Professional Documents
Culture Documents
أداب العالم والمعتلم - الباب السادس
أداب العالم والمعتلم - الباب السادس
يف ذلك مشهورة مع اخللفاء وغريهم كام روي عن مالك بن يف آداب العامل يف حق نفسه وفيه عرشون أدبا
أنس قال :دخلت عىل هرون الرشيد ،وفقال يل :يا أبا عبد اهلل األول :أن يديم مراقبة اهلل تعاىل يف الرس والعالنية .
ينبغي أن ختتلف إلينا حتى يسمع صبياننا املوطأ ،قال :قلت : والثاين :أن يالزم خوفه تعاىل يف مجيع حركاته وسكناته وأقواله
أعز اهلل األمري إن هذا العلم منكم خرج ،فإن أنتم أعززمتوه عز وأفعاله ،فإنه أمني عىل ما استودع فيه من العلوم واحلكمة
،وإن ذللتموه ذل ،والعلم يؤتى وال يأيت ،فقال :صدقت ، واخلشية ،وترك ذلك من اخليانة ،وقد فال تعاىل :ال ختونوا اهلل
أخرجوا إىل املسجد حتى تسمعوا مع الناس ،وقال الزهري : والرسول وختونوا أمانتكم وأنتم تعلمون .
هوان بالعلم أن حيمله العامل إىل بيت املتعلم فإن دعت إىل ذلك والثالث :أن يالزم السكينة .
رضورة أو اقتضته مصلحة راجحة عىل مفسدة ابتذاله فال بأس والرابع :أن يالزم الورع .
ما دامت احلال هذه ،وعىل هذا حيمل ما جاء عن بعض السلف واخلامس :أن يالزم التواضع .
يف هذا ،وباجلملة من من أجل العلم أجله اهلل ومن أهانه أهانه والسادس :أن يالزم اخلشوع هلل تعاىل ،ومما كتب مالك ريض
اهلل ،وهذا معاين ،وقال وهب بن منبه :كان العلامء قبلنا قد اهلل عنه إىل الرشيد غذا علمت علام فلري عليك أثره ووقاره
استغنوا بعلمهم عن دنيا غريهم رغبة يف علمهم فأصبح أهل وسكينته وحلمه لقوله صىل اهلل عليه وسلم :العلامء ورثة
العلم اليوم يبذلون ألهل الدنيا علمهم رغبة يف دنياهم ، األنبياء ،وقال عمر ريض ااهلل عنه :تعلموا العلم وتعلموا معه
فأصبح أهل الدنيا قد زهدوا يف علمهم ملا رأوا من سوء السكينة والوقار ،وقال بعض السلف :حق العامل أن يتواضع
موضعه عندهم ،ولقد أحسن القايض أبو احلسن اجلرجاين هلل تعاىل يف رسه وعالنيته ،وخيرتز من نفسه ،ويقف عام أشكل
حيث قال : عليه .
ومل أقض حق العلم إن كنت كلام * بدا طمع صريته يل سلام والسابع :أن يكون تعويله يف مجيع أموره عىل اهلل تعاىل .
ومل ايتذل يف خدمة العلم مهجتي * ال خدم من القيت لكن والثامن :أن ال جيعل علمه سلام يتوصل به إىل األغراض
ألخدما الدنيوية من جاه أو مال أو سمعة أو شهرة أو تقدم عىل أقرانه
أأغرسه عزا وأجنيه ذلة * إذا فاتباع اجلهل قد كان أسلام .
ولو أن أهل العلم صانوه صاهنم * ولو عظموه يف النفوس والتاسع :أن ال يعظم أبناء الدنيا بامليش إليهم والقيام هلم إال
لعظام إذا كان يف ذلك مصلحة تزيد عىل هذه املفسدة ،ال سيام أن
ولكن أهانوه فهان ودنسوا * حمياه باألطامع حتى جتهام يذهب بعلمه إىل مكان من يتعلم منه وإن كان املتعلم كبري