Professional Documents
Culture Documents
ورش الجهوية المتقدمة في ضوء النموذج التنموي الجديد..PROJET à Rechercher
ورش الجهوية المتقدمة في ضوء النموذج التنموي الجديد..PROJET à Rechercher
ورش الجهوية المتقدمة في ضوء النموذج التنموي الجديد..PROJET à Rechercher
–
إذ يؤطر الفصل األول من دستور 2011مسألة الالمركزية الترابية ويربطها بالجهوية
المتقدمة بشكل واضح ،وهكذا نصت الفقرة الرابعة من هذا الفصل على أن " التنظيم الترابي
للمملكة تنظيم المركزي ،يقوم على الجهوية المتقدمة".
كما جرى تخصيص الباب التاسع من الدستور كامال للحديث عن الجهات والجماعات
الترابية األخرى ،مؤكدا على "أن الجهة تتبوأ ،تحت إشراف مجلسها ،مكانة الصدارة بالنسبة
للجماعات األخرى.1036"...
ولهذا الغرض شرعت الدولة المغربية في تبني النموذج الجهوي ،من خالل إعتماد
الجهوية المتقدمة في إطارالالمركزية االدارية ،بحيث تم إعادة تقطيع التراب الوطني سنة 2012
1035دستور المملكة الصادر سنة 3211الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.41الصادر في 33من شعبان 1923الموافق ل
34يوليو 3211المنشور بالجريدة الرسمية عدد 3469مكرر 34شعبان 1923الموافق ل 22يوليو .3211
1036الفصل 192من الدستور.
إلى 12جهة بدل تقطيع 1551الذي إعتمد فيه 11جهة ،باإلضافة إلى إضفاء الشرعية
الدستورية والتنظيمية عليها.
هذه المكانة ،التي تكرست بصدور القوانين التنظيمية للجماعات الترابية سنة
،10372019للتفصيل في التنظيم الترابي للمملكة الذي جاء به الدستور ،وعلى رأسها القانون
التنظيمي للجهات ،باإلضافة إلى العديد من المراسيم التنظيمية ذات الصلة بتفعيل
المقتضيات الواردة في القانون التنظيمي للجهات ،وما تالها من نصوص تنظيمية مخولة لها
صالحيات واسعة ،تجعلنا نتطلع لجهات فاعلة تتجاوب مع انشغاالت المغاربة الملحة ،وتساهم
في تحسين المعيش اليومي للمواطنين ،فقد أصبح من الضروري اليوم جعل البعد املجالي ركيزة
أساسية ومهمة للنموذج التنموي الجديد ،خاصة وأن هناك ارتباطا وثيقا بين النموذج التنموي
الجديد الذي يريده المغرب وبين الجهوية المتقدمة.
وما يؤكد هذا القول ،نذكر على سبيل المثال الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين
في الدورة الرابعة لمنتدى "كرانس مونتانا" التي احتضنتها مدينة الداخلة خالل شهر مارس
.2012ومما جاء فيها أن "الجهوية المتقدمة ليست مجرد تدبير ترابي أو إداري ،بل هي تجسيد
فعلي إلرادة قوية على تجديد بنيات الدولة وتحديثها ،بما يضمن توطيد دعائم التنمية المندمجة
ملجاالتنا الترابية ،ومن ثم تجميع طاقات كافة الفاعلين حول مشروع ينخرط فيه الجميع".
وخالل خطاب عيد العرش بتاريخ 25يوليو ،2015أكد جاللة الملك على ضرورة بلورة
مشروع تنموي جديد للبالد قابل للتنفيذ ،وقادر على تقويم مختلف االختالالت التي يشهدها
المغرب ،مع الحديث عن إحداث لجنة استشارية تعمل على وضع وإعداد تقرير شامل عن
الوضع الراهن للتنمية في المغرب.
هذه اللجنة التي عين الملك بتاريخ 15نونبر 2015السيد شكيب بنموس ى رئيسا لها ،كما
قام بتعيين أعضاء اللجنة الخاصة بها ،والتي تتشكل من 39شخصية من المسؤولين والخبراء
واألكاديميين ،الذين لهم دراية واسعة بمختلف الميادين السياسية واالقتصادية واالجتماعية
والثقافية والبيئية.
1037ظهير شريف رقم 1.13.42صادر في 3يوليو ،3213بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.19المتعلق بالجهات.
ظهير شريف رقم 1.13.49صادر في 3يوليو ،3213بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 113.19المتعلق بالعماالت واالقاليم.
ظهير شريف رقم 1.13.43صادر في 3يوليو ،3213بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 112.19المتعلق بالجماعات.
وفي يوم 29ماي 2021وضع رئيس لجنة النموذج التنموي ،التقرير 1038بين يدي جاللة
الملك بالقصر الملكي بفاس ،وقد تميز هذا التقرير باعتماد مقاربة تشاركية وذلك بتفاعلها مع
كافة األطراف (المؤسسات ،الفاعلين االقتصاديين والمواطنين.)… ،
وبين ثنايا التقرير ،نستشف أن ورش الجهوية المتقدمة أخذ حيزا كبيرا منه ،حيث راهن
بقوة على الجهة واعتبرها فضاء حيوي لتنزيل السياسات العمومية ،ومصدرا مهما لخلق الثروة
المادية والالمادية ،كما أن لها دورأساس ي في تعزيزالتنمية المندمجة والشاملة والمستدامة.
ومن بين التوصيات القوية التي يتضمنها التقرير" ،استعجالية تنزيل الجهوية المتقدمة
مع ال تمركزفعلي ،وإنهاء التلكؤ الذي أخرتطبيقها".
وبناءا على ما ورد يطرح السؤال املحوري :حول المسارالعام للجهوية المتقدمة بالمغرب
ثم الرؤى و المقاربات التي تبناها التقريرالعام للنموذج التنموي الجديد والتي من شأنها تسريع
و إنجاح ورش الجهوية المتقدمة ؟
ومن أجل اإلحاطة بمتغيرات اإلشكال المطروح ،إرتئينا تقسيم الدراسة لنقطتين كاآلتي:
أوال :اإلطار السياس ي و القانوني لتنزيل الجهوية المتقدمة بالمغرب .ثانيا :مرتكزات النموذج
التنموي الجديد إلنجاح ورش الجهوية المتقدمة .
تعد الجهوية اإلطار األنسب لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية املحلية فبعدما
أظهرت الوحدات الالمركزية التقليدية عجزها عن استيعاب المشاكل االقتصادية ومختلف
اإلكراهات التي يواجهها املجال بالمغرب ،ظهرالفضاء الجهوي كإطارأوسع ومالئم لمواجهة هذه
1038التقريرالعام للجنة الخاصة بالنموذج التنموي ،النموذج التنموي الجديد تحريرالطاقات واستعادة الثقة لتسريع و تيرة التقدم وتحقيق
الرفاه للجميع ،أبريل. 3231
االختالفات وتحقيق التنمية ،وذلك بالنظر لما تتيحه الجهوية من إمكانية لتجميع الثروات
المتواجدة على صعيد األقاليم والمناطق والتنسيق بين مختلف الخطط والبرامج االقتصادية
واالجتماعية املحلية واملخططات الوطنية ،األمر الذي من شأنه أن يحقق نموا اقتصاديا
واجتماعيا لكافة المناطق والجهات وبالتالي محاربة اإلختالالت والتباينات االقتصادية
واالجتماعية .
وسنعرض فيما يلي اإلطار السياس ي والقانوني لتنزيل ورش الجهوية المتقدمة ،على أربع
مستويات:
يتطلع ورش الجهوية المتقدمة إلى بلورة اإلرادة الملكية السامية الرامية إلى تمكين
المغرب من جهوية متقدمة ،ديمقراطية الجوهر مكرسة للتنمية المستدامة والمندمجة
اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا ،تكون مدخال إلصالح عميق لهياكل الدولة من خالل السير
الحثيث المتدرج على درب الالمركزية والالتمركز الفعليين النافذين ،والديمقراطية المعمقة،
والتحديث االجتماعي والسياس ي واإلداري للبالد والحكامة الجيدة.1039
و يعد خطاب 1نونبر 1040 2002مرجعية أساسية ،إذ يحدد تصورا مفصال للجهوية
المتقدمة أو الموسعة ،ويؤكد صاحب الجاللة في هذا الخطاب على ما يلي ":لذلك قررنا بعون
الله فتح صفحة جديدة في نهج اإلصالحات المتواصلة الشاملة التي نقودها بإطالق مسارجهوية
متقدمة ومتدرجة ،تشمل كل مناطق المملكة ،وفي مقدمتها جهة الصحراء المغربية… " ،وهكذا
يشيرالخطاب الملكي إلى مفاهيم وعبارات يمكن اإلستناد إليها لتحديد المعالم الكبرى للجهوية
المرتقبة " :الجهوية المتقدمة والمتدرجة " " ،التدبير الديمقراطي للشؤون املحلية "" ،إصالح
هيكلي عميق " " ،إستحضاردورالمؤسسات الدستورية "" ،تقسيم ناجع " " ،نظام فعال إلدارة
الممركزة يشكل قطيعة مع المركزية المتحجرة" " ،إصالح مؤسس ي عميق""،ورش هيكلي
متقدمة". لجهوية مغربي كبير""،نموذج
ويتحدث هذا الخطاب أيضا عن مبادئ توجيهية أساسية " :مبادئ الوحدة والتوازن والتضامن"
1039تقرير حول الجهوية المتقدمة ،مرفوع إلى صاحب الجاللة الملك محمد السادس ،اللجنة اإلستشارية للجهوية ،ص.3
1040الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 22للمسيرة الخضراء-مراكش 6نونبر ،3224سلسلة انبعاث أمة :الجزء ،33القسم الثاني ،ص:
.942
التي تسعى إلى تحقيق ثالثة أهداف " :ترسيخ الحكامة املحلية الجيدة وتعزيزالقرب من المواطن
وتفعيل التنمية الجهوية المندمجة ".
وقد جاء الخطاب الملكي بتاريخ 3يناير 2010حول تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية
ليدقق شيئا ما في التوجيهات ،حيث إعتبرأن بلورة الجهوية يتعين أن تقوم على مرتكزات أربع:
االلتزام بالتضامن إذ ال ينبغي اختزال الجهوية في مجرد توزيع جديد للسلطات بين المركز
والجهات.
انتهاج سياسة الالتمركزالواسع الذي لن تستقيم الجهوية بدون تفعيله في نطاق حكامة
ترابية ناجعة قائمة على التناسق والتفاعل.
وقد توخى الخطاب الملكي المتعلق بتنصيب اللجنة الجهوية االستشارية بلوغ أهداف
جوهرية أهمها وجود جهات قوية ذات مجالس وأجهزة تمثيلية وليست صورية ،على رأسها نخب
مؤهلة ومؤطرة قادرة على حسن تدبير شؤون الجهات المشرفة عليها واالستجابة لتطلعات
المواطنين وحاجياتهم التنموية.1041
سبق التطرق أعاله إلى اإلرادة الملكية في تكريس الجهوية المتقدمة ،و التي ترجمت في
تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية ،وسنورد فيمايلي مقتطفات من الخطاب الملكي ليوم 3
يناير: 2010
1041عبد العلي حامي الدين ،الجهوية المتقدمة في سياق تطور الالمركزية بالمغرب ،منشورات مركز الدراسات و األبحاث في العلوم
اإلجتماعية ،منشور على الموقع www.cerss.org :تاريخ وساعة األطالع .13:99 3232/21/32 :
"فإننا ندعو اللجنة إلى االجتهاد في إيجاد نموذج مغربي -مغربي للجهوية ،نابع من
خصوصيات بلدنا".
"ويظل طموحنا الوطني اإلرتقاء من جهوية ناشئة إلى جهوية متقدمة ذات جوهر
ديمقراطي وتنموي".
"وهي لحظة قوية ،نعتبرها انطالقة لورش هيكلي كبير ،نريده تحوال نوعيا في أنماط
الحكامة الترابية".1042
واعتبر الخطاب أن الغاية المؤطرة للطموح الوطني بالنسبة لورش الجهوية ،ستظل
االرتقاء من جهوية ناشئة إلى جهوية متقدمة ذات جوهر ديمقراطي وتنموي؛ وهذه الغاية بقدر
ما تضع السقف األقص ى لخيار الجهوية المتقدمة في نموذجها المغربي ،بقدر ما تدفع إلى
مساءلة العناصرالكبرى للتصورالعام للجنة االستشارية للجهوية.1043
نموذج جهوي ديمقراطي الجوهر؛ يعمل على التدبير الديمقراطي للجهة ،ال من حيث
تدعيم الديمقراطية التمثيلية ،وتوسيع المشاركة النسائية ومشاركة المواطنين،
وتطوير عالقات الشراكة مع النسيج الجمعوي والقطاع الخاص ،و أيضا تقوية
االختصاصات التقريرية والتنفيذية للمجالس المنتخبة.
نموذج جهوي متناسق ومندمج؛ يبرز الجماعة الجهوية كشريك مميز للدولة ،بإقرار
صدارتها في ترسيخ ودمج تصورات ومخططات وبرامج باقي الجماعات الترابية األخرى.
نموذج جهوي مدعم لالختصاصات؛ يعمل على تمكين الجماعات الجهوية وباقي
الجماعات الترابية األخرى من االضطالع باالختصاصات املخولة لها.
نموذج جهوي مجدد للعالئق بين الدولة والجماعات الترابية؛ مبنية على الشراكة وعلى
اإلشراف والمر اقبة المرنة عوض الوصاية.
نموذج جهوي مؤهل ومتضامن؛ عن طريق الدعوة إلى إحداث صندوق للتأهيل
االجتماعي وصندوق للتضامن الجهوي مع تقوية موارد الجهات بشكل ملموس.
نموذج جهوي وظيفي ومؤسساتي؛ يكرس للتنمية المندمجة على مستوى التقطيع
الجديد لجهات المملكة؛ معتدا باعتبارات موضوعية مثل الوظائف االقتصادية
و أقطاب التنمية المندمجة والعالقات والتفاعالت الحيوية اآلنية والمستقبلية بين
الساكنة املحلية ،ومراعيا أيضا لإلكراهات البيئية والتحديات المرتبطة بها.
نموذج جهوي تجميعي وبين-جماعي؛ وذلك بغرض تجنب االزدواجية العضوية للمجالس
المنتخبة ولتطويرالتجمع البيني للجماعات الترابية.
إن نموذج الجهوية المتقدمة كما جاء في التصور العام للجنة االستشارية للجهوية ،هو
أنه نموذج ديمقراطي الجوهر ،متناسق ومندمج ،وداعم لالختصاصات ومجدد للعالقات،
ومؤهل ومتضامن ،ووظيفي ومؤسساتي ،يعتد باألبعاد الذاتية الوطنية في خياراته السياسية
واملجتمعية ،وهي خاصيات بقدر ما تهدف إلى التكامل والتناسق في مكوناتها الذاتية
1045اللجنة االستشارية للجهوية ،تقرير حول الجهوية المتقدمة ،الكتاب األول ،التصور العام ،ص .14-13
والموضوعية ،بقدرما ستحاول تجسيد ذات الخاصيات من خالل مقترحات اللجنة االستشارية
للجهوية.1046
حظيت الجهوية المتقدمة بمكانة متميزة في الدستورالمغربي لسنة 2011حيث جعل منها
أساس التنظيم الالمركزي ببالدنا عن طريق تخويل الجهات مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات
الترابية األخرى ،في عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية ،والتصاميم الجهوية إلعداد
التراب ،في نطاق احترام االختصاصات الذاتية لهذه الجماعات الترابية.
كما أن ما يميز دستور 2011عن باقي الدساتير األخرى هو ماتضمنه من مقتضيات مهمة
وأساسية ،والتي ارتقت بالجهات وجعلتها تحتل مرتبة أساسية و محورية يقوم على أساسها
التنظيم الترابي للمملكة ،1047ثم أنه قد عززسياسة الالتركيزاإلداري من خالل توسيع صالحيات
ممثلي السلطة المركزية على المستوى الترابي.
وقد نصت الوثيقة الدستورية ،وألول مرة بشكل صريح على مبادئ الحكامة الجيدة،
خاصة الجانب المرتبط بالجماعات الترابية انسجاما مع التقطيع الترابي الحاصل وطبيعة
التنظيم الالمركزي القائم على الجهوية المتقدمة ،1048و الغاية من ذلك تشييد مؤسسات ذات
فعالية تنموية تستجيب لتطلعات الساكنة و مبنية على نوع من الثقة و الشفافية و التشارك و
التضامن.1049
ومن أهم المبادئ واألسس الدستورية والتنظيمية المؤطرة للجهوية المتقدمة ،التي
تعتبر مدخالت جديدة من شأنها أن تعمل على إعادة رسم العالقة بين الجهة والدولة ،نجد،
مكانة الصدارة ،مبدأ التدبير الحر ،التفريع ،الشراكة ،مبدأ التعاون ،التضامن ،التعاقد،
االستقالل المالي ،التدرج والتمايز ،التنسيق…
1046سعيد جفري ،الجهوية المتقدمة بالمغرب بين التصور و الدسترة و القانون ،منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية و اإلدارية،
مقال منشور على الموقع www. revuealmanara.com :تاريخ و ساعة اإلطالع. 19:16 3232/21/36 :
1047صفية العزيز ،الجهوية المتقدمة كأحد دعائم النموذج التنموي الجديد ،منشورات دار المنظومة ،المجلد/العدد ع 192ص .323
1048مليكة الصروخ ،القانون اإلداري دراسة مقارنة ،مطبعة فضالة ،الطبعة السادسة ،سنة ،3226ص .339
1049صالح الدين األحمدي ،مساهمة المبادئ الدستورية للتدبير الترابي في بناء النموذج التنموي ،مقال منشور بالمؤلف الجماعي "النموذج
التنموي الجديد :أي مدخالت ألي مخرجات ؟" ،منشورات مركز تفاعل للدراسات و األبحاث في العلوم اإلجتماعية ،سلسلة الدراسات
السياسية و الدستورية ،العدد الرابع ،الطبعة األولى 3231ص.243
مبدأ الصدارة
بالنسبة للمستوى اإلداري الخاص بالتراتبية ،فإن المقتض ى الدستوري لم يسمح بجواز
ممارسة جماعة ترابية الوصاية على جماعة أخرى ،إال أنه أقر في المقابل بمبدأ تبوأ الجهة
مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات الترابية األخرى ،و طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من
الفصل 113من الدستورالمغربي فإن الجهة تتبوء تحت إشراف رئيس مجلسها ،مكانة الصدارة
بالنسبة للجماعات الترابية األخرى ،في عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية الجهوية ،والتصاميم
الجهوية إلعداد التراب في نطاق احترام اإلختصاصت الذاتية لهذه الجماعات الترابية ،وهي
مجاالت يعترف تقليديا بأولويتها في االختصاص الترابي الجهوي.
مبدأ المشاركة
وهو مبدأ ديمقراطي من أهم مبادئ الدولة الوطنية الحديثة ،فبمقتض ى الدستور تسير
الجهات -كجماعات ترابية -شؤونها بكيفية ديمقراطية وتؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير
شؤونهم و الرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة و المستدامة.1050
ولضمان مشاركة حقيقية للمواطنين في تدبير الشأن املحلي ،فإن نص الدستور قد
اعتمد مقاربة تشاركية ،حيث أن مجالس الجهات والجماعات الترابية األخرى تضع آليات
تشاركية للحوار والتشاور لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج
التنمية وتتبعها ،وفضال عن هذه االختصاصات الجديدة ،أضحت الجهات والجماعات الترابية
األخرى ،تتوفر أيضا“ ،في مجاالت اختصاصاتها وداخل دائرتها الترابية ،على سلطة تنظيمية
لممارسة صالحياتها” ،في حين يساعد والة الجهات والعمال ،رؤساء الجماعات الترابية ،وخاصة
رؤساء املجالس الجهوية ،على تنفيذ املخططات والبرامج التنموية.1051
1050أحمد أجعون ،الجهوية المتقدمة في الدستور المغربي لسنة ،3211مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد 116
ماي-يونيو .3219ص .49
1051العباس الوردي ،الجهوية المتقدمة و دستور ،3211مقال منشور على موقع هسبريس www.hespress.comتاريخ وساعة
اإلطالع.12:22 3232/21/33 :
مبدأ التفريع
وهو مبدأ أساس ي لتوزيع االختصاصات سواء بين الجهات والدولة أو بينها وبين باقي
الجماعات الترابية ،إذ يعد من المواضيع المفصلية التي تحدد معالم الجهوية.
وفي إطار إيجاد حل ناجع وعادل لمسالة توزيع االختصاصات بين الدولة والجماعات
الترابية وتطويرالعالقة القائمة بين الدولة والجهات بالخصوص ،من عالقة تبعية وهيمنة الى
عالقة توازن وشراكة تتأسس على التعاقد و التضامن ،نص الدستور الجديد في الفصل 110
على توزيع االختصاصات و الصالحيات بين الدولة و الجهات ،يجب أن يكون وفقا لمبدأ
التفريع.1052
و بمقتض ى هذا المبدأ تكون الوحدة اإلدارية القاعدية أو األدنى هي صاحبة اإلختصاص
و ال يمكن للوحدة اإلدارية األعلى التدخل إال في حالة عجز الوحدة األولى و على ضوئه تكون
الوحدة الجهوية ملزمة بممارسة اإلختصاصات الجهوية و ال تدخل الدولة إال في حالة عجزهذه
األخيرة عن مباشرة ذلك اإلختصاص .
وعليه فمبدأ التفريع الذي أخدت به مجموعة من الدول الديمقراطية يقتض ي أن تكون
أقرب السلطات المنتخبة إلى المواطنين هي التي تمارس المسؤوليات العامة ،ويؤدي من
الناحية العملية إلى تدعيم و تقوية اإلختصاصات الذاتية للجهات و باقي الجماعات الترابية
األخرى .فما يستطيع األدنى القيام به يترفع عنه األعلى و ما يعجزعنه األدنى يتواله األعلى.1053
مبدأ التدبيرالحر
يشكل مبدأ التدبير الحر أحد أهم مظاهر و تجليات الحكامة الترابية المنصوص عليه
دستوريا ،عالوة عن كونه يشكل منعطفا هاما في مسار تعزيز الالمركزية اإلدارية ،كما أنه مقوم
من مقومات الجهوية المتقدمة ،وآلية فعالة لربح الرهانات المطروحة بتنمية الجماعات
وجعلها أقطابا حقيقية للتنمية .وعليه يمنح هذا المبدأ نوعا من الحرية للتفاعل الترابي
المصطفى بلقزبور ،مبدأ التفريع واختصاصات الجهة بالمغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه كلية الحقوق بسطات ،سنة 3213ص 1052
.334
أحمد أجعون ،الجهوية المتقدمة في الدستور المغربي لسنة ،3211مرجع سابق ص .43 1053
أقر الدستور أن الجهات كغيرها من الجماعات الترابية تتوفر على موارد مالية ذاتية،
وموارد أخرى مرصودة من قبل الدولة ،وأكد على أن كل اختصاص تنقله الدولة للجهات
والجماعات يكون مقترنا بتحويل الموارد المطابقة له.
فالتدبير المستقل و الحر للجهات يقتض ي موارد ذاتية مستقلة و بالتبعية فالمبدأ
الدستوري األخير يمنع على الدولة التنصل من مسؤولياتها عن طريق التخلص من بعض
اإلختصاصات المرهقة لماليتها ما لم يكن مقرونا بنقل اإلعتمادات المالية.1055
من خالل هذا المبدأ نص الدستور على إحداث صندوقين لفائدة الجهات ،صندوق
التأهيل االجتماعي وصندوق التضامن بين الجهات.
كما أسس المشرع الدستوري لنظام التعاون بين الجهات فنص على أنه كلما تعلق األمر
بإنجازمشروع يتطلب تعاون عدة جماعات ترابية ،فإن هذه األخيرة تتفق على كيفيات تعاونها.
ويمكن للجماعات الترابية تأسيس مجموعات فيما بينها ،من أجل التعاضد في الوسائل
والبرامج.1056
1054صالح الدين األحمدي ،مساهمة المبادئ الدستورية للتدبير الترابي في بناء النموذج التنموي،مرجع سابق .243
1055أحمد أجعون ،الجهوية المتقدمة في الدستور المغربي لسنة ،3211مرجع سابق ص .44
1056الفصين 192و 199من دستور .3211
وهو مبدأ يشكل دعامة أساسية للتدبير اإلداري للجهوية لتحقيق معايير الجودة
والشفافية ،وترشيد وعقلنة التدبيراملحلي بما يتماش ى مع مخطط التنمية البشرية.
وقد أحاط الدستور المسؤولية بمجموعة من القواعد و الضوابط ،فأعوان المر افق
العمومية يمارسون وظائفهم وفق مبادئ احترام القانون و الحياد و الشفافية و النزاهة و
المصلحة العامة.كما أن تمكين المواطنين من تقديم مالحظاتهم و تظلماتهم لإلدارة من شأنه
أن يساهم في تخليق المر افق العامة.
كما أن التحديد الدقيق الختصاصات املجالس الجهوية ورؤسائها يكرس مبدأ حيث
توجد السلطة توجد المسؤولية و حيث توجد المسؤولية توجد املحاسبة.1057
لقد حاول القانون التنظيمي للجهات 1058من جانبه ،أجرأة المقتضيات الدستورية
الواردة في الفصل ( )111من الدستور ،من خالل هيكلة األبعاد التي تروم تنظيم الشروط
الديمقراطية لتدبير الجهة لشؤونها ،واختصاصات هذه األخيرة ،وصالحيات مجلس الجهة
ورئيسه ،وإدارة الجهة وأجهزة تنفيذ المشاريع وآليات التعاون والشراكة ،والنظام المالي للجهة
ومصادرمواردها المالية ،وصندوق التأهيل االجتماعي وصندوق التضامن بين الجهات ،وقواعد
الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبيرالحر.1059
وقد جاء القانون المذكوربمستجدات هامة على مستوى التدبيرالحرفي عالقته بالرقابة
على أعمال املجالس الجهوية المنتخبة ،حيث يخول هذا المبدأ لكل جهة كوحدة ترابية ،سلطة
ً
تنظيمية لممارسة صالحياتها وذلك تماشيا مع إعادة النظر في المفهوم التقليدي للوصاية
والعمل على تقوية وتقويم ال مر اقبة البعدية ،مقابل الحد من المر اقبة القبلية والمر اقبة
المالئمة.1060
كما أنه يشكل أحد مداخل األجرأة العملية للنموذج الجهوي الديمقراطي الجوهر ،كما
وضعت تصوره اللجنة االستشارية للجهوية ،وذلك من خالل اعتماد قاعدة االقتراع العام
1057أحمد أجعون ،الجهوية المتقدمة في الدستور المغربي لسنة ،3211مرجع سابق ص .44
1058ظهير شريف رقم 1.13.42صادر في 3يوليو ،3213بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.19المتعلق بالجهات.
1059سعيد جفري ،الجهوية المتقدمة بالمغرب بين التصور و الدسترة و القانون ،مرجع سابق.
1060هشام الفقيه ،ديناميات صناعة القرار الجهوي :قراءة في المحددات والمتغيرات ،منشورات جريدة أنفاس ،على الموقع:
www.anfaspress.maتاريخ و ساعة اإلطالع.32:13 3232/21/33 :
وعموما تناط بالجهة داخل دائرتها الترابية ،مهام النهوض بالتنمية المندمجة
والمستدامة ،وذلك بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها ،خاصة:
اعتماد التدابير واإلجراءات المشجعة للمقاولة ومحيطها والعمل على تسيير توطين
األنشطة المنتجة للثروة والشغل؛
1061المادة 42من القانون التنظيمي رقم 111.19المتعلق بالجهات ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.13.42الجريدة الرسمية
عدد ،6242بتاريخ 32يوليوز ،3213ص.6343 ،
1062تمارس الجهة االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة في المجاالت التالية :أ -التنمية االقتصادية (تحسين جاذبية المجاالت الترابية
وتقوية التنافسية -التنمية المستدامة -الشغل -البحث العلمي التطبيقي) ب -التنمية القروية (تأهيل العالم القروي -تنمية المناطق الجبلية -تنمية
مناطق الواحات -إحداث أقطاب فالحية -تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب والكهرباء وفك العزلة) ج -التنمية االجتماعية (التأهيل
االجتماعي -المساعدة االجتماعية -إعادة االعتبار للمدن واألنسجة العتيقة -إنعاش السكن االجتماعي -إنعاش الرياضة والترفيه) د -البيئة
(الحماية من الفيضانات -الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي ومكافحة التلوث والتصحر -المحافظة على المناطق المحمية-
والدولة ،أو كمجاالت اعتد في تحديدها على آلية مبدأ التفريع بخصوص االختصاصات
المنقولة من الدولة إلى الجهة .وقد تمت اإلحالة على مبدأ التعاقد كقاعدة لممارسة هاتين
الطائفتين األخيرتين من االختصاص.
لقد عمل القانون التنظيمي حول الجهات على تمكين الجهة على المستوى اإلداري من
هياكل وآليات لإلدارة والتدبير ،تتمثل في جانب أولي منها في "إدارة الجهة "التي ستتألف وجوبا
من "مديرية عامة للمصالح" و"مديرية للشؤون الرئاسية واملجلس"؛ وفي جانبها الثاني فيما
يعرف "بالوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع" ،وهي عبارة عن شخص اعتباري خاضع للقانون
العام يتمتع باالستقالل اإلداري والمالي ،يختص باألساس بتنفيذ مشاريع وبرامج التنمية التي
يقرها مجلس الجهة؛ وفي جانبها الثالث "بشركات التنمية الجهوية" ،وهذه عبارة عن شركات
مساهمة يمكن للجهة ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية إحداثها أو المساهمة في
رأسمالها مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام أو الخاص .وتناط بهذه
الشركات ممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات الجهة؛ وفي
جانبها الرابع بصيغ "آلليات التعاون والشراكة" من قبيل مجموعة الجهات أو مجموعة
الجماعات الترابية" ،وذلك إما بغرض إنجاز مشروع أو نشاط ذي فائدة مشتركة أو تدبير مرفق
ذي فائدة عامة لمثل هذه املجموعات.1063
على المستوى المالي ،وإلى جانب التنظيم القانوني لشروط إعداد وتنفيذ وحصر
ومر اقبة ميزانية الجهة ،فقد عمل القانون على تمكين الجهة – وبصفة تدريجية – من موارد
مالية جديدة ،ستهم باألخص تعديل نسب االستفادة من حصيلتي كل من الضريبة على
الشركات والضريبة على الدخل (من %1إلى ،) %9و إقرار نسبة استفادة في حدود %20من
حصيلة الرسم على عقود التأمين ،إضافة ٳليى االستفادة من اعتمادات مالية من الميزانة
العامة للدولة في أفق بلوغ سقف مالي قد يصل إلى 10مالييردرهم بحلول سنة .10642021
المحافظة على المنظومة البيئية الغابوية -المحافظة على الموارد المائية) ه -الثقافة (االعتناء بتراث الجهة والثقافة المحلية -صيانة اآلثار
ودعم الخصوصيات الجهوية -إحداث وتدبير المؤسسات الثقافية) و -السياحة (إنعاش السياحة).
1063سعيد جفري ،الجهوية المتقدمة بالمغرب بين التصور و الدسترة و القانون ،مرجع سابق.
1064المادة 144من ظهير شريف رقم .421.13صادر في 32رمضان 23( 1926يوليو )3213بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.19المتعلق بالجهات.
شكل اإلعتراف بفشل النموذج التنموي السابق ،فرصة إلعادة الخوض في األسباب
المؤدية لهذا الفشل ،ثم تقديم مقترحات كفيلة للنهوض بنموذج تنموي قادر على تحقيق
التنمية الفعلية ،حيث سادت قناعة عميقة و موضوعية مفادها أن نجاح النموذج التنموي
الجديد رهين بتحقيق مجموعة من المرتكزات الرئيسية و الحيوية ،المرتبطة أساسا بالحد من
الفوارق املجالية ،من خالل تدعيم جهوية متقدمة تعيد اإلعتبار لكل جهة حسب الموارد
اإلقتصادية و الطبيعية و البشرية التي تتوفرعليها.1065
ويمكن القول أن الجهوية تتوخى في أهم أبعادها وأهدافها ترسيخ الحكامة املحلية ،وتعزيز
سياسة القرب من المواطن ،وتفعيل التنمية الجهوية المندمجة .والحكامة املحلية هي مختلف
اإلمكانات واآلليات التي من خاللها يمكن للمنتخبين املحليين ترشيد وعقلنة تدبيرهم للشأن
املحلي ،وكذا مأسسة الفعل والقراراإلداريين وتدبيرالموارد البشرية املحلية بشكل خاص ،وهو
ما يجعل من الحكامة املحلية مجموعة من األدوات التدبيرية التي تسعى إلى ترشيد النظام
1065ثورية كطاي ،الجهوية المتقدمة وتحديات النموذج التنموي المأمول بالمغرب ،مقال منشور بالمؤلف الجماعي "النموذج التنموي
الجديد :أي مدخالت ألي مخرجات ؟" ،منشورات مركز تفاعل للدراسات و األبحاث في العلوم اإلجتماعية ،سلسلة الدراسات السياسية و
الدستورية ،العدد الرابع ،الطبعة األولى 3231ص .342
اإلداري والمالي والبشري بهدف تحقيق أقص ى النتائج من خالل التركيز على مبادئ الشفافية
والنجاعة والمأسسة والمسؤولية ،وتمكن المنتخبين املحليين من استثمار مختلف االمكانات
التواصلية والتدبيرية من أجل توفيرالخدمات لمرتفقي الجماعات املحلية.1066
ويعتبر الالتمركز اإلداري تنظيما مواكبا للتنظيم الترابي الالمركزي للمملكة القائم على
الجهوية المتقدمة ،وهو آلية لتفعيل السياسة العامة للدولة على المستوى الترابي ،ويهدف
على تمكين المصالح الالممركزة من السلط والوسائل واالعتمادات الالزمة للقيام بالمهام
المنوطة بها على المستوى الترابي اتخاذ المبادرة تحقيقا للنجاعة والفعالية.1067
وإدراكا منها باألهمية القصوى التي يحتلها الالتمركز اإلداري في عالقته بالجهوية
المتقدمة في النقاش العمومي ،تدعو لجنة النموذج التنموي إلى تسريع عملية الجهوية
المتقدمة ،موازاة مع التمركزفعلي وإنهاء التلكؤ الذي أخرتطبيقها.
ويجب أن يكون هذا الالتمركز مرادفا للتفريع ،وأن يتماش ى مع الخصوصيات الترابية
لكل جهة ،وأن ينبني على العمل المشترك ما بين الوزارات والقرب ،وتنشيط وتعبئة الطاقات
التي تزخر بها املجاالت الترابية ،لهذا الغرض يجب أجرأة التصاميم المديرية لالتمركز بصفة
أكثر عزما عن طريق نقل حقيقي للسلطات والوسائل ،وليس فحسب عن طريق تفويض
التوقيعات ،ويستدعي هــذا النقــل للســلطة تعزيــز دور الــوالة فيمــا يتعلــق بالتنســيق بيــن مصالح
الدولة الخارجية لتغ ـدو شـريكا حقيقيا لممثلي الجهات وذلــك طبقا لروح المفهوم الجديــد
للسـلطة كمــا حــدده جاللة الملك بتاريخ 12أكتوبرمن سنة ،1555و ألحكام الدستورالذي أسند
للوالة مهمة تنسيق أنشطة المصالح الالممركزة و السهرعلى حسن سيرها .لهـذه الغايـة ،توصـي
اللجنـة بإحـداث إدارة خاصـة مكلفـة بالشـؤون الجهوية .وفـي نفـس المنظـور ،يجـب تبسـيط
اإلطـار التعاقـدي بيـن الدولة والجهة ألجـل اإلسـتخدام األمثـل للوسـائل واإلجـراءات ،وبالتالـي
تمكيـن الفاعليـن مـن تحمـل المسـؤولية .ويتأتـى ذلـك عبـر فتـح نقـاش مـع المنتخبيـن وكـذا وضـع
إطـارمرجعـي يحـدد كيفيـات هـذا التعاقـد والتزامـات كل مـن الدولـة والجماعـات الترابيـة.1068
1066رشدي عبد العزيز ،الجهوية المتقدمة أداة لتحقيق الحكامة الترابية بالمغرب ،منشورات المركز المغربي للتنمية الفكرية ،مقال منشور
على الرابط www.Cmdi.ma :تاريخ وساعة اإلطالع .13:33/ 3232/23/32 :
1067رشدي عبد العزيز ،الالتمركز اإلداري دعامة أساسية في إنجاح الجهوية المتقدمة ،منشورات المركز المغربي للتنمية الفكرية ،مقال
منشور على الرابط www.Cmdi.ma :تاريخ وساعة اإلطالع .13:23/ 3232/23/32 :
1068تقرير النموذج التنموي الجديد :تجرير الطاقات واستعادة الثقة لتسريع وثيرة التقدم وتحقيق الرفاه للجميع ،التقرير العام ،أبريل
،3231منشور على الموقع اإللكتروني WWW.CSMD.COM .
كما توص ي اللجنة بإحداث إدارة خاصة مكلفة بالشؤون الجهوية ،لتعزيزدورالوالي فيما يتعلق
بالتنسيق بين مصالح الدولة الخارجية لتغذو شريكا حقيقيا لممثلي الجهات.1069
يعد االرتقاء بالجهة لمراتب متقدمة في التنظيم اإلداري للمغرب منطلقا أساسيا في
إعداد السياسات العمومية الترابية ،يتم من خالل تفعيل األطر التعاقدية ما بين الدولة
والجهات في العديد من املجاالت خاصة تلك التي تدخل ضمن نطاق االختصاصات المشتركة
والمنقولة ،مما يستلزم تمكين الجهة من الوسائل الكافية من موارد بشرية ومالية ،وتأهيلها
لتحقيق اندماج حقيقي وكسب رهان التنمية.
وتشكل الموارد المالية إلى جانب الموارد البشرية دعامتان أساسيتان تقوم عليهما
اإلدارة الجهوية باعتبارهما من وسائل العمل الضرورية خصوصا في ظل توسع نطاق
اختصاصات الجهات وجسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقها ،فتوسع االختصاصات يتطلب
موازاته بإصالح النظام المالي للجماعات الترابية بصفة عامة والجهوي بصفة خاصة ،بشكل
يمكنها من النهوض بالمهام المنوطة بها ،أي العمل على خلق تناسب بين توسع املجاالت التنموية
التي تدخل داخل نطاق اختصاصها وتطوير قدراتها على التمويل الذاتي لممارسة هذه
المهام.1071
وقد نصت المادة 111من الدستورعلى نقطتين أساسيتين في هذا السياق :
1069نوفل أدروز ،الجهوية المتقدمة في ضوء النموذج التنموي الجديد ،مقال منشور بمجلة القانون و األعمال الدولية ،على الموقع
اإللكتروني www.droitentreprise.com :تاريخ وساعة اإلطالع .14:22/ 3232/23/33 :
1070لحسن مالل وزهير لعميم ،متطلبات الالتمركز اإلداري في ظل الجهوية المتقدمة ،المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية
والسياسية واالقتصادية/ألمانيا-برلين-العدد الرابع عشر شباط-فبراير ،3233ص.166
1071نادية فتح ،الجهوية المتقدمة ومس تلزمات الحكامة الترابية ..تثمين الموارد البشرية مقال منشور على الموقع االلكتروني:
www.watan24.maتاريخ وساعة اإلطالع.11:22/ 3232/23/33 :
-1تخصيص موارد مالية من الدولة لفائدة الجماعات الترابية حيث نصت على أنه:
"تتوفرالجهات والجماعات الترابية األخرى ،على موارد مالية ذاتية ،وموارد مالية مرصودة من
قبل الدولة".
-2اقتران نقل االختصاصات من الدولة إلى الجهات والجماعات الترابية األخرى بتحويل
الموارد المالية الالزمة لتنفيذها ،من خالل التنصيص على أن "كل اختصاص تنقله الدولة إلى
الجهات والجماعات الترابية األخرى يكون مقترنا بتحويل الموارد المطابقة له".1072
وقد أكدت لجنة النموذج التنموي على أن تعزيز الموارد المالية للجماعات يتأتى مـن
خالل الرفـع مـن التحويالت الماليـة المنجزة مـن طرف الدولة ،موازاة مـع نقـل اإلختصاصات،
والمرتبطـة جزئيــا بالموارد الضريبية المستخلصة على مستوى كل جهة وكذا الرفع من الموارد
الذاتية للجماعات الترابية مـن خالل تبسـيط وتحسـين الجبايـات املحليـة .وسـيتم ذلـك أيضا عبـر
اللجـوء الممنهـج للتشـارك بيـن الجماعـات بهـدف اإلسـتغالل األمثـل للوسـائل وتوفيـرخدمات ذات
جـودة عاليـة بدعـم مـن القطاعات التقنية التابعة للدولة.1073
وبخصوص تعزيز الموارد البشرية فإن اللجنة تؤكد على أن تعبئة المـوارد البشرية
المؤهلة تكتس ي أهميـة كبـرى لتمكين الجماعات الترابية مــن أداء مهامها .وتتأتى هذه التعبئة
مـن خالل اعتماد آليات سلســة إلعادة تخصيص الموارد البشرية انطالقا من اإلدارة المركزيـة
أو عـن طريـق التعاقد والتوظيف المباشر ،من طرف الجماعات الترابية ،للخبرات والكفاءات
التي تحتاج إليها .ويمكن التفكير أيضا في جهوية الخدمات المتعلقة بالبنيات التحتية وكذا
اللجوء إلـى الشراكات بيـن القطاعيـن العام والخاص من أجل دعم تنفيذ المشاريع التنموية
الجهوية التي تتالءم مع هذا النوع مـن التمويل .كما يمكـن للجهـة أن تعتمـد علـى صنـدوق التجهيـز
الجماعي ،الـذي يجـب تعزيـز قدراته ،لمواكبتهـا بشـكل أفضـل ليــس فحسب في تمويل المشاريع
الكبرى ولكن أيضا فــي مرحلة تصميم هذه المشاريع وإعدادها التقني.1074
إن إنجاح النموذج التنموي الجديد وترسيخه ،يتوقف على إعادة توزيع األدوار بين
مختلف الفاعلين في املجال الترابي خصوصا في ظل تعدد مستويات الجماعات الترابية وتقاطع
1072ظهير شريف رقم 1.11.41صادر في 33من شعبان 34( 1923يوليو )3211بتنفيذ نص الدستور.
1073تقرير النموذج التنموي الجديد.
1074تقرير النموذج التنموي الجديد.
اختصاصاتها ،إذ يجب تحديد مجال تدخل كل مستوى ،وماهو مؤهل له في ظل تعدد
الصالحيات املخولة له ،في إطارمن التشارك والتكامل بين المتدخلين.1075
في ظل التحوالت التي يعيشها املجتمع المغربي فإن الدولة مدعوة إلى التخلي عن جزء
مهم من إختصاصاتها لصالح الجماعات الترابية ،لكن مع الحرص على التكفل بالمهام
اإلستراتيجية المتعلقة بضمان التوازن بين مختلف الفئات ،1076إذ أن التقليل من تدخالتها
سيساهم بشكل فعلي في جعلها متفرغة لمسؤوليات الدعم و المواكبة وحفظ التوازنات
اإلقتصادية الكبرى ،وتصحيح التفاوتات الحاصلة بين املجاالت الترابية على مستوى توزيع
الموارد و التجهيزات ،بشكل يضمن التجسيد الفعلي لمبادئ اإلنصاف و المساواة بين
المواطنين في الولوج إلى الخدمات العمومية .أما التدبيرالمباشرللسياسات الترابية فيجب أن
يسند إلى الهيئات الالمركزية مع تمتيعها بصالحيات تنفيذية تجعلها المتحكم الرئيس ي في تدبير
قضايا القرب ،مع مدها بموارد كافية و متنامية تمكنها من تلبية حاجيات السكان المتزايدة
وتحويل املخططات و البرامج إلى إنجازات ملموسة.1077
ج -إرساء منظومات مندمجة للدفع بعجلة اإلقتصاد على مستوى الجهات
1075
Mohammed boujida,quelques éléments d’analyse de principe constitutionnel de la libre administration
des collectivités territoriales marocaines, imprimerie El Maarif Al jadida ,Rabat ,P176.
1076
Ali Sédjari ,prospective des territoires et rôle de l’état national et prospective des territoires ,Edition
l’ l'harmattan,P.304.
1077ادريس كجي ،التنمية الترابية مرتكز لترسيخ النموذج التنموي الجديد مقال منشور بالمؤلف الجماعي "النموذج التنموي الجديد :أي
مدخالت ألي مخرجات ؟" ،منشورات مركز تفاعل للدراسات و األبحاث في العلوم اإلجتماعية ،سلسلة الدراسات السياسية و الدستورية،
العدد الرابع ،الطبعة األولى 3231ص .399
1078تقرير صادر عن المجلس االقتصادي و االجتماعي و البيئي في سنة ،3216متطلبات الجهوية المتقدمة وتحديات إدماج السياسات
القطاعية ،اإلحالة الذاتية رقم .3216/33
إن محدودية حصيلة التجارب الالمركزية السابقة فيما يخص تحقيق النمو اإلقتصادي
فرضت على الدولة المغربية العمل على تكثيف جهود مختلف الفعاليات اإلدارية والسياسية
واإلقتصادية واإلجتماعية من أجل كسب رهان التنمية الجهوية والقضاء على مظاهر الفقر
والفوارق والتباينات املجالية الجهوية عبر توفير الشروط الضرورية لتحقيق النمو اإلقتصادي
واإلجتماعي بشكل متوازن عبر ربوع المملكة وبالتالي بمختلف مناطق الجهات .ومن أجل تجاوز
هذه الوضعية فقد أنيطت بالجهة عدة مسؤوليات في هذا الصدد ،إما بشكل مباشر من خالل
مشاركتها إلى جانب فاعلين آخرين في التنمية أو بصورة غير مباشرة عن طريق تشجيع وتوفير
الظروف المالئمة الستقطاب اإلستثمارالوطني واألجنبي على حد سواء ،وذلك عبرإقامة وتنظيم
المناطق الصناعية والمناطق املخصصة لألنشطة اإلقتصادية ،وتوفيرالمعلومة للمستثمرين
بخصوص مؤهالت وإمكانيات الجهة حتى يتمكن من بناء تصور حقيقي ودراسات جدوى تتسم
بالفعالية والدقة.1079
ومـن أجل دعم المقاوالت وخلق فرص الشغل على المســتوى الجهوي ،تقترح لجنة
النموذج التنموي على الجهات تخصيص "صناديــق لدعم وتشجيع األنشطة اإلقتصادية
الجهوية".
وتســتدعي التنميـة اإلقتصاديـة للجهـات -حسب تقرير اللجنة -أيضـا ،إرسـاء مشاريع
تنمويـة واسـعة النطاق مـن خالل اسـتغالل منطقـة أو مـورد معيـن.
وتقتـرح اللجنـة أيضـا بأن تقوم الجهات بتطويـرمناطـق لألنشطة اإلقتصاديـة يتـم إدماجهـا
فـي مشروع حقيقي للمجال الترابي ومرتبطة ارتباطا كامال بالنسـيج الحضري القائم وبأنماط
النقل وتستجيب لحاجيات وطلب المقاوالت .بتنسيق مع مختلف الفاعلين الجهويين ،مع
تحديد وعاء عقاري مالئم يستجيب لحاجيات الساكنة.
1079نادية فتح ،المؤسسات الداعمة لإلقتصاد الجهوي ورهان تحقيق التنمية ،مقال منشور على الموقع االلكترونيwww.achamal.ma :
تاريخ وساعة االطالع.12:13 3232/23/39 :
1080نوفل ادروز،مرجع سابق.
املحلي للمقاوالت الصغيـرة جدا والجامعات ومراكز التكوين والبحث-التطوير بالجهـة ...وفـي
نفـس السـياق ،يمكـن حـث شـركات التنميـة الجهويـة واملحليـة على إبـرام اتفاقيات للتمويل مع
الجهات مع الرفع من مسـاهمتها الماليـة عـن طريـق تنفيـذ مشـاريع ذاتيـة أو مشـاريع فـي إطار
الشـراكة.1081
تعرف الديمقراطية التشاركية عل ى أنها شكل أو صورة جديدة للديمقراطية ،تتمثل في
مشاركة المواطنين مباشرة في مناقشة الشؤون العموميـة و اتخاذ القرارات المتعلقة بهم ...كما
تعرف بأنها توسيع ممارس ة السلطة إلى المواطنين ،عن طريـق إشـراكهم فـي الحوار والنقاش
العمومي و اتخاذ القرارالسياس ي المترتب عن ذلك .1082
وقد برزت الديمقراطية التشاركية لتجاوز النقائص التي تعتري الديمقراطية التمثيلية
(الكالسيكية) المبنية على العملية اإلنتخابية ،فغاية الديمقراطية التشاركية ليست تجاوز
الديمقراطية التمثيلية ،بل تكميلها وتجويدها وتحسينها ،إذن فالديمقراطية التشاركية هي
دمقرطة الديمقراطية التمثيلية حسب تعبير البعض ،و هذا هو ما قاربه الخطاب الملكي ل 30
يوليوز " : 2001مهما كانت مشروعية الديمقراطية النيابية التقليدية ،فإننا نرى من الضروري
استكمالها بالديمقراطية التشاركية العصرية .األمر الذي يمكننا من اإلفادة من كل الخبرات،
الوطنية و الجهوية ،و املجتمع المدني الفاعل ،وكافة القوى الحية لألمة ،ومشاربها وتياراتها ،أيا
كان موقعها".
ويعول في هذا الشأن على الجماعات الترابية ،لقربها من المواطنين ،ولتأمينها لخدمات
القرب ،ولكونها تثير فضول السكان ،إذ يطوق الفصل 131من الدستور الجماعات الترابية،
وخاصة الجهات بتأمين مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم ،و الرفع من مساهمتهم في
التنمية البشرية المندمجة و المستدامة.1083
إلى جانب الدستورأتت مجموعة من النصوص القانونية لتنزيل هذه المقاربة وهي عبارة
عن أدوات المشاركة ،وأول مالحظة في هذا الشأن أن هذه اآلليات منظمة بقوانين تنظيمية
وهذه مسألة جد مهمة على اعتبارأن القوانين التنظيمية تصنف في منزلة موالية بعد الدستور
الذي يسمو على جميع أصناف التشريعات ،لكونها ُوضعت لتكون مكملة له ،وبالتالي فآليات
المقاربة التشاركية حظيت بمكانة مهمة في النظام القانوني المغربي ،ومن أهم هذه اآلليات:
القانون التنظيمي رقم 11.11المتعلق بتحديد شروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم
العرائض الى السلطات العمومية.
القانون التنظيمي رقم 11.11المتعلق بتحديد شروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم
الملتمسات في مجال التشريع.
ونميزفي هذا اإلطاربين اآلليات التشاركية المعتمدة أمام السلطات العمومية "الحكومة
والبرلمان" والمعتمدة أمام الجماعات الترابية .وهنا يجب على الفاعلين المدنيين أن يميزوا
مجال تدخل كل هذه األجهزة حتى يتمكنوا من ضبط آليات وأدوات المشاركة. 1084
وبالرجوع إلى تقرير النموذج التنموي نجد اللجنة توص ي بتعزيـز الديمقراطية التشاركية
أثناء إعداد برامج التنمية الجهوية وكذا عند إعداد وتقييـم برامج عمـل الجماعات ،قصد
االسـتجابة بشكل أفضل إلنتظـارات المواطنيـن .كما أكدت على أنه يمكن ربـط نقل جزء مـن
مـوارد الدولة إلى الجماعات الترابية بمدى احترامها لبعض معايير الحكامة الجيدة (اللجوء
1084الرشدي الحسن ،آليات المقاربة التشاركية على المستوى الترابي( اإلكراهات و سبل التطوير) ،مقال منشور على الموقع:
www.atigmedia.maتاريخ وساعة اإلطالع.32:32 3232/23/33 :
بشكل ممنهج إلى المشاركة على جميع المسـتويات ،احترام المناصفة ،إدماج األشـخاص ذوي
اإلحتياجـات الخاصة ،احترام البيئة ،إخبارالمواطنيـن).1085
إن مشاركة المواطنين و المواطنات والجمعيات في صناعة القرار التنموي املحلي هي
ضرورة حكماتية ،ستساهم بدون شك في تحقيق تدبيرجيد للتنمية وتحقيق متابعة تقييمية
قاعدية لها ،فمفهوم الحكامة قائم على الجمع بين الرقابة من األعلى بواسطة الدولة و الرقابة
من األسفل بواسطة املجتمع المدني ،وفقا لمبادئ أساسية هي :المشاركة ،وثقافة تحمل
المسؤولية ،وتفعيل آلية املحاسبة في حالة إخالل أو إهمال في العمل كيفما كان نوعه.1086
وختاما لما تقدم ،يمكن القول أن الجهوية المتقدمة بالمغرب تعتبرورشا كبيرا ومفتوحا
وخيارا من الخيارات الوطنية االستراتيجية التي أعطاها المغرب اهتماما متزايدا منذ فجر
االستقالل وحتى يومنا هذا ،والتي كانت تشكل خارطة طريق وتوجه ملكي طموح .
كما أن الجهوية بالمغرب تهدف باألساس لترسيخ مبدأ الحكامة الجيدة وتعزيزالقرب من
المواطنين
كما يعتبر مشروع الجهوية المتقدمة نمط من تصور املجتمع للكيفية التي يرها لتدبير
وتسيرشؤونه والنهوض بتنمية مجاله ،ومما الشك فيه فإن المغرب أصبح مقتنعا بضرورة السير
في تفعيل هذا الورش االستراتيجي والذي يعطي للجهة اآلليات والوسائل التي تساعدها على
انعاش و تنمية مجالها.
و بالرغم من كل هذا ،فإن تفعيل مشروع الجهوية بالمغرب تتخلله مجموعة من العوائق
التي تحد من مدى فعالية الجهوية و التي تحتاج إلى وقفة و اقعية و إرادة سياسية إلعادة النظر
في كيفيات تجاوزها ،نذكربعضا منها:
تحدي ضبط و تدقيق اختصاصات الجهة :وهو مايتطلب تفعيل مبدأ الصدارة ،مما
يستلزم العمل على مزيد من تدقيق اختصاصات المستويات الثالث للجماعات
الترابية ،بما يمكن من إزالة التداخالت بينها .ثم النقل الفعلي لإلختصاصات الذاتية
تحدي التنمية الجهوية و تقليص الفوارق املجالية :وهو ما يستدعي تفعيل و تطوير
أدوات التخطيط و البرمجة ،ومراعاة العدالة املجالية بين الجهات وداخل الجهة
الواحدة في إطارنظرة شمولية ،مع التفكيرفي آليات حقيقية لضمان التقائية المشاريع
و البرامج.
تحدي الحكامة المالية :ويجب هنا التفاعل مع ورد من توصيات النموذج التنموي
الجديد بخصوص تحويل الوسائل المالية لفائدة الجهات لتتمكن من االضطالع
باختصاصاتها الذاتية والمشتركة والمنقولة ،وإلزامية تعزيزالموارد المالية للجماعات
الترابية وتنويعها ومشاركتها فيما بينها لتحقيق أهداف الجهوية المتقدمة ،والرفع من
التحويالت المالية المنجزة من طرف الدولة للجهات ،وبكل ما يتعلق بالتمويل على
مستوى الجهات.
تحدي اإلدارة الجهوية :ومن أجل تطوير اإلدارة الجهوية لمواكبة المهام الجديدة
للجهات ،يجب العمل بصفة خاصة على تحفيز الموارد البشرية و تعزيز رقمنة اإلدارة
الجهوية وتقوية البنية التحتية المعلوماتية ...
الئحة المراجع:
ظهير شريف رقم 1.19.29صادر في 1يوليو ،2019بتنفيذ القانون التنظيمي رقم
113.11المتعلق بالجماعات.
عبد العلي حامي الدين ،الجهوية المتقدمة في سياق تطور الالمركزية بالمغرب،
منشورات مركز الدراسات و األبحاث في العلوم اإلجتماعية ،منشور على الموقع :
www.cerss.orgتاريخ وساعة األطالع .19:11 2023/01/20 :
سعيد جفري ،الجهوية المتقدمة بالمغرب بين التصور و الدسترة و القانون ،منشورات
مجلة المنارة للدراسات القانونية و اإلدارية ،مقال منشور على الموقع www. :
revuealmanara.comتاريخ و ساعة اإلطالع. 11:11 2023/01/21 :
مليكة الصروخ ،القانون اإلداري دراسة مقارنة ،مطبعة فضالة ،الطبعة السادسة ،سنة
،2001ص .221
1صالح الدين األحمدي ،مساهمة المبادئ الدستورية للتدبير الترابي في بناء النموذج
التنموي ،مقال منشوربالمؤلف الجماعي "النموذج التنموي الجديد :أي مدخالت ألي مخرجات
؟" ،منشورات مركز تفاعل للدراسات و األبحاث في العلوم اإلجتماعية ،سلسلة الدراسات
السياسية و الدستورية ،العدد الرابع ،الطبعة األولى.2021
العباس الوردي ،الجهوية المتقدمة و دستور ،2011مقال منشور على موقع هسبريس
www.hespress.comتاريخ وساعة اإلطالع.10:00 2023/01/29 :
ثورية كطاي ،الجهوية المتقدمة وتحديات النموذج التنموي المأمول بالمغرب ،مقال
منشور بالمؤلف الجماعي "النموذج التنموي الجديد :أي مدخالت ألي مخرجات ؟" ،منشورات
مركز تفاعل للدراسات و األبحاث في العلوم اإلجتماعية ،سلسلة الدراسات السياسية و
الدستورية ،العدد الرابع ،الطبعة األولى.2021
رشدي عبد العزيز ،الجهوية المتقدمة أداة لتحقيق الحكامة الترابية بالمغرب،
منشورات المركز المغربي للتنمية الفكرية ،مقال منشورعلى الرابط www.Cmdi.ma :تاريخ
وساعة اإلطالع .19:99/ 2023/02/20 :