Professional Documents
Culture Documents
MDAK Volume 14 Issue 96 Pages 407-462
MDAK Volume 14 Issue 96 Pages 407-462
MDAK Volume 14 Issue 96 Pages 407-462
فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
إعداد:
د .فتون محمد تومان الشمري
ﭑﭒﭓ
ملخص البحث:
يتناول هذا البحث موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري ،للرد على من
زعم بقوله" :لوال اإلمام مالك ما قام البخاري وما قعد" ،فاشتمل البحث على عقد
مقارنة بين المصنفين من حيث سبب التصنيف ،وموضوع الكتاب ،والمقارنة بينهما
في طريقة التبويب ،وعدد األحاديث ،وطريقتهما في صياغة األسانيد ،ومدى
توصلت إلى عدة
تحريهما في الرواة ،وغيرها من األمور التي تتطلبها المقارنة ،وقد ّ
ّ
نتائج وتوصيات ،أهمها :رواية البخاري من طريق مالك ال تعني بالضرورة أنه
اعتمد على كتابه؛ وذلك ألمور :اختالف الغاية في التأليف ،فاإلمام مالك غايته
جمع الناس على فقه واحد ،بينما اإلمام البخاري غايته جمع األحاديث الصحيحة،
أن عدد أحاديث البخاري بدون المكرر فاق عدد أحاديث الموطأ المسندة بأكثر من
معتمدا عليه بمفرده لتساوى عدد األحاديث بينهما أو
ً أربعة أضعافه ،ولو أنه كان
على األقل تقارب العدد ،أن عدد شيوخ البخاري أكثر بكثير من شيوخ مالك ،مما
كان له األثر في زيادة مروياته ،وكثرة رحالته ،أعطته فرصة أكبر لزيادة التحري.
والحق أن اإلمام البخاري استفاد من طريقة الموطأ ،كما استفاد من كثير من
تجنب البخاري ًا
أمور كان يسلكها اإلمام مالك ،كالرواية على المصنفات غيره ،ولقد ّ
اإلبهام ،وايراد البالغات احتجاجا ،واقتصاره على التراجم واألحاديث الفقهية،
-407-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
وأوصي الباحثين بالدراسة لقضية ذكرها الدهلوي" :أن مسند الدارمي إنما صنف
إلسناد أحاديث الموطأ".
المقدمة:
إن الحمد هلل ،نحمده ،ونستعينه ،ونستغفره ،ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا ،من يهده هللا فال مضل له ،ومن يضلل فال هادي له ،وأشهد أنه
محمدا عبده ورسوله.
ً ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،وأن
وهمال ،بل حفظهم ،وحفظ لهم
ً سدى
أحمده -سبحانه -الذي لم يترك العباد ً
ما ينفعهم من أمور دينهم ودنياهم ،ومن تمام نعمه وفضله ،أن حفظ كتابه ،وسهله
على عباده ،فقال :ﱡﭐ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ ( ،)1ثم أتبعه بحفظ
سنة نبيه ،فسخر لها من العلماء من يهتم بها ،ويكرس جهوده لالشتغال بها،
فنّقوها مما ليس فيها ،ليتميز صحيحها مما أدخل فيها.
ومع اتفاق الغاية في حفظ السنة تنوعت تلك التصانيف ،بين جوامع ،وسنن،
ومسانيد ،وغيرها ،وكان من بين تلك التصانيف ما ألفه اإلمام مالك ،فأخرج للناس
موطأه ،الذي جمع فيه بين آرائه واآلثار الواردة عن النبي ،وعن الصحابة
والتابعين ،وتوالى التأليف إلى أن صنف اإلمام البخاري كتابه الجامع الصحيح،
فروى من طريق اإلمام مالك أحاديثًا ،وبسبب رواياته هذه جاء من يقول" :لوال
اإلمام مالك ،لما قام البخاري وما قعد" ،فأردت في هذا البحث دراسة هذه القضية:
هل اعتمد البخاري على اإلمام مالك في كتابه "الجامع" ،بحيث لو نزعت منه
أحاديث مالك لما كان للجامع الصحيح وجود؟
مشكلة البحث:
هل اعتمد البخاري اعت ً
مادا كّليا على موطأ مالك ،حيث إنه لوال الموطأ لما
كان صحيح البخاري؟
-408-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
هدف البحث:
محاولة الكشف عن الفروق بين تصنيف الموطأ وتصنيف الجامع الصحيح؛
إلثبات أن تصنيف البخاري مغاير لتصنيف الموطأ ،وان كان للبخاري روايات
عنه ،وللرد على من قال أنه لوال مالك لما قام البخاري وما قعد.
أهمية الموضوع:
يعدان من أهم كتب
تظهر أهمية الموضوع من أهمية هذين الكتابين اللذين ّ
السنة ،حيث إن الموطأ من أوائل المصنفات ،وصحيح البخاري أول مصنف في
الصحيح المجرد ،فال ُيكتفى بأحدهما دون اآلخر.
أسباب اختيار الموضوع:
ألهمية كتابي "الموطأ" ،و"الجامع الصحيح" ،ومحاولة الكشف عن منهجيهما
في التأليف.
الـدراسات السـابقـة:
لم أقف على دراسة مختصة في الموازنة بين هذين الكتابين ،وانما غالب
الدراسات في المناهج بشكل عام لكتب السنة ،أو مؤلفات مختصة بكتاب معين،
وهناك بحث مصغر يتعلق بجزئية من هذا البحث ،وهو" :موطأ مالك واعتماد
البخاري ومسلم على نسخ مكتوبة منه في الصحيحين" ،للدكتور محمد سعيد
البخاري.
الجديد الذي سيضيفه البحث :مقارنة تفصيلية عن طريق االستقراء لموطأ مالك
وصحيح البخاري؛ لمحاولة الوصول لهدف البحث.
منهـج البحــث:
.1المنهج االستقرائي :قمت بقراءة كتابي "الموطأ" ،و"صحيح البخاري" ،ومقابلة
الكتب واألبواب مع بعضها البعض.
.2المنهج التحليلي :قمت باستخراج الفروق بين "الموطأ" ،و"صحيح البخاري"،
وقد وضعت جداوًال للمقارنة؛ ألجمع فيه ما تفرق.
-409-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
-410-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
المبحث األول
ترجمة اإلمام مالك واإلمام البخاري
المطلب األول :ترجمة اإلمام مـالـك:
الفرع األ ول :اسمه ،ونسبه ،وكنيته ،ومولده:
اسمه ونسبه :أبو عبد هللا ،مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو
ابن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث ،األصبحي ،المدني(.)1
جـده :مالك ،وكنيته أبو أنس ،من كبار التابعين وعلمائهم(.)2
مولـده :اختلفوا في مولده اختالفا كثيرا ،فقيل90 :هـ ،وقيل 93 :هـ ،وقيل
غير ذلك(.)3
واألصح كما قال أبو داود السجستاني ،وما رجحه الذهبي أن مولده :في
سنة ثالث وتسعين عام موت أنس خادم رسول هللا .)4(
الفرع الثاني :طلبه للعلم:
طلب مالك العلم وهو ابن بضع عشرة سنة ،وتأهل للفتيا ،وجلس لإلفادة،
وله إحدى وعشرون سنة ،وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري ،وقصده طلبة
العلم من اآلفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور ،وما بعد ذلك ،وازدحموا عليه
في خالفة الرشيد إلى أن مات( ،)5ولم يرتحل اإلمام مالك عن بلده إال للرشيد(،)6
لذا فقد ألف الموطأ في بلده وبحضور شيوخه.
-411-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
-412-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
()1
أيضا" :لوال مالك
وقال الشافعي" :إذا جاء األثر فمالك النجم ، "...وقال ً
وسفيان -يعنى :ابن عيينة -لذهب علم الحجاز"(.)2
وعن يحيى بن سعيد " :كان مالك إماما في الحديث"(.)3
وقال النسائي" :ما عندى بعد التابعين أنبل من مالك ،وال أجل منه ،وال أوثق
وال آمن على الحديث منه"(.)4
الفرع الخامس :وفــــــاتـه:
توفي في صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع األول ،سنة تسع وسبعين
ودفن بالبقيع ،وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنة(.)5 ومائة ،في خالفة هارونُ ،
المطلب الثــاني :تــرجمــــــــــــــة اإلمام الـبــخـــــــــــاري:
الفرع األ ول :اسمه ونسبه ،وكنيته ،ومولده:
اسمه وكنيته ونسبه :أبو عبد هللا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة
ابن بردزبه البخاري ،الجعفي موالهم.
مولـده :ولد بعد صالة الجمعة ،لثالث عشرة ليلة خلت من شهر شوال ،سنة
أربع وتسعين ومائة(.)6
الفرع الثاني :طلبه للعلم:
قال أحمد بن سيار" :طلب العلم ،وجالس الناس ،ورحل في الحديث ،ومهر
فيه وأبصر ،وكان حسن المعرفة ،حسن الحفظ ،وكان يتفقه"(.)7
-413-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
وقال أبو جعفر الوراق :قلت ألبي عبد هللا محمد بن إسماعيل البخاري:
كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قال":ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب،
قال :وكم أتى عليك إذ ذاك؟ قال :عشر سنين ،أو أقل"(.)1
وكانت رحالته إلى بالد شتّى ،فقد قال" :دخلت إلى الشام ،ومصر ،والجزيرة
مرتين ،والى البصرة أربع مرات ،وأقمت بالحجاز ستة أعوام ،وال أحصي كم دخلت
إلى الكوفة ،وبغداد مع المحدثين"(.)2
وقال البخاري ً
يوما" :رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ،ورب حديث
سمعته بالشام كتبته بمصر"(.)3
وهذا يدل على أنه سمع من عدة شيوخ خارج بالده ،وقد أّلف صحيحه في
غير بلده ،وبغياب أكثر شيوخه.
الفرع الثالث :شيوخه ،وتالميذه:
وقد كتب البخاري عن جمع من الشيوخ ،حتى أنه قال قبل موته" :كتبت عن
ألف وثمانين رجال ،ليس فيهم إال صاحب حديث"(.)4
شيــوخه ،وأشهرهم:
سليمـان بن حــرب ،محمد بن سالم البيكندي ،عبد هللا بن محمد المسندي،
يحيـى بـن مـعـين ،عـلي بن المــديني ،إسحـاق بن ارهـوية ،قـتيبـة بن سعـيـد ،أحمــد بن
محمد بن حـنـبل ،وخـلـق ك ـثـيـر.
تالميـذه ،وأشهـرهم:
أبو محمد عبد هللا الدارمي ،ومسلـم بن الحجـاج ،وأبو عيسى الترمــذي ،وابـن
أبي الدنيا ،أبـو بكر البزار ،أبو عبد الرحمن النسائي ،وابن خ ـزيمة ،والفربري.
-414-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
-415-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
وقال ابن فهر" :لم يسبق مالكا أحد على هذه التسمية ،فإن من ألف في
زمانه بعضهم سمى (بالمخرج) ،وبعضهم (بالمصنف) ،وبعضهم (بالمؤلف)،
ولفظة ((الموطأ)) بمعنى :الممهد ،المنقح ،المحرر ،المصفى(.)1
الفرع الثاني :سبب تسميته
قال مالك" :عرضت كتابي هذا على سبعين فقيها من فقهاء المدينة ،فكلهم
واطأني عليه ،فسميته (الموطأ)"(.)2
وقال محمد بن إبراهيم األصبهاني :قلت ألبي حاتم الرازي( :موطأ مالك بن
أنس) لم سمي موطأ؟ فقال :شيء قد صنفه ،ووطأه للناس ،حتى قيل( :موطأ
مالك) ،كما قيل( :جامع سفيان)"(.)3
الفرع الثالث :سبب تأليفه:
ُذكرت أسباب لتأليف الموطأ ،منها:
.1أن أبا جعفر المنصور التقى بمالك ،فأعجب المنصور بعلم مالك وحسن
كتابا أحملهم عليه ،فما أحد اليوم أعلم
سمته ،وقال" :يا مالك ،اصنع للناس ً
م نك ،وتجنب شدائد ابن عمر ،ورخص ابن عباس ،وشواذ ابن مسعود،
واقصد أوسط األمور ،وما اجتمع عليه الصحابة واألئمة ،واجعل هذا الفقه
احدا" ،وعندما رغب أبو جعفر بحمل الناس على الموطأ ،قال مالك" :ال
فقها و ً
ً
تفعل؛ فإن الناس قد سبقت لهم أقاويل ،وسمعوا أحاديث وروايات ،وأخذ كل
قوم بما سبق إليهم ،وعملوا به ،ودالوا له من اختالف أصحاب رسول هللا
وغيرهم ،وان ردهم عما اعتقدوا شديد ،فدع الناس وما هم عليه وما اختار أهل
كل بلد ألنفسهم"( ،)4ومات أبو جعفر قبل أن يتحقق له رؤية الموطأ كامال.
-416-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
.2قال المفضل بن محمد بن حرب" :أول من عمل كتابا بالمدينة على معنى
الموطأ من ذكر ما اجتمع عليه أهل المدينة :عبد العزيز بن عبد هللا بن أبي
سلمة الماجشون ،وعمل ذلك كالما بغير حديث ،فأتى به مالك ،فنظر فيه،
فقال :ما أحسن ما عمل ،ولو كنت أنا الذي عملت لبدأت باآلثار ،ثم شددت
ذلك بالكالم ،ثم إن مالكا عزم على تصنيف الموطأ ،فصنفه ،فعمل من كان
في المدينة يومئذ من العلماء الموطآت ،فقيل لمالك :شغلت نفسك بعمل هذا
الكتاب ،وقد شركك فيه الناس ،وعملوا أمثاله ،فقال :ائتوني بما عملوا ،فأتي
بذلك ،فنظر فيه ،ثم نبذه ،وقال لتعلمن أنه ال يرتفع من هذا إال ما أريد به
وجه هللا"(.)1
الفرع الرابع :مــدة تأليفه:
اختلف في مدة تـأليفـه على قولين:
ُ
القول األول :في أربعين سنة ،وهو مستفاد من قول عمر بن عبد الواحد" :عرضنا
يوما ،فقال كتاب ألفته في أربعين سنة ،أخذتموه في
على مالك الموطأ في أربعين ً
يوما! قل ما تتفقهون فيه"(.)2
أربعين ً
القول الثـاني :وقيل في ستين سنة ،لما ورد عن أبي خليد قال" :أقمت على مالك
فقرأت الموطأ في أربعة أيام ،فقال مالك :علم جمعة شيخ في ستين سنة أخذتموه
في أربعة أيام ال فقهتم أبدا"(.)3
والقـول األول هو األشهـر.
الفرع الخامس :أنواع التصنيف في عصره:
قال اإلمام الدهلوي" :إن للسلف في استنباط المسائل طريقتين :أحدهما :أن
يحفظوا اآليات والروايات ،واآلثار ،ويستنبطوا المسائل من ذلك ،وهذا طريق
-417-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
المحدثين .والثاني :أن ينّقحوا األصول والقواعد الكلية من كالم األئمة ،ويخرجوا
المسائل من ذلك ،وهذا طريق الفقهاء ،فالمعنى :أن الثوري إمام في نقل ألفاظ
الحديث وآثار الصحابة بأسانيد صحيحة ،واألوزاعي إمام في معرفة األصول
معا ،ولذا نراه يقول في "الموطأ" في أكثر األبواب:
والقواعد ،ومالك إمام فيهما ً
"السنة التي ال اختالف فيها عندنا كذا وكذا"(.)1
وقد كانت طريقة التصنيف في عهد اإلمام مالك الجمع بين اآلثار واألحكام،
كما قال ابن حجر بعد أن ذكر أنواع التصنيف من عهد النبي " :إلى أن قام
كبار أهل الطبقة الثالثة ،فدونوا األحكام ،فصنف اإلمام مالك الموطأ ،وتوخى فيه
القوي من حديث أهل الحجاز ،ومزجه بأقوال الصحابة ،وفتاوى التابعين ومن
بعدهم ،وصنف أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بمكة ،وأبو عمر
وعبد الرحمن بن عمر األوزاعي بالشام ،وأبو عبد هللا سفيان بن سعيد الثوري،
بالكوفة وأبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار بالبصرة ،ثم تالهم كثير من أهل
عصرهم في النسج على منوالهم"(.)2
الفرع السادس :موضوعــــه:
وبمعرفة سبب تأليفه لكتابه عندما نظر في كتاب الماجشون ،يتبين أنه ألف
كثير ما يذكر
مدعما أقواله باألدلة ،ومما يدل على ذلك أنه ًا"الموطأ" لذكر مذهبه ّ
في الباب المسائل الفقهية المناسبة للباب ،واجتهاداته من دون إيراد خبر ،أو أثـر.
مالكا جعل بناء مذهبه على الروايات المرفوعة
قال الدهلوي" :إن اإلمام ً
إلى النبي موصول ًة ومرسل ًة ،وبعدها على قضايا عمر ،ثم على فتاوى ابن
ِّّ
المسيب ،وعروة ،وقاسم، عمر ،وبعد ذلك على أقوال فقهاء المدينة ،كابن
وسالم ،وسليمان بن يسار ،وأبي سلمة ،وأبي بكر بن عمرو بن حزم ،وعمر بن
-418-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
وفقهاء المدينة بقوله" :السنة عندنا كذا وكذا" ،قال اإلمام الشافعي :وهذا ليس
بإجماع ،بل هو مختار اإلمام مالك ومشايخه(.)1
الفرع السابع :مرتبته بين كتب السنة:
اختلف العلماء فيما بينهم بشأن مرتبة الموطأ بين كتب السنة ،حيث ذهب
بعضهم إلى أنه أول ما صنف في الحديث الصحيح ،بل هو مقدم في المرتبة على
الصحيحين ،وذهب البعض اآلخر إلى خالف ذلك ،واليك التفصيل(:)2
.1القائلون بتقديم الموطأ على الصحيحين :اإلمام الشافعي ،حيث قال" :ما
كتاب أكثر صوابا بعد كتاب هللا من كتاب مالك .يعني :الموطأ"(.)3
القائلون بمساواة موطأ مالك بالصحيحين :ذهب اإلمام ولي هللا الدهلوي إلى .2
أن الموطأ في طبقة واحدة مع الصحيحين ،فقال" :فالطبقة األولى :منحصرة
باالستقراء في ثالثة كتب :الموطأ ،وصحيح البخاري ،وصحيح مسلم"(.)4
القائلون بتأخر مرتبة الموطأ عن مرتبة الصحيحين :ذهب جمهور .3
المحدثين إلى أن مرتبة الموطأ دون مرتبة الصحيحين؛ وذلك الحتوائه على
المرسل ،والمنقطعات ،والبالغات.
قال العالمة محمد ابن جعفر الكتاني" :وهو-أي :الموطأ -في الرتبة بعد
مسلم على ما هو األصح"(.)5
وهذا القول الراجح ،وأن مرتبة الموطأ تأتي بعد الصحيحين ،وقد عده بعض
العلماء سادس الكتب الستة ،منهم :رزين ،وابن األثير في كتابه "جامع األصول
في أحاديث الرسول .)6("
-419-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
وللموطأ روايات كثيرة فيها اختالف بالتقديم والتأخير ،والزيادة والنقص؛ ألن
اإلمام مالكا كان يعرضه على تالميذه خالل الفترة التي كان ينقح ،ويعدل فيها،
والمشهور من نسخ الموطأ 13نسخة ،وأهمها(:)1
.1رواية يحيى بن يحيى اللـيثـي.
.2رواية أبي مصـعب الزهـري.
.3رواية محمد بن الحسن الشيباني.
.4رواية عبد هللا بن مسلمة القعنبي.
.5رواية عبد هللا بن يوسف التنيسي.
المطلب الرابع :التعريف بصحيح البخاري:
الفرع األول :اسـمـه:
الجامع الصحيح المسند من حديث رسول هللا وسننه وأيامه(.)2
وزاد بعضهم كلمة "المختصر" بعد كلمة المسند؛ ألنه أراد االختصار.
قال الحازمي" :أن قصد البخاري كان وضع مختصـر في الحديث ،وأنه لم
يقصد االستيعاب ال في الرجال وال في الحديث ،وان شرطه أن يخرج ما صح
عنده"(.)3
الفرع الثاني :سبب تسميته:
سماه الجـامع :ألنه جمع فيه أبواب الدين ،كاإليمان ،واألبواب الفقهية،
والمغازي ،وغيرها.
( )1قال الحافظ العالئي :روى "الموطأ" عن مالك جماعات كثيرة ،وبين رواياتهم اختالف من
تقديم ،وتأخير ،وزيادة ،ونقص ،وأكبرها رواية القعنبي ،ومن أكبرها وأكثرها زيادات رواية أبي
مصعب ،فقد قال ابن حزم :في رواية أبي مصعب زيادة على سائر الموطآت نحو مائة حديث،
شرح الزرقاني.)60/1( ،
( )2مقدمة فتح الباري.)8/1( ،
( )3شروط األئمة الخمسة( ،ص.)64/
-420-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
-421-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
-422-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
وقد ربط كذلك بين اآليات واألحاديث في كثير من قضايا الفقه ،ومسائل
االعتقاد ،بشكل بديع ال مثيل له ،حتى أن كتاب التفسير عنده من أكبر كتب
صحيحه وأطولها.
هذا كله باإلضافة إلى أن كتابه مشتمل على مسائل دقيقه في العقيدة وعلم
التوحيد ،وفي المغازي والسير ،والرقائق والزهد ،وغير ذلك.
الفرع السابع :مرتبته بين كتب السنة:
يعتبر صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب هللا ،وتبين مما سبق أن هذا
القول هو القول الراجح.
قال ابن الصالح" :وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب هللا العزيز ،وأما ما
روينا عن الشافعي ...فإنما قال ذلك قبل وجود كتابي البخاري ومسلم"(.)1
ف في الصحيح المجرد "صحيح البخاري"(.)2 مصن ٍ
َّ وقال النووي" :أول
مالكا
وقال السيوطي :قوله "المجرد" احترز به عما اعترض عليه من أن ً
أول من صنف الصحيح ،وتاله أحمد بن حنبل ،وتاله الدارمي .قال العراقي:
مالكا لم يفرد الصحيح ،بل أدخل فيه المرسل ،والمنقطع،
ً "الجواب أن
والبالغات"(.)3
ومع ذلك فإن روايات الموطأ تُعد أحدى الموارد التي اعتمدها البخاري في
آنفا عند ذكر كالم ابن حجر في أنواع التصنيف في عصره. "صحيحه" ،كما بينت ً
وقال بعض العلماء :إن البخاري إذا وجد ً
شيئا ُي َؤثَُر عن مالك ال يكاد يعدل
به إلى غيره ،حتى أنه يروي في "الصحيح" عن عبد هللا بن محمد بن أسماء عن
عمه جويرية عن مالك( ،)4وأخذ البخاري من روايات الموطأ ،رواية التنيسي،
-423-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
والقعنبي ،وقد قال الحافظ العالئي" :وأكبرها رواية القعنبي ،ومن أكبرها وأكثرها
زيادات رواية أبي مصعب ،فقد قال ابن حزم :في رواية أبي مصعب زيادة على
سائر الموطآت نحو مائة حديث"(.)1
جدول للمقارنة بين اإلمـام مالك واإلمـام البخاري:
-424-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
-425-
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
-426-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
مثـال:
أ .القراءة خلف اإلمام ،جعل لها بابين:
باب :القراءة خلف اإلمام فيما ال يجهر فيه بالقراءة(.)1 -
باب :ترك القراءة خلف اإلمام فيما جهر فيه(.)2 -
ب.صالة المسافر إذا أجمع مكثًا ،جعل لها بابين:
باب :صالة المسافر ما لم يجمع لها مكثًا(.)3 -
باب :صالة اإلمام إذا أجمع مكثًا(.)4 -
يذكر في بعض األبواب عناوين مجملة ،ثم يفسر معناها باألدلة ،ويرجح. .8
مثـال:
أ .باب :الصالة الوسطى(.)5
روى من طريق زيد بن ثابت :الصالة الوسطى :صالة الظهر(.)6 -
ومن طريق علي بن أبي طالب وعبد هللا بن عباس :الصالة الوسطى: -
صالة الصبح(.)7
ثم رّجح فقال :وقول علي بن أبي طالب ،وابن عباس أحب ما سمعت -
إلي في ذلك(.)8
ب .باب :إعادة الصالة مع اإلمام ،ثم ذكر أدلة مختلفة وتفصيلية في الحكم في
(( )1ص.)70/
(( )2ص.)71/
(( )3ص.)114/
(( )4ص.)115/
(( )5ص.)107/
(( )6ص.)108/
(( )7ص.)108/
(( )8ص.)108/
-428-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
ذلك(.)1
يشير في بعض عناوين األبواب إلى أكثر من مسألة. .9
مثـال:
باب :صالة النافلة في السفر بالنهار والليل والصالة على الدابة: أ.
-في النافلة في السفر :أنه بلغه أن القاسم بن محمد ،وعروة بن الزبير ،وأبا
بكر بن عبد الرحمن ،كانوا يتنفلون في السفر(.)2
-التنفل بالليل والنهار :وسئل مالك عن النافلة في السفر؟ فقال :ال بأس بذلك
بالليل والنهار ،وقد بلغني أن بعض أهل العلم كان يفعل ذلك(.)3
-التنفل على الدابةَ :ع ْن َع ْم ِّرو ْب ِّن َي ْح َيى اْل َم ِّازِّن ِّيَ ،ع ْن َس ِّع ِّيد ْب ِّن َي َس ٍارَ ،ع ْن
ّ
ِ ِ
هللا ُ ي َصلي َو ُه َو َعَلى ح َم ٍارَ ،و ُه َو عبِّد هللاِّ ب ِّن عمر؛ أََّنه َقال « :أرَيت رسول ِ
َ َُْ َُ َ ُ ْ ُ ََ َْ
ُم َت َو ِج ٌه ِإَلى َخْيَبَر» .
()4
(( )1ص.)102/
(( )2ص )115/برقم (.)353
(( )3ص.)116/
(( )4ص )116/رقم الحديث (.)355
(( )5ص )135/برقم (.)427
(( )6ص )135/برقم (.)428
429
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
فقهه فيها ،فبلغ عدد الكتب ( ،)97وعدد األبواب ( ،)3972وهو أكثر كتاب من كتب
السنة اعتنى بالتراجم.
.1بدأ بكتاب بدء الوحي ،ولم يسر على طريقة المصنفات التي تتبع الترتيب الفقهي.
فصل البخاري في كتاب الطهارة فقسمه إلى عدة كتب( :كتاب الوضوء-كتاب
ّ .2
الغسل – كتاب الحيض – كتاب التيمم).
.3يتسلسل في ذكر األبواب بحسب فقه معّين .قال ابن حجر" :فرأيت أن أذكر
مناسبتها في ترتيبها قبل الشروع في شرحها ،فأقول :بدأ أوال بالشروط السابقة
على الدخول في الصالة ،وهي الطهارة ،وستر العورة ،واستقبال القبلة ،ودخول
الوقت ،ولما كانت الطهارة تشتمل على أنواع أفردها بكتاب ،واستفتح كتاب
الصالة بذكر فرضيتها لتعين وقته دون غيره من أركان اإلسالم ،وكان ستر
العورة ال يختص بالصالة فبدأ به؛ لعمومه ،ثم ثنى باالستقبال للزومه في
الفريضة والنافلة إال ما استثنى كشدة الخوف ،ونافلة السفر ،وكان االستقبال
يستدعي مكانا فذكر المساجد.)1( "...
.4تنوعت تراجم البخاري في األبواب بين تراجم ظاهرة وتراجم استنباطية:
النوع األول :التراجم الظاهرة:
وهي التي تدل على محتوى الباب بجالء ووضوح ،وال تحتاج إلى إعمال الذهن
والفكر كثي ار في فهم مدلوالتها ومن أقسامه:
أ-الترجمة بصيغة خبرية عامة تدل على المحتوى العام للباب:
مثـاله :باب تفاضل أهل اإليمان في األعمال(.)2
ب -الترجمة بصيغة خبرية خاصة بمسألة في الباب:
مثـاله :باب من الدين الفرار من الفتن(.)3
ت -الترجمة ببيان الحكم الشرعي:
-430-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
(( )1ص.)224/
(( )2ص.)18/
( )3كتاب العلم ،برقم (.)75
(( )4ص.)9/
(()5ص)40/
(( )6ص.)40/
(( )7ص ،)55/سورة الحج ،آية (.)5
(( )8ص.)23/
431
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
(( )1ص.)14/
( )2كتاب العلم ،برقم ( .)60
(( )3ص.)14/
( )4كتاب العلم ،برقم (.)61
(( )5ص.)25/
()6كتاب العلم برقم ( .)115
(()7ص)28/
-432-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
ﱰﱲﱳﱴ ﱵﱶﱷﱸﱹﱺ
ﱱ ﱭﱮﱯ
ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﱠ ( ،)1وكذا في كتاب
الحيض والتيمم.
الفرع الثالث :أوجه التشابه واالختالف:
أوجــه التشـابه:
.1كالهما احتوى مصنفه على التراجم الفقهية.
.2كالهما يراعي التسلسل في ذكر األبواب ،لكنه يختلف بحسب فقهه ،والمفهوم
الذي أراده.
.3كالهما استعمل التراجم الظاهرة.
.4كالهما يشير إلى المسائل الخالفية في بعض األبواب.
أوجــه االختـالف:
يستخدم الترجمة بآية ،خاصة استخدام اْليات ال يستعمل هذا النوع من التراجم.
في كتب الطهارة. في التراجم
يترجم بأحاديث ،لكن بكيفيه الترجمة بحديث ال يستعمل هذا النوع من التراجم.
معينة (التعليق).
الصحابة بأقوال يترجم ال يستعمل هذا النوع من التراجم. الترجمة بأقوال
والتابعين. الصحابة
والتابعين
-434-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
يترجم بهذا النوع. ال يستعمل هذا النوع من التراجم. التراجم بصيغة
االستفهام
يستعمل هذا النوع من تراجم ال يستعمل هذا النوع من الترجمة بأكثر
التراجم. األبواب. من مسألة
يترجم بقوله" ،باب.": التراجم المرسلة ال يستعمل هذا النوع من التراجم.
مثـال:
أ .عن أبي الزناد ،عن األعرج ،عن أبي هريرة .)1(
ب .عن نافع ،عن ابن عمر.)2(...
ت .عن هشام بن عروة ،عن أبيه ،عن عائشة -رضي هللا عنها.)3(...
الفرع الثاني :منهج البخاري في األسانيد:
.1يستخدم صيغ السماع :حدثنا ،وأخبرنا ،وأنبأنا ،وسمعت.
الَ :س ِم ْع ُت َح ِّارثَ َة ِّ
اقَ ،ق َ الَ :حَّد َثَنا ُش ْع َب ُة ،أَْنَبأََنا أَُبو ِّإ ْس َح َ قالَ :حَّد َثَنا أَُبو اْل َولِّيدَ ،ق َ
ان ِب ِمًنى َرْك َع َتْي ِن(.)4 آم َن َما َك َ َّ ِ َّ ِ
الَ :صلى بَنا النب ُّي َ
ٍ
ْب َن َو ْهب َق َ
َخَبَرَنا َي ْح َيىَ ،ع ْن ُع َب ْيِّد هللاَِّ ،ع ْن َن ِّاف ٍعَ ،ع ِّن ْاب ِّن ُع َم َر، ال :أ ْص َدَق ُةَ ،ق َ قال َحَّد َثَنا َ
ِ ِ
الس ْج َد ُة َفَي ْس ُجُد َوَن ْس ُجُد َح َّتى
يها َّ ورَة َّالتي ف َ الن ِب ُّي َ ي ْقَأُر ُّ
الس َ ان َّ الَ :ك َ َ ،ق َ
َحُدَنا َم َكاًنا لِ َم ْو ِض ِع َجْب َه ِت ِه(.)5َما َي ِجُد أ َ
.2يستخدم التحويل في األسانيد ،قال :حدثنا محمد بن يوسف ،قال :حدثنا سفيان،
أنسا ح وحدثنا مسدد ،قال :حدثنا يحيى ،عن
عن عمرو بن عامر ،قال :سمعت ً
سفيان.(6)...
.3يقرن بين الرواة في اإلسناد ،كما قرن إسحاق بن سويد بخالد الحذاء.
الَ :س ِّم ْع ُت ِإ ْس َحاقَ ،ع ْن َع ْبِّد َّ
الر ْح َم ِّن ْب ِّن ِّ
مثـاله :قالَ :حَّدثََنا ُم َسَّدٌدَ ،حَّدثََنا ُم ْعتَمٌر َق َ
النِّب ِّي َ و َحَّدثَِّني ُم َسَّدٌدَ ،حَّدثََنا ُم ْعتَ ِّمٌر َع ْن َخالِ ٍديهَ ،ع ِّن َّ أَِّبي ب ْكرة ،عن أَِّب ِّ
ّ َ ََ َ ْ
-436-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
يقرن البخاري بعض الرواة ال يقرن بين الرواة. يقرن بين الرواة
المتكلم فيهم مع غيرهم.
صيغة ورد في الصحيح الكثير من رواياته على يغلب الرواية بصيغ األداء
صيغ األداء رواها البخاري العنعنة.
كما هي.
ال يروي على اإلبهام. يقول في رواياته" :حدثني الثقة". الرواية على اإلبهام
مالك" ،وقال" :وذلك أني نظرت الموطأ من ثنتي عشرة رواية رويت عن مالك ،وهي:
رواية عبد هللا بن وهب.)1("...
شك في رفع الحديث ّبين ذلك. .3إذا ّ
مثـال:
َع ِن َّ ِ ِّ
النب ِي أ َْم الَ! أََّن ُه َق َ
الَ « :م ْن َتَر َك ك :الَ أ َْدرِي أ َ ال َمال ٌ ان ْب ِّن ُسَل ْيمٍَ ،ق َصْف َو ََع ْن َ
هللا َعَلى َقْل ِب ِه»(.)2 ات ِم ْن َغْي ِر ُع ْذ ٍر َوالَ ِعَّل ٍة َ
طَب َع ُ اْل ُج ُم َع َة َثالَ َث َمَّر ٍ
.4في المتـابعات:
أ .إذا كانت المتابعة بنفس اللفظ ،يذكر اإلسناد اآلخر ،ثم يقول" :مثل ذلك".
مثـال:
عن ابن شهاب ،عن سالم بن عبد هللا ،عن أبيه؛ أن عمر بن الخطاب كان -
إذا قدم مكة ،صلى بهم ركعتين .ثم يقول :يا أهل مكة أتموا صالتكم ،فإنا قوم
سفر(.)3
عن زيد بن أسلم ،عن أبيه ،عن عمر بن الخطاب ،مثل ذلك(.)4 -
ب .أما إذا اختلف لفظ المتابعة ،فإنه يذكرها بنصها:
مثـال:
باب :ما جاء في التأمين خلف اإلمام(:)5
من؛ أََّن ُه َما وع ْن أَِّبي َسَل َم َة ْب ِّن َع ْبِّد َّ
الر ْح ِّ َّبَ ،ابَ ،ع ْن س ِّع ِّيد ْب ِّن اْلمسي ِّ
َُ َ
َ -ع ِّن ْاب ِّن ِّشه ٍ
َ
ِ ِ َم َن ِْ
اإل َما ُم َفأَمُنواَ ،فإَّن ُه ِ
ال« :إ َذا أ َّ ِّ ِ
َخ َب َراهُ َع ْن أبي ُهَرْيَرَة ؛ أ َّ
ول هللا َ ق ََن َرُس َ أْ
-438-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
ين اْل َمالَ ِئ َك ِة ُغ ِفَر َل ُه َما َتَقَّد َم ِم ْن َذْن ِب ِه»(.)1 ِ ِ
ق َتأْميُن ُه َتأْم َ َم ْن َوا َف َ
انَ ،ع ْن أَِبي صالِّ ٍح َّ
الس َّم ِّ ِّ َ -ع ْن سم ٍي ،م ْوَلى أَِّبي َب ْك ِّر ْب ِّن َع ْبِّد َّ ِّ
الر ْحمنَ ،ع ْن أَبي َ َُّ َ
ام :ﱡﭐ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ الِ« :إ َذا َق َ ِ ِّ ُهَرْيَرة أ َّ
ال ْاإل َم ُ ول هللا َ ق َ َن َرُس َ
ِ
ينَ .فِإَّن ُه َم ْن َوا َف َ
()2
ق َق ْوُل ُه َق ْو َل َفُقوُلوا :آم َ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣﱠ
اْل َمالَ ِئ َك ِة ُغ ِفَر َل ُه َما َتَقَّد َم ِم ْن َذْن ِب ِه»(.)3
ِ ِّ َع َرِّجَ ،ع ْن أَِبي ُهَرْيَرَة؛ أ َّ -عن أَِّبي ِّّ ِّ
ال
ال« :إ َذا َق َ ول هللا َ ق َ َن َرُس َ الزَنادَ ،ع ِّن ْاأل ْ َْ
ُخَرىُ ،غ ِفَر آمينَ .قاَل ِت اْلمالَ ِئ َك ُة ِفي َّ ِ ِ أَحُد ُكمِ :
ينَ .ف َوا َفَق ْت ِإ ْح َد ُ
اه َما ْاأل ْ الس َماء :آم َ َ َ َ ْ
ِ ()4
َل ُه َما َتَقَّد َم ِم ْن َذْن ِبه» .
.5يذكر االستنباطات من بعض األحاديث أو اآلثار بعد ذكرها مباشرة:
مثـال:
َحُد ُك ُم ِ ِّ ُع َم َر أ َّ أ .روى مالكَ :ع ْن َن ِّاف ٍعَ ،ع ِّن ْاب ِّن
اء أ َ
ال« :إ َذا َج َ
ول هللا َ ق َ
َن َرُس َ
مالك :من اغتسل يوم الجمعة ،أول نهاره ،وهو اْل ُج ُم َعةََ ،فْلَي ْغ َت ِس ْل»( .)5ثم قال
يريد بذلك غسل الجمعة؛ فإن ذلك الغسل ال يجزي عنه ،حتى يغتسل لرواحه،
َحُد ُك ُم اْل ُج ُم َعةَ،
اء أ َ ِ
وذلك أن رسول هللا قال ،في حديث ابن عمر« ،إ َذا َج َ
َفْلَي ْغ َت ِس ْل»(.)6
ب .عن نافع ،عن سالم بن عبد هللا أن عبد هللا بن عمر ،ركب إلى ذات
النصب( ،)1فقصر الصالة في مسيره ذلك .ثم قال مالك :وبين ذات النصب
والمدينة أربعة برد(.)2
ت .عن ابن شهاب ،عن سعيد بن المسيب أنه أخبره أن الناس كانوا يؤمرون باألكل
يوم الفطر قبل الغدو .ثم قال مالك :وال أرى ذلك على الناس في األضحى(.)3
المشكل في األحاديث واآلثـار. ِّ يفسر بعض ّ .6
مثـال:
الظ ْهَر َواْل َع ْصَر َّاس أََّنه َقال« :صَّلى رسول ِ
هللا ُّ
َُ ُ َ ُ َ أ .عن َع ْبِّد هللاِّ ْب ِّن َعب ٍ
ف َوالَ َس َفر» ،قال مالك :أرى ذلكيعاِ .في َغْي ِر َخ ْو ٍ ِ ِ
يعاَ .واْل َم ْغ ِر َب َواْلع َش َ
اء َجم ً
ِ
َجم ً
كان في مطر(.)4
ب .عن يحيى بن سعيد أن رجال كان يؤم الناس بالعقيق ،فأرسل إليه عمر بن
عبد العزيز ،فنهاه ،قال مالك :وانما نهاه ،ألنه كان ال يعرف أبوه(.)5
.7يشرح بعض المعاني التي ترد في الحديث أو األثر ،ويؤيدها باألدلة:
مثال:
أنه سأل ابن شهاب عن قول هللا -تبارك وتعالى :ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇﱈ
ط ِّ
اب َيْق َرُؤ َها"ِّ :إ َذا َ ُ َُ ْ ُ َ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱠ(َ ،)6فَقال ْاب ُن ِّشه ٍ
ابَ :كان عمر بن اْلخ َّ
َ َ
ضوا ِّإَلى ِّذ ْك ِّر هللاِّ" ،قال مالك :وانما السعي في ام ُ
ِّ نوِّدي لِّ َّ ِّ ِّ
لصالَة م ْن َي ْو ِّم اْل ُج ُم َعة َف ْ َُ
كتاب هللا العمل والفعل ،يقول هللا -تبارك وتعالى :ﱡﭐﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ (،)7
-440-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
()2 ()1
ال :ﱡﭐ ﲞ ﲟ ال :ﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱠ َ ،وَق َ ال :ﱡﭐ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ َ ،وَق َ َوَق َ
ﲠ ﲡﱠ ( .)3قال مالك :فليس السعي الذي ذكر هللا في كتابه بالسعي على األقدام ،وال
االشتداد ،وانما عنى العمل والفعل(.)4
.8يذكر تحت بعض األبواب اختياراته ،وما عليه عمل أهل المدينة ،بعبارات:
وذلك الذي لم يزل عليه أهل العلم ببلدنا(.)5 أ.
ب .أحب ما سمعت إلي في ذلك(.)6
ت .األمر عندنا(.)7
ث .السنة عندنا(.)8
ج .وتلك السنة التي ال اختالف فيها عندنا(.)9
ح .وليس على هذا العمل عندنا( ،)10لعله أراد فقط بيان بلوغه الخبر.
يذكر تحت بعض األبواب المسائل التي سئل عنها: .9
مثـال:
أ .سئل مالك عن النداء يوم الجمعة :هل يكون قبل أن يحل الوقت؟ فقال :ال يكون
إال بعد أن تزول الشمس(.)11
ب .سئل مالك :عن الدعاء في الصالة المكتوبة؟ فقال :ال بأس بالدعاء فيها(.)1
ت .سئل مالك :عن رجل تصدق بصدقة ،فوجدها مع غير الذي تصدق بها عليه،
تباع :أيشتريها؟ فقال :تركها أحب إلي(.)2
غالبا يرجح في المسألة ،عمل عبد هللا بن عمر ،يقول :كان عبد هللا بن عمر
ً .11
ال يق أر خلف اإلمام ،وجعل عنوان الباب :ترك القراءة خلف اإلمام فيما جهر فيه).(3
.11تحت بعض األبواب يذكر أقواله فقط دون ذكر أي حديث أو أثر.
مثـال:
أ .باب :ما جاء فيمن رعف يوم الجمعة(.)4
-قال مالك :من رعف يوم الجمعة واإلمام يخطب ،فخرج ،فلم يرجع ،حتى فرغ
اإلمام من صالته؛ فإنه يصلي أربعا.
-قال مالك :في الذي يركع ركعة مع اإلمام يوم الجمعة ،ثم يرعف ،فيخرج ،فيأتي
وقد صلى اإلمام الركعتين كلتيهما :أنه يبني بركعة أخرى ما لم يتكلم.
-قال مالك :ليس على من رعف ،أو أصابه أمر ال بد له من الخروج أن يستأذن
اإلمام يوم الجمعة ،إذا أراد أن يخرج.
وكذلك في باب :ما جاء في اإلمام ينزل بقرية يوم الجمعة في السفر ،لم ب.
يذكر فيه إال أقواله.
الفرع الثاني :منهج البخاري في المتون:
غالبا باألحاديث المرفوعة ،ثم يذكر عمل الصحابة.
.1يبدأ ً
.2بلغ عدد األحاديث في "الصحيح" ،كما قال ابن الصالح" :وجملة ما في كتاب
الصحيح :سبعة آالف ،ومائتان ،وخمسة وسبعون حديثا باألحاديث المتكررة ،وقد
(()1ص.)164/
(( )2ص.)208/
(( )3ص.)71/
(( )4ص.)85/
-442-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
قيل :إنها بإسقاط المكررة أربعة آالف حديث"( .)1وبترقيم محمد فؤاد عبد الباقي:
سبعة آالف ،وخمسمائة ،وثالثة وستون حديثًا.
.3روى اإلمام البخاري من طريق مالك ،)2()644( :وهذا يدل على أنه اتخذ روايات
موردا من موارد كتابه(.)3
الموطأ ً
.4يختار الراجح في المسائل ،كما في ترك الوضوء من اللحم ،ويؤيده بعمل
الصحابة ،قال" :باب من لم يتوضأ من لحم الشاة ،والسويق ،وأكل أبو بكر،
وعمر ،وعثمان ،فلم يتوضئوا"(.)4
.5يشرح بعض المعاني كما في باب مواقيت الصالة ،قال :موقتا وقته عليهم(،)5
ِّ ِّ ِّ
َنالنِّب ِّّي في َسَف ٍرَ ،فأ ََرَاد اْل ُم َؤّذ ُن أ ْال ُكَّنا م َع َّ
َ
ِّ
وفي حديث أَبي َذ ٍّر اْلغَف ِّارِّّي َ ق َ
ِّ ِّ ِّ ُّ
ال َل ُهْ « :أب ِرْد»َ ،حتَّى النِّب ّي ْ « :أب ِرْد» ،ثُ َّم أ ََرَاد أ ْ
َن ُي َؤّذ َنَ ،فَق َ ال َُّي َؤّذ َن للظ ْه ِّرَ ،فَق َ
النِّب ُّي ِ« : إ َّن ِشَّد َة اْل َح ِر ِم ْن َفْي ِح َج َهَّن َمَ ،فِإ َذا ْ
اش َتَّد ال َّ ُّ ِّ
َأرَْي َنا َف ْي َء التُلولَ ،فَق َ
الص َال ِة» ثم قال :وقال ابن عباس" :تتفيأ" :تتميل(.)6 اْل َحُّر َفأَْب ِرُدوا ِب َّ
النِّب ُّي
َّ
ال
الَ :ق َس َ ق َ .6يوضح بعض األحاديث بأقوال األئمة ،كما في حديث أ ََن ٍ
َق َد ِم ِه
اجي َرَّب ُهَ ،ف َال َي ْت ِفَل َّن َع ْن َي ِم ِين ِهَ ،وَل ِك ْن َت ْح َت
َح َد ُكم ِإ َذا َصَّلى ُيَن ِ ِ
« : إ َّن أ َ ْ
اْلُي ْسَرى» ،قال بعد الحديث" :وقال سعيد عن قتادة :ال يتفل قدامه ،أو بين يديه،
ولكن عن يساره ،أو تحت قدميه .وقال شعبة :ال يبزق بين يديه ،وال عن يمينه،
ولكن عن يساره ،أو تحت قدمه"(.)1
وجهت لمالك ،مثال" :وسئل مالك :أيجزئ أن يمسح .7يذكر بعض األسئلة التي ّ
بعض الرأس ،فاحتج بحديث عبد هللا بن زيد"(.)2
.8يروي األحاديث بالمعنى بحسب ما أخذها عن شيوخه ،ويختصر ،ويكرر.
اجِّت ِّه ِّ ِّ مثال على التكرار :حديث أ ََنس ْب َن مالِّ ٍك َ يُقولَ :ك َ ِّ
ان النَّب ُّي إ َذا َخ َرَج ل َح َ ُ َ
ِّ ِّ
يء أ ََنا َو ُغ َال ٌم َم َع َنا ِّإ َد َاوةٌ ِّم ْن َماءَ .ي ْعنيَ :ي ْستَْن ِّجي ِّبه" ،ذكر البخاري هذا
ٍ ِّ
أَج ُ
الحديث في باب :االستنجاء بالماء ،وفي باب :من حمل معه الماء لطهوره ،ثم
ذكره بزيادات في الباب الذي يليه ،باب :حمل العنزة مع الماء في االستنجاء(.)3
اء َرُج ٌل ِّإَلى الَ :ج َ الر ْح َم ِّن ْب ِّن أ َْب َزىَ ،ق َومثال االختصار والرواية بالمعنى حديث َع ْبِّد َّ
ُصب اْلماءَ ،فَقال ع َّمار بن ي ِّ ِّ ِّ َّ ِّ
اس ٍر َ َ ُ ُْ َ َج َن ْب ُتَ ،فَل ْم أ ْ َ َ الِّ :إّني أ ْ ُع َم َر ْب ِّن اْل َخطاب َ فَق َ
َماص ِّّلَ ،وأ َّ َما تَ ْذ ُك ُر أََّنا ُكَّنا ِّفي َسَف ٍر أ ََنا َوأ َْن َتَ ،فأ َّ َّ ِّ ِّ ِّ
َما أ َْن َت َفَل ْم تُ َ ل ُع َم َر ْبن اْل َخطاب :أ َ
ِ أَنا َفتَم َّع ْكتَ ،فصَّليتَ ،ف َذ َكرت لِّ َّلنِّب ِّي َّ
يكان َي ْكف َ النِّب ُّي ِ« :إَّن َما َك َ ال َّ صلى َ فَق َ ّ َ ُْ َ ُْ َ َ ُ
ضَ ،وَن َف َخ ِفي ِه َماُ ،ث َّم َم َس َح ِب ِه َما َو ْج َه ُه الن ِب ُّي ِ ب َك َّفْي ِه ْاألَْر َ
َه َك َذاَ :ف َضَر َب َّ
َوَك َّفْي ِه»( ،)4رواه هكذا بكامله في باب :المتيمم هل ينفخ فيهما؟( ،)5ثم ذكره
مختص ار وبالمعنى في باب :التيمم للوجه والكفين َ ،ع ْن َع ْبِّد َّ
الر ْح َم ِّن ْب ِّن أ َْب َزى ()6
يك اْل َو ْج َه ِ َقالَ :قالَ :ع َّم ٌار لِّعمر :تَم َّع ْك ُت َفأَتَ ْي ُت َِّّ
الَ« :ي ْكف َ النب َّي َ ،فَق َ َ ُ ََ َ َ
َواْل َك َّفْي ِن» .
()7
( )1كتاب مواقيت الصالة ،باب :المصلي يناجي ربه ،برقم (.)531
(( )2ص.)73/
(( )3ص.)31/
( )4رقم الحديث (.)338
(( )5ص.)59/
(( )6ص.)59/
( )7رقم الحديث (.)341
-444-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
.9يذكر شواهد الحديث تحت عنوان الباب مباشرة ،عن بعض الصحابة دون ذكر
نص الحديث ،كما في باب :االستنثار في الوضوء ،قال البخاري :ذكره عثمان،
وعبد هللا بن زيد ،وابن عباس عن النبي.)1(
َّللاِّ
ول َّ .10يذكر المتابعات بعد ذكر الحديث ،كما في حديث ْابن َعبَّاس أ َّ
َن َرُس َ
الِ« :إ َّن َل ُه َد َس ًما» َت َاب َع ُه ُيوُن ُ
س. ضَ ،وَق َ َش ِّر َب َل َبًنا َف َم ْ
ض َم َ
الفرع الثالث :أوجه التشابه واالختالف:
في رواية البخاري من طريق مالك ( )644حديثًا ،هذا يعني أنهما تشابها في
طريقة عرض المتون ،في هذه الروايات المشتركة.
أوجه االختالف:
صحيح البخاري موطأ مالك وجه المقارنة
يحتج بالمرفوع ،والموقوف ،يحتج فقط باألحاديث
أنواع الروايات
على والتي والمرسل ،المسندة، والمقطوع،
المحتج بها
شرطه. والمنقطع ،والبالغات.
في يكرر ما كثير
ًا
بحسب األحاديث ال ينهج منهج التكرار. التكرار في المتون
تناسبها مع األبواب.
( )4000دون المكرر ()666 عدد أحاديثه
(( )1ص.)33/
445
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
-446-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
وانتقى ،وخلص ،ولم يرو إال عن ثقة حجة ...وانما روى مالك عن عبد الكريم بن أبي
الخارق ،وهو مجتمع على ضعفه وتركه؛ ألنه لم يعرفه؛ إذ لم يكن من أهل بلده،
وكان حسن السمت والصالة؛ فغره ذلك منه ،ولم يدخل في كتابه عنه حكما أفرده
به(.)1
وقال اإلمام أبو القاسم الدولعي" :أخذ مالك على تسعمائة شيخ ،منهم ثالثمائة
من التابعي ن ،وستمائة من تابعيهم ممن اختاره ،وارتضى دينه ،وفقهه ،وقيامه بحق
الرواية وشروطها ،وخلصت الثقة به ،وترك الرواية عن أهل دين وصالح ال يعرفون
الرواية(.)2
مالكا ال يروي إال عن ثقة عنده ،ولم يكتف بذلك ،بل كان
وما تقدم يدلنا أن ً
يشترط الشهرة بطلب العلم ،والعناية به حتى يعلم الراوي ما يحدث به.
ولهذا فإن اإلمام مالكا تحرى في الرواية ،وتوخى الصحيح من الحديث الذي
يصلح للحجة ،ومن أجل هذا استوعب الشيخان أكثر حديثه ،وهذا يدل على أن أكثر
أسانيده الموصولة في الدرجة العليا من الصحيح(.)3
فهو القائل" :ال ُيؤخذ العلم من أربعة ،ويؤخذ من سواهم :ال يؤخذ من سفيه ،وال
يؤخذ من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ،وال من كذاب يكذب في حديث الناس،
وال من شيخ له فضل وصالح وعبادة إذا كان ال يعرف ما يحدث"(.)4
.2وأبان أنه ال يأخذ عن المبتدعة ،أسند ابن عبد البر من طريق مطرف بن عبد
هللا ،عن مالك بن أنس قال" :لقد تركت جماعة من أهل المدينة ما أخذت عنهم
شيئا ،وانهم لممن يؤخذ عنهم العلم ،وكانوا أصناًفا :فمنهم من كان
من العلم ً
-448-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
ومن شدة حرصه على صحة األحاديث التي جمعها عرضها على المتقنين في
عهده.
قال أبو جعفر العقيلي" :لما ألف البخاري كتاب الصحيح عرضه على أحمد بن
حنبل ،ويحيى بن معين ،وعلى بن المديني ،وغيرهم ،فاستحسنوه ،وشهدوا له بالصحة
إال في أربعة أحاديث" قال العقيلي" :والقول فيها قول البخاري ،وهي صحيحة"(.)1
.2روايته عن أهل البدع:
قد وردت أحاديث في صحيح البخاري في أسانيدها بعض أهل البدع ،وقد
سماهم الحافظ ابن حجر في "المقدمة" ،فمنهم الناصبي ،والشيعي ،والجهمي ،والقدري،
-450-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
( )1الموطأ ،كتاب الجهاد ،باب :ما جاء في الوفاء باألمان( ،ص )317/برقم (.)983
( )2الموطأ ،كتاب الجهاد ،باب :العمل في غسل الشهيد( ،ص )328/برقم (.)1009
( )3الموطأ ،كتاب القدر ،باب :جامع ما جاء في أهل القدر( ،ص )628/برقم (.)1667
( )4انظر :الواضح في مناهج المحدثين( ،ص.)286/
451
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
( )1الموطأ ،كتاب االعتكاف ،باب :قضاء االعتكاف( ،ص ،)233/برقم (.)699
( )2المـوطأ( ،ص.)234/
( )3أوجز المسالك.)112/1( ،
( )4الموطأ( ،ص )656/رقم الحديث (.)1763
( )5المراسيل.)220/1( ،
( )6التمهيد.)202/24( ،
-452-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
مالكا
يعرف هذا الحديث إال من طريق الواقدي ،لهذا رجح بعض أهل العلم أن ً
أخذه عنه مذاكرة"(.)1
.4بعض البالغات سببها جمع المتفرق من الحديث ،حيث يسوق اإلمام مالك جملة
من األحاديث في سياق واحد للتعبير عن قصة واحدة أو حادثة واحدة ورد فيها
جملة من األحاديث.
مثال ذلك :ما ذكره في كتاب الجنائز:
صلَّى ُّ ِّ ِّ ِّ ِّ َن رسول َّ ِّ ِّ
َّللا تُُوّف َي َي ْوَم ْاال ْث َن ْينَ ،وُدف َن َي ْوَم الث َالثَاءَ ،و َ َع ْن َمالك أََّن ُه َبَل َغ ُه أ َّ َ ُ َ
ِّ ِّ ِّ
آخ ُرو َنُ :ي ْدَف ُن ال َ اسُ :ي ْدَف ُن ع ْن َد اْلم ْن َب ِّرَ ،وَق َ
ال َن ٌ َحٌدَ ،فَق َاس َعَل ْيه أَْف َذا ًذا ال َي ُؤ ُّم ُه ْم أ َ َّ
الن ُ
ط ِّإ َّالَّللاِّ يُقول :ما د ِّفن نِّب ٌّي َق ُّ ِّ يعَ ،فجاء أَبو ب ْك ٍر ِّ ِّ ِّ
َ ُ َ ُ َ َ ول َّ الَ :سم ْع ُت َرُس َ يقَ ،فَق َ الصّد ُّ ِّباْل َبق ِّ َ َ ُ َ
يص ِّه، يهَ ،فَل َّما َكان ِّع ْند ُغسلِّ ِّه ،أَرادوا ن ْزع َق ِّم ِّ يهَ ،فح ِّفر َله ِّف ِّ ِّفي مك ِّان ِّه َّالِّذي توِّّفي ِّف ِّ
ََ
َُ َ َ َ َ ْ َُ ُ ُُ َ
يصَ ،و ُغ ِّّس َل َو ُه َو َعَل ْي ِّه .)2( َفس ِّمعوا صوتًا يُقول :ال تَ ْن ِّزعوا اْلَق ِّميصَ ،فَلم ي ْن َز ِّ
ع اْلَقم ُ ْ ُ ْ َ ُ َ ُ َْ َ ُ
الفرع الثاني :معلقات البخاري:
أوًال :تعريف المعلقات:
المعلق" :وهو الذي حذف من مبتدأ إسناده واحد أو أكثر"(.)3
أمثلة(:)4
يح ُة َِّّّلِلِّ َولِّ َرُسولِّ ِّه
النص َ
ِّ
الدين َّ ِّ
ابَ :ق ْو ِّل النَِّّب ِّّي ُ ّ :
.1التعليق إلى رسول هللا َ ،ب ٌ
امِّت ِّه ْم(.)5
ين َو َع َّ ِّ ِّ ِّ ِّ
َوألَئ َّمة اْل ُم ْسلم َ
أخبره أن أبا سعيد الخدري أخبره أنه سمع رسول هللا يقولِ" :إ َذا أ ْ
َسَل َم اْل َعْبُد
ِ ِ ِ
اص ان َب ْع َد َذل َك اْلق َص ُ ان َزَل َف َهاَ ،وَك َ َّللا َعْن ُه ُك َّل َسِيَئ ٍة َك َ ِ
َف َح ُس َن إ ْسالَ ُم ُه ُي َكفُر َّ ُ
َّللا
َن َي َت َج َاو َز َّ ُ السِيَئ ُة ِب ِم ْثلِ َها ِإالَّ أ ْ
ف َو ََّم َثالِ َها ِإَلى َسْب ِع ِمَئ ِة ِض ْع ٍ ِ
اْل َح َسَن ُة ب َع ْش ِر أ ْ
َعْن َها"(.)2
ثانيا :أنـواع المعـلقـات(:)3
ً
النوع األول :ما يوجد في موضع آخر من كتابه موصوًال.
النوع الثاني :وهو ما ال يوجد في كتابه إال معلقا ،فهو على صورتين:
الصورة األولى :أن يرد بصيغة الجزم ،فهو صحيح إلى من علقه عنه ،وبقي النظر
فيما أبرز من رجاله ،فبعضه يلتحق بشرطه.
الصورة الثانية :أن يرد بصيغة التمريض ،ال يوجد فيه ما يلتحق بشرطه إال مواضع
يسيرة ،قد أوردها بهذه الصيغة؛ لكونه ذكرها بالمعنى.
حكمه :فيه ما هو صحيح ،وان تقاعد عن شرطه ،إما لكونه لم يخرج لرجاله ،واما
لوجود علة فيه عنده ،ومنه ما هو حسن ،ومنها :ما هو ضعيف ،وهو على قسمين:
أحدهما :ما ينجبر بأمر آخر.
وثانيهما :ما ال يرتقي عن رتبة الضعيف ،وحيث يكون بهذه المثابة فإنه يبين ضعفه،
ويصرح به حيث يورده في كتابه.
(( )1ص.)37/
(( )2ص )10/برقم (.)41
( )3النكت على مقدمة ابن الصالح ،البن حجر )326-325/1( ،بتصرف.
-454-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
-456-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
الخـــــــــــاتمــــــــــــة
ويسر إلتمام هذا البحث ،والذي أفدت منه إفادة كبيرة،
الحمد هلل الذي أعان ّ
وتشرفت بقراءة هذين الكتابين لعلمين من أعالم األمة ،وقد خلصت من هذا البحث
بنتائج ،أهمها:
.1رواية البخاري من طريق مالك ال تعني بالضرورة أنه اعتمد على كتابه ،وذلك
ألمور:
-اختالف الغاية في التأليف جعلت هذين المصنفين مختلفين من وجوه ،كنوع
األحاديث واآلثار المحتج بها ،وطريقة التبويب ،وموضوع الكتاب ومحتواه؛ ألن
غاية اإلمام مالك جمع الناس على فقه واحد ،وغاية البخاري جمع األحاديث
الصحيحة.
-عدد أحاديث البخاري بدون المكرر فاق عدد أحاديث الموطأ المسندة بأكثر من
معتمدا عليه بمفرده لتساوى عدد األحاديث بينهما،
ً أربعة أضعافه ،ولو أنه كان
أو على األقل تقارب العدد.
-عدد شيوخ البخاري أكثر بكثير من شيوخ مالك؛ مما كان له األثر في زيادة
مروياته ،وكثرة رحالته ،أعطته فرصة أكبر لزيادة التحري.
.2الحق أن اإلمام البخاري استفاد من طريقة الموطأ ،وفي الوقت ذاته استفاد من
كثير من المصنفات التي سبق أن ألفت ،كمسند أحمد ،ومصنف ابن أبي شيبة،
فبهذا تبطل المقولة" :لوال مالك لما قام البخاري وما قعد".
.3استفادة اإلمام البخاري من اإلمام مالك جعلته يتجنب ًا
أمور كان يسلكها مالك،
حتجاجا ،واقتصاره على األحاديث
ً ومنها :الرواية على اإلبهام ،وايراد البالغات ا
الفقهية ،واقتصاره على التراجم الفقهية.
457
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
-458-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
459
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
.11تهذيب األسماء واللغات ،أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي ،عنيت
بنشره وتصحيحه والتعليق عليه ومقابلة أصوله :شركة العلماء بمساعدة إدارة
الطباعة المنيرية ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان( ،د.س).
.11تهذيب التهذيب ،أحمد بن علي بن حجر العسقالني ،باعتناء :إبراهيم الزيبق،
عادل مرشد ،مؤسسة الرسالة ،دمشق.
.12الثقـات ،محمد بن حبان بن أحمد البستي ،تحقيق :شرف الدين أحمد ،دار الفكر،
بيروت1395( ،هـ1975 ،م).
.13جامع األصول في أحاديث الرسول ،مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد
الجزري ابن األثير ،تحقيق :عبد القادر األرناؤوط ،مكتبة الحلواني ،مطبعة
المالح ،مكتبة دار البيان( ،ط 1389( ،)1:هـ1969 ،م).
.14الجرح والتعديل ،عبد الرحمن بن أبي حاتم ،الرازي ،دار الكتب العلمية ،بيروت،
(1372هـ1952،م )
.15حجة هللا البالغة ،أحمد بن عبد الرحيم بن الشهيد وجيه الدين بن معظم بن
منصور المعروف بـ «الشاه ولي هللا الدهلوي» ،تحقيق :السيد سابق ،دار الجيل،
بيروت ،لبنان( ،ط 1426 (،)1:هـ2005 ،م).
.16حلية األولياء وطبقات األصفياء ،أبو نعيم أحمد بن عبد هللا األصبهاني ،دار
الكتاب العربي ،بيروت(،ط1405( ،)4:هـ).
.17دراسات في مناهج المحدثين ،أمين القضاة ،وعامر صبري ،جهينة ،األردن،
(1432هـ2011،م).
.18الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المصنفة ،محمد بن جعفر
الكتاني ،تحقيق :محمد المنتصر محمد الزمزمي الكتاني ،دار البشائر اإلسالمية،
بيروت( ،ط.)1986 ،1406 ( ،)4:
.19سير أعالم النبالء ،محمد بن أحمد بن عثمان ،الذهبي ،تحقيق :شعيب
األرناؤوط ،ومحمد نعيم العرقسوسي ،مؤسسة الرسالة ،بيروت1405 ( ،هـ _
1984م ).
-460-
د .فتون محمد تومان الشمري موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري أبحاث
.21شرح الزرقاني على موطأ اإلمام مالك ،محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني
المصري األزهري ،تحقيق :طه عبد الرؤوف سعد ،مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة،
(ط1424( ،)1:هـ2003 ،م).
.21شروط األئمة الستة البخاري ومسلم وأبي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه،
محمد بن طاهر المقدسي ،ويليه شروط األئمة الخمسة البخاري ومسلم وأبي
داوود والترمذي والنسوي ،محمد بن موسى الحازمي ،دار الكتب العلمية ،لبنان،
(ط1405 (،)1:هـ1984 ،م).
.22صحيح البخاري ،أبي عبدهللا محمد بن اسماعيل البخاري الجعفي ،دار السالم
للنشر والتوزيع ،الرياض(،ط1419( ،)2:هـ1999،م).
.23الطبقات الكبرى (القسم المتمم) ،محمد بن سعد بن منيع الهاشمي أبو عبد هللا،
تحقيق :زياد محمد منصور ،الناشر مكتبة العلوم والحكم ،المدينة المنورة،
(1408هـ).
.24علوم الحديث (مقدمة ابن الصالح ) ،أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن
الشهرزوري( ،د :ن)( ،ط1984 ( ،)1:م).
.25فتح الباري شرح صحيح البخاري ،أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني
الشافعي ،دار المعرفة ،بيروت1379( ،هـ).
.26لسان المحدثين ،محمد خلف سالمة( ،د.ن ،).الموصل2007( ،م).
.27المحدث الفاصل بين الراوي والواعي ،الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي،
تحقيق :د .محمد عجاج الخطيب ،دار الفكر ،بيروت( ،ط1404( ،)1:هـ).
.28المدخل إلى مناهج المحدثين :األسس والتطبيق ،رفعت فوزي عبد المطلب ،دار
السالم ،القاهرة( ،ط1429( ،)1:هـ2008 ،م).
.29المـراسيل ،أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر
الحنظلي الرازي ،تحقيق :شكر هللا نعمة هللا قوجاني ،مؤسسة الرسالة ،بيروت،
(ط1397( ،)1:هـ).
461
العدد ()96 مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية
.31مسند الموطأ للجوهري ،أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد هللا بن محمد الغافقي
الجوهري المالكي ،تحقيق :لطفي بن محمد الصغير ،طه بن علي ُبوسريح ،دار
الغرب اإلسالمي ،بيروت( ،ط1997( ،)1:م).
.31معجم البلدان ،ياقوت بن عبد هللا الحموي أبو عبد هللا ،دار الفكر ،بيروت.
.32معجم مقاييس اللغة ،أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ،تحقيق :عبد السالم
محمد هارون ،دار الفكر ،بيروت1399( ،هـ1979 ،م).
.33المنتقى شرح الموطأ ،أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث
التجيبي القرطبي ،الباجي األندلسي ،مطبعة السعادة ،بجوار محافظة مصر،
(ط 1332( ،)1:هـ).
.34موطأ اإلمام مالك واعتماد البخاري ومسلم على نسخ مكتوبة منه في
المكية ،مكة المكرمة،
َ الصحيحين ،محمد سعيد بن محمد حسن البخاري ،المكتبة
(ط1428( ،)1:هـ2008،م).
.35الموطأ ،لإلمام مالك بن أنس ،تحقيق :صدقي جميل العطار ،دار الفكر للطباعة
والنشر والتوزيع ،بيروت( ،ط1425،1426(،)1:هـ2005،م).
.36النكت على كتاب ابن الصالح ،أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن
حجر العسقالني ،تحقيق :ربيع بن هادي عمير المدخلي ،عمادة البحث العلمي
بالجامعة اإلسالمية ،المدينة المنورة ،المملكة العربية السعودية( ،ط،)1:
(1404هـ1984/م).
.37النهاية في غريب الحديث واألثر ،مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن
محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني ،تحقيق :طاهر أحمد الزاوي ،محمود
محمد الطناحي ،المكتبة العلمية ،بيروت1399( ،هـ1979 ،م).
.38الواضح في مناهج المحدثين ،ياسر الشمالي ،دار الحامد للنشر والتوزيع،
(ط2006( ،)2:م).
-462-