون حماية حقـوق امللكية الفكرية املصرى اجلديد قد عالج قصورا‬
‫كان موجودا فى قانون حقوق املؤلف السابق إذ أنه أعطى فنانى األداء وخلفهم العام‬
‫‪ -‬ويقصـد بهم األشخاص الذين ميثلـون أو يغنون أو يلقون أو ينـشدون أو يعزفون أو‬
‫يرقصـون فى مـصنفات أدبـية أو فنيـة محميـة وفق أحكام هـذا القانـون أو آلت إلى‬
‫امللك العـام أو يؤدون فيـها بصـورة أو بأخـرى مبا فـى ذلك التعـبيرات الـفلكلورية ‪-‬‬
‫التمتع بحق أدبـى أبدى ال يقبـل التنازل عـنه أو التقادم ويجـعل لهم احلق فى نـسبة‬
‫األداء احلـى أو املـسجل إلـى فنـانـى األداء‪ ،‬واحلق فـى منـع أى تغييـر أو حتـريف أو‬
‫تشويه فى أدائهم‪.‬‬
‫ويكون للـوزارة اخملتصة هذا احلق فـى حالة عدم وجـود وارث أو موصى له بعد‬
‫انقضاء مدة حماية احلقوق املـالية املنصوص عليها فى هذا القانون‪.‬‬
‫كما أعـطى القـانون لفنـانى األداء أيضـاً التمـتع باحلقـوق املـاليـة االستئثـارية‬
‫املتمثلة فى‪:‬‬
‫‪221‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -1‬تـوصيل أدائهـم إلى اجلمـهور والتـرخيص بـاإلتاحـة العلنـية أو التـأجير أو‬


‫اإلعارة للتسجيل األصلى لألداء أو النسخ منه‪.‬‬
‫‪ -2‬منع أى استغالل ألدائهم بأية طريقـة من الطرق بغير ترخيص كتابى مسبق‬
‫مـنهم ويعد استغالال محـظورا تسجيل هـذا األداء العلنى أو تـأجيره بهدف‬
‫احلصول على عائد جتارى أو البث اإلذاعى لها إلى اجلمهور‪.‬‬
‫‪ -3‬تأجـير أو إعـارة األداء العلـنى أو نـسخ منه لـتحقيـق غرض جتـارى بغض‬
‫النظر عن ملكية األصل أو النسخ املؤجرة‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلتاحة العلنية ألداء مسجل عبر اإلذاعة أو أجهزة احلاسب اآللى أو غيرها‬
‫من الوسائل‪.‬‬
‫اإليـــداع‪:‬‬
‫ألزم املشرع مؤلفى وناشرى وطـابعى املصنفات التى تنشر عن طريق عمل نسخ‬
‫منها فـى مصر متضامنني بإيداع نـسخة أو أكثر بحد أقصى عشـر نسخ منها باملركز‬
‫الرئيسى لدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة‪.‬‬
‫كما ألـزم القانون منتجـى وموزعى األشرطـة السينمائيـة من اإلنتاج املصرى أو‬
‫املشتـرك بني مصر وغيـرها أن يودعـوا نسخة مقـاس ‪35‬مم من كل شريط سيـنمائى‬
‫لـدى اإلدارة العـامـة للمـصنفــات الفنيـة بـوزارة الثقـافــة قبل التـرخـيص بعـرضه أو‬
‫بتصديره إلى اخلارج‪.‬‬
‫وهناك اتفاقيـة عربية حلمايـة حقوق املؤلف صدرت عام ‪ 1981‬يـتمتع باحلماية‬
‫مبوجبهـا مؤلفو املصنفات املـبتكرة فى اآلداب والفنون والعلـوم‪ ،‬وتسرى حقوق املؤلف‬
‫وفـقاً لهذه االتفاقيـة ملدة ‪ 25‬عاماً مـن تاريخ النشر بـالنسبة ألفالم الـسينما وأعمال‬
‫الـفنون التطبـيقية واملصنفـات التى ينجـزها األشخاص االعتـباريون واملصـنفات التى‬
‫تنشر باسم مستعار أو دون ذكر اسم املـؤلف حتى يكشف عن شخصيته‪ ،‬واملصنفات‬
‫التى تنشر ألول مرة بعد وفاة مؤلفها‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪222‬‬

‫وتكـون مدة سريان حق املـؤلف على املصنفات الفـوتوغرافية عـشر سنوات على‬
‫األقل مـن تاريخ النـشر‪ ،‬وفيمـا عدا ذلك تتـمتع املصنفـات مبدة حمـاية تبـلغ خمسني‬
‫عاماً‪.‬‬
‫حـماية امللكـية الفكـرية‪:‬‬
‫تثير مسألة سرقة اإلبـداع أو اقتباسه أو استلهامه ‪ -‬أو ما شابه ذلك ‪ -‬أهمية‬
‫التصـدى ملسـألة حـمايـة امللكيـة الفكـرية وطـرح نقاط مـستعصـية مـنها مـا يتعلق‬
‫بالسرقة أو حق الترجمة ومنها ما يتعلق بحق االستنساخ أو احلقوق األدبية‪.‬‬
‫وتشمل امللكية الفكرية ‪ Intellectual property‬نوعني من امللكية هما‪:‬‬
‫‪ -‬امللكــيـة الصناعيـة ‪ Industrial‬؛ وتشمل براءات االختـراع وحقوق ملكية‬
‫النمـاذج والرسـوم الصـناعـية وأسـماء احملـال التجـارية واإلشـارات املمـيزة‬
‫وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬امللـكيــة األدبيــة والفـنيـة ‪ : Literary and Artistic‬وتـشـمل ملـكيـة‬
‫القـصص واألشعــار والكتـابـات العلـميـة والـنصـوص املـسـرحيـة واألفالم‬
‫والتأليف املوسيقى والرسوم وأعمال النحت وغير ذلك‪.‬‬
‫وهـناك صعوبة أحياناً فـى الفصل بني امللكية الصناعيـة واألدبية والفنية لزيادة‬
‫استخدام األعمال الفنية فى الصناعة يوماً بعد يوم ولكل من امللكيتني قوانني حماية‬
‫خاصة وطنية ودولية‪.‬‬
‫وقد بدأ تنظيم هاتني املـلكيتني دولياً منذ أواخر القـرن التاسع عشر‪ ،‬وذلك فى‬
‫اتفاق باريس عام ‪ 1883‬الـذى نظم قواعد احلماية الدوليـة للملكية الصناعية‪ ،‬وفى‬
‫اتفاق برن عـام ‪ 1886‬للحماية الـدولية للملكيـة األدبية والفنية‪ ،‬وأقـرت اليونسكو‬
‫عام ‪ 1952‬ما يعرف باالتفاقية العاملية حلقوق املؤلف‪.‬‬
‫وقد وقعت فـى استوكهـولم فى يـوليو ‪ 1967‬اتفـاقية إنـشاء املنـظمة العـاملية‬
‫للملكيـة الفكريـة لدعـم حمايـة امللكيـة الفكريـة فى جمـيع أنحاء الـعالم عـن طريق‬
‫‪223‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫التعـاون بني الـدول مع أى منظـمة دولـية أخـرى‪ ،‬وتعمـل هذه املـنظمـة علـى تطـوير‬
‫اإلجراءات التـى تهدف إلى احلماية الفعـالة للملكية فى جـميع أنحاء العالم وتنسيق‬
‫التشريعات الوطنية فى هذا اجملال‪.‬‬
‫وتـشكل ظاهرة ذيوع قرصنة النشر واالعتـداء على حقوق امللكية الفكرية خطراً‬
‫على اإلبـداع واالبتكار‪ ،‬إذ حترم املبدعني من استثمار جهـودهم ومن متابعة تطويرها‬
‫وتنميتـها مما قـد يكون له أبلغ األثـر على مـستقبل الثـقافة واإلبـداع فى العـالم‪ ،‬مما‬
‫يـتطلب احـترام حقـوق امللكيـة الفكـرية وإصـدار التشـريعات الـرادعة لـذلك قبل أن‬
‫يفرض ذلك فرضاً من اجملتمع الدولى مبوجب اتفاقية اجلات‪.‬‬
‫وقــوانني حــمـايـة الـمـلـكــيـة الـفكريـة ال تعنـى وضع احلواجـز والعراقـيل أمام‬
‫انتشـار املعرفـة أو أنها تعـبر عن رغـبة البعـض فى احتكـار املعرفـة وفرض الهيـمنة‬
‫املعرفية‪ ،‬ولكن حـماية امللكية الفكـرية تعنى أن يكون صـاحب الفكرة هو من يقطف‬
‫ثمـارهـا‪ ،‬ومن أشكـال حمـايــة امللكيـة الفكـريـة‪ :‬بـراءات االختـراع وحقـوق الـنشـر‬
‫والعالمـات التجاريـة والتصـاميم الصنـاعية‪ ...‬إلخ‪ .‬وهـى أشكال يحـميها القـانون‬
‫ولكنها حماية غير كافية فى ظل غياب وسائل ناجحة ملنع االعتداء عليها‪.‬‬
‫واحتـرام حقوق امللكـية الفكريـة على املستـوى الدولى سـيكون حافـزاً للشعوب‬
‫املستهلكة للمعرفة لتنمية وتطـوير قدراتها ومعارفها لتنتج بدورها معرفة تكفل لها‬
‫مردوداً إيجابياً‪ ،‬وهذا يعنى انتشار املعرفة ال استهالك ما تنتجه دون فهمها‪.‬‬
‫وقد وقعـت اتفاقيـة التجارة الـدولية فـى أبريل عـام ‪ ،1994‬وأصبحت سـارية‬
‫اعتبـاراً من أول ينـاير عـام ‪ ،1995‬وضمت ثالثـة مالحق رئيـسية أهـمها‪ :‬اتفـاقية‬
‫اجلوانب املتصلـة بالتجارة فـى حقوق امللكية الفـكرية (تريـبس ‪ )TRIPS‬والتى بدأ‬
‫تنفيـذهـا عـام ‪ ،1996‬وذلك بهـدف تـأمني إجـراءات حمـايـة كـافيـة للـتكنـولـو‪P‬يـا‬
‫وبراءات االختراع والعالمات التجارية‪.‬‬
‫وقـد أعطت هذه االتفاقية الدول النامية فترة سماح ملدة أربع سنوات لالستعداد‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪224‬‬

‫وتعديل أوضـاعها لـتتفق مع النـظام اجلـديد‪ ،‬كمـا أعطتـها خمـس سنوات إضـافية‬
‫تستطيع االستفادة منها بشرط إخطار منظمة التجارة العاملية‪.‬‬
‫ومن بـني ما تـشمله حـدود احلمـاية حقـوق التـأليف والنـشر وبـرامج احلاسـبات‬
‫وحقوق الـتأجيـر‪ ،‬وتتمتع مبـدة حمايـة تصل إلـى ‪ 50‬سنة‪ ،‬أمـا أعمال األداء الـفنى‬
‫وإنتاج الـتسجيالت الصوتية وهيئـات اإلذاعة فمدة احلماية التـى تتمتع بها خمسون‬
‫سنة أخـرى‪ ،‬أما بـرامج التليفـزيون وال‪T‬يـديو فـتتمتع بـاحلمايـة ملدة ‪ 20‬سنـة‪ ،‬ومدة‬
‫احلماية للعالمات التجارية سبع سنوات‪.‬‬
‫ومتثل قضية امللكية الفكرية أهـمية متزايدة خاصة مع التطور السريع واملتالحق‬
‫فى تكنولو‪P‬يا االتصال واإلعالم‪ ،‬مما يتطلب إيجاد آلية ترعى وتنظم املصالح وتضع‬
‫الضوابط‪ ،‬وفى مقدمتها حماية امللكية الفكرية‪.‬‬
‫وحـقــوق امللكية الفكرية أكثر اتساعاً من حقوق املؤلف إذ متتد لتشمل املنتجني‬
‫للـتسجيالت الصـوتية واملـذيعني وواضعى الـتركيبـات الطبوغـرافية‪ ،‬فـهى تضم إذن‬
‫حقوق املـؤلف وحقوق املـؤدين والهـيئات اإلذاعـية واحلقـوق الصـناعـية الـتى تـشمل‬
‫العالمات التجارية املميزة وبراءات االختراع‪.‬‬
‫وقـد كان التفـاقيـة امللكـية الفـكريـة التـى شملتـها اتفـاقيـة التجـارة العاملـية‬
‫(اجلات) ‪ GATT‬ردود فعل عـنيفة من جـانب املؤسسـات الثقافيـة والسياسـية فى‬
‫أوربـا إذ رأوا أنها متثل مـحاولة جـديدة للـواليات املتحـدة األمريكيـة للسيطـرة على‬
‫صنـاعة الثقـافة عـاملياً رغم أن جتـارة السلع الثقـافية من بـرامج مرئيـة وأفالم وغير‬
‫ذلك تتطلب معاملة مختلفة عن السلع األخرى‪.‬‬
‫وسيكـون التفاقيـة اجلات أثرهـا فى إلزام الـناشر بـدفع حقوق للمـؤلف األجنبى‬
‫وكـذلك لدار النشر املالكة حلق الترجمة مما قد يترتب عليه تراجع فى حركة الترجـمة‪.‬‬
‫كما قـد يؤثـر ذلك على اجتـاهات التـرجمة‪ ،‬إذ يـصبح الهدف هـو ترجـمة كتب‬
‫بهدف الربح وجذب القارئ دون االهتمام بالثقافة واإلبداع احلقيقى‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫وإن كـانت حــركـــة الـنشـــر سـتسـتفيـد من جـانب آخـر من هـذه احلـريـة التـى‬
‫ستتيحهـا هذه االتفــاقـيــة ولـن يـروج من الكتـب إال ما يستحق مـن الكتب احمللية‬
‫أو األجنبيـة‪ ،‬ومن مـزايا حقـوق امللكــيـة الـفـكـريـة أنها تــنـظـم حق اسـتغالل املنتج‬
‫الفكرى فى بلـده األصلى‪ ،‬ثم إعادة استـغـاللـه أو تـوزيـعــه فى دول أخرى من الدول‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫وقد انفـصل املنتج الثقافـى عن منتجه مع التقنيـات احلديثة ممـا أدى إلى تغير‬
‫فى طبيعة العالقـة بني املنتجني واملتلقني وانـتقلت السلطة من األول إلـى الثانى وهو‬
‫ما مت تقنينه فى االنتقال من حق التأليف إلى العالمـة التجارية كقاعدة أساسية فى‬
‫حتديد امللكية الفكرية‪.‬‬
‫ورغم ذلـك‪ ،‬فإن االتفـاقيـة أصبحت أمـراً واقعاً وملـزماً‪ ،‬ونحـن منر اآلن بفـترة‬
‫انتقالية فيما يتعلق بذلك‪ ،‬لذا من الضرورى ترتيب األوضاع اخلاصة بحماية امللكية‬
‫الفكرية فى مصـر حتى ال يصبح اإلبداع العـربى غائباً بهـذه االتفاقية‪ ،‬مما اتضح مع‬
‫صـدور قانون حمـاية امللكيـة الفكرية عـام ‪ ،2002‬إلى جانب ضـرورة اتخاذ مواقف‬
‫فعـالة ضـد أى محـاولة لـتزويـر حقـوق امللكيـة الفـكريـة‪ ،‬والتـأكد مـن أن إجراءات‬
‫احلماية منصفة وسريعة‪.‬‬
‫ومـن املهم أيـضــاً التفـكيـر فــى وضع خـطـة عـمل هنــدسيـة وفـنيـة لـرصـد‬
‫التكنولـو‪P‬يات احلديـثة التى تـساعد عـلى احلد من االعـتداءات على حقـوق امللكية‬
‫الفكرية نظراً لسهولة التقليد والنسخ وطمس معالم هذه احلقوق‪.‬‬
‫إلى جـانب أهميـة وضع خطة لـتدريب الـكوادر املصـرية فـى مجال تطـبيق هذه‬
‫االتفاقية مراعاة ملصاحلنا وهويتنا الثقافية قدر اإلمكان‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪226‬‬

‫ملخص الوحدة السـابـعة‬

‫ناقشت هذه الوحدة اجلوانب اخملتلفة حلقوق املؤلف‪ ،‬وذلك من بعدين‪:‬‬


‫‪ -1‬احلقوق األدبية أو املعنوية للمؤلف‪.‬‬
‫‪ -2‬احلقوق االقتصادية أو املادية للمؤلف‪.‬‬
‫وتناولـت الوحدة شروط االنتفاع بحقوق املؤلف‪ ،‬وأنواع االعتداءات على حقوق‬
‫املؤلف (االنتحال‪ ،‬التزييف‪ ،‬القرصنة) وحاالت اإلباحة‪.‬‬
‫كمـا عرضـت الوحـدة حلمـاية حقـوق املؤلف فـى مصـر‪ ،‬وذلك من خالل قـانون‬
‫حماية امللكية الفكرية رقم ‪ 82‬لسنة ‪2002‬؛ حيث ناقشت املؤلفات اجلديرة باحلماية‬
‫وفقاً لهذا القانون واملؤلف الذى يستفيد من احلماية‪.‬‬
‫وتناولت الوحدة أيضاً وسائل حماية حقوق املؤلف (املدنية واجلنائية)‪.‬‬
‫وقـدمــت الـوحـــدة بعـض الـتطـبــيـقــات اخلـاصة بحقـوق املؤلف وفـقاً للقـانون‬
‫املصرى‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬حقوق املؤلف فى اجملال الصحفى‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق املؤلف فى اجملال السينمائى‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق املؤلف فى مجال املوسيقى‪.‬‬
‫واختتمت الوحـدة باحلديث عـن امللكية الفكريـة (الصناعيـة ‪ -‬األدبية والفنية)‬
‫واالتفاقيـات الدوليـة اخلاصـة بذلك‪ ،‬وخـاصة اجلـوانب املتـصلة بـالتجارة فـى حقوق‬
‫امللكية الفكرية (تربيس) فى إطار اتفاقية التجارة الدولية (اجلات)‪.‬‬
‫‪227‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫أسئلة الوحدة السابعة‬

‫السؤال األول‪ :‬صحح العبارات التالية موضحاً السبب‪:‬‬


‫‪ -1‬يـشــتــرط النتـفـــاع املــؤلــف بحـقــوقـه أن يكـون عـمله جيـداً وله قـيمـة‬
‫ثقـافـيـة‪.‬‬
‫‪ -2‬يحظى عنوان املصنف باحلماية القانونية فى كل األحوال‪.‬‬
‫‪ -3‬احلقوق املادية للمؤلف أبدية‪.‬‬
‫‪ -4‬تعتبر الصـور والرسوم الكـاريكاتيريـة التى تنشـر فى الصحيفـة مصنفات‬
‫جديرة باحلماية‪.‬‬
‫‪ -5‬يعـتبــر كل املشـاركني فـى العـمل السـينمـائـى مـؤلفني يـتمتعـون بحقـوق‬
‫املؤلف‪.‬‬
‫السؤال الثانى‪ :‬حدد املقصود بكل مصطلح‪ ،‬مدلالً بأمثلة تطبيقية ما أمكن‪:‬‬
‫‪ -1‬امللكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -2‬اجلانب األدبى فى حقوق املؤلف‪.‬‬
‫‪.Copyright -3‬‬
‫‪ -4‬املؤلَّف اجلدير باحلماية‪.‬‬
‫‪ -5‬اإليداع‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬حدد الوضع القانونى فى املواقف التالية مبررًا ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬قام شخص ما بإعادة نـشر كتاب ألحد املؤلفني معتمداً على أن هذا املؤلف‬
‫لم ينشر اسمه احلقيقى بل استخدم اسماً مستعاراً‪.‬‬
‫‪ -2‬رفع ورثة سـيد درويش قـضية علـى إحدى املـدارس التى استخـدمت أحلان‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪228‬‬

‫وريـثهم فـى بعـض االستعـراضـات التـى قـدمتهـا خالل حفل نهـايـة العـام‬
‫الدراسى مطالبني بحقوقهم فى األداء العلنى‪.‬‬
‫‪ -3‬قـامت إحدى دور النشـر بإعادة طبع أعمـال اجلاحظ وطرحـتها فى األسواق‬
‫لتستفيد منها األجيال اجلديدة‪.‬‬
‫‪ -4‬رأى أحد الـصحفيني املتـخصصني فـى األدب أن يقوم بـإعداد كتـاب يضم‬
‫مختـارات لعــدد من الـشعـراء املعـاصــرين مـصنفـاً هـذه األشعـار حـسب‬
‫مـوضوعهـا‪ ،‬فقام بعـض ورثة هـؤالء الشعـراء مبقاضـاته مطـالبني بـاحلقوق‬
‫املادية واملعنوية عن هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ -5‬نـظراً ملا ورد فى أحـد التحقيقات الصحـفية بإحدى الـصحف من معلومات‬
‫مهمـة حول أحـد املوضـوعات رأت صحـيفة أخـرى أن تقدم خـدمة لقـرائها‬
‫فأعادت نشر بعض املقتطفات من هذا التحقيق‪.‬‬

‫أنشطة يقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬حاول أن تقـوم بجمع بعـض الوقـائع اخلاصـة بسـرقات أدبـية فـى مجاالت‬
‫مخـتلفة أدبية ومـوسيقية وعلـمية‪ ،‬وقم بتحليل هـذه الوقائع مـوضحاً مدى‬
‫إمكانية تطبيق قانون حقوق املؤلف على هذه احلاالت‪.‬‬
‫‪ -2‬ارجع إلى املكتـبة محاوالً أن تقدم دراسة مقارنة للقوانني التى حتمى حقوق‬
‫املؤلـف فى بعـض الدول‪ ،‬واطـرح فى هـذه الدراسـة رؤيتـك لتطـوير قـانون‬
‫حماية حقوق املؤلف فى مصر ليتناسب مع التغيرات الراهنة فى تكنولو‪P‬يا‬
‫االتصال‪.‬‬
‫‪229‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مـراجـع الوحدة السابعة‬

‫(‪ )1‬اجلـريدة الرسـمية‪ ،‬النـص الكامل لقـانون رقم ‪ 82‬لـسنة ‪ 2002‬بـإصدار قانـون حمايـة حقوق‬
‫امللكية الفكـرية‪ ،‬الكتـاب الثالث‪ :‬حقـوق املؤلف واحلقوق اجملـــاورة‪ ،‬العــــدد ‪( 22‬مكـــــرر)‬
‫فى ‪ 2‬يونيو عام ‪. 2002‬‬

‫(‪ )2‬خاطر لطــفـى‪ :‬قـانـونـا حـمــاية حق املؤلف والرقابـة على املصنفات‪ .‬الطـبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬دار املعارف‪. 1988 ،‬‬

‫(‪P )3‬ور‪ P‬جبور‪ :‬فى امللكية الفكرية ‪ -‬حقوق املؤلف‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪1996. ،‬‬

‫(‪ )4‬جمال الدين العطيفى‪ :‬حـرية الصحافة وفق تشريعات جمهـورية مصر العربية‪ .‬ط‪ ،2‬القاهرة‪،‬‬
‫مطابع األهرام التجارية‪. 1974 ،‬‬

‫(‪ )5‬محمـد سعد إبـراهيم‪ :‬حـرية الـصحافـة‪ :‬دراسة فـى السيـاسة التـشريعـية وعالقتهـا بالـتطور‬
‫الدميقراطى‪ .‬القاهرة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪. 1997 ،‬‬

‫(‪ )6‬حسـن عماد مكـاوى‪ :‬أخالقيات الـعمل اإلعالمى ‪ -‬دراسـة مقارنـة‪ .‬القاهـرة‪ ،‬الدار املصـرية‬
‫اللبنانية‪. 1994 ،‬‬

‫(‪ )7‬محمد حسـام محمود لـطفى‪ :‬البث اإلذاعـى عبر التـوابع الصناعـية وحقوق املـؤلف‪ .‬القاهرة‪،‬‬
‫د‪.‬ن‪. 1991 ،‬‬
‫(‪ )8‬محمـد حسـام محمود لـطفى‪ :‬حق األداء العلـنى للمـصنفات املـوسيقيـة ‪ -‬دراسة مقـارنة بني‬
‫القانـونني املـصرى والفـرنسـى واتفاقـية بـرن و‪P‬نيف الـدوليتني حلق املـؤلف‪ .‬القاهـرة‪ ،‬الهيـئة‬
‫املصرية العامة للكتاب‪. 1987 ،‬‬
‫‪231‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الوحدة الثــامنة‬
‫أخالقيات العمل اإلعالمى‬
‫ومواثيق الشرف املهنى‬

‫األهداف ‪:‬‬
‫يتوقع بعد دراسة هذه الوحدة‪ ،‬أن يكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬يشرح أسس ميثاق الشرف املهنى أو أخالقيات مهنة اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬يـذكـر أهـم عنـاصـر أخالقيـات املهنـة التـى تـتضـمنهـا مـواثيـق الشـرف‬
‫الصحفى‪.‬‬
‫‪ -3‬يعـرض أهم االجتاهـات اإليجابيـة نحو املـمارسة املـسئولـة ملهن اإلعالم فى‬
‫ضوء االلتزام الذاتى مبعايير السلوك املهنى‪.‬‬
‫‪ -4‬يبنى كيفية املواءمة بنى املهنة ومعايير أخالقيات مهنة الصحافة‪.‬‬
‫‪ -5‬يقارن بـنى جتربـة اجمللس األعـلى للـصحافـة فى مـصر (‪)1977-1975‬‬
‫وجتربتها من ‪ 1981‬وحتى ‪. 1995‬‬
‫‪ -6‬يوضح أهم اختصاصات اجمللس األعلى للصحافة وجلانه اخملتلفة‪.‬‬
‫‪ -7‬يقيم املمارسات الفعلية للمجلس األعلى للصحافة‪.‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬معايير السلوك املهنى فى العمل اإلعالمى‪.‬‬
‫‪ -‬مواثيق األخالقيات‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪232‬‬

‫‪ -‬أخالقيات تعامل اإلعالمى مع مصادره‪.‬‬


‫‪ -‬أخالقيات تعامل اإلعالمى مع املواطننى من جمهور ووسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬أخالقيات اإلعالن‪.‬‬
‫‪ -‬أخالقيات السياسة التحريرية لوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬أخالقيات الزمالة‪.‬‬
‫‪ -‬أخالقيات عالقة وسائل اإلعالم باجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬أخالقيات ومعايير املستوى املهنى لإلعالمينى‪.‬‬
‫‪ -‬وظائف التنظيم الذاتى جملالس الصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬اختصاصات مجالس الصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬جتربة اجمللس األعلى للصحافة‪.‬‬
‫‪ -‬تقيـيم املمارسات الفعليـة للمجلس األعلى للـصحافة (جلنة شـئون الصحافة‬
‫والصحفينى‪ ،‬جلنة الشئون املالية واإلدارية واالقتصادية‪ ،‬جلنة القيم)‪.‬‬
‫‪233‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الوحدة الثــامنة‬
‫أخالقيات العمل اإلعالمى‬
‫ومواثيق الشرف املهنى‬

‫تعد مـواثيق أخالقيـات املهنـة ضرورة لإلعـالمينى ولتـنظيـماتهـم املهنيـة‪ ،‬إلى‬


‫جـانب كـونهـا وسيلـة مهمــة لصيـاغـة العالقـة بـنى اإلعالمينى واجملـتمع‪ ،‬فمـواثيق‬
‫أخالقيـات املهنة تقـدم إرشادات لإلعالميـنى تساعـدهم على إصـدار احلكم الصحيح‬
‫فى كثير من املواقف التى تؤثر على حياة الناس ورفاهيتهم‪.‬‬
‫وتوفر املواثيق إطارا للتنظيم الذاتى ولتنفيذ الصحافة ملسئوليتها‪.‬‬
‫وقد ظهرت مواثيق أخالقية فى الـسويد عام ‪1916‬م وفى فرنسا عام ‪،1918‬‬
‫ثم بدأ تـدوين قواعـد السلـوك املهنـى للمـرة األولى فـى بداية العـشرينـيات من هذا‬
‫القرن‪ ،‬وهنـاك اآلن أقل من ‪ 50‬دولة فقط مـن بنى ‪ 200‬دولة فـى العالم لـديها نظم‬
‫متطـورة فى االتـصال اجلمـاهيرى ذات مـواثيق ألخالقـيات املهنة تـؤثر بـشكل فعال‬
‫على القائمنى باالتصال‪ ،‬أو حتمى التدفق احلر لإلعالم‪.‬‬
‫ويطرح موضوع ميثاق ألخالقيات املهنة عدة أسئلة‪:‬‬
‫@ ما املضمون الذى ينبغى أن يحمله هذا امليثاق?‬
‫@ ما أغراض هذا امليثاق?‬
‫@ من الذى يراقب تنفيذه?‬
‫وهنـاك بعض املـبادئ الـرئيسـية التـى حتتـوى علـيها مـواثيق األخـالقيات أو‬
‫معايير السلوك املهنى هى‪:‬‬
‫( أ ) أن اإلعالم مسألة مقدسة‪ ،‬ينبغـى أن يكون دقيقا غير محرف أو مخادع‬
‫أو مكبوت‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪234‬‬

‫(ب) ضـرورة الفصل بـنى املعلـومـات أو وظـيفـة األخبـار والتعلـيق أو وظـيفـة‬


‫التعليق وإبداء الرأى‪.‬‬
‫(جـ) أن يخــدم النقــد والتعلـيق املـصلحـة العـامـة ال أن يكـون هـدفه مجـرد‬
‫االفتراء أو تشويه السمعة‪.‬‬
‫( د ) تتضمن كل املواثيق فقرة تتصل باحلفاظ على سر املهنة‪.‬‬
‫ويالحظ أن أغلـب املبـادئ التـى تـتضـمنهـا مـواثـيق األخالقــيات تصـاغ فـى‬
‫عبـارات غامـضة أو مبـهمة‪ ،‬وبـالذات مبـادئ املوضـوعية واحلـيدة والصـدق‪ ،‬وحرية‬
‫اإلعالم‪ ،‬ورغم ذلك فـأهمية مـواثيق األخالقـيات املهنية تـرجع إلى أنهـا تعد مبثـابة‬
‫توجـيهات داخلـية لقرارات املهنـى فى مختلف املـواقف واملوضـوعات التـى يواجهها‬
‫أثناء عمله املهنى‪.‬‬
‫وقواعد السلوك املهنى قد تهدف إلى حماية واحد أو أكثر من الفئات التالية‪:‬‬
‫@ حماية املستقبل (القراء واملستمعنى واملشاهدين) أى اجلمهور بعامة‪.‬‬
‫@ حماية العاملنى فى وسائل االتصال من املهنينى‪.‬‬
‫@ حماية مـصالح مالك الـوسائل (قـد يكون هـذا املـالك شخـصا أو مجمـوعة‬
‫مساهمنى أو حكومة‪.)...‬‬
‫@ حماية الذين تقع عليهم املسئولية القانونية عما ينشر من مادة غير مسئولة‬
‫أو غير قانونية‪.‬‬
‫@ معاجلة قضايا املعلننى وغيرهم ممن يشترون خدمات وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫وملواثيق األخالقيات أشكال متعددة ‪:‬‬
‫( أ ) مـواثـيق خـاصـة بـوسـائل االتصـال جمـيعهـا وهـى‪ :‬الصحـافـة والـكتب‬
‫والـسينـما واملـسرح واإلذاعـة اإلليكتـرونية واالتـصال املـستعـنى باحلـاسب‬
‫اإلليكترونى‪.‬‬
‫(ب) مـواثـيق تهـتم بجـوانب املـضمــون االتصـالــى (التعلـيمـى‪ ،‬اإلعالمـى‪،‬‬
‫التسلية‪ ،‬واإلعالن املباشر أو املمول‪)..‬‬
‫‪235‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫(جـ) مواثـيق تتناول وسيلة واحـدة كالصحافة أو الـراديو والتليفزيون أو الفيلم‬


‫أو املسرح أو نظم االتصال اإلليكترونى‪.‬‬
‫( د ) مـواثيق تـتناول جـانبًا معـينًا أو أكـثر من جـوانب صنـاعة االتصـال كأن‬
‫تغطى فى الصحـافة مثال التحريـر (األخبار واألحداث اجلارية‪ )..‬واإلعالن‬
‫والتوزيع أو طرق الترويج‪...‬إلخ‪.‬‬
‫واملواثيق نوعــان ‪:‬‬
‫‪ -1‬مواثيق إجبارية أو إلزامية ‪:‬‬
‫وفى هذه احلـالة حتمـل املواثيق بـعض أشكال العقـاب ملن يخالف أو يـنتهك ما‬
‫جـاء بها من معـايير للسلـوك املهنى‪ ،‬ويدخل فـى هذا االحتقـار أو التأنـيب العام أو‬
‫الوقف املؤقت عن مزاولة املهنة‪.‬‬
‫‪ -2‬مواثيـــق اختيـارية ‪:‬‬
‫أى تـقوم عـلى أسـاس رغبـة واردة من الـعامـلنى فـى املهـنة بـحيث يتـرتب عـلى‬
‫موافقتهم عليها التزامهم بتنفيذ ما جاء فيها أثناء ممارستهم للعمل وتعد هذه املواثيق‬
‫مبثابة تنظيم ذاتى لهم‪.‬‬
‫ويرتبط هذا بطريقة وضع امليثاق األخالقى‪:‬‬
‫@ فهـناك مـواثيق يصـوغها الـعاملـون فى وسـائل االتصـال‪ ،‬ومن ثم تـسعى‬
‫خلـدمـة مصـاحلـهم أكثـر من خـدمـة مصـالح اجلمهـور‪ ،‬هـذا من جهـة‪ ،‬وهم‬
‫ملتزمون بتنفيذها باعتبارها تنظيما ذاتيا لهم من جهة أخرى‪.‬‬
‫@ بينما هنـاك مواثيق تفـرض على املهنة (من غـير العاملنى بهـا) ويكون لها‬
‫درجـات مختلفـة من الفعـالية‪ ،‬وفـى هذه احلـالة تخـدم اجلمهـور بشكل أو‬
‫بآخر ‪.‬‬
‫وقـد حبـذت اللجـنة الـدولية لـدراسة مـشكالت االتـصال (جلـنة مـاكبـرايد فى‬
‫تقـريرها سـنة ‪ )1979‬االجتـاه االختـيارى لوضـع قواعـد السلـوك األخالقـى وحرية‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪236‬‬

‫املبادرة مـن جانب املهنينى أنفسهم لـدعم اجلانب األخالقى بوضع قـواعد سلوك مهنى‬
‫حقيقى‪.‬‬
‫وقد يتضمن امليثاق مجمـوعة من املبادىء املثالية ‪ Ideals‬التى تطمح اجلماعة‬
‫املهنية إلى حتقيقها‪ ،‬وتتسم صياغة هذه املبادىء بالعمومية وال تتضمن أية عقوبات‬
‫مىـكن أن يتعـرض لهـا اإلعالمـى الـذى يـنتهك هـذه املبـادئ‪ ،‬ممـا يجعل أحكـام هـذه‬
‫املواثيق واسعة جـداً لدرجة أنها ال حتدد مقاييـس إلرشادات واقعية تختلف من حالة‬
‫إلى أخرى‪.‬‬
‫وهنـاك نـوع آخـر من املـواثيق يـقـــوم علــى مجمـوعـة من املعـاييـر واألحكـام‬
‫‪ Standards and rules‬يكــــون علـــى اإلعالمـــى أن يـطـبـقـهـــا وهــــى معـاييـر‬
‫أكـثر تفصـيالً‪ ،‬ومىكــن أن تـوفـــر إرشــــادات لإلعالمى خالل قيامه بعـمـلــه واتخاذه‬
‫للقـرارات‪ ،‬وبعض املـواثيق التـى تتبع هـذا األسلـوب تفـرض نوعـاً من العــقـــوبات‬
‫عـلــى انتهـاك بعض ما تـتضمنه مـن أحكام‪ .‬ومن منـاذج هذه املـواثيق امليثـاق الذى‬
‫أصـدرته جلنـة معايـير اإلذاعـة البـريطـانيـة وامليـثاق الـذى أصدره مجلـس الصحـافة‬
‫األملــانى‪.‬‬
‫وترى جلنـة مراجعـة األخالقيـات فى رابـطة الـصحفينى االسـتراليـنى أن الشكل‬
‫األنسب لتصميم امليثاق األخالقى يبـدأ مبجموعة املبادئ املثالية التى تسعى اجلماعة‬
‫املهنية إلى حتقيقها‪ ،‬والقيم الـتى تستند عليها املعايـير أو األحكام ثم حتدد املعايير‬
‫التى يجب على اإلعالمى أن يتبعها‪.‬‬
‫وبرغم اختالف الطريقة التى يتم بها وضع مواثيق األخالقيات‪ ،‬إال أنها جميعًا‬
‫تسعى إلى أهداف محددة تتمثل فى‪:‬‬
‫‪ -1‬حمـاية اجلمهـور من أى اسـتخدام غـير مسـئول لالتـصال أو ضـد األغراض‬
‫االجتماعية له أو استخدامه للدعاية‪.‬‬
‫‪ -2‬حماية القائمنى باالتصـال من أن يتحولوا ‪ -‬بأى شكل من األشكال ‪ -‬إلى‬
‫قـوة ال تقدر مـسئولـياتها‪ ،‬أو يتعـرضوا لإلذالل أو ألى ضـغط ليقـولوا أو‬
‫يفعلوا غير ما متليه عليهم ضمائرهم‪.‬‬
‫‪237‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -3‬احملـــافــظــة علـى قنوات االتـصـــال مفتوحــة‪ ،‬بحيث يـصــبــح االتصال ذا‬


‫اجتـاهنى وذلك بـالتأكـيد عـلـى حــق الـقـــائمـيـن بـاالتصـــال فـى احلـصـــول‬
‫فــى كل وقت علـــى كـــل الـمـعـلـــومـات عــدا الـظـــروف املـتـصـلــة بـأمن‬
‫الــدولــة دون التوسع فـى تفسير ذلــك مبــا يجعل فى اسـتـطـــاعـة الشعوب‬
‫أن تعـرف الطـريقة الـتى حتكـم بها مـن جهة‪ ،‬وبحـيث يصبـح فى إمكـانهم‬
‫الـتعـبــيــر عـن آرائهم املـؤيدة أو املعـارضـة‪ ،‬بـاسـتمــرار من خالل وسـائل‬
‫االتصال اجلماهيرى من جهة أخرى‪.‬‬
‫وهذه الزوايا الثالث تـشكل ‪ -‬بصفة عامـة ‪ -‬فلسفة مواثـيق اخالقيات املهنة‪،‬‬
‫وإن كـانت هناك بعـض املواثيق تصـاغ لتصبح أداة من أدوات احلكـومة للرقـابة على‬
‫الصحف‪.‬‬
‫وتشـير مـعظم قـواعـد السلـوك إلـى مـفــاهــيــم مـهـمــة مثل‪ :‬ضمـان حـــريـــة‬
‫اإلعـــالم‪ ،‬حـــريــة الــوصــول إلـى مــصــادر املعلـومـات‪ ،‬املـوضـــوعــيـــة‪ ،‬الــدقــة‪،‬‬
‫الـصــــدق‪ ،‬عدم تــحـــريـف الوقـائع أو العـرض املـشــــوه للحقـائق‪ ،‬وعدم اإلنـصاف‬
‫واملــسـئـــولــيــة إزاء الـرأى العـام وحـقــوقـــه ومـصــالـحــه‪ ،‬وجتــــاه اجملــتـمـعــات‬
‫الـقــومــيــة والـعـــرقيـــة والـدينــيـة واألمـة والدولـة واحلـفاظ علـى السـالم‪ ،‬وضـرورة‬
‫االمتنــاع عـن التـشـــهـيــر واالتــهــام بـالبـاطــل‪ ،‬والقــذف‪ ،‬وانتهــاك احلياة اخلـاصة‬
‫دون ســند أو مـبـرر والنزاهــة واالسـتقـالل‪ ،‬وحـق الــرد والتصــويب واحـترام الـسـرية‬
‫املهـنية‪.‬‬
‫ترجع أهمـية األخالقيات املهنية إلى أنهـا تعد مبثابة تـوجيهات داخلية لقرارات‬
‫اإلعالمـى فـى مـختلف املـواقف واملـوضـوعـات التـى يواجههـا فـى العـمل املهنـى‪،‬‬
‫فـالـصحفـى ذو الـضمـير احلـى يجـب أن يفحص بـدقـة كل احلقــائق وأن مىتـنع عنـد‬
‫الضرورة عن نشـر أى أنباء مشكوك فـى صدقها أو صحتها خـاصة إذا كانت تتعلق‬
‫بأمور شخصية مىكن أن متس سمعة شخص ما‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪238‬‬

‫وهناك أمـر أشد خطـورة هو استغالل أجهـزة اخملابرات ملـهنة الصحـافة من خالل‬
‫تكليف بعض احملررين كعمالء لها مستغلنى مهنتهم كستار ألنشطتهم احلقيقية‪.‬‬
‫واملعـايير املهنية الرفيعـة والشعور باملـسئولية ال مىكن أن تفـرض بحكم القانون‪،‬‬
‫كمـا أنهـا ال تعتمـد فقط عـلى حـسن نـية الصحـفينى كـأفراد إذ إنـهم يعملـون لدى‬
‫مؤسسات مىكن أن تساعد أو تعوق أدائهم املهنى‪.‬‬
‫والتفـانى فـى سبـيل املهنـة وما يقـترن به مـن شعور بـاملسـئولـية أمر ينـبغى أن‬
‫تشجعه املؤسسات اإلعالمية ومنظمات الصحفينى وينبغى التمييز فى هذا الصدد بنى‬
‫مالك ومديرى املؤسسات اإلعالمية من ناحية‪ ،‬وبنى الصحفينى من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وهـناك فـى كل أنحـاء العالـم قواعـد للسلـوك املهنـى تقرهـا اجلمـاعات املهـنية‬
‫طـواعـية فـى بالد كثـيرة‪ ،‬ومـن املسـتحسـن أن يعتمـد املهنـيون قـواعـد سلـوك علـى‬
‫املسـتوى الـوطنـى وأحيانـا على املـستـوى اإلقليمـى‪ ،‬بشـرط أن يتولـى الصـحفيون‬
‫أنفسهم إعداد وإقرار هذه القواعد دون تدخل من احلكومة‪.‬‬
‫ومىكن إجمال أخـالقيات املهنة التـى قد تتضمنهـا مواثيق الشـرف اإلعالمى فى‬
‫اجلوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أخالقيات خاصة بتعامل الصحفى أو اإلعالمى مع مصادره‪.‬‬
‫‪ -2‬أخـالقـيات خاصــة بتـعامـل اإلعــالمى مــع املــواطنـــنى من جمهـور وسائل‬
‫اإلعــالم‪.‬‬
‫‪ -3‬أخالقيات اإلعالن‪.‬‬
‫‪ -4‬أخالقيات خاصة بالسياسات التحريرية لوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -5‬أخالقيات خاصة بحقوق الزمالة (بنى العاملنى فى مهن اإلعالم)‪.‬‬
‫‪ -6‬أخالقيات خاصة بعالقة وسائل اإلعالم باجملتمع وقيمه وعاداته وتقاليده‪.‬‬
‫‪ -7‬أخالقيات ومعايير املستوى املهنى لإلعالمينى‪.‬‬
‫‪239‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -1‬أخالقيات تعامل اإلعالمى مع مصادره ‪:‬‬


‫لعل أهم املبادئ األخالقـية فى هذا اإلطار هـو مبدأ احلفاظ علـى سرية املصادر‬
‫أو مـا يسمــى بسـر املهنـة أو سـر التحـرير‪ ،‬وهـو ضمـانـة أسـاسـية ملمـارسـة العمل‬
‫الصحفى يساعد اإلعالمـى فى الكشف عن الفساد واالنحـرافات فى اجملتمع‪ ،‬حيث‬
‫إن اإلعالمـى فى بعـض األحيان قـد يحصـل على بعـض املعلومـات املهمـة من بعض‬
‫املصادر التـى جتمعهم به عالقة وثيقة ‪ -‬غالبـا ‪ -‬وتطلب هذه املصادر عدم الكشف‬
‫عـن هويتها‪ ،‬وأن يتعهـد اإلعالمى بأن يلتـزم بذلك‪ ،‬فقد تـخشى بعض هـذه املصادر‬
‫ان يتسـبب نشـر أو إذاعة هـذه املعلومـات على لـسانهـا فى اإلضـرار بها كـأن تفقد‬
‫وظيفتها أو تتعرض ألى شكل من أشكال اإليذاء‪.‬‬
‫واإلعالمـى البد أن يحـرص على ثقـة مصـادره‪ ،‬ويفضل بعـض الصحفـينى فى‬
‫بعـض األحيان أن يواجهـوا عقوبـة السجـن بدعـوى احتقـار احملكمـة أو الغرامـة عن‬
‫تخليهم عن تعهداتهم ملصادرهم بعدم الكشف عنهم‪.‬‬
‫وقد يتلــقــى الـصـحـفـى بــعـض الـمـعـلـومـات من أحد مصـادره الذى يؤكد أن‬
‫هــذه املعلـومـات لـيسـت للنـشـر ‪ ،Off the Record‬وهـنــــا يحــق للـصحفـى أن‬
‫يسـتخدم هـذه املعلومـات بطـريقة غـير مباشـرة من خالل محـاولة التـأكد منـها ومن‬
‫صـدقهـا مـن مصـادر أخـرى قــد ال تخشـى الكـشف عن نـفسهـا‪ .‬وفـى كل األحـوال‬
‫فالصحفـى يجب أن يلتزم مبـا قطعه علـى نفسه مـن وعد ملصـدره بعدم اإلفـصاح عن‬
‫اسمه وهويته‪.‬‬
‫كمـــا قــد يـقـــــدم أحــد املصــادر معــلـــومــات لـلصــحـفـــى مــؤكــــدا أنـهــــا‬
‫‪ Background Briefings‬أى أنهـا معلومـات خلفية مىـكن للصحفـى نشـرها مع‬
‫عدم نسبتها ملصدرها‪ ،‬كأن يقول ذكر مصدر مسئول أو صرح أحد املسئولنى‪...‬‬
‫وقـد تبـنت العـديد من الـتشـريعـات حمـاية مبـدأ ســـر املهـنـــة مثل الـتشـريع‬
‫األملـانى الصادر سنـة ‪ 1926‬والتشـريع السويسرى سنـة ‪ 1937‬والتشـريع الفرنسـى‬
‫سنة ‪ 1944.‬وقد أقـر هــذا املبدأ فى قـوانـنى الصـحافة فى مـصر منذ القانون ‪148‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪240‬‬

‫لسنـة ‪ ،1980‬وهــو مقـــر أيضـــا وفـقــا لـلقانـون املعمـول به حالـيا رقم ‪ 96‬لسـنة‬
‫‪ ،1996‬إذ نـصــت مادته الثامـنـة على ضـمان حـــق الصـحـفـى فى االحتـفـاظ بـسـر‬
‫املهـنــة وعدم جــــواز إجـبــاره علـى إفشـــاء مصـادر معلومـاته‪ .‬وقد ورد هـذا النص‬
‫أيضا فـى ميثاق الشــرف الصــحـفــى الذى أعدته نقــابة الـصحفينى فى مصر وصدر‬
‫عن اجمللس األعـلى للصحـافة عـام ‪ ،1998‬وكذلك فـى ميثـاق شرف اإلذاعـينى فى‬
‫مـصــر‪.‬‬
‫وإن كـان مـن املهم فـى املقـابل احلـذر مـن التـوسع فـى نـشـر املـواد الـصحفـية‬
‫اجملهولة املصدر جتـنبا لنشر قصـص صحفية مختلقة أو مخادعـة‪ ،‬كما أن املعلومات‬
‫التــى مت احلصــول عليهـا مـن مصـادر سـرية يجب أن تعــامل بعنــاية ويفضل عـدم‬
‫استخدامها إال بعد بذل اجلهد لتدعيمها من مصادر علنية تؤكدها‪.‬‬
‫ومن املبادئ األخالقية التى قـد تتضمنها مواثيق الشرف اإلعالمى أيضا‪ -‬وإن‬
‫كانت مسـألة خالفية ‪ -‬رفض االعتـماد على وسائل غـير مشروعة فـى احلصول على‬
‫األخبـار واملعلـومات والـصور كـسرقـة الوثـائق واملـستنـدات‪ ،‬أو تنكـر الصحـفى أو‬
‫اإلعالمى فـى شخصية أخـرى غير شخصـيته احلقيقـية خلداع الـناس واحلصـول منهم‬
‫على هذه املعلومات‪.‬‬
‫ويبرر اإلعالميون الذى يتبنون مثل هذه الوسائل ذلك بأن غايتهم شريفة ونبيلة‬
‫وهـى الكشف عن احلقـائق وفضح الفسـاد‪ ،‬إال أن آخريـن من املثالـينى يرون أنه البد‬
‫أن تكون وسائلنا شريفة مثل أهدافنا متاما‪.‬‬
‫‪ -2‬أخـالقـيات خــاصـــة بتعـامل اإلعالمـى مع املــواطنـنى مـن جمهـور وسـائل‬
‫اإلعـالم‪:‬‬
‫يأتــى فى مـقـدمـة هــذه املبـادئ األخــالقيـة عـدم اختراق اخلصـوصية؛ حيث إن‬
‫لـكــل منـا حـياته اخلـاصــة التـى يحـرص علـــى أن تــظــل بعـــيــدة عـــن العالنـية‬
‫والتـشهـير‪ ،‬ومـن حــق كـل إنـســـان االحـتفـــاظ بـأســــراره التــى يجب أال يـطـلــع‬
‫عـلـيــهــا اآلخـــرون‪ ،‬فـاحلـيـاة اخلاصة ال تفيد الصالح العام‪ ،‬بل إن اخلوض فيها مىس‬
‫‪241‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫حقا مقدسـا من حـقـوق اإلنسان وهو حريته الشـخصية فى التصرف والعمل بدون أى‬
‫رقيب ســـوى ضـــمـــيــره‪ ،‬ويترتب على مخـالفة هذا املبدأ أحيانـا الوقوع حتت طائلة‬
‫الـقـانـون‪.‬‬
‫وقد مت االعـتـراف بهذا احلـق فى امليـثاق العـاملى حلقـوق االنسـان الصـادر عام‬
‫‪ ،1948‬حيث نصـت املادة (‪ )12‬من هذا املـيثاق على حـظر التدخل فـى حياة الفرد‬
‫اخلـاصة وأسرته وبـيته ومراسالته‪ ،‬كمـا حظرت املـادة أى اعتداء على شـرف اإلنسان‬
‫وسمعتـه‪ ،‬وأن أى فرد له احلق فـى احلمـاية القـانونـية ضـد هذا الـتدخل واالعـتداء‪،‬‬
‫ولكن تظل املشكلـة دائما إلى أى حـد مىكن أن تبحث وسائل اإلعـالم عن املعلومات‬
‫دون أن يشكل ذلـك اعتداءً علـى حقوق اآلخـرين وحق الفرد فـى احلفاظ علـى أسرار‬
‫حياته اخلاصة?‬
‫وهناك عناصر عدة تشكل اقتحاما للخصوصية منها‪:‬‬
‫‪ -1‬التطفل على الـشئون اخلاصـة لآلخرين وعدم احـترام حرمة األمـاكن اخلاصة‬
‫التــى يعيــش فيهـا األشخــاص حيـاتـهم‪ ،‬فقــد يستخـدم الـصحفـيون أو‬
‫اإلعالميون لتحقـيق ذلك أسالـيب ملتوية مثل كـاميرات أو ميكـروفونات‬
‫خفـية أو استخدام أجهـزة التنصـت وآالت التصويـر الدقيقـة‪ .‬وهذه األجهزة‬
‫احلديثـة لم تعـد فقط أداة للحـصول علـى أدق املعلومـات عن حيـاة الناس‬
‫اخلاصـة ولكنهـا أيضـاً مىكن أن تـستخـدم فى تـركيب املعلـومات والـصور‬
‫وتصنيعها‪.‬‬
‫‪ -2‬الكشف عن األسـرار اخلاصة ونشرها أو عرضهـا بشكل علنى بدون موافقة‬
‫أصحابها‪.‬‬
‫‪ -3‬تسـليط أضواء زائفة (أى انـطباع غير صحـيح عن شخص معنى)(@) على‬

‫(@) مثالً تـصوير أشخـاص أبرياء ال صـلة لهم مبوضـوع ما مبا يـعطى انطبـاعاً زائفاً عـنهم أو يثير‬
‫الشبهات ضـدهم أو إدانتهم بجرمىة أو بعمل شائن لم يقترفـوه‪ ،‬وأحياناً يجد مواطنون عاديون‬
‫أنفسهم فجأة محور اهتمـام عام ألن أحد أفراد أسرتهم أصـبح بطالً حلدث ما أو ارتكب جرمىة‬
‫مما يؤدى إلى قيام وسائل اإلعالم بتسليط األضواء عليهم‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪242‬‬

‫شخصـيات عـادية ممـا قــد يسبب لـهم متـاعـب أو مشـاكل أو يسـىء إلـى‬
‫سمعتهم ويضر بعائالتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬استغالل اسـم شخص أو صورته فى حتقـيق مزايا معينة لـشخص آخر بدون‬
‫تصريح منه بـذلك كأن يستغل اسم شخـص وصورته فى التـرويج لسلعة أو‬
‫خدمة معينة‪.‬‬
‫‪ -5‬عـدم البحث فى األوراق اخلاصة للشخص أو وثائقه أو ملفاته اإلليكترونية‬
‫بدون موافقته‪.‬‬
‫وكمـا سبق اإلشـارة فـإن احلق فـى التـمتع بـاخلصـوصـية ال يتـوافـر فـى حـالـة‬
‫الشخصيات العـامة أو من يتولـون وظيفة عامـة أو من فى حكمهم‪ ،‬وذلـك فى حالة‬
‫تأثير حياتهم اخلاصة بشكل مباشر على واجبات وظيفتهم العامة‪.‬‬
‫ومىيز البعض بنى أربعة أنواع من الشخصيات العامة هى‪:‬‬
‫@ الشخصيات التى يتطلب عملها العالنية كالفناننى والرياضينى والسياسينى‬
‫واإلعالمينى‪ ،‬وهـؤالء يبحثـون عن العالنيـة والشهـرة‪ ،‬ومن ثم فـال مىكنهم‬
‫املطـالبة بـحق اخلصوصـية عنـد الكشف عن جـوانب سلبيـة فى حيـاتهم قد‬
‫تؤثر على سمعتهم‪.‬‬
‫@ األشخـاص الذين يـصبحون محـوراً للعالنيـة بدون رغبـة منهم وبشـكل غير‬
‫متوقـع مثل العلـماء الذين يحـصلون على جـوائز أو يقدمـون اختراعات أو‬
‫يتعرضون لالغتيـال أو الناجنى من كوارث‪ ،‬وهؤالء ليس لـهــم الــحــق فــى‬
‫الــخــصـــوصـــية فـأخــبـارهــم تـســتـحـق النــشــر‪ ،‬إال أن هــذه الـفـئـــة هى‬
‫أكثـر الفئـات التـى ترفع قـضايـا أمام احملـاكم تطـالب بحـمايـة حقهـا فى‬
‫اخلصوصية‪.‬‬
‫@ الشخصيات العـامة مثل السياسينى واملوظفـنى العامنى الذين يتولون مواقع‬
‫فـى السلـطة‪ ،‬وهنـاك اجتاه يـرى أن الشخـص الذى يقـرر أن يصبح شخـصاً‬
‫‪243‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫عـاماً يتخـلى عن حقه فـى حمايـة حياته اخلـاصة‪ .‬ويـرى آخرون أنه يـنبغى‬
‫التـمييز بنى املـعلومات اخلـاصة التـى تؤثر علـى أدائهم لواجبـاتهم وعملهم‬
‫العام وغيـر ذلك من املعلـومات التـى ينبغـى احترام حقهـم فى اخلصـوصية‬
‫بشأنها‪ ،‬وإن كانت هناك صعوبة فى حتقيق ذلك فى أغلب األحيان‪.‬‬
‫@ املـواطنون الـعاديون‪ ،‬وهـؤالء البد من حمـاية حيـاتهم اخلاصـة بشكل مطلق‬
‫فليس هناك أية مصلحة للمجتمع فى الكشف عن أسرار حياتهم اخلاصة‪.‬‬
‫وقد أقـر قانون الصحـافة فى مصـر رقم ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬مبـدأ حماية احلق فى‬
‫اخلصوصية‪ ،‬وكذلك عدم انتهاك حق من حقوق املواطننى أو املساس بإحدى حرياتهم‪.‬‬
‫ومن املـبادئ األخـالقية املهـمة أيضـا عدم الـتشهـير املتعمـد وتشـويه سمعـة األفراد‬
‫واالفتراء عليهم‪.‬‬
‫كـذلك مـن املبــادئ املهمـة فـى هـذا اجملـال قـيام اإلعالمـينى ووسـائل اإلعالم‬
‫بتصحيح ما قـد يقعون فيه من أخـطاء غير متعمـدة فى حق األفراد والـهيئات وغير‬
‫ذلك وتـصويبهـا فى إطـار االلتـزام بحق التـصحيح والـرد كمـقابل مـوضوعـى حلرية‬
‫وسـائل اإلعالم فى الـنشر أو اإلذاعـة‪ .‬وقد نـظم قانـون الصحافـة فى مـصر رقم ‪96‬‬
‫لسنة ‪ 1996‬ذلك فى املواد من ‪ 24‬إلى ‪ 29‬منه‪.‬‬
‫كما أن من حق اإلنسان أن حتترم كرامته كإنسان وأن تكون له سمعة طيبة وأن‬
‫يـحافظ على شـرفه وال يجوز نشـر ما مىكن أن يسـىء إلى سمعة اإلنـسان أو كرامته‬
‫دون أن تـكون هناك أدلة واضحة على أن هذا اإلنـسان قد ارتكب فعالً يضر مبصلحة‬
‫اجملتمع‪.‬‬
‫ومن املـسئوليـات األخالقية لإلعالمـينى أيضاً عـدم استغالل معانـاة األشخاص‬
‫وآالمهم مما يسـبب لهم ضرراً مادياً أو معنوياً مثل استغالل وسائل اإلعالم للكوارث‬
‫اإلنسانية التى يتعرض لها املواطنون وأنه يجب أال يتم تصويرهم أو إجراء املقابالت‬
‫معهم إال بعـد احلصول علـى إذن واضح من أسرة املصـابنى أو الضحايـا أو من ينوب‬
‫عنهم‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪244‬‬

‫‪ -3‬أخالقيــات اإلعــالن ‪:‬‬


‫وهناك مجموعة من املبادئ األخالقية فى هذا اجملال منها‪:‬‬
‫@ ضرورة متـييز املـادة اإلعالنـية عن املـادة التحـريرية بعالمة واضحـة بالنـسبة‬
‫لإلعالنـات التـى تتخـذ صورة إعالنـات حتريرية‪ ،‬والـتى قـد يؤدى نشـرها‬
‫بغير إشـارة إلى طبـيعتها كـإعالن إلى اعتقـاد القراء بـأنها تـعبر عن رأى‬
‫الصحيفة‪.‬‬
‫وتـزداد خطورة هذه املـسألة فى حـالة اإلعالنات السـياسية عن بعض الدول‬
‫األجنبـية التى تنشـر عادة فى شـكل مقال أو حتقيق أو حـديث‪ ،‬وقد تصدر‬
‫فى شكل ملحق خاص يسجل إجنازات هذه الدولة األجنبية وسياساتها‪.‬‬
‫@ تقـييد نشـر اإلعالنـات اخلـاصـة بـالطـب واملنتجـات الصـيدلـية واإلجهـاض‬
‫واخلمور واخملدرات والـسجائر واملراهنات واملغامـرة واليانصيب واملضاربات‬
‫املـالية‪.‬‬
‫@ تقييد نشر اإلعالنات التى تـنطوى على قذف أو سب أو انتهاك لآلداب أو‬
‫حتريض على ارتكاب جرمىة أو اعتداء على حقوق الغير‪.‬‬
‫@ حتديد نسبة املــادة اإلعالنية فى الصحيفـة بحيث ال تزيد على نـسبة معينة‬
‫اتفــق دولــيــا على أال تزيد على ‪ %40‬من املساحـة الكلية للصحيفة حتى‬
‫ال تـطـغـــى مـســاحـة املــادة اإلعالنـية علـى املـسـاحـة اخملـصصــة للمـادة‬
‫التحـريـرية‪.‬‬
‫@ وضع خطوط تـوجيهـية خاصـة مبضمـون اإلعالنات ومـا قد تـشجعه من قيم‬
‫وسلـوكيات قـد ال تتفق مع املعـايير واملمـارسات القـومية أو تـتعارض مع‬
‫سياسات التنمـية الوطنية واجلهود الساعية حلـماية الهوية الثقافية أو تؤثر‬
‫بشكل سيئ على األطفال واملراهقنى‪.‬‬
‫@ عدم استغالل املرأة والطفل فى اإلعالنات كأداة ترويجية وبيعية‪.‬‬
‫‪245‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫@ محـاولة املـراجعة والـتثبت من سالمـة ما تضـمنه اإلعالن فى احلـاالت التى‬


‫مىكن فـيهـا القـيام بـذلك إذ إنه فــى بعض احلـاالت يكـون هـذا أمـرا بـالغ‬
‫الصعـوبـة‪ ،‬وذلك لـضمـان أال يضلـل اإلعالن اجلمهـور‪ ،‬وقـد تلجــأ بعض‬
‫الصحف أحـيانا بـدافع مـن إحسـاسهـا باملـسئـولية إلـى جتنـب نشـر بعض‬
‫اإلعالنـات حـول سلع أو خـدمـات تـختلف حـولهـا اآلراء أو حتـوم حـولهـا‬
‫الـشبهـات أو تفـيد الـدالئل بـأنهـا قـد تـنطـوى علـى حتــايل أو تضلـيل‪،‬‬
‫فاجلمهور يصدق اإلعالن ألنه يصدق الصحيفة التى تنشره‪.‬‬
‫وقـد وردت نصـوص عديدة خـاصة بـذلك؛ سواء فـى قانـون الصحـافة رقم ‪96‬‬
‫لسنـة ‪ 1996‬أو قانون احتـاد اإلذاعة والتليفـزيون رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 1979‬أو مـيثاقى‬
‫الشرف الصحفى واإلذاعى‪.‬‬
‫‪ -4‬أخالقيات خاصة بالسياسات التحريرية لوسائل اإلعالم‪:‬‬
‫ومن أهم هذه املبادئ األخالقية ‪:‬‬
‫@ الصدق والدقة فيما يقدم من مواد وتقارير إعالمية‪.‬‬
‫@ جتنـب التحــريف أو التـشـويه أو ذكـر أنـصــاف احلقــائق أو إخفــاء بعـض‬
‫املعلومـات أو بعض العنـاصر املهمـة فى القصـة اإلخباريـة أو التركـيز على‬
‫جزئية معينة فى احلدث بشكل مقصود‪.‬‬
‫@ التمييز بنى ما هو خبر أو وقائع وبنى ما هو رأى أو استنتاجات‪.‬‬
‫@ اإلنصـاف والتـوازن ومعاملـة كل األطراف فـى أى حدث أو نـزاع أو قضـية‬
‫بشكل متـساو وعـرض كل وجهات النـظر واحتـرام حقوق كل األطـراف فى‬
‫التعبير عن آرائها‪.‬‬
‫@ إسناد احلقائق إلى مصادرها‪.‬‬
‫@ عدم اخلداع فى أساليب تقدمي املعلومات واستخدام العناوين والصور‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪246‬‬

‫@ عـدم تبسيط األحداث بشكل مخل أو املـبالغة فيها بشـكل ينافى الواقع مما‬
‫يضلل اجلمهور‪.‬‬
‫@ نقل األنباء وكتابتها دون حتيز أو خداع أو تضليل‪..‬‬
‫@ حق املواطن العادى فى املعرفة‪.‬‬
‫وقد وردت هـذه املبادئ فـى ميثاق الـشرف الصحفـى وميثاق الـشرف اإلذاعى‬
‫فى مصر‪.‬‬
‫‪ -5‬أخالقيات خاصة بحقوق الزمالة بنى اإلعالمينى‪:‬‬
‫ومن ذلك االمـتنــاع عن القـذف أو الـسب فـى حق زمـيل مـن زمالء املهنـة أو‬
‫معـاملته باحـتقار أو السخـرية منه أو قبول القـيام بعمله مقابـل أجر أقل ويدخل فى‬
‫هـذا أيضا عدم انتحال آراء الغير ونسبتها إلـى نفسه‪ ،‬أو سرقة مادة إعالمية لزميل‬
‫ونشرها أو إذاعتها على أنها من إبداع السارق‪.‬‬
‫وقد نصت على ذلك مـواثيق الشرف فـى مصر‪ ،‬سواء ميثـاق الشرف الصحفى‬
‫أو ميثاق شرف اإلذاعينى‪.‬‬
‫‪ -6‬أخالقيات خاصة بعالقة وسائل اإلعالم باجملتمع وقيمه وعاداته وتقاليده‪:‬‬
‫ويدخـل فى ذلك جتنب نشر أو إذاعة أية مواد إعالمية تدعو أو تشجع على ارتكاب‬
‫الفحشاء أو إشاعة االنحالل واالبتذال واخلروج عن اآلداب العامة واألخالق العامة‪.‬‬
‫وتكمـن املشكلـة هنـا فى حتـديد ما هـو فاحـش أو غير فـاحش‪ ،‬وقـد اعتـبرت‬
‫إحدى احملـاكم اإلجنـليــزية أن العـمــل األدبـى يكـــون فاحــشــا إذا اشـتـمـل أى جزء‬
‫منه على إفساد األخالق وإثارة الشهوات من خالل تصوير املمارسات اجلنـسـيـة‪ ،‬وأن‬
‫جــمـيـع املواد املـثيرة للشـهوة اجلنـســيـة مـن كـتـابـات أو صـــور تـعـد مواد فـاحشة‪.‬‬
‫ويشترط فى اعتبار املادة اإلعالمية فاحشة ما يلـى‪:‬‬
‫@ أن تسـتميل فكـرتها األسـاسية الغـريزة اجلنسـية وحترض علـيها أو تعـتمد‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪247‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫@ أن يكـــــون مــا نــشــــر أو أذيع مــســتـهــجـنـــــا مـن جــــانـب املــجـتــمــع‬


‫ومـعـايـيــره‪.‬‬
‫@ أن يكـــون الـعـــمـل خــالــيــا متـــاما مـن أية قيمـة اجتمـاعية أو علـمية أو‬
‫فنية‪.‬‬
‫إلى جـانب عدم نـشر ما يـسىء إلى الـذوق العام وهو يـشمل الكثيـر من املواد‬
‫التى تثيـر نوعاً من احلسـاسية لدى اجلمهـور مثل استخدام األلفاظ الهـابطة واملسفة‬
‫والتـى حتمل إيحـاءات جنسـية أو مىـكن أن تسـىء إلى الـدين أو عـدم احتـرام احلزن‬
‫االنسانى واستغالل مآسى البشر لإلثارة‪.‬‬
‫ومن املبادئ األخالقـية أيضا فى هـذا اجملال عدم الـتأثير علـى العدالة ضـمانا‬
‫حلسن سيرها من خالل اإللتزام مبجموعة من املبادئ منها‪:‬‬
‫@ أن املتهم بـرىء حتـى تثـبت إدانته‪ ،‬وعـدم اإلدانة املـسبقـة للمتـهم قبل أن‬
‫تـديـنه احملكمـة فعالً ممـا يـؤدى إلــى تشـويه سمعـته إذا حكمـت احملكمـة‬
‫ببـراءته‪ ،‬كما يـواجه بإدانـة مجتمعيـة وإصدار أحكـام ظاملـة تشكل عقـوبة‬
‫يتعرض لهـا املتهم خـارج إطار القـانون‪ ،‬لـذا البد من التـمييز الـواضح فى‬
‫التغطية اإلعالمية بنى االتهام واإلدانة‪.‬‬
‫@ عدم التـعليق على القـضايا املنظـورة أمام القضـاء أو محاولـة التأثـير على‬
‫أطراف القضـية من املتهمـنى والشهـود(@) والقضاة والـرأى العام من خالل‬
‫اإلثارة وتوجيهه التخاذ مـواقف فى القضية مع أو ضـد املتهم‪ ،‬مما قد يؤثر‬
‫على سير التحقيق ونزاهة احملكـمة وحق املواطن فى أن يحاكم أمام قاضيه‬
‫الطبيعى‪.‬‬
‫غيـر أن هــذا ال مىنع مـن االعتـراف بــأن العالنيـة شـرط من شـروط احملـاكمـة‬
‫العادلة‪ ،‬وهى حق من حقوق املتهمنى والتخلـى عنه هو عمل ينتج عنه نتائج خطيرة‪،‬‬

‫(@) قد يكـون هذا أيضـاً عن طريق تـشجيع الشهـود على اإلدالء بـأقوال معينـة أو توريـطهم فى‬
‫أقوال يصعب عليهم التراجع عنها أو تخويفهم من اإلدالء بالشهادة‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪248‬‬

‫إذ إن الرأى العـام هو الـذى يحرس العـدالة ويكـون رقيـباً علـى السلـطات‪ ،‬فحـرية‬
‫وسائل اإلعالم هى التى تـشكل ضماناً لعدم انتهاك حقـوق املتهمنى وقيام السلطات‬
‫باثـبات التـهم عليهم أو محـاكمتهـم فى قضـايا الفكـر والرأى دون تـوافر ضمـانات‬
‫حقيقية لهم‪ .‬وتظل املعضلة احلقيقية هى كيف مىكن حتقيق التوازن بنى حق املتهم فى‬
‫العالنية وحق اجلمهـور فى املعرفة من نـاحية وحق اجملتمع فى عـدم إدانة برىء ظلماً‬
‫وضمان العـدالة فـى اجملتمع وحق املـتهم فى عـدم إدانته قبل أن يـصدر حكم نهـائى‬
‫بإدانته من ناحية أخرى‪.‬‬
‫@ حق اجلمـهور فى معـرفة نتـيجة احملاكـمة وخاصـة احلكم بالبـراءة بقدر كاف‬
‫من اإلبراز‪.‬‬
‫@ عـدم نشـر التفـاصيل اخلاصـة ببعض قضايا األحوال الـشخصية والتى تتعلق‬
‫بخصوصيات املواطننى وحياتهم اخلاصة كالطالق والزنا والنفقة وغير ذلك‪.‬‬
‫@ كذلك من املبـادئ األخالقية املهمة عـدم حتسنى اجلرمىـة والعنف أو التشجيع‬
‫عليها وعدم نـشر أسماء ضحايا االغتصاب أو صورهم وإظهار اجملرم على‬
‫أنه بطل أو الوصف التفصـيلى للجرائم للتـأثير السيئ لـذلك على األطفال‬
‫واملراهقنى‪.‬‬
‫@ كمـا يـجب التعـامل مع املـوتـى بـاحتـرام وعـدم عـرض صـور مقـربـة لهم أو‬
‫للضحايا‪.‬‬
‫@ عـدم التـصويـر النمـطى ألى اجتـاه فكـرى أو سيـاسى أو جـماعـة إثنـية أو‬
‫دينيـة‪ ،‬فالـصور الـنمطيـة هى اخـتزال لـوصف شخص أو جـماعـة أو شعب‬
‫بخصـائصه الكلية العـامة بدالً من خصـائصه املتفــردة واملتمــــيزة وكثــــيراً‬
‫ما تـقوم على التبسيط اخملل للـصورة العامة وتقوم علـى املبالغة فى بعض‬
‫اجلوانب أو التهوين من جوانب أخرى‪.‬‬
‫@ وفـى هذا الصـدد تنص مـواثيق الـشرف عـادة على منع نـشر أسمـاء وصور‬
‫األحـداث املتهمـنى أو املتـورطنى فـى جرائـم معينـة حمـاية ملسـتقبلهم‪ ،‬كـما‬
‫‪249‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫تـنص بعض املـواثيق علـى عدم نـشر أسـماء أو صـور املتـهمنى قبل تـوجيه‬
‫االتهام إليهم رسمياً بعـد انتهاء مرحلة التحقيقات‪ ،‬ومن حيث املبدأ يحظر‬
‫نشر أسماء أو صور أقارب املتهمنى طاملا أنهم ليس لهم صلة باجلرمىة‪.‬‬
‫وهـى أمور جترم بعضها القواننى فى مصر‪ ،‬سواء قانون الصحافة رقم ‪ 96‬لسنة‬
‫‪ 1996‬أو قـانون العقـوبات‪ ،‬وكـذلك وردت نصـوص بشـأنها فـى ميثـاقى الـشرف‬
‫الصحفى واإلذاعى‪.‬‬
‫‪ -7‬أخالقيات ومعايير املستوى املهنى لإلعالمينى ‪:‬‬
‫ومن املبادئ األخالقية فى هذا اجملال‪:‬‬
‫@ متتع اإلعالمـى بـدرجـة عـالـية مـن النـزاهـة بحـيث يكـون دافعه فــى عمله‬
‫الـصحفى أو اإلعالمى الـصالح العام ولـيس السعى وراء مصلـحة شخصية‬
‫أو مصلحة ذاتية‪.‬‬
‫@ عدم قبول اإلعالمى ألية مكافآت أو هدايا أو رشاوى مقنعة أو ظاهرة‪.‬‬
‫@ عدم جمع اإلعالمى بنى عمله وجلب اإلعالنات‪.‬‬
‫وقد شـددت قــواننى الصـحـافـة واحتـاد االذاعة والتليفزيون فـى مصر على هذه‬
‫املبـادئ‪ ،‬كمــا وردت عـدة نـصـوص خــاصـة بـذلك فـى ميثــاق الشــرف الصــحـفـى‬
‫وميثـاق شـرف اإلذاعـيـيـن‪.‬‬
‫وقد كـان من بـنى األهداف األسـاسية إلنـشاء بعـض التنـظيمـات الذاتـية ملهن‬
‫اإلعالم مثـل مجالـس الصحـافة وغـير ذلك متـابعة مـدى االلتـزام بتطـبيق مـواثيق‬
‫الشرف‪ ،‬وكذلـك تلقى الشكاوى من املـواطننى إزاء ما قد يتعـرضون له بسبب إساءة‬
‫استخدام وسائل اإلعالم حلق النشر أو اإلذاعة‪.‬‬
‫ومن بنى األساليـب اخلاصة بتحقيق التنظـيم الذاتى ملهنة الصحـافة األخذ بنظام‬
‫"االمـبودسمان" الـذى يقوم ببحث شكـاوى اجلمهور ضـد الصحف‪ ،‬وهو جهـاز يسعى‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪250‬‬

‫للتـوصل إلى حل أى نـزاع بنى اجلمهور والـصحيفة عن طـريق ضمان حـق الرد علـــى‬
‫ما نشـر‪ ،‬وفى احلاالت الـتى يثبت فيـها لالمبودسـمان أن املواطن قـد تعرض إلساءة‬
‫غير مبررة فإنه يلزم الصحيفة بنشر اعتذار له وإذا فشلت إجراءات املصاحلة يتم رفع‬
‫الشكوى إلى مجلس الصحافة‪.‬‬
‫وقد يكون هذا االمبودسمان عامًا للنظر فى الشكاوى ضد الصحف كلها أو قد‬
‫يكون خاصًا بصحيفة أو وسيلة إعالمية معينة‪.‬‬
‫إلى جـانب ذلك قد تقوم الـوسيلة اإلعالمية بـتعينى نقاد داخلينى يقـومون بنقد‬
‫وتقييم ما تقدمه إلى اجلمهور من مضمون أو جلان لتقييم هذا املضمون‪ ،‬وهناك اجتاه‬
‫فى بعض الـدول إلنشـاء صحف تتخـصص فى نقـد مضمـون وسائل اإلعالم كمـا قد‬
‫تكون هناك برامج تليفزيونية وإذاعية لنقد وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫وقـد قامـت فكرة إنـشاء مجـالس للـصحافـة فى الـعالم ‪ -‬أسـاسا ‪ -‬رغبـة فى‬
‫احلفاظ علـى حرية الصحافـة فى مواجهـة التهديدات املباشـرة وغير املباشـرة التى قد‬
‫تتعرض لها هذه الوسيلة اإلعالمية‪ ،‬وذلك من خالل مواجهة املشكالت التى قد تبرر‬
‫للـسلطات التـدخل للحد مـن هذه احلرية‪ ،‬كمـا كان من بنى أهـدافها الرئـيسية العمل‬
‫كـوسيط بنى الصـحافة واجلمهـور وإرساء أخالقيات الـصحافة وااللتـزام بآداب املهنة‬
‫من خالل منظمات مستقلة ‪ -‬غالبا ‪ -‬عن احلكومات لتحقيق فكرة التنظيم الذاتى‪.‬‬
‫وأول مجلس للصحافـة أنشئ يف العالـم كان يف السويـد عام ‪ 1916‬ولم يبدأ‬
‫تعميم هـذه اجملالس إال يف بدايـة الستينيـات وان كانت بعض الـدول األخري فضلت‬
‫أشكـاال أخرى مـن التنظـيم الذاتـى مثل محـاكم شرف الـصحافـة فى إيـطاليـا التي‬
‫بدأت عام ‪ ،1959‬ومجلس للتأديب والتحكيم يف بل‪P‬يكا‪.‬‬
‫وتقوم رابطة ناشرى ومحررى الصحف اليابانينى بوظائف التنظيم الذاتى‪.‬‬
‫ومن خالل استعـراض سريع للطـريقة التى مت بهـا إنشاء مـجالس الصحـافة فى‬
‫العالم‪ ،‬مىكن أن نحدد املالمح الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪251‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -1‬أن جـانبـا من هـذه اجملـالس يـشكل كهـيئـات طـوعـية عن طـريق نـاشـرى‬


‫الصحف والصحفينى‪ ،‬كما فى السويد والنمسا‪.‬‬
‫‪ -2‬وبعـضـهـا مت إنشـاؤه من خــالل أصـحــاب الـصـحـف إلى جانب الصحفينى‬
‫كما فى أملـانيا‪.‬‬
‫‪ -3‬وبعـضها اآلخـر أنشـأته إحدى املـؤسسـات بدعـم من مشـروعات وشـركات‬
‫صحفـية وأفراد كـما هـو احلال بـالنـسبـة للـمجلس الـقومـى للصـحافـة فى‬
‫الواليات املتحدة‪.‬‬
‫‪ -4‬أمـا منــوذج مجلــس الصـحـافـة البـريطــانـى فقــد قـام بـإنشــائه أصـحـاب‬
‫الصـحف والصـحـفيون‪.‬‬
‫‪ -5‬وبعض هـذه اجملـالـس أنـشـئ بضغـط مبـاشـر أو غـير مبـاشـر من جـانب‬
‫احلكـومات أو الهـيئات التـشريعـية كما فـى إندونـيسيا وغـانا أو مبـرسوم‬
‫برملـانى كما فى الهند أو بقانون كما فى إيطاليا‪.‬‬
‫وتـقوم مجـالس الـصحافـة أو اإلذاعة الـتى أنـشئت مببـادرة من وسـائل اإلعالم‬
‫نفـسها علي فكـرة الرقابـة الذاتية وأن قـواعد السلـوك التى يضـعها غالبـية املهنينى‬
‫البد وأن يحترمها جميع األعضاء‪.‬‬
‫ومىكن إجمال أهم اختصاصات هذه اجملالس فى اجلوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬حماية حرية الصحافة‪.‬‬
‫‪ -2‬ضمان الوصول إلى مصادر األخبار وضمان حق املواطننى فى اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -3‬منع أية احتكارات أو تكتالت صحفية تعرض حرية الصحافة للخطر‪.‬‬
‫‪ -4‬ضمان احترام الصحافة للضوابط املهنية‪.‬‬
‫‪ -5‬العـمل على االرتفـاع مبسـتوى املهنـة وتطـوير تأهـيل الصحفـينى وتدريبهم‬
‫وتشجيع البحوث املتصلة بها‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪252‬‬

‫‪ -6‬بحث الشكاوى الـتى يتقدم بهـا أى شخص يعتقد أنـه قد حلق به ضرر من‬
‫جـراء النـشر فـى الصحف وتـصدر األحـكام فـى ضوء أخالقـيات املؤسـسة‬
‫وبحث شكاوى أى شخص أو هيئة تعمل فى الصحافة‪.‬‬
‫‪ -7‬دراسة املشكالت االقتصادية التى تواجه الصحافة والعمل على حلها‪.‬‬
‫‪ -8‬القيام بإصدار ميثاق شرف صحفى‪.‬‬
‫‪ -9‬إعداد تقرير سنوى عن أوضاع الصحافة‪.‬‬
‫وفـى بعـض البالد يكـون من اخـتصـاصـات هـذه اجملـالس إعـداد الـتشـريعـات‬
‫املتعلقة بالصحافة كما فى البرتغال‪.‬‬
‫وقــد أقيـمت يف بـعض الـدول مجـالـس لبـعض وســائل اإلعالم األخــرى مثل‬
‫مجـالس الشكاوى مـن اإلذاعة والتليفزيـون وكلفت بالبت يف شكـاوي اجلمهور فيما‬
‫يتعلق بـتحريف الـوقائع يف اإلذاعـة والتليفـزيون‪ ،‬والعـرض املشـوه وعدم اإلنـصاف‬
‫وانتهـاك احلياة اخلـاصة دون سنـد أو مبرر‪ ،‬ففـي السويـد يوجـد وسيط لإلذاعـة كما‬
‫كلفت اللجنة الفيدرالية لالتصاالت يف الواليات املتحدة بالنظر يف الشكاوى مبوجب‬
‫ما يسمى مببدأ اإلنصاف الذى يتطلب العرض املتوازن للقضايا العامة‪.‬‬

‫وقد أدخلت كندا نظام عقد جلسـات االستماع العامة قبل جتديد رخص اإلذاعة‬
‫والتليفزيون لكـي يتاح للجمهور فـرصة مناقشـة ما إذا كانت محطـة معينة تقـدم له‬
‫ما ينبغى من خدمات أم ال‪.‬‬

‫وتختلف هذه اجملالس من حيث تشكيلهـا من دولة إلى أخرى فقد تقتصر على‬
‫الصحفينى فقط فى بعض األحيان‪ ،‬وقد تسمح باإلضافة إلى ذلك ألصحاب الصحف‬
‫بعــضـــويــتـهـــا‪ ،‬وهـنـــاك بـعـــض املــجــالـــس تــضــم فــى تــشـكـــيـلـهـــا بـعــض‬
‫الشـخــصـيات العامـة وبعضها اآلخـر يضم ممثلنى للـرأى العام‪ ،‬مما يضفـى قدرا أكبر‬
‫من الفعـالية للمجلـس‪ ،‬بشرط أن تكـون هناك ضمـانات ألن يكون هـؤالء اخملتارون‬
‫‪253‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مىثلون الرأى العـام فعال‪ ،‬وأن يتوافر لديهم بعض التفهـم ملشاكل املهنة‪ .‬ويتم اختيار‬
‫هـؤالء إمـا عن طـريق البـرملــان أو يختـارهم رئـيس مجلـس الصحـافـة أو تختـارهم‬
‫اجلامعات‪.‬‬
‫كـــذلك يكــون رئــيـس اجملـلـــس عـادة مـن غـير العاملـنى فى الـصحافـة‪ ،‬كأن‬
‫يكـون قـاضـيا سـابقـا أو حـاكمـا لـوالية لـضمـان عـــدالـة التحكــيـم بـنى األطـراف‬
‫املتنازعة‪.‬‬
‫وتنقسم مجالس الصحافة إلي ثالث فئات رئيسية ‪:‬‬
‫‪ -1‬اجملالـس التي تضـم ممثلنى للحكـومة أو يكـون جميع أعـضائهـا من ممثلي‬
‫احلكومة ويرأسها الوزير املعنى‪.‬‬
‫‪ -2‬مجـالس يـشتـرك يف إنشـائهـا ناشـرو الصحف وأصحـابهـا والصحفـيون‬
‫مكوننى مجموعة واحدة‪.‬‬
‫‪ -3‬مجالس مىثل فيها اجلمهور والعاملون يف املهنة بنسب متفاوتة‪.‬‬
‫جتربة اجمللس األعلى للصحافة األول فى مصر (مارس ‪:)1977 - 1975‬‬
‫طرحت فكرة إنشاء مجلس للـصحافة فى مصر منـذ أواخر الستينيات‪ ،‬وأثير أن‬
‫يكون هذا اجمللس داخل االحتاد االشتراكى ‪ -‬التنظيم السياسى الوحيد القائم وقتها‪-‬‬
‫لـيشرف على الصحف ويهـيمن عليها‪ ،‬وكان رأى أصحـاب هذا االقتراح ان يحقق هذا‬
‫اجمللس عدالة أكبر فى توزيع األخبار واإلعالنات وأرباح الصحف‪.‬‬

‫وفـى أوائل السـبعينيـات كان للـنظام احلـاكم تصـور خاص للمـهام املطلـوبة من‬
‫الصحـافة ووسائل حتـقيقها‪ .‬ومـن هذه الوسـائل أن تكون الصحـافة سلطـة رابعة من‬
‫سلطات النظام السياسى من خالل تكوين اجمللس األعلى للصحافة ويحكمها ميثاق‬
‫شرف صحفى‪ ،‬وتتـمتع بكامل حرياتهـا فى حدود القانـون‪ .‬وفى سنة ‪ ،1974‬دارت‬
‫مناقشات حول تطوير الصحافة فى إطار مناقشات تطوير النظام السياسى‪ ،‬وشكلت‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪254‬‬

‫جلنة ثالثية وقتها(@)‪ ،‬قـدمت تقريرا عن تطوير الصحافة يـتضمن حصيلة املناقشات‬
‫(@@)‪ ،‬واملقتـرحات الـتى تقـدمت بهـا نقابـة الصحفـينى واملناقـشات التـى دارت فى‬
‫املـؤسسـات الصـحفية‪ ،‬وكـان من أهم مالمح هـذا التطـوير تشـكيل اجمللـس األعلى‬
‫للصحافة ووضع ميثاق الشرف الصحفى‪.‬‬
‫وفـى ‪ 12‬مارس سـنة ‪ ،1975‬أصـدر الرئـيس أنور الـسادات بـوصفه رئـيسا‬
‫لالحتـاد االشتراكـى قرارا بـتشكـيل اجمللس األعلـى للصحـافة بـرئاسـة األمنى األول‬
‫لالحتاد االشتراكى‪ ،‬وعضوية كل من‪:‬‬
‫وزير اإلعالم‪ ،‬أمنى الـدعوة والفكر باالحتاد االشتـراكى‪ ،‬وكيل مجلس الشعب‪،‬‬
‫نـقيب الصحفينى‪ ،‬أحـد مستشـارى محكمة االستئـناف وثالثة من رؤسـاء املؤسسات‬
‫الصحفـية ورؤسـاء التحـرير وثالثـة من املـشتغلـنى بـاملسـائل العـامـة وعمـيد كلـية‬
‫اإلعالم‪ ،‬واثـننى من أعضـاء مجلس نقـابة الصحفـينى وثالثة من الـصحفينى ممن تقل‬
‫مدد اشتغالهم باملهنة عن (‪ )15‬عامـا يرشحهم مجلس النقابة ورئيس النقابة العامة‬
‫للطباعة والنشر‪.‬‬
‫وكانت اختصاصات اجمللس ‪:‬‬
‫‪ -1‬وضع ميثـاق الشرف الصحفى ومتابعة تنفيذه‪ ،‬ولكن الذى قام فعال بوضع‬
‫هذا امليثاق فى يوليو ‪ 1975‬هو املؤمتر القومى لالحتاد االشتراكى ولم تكن‬
‫هناك متابعة لتنفيذه‪.‬‬

‫(@) شكلـت اللجنـة من األمــنى األول للجنـة املـركـزية لالحتـاد االشتـراكـى ووزير اإلعالم ونقـيب‬
‫الصحفينى‪.‬‬
‫(@@) دار احلديث فـى تلك الفتـرة حول ضـرورة أن تؤكـد الصـحافـة املصـرية دورها فـى اجملتمع‬
‫كـسلطة رابعـة‪ ،‬وأن تنظم نفـسها بنفـسها ومن داخلهـا بحيث تصـدر كل القرارات من داخل‬
‫املؤسسات الصحفية بالتعاون مع اجمللس األعلى للصحافة‪.‬‬
‫وكان من بنى اخلطـوط األساسية للعمل الوطنى‪ ،‬كما حددها الرئيس أنور السادات فى كلمته‬
‫مبناسبة إعادة انتخـابه لفترة ثانية‪ ،‬أن الصحافة حرة ويجب أن تظل مملوكة للشعب حتى تعبر‬
‫عنه‪ ،‬وال يقـتصـر تعبـيرهـا علـى أفـراد قـادرين علـى امتالكهـا‪ ،‬فـى إطـار اجملـلس األعلـى‬
‫للصحافة‪.‬‬
‫‪255‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -2‬وضع اللوائح املنظمـة للعمل داخل املؤسسـات الصحفية والتنـسيق بنى هذه‬
‫املؤسسات‪.‬‬
‫وقد حـدث خالف حول الئحـة أجور الـصحفينى الـتى أصـدرها اجمللـس األعلى‬
‫للصحافة بعد منـاقشات ومداوالت فى ‪ ،1976/4/25‬ولكـن الصحفينى اعترضوا‬
‫علـيها‪ ،‬وأعـد مجلس نقـابة الـصحفينى مـذكرة قـدمها للـمجلس األعلـى للصحـافة‬
‫وللمسئولنى تضمنت اعتراضاته علـى التغيرات التى أصدرها اجمللس وطالب بإعادة‬
‫بحثهـا‪ ،‬وقررت اجلمعـية العمومـية غير العادية لـنقابة الـصحفينى أن تظل فـى حالة‬
‫انعقاد مـستمر حتـى تصدر الالئحة فـى شكلها النهـائى‪ ،‬وهاجـم الصحفيون اجمللس‬
‫األعلى للصحافة‪ ،‬ووزير اإلعالم والثقافة وقتها‪.‬‬
‫‪ -3‬دعم املؤسسات الصحفية‪.‬‬
‫‪ -4‬ضمان حقوق الصحفينى فى التعبير عن قضايا اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -5‬التخطيط للتوسع األفقى والرأسى للصحافة‪.‬‬
‫‪ -6‬إصدار تراخيص الصحف‪.‬‬
‫‪ -7‬الترخيص للصحفينى بالعمل فى الصحافة ‪.‬‬
‫‪ -8‬للمجلس احلق فـى النظر فـيما ينسـب للمؤسسـات الصحفية مـن مخالفات‬
‫مليثاق الـشرف‪ ،‬وفى هـذه احلالة يطلب مـن النقابة الـنظر فى أمـر الصحفى‬
‫اخملـالف واتخاذ اإلجـراءات القانـونية املـناسبـة معه‪ ،‬كمـا أن له النظـر فى‬
‫األمــور املـتعلقــة بـضمــان احلقــوق املقــررة للـصحفــينى مع عــدم اإلخالل‬
‫بالنصوص الواردة فى قانون النقابة بشأن التأديب وحل املنازعات‪.‬‬
‫‪ -9‬حتـديد النسبة املـئوية التى تخصـص من حصيلة إعالنـات الصحف لتغطية‬
‫احتياجات صندوق معاشات الصحفينى‪.‬‬
‫‪ -10‬دراسة ما يراه ضروريا من تشريعات وقواننى تؤدى إلى النهوض مبستوى‬
‫الصحـافـة والـصحفـينى‪ ،‬والتقـدم مبـا يراه من تـوصـيات واقتـراحـات إلـى‬
‫اجلهات املسئولة فى هذا الشأن‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪256‬‬

‫وقد شهد هـذا اجمللس مناقـشات واسعة بـنى اإلمام األكبر شـيخ اجلامع األزهر‪،‬‬
‫فى ذلك الـوقت (د‪ .‬عـبد احللـيم محمـود) وعبـد الرحـمن الشـرقاوى رئـيس مجلس‬
‫إدارة مـؤسسة روزالـيوسف وقتها حـول ‪X‬الشيوعـية واإلسالم‪ Z‬والتى بـدأت بحديث‬
‫أجرته مجلـة آخر ساعة مع شـيخ األزهر‪ ،‬وتطورت املنـاقشة‪ ،‬واشترك فـيها كثيرون‪،‬‬
‫وفى ‪ 8‬سبتمبر من السنة نفسها قدم الشرقاوى استقالته من عضوية اجمللس األعلى‬
‫للصحافة مشيرا إلى أن اجمللس لم يوفر احلماية الواجبة حلرية التعبير فى املعركة بنى‬
‫دار أخـبار الـيوم وروزاليوسف‪ ،‬واعـترض الـشرقـاوى على أن يقـوم أعضـاء اجمللس‬
‫األعلى للصحـافة بزيارة شـيخ األزهر لإلعـراب عن تقدير اجمللـس لفضيلتـه فى حنى‬
‫أنه لم يقع عدوان عليه أو على القيم الدينية‪.‬‬
‫وعـاد الشرقاوى فـسحب استقالته فـى ‪ 1975/10/2‬استجابة لـرسالة األمنى‬
‫األول لالحتـاد االشتـراكى جـاء فيهـا أن اجمللس األعلـى للصحـافة ال يشـك فى أن‬
‫احلوار الذى دار كان يهدف إلى النقد ال إلى التجريح‪.‬‬
‫وقد ثارت منـاقشات حول اجمللـس األعلى للصحافـة واختصاصاته ودوره خالل‬
‫احلوار الواسع الذى دار حول الصحافة واألحزاب بعد حتول التنظيمات السياسية إلى‬
‫أحزاب فى نوفمبر سنة ‪1976.‬‬
‫وكان أهم ما أثير فى هذا اجملال ‪:‬‬
‫‪ -1‬املطـالبة بـسحب اختصـاص إعطـاء تراخـيص العمل الصحفـى من اجمللس‬
‫األعلى للصحافة تأكيدا حلرية الصحفى والصحافة‪.‬‬
‫‪ -2‬اقترح البعض إلغاء اجمللس األعلى للصحافة كلية‪.‬‬
‫‪ -3‬وطـالب آخرون مبـزيد من االختصـاصات له إذ رأوا أن تنـتقل ملكية ‪%51‬‬
‫من املؤسـسات الصحفية من االحتـاد االشتراكى له‪ ،‬ليسـتخدم أرباحه منها‬
‫فى دعـم هذه املؤسسـات‪ ،‬وتوفير احتـياجاتها لتتـطور إلى مسـتوى العصر‬
‫وتـوفير بعـض مستلـزمات اإلنـتاج لصحف األحـزاب‪ .‬وفى ذلك احلـنى نشر‬
‫‪257‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫فى ‪ 1976/12/9‬خـبر جاء فـيه أنه مت إقرار املبـادئ األساسية لـتشكيل‬


‫مكتـب دائم ملتـابعـة األعمـال الصحـفية ومـدى مطـابقتـها ملـيثاق الـشرف‬
‫الـصحفـى‪ ،‬علـى أن يعـد املـكتب دراسـة يومـية عن مـشكـالت الصحـافـة‬
‫ويقدمها للمجلس األعلى للصحافة‪.‬‬
‫ولكن لم جند ما يشير إلى أن هذا قد مت بالفعل‪.‬‬
‫عـلى أى حـال‪ ،‬فإن آخـر اجتمـاع جمللـس الصحـافة هـذا قد مت فـى ‪ 12‬يناير‬
‫سنـــــة ‪ 1977‬ولم يدع لالنعقاد بعد ذلك‪.‬‬
‫جتربة اجمللس األعلى للصحافة احلالى (‪ 1981‬حتى ‪:)1995‬‬
‫مت تشكيل هذا اجمللـس تنفيذا لقانون سلطة الصحافة رقم ‪ 148‬لسنة ‪،1980‬‬
‫والـذى سبقه إجـراء بعض التعـديالت الدستـورية فى مـبحثنى‪ :‬خـصص األول جمللس‬
‫الشـورى والثانى للصحـافة‪ ،‬جاء فى املــادة ‪ 211‬منه أنه يقوم على شئـون الصحافة‬
‫مـجلس أعلـى يحدد الـقانـون طريقـة تشكـيله واختـصاصـاته‪ ،‬وعالقـاته بسلـطات‬
‫الـدولة‪ ،‬ومىـارس اجمللس اختـصاصـاته مبا يدعـم حرية الـصحافـة واستقاللـها ويحقق‬
‫احلفاظ على املقـومات األساسـية للمجتمع‪ ،‬ويضمن سالمـة الوحدة الـوطنية والسالم‬
‫االجتماعى على النحو املبنى فى الدستور والقانون‪.‬‬
‫وقـد خصـص قانـون سلطـة الصحـافة الـباب الـرابع منه لـبيان طـبيعـة اجمللس‬
‫األعلـى للصحافة وتشكـيله واختصاصاتـه‪ ،‬كما خصص له الباب الـثانى من الالئحة‬
‫التنفيذية للقانون‪.‬‬
‫ووفقـا لهذا فـاجمللس األعـلى للصحـافة فـى مصر هـيئة مـستقلة قـائمة بـذاتها‬
‫تقـوم على شئون الـصحافة مبـا يحقق حريتها واسـتقاللها وقيامهـا مبمارسة سلـطاتها‬
‫فـى إطار املقـومات األسـاسية للـمجتمع‪ ،‬ومبـا يكفل احلـفاظ علـى الوحـدة الوطـنية‬
‫والـسالم االجتمـاعـى‪ ،‬ومبـا يؤكـد فعـالـيتهـا فـى ضمـان حق املـواطنـنى فـى املعـرفـة‬
‫واالتصال باخلبر الصحيح‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪258‬‬

‫ويالحظ أن هـذا املبـدأ ‪ -‬إلى حـد كبـير ‪ -‬هو نفـسه الذى قـامت علـيه معظم‬
‫مجالس الصحافة فى العالم‪.‬‬
‫ووفقا للقانون يصدر رئيس اجلمهـورية قرارا بتشكيل اجمللس األعلى للصحافة‬
‫برئاسة رئيس مجلس الشورى وعضوية كل من‪:‬‬
‫‪ -1‬رؤساء مجالس إدارات املؤسسات الصحفية القومية‪.‬‬
‫‪ -2‬رؤساء حتـرير الصحف القومـية (على أن متثل كل مـؤسسة بـواحد فقط فى‬
‫حالة تعددهم‪ ،‬يختاره مجلس إدارة املؤسسة)‪.‬‬
‫‪ -3‬رؤساء حتـرير الصحف احلـزبية (إذا تعـددت صحف احلزب الـواحد يخـتار‬
‫احلزب رئيس التحرير الذى مىثله)‪.‬‬
‫‪ -4‬نقيب الصحفينى‪.‬‬
‫‪ -5‬رئيس الهيئة العامة لالستعالمات‪.‬‬
‫‪ -6‬رئيس مجلس إدارة وكالة أنبـاء الشرق األوسط (ويالحظ أن القانون خصه‬
‫رغم أن وكـالـة أنبــاء الشــرق األوسط وفقـا للقـانـون نفـسه تـعتبـر إحـدى‬
‫املؤسسات الصحفية القومية التى أشير لرؤسائها فى البند األول)‪.‬‬
‫‪ -7‬رئيس مجلس أمناء احتاد اإلذاعة والتليفزيون‪.‬‬
‫‪ -8‬رئيس نقابة العاملنى بالصحافة والطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ -9‬رئـيس مجلـس إدارة الـشـركـة القـومــية للتـوزيع أو أحـد خبـراء التـوزيع‬
‫الصحفى‪.‬‬
‫‪ -10‬رئيس احتاد الكتاب‪.‬‬
‫‪ -11‬عدد من الشخـصيات العامـة املهتمة بـشئون الصحـافة يختـارهم مجلس‬
‫الشـورى على أال يزيد عـددهم على عـدد األعضاء املـذكورين فـى الفقرات‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪259‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -12‬اثنان من املشتغلنى بالقانون يختارهم مجلس الشورى‪.‬‬


‫ومدة عضوية اجمللس أربع سنوات قابلة للتجديد‪.‬‬
‫ويالحظ أن اجمللـس ال يضم فى تشكـيله ممثلنى للرأى العـام(من اجلمهور) وهو‬
‫األمر الذى كان مىكن أن يضفى عليه مزيدا من الفعالية‪.‬‬
‫أمـا االختصاصات التى أعطاها القانون للمجلس فهى ‪:‬‬
‫‪ -1‬إبداء الرأى فى مشروعات القواننى التى تنظم شئون الصحافة‪.‬‬
‫‪ -2‬اتخاذ كل ما من شـأنه دعم الصحافـة املصرية وتنمـيتها وتطويرهـا ومدها‬
‫إقليميا‪ ،‬وله فى سبيل ذلك إنشاء صندوق لدعم الصحف‪.‬‬
‫‪ -3‬حماية العمل الصحفى وكفالة حقوق الصحفينى وضمان أدائهم لواجباتهم‪.‬‬
‫‪ -4‬إقرار ميثاق الشرف الصحفى والقواعد الكفيلة بضمان احترامه وتنفيذه‪.‬‬
‫‪ -5‬ضمان حد أدنى مناسب ألجور الصحفينى والعاملنى باملؤسسات الصحفية‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلذن للصحفى الذى يرغب فى العمل بصحيفة أو وكالة صحفية أو إحدى‬
‫وسـائل اإلعالم غير املصرية داخل مصـر وخارجها بعد حصـوله على موافقة‬
‫اجلهة التى يعمل بها‪.‬‬
‫‪ -7‬اتخـاذ كل ما من شـأنه توفـير مستلـزمات إصـدار الصحف وتذلـيل جميع‬
‫العقبات التى تواجه دور الصحف‪.‬‬
‫‪ -8‬حتـديد حـصص الـورق لـدور الـصحف وحتـديد أسعـار الـصحف واجملالت‬
‫وحتديد أسعـار مساحات اإلعالنات للحكومة والقطاع العام مبا اليخل بحق‬
‫القارئ فى املساحة التحريرية وفقا للعرف الدولى‪.‬‬
‫‪ -9‬التنـسيق بـنى الصحـف فى اجملـاالت االقتـصادية واإلدارية املـقررة لـه فى‬
‫القانون وقانون نقـابة الصحفينى‪ ،‬أو فيما مىس حـرية الصحافة واستقاللها‬
‫وفى الشكـاوى املتضمنة مسـاسا بحقوق األفراد أو كـرامتهم واتخاذ القرار‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪260‬‬

‫املناسب فى ذلك كله‪.‬‬


‫‪ -10‬مع عـدم اإلخالل بحق إقـامة الـدعوى املـدنية أو اجلـنائـية أو السـياسية‬
‫يكون للمجلـس فى حالة مخـالفة الصحفى للـواجبات املنصـوص عليها فى‬
‫قـانـون سلطـة الصحـافـة أو قـانـون نقـابــة الصحفـينى أو مـيثــاق الشـرف‬
‫الصحفى‪ ،‬أن يشكل جلنة للتحقيق تـتكون من ثالثة من أعضائه من بينهم‬
‫أحد الصحفـينى والعضوان الـقانونـيان‪ ،‬وفى حالـة ثبوت الـواقعة املنـسوبة‬
‫للصحفى يكون لرئيس جلنـة التحقيق حتريك الدعوى الـتأديبية أمام الهيئة‬
‫املنصوص عليها فى قانون نقابة الصحفينى‪.‬‬
‫‪ -11‬وفقا للمـادة ‪ Z 14 X‬من قانون سلطـة الصحافة فإنه يتعنى على كل من‬
‫يريد إصدار صحـيفة جـديدة أن يقدم إخـطارا كـتابـيا إلى اجمللـس ويصدر‬
‫اجمللس قـراره فى شأن اإلخطار فى مدة ال جتـاوز أربعنى يوما‪ .‬ويعتبر عدم‬
‫إصدار القرار خالل هذه املدة عدم اعتراض من اجمللس على االصدار‪.‬‬
‫كما أوجبت املـادة نفسها ضرورة إعالن اجمللس كتابة بأى تغيير يطرأ على‬
‫البيانـات التى تضمنهـا اإلخطار بعد صـدور الترخيص قبل حـدوثه بثمانية‬
‫أيام على األقل‪.‬‬
‫‪ -12‬كـما أعـطى الـقانـون للمـجلس كـل االختصـاصات الـتى كـانت لـالحتاد‬
‫االشتـراكى والوزير القـائم على شـئون اإلعالم فى قـانون نقابـة الصحفينى‪،‬‬
‫وعلى اجمللس أن يرفع تقـارير سنوية إلى رئيس اجلـمهورية تتضمن أوضاع‬
‫الصحـافة وما تناولته مـن قضايا وأى مساس بحريتهـا وأوضاع املؤسسات‬
‫الصحفية املـالية واالقتصادية‪.‬‬
‫وحتـدد الالئحة الـتنفيذية لقـانون سلطـة الصحافـة اختصـاصات رئـيس اجمللس‬
‫وهيئـة مكتب اجمللـس التى يتـم انتخابهـا فى اجللسـة األولى النعقـاده بعد تـشكيله‬
‫باألغلبية املطلقة ويجوز جتديد انتخابها ملدد أخرى‪.‬‬
‫‪261‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫كـذلك تنظم الالئحـة تشكيل األمـانة العامـة للمجلس من األمـنى العام واألمنى‬
‫املسـاعد ومـن األمانـات واإلدارات واألقسـام القـانونـية والفـنية واإلدارية واملــالية‬
‫الداخلة فى الـهيكل التنظيمى لألمانة العامة للمجلس الذى يصدر بتحديده قرار من‬
‫مكتب اجمللس‪.‬‬
‫كمـا تنص املــادة ‪ Z 57 X‬من الالئحـة على قـيام اجمللس بـتشـكيل عـدد من‬
‫اللجان الـنوعية الـدائمة من بـينها‪ :‬جلنـة شئون الصحـافة والصحفـينى‪ ،‬جلنة الـشئون‬
‫املـالـية واإلدارية واالقتصـادية‪ ،‬جلنـة القيم‪ ،‬وحتـدد املـادة ‪ Z 77 X‬كـيفية تـشكيل‬
‫اللجان وكيفية تشكيل هيئات مكاتبها وسير العمل بها‪.‬‬
‫ويجيز القانـون للمجلس فـى املـادة ‪ Z 39 X‬منه وضع لـوائح تبنى نـظام العمل‬
‫فيه وحتدد اللجان وطريقة تشكيلها وكيفية سير العمل بها‪.‬‬
‫وعند مقـارنة هذا اجمللس بتشكيله واختصـاصاته باجمللس األول والذى قام فى‬
‫ظـروف سياسية مختلفـة حيث كان النـظام السياسـى يقوم على تنظـيم سياسى وحيد‬
‫هو االحتاد االشتراكى‪ ،‬مىكن استخالص املالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اتساع قاعدة أعضاء اجمللـس بتشكيله وفق قانون سلطة الصحافة لسنة ‪1980‬‬
‫عمـا كان علـيه األمر فـى اجمللس السـابق الذى لم يكـن عدد أعضـائه يتجاوز‬
‫(‪ )18‬عضوا‪.‬‬
‫‪ -2‬أنـه يحقق متثـيال لكل الـصحف القـومـية واحلـزبـية التـى تصـدر فـى مصـر فـى‬
‫اجملـلس األعلـى احلـالـى‪ ،‬األمـر الـذى لم يكن مـوجـودا فـى اجمللـس بتـشكـيله‬
‫األول‪.‬‬
‫وإن كان هذا التشكيل ال يسمح بتمثيل نوعيات أخرى من الصحف كان قانون‬
‫سلطة الصحافة رقم ‪ 148‬لسنة ‪ 1980‬يـسمح بصدورها‪ ،‬وهى الصحف التى تصدر‬
‫عـن النقابات أو االحتادات أو الهيئات أو الصحف التى مىكن أن تصدر مستقبال فى‬
‫شكل تعاونيات أو شركات مساهمة‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪262‬‬

‫‪ -3‬سيطرة الطابع الرسمى على تشكيل اجمللس فى جتربته األولى (‪)1977 - 75‬‬
‫قياسا ملـا كان عليه احلال فـى جتربته الثانية (‪ 81‬حتى ‪ )1995‬إذ إن اجمللس‬
‫بتـشكـيله احلـالـى يضم عـددا من الـشخصـيات العـامـة مسـاويا لعـدد ممثلـى‬
‫املـؤسسـات الصـحفية القـومية والـصحف احلزبـية وبعض الـشخصـيات األخرى‬
‫بحكم وظـيفتها كرئيس الهيئة العامة لالستعالمات ورئيس مجلس أمناء احتاد‬
‫اإلذاعة والتليفزيون‪.‬‬
‫وإن كانت هـذه الشخـصيات يختـارهم مجلـس الشـورى وهو إحـدى مؤسـسات‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم وجـود ممثلنى للرأى العام فـى تشكيل اجمللسنى رغـم أهمية ذلك فى إضفاء‬
‫فعالية أكبر للمجلس‪.‬‬
‫‪ -5‬يشترك اجمللسان فى االختصاصات التالية ‪:‬‬
‫@ متـابعة تنفـيذ ميثـاق الشرف الـصحفى‪ ،‬وإن كـان القرار اجلمهـورى اخلاص‬
‫بإنشـاء اجمللس األعلى للـصحافة فـى جتربته األولى قـد أوكل إلى اجمللس‬
‫مهمة وضع هـذا امليثاق‪ ،‬إال أن اجمللس فـعليا لم يقم بهذه املهـمة‪ ،‬فى حنى‬
‫ان قـانون سلطـة الصحافـة رقم ‪ 148‬لسنـة ‪ 1980‬قد نص علـى أن مهمة‬
‫اجمللس هى اقرار ميثاق الشرف الصحفى‪ ،‬وقد قام اجمللس بالفعل بإصدار‬
‫ميثاق الشرف الصحفى فى مارس ‪1983.‬‬
‫@ ضمان حد أدنى ألجور الصحفينى والعاملنى باملؤسسات الصحفية‪.‬‬
‫@ إصدار تراخيص الصحف‪.‬‬
‫@ النظر فى تشريعات وقواننى الصحافة وإبداء الرأى فيها‪.‬‬
‫‪ -6‬هناك بعض االختالفات فى بعض اختصاصات اجمللسنى منها ‪:‬‬
‫@ نص القـرار اجلمهورى اخلـاص بإنشـاء اجمللس األول على أن مـن اختصاصه‬
‫دعم املؤسـسات الصحفية‪ ،‬فـى حنى جاء فى قـانون سلطة الـصحافة أن من‬
‫اختصـاصات اجمللس اتخـاذ ما من شـأنه دعم الصحافـة املصرية وتنـميتها‬
‫‪263‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫وتطويرها‪ ،‬وهـذا منطقى مع وجـود صحف أخرى غير تلك الـتى تصدر عن‬
‫املؤسسات الصحفية القومية‪.‬‬
‫@ جاء فـى اختـصاصـات اجمللس األعلـى للصحـافة األول أن مـن اختصـاصه‬
‫الترخيص للصحفينى لـلعمل بالصحافة‪ ،‬فى حـنى ان اجمللس الثانى يقتصر‬
‫دوره فقط علـى اإلذن للصحفى الـذى يرغب فى العـمل بصحيفـة أو وكالة‬
‫صحفية أو أية وسيلة إعالم غير مصرية داخل مصر وخارجها‪.‬‬
‫@ أعطـى القرار اجلـمهورى للـمجلس األعلـى للصحـافة األول احلق فـى النـظر‬
‫فـيما ينسب للصحفينى من مخالفات مليثـاق الشرف وإحالة األمر إلى نقابة‬
‫الصـحفينى‪ ،‬أمـا اجمللس الـثانـى حتـى ‪ 1995‬فله احلق فـى تشـكيل جلـنة‬
‫للتحقـيق مع الصـحفى اخملـالف للـواجبـات املنصــوص عليهــا فى قــانون‬
‫سلطة الصحافة أو قانون النقابة أو ميثاق الشرف الصـحفى‪.‬‬
‫وعنـد مقارنة هذا اجمللـس بتشكيله واختصـاصاته بوضع مجالـس الصحافة فى‬
‫العالم‪ ،‬مىكن استخالص املالحظات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن اجمللس األعلى للصحـافة فى مصـر مت إنشاؤه من خالل قانـون الصحافة ومت‬
‫تـشكيله بقـرار من رئيس اجلمـهورية فى حـنى مت إنشاء عـدد كبير مـن مجالس‬
‫الصحـافة فـى العالـم كمنظمـات مستقلـة غالـبا عن احلكـومات لتحقـيق فكرة‬
‫التنظيم الذاتى‪ ،‬وان كان هذا ال مىنع من قيام بعض هذه اجملالس بقرار حكومى‬
‫أو مرسـوم برملـانى أو قـانون (كما فى جتـارب اندونيسيا والهنـد وإيطاليا على‬
‫الترتيب)‪.‬‬
‫‪ -2‬أن اجمللس األعلـى للصحافة فـى مصر ينتمى إلـى نوعية مجالـس الصحافة فى‬
‫العالم التى تـضم فى تشكيلها الصحفينى ونـاشرى الصحف اذا جاز لنا اعتبار‬
‫رؤسـاء مجـالـس إدارات املـؤسـسـات الـصحفـية نـاشـرين لـصحفهـم ‪ -‬وبعض‬
‫الشخصيات العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬اتفاق املبـدأ املعلن للمجلـس ‪ -‬إلى حـد كبير ‪ -‬مع املـبادئ التـى قامت علـيها‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪264‬‬

‫معـظم مجالس الـصحافة فـى العالم كهـيئة تعمل علـى حتقيق حرية الـصحافة‬
‫واستقاللها‪ ،‬ومبا يؤكد فعاليتها فى ضمان حق املواطننى فى اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -4‬يشـترك اجمللـس األعلى للـصحافـة فى مـصر مـع معظم مجـالس الـصحافـة فى‬
‫العالم فى االختصاصات واملهام التالية‪:‬‬
‫@ ضمان احترام الصحافة ألخالقيات املهنة وميثاق الشرف الصحفى‪.‬‬
‫@ العمل عـلى االرتفـاع مبستـوى املهنـة وتطـوير تأهـيل الصـحفينى وتـدريبهم‬
‫وتشـجيع البحــوث فى إطــار مـا خــول له القانـون اتخاذه لـدعم الصحـافة‬
‫املصرية وتنميتها وتطويرها‪.‬‬
‫@ بحث الشكـاوى املتضمنة مسـاسا بحقوق األفراد أو كـرامتهم واتخاذ القرار‬
‫املناسب فى ذلك‪.‬‬
‫@ دراسة املشكـالت االقتصادية التـى تواجه الصحـافة والعمل علـى حلها من‬
‫خالل ما منحه له القـانون من اختصـاصات تتعـلق باتخاذ كل مـا من شأنه‬
‫تـوفـير مـستلـزمـات إصـدار الـصحف وتـذلــيل العقبـات التـى تـواجه دور‬
‫الصحف‪ ،‬وحتـديد حصص الورق وأسعـار الصحف‪ ،‬والتنسـيق بنى الصحف‬
‫فى اجملاالت االقتصادية واإلدارية املقررة له فى القانون‪.‬‬
‫@ إعداد تقـرير سنوى عن أوضاع الصحافة وإن كـان اجمللس األعلى للصحافة‬
‫فـى مصـر ال ينشـر هذا الـتقرير علـى اجلمهـور أو الرأى العـام‪ ،‬وإمنا يرفعه‬
‫إلى رئيس اجلمهورية كما نص القانون‪.‬‬
‫‪ -5‬أن اجمللس األعلى للصحـافة فى مصر ينفرد ببعـض االختصاصات التى ال تقوم‬
‫بها معظم مجالس الصحافة فى العالم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫@ الترخيص إلصدار الصحف‪.‬‬
‫@ إنشاء صندوق لدعم الصحف‪.‬‬
‫@ ضمان حد أدنى ألجور الصحفينى والعاملنى باملؤسسات الصحفية‪.‬‬
‫@ اإلذن للصحفينى الذين يرغبون فى العمل فى صحف أو وكاالت صحفية أو‬
‫‪265‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫إحدى وسائل اإلعالم غير املصرية داخل مصر وخارجها‪.‬‬


‫@ حتـديد أسعار مسـاحات اإلعالنات للحـكومة والقطـاع العام مبا اليخل بحق‬
‫القارئ فى املساحة التحريرية وفقا للعرف الدولى‪.‬‬
‫@ تشكـيل جلان للتحقـيق مع الصحفينى الـذين يخالفـون الواجبـات املنصوص‬
‫علـيها فـى قانـون سلطـة الصحـافة أو قـانون نقـابة الـصحفينى أو مـيثاق‬
‫الشـرف الصـحفى‪ ،‬وإن ألغـى هذا وفق القـانون احلـالى لـتنظـيم الصحـافة‬
‫رقـــم ‪ 96‬لسنة ‪1996.‬‬
‫‪ -6‬أنه فـى غالبية مجـالس الصحافة فـى العالم يكون رئـيس اجمللس عادة من غير‬
‫العـاملنى فى الصحافة كأن يكـون قاضيا سابقا أو حاكمـا لوالية ضمانا لعدالة‬
‫الـتحكيم بنى األطـراف املتنازعـة‪ ،‬فى حنى أن رئـيس اجمللس األعلى للـصحافة‬
‫فى مصر هو نفسه رئيس مجلس الشورى الذى هو إحدى مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫ومن خالل تقـييم املمـارسات التى قام بها اجمللس األعلى للصحافة منذ إنشائه‬
‫وحتى ‪ 1996‬مىكن أن نخرج باملالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬التركيز على ممارسة بعض االختصاصات على غيرها‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫@ اإلذن للـصحفـينى بــالعـمل بجهــات إعالمـية غـير مـصــرية داخل مـصـر‬
‫وخارجها‪ ،‬إذ يالحـظ أنه ال تكاد تخلو جلـسة من جلسـات اجمللس األعلى‬
‫للصحافة من النظر فى هذا األمر‪.‬‬
‫@ املـوافقة على مـد خدمة بعـض العاملنى بـاملؤسسـات الصحفية القـومية بعد‬
‫سن الستنى‪ ،‬حـيث نظر اجمللس فى معـظم جلساته فى الطـلبات اخلاصة مبد‬
‫اخلدمة‪.‬‬
‫@ إصدار تراخيص الصحف‪.‬‬
‫حيث نظـر اجمللس فى (‪ )42‬جلـسة طلبـات مقدمة إلصـدار الصحف وافق فى‬
‫(‪ )39‬حـالة (تـتضمن كل حـالة عـشرات الطلـبات) منهـا ورفض املوافقـة فى ثالث‬
‫حاالت فقط متثلت فى طلبات إلصـدار عن نواد وجمعيات وبعض الوكاالت الدعائية‬
‫اخلاصة‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪266‬‬

‫كمـا وافق اجمللس علـى طلبـات تغيير أسـماء بعـض الصحف بـناءً علـى طلب‬
‫أصحابها‪.‬‬
‫‪ -2‬تال ذلك من حـيث اهتمام اجمللس األعلى للـصحافة وجلانه النـوعية اجلهود التى‬
‫بذلت لتحقيق اختصاصنى هما ‪:‬‬
‫@ اتخـاذ كل ما من شـأنه دعم الصحـافة املصـرية وتنميتهـا وتطويرهـا ومدها‬
‫إقليميا‪ ،‬وإنشاء صندوق لدعم الصحف‪.‬‬
‫@ التـنسـيق بــنى الصحف فـى اجملـاالت االقـتصـادية واإلدارية املقـررة له فـى‬
‫القانون‪.‬‬
‫فيمـا يتعلق باتخـاذ كل ما من شـأنه دعم الصحـافة املـصرية وتنمـيتها ومـدها‬
‫إقليميا وإنشاء صندوق لدعم الصحف‪ ،‬قام اجمللس مبا يلى‪:‬‬
‫@ وضع خطة للدورات التدريبية‪ ،‬ووافق اجمللس فى جلسة ‪ 1987/2/3‬على‬
‫إنشاء معهد لتدريب الـصحفينى ‪ -‬وإن لم يقم فعال ‪ -‬غير أن اجمللس نظم‬
‫بالفعل العديد من الدورات التدريبية‪ ،‬هى‪:‬‬
‫‪ -‬دورة عامة للصحفينى الشبان‪.‬‬
‫‪ -‬دورة لإلدارينى‪.‬‬
‫‪ -‬دورة للفنينى فى شئون الطباعة‪.‬‬
‫‪ -‬دورة للمحررين االقتصادينى‪.‬‬
‫‪ -‬دورة حملررى احلوادث والقضايا‪.‬‬
‫‪ -‬دورة للمحررين البرملـانينى‪.‬‬
‫كما نظم أربع دورات للعاملنى بإدارات األمن باملؤسسات الصحفية‪.‬‬
‫@ نظم اجمللـس مؤمتـرا للصحـافة اإلقلـيمية فـى الفتـرة من ‪ 6 - 4‬ديسمـــبر‬
‫ســــنة ‪1989.‬‬
‫@ وعقـد ندوة موضـوعها ‪X‬املمـارسة الدمىقـراطية ودورها فـى تطوير الـصحافة‬
‫‪267‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫اإلقليمية‪ Z‬فى الفترة من ‪ 20 - 18‬يناير سنة ‪1994.‬‬


‫@ وناقش اجمللس فى إحدى جلساته تقريرا عن أوضاع الصحافة اإلقليمية فى‬
‫مصر‪.‬‬
‫@ أنشـأ اجمللس صندوقـا لدعم الصحف ووافق بـجلسة ‪ 1983/11/23‬على‬
‫مشـروع الئحته(@)‪ ،‬يوزع الـدعم علـى معظم املـؤسسـات الصحفـية وقام‬
‫اجمللـس بالعمـل على تدبـير ‪ 30‬مليون جنـيه‪ ،‬وذلك فى اجتمـاع عقده فى‬
‫‪ 1987/12/9‬حضـره رئـيس مجـلس الــوزراء وبعض الـوزراء ويستخـدم‬
‫الـدعم لرفع احلـد األدنى لألجـور ولبدل املـراجع وكذلك لـدعم مكافـأة نهاية‬
‫اخلدمة‪.‬‬
‫@ اقترح اجمللس إنشاء جـوائز الدولة للعمل الصحفى ونـاقش مشروعا بجلسة‬
‫‪ 1989/3/28‬إلنشـاء ثالث جوائـز دولة تقـديرية للعمل الـصحفى قـيمة‬
‫كل منها ‪ 5‬آالف جنيه وتـسع جوائز دولة تـشجيعية للعمل الـصحفى قيمة‬
‫كل منها ألف جنيه‪.‬‬
‫@ كمـا أقام اجمللس مركزا للـمعلومات له قيمتـه ويحرص اجمللس على تزويده‬
‫كل عــام بــاحلــديث مـن الكـتب والــدوريات وكـتب املــراجع كــاألطــالـس‬
‫والقـواميس ودوائـر املعارف‪ ،‬وهـذا املركـز يستقـبل كل الصحـفينى وطالب‬
‫اإلعالم وغيرهم من الباحثنى والدارسنى واملهتمنى بشئون اإلعالم‪.‬‬
‫أمـا فيمـا يتصل بـالتنـسيق بـنى الصـحف فى اجملـاالت االقتـصادية واإلدارية‬
‫املقررة له فى القانون‪ ،‬قام اجمللس مبا يلى‪:‬‬
‫@ النـظر فـى طلبـات نقل بعض العـاملنى مـن مؤسـسات صحفـية قومـية إلى‬
‫أخرى‪.‬‬
‫@ إعداد مـشروع القـواعد املـنظمـة لتـأسيس شـركات للـمؤسـسات الـصحفية‬
‫القومية‪.‬‬

‫(@) جاء فى الئحته أن موارده تتكـون من املبالغ التى يخصصهـا له اجمللس األعلى للصحافة من‬
‫موازنته وكذلك ما يخـصصه له مجلس الشورى وما تخصصـه الدولة وأية موارد أخرى يوافق‬
‫عليها اجمللس األعلى للصحافة‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪268‬‬

‫@ إعـداد مشروع عقـد تأسيس الـصحف التى تتخـذ شكل التعاونـية ونظامها‬
‫األساسى‪.‬‬
‫@ تعديل الـالئحة النمـوذجية للـشئون اإلدارية واملــالية للـمؤسسـات الصحفية‬
‫القومية واستطالع آراء هذه املؤسسات حولها‪.‬‬

‫يضاف إلـى ذلك اجلهود التى قـام بها اجمللس لـضمان حد أدنـى مناسب ألجور‬
‫الصحفيني والعاملني باملؤسسات الصحفية‪:‬‬
‫@ حــيــث أصـــدر قـــرارا فـى ‪ 1989/3/2‬بـزيـــادة مــــرتبــات العــــاملـني‬
‫بـاملــؤسسـات الصحفـيـة مبـقـدار عشـرة جنيهـات شهريا وزيادة احلـد األدنى‬
‫لألجــور وزيادة بـدل املـراجــع إلـى ‪ 30‬جنـيهـا شــهـريا (بـــدال من ‪12.5‬‬
‫جنيها) ومـنح الصحفيني حتت الـتمرين بدل مـراجع قدره ‪ 15‬جنـيهًا شهريا‬
‫ومت زيادته فى يناير ‪1992.‬‬
‫@ كمـا قـام اجملـلس بـزيادة احلـد األدنـى لألجـور فـى ‪ 9‬مـايو ‪ 1993‬وكـذلك‬
‫استحـدث اجمللس بـدل استيعـاب تكنـولو‪P‬يا فـى مايو ‪ 1993‬ومت زيادته‬
‫فـى مـارس ‪ 1995‬للعـاملـني بـاملــؤسسـات الـصحفــية من عمـال وإداريني‬
‫وصحفيني‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بإقرار مـيثاق الشرف الصحفى والقواعـد الكفيلة بضمان احترامه‬
‫وتنفيذه‪:‬‬
‫فقد صـدر امليثاق فعال عن اجمللس فـى ‪ ،1983/3/23‬الذى حل محله حالياً‬
‫ميثاق الشرف الصحفى الصادر عام ‪1998.‬‬

‫أما فـيما يتعلق بالقـواعد الكفيلـة بضمان احتـرامه وتنفيذه‪ ،‬فـرغم أن القانون‬
‫أعطـى للمجلـس سلطـة وضعهـا‪ ،‬كمـا أن اجمللس نـفسه جعـل هذه املهـمة مـن مهام‬
‫إحـدى جلانه النوعية وهى جلنة القيم‪ ،‬إال أن األمـر اقتصر على ذكر الصحف اخملالفة‬
‫‪269‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫للـميثـاق فى تـقاريره الـدورية التـى يصدرهـا مع بـيان موضـوع اخملالـفة ومـكانـها‬


‫وتـاريخها فى الصحـيفة‪ ،‬وهكذا تعتبـر تقارير املمارسـة الصحفية للصحـافة املصرية‬
‫وسـيلة مـن وسائـل حتقيق الـنقد الـذاتى‪ ،‬حـيث إنه يعمـل على مـتابعـة مدى الـتزام‬
‫الصحف مبيثاق الشرف الصحفى‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إلـى أن هذه التقارير تخـضع للمناقشـات الطويلة فـى كل جلسة‬
‫من جلـسات اجمللس‪ ،‬وهناك العـديد من وجهات النظر حـولها‪ ،‬كما أنـها منذ أن بدأ‬
‫إعدادها (سنة ‪ )1986‬وهى تتعرض للتطوير‪.‬‬
‫وإن كـان تأثـير هذه التقـارير غير ملمـوس فذلك يرجع إلـى عدم نـشر نتـائجها‬
‫علـى الـرأى العـام‪ ،‬لــيتحقق الهـدف احلقـيقــى من وراء كل اجلهـد الـذى يبـذل فـى‬
‫إعداده‪.‬‬

‫وقـد رأى بعض أعضـاء اجمللس األعلـى للصحافـة أنفسهم هـذا الرأى فطـالبوا‬
‫(فـى جلسة ‪ )1986/5/31‬بإعـداد موجز لكل تقـرير للنشر‪ ،‬كمـا اتفق أيضا على‬
‫طبعه فى صورة كتيبات‪.‬‬

‫ومن األمـور امللحـوظة أن قـضية املـمارسـة الصحفـية ومدى الـتزامـها مبـيثاق‬


‫الشــرف الصحفـى ظـلت مثـارة منــذ إنشـاء اجمللـس وحتـى اآلن‪ ،‬وإن تفـاوت حجم‬
‫االهتمام بها‪ ،‬من ذلك أن اجمللس قرر فى سنة ‪ 1985‬إصدار بيان فى شأن املمارسة‬
‫الصحفـية يذكر مبـيثاق الـشرف الـصحفى وسـائر املـواثيق‪ ،‬ينـاشد كـافة الـصحفيني‬
‫االلتزام بهذه املواثيق واألعراف والتقاليد املرعية فى املهنة‪.‬‬

‫كما أوصت جلنـة شئون الصحافة فى أبـريل ‪ 1994‬بتوجيه خطاب دورى خاص‬
‫إلى رؤسـاء التحـرير أو رؤساء مجـالس اإلدارة أو همـا معا مـتضمـنا اخملـالفات ‪-‬‬
‫ملـيثاق الشـرف‪ -‬فى كل صحـيفة علـى حدة‪ ،‬أو أن يطلب اجمللـس األعلى للصـحافة‬
‫مـن القيادات الـصحفية املـسئولـة إبداء الـرأى فى تـقارير املمـارسة الـصحفية فـيما‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪270‬‬

‫يختص بفعاليتها إلثراء هذه التقارير‪.‬‬

‫كما نـاقش اجمللس فـى جلسته فـى مايو ‪ 1994‬بعض الـسلبيات الـتى ظهرت‬
‫فى بعض املمارسات الصحفية وأهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬ظهور موجة من االختالق واألكاذيب وعدم الدقة وتعمد اإلثارة فى صياغة‬
‫بعض األخبار‪.‬‬
‫‪ -2‬فوضى فى مطابع الصحف‪.‬‬
‫‪ -3‬ظهـور بعض الصحف احلـزبية التـى ليس لهـا هياكل مـضبوطـة أو مصادر‬
‫مالـية معروفـة‪ ،‬والتى تـترك صـفـحــاتها لـبعض األقالم التـــــى اليعـــرف‬
‫مـــا مصدرها ومن ورائها ومن مىولها‪.‬‬
‫‪ -4‬أن بـعــض األحــــزاب التــى تصـدر صحفـا يتـردد أنهـا تقــوم ببـيعهـا أو‬
‫تأجـيرها‪ ،‬كـما أن مـا يكتب فـيها ال صـلة له مبـبادئ احلـزب الذى تـصدر‬
‫باســمـه‪.‬‬

‫ورأى اجمللـس أن استمرار هـذه األوضاع من شـأنه أن مىس مصـداقية الصحـافة‬


‫املصرية‪ ،‬وأن األمـر يستدعـى تدخال سريعـا من اجمللس ومحـاسبة اخملـطئ والبد من‬
‫وضع الضوابط التى تكفل القضاء على الظواهر السابقة‪.‬‬
‫وقد صدر عن اجمللس ميثاق جديد للشرف الصحفى سنة ‪1998.‬‬

‫وأوكـل املـــجـلــس للجـنة الـصحافـة والصـحفيني دراسـة الوضع وإبـداء رأيها‪،‬‬


‫وأوصت اللجنة مبا يلى‪:‬‬

‫أن تعاد صـياغة الـنموذج الـذى يحرر عنـد اإلخطـار بطلب التـرخيص بـإصدار‬
‫صحيفة بحيث يشمل كافة البيانات املدونة به حاليا بجانب‪:‬‬
‫‪ -‬بيان بالهياكل التحريرية واإلدارية للصحيفة املزمع إصدارها‪.‬‬
‫‪ -‬بيان مبيزانية الصحيفة ومصادر متويلها‪.‬‬
‫‪271‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -‬بيان باسم رئيس التـحرير وأسماء احملررين املسئولـني الذين سيشرفون على‬
‫أقـسـام الـصحـيفـة مع بـيان مـا يدل علـى أنهـم جمـيعـا مقـيدون بجـدول‬
‫املشتغلني بالنقابة‪.‬‬

‫كـما يعـلــن الــحــزب أن الــصـحـيـفــة الـتــى يـصـــدرهـا ســتـظـل معــبــرة عـن‬


‫آرائـه ومــبـادئـه‪ ،‬وأنه لـن يتركهـا لتعـبر عـن آراء أية جهة أخـرى‪ ،‬فإذا خـولف ذلك‬
‫ترتب عليه اجلزاءات القانونيـة‪.‬‬

‫وأوصت اللجنـة بتـشكيل جلـنة لـدراسة وضع ضـوابط طلـبات إصـدار الصحف‬
‫اجلـديدة مبا يراعـى إستيفـاء هياكل حتـريرية وإدارية ومالـية‪ ،‬واإللتزام بتـطبيق كـافة‬
‫احلقوق املتعلقة بالصحفيني فى هذه الصحف‪.‬‬
‫‪ -5‬وفـيما يتعلـق بكل من االختصـاصني اللـذين وردا بالقـانون واملـتصلني بـأن على‬
‫اجمللس اتخاذ كل ما من شأنه توفير مستلزمات إصدار الصحف وتذليل جميع‬
‫العقبات التى تـواجه دور الصحف‪ ،‬وكذلك حتديد حـصص الورق لدور الصحف‬
‫وحتديد أسعار الصحف واجملالت وحتديد أسعـار مساحات اإلعالنات للحكومة‬
‫والقطـاع العـام مبـا اليخل بحق القـارئ فــى املسـاحـة التحـريرية وفقـا للعـرف‬
‫الدولى‪ ،‬تشير املمارسات الفعلية إلى قيام اجمللس مبا يلى‪:‬‬
‫@ قـام اجمللـس ببـذل اجلهـود لبحث مـوضـوع الضـرائب اخلـاصـة بـاملـؤسسـات‬
‫الـصحفـية‪ ،‬وإعـداد مـشـروع قـانـون بـإسقـاط ضـريبـة األربــاح التجـارية‬
‫والصـناعـية وضريبـة القـيم املنقـولة والـرسوم اجلـمركـية علـى املؤسـسات‬
‫الصحفية القومية واحلزبية حتى ‪1987./12/31‬‬
‫@ عـقــد رئــيــس اجمللـس األعلــى للـصـحـــافـة عــدة اجتمـاعـات مـع رئـــيـس‬
‫الـوزراء والوزراء املـخـتـصـــيـن لبحـث املـشـــاكــل الـتـى تـواجـه املـؤسسات‬
‫الصحفية‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪272‬‬

‫@ قرر اجمللس عدة مرات رفع أسعار الصحف‪.‬‬


‫@ كما قرر فى إحدى جلساته رفع أسعار اإلعالنات ‪.%10‬‬
‫@ وعرض علـى اجمللس مذكـرة القروض األمريكـية للمؤسـسات الصـحفية فى‬
‫جلسة ‪. 1983/11/23‬‬
‫@ وبحث اجمللس مذكرة مرفوعة من جلنة الشئون املـالية واالدارية بشأن أسعار‬
‫إعالنات احلكومة والقطاع العام بالصحف‪.‬‬

‫‪ -6‬فيمـا يتصل بحمـاية العمل الصحفـى وكفالـة حقوق الـصحفيني وضـمان أدائهم‬
‫لواجباتهم‪ ،‬قام اجمللس مبا يلى‪:‬‬
‫@ اتخـاذ إجـراءات حـاسمـة لسـرعـة صـرف مـستحقــات الصحفـيني أصحـاب‬
‫املعاشات لدى كافة املؤسسات الصحفية‪.‬‬
‫@ اتخذ اجمللـس قرارا بـإنشـاء مكتب اتـصال بـني اجمللس ونقـابة الـصحفيني‬
‫لـدعـم التـواصل‪ ،‬وكــذلك بـني اجمللـس األعلـى للـصحـافـة والـصحفـيني‬
‫والعاملني فى اخلارج‪.‬‬
‫@ بحــث اجملـلـــس أيــضــــا فــى إحــــدى جـلــســــاته مــشكلــة التــأمــينــات‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -7‬وبالنسبـة إلبداء الرأى فى مـشروعات القوانـني التى تنظم شئـون الصحافة‪ ،‬فقد‬
‫أثير منذ إنـشاء اجمللس مشكلة الالئحة التنفيذية لقـانون سلطة الصحافة التى‬
‫أوكل القـانـون للمجلـس مهمـة إقـرارهـا‪ ،‬غـير أنهـا أقـرت فعال قبل تـشكـيل‬
‫اجمللـس‪ ،‬وأثارت جـدال طويال بـني الصـحفيني واعـتراضـات عليهـا‪ ،‬فلمـا بدأ‬
‫اجمللـس عمله نـاقش فـى عدة جلـسات مـشروع هـذه الالئحـة التنـفيذية ووافق‬
‫عليها بجلسة ‪. 1985/11/26‬‬
‫‪ -8‬أمـا ما يتصـل بنظر اجمللـس فى الشكـاوى املتضمـنة مسـاسا بحـقوق األفراد أو‬
‫‪273‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫كرامـتهم واتخاذ القرار املنـاسب بشأنهـا‪ ،‬وهو األمر الذى يعـد أصيال ورئيسيا‬
‫من مهام عدد كـبير من مجالس الـصحافة فى العـالم‪ ،‬فقد كانت مـسألة مثارة‬
‫فـى عدة جلـسات للـمجلس‪ ،‬حـيث ناقـش األعضـاء دور اجمللس فـى أن يكون‬
‫حـكما بني القـارئ والصحافـة من خالل النظر فـى الشكاوى‪ ،‬األمـر الذى يظهر‬
‫أن اجمللس قد قـام به فعال كما لـم تقم جلنة القـيم باجمللس ‪ -‬علـى ما يبدو ‪-‬‬
‫بإحدى املهام احملددة لهـا واخلاصة بالتحكيم فـيما ينشب من خالفات حول حق‬
‫الرد على ما ينشر فى الصحف‪.‬‬

‫وناقش اجمللس فى بعض جلـساته شكاوى بعض أعضائه فـيما نسب إليهم فى‬
‫بعض الصحف‪ ،‬مثل املـوضوع اخلاص باألسـتاذ لطفى اخلـولى وما نسـبته إليه مجلة‬
‫املصور بعد أن تقدم مبذكرة إلى جلنة شئون الصحافة والصحفيني فى ‪. 1994/4/7‬‬
‫‪ -9‬وأصـدر اجمللس بيانـني‪ :‬أحدهمـا يدخل فى إطـار حماية حـرية الصحافـة وتوفير‬
‫الضمانات للصحفـيني فى ‪ ،1984/11/7‬إذ أكد اجمللس فى هذا البيان عدم‬
‫جـواز تعـرض الـصحفــى ألى ضغط وعـدم جـواز إجبـاره علــى إفشـاء مصـدر‬
‫معلـوماته‪ ،‬وعدم جـواز محاسبته بـسبب عمله إال فى نطـاق إخالله بواجباته أو‬
‫تقاليد املهنة‪.‬‬
‫أمـا البيان اآلخـر الذى أصـدره اجمللس فـى ‪ 1983/4/27‬فعلى الـعكس من‬
‫األول ‪ -‬كان مىثل إدانة ملـا أسماه اجمللس أسلوب األستاذ‪ /‬محمد حسنني هيكل ود‪.‬‬
‫يوسف إدريس تعلـيقا على مانـشر حول احلياة اخلـاصة للزعيم الـراحل أنور السادات‬
‫وانتصارات حرب أكتوبر‪.‬‬

‫خــالصـــة القـــول ‪:‬‬


‫من االستعـراض السابق يبدو وجـود عدم توازن فـى ممارسات اجملـلس بني املهام‬
‫واالختصاصـات التى تعد أصـيلة ورئيسـية جملالس الصحـافة فى العـالم‪ ،‬بل والتى‬
‫أقـيم من أجلهـا العديد من هـذه اجملالـس ‪ -‬وهى مهمـة أن يصبح اجمللس نـوعا من‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪274‬‬

‫التنـظيم الذاتـى ملهنة الصـحافة حـرصا علـى حرية الصحـافة لصـالح اجملتمع والرأى‬
‫العـام ال لصـالح الصحفـيني أنفـسهم‪ ،‬وأن يكـون حكـما بـني الصحف وبـينهـا وبني‬
‫اجلمهور ‪.‬‬

‫وبـني بعض املهام واالختـصاصات األخـرى التى أعطـاها القانـون لهذا اجمللس‪،‬‬
‫والتى يندر أن تقـوم بها مجالس الصحـافة فى العالم مـثل إصدار تراخيص الصحف‬
‫واإلذن للـصحفـيني بــالعمل فـى صحف أخـرى غــير مصـرية والـنظـر فـى مـد خـدمـة‬
‫الصحفيني الذين بلغوا سن التقاعد سنة بسنة‪.‬‬
‫وهذه النتـيجة التى ظهرت من تقييم املمارسات الفعلية للمجلس تستلزم إعادة‬
‫النظـر فى بعض األمور املتعلقـة بهذا اجمللس حتى يسـتطيع أن يؤدى األدوار املنوطة‬
‫به بشكل أكثر فعالية‪.‬‬

‫وهناك بعض االقتراحات فى هذا الصدد ‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يضم اجمللس األعلى للصحافـة فى تشكيله ممثلني حقـيقيني للرأى العام على‬
‫أن يتم اختيارهم مبعايير مـوضوعية عن طريق بعض اجلهـات غير الرسمية (من‬
‫اجلمهور وليس من الشخصيات العامة)‪.‬‬

‫‪ -2‬أن تصـبح الفلـسفـة احلقـيقـية لقـيام هـذا اجملـلس هـى إبعـاد سـيطـرة الـسلطـة‬
‫التـنفيذية عن الصحافة‪ ،‬والـدفاع عن حرية الصحافـة ال لصالح الصحفيني‪ ،‬بل‬
‫لصالح الرأى العام‪.‬‬

‫‪ -3‬أن تكـون املهمـة الرئـيسية للـمجلس مـتابعـة تنفـيذ ميثـاق الشـرف الصـحفى‪،‬‬
‫ويقترح ضرورة إعادة النظر فى هذا امليثاق على النحو التالى‪:‬‬
‫@ أن يقـوم الصحـفيون أنفـسهم بصـياغة هـذا امليثـاق بشكل اختـيارى بحيث‬
‫يترتب على موافقتهم عليه ‪ -‬من خالل اجلمعية العمومية لنقابة الصحفيني‬
‫‪ -‬الـتزامهم بتنفـيذ ما جاء فـيه أثناء ممارسـتهم للعمل‪ ،‬وتعد هـذه املواثيق‬
‫‪275‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مبثابة تنظيم ذاتى لهم‪.‬‬


‫@ أن يصـاغ هـذا املـيثـاق بـأسلـوب محــدد ودقـيق ويبعـد عـن الصـياغـات‬
‫اإلنشـائية ‪ -‬غـير القابلـة للتطبـيق ‪ -‬ويتخلص من الـعبارات التـى تتسم‬
‫بقـدر كبير من العـمومية أو الغمـوض‪ ،‬فأهمية هـذا امليثاق تـرجع إلى كونه‬
‫مبثـابة توجيهـات داخلية لقرارات الصحفـى فى مختلف املواقف واملعضالت‬
‫التى يواجهها أثناء عمله الصحفى‪.‬‬
‫@ أن يكـون هدف هـذا امليثـاق حمـاية اجلمهـور من أى اسـتخدام غـير مسـئول‬
‫للصحـافـة أو استخـدامهـا للـدعـاية‪ ،‬وحمــاية الصحفـيني أنـفسـهم من أن‬
‫يتحـولوا ‪ -‬بـأى شكل من األشـكال ‪ -‬إلـى قوة ال تقـدر مسـئولـيتهم‪ ،‬أو‬
‫يتعرضوا لإلذالل أو ألى ضغط ضد ما متلـيه عليهم ضمائرهم‪ ،‬وأن يحافظ‬
‫علـى قنوات االتصـال مفتوحـة بحيث يصبـح ذا اجتاهني‪ ،‬وذلك بـتأكيد حق‬
‫الصحفـيني فى احلصـول فى كل وقـت على كل املعلـومات (عـدا ما يتصل‬
‫بأمن الدولة دون التوسع فى تفسـير ذلك) مبا يجعل فى استطاعة املواطنني‬
‫أن يعرفوا الـطريقة التى يحكمون بها من جهة‪ ،‬وبحيث يصبح فى إمكانهم‬
‫التعبير عن آرائهم باستمرار من خالل الصحف من جهة أخرى‪.‬‬
‫@ ضـرورة إلزام الـصحف بنشـر أحكام اجمللـس على اخملـالفني ملـيثاق الـشرف‬
‫الصحفى كنوع من العقاب اجلماعى املعنوى‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكـون من مـهام اجمللـس النظـر فى أى شـكوى متـس التـزام الصـحف بآداب‬
‫املهنـة وسلوكـياتهم‪ ،‬علـى أن يعرض رأيه علـى الرأى العـام ويحول الـصحفى‬
‫اخملالف لنقابته‪.‬‬

‫‪ -5‬لـيس هناك مـا مىنع من قـيام اجمللس مبهمـة التنـسيق بـني املؤسـسات الـصحفية‬
‫ودراسـة احتـياجيـاتهـا‪ ،‬وحتقـيق العـمل اجلمـاعـى فـى مجـاالت اإلحصـاءات‬
‫اجلماعـية مثل األرقـام اخلاصـة باإلعالنـات ومصـادرها ومكـوناتهـا‪ ،‬واألرقام‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪276‬‬

‫اخلاصة بالتـوزيع‪ ،‬ويقترح أن ينشأ فى هـذا الصدد هيئة ملـراجعة أرقام التوزيع‬
‫والتصديق علـيها والتعاون فى مجال شراء ورق الـطباعة واملواد األخرى وشراء‬
‫األالت وحتديد أسعار الصحف وأسعار اإلعالنات ومساحاتها‪.‬‬

‫‪ -6‬يقـترح أن حتذف مـن اختصاصـات اجمللس مهام الـترخيص بـإصدار الصحف أو‬
‫مزاولـة املهنة‪ ،‬كـذلك جواز قـيامه بتشكـيل جلان الـتحقيق مع الـصحفيني وأن‬
‫يترك ذلك لنقاباتهم‪.‬‬
‫‪277‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫ملخص الوحدة الثــامنة‬

‫تتـناول هذه الوحدة مـواثيق أخالقيات العمل اإلعالمى‪ ،‬حـيث عرضت للمبادئ‬
‫الرئـيسية التى حتتوى عليها هذه املواثيـق‪ ،‬والفئات التى قد تهدف هذه القواعد إلى‬
‫حمايتها‪.‬‬
‫كما عرضت الوحدة ألشكال مواثيق األخالقيات‪ ،‬وأنواع هذه املواثيق وهى‪:‬‬
‫‪ -‬املواثيق اإلجبارية أو اإللزامية‪.‬‬
‫‪ -‬املواثيق االختيارية‪.‬‬
‫وتناولت أيضاً أهداف مواثيق أخالقيات املهنة وهى‪:‬‬
‫‪ -‬حماية اجلمهور من أى استخدام غير مسئول لالتصال‪.‬‬
‫‪ -‬حماية القائمني باالتصال من عدم تقديرهم املسئولية أو مخالفة ضمائرهم‪.‬‬
‫‪ -‬احملافظة على قنوات االتصال مفتوحة‪.‬‬
‫ونـاقشت الـوحدة بعـض اجلوانب األخـالقية التـى قد تـتضمنهـا مواثيـق الشرف‬
‫اإلعالمى وهى‪:‬‬
‫‪ -‬تعامل اإلعالمى مع مصادره‪.‬‬
‫‪ -‬تعامل اإلعالمى مع جمهور وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬أخالقيات اإلعالن‪.‬‬
‫‪ -‬األخالقيات اخلاصة بالسياسات التحريرية لوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق الزمالة‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة وسائل اإلعالم باجملتمع وقيمه وعاداته وتقاليده‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪278‬‬

‫‪ -‬معايير املستوى املهنى لإلعالميني‪.‬‬


‫ثم عرضت الـوحدة جملـالس الصحـافة فـى العالم والتـى من أهدافهـا الرئيـسية‬
‫إرساء أخالقيـات الصحـافة وااللتـزام بآداب املهنـة‪ ،‬حيث نـاقشت طـرق إنشـاء هذه‬
‫اجملالس فى العالم‪ ،‬وأهم اختصاصاتها‪ ،‬وفئاتها الرئيسية وهى‪:‬‬
‫‪ -‬اجملالس التى تضم ممثلني للحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬اجملالس التى يشترك فى إنشائها ناشرو الصحف وأصحابها والصحفيون‪.‬‬
‫‪ -‬مجالس مىثل فيها اجلمهور والعاملون فى املهنة‪.‬‬
‫وتـناولـت الوحـدة تفصـيالً جتربـة اجمللس األعلـى للصحـافة فـى مصـر (مارس‬
‫‪ )1977-1975‬ثم جتـربـة اجمللـس األعلـى لـلصحـافــة من ‪ 1981‬وحتـى ‪،1995‬‬
‫واملقارنـة بني التجربتني‪ ،‬ومقـارنة جتربـة اجمللس األعلى للصحـافة فى مـصر مبجالس‬
‫الصحافة فى العالم‪.‬‬
‫وانتهت الوحدة بتقييم املمارسات الفعلية للمجلس‪.‬‬
‫‪279‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫أسئلة الوحدة الثامنة‬

‫السؤال األول‪ :‬حدد املقصود باملفاهيم التالية‪:‬‬


‫‪ -1‬احلق فى اخلصوصية‪.‬‬
‫‪ -2‬ميثاق الشرف اإلعالمى االختيارى‪.‬‬
‫‪.Off - The - Record -3‬‬
‫‪.Background Briefings -4‬‬
‫‪ -5‬حقوق الزمالة‪.‬‬
‫السؤال الثانى‪ :‬قيّم مدى اتفاق التصرفات التالية مع أخالقيات مهنة اإلعالم‪:‬‬
‫‪ -1‬اضطر أحـد الصحفيني خـوفاً مـن التعرض لعقـوبة الـسجن بدعـوى احتقار‬
‫احملكمة أن يعلـن اسم املصدر الـذى تلقى منـه بعض املعلومـات التى طعن‬
‫البعض فى صحتها‪.‬‬
‫‪ -2‬رفضت إحـدى الفنـانـات الشـابـات أن تقـوم أجهـزة اإلعالم بتـغطيـة حفل‬
‫زفافهـا‪ ،‬ولكن أحد املصورين البـارعني استطاع تصويـر هذا احلفل بكاميرا‬
‫حديثة وباع هذه الصور لعدة صحف فحقق انفراداً صحفياً فضالً عن العائد‬
‫املادى الكبير‪.‬‬
‫‪ -3‬عـرضت إحدى القنـوات التليفزيـونية حملـة إعالنية جـذابة حققت مـشاهدة‬
‫عالية ألحد الـشامبوهات اجلـديدة معددة مزايـاه فى تغذية الـشعر وإكسابه‬
‫رونقاً وجماالً‪ ،‬ولكن عـدداً من الذين اشتروا هذا الشـامبو تعرضوا لسقوط‬
‫شعرهم وأرجعوا ذلك إلى هذا الشامبو‪ ،‬ورفعوا دعوى ضد هذه القناة‪.‬‬
‫‪ -4‬نظراً للمعلومات والرؤيـة الثابتة التى وردت فى إحدى مقاالت كاتب كبير‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪280‬‬

‫نـشرهـا فى إحـدى الصحف‪ ،‬رأت صـحيفة أخـرى لتعمـيم الفائـدة أن تعيد‬


‫نشر هذا املقال‪.‬‬
‫‪ -5‬أثنـاء قيـام أحـد الـصحفـيني مبتـابعــة نشـر حـملته الـصحفيـة حــول بعض‬
‫سيـاسات وزارة اإلسكان‪ ،‬قـامت إحدى الشـركات التابعـة للوزارة باإلعالن‬
‫عن إجـراء قرعـة حول عـدد من الشقق وأعفـت هذا الصحـفى الشـاب الذى‬
‫كان قـد تقـدم قبل بـدء احلمـلة بـطلب احلصـول علـى شقـة ليتـزوج بهـا من‬
‫القرعة ومنحته شقة‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬اكمل ما يلى مبا تراه مناسباً‪:‬‬
‫‪ -1‬مـن املبادئ الـرئيسـية التـى حتتوى عـليها مـواثيق األخالقيـات اإلعالمية‬
‫‪ .................‬و ‪ ...........‬وأغلـب هــذه املــواثـيق تـصــاغ فــى‬
‫‪ ..............‬وقد تـهدف هذه املـواثيق إلى حـماية ‪ ...............‬أو‬
‫‪. ................‬‬
‫‪ -2‬مـواثـيق أخالقيـات املهنـة نـوعـان همـا ‪ ..............‬و‪.............‬‬
‫وتهـدف هذه املـواثيق إلـى ‪ .................‬و ‪ ................‬ومن‬
‫املبـادئ األخالقيـة اخلـاصـة بتعـامل اإلعالمـى مع جمهـور وسـائل اإلعالم‬
‫‪. ...................‬‬
‫‪ -3‬من األخالقيـات اخلاصـة بعـالقة وسـائل اإلعالم بـاجملتـمع وقيمه وعـاداته‬
‫وتقالـيده ‪ .................‬و‪ ..................‬و‪.................‬‬
‫ومن أخالقيات اإلعالن ‪ .................‬و‪. ...............‬‬
‫‪ -4‬تقوم فكـرة مجالس الصحافة فـى العالم على أساس ‪ ..............‬ومن‬
‫طـرق إنشاء هـذه اجملالس ‪ .................‬و‪ ..................‬وأهم‬
‫اختصاصات هذه اجملالس ‪ .................‬و‪. ..................‬‬
‫‪ -5‬ينتمـى اجمللس األعلى للـصحافة فـى مصر إلـى نوعيـة مجالس الـصحافة‬
‫‪281‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫التــى تـضم فــى تــشكـيلهــا ‪ ...................‬و‪.................‬‬


‫و‪ .................‬ويشترك هذا اجمللس مع معظم مجالس الصحافة فى‬
‫العـالم فى العـديد من املهـام منها ‪ .............‬ويـنفرد اجمللـس ببعض‬
‫االختصاصات التى ال تقوم بها معظم هذه اجملالس منها ‪. ............‬‬

‫أنشطة يقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬اختر إحـدى الصحف املـصريـة وحاول أن تتـابع ملدة أسبـوع مدى التـزامها‬
‫باملعايير األساسية ألخالقيات مهنة الصحافة‪.‬‬
‫‪ -2‬تابع إعالنات التلـيفزيون التى تـذاع على القناة األولـى ملدة أسبوع محدداً‬
‫مدى التزامها مبعايير أخالقيات اإلعالن‪.‬‬
‫‪ -3‬من خـالل حتليلك النقدى ملـيثاق الشـرف الصحفى فـى مصر ومـيثاق شرف‬
‫اإلذاعيني حاول أن تطـرح رؤيتك لكيفية إيـجاد آليات عمليـة لوضع هذين‬
‫امليثاقني موضع التنفيذ‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪282‬‬

‫مراجــع الوحدة الثــامنة‬

‫(‪ )1‬ليلى عبد اجمليد‪ :‬الصحافة فى الوطن العربى‪ .‬القاهرة‪ :‬العربى للنشر‪. 1989 ،‬‬
‫(‪ )2‬ليلى عبد اجمليد‪ :‬تشـريعات الصحافة فى مصر وأخالقياتهـا‪ :‬رؤية حتليلية‪ .‬القاهرة‪:‬العربى‬
‫للنشر‪. 1999 ،‬‬
‫(‪ )3‬حسن عـماد مكـاوى‪ :‬أخالقيات العـمل اإلعالمى‪ .‬دراسـة مقارنـة‪ .‬القاهـرة‪ ،‬الدار املـصرية‬
‫اللبنانية‪. 1994 ،‬‬
‫(‪ )4‬جمال الدين العطيفى‪ :‬حرية الصحافة وفق تشريعات جمهورية مصر العربية‪ .‬القاهرة‪ .‬طـ‪2.‬‬
‫مطابع األهرام التجارية‪. 1974 ،‬‬
‫(‪ )5‬خليل صابات‪ :‬الصحافة رسالة واستعداد وفن وعلم‪ .‬ط‪ 2.‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪. 1967 ،‬‬
‫(‪ )6‬ليلى عبد اجمليد‪ :‬سياسات االتصال فى العالم الثالث‪ .‬القاهرة‪ :‬الطباعى العربى‪. 1986 ،‬‬
‫‪(7) Fink, Conrad C., Media Ethics in the Newsroom and Beyond,‬‬
‫‪N. Y. McGraw - Hill, Inc. 1988.‬‬
‫‪(8) N.y Hiebert, R. E-and Reuss, C. Impact of Mass Media,‬‬
‫‪Longman Inc., 1988.‬‬

‫‪(9) Elliotte, Deni, Responsible Journalism,‬‬ ‫‪California: Sage‬‬


‫‪Publications, Inc., 1986.‬‬
‫(‪ )10‬سليـمان صـالح‪ :،‬أخالقـيات اإلعـالم‪ ،‬مكتبـة الفالح لـلنشـر والتـوزيع‪ .‬الكـويت‪ .‬الطـبعة‬
‫األولى‪. 2002 ،‬‬
‫‪283‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫مـالحــق الوحدة الثـامنة‬

‫‪ -1‬ميثاق الشرف الصحفى الذى أعدته نقابة الصحفيني وصدر عن اجمللس األعلى‬
‫للصحافة ‪. 1998 /3/26‬‬
‫‪ -2‬ميثاق شرف اإلذاعيني‪.‬‬
‫‪ -3‬ميثاق الشرف للعاملني باحتاد اإلذاعة والتليفزيون‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪284‬‬

‫امللحــق األول‬
‫ميثاق الشرف الصحفـى‬
‫الذى وافق اجمللس األعلى للصحافة على إصداره‬
‫بتاريخ ‪1998/3/26‬‬
‫نحن الـصحفيني املـصريني أسـرة مهنية واحـدة‪ ،‬تستمـد كرامتهـا من ارتبـاطها‬
‫بـضمير الـشعب‪ ،‬وتكتـسب شرفـها من والئـها للحقـيقة‪ ،‬ومتـسكها بـالقيم الـوطنية‬
‫واألخالقية للمجتمع املصرى‪.‬‬
‫وتأكيداً لدور الصحافة املصـرية الرائد على امتداد تاريخنا احلديث‪ ،‬فى الدفاع‬
‫عن حرية الـوطن واستقالله وسـيادته‪ ،‬والذود عـن حقوقه ومـصاحله وأهـدافه العليا‪،‬‬
‫واإلسهـام فـى حمـاية مكتـسبـات الـشعب وحـرياته العـامـة‪ ،‬وفـى مقـدمتهـا حـرية‬
‫الصحافة والرأى والتعبير والنشر‪.‬‬
‫وإمىانـا منـا‪ ،‬بأن تعـزيز هذه احلـريات وصيانـتها‪ ،‬ضـمانـة ال غنـى عنهـا لدفع‬
‫املسار الـدمىقراطـى‪ ،‬والذى يتـأكد به سـالمة البنـاء الوطنـى وتتحقق من خالله كـافة‬
‫أشكال التطور السياسى واالقتصادى واالجتماعى فى بالدنا‪..‬‬
‫واتساقـاً مع مبادئ الدسـتور ونصوصه الـتى كفلت للصحـافة والصحفيني أداء‬
‫رسـالتهم بحرية وفـى استقالل‪ ،‬تعبـيراً عن اجتاهـات الرأى العـام فى إطار املـقومات‬
‫األساسية للمجتمع‪..‬‬
‫وارتباطـاً باألهـداف واحلقوق وااللتـزامات الـسامـية‪ ،‬لرسـالة الـصحافـة‪ ،‬التى‬
‫تضمنتها املواثيق الدولـية وعلى وجه اخلصوص املـادة ‪ 19‬من اإلعالن العاملى حلقوق‬
‫اإلنسان‪..‬‬
‫واعترافـاً بحق القارئ‪ ،‬فـى صحافـة موضـوعية‪ ،‬تعكـس بأمـانة وصـدق نبض‬
‫الواقع‪ ،‬وحركة األحداث‪ ،‬وتعدد اآلراء‪ ،‬وتصون حق كل مواطن فى التعقيب على ما‬
‫ينشـره الصحفـى وعـدم استغالله فـى الـتشهـير أو االبتـزاز أو االفتـراء أو اإلسـاءة‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫‪285‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫وإدراكاً منـا‪ ،‬لواجبـات الزمـالة‪ ،‬ومـا حتتمه من عـالقات مهنـية نزيهـة‪ ،‬حتفظ‬
‫لكل صــاحب حـق حقه دون ضغـط أو إكـراه أو متـييز أو جتـريح بـني أفـراد األسـرة‬
‫الواحدة‪ ،‬رؤساء كانوا أم مرءوسني‪..‬‬
‫نعلـن التزامنا بهذا امليثـاق‪ ،‬ونتعهد باحترامه وتطبـيقه نصاً وروحاً‪ ،‬فى كل ما‬
‫يتصل بعالقتنا باآلخرين وفيما بيننا‪.‬‬
‫أوالً‪ -‬مبادئ عــامــة ‪:‬‬
‫‪ -1‬حـرية الصحـافة مـن حرية الـوطن‪ ،‬والتـزام الصحفـيني بالـدفاع عـن حرية‬
‫الـصحـافـة‪ ،‬واسـتقاللهــا عن كـل مصـادر الـوصـاية والـرقـابــة والتـوجـيه‬
‫واالحتواء واجب وطنى ومهنى مقدس‪.‬‬
‫‪ -2‬احلـرية أسـاس املـسئـولـية‪ ،‬والصحـافـة احلـرة هـى اجلـديرة وحـدهـا‪ ،‬بحمل‬
‫مسئولية الكلمة‪ ،‬وعبء توجيه الرأى العام على أسس حقيقية‪.‬‬
‫‪ -3‬حق املـواطن فـى املعـرفـة هـو جـوهــر العمل الـصحفـى وغـايته‪ ،‬وهـو مـا‬
‫يستوجـب ضمان التـدفق احلر للمعلـومات‪ ،‬ومتـكني الصحفـيني من احلصول‬
‫علـيـهــا مـن مصـادرهـا‪ ،‬وإسقـاط أى قـيود حتــول دون نشـرهـا والتعلـيق‬
‫عليهـا‪.‬‬
‫‪ -4‬الصحافـة رسالـة حوار ومشـاركة‪ ،‬وعلـى الصحفيني واجـب احملافظـة على‬
‫أصـول احلوار وآدابه‪ ،‬ومراعـاة حق القارئ فـى التعقيب والـرد والتصحيح‪،‬‬
‫وحق عامة املواطنني فى حرمة حياتهم اخلاصة وكرامتهم اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -5‬للـصحافـة مسئـولية خـاصة جتـاه صيانـة اآلداب العامـة وحقوق اإلنـسان‬
‫واملرأة‪ ،‬واألسرة والطفولة واألقليات‪ ،‬وامللكية الفكرية للغير‪.‬‬
‫‪ -6‬شرف املهنـة وآدابها وأسـرارها أمانـة فى عنـق الصحفيني‪ ،‬وعلـيهم التقيد‬
‫بواجبـات الزمـالة فـى معاجلـة اخلالفات الـتى تنـشأ بـينهم أثنـاء العمل أو‬
‫بسببه‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪286‬‬

‫‪ -7‬نقابـة الصحفـيني هى اإلطـار الشرعـى الذى تتـوحد فـيه جهود الـصحفيني‬


‫دفـاعاً عـن املهنة وحقـوقها‪ ،‬وهـى اجملال الـطبيعـى لتسـوية املنازعـات بني‬
‫أعضائها وتأمني حقوقهم املشروعة‪.‬‬
‫وتضع النقابة ضمن أولوياتها العمل على مراعاة االلتزام بتقاليد املهنة وآدابها‬
‫ومبـادئهـا‪ ،‬وإعمـال مـيثـاق الـشـرف الـصحفـى‪ ،‬ومحـاسبـة اخلـارجـني علــيه طبقـاً‬
‫لإلجراءات احملددة املنصوص عليها فى قانون النقابة وقانون تنظيم الصحافة‪.‬‬
‫ثانياً ‪ -‬االلتزامات واحلقــوق ‪:‬‬
‫يلتزم الصحفى بالواجبات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬االلتـزام فـيمـا ينشـره مبقـتضـيات الشـرف واألمـانـة والصـدق‪ ،‬مبـا يحفظ‬
‫لـلمجتـمع مثله وقـيمه‪ ،‬ومبــا ال ينتهك حقـاً من حقـوق املـواطنـني‪ ،‬أو مىس‬
‫إحدى حرياته‪.‬‬
‫‪ -2‬االلتـــزام بعـــدم االنحـــياز فـى كتـابـاته إلـى الـدعـــوات العـنصـــرية أو‬
‫املتعصـــبة أو املنطـــوية على امتهــان األديــان أو الدعوة إلى كراهيتها‪ ،‬أو‬
‫الطعن فى إمىان اآلخرين‪ ،‬أو تلك الداعـية إلى التمييز أو االحتقار ألى من‬
‫طوائف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -3‬االلتزام بعدم نـشر الوقائع مشوهة أو مبـتورة‪ ،‬وعدم تصويرها أو اختالقها‬
‫على نحو غير أمني‪.‬‬
‫‪ -4‬االلـتزام بتحرى الـدقة فى تـوثيق املعلومـات‪ ،‬ونسبة األقـوال واألفعال إلى‬
‫مصـادر معلـومـة كلمـا كـان ذلك متـاحـاً أو ممكنـاً طبقـاً لألصـول املهنـية‬
‫السليمة التى تراعى حسن النية‪.‬‬
‫‪ -5‬االلتـزام بعدم اسـتخدام وسـائل النشـر الصحفـى فى اتهـام املواطنـني بغير‬
‫سند‪ ،‬أو فـى استغالل حياتهـم اخلاصة للـتشهير بهم أو تـشويه سمعتهم أو‬
‫‪287‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫لتحقيق منافع شخصية من أى نوع‪.‬‬


‫‪ -6‬كل خطــأ فـى نشــر املـعــلومات يلـتزم ناشـره بتصحيحه فـور اطالعه على‬
‫احلقـيقة وحــق الـرد والتصحـــيح مكفـــول لكل من يتنـــاولهم الصـحــفى‪،‬‬
‫على أال يتجــاوز ذلك الرد أو التـصحيح حدود املوضوع‪ ،‬وأال ينطوى على‬
‫جـرمىة يعـاقب علـيها القـانــون‪ ،‬أو مخـالفة لآلداب العـامـة‪ .‬مـع االعتراف‬
‫بحق الصحفى فى التعقـيب‪.‬‬
‫‪ -7‬ال يجـوز للصحفـى العمل فـى جلب اإلعـالنات أو حتـريرها‪ ،‬وال يجـوز له‬
‫احلصـول على أى مكـافأة أو مـيزة مباشـرة أو غير مبـاشرة عن مـراجعة أو‬
‫حترير أو نشر اإلعالنات‪ ،‬وليس له أن يوقع باسمه مادة إعالنية‪.‬‬
‫‪ -8‬ال يجـوز نشـر أى إعالن تتـعارض مـادته مـع قيم اجملـتمع ومبـادئه وآدابه‬
‫العـامة‪ ،‬أو مـع رسالـة الصـحافـة‪ ،‬ويلتـزم املسـئولـون عن النـشر بـالفصل‬
‫الـواضح بـني املـواد التحـريرية واإلعالنـية‪ ،‬وعـدم جتـاوز النـسبـة املتعـارف‬
‫علـيهـا دولــيا للمـسـاحـة اإلعالنـية فـى الـصحيفـة علـى حـسـاب املــادة‬
‫التحريرية‪.‬‬
‫‪ -9‬يحـظــر علـى الصحفى استغالل مهـنته فى احلصول علـى هبات أو إعانات‬
‫أو مــزايا خـاصـة من جهــات أجنبـية أو محلـية بطـريقـة مبـاشـرة أو غـير‬
‫مباشــرة‪.‬‬
‫‪ -10‬مىـتنع الصحفـى عن تنـاول ما تتـواله سلطـات التحقـيق أو احملاكمـة فى‬
‫الدعاوى اجلـنائية أو املدنية‪ ،‬بطريقة تسـتهدف التأثير على صالح التحقيق‬
‫أو سير احملـاكمـة‪ ،‬ويلتـزم الصحفـى بعدم إبـراز أخبـار اجلرمىـة وعدم نـشر‬
‫أسماء وصور املتهمني أو احملكوم عليهم فى جرائم األحداث‪.‬‬
‫‪ -11‬احترام حق املؤلف واجب عند اقتباس أى أثر من آثاره ونشره‪.‬‬
‫‪ -12‬الصحفـيون مـسئـولـون مـسئـولـية فـردية وجمـاعـية ‪ -‬رؤسـاء كـانـوا أم‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪288‬‬

‫مرؤوسـني ‪ -‬عن احلفــاظ على كــرامة املهنـــة وأســرارها ومصداقيتها‪ ،‬وهم‬


‫ملتـزمون بعدم التســتر على الذين يســيئون إلى املهـنـة أو الذين يخضعون‬
‫أقالمهم للمنفعة الشخصــية‪.‬‬
‫‪ -13‬مىـتنع الـصحفـيون فـى عالقـاتهـم املهنــية عن كـافــة أشكــال التجـريح‬
‫الـشخصى‪ ،‬واإلسـاءة املـادية أو املعنـوية‪ ،‬مبا فـى ذلك استغالل الـسلطة أو‬
‫النفوذ فى إهدار احلقوق الثابتة لزمالئهم‪ ،‬أو فى مخالفة الضمير املهنى‪.‬‬
‫‪ -14‬يلتزم الصحفيون بواجب التضـامن دفاعا عن مصاحلهم املهنية املشروعة‪،‬‬
‫وعما تقرره لهم القوانني من حقوق ومكتسبات‪.‬‬
‫ويتمـسك الصحفى مبـا يلى من حقـوق باعتبـارها التـزامات واجبـة االحترام من‬
‫األطراف األخرى جتاهه‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يجوز أن يكون الرأى الذى يصدر عن الصحفى أو املعلومات الصحيحة‬
‫التى ينشرها سببا للمساس بأمنه‪ ،‬كما ال يجوز إجباره على إفشاء مصادر‬
‫معلوماته‪ ،‬وذلك كله فى حدود القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجـوز تهـديد الـصحفـى‪ ،‬أو ابتـزازه بـأى طـريقـة‪ ،‬فـى سبــيل نشـر مـا‬
‫يتعـارض مع ضمـيره املهنـى‪ ،‬أو لتحقـيق مـآرب خـاصـة بـأى جهـة أو ألى‬
‫شخص‪.‬‬
‫‪ -3‬للصحفـى احلق فى احلصول علـى املعلومات واألخبـار من مصادرها‪ ،‬واحلق‬
‫فى تلقى اإلجابة عمـا يستفسر عنه من معلومات وإحصائيات وأخبار‪ ،‬وله‬
‫احلق فى االطالع على كافة الوثائق الرسمية غير احملظورة‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يجوز حـرمان الـصحفى مـن أداء عمله أو من الكتـابة دون وجه حق‪ ،‬أو‬
‫نقـلـه إلى عـمـل غـير صحفى‪ ،‬أو داخل املنشـأة الصحفية الـتى يعمل بها‪،‬‬
‫مبا يؤثر على أى من حقوقه املـادية واألدبية املكتسبة‪.‬‬
‫‪ -5‬ال يجوز منع الصحفـى من حضور االجتمـاعات العامة واجللـسات املفتوحة‬
‫‪289‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫ما لم تكن مغلقة أو سرية بحكم القانون‪.‬‬


‫‪ -6‬عـدم التسـامح فى جـرمىة إهـانة الصـحفى أو االعتـداء عليه بـسبب عمله‪،‬‬
‫باعتبارها عدوانا على حرية الصحافة وحق املواطنني فى املعرفة‪.‬‬
‫‪ -7‬ضـمان أمـن الصحفـى وتوفـير احلمـاية الالزمـة له أثـناء قـيامه بعملـه فى‬
‫مواقع األحداث ومناطق الكوارث واحلروب‪.‬‬
‫‪ -8‬حق الكـشـف عن الــذين يدخلــون علــى الـصحفــى الغـش فـــى األنبــاء‬
‫واملعلومات‪ ،‬ومن ينكرون ما أدلوا به ليتحملوا املسئولية عن ذلك‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ -‬إجراءات تنفيذية ‪:‬‬
‫انـطالقاً مـن اإلرادة احلرة التـى أملت علـى الصحـفيني املصـريني إصدار مـيثاق‬
‫للشرف الصحفى‪ ،‬ووفـاء ومتسكا منهم بكل مـا يرتبه من التزامات وحقـوق متكافئة‬
‫نتعهـد باعتبـار أحكام هذا املـيثاق مبثـابة دستـور أخالقى لألداء الصحفـى والسلوك‬
‫املهنى املسئول‪.‬‬
‫وتنفيذاً لكل ذلك نقرر ‪:‬‬
‫‪ -1‬كل مـخالـفة ألحـكام هـذا امليثـاق تعـد انتـهاكـا لشـرف مهنـة الصحـــافة‬
‫وإخالال بالواجـــبات املنصــوص عليـها فى قانـون نقابـة الصحفيني رقم ‪76‬‬
‫لسنة ‪ 1970‬وقانون تنظيم الصحافة رقم ‪ 96‬لسنة ‪1996.‬‬
‫‪ -2‬يتولـى مجلس نقـابة الصحفـيني النظر فـى الشكاوى الـتى ترد إلـيه بشأن‬
‫مخـالفة الصحفـيني مليثاق الشـرف الصحفى أو الـواجبات املنصـوص عليها‬
‫فى قـانون النـقابة أو قـانون تنـظيم الصحـافة ويطبـق فى شأنـها اإلجراءات‬
‫واألحكام اخلاصة بالتأديب املـنصوص عليها فى املواد من ‪ 75‬إلى ‪ 88‬من‬
‫قانون النقابة‪.‬‬
‫‪ -3‬يحيل نقـيب الصحفـيني بعد العـرض على مجلـس النقابـة الصحفـى الذى‬
‫ينـسب إلـيه مخـالفـة تـأديبـية إلـى جلنـة التحقـيق املـنصـوص علـيهـا فـى‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪290‬‬

‫املـادة ‪ 80‬مـن قانـون النقـابة بـتشكـيلها الـوارد فى املــادة ‪ 36‬من قـانون‬


‫تنظـيم الصحـافة علـى أن تنتـهى اللجـنة من إجـراء التحقـيق خالل ثالثني‬
‫يومـا ولها أن تـستـأذن مجلس الـنقابـة إذا رأت حاجـة التـحقيق إلـى مدة‬
‫أطول‪.‬‬
‫‪ -4‬تتشكل هـيئة التأديب االبتـدائية على النـحو الوارد باملــادة ‪ 37‬من قانون‬
‫تنظيم الـصحافة‪ ،‬ويتـولى رئيس جلـنة التحقيق تـوجيه االتهام أمـامها إلى‬
‫من تتوافر فى حقه أدلة كافية على ارتكاب اخملالفة‪.‬‬
‫‪ -5‬للهـيئـة التـأديبـية االبتـدائـية أن تـوقع علـى من تثـبت مخـالـفته ألحكـام‬
‫القانون أو ميثاق الشرف الصحفى إحدى العقوبات التأديبية التالية‪:‬‬
‫( أ ) اإلنــذار ‪.‬‬
‫(ب) الغرامة‪.‬‬
‫(جـ) املنع من مزاولة املهنة مدة ال تتجاوز سنة‪.‬‬
‫(د ) شطب االسم من جدول النقابة‪.‬‬
‫‪ -6‬تستـأنف قرارات هيئة الـتأديب االبتدائـية أمام هيئـة التأديب االستـئنافية‬
‫املنصـوص عليهـا فى املـادة ‪ 82‬من قانـون النقابـة ويرفع االستـئناف خالل‬
‫‪ 15‬يوماً من تاريخ إبالغ الصحفى بقرار هيئة التأديب االبتدائية‪.‬‬
‫‪ -7‬يلـتزم مـجلس نـقابـة الصـحفيني بـتسلـيم جمـيع أعضـاء النـقابـة املقيـدين‬
‫بجـدولى املـشتغلني وحتت الـتمريـن صورة من املـيثاق‪ ،‬كـما يلـتزم بتـسليم‬
‫صورة منه إلى كل من تقبل أوراق قيده مستقبالً فى النقابة‪.‬‬
‫‪291‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫امللحــق الثانى‬
‫ميثاق الشرف اإلذاعى‬

‫نحـن اإلذاعيني بـوصفنـا شـركـاء فـى مـسئـوليـة الكلمـة نعـاهـد اهلل والـشعب‬
‫والـضميـر اإلنسـانـى علـى أن نقـوم بـعملنـا مبـا يـرضـى اهلل ويحقق أهـداف الـشعب‬
‫ويتمـاشى مـع الضميـر اإلنسـانى فـى كل أداء نؤديه سـواء بالفكـرة أو الكلمـة فى‬
‫اإلذاعة املسموعة واملـرئية‪ ،‬مسترشدين فـى ذلك كله بهذا امليثاق دليل عمل وسلوك‬
‫ال نحيد عنه أبداً بإذن اهلل‪.‬‬
‫أوالً‪ -‬املبادئ العامة‪:‬‬
‫‪ -‬اإلذاعة املصرية املسموعة واملرئية ملك لشعب مصر‪.‬‬
‫‪ -‬اإلذاعة أمانة فى ضمير اإلذاعيني يحملونها لصالح اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬اإلذاعة مسئولية يشعر بها كل إذاعى فى أدائه‪.‬‬
‫‪ -‬اإلذاعى فـى أى موقع من مـواقع اإلرسال اإلعالمـى هو املسئـول عن حقوق‬
‫املستقبلني لإلذاعة املسموعة واملرئية‪.‬‬
‫وتشمل مسئولية اإلذاعى ما يأتى‪:‬‬
‫‪ -‬تقدمي املعلومات الصحيحة للشعب فى حينه‪.‬‬
‫‪ -‬الرعاية الكاملة لكل مصالح الشعب‪.‬‬
‫‪ -‬أمانة االتصال بني الشعب وحكومته‪.‬‬
‫‪ -‬عرض وجهـات النظر اخملـتلفة عرضـاً متوازنـاً أميناً فـى كل القضايـا التى‬
‫تهم الشعب دون حتيز أو حتزب أو إثارة‪.‬‬
‫‪ -‬بث الثقة بني املواطنني فى الداخل واخلارج‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪292‬‬

‫‪ -‬اإللتزام باحترام احلريات العامة والقيم الدينية والقومية‪.‬‬


‫‪ -‬حماية الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬السالم االجتماعى‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬األخالقيات اإلذاعية‪:‬‬
‫لألخالقيات اإلذاعية مصادر رئيسية هى‪:‬‬
‫‪ -‬التعاليم السماوية‪.‬‬
‫‪ -‬الكرامة الوطنية واإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬املثل العليا لإلنسان املعاصر‬
‫‪ -‬سيادة القانون‪.‬‬
‫‪ -‬حرمة األسر ورعاية الطفولة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلميان بالكلمة الصادقة‪.‬‬
‫‪ -‬صدق اإلذاعى مع نفسه ومع الناس باعتباره قدوة للغير‪.‬‬
‫‪ -‬املظهر الالئق فى األداء سواء كان ذلك بالقول أو اإلشارة‪.‬‬
‫‪ -‬احلفاظ على أسرار املهنة‪.‬‬
‫وفى ظل األخالقيات يحظر على اإلذاعيني ما يأتى‪:‬‬
‫‪ -‬أى مساس بالعقائد والقيم وأى تعرض ملا فيه إثارة بني الطوائف‪.‬‬
‫‪ -‬أى مساس باألهداف القومية والتراث القومى‪.‬‬
‫‪ -‬أى مساس بنظام اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬أى مساس بقيمة العمل والعاملني‪.‬‬
‫‪ -‬أى استغالل لغرائز اجلماهير‪.‬‬
‫‪293‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -‬أى جتاوز عن احلريات املكفولة للغير بالقانون أفراداً وجماعات‪.‬‬


‫‪ -‬أى استغالل للعمل اإلذاعى فى منفعة شخصية‪.‬‬
‫‪ -‬إذاعة أسرار األمن القومى‪.‬‬
‫‪ -‬إذاعة ما يدعو إلى االنحالل أو ما يدعو إلى اإلحباط‪.‬‬
‫‪ -‬إذاعة ما يدعو إلى استخدام العنف أو نشر اجلرمية أو اإلثارة اجلنسية‪.‬‬
‫‪ -‬إذاعة أى إعالن جتـارى ال يتمـاشى مع أخالقـيات اإلذاعـة ونظـامها أو ال‬
‫يـتفق مع مصلحـة اجملتمع والـصحة العـامة والـذوق العام أو يـتعارض مع‬
‫الوحدة الوطنية والسالم االجتماعى‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ -‬واجبات اإلذاعيني‪:‬‬
‫اإلذاعيون شركـاء فى املسئوليـة عن احلقيقة وعن سمعـة البالد‪ ،‬وفى إطار هذه‬
‫املسئولية يلتزمون مبا يأتى‪:‬‬
‫‪ -‬االرتفاع املستمر مبستوى األداء‪.‬‬
‫‪ -‬مـراعاة التحديث واالبتكار فى كل ما يـقدم من األعمال اإلذاعية املسموعة‬
‫واملرئية‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة الــتوازن بني القيـمـة التثـقــيـفـية وبني القيمة التـرويجية فى اإلنتاج‬
‫اإلذاعى اليومى‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إذاعة أى نبأ غير موثوق به‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التقليل من شأن أى عمل كبير أو تعظيم أى عمل صغير‪.‬‬
‫‪ -‬عـدم الترويج ألى شخـصية أو فكـرة أو سلعة متـس كيان اجملتـمع ومصاحله‬
‫أفرادًا وجماعات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إعطاء املتحدثني ما ليس لهم أو جتريدهم مما لهم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اإلصرار على اخلطأ والعمل على تصحيحه‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪294‬‬

‫وفى متكني اإلذاعيني من أداء واجباتهم يراعى ما يأتى‪:‬‬


‫‪ -‬كفالـة حمـاية اإلذاعـيني من أى ضغـط أدبى أو مـادى إلكراههـم على أى‬
‫شىء ال يتفـق مع كرامتهم أو كرامـة عملهم وكذلك حمـايتهم من التعرض‬
‫ملـا يضـر بأشخـاصهم أو مبـصاحلهـم اخلاصـة أو العامـة بسـبب عملهـم فى‬
‫اإلذاعة‪.‬‬
‫‪ -‬احترام آداب الـزمالـة وبخاصـة عدم جتـريح بعضهم الـبعض أو اإلقالل من‬
‫شأنه‪.‬‬
‫رابعاً ‪ -‬قواعد تنفيذية‪:‬‬
‫تـسـرى أحكـام هـذا املـيثـاق علــى اإلذاعيـني واملتعــاملني مع احتـاد اإلذاعـة‬
‫والتلـيفزيـون؛ واإلذاعيـون هم الـعاملـون باالحتـاد كافـة أياً كـانت مسـتويـاتهم أو‬
‫درجـاتهـم‪ ،‬ويشـمل املتعـاملـون كل من يـتفق معه االحتـاد علـى أداء أى عمل فـى‬
‫مخـتلف أوجه النـشاط اإلذاعـى مسـموعـاً كان أو مـرئيـاً ويلحق امليـثاق بـاالتفاق‬
‫ويكون جزاء متمماً له‪.‬‬
‫يـشكل مجلس األمناء جلنـة لتنفيذ هـذا امليثاق من رئيـس وممثل كل قطاع من‬
‫قطـاع االحتاد وعـضو قـضائـى وعضـو من الـشخصـيات الـعامـة وعضـو من ذات‬
‫تخصـص اإلذاعى أو املتعـامل احملـال علـى التحـقـيق يتم اختـيـاره من جـدول تعده‬
‫اللجنة مقدماً للتخصصات اإلذاعية اخملـتلفة‪.‬‬
‫تتـولى اللجنة مباشرة التحقيق فيمـا يعرض عليها من حاالت اإلخالل بامليثاق‬
‫وتضع هـذه اللجنة الئحة إجرائيـة تشتمل على القواعد الـواجبة االتباع فى التحقيق‬
‫وإصدار الـقرارات كـما تـتضمـن اجلزاءات الـتى يـجوز لـها تـوقيعهـا علـى حاالت‬
‫اإلخالل بامليثاق وتكون قرارات اللجنة نهائية واجبة التنفيذ‪.‬‬
‫ومع ذلك يجـوز الـتظلـم منهـا لـرئيـس مجلـس األمنـاء لـسبب قـانـونـى وفقـاً‬
‫للقواعد واإلجراءات التى تتضمنها الالئحة املشار إليها‪.‬‬
‫‪295‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫امللحق الثالث‬
‫ميثاق الشرف للعاملني باحتاد اإلذاعة والتليفزيون‬
‫نحن العاملني باحتاد اإلذاعة والتليفزيون بجميع مجاالته وأجهزته‪.‬‬
‫إمياناً منا باهلل وبرساالته السماوية‪ ،‬واعتزازا بوطننا املصرى وقوميتنا العربية‪،‬‬
‫واستمـساكا بـالقيم األخالقيـة واالجتماعـية الرفـيعة‪ ،‬وعرفـانا بسيـادة الشعب وحق‬
‫اجملتمع‪ ،‬والتـزاما مببـادئ االشتراكـية والدميقـراطية الـسليمة‪ ،‬وثقـة منا بـاإلمكانات‬
‫الـفعالـة التـى تتيحـها أجهـزتنـا الستـنهاض الـطاقـات الروحـية والقـدرات العلمـية‬
‫وإشاعـة مبادئ اإلخـاء اإلنسانـى وتعميق روابط الـوحدة بني شعـوب األمة العـربية‪،‬‬
‫وتأكـيداً منا لضرورة إيجاد منـاخ احلرية املالئم لنمو امللكـات املبدعة وإظهار املواهب‬
‫اجلـديدة وتـشجيع التعـبير الـصادق األمني ‪ -‬نـرتضـى هذا املـيثاق ومـا يلحق به من‬
‫أخالقيات العمل فى االحتاد‪ -‬عهـدا نلتزم به ونسير على هديه‪ ،‬مؤمنني بأن ما نقوم‬
‫به ليس وظيفـة بل رسالة‪ ،‬وبـأننا جنـود اخلط األول فى اجلبـهة الفكريـة واإلعالمية‪،‬‬
‫وبأن التـفانى فى العمل هـو التعبير عن شعـورنا باملسـئولية‪ ،‬وبأن أجهـزتنا وأدواتنا‬
‫أمانة غـالية فى أيدينا‪ ،‬نحن العاملني فى احتاد اإلذاعة والتليفزيون بجميع مجاالته‬
‫نعلن عهدنا هذا أن نكون دائماً على استعداد حلمل الرسالة ورعايتها وأن ندافع عن‬
‫شـرف هذا الوطن ومصاحله باحلق ‪ -‬قوال وفعال ‪ -‬وأن نقوم مبسئولياتنا فى كل زمان‬
‫ومكان وأن نبذل جهـدنا فى حتسـني أداء عملنا سواء اإلعالمـى أو الفكرى أو الفنى‬
‫وأن نطـور كفاءتـنا وأسالـيبنا اإلداريـة واملاليـة‪ ،‬وأن نحافظ علـى أجهزتنـا وأدواتنا‬
‫وأن نصـونهـا ونطـور إمكـانـاتهـا بكل مـا لـدينـا مـن علم وقـدرة‪ ،‬وأن نـداوم علـى‬
‫االتصـال مبصادر املعرفة ونطورها توسيعاً وتعميقاً لقدراتنا وكفاءتنا‪ ،‬وأن نترفع عن‬
‫الهـوى ونتجنب الـدعايـة لذواتنـا‪ ،‬وأن نكون قـدوة فى سلـوكنا مـراقبني اهلل فى كل‬
‫أعمالنا وأن جنعل خدمة الوطن هدفنا ملتزمني بأهداف النضال الوطنى‪.‬‬
‫واهلل على ما نقول شهيد‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪296‬‬

‫أخالقيات العمل فى احتاد اإلذاعة والتليفزيون‬


‫يقوم العمل فى احتاد اإلذاعة والتليفزيون بجميع مجاالته وأجهزته على أساس‬
‫القـواعد الـتاليـة وفى احلـدود اآلتى بيـانها‪ ،‬وذلـك تأكيـداً للقيم الـدينيـة والوطـنية‬
‫والقومية واالجتماعية واألخالقية والعلمية والفنية‪.‬‬
‫الباب األول‪ :‬فى الواجبات‬
‫‪ -‬يجب أن تؤكـد البرامج القـيم الدينيـة واألخالقية الـتى يقوم علـيها اجملتمع‬
‫املصـرى كما تشجع التقاليد الصاحلة التى ورثها الشعب على مدى تاريخه‬
‫الطويل‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن حتــرص البــرامج علـى اعـتبــار مكـارم األخالق والـعمل اخملـلص‬
‫وااللـتزام مبـبادئ الـدستـور األخالقيـة واالجتمـاعيـة معيـاراً للتفـاضل بني‬
‫الناس‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكـون البرامـج معبرة بـأمانـة عن مبـادئ السيـاسة العـامة للـدولة‬
‫وأهدافها فى كافة مجاالتها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تبث البرامج األمل والثقة فى املستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن حترص البرامج على تقدمي الفن الـرفيع والفكر اجلاد وعلى الترفيه‬
‫البعيد عن اإلسفاف واالبتذال والسوقية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تؤكـد البرامج قيمـة الفرد وقيـمة الشعب فـى اجملتمع باعتـبارهما‬
‫الركيزة األساسية لصنع احلضارة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تؤكد البرامج حرية الفكر والكلمة والصور واإلبداع الفنى‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تـبرز البرامج ما للـمجتمع املصرى من دعائـم العلم واإلميان واحلرية‬
‫واالشتراكية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تعتـنى الـبرامج بـالتـراث القومـى العلـمى والـثقافـى فى عـصوره‬
‫‪297‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫اخملتلفة وخاصـة دور احلضارة اإلسالمية فى إثراء اإلنـسانية وإبراز قدرتها‬


‫على جتديد العطاء فى املستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تعمل البـرامج على تـوسيع قاعـدة الثقافـة العامـة تقريبـاً للفوارق‬
‫بـني اجلماهير‪ ،‬كـما يجب أن يخصص جـزء منها للثقـافة الرفيعـة استهدافاً‬
‫لالرتفاع باملستوى الثقافى العام‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تعـمل البـرامج علـى االرتفـاع بـالــذوق الفنــى وتطـويـر التـذوق‬
‫اجلمالى لدى اجلماهير وعلى تنمية امللكات واملواهب‪.‬‬
‫‪ -‬يجـب أن تعنـى بـرامج األطفـال بتـأكيـد احتـرام اآلبـاء والعـرف واألخالق‬
‫والسلـوك احلميـد مع عنـايتهـا بتـنميـة متـوازنة لـشخصـية الـطفل علمـياً‬
‫وثقافياً وتربوياً وأخالقياً‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تعنى البـرامج بتنمية الشخصية لدى الشباب وبث شعور املسئولية‬
‫فيهم وحل مشاكلهم وتأهيلهم حلمل األمانة فى املستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تـؤكد الـبرامج حـرية املـواطنـني وحرمـاتهم وحقهـم فى األمـن على‬
‫النفس والعرض والرزق والكرامة‪.‬‬
‫الباب الثانى‪ :‬فى احملظورات‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة ما يتضمن املساس باألديان والعقائد‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة ما يثير اجلدل الدينى بني الطوائف‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجـوز إذاعة مـا ميس بـالسيـاسة العلـيا للـدولة أو بـاألهداف التـى تقوم‬
‫عليها هذه السياسة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة هجوم على األنظمة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة ما يتضمن التحريض على انتهاك القوانني‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة ما ميس صور البطولة القومية‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪298‬‬

‫‪ -‬ال يجـوز إذاعة مـا ميس القـوميـة العـربيـة أو قيمهـا الكفـاحيـة أو تراثـها‬
‫القومى‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة هجوم على القوميات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة مـا من شأنه املساس بهيئـات القضاء والدفاع واألمن ورجال‬
‫الدين‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة هجوم على رجال السلطة العامة بسبب أدائهم لوظائفهم‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة ما من شأنه حتقير أى مهنة مشروعة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعـة ما مـن شأنه تهـديد كيـان األسرة أو يقـلل من قدسـيتها أو‬
‫يهز القيم التى يقوم عليها بناؤها‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز حتبيذ الطالق كوسيلة حلل مشاكل األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة ألفاظ أو تعبيرات أو صور سوقية أو مبتذلة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجـوز إذاعـة مـا من شـأنـه أن ميس اآلداب العـامـة أو الـوقـار أو يخـدش‬
‫احلياء سواء بالقول أو الصورة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعـة ما يؤدى إلى حتـبيذ االنحالل اخللقى سـواء بالقول أو األداء‬
‫أو الصورة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة ما شأنه إشاعة اليأس وروح الهزمية فى األفراد أو اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز املساس بالقيم النابعة من تقاليدنا الطيبة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة مـا من شأنه إشاعـة البلبلة االجتمـاعية أو املبادئ املـناهضة‬
‫ألسس اجملتمع العربى وتقاليده‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعـة ما من شأنه حتبيذ التفرقـة بني الناس بسبب اللون أو اجلنس‬
‫أو العقيدة أو الطبقة‪.‬‬
‫‪299‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -‬ال يجوز إذاعة ما يؤدى إلى حتبيـذ اجلرمية أو عرض وسائلها الشاذة بطريقة‬
‫ميكن أن تؤدى إلى التقليد‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجـوز إذاعـة مـا يجيـز تعـاطـى اخملـدات أو االجتـار فيهـا أو احملـرمـات‬
‫األخرى كاخلمر وامليسر‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة ما من شأنه حتبيذ األخذ بالثأر‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إبراز صور القسوة على اإلنسان أو احليوان‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة صور الرعب املفزعة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز فيما يذاع إيذاء شعور ذوى العاهات البدنية أو العقلية‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة املعلومات اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إذاعة آراء أو تعليقات أو توجيهات ذات صبغة علمية أو فنية أو‬
‫مهنية أو دينية ما لم تكن من مختص أو بعد مراجعته‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز إبراز ما يخالف احلقائق العلمية من خرافات‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للعامل فى االحتاد أو يتخـذ أجهزته أو يسمح باتخاذ هذه األجهزة‬
‫وسيلـة للدعـاية لـلنفس‪ ،‬كـما ال يجـوز له فى غـير اإلعالنـات أن يذيع أو‬
‫يـسمح بـإذاعة مـا يتـضمن دعـاية ألفـراد من الفـنانـني أو من اجلمـهور أو‬
‫الشركات أو سلع بعينها مما يدخل فى باب هذه اإلعالنات‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للعامل فى االحتـاد أن يذيع أو يسمح بإذاعـة ما من شأنه اإلساءة‬
‫إلى برامج غيره‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجـوز للعامل فـى االحتاد أن يذيع أو يـسمح بإذاعـة ما من شـأنه إظهار‬
‫رفع الكلفـة بيـنه وبني املتحـدثني أو الفنـانني كـما ال يـجوز إضـفاء ألـقاب‬
‫على املتحدثني أو الفنانني ليست لهم‪.‬‬
‫تراعى هذه القواعد ويلتزم العاملون فى االحتاد بالعمل بها‬
‫‪301‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الوحدة التـاسعة‬
‫جـرائـم النشـر‬

‫األهداف‪:‬‬
‫يتوقع بعد دراسة هذه الوحدة ‪ ،‬أن يكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬يشرح املقـصود بجرائم النشـر والتكييف القانونـى لكل من هذه اجلرائم فى‬
‫قانون العقوبات املصرى‪.‬‬
‫‪ -2‬مييز بني جرائم النشر اخملتلفة فى قانون العقوبات املصرى‪.‬‬
‫‪ -3‬يذكر أسباب اإلباحة فى جرائم النشر‪.‬‬
‫‪ -4‬يبني حدود املـسئوليـة اجلنائيـة فى جرائـم النشر فـى إطار قانـون العقوبات‬
‫املصرى‪.‬‬
‫‪ -5‬يعرض بعض منـاذج ممارسة الـنشاط اإلعالمـى دون أن يتعرض للـوقوع فى‬
‫جرمية من جرائم النشر‪.‬‬
‫‪ -6‬يشرح كيفية حتريك الدعوى اجلنائية فى جرائم النشر‪.‬‬
‫‪ -7‬يذكر الصعوبات التى تواجه تنظيم املسئولية اجلنائية فى جرائم النشر‪.‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬جرائم النشر‪ ،‬وأركان جرمية النشر‪.‬‬
‫‪ -‬خلفية تاريخية حول تطور جرائم العالنية‪.‬‬
‫‪ -‬قانون العقوبات املصرى وفقاً آلخر تعديالته‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪302‬‬

‫‪ -‬جرائم النشر فى القانون املصرى احلالى‪.‬‬


‫‪ -‬جرائم العدوان على االعتبار (القذف‪ ،‬والسب‪ ،‬واإلهانة‪ ،‬والعيب)‪.‬‬
‫‪ -‬االعتداء على حرمة احلياة اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬النشر املؤثر على سير العدالة‪.‬‬
‫‪ -‬جرائم اإلفشاء املاسة بالعدالة‪.‬‬
‫‪ -‬جرائم التضليل املاسة بالعدالة‪.‬‬
‫‪ -‬انتهاك حرمة اآلداب العامة‪.‬‬
‫‪-‬التعدى على األديان‪.‬‬
‫‪ -‬نشر األخبار الكاذبة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلفشاء والتضليل املاس بالنظام العام‪.‬‬
‫‪ -‬التعدى على األدبان‪.‬‬
‫‪ -‬التحريض‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب اإلباحة فى جرائم النشر‪.‬‬
‫‪ -‬املسئولية اجلنائية عن جرائم النشر‪.‬‬
‫‪ -‬الصعوبات التى تواجه تنظيم املسئولية اجلنائية فى جرائم النشر‪.‬‬
‫‪303‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الوحدة التـاسعة‬
‫جـرائـم النشـر‬

‫يقصـد بجـرائم الـنشـر ذلك النـوع من اجلـرائم التـى تتعلق بـاألفكـار والعقـائد‬
‫واملـذاهب واملبادئ علـى اختالف أنواعـها وأشكالهـا سياسيـة كانت أو اقتـصادية أو‬
‫اجتماعيـة أو فلسفية‪ ،‬وهـى تترتب عـلى إساءة استـعمال حريـة اإلعالم بحيث تنجم‬
‫عنها مسئولية مدنية أو مسئولية جنائية أو االثنتان معاً‪.‬‬
‫وهـذه اجلـرائم تقع علـى الهيئـة االجتمـاعيـة التـى متثلهـا الـدولـة‪ ،‬وقـد يكـون‬
‫وقـوعها على الدولة بطريق مـباشر كالتحريض على الـشروع بالقوة لقلب نظام احلكم‬
‫أو يكون وقـوعها علـى األفراد بطـريق مباشـر مثل جرميـة القذف‪ ،‬وجـرائم النشـر قد‬
‫تكون جناية أو جنحة أو مخالفة‪.‬‬
‫واجلناية جرمية يعاقب عليها القانون باإلعدام أو األشغال الشاقة أو السجن‪.‬‬
‫واجلنحة وكذلك اخملالفة جرمية يعاقب عليها القانون باحلبس أو الغرامة‪.‬‬
‫ويرى البعض أن الصحـافة وغيرها من طرق النـشر يجب أن تتحرر من كل قيد‬
‫قـانونى‪ ،‬ويبرر أصحـاب هذه النظريـة ذلك بأن الصحافـة ال تستطيع أن حتدث أذى‪،‬‬
‫فاإليحاء باألفكـار ال يسبب للناس أى ضـرر‪ ،‬فضالً عن أن العمل باملعنـى القانونى‬
‫للكلمـة ال وجود له فـى مسـائل الصحـافة‪ ،‬وال مـحل إذن للقول بـوجود جـرمية فـيما‬
‫تنشره الصحف‪.‬‬
‫ويـعمم أصحـاب هـذه الـنظـرة ذلك علــى جميع اجلـرائم التـى قـد تقع بـواسطـة‬
‫الصحف وال يستثنون منها القذف أو السب‪.‬‬
‫وتـرى نظـريـة أخـرى أن مهمـة الـدولـة سيـادة العـدالـة وحمـايـة حقـوق األفـراد‬
‫وحرياتهم وهـى لذلك مكلفة باملـساواة بني اجلميع من خالل تنـظيم احلقوق واحلريات‪،‬‬
‫وهـذا ال يـتحـقـق فـى وجـــود من يـهــاجـمـــون بغـيــر حـق شـرطـة الـدولـة وإدارتهـا‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪304‬‬

‫ويعكرون أمنهــا وسـالمتها دون أن يتعرضـوا ألى عقوبة‪ ،‬لذا يجـب فرض العقوبات‬
‫على إسـاءة التمتـع بـحـرية الـرأى بطريق الـنشر‪ ،‬وهـذه هى النظـرية التـى تعمل بها‬
‫معظم األنظمة‪.‬‬
‫وميكن حتديد أركان جرمية النشر فى ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬الـركن الشـرعى‪ :‬أى سـريان القـانون علـى الفعل الـذى ارتكب (فال جـرمية وال‬
‫عقـاب إال بناء عـلى قانـون) وعلى زمـان ارتكاب الفـعل (ال يسرى الـقانون إال‬
‫على األفعـال التى تـرتكب من تـاريخ العمـل به) وعلى مـكان ارتكـابه‪ ،‬وعلى‬
‫الفاعل الذى ارتكبه‪.‬‬
‫‪ -2‬الـركن املادى‪ :‬هـو فعل اجلانـى أو مسلـكه‪ ،‬فالقـانون اجلـنائي ال يـعاقب بـصفة‬
‫عامـة علـى مجـرد التفكـير فـى اجلرميـة وال التصـميم علـى ارتكـابهـا‪ ،‬أى أنه‬
‫يحاسب علـى اإلرادة اجلنائية ال على التحضـير الرتكابها‪ ،‬بل أن يرتكب الفعل‬
‫فعالً‪.‬‬
‫وتنقسم اجلرمية من حيث ركنها املادى إلى‪:‬‬
‫وقتية‪ :‬تقع وتنتهى فى نفس الوقت كنشر خبر كاذب‪.‬‬
‫مستمـرة‪ :‬حالـة إجراميـة يعاقب القـانون علـى قيامهـا واستمرارهـا مثل إصدار‬
‫جريدة بدون إخطار‪.‬‬
‫‪ -3‬الركن املعـنوى‪ :‬فعل اجلانى أو مـسلكه وهو الركـن املادى للجرمية إمنـا هو املظهر‬
‫اخلـارجى النفـعال داخلـى هو إرادة اجلـانى ضـد اجملنـى عليه‪ ،‬وهـذه اإلرادة هى‬
‫الركن األدبى للجرمية‪.‬‬
‫وتشترك اجلرائم التى تقع بواسطة الصحف مع سائر اجلرائم فى عنصرين‪:‬‬
‫@ عنصر معنوى‪ :‬وهو هنا تأليف الكتابة أو وضع الرسم‪.‬‬
‫@ عنصر مادى‪ :‬وهو النشر‪.‬‬
‫‪305‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫وتـشترك اجلرائم الـتى قد تقع نتيجـة إعالن الرأى فى ركنني هـما ركن العالنية‬
‫والقصد اجلنائى‪:‬‬
‫‪ -1‬ركن العالنيـة‪ :‬تقوم العالنيـة على أسـاس إعالن أو إذاعة أو نـشر فكـرة معينة‬
‫إلحاطـة النـاس علمـاً مبضـمون هـذه الفكـرة‪ ،‬وينص املـشرع علـى حتديـد وسائل‬
‫العالنية وبيان أساليبها وقد يترك أمرها إلى القاضى‪.‬‬
‫وقد حـدد القانـون الفرنـسى وسـائل العالنيـة فى اجلهـر بالـقول مبـاشرة أو عن‬
‫طريق إحـدى الوسـائل فى مكـان عام أو اجـتماع عـام‪ ،‬فعالنيـة القول ال تتـوافر إال‬
‫باجلهر به‪.‬‬
‫والكتـابة بـالبيع أو التـوزيع أو عرضهـا للبـيع أو عرضهـا فى املكـان العام أو‬
‫احملفل العام‪ ،‬والكتابة ال تتحقق العالنية بها إال بالنشر‪.‬‬
‫والعالنـية التى تتصل بجرائـم الصحافة هى تلك التـى تكون وسيلتها القول أو‬
‫الكتابة‪ ،‬وال يدخل الفعل فى ذلك‪.‬‬
‫وينـصرف الـقول إلـى اخلطـب والكلمـات (كلمـة ‪ -‬غنـاء ‪ -‬شعـر ‪ -‬نثـر ‪ -‬ما‬
‫يسجل على أشرطة التسجيل أو االسطوانات‪.)..‬‬
‫أما الكتـابة فيقصد بها كل ما هو مـدون بلغة مفهومة سواء كتب على ورق أو‬
‫حائط أو رخام أو زجاج أو أى شىء آخر سـواء كانت مخطوطة أو مطبوعة فى شكل‬
‫صحيفة أو مجلة أو كتاب‪.‬‬
‫ويقصد بـالرسم تصوير األشـياء واألشخاص والزخارف واملـناظر سواء على ورق‬
‫أو جلد أو غير ذلك‪ ،‬وال يهم إذا كـان باليد أو مطبوعاً علـى آالت الطباعة‪ ،‬ويتميز‬
‫املصور كنوع من الرسوم بالظالل واأللوان‪.‬‬
‫وتشـمل الرموز الـشارات والعالمات واحلـروف التى تـرمز إلى فكـرة واقعية أو‬
‫خيالية أو موقف أو عالمة‪.‬‬
‫‪ -2‬ركن العمد أو القصد اجلنائى‪ ،‬ويقـصد به اجتاه إرادة اجلانى نحو ارتكاب الفعل‬
‫املعاقب عليـه‪ ،‬وأن يكون الفاعل عاملـاً مبخالفة عمله للقـانون‪ ،‬أى إرادة املساس‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪306‬‬

‫بـحق يحميه القـانون أو أن يـكون الفـاعل لم يهـدف بفعله أو بـتركه إلـى غرض‬
‫إتيان اجلرمية التى نشأت عن هذا الفعل أو الترك‪.‬‬
‫خلفيـة تاريخيـة حول تطــور جـرائم العالنـية فى قـانونى العقـوبات واإلجراءات‬
‫اجلنائية فى مصر‪:‬‬
‫@ أفرد قانون العقـوبات األهلى الصادر فـى ‪ 13‬نوفمبر ‪ 1883‬بابـاً خاصة للجرائم‬
‫الـتى تقع بواسـطة الصحف واجلـرائد وغيـرها واجلنح املتـعلقة بالـتعليم العام أو‬
‫الدينى (الباب ‪ 14‬من الكتـاب الثانى) وقد أخذ نصـوصه من قانون الصحافة‬
‫الفرنسى فى ‪ 29‬يوليو عام ‪1881.‬‬
‫@ عـدلت فى سنـة ‪ 1904‬أحكام قـانون العقـوبات‪ ،‬وشـمل التعديـل الباب ‪ 14‬من‬
‫الكتاب الـثانى فألغيـت عقوبة النفى فـى جرائم التحريض علـى ارتكاب جناية‬
‫مـضـرة بأمن الـدولة‪ ،‬وزيد احلـد األقصى للحبـس الذى يحكم به فـى التحريض‬
‫على‪:‬‬
‫‪ -‬ارتكاب جنايات القتل والنهب واإلحراق إذا لم يترتب عليه أى نتيجة‪.‬‬
‫‪ -‬نـشر ما جرى فى دعاوى القذف‪ ...‬إلخ‪ ،‬أو فـى اجللسات السرية أو حتريف‬
‫ما جرى فى اجللسات العلنية للمحاكم‪.‬‬
‫‪ -‬العودة إلى القـانون العام فى تقـرير املسئولـية اجلنائية فـى اجلرائم التى تقع‬
‫بواسطة الصحف وغيرها‪.‬‬
‫@ ثم صـدر فـى ‪ 16‬يـونيـو سنـة ‪ 1910‬القـانـون رقم ‪ 28‬فعـدل عن الـرجـوع إلـى‬
‫القانون العام فى تقرير املسئولية اجلنائية عن اجلرائم التى تقع بواسطة الصحف‬
‫وغيرها وأدخل بـضعة تعديالت على اجلرائم اخلاصة بنشر ما جرى فى الدعاوى‬
‫التى لم يجز القانون فيها إقامة الـدليل على األمور املدعى بها أو ما جرى فى‬
‫الدعاوى املـدنية واجلنـائية التـى قررت احملاكـم سماعها فـى جلسة سـرية ونشر‬
‫املداوالت السرية وجعل نظر جميع اجلنح التى تقع بواسطة الصحف وغيرها من‬
‫‪307‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫اختصاص محكـمة اجلنايات حتيلهـا النيابة إليها رأسـاً وال يكون حكمها قابالً‬
‫لالستئناف‪.‬‬
‫@ القانون رقم ‪ 32‬لسنة ‪ 1922‬عدل اسم جرمية التطاول على احلكومة اخلديوية إلى‬
‫التطاول على سند امللكية وزيدت على أساليب العالنية "أو بغير ذلك من طرق‬
‫العالنية"‪.‬‬
‫كمـا عدّلـت عقوبـة جرميـة العيـب فى الـذات امللكـية فـرفع حدهـا األقصـى إلى‬
‫خـمس سنوات سجـناً بعد أن كـان ‪ 18‬شهراً حبـساً أو الغرامـة مائة جـنيه ونص على‬
‫حد أدنى ال ينقص عن ستة أشهر‪.‬‬
‫وأدخلت جرائم جـديدة هى‪ :‬العـيب فى حق امللكـة‪ ،‬العيب فى حق ولـى العهد‪،‬‬
‫العيب فى حق أوصياء العرش‪ ،‬واستحدثت جرمية توجيه اللوم إلى امللك‪.‬‬
‫وزيد احلد األقصى لعقـوبة العيب فى حق رؤساء الدول األجـنبية وعقوبة العيب‬
‫فى حق أفراد األسرة امللكية‪.‬‬
‫@ القـانون رقـم ‪ 37‬لسنـة ‪ :1922‬زاد احلد األقـصى جلـرمية الـتحريـض على كـراهة‬
‫احلكومـة أو ازدرائها من سنتـني حبساً أو مـائة جنيه غـرامة إلى الـسجن خمس‬
‫سنوات بغيـر غرامة ونفـس العقوبة علـى نشر األفكـار املغايرة ملبـادئ الدستور‬
‫وحتبيـذ تغيير النظم األساسية للهيئة االجـتماعية بالقوة أو اإلرهاب أو بوسائل‬
‫أخرى غير مشروعة‪.‬‬
‫وأضاف عقوبة جديدة هى تعطيل اجلريدة أو النشر ملدة ستة أشهر‪.‬‬
‫@ مرسوم بقـانون فى ‪ :1925/7/9‬عدل أحـكام جرمية نـشر األخبار الـكاذبة فزاد‬
‫عليها جرمية نشر الشائعات أو الروايات الكاذبة وألقى عبء إثبات حسن النية‬
‫على املتهم‪.‬‬
‫@ مرسوم بقانون فى ‪ 1925/10/19‬عدل اختصاص محاكم اجلنايات بنظر اجلنح‬
‫التـى تقع بواسطـة الصحف أو غيـرها من طـرق النشـر فأصـبحت غير مـختصة‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪308‬‬

‫بنظر اجلنح املضرة بأفراد الناس‪.‬‬


‫@ املرسـوم بقانون رقم ‪ 28‬لـسنة ‪ :9311‬ابتكـر جرمية اإلخالل مبقـام قاض أو هيبته‬
‫أو سلطـته فى صـدد دعوى قـائمـة وأضاف مـادة خاصـة بنشـر إذاعات بـشأن‬
‫حتقيق جنائـى قائم واخلاصـة بنشر أشـياء من شأنـها التأثـير فى القـضاة الذين‬
‫ينـاط بهم الفصل فى دعـوى‪ ..‬إلخ‪ ،‬أو التأثيـر فى الشـهود أو منع شخص من‬
‫اإلفـضاء مبعلـومات أو الـتأثيـر فى الـرأى العام ملـصلحة طـرف فى الـدعوى أو‬
‫ضده‪.‬‬
‫@ املرسوم بقانون رقم ‪ 97‬لسنة ‪ :1931‬عدّل الباب ‪ 14‬من الكتاب الثانى والباب‬
‫السـابع من الكـتاب الثـالث من قـانون العقـوبات فـألغى املـواد من ‪ 148‬إلى‬
‫‪ 168‬واستبدل بها غيرها‪.‬‬
‫وذلك بهـدف تشديد العقـوبات التى تنـص عليها أحكام البـاب الرابع عشر من‬
‫الكتـاب الثانى من قـانون العقوبـات املعمول به خاصـة فى اجلرائم التـى تقع بواسطة‬
‫الصحف وغـيرهـا من طـرق النـشر وأحـكام الـباب الـسابـع من الكتـاب الثـالث من‬
‫القانون املذكور بشأن القذف والسب‪.‬‬
‫فقد أصـبح من الضرورى‪ :‬وفقـاً ملا ورد فى املـذكرة اإليضـاحية ملشـروع املرسوم‬
‫املذكـور‪ ،‬مؤاخذة نـوع من الصحـافة علـى ما تقع فيه مـن شطط دون مصـادرة حلرية‬
‫إبداء الرأى أو احلد من حق النقد‪.‬‬
‫@ القانون رقم ‪ 35‬لسنة ‪ :1932‬عدل بعض أحكام قانون العقوبات األهلى اخلاصة‬
‫بتعريض نظام احلكم للكراهية أو االزدراء‪.‬‬
‫@ القـانون رقم ‪ 36‬لـسنة ‪ :1932‬أدخـل بعض تعديالت علـى أحكام قـانون حتقيق‬
‫اجلنايات فيما يختص بنظر اجلرائم التى تقع بواسطة الصحف‪.‬‬
‫@ املـرسـوم بقـانـون رقم ‪ 28‬لـسنـة ‪ :1935‬وعـدل أحكـام البـاب الـرابـع عشـر من‬
‫الكتاب الثانى والباب الثامن من الكتاب الثالث من قانون العقوبات األهلى‪.‬‬
‫‪309‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫@ القـانون رقم ‪ 58‬لسنـة ‪ :1937‬شدّد عقوبـة املادة ‪ 184‬فجعلها احلـبس والغرامة‬


‫التـى ال تقل عن خـمسـني جنيهـاً وال تزيـد على مـائتـى جنيه‪ ،‬وخـص بالـذكر‬
‫الهيئات النـظامية البرملـانية أو أحد اجمللسني‪ ،‬وأشـار فى املذكرة اإليـضاحية إلى أن‬
‫اإلهانـة أو السـب املوجـه إلى واحـد أو أكثـر من أعضـاء الهيئـات أو السلـطات أو‬
‫املصـالح دون تعيـينهم تـدخل حتـت حكم املـادة‪ ،‬وشـدد عقـوبـة املـادة ‪ 188‬اخلـاصـة‬
‫باألخبار الكاذبة وحذف كلمة (جسيم) من وصف الضرر الذى من شأنها أن تلحقه‪.‬‬
‫ووسع أحـكام املـادة ‪ 200‬اخلاصـة بتـعطيـل اجلريـدة لتتـناول اإلهـانة والـقذف‬
‫والسب إذا تضمنت طعناً فى عرض األفراد أو خدشاً لسمعة العائالت‪.‬‬
‫@ كما أدخلت تعديالت أخـرى على مواد قانون العقوبات املتصلة باجلرائم التى تقع‬
‫بواسطة الصحف وغيرهـا منها القانون ‪ 40‬فى ‪ 1940/5/28‬اخلاص باجلرائم‬
‫املـضــرة بــأمـن احلكــومــة واملــرســومــان بقــانــونـني رقمــى ‪ 117 ،116‬فــى‬
‫‪ 1946/8/14‬بتـعديـل املواد ‪ 98 ،375 ،374 ،124‬اخلـاصة بـالتحـريض‬
‫على اإلضراب والدعوة إلى الشيوعية‪.‬‬
‫@ قـانون اإلجـراءات اجلنـائيـة رقم ‪ 150‬لـسنـة ‪ 1950‬وتعـديالته وهـى اإلجراءات‬
‫اخلاصة بـالتحقيق مبعرفـة النيابـة العامة حـيث تقرر أنه فيـما عدا اجلـرائم التى‬
‫يـختص قاضى التحقيق بتحقيقهـا وفقاً ألحكام املادة ‪ 64‬تباشـر النيابة العامة‬
‫الـتحقيـق فى مـواد اجلنح واجلـنايـات طبقـاً لألحكـام املقـررة لقـاضى الـتحقيق‬
‫وتتضـمن مواد الباب الرابع اخلاص بـالتحقيق مبعرفة النيـابة العامة واإلجراءات‬
‫اخلاصة بذلك‪.‬‬
‫التعديالت التـى أدخلت على قـانون العقـوبات (باب اجلـنح التى تقع بـواسطة‬
‫الصحف وغيرها) حتى سنة ‪:1974‬‬
‫البـاب الرابع عـشر (اجلنـح التى تقـع بواسطـة الصحف وغيـرها) مـن املواد من‬
‫‪ 171‬إلى ‪. 201‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪310‬‬

‫قانون العقوبات املصرى وفقاً آلخر تعديالته‪:‬‬


‫التعديالت التى أدخلت على القانون بعد سنة ‪ 1974‬هى‪:‬‬
‫(‪ )1‬املادة ‪ :176 /‬يعاقـب باحلبس مدة ال تـتجاوز سنة كل من حـرض بإحدى طرق‬
‫العالنـية على بغـض طائفة أو طـوائف من الناس أو علـى االزدراء بها إذا كان‬
‫من شأن التحريض تكدير السلم العام‪.‬‬
‫إذ حـدد املشـرع العقوبـة وقصرهـا فقط علـى احلبس وليـس احلبس والغـرامة أو‬
‫إحدى هاتني العقوبتني‪.‬‬
‫(‪ )2‬املـادة ‪ :178 /‬يعاقـب باحلبـس مدة ال تـزيد علـى سنتـني وبغرامـة ال تقل عن‬
‫عشـرين جنيهـاً وال جتاوز خمـسمائـة جنيه أو بـإحدى هـاتني العقـوبتني كل من‬
‫صنع أو حـاز‪ ..‬مطـبوعـات أو‪ ..‬أو رسومـاً يدويـة أو فوتـوغرافـية إذا كـانت‬
‫منافية لآلداب العامة‪.‬‬
‫وبـالعقـوبـة نفـسهـا كل مـن استـورد أو صــدر أو نقل عمـداً شـيئـاً ممـا تقـدم‪،‬‬
‫والتعـديل الذى حـدث متصالً بقيمـة احلد األقصـى للغرامـة من مائـة جنيه إلى‬
‫خمسمائة جنيه‪.‬‬
‫(‪ )3‬املادة ‪ :182 /‬يعاقب باحلبـس مدة ال تتجاوز سنة وغـرامة ال تقل عن عشرين‬
‫جنيهاً وال تـزيد على خـمسمائـة جنيه أو بإحـدى هاتني العقـوبتني فقط كل من‬
‫عـاب بإحدى طرق العـالنية فى حق ممثل لدولـة أجنبية معتمدة فـى مصر بسبب‬
‫وظيفته‪.‬‬
‫والتعديل يتـصل أيضاً بـزيادة قيمـة احلد األقصـى للغرامـة من مائـة جنيه إلى‬
‫خمسمائة جنيه‪.‬‬
‫(‪ )4‬والشىء نفسه بالنسبة للمادة ‪185. /‬‬
‫(‪ )5‬بـالنسبة للمادة ‪ ،186 /‬واملـادة ‪ 187‬رفعت قيمة الغرامة إلـى خمسمائة جنيه‬
‫بدالً من خمسني جنيهاً‪.‬‬
‫‪311‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫(‪ )6‬بـالنسبة للمـادتني ‪ :189 ،188 /‬رفعت قيمة احلـد األقصى للغرامـة من مائة‬
‫جنيه لتصبح خمسمائة جنيه‪.‬‬
‫(‪ )7‬املـــادة ‪ :190 /‬فـى غيـر الـدعـاوى التـى تقع فـى حكم املـادة ‪ 189 /‬يجـوز‬
‫للمحـاكم نظراً لـنـــوع وقــائع الـدعـــوى أن تـحـظــر فـى سـبـيـل احملافـظة علـى‬
‫النـظـــام العــام أو اآلداب العامة نشر املرافعات القضائية أو األحـكـــام كـلـهـــا‬
‫أو بعـضها‪ ،‬ومن يخــالـف ذلـك يعاقب باحلبـس مدة ال تتجاوز سنـة وبغرامة ال‬
‫تقل عن عـشــرين جـنـيـهــاً وال تـــزيـد علـى مــائتـى جـنيه أو بـإحـدى هــاتني‬
‫العـقــوبتني‪.‬‬
‫والشىء نفسه بالنسبة للمادتني ‪192. ،191 /‬‬
‫(‪ )8‬املـادة ‪ :193 /‬رفع قيمـة احلد األقـصى للغـرامة إلـى خمسمـائة جنـيه بدالً من‬
‫خمسني جنيهاً‪.‬‬
‫(‪ )9‬املـادة ‪ :194 /‬يعـاقب بـاحلـبس مـدة ال تتجـاوز سنـة وبغـرامـة ال تـزيـد علـى‬
‫خمسمـائة جنيه أو بـإحدى هاتـني العقوبتني فـقط كل من فتح اكتتـاباً أو أعلن‬
‫بإحـدى الطـرق املتقـدم ذكرهـا بقصـد التعـويض عن الـغرامـات أو املصـاريف‬
‫احملكوم بها قضائياً فى جناية أو جنحة‪.‬‬
‫وقـد صدر قانـون رقم ‪ 93‬لسنـة ‪ 1995‬بتعديل بعـض أحكام قانـون العقوبات‬
‫واإلجراءات اجلنائية والقانون رقم ‪ 76‬لسنة ‪ 1970‬بإنشاء نقابة الصحفيني‪:‬‬
‫إذ عدلت املادة ‪ :188 /‬من قـانون العقوبات حيث شـددت عقوبة كل من نشر‬
‫بإحـدى طرق الـعالنية أخـبارًا أو بيـانات أو شـائعات كـاذبة أو مغـرضة أو دعـايات‬
‫مثـيرة أو أوراقًا مـصـطـنـعــة أو مزورة أو منسوبـة كذباً إلى الغـير‪ ،‬إذا كان من شأن‬
‫ذلك تكدير الســلـم العام أو إثارة الفزع بني النـاس أو إحلاق الضرر باملصلحة العامة‬
‫أو ازدراء مـؤسسات الـدولة أو القائـمني عليها فـأصبحت احلبس وغـرامة ال تقل عن‬
‫خمسة آالف جنيه وال تزيد على عشرة آالف جنيه‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪312‬‬

‫حيث أصبح احلبس وجوبياً‪ ،‬ورفعت قيمة الغرامة من عشرين جنيهاً كحد أدنى‬
‫إلى خمـسة آالف جنيه‪ ،‬ومـن خمسمائـة جنيه كحد أقـصى لتصبح عـشرة آالف جنيه‬
‫وتكون العقوبة السجن مدة ال تقل عن خمس سنوات وغرامة ال تقل عن عشرة آالف‬
‫جـنيه وال تزيد على عـشرين ألف جنيه إذا وقع النشـر املشار إليه فى الفقـرة السابقة‬
‫بقصـد اإلضرار بـاالقتصـاد القومـى للبالد أو مبـصلحة قـوميـة لها أو نـشأ عـن هذا‬
‫اإلضرار‪ ،‬كما عدلت املادة ‪ 302 /‬فقرة ثانية من القانون نفسه لتصبح‪:‬‬
‫"ومع ذلك فـالطعن فى أعمـال موظف عام أو شخـص ذى صفة نيابـية عامة أو‬
‫مكلف بخدمة عـامة ال يدخل حتـت حكم الفقرة السـابقة إذا حصل بسالمـة نية وكان‬
‫ال يـتعدى أعـمال الـوظيفـة أو النـيابـة أو اخلدمـة العامـة وبشـرط أن يثبت مـرتكب‬
‫اجلرمية حقيقة كل فعل أسنده إليه‪ ،‬وال يغنى عن ذلك اعتقاده صحة هذا الفعل"‪.‬‬
‫والـتعديل الذى أدخـل على هذه الفقـرة هو أنه جعل علـى مرتكب جـرمية القذف‬
‫إثبات حقيقة كل فعل أسنده إلى املقذوف فى حقه‪ ،‬كما أضاف أنه ال يغنى عن ذلك‬
‫اعتقاده صحة هذا الفعل‪.‬‬
‫كمـا عدلت املادة ‪ 303 /‬على النحو التالـى‪" :‬يعاقب على القذف باحلبس مدة‬
‫ال تقل عن سنـة وبغرامـة ال تقل عن خمـسة آالف جـنيه وال تزيـد على خمـسة عـشر‬
‫ألف جنيه أو بإحدى هاتني العقوبتني"‪.‬‬
‫وكانـت هذه املـادة قبل التعـديل تعـاقب علـى القذف بـاحلبـس مدة ال تـتجاوز‬
‫سنـتني (أصبحت بـعد التعـديل ال تقل عن سنـة وبغرامـة ال تقل عن عـشرين جـنيهاً‬
‫(أصبحت بعـد التعديل ال تـقل عن خمسـة آالف جنيه) وال تـزيد علـى مائتـى جنيه‬
‫(أصـبحت بعـد التعـديل ال تـزيـد علـى خـمسـة عشـر ألـف جنيه) أو بـإحـدى هـاتني‬
‫العقوبتني‪ .‬بـينما كانت الفقـرة الثانية من هـذه املادة نفسها قبل الـتعديل تنص على‬
‫أنه إذا وقع القـذف فى حق مـوظف عام أو شخـص ذى صفة نيـابية عـامة أو مكلف‬
‫بخدمـة عامة بـسبب أداء وظيفته كـانت العقوبـة احلبس وغـرامة ال تقـل عن خمسني‬
‫جنيهاً وال تـزيد علـى خمسمـائة جنيه أو إحـدى هاتني العقـوبتني فقط أصـبحت بعد‬
‫‪313‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫التعـديل عقـوبـة احلبـس محـددة مبـدة ال تقل عن سـنتني وال جتـاوز خمـس سنـوات‪،‬‬
‫والغرامـة ال تقل عن عشـرة آالف جنيه وال تـزيد عـلى عشـرين ألف جنيه أو بـإحدى‬
‫هاتني العقوبتني‪.‬‬
‫وعدلت أيضاً املادتان ‪ 306 /‬مكرراً (‪307. ،)1‬‬
‫وعدلت املادة ‪ :308 /‬التـى كانت تنص على أنه إذا تـضمن العيب أو اإلهانة‬
‫أو القـذف أو السب الـذى ارتكب بإحـدى الطرق املـبينة فـى املادة ‪ 171 /‬طعنـاً فى‬
‫عرض األفراد أو خـدشاً لسمـعة العائالت‪ ،‬يعـاقب باحلبـس والغرامة معـاً فى احلدود‬
‫املـبينـة فى املـواد‪ 307 ،306 ،303 ،182 ،181 ،179 :‬علـى أال تقل الغـرامة‬
‫فـى حالـة النشـر فى إحـدى اجلرائـد أو املطبـوعات عـن نصف احلد األقـصى وأال يقل‬
‫احلبس عن ستة أشهر‪.‬‬
‫وبعد التعديل أصبحـت الغرامة ال تقل عن نصف احلـد األقصى وال يقل احلبس‬
‫عن سنتني‪.‬‬
‫ونصـت املادة الثانيـة من القانون رقم ‪ 93‬لـسنة ‪ 1995‬على أن تكـون العقوبة‬
‫احلـبس مـدة ال تقل عن سـنة فـى اجلرائـم املنصـوص عليـها فـى املواد ‪،176 ،172‬‬
‫‪ 178‬ثالـثاً‪ ،181 ،179 ،‬الفقـرة الثالـثة من املـادة ‪ 309 /‬مكرراً والفقـرة األولى‬
‫من املادة ‪ 309‬مكرراً (‪ )1‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫وتكـون العقـوبـة احلبس وغـرامة ال تقل عـن خمسـة آالف جنـيه وال تزيـد على‬
‫عشـرة آالف جنيــه أو إحــدى هـاتني الـعـقــوبتــيـن فى اجلـرائم املنصـوص عليهـا فى‬
‫املــــواد ‪ 306 ،194 ،193 ،190 ،189 ،186 ،185 ،184 ،182 ،178‬مـن‬
‫قانون العـقــوبات‪.‬‬
‫ويكون احلـد األدنى لعقوبـة الغرامة املـنصوص عليهـا فى املادتني ‪201 ،174‬‬
‫من قـانـون الـعــقــوبـات خمسـة آالف جنيـه‪ ،‬ويكون احلـد األقصـى لها عـشرة آالف‬
‫جنيه‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪314‬‬

‫ونصـت املادة الـرابعة مـن القانـون على إلغـاء الفقرة األخـيرة مـن املادة ‪،178‬‬
‫والفقرة الثالثة من املادة ‪ 178 /‬ثالثاً‪ ،‬واملادة ‪ 306 /‬مكرراً (ب)‪.‬‬
‫كما ألغيت املادة ‪ 135 /‬من قانون اإلجراءات اجلنائية‪.‬‬
‫وقد أثـارت هذه التعـديالت رد فعل عنيف بني الـصحفيني وبعض فـئات الرأى‬
‫العام مما ترتب عليه أن صدرت تعديالت لهذا القـانون بصدور القانون رقم ‪ 96‬لسنة‬
‫‪ 1996‬بشأن تنظيم الصحافة‪.‬‬
‫جرائم النشر فى القانون املصرى احلالى‪:‬‬
‫‪ -1‬جرائم العدوان على االعتبار (القذف والسب واإلهانة والعيب)‪:‬‬
‫تتفق هذه اجلرائم فى احلق الذى ترتكب اعتداء عليه وهو حق كل إنسان فى أن‬
‫يكون له اعتبـاره بني اآلخرين وفق املعايير املوضوعـية املستقرة فى اجملتمع وحقه فى‬
‫احملافظة على كرامته‪.‬‬
‫القـذف‪:‬‬
‫هو اإلسناد عالنية لواقعة محددة تستوجب عقاب من أسندت إليه أو احتقاره‪،‬‬
‫واالحتقار يعـنى االستهـانة أو الـزراية أو االنتقـاص أو الكراهـية أو النفـور أو النبذ‬
‫وهـو شعور النـاس نحو الـشخص احملتقـر مبا يـنزل من قـدره أو يغض مـن كرامته أو‬
‫يسىء لسمعته املادية مبا ينفر الناس من معاملته‪.‬‬
‫ويعـد قاذفاً ‪ -‬كل مـن أسند إلى غـيره بواسطـة إحدى طرق الـعالنية ‪ -‬الواردة‬
‫فـى املــادة ‪ 171‬من قـانـون العقـوبــات املصـرى ‪ -‬أمــوراً (فعالً محـددًا أو واقعـة‬
‫محددة) لـو كانت صـادقة ألوجبت عـقاب من أسنـدت إليه بالعقـوبات املقـررة لذلك‬
‫قانـوناً طبقاً لقـانون العقوبـات أو القوانني التكـميلية له‪ ،‬وأوجبت احـتقاره عند أهل‬
‫وطنه (املساس بشرفه واعتباره) واالحتقار نسبى يختلف من مجتمع إلى آخر‪.‬‬
‫فالقـذف إذن توجيه أو إسناد فـعل أو أمر سيئ إلى شخـص أو أشخاص بقصد‬
‫اإلساءة إليهم على أن يكون هذا الفعل أو األمـر ميكن التدليل عليه وإثبات صحته‪،‬‬
‫‪315‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫ويـستوى فى ذلك أن تكون عبـارات القذف التى أذاعها اجلانـى منقولة عن الغير أو‬
‫مـن إنشائه هـو‪ ،‬فنقل الكتـابة التـى تتضمن جـرمية ونشـرها يعتبـر فى حكـم القانون‬
‫كالنشر اجلديد على أن يتم ذلك بإحدى طرق العالنية مثل القول‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬السينما‪،‬‬
‫الشرائط‪ ،‬االسطوانات‪ ،‬الكتابة فى املطبوعات الدورية وغير الدورية‪.‬‬
‫ومن ذلك أن يـسند إلى شـخص أنه اختلس مبلغـاً معيناً أو حـصل على رشوة من‬
‫جهـة ما لتـسهيل عمـل معني أو جرميـة من جرائـم االعتداء علـى األشخاص كـالقتل أو‬
‫الضرب‪.‬‬
‫وليـس ضروريـاً أن يذكـر اجلانـى اجملنـى عليه بـاالسم فيكفـى أن تكون هـناك‬
‫دالئل كــافيـة فـى حتـديـده علـى سـبيل الـتلمـيح أو التعـريـض أو التـوريـة بحـيث‬
‫يستخلـص املعنى ضمنـياً‪ ،‬وهذه مسـألة موضـوعية يفصل فيهـا قاضى املـوضوع فى‬
‫حـدود سلطته التـقديريـة دون رقابة فـى ذلك حملكمة الـنقض مراعـياً الزمـان واملكان‬
‫وظروف أطراف القذف وأحوالهم وصفاتهم‪.‬‬
‫وقد يكون اجملنى عليه شخصاً معنوياً (شركة مثالً)‪.‬‬
‫كما أن القـذف وما إليه ال يقع إال علـى األحياء دون األموات وال يـستثنى من‬
‫ذلك سـوى احلـالـة التـى يتعـدى فيهـا أثـر اإلسنـاد من شخـص امليت إلـى ورثته أو‬
‫أقاربه األحياء فينطوى على خدش لشرفهم أو اعتبارهم‪.‬‬
‫عقوبة القذف‪:‬‬
‫عقوبـة القذف فـى صورته الـبسيطـة ‪ -‬كما جـاءت فى املـادة ‪ 203‬فقرة ‪ 1‬من‬
‫قانـون العقوبـات املصرى احلبـس مدة ال جتاوز سـنة وغرامـة ال تقل عن ‪ 2500‬جنيه‬
‫وال تزيد على ‪ 7500‬جنيه أو بإحدى هاتني العقوبتني‪.‬‬
‫وهناك ثالث حاالت للعقوبة املشددة هى‪:‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪316‬‬

‫‪ -‬التشــديد بسـبب صـفة اجملـنى علـيه ومنهـم املوظف العام أو من فى حكمه‪:‬‬


‫فـإذا كان املـشرع قـد أجاز الطعـن فى أعمـال املوظف العـام أو الشخـص ذى الصفة‬
‫النيابية العامة أو املكلف بخدمـة عامة الرتباط أعمالهم مبصالح الوطن إال أنه شدد‬
‫فى مقابل ذلك على وقـوع جرمية القذف فى حقـهم فى حالة عدم تـوافر سبب اإلباحة‬
‫فى الفقـرة الثانيـة من املادة ‪ 302‬عقـوبات (االفتـراء بغير سنـد) والعقوبة هـنا هى‬
‫احلبـس مـدة ال جتــاوز سنـتني وغـرامــة ال تقل عـن ‪ 5000‬جنـيه وال تـزيــد علـى‬
‫‪ 10.000‬جنيه أو إحدى هاتني العقوبتني‪.‬‬
‫‪ -‬التشـديد بسبب وسيلـة ارتكاب القذف‪ :‬إذ تنص املـادة ‪ 307‬من قانون‬
‫العقوبـات أنه إذا ارتكبت جـرمية من اجلـرائم املنصـوص عليهـا فى املـواد ‪ 182‬إلى‬
‫‪ 306 ،303 ،185‬بطـريق النشـر فى إحـدى اجلرائـد أو املطبـوعات رفعـت احلدود‬
‫الدنيا والقصوى لعقوبة الغرامة املبينة فى املواد املذكورة إلى ضعفها‪.‬‬
‫‪ -‬التشـديد بسبب نوع وقـائع القذف‪ :‬فــإذا تضــمـن الـعـيـب أو اإلهــانة أو‬
‫الـســـب الـذى ارتكب بإحـدى الـطــــرق املـبـيـنـة فـى املادة ‪ 171‬عقـوبات طعنـاً فى‬
‫عرض األفــــراد أو خـــدشــاً لسمعـة العـــائــالت تكون العقـوبة احلبس والغـرامة كما‬
‫فى احلـدود املبينـة فى املـــــواد ‪ ،307 ،306 ،303 ،182 ،181 ،179‬على أال‬
‫تقل الـغرامـة فى حـالة الـنشـر فى إحـدى اجلــرائــد أو املطـبوعـات عن نصـف احلد‬
‫األقصـى وأال يقل احلبـس عن ستـة أشهـر‪ ،‬وعـلـــة ذلـك أن الـقــــذف هـنـــا تـضمن‬
‫أمورًا تتصل بأعراض األفراد وسمعة العائالت‪.‬‬
‫أسباب إباحة القذف‪:‬‬
‫‪ -1‬حق نشـر األخبـار‪ ،‬بحيث تكـون أخبـاراً ال يحظـر القانـون نشـرها‪ ،‬إذ إن‬
‫حرية الـصحافة مبدأً أساسى‪ ،‬مع االلتزام مبراعاة احلقيقة والتأكد من صدق‬
‫األخبار ومصدرها (أى تكون األخبار صحيحة كاملة)‪ ،‬الفائدة االجتماعية‬
‫لـنشـر هـذه األخبـار بـالنـسبـة للجمهـور علـى أن يـستهـدف الـنشـر حتقيق‬
‫املصلحة العامة ال التشهير أو االنتقام‪.‬‬
‫‪317‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -2‬حق النقد‪.‬‬
‫‪ -3‬الطعن فى أعمال املوظف العام أو من فى حكمه‪.‬‬
‫‪ -4‬حق التبليغ عن اجلرائم واخملالفات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -5‬حق الدفاع أمـام احملاكم‪ ،‬مثل إسناد الـواقعة الشائنـة من خصم إلى خصم‬
‫آخر فى الدعوى أثناء الدفاع الشفوى أو الكتابى أمام احملاكم‪.‬‬
‫‪ -6‬واجب أداء الشهادة‪ ،‬فقـد تتعلق الوقـائع التى يسنـدها الشاهـد إلى الغير‬
‫مبوضوع الدعوى بشرط حسن نية الشاهد أى اعتقاده صحة أقواله‪.‬‬
‫النقد املباح‪:‬‬
‫يعنى به حكـم أو تـعـليق أو تقيـيم على واقـعـة ثابـتــة‪ ،‬أو إبداء الرأى فى أمر‬
‫أو عـــمــل أدبى أو فــنـى أو فلسفـى أو سياسـى أو بحث علمــى أو تاريـــخ أو غير‬
‫ذلك دون املـساس بـشخص صـاحب األمـر أو العمل بغـية الـتشهـير بـه أو احلط من‬
‫كرامته‪.‬‬
‫فإذا جتـاوز النقد هـذا احلد وجب العقـاب عليه واعتبـار صاحبه مـرتكباً جلـرمية‬
‫سب أو إهانة أو قذف ‪ -‬حسب األحوال‪.‬‬
‫ومن النقـد املبـاح أن ميس الـنقد بـعض مظـاهر احلـياة اخلـاصة لـلفرد إذا كـانت‬
‫تتصل اتصاالً وثيقاً باملصلحة العامة‪ ،‬والنقد املباح يتطلب‪:‬‬
‫@ أن يرد النقد على واقعة ثابتة وصحيحة (مطابقة للواقع)‪.‬‬
‫@ األهميـة االجتماعية للواقعـة الرتباطها باملصلحـة العامة‪ ،‬وإن كان ال يجوز‬
‫حتت دعــوى النقــد التعــرض للحـيـاة اخلـاصـة إال إذا ارتبـط ذلك بشـئون‬
‫احلياة العامة‪.‬‬
‫@ أن يكون الـرأى أو التعليق فـى حدود الـواقعة مـحل النقد‪ ،‬وعـدم التعرض‬
‫فى النقد لألشخاص أو إهانتهم أو التشهير بهم‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪318‬‬

‫@ مشروعـية الرأى والتعليـق‪ ،‬فال يجوز مثالً التعليق علـى أحكام القضاء أو‬
‫التأثير فـى رجال القضاء أو الـنيابة أو الشهـود‪ ،‬أو أن يشتمل التعليق أو‬
‫الرأى على حتريض على ارتكاب جرمية من اجلرائم‪.‬‬
‫@ استخدام العبـارات املالئمة التـى تسندهـا الواقعة مـوضوع النقـد بعيداً عن‬
‫التـشهير والتجـريح‪ ،‬وإن كانت مالءمـة العبارات أمـرًا نسبيًا يـتوقف على‬
‫نوع الـواقعة‪ ،‬فقد يستخدم الناقد العبـارات القاسية والعنيفة مادام يتوخى‬
‫الصالح العام دون التشهير باجملنى عليه‪.‬‬
‫@ حسـن النيـة من خالل استهـداف خدمـة املصلـحة الـعامـة‪ ،‬واعتقـاد النـاقد‬
‫بـصحة الـرأى أو التعليق الـذى يبـديه بنـاءً على الـواقعة الـثابـتة محل الـنقد‬
‫وتقدير ذلك يترك حملكمة املوضوع‪.‬‬
‫الطعن فى أعمال املوظف العام أو من فى حكمه‪:‬‬
‫أباح املـشـرع للمــواطـنني ‪ -‬فى إطــار الرقـابـة الشـعـبـيــة على أعمـال املوظف‬
‫العـام ‪ -‬كشف العيـوب واألخطاء واالنحـرافات التـى قد يـرتكبها املـوظف العام(@)‬

‫بسبب مزاولة أعـماله ولو كانت متـس شرفه أو اعتباره‪ ،‬وعلـى هذا نصت املادة ‪302‬‬
‫من قـانون العقـوبات علـى أن الطعـن فى أعـمال مــوظـف عام أو شخـص ذى صـفة‬
‫نـيابية عـــامة(@@) أو مــكلف بخــدمـة عامــة(@@@) ال يـدخل حتت حكم القذف‪ ،‬إذا‬
‫مت النشـر بسالمة نـية وكان ال يتـعدى أعمال الـوظيفة أو النيـابة أو اخلدمـة العامة‪،‬‬
‫وبشـرط أن يـثبت مـرتكب جـرميـة القـذف حقيقــة كل فعل أسنـده إليه بـكل الطـرق‬
‫القـانونيـة (شهادة الـشهود ‪ -‬القـرائن‪ ،)...‬وال يغنـى عن ذلك اعـتقاده صحـة هذا‬

‫(@) املـوظف العام هو كل شخص يبـاشر جزءاً من اختصـاص الدولة ويعمل فى مـرفق تديره بصفة‬
‫منتظمة أو دائمة‪.‬‬
‫(@@) األشخاص ذوى الـصفة الـنيابـية‪ ،‬هم أعـضاء اجملـالس الـنيابـية العـامة (أعـضاء مجلـسى‬
‫الشعـب أو الشـورى) أو احمللـية كـأعضـاء مجـالس احملـافظـات واملدن سـواء املنتخـبون أو‬
‫املعينون‪.‬‬
‫(@@@) املكلف بخـدمة عـامة‪ ،‬أى كل شـخص مكلف من قـبل الدولـة للقيـام بعمل مـؤقت يتصل‬
‫بالصالح العام كاألمن والقضاء‪.‬‬
‫‪319‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الفعل‪ ،‬وال يقبل من القاذف إقامة الدليل إلثبات ما قذف به إال فى هذه احلالة‪.‬‬
‫ويشـترط أن تكـون الواقعـة ماسـة بالـشرف أو االعـتبار إلمـكان إثبـاتها‪ ،‬وال‬
‫يجـوز إثبات الوقائـع التى تسند إلـى رئيس اجلمهوريـة والتى تكون جـرمية (اإلهانة)‬
‫املنصـوص عليهـا فى املـادة ‪ 179‬عقوبـات كذلك جـرائم التحـريض‪ ،‬وال ميتـد سبب‬
‫اإلبـاحة إلى جرميـة السب العلنى إال فى حـالة ارتباطها بجـرمية قذف وقعت من املتهم‬
‫ضد اجملنى عليه ذاته‪.‬‬
‫وتـتمـتـع حـيـاة الـمـوظـف العــام اخلـاصـة مبا كفله الدستور للمواطن العادى من‬
‫احتــرام اخلصـوصيــة إال إذا اتصلـت حـيــاتـه اخلــاصــة بـــوظـيـفــتـه وواجبـاته نحـو‬
‫اجملتمع‪.‬‬
‫الـســب‪:‬‬
‫السب‪ -‬كما ورد فـى املادة ‪ 306‬عقوبـات ال يشتمل عـلى اسناد واقعـة معينة‬
‫علناً‪ ،‬بل يتضمن بأى وجه من الوجوه خـدشاً للشرف(@) واالعتبار(@@) يعاقب عليه‬
‫فى األحوال املبينة فى املادة ‪ 171‬عقوبات‪.‬‬
‫ويقـصـــد بـذلـك لصــق عـيـب أخـالقــى مـعـيـن بـالـشـخـص أو صـفــة أو لفظ‬
‫جارح أو مـشني إلى شخـص معني مثل (اطلع بـره يا كلب) أو كـأن يقول اجلـانى أن‬
‫اجملنى عليه لص أو نصاب أو سكير أو فاسق‪.‬‬
‫ويتضمن املساس بالشـرف واالعتبار الطعن فى أعراض األفراد أو خدش سمعة‬
‫العائالت‪.‬‬
‫واملشرع وإن سعى إلى حماية وكفالة حرية التعبير عن الرأى إال أنه اشترط أال‬
‫ينـال ذلـك من شــرف النـاس واعـتبـارهـم‪ ،‬ومهمـة احملـكمــة التـوفـيق بني هــذين‬

‫(@) الشرف أى مـجموعة من الصفات األدبية كاالمانـة واالخالص وغيرها من الصفات التى حتدد‬
‫مدى تقدير الفرد فى البيئة التى يعيش فيها‪.‬‬
‫(@@) يتضمن االعتبـار غير ذلك من الصفات العقليـة واملعنوية وما إليهـا أما االحترام فيقصد به‬
‫ما يكنه اجملتمع من قيمة للشخص السوى‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪320‬‬

‫االعتبارين‪ ،‬وحق النقـد أو النقد املباح ليـس إال نتاجاً شرعيـاً لهذين األساسني ‪.‬وقد‬
‫ميز املشرع بني‪:‬‬
‫الـسب العلنى‪ :‬الـذى يكون جنـحة إذا وقع بوجـه من وجوه العالنيـة الواردة فى‬
‫املادة ‪ 171‬عقوبات‪.‬‬
‫والـسب غير الـعلنى ويكـون مجرد مخـالفة معـاقب عليهـا بغرامـة ال تتجـــاوز‬
‫‪ 50‬جنيهاً إذا وقعت فى غير عالنية‪.‬‬
‫وعقـوبة السب فـى صورته املشـددة هى نفس أسبـاب تشديـد العقوبة فـى حالة‬
‫جرمية القذف‪.‬‬
‫وإلى جانب سب األفراد العاديني‪ ،‬هناك عدة حاالت خاصة للسب وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬سـب املــوظـفــيـن العــامـيـن ومـن فـى حكـمهم إذا مت بـسبب الـوظيفـة أو‬
‫النيابة أو اخلدمة العامة طبقاً للمادة ‪ 185‬عقوبات‪.‬‬
‫‪ -2‬سب الهيـئات الـعامـة (الهيئـات النـظـــامـيــة أو الـجــيـش أو احملـاكم أو‬
‫السلطـات أو املصـالح العامـة) وهى اجلـرمية املنـصوص علـيها فـى الـمـادة‬
‫‪ 184‬عقوبات‪.‬‬
‫وهـما يعدان مـسألة مـوضوعية يـستخلصها قـاضى املوضـوع من واقع الظروف‬
‫واألحوال‪.‬‬
‫ويعتبـر املساس بالقضاة بوصفهم هو مسـاس باحملكمة التى تتألف منهم (مادة‬
‫‪ 184‬عقوبات) وذلك للتالزم الذهني بني شاغل الوظيفة والوظيفة ذاتها‪.‬‬
‫اإلهــانــة‪:‬‬
‫أو التـحقير هو كل فعل أو قول أو إشــــارة يؤخـــذ من ظاهـرها االحتقـــار وهى‬
‫ال تقع إال على موظف عام أو من فى حكمه سواء مكلف بخدمة عامة أو غير ذلك‪،‬‬
‫وهى ترتبـط بالوظيفـة بحيث ال يكون الفعل أو القـول مهيناً وبـالتالى معـاقباً عليه‬
‫إال بسبب الوظيفـة أو فى أثنائها‪ ،‬علـى أن تكون ماسة بشـرفه واعتباره وتؤدى إلى‬
‫‪321‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫االستخفاف باملوظف العام املوجهة إليه هذه األلفاظ واألفعال‪.‬‬


‫وقـد مت إحلـــاق اإلهـــانـة بـالـسـب والقــــذف ألن كـل فعـل من هــذه األفعـال‬
‫يـستهـدف االنتقـاص من حق الـشـخــص فـى االحـتــرام أو التـقــديــر الواجــبـيـن له‬
‫بحسبه إنساناً‪.‬‬
‫واإلهانة هى عبارة واسعة شاملة‪ ،‬وقد ال تكون بالضرورة سباً أو قذفاً‪ ،‬ولكنها‬
‫تتضـمن فقط انـتقاصـاً لالحتـرام الواجـب لإلنسـان ليس بـوصفه إنسـاناً فقـط وإمنا‬
‫باعتبار صفة أساسية فيه وهى الوظيفة‪.‬‬
‫وال تعــد العالنيـة ركنـاً فـى اإلهـانـة إال فـى حـالـة واحـدة هـى إهـانـة رئيـس‬
‫اجلمهوريـة (املادة ‪ 179‬عقوبات)‪ ،‬والتـى تتضمن كل معنى ميـس بالكرامة واإلقالل‬
‫من الشـأن والتحقيـر واملساس بـالشعـور واالزدراء‪ .‬والهدف من جتـرمي إهانـة رئيس‬
‫اجلمـهوريـة هو حـمايـته من كل فعل أو قـول ميس كـرامته وشـرفه أو اعتـباره حـتى‬
‫يتمكن من مزاولة مهامه فى هدوء وطمأنينة‪.‬‬
‫وإن كان ذلك ال يلغى حق النقـد وال يصادر حريـة التعبير‪ ،‬فنقـد رئـيس الدولة‬
‫ال يباح إذا انطوى على حط من قدره أو مساس بكرامته‪.‬‬
‫وال يقبل من املتـهم باإلهـانة اقـامة الـدليل إلثبـات صحة األمـور املهنيـة التى‬
‫وجههـا للموظف العـام أو من فى حـكمه‪ ،‬ألنه إذا كان النقـد مباحـاً دائماً‪ ،‬فـاإلهانة‬
‫غير جائـزة‪ ،‬وحرية الرأى التى كفلهـا الدستور مقيدة بعـدم اخلروج عن حدود القانون‬
‫الذى ال يبيح إهانة الناس وال املساس بكرامتهم‪.‬‬
‫وتعتبر املـادة ‪ 134‬عقوبات اإلهانة الـواقعة بالتلغراف أو التـليفون أو الكتابة‬
‫أو الـرسم اهـانة تـوقع علـيـــها الـعقـــــوبـة املقـــــررة فـى الفقـــــرة األولى مــــن املادة‬
‫‪ 133‬عقوبات‪.‬‬
‫وتـقديـر وقوع جـرمية اإلهـانة مـرده إلى قـاضى املـوضوع الـذى يحقق مـدلول‬
‫العبارات أو األفعال أو التهديد مستـرشداً فى ذلك مبختلف الظروف والزمان واملكان‬
‫ونوع العالقات بني الناس وكيفية إلقاء القول‪ ،‬وإن كان ال يعنى حماية املوظف العام‬
‫من النقد‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪322‬‬

‫وإجماالً فالقانون املصري يعاقب على اإلهانة فى ثالث حاالت‪:‬‬


‫‪ -1‬إذا وقعت فى حق هيئة عامة (املادة ‪ 184‬عقوبات)‪.‬‬
‫‪ -2‬وفــى حـق مـــوظـف عــــام أثنـــاء تــأديــة وظـيفـته أو بــسبـبهـا (املـادة ‪133‬‬
‫عقوبات)‪.‬‬
‫‪ -3‬فــى حق رئيــس اجلمهـوريــة إذا مت ذلك بـإحـدى طـرق الـعالنيـة (املـادة ‪179‬‬
‫عقوبات)‪.‬‬
‫وفى احلالة األخيرة يعاقب املتهم باحلبس مدة ال تزيد على سنتني‪.‬‬
‫العـيـب‪:‬‬
‫ال يخـتلف فى معـناه عن اإلهـانة إذ يتـضمن االزدراء والتـطاول علـى املشـاعر‬
‫واملساس بالكرامة والشعور‪.‬‬
‫ويعاقب القانون املصرى على العيب فى حالتني‪:‬‬
‫‪ -1‬العـيب فى حق رئيـس دولة أجنبـية (املادة ‪ 181‬عقـوبات) ويعاقـب عليه بنفس‬
‫العقوبة املقررة الهانة رئيس اجلمهورية‪.‬‬
‫‪ -2‬العيب فى حق ممثلى الدول األجنبية املعتمدين فى مصر بسبب أمور تتعلق بأداء‬
‫وظيفتهم‪.‬‬
‫واملـمثلون الـذين حتمـيهم هذه املـادة هم السفـراء والوزراء املفـوضون واملنـدوبون‬
‫فوق العادة والوزراء املقيمون والقائمون باألعمال‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتداء على حرمة احلياة اخلاصة‪:‬‬
‫تنص العديد من تـشريعات اإلعالم على ضرورة حمـاية مبدأ مهم وهو احلق فى‬
‫اخلصوصية؛ ويعـنى هذا أن لكل منا حياته اخلاصـة التى يحرص على أن تظل بعيدة‬
‫عن العالنيـة والتشهير‪ ،‬فحياة الناس اخلاصة بـأسرار عائالتهم ومشاكلهم الشخصية‬
‫كلها أمور ال تهم الـرأى العام وال تعنى املصلحة العامة بل إن اخلوض فيها ميس حقاً‬
‫مقدسـاً من حقوق اإلنـسان وهـو حريته الـشخصيـة فى التـصرف والقـول والعمل بال‬
‫‪323‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫رقيب إال القانـون والضمير ويترتب على مخالفة هذا املبدأ فى بعض األحيان الوقوع‬
‫فى بعض اجلرائم‪.‬‬
‫وإذا كان ما نشر عن احلياة الشخصية صحيحاً وليس فيه ما يخدش االعتبار‪،‬‬
‫فـإن نشـره وإن كـان مبـاحـاً قـانـونـاً إال أن آداب الصحـافـة التـى تنـظمهـا مـواثيق‬
‫أخـالقيــات املهنـة قـد تقـتضـى عـدم نـشـره طـاملــا أن فيه مـا ميـس احليـاة اخلـاصـة‬
‫للمـواطنني‪.‬‬
‫إال أن هـذا احلـــق فى اخلصوصــــيـة قد يتـــوقف فى حـــالة ما إذا تعـــارض مع‬
‫ما تقتضيه حمـاية مصالح اجملتمع‪ ،‬فالـنشر أو عدمه هنا يجـب أن يكون مبنياً على‬
‫موازنة أمينة بني املصالح التى يحققها النشر واملصالح التى قد يضر بها‪.‬‬
‫وقـد استحـدث القـانون ‪ 96‬لـسنـة ‪ 1996‬بشـأن تنظـيم الصـحافـة فى مـادته‬
‫(‪ )21‬جـرميـة االعتداء على احلياة اخلاصة بطـريق النشر‪ ،‬إذ نصت على أنه ال يجـوز‬
‫للصـحفـى أو غيـره أن يتـعــرض للحـيــاة اخلاصـة للـمواطـنني‪ ،‬كمـا ال يجـوز له أن‬
‫يتنـاول مسلك املـشتغل بـالعمل العـام أو الشخـص ذى الصفـة النيـابيـة أو املكلف‬
‫بخدمـة عامـة إال إذا كان هـذا التنـاول وثيق الصلـة بأعمـالهم ويسـتهدف املـصلحة‬
‫العامة‪.‬‬
‫ونصت املـادة (‪ )22‬من القانون على معـاقبة مخالفة أحكـام هذه املادة باحلبس‬
‫مدة ال تـزيد عـلى سنـة وبغرامـة ال تقل عن ‪ 5000‬جنـيه وال تزيـد على ‪10.000‬‬
‫جنيه أو بإحدى هاتني العقوبتني‪.‬‬
‫وكانت املادتـان ‪ 309‬مكرراً و‪ 309‬مكرراً أ عقوبات جترم االعتداء على حرمة‬
‫احلياة اخلاصة للمواطنني عن طريق‪:‬‬
‫‪ -1‬استراق السمع أو التـسجيل أو النقل عن طريق جهاز مـن األجهزة أياً كان نوعه‬
‫حملادثات جرت فى مكان خاص أو عن طريق التليفون‪.‬‬
‫‪ -2‬التـقــاط أو نقل صـورة شخص فـى مكـان خـاص بجهـاز من األجهـزة أيـاً كـان‬
‫نوعه‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪324‬‬

‫وتشمل اجلرمية التـى استحدثها قانون تنظيم الـصحافة كل أسرار احلياة اخلاصة‬
‫بغض النظر عن مصدرها‪ ،‬ويستوى فى ذلك أن يكون اخلبر صحيحاً أو كاذباً‪.‬‬
‫ويتضمن ذلك‪:‬‬
‫@ حـرمـة احليـاة اخلـاصـة‪ ،‬والتـى تعنـى حـريـة الفـرد فـى انتهـاج األسلـوب الـذى‬
‫يرتضيه حلياته بعيداً عن تدخل الغير‪.‬‬
‫@ سريـة احلياة اخلـاصة؛ وتعنـى حق الفرد فـى إضفاء طـابع السـرية علـى األخبار‬
‫واملعلومات التى تتولد عن حريته فى اختيار حياته اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬النشر املؤثر على سير العدالة‪:‬‬
‫رغم أن نـشر أخـبار اجلـرائم والتحقـيقات واحملـاكمـات حق مشـروع للصحـافة‬
‫أساسه أن يطمئن الناس إلى حسن سير العدالة ويعرفوا ما يحدث من أعمال مخالفة‬
‫للقـانون لكى يتجـنبوها ويحتـاطوا منها‪ ،‬ولكـى يعرف الناس مـا يجرى فى اجملتمع‬
‫ويـطمئنوا علـى عدم إفالت اجلناة‪ ،‬وإلـى عدم اتباع وسـائل غير سليمـة فى التحقيق‬
‫واالتهام‪ ،‬وألن اجلـرمية حـدث مهم يهتـم به اجلمهور إال أن تـطرف الصـحف فى بعض‬
‫األحوال فى ممارسة حقها فى توفيـر املعلومات عن اجلرائم قد يؤدى إلى حرمان املتهم‬
‫من محاكمة عـادلة أو قد ينطوى علـى إساءة للمتهم أو تعبئـة الرأى العام ضده قبل‬
‫صدور حكم القـضاء‪ ،‬وبالذات فـى اجلرائم التى حتظـى باهتمام كبـير من الرأى العام‬
‫كجرائم االغتصاب والقتل واستيراد مواد غذائية فاسدة واجلرائم السياسية‪.‬‬
‫وهـناك حاالت يكون فيها من مصلحة اجملتمع والعدالة واملتقاضني عدم النشر‪،‬‬
‫وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬نشـر أخبـار التحقيقـات التـى حظـرت سلطـة التحقـيق إذاعة شـىء منه مـراعاة‬
‫للنظام العام أو اآلداب أو لظهور احلقيقة‪.‬‬
‫‪ -2‬نشر وقائع اجللسات السرية للمحاكم‪.‬‬
‫‪ -3‬النـشر املؤثـر على سيـر احملاكمـة من خالل التعـليقات التـى ميكن أن تؤثـر على‬
‫‪325‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫أحكام القضـاة واملوظفني املكلفني بتحقـيق ما والشهود والـرأى العام الذى ميكن‬
‫أن يـشكل ضغطـاً معنـوياً علـى القضـاة‪ ،‬وهم ينـظرون بـعض القضـايا وخـاصة‬
‫القضايا السياسية‪.‬‬
‫‪ -4‬نشـر األخبار التـى ميكن أن تؤثـر على االدعاء العـام أو احملامني أو احملققني أو‬
‫الشهود أو الرأى العام فى القضايا املعروضة أمام القضاء‪.‬‬
‫‪ -5‬نـشر صـور وأسماء األحـداث املتهمني فـى قضايـا معينـة‪ ،‬فذلك يعـوق عودتهم‬
‫للسلوك القومي ويسىء إلى عائالتهم‪.‬‬
‫‪ -6‬نشر أخبار التحقيق املتعلقة بدعوى من دعاوى الطالق أو التفريق أو الزنا‪ ،‬وما‬
‫يجرى فى بعض الـدعاوى مراعـاة للنظام العـام أو احملافظة علـى اآلداب العامة‬
‫أو حلسن سير العدالة‪.‬‬
‫وبعض هـذه احلاالت جتـرمها قـوانني الصحـافة وتـشريعـاتها وتعـاقب الصحف‬
‫اخملالفـة باحلبـس أو الغرامـة أو بإحـدى هاتني العـقوبتني‪ ،‬وبـعضها ال يحـظر نشـرها‬
‫بحكم القـانـون‪ ،‬وإن كـانت علـى الـصحف أن تلتـزم بهـا مـراعـاة ألخالقيـات املهنـة‬
‫ومواثيق الشرف الصحفى‪.‬‬
‫وبشكل عام جترم املادة ‪ 187‬عقوبات كـل من نشر بإحدى طرق العالنية أموراً‬
‫مـن شأنها التـأثير فى القـضاة الذين يـناط بهم الفصل فـى دعوى مطروحـة أمام أية‬
‫جهـة من جهـات القضـاء فى الـبالد أو فى رجـال القضـاء أو النـيابـة أو غيـرهم من‬
‫املـوظفني املكلفني بـالتحقيق (كـرجال الـضبطيـة القضـائية) أو الـتأثيـر فى الـشهود‬
‫الذين قـد يطلبـون ألداء الشهادة فـى تلك الدعـوى‪ ،‬أو فى ذلك الـتحقيق‪ ،‬أو أموراً‬
‫من شأنها مـنع شخص من اإلفضاء مبعلومات ألولى األمـر أو التأثير فى الرأى العام‬
‫ملصلحة طرف فى الدعوى أو التحقيق أو ضده‪.‬‬
‫جرائم اإلفشاء املاسة بالعدالة‪:‬‬
‫وفقاً لـلتشـريعات املـنظمـة للعـمل الصحفـى فى مـصر حتـظر املـادة (‪ )23‬من‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪326‬‬

‫قـانـون تنـظيـم الصحـافـة فـى مصـر رقم ‪ 96‬لـسنــة ‪ 1996‬نشـر أخبـار الـتحقيق‬
‫االبتدائـى الذى قرر القانون أو سلطـة التحقيق حظر نشرهـا حلماية املتهم من اإلساءة‬
‫إليه أو لسمعته وشرفه أو االعتداء على حرمة حياته اخلاصة‪.‬‬
‫وهو األمر املقرر بنص املادة ‪ 113‬عقوبات‪.‬‬
‫كما يحظر القـانون نشر أخبـار بشأن حتقيق جنائـى ابتدائى (أى إجراءات جلمع‬
‫أدلة لكـشف احلقيقـة) قائم إذا كـانت سلطـة التحقيق (قـاضى التـحقيق أو النيـابة‬
‫العامـة) قد قـررت إجراءه فـى غيـبة اخلـصوم أو كـانت قـد حظـرت إذاعة شـىء منه‬
‫مراعاة للنظام العام أو لآلداب أو لظهور احلقيقة‪.‬‬
‫وهنـاك حظر لنشـر أخبار بشأن الـتحقيقات أو املرافعـات فى دعاوى الطالق أو‬
‫التفـريق أو الـزنا (ألنـها مـن أسرار األفـراد واحليـاة العـائليـة) وال ميتـد احلظـر إلى‬
‫منطوق احلكم الذى يجوز نشره‪.‬‬
‫وإذا كان األصل هو إباحـة نشر أخبار احملـاكمات العلنيـة‪ ،‬إال أن هناك حاالت‬
‫حظر لنشر احملاكمات‪ ،‬وتتضمن‪:‬‬
‫@ حظر نشـر الدعاوى املدنية واجلنائية التـى حظرت احملكمة نشر املرافعات أو‬
‫أقــوال املتهـمني وشهـادة الـشهـود وال عقـاب علـى مجـرد نـشـر مـوضـوع‬
‫الشكوى أو مجرد نشـر احلكم بشأنها فى سبيل احملافظة على النظام العام‬
‫أو اآلداب وفقـاً للمادة ‪ 190‬عقوبـات وهذا احلظر جـوازى ال يشمل منطوق‬
‫احلكم‪.‬‬
‫@ حـظر نشـر ما جرى فـى املداوالت السـرية (تبـادل الرأى بني قضـاة احملكمة‬
‫املعـروض عليـها دعـوى معيـنة) بـاحملاكـم‪ ،‬وسريـة املداوالت مـن األصول‬
‫اجلوهرية للمحاكمة فال يحضرها غير القضاة‪ ،‬وذلك بهدف حماية العدالة‪.‬‬
‫@ حظـر النشـر بشـأن الدعـاوى املتعلقـة باجلـرائم املنـصوص علـيها فـى الباب‬
‫‪327‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الـرابع عشـر من الكتـاب الثانـى أو الباب الـسابع مـن الكتاب الـثالث من‬
‫قانـون العقوبـات (املادة ‪ 189‬عقـوبات) والتـى تتعلق بـاجلرائم الـتى تقع‬
‫بــواسطـة الـصحف وغيـرهـا من طــرق العالنيـة (املـواد ‪ 171‬إلـى ‪)201‬‬
‫وجـرائم القـذف والسـب والبالغ الكـاذب وإفشـاء األسرار واالعـتداء عـلى‬
‫حرمة احلياة اخلاصة (املواد من ‪ 302‬إلى ‪ ،)310‬وهذا احلظر أيضاً ال ميتد‬
‫إلـى نشر احلكم أو مـوضوع الشكـوى إال فى حالـة الدعاوى الـتى ال يجوز‬
‫إقامة الدليل على األمور املدعى بها ما لم يكن نشر احلكم أو الشكوى قد‬
‫حصل بنـاًء على طلب الشـاكى أو بإذنه وهـى التى تتعلق بـالقذف فى حق‬
‫آحاد الناس أو الـسب ما لم يكن موجهـاً ملوظف عام ومرتبـطاً بقذف موجه‬
‫إليه (املادة ‪ 185‬عقوبات) أو جرائم اإلهانة والعيب‪.‬‬
‫جرائم التضليل املاسة بالعدالة‪:‬‬
‫يجـرم القانـون النشـر بغير أمـانة(@) وبـسوء قصـد(@@) ما جـرى فى اجلـلسات‬
‫العلنيـة للمحـاكم (وفـقاً للـمادة ‪ 191‬عقـوبات) وذلك كـالتحقـيقات الـتى جتـريها‬
‫احملكمـة أو أقوال اخلصـوم أو شهادة الـشهود أو املـرافعات الـتى تصـدر عن النيـابة‬
‫العـامة أو احملـامني‪ ،‬وذلك حلـمايـة العـدالة الـتى قـد تضـار من حتـريف أو تشـويه‬
‫إجراءات احملاكمة من خالل نشرها بغير أمانة أو بسوء نية‪.‬‬
‫اإلخالل مبقام قاض فى صدد دعوى‪:‬‬
‫جترم املادة ‪ 186‬عقوبات اإلخالل عن طـريق إحدى طرق العالنية مبقام قاض أو‬
‫هيبته أو سلطـته فى صدد دعوى لتـأثير ذلك على حسـن سير الدعوي التـى ينظرها‬
‫القاضى‪.‬‬
‫‪ -4‬التعدى على األديان‪:‬‬
‫جترم املادة ‪ 161‬عقوبـات باحلبس والغرامة أو بإحـدى هاتني العقوبتني كل تعد‬

‫(@) األمانة‪ :‬أى مطابقة ما حدث فعالً فى اجللسة أو تلخيصها مبوضوعية‪.‬‬


‫(@@) سوء القصد‪ :‬أى يكون هدف النشر اإلساءة والتشهير أو التجريح أو االنتقام‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪328‬‬

‫بإحدى طرق العالنيـة على أحد األديان التى تؤدى شعـائرها علناً‪ .‬ويقع حتت أحكام‬
‫هذه املادة‪:‬‬
‫‪ -1‬طبـع أو نشـر كتـاب مقـدس فــى نظـر أهل ديـن من األديـان التـى تـؤدى‬
‫شعائرها علناً إذا حُرف عمداً نص هذا الكتاب حتريفاً يغير معناه‪.‬‬
‫‪ -2‬تقليد احتفال دينـى فى مكان عمومـى أو مجتمع عمومى بقـصد السخرية‬
‫أو ليتفرج علـيه احلضور‪ ،‬ألن ذلك ينطوى على تـهديد خطير ألمن اجملتمع‬
‫وسالمته واستقراره‪.‬‬
‫‪ -5‬انتهاك حرمة اآلداب العامة‪:‬‬
‫يقصـد باآلداب العامـة كل ما يتصل بـأسس الكرامـة األدبية للجمـاعة وأركان‬
‫حسن سلوكهـا ودعائم سموهـا املعنوى‪ ،‬وعدم اخلـروج عليها؛ أى مهاجـمة اعتبارات‬
‫اجملتمع اجملمع على وجوب رعايتها فى العالنية على األقل‪.‬‬
‫واآلداب العامـة تشمل األخالق العامـة‪ ،‬ولكن ليس كل انتهـاك حلرمة األخالق‬
‫انتهاكاً حلرمة اآلداب العامة؛ ألن انتهاك حرمة اآلداب ال يكون إال بارتكاب القبائح‬
‫ويحمـل انتهاك األخالق طابـع اإلخالل باحلياء أو الفـساد والفجور والفـسق والدعارة‬
‫والبغاء والتهتك واخلالعة‪.‬‬
‫واملعايـير الـتى يقـاس على أسـاسها مـدى التـزام الصحـف بعدم اخلـروج على‬
‫اآلداب هـى مستـويات اجلمـاعة ومـدى التأثـير املتـوقع للمضمـون املقدم علـى الفرد‬
‫العادى‪ ،‬وإن كان ليس لآلداب العامة مقياس ثابت ميكن األخذ به‪.‬‬
‫وتنص املـادة ‪ 178‬عقوبـات على أنه يعـاقب باحلـبس مدة ال تـزيد علـى سنتني‬
‫وبغرامـة ال تقل عن ‪ 5‬آالف جنيه وال تـزيد على عـشرة آالف جنيه أو بـإحدى هاتني‬
‫العقـوبتـني كل من صنـع أو حاز بقـصد االجتـار أو التـوزيع أو اإليجـار أو اللصق أو‬
‫العـرض مطـبوعـات أو مخطـوطات أو رسـومات يـدوية أو فـوتوغـرافيـة أو إشارات‬
‫رمزيـة أو غير ذلك من األشياء أو الصور عامـة إذا كانت منافية لآلداب؛ أى أشياء‬
‫خارجـة عن الفضيلـة وقيم اجملتمع املصـرى مثل الصور اجلـنسية والـروايات والكتب‬
‫‪329‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الـتى تبوح بأسـرار مشينة وشرائـط الكاسيت واألفالم التى تعـرض ما يخدش احلياء‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ -6‬نشر األخبار الكاذبة‪:‬‬
‫املقـصود بالكذب مخالفـة احلقيقة كلياً أو جزئيـاً عن طريق احلذف أو اإلضافة‪.‬‬
‫وقانون العقوبات املصرى يجرم نشر األخبار الكاذبة فى الظروف التالية‪:‬‬
‫@ إذاعـة األخبـار الكـاذبـة إلحلـاق ضـرر بــاالستعـداد احلـربـى (املـادة ‪ 80‬ج‬
‫عقـوبات)‪ ،‬ويعـاقب باحلـبس كل من أذاع عمـداً فى زمن احلـرب أخباراً أو‬
‫بـيانات أو شـائعات كاذبـة أو مغرضة(@) أو عـمد إلى دعـاية مثـيرة وكان‬
‫من شـأنه إحلــاق الضـرر بــاالستعـدادات احلــربيـة للـدفـاع عـن البالد أو‬
‫بـالعمليـات احلربيـة للقوات املـسلحة أو إثـارة الفزع بني النـاس أو إضعاف‬
‫اجللـد فى األمة‪ ،‬ويكـون على النـيابة إثبـات أن ما نشـر هو محض اختالق‬
‫أو مخالف للحقيقة متاماً‪.‬‬
‫@ إذاعة األخبار الكاذبة بشأن أوضاع الوطن الداخلية للتأثير عليه فى اخلارج‬
‫وفقاً للمـادة ‪ 80‬ج عقوبـات ويتعلق بإذاعـة أخبار أو بيـانات أو شـائعات‬
‫كاذبة أو مغرضة حول األوضاع الداخلية للبالد وكان من شأن ذلك إضعاف‬
‫الثقـة املاليـة بالـدولة أو هيـبتها أو اعـتبارهـا أو مباشـرة ‪ -‬بأى طـريقة ‪-‬‬
‫نشاط من شأنه اإلضرار باملصالح القومية للبالد‪.‬‬
‫@ إذاعة األخبـار الكاذبـة إلثارة الـرعب فى الـداخل وتكديـر(@@) األمن العام‬
‫(@@@)‪ ،‬وهو مـا ورد فى املادة ‪ 102‬مكـرر عقوبات‪ .‬وتفـرق هذه املادة بني‬

‫(@) يقصد بـاخلبر املغـرض الذى ينطـوى على بعض احلقـيقة ولكنهـا تذاع بشـىء من التحريف أو‬
‫احلـذف‪ .‬والدعـاية املـثيرة هـى األخبار املـبالغ فـيها‪ ،‬والـشائعـة هى روايـة وقائـع غير مـؤكدة‬
‫بأسلوب يوحى بأنها حقائق‪.‬‬
‫(@@) التكدير يقصد به خلق التوتر بني الناس واشاعة اخلوف والتذمر بينهم‪.‬‬
‫(@@@) األمن العام هو اإلحساس باألمن والطمأنينة فى نفوس املواطنني‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪330‬‬

‫حاالت احلـرب والسلـم فتجعل الفعل فـى حالـة السلم جـنحة‪ ،‬وفـى احلرب‬
‫جنـايــة‪ ،‬كمـــا أن املــصـلـحــــة الـتـــى يحــمـيـهـــا هــذا الـنص هــى األمن‬
‫الداخلى‪.‬‬
‫@ نشـــر األخبار أو الـشائعـات الكاذبـة واألوراق املصطـنعة (التـى ال وجـــود‬
‫لهــــا أصالً) أو املـزورة (إدخــال تغـييـر عـليهــا فتـصـبح غيـر مـطــابقـة‬
‫للحــقـيـقـــة ونسبتها كـذباً لغير أصـحابها) إذا أتصلت بـالسلم أو الصالح‬
‫العام (املادة ‪ -188‬عقوبات) إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو‬
‫اثارة الفزع بني الناس أو إحلاق الضرر باملصلحة العامة‪.‬‬
‫@ نشر األخـبار الكاذبـة ألغراض اقتصـادية (املادتـان ‪ 346 ،345‬عقوبات)‬
‫إذ يكون الهدف من نشر هذه األخبار التأثير على األسعار وتداولها‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلفشاء والتضليل املاس بالنظام العام‪:‬‬
‫يقصـد باإلفـشاء هـنا مـا يتضمـن إذاعة ألمـر من األمـور التـى يجب أن تـبقى‬
‫سراء والتى يجب على اإلعالمى كتمانهـا صيانة ألمن الدولة الداخلى واخلارجى أما‬
‫الـتضليل فيعـنى نشـر أمر من األمـور على نحـو يبعث علـى تضليل الـرأى العام أو‬
‫التأثير على حكمه على األشياء وتوجيهه وجهة غير سليمة‪.‬‬
‫ويعـاقب قانـون العقوبات املـصرى وفقاً للـمادة ‪ 80‬أ فقرة ‪ 25‬مـنه على إذاعة‬
‫أسرار الـدفاع عن البالد‪ ،‬ويشدد العقوبة إذا وقعت هـذه اجلرمية فى زمن احلرب‪ ،‬كما‬
‫يعـاقب وفقاً للمـادة ‪ 192‬عقوبات علـى نشر مـا يجرى من منـاقشات فـى اجللسات‬
‫السرية جمللس الشعب‪.‬‬
‫وهو إفشاء كانت املصلحة العامة تقتضى عدم حتقق عالنيته‪.‬‬
‫كـما يعاقب القـانون وفقاً ملـادته (‪ 192‬عقوبات) علـى نشر ما جـرى فى اجللسات‬
‫العلنية جمللس الشعب بغيـر أمانة (بصـورة مخالفة حلقـيقة ما دار) وبسوء قصد (بهدف‬
‫‪331‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫التشـهير أو التجـريح أو التحريض ال بهدف حتـقـيـق املـصـلحة العامة)‪.‬‬


‫وتعاقـب املادة ‪ 178‬عقـوبات بـاحلبـس كل من صنع أو حـاز بقصـد االجتار أو‬
‫التـوزيع أو اإليجار أو اللصـق أو العرض صوراً من شـأنها اإلساءة إلـى سمعة البالد‬
‫سواء أكان ذلك مبخـالفة احلقيقة أم بإعـطاء وصف غير صحيح أو بإبـراز مظاهر غير‬
‫الئقـة أو بأية طريـقة أخرى‪ ،‬وكذلـك كل من استورد أو صدر أو نـقل عمداً بنفسه أو‬
‫غيره شيئاً مما تقدم‪.‬‬
‫وكـل من أعلن عنـه أو عرضه علـى أنظـار اجلمهـور أو باعه أو أجـره أو عرضه‬
‫للبيع أو اإليجار ولـو فى غير عالنيـة‪ ،‬وكل ما قدمه عالنيـة بطريقة مـباشرة أو غير‬
‫مباشرة ولو باجملان‪ ،‬وفى أى صورة من الصور‪ ،‬وكل من وزعه أو سلمه للتوزيع بأية‬
‫وسيلة‪.‬‬
‫‪ -8‬التحريض‪:‬‬
‫التحريض هو حث الغيـر أو اإليحاء إليه ومحاولة التـأثير فى إرادته عن طريق‬
‫العاطفة ال العقـل بأى طريقة وعلـى أى وجه على ارتكاب أمـر معني بخلق التصميم‬
‫لديه على ارتكـاب هذا األمر‪ .‬واحملرض ينتـظر أن يسعى بعض من تـأثروا به لتنفيذ‬
‫ما حـرض عليه‪ .‬وينـبغى كقـاعدة عـامة لكـى تلحق احملرض املـسئولـية اجلنـائية أن‬
‫ينصب حتـريضه على ارتكاب فـعل أو أفعال تعتبر جـرائم فى القانـون‪ ،‬وبذلك يكون‬
‫احملرض مسئوالً عن هذه اجلرائم بوصفه شريكاً فيها‪ ،‬متى توافرت شروط ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكـون التحـريـض مبـاشـراً مبعنـى أن يكـون مـوضــوعه دفع الغيـر إلـى‬
‫ارتـكاب جـرمية‪ ،‬أو جـرائم معيـنة‪ .‬وقـد يكـون التحـريض غيـر مبـاشر‪ ،‬إذ‬
‫يكتفى احملرض بإثارة اخلواطر واهاجة املشاعر دون حتديد لألفعال احملددة‪،‬‬
‫التـى يسـعى لـلوصـول إليهـا‪ ،‬ويشـترط قـيام صـلة الـسببـية املـباشـرة بني‬
‫التحـريض علـى ارتكاب اجلـرمية‪ ،‬وبني اجلـرمية التـى ارتكبت‪ ،‬أو شـرع فى‬
‫ارتكابها‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪332‬‬

‫‪ -2‬أن تقع اجلرمية بالفعل كنتيجة للتحريض‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون التحريـض موجهاً إلى شخص أو أشخـاص معينني ال إلى جمهور‬
‫غير متعني‪.‬‬

‫ويدخل ضمن جرائم التحريض التى ترتكب عن طريق وسائل العالنية‪:‬‬

‫‪ -1‬التحـريض على الشروع فـى قلب نظام احلكم أو شكل احلكـومة بالقوة‪ ،‬أو‬
‫تغيير مبادئ الدستور األساسية أو إثارة الفتنة‪.‬‬

‫‪ -2‬التحريض على عدم إطاعة القوانني وعدم االنقياد لها‪.‬‬


‫‪ -3‬التحريض على تخريب البناء االقتصادى‪.‬‬

‫‪ -4‬التحـريض علـى ارتكـاب اجلـرائم كـارتكـاب جنـايـات القتـل أو النهب أو‬


‫احلرق أو اجلنايات اخمللة بأمن الدولة‪.‬‬

‫‪ -5‬الـتحريض عـلى تغييـر النظم األسـاسية لـلهيئة االجـتمـاعيــة بوسـيلـة غير‬


‫مشـروعة‪.‬‬

‫‪ -6‬حتريض اجلند على اخلروج على الطاعة‪.‬‬

‫‪ -7‬التحريض على بعض طائفة من الناس‪.‬‬


‫وقـد نـصت املـادة ‪ 174‬عقـوبـات علـى العقـاب بـالـسجن أو الغـرامـة كل من‬
‫ارتكب بـإحدى طـرق العالنيـة املنصـوص عليهـا فى املـادة ‪ 171‬عقوبـات فعالً من‬
‫األفعال التالية‪:‬‬
‫‪333‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -1‬التحـريض على قلب نظام(@) احلكم أو كراهيته(@@) أو االزدراء به(@@@)‪.‬‬


‫وجتـدر اإلشـارة إلـى أن الشـارع لم يحـدد العبـارات التـى ميكـن أن تعتبـر‬
‫حتريضـاً على القلب أو الكـراهية أو االزدراء‪ ،‬بـل ترك هذا األمـر الغامض‬
‫لتقدير القاضـى وهى مهمة مستحـيلة أو تكاد تكون فـى حكم املستحيلة‪،‬‬
‫وهـذا يشكل خطـراً على حـرية إبداء الـرأى‪ ،‬فهذه اجلـرمية ميكـن أن ينسحب‬
‫حكمها على كل نقد يوجه إلى احلكومة وتصرفاتها‪.‬‬

‫‪ -2‬حتبيذ أو تـرويج املذاهب التى تـرمى إلى تغييـر مبادئ الدستـور األساسية‬
‫أو الـنظم األساسيـة للهيئة االجتـماعية بـالقوة(@@@@) أو باإلرهـاب أو بأية‬
‫وسيلة أخرى غير مشروعة (املادة ‪ 174‬عقوبات)‪.‬‬

‫(@) قلب النظـام ال يكون إال بـالعمل العنيف والقـوة فى الصلب والـتصميم واألصل واجلـوهر أما‬
‫املطـالبة بـالتنقـيح والتصحـيح والدعـم والتحسـني مع بقاء األصـل فال يدخل فـى ذلك‪ ،‬ومن‬
‫يدعو إلى تـغييره بالطـرق املشروعة ال يعـد مرتكباً لهـذه اجلرمية‪ ،‬وإال كان مجـرد نقد النظام‬
‫وإظهار مفاسده جرمية مما يهدد حرية الرأى وحق النقد‪.‬‬
‫(@@) الكراهية ضـد احلب وهى مسـألة ليسـت سهلة التحديـد ظاهرة املعـالم معينة بـشكل يطمئن‬
‫إلـيه القاضـى‪ ،‬واحلدود بني الـنقد والـكراهيـة مبهمـة مما يـشكل عبئـاً على حق الـنقد وحـرية‬
‫التعبير‪.‬‬
‫(@@@) االزدراء هو العيب واالحتقار واالستخفاف والتهاون والتعنيف واحلط من القدر‪.‬‬
‫(@@@@) ال يلزم أن يـشير املتهم هنا إلى استخـدام القوة صراحة أو ضمناً فـى عباراته مادام يدعو‬
‫إلى مذهب ال يقوم دون االستناد إلى القوة والعنف لقيامه‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪334‬‬

‫‪ -3‬جتـــرم املـــادة ‪ 177‬عـقـــوبـات التحـريض علـى عـدم االنقـيــاد للـقــوانـيـن‬


‫(@) أو حتـسني(@@) أمـر من األمـور التـى تعـد جنـايــة أو جنحـة بحـسب‬
‫القانون عن طريق إحدى طرق العالنية‪.‬‬
‫ويعاقب قـانون العقـوبات املصـرى فى املـادة ‪ 171‬منه كل من أغـرى واحداً أو‬
‫أكثر بـارتكاب جنايـة أو جنحة بطـريق العالنية بـاعتباره شـريكاً فى فعـلها ويعاقب‬
‫بالعقـاب املقرر لها إذا ترتب علـى هذا اإلغراء وقوع تلك اجلنـاية أو اجلنحة بالفعل‪،‬‬
‫أما إذا ترتب عليـها مجرد الشروع فى اجلرمية فيعاقب احملرض نفس عقاب الشروع‪.‬‬
‫ويعاقب باحلبس وفقاً للمادة ‪ 172‬عقوبات كل من حرض مباشرة (أى بكلمات‬
‫ذات داللة واضحـة وأكيدة) علـى احلث على ارتـكاب الفعل املكـون للجرميـة‪ ،‬وعلى‬
‫ارتكـاب جنايـات القتل أو النهب أو احلـرق أو جنايـات مخلة بـأمن احلكومـة بطريق‬
‫العالنية ولم يترتب على حتريضه أية نتيجة‪.‬‬
‫‪ -4‬يجرم القـانون أيضـاً حتسني اجلـرائم أى استحسـان الفعل وحتبيـذه وتصويـر هذه‬
‫األفعال املعتـبرة جناية أو جـنحة فى صورة أعمـال مشروعة تقتـضى االستحسان‬
‫والتأييد‪ ،‬وذلك فى املادة ‪ 177‬منه‪.‬‬
‫‪ -5‬بـاإلضـافـة إلـى ذلك جتـرم املـادة ‪ 176‬عقـوبـات التحــريض علــى بغض(@@@)‬

‫الطـوائف(@@@@) إذ يعــاقـب بـاحلـبـس مـدة تتـراوح بـني أربع وعشــرين ســاعـة‬


‫وثالث سـنـوات كل من حـرض بـإحــدى طـــرق العـالنيـة علــى بغض طـائفـة أو‬

‫(@) يقــصـد بالقوانـني جمـيــع الــتـشـريـعـات اجلنائـية أو املدنية أو اإلدارية أو الـتجارية أو غيرها‬
‫من القـــوانيــن الـصـــادرة عن الـسـلـطــة الـتشـريعيـة أو اللـوائح التـى تصـدر عن الـسلطـة‬
‫التنفيذية‪.‬‬
‫(@@) التحسني هو صورة من صور التحريض غير املباشر ويعنى اإلشادة واملدح‪.‬‬
‫(@@@) البغض؛ أى الكراهية واحلسد واملقت وإضمار الشر والعداوة‪ ،‬وهى مسألة عاطفية‪.‬‬
‫(@@@@) طـائفة؛ أى مجمـوعة من األشخـاص يتميـزون مبيزات أو صفـات مشتـركة جتـمعهم سواء‬
‫الدين أو اللغة أو األصل أو احلرفة أو املنزلة‪.‬‬
‫‪335‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫طوائف من النـاس أو على االزدراء بها إذا كـان من شأن هـذا التحريـض تكدير‬
‫السلم العام‪.‬‬
‫والواقع أن هذا النص من النصوص التى يجب إلغاؤها ألنه يجرم أموراً يصعب‬
‫حتديدها‪ ،‬كما أنه يضفى حصانة على الطوائف‪.‬‬
‫‪ -6‬جترم املادة ‪ 175‬عقـوبات كل من حرض اجلند بإحـدى طرق العالنية على اخلروج‬
‫عن الطاعة أو عن التحول عن أداء واجباتها العسكرية‪.‬‬
‫وجتـدر اإلشارة إلـى أن املشـرع يحظـر احلبس االحـتياطـى أى سلب حريـة املتهم‬
‫مدة مـحددة مـؤقتـة تقـررها الـسلطـة اخملتصـة وفقـاً للضـوابط املـقررة فـى القـانون‬
‫ومـقتضيـات التحـقيق ومصلحـته فى جـرائم الصحـافة كقـاعدة عـامة تـأكيداً حلـرية‬
‫الـصحافة‪ ،‬كمـا أنه ال خشية من هـروب الصحفى‪ ،‬كمـا أنه اجازه فى جـرائم صحفية‬
‫معيتة على سبيل احلصر وهى اجلرائم املنصوص عليها فى املواد ‪180 ،179 ،173‬‬
‫فقرة ثانية من قانون العقوبات‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫@ جرمية إهانة رئيس اجلمهورية‪.‬‬
‫@ جرائـم الصحافـة التى تـتضمن طعنـاً فى األعراض أو حتـريضاً علـى إفساد‬
‫األخالق‪.‬‬
‫وان كـانت املـادتان ‪ 180 ،173‬مـن قانـون العقـوبات قـد ألغيتـا بالقــــــانون‬
‫رقـــم ‪ 112‬لسنة ‪1957.‬‬
‫أسباب اإلباحة فى جرائم النشر‪:‬‬
‫‪ -1‬حق نشر األخبار‪.‬‬
‫‪ -2‬حق النقد‪.‬‬
‫‪ -3‬حق الطعن فى أعمال املوظف العام أو من فى حكمه‪.‬‬
‫‪ -4‬انتفاء املـسئولـية اجلنـائية وذلك فـى حالـة إصابـة اجلانـى بعلة جتعـله غير‬
‫مسئول قانوناً مثل اجلنون أو العاهة العقلية أو صغر السن‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪336‬‬

‫حتريك الدعوى اجلنائية فى جرائم النشر‪:‬‬


‫على الرغــم من أن للنيـابـة العامة حرية حتريك الدعوى اجلنائية وفقاً لتقديرها‪،‬‬
‫وفـى ضـوء ما تـراه مالئمـاً‪ ،‬فـإن املشــرع قد وضع بعض القيـود على تلك احلرية فى‬
‫بعض األحـوال‪ ،‬ومنها اجلـرائم التى تـرتكب بطـريق النشـر فى الـصحف‪ ،‬إذ يتطـلـب‬
‫األمر تقــديـــم شكوى من اجملنـى عليه بنفسه أو بـواسطة وكيله اخلـاص وبشــرط أن‬
‫يكــون له أهلـيـة الشكوى ويبلغ من العمر ‪ 15‬سنـة على األقل متمتعاً بقواه العقلية‬
‫كمـا فى حــالـة جــرائـم القـــذف والـسـب‪ ،‬وقـد يكون ذلك أيـضاً عن طـريق طلب أو‬
‫صدور إذن من جهة معينة‪.‬‬
‫تقدمي الشكوى‪:‬‬
‫ويشترط تـقدمي الشكوى فى جرائم سب مـوظف عام أو شخص ذى صفة نيابية‬
‫عامة أو مكلف بخدمة عـامة (مادة ‪ 185‬عقوبات) والقذف (مادة ‪ 303‬عقوبات)‪،‬‬
‫السـب (‪ 306‬عقوبـات) القذف والـسب بطـريق النـشر إذا تـضمن طعـناً فـى عرض‬
‫األفراد أو خدشاً لسمعة العائالت (‪ 308‬عقوبات)‪.‬‬
‫وخرج املشرع على هذا املبدأ فى حالتني‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت جـرمية قـذف أو سب ضد مـوظف عام أو شخـص ذى صفة نيـابية‬
‫عامة أو مكلف بخدمة عامة وارتكبت اجلرمية ضده بسبب تأدية وظيفته‪.‬‬
‫‪ -‬فى حالة التلبس‪.‬‬
‫وتقدم الشـكوى إلى النيـابة العامـة أو إلى أحد مـأمورى الضبــــط القضـــائى‪،‬‬
‫وال تقبل الـشـكـــوى بعــد مــرور ثالثــة أشـهــر من يــوم علم اجملنـى عليه بـاجلـرميـة‬
‫ومرتكـبها‪.‬‬
‫تقدمي الطلب‪ :‬يتم تقدمي طلب كتابى من وزير العدل فى حالتني‪:‬‬
‫‪ -1‬جــــرميــة العــيــب فــى حــق ملـك أو رئيـس دولـــة أجنـبيــة (املــادة ‪181‬‬
‫عقوبات)‪.‬‬
‫‪337‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -2‬جرمية العيب فى حق ممثل لدولة أجنبية معتمد فى مصر بسبب أمور تتعلق‬
‫بأداء وظيفته (املادة ‪ 182‬عقوبات)‪.‬‬

‫ويقدم الـطلب الكتـابى من الهـيئة أو رئـيس املصـلحة اجملنـى عليهـا فى حـالة‬


‫جـرمية إهـانة أو سـب مجلس الـشعب أو غـيره مـن الهيئـات النظـاميـة أو اجليش أو‬
‫احملاكم أو املصالح العامة (املادة ‪ 184‬عقوبات)‪.‬‬

‫حاالت اإلذن من جهة معينة‪:‬‬


‫أى التصريح من هيئة معينة ضد متهم ينتمى إليها‪ ،‬وذلك فى حالتني‪:‬‬

‫‪ -1‬احلصـانـة البـرملـانيـة‪ ،‬إذا كــان املتهـم عضـواً مبجلـس الـشـعب أو مجلـس‬


‫الشورى‪.‬‬

‫‪ -2‬احلصانة القضائية إذا كان املتهم قاضياً أو أحد أعضاء النيابة العامة‪.‬‬

‫املسئولية اجلنائية فى جرائم النشر‪:‬‬


‫املـسئوليـة اجلنائيـة فى جرائـم النشر فـى األصل هى مسئـولية شخصـية غير أن‬
‫تطبيق هـذا املبدأ فى مجال اإلعالم يـصطدم مع طبيعة العـمل اإلعالمى‪ ،‬وما يترتب‬
‫عليه من األحكام والقواعـد التى تنظم حسن سـيرها وعلى تهيئـة أكبر قدر ممكن من‬
‫سبل حتقيق حرية إبداء الرأى وضمانها‪.‬‬

‫فكثير مما ينشـر فى الصحف ال يحمل توقيعاً‪ ،‬وميكن أن يستند رئيس التحرير‬
‫إلى سر املهنـة (مبدأ سرية املصادر) فال يكشف عن كاتب املقال وبذا يصبح الوصول‬
‫إلى معرفة الفاعل احلقيقى فى جرمية النشر التى تقع بواسطة الصحف أمراً متعذراً‪.‬‬

‫ولهذا استوجب األمر أن يكون ثمـة شخص يتحمل املسئولية عمن ال يرغب فى‬
‫اإلفصاح عن اسمه وكشف هويته بغية تقدميه إلى القضاء إذا كان فيما قام بنشره ما‬
‫ميكـن أن يشكل جرميـة يعاقب عليـها القانـون‪ ،‬واجتهت معظم الـتشريعـات الصحفية‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪338‬‬

‫إلى وضع قـواعد استثنـائية لتحـديد املسئـولية عن جـرائم النشـر إلى جانـب القواعد‬
‫العامة التى تطبق على سائر اجلرائم‪.‬‬
‫وأكدت قـوانني املطـبوعـات فى العـديد مـن دول العالـم ضرورة أن يـكون ثـمة‬
‫شخـص يتحمل تبعـات أو مسئـوليات مـا ينشـر فى املـطبوع‪ ،‬وهـو ما اصـطلح على‬
‫تسمـيته مبالك املـطبوع أو رئيـس التحريـر أو املديـر املسئـول الذى يـتحمل مسئـولية‬
‫جنائية عن أفعال الغير‪.‬‬
‫وبعـض هذه القـوانني تعفـى رئيس الـتحريـر من املسـئوليـة إذا أرشد فـى أثناء‬
‫التحـقيق عن مـرتكب اجلـرميـة‪ ،‬وقـدم كل مـا لـديه من املعلـومـات واألوراق إلثبـات‬
‫مسئـوليته وأثبـت فوق ذلك أنه لـو لم يقم بـالنشـر لعرض نفـسه خلسـارة وظيفته أو‬
‫لضرر جسيم آخر‪.‬‬
‫وإذا كـان من الـواجب أن ميتـنع املسـئول عـن النشـر عن نشـر الكتـابة اخملـالفة‬
‫للقانون ولو ترتب على ذلك فقدان وظيفته‪ ،‬أو أى ضرر جسيم آخر‪ ،‬فإنه يجب عليه‬
‫من ناحية أخرى والتزاماً بأخالقيات املهنة أن يتحمل مسئولية النشر إذا كان مقتنعاً‬
‫مبا وافق علـى نشره وأال يفشـى سر املهنة مـهما كانت نتـائج ذلك ومهما تعرض ألى‬
‫ضرر‪.‬‬
‫وميكن القـول أن تنظـيم املسـئوليـة اجلنائـية عن جـرائم النـشر عـامة يقـوم على‬
‫القواعد األربع التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬املسئولية املشتركة أو التضامنية‪ ،‬وهو النظام الذى يضع املسئولية الناجمة‬
‫عـن جرائم النـشر علـى كاهل أكثـر من شخص واحـد فى الـوقت نفسه‪ ،‬بني‬
‫كل من املؤلف (كل شخص يقـدم للناس الكالم أو الكتابـة أو الرسم بقصد‬
‫نـشره وال يشتـرط العتبار الشخـص مؤلفاً أن يكـون هو مبتكـر الكتابة أو‬
‫الرسم) ورئيس التحرير أو احملرر املسئول‪.‬‬
‫‪ -2‬املسـئولية املفتـرضة‪ ،‬فمسئـولية رئيس التحـرير أو احملرر املسئـول مفترضة‬
‫عـن كل جرمية نـشر تقع بواسـطة صحيفته ولـو لم يكن قد اطلـع على املقال‬
‫‪339‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫الذى تضمن هذه اجلرمية وهو مسئول كفاعل أصلى ال كشريك‪.‬‬


‫‪ -3‬املسئولية بالتعاقب أو التتابع‪ ،‬ويقضـى بتتابع وتسلسل املسئولية الناجمة‬
‫عـن جرائم النـشر‪ ،‬ويعنـى هذا املبـدأ ترتـيب األشخاص الـذين ميكن أن تقع‬
‫عليهم املسئولية على نحو معني بحيث ال يسأل أى منهم كفاعل أصلى إذا‬
‫وجد غيره ممن قدمه القانون عليه فى الترتيب‪.‬‬
‫وعلى هـذا‪،‬فاملـسـئـولية تـقـع على عاتق مالك املطبوع‪ ،‬فرئـيـــس التـحــريـر‬
‫فمديـر التحريـر فاحملرر فـالرسام فـاملـتـرجــم فــالـنـاشــر فـالـطـابع فـالبــائـع‬
‫فاملوزع‪.‬‬
‫‪ -4‬املسئـولية الفـردية‪ :‬ويـؤكد هـذا النظـام على وجـوب حتديـد املسـئوليـة فى‬
‫شخـص واحد فقط هـو احملرر وفـى حالـة كونه مجهـوالً‪ ،‬فالنـاشر هـو الذى‬
‫يتحمل وحده املسئولية الناجمة عن النشر‪.‬‬
‫وقـد بني قانون العقوبات املصرى املسئولـية اجلنائية لألشخاص املشار إليهم فى‬
‫املادتني ‪ 196 ،195‬عقوبات فحددهـا فى‪ :‬مسئولية الكاتب أو الصحفى‪ ،‬مسئولية‬
‫رئيس التحـرير أو احملرر املـسئول‪ ،‬مسـئولية الـطابع‪ ،‬مسـئولية املـستورد‪ ،‬مسـئولية‬
‫البائع واملوزع والالصق‪.‬‬
‫‪ -1‬مسـئولـية احملـرر أو الكـاتب أو الـرسام أو املـترجـم‪ ،‬فالـذى يهم هـو كون‬
‫الشخص قدم الكتابـات للنشر ويكون مـسئوالً بصفته فاعالً أصليـاً للجرمية ولو كان‬
‫رئيس التحرير معروفاً‪.‬‬
‫‪ -2‬مسئـولية رئيـس التحريـر أو احملرر املـسئول‪،‬كـان قانـون العقوبـات يعاقب‬
‫رئيس التحرير (أو احملـرر املسئول عن القسم الذى حـصل فيه النشر إذا لم يكن ثمة‬
‫رئـيس حترير) وفقـاً للمادة ‪ 195‬بصفـته فاعالً أصلياً للجـرائم التى ترتـكب بواسطة‬
‫صحـيفته؛ وذلك ألنه بحكم وظـيفته مسئـول عن كل ما يـنشر بـالصحيفـة وهو الذى‬
‫يحدد ما ينشر وما ال ينشر (فمسئوليته افتراضية)‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪340‬‬

‫ويعفى رئيس التحرير من املسئولية اجلنائية فى إحدى هاتني احلالتني‪:‬‬


‫‪ -1‬إذا أثبـت أن النشر مت بـدون علمه وقدم منـذ بدء التحقيق كل مـا لديه من‬
‫املعلومات واألوراق للمساعدة على معرفة املسئول عما نشر‪.‬‬
‫‪ -2‬أو إذا أرشـد فى أثنـاء التحقيق عن مـرتكب اجلرميـة وقدم كل مـا لديه من‬
‫املعلومات واألوراق إلثبـات مسئوليته‪ ،‬وأثبت أنه لو لـم يقم بالنشر لعرض‬
‫نفسه خلسارة وظيفته أو لضرر جسيم آخر‪.‬‬
‫وتعد هذه املسئولية االفتراضية لرئيس التحرير خروجاً على املبادئ الدستورية‪،‬‬
‫ومبـدأ شخصيـة املسئـولية اجلنـائية الـتى تقضـى بأال يسـأل الشخص إال عن اجلـرمية‬
‫التى ارتكبها أو شارك فى ارتكابها‪.‬‬
‫ويـبدو من الصعوبة عملياً أن يكون رئيس التحرير على علم بكافة املوضوعات‬
‫ومضـامينهـا وجميـع مقاصـدها‪ ،‬وأن يـتأكـد شخصيـاً من حقيقـة كل خبـر أو مادة‬
‫صحفية معدة للنشر أو منقولة من أحد مصادر املعلومات األخرى‪.‬‬
‫ولهـذا قضت احملكمـة الدستوريـة العليا فـى أول فبراير ‪ 1997‬بعـدم دستورية‬
‫املادة اخلاصة مبعـاقبة رئيس التحـرير أو احملرر املسـئول بصفته فاعـالً أصلياً للجرائم‬
‫التـى ترتكب بـواسطة صـحيفته‪ ،‬وإن كان هـذا ال يحول دون مسـاءلته إذا صدر عنه‬
‫سلوك يجعله فاعالً للجـرمية أو شريكاً فيها فاإلهمال فـى املتابعة غير كاف ملساءلته‬
‫عـن اجلــرميـة؛ ألنه ميـثــل خــطـــأ غــيــر عـمدى وجـرائم النـشر تـتطلب تـوافر القـصد‬
‫اجلنائى‪.‬‬
‫وكــان مشـروع قـانــون الصحـافـة احلـالـى فـى املـادة ‪ 44‬منه يـنص علـى أن‬
‫املسئولية اجلنائية فـى اجلرائم التى ترتكب بواسطة الـصحفى مسئولية شخصية وال‬
‫يسأل رئيس التحريـر عن اجلرائم التى ترتكب بـواسطة صحيفته إال إذا قدم الدليل‬
‫على أن النشر قد مت مبوافقته أو فى حالة تعذر معرفة الصحفى املسئول عن النشر‪،‬‬
‫غير أن هذا النص لم يؤخذ به فى الصـورة النهائية لقانون تنظيم الصحافة رقم ‪96‬‬
‫لسنة ‪. 1996‬‬
‫‪341‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫‪ -3‬مـسئـوليـة الطـابع‪ :‬تنـص املادة ‪ 196‬مـن قانـون العقـوبات عـلى أنـه فى‬
‫األحوال التـى تكون فيها الكتابـة أو الرسم أو الصور أو الصور الـشمسية أو الرموز‬
‫أو طرق التمثيل األخرى التى اسـتـعـمـلـت فى ارتكاب اجلرمية قد نشرت فى اخلارج‪،‬‬
‫وفى جميع األحوال التى ال ميكن فيها معرفة مرتكب اجلرمية‪ ،‬يعاقب بصفتهم فاعلني‬
‫أصليني املـستوردون والـطابعـون‪ ،‬ويسـأل الطـابع فى حـالة تعـذر معرفـة األشخاص‬
‫الذين يسبقونه فى الترتيب (رئيس التحرير واملؤلف)‪.‬‬
‫كـما أن املشـرع املصرى أقـر مسئـولية الـطابع املقيـم فى مصـر الذى أقـدم على‬
‫طـبع املؤلف الذى نشر بـواسطة شخص آخر فـى اخلارج ولو كان معروفـاً وهذا يتنافى‬
‫مع مبدأ إقليمية النص اجلنائى‪.‬‬
‫‪ -4‬مسـئولية املستورد‪ :‬افترض القانـون أن عدم وجود ناشر أو وكيل فى مصر‬
‫يتـولى تـوزيع املطبـوع يجعل مـن املسـتورد مـسئـوالً عن نـشره‪ ،‬ويـنطبـق هذا عـلى‬
‫صـاحب املكتبة الذى يحصـل على نسخ من املطبوع من اخلـارج لبيعها للجمهور وإذا‬
‫عرف الشخص الذى قام بنشر املطبوع ال يعاقب املستورد كفاعل أصلى‪.‬‬
‫‪ -5‬مسئوليـة البائع واملوزع والـالصق‪ :‬كفاعلني أصليني فـى حالة تعـذر معرفة‬
‫أحد األشخاص الذين يسبقونه فى الترتيب‪.‬‬
‫الصعوبات التى تواجه تنظيم املسئولية اجلنائية فى جرائم النشر‪:‬‬
‫‪ -1‬تعدد املشاركني فى عملية نشر الصحيفة‪.‬‬
‫‪ -2‬الالاسـمـيـة فى الـتـحـرير؛ أى حريـة الصحفى فى عدم التوقيع باسمه على‬
‫الـخــبـر أو الــرأى‪ ،‬مما يجــعـل مـن الـصـعــب مـعــرفــة املـســئـول عــن هـذا‬
‫الـخـبـر أو الرأى‪.‬‬
‫‪ -3‬ســر املهنـة أو سـريــة املصـادر؛ أى حق الـصحفـى فــى االحتفـاظ بـسـريـة‬
‫مصـادره‪ ،‬وقد أعطت املادة (‪ )8‬من قـانون تنظيم الصحـافة رقم ‪ 96‬لسنة‬
‫‪ 1996‬للصحفـى احلق فـى احلصـول علـى املعلـومات واإلحـصاء واألخـبار‬
‫املباح نشرها طبقاً للقانون من مصادرها‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪342‬‬

‫وتنص املادة (‪ )7‬من هذا القانون على أنه ال يجوز إجبار الصحفى على افشاء‬
‫مصادر معلوماته‪ ،‬إال أنه قـد يجد نفسه مضطراً لإلفصاح عن املصدر إذا وقعت منه‬
‫جرمية نشر أخـبار كاذبة أو تضمن ما نشر قذفـاً فى حق موظف عام مبنياً على وقائع‬
‫غيـر صحيحة‪ ،‬وكـان إفشاء سـرية املصـدر الزماً إلثبـات حسب نيـته‪ ،‬وجهله بكذب‬
‫الواقعة لكى يؤكد انتفاء القصد اجلنائى فى حقه‪.‬‬
‫‪343‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫ملخص الوحدة التــاسعة‬

‫تنـاولت هـذه الوحـدة املقصـود بجـرائم النـشر وأركـانهـا الثالثـة (الشـرعى ‪-‬‬
‫املادى‪ -‬املعنوى) واشـتراكها فى ركنى الـعالنية والقصد اجلنائـى‪ ،‬ثم عرضت الوحدة‬
‫خللفية تـاريخية حول تـطور جرائم العالنـية فى قانـون العقوبات واإلجـراءات اجلنائية‬
‫فـى مصر منـذ صدور أول قانـون للعقوبـات فى سنـة ‪ 1883‬وحتى التعـديالت التى‬
‫متت حتى عام ‪1996.‬‬
‫وعرضت الـوحدة بعد ذلك جلـرائم النشر فـى القانون املـصرى حاليـاً‪ ،‬وهى على‬
‫النحو التالى‪:‬‬
‫‪ -1‬جـرائم العـدوان علــى االعتبـار‪ ،‬وهـى القـذف والـسب واإلهـانـة والـعيب‪،‬‬
‫وفصلت للمقصود بالنقد املباح‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتداء على حرمة احلياة اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬النشـر املؤثـر على سـير العـدالة وذلك مـن جانبـني‪ :‬جرائم اإلفـشاء املـاسة‬
‫بالعدالة‪ ،‬جرائم التضليل املاسة بالعدالة‪.‬‬
‫‪ -4‬التعدى على األديان‪.‬‬
‫‪ -5‬انتهاك حرمة اآلداب العامة‪.‬‬
‫‪ -6‬نشر األخبار الكاذبة‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلفشاء والتضليل املاس بالنظام العام‪.‬‬
‫‪ -8‬التحريض‪.‬‬
‫وتنـاولت الـوحدة بـعد ذلك أسـباب اإلبـاحة فـى جرائـم النشـر‪ ،‬ثم طـرق حتريك‬
‫الدعوى اجلنائية فى جرائم النشر من خالل‪:‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪344‬‬

‫‪ -‬تقدمي الشكوى‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬حاالت اإلذن من جهة معينة‪.‬‬
‫وناقشت الوحدة املسئولية اجلنائية فى جرائم النشر وقواعدها األربع‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -‬املسئولية املشتركة أو التضامينة‪.‬‬
‫‪ -‬املسئولية املفترضة‪.‬‬
‫‪ -‬املسئولية بالتعاقب أو املتتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬املسئولية الفردية‪.‬‬
‫وأوضـحت الوحدة القواعد املطبقة فى املسئولية اجلنائية جلرائم النشر فى قانون‬
‫الـعقوبـات املصـرى‪ ،‬وانتهت الـوحدة بـاحلديـث عن الصعـوبات الـتى تـواجه تنـظيم‬
‫املسئولية اجلنائية فى جرائم النشر‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫أسئلة الوحدة التاسعة‬

‫السؤال األول‪ :‬قارن بني ما يلى موضحاً بأمثلة كلما أمكن‪:‬‬


‫‪ -1‬القذف والعيب‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلفشاء والتضليل‪.‬‬
‫‪ -3‬ركن العالنية وركن القصد اجلنائى فى جرائم النشر‪.‬‬
‫‪ -4‬انتهاك حرمة احلياة اخلاصة وانتهاك حرمة اآلداب العامة‪.‬‬
‫‪ -5‬حق النقد وحق الطعن فى أعـمال املوظف العام كسبـبني من أسباب اإلباحة‬
‫فى جرائم النشر‪.‬‬
‫السؤال الثانى‪ :‬أكمل ما يلى‪:‬‬
‫‪ -1‬تـشتـرك جـرائم القـذف والـسب واإلهـانـة والـعيب فـى‪............... :‬‬
‫وتتـميز جـرمية القـذف بأنهـا تتطلب ‪ .................‬أمـا جرميـة السب‬
‫فتـعنـى ‪ ................‬وتـقتـصـر اإلهـانــة علــى ثالث حـاالت هـى‬
‫‪ ..................‬و ‪ .................‬و ‪ ...........‬والعـيب علـى‬
‫حالتني هما‪ .............. :‬و ‪. .................‬‬
‫‪ -2‬مـن احلاالت التـى تقتضـى مصلحـة اجملتمع فيهـا عدم نـشر أخبـار اجلرائم‬
‫والـتـحقــيقــــات واحملــــاكـمــــات ‪ ................‬و‪................‬‬
‫و‪ ..............‬أمـا جــرائم الـتضـليل املـاسـة بـالعـدالــة فيـقصـد بهـا‬
‫‪ .................‬مثل ‪. ................‬‬
‫‪ -3‬من حاالت اإلفشاء املاس بالنظام العام ‪ ...................‬ومن حاالت‬
‫التضليل فى هـذا اجملال ‪ ،...............‬ويدخل ضمن جـرائم التحريض‬
‫الـتــــى تــــرتـكـب عـن طـــــريق وســـــائل الـعالنـيــــة ‪...............‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪346‬‬

‫و‪ ................‬و ‪. .................‬‬


‫‪ -4‬يتطلب حتريك الـدعوى اجلنائية فى جـرائم النشر ‪ ............‬فى حالتني‬
‫هـــــمــــــــــــــا ‪ ................‬و‪ ..................‬أو تــقــــــــــــــدمي‬
‫‪ ................‬من وزيـر ‪ ....................‬أما حـاالت اإلذن من‬
‫جهة معينة فهى حالتان هما‪ ................ :‬و‪. ...............‬‬
‫‪ -5‬يقصـد بـاملـسئـوليـة الفـرديـة فـى جـرائم الـنشـر ‪ ................‬أمـا‬
‫املسـئولـية املفـترضـة فيقـصد بهـا ‪ .................‬وهنـاك املسـئولـية‬
‫بالتعاقب وتقع على عاتق كل من ‪ ...............‬بالترتيب‪.‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬صحح العبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الـركـن املــادى فى جــرمية الـنشــر هو سـريان الـقانـون علـى الفعـل الذى‬
‫ارتكب‪.‬‬
‫‪ -2‬العالنية فى جرائم الصحافة وسيلتها القول أو الكتابة أو الفعل‪.‬‬
‫‪ -3‬يقتصر التشـديد فى جرميتـى القذف والسب على وقـوع هاتني اجلرميتني فى‬
‫حق املوظف العام‪.‬‬
‫‪ -4‬الـنقد املبـاح يعنى الـتقييم أو إبـداء الرأى فـى أمر أو عمـل أدبى وال مينع‬
‫ذلك املساس بشخص صاحب األمر أو العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬األصل هو إباحة نشر أخبار التحقيقات العلنية‪.‬‬
‫‪347‬‬ ‫التشريعات اإلعالمية‬

‫أنشطة يقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬مـن خالل متابـعتك لصفحـة احلوادث واجلـرائم فى جـريدتك الـيوميـة التى‬
‫حترص عـلى قراءتـها‪ ،‬حدد مـدى التزامهـا بالقـواعد القـانونيـة للنشـر غير‬
‫املؤثر على سير العدالة‪.‬‬
‫‪ -2‬من خالل حتليلك للتطور التـاريخى جلرمية التحـريض عن طريق إحدى طرق‬
‫العالنيـة فى قانـون العقوبـات املصرى‪ ،‬أعـد ورقة بحثـية حول جـدوى بقاء‬
‫هذه اجلرمية واقتراحاتك فى هذا الصدد‪.‬‬
‫التشريعات اإلعالمية‬ ‫‪348‬‬

‫مـراجـع الوحدة التاســعة‬

‫(‪ )1‬طارق سرور‪ :‬دروس فى جرائم النشر‪ .‬ط أولى‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪. 1997 ،‬‬
‫(‪ )2‬شريف كامل‪ :‬جرائم الصحافة فى القانون املصرى‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪. 1994 ،‬‬
‫(‪ )3‬جمال الدين العطيفى‪ :‬حرية الصحافـة وفق تشريعات جمهورية مصر العربية‪ .‬ط‪ 2.‬القاهرة‪:‬‬
‫مطابع األهرام التجارية‪. 1974 ،‬‬
‫(‪ )4‬ليلى عبد اجمليد‪ :‬الصحافة فى الوطن العربى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العربى للنشر‪. 1989 ،‬‬
‫(‪ )5‬رياض شـمس‪ :‬حريـة الرأى وجـرائم الصحـافة والـنشر‪ ،‬جـزءان‪ .‬القاهـرة‪ :‬مطبعـة دار الكتب‪،‬‬
‫‪. 1947‬‬
‫(‪ )6‬عمـر سالـم‪ :‬الدفـع باحلقـيقة فـى جرميـة القذف ضـد ذوى الصفـة العمـوميـة‪ .‬دراسة مقـارنة‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪. 1995 ،‬‬
‫(‪ )7‬عماد النجار‪ :‬الوسيط فى تشريعات الصحافة‪ .‬القاهرة‪ :‬األجنلو املصرية‪. 1985 ،‬‬
‫(‪ )8‬محمـد عبـد اهلل‪ :‬فى جـرائم النـشر‪ ،‬حـرية الـفكر‪ ،‬األصـول العامـة فى جـرائم النـشر وجـرائم‬
‫التحريض‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النشر للجامعات املصرية‪. 1951 ،‬‬
‫(‪ )9‬حسنني عبيد‪ :‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم اخلاص‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪. 1992 ،‬‬
‫(‪ )10‬عماد النجار‪ :‬النقد املباح‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار النهضة العربية‪. 1977 ،‬‬
‫(‪ )11‬محمـود جنيب حسنـى‪ ،‬شرح قانـون العقوبـات‪ ،‬القسم اخلـاص‪ .‬ط‪ 2.‬القاهـرة‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية‪. 1994 ،‬‬
‫(‪ )12‬أحمد فتحى سرور‪ :‬القسم اخلاص‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪. 1991 ،‬‬
‫(‪ )13‬ابـراهيم الداقـوقى‪ :‬قانـون اإلعالم‪ .‬نظريـة جديدة فـى الدراسات اإلعـالمية احلديـثة‪ -‬بغداد‬
‫مطبعة وزارة األوقاف والشئون الدينية‪.‬‬
‫(‪ )14‬مأمون سالمة‪ :‬القسم العام‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪. 1984 ،‬‬
‫(‪ )15‬مدحت رمضان‪ :‬األساس القانـونى للمسئولية اجلـنائية لرئيس التحـرير عن اجلرائم التى تقع‬
‫بطريق الصحف (دراسة مقارنة)‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪. 1993 ،‬‬
‫(‪ )16‬أحمد فتحى سرور‪ :‬الوسيط فى قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪. 1996 ،‬‬
‫‪349‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة العــاشــرة‬
‫تأثــىر تكنولو‪P‬ىـا االتصال على التشرىعات اإلعالمىة‬

‫األهداف‪:‬‬
‫ىتوقع بعد دراسة هذه الوحدة ‪ ،‬أن ىكون الدارس قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ -1‬ىذكر التأثىرات اخملتلفة للتطورات فى تكنولو‪P‬ىا االتصال على تشرىعات‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬ىشـرح التغىـرات التـى طرأت عـلى الـتشـرىعـات اخلاصـة بحـقوق املـؤلف‬
‫وحماىة امللكىة الفكرىة نظراً للتطورات التكنولو‪P‬ىة فى مجال االتصال‪.‬‬
‫‪ -3‬ىحدد تـأثىر الـتطورات فـى تكنولـو‪P‬ىا االتـصال علـى املعاىىـر القانـونىة‬
‫اخلاصة باحترام احلق فى اخلصوصىة وحماىة احلرىة الشخصىة‪.‬‬
‫‪ -4‬ىعِّـدد الضـمانـات اخلاصـة باحلـرىة الـشخصـىة للـمؤلف فـى ظل التقنـىات‬
‫احلدىثة‪.‬‬

‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -‬حقوق املؤلف وحماىة امللكىة الفكرىة‪.‬‬
‫‪ -‬احلق فى اخلصوصىة‪ ،‬وحماىة احلرىة الشخصىة‪.‬‬
‫‪ -‬التالعب باملعلومات والصور‪.‬‬
‫‪ -‬تغىر مفهوم الوثىقة ‪ -‬وحق اإلعالمى فى احلصول على املعلومات‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪350‬‬
‫‪351‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫الوحدة العــاشــرة‬
‫تأثــىر تكنولو‪P‬ىـا االتصال على التشرىعات اإلعالمىة‬

‫كان للـتطورات السرىعـة واملتالحقة فى تكنـولو‪P‬ىا االتصال تأثـىراتها املتعددة‬


‫االجتماعىة والسىاسىة والقانونىة‪ ،‬وقد كان من أهم هذه التأثىرات على التشرىعات‬
‫والقوانني املنظمة لالتصال عدة جوانب منها‪:‬‬
‫‪ -1‬حقوق املؤلف وامللكىة الفكرىة‪.‬‬
‫‪ -2‬احلق فى اخلصوصىة وحماىة احلرىة الشخصىة‪.‬‬
‫‪ -3‬التالعب باملعلومات والصور‪.‬‬
‫‪ -4‬تغىر مفهوم الوثىقة وحق اإلعالمى فى احلصول على املعلومات‪.‬‬

‫حقوق املؤلف وحماىة امللكىة الفكرىة ‪:‬‬


‫نظرا لتعدد أسالىب االستنساخ السرىع والسهل للمصنفات املطبوعة فى الوقت‬
‫الراهن من الطـباعة والنسخ الفوتوغرافى وآالت التصوىر التى تطبع آالف النسخ من‬
‫الكتب بـدون احلصول علـى موافقـة املؤلف أو النـاشر‪ ،‬وذاع تقـلىد وتزوىر املـصنفات‬
‫الفنىة وانتشر قراصنة النشر واالعتداء على حقوق امللكىة الفكرىة‪ ،‬اذ ىتصىد هؤالء‬
‫القراصـنة أكثـر الكتـب انتشـارا أو أفضلهـا من حىث االبـتكار واإلبـداع فىحـرمون‬
‫املبدعـني من استثمار جهودهـم وتطوىرها وتنمـىتها مما ىهدد نظـام حق النشر وحماىة‬
‫حقوق املؤلفني‪.‬‬

‫واستـخدام هـذه التقـنىات ملـصنفـات حتمـىها حـقوق املـؤلف ىؤدى إلـى حدوث‬
‫إشكالـىات بسـبب ما تـتىحه هـذه التقـنىات من فـرص انتحـال مصنفـات الغىر دون‬
‫تـرخىص‪ ،‬األمر الـذى ىتطلب مـراجعة قـوانني حقـوق املؤلف ملـواجهة التحـدىات التى‬
‫فرضتها التقنىات اجلدىدة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪352‬‬

‫ولقـد كانت حقوق املؤلف ترتبط دائما ارتباطـا وثىقا بالتقدم التكنولو‪P‬ى‪ .‬وقد‬
‫فرضت التكنـولو‪P‬ىات اجلدىدة فـى املـاضى تغـىرات معىنة فـى قوانني حـماىة حقوق‬
‫املؤلف‪.‬‬

‫هـذا إلـى جـانب أسـالـىب الـنسخ غـىر الشـرعـىة لـألفالم السـىنمـائـىة وبـرامج‬
‫التلىفزىون والتـسجىالت املوسىقىة‪ ،‬ومـا أتاحته األقمار الصنـاعىة ونظم الكابل من‬
‫إمكـانىة التقـاط برامج التلـىفزىون التـى تنتجها محـطات أخرى تـبعد آالف األمىال‬
‫وتسجىلها وبىعها بدون موافقة أصحابها‪.‬‬
‫كما سـاعدت علـى ذلك التقنـىات اجلدىدة لتـسجىل الصـور السمعـىة البصرىة‬
‫بسرعـة ال سىما فى عـصر األقمار الصنـاعىة ووجود جهاز ال‪T‬ىدىو لـتسجىل البرامج‬
‫التلـىفـزىونـىة تـسجـىال مبـاشـرا لالنتفـاع بهـا فـى وقت الحق إلـى جـانب األجهـزة‬
‫الرخىصة للتسجىل على األشرطة املمغنطة‪.‬‬
‫وال تقتصر املـشكلة على استنساخ املواد اإلعالمـىة للعرض املنزلى وإمنا ظهرت‬
‫شـركات تقـوم بالقـرصنـة واالستـىالء على هـذه املواد وإعـادة طبعهـا وبىعهـا بدون‬
‫إعطاء أصحابها حقوق الناشر‪.‬‬
‫كما ىعـد البث التلـىفزىونـى املباشـر بثا إذاعـىا وفقاً التفـاقىة بـرن واتفاقـىتى‬
‫‪P‬نـىف (املعروفة باسم االتفـاقىة العاملىة)‪ ،‬ورومـا‪ .‬وىجب أن ىتمتع أصحاب احلقوق‬
‫من املؤلفـني عند البـث املباشر عـبر األقمار الـصناعىة ملـصنفاتهم بنفـس احلقوق التى‬
‫ىتمتعون بها عند البث اإلذاعى األرضى‪.‬‬
‫واملسئول عن البث املباشر عبر األقمار الصناعىة هو القائم باإلذاعة عند البداىة‬
‫(من مينح األمر بـاإلذاعة) وتتحدد مسئولىته فى مواجهة أصحاب حقوق املؤلف على‬
‫املـصنفـات املـذاعـة‪ ،‬وعنـد الـبث بغـرض اسـتقبــال اجلمهــور له عن طـرىق األقمـار‬
‫الصـناعـىة تعـد عملـىة البث واقـعة فـى نفس الـوقت فـى البالد الـتى تـرسل منـها‬
‫اإلشارات حاملة البرنامج وفى كل الدول التى ىغطىها القمر الصناعى بإرساله‪.‬‬
‫‪353‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫وتطبق قـوانني الـدولة التـى ترسل منهـا اإلشارات حـاملة البـرنامج وقـانون كل‬
‫دولـة مغطاة بـإرسال القـمر الصنـاعى‪ ،‬وتعتبـر هىئة اإلذاعـة األصلىة وهـىئة االذاعة‬
‫التى تبث اإلرسال من احملطة األرضىة املـستقبلة معا مسئولتني فى مواجهة أصحاب‬
‫حقوق املـؤلف على املصنفات الـسمعىة البصرىة‪ ،‬والقـانون الواجب تطبـىقه هو قانون‬
‫الدولة التى ىوجد بها احملطة األرضىة‪.‬‬
‫وقـد رأى خبـراء حق املـؤلف عنـد اجتمـاعهم فـى بـارىس سنـة ‪ 1986‬ضـرورة‬
‫االلتـزام مبعىار معـني بشأن تـوابع البث اإلذاعـى غىر املبـاشر ميـىز بني عمـلىات البث‬
‫التى تتطلب تطبـىق حقوق املؤلف‪ ،‬وعملىات البث التـى ال تستدعى ذلك‪ ،‬فإذا كان‬
‫هدف البـث هو التـوزىع العلنـى‪ ،‬فالـعملىة تـعد عملـىة إذاعة تتـطلب تطبـىق حقوق‬
‫املؤلف بـشأنها‪ ،‬أما إذا كانت الـهىئة املستقبلة قـد اتخذت هذا القرار فى وقت الحق‬
‫فتلك العملىة ال تعـد عملىة إذاعة فـى مفهوم امللكىة الفكـرىة‪ ،‬وىنطبق هذا إذا كان‬
‫هدف بث اإلشـارات مقصورا على التخـزىن لفترة ثم البث إلى اجلـمهور فى وقت تال‬
‫لذلك‪.‬‬
‫وهىئــة اإلذاعة األصلـىة مسئـولة فـى مواجهـة املؤلف عـن احترام حقـوق املؤلف‬
‫النـاشـئة عـن تضـمـني مصنـفـاته و إرسالهـا املـباشر املـوجه إلى اجلمهـور‪ ،‬وقىام جهة‬
‫ثـانىة باستـقبال هذا اإلرسـال ثم إعادة بثه سلكـىا أو السلكىا ال ىحل هـىئة اإلذاعة‬
‫األصلىة مـن مسئـولىتهـا نحو املـؤلف بل تظل ملـتزمـة مبا قـامت به من بـث إذاعى‬
‫مباشر وىصـبح للمـؤلف حـق مادى مقـابل إعـادة استغالل مصنفـه بعملىة بـث إذاعى‬
‫جـدىـدة‪.‬‬
‫وىنشأ هـذا احلق لدى الـهىئة اجلـدىدة التى قـامت بإعـادة البث وتلتـزم كل جهة‬
‫فـى حدود العمـلىة التى قـامت بها بـاحترام احلقـوق األدبىة للمـؤلف املعنى احـترامها‬
‫حلقوقه املـالىة‪.‬‬
‫وتذهـب غالـبىة اآلراء إلـى القـول مبسـئولـىة الهـىئة األصـلىة املـرسلـة والهـىئة‬
‫املستقبلة املوزعة فى آن واحد بشكل متضامن‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪354‬‬

‫واخلالصة الـتى انتهت إلـىها غالـبىة اآلراء القانـونىة أن هىئـة االذاعة األصلىة‬
‫تـكون هـى املسـئولـة عن حـماىة حقـوق املؤلف فـى حالـة البث املـباشـر‪ ،‬وأن هىئـتى‬
‫اإلذاعة األصلـىة واملوزعـة لإلرسال فـى حالـة البث غـىر املباشـر مسـئولتـان معا عن‬
‫حقوق املؤلف‪.‬‬
‫وظهرت قـضاىا أخـرى تتعـلق باحلـدود املسـموحـة لنشـر أشكـال التكنـولو‪P‬ىا‬
‫اجلـدىدة مثل بـرامج الكمـبىوتـر ونظم اسـترجـاع املعلومـات وأقرت احملـاكم أن نـشر‬
‫برامج الكمبىوتر بدون تصرىح ىعد عدوانا على حقوق النشر‪ ،‬وكذلك استخدام شركة‬
‫كـمبىوتر لـنظام خاص بـشركة أخـرى أو استخدام األطبـاق الفضائـىة من جانب بعض‬
‫املؤسسات والفنادق‪.‬‬
‫ومن هنـا ىتضح أن تطور التـكنولو‪P‬ىا جعل عـالم حقوق املؤلف ىضـم مجموعة‬
‫عــرىضــة من وســائل االتـصــال بــدءا من الـكتـب واجملالت واألفالم إلــى اإلذاعــة‬
‫والتلىفزىون واالسطوانات واالستنساخ الفوتوغرافى واحلاسبات اإللىكترونىة‪.‬‬
‫وىتىح كل تطـور تكنولـو‪P‬ى فرصـا جدىدة للـتعبىر اإلبـداعى فـضال عن إىجاد‬
‫إمكانىات جدىدة لالنتفاع تتطلب إىجاد توازن قانونى جدىد بني الهدف الذى ىتمثل‬
‫فى تشجىع اإلبداع الفكرى ومكافـأته عن طرىق حماىة املصنفات وبني إتاحة الفرصة‬
‫للجمهور لالنتفاع باملـادة التى حتمىها حقوق املؤلف‪.‬‬
‫احلق فى اخلصوصىة وحماىة احلرىة الشخصىة ‪:‬‬
‫أثـرت الـتطــورات فـى تكنـولـو‪P‬ىا االتصــال علـى احلــرىة الـشخصــىة وعـلـى‬
‫تكــامل األمــم وســىــادتــهـــا‪ ،‬ممـا ىــتـطـــــلــب وضـع معـاىىر عـامـة حتــد من ذلك‬
‫وحتترمها األمــم‪.‬‬
‫كمـا أن البث عن طـرىق األقمـار الصنـاعىة قـد ىؤدى إلى وقـوع بعض اجلـرائم‬
‫التى ىعاقب علىها القـانون مثل التى تقع عن طرىق النشر أو البث اإلذاعى األرضى‬
‫من ذلك إذاعة األسرار احلربىة أو الـسىاسىة أو الرسمىة أو املعلومات الضارة باحلىاة‬
‫‪355‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫االجتمـاعىة كـانتهاك حـرمة األداب أو تهـدىد كىان األسـرة أو التأثـىر السـىئ على‬
‫حسن سىر العدالة‪.‬‬
‫وقد ىتـضمن هذا البـث الـتـحــرىض على ارتكـاب بعض األفعال غـىر املشروعة‬
‫أو ىشـكل اعتداًء عـلــى كــرامـة األفــراد مثل القـذف والسب واإلهـانة‪ ،‬وهنـا ىكون‬
‫القانـون الواجب التـطـبــىـق على الضــرر املـتسبب عن البث املـباشر هو قـانون املكان‬
‫الذى التقط هذه اإلذاعــة طاملـا أن الضـــرر حدث فى هذا املكان‪ .‬وحال ملشكلة تنفىذ‬
‫احلكم‪ ،‬فـإن اخملرج الـوحىد هـو تنفـىذ احلـكـــم فى بـلـــد املدعـى علىه وال ميـنح هذا‬
‫احلكـم الصفـة الـتنفـىذىة إال إذا كـان احلكـم املطلـوب تنفـىذه ال ىصطـدم بـنظـامهـا‬
‫الداخـلـى‪.‬‬
‫وتهـدد التكـنولـو‪P‬ىا احلدىثـة لالتـصال حـق األفراد فـى اخلصـوصىة(@) إذ إن‬
‫هناك بىانات شـخصىة ومعلومات لهـا طابع اخلصوصىة ىتـم جمعها الغراض رسمىة‬
‫محددة وىتـم بعد ذلك تخـزىنها فـى احلاسب اإللـىكترونـى وىنبغى مـنع استرجـاعها‬
‫واستغاللها دون تصرىح رسمى وفى أغراض بعىنها محددة متاما‪.‬‬
‫وفى ظل هـذه الثورة التكنـولو‪P‬ىة أصبح الفرد أكثـر شفافىة لآلخـرىن حتى فى‬
‫مجال حىاته اخلاصة‪ ،‬وأصبح من واجب احلكومـات واألفراد االهتمام بسبل احملافظة‬
‫علـى احلرمـات الشخـصىة مـن خالل الدفـاع عن الفـرد ضد العـدىد من طـرق تهدىد‬
‫حرىته الشخصىة‪ ،‬مما ىقتضـى تطوىر التشرىعات القائمة لتوفىر احلماىة خلصوصىات‬
‫الفرد ضد انتهاكات األجهزة التكنولو‪P‬ىة احلدىثة‪.‬‬
‫وقد أشـار الدسـتور املـصرى إلـى أن حلىاة املـواطنـني اخلاصـة حرمـة ىحمـىها‬
‫القانون‪ ،‬وأن للـمحادثات التلـىفـــونىة وغــىـرها من وسـائل االتصال حرمـة وسرىتها‬
‫مكفولـة وال ىجوز مصادرتها أو االطـالع علىـهــا أو رقابتها إال بأمر قضائى مسبب‬
‫وملدة محدودة وفقا ألحكام القانون‪.‬‬

‫(@) حق اخلصـوصىة ىعـنى عدم الـسماح لشخـص بالتحكم فـى حىاة شخص آخـر‪ ،‬إذ إن عدم متتع‬
‫الشخـص بحىاته اخلاصـة وعدم حماىـة حىاته اخلاصـة قد ىنتـج عنه الشعور بعـدم القدرة على‬
‫الدفاع عن نفسه‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪356‬‬

‫وأضـىـفــت إلى قــانون الـعـــقــوبات فـى باب حمـاىة احلرىات مـادتان جـدىدتان‬
‫برقـم ‪ 309‬مكرر و‪ 309‬مكـرر ( أ )‪ ،‬حىــث تعـــاقــب املـــــادة األولى بـاحلبس كل‬
‫من اعتـدى على حـرمة احلـىاة اخلاصـة للمـواطنني فـى غىر األحــــوال املــصــــرح بها‬
‫قانـونا أو بغـىر رضا اجملـنى علـىه بأن اسـترق الـسمع أو نقل عـن طرىق جهـاز من‬
‫األجـهزة‪ ،‬أىا كان نـوعه‪ ،‬احملادثـات طاملـا أنـها جرت فـى مكان خـاص أو عن طرىق‬
‫التلىفون‪.‬‬

‫كمــا أن للشخص حق مـلكىة مطـلقة لصـورته واستعمـالها وال ىجـوز استخدام‬


‫هـذا احلق إال مبــوافقته‪ ،‬فـاحلق فـى الصـورة هـو امتـداد للـشخصـىة أو أحـد حقـوق‬
‫الشخـصىة‪ ،‬وأى صورة تلـتقط للفرد بـشكل مفاجـئ أو مباغت وبكـامىرا خفىة دون‬
‫علمه تعد نوعا من انتهاك احلرىة الشخصىة‪.‬‬
‫فالـتطور الـتكنولـو‪P‬ى أدى إلى إمكـانىة التقـاط صور للغـىر دون رضائهم بل‬
‫ودون عـلمهـم عن طــرىق آالت تصـوىر مـتطـورة تــستعـني بـاألشعـة حتـت احلمـراء‬
‫وبعدسات تلسكـوبىة مقربة‪ ،‬مما جعل فـى إمكان املصور الفوتـوغرافى انتهاك احلرىة‬
‫الشخصىة‪.‬‬

‫وتعطى قوانـني عدد من الدول حقـا خاصا حلمـاىة صورة الفرد وال تـستثنى من‬
‫ذلك صور النجوم والشخصىات العامة واملشهورة إال إذا كانت هناك موافقة مسبقة‪،‬‬
‫ونشر الـصور اخلاصة بهم قـد ىكون مسموحـا به فىما ىتصل بحـىاتهم العامة‪ ،‬ولكن‬
‫هذا ىصبح غىر مقبول بالنسبة حلىاتهم اخلاصة‪.‬‬

‫وارتفعت بـعض األصوات مـطالبـة بحظـر استخدام وسـائل التنـصت والتصـوىر‬


‫الدقىقة فى احلصول على املعلومات‪.‬‬

‫وإن كـانت قـوانـني بلـدان أخـرى ال تعتـرف بهـذا احلق وال تـوفـر له إال حمـاىة‬
‫محدودة‪ ،‬وفى بعض الدول األخرى لىس للفرد أى حق على صورته‪.‬‬
‫‪357‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫ومن املشكالت التـى ترتبت على التطور التكنـولو‪P‬ى أىضا استخدام املونتاج؛‬
‫أى التعدىل فى أى تسـجىل سواء أكان مرئـىا (صورة فوتوغرافـىة أو سىنمائىة) أو‬
‫سمعىا (بواسطة أشرطة مغناطىسىة) لتحوىره باإلضافة أو اإللغاء أو بالقطع محدثا‬
‫أثرًا متقطعا أو ممتزجا مع تسجىل آخر‪.‬‬

‫وقد أصبحت احلاسبات اإللىكترونىة مبا تخزنه من معلومات عن األفراد تشكل‬


‫تهدىدا للحرىة الشخصىة‪ ،‬إذ أصبح التوصل إلى البىانات واحلقائق عن األفراد أكثر‬
‫سهـولة عـن ذى قبل بفضل اسـتعمال احلـاسب اإللىكتـرونى فـى النظـام املوحـد لبنك‬
‫املعلومات‪.‬‬

‫كمـا ازدادت احلـاجـة إلـى السـرىة حتـى ميكن احلفـاظ علـى احلـرىة الـشخصـىة‬
‫لألفـراد‪ ،‬فقــد أصبح فـى اإلمكــان التعـرف علـى األفــراد من خـالل احلصـول علـى‬
‫معلومات خاصة بهم وجتمىعها بشكل لم ىكن متاحا على اإلطالق من قبل‪.‬‬

‫ولـذا فمـن املهم أن تكـون املعـلومـات الشخـصىة احملـتفظ بـها فـى احلاسـبات‬
‫اإللىكـترونـىة آمنـة من وصـول غىر املـرخص لهـم باالطـالع علىهـا وأن ىكون هـناك‬
‫احترام خلصوصىة معلومات الفرد‪.‬‬
‫وإن كـان احلدىث عن حق اخلصوصىة فى ظل الـتطور التكنولو‪P‬ى الراهن أصبح‬
‫أمرا غىر واقعى‪.‬‬
‫صفات احلرىة الشخصىة للفرد‪:‬‬
‫وىقترح أن تكون هناك مجموعة من الضمانات‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون املـعلومـات املسجلـة فى ذاكـرة احلاسـبات اإللـىكتـرونىة سلـىمة‬
‫ودقىقة وىتم استكمالها وحتدىثها باستمرار‪.‬‬
‫‪ -2‬الـتأكد من أن الـذىن ىطلعون علـىها ممن لهم احلق فعال فـى االطالع علىها‬
‫ومنع احلصول علىها بطرىقة غىر شرعىة أو غىر مشروعة‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪358‬‬

‫‪ -3‬ضمان أن هذه املعلومات سوف تستخدم فى أغراضها الصحىحة ‪.‬‬


‫‪ -4‬ضــرورة تصحـىح البـىانـات غـىر الـدقـىقـة أو اخلـاطئـة‪ ،‬وحق األفـراد فـى‬
‫تصحىح املعلومات اخلاصة بهم أو اإلضافة إلىها أو محوها‪.‬‬
‫‪ -5‬ضمان استخـدام هذه املعلـومات الـشخصىة فـى األغراض املشـروعة فقط‪،‬‬
‫وأن ىتم االتفـاق على هذا االستخـدام مع صاحب املعلومـات أو مبوجب نص‬
‫قانونى ىعاقب اخملالفني له‪.‬‬
‫‪ -6‬وضع نظم ألمن بنـوك املعلومات وسالمتهـا ملنع وصول هذه املعـلومات إلى‬
‫أى شخص بدون ترخىص‪.‬‬
‫‪ -7‬اشـتراط استخـدام هذه املعلـومات مبـوجب القانـون للمصلحـة العامـة‪ ،‬وقد‬
‫ىكون من األفـضل ملشغل نـظام املعلـومات استـدعاء صـاحب املصلحـة فى‬
‫املعلـومـات كـى ىوافق علـى الغـرض اجلـدىد‪ ،‬واذا تـوافـرت ضـرورة قـوىة‬
‫للمصلحـة العامة السـتخدام هذه املعلـومات ألغراض جـدىدة فقد ىكون من‬
‫املفىد أن ىكون هنـاك جهة لها سلطـة الترخىص وىحسـن أن تـكون مستقلة‬
‫عـن كـل األفراد ومشغلى احلاسبات اإللىكترونىة‪.‬‬
‫وإذا كـان هناك شـبه إجماع علـى ضرورة احملـافظة عـلى خصـوصىة املعلـومات‬
‫الشخـصىة اخملتـزنة فـى نظم احلـاسبات اإللـىكترونـىة‪ ،‬إال أن لآلراء املعارضـة لهذا‬
‫االجتـاه‪ -‬رغم محدودىتهـا‪ -‬وجاهتهـا‪ ،‬إذ ىثىرون قضـىة احلكم أو الفىصل فـى حالة‬
‫وقـوع خـالف بني صـاحـب الـشـأن الذى ىطـالــب بحـقـه فى اخلصوصـىة وبني املصلحة‬
‫العامة‪.‬‬
‫ومن املـنطقـى أال ىتـرك هـذا ألى من األطــراف املتنـازعـة‪ ،‬فال ىجـوز ألحـد أن‬
‫ىكـون خصـما وحكـما فـى قضـىته والبد مـن طرف ثـالث‪ ،‬واملطلـوب أن ىتوافـر فى‬
‫احملكمني‪:‬‬
‫@ االستقالل واحلىدة عن أى طرف من أطراف النزاع‪.‬‬
‫@ أن ىكونـوا على درجة كـافىة من املهــــــــارة واخلبــــرة لفهـــــم املـوضوعـــات‬
‫‪359‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫املطروحة علىهم‪.‬‬
‫@ أن ىعملـوا فى إطـار مجمـوعة مـن القواعـد الواضحـة املرنـة حتـى ال ىلجأ‬
‫احملكمون إلى فــرض احلــل املـقــتـرح بالقـــوة اجلـبــرىة‪.‬‬
‫واملبـــدأ األســاســى هــو املــواءمة بـىـن مصـلـحـة اجملـتـمــع فـى احلـصـــول على‬
‫املعلومـات الضــرورىة عن األفـــراد وبىـن انتهـاك حــرىاتـهــم بـاسـتـخــدام احلـاسبات‬
‫اإللىكترونىة‪.‬‬
‫‪ -8‬اإللتزام باحلصـول على تصرىح خاص لنقل بعض البىانات اخملزونة ألطراف‬
‫ثالثة‪.‬‬
‫فاملنع املطلق لـذلك قد ىشل عمل بعض اجلهـات والهىئات اخملتلـفة وقد ىعرقل‬
‫البحث فى مجال العلوم اإلنـسانىة‪ ،‬ولهذا اقترح فى فـرنسا على سبىل املثال أن ىتم‬
‫املـنــع فقط فـى حـالـة حـدوث بعض اخملـالفـات لـلشـروط واألوضـاع التـى ىحـددهـا‬
‫القانــون‪.‬‬
‫وقـد أقر قانون العقـوبات املطبق فى أملــانىا توفىر احلمـاىة للحرىات الشخصىة‬
‫لألفراد من خطر إساءة استعمال أجهزة املعلومات اإللىكترونىة‪ ،‬وىعاقب على إفشاء‬
‫املعلـومات سـواء أكان ذلك مقـصودا أم نتـىجة إلهمـال غىر مقـصود‪ ،‬وىحـق للجهة‬
‫التى وقع عـلىها الضـرر أن تطلب تصحـىح البىانات اخلـاطئة‪ ،‬كمـا ىحق للفرد الذى‬
‫وقع اعتـداء على حقوقـه نتىجة للحـصول على البـىانات التى تخـصه أو تغىىرها أو‬
‫إعدامها بدون وجه قانونى وقف استمرار مثل هذه األعمال‪.‬‬
‫وىقضى قـانون حماىة املعلومـات‪ -‬املعروف بقانون هـىس ‪ -‬فى أملـانىا واخلاص‬
‫بجـمع ونقل وتخـزىن الــسجالت والبـىانــات بطـرىقـة ال تــسمح لغـىر املـرخـص لهم‬
‫باحلـصول علـىها أو تغـىىرها أو إعـدامها‪ ،‬وىحـظر عـلى األشخـاص املسـئولـني عن‬
‫املعلومات إفشاءها للغىر‪.‬‬
‫وىعتبر هـذا القانون أول تـشرىع فى العـالم ىتناول أثـر احلاسبات اإللـىكترونىة‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪360‬‬

‫على الفرد واجملتمع وىضمن استقالل مفتشى حماىة املعلومات‪.‬‬


‫وهنـاك أىضا قـانون اخلصـوصىة األمـرىكى الصـادر عام ‪ 1974‬واخلـاص بنظم‬
‫حماىة املعلـومات فى احلـاسبات اإللـىكترونـىة للوالىات املتحـدة وأشار هذا الـقانون‬
‫إلـى أن احلق فى اخلـصوصـىة حق شخصـى وأساسـى‪ .‬ومن أجل حمـاىة اخلصـوصىة‬
‫الفردىة فى نظم املعلومات فمـن الضرورة واملالئم للكوجنرس أن ىنظم جمع واستخدام‬
‫وتوزىع املعلـومات وتقـدمي ضمانـات معىنـة للفرد إزاء التعـدى على حـرىته الفردىة‪،‬‬
‫وىسمح للفرد بأن ميـنع السجالت اخلاصة به والتى حتصل علـىها هذه الهىئات لغرض‬
‫خـاص من استعـمالهـا لغرض آخـر دون موافقـته‪ ،‬والسمـاح له أىضا بـالتعـرف على‬
‫املعلومات التـى تخصه والتى سجلتهـا الوكاالت االحتادىة‪ ،‬وأن ىحـصل على نسخة‬
‫منها أو مستخرج جلزء منها وأن ىصححها أو ىعدلها‪.‬‬
‫كمـا ىؤكد القانـون صىانة واسـتخدام املعلومـات الشخصىة لـغرض مشروع وأن‬
‫تكون هناك ضـمانات متنع إساءة استخدام هـذه املعلومات‪ ،‬وميكن أن ىتم اإلعفاء من‬
‫متطلبـات هذا القانـون فى احلاالت التـى تهم املصلحة العـامة فحسب مبـوجب تشرىع‬
‫محدد‪.‬‬
‫وىنــص مىثــاق جلـنـــة معــاىـىر اإلذاعـة البـرىطـانىـة على عـدم جواز اسـتخدام‬
‫أجهزة املـىكروفـون اخلفىة والـكامـىــرات الـخـفـىــة إال إذا كان هـذا ضرورىـاً إلثبات‬
‫صـدق القصـة الـصحفىـة‪ ،‬وأنه ال ىـجب استخـدام وســائـل التـصـــوىـر والتــسـجـىـل‬
‫الـســرى فى األمــاكـن اخلاصة بـدون موافــقــة مـسـبـقـة من مــالك املـكان أو شاغلىه‬
‫إال إذا كـانـت هـنــاك مــصـلـحــة عــامــة تبــــرر ذلك‪ ،‬كمـا ىجـب احلـصـــول علـــى‬
‫مـوافـقـــة الـذىن ىــظـهــرون فـى بـعـض الـبرامج أو تـتعلق بهم بعـض املعلومـات فى‬
‫حالـة احلصـول علىـها عن طـرىق التــصــوىـر أو الـتـســجـىـل السـرى قبل إذاعـة هذه‬
‫املواد‪.‬‬
‫التالعب باملعلومات والصور‪:‬‬
‫حىث ىتم استخدام الوسائل الـتقنىة احلدىثة للتالعب بـاملعلومات والصور‪ ،‬فقد‬
‫‪361‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫شهدت ثمانىنىات القرن املاضى تطورات كبىرة فى تقنىات تقدمي املعلومات والصور‬
‫إلى اجلمهور‪ ،‬فمن خالل الكمبىوتر ميكن تغىىر مضمون الصور الفوتوغرافىة وإضافة‬
‫صور أشخاص أو أشىاء أو حذفها أو تعـدىل اخللفىات واالدعاء بأن هذا ميثل الواقع‬
‫بىنما هـى مصطنعة لـتعطى انطبـاعاً معىنـاً‪ ،‬وأحىاناً مـا ىسبب ذلك فـضائح لبعض‬
‫األشخاص‪ ،‬وإساءة تقدمي للحقائق‪.‬‬
‫ورغم أن استخـدام تقنىات التصـوىر الرقمـى وإمكانىات إدخـال تعدىالت على‬
‫الصـور وعملىات املـونتا‪ P‬أصبح ميثـل تهدىداً ملصـداقىة الصـور إال أنه ىالحظ توسع‬
‫الصحف فى استخدام هذه التقنىات مما ىشوه املعلومات أو الصور وىزىفها‪.‬‬
‫احلق فى احلصول على املعلومات وتغىر مفهوم الوثىقة‪:‬‬
‫أثـرت الـتطـورات الـتكنـولـوجىـة فـى مجــال االتصـال علـى مفهـوم الــوثىقـة‬
‫الـشخصىـة‪ ،‬حىث أصـبح من السهل احلـصول علـى هذه الـوثائق مـن األجهزة العـامة‬
‫واخلاصة‪.‬‬
‫وأصبحـت مثل هـذه الـوثـائق ال تتـمتع بـاحلمـاىـة نـتىجـة الـتطـور فـى أجهـزة‬
‫الكبىـوتر وتـزاىد إمـكانـىة حتـوىل امللفـات عبـر أجهـزة الكمبـىوتـر وسرقـة امللـفات‬
‫الشخصىة وغىر ذلك‪.‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪362‬‬

‫ملخص الوحدة العــاشــرة‬

‫تناولت هذه الوحدة بعض التأثىرات اخلاصة بالتطورات فى تكنولو‪P‬ىا االتصال‬


‫على بعض القوانني والتشرىعات املنظمة لالتصال‪ ،‬وذلك فى جانبني‪:‬‬
‫‪ -1‬حقوق املؤلف وامللكىة الفكرىة‪.‬‬
‫‪ -2‬احلق فى اخلصوصىة وحماىة احلرىة الشخصىة‪.‬‬
‫وقـد عـرضت الـوحـدة لآلثـار التـى تـرتبت علـى االستـنسـاخ السـرىع والـسهل‬
‫للمصـنفات املطبوعـة مثل‪ :‬التقلىد والتـزوىر وانتشار قـراصنة النشـر واالعتداء على‬
‫حقـوق امللكـىة الـفكرىـة‪ ،‬كذلك أسـالىـب النسخ غـىر الـشرعـىة لألفالم الـسىنـمائـىة‬
‫وبرامج التلىفزىون والتسجىالت املوسىقىة‪.‬‬
‫وناقـشت الوحـدة الرؤى املطـروحة حول مـسئولىـة حماىـة حقوق املـؤلف بالنـسبة‬
‫للبث اإلذاعى والتلىفزىونى املباشر وغىر املباشر‪.‬‬
‫وفـىما ىـتعلق بآثـار التطـور فى تـكنولـوجىا االتـصال علـى احلرىـة الشخـصىة‬
‫طرحت الوحدة املسئولىـة عن حرىة احلىاة الشخصىة وخاصة حق ملكىة الفرد لصورته‬
‫ومشكلة املونتا‪ P‬فى أى تسجىل مرئى أو سمعى‪.‬‬
‫كما نـاقشت املشـاكل القانونىـة اخلاصة بـاملعلومات اخلـاصة التى ىتـم تخزىنها‬
‫عن األفراد فى ذاكرة احلـاسبات اإللىكترونىة‪ ،‬وقدمت بـعض الضمانات املفتوحة فى‬
‫هذا اجملـال‪ ،‬وقدمت منـاذج لتعـدىالت فى بعـض القوانـني فى بعـض الدول للـحد من‬
‫انتهاكات حق اخلصوصىة مع التوسع فى استخدام احلاسبات اإللىكترونىة‪.‬‬
‫‪363‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫أسئلة الوحدة العــاشــرة‬

‫السؤال األول‪ :‬حدد املسئولىة القانونىة فى كل من احلاالت التالىة‪:‬‬


‫‪ -1‬املسئـولىة عن حمـاىة حقوق املـؤلف فى حماىـة البث اإلذاعى والتلىـفزىونى‬
‫املباشر‪.‬‬
‫‪ -2‬املـسئولـىة عن حمـاىة حقـوق املؤلف فـى حالـة البث اإلذاعى والـتلىفزىـونى‬
‫غىر املباشر‪.‬‬
‫‪ -3‬حماىة احلرمات الشخصىة ضد انتهاكات األجهزة التكنولو‪P‬ىة احلدىثة‪.‬‬
‫‪ -4‬حماىة صورة الفرد‪.‬‬
‫‪ -5‬حق تـصحىح املعلـومات اخلـاصة بـاألفراد املـسجلـة فى ذاكـرة احلاسـبات‬
‫اإللىكترونىة‪.‬‬
‫السؤال الثانى‪ :‬أكمل ما ىلى‪:‬‬
‫‪ -1‬من الـنتــائج التـى تتــرتب علــى تطـور أسـالـىب الـطبـاعـة واالسـتنـسـاخ‬
‫للمصنفات املطبوعة‪:‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪ -2‬قد ىؤدى البث اإلذاعى عن طرىق األقمار الصناعىة إلى‪:‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫التشرىعات اإلعالمىة‬ ‫‪364‬‬

‫‪. ........................................................ -‬‬


‫‪ -3‬أضىف إلى قانون العقوبات املصرى مادتان تتعلقان بحماىة احلرىات هما‪:‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪ -4‬من املقـترحات اخلـاصة بضمـانات أمن املعلـومات الشـخصىة احملـتفظ بها‬
‫فى احلاسبات اإللىكترونىة‪:‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪ -5‬فىما ىتعلق بالتعامل القانونى مع صور األفراد هناك عدة رؤى منها‪:‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬
‫‪. ........................................................ -‬‬

‫أنشطة ىقوم بها الدارس‪:‬‬


‫‪ -1‬أعـد ورقة بحـثىة حـول رؤىتك العلـمىة لـتأثىـر تكنـولوجـىا االتصـال على‬
‫حرىة اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع قـانـون الـصحـافــة رقم ‪ 96‬لـسنـة ‪ 1996‬وقـانـون احتـاد اإلذاعـة‬
‫والتلىفزىـون رقم ‪ 13‬لسنـة ‪ 1979‬وتعدىالته‪ ،‬وقـدم وجهة نظـرك العلمىة‬
‫للمواد التـى ترى ضرورة إضافتها إلى كل منهمـا ملواكبة التطورات الراهنة‬
‫واملرتقبة فى تكنولو‪P‬ىا االتصال‪.‬‬
‫‪365‬‬ ‫التشرىعات اإلعالمىة‬

‫مراجـع الوحدة العــاشــرة‬

‫(‪ )1‬محمد حسـام محمود لطفـى‪ :‬البث اإلذاعى عبـر التوابع الصنـاعىة وحقوق املـؤلف‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫د‪.‬ن‪. 1991 ،‬‬

‫(‪ )2‬مـبدرا الوىس‪ :‬أثر التطـور التكنولو‪P‬ى علـى احلرىات العامة ‪.‬األسكنـدرىة‪ :‬منشأة املعارف‪،‬‬
‫‪. 1983‬‬

‫(‪ )3‬مبدرا لـوىس‪ :‬أثر وسائـل اإلعالم احلدىثة عـلى احلرىات العـامة ‪ -‬دراسة مقـارنة‪ ،‬طـ أولى‪،‬‬
‫مطبعة دار اجلاحظ‪. 1986 ،‬‬

‫(‪ )4‬حسن عمـاد مكاوى‪ :‬تكنولـو‪P‬ىا االتصال احلدىثـة فى عصر املعلـومات‪ .‬طـ ثانـىة‪ .‬القاهرة‪،‬‬
‫الدار املصرىة اللبنانىة‪. 1997 ،‬‬

‫(‪ )5‬محمد حـسام محـمود لطفـى‪ :‬استخدام وسـائل االتصال احلـدىثة فـى التفاوض علـى العقود‬
‫وإبرامها‪ .‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ن‪. 1993 ،‬‬

‫(‪ )6‬لـىلى عبد اجملىد‪ :‬السىاسة اإلعالمىة فى مصر منذ قىام ثورة ‪ 23‬ىولىو ‪ 1952‬و حتى ‪15‬‬
‫ماىو ‪ ،1971‬رسالة دكتوراة غىر منشورة‪ ،‬كلىة اإلعالم‪ ،‬جامعة القاهرة‪. 1982 ،‬‬

‫(‪ )7‬الىونسكو‪ ،‬اللجنة الدولىة لدراسة مشكالت االتصال‪ ،‬التقرىر النهائى‪. 1979 ،‬‬

You might also like