Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫اسم المقرر‬

‫مدخل إلى علم اللسانيات‬


‫األستاذة‪ :‬فتيحة قداف‬
‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية اللغات واآلداب والفنون‬
‫محاضرة يوم االثنين ‪ 25‬يناير ‪2021‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫المحاضرة الثامنة‬

‫‪2‬‬
‫فروع اللسانيات‬
‫‪ -1‬اللسانيات الوصفية‬
‫تهتم اللسانيات الوصفية بالدراسة العلمية للغة واحدة أو‬
‫لهجة واحدة محكومة بزمان ومكان معينين‪ ،‬وتشمل هذه الدراسة‬
‫الجوانب الصوتية والصرفية والنحوية والداللية‪.‬‬
‫ومن أهم المبادئ التي تنادي بها هو التفريق ما بين الدراسة‬
‫التاريخية (الدياكرونيك) والدراسة الوصفية (السنكرونيك)‪.‬‬
‫فمن أهم ما يميز اللسانيات الحديثة هو النظرة الوصفية‪ ،‬التي‬
‫تعتمد على المالحظة المباشرة للظواهر اللغوية الموجودة بالفعل‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التفريق بين اللغة والكالم‪ ،‬وتحديد مستوى معين من‬
‫مستويات الدراسة اللغوية للغة أو اللهجة موضع الدراسة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫كان اهتمام اللسانيات الوصفية باللغة المنطوقة عظيما‪،‬‬
‫فاللغة الكالمية تعكس دفء الواقع وصدق الحقيقة‪ ،‬بكل ما‬
‫تحمله من مميزات وخصائص‪.‬‬
‫محاور الدراسة الوصفية‪:‬‬
‫تتم الدراسة الوصفية وفق ثالثة محاور أساسية هي‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬الزمان‪ :‬ويقصد به أنه يجب تحديد الفترة الزمانية‬
‫التي تدرس فيها الظاهرة اللغوية المع ّينة‪ ،‬ألن اللغة تتغير بمرور‬
‫الزمن‪ ،‬نتيجة لعوامل كثيرة ومعقدة‪ .‬فدراسة لغة الصحافة في‬
‫إحدى الدول العربية يجب أن تحدد بفترة زمنية معينة‪ ،‬ألن لغة‬
‫الصحافة شأنها شأن لغة الخطاب العربي تتغير من حين إلى‬ ‫‪4‬‬
‫آخر‪ ،‬وصحيح أن التغيير قد يكون بطيئا‪ ،‬وال يمكن مالحظته بسهولة‪ ،‬لكنه‬
‫موجود في جميع مستويات اللغة‪ ،‬وخاصة في الداللة‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬المكان‪ :‬يجب تحديد المكان الذي تقيم فيه الجماعة اللغوية التي‬
‫تدرس لغتها‪ ،‬ألن اللغة تتغير بتغير المكان‪ ،‬ويالحظ ذلك جليا في العربية‬
‫المعاصرة في الوطن العربي‪ ،‬إذ نجد في كل بلد عربي لهجة خاصة تباين‬
‫بقية اللهجات العربية األخرى‪ .‬وحتى في الوطن الواحد نجد لهجات مختلفة‬
‫حسب المقع الجغرافي‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬المستوى‪ :‬ويقصد به الوسيلة والمجال والموضوع‪ .‬فالوسيلة ‪:‬‬
‫تعني هل اللغة موضع الدراسة منطوقة أم مكتوبة؟ أما المجال فيقصد ب ه‬
‫مجال اللغة هل هو شعر أم نثر‪ .‬والموضوع يعني موضوع الدراسة‪.‬‬
‫ويرى باحثون أن لظهور المنهج الوصفي دورا مه ّما في تحول الدراسات‬
‫اللغوية‬
‫الحديثة من الدراسات اللغوية الفلسفية‪ ،‬التي تعتمد على الخيال‬
‫والتصور والتأمل‪ ،‬وعلى الحدس والتخمين‪ ،‬وعلى التدليل‬
‫والقياس المنطقيين‪ ،‬كما هو شأن الفلسفة‪ ،‬إلى الدراسات الواقعية‬
‫التي تصف الواقع اللغوي‪ ،‬من خالل االستعماالت اللغوية‪ ،‬بكل دقة‬
‫وأمانة‪.‬‬
‫فيما يخص اللغة العربية واللسانيات الوصفية‪ ،‬فقد وضع‬
‫علماؤنا قواعدهم وجمعوا مفرداتها على أساس اللغة المنطوقة‪،‬‬
‫وكان مبدؤهم أخذ اللغة سماعا عن الرواة ذوي الصدق واألمانة‪،‬‬
‫كما أنهم كانوا يخرجون إلى البادية ليسمعوا العربية من أفواه‬
‫األعراب‪ ،‬مشترطين الفصاحة فيما يأخذنوه‪.‬‬
‫‪ -2‬اللسانيات التاريخية‬
‫يهدف علم اللغة التاريخي إلى دراسة اللغة في مكان محدد‪،‬‬
‫في مراحل زمنية مختلفة؛ لبيان التغيرات التي لحقتها في أثناء‬
‫تلك المراحل‪ .‬وتدخل دراسة اللغة تاريخيا من جوانبها الصوتية‬
‫والصرفية والنحوية والداللية في صميم اللسانيات التاريخية؛‬
‫ومعنى هذا أن دراسة تطور النظام الصوتي للعربية الفصحى هي‬
‫وتطور األبنية الصرفية ووسائل تكوين المفردات‬
‫ّ‬ ‫دراسة تاريخية‪،‬‬
‫في العربية‪ ،‬على مدى القرون مما يدخل في الدراسة الصرفية‬
‫التاريخية‪ .‬وتطور الجملة الشرطية أو جملة االستفهام في العربية‬
‫الفصحى مما يدخل في الدراسات النحوية التاريخية‪ .‬والمعاجم‬
‫التاريخية التي يسجل كل منها تاريخ حياة كل كلمة من كلمات‬
‫اللغة‪ ،‬من أقدم نص جاءت به‪ ،‬متتبعا تطور داللتها على م ّر‬
‫التاريخ‪ ،‬تع ّد أيضا من اللسانيات التاريخية‪.‬‬
‫وتعتمد الدراسة التاريخية على الدراسة الوصفية‪ ،‬وقد كان‬
‫المنهج التاريخي يغلب على طابع البحوث اللغوية في أوروبا في‬
‫القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر ألسباب أه ّمها‪ ،‬مراقبة‬
‫التطور الداللي للكلمات واألساليب‪.‬‬
‫يقوم البحث التاريخي على الرغبة في إعادة هيكلة الظاهرة‬
‫اللغوية عبر العصور‪ ،‬من خالل ما تبقى من آثارها‪ ،‬فإن كان ث ّمة‬
‫مساحة لالستنتاج فينبغي أن يكون استنتاجا من خالل النصوص‬
‫لتصور الحلقات المفقودة‪ .‬وعلى هذا فإن‬ ‫ّ‬ ‫والوثائق التاريخية‬
‫تصور‬‫الباحث التاريخي في اللغة يشبه عالم اآلثار‪ ،‬الذي يهتدي ب ّ‬
‫ما فُ ِقد من قطعة أثرية في ضوء ما عُ ِثر عليه منها‪ ،‬وبما يتناسب‬
‫وحجم الفرغ الموجود‪ ،‬سعيا لتكوين هيكل الظاهرة من السياق‬
‫التاريخي العام‪.‬‬
‫ومن المشكالت التي تعترض الباحث في اللسانيات التاريخية‬
‫أنه ال تتوفّر له مادة لغوية منطوقة‪ ،‬لمرحلة لغوية سابقة على‬
‫المرحلة المعاصرة‪ ،‬فلم ت ُ ْختَ َرع وسائل التسجيل إال حديثا‪ ،‬ومن ث ّم‬
‫فليس أمامه إال أن يلجأ إلى الكتابة‪ ،‬وهي وسيلة عاجزة ال تمثل‬
‫المنطوق تمثيال صحيحا؛ ولهذا يجب على الباحث عند دراسته‬
‫لهذه المادة المكتوبة على األحجار والصخور أو الطين أو المسجلة‬
‫في أوراق البردي‪...‬الخ أن يحتاط في االحتجاج بها‪ ،‬وأن يدعم‬
‫استنتاجه بشواهد أخرى‪ ،‬مثل مالحظات العلماء‪ ،‬أو الكلمات التي‬
‫تقترضها اللغة المدروسة من اللغات األخرى‪.‬‬
‫وهناك مجاالت أخرى لعلم اللغة التاريخي منها‪:‬‬
‫‪ -1‬قضية انتشار لغة من اللغات‪ ،‬والظروف التي مهدت لذلك‪ ،‬وأثر‬
‫ذلك في بنية اللغة‪.‬‬
‫‪ -2‬ارتباط اللغة بوظيفتها أو بوظائفها المختلفة في الجماعة اللغوية‪،‬‬
‫يؤثّر بالضرورة في حياة اللغة‪ ،‬فهناك فرق كبير بين أن تكون‬
‫اللغة لغة جماعة محددة‪ ،‬أو أن تكون اللغة الرسمية في دولة‬
‫عظمى‪ ،‬أو أن تكون لغة حضارة دولية‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة مستويات االستخدام اللغوي المختلفة في حياة كل لغة‪،‬‬
‫وأثر ذلك في بنيتها وأهميته الحضارية‪ ،‬ومكانتها بين اللغات‪،‬‬
‫مما يدخل في إطار اللسانيات التاريخية‪.‬‬
‫ومن أه ّم النتائج التي يمكن الحصول عليها بواسطة اللسانيات‬
‫التاريخية ما يلي‪:‬‬
‫والتطور الذي أصاب اللغة في مسيرتها‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬رصد مظاهر التغيير‬
‫الزمنية الطويلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكشف عن القوانين اللغوية التي تطّرد في أمر اللغة‪ ،‬على‬
‫اختالف عصورها التاريخية‪ ،‬وعن االتجاهات التي تميل إليها‬
‫اللغة‪ ،‬كالميل إلى اإليجاز واالختصار‪ ،‬واالطناب والتطويل‪.‬‬
‫شكرا على انتباهكم‬

‫بحمد هللا‬

You might also like