Food Fuel and Utilities Price Reforms in The GCC A Wake-Up Call For Business - Arabic Version

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫تقـريـر بحثـي‬

‫غاليـدا الن‬
‫إدارة الطاقة والبيئة والموارد | يونيو‪/‬حزيران ‪2016‬‬

‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات المرافق العامة‬


‫في دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫جرس تنبيه لقطاع األعمال‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫موجز التقرير‬
‫ • تفتح حقبة انخفاض أسعار النفط العالمية أمام دول الخليج العربية المصدرة للنفط الفرصة إلدخال اإلصالحات على‬
‫أسعار الطاقة والمياه والمواد الغذائية‪ ،‬والتي طال لجمها عند مستويات شديدة التدني‪ .‬وفي حين ال تزال أسعار‬
‫الوقود في تلك البلدان أدنى بكثير من األسعار الدولية‪ ،‬فإنها شهدت زيادات تتراوح بين ‪ %60‬و‪ ،%133‬وفي بعض‬
‫الحاالت جاءت الزيادة بين عشية وضحاها‪.‬‬
‫ • سيكون لتواصل اإلصالحات تداعيات واسعة على قطاع األعمال‪ ،‬كما على االقتصاد السياسي‪ ،‬وخاصة في أكبر دول‬
‫مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬أي المملكة العربية السعودية‪ ،‬والتي اعتادت على استهالك الوقود وخدمات المرافق العامة‬
‫بأسعار تُع ّد من أدنى األسعار في العالم‪.‬‬
‫ • األثر األكبر لتعديل أسعار الغاز والديزل المحلية سيكون من نصيب القطاع الصناعي‪ ،‬إذ ستنشأ فيه عواقب مهمة‬
‫بشكل خاص من جراء الفصل بين سعر اإليثان وسعر مبيعات الغاز بالجملة في المملكة العربية السعودية‪ ،‬وكذلك‬
‫المراجعة المتوقعة لعقود الغاز في اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫ • من ناحية أخرى‪ ،‬من المتوقع أن يفضي ارتفاع أسعار الوقود إلى رفع كفاءة االستهالك في قطاعي المياه والكهرباء‪.‬‬
‫ولكن أنساق تخصيص الموارد والتحويالت المالية بين مختلف الكيانات الحكومية‪ ،‬تعني أن تحفيز التغيير الجدي لن‬
‫يتحقق في بعض البلدان إال من خالل مواصلة عملية تفكيك ربط المرافق العامة‪.‬‬
‫ • يجدر‪ ،‬عند دراسة إصالح األسعار‪ ،‬تبني منظور «محاور الوصل»‪ :‬فمثالً‪ ،‬سيؤثر تعديل أسعار المياه ووقود النقل في‬
‫المملكة العربية السعودية على قطاع الخدمات اللوجستية والصناعات الزراعية‪ ،‬وستنتشر هذه اآلثار تدريجياً لتصل‬
‫إلى أسعار منتجات التجزئة‪ ،‬مما يعزز فرص التضخم واحتماالت اتخاذ اإلجراءات الالزمة لكبحه‪ ،‬وكذلك من المتوقع أن‬
‫وقف زراعة البرسيم تدريجياً سيوفر كميات كبيرة من المياه الجوفية‪ ،‬ما من شأنه أن يؤدي إلى تخفيض الطلب على‬
‫المياه المحالة في شمال المملكة‪ ،‬وبالتالي توفير الوقود‪.‬‬
‫ • هذه ليست أول مرة تقوم فيها الحكومات بإدراج تخطيط اإلصالحات على أجنداتها‪ ،‬ولكن مسيرة اإلصالحات السابقة‬
‫ُعرقلت بسبب دورها في ضمان سالمة العقد االجتماعي‪ ،‬فضالً عن التهديدات اإلقليمية لالستقرار وارتفاع عائدات‬
‫النفط‪ .‬أما اإلصالحات الراهنة فتتجاوز نطاق خفض الدعم‪ ،‬إذ تصحبها مروحة واسعة من أهداف التنويع االقتصادي‬
‫وخطط لفرض الضرائب على بعض المشروبات والمنتجات الغذائية والتبغ‪ ،‬وذلك ألول مرة‪.‬‬
‫ • يتطلب التحول السلس إلى تبني أنظمة التسعير األكثر كفاءة أن يتم اتخاذ تدابير ذكية إلعادة توزيع الثروة (وبصفة‬
‫خاصة في البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان)‪ ،‬مع االستفادة من مكاسب القطاعات الجديدة‬
‫المتميزة بالنمو‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يتسم قطاع خدمات تعزيز الكفاءة وقطاع الطاقة المتجددة بإمكانات ضخمة واعدة‬
‫في حال نجحت الحكومات في تشجيعهما على التطور والنمو‪.‬‬

‫‪ | 2‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫تمهيد‪ :‬ضغوط من الجهتين‬


‫مع تراجع أسعار النفط العالمية إلى مستويات عام ‪2002‬‏[ ‏‏‏‪ ،‬خالل الفترة من يونيو‪/‬حزيران ‪ 2014‬إلى يناير‪/‬كانون الثاني‬
‫‪ ،2016‬حدثت بعض التغيرات غير المسبوقة في أسعار الطاقة وغيرها من الموارد ذات الصلة في أسواق دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي الست المصدرة للنفط‪ .‬فاإلمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان وقطر والكويت والمملكة العربية السعودية‬
‫تنتج ما مجموعه ‪ %20‬من إنتاج النفط العالمي‪ ،‬وتع ّد األخيرة أكبر المنتجين‪ ،‬إذ يتراوح إنتاجها اليومي ما بين ‪ 9‬مليون و‪10‬‬
‫ماليين برميل‪ .‬وقد اعتمدت حكومات تلك البلدان على صادرات النفط لتغطية ما بين ‪ %60‬و‪ %90‬من إيراداتها‪ [،‬‏‏‏ وأدت عشر‬
‫سنوات من ارتفاع السعر العالمي للمنتجات البترولية التي تص ّدرها دول الخليج العربية إلى تعزيز معدالت نموها االقتصادي‪،‬‬
‫فواكبت هذه الطفرة برفع مستويات اإلنفاق الحكومي‪ .‬ولكن هذه االقتصادات الست تتعرض اآلن للضغوط من جهتين‪ :‬فبين‬
‫يونيو‪/‬حزيران ‪ 2014‬وفبراير‪/‬شباط ‪ ،2016‬أدى انخفاض أسعار النفط العالمية بنسبة ‪ %70‬إلى نشوء العجز في الميزانيات‬
‫العامة لم تشهدها تلك البلدان منذ أواخر تسعينات القرن العشرين‪ .‬ومع تقلص اإليرادات الحكومية والسحب من صناديق‬
‫الثروة السيادية‪ ،‬يبدو أن مساندة إصالح سياسات الطاقة والمياه والغذاء أصبحت وسيلة لتحقيق هدفين متزامنين‪ ،‬أي خفض‬
‫الميزانيات العامة واالبتعاد عن نموذج النمو القائم على االستهالك واستنفاذ الموارد‪.‬‬
‫يوضح الشكل ‪ 1‬تغير األسعار منذ ربيع ‪ :2014‬ففي أواخر ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ ،2015‬أعلنت المملكة العربية السعودية‬
‫ميزانية الدولة لسنة ‪ ،2016‬مع زيادة أسعار الغاز الطبيعي والوقود والنقل والمياه والكهرباء‪ .‬وعلى الرغم من أن هذه األسعار‬
‫ال تزال «رخيصة» مقارنة بالمعايير الدولية‪ ،‬وكذلك مقارنة بمستوى الدخل الوسيط‪ ،‬فإنها تمثل أكبر تعديل للسعر تشهده‬
‫هذه المملكة المحافظة‪ .‬وفي جارتيها‪ ،‬عمان والبحرين‪ ،‬اللتان زادتا أسعار الغاز في العام السابق‪ ،‬حذت الحكومتان حذو‬
‫السعودية ورفعتا أسعار البنزين والديزل بعدها بأسابيع معدودة‪ .‬أما اإلمارات العربية المتحدة فربطت أسعار وقود النقل‬
‫بأسعار السوق الدولية في أغسطس‪/‬آب ‪ ،2015‬وتبعتها في ذلك قطر في مايو‪/‬أيار ‪ .2016‬وقد أعلن وزير الطاقة اإلماراتي‪،‬‬
‫خالل المنتدى االقتصادي العالمي بدافوس في يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2016‬أن حكومته ستعيد النظر في أسعار الغاز الطبيعي‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن المملكة العربية السعودية تعهدت في رؤية ‪ 2030‬الصادرة في أبريل‪/‬نيسان ‪ 2016‬بالتحرير التدريجي‬
‫لسوق المحروقات‪.‬‬
‫الشكل ‪ :1‬إصالح األسعار المحلية في دول مجلس التعاون الخليجي في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية‬
‫‪١٢٠‬‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺰﻳﺪ أﺳﻌﺎر اﻟﻮﻗﻮد وﺗﻌﺮﻓﺔ‬ ‫رؤﻳﺔ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﳌﻴﺎه‪ .‬وﺗﻢ اﻟﻔﺼﻞ ﺑني ﻣﺒﻴﻌﺎت‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ‪ ٢٠٣٠‬ﺗﻌﺪ‬
‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﺰﻳﺪ ﺳﻌﺮ اﻟﻐﺎز‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﺴﻮق اﻟﻐﺎز )ﺑﺰﻳﺎدة ‪ (٪٦٦‬وﻣﺒﻴﻌﺎت اﻹﻳﺜﺎن‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪٪١١‬‬ ‫)ﺑﺰﻳﺎدة ‪(٪١٣٣‬‬ ‫اﳌﺤﺮوﻗﺎت‬
‫‪١٠٠‬‬
‫ﻣﺎﻳﻮ‪ :‬ﻗﻄﺮ ﺗﺰﻳﺪ ﺳﻌﺮ‬ ‫أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﺗﻌﺮﻓﺔ‬ ‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﻠﻐﻲ اﻟﺪﻋﻢ‬
‫اﻟﺪﻳﺰل ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪٪٥٠‬‬ ‫اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﳌﻴﺎه ﻟﻠﻮاﻓﺪﻳﻦ‬ ‫ﻟﻠﺤﻮم‬
‫واﳌﻮاﻃﻨني‬ ‫ﻣﺎﻳﻮ‪ :‬ﻗﻄﺮ ﺗﺮﻓﻊ أﺳﻌﺎر‬ ‫ﻗﻄﺮ ﺗﺘﺨﺬ ﺧﻄﻮات‬
‫‪٨٠‬‬ ‫ﻗﻄﺮ ﺗﺰﻳﺪ ﺗﻌﺮﻓﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء‬ ‫ﻟﺮﺑﻂ ﺗﺴﻌري اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ‬
‫اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪٪٣٥-٣٠‬‬
‫واﳌﻴﺎه ﻟﻠﻌامﻟﺔ اﻟﻮاﻓﺪة‬ ‫واﻟﺪﻳﺰل ﺑﺎﻟﺴﻮق‬
‫اﻟﺸﺎرﻗﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﺗﻌﺮﻓﺔ‬
‫اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﳌﻴﺎه ﻟﻘﻄﺎﻋﻲ‬
‫اﻟﺴﻌﺮ )دوﻻر أﻣﺮﻳيك(‬

‫‪٦٠‬‬
‫اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ‬ ‫ﻋامن ﺗﺰﻳﺪ أﺳﻌﺎر اﻟﺪﻳﺰل‬
‫واﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ ٪١٠‬و‪ ٪٣٣‬ﻋﲆ‬
‫اﻟﺘﻮاﱄ‬
‫‪٤٠‬‬ ‫ﻋامن ﺗﺰﻳﺪ أﺳﻌﺎر اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ‬ ‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة‬
‫اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻜﻬﺮﺑﺎء واﳌﺎء‬
‫ﺑﺎﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺰﻳﺪ‬ ‫ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪٪١٠٠‬‬ ‫ﺗﺤﺪد أﺳﻌﺎر اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ واﻟﺪﻳﺰل‬
‫ﺗﻌﺮﻓﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﳌﻴﺎه ﻟﻠﻮاﻓﺪﻳﻦ‬ ‫ﺷﻬﺮﻳﺎً وﻓﻘﺎً ﻟﺴﻌﺮ اﻟﺴﻮق‬
‫واﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺗﺰﻳﺪ أﺳﻌﺎر اﻟﺪﻳﺰل واﻟﻜريوﺳني‪ ،‬ﺑﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬
‫‪٢٠‬‬ ‫واﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫‪ ٪١٠٠‬ﻟﻠﺪﻳﺰل )ﺑﺪأت ﺑﺰﻳﺎدة ‪ ٪٢٠٠‬ﺛﻢ ﺧﻔﻀﺘﻬﺎ‬ ‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﺰﻳﺪ ﺗﻌﺮﻓﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﳌﻴﺎه‬
‫ﻣﻊ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺴﻌﺮ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻜﺒﺎر اﳌﺴﺘﻬﻠﻜني(‬ ‫وأﺳﻌﺎر اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ واﻟﺪﻳﺰل ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪٪٦٠‬‬
‫و‪ ٪١٤‬ﻋﲆ اﻟﺘﻮاﱄ‬
‫‪٠‬‬
‫ﻳ ‪٢٠١‬‬
‫ﻳﻮﻟﻴ ‪٢٠١‬‬

‫ﺳﺒ ‪٢٠١‬‬

‫ﻧﻮﻓ ‪٢٠١‬‬

‫د ‪٢٠١‬‬
‫ﻳﻨﺎﻳ‬

‫ﻓﱪا ‪٢٠١‬‬

‫ﻣﺎ ‪٢٠١‬‬

‫ﻣ ‪٢٠١‬‬

‫ﻳ ‪٢٠١‬‬
‫ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪٢٠١‬‬

‫ﺳ ‪٢٠١‬‬

‫ﻧﻮﻓ ‪٢٠١‬‬

‫دﻳ ‪٢٠١‬‬

‫ﻳﻨ ‪٢٠١‬‬

‫ﻓ ‪٢٠١‬‬

‫ﻣﺎ ‪٢٠١‬‬

‫ﻣﺎﻳ‬
‫أ ‪٢٠١‬‬

‫أ ‪٢٠١‬‬

‫أ‬

‫أ ‪٢٠١‬‬

‫أﻛ‬

‫أ‬
‫ﻮﻧﻴ‬

‫ﻮﻧﻴ‬

‫ﱪاﻳ‬
‫ﺎﻳ‬
‫ﻳ‬
‫ﻏ‬

‫ﻛ‬

‫ﺑﺮﻳ‬

‫ﻏ‬

‫ﺑﺮﻳ‬
‫ﺎﻳ‬
‫ﺒﺘﻤ‬
‫ر‬

‫ر‬
‫ﺴﻤ‬

‫ﺴﻤ‬
‫ﺘﻤ‬

‫ﺘﻮﺑ‬

‫ﺘﻮﺑ‬
‫ﻮ‪٥‬‬

‫ﻮ‪٦‬‬
‫ﺴﻄ‬

‫ﺴﻄ‬
‫س‪٥‬‬

‫س‪٦‬‬
‫ﺮ‪٥‬‬

‫ﺮ‪٦‬‬
‫ﻤ‬

‫ﻤ‬
‫ﻳ‬
‫ﻮ‪٤‬‬
‫ﻮ‪٤‬‬

‫ﻮ‪٥‬‬
‫ﺮ‪٥‬‬

‫ﺮ‪٦‬‬
‫ﻞ‪٥‬‬

‫ﻞ‪٦‬‬
‫ﱪ‪٤‬‬

‫ﱪ‪٥‬‬
‫ﱪ‪٤‬‬

‫ﱪ‪٥‬‬
‫ﱪ‪٤‬‬

‫ﱪ‪٥‬‬
‫ﺮ‪٤‬‬

‫ﺮ‪٥‬‬
‫‪٥‬‬
‫‪٢٠١‬‬

‫‪٢٠١‬‬
‫ﺲ‪٤‬‬

‫ﺲ‪٥‬‬
‫‪٢٠١‬‬

‫‪٢٠١‬‬

‫‪٢٠١‬‬

‫* األسعار الفورية لسلة أوبك مستقاة من تقرير سوق النفط الشهري الصادر عن منظمة األوبك‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬المواقع اإللكترونية للحكومات ومختلف وسائل اإلعالم الوطنية‪.‬‬

‫[ ‏‏‏  بالقيمة الحقيقية‪.‬‬


‫[ ‏‏‏  صادرات البترول والغاز الطبيعي في حالة قطر واإلمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان‪ .‬أنظر ‪Callen, T. et al. (2014), Economic Diversification in the GCC: Past, Present and Future, IMF‬‬
‫‪( Discussion Note‬التنويع االقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬الماضي والحاضر والمستقبل)‪ ،‬ص‪.8-7‬‬

‫‪ | 3‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫ومع انخفاض تعداد سكان هذه البلدان مقارنة بما تملكه من احتياطيات النفط والغاز‪ ،‬فإنها تشهد معدالت متزايدة لنمو‬
‫االستهالك‪ ،‬الذي يؤججه تدني أسعار الطاقة والمياه إلى أدنى المستويات العالمية‪ .‬وفي حين تتباين الخصائص االجتماعية‬
‫واالقتصادية والسياسية تبايناً كبيرا ً من بلد آلخر‪ ،‬فإن المنطقة ككل تمثل حالة متطرفة من النمو االقتصادي الكثيف في‬
‫استخدام الموارد‪ ،‬وهو نمط تتبدى مختلف أعراضه في بلدان أخرى كثيرة‪ ،‬مثل استنزاف المياه الجوفية وصعوبة مواكبة‬
‫الطلب المتنامي على الكهرباء‪.‬‬
‫ويتسم إصالح األسعار بأهمية خاصة بالنسبة لألجندات العالمية الداعية إلى «تحديد األسعار الحقيقية»‪ ،‬سواء أكان بغرض‬
‫تحقيق أمن الطاقة والمياه‪ ،‬أو المحافظة على الموارد‪ ،‬أو مواجهة تغير المناخ‪ .‬وتعتبر المملكة العربية السعودية واإلمارات‬
‫العربية المتحدة وقطر‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬دوالً مؤثرة في المحافل الدولية المعنية بالقضايا المرتبطة باالستدامة‪ [.‬‏‏‏ وفي‬
‫اآلن نفسه‪ ،‬أصبحت دول مجلس التعاون الخليجي قدوة رائدة كجهات مانحة للدول النامية ومستثمرة فيها‪ ،‬وباتت نموذجاً‬
‫يحتذى به بالنسبة للدول األخرى المصدرة للنفط‪ ،‬ال سيما من خالل دورها في منظمة أوبك‪ .‬وعلى الصعيد الداخلي‪ ،‬قد‬
‫تعتبر اإلصالحات بداية إلعادة ترتيب إجراءات الدعم الحكومي‪ ،‬وهي عملية من شأنها إعادة توجيه االقتصاد‪ ،‬وبالتالي‬
‫ستؤثر على قطاع األعمال واالستثمارات‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬تطرح أسئلة عدة‪ ،‬يرتبط أهمها بكيفية إدارة أوضاع المستفيدين‬
‫والمتضررين من هذه التغيرات‪ ،‬وإمكانية استغالل قطاعات اقتصادية جديدة لدعم النمو في ظل تقلص دور القطاعات‬
‫القديمة‪.‬‬
‫ويع ّد هذا التقرير البحثي مجرد بداية للمناقشات‪ .‬وهو يستكشف الدوافع الحقيقية لعملية إصالح األسعار‪ ،‬ويدلي بمالحظاته‬
‫بشأن آثارها وتبعاتها االقتصادية‪ ،‬وينظر في مدى تمثيل هذه اإلصالحات لحالة قطع مستدام مع ممارسات الماضي‪.‬‬

‫إشكالية سياسية‬
‫تمثل عملية إصالح أسعار الوقود والمياه والكهرباء مشكلة سياسية في دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬ليس فحسب ألن‬
‫هذه األسعار تُع ّد ركناً راسخاً في العقد االجتماعي السائد في هذه البلدان‪ ،‬بل أيضاً بسبب نقص اإلدراك بقيمة وتكلفة هذه‬
‫الموارد لدى الحكومة والمستهلكين على حد سواء‪.‬‬
‫تعتبر أسعار الطاقة والمياه في دول مجلس التعاون الخليجي في ِعداد أدنى المستويات في العالم‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫يمكن حساب تكلفة إنتاج وتوريد البنزين بحوالي ‪ 0,52‬دوالر للتر في حالة بيع النفط محلياً في دول المجلس بثالثين دوالرا ً‬
‫للبرميل الواحد‪ ،‬ولكن سعر البنزين السائد في هذه الدول كان ‪ 0.16‬دوالر للتر حتى عندما وصلت أسعار النفط العالمية إلى‬
‫‪ 100‬دوالر للبرميل‪ .‬وعلى نفس المنوال‪ ،‬ظلت أسعار الغاز المحلية لفترة طويلة أقل بكثير من أسعار الغاز الطبيعي المسال‬
‫العالمية‪ ،‬حيث بلغت في المتوسط ‪ 1.4‬دوالر لكل مليون وحدة حرارية بريطانية حتى نهاية عام ‪ ،2014‬مقارنة باألسعار‬
‫العالمية التي تراوحت ما بين ‪ 7‬دوالرات و‪ 16‬دوالرا ً لكل مليون وحدة حرارية خالل الفترة ‪ ،2014-2007‬كما كانت أقل من‬
‫ثلث أسعار الغاز في أمريكا الشمالية على مدار العقد الماضي‪ [.‬‏‏‏ يضاف إلى ذلك أن الضرائب أو التكلفة المتعلقة باآلثار‬
‫االجتماعية والبيئية‪ ،‬ال تندرج في أي من المعادالت أعاله‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تصل نسبة ضريبة القيمة المضافة والرسوم‬
‫األخرى إلى ‪ %70‬من سعر لتر الديزل في بريطانيا‪ ،‬في حين ظلت إمدادات المياه مجانية حتى وقت قريب لمواطني قطر‬
‫وإمارة أبوظبي‪ ،‬وبقيت فاتورتها زهيدة في دول مجلس التعاون الخليجي األخرى‪ ،‬رغم تزايد كميات الوقود المطلوبة لتحلية‬
‫مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي‪ .‬يضاف إلى ذلك أن مختلف آليات ضبط األسعار تؤثر على سعر المواد الغذائية‪،‬‬
‫وذلك ألسباب عدة‪ ،‬منها تسعير مدخالت المياه والطاقة في اإلنتاج الزراعي المحلي‪ ،‬واإلعانات المقدمة لمس ّوقي المنتجات‬
‫المستوردة‪ ،‬وعلى رأسها اللحوم‪.‬‬
‫[ ‏‏‏‬

‫[ ‏‏‏  مثل دور المملكة العربية السعودية في مجموعة العشرين (والتي ال تزال ترى في إصالح األسعار قضية شائكة‪ ،‬إثر اتفاق ‪ 2009‬للتخلص التدريجي من «إعانات الوقود األحفوري غير الكفؤة»)؛ ودور دولة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة في قمة ريو‪( 20+‬قمة األرض)‪ ،‬واستضافتها للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)‪ ،‬ومكانتها كمركز للمؤتمرات في مجال الطاقة واالستدامة؛ ودور دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬ومنها المملكة‬
‫العربية السعودية على وجه الخصوص‪ ،‬في مفاوضات تغير المناخ الدولية ومختلف محافل األمم المتحدة‪ ،‬بما فيها تلك المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة (‪.)SDGs‬‬
‫[ ‏‏‏  الغاز الطبيعي المسال ليس بالضرورة السعر المرجعي الصحيح للغاز في دول مجلس التعاون الخليجي‪ .‬ولكن‪ ،‬حتى بعد خصم تكلفة التسييل والنقل‪ ،‬عادة ما يتجاوز السعر ‪ 3‬دوالرات لكل وحدة حرارية بريطانية‪.‬‬
‫وال تزال أسعار الغاز في أمريكا الشمالية ترتبط في عالقة طردية وثيقة بسعر هنري هاب‪ ،‬والذي بلغ متوسطه ‪ 4.80‬دوالر لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من بداية عام ‪ 2006‬وحتى نهاية عام ‪.2015‬‬
‫[ ‏‏‏  ‪( Bailey, R. and Willoughby, R. (2013), Edible Oil, Briefing, London: Royal Institute of International Affairs‬زيوت الطعام‪ :‬إحاطة)‪https://www.chathamhouse.org/sites/files/ ،‬‬
‫‪( chathamhouse/public/Research/Energy,%20Environment%20and%20Development/bp1113edibleoil.pdf‬تم االطالع بتاريخ ‪ 27‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 4‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫في حين أن بعض الدول األخرى تحافظ على مستويات أسعار أقل‪ ،‬ومنها مثالً الجزائر (الغاز) وفنزويال (المازوت)‪ ،‬فإن دول‬
‫مجلس التعاون الخليجي الست تتميز بأدنى األسعار مقارنة بمتوسط ​​الدخل‪ .‬وفي حين تتفاوت معدالت دخل الفرد ومستوى‬
‫المساواة في الدخل تفاوتاً كبيرا ً بين بلدان مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬فإنها جميعاً تنتمي إلى شريحة الدخل المرتفع أو‬
‫شريحة الدخل المتوسط العليا‪.‬‬
‫[ ‏‏‏‬

‫رغم أن ارتفاع أسعار النفط والغاز العالمية كان حافزا ً لجهود تقليص إعانات االستهالك‬
‫في البلدان التي تتحمل أعبا ًء باهظة لفواتير واردات الوقود (بما فيها الدول المصدرة‬
‫التي تعتمد على واردات الوقود المكرر لالستخدام المحلي)‪ ،‬فإن دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي كانت أم َيل إلى تشجيع خفض األسعار المحلية‪.‬‬
‫ويعتبر إخضاع األسعار لسيطرة الدولة أحد السبل المتاحة لحماية المستوى المعيشي لمواطنيها‪ ،‬وتوزيع الثروة‬
‫الهيدروكربونية الوطنية‪ ،‬وتحفيز النمو الصناعي واالستثمارات‪ .‬ورغم أن ارتفاع أسعار النفط والغاز العالمية كان حافزا ً لجهود‬
‫تقليص إعانات االستهالك في مختلف البلدان التي تتحمل أعبا ًء باهظة لفواتير واردات الوقود (بما فيها الدول المصدرة‬
‫التي تعتمد على واردات الوقود المكرر لالستخدام المحلي)‪ ،‬فإن دول مجلس التعاون الخليجي كانت أ َميل إلى تشجيع‬
‫خفض األسعار المحلية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬انخفضت القيمة االسمية لتعرفة خدمات الكهرباء في الكويت والمملكة العربية‬
‫السعودية إبان حقبة ارتفاع إيرادات النفط في ستينات وسبعينات القرن العشرين[ ‏‏‏‪ ،‬وأصدر العاهل السعودي آنذاك‪ ،‬الملك‬
‫عبد الله بن عبد العزيز‪ ،‬مرسوماً ملكياً في عام ‪ 2006‬يقضي بخفض إضافي في أسعار البنزين الوطنية من أجل تعميم منافع‬
‫ارتفاع األسعار التي كانت المملكة تجنيها من النفط في تلك الحقبة‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى تثبيط‬
‫دوافع إصالح قطاع الطاقة‪ ،‬وعادة ما كانت الحكومات التي شرعت في إعادة هيكلة السوق لجذب استثمارات القطاع الخاص‬
‫(في قطاعي الطاقة والمياه في أواخر تسعينات القرن العشرين وأوائل القرن الحالي) تحقق تقدماً بطيئاً‪ ،‬علماً بأنها لم تتخلى‬
‫رسمياً عن هذه الخطط‪.‬‬
‫[ ‏‏‏‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬قد ال ترى الحكومات أن السعر الذي يقل عن أسعار السوق الدولية يعتبر «سعرا ً مدعوماً»‪ .‬فرغم أن‬
‫الفجوة بين السعر النظامي لبيع الوقود وتكلفة التوريد (أي اإلعانة الحكومية‪ ،‬والتي تؤثر على ميزانية الدولة) تختلف بوضوح‬
‫عن الفجوة بين سعر البيع وسعر التجارة الدولية لوحدة السلعة‪ ،‬فإن «تكلفة الفرصة البديلة» المترتبة على عدم تصدير‬
‫المنتج (وهي الفجوة التي يستخدمها صندوق النقد الدولي ومنظمات كثيرة أخرى كمعيار لحساب قيمة اإلعانات)‪ ،‬تعكس‬
‫على نحو أفضل فقدان اإليرادات المحتملة أو المستقبلية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ينطوي تطبيق أسلوب تكلفة الفرصة البديلة على‬
‫تعقيدات خاصة به‪ ،‬ومنها دور السعودية كصانعة السعر في سوق النفط الدولية[ ‏‏‏‪ ،‬والذي يعني أن تكلفة الفرصة البديلة‬
‫المتمثلة في عدم تصدير النفط قد ال تتطابق مع السعر العالمي الراهن (حيث أن زيادة كمية النفط الذي تصدره قد يؤدي‬
‫إلى خفض أسعاره في السوق العالمية)‪ .‬واألصعب من ذلك هو تحديد المعيار الصحيح لسعر الغاز الكفؤ‪ ،‬أو تقييم تكاليف‬
‫استخراج المياه الجوفية‪ ،‬نظرا ً لتباين التكاليف‪ ،‬ومسألة اإلنتاج المشترك‪ ،‬وعدم توفر سعر مرجعي عالمي‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫من الواضح أن هذه العوامل تعوق اإلصالحات‪ .‬ولكن هناك ثالثة أسباب أخرى تدفع االقتصاديين والمحللين السياسيين إلى‬
‫توقع ثبات األسعار دون تغيير‪.‬‬

‫[ ‏‏‏  أعلى من ‪ 4,125‬دوالر حسب تعريف البنك الدولي في يوليو‪/‬حزيران ‪.2014‬‬


‫[ ‏‏‏  أنظر‪Alhoweish, B. and Orujov, C. (2015), 'Promoting an effective energy efficiency programme in Saudi Arabia: challenges and opportunities', in Abdel Raouf, M. and Luomi, M. :‬‬
‫‪( (eds) (2015), The Green Economy in the Gulf, Oxon, UK: Routledge‬تشجيع إقامة برنامج فعال لكفاءة الطاقة في المملكة العربية السعودية‪ :‬التحديات والفرص)؛ وكذلك ‪Krane, J. (2013), Stability‬‬
‫‪( versus Sustainability: Energy Policy in the Gulf Monarchies, EPRG Working Paper 1302, University of Cambridge Electricity Policy Research Group‬االستقرار مقابل االستدامة‪ :‬سياسة الطاقة‬
‫في دول الخليج)‪( 1302-PDF.pdf/02/http://www.eprg.group.cam.ac.uk/wp-content/uploads/2013 ،‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏‏‏  تتباين أساليب اإلصالح وكذلك مدى التقدم في عملية إعادة الهيكلة والتفكيك‪ :‬فقد سجلت الكويت أقل تغير‪ ،‬حيث تواصل وزارة الكهرباء والماء إدارة خدمات المرافق العامة‪ ،‬بينما يمكن القول إن أكبر تغير‬
‫تحقق في أبوظبي وسلطنة عمان‪ ،‬حيث تم الفصل بين توليد ونقل وتوزيع الكهرباء بحلول عام ‪ .2007‬وحتى الوقت الراهن‪ ،‬تأسست هيئات تنظيمية مستقلة في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وإمارتي‬
‫أبوظبي ودبي‪ .‬أنظر ‪Al-Sunaidi, A. M. (2011), 'Electricity service utilities in the GCC: Steps towards a common regulatory reform', a thesis submitted for the Degree of Doctor of‬‬
‫‪( Philosophy in Economics in the University of Hull‬مرافق خدمات الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬خطوات نحو إصالحات تنظيمية مشتركة)‪https://hydra.hull.ac.uk/assets/hull:6232a/ ،‬‬
‫‪( content‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏‏‏  )‪( Alyousef, Y. and Stevens, P. (2011), 'The Cost of Domestic Energy Prices to Saudi Arabia', Energy Policy, 39(11‬تكلفة أسعار الطاقة المحلية في المملكة العربية السعودية)‪ ،‬ص‪.6905-6900‬‬
‫[ ‏ ‏‏  للمزيد من المناقشة بشأن مفهوم الدعم في المنطقة‪ ،‬أنظر ‪Darbouche, H. (2012), Issues in the Pricing of Domestic and Internationally Traded Gas in MENA and Sub Saharan Africa,‬‬
‫‪( Oxford: Oxford Institute for Energy Studies‬قضايا تسعير الغاز المنزلي والغاز المتداول دولياً في منطقة الشرق األوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى)؛ وكذلك ‪Lahn, G. and Stevens, P. (2014),‬‬
‫‪( Finding the 'Right' Price for Exhaustible Resources: The Case of Gas in the Gulf, Research Paper, London: Royal Institute of International Affairs‬تحديد السعر «السليم» للموارد القابلة للنفاد)‪،‬‬
‫‪( https://www.chathamhouse.org/sites/files/chathamhouse/field/field_document/20141017LahnStevensGas.pdf‬االطالع بتاريخ‪ 27 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 5‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫أوالً‪ ،‬ثراء دول مجلس التعاون الخليجي يعني أنها ليست ملزمة بمراعاة متطلبات الوكاالت المالية الدولية (انظر اإلطار ‪1‬‬
‫أدناه)‪ ،‬ذلك على عكس جاراتها األردن ومصر والعراق واليمن‪ ،‬وهي بلدان خضعت لعملية إصالح أسعار المحروقات خالل‬
‫السنوات القليلة الماضية‪ .‬ورغم أن بلدان الخليج العربية تتلقى مثالً المشورة من صندوق النقد الدولي‪ ،‬فإنها ليست ملزمة‬
‫بالعمل بمقتضى هذه المشورة‪.‬‬
‫ثانياً‪ ،‬من المتوقع في األحوال كافة أن تتحرك نخب قطاع األعمال وقطاع الدولة‪ ،‬المستفيدة من الصناعات كثيفة االستهالك‬
‫للطاقة (مثل البتروكيماويات‪ ،‬واإلسمنت‪ ،‬والصلب‪ ،‬والبناء‪ ،‬والنقل بالشاحنات‪ ،‬والصناعات الزراعية) لتسد الطريق أمام‬
‫اإلصالحات التي تتحدى أسس أرباحها‪.‬‬
‫ثالثاً‪ ،‬يبدو أن تدهور الوضع األمني بالمنطقة في أعقاب الربيع العربي عام ‪ ،2011‬ونجاحات داعش‪ ،‬وتعاظم قوة إيران‪ ،‬جعل‬
‫الحكومات الخليجية تحجم عن اتخاذ أية إجراءات قد تفسر على أنها تسحب المنافع من مواطنيها‪.‬‬
‫واالستثناء خالل حقبة ارتفاع أسعار الوقود كانت إمارة دبي‪ ،‬إذ واءمت بين تعرفة خدمات المياه والكهرباء وتكلفتها في‬
‫‪ [.2011‬‏ ‏‏ ويمكن هنا المجادلة بأن األوضاع التي تنفرد بها دبي‪ ،‬كدولة‪-‬مدينة «مستورِدة» للوقود (الغاز والنفط من إمارة‬
‫أبوظبي الشقيقة‪ ،‬والغاز الطبيعي المسال من السوق الدولية) وحيث يمثل الوافدون ‪ %90‬من إجمالي السكان‪ ،‬وهم فئة ال‬
‫تقاوم التغيير‪ ،‬كانت عوامل حاسمة في هذا التف ُّرد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كان لعوامل أخرى متعلقة بالقيادة وأسلوب الحكم دورها أيضاً‪،‬‬
‫حيث أسست الحكومة المجلس األعلى للطاقة في دبي ومنحته صالحيات وضع استراتيجية الطاقة باإلمارة واإلشراف على‬
‫تنفيذها‪ ،‬بما اشتمل على أهداف محددة لتحقيق الكفاءة وتنويع مزيج الطاقة‪.‬‬
‫منسقة بشأن االستهالك المحلي للطاقة‪.‬‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬ال تعتمد اإلمارات العربية المتحدة وال أي دولة خليجية أخرى سياسة َّ‬
‫وبما أن هذه الدول تملك النفط والغاز بوفرة‪ ،‬وسكانها قليلو العدد‪ ،‬فإنه قياداتها طويالً ما تمسكت بالرأي القائل بعدم‬
‫ضرورة تبني سياسة من هذا القبيل‪ ،‬وبالتالي لم تعمل على إرساء إطار مؤسسي إلصدار التشريعات الالزمة وتنفيذها‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬تع َّرض هذا الرأي لتحديات متزايدة نتيجة األوضاع المتطورة على أرض الواقع طيلة العقد األخير‪.‬‬

‫واقع الموارد الجديد يفرض نفسه‬


‫أدى ارتفاع سعر النفط العالمي عن المتوسط المعتاد طيلة عقد كامل إلى نمو تعداد السكان والبنية التحتية وزيادة‬
‫االستهالك في دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬التي تعتمد جميعاً على الطاقة المتولدة من محروقات الوقود السائل والغاز‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫ولكن حكومات هذه الدول بدأت خالل السنوات األربع الماضية تُ ِق ّر علناً ​​بأن توجهات االستهالك الراهنة سوف تستدعي‬
‫مستويات إنفاق حكومي ال يمكن تلبيتها‪ ،‬سواء من أجل تشييد قدرات التوريد الجديدة الالزمة أو دعم أسعار االستهالك‬
‫المتدنية‪ ،‬علماً بأن أساليب دعم األسعار عادة ما تكون شاملة للجميع‪ ،‬وبالكاد تميز بين مختلف شرائح المستهلكين‪ ،‬أي أن‬
‫أثرى (أو أكبر) الشركات تحصل على نصيب أكبر من فوائد الدعم‪ ،‬تفوق حصة الشركات األفقر (أو األصغر)‪ ،‬في حين تتدفق‬
‫االستثمارات إلى الصناعات المتسمة بكثافة استهالك الطاقة‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫ويتبلور أساس المشكلة في تكلفة الطاقة مقارنة بمتوسط ​​الدخل ومتوسط عائدات الشركات‪ ،‬إذ أن ترشيد استهالك المياه‬
‫والوقود والطاقة لم يحقق للمستهلك فائدة مالية تذكر في دول المجلس‪ .‬فمثالً‪ ،‬نما دخل األسرة السعودية محسوباً بالريال‬
‫بنحو ‪ %6‬سنوياً خالل الفترة ‪ ،2013-2004‬وفقاً ألرقام وزارة االقتصاد والتخطيط السعودية‪ .‬وكذلك‪ ،‬استنادا ً إلى بيانات الدخل‬
‫المتاحة للبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة اإلمارات العربية المتحدة عن سنة ‪ ،2012‬فإن تكلفة تعبئة خزان‬
‫السيارات الرياضية متعددة االستخدامات (‪ )SUV‬بالبنزين لم يتجاوز ‪ %1‬أو أقل من الراتب المتوسط لموظفي الخدمة‬
‫المدنية‪ ،‬مقارنة بحوالي ‪ %10‬في بريطانيا‪ ،‬كما تراوحت هذه التكلفة بين ‪ %2.5‬و‪ %6‬من راتب عامل القطاع الخاص منخفض‬

‫[ ‏ ‏‏  تعرفة خدمات المياه والكهرباء تعكس التكلفة حالياً (بما في ذلك تكلفة األسعار التي تدفعها دبي مقابل الغاز من أبوظبي وواردات الغاز الطبيعي المسال) بالنسبة للوافدين‪ ،‬والقطاعين الصناعي والحكومي‪ ،‬ولكن‬
‫المواطنين يدفعون تعرفة كهرباء أقل ال تعكس تكلفة اإلنتاج‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏  أنظر‪( Lahn, G., Stevens, P. and Preston, F. (2013), Saving Oil and Gas in the Gulf, Chatham House Report, London: Royal Institute of International Affairs :‬توفير النفط والغاز في‬
‫الخليج) ‪( https://www.chathamhouse.org/sites/files/chathamhouse/public/Research/Energy,%20Environment%20and%20Development/0813r_ gulfoilandgas.pdf‬االطالع بتاريخ‪ 27 :‬أبريل‪/‬نيسان‬
‫‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏  أنظر‪( Lahn, G. (2014), Counting the costs of energy, water and food consumption in the Gulf :‬احتساب تكلفة استهالك الطاقة والمياه والغذاء في الخليج)‪ ،‬دراسة مقدمة في المنتدى العربي للبيئة‬
‫والتنمية‪ 30 ،‬أبريل‪/‬نيسان ‪.2014‬‬

‫‪ | 6‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫المهارات (أغلبهم من الوافدين) في مختلف أنحاء المنطقة‪.‬‬


‫[ ‏ ‏‏‬

‫اإلطار ‪ :1‬السياق العالمي واإلقليمي إلصالح األسعار‬


‫إن أسعار الموارد الحيوية (وخاصة المياه والغذاء والطاقة) هي العامل الحاسم المؤثر في األنماط المحلية لالستهالك واإلنتاج واإلنفاق الحكومي‪،‬‬
‫وبالتالي في سالمة ميزانية الدولة وحالة االقتصاد في المجمل‪ ،‬إضافة إلى مستوى الرفاه االجتماعي‪ .‬وتجربة البلدان ذات الدخل المنخفض‬
‫والمتوسط‪ ،‬والتي أصبحت حكوماتها مثقلة بالديون ومعرضة لضغوط الوكاالت المالية الدولية باتجاه تخفيض الدعم‪ ،‬ليست بالتجربة السعيدة‪:‬‬
‫فهي إذا تحركت بعجالة مفرطة جوبهت بمخاطر اندالع أعمال العنف‪ ،‬بل وسقوط الحكومات‪ .‬وتتكاثر األمثلة على بلدان أطيح بحكوماتها أو‬
‫اندلعت فيها الحرب األهلية نتيجة لـ«تحرير األسواق» في ظل غيبة الدعم االجتماعي واستمرار الفساد (ومنها مصر عام ‪ ،1977‬وإندونيسيا عام‬
‫‪ ،1998‬وفنزويال ‪ ،1993-1989‬وكذلك مؤخرا ً ما شهدته كل من مصر وسوريا عام ‪ 2011‬واليمن عام ‪ .)2014‬وفي حين أن هذه التجارب أثمرت‬
‫دروساً مفيدة‪ ،‬فإن اإلطار الزمني وترتيبات الحكم الرشيد باتت ت ُع ّد شروطاً حيوية إلنجاح التطبيق السلس لإلصالحات‪ :‬فهل تتاح مهلة كافية‬
‫لتخطيط اإلجراءات وترتيبها بشكل تدريجي؟ وهل يثق الناس في الحكومة ويأتمنونها على تنفيذ وإدارة اإلصالحات بعدل وفعالية؟‬
‫أثناء حقبة ارتفاع أسعار الوقود الدولية (‪ ،)2014-2004‬تم تنفيذ اإلصالحات بنجاح في العديد من البلدان المستوردة الصافية للوقود‪ ،‬ولكن‬
‫محاوالت تنفيذ اإلصالحات في الدول المصدرة للنفط أفضت إلى أعمال شغب سقط فيها ضحايا‪ ،‬مثل نيجيريا عام ‪ ،2012‬والسودان وبوليفيا عام‬
‫‪ ،2013‬ذلك بينما رأينا استثنا ًء بارزا ً لهذه القاعدة في العراق عام ‪ 2005‬وفي إيران عام ‪ ،2010‬إذ أنهما‪ ،‬وعلى النقيض من بلدان مجلس التعاون‬
‫الخليجي‪ ،‬تعتمدان على استيراد منتجات الوقود المكررة باألسعار العالمية‪ ،‬وهذا االعتماد يحتم عليها توخي الشفافية في قيمة اإلعانات المتزايدة‬
‫التي تنفقها الحكومة لتدعيم أسعار البيع المحلية المتدنية‪ .‬وفي حالة العراق‪ ،‬كانت الدولة تحت اإلدارة األمريكية طوال الفترة المعنية‪ ،‬وأدت‬
‫أوضاع مرحلة ما بعد الحرب إلى تقويض قدرة الناس على التظاهر واالعتراض‪[.‬أ] أما إيران فتتميز بخبرة أطول في تطبيق اإلصالحات‪ ،‬بما في‬
‫ذلك تجريب نظام توزيع حصص الوقود باستخدام البطاقات الذكية‪ ،‬كما تتميز بمنظومة إدارة عامة أكثر تطورا ً مما يتمتع به الكثير من البلدان‬
‫المقدمة على إصالح نظام اإلعانات‪ .‬وقد قامت الحكومة اإليرانية بتطبيق خطة إصالحية شاملة في عام ‪ ،2010‬سبقها إجراء تحويالت نقدية شهرية‬ ‫ِ‬
‫لجميع المواطنين المسجلين‪ .‬وعلى الرغم من أن الرئيس أحمدي نجاد كان قد اتُّهم بسوء تطبيق الخطة‪ ،‬وتعطلت مسيرة تنفيذها‪ ،‬فإن تجربة‬
‫[ب]‬
‫إيران أوضحت حدود وآفاق الممكن حتى في الدول المصدرة للنفط التي ترسخت فيها عادات دعم األسعار‪.‬‬
‫من الالفت أن إحدى الحكومات األشد اهتماماً بتجربة اإلصالحات في إيران هي جارتها وزميلتها في منظمة األوبك‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫رغم كل ما يف ّرق بين البلدين من خالفات سياسية‪.‬‬
‫[أ] ورشة عمل تشاتام هاوس بشأن تقييم الموارد الحيوية‪ ،‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪.2014‬‬
‫[ب] لالطالع على تحليل اإلصالحات اإليرانية‪ ،‬أنظر‪Fatouh, B. and El-Katiri, L. (2015), A Brief Political Economy of Energy Subsidies in the Middle East and North Africa, Oxford: Oxford :‬‬
‫‪( Institute of Energy Studies‬موجز االقتصاد السياسي إلعانات الطاقة في الشرق األوسط وشمال أفريقيا)‪.‬‬

‫َت عدد كبير من الدراسات االنتباه إلى عدم استدامة استخدام الموارد‪ [.‬‏ ‏‏ ومن جانبها‪ ،‬أشارت حكومة اإلمارات العربية‬
‫وقد لف َ‬
‫المتحدة إلى أن مخزونها المتبقي من المياه الجوفية ربما لن يكفي سوى ‪ 50‬عاماً فقط إذا استمرت معدالت االستهالك‬
‫الحالية‪ .‬كما شهدت المملكة العربية السعودية بالفعل نضوب طبقات المياه الجوفية والينابيع‪ ،‬ومنها مثالً في منطقة األحساء‬
‫التي تميزت تاريخياً بالخصوبة‪ [.‬‏ ‏‏ ومن المقرر إنفاق مئات المليارات من الدوالرات في المنطقة من أجل تمويل وتشغيل‬
‫عمليات تحلية مياه البحر لمواكبة نمو الطلب في ظل جفاف المصادر الطبيعية‪ [.‬‏ ‏‏ يضاف إلى ذلك أن اإلمارات العربية‬
‫المتحدة والكويت وسلطنة عمان أصبحت‪ ،‬وبشكل متزايد‪ ،‬دوالً مستوردة للغاز الطبيعي المسال من السوق الدولية بسبب‬
‫نقص اإلنتاج المحلي‪ ،‬كما تخطط البحرين الستيراد الغاز الطبيعي المسال من عام ‪ 2018‬فصاعدا ً‪ .‬يضاف إلى ذلك أن المملكة‬
‫العربية السعودية تعتمد على حرق كميات مذهلة من النفط الخام كل عام لتلبية الطلب المتنامي على الكهرباء ومجابهة‬
‫مستويات استهالك الذروة‪ ،‬بينما أدى استهالك النفط في الكويت بالفعل إلى خفض قدرتها على التصدير‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫[ ‏ ‏‏  ألغراض هذه المقارنة‪ ،‬افترض أن خزان سيارة رياضية متعددة االستخدامات يسع ‪ 90‬لترا ً من البنزين‪ ،‬أما تقديرات الرواتب في دول مجلس التعاون الخليجي فمستقاة من تقرير ‪Hertog, S. (2013), The Private‬‬
‫‪( Sector and Reform in the Gulf Cooperation Council, LSE Kuwait Programme on Development‬القطاع الخاص واإلصالح في مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬برنامج التنمية بكلية لندن لالقتصاد‪-‬الكويت)‪،‬‬
‫(االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪ .)2016‬استخدمت قيمة الرواتب البريطانية اإلجمالية قبل الضريبة‪ ،‬حيث ال تفرض ضرائب على الراتب في دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏  أنظر‪( Lahn, G. and Stevens, P. (2011), Burning Oil to Keep Cool: The Hidden Energy Crisis in Saudi Arabia, London: Royal Institute of International Affairs :‬حرق النفط لتبريد األجواء‪:‬‬
‫أزمة الطاقة المستترة في المملكة العربية السعودية)‪https://www.chathamhouse.org/sites/files/chathamhouse/public/Research/Energy,%20Environment%20and%20Development/1211pr_lahn_ ،‬‬
‫‪( ،stevens.pdf‬االطالع بتاريخ‪ 27 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪)2016‬؛ و ‪Fattouh, B. and El-Katiri, L. (2012), Energy and Arab Economic Development, Research Paper, Arab Human Development Report,‬‬
‫‪( United Nations Development Programme‬الطاقة والتنمية االقتصادية العربية)‪( ،‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏  قال عضو مجلس الشورى واختصاصي علم الهيدرولوجيا‪ ،‬علي الطخيس‪ ،‬إن المملكة العربية السعودية سوف تشهد جفافاً كبيرا ً في غضون ‪ 30‬عاماً إذا تواصلت الممارسات الحالية‪ .‬أنظر‪Shayea, K. (2015), :‬‬
‫‪( 'Saudi Arabia "faces catastrophe" as reservoirs run dry', The New Arab‬المملكة العربية السعودية "تواجه كارثة" مع جفاف الخزانات)‪https://www.alaraby.co.uk/english/ features/2015/5/1/ ،‬‬
‫‪( saudi-arabia-faces-catastrophe-as-reservoirs-run-dry‬االطالع بتاريخ‪ 15 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏  أنظر‪ ،‬على سبيل المثال‪( Al-Zubari, W. (2014), The Costs of Municipal Water Supply in Bahrain, Research Paper, London: Royal Institute of International Affairs ،‬تكاليف إمدادات المياه‬
‫البلدية في البحرين)‪( https://www.chathamhouse.org/sites/files/chathamhouse/field/field_document/20141216MunicipalWaterBahrainAlZubari.pdf ،‬االطالع بتاريخ‪ 27 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ أنظر ‪( Krane, J. (2015), 'Stability versus Sustainability: Energy Policy in the Gulf Monarchies', The Energy Journal, doi. 10.5547/01956574.36.4.jkra,‬االستقرار مقابل االستدامة‪ :‬سياسة‬

‫‪ | 7‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫أعربت جميع الحكومات عن رغبتها في تكملة النفط والغاز بإضافة مصادر أخرى للطاقة‬
‫البديلة وتعزيز الكفاءة‪ .‬وقد أصبحت الطاقة المتجددة تحظى بإقبال متزايد‪ ،‬ليس‬
‫ألنها من الكماليات الفاخرة‪ ،‬بل كوسيلة إلدارة ذروة الطلب وتخفيض استهالك‬
‫الوقود‪.‬‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬أعربت جميع الحكومات عن رغبتها في تكملة مصادر النفط والغاز بإضافة مصادر أخرى للطاقة البديلة وتعزيز‬
‫الكفاءة‪ ،‬وباتت الطاقة المتجددة تحظى بإقبال متزايد‪ ،‬ليس ألنها من الكماليات الفاخرة‪ ،‬بل كوسيلة إلدارة ذروة الطلب‬
‫وتخفيض استهالك الوقود‪ .‬ولكن‪ ،‬على الرغم من تدشين مجموعة من المبادرات خالل السنوات الخمس الماضية إلحداث‬
‫التغيير الالزم من خالل اللوائح التنظيمية واالستثمارات‪ ،‬فإن انخفاض أسعار النفط والغاز والمياه ظل عقبة أمام تحقيق‬
‫التحول المنشود‪.‬‬

‫إصالح األسعار – ماذا يحدث؟‬


‫تم إعداد خطط إلصالح الدعم‪ ،‬وأجريت الدراسات ذات الصلة‪ ،‬من قبل مختلف الدوائر الحكومية بدول مجلس التعاون‬
‫الخليجي خالل السنوات الخمس الماضية‪ ،‬علماً بأن تلك الوثائق لم تنشر‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬لم تكن األسعار ثابتة تماماً خالل الفترة حتى منتصف ‪ .2014‬فأسعار وقود النقل في اإلمارات العربية‬
‫المتحدة ارتفعت منذ أواخر التسعينات على األقل‪ ،‬وهي أسعار تحددها شركات التجزئة الحكومية والمملوكة للدولة‪ ،‬ذلك‬
‫بينما ارتفعت أسعار وقود الديزل لتصل إلى مستوى األسعار غير المدعومة (حسب تعريف الحكومة نفسها) بحلول عام‬
‫‪ [.2010‬‏ ‏‏ وكذلك‪ ،‬بدأت البحرين عام ‪ 2007‬رفع أسعار الغاز الطبيعي تدريجياً بهدف الوصول إلى سعر التكلفة بحلول عام‬
‫‪ ،2021‬بينما نفذت دبي إصالحات أسعار المياه والكهرباء‪ ،‬المشار إليها آنفاً‪ ،‬خالل الفترة ما بين عامي ‪ 2008‬و‪ [.2011‬‏ ‏‏ وفي‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬أجرت كل من عمان والمملكة العربية السعودية تجربة تعديل تعرفة الكهرباء في القطاع الصناعي لتشجيع‬
‫الحد من مستويات ذروة الطلب‪ ،‬والتي تقتضي تشييد قدرات توليد جديدة عالية التكلفة‪.‬‬
‫وبحلول عام ‪ ،2012‬بات واضحاً أن مختلف الجهات الوطنية المعنية صارت تتقارب في إصالح األسعار‪ ،‬بما في ذلك وزارات‬
‫النفط و‪/‬أو الطاقة‪ ،‬والهيئات التنظيمية المستقلة في قطاعي المياه والكهرباء‪ ،‬وشركات النفط والغاز الوطنية‪ ،‬ووزارات البيئة‪،‬‬
‫وهيئات المياه والكهرباء‪ ،‬ووزارات المالية والبنوك المركزية‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬بات الخطاب العلني عن إصالح منظومة‬
‫الدعم متزايد البروز‪ ،‬وعقدت المنظمات اإلقليمية‪ ،‬ومنها جامعة الدول العربية ولجنة األمم المتحدة االقتصادية واالجتماعية‬
‫لغرب آسيا والمنتدى العربي للبيئة والتنمية‪ ،‬اجتماعات رفيعة المستوى (حضرها الوزراء المعنيون) خالل النصف األول من‬
‫العقد الجاري حيث صدرت دعوات قوية إلصالح األسعار‪ .‬وفي نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،2013‬أوجز وزير النفط والغاز العماني‪،‬‬
‫معالي الدكتور‪ /‬محمد الرمحي‪ ،‬الحالة المزاجية السائدة في بلدان المجموعة عندما قال‪“ :‬نحن نهدر الكثير من الطاقة في‬
‫المنطقة‪ ،‬وبراميل النفط التي نستهلكها تتحول لتهديد لمنطقتنا على وجه الخصوص ‪ ...‬إن الدعم هو ما يدمرنا فعالً‪ ...‬نحن‬
‫نحتاج ببساطة إلى زيادة أسعار البنزين والكهرباء”‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫في مايو‪/‬أيار ‪ ،2014‬قامت قطر بزيادة السعر المحلي لوقود الديزل بنسبة ‪ ،%50‬وع ّدلت اإلمارات العربية المتحدة تعرفة‬
‫خدمات المياه والكهرباء‪ .‬وتسارعت وتيرة اإلصالحات الوطنية في جميع بلدان المنطقة منذ بداية عام ‪ ،2015‬بعدما بات‬
‫واضحاً أن االنخفاض المستمر في أسعار النفط صار يهدد بالتحول إلى قيد حقيقي على الميزانيات العامة‪.‬‬
‫نستعرض في أقسام التقرير التالية األسعار الحالية للغاز الطبيعي والديزل والبنزين وتعرفة خدمات المياه والكهرباء‪ ،‬في‬

‫الطاقة في دول الخليج)‪( ،‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬


‫[ ‏ ‏‏ ‪https://www.giz.de/ expertise/downloads/giz2014-en- ،German Federal Ministry for Economic Cooperation and Development (2014), International Fuel Prices 2012/2013, GIZ‬‬
‫‪( ،international-fuel-prices-2013.pdf‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪)2016‬؛ و‪( 'Energypedia (2016), 'Fuel Prices United Arab Emirates‬أسعار الوقود اإلمارات العربية المتحدة)‪https://energypedia. ،‬‬
‫‪( info/wiki/Fuel_Prices_United_Arab_Emirates‬االطالع بتاريخ‪ 31 :‬مارس‪/‬أذار ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ لالطالع على تحليل مفصل لهذه اإلصالحات وغيرها في دولة اإلمارات‪ ،‬راجع ‪T Boersma, T. and Griffiths, S. (2016), Reforming Energy Subsidies: Initial Lessons from the United Arab Emirates,‬‬
‫‪( Washington: Brookings Institute‬إصالح دعم الطاقة‪ :‬الدروس األولية من دولة اإلمارات العربية المتحدة)‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏ ‪( Reuters (2013), 'Oman oil minister slams Gulf culture of energy subsidies', 10 November 2013‬وزير النفط العماني ينتقد بشدة عادة إعانات الطاقة بالخليج)‪http://www.reuters.com/ ،‬‬
‫‪( article/gulf-energy- subsidies-idUSL5N0IV07V20131110‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 8‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫جميع دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬مع إرفاق كل قسم بمناقشة للمحددات الرئيسية المحيطة باإلصالحات‪ ،‬واآلثار التي‬
‫ترتبها على قطاع األعمال‪ ،‬وتبعاتها بالنسبة للمستهلكين‪.‬‬

‫الغاز الطبيعي‬
‫يعتبر الغاز الطبيعي عنصرا ً محورياً في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬فهو مادة أساسية تغذي قطاعي المياه‬
‫والكهرباء وصناعات البتروكيماوية واألسمدة (كمادة وسيطة وكذلك لتوليد الطاقة) وغيرها من الصناعات‪ ،‬في جميع الدول‬
‫الست‪ .‬كما ت ُص ِّدر قطر الغاز الطبيعي بكميات كبيرة‪ ،‬وتص ِّدره أبوظبي وسلطنة عمان بكميات أقل‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫المنطقة ت ُع ّد «غنية بالغاز»‪ ،‬حيث تمتلك ‪ %22‬من المخزون العالمي المؤكد[ ‏ ‏‏‪ ،‬فإن محدودية إمدادات الغاز تثير القلق في‬
‫جميع الدول‪ ،‬باستثناء قطر‪ .‬وقد زادت أهمية الغاز الطبيعي في االقتصادات الخليجية بمرور السنين‪ ،‬وصار ارتفاع تكلفة‬
‫اإلمدادات الحدية أمرا ً ملموساً‪ .‬ولهذه األوضاع آثارها على تقدير البلدان المعنية لقيمة الغاز (كما يتضح في اإلطار ‪ ،)2‬وكذلك‬
‫على تحفيز الجهود المبذولة لزيادة أسعار بيع الغاز‪.‬‬
‫لقد تابعت البحرين حتى اآلن عملية اإلصالح التدريجي ألسعار الغاز المو َّرد إلى المنازل‪ ،‬وكانت آخر زيادة‪ ،‬بنسبة ‪ ،%11‬قد‬
‫تمت في شهر مايو‪/‬أيار ‪ .2015‬كما ضاعفت سلطنة عمان سعر الغاز في القطاع المنزلي في يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2015‬وحذت‬
‫المملكة العربية السعودية حذوها في يناير‪/‬كانون الثاني ‪ .2016‬وألول مرة‪ ،‬فصلت الحكومة السعودية بين سعر الغاز الخام‬
‫(غاز الميثان)‪ ،‬الذي يو ّرد أساساً إلى قطاع توليد الكهرباء‪ ،‬وسعر اإليثان‪ ،‬الذي قفز بنسبة ‪ .%133‬ولهذا التغيير آثاره على‬
‫القرارات التجارية في قطاع البتروكيماويات‪.‬‬
‫في الماضي‪ ،‬كان معظم المحللين السياسيين واالقتصاديين‪ ،‬سواء داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها‪ ،‬يشككون في‬
‫إمكانية تطبيق إصالحات أسعار الغاز‪ ،‬وذلك بعد أن كانت المملكة تتمتع بأدنى سعر في المنطقة‪ ،‬بمستوى ‪ 0.75‬دوالر‬
‫لكل مليون وحدة حرارية بريطانية‪ ،‬وكانوا يبررون رأيهم بتدخل األطراف المنتفعة (أي شركات البتروكيماويات)‪ .‬وقد بدأ‬
‫الحوار الداخلي في المملكة بشأن إصالح أسعار الغاز منذ أواخر التسعينات على األقل‪ ،‬ولكن لم تظهر خطة جادة لإلقدام‬
‫على هذه الخطوة إال بعد أن قام الملك سلمان بن عبدالعزيز بتأسيس مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية في يناير‪/‬كانون‬
‫الثاني عام ‪ .2015‬وقد درست لجنة فرعية في بداية األمر خيار اعتماد معادلة تسعير ترتبط بسلة أسعار الغاز العالمية‪ ،‬ولكن‬
‫المستهلكين الصناعيين عبَّروا بشدة عن تفضيلهم لالستقرار المتولد عن ثبات األسعار بدالً من ترك األسعار في مهب تقلبات‬
‫السوق‪.‬‬

‫[ ‏ ‏‏ ‪( BP (2015), BP Statistical Review of World Energy 2015‬المراجعة اإلحصائية للطاقة العالمية)‪http://www.bp.com/content/dam/bp/pdf/energy-economics/statistical-review-2015/ ،‬‬
‫‪( bp-statistical-review-of-world-energy-2015-full-report.pdf‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 9‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫اإلطار ‪ :2‬العوامل المؤثرة على قيمة الغاز الطبيعي في دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫تتفاوت تكلفة توريد الغاز الطبيعي من بلد آلخر‪ ،‬وليس من السهل تعريف السعر «المرجعي» ألنه يعتمد على عوامل عدة‪ ،‬منها عمر‬
‫االحتياطيات‪ ،‬وتكاليف اإلنتاج‪ ،‬وتكلفة الفرصة البديلة‪ ،‬وتكاليف البدائل‪ ،‬والقيمة عند االستخدام‪[.‬أ] ومع ذلك‪ ،‬ال يوجد خالف يذكر على تزايد قيمة‬
‫الغاز الطبيعي بالنسبة القتصادات الخليج مع مرور الوقت‪ ،‬وهو ما يتضح من الشكل ‪ 2‬أدناه‪.‬‬

‫الشكل ‪ :2‬تغير تدفقات الغاز في دول مجلس التعاون الخليجي‪2013-2000 ،‬‬

‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬ ‫‪٦,٠٠٠‬‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬
‫ﻗﻄﺮ‬
‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬ ‫‪٥,٠٠٠‬‬
‫اﻹﻣﺎرات‬
‫ﻋامن‬
‫‪٤,٠٠٠‬‬

‫ﻣﻠﻴﺎر ﻗﺪم ﻣﻜﻌﺐ‬


‫‪٣,٠٠٠‬‬

‫‪٢,٠٠٠‬‬

‫‪١,٠٠٠‬‬

‫‪٠‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪٨‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٠‬‬

‫‪٢‬‬
‫‪٨‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٠‬‬

‫‪٢‬‬
‫‪٨‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٠‬‬

‫‪٢‬‬
‫‪٨‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٠‬‬
‫‪٢٠١‬‬
‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠١‬‬
‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠١‬‬
‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠١‬‬
‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠٠‬‬

‫‪٢٠٠‬‬
‫اﻟﺼﺎدرات‬ ‫اﻟﻮاردات‬ ‫اﻻﺳﺘﻬﻼك‬ ‫اﻹﻧﺘﺎج‬

‫المصادر‪ :‬إدارة معلومات الطاقة األمريكية (‪ ،)2015‬إحصاءات الطاقة الدولية (‪.)2013‬‬

‫أصبحت قطر مصدرا ً رئيسياً للغاز الطبيعي المسال‪ ،‬وصار اقتصادها يعتمد بشكل متزايد على اإليرادات التي تجنيها الدولة من تلبية الطلب‬
‫العالمي‪ .‬وقد ارتفع استهالك الغاز بوتيرة سريعة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي‪ .‬وقد شهدت المملكة العربية السعودية زيادة في‬
‫إنتاج الغاز الطبيعي بمعدل حوالي ‪ %6‬سنوياً بين عامي ‪ 2000‬و‪ ،2010‬وهي من أسرع معدالت النمو في العالم‪ ،‬ورافق ذلك زيادة االستهالك مع‬
‫احتدام التنافس على موارد الغاز بين قطاع توليد الكهرباء والقطاع الصناعي‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬يرتبط الغاز بعائدات النفط‪ :‬ففي سلطنة عمان‬
‫ودولة اإلمارات العربية المتحدة أعيد حقن كمية كبيرة من الغاز (بمعدل حوالي ‪[%23‬ب] و‪[%40‬ج] من إجمالي اإلنتاج‪ ،‬على التوالي) وذلك في إطار‬
‫«االستخالص المعزز للنفط»‪ ،‬بما له أثر مباشر على كميات النفط المتاحة للتصدير‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬أدى ارتفاع قيمة الغاز بالنسبة القتصادات‬
‫دول الخليج إلى تطوير إنتاج الغاز غير المصاحب‪ ،‬وهو تطور نراه في قطر وعمان والبحرين والمملكة العربية السعودية‪ ،‬بينما تتوقع اإلمارات‬
‫[د]‬
‫العربية المتحدة والكويت نمو معدالت إنتاج هذا النوع من الوقود‪.‬‬
‫ال يمثل الغاز الطبيعي ركيزة التنمية الصناعية فحسب‪ ،‬بل أمسى أيضاً الوقود المفضل لقطاعي الماء والكهرباء‪ ،‬وأفضَ ت المنافسة بين القطاعين‬
‫على مخصصات الغاز إلى تأكيد ضرورة تعديل األسعار‪ .‬وقد تعززت مسوغات تعديل األسعار في اإلمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة‬
‫عمان‪ ،‬والتي بدأت جميعاً استيراد الغاز الطبيعي المسال في أواخر العقد األول من القرن الحالي‪ .‬وفي اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬دفعت‬
‫التوقعات بزيادة االعتماد على واردات الغاز الطبيعي المسال بالحكومة إلى رفع مستوى اهتمامها بجهود الحفاظ على الطاقة‪ .‬وفي حين يصعب‬
‫تحديد سعر مرجعي للغاز في المنطقة‪ ،‬فإن تكلفة تطوير الغاز غير المصاحب يمكن أن توفر معيارا ً إرشادياً بديالً للتكلفة الحدية طويلة األجل‬
‫(تقدر تكلفة إنتاج الغاز ال ُمحكَم والغاز الحامض من المصادر الجديدة في المملكة العربية السعودية واإلمارات العربية المتحدة بنحو ‪ 6‬إلى ‪8‬‬
‫دوالرات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية)‪ .‬وتفيد تقديرات خبراء النمذجة في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية بأن «قيمة‬
‫إضافة مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي» بالنسبة القتصاد الطاقة السعودي‪ ،‬تصل إلى حوالي ‪ 12.5‬دوالر في عام ‪ ،2015‬وذلك‬
‫[هـ]‬
‫على أساس مستويات كفاءة االستخدام الحالية وقيمة الوقود البديل‪.‬‬

‫أ‪ -‬لالطالع على مناقشة مفصلة حول تعقيدات‪ ،‬وكذلك ضرورة‪ ،‬تحديد سعر مناسب للغاز الطبيعي‪ ،‬أنظر‪Lahn, G. and Stevens, P. (2014), Finding the 'Right' Price for Exhaustible Resources :‬‬
‫(تحديد السعر «السليم» للموارد القابلة للنفاد)‪.‬‬
‫ب‪ -‬حسابات المؤلفة استنادا ً إلى ‪( Oman Ministry of Oil and Gas (2013), Annual Report 2013: Energy for Oman Today and Tomorrow‬التقرير السنوي لوزارة النفط والغاز في سلطنة عمان‬
‫لعام ‪.)2013‬‬
‫ج‪ -‬يمثل الغاز المصاحب النسبة الغالبة من اإلنتاج القطري‪ ،‬ونحو ‪ %80‬و‪ %70‬و‪ %50‬لكل من عمان والبحرين والمملكة العربية السعودية‪ ،‬على التوالي‪ ،‬استنادا ً إلى إنتاج عام ‪.2014‬‬
‫د‪ -‬ديوان ولي العهد ووزارة الشؤون الخارجية بدولة اإلمارات العربية المتحدة (‪" ،)2014‬الغاز الطبيعي‪ :‬تقييم االتجاهات العالمية والتطورات في اإلمارات العربية المتحدة‪ :‬ورقة بحثية مشتركة"‪ ،‬ص‪( 22‬غير‬
‫منشور)‪ .‬وتشير مصادر أخرى إلى أن الرقم أقرب إلى ‪%30‬؛ أنظر‪ ،‬على سبيل المثال‪Masdar Institute and IRENA (2015), Renewable Energy Prospects: United Arab Emirates, REmap 2030, , ،‬‬
‫‪( Abu Dhabi: IRENA‬آفاق الطاقة المتجددة‪ :‬اإلمارات العربية المتحدة)‪.‬‬
‫هـ‪Matar, W., Murphy, F., Pierru, A., Rioux, B., and Wogan, D. (2015), 'Lowering Saudi Arabia's fuel consumption and energy system costs without increasing end consumer -‬‬
‫‪( prices', KAPSARC Discussion Paper, May‬خفض تكاليف استهالك الوقود ونظام الطاقة في المملكة العربية السعودية دون زيادة األسعار للمستهلك النهائي)‪.‬‬

‫‪ | 10‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫ت ُع ّد تكاليف وأسعار الغاز أقل شفافية في اإلمارات العربية المتحدة‪ .‬فأبوظبي تستلم الغاز من مصادر عدة‪ :‬الغاز المصاحب‬
‫من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)‪ ،‬والغاز الطبيعي من خط أنابيب غاز دولفين (بشرائح متفاوتة األسعار)‪ ،‬والغاز‬
‫الطبيعي المسال المستورد باألسعار العالمية (تصل إلى ‪ 16‬دوالرا ً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في السنوات األخيرة)‪،‬‬
‫ثم تقوم بتوريد الغاز إلى مختلف اإلمارات والكيانات على أساس أسعار العقود التاريخية‪ ،‬والتي يفترض عموماً أنها تتراوح‬
‫بين دوالر واحد ودوالرين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية‪ .‬وقد أشار وزير الطاقة‪ ،‬معالي المهندس‪ /‬سهيل المزروعي‪ ،‬في‬
‫يناير‪/‬كانون الثاني عام ‪ ،2016‬إلى أن هذه األسعار لن تتغير‪ ،‬إذ أعلن‪“ :‬هناك عقود غاز قديمة غير واقعية وال تتماشى مع‬
‫التسعير العادل”‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫الشكل ‪ :3‬التغيير في أسعار الغاز الطبيعي بدول مجلس التعاون الخليجي ومقارنات مختارة بأسعار الغاز الطبيعي الدولية‬
‫لعام ‪ 2014‬مقابل عام ‪2016‬‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪٢٠١٤‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪٢٠١٦‬‬ ‫‪١٤‬‬

‫‪١٢‬‬

‫ﺳﻌﺮ اﻟﻐﺎز )ﺑﺎﻟﺪوﻻر‪/‬ﻣﻠﻴﻮن وﺣﺪة ﺣﺮارﻳﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ(‬


‫‪١٠‬‬

‫‪٨‬‬

‫‪٦‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٢‬‬
‫ﻋ‬

‫اﻟﺒﺤ‬

‫ﻗﻄﺮ‬

‫اﻟﻌ‬

‫إﻳﺮا‬

‫إﻳ ﻜﻮﻣ‬
‫اﳌﻤﻠ ﺜﺎن(‬

‫اﳌﻤﻠﻜﺜﺎن(‬

‫ا‬
‫ﻹﻣﺎ‬
‫واردا ﺎل إﱃ أ ﻴﻌﻲ‬

‫وا ل‬

‫ﺳﻮق ﺎل ﳼ إﱃ‬

‫ﺧ وﺑﺎ )‬

‫ا‬
‫ﺳ ﻻﻳﺎ ﺴﻌﻮ‬

‫ﻟﻜﻮ‬
‫امن‬

‫ﺮان ) ﻲ(*‬
‫اﳌﺴ ز اﻟﻄﺒﺖ**‬

‫اﳌﺴ اﻟﺮو‬

‫ﺣ‬
‫أور‬

‫)إﻳ‬

‫)ﻣﻴ‬
‫ﻌﺮ ﻫ ت اﳌﺘ دﻳﺔ‬
‫ﻂ اﻟ ﻣﺘﻮ‬
‫ردات ا إﱃ اﻟﻜ ﻴﻌﻲ‬

‫ﺮاق‬
‫اﳌﺴﺎ ﻠﻐﺎز‬

‫)اﻟﻮ ﺔ اﻟ‬

‫ن)‬
‫ﺮﻳﻦ‬

‫رات‬
‫ﻜ‬

‫ﻳﺖ‬
‫ﺔ اﻟ‬

‫ﺔ اﻟ‬
‫ت ﺑﻮ‬

‫آ‬

‫ﺻﻨﺎﻋ‬

‫ﺳﻜ‬
‫ﻐﺎز ﺳﻂ(‬
‫ﺳﻴﺎ ﻟ‬

‫رن‬
‫اﻟﻐﺎ ﻇﺒﻲ‬

‫اﻟﻌ‬
‫ﻌﺮﺑﻴ‬

‫ﻌﺮﺑﻴ‬
‫ي ﻫﺎب ﺪة(‬
‫ﻟﻐﺎ ﻮﻳ‬

‫ﻨﻲ‪،‬‬
‫ﺔ(*‬
‫ﺮﺑﻴﺔ‬
‫ز اﻟﻄﺒﻴ ***‬

‫ﺔ اﻟ‬

‫ﺗﺠﺎ‬
‫ﺤ‬

‫اﳌﺘ‬
‫ﺴﻌﻮ‬
‫اﻟﻄﺒ‬

‫ري‪،‬‬
‫اﻟﻔ‬
‫ﻌﻲ‬

‫ﺤﺪة‬
‫ﻮري‬

‫دﻳﺔ‬

‫* تطبق إيران نظاماً لتعرفة الغاز الطبيعي على أساس هيكل تعرفة متعدد الفئات يأخذ في االعتبار عوامل عدة‪ ،‬منها معدل االستهالك والموقع الجغرافي وفصول السنة‪ .‬ونورد هنا الحدود الدنيا والقصوى لألسعار‪ ،‬والتي‬
‫تأثرت بشدة من جراء تغير أسعار صرف العمالت‪.‬‬
‫** السعر الذي تتقاضاه مؤسسة البترول الكويتية من وزارة الكهرباء والماء مقابل الغاز الطبيعي المسال المستورد‪.‬‬
‫*** متوسط السعر التقديري الستيراد الغاز الطبيعي المسال سنة ‪.2015‬‬
‫المصادر‪ :‬إدارة معلومات الطاقة األمريكية‪ .‬تقارير صحافية اإلقليمية‪ ،‬وورش العمل والمقابالت التي عقدتها تشاتام هاوس‪.‬‬

‫التأثير على القطاع الصناعي‬


‫ستواجه الصناعات الثقيلة أكبر التبعات من جراء تغير أسعار الغاز الطبيعي‪ ،‬وبخاصة صناعات البتروكيماويات واألسمدة‬
‫والحديد والصلب واأللومنيوم واإلسمنت والسيراميك‪ .‬فبعد سنة واحدة من زيادة األسعار المحلية للغاز الطبيعي في عمان‪،‬‬
‫أعلنت بعض شركات اإلسمنت والسيراميك في السلطنة عن تدهور أرباحها قبل خصم الضرائب بنسبة تتراوح بين ‪ %12‬و‪%18‬‬
‫مقارنة بالسنة السابقة‪ .‬وفي المملكة العربية السعودية‪ ،‬سوف يؤثر ارتفاع سعر اإليثان على تكاليف شركات البتروكيماويات‪،‬‬
‫إذ ستضطر إلى سداد سعر أعلى بنسبة ‪ %133‬لكل وحدة غاز (علماً بأنه من المقرر تطبيق الزيادة على مراحل مع استمرار‬
‫اعتماد األسعار القديمة بالنسبة للكميات المتعاقد عليها لفترات معينة)‪ [.‬‏ ‏‏ ومع ذلك‪ ،‬فإن السعر السعودي الجديد ال يزال‬
‫أقل بنسبة ‪ %40‬عن السعر الذي يدفعه القطاع الصناعي في عمان‪.‬‬

‫[ ‏ ‏‏ مالحظة تم اإلدالء بها في المنتدى االقتصادي العالمي في دافوس سنة ‪ ،2016‬ونُقلت في ‪،Kane, F. (2016), 'UAE to cut remaining energy subsidies, minister says', The National, 23 January 2016‬‬
‫‪( http://www.thenational.ae/business/economy/uae-to-cut-remaining-energy-subsidies-minister-says‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ ‪( Prabhu, C. (2016), 'Pricier gas hits bottom lines of Omani industries', The Oman Daily Observer, 2 March 2016‬ارتفاع سعر الغاز يضر بأرباح الصناعات العمانية)‪http://omanobserver.om/ ،‬‬
‫‪( pricier-gas-hits-bottom-lines-of-omani-industries/‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪ .)2016‬أنظر أيضاً ‪MEES (2016), 'Riyadh Cuts Fuel Subsidies, Petrochem Producers Count the Cost',‬‬
‫‪( ،)01( January, 59‬الرياض تخفض دعم الوقود‪ ،‬منتجو البتروكيماويات يتحملون التكلفة)‪.‬‬

‫‪ | 11‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫يُع ّد احتمال مراجعة عقود الغاز في اإلمارات العربية المتحدة مدعاة للقلق في أوساط الشركات الخاصة في قطاعي‬
‫الكيمياويات والصلب‪ ،‬وبصفة خاصة ألن تعديل األسعار سيأتي في ظل التراجع المتواصل في أسعار الصلب العالمية منذ‬
‫أواسط عام ‪ .2011‬ومع ذلك‪ ،‬فإن معظم الشركات كثيفة االستهالك للطاقة مملوكة للدولة‪ ،‬وبالتالي قد تسمح الحكومة‬
‫باستيعاب زيادة التكاليف في الصناعات التي تعتبرها «استراتيجية»‪ ،‬مع ارتهان ذلك بنجاح الشركات المعنية في تلبية معيار‬
‫«كفاءة القيمة»‪ ،‬ليس فيما يتعلق بإيراداتها فحسب‪ ،‬بل كذلك بتوفير فرص العمل ومدى األهمية االستراتيجية لألسواق التي‬
‫تخدمها‪.‬‬

‫وقود النقل‬
‫ال يزال تسعير وقود النقل في دول مجلس التعاون الخليجي من أشد القضايا حساسية من الناحية السياسية‪ .‬وال يعود ذلك‬
‫إلى سمعتها كبلدان مصدرة للنفط تنعم بالثراء النفطي فحسب‪ ،‬بل يُعزى أيضاً‪ ،‬ولو جزئياً‪ ،‬إلى احتمال تأثير تغير األسعار‬
‫بشكل مباشر على كبار المستهلكين‪ ،‬وبشكل غير مباشر على أصعدة أخرى‪ ،‬ومنها أسعار المواد الغذائية‪.‬‬
‫ومع تسبب نمو الطلب على المحروقات في تقليص قدرة بعض دول مجلس التعاون الخليجي على تصدير النفط‪ ،‬ومع‬
‫استمرار عمليات التهريب‪ ،‬وخاصة من المملكة العربية السعودية‪ ،‬باتت هذه المسألة محورا ً للمناقشات على المستوى‬
‫اإلقليمي‪ .‬وقد ظلت التفاوتات الواسعة في أسعار وقود النقل بين دول مجلس التعاون الخليجي منبعاً للقلق طيلة سنوات‬
‫عدة‪ ،‬وأدى ارتفاع األسعار في اإلمارات العربية المتحدة واليمن واألردن على مدى العقد الماضي إلى إثارة النقاش حول‬
‫توحيد أسعار الوقود على مستوى دول المجلس‪ [.‬‏ ‏‏ وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬تعززت مسوغات إصالح األسعار في ظل االزدحام‬
‫المروري وتلوث هواء المدن‪ ،‬وخاصة في المملكة العربية السعودية والكويت‪.‬‬
‫يبيّن الشكل ‪ 4‬التغيرات في أسعار الديزل في المنطقة بين يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 2014‬ويناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2016‬ويتضح منه‬
‫أن األسعار تتجه نحو تقليص التفاوتات‪ .‬كما يوضح الشكل ‪ 4‬أن المملكة العربية السعودية تتميز عن دول المنطقة بنهجها‬
‫األشد حذرا ً‪ ،‬والذي يمكن عزوه إلى أن أهمية وقود الديزل أكبر في االقتصاد السعودي عن غيره‪ ،‬نظرا ً لطول مسافات النقل‬
‫والستخدامه في الزراعة وتوليد الكهرباء‪.‬‬
‫الشكل ‪ :4‬أسعار الديزل في دول مجلس التعاون الخليجي‪ 2014 ،‬مقابل ‪ ،2016‬مع المقارنة بسعرين دوليين‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪٢٠١٤‬‬ ‫‪١٫٨٠‬‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪٢٠١٦‬‬ ‫‪١٫٦٠‬‬
‫‪١٫٤٠‬‬
‫ﺳﻌﺮ اﻟﺪﻳﺰل )ﻟﱰ‪/‬دوﻻر أﻣﺮﻳيك(‬

‫‪١٫٢٠‬‬
‫‪١٫٠٠‬‬
‫‪٠٫٨٠‬‬
‫‪٠٫٦٠‬‬
‫‪٠٫٤٠‬‬
‫‪٠٫٢٠‬‬
‫‪٠‬‬
‫اﻟ‬
‫ﺑ‬

‫ا‬

‫اﻹ‬

‫ﻋ‬

‫ﻗ‬

‫ا‬

‫اﻟ‬
‫ﻷر‬

‫ﻟﺒﺤ‬
‫ﺮﻳﻄ‬

‫ﻄﺮ‬

‫ﻜﻮ‬

‫ﺴﻌﻮ‬
‫امن‬
‫ﻣﺎر‬
‫دن‬

‫ﺮﻳﻦ‬
‫ﻳﺖ‬
‫ﺎﻧﻴﺎ‬

‫ات‬

‫دﻳﺔ‬

‫المصادر‪ :‬وزارة الطاقة والموارد الطبيعية بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وإحصاءات الحكومة البريطانية‪ ،‬والمناصير للنفط والغاز‪ ،‬ومؤشرات البنك الدولي لعام ‪ ،2015‬والمقابالت‪ ،‬ومصادر األخبار المحلية‪.‬‬

‫[ ‏ ‏‏  ‪( Arab News (2013), 'GCC to discuss single fuel price', 22 September 2013‬دول مجلس التعاون الخليجي تناقش سعر موحد للوقود)‪( ،http://www.arabnews.com/news/465256 ،‬االطالع بتاريخ‪:‬‬
‫‪ 18‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 12‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫الشكل ‪ :5‬أسعار البنزين في دول مجلس التعاون الخليجي‪ 2015 ،‬مقابل ‪ ،2016‬مع المقارنة بسعرين دوليين‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪٢٠١٥‬‬ ‫‪١٫٩٠‬‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪٢٠١٦‬‬ ‫‪١٫٧٠‬‬
‫‪١٫٥٠‬‬
‫‪١٫٣٠‬‬

‫ﺳﻌﺮ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ )ﻟﱰ‪/‬دوﻻر أﻣﺮﻳيك(‬


‫‪١٫١٠‬‬
‫‪٠٫٩٠‬‬
‫‪٠٫٧٠‬‬
‫‪٠٫٥٠‬‬
‫‪٠٫٣٠‬‬
‫‪٠٫١٠‬‬
‫ﺳﻮﺑﺮ‬

‫ﻋﺎدي‬

‫ﺳﻮﺑﺮ‬

‫ﻋﺎدي‬

‫ﺳﻮﺑﺮ‬

‫ﻋﺎدي‬

‫ﺳﻮﺑﺮ‬

‫ﻋﺎدي‬

‫ﺳﻮﺑﺮ‬

‫ﻋﺎدي‬

‫ﺳﻮﺑﺮ‬

‫ﻋﺎدي‬

‫ﺳﻮﺑﺮ‬

‫ﻋﺎدي‬

‫ﺳﻮﺑﺮ‬

‫ﻋﺎدي‬
‫ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ‬ ‫اﻷردن‬ ‫اﻹﻣﺎرات‬ ‫ﻋامن‬ ‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬ ‫ﻗﻄﺮ‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬
‫مالحظة‪ :‬يشير مصطلح «عادي» و«سوبر» إلى فئة دنيا وعليا للبنزين‪ .‬وتتفاوت مواصفات الفئتين بين بلد إلى آخر‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬وزارة الطاقة والموارد الطبيعية بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وإحصاءات الحكومة البريطانية‪ ،‬والمناصير للنفط والغاز‪ ،‬ومؤشرات البنك الدولي لعام ‪ ،2015‬والمقابالت‪ ،‬ومصادر األخبار المحلية‪.‬‬

‫تحركت أسعار الوقود في اإلمارات العربية المتحدة إلى أعلى إثر تطبيق نظام جديد للربط بأسعار السوق في أغسطس‪/‬آب‬
‫‪ ،2015‬لكنها تراجعت الحقاً مع انخفاض أسعار النفط العالمية‪ ،‬وبالتالي ليس من المدهش أن التعديل لم يجابه بأي مقاومة‪،‬‬
‫ولكنه من ناحية أخرى لم يسهم في جهود توفير الوقود‪ .‬والخطوة المنطقية التالية هي فرض الضريبة على المبيعات (ضريبة‬
‫القيمة المضافة)‪ ،‬ونوع من أنواع الرسوم على االنبعاثات‪ ،‬ما من شأنه التفرقة بين سعر السوق وسعر االستهالك‪ ،‬وتعزيز الثقة‬
‫في توقعات األسعار المستقبلية‪ ،‬وتحفيز استخدام وسائل النقل العام والسيارات المتميزة بكفاءة استهالك الوقود‪.‬‬

‫التأثير على الصناعة‬


‫سوف يكون لمختلف أنواع الوقود تأثير على مجموعات مختلفة من المستهلكين‪ :‬فالديزل يستخدم أساساً في مجال الخدمات‬
‫اللوجستية (الشحن وغيره)‪ ،‬وتوليد الكهرباء في قطاع الطاقة كما في القطاع الصناعي‪ ،‬وضخ المياه في الزراعة‪ ،‬ذلك في حين‬
‫أن معظم سيارات الركاب والمركبات التجارية الخفيفة تستخدم البنزين‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك أن ارتفاع أسعار الديزل في المملكة العربية السعودية سوف يؤثر على قطاع اللوجستيات والقطاعات التي‬
‫تعتمد عليه‪ ،‬مع إحالة الزيادة تدريجياً على التكلفة التي يتحملها تجار التجزئة‪ .‬وفي حين أن ارتفاع سعر وقود الديزل من‬
‫‪ 0.08‬دوالر إلى ‪ 0.12‬دوالر للتر قد ال يُع ّد تغييرا ً كبيرا ً‪ ،‬فإن عملية حسابية بسيطة تكشف أنه أضاف حوالي ‪ 630‬مليون‬
‫دوالر إلى تكاليف قطاع الخدمات اللوجستية السعودي في عام ‪ [.2016‬‏ ‏‏ وبالمثل‪ ،‬ستتأثر كذلك القطاعات الصناعية ذات‬
‫االستهالك العالي‪ ،‬مثل صناعة اإلسمنت‪.‬‬

‫التأثير على المستهلكين‬


‫يؤدي ارتفاع أسعار وقود النقل دائماً إلى تأثير نفسي فوري‪ ،‬إذ أن اإلعالن عن رفع أسعار الوقود يعقبه حتماً طوابير انتظار‬
‫في محطات الوقود حيث يهرع الناس لتعبئة خزانات سياراتهم استباقاً لزيادة األسعار‪ .‬هذا بالفعل ما حدث في المملكة‬
‫العربية السعودية وسلطنة عمان والبحرين خالل أواخر عام ‪ 2015‬وأوائل عام ‪ .2016‬ففي المملكة العربية السعودية‪ ،‬حيث‬
‫تم تخطيط المدن استنادا ً إلى النموذج األمريكي القائم على شبكة طرق مترامية األطراف‪ ،‬وبات التنقل بالسيارة ضرورياً‪،‬‬

‫قليال عن سعر التجزئة (ألنه يو َّرد بالجملة إلى كبار‬


‫[ ‏ ‏‏ تم احتساب هذا الرقم على أساس أن استهالك الديزل السنوي في القطاع يصل إلى ‪ 16.1‬مليون طن (‪ ،2016 ،KAPSARC‬ينتظر النشر) وبافتراض أن السعر يقل ً‬
‫المستخدمين)‪.‬‬

‫‪ | 13‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫يُع ّد شراء البنزين نشاطاً اعتيادياً للسكان‪ .‬وقد أصبح المواطنون األثرياء يالحظون بالفعل تغير األسعار‪ .‬فخالل زيارة المؤلِّفة‬
‫إلى المملكة في شهر يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬أوضح أحد رجال األعمال أن ملء خزان سيارته كان دائماً يكلفه ‪ 45‬رياالً (‪12‬‬
‫دوالرا ً)‪ ،‬وأنه اعتاد على أن يسلَّم عامل محطة البنزين ورقة نقد بقيمة ‪ 50‬رياالً ويطلب منه االحتفاظ بالباقي‪ .‬ولكن‪ ،‬في‬
‫أواخر ديسمبر‪/‬كانون األول‪ ،‬فاجأه عامل المحطة بالقول إن المبلغ لم يكن كافياً‪ ،‬حيث ارتفع الثمن إلى ‪ 77‬رياالً بين عشية‬
‫وضحاها‪ ،‬فانتهى به األمر بمناولته ورقة فئة ‪ 100‬ريال (‪ 26.66‬دوالر)‪ [.‬‏ ‏‏ ولكن‪ ،‬نظرا ً ألن هذا المبلغ ال يُمثل سوى ‪ %1.5‬فقط‬
‫من متوسط راتب موظف الخدمة المدنية‪ ،‬ولعدم توفر نظام نقل بديل ناجع حتى اآلن (من المخطط فتح شبكة المترو في‬
‫الرياض عام ‪ ،)2018‬فإن زيادة السعر ليست كبيرة بما يكفي لتغيير عادات استخدام السيارة في المملكة‪.‬‬

‫سلة الغذاء‬
‫ستضع الحكومات أسعار المواد الغذائية تحت الرصد الدقيق‪ ،‬إذ أنها عادة ما ترتفع كلما زادت تكاليف النقل‪ ،‬ويمكن‬
‫عندها أن تتحول إلى محور لالحتجاجات الشعبية (كما كان الحال في مصر عام ‪ 2011‬وفي نيجيريا عام ‪ .)2012‬إال أن التأثير‬
‫اإلجمالي الرتفاع أسعار الوقود المحلية على أسعار الغذاء قد يكون طفيفاً‪ ،‬ذلك بسبب تراجع األسعار العالمية تماشياً مع‬
‫انخفاض أسعار المحروقات منذ أغسطس‪/‬آب عام ‪ ،2014‬بما قلّص تكلفة الغذاء في هذه المنطقة التي تستورد نحو ‪%90‬‬
‫من احتياجاتها الغذائية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬زعمت شركة المراعي‪ ،‬وهي من كبرى شركات الصناعات الزراعية السعودية‪ ،‬أن تعديل‬
‫أسعار الوقود والمياه والكهرباء من شأنه أن يضيف ‪ 80‬مليون دوالر (‪ 300‬مليون ريال) إلى تكاليفها لسنة ‪ [.2016‬‏ ‏‏ كما‬
‫أفادت الشركة أيضاً أنها ستدفع حوالي ‪ 53‬مليون دوالر إضافية سنوياً الستيراد األعالف نظرا ً لقرار الحكومة بالتوقف تدريجياً‬
‫عن زراعة محاصيل األعالف الخضراء كثيفة االستخدام للمياه (وخاصة البرسيم) بحلول عام ‪ .2019‬والسؤال المطروح هو‪ :‬هل‬
‫سيُسمح لشركة المراعي وغيرها بتمرير هذه التكاليف إلى المستهلكين‪ ،‬بدالً من ضبط أو تغيير ممارسات اإلنتاج من أجل‬
‫خفض تكاليفها المرتبطة باستهالك المياه والطاقة؟ وقد تراجع سعر سهم الشركة في أعقاب اإلعالن عن هذه اإلصالحات‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫األرجح أن زيادة أسعار الديزل في المملكة العربية السعودية لن تكفي للحد من ضخ المياه الجوفية‪ ،‬ولكن قرار إنهاء زراعة‬
‫البرسيم تدريجياً سيحدث فرقاً كبيرا ً ألسباب عدة‪ ،‬منها مثالً أن التقارير تفيد بأن المزارع في منطقة الجوف بشمال غرب‬
‫المملكة تستخدم حوالي ‪ 2‬مليون متر مكعب من المياه الجوفية كل يوم‪ ،‬وتُخصص الحصة الكبرى منها إلنتاج علف الحيوان‪،‬‬
‫بما يفوق كمية المياه المستهلكة يومياً في مدينة الرياض‪ .‬وتأمل الحكومة في أن وقف زراعة البرسيم سيؤدي إلى توفير‬
‫المياه الجوفية لالستخدام المنزلي في بعض المناطق‪ ،‬بما يقلص بالتالي الحاجة إلى ضخ المياه المحالة لمسافات طويلة‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬تظل التساؤالت قائمة حول إمكانية فرض رسوم مقابل استخدام هذه المياه الجوفية‪ ،‬وحول أسلوب إدارة توزيعها‪.‬‬
‫تخضع أسعار المواد الغذائية أيضاً لإلصالحات‪ .‬وقد أوضحت التجربة حساسية مواطني دول الخليج تجاه تغير أسعار اللحوم‬
‫واألسماك ومنتجات األلبان‪ ،‬وخاصة تلك المنتجة محلياً‪ .‬فعندما رفعت شركة المراعي أسعار الحليب في المملكة العربية‬
‫السعودية عام ‪ ،2012‬علت أصوات االحتجاج على مستوى المملكة وتعرضت الشركة للمقاطعة‪ ،‬فاستجابت الحكومة بإجبار‬
‫المنتجين على خفض األسعار‪ .‬وفي الكويت‪ ،‬وقعت حالة مقاطعة شبيهة من قبل المستهلكين إثر الزيادة الحديثة في أسعار‬
‫األسماك من نوع الزبيدي‪ ،‬وهي «السمكة المفضلة» في الدولة (غير ُمد َّعمة)‪ ،‬مما أدى إلى تخفيض الباعة لسعرها مرة‬
‫أخرى‪ .‬أما في البحرين‪ ،‬فبعد التحول إلى نظام تسعير اللحوم والدواجن بسعر السوق في أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ ،2015‬سعياً‬
‫لخفض فواتير الدعم المتزايدة وخاصة ألن معظم اللحوم المباعة تنتج من حيوانات مستوردة باألسعار العالمية‪ ،‬أدت هذه‬
‫الخطوة في البداية إلى زيادة أسعار اللحوم ثالثة إلى أربعة أضعاف‪ ،‬وأضرب بعض الجزارين (القصابين) عن العمل‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫وانتقدت المعارضة السياسية إقدام الحكومة على هذه الخطوة وسط أجواء تصاعد التوترات السياسية في أعقاب التظاهرات‬

‫[ ‏ ‏‏ مقابلة مع المؤلِّفة في الرياض‪ ،‬في يناير‪/‬كانو الثاني ‪.2016‬‬


‫[ ‏ ‏‏ ‪( Beer, E. (2016), 'Almarai profits up 14%, but costs set to soar', Food Navigator, 28 January 2016‬أرباح المراعي ترتفع ‪ 14%‬ولكنها تتوقع زيادة كبيرة في التكاليف)‪http://www.foodnavigator. ،‬‬
‫‪( com/Regions/ Middle-East/Almarai-profits-up-14-but-costs-set-to-soar‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ ‪( Sahoo, S. (2016), 'Saudi Almarai shares plummet as production costs to rise by 500m riyals', The National (UAE), 10 January 2016‬هبوط أسهم المراعي السعودية مع ارتفاع تكاليف اإلنتاج‬
‫بقيمة ‪ 500‬مليون ريال)‪( http://www.thenational.ae/business/economy/saudi-almarai-shares-plummet-as-production-costs-to-rise-by-500m-riyals ،‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ تتسم البيانات بشأن دعم اللحوم بالنقص‪ ،‬ولكن إحدى التقديرات تشير إلى أن الحكومة كانت تغطي نحو ‪ %30‬من سعر الجملة للحم البقر و‪ %70‬للضأن‪ ،‬بغرض إبقاء األسعار عند مستوى الثمن الذي يدفعه‬
‫الجزارون مقابل الذبائح‪ .‬أنظر‪ ،‬على سبيل المثال‪Townsend, S. (2015), 'Focus: The impact of the Bahrain food subsidies row, what it means for the wider region', Arabian Business, 18 ،‬‬
‫‪( September 2015‬تأثير الجدل البحريني بشأن دعم المواد الغذائية‪ ،‬وماذا يعني للمنطقة بأكملها)‪http://www.arabianbusiness.com/focus--impact-of-bahrain-food-subsidies-row-what-it-means-for- ،‬‬
‫‪( wider-region-606590.html‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 14‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫والرد الصارم عليها عام ‪ .2011‬وفي يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬طرحت أمانة مجلس التعاون الخليجي خطة لفرض ضريبة موحدة من‬
‫نوع «ضريبة اإلثم»‪ ،‬بمعدل يصل إلى ‪ ،%100‬على المشروبات الغازية ومنتجات التبغ في جميع بلدان المنطقة‪ ،‬مع إمكانية‬
‫تطبيقها عام ‪ ،2017‬وهي خطوة ت ُع ّد منطقية لمقتضيات الصحة العامة في ظل ارتفاع معدالت اإلصابة بمرض السكري‬
‫والسمنة المفرطة في المنطقة‪.‬‬

‫المرافق العامة‬
‫كانت الهيئات التنظيمية المستقلة في المملكة العربية السعودية وأبوظبي ودبي وعمان القوة المحركة وراء إصالح أسعار‬
‫المياه والكهرباء‪ ،‬فهي الجهة المنوط بها توفير أفضل قيمة للحكومة وتأمين اإلمدادات للعمالء‪ ،‬وبالتالي أصبحت لها مصلحة‬
‫طبيعية في تعزيز الكفاءة على جانبي العرض والطلب‪ ،‬وكذلك في تشجيع استخدام مصادر الطاقة البديلة‪ .‬في دبي‪ ،‬ترتب‬
‫على أهداف الكفاءة التي حددها المجلس األعلى للطاقة في دبي عام ‪ 2010‬أن تحولت اإلمارة إلى اعتماد نظام أسعار‬
‫تعكس التكلفة بحلول عام ‪ .2011‬وفي سلطنة عمان‪ ،‬يفترض أن التكلفة المتوازنة لكل كيلوواط ساعة من الكهرباء تبلغ‬
‫حوالي ‪ 0.08‬دوالر‪ ،‬إذا أخذ في االعتبار تكلفة الفرصة البديلة للغاز (وهي تُع ّد القيمة المعيارية)‪ .‬والرقم المقابل في الكويت‬
‫يبلغ ‪ 0,16‬دوالر لكل كيلوواط ساعة (‪ [)2014‬‏ ‏‏‪ ،‬وهو رقم يأخذ في الحسبان أسعار الوقود العالمية‪ .‬وكما توضح األشكال من‬
‫‪ 6‬إلى ‪ ،8‬فإن غالبية المستهلكين المنزليين في مختلف بلدان المنطقة ال يزالوا يحظون بمعدالت عالية من الدعم‪.‬‬
‫ومن المنظور السياسي‪ ،‬يفترض أن إصالح أسعار المرافق أسهل من إصالح سعر وقود النقل‪ .‬ويعود ذلك‪ ،‬أوالً‪ ،‬إلى أن آثار‬
‫تغير األسعار على المجتمع ال تترتب على السعر لكل وحدة كهرباء تباع للمستهلك (كيلوواط) بل على قيمة الفاتورة‬
‫اإلجمالية‪ ،‬ورد فعل المستهلك على الفواتير ليس فورياً وال يصدر عن المستهلكين جميعاً في لحظة واحدة‪ ،‬ذلك على النقيض‬
‫من سعر ملء خزان السيارة عند مضخات البنزين‪ .‬وثانياً‪ ،‬ألن تحديد سعر الوحدة لكل شريحة استهالك يؤدي إلى لجم‬
‫االستهالك المفرط مع الحفاظ على تدني مستويات األسعار التي تلبي احتياجات المستهلك األساسية‪ .‬يوضح الشكل ‪ 6‬أن هذه‬
‫اآللية تستخدم في اإلمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان‪ ،‬وكذلك في البحرين وإن بدرجة‬
‫أقل‪ ،‬ويوفر هذا النهج إمكانية تطبيق أسلوب الدعم المتبادل‪ :‬فالعمالء األعلى استهالكاً يدفعون ثمناً يفوق سعر التكلفة‪،‬‬
‫ويدعمون في واقع الحال سعر التكلفة الذي يدفعه العمالء األقل استهالكاً‪ .‬يضاف إلى ذلك‪ ،‬ثالثاً‪ ،‬أن المستهلك يستطيع‬
‫خفض استهالك الكهرباء دون التضحية بمستويات الراحة إذا اتخذ التدابير الالزمة لتعزيز الكفاءة‪.‬‬
‫الشكل ‪ :6‬تعرفة خدمات الكهرباء للقطاع السكني في جميع دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫اﻟﺸﺎرﻗﺔ )واﻓﺪون(‬ ‫‪١٤‬‬
‫دﺑـﻲ )واﻓﺪون(‬
‫اﻹﻣﺎرات اﻟﺸامﻟﻴﺔ‬ ‫‪١٢‬‬
‫)واﻓﺪون(‬
‫اﻟﺘﻌﺮﻓﺔ )ﺳﻨﺖ أﻣﺮﻳيك‪/‬ﻛﻴﻠﻮواط‪/‬ﺳﺎﻋﺔ(‬

‫أﺑﻮﻇﺒﻲ )واﻓﺪون(*‬
‫‪١٠‬‬
‫ﻋامن‬
‫ﻗﻄﺮ )واﻓﺪون(‬
‫‪٨‬‬
‫اﻹﻣﺎرات اﻟﺸامﻟﻴﺔ‬
‫واﻟﺸﺎرﻗﺔ )ﻣﻮاﻃﻨﻮن(‬
‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ )واﻓﺪون(‬ ‫‪٦‬‬
‫أﺑﻮﻇﺒﻲ )ﻣﻮاﻃﻨﻮن(*‬
‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬ ‫‪٤‬‬
‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ )ﻣﻮاﻃﻨﻮن(**‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬ ‫‪٢‬‬

‫‪٠‬‬
‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬
‫‪٠٠٠‬‬

‫‪٠٠٠‬‬

‫‪٠٠٠‬‬
‫‪٠٠‬‬

‫‪٩,٠‬‬

‫‪٨,٠‬‬

‫‪٧,٠‬‬

‫‪٦,٠‬‬

‫‪٥,٠‬‬

‫‪٤,٠‬‬

‫‪٣,٠‬‬

‫‪٢,٠‬‬

‫‪١,٠‬‬
‫‪٠‬‬
‫‪١٣,‬‬

‫‪١٢,‬‬

‫‪١٠,‬‬
‫‪١١,‬‬

‫ﴍﻳﺤﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﺸﻬﺮي‬


‫* التعرفة للمواطنين الذين يسكنون الفيالت (ساكنو الشقق لهم تعرفة مختلفة)‪.‬‬
‫** ينطبق هذا الرقم على أول منزل يُس ّجل للمواطن البحريني‪ ،‬أما العقارات اإلضافية فتتحمل رسوم أعلى‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬وزارات الحكومة الوطنية وشركات الكهرباء والجهات التنظيمية‪.‬‬

‫[ ‏ ‏‏ )‪Jaffar, B., Oreszczyn, T. and Raslan, R. (2015), 'A framework to evaluate the efficiency potential of Kuwaiti homes' , in Al-Kayiem, H. H., Brebbia, C. A. and Zubir, S. S. (eds‬‬
‫‪( (2015), Energy and Sustainability V, Southampton: WIT Press‬إطار لتقييم إمكانية تحقيق الكفاءة في المنازل الكويتية)‪.‬‬

‫‪ | 15‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫الشكل ‪ :7‬تعرفة خدمات الكهرباء للقطاع التجاري في جميع دول مجلس التعاون الخليجي‬

‫دﺑـﻲ‬ ‫‪١٤‬‬
‫ﻋامن‬
‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ*‬ ‫‪١٢‬‬
‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬
‫أﺑﻮﻇﺒﻲ‬ ‫‪١٠‬‬

‫اﻟﺘﻌﺮﻓﺔ )ﺳﻨﺖ أﻣﺮﻳيك‪/‬ﻛﻴﻠﻮواط‪/‬ﺳﺎﻋﺔ(‬


‫ﻗﻄﺮ‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬
‫‪٨‬‬

‫‪٦‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٢‬‬

‫‪٠‬‬
‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬

‫‪٠٠‬‬
‫‪٠٠٠‬‬

‫‪٠٠٠‬‬

‫‪٠٠٠‬‬

‫‪٠٠٠‬‬

‫‪٠٠٠‬‬

‫‪٠٠٠‬‬
‫‪٠٠٠‬‬

‫‪٩,٠‬‬

‫‪٨,٠‬‬

‫‪٧,٠‬‬

‫‪٦,٠‬‬

‫‪٥,٠‬‬

‫‪٤,٠‬‬

‫‪٣,٠‬‬

‫‪٢,٠‬‬

‫‪١,٠‬‬
‫‪١٦,‬‬

‫‪١٥,‬‬

‫‪١٤,‬‬

‫‪١٣,‬‬

‫‪١٢,‬‬

‫‪١٠,‬‬
‫‪١١,‬‬

‫ﴍﻳﺤﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﺸﻬﺮي‬

‫* باإلضافة إلى تكلفة التعرفة‪ ،‬تضيف المملكة العربية السعودية رسوماً مقابل قراءة العداد والصيانة والفوترة‪ ،‬حيث تتراوح ما بين ‪ 2.66‬دوالر و‪ 7‬دوالرات لكل فاتورة على أساس قدرة قاطع التيار‪.‬‬
‫وينطبق ذلك أيضاً على التعرفة أدناه‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬وزارات الحكومة الوطنية وشركات الكهرباء والجهات التنظيمية‪.‬‬

‫الشكل ‪ :8‬تعرفة خدمات الكهرباء للقطاع الصناعي في جميع دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫اﻹﻣﺎرات اﻟﺸامﻟﻴﺔ‬ ‫‪١٤‬‬
‫ودﺑـﻲ‬
‫دﺑـﻲ*‬ ‫‪١٢‬‬
‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ**‬
‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬ ‫‪١٠‬‬
‫ﻗﻄﺮ‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬ ‫‪٨‬‬ ‫اﻟﺘﻌﺮﻓﺔ )ﺳﻨﺖ أﻣﺮﻳيك‪/‬ﻛﻴﻠﻮواط‪/‬ﺳﺎﻋﺔ(‬
‫أﺑﻮﻇﺒﻲ***‬
‫ﻋامن‬ ‫‪٦‬‬

‫‪٤‬‬

‫‪٢‬‬

‫‪٠‬‬
‫اﻟﺬروة‬

‫اﺳﺘﻬﻼك‬

‫اﻟﺬروة‬

‫ﺧﺎرج‬
‫اﻟﺬروة‬

‫اﺳﺘﻬﻼك‬

‫اﻟﺬروة‬

‫ﺧﺎرج‬
‫اﻟﺬروة‬

‫اﺳﺘﻬﻼك‬

‫اﻟﺬروة‬

‫ﺧﺎرج‬
‫اﻟﺬروة‬
‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬

‫ﺳﺒﺘﻤﱪ‬ ‫ﻳﻮﻧﻴﻮ‪-‬أﻏﺴﻄﺲ‬ ‫ﻣﺎﻳﻮ‬ ‫أوﻗﺎت أﺧﺮى‬

‫* التعرفة لمعدل استهالك يصل إلى ‪ 10,000‬كيلوواط ساعة‪/‬شهر‪.‬‬


‫** تطبق البحرين نظام شرائح التعرفة‪ ،‬وهي لالستهالك بمعدل ‪ 5,000‬و‪ 250,000‬كيلوواط ساعة‪/‬شهر‪.‬‬
‫*** ال تطبق تعرفة للذروة إال على االستهالك الذي يتجاوز ‪ 1‬ميغاوات‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬وزارات الحكومة الوطنية وشركات الكهرباء والجهات التنظيمية‪.‬‬

‫يعود انخفاض فواتير المياه والكهرباء في بلدان الخليج العربية (أنظر الشكلين ‪ 12‬و‪ )13‬ليس فقط إلى تدني أسعار الوقود‬
‫وت َوفّر الدعم الحكومي‪ ،‬بل أيضاً إلى تحديد سقف شريحة االستهالك األولى عند مستويات مفرطة االرتفاع‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬تسري أدنى شريحة لتعرفة المياه في أبوظبي على المواطنين الذين يستهلكون ما يصل إلى ‪ 200‬متر مكعب شهرياً‪،‬‬
‫علماً بأن المواطنين بدأوا في استالم فواتير الماء ألول مرة عام ‪( 2015‬يعادل ذلك أكثر من ‪ 1100‬لتر يومياً للشخص الواحد‬
‫في أسرة من ستة أفراد)‪.‬‬

‫‪ | 16‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫وحتى مارس‪/‬أذار ‪ ،2016‬كانت األسرة المقيمة في البحرين تدفع أقل من سنت أمريكي واحد لكل كيلوواط ساعة ضمن أول‬
‫شريحة استهالك تصل إلى ‪ 3,000‬كيلوواط ساعة شهرياً‪ ،‬ثم قامت حكومة البحرين في مارس‪/‬أذار عام ‪ ،2016‬تماشياً مع‬
‫خطتها لرفع الدعم عن الكهرباء‪ ،‬بزيادة السعر لكل وحدة استهالك في الشريحة األولى إلى ‪ 1.4‬سنت أمريكي لكل كيلوواط‬
‫ساعة للبحرينيين‪ ،‬وثالثة أضعاف ذلك للوافدين المقيمين‪ .‬ومن المقرر أن يرتفع السعر ليصل إلى قيمة التكلفة التقديرية‬
‫التي تبلغ ‪ 8‬سنتات أمريكية لكل كيلوواط ساعة بحلول عام ‪ ،2019‬مع عدم وجود أي خطط معلنة لتعديل شرائح االستهالك‪.‬‬
‫ومن ناحيتها‪ ،‬أدخلت الحكومة السعودية تعديالً مهماً على هيكل تعرفة خدمات المياه عام ‪ ،2016‬فخفضت حجم االستهالك‬
‫للشريحة األولى من ‪ 50‬مترا ً مكعباً إلى ‪ 15‬مترا ً مكعباً شهرياً‪ ،‬واستحدثت عدة شرائح لالستهالك الذي يفوق هذا القدر‬
‫بأسعار متزايدة‪.‬‬
‫الشكل ‪ :9‬تعرفة خدمات المياه لالستهالك المنزلي في جميع دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫دﺑـﻲ واﻹﻣﺎرات‬ ‫‪٣٠٠‬‬
‫اﻷﺧﺮى )واﻓﺪون(‬
‫اﻟﺸﺎرﻗﺔ )واﻓﺪون(‬ ‫‪٢٥٠‬‬
‫أﺑﻮﻇﺒﻲ‬
‫)واﻓﺪون ‪ -‬ﺷﻘﻖ(‬

‫اﻟﺘﻌﺮﻓﺔ )ﺳﻨﺖ أﻣﺮﻳيك ‪ /‬م‪( ٣‬‬


‫أﺑﻮﻇﺒﻲ‬ ‫‪٢٠٠‬‬
‫)واﻓﺪون ‪ -‬ﻓﻴﻼت(‬
‫ﻗﻄﺮ )واﻓﺪون(‬
‫‪١٥٠‬‬
‫ﻋامن‬
‫اﻹﻣﺎرات اﻟﺸامﻟﻴﺔ‬
‫)ﻣﻮاﻃﻨﻮن(‬ ‫‪١٠٠‬‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬
‫أﺑﻮﻇﺒﻲ‬
‫)ﻣﻮاﻃﻨﻮن‪ -‬ﻓﻴﻼت(‬ ‫‪٥٠‬‬
‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬
‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ*‬ ‫‪٠‬‬
‫‪٣٠٠‬‬ ‫‪٢٧٥‬‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫‪٢٠٠‬‬ ‫‪١٧٥‬‬ ‫‪١٥٠‬‬ ‫‪١٢٥‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫‪٠‬‬
‫ﴍﻳﺤﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼك )م‪ / ٣‬ﺷﻬﺮ (‬
‫* جميع فواتير المياه في المملكة العربية السعودية تشمل رسوم صيانة بقيمة ‪ 5‬إلى ‪ 15‬رياالً (‪ 1.33‬إلى ‪ 4‬دوالرات)‪ ،‬حسب قُطر العداد‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬الوزارات الحكومية وشركات المياه وهيئات تنظيم المرافق العامة‪.‬‬

‫الشكل ‪ :10‬تعرفة خدمات المياه لالستهالك الحكومي في جميع دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫أﺑﻮﻇﺒﻲ‬ ‫‪٣٠٠‬‬
‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ*‬
‫دﺑـﻲ‬ ‫‪٢٥٠‬‬
‫اﻹﻣﺎرات اﻟﺸامﻟﻴﺔ‬
‫ﻗﻄﺮ‬
‫اﻟﺘﻌﺮﻓﺔ )ﺳﻨﺖ أﻣﺮﻳيك ‪ /‬م‪( ٣‬‬

‫ﻋامن‬ ‫‪٢٠٠‬‬
‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬ ‫‪١٥٠‬‬

‫‪١٠٠‬‬

‫‪٥٠‬‬

‫‪٠‬‬
‫‪٥٠٠‬‬ ‫‪٤٥٠‬‬ ‫‪٤٠٠‬‬ ‫‪٣٥٠‬‬ ‫‪٣٠٠‬‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫‪٢٠٠‬‬ ‫‪١٥٠‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫‪٠‬‬
‫ﴍﻳﺤﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼك )م‪ / ٣‬ﺷﻬﺮ (‬

‫* تشمل رسوم خدمات الصرف الصحي‪.‬‬


‫المصادر‪ :‬الوزارات الحكومية وشركات المياه وهيئات تنظيم المرافق العامة‪.‬‬

‫‪ | 17‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫الشكل ‪ :11‬تعرفة خدمات المياه لالستهالك التجاري والصناعي في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي‬

‫دﺑـﻲ‬ ‫‪٣٥٠‬‬
‫اﻹﻣﺎرات اﻟﺸامﻟﻴﺔ‬
‫اﻟﺸﺎرﻗﺔ‬ ‫‪٣٠٠‬‬
‫ﻋامن‬
‫ﻗﻄﺮ )ﺻﻨﺎﻋﻲ(‬ ‫‪٢٥٠‬‬
‫ﻗﻄﺮ )ﺗﺠﺎري(‬

‫اﻟﺘﻌﺮﻓﺔ )ﺳﻨﺖ أﻣﺮﻳيك ‪ /‬م‪( ٣‬‬


‫أﺑﻮﻇﺒﻲ‬ ‫‪٢٠٠‬‬
‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ )ﺗﺠﺎري(‬
‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬
‫‪١٥٠‬‬
‫)اﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻜﺒرية(*‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ )ﺻﻨﺎﻋﻲ(‬ ‫‪١٠٠‬‬

‫‪٥٠‬‬

‫‪٠‬‬
‫‪٤٥٠‬‬ ‫‪٤٠٠‬‬ ‫‪٣٥٠‬‬ ‫‪٣٠٠‬‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫‪٢٠٠‬‬ ‫‪١٥٠‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫‪٠‬‬
‫اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﺸﻬﺮي ) م‪( ٣‬‬
‫* تشمل رسوم خدمات الصرف الصحي‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬الوزارات الحكومية وشركات المياه وهيئات تنظيم المرافق العامة‪.‬‬

‫التأثير على المستهلكين‬


‫تتوقف اآلثار المترتبة في جانب الطلب على كيفية سداد األفراد والشركات فواتير خدمات المرافق العامة‪ ،‬وقيمة األسعار‬
‫الجديدة مقارنة بدخلهم‪ ،‬ومدى تطبيقهم لتدابير الحفاظ على المياه والكهرباء من أجل خفض فواتيرهم‪ .‬فمن ناحية أولى‪،‬‬
‫ال يتساوى الجميع في إدراك أن الفاتورة تغيرت وال في درجة تأثرهم بهذا التغيير‪ ،‬إذ أن دافع الفاتورة يكون إما رب األسرة‪،‬‬
‫أو مدير المكتب‪ ،‬أو مالك المبنى أو القائم على إدارته‪ .‬ثانياً‪ ،‬قد تؤدي شروط اإليجار أو عدم توفر العدادات الفرعية إلى‬
‫تأخر التأثير‪ :‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يدفع كثير من مؤجري الشقق والمكاتب في الرياض اإليجار مقدماً في شهر يناير‪/‬كانون‬
‫الثاني عن السنة التالية‪ ،‬بما يشمل فواتير المياه والكهرباء‪ ،‬وهذا يعني أن المالك ال يستطيع استرجاع زيادة التكلفة خالل‬
‫فترة اإليجار المعنية‪ ،‬وبالتالي قد ال يشعر المستأجر بأي تغير لمدة سنة كاملة‪ .‬وثالثاً‪ ،‬يتم السداد اآلن في معظم دول الخليج‬
‫عن طريق الخصم المباشر من الحساب المصرفي ولذلك قد ال يتنبه المستهلك كثيرا ً لزيادة التكلفة‪ .‬وبالمقارنة‪ ،‬يجب على‬
‫المستهلك في الكويت سداد فواتير المياه والكهرباء في مكتب تابع للحكومة المحلية‪ ،‬علماً بأن ظاهرة إهمال السداد لمدة‬
‫أشهر أو حتى سنوات منتشرة في الدولة لعدم تعرض المستهلك‪ ،‬وحتى وقت قريب‪ ،‬للغرامة من جراء العجز عن السداد‪،‬‬
‫وذلك قبل أن تعمد وزارة الكهرباء والماء الكويتية في عام ‪ 2014‬إلى تطبيق إجراءات جديدة لضمان السداد‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫ورغم كل ذلك‪ ،‬يبدو أن تعديل هيكل التعرفة في المملكة العربية السعودية لتغريم االستهالك المفرط قد حقق التأثير‬
‫المنشود‪ ،‬إذ أعرب بعض الناس عن سخطهم عندما تلقوا أول فاتورة مياه بموجب التعرفة الجديدة‪ ،‬بمن فيهم نجم كرة قدم‬
‫سابق تساءل علناً إذا كانت شركة المياه قد بدأت تضيف الفيتامينات إلى المياه التي توردها له‪ ،‬بعد أن قفزت فاتورته ‪33‬‬
‫ضعفاً عن مستواها المعتاد‪ [.‬‏ ‏‏ وبحلول شهر أبريل‪/‬نيسان عام ‪ ،2016‬أصبح يشار إلى هذه التطورات باسم «أزمة أسعار‬
‫المياه»‪ ،‬وصارت موضوعاً للنقاش في مجلس الشورى‪ [.‬‏ ‏‏ وقد بادر الملك بعزل وزير المياه والكهرباء بسبب سوء إدارته‬
‫لعملية تطبيق إصالح األسعار‪ ،‬وأوكل إلى وزير الزراعة ممارسة مسؤولياته بصفة مؤقتة‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫يوضح الشكل ‪ 12‬أدناه مقارنة بين فاتورة المياه في فيال سكنية خليجية ذات معدالت استهالك عالية والفاتورة لفيال مماثلة‬

‫[ ‏ ‏‏  ‪( AMEinfo (2014), 'Kuwait plans to raise diesel, kerosene prices', 19 October 2014‬الكويت تنوي زيادة أسعار الديزل والكيروسين)‪http://ameinfo.com/energy/oil-gas/kuwait-ups-diesel- ،‬‬
‫‪( kerosene-prices‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ فيصل ابوثنين‪ ،(@FaisalAbuthnain) (2016), https://twitter.com/FaisalAbuthnain/status/710301374446182400 ،‬منقول في ‪Dorsey, J. (2016), 'Saudi player's public haircut spotlights‬‬
‫‪( kingdom's existential dilemmas', 14 April 2016, The Turbulent World of Middle East Soccer‬العب سعودي يتعرض علناً لخفض اإلنفاق الحكومي بما يسلط الضوء على المعضالت الوجودية التي تواجهها‬
‫المملكة)‪( http://mideastsoccer.blogspot.co.uk/2016/04/saudi-players-public-haircut-spotlights.html ،‬االطالع بتاريخ‪ 14 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ هافينغتون بوست العربي (‪ ،)2016‬هل ينجح مجلس الشورى السعودي في حل أزمة ارتفاع أسعار المياه؟‪ 27 ،‬مارس‪/‬أذار ‪http://www.huffpostarabi.com/2016/03/27/story_n_9552246.html ،2016‬‬
‫(االطالع بتاريخ‪ 15 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ ‪( Kuwait Times (2016), 'King sacks water and electricity minister - Saudis await prince's vision of future', 24 April 2016‬الملك يقيل وزير المياه والكهرباء ‪ -‬السعوديون ينتظرون رؤية األمير‬
‫للمستقبل)‪( http://news.kuwaittimes.net/website/king-sacks-water-electricity-minister ،‬االطالع بتاريخ‪ 28 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 18‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫في بلدان أخرى‪ .‬ويمثل كل لون إما شريحة استهالك (بمعدل سعر متزايد) أو رسوم الخدمة‪ ،‬ويتضح منه أن البلدان التي‬
‫لديها أدنى فواتير تعتمد هيكل تعرفة بسيط ينضوي فيه معظم المستهلكين ضمن شريحة االستهالك األولى (أدنى سعر)‪.‬‬
‫ولتوضيح الفرق الذي أحدثته عملية إعادة هيكلة الشريحة‪ ،‬فإن التعرفة السعودية السابقة كانت ستنتج فاتورة مماثلة‬
‫للفاتورة البحرينية‪.‬‬
‫الشكل ‪ :12‬فاتورة المياه في بلدان مختارة لفيال سكنية ذات استهالك مرتفع* في الخليج‪2016 ،‬‬
‫رﺳﻮم وﺻﻮل ﻟﻠﴫف اﻟﺼﺤﻲ‬ ‫‪٢٥٠‬‬
‫رﺳﻮم وﺻﻮل ﻟﻠامء‬
‫رﺳﻮم اﻟﴫف اﻟﺼﺤﻲ‬

‫إﺟامﱄ اﻟﻔﺎﺗﻮرة اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎه )ﺑﺎﻟﺪوﻻر اﻷﻣﺮﻳيك(‬


‫ﴐﻳﺒﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎه‬ ‫‪٢٠٠‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٤‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٣‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٢‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪١‬‬
‫‪١٥٠‬‬
‫رﺳﻮم اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎه ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ‬

‫‪١٠٠‬‬

‫‪٥٠‬‬

‫‪٠‬‬
‫دﺑـﻲ ﺮى ) اﻃﻨ‬

‫اﻟ‬
‫ﺑﺮ‬

‫اﻹ ت ا‬

‫ا )واﻓﺪ ﻮن(‬

‫أﺑ ﺒﻲ‬

‫ﻋ‬

‫اﻷر‬

‫ا‬

‫ﻣ‬
‫ا‬

‫اﻟ رﻗﺔ‬
‫ا‬

‫أﺑ‬

‫ﻗ‬

‫ا‬
‫ﳌﻐ‬

‫ﻟﺒﺤ‬
‫ﻹﻣﺎرا ون(‬

‫ﻟﺸﺎ‬

‫ﳌﻤﻠ‬
‫ﻄﺮ‬

‫ﴫ‬
‫ﻜﻮ‬
‫ﺸﺎر )ﻣﻮ‬

‫امن‬
‫ﻮﻇ )ﻣﻮ‬
‫ﻮﻇ‬
‫ﻳﺰﺑﺎ‬

‫ﻣﺎرا ﻷﺧ‬

‫ﺮب‬

‫دن‬

‫ﺮﻳﻦ‬
‫ﻳﺖ‬
‫ﻜﺔ‬
‫ﺒﻲ اﻃﻨ‬

‫)و‬
‫ﻗﺔ اﻃﻨ‬
‫ن‪ ،‬أ‬

‫ت ا ﺮى‬

‫اﻓﺪ‬

‫اﻟﻌ‬
‫)واﻓﺪ ﻮن(‬
‫ﺳﱰ‬

‫ﻷﺧ )ﻣﻮ‬

‫ون(‬

‫ﺮﺑﻴ‬
‫اﻟﻴﺎ‬

‫ﺔ اﻟ‬
‫ون(‬

‫ﺴﻌﻮ‬
‫واﻓﺪ ﻮن(‬

‫دﻳﺔ‬
‫ون(‬

‫* أسرة مكونة من ستة أشخاص تستخدم ‪ 300‬لتر للفرد في اليوم الواحد = ‪ 54.75‬متر مكعب شهرياً‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬هيئات الكهرباء والمياه الوطنية وشركات المرافق العامة‪.‬‬

‫التأثير على قطاع األعمال‬


‫يتضح من الشكل ‪ 12‬أن دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬باستثناء المملكة العربية السعودية‪ ،‬ال تفرض رسوماً على توريد مياه‬
‫الشرب أو معالجة مياه الصرف الصحي‪ .‬ولذلك تبعاته بالنسبة إلى مصادر عائدات شركات المرافق العامة‪ ،‬والحوافز التي‬
‫تجعلها تستثمر في البنية التحتية إلمداد مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف‪ [.‬‏ ‏‏ وبالمقارنة‪ ،‬لجأت عدة دول أخرى تعاني شح‬
‫المياه إلى فرض تعرفة خدمات أكثر تطورا ً‪ :‬فاألردن تفرض رسوماً تحسب بالمتر المكعب مقابل تصريف المياه‪ ،‬بينما تضيف‬
‫شركات المرافق العامة األسترالية «رسوم الوالية على توريد الماء السائب»‪ ،‬قبل احتساب أسعار شرائح االستهالك‪ ،‬وهي رسوم‬
‫تتقاضاها حكومة كل والية أسترالية بغرض استرداد قدر كاف من تكلفة المحافظة على خدمات إمداد المياه‪ ،‬بما في ذلك‬
‫تكاليف إدارة ثروة المياه الطبيعية‪ ،‬إضافة إلى شبكات األنابيب ومحطات المعالجة‪ [.‬‏ ‏‏ وفي حالة المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫يتم فرض رسوم صيانة تحتسب لجميع العمالء على أساس قُطر عداد الماء في المبنى‪ ،‬إضافة إلى رسوم للصرف الصحي على‬
‫العديد من المباني الحكومية‪ ،‬مما يجعل تركيبة تعرفة المياه في المملكة األكثر تطورا ً في المنطقة‪.‬‬
‫أما على جانب العرض‪ ،‬فمن المفترض أن تؤدي زيادة أسعار الوقود إلى االرتقاء بالكفاءة في قطاع المياه والكهرباء‪ ،‬ولكنها‬
‫قد ال تحقق تأثيرا ً يذكر إذا تم تعويض خسائر شركات أو هيئات المياه عبر التحويالت المباشرة من وزارة المالية‪ ،‬أو عبر‬
‫إدراج مخصصات الوقود في عقودها‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للكهرباء في الكويت وبالنسبة للمياه المحالة في المملكة‬
‫العربية السعودية‪ .‬فلن يكون لرفع األسعار الفعالية المنشودة إال إذا تم تمرير الزيادة إلى شركات المرافق العامة‪ ،‬وإال إذا‬
‫كانت المرافق قد مرت‪ ،‬على األمثل‪ ،‬بعملية تفكيك تحفز االستثمار في كل ميادين القطاع (التوزيع‪ ،‬والتوليد‪/‬اإلنتاج‪ ،‬وتجميع‬
‫ومعالجة مياه الصرف الصحي) وذلك من أجل تلبية الطلب المستقبلي واالرتقاء بمستويات الكفاءة‪ .‬ويمكن لتفكيك المرافق‬

‫[ ‏ ‏‏  أنظر ‪( Al-Zubari, W. (2014), The Costs of Municipal Water Supply in Bahrain‬تكاليف إمدادات مياه البلدية في البحرين)‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏ ‪( ,'Queensland Government Department of Energy and Water Supply, 'Bulk water prices‬إدارة إمدادات الكهرباء والمياه بحكومة كوينزالند‪ ،‬أسعار المياه السائبة)‪https://www.dews.qld.gov.au/ ،‬‬
‫‪( water/prices/bulk-water‬االطالع بتاريخ‪ 14 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 19‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫العامة أن يتم من خالل عملية خصخصة تخضع لتنظيم جيد‪ ،‬أو بالفصل بين معايير المحاسبة واألداء في المؤسسات التابعة‬
‫للدولة‪ ،‬أو بالجمع بين هذين النهجين‪.‬‬
‫تؤثر زيادة أسعار الوقود في األجل الطويل على معادلة «الطاقة مقابل التكلفة» في مرحلة تصميم محطات المياه والكهرباء‪،‬‬
‫علماً بأن الزيادة ال تزال محدودة في المملكة العربية السعودية وال تكفي إلحداث تغيير جذري‪ ،‬بينما تؤدي زيادة أسعار الغاز‬
‫في أبوظبي إلى إجبار الحكومة على دراسة التحول إلى محطات تحلية أعلى كفاءة (بتقنية التناضح العكسي)‪ .‬ومن المرجح أن‬
‫شركة أبوظبي للماء والكهرباء ستدفع سعرا ً أعلى مقابل الغاز الذي تستخدمه في توليد الكهرباء ابتداء من أغسطس‪/‬آب ‪،2016‬‬
‫ألن شركة أدنوك ستبدأ استيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال باألسعار العالمية من أجل تلبية احتياجات السوق المحلية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من االنخفاض الكبير في أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية في األشهر الثمانية عشر األخيرة‪ ،‬فإن خفض كميات‬
‫الغاز الرخيص الذي تحصل عليه شركات المرافق العامة من أدنوك سيؤدي إلى زيادة كبيرة في تكلفة الوقود المستخدم في‬
‫إنتاج المياه والكهرباء‪ ،‬ما قد يعزز فرص اعتماد تكنولوجيات إنتاج أكثر توفيرا ً للطاقة‪ ،‬بما يفضي بدوره إلى خفض انبعاثات‬
‫الكربون‪.‬‬

‫الفرص التجارية الجديدة‬


‫سيفتح إحراز التقدم في إصالح تعرفة خدمات المياه والكهرباء في أرجاء المنطقة المجاالت أمام الفرص التجارية في أسواق‬
‫جديدة تختص بالكفاءة والطاقة المتجددة‪ ،‬شريطة أن تتخذ الحكومات التدابير الالزمة لتمكين النمو في هذه األسواق‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫وتشير رؤية ‪ 2030‬السعودية إلى ذلك النمو‪ ،‬وتقدم بصدده التعهد التالي‪“ :‬ضمان تنافسية سوق الطاقة المتجددة من خالل‬
‫تحرير سوق المحروقات تدريجياً ”‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫سيفتح إحراز التقدم في إصالح تعرفة خدمات المياه والكهرباء في أرجاء المنطقة‬
‫المجاالت أمام الفرص التجارية في أسواق جديدة تختص بالكفاءة والطاقة المتجددة‪،‬‬
‫شريطة أن تتخذ الحكومات التدابير الالزمة لتمكين النمو في هذه األسواق‪.‬‬
‫وتوجد مبررات قوية لتعزيز كفاءة المباني في البلدان التي تتمتع بهيكل متطور لتعرفة الخدمات‪ :‬فقد أظهرت العديد من‬
‫الدراسات أن االستهالك في فيال نمطية باإلمارات العربية المتحدة أو الكويت‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن ينخفض بمعدل‬
‫النصف من خالل إعادة تجهيز هذه المباني‪ [.‬‏ ‏‏ ويوضح الشكل ‪ 13‬أدناه الفرق بين فاتورة الكهرباء في فيال ذات استهالك‬
‫مرتفع (بمعدل ‪ 4,000‬كيلوواط ساعة شهرياً) وفيال تم تخفيض استهالك الكهرباء فيها بمقدار النصف‪ ،‬بما يسلط الضوء على‬
‫الحوافز المالية المقارنة التي تحث األسرة على السير باتجاه االستثمار في الكفاءة‪ ،‬ويؤكد كذلك المكاسب التجارية الممكن‬
‫جنيها من إعادة تهيئة المباني‪ .‬ونستطيع المقارنة بين التكلفة التي يمكن توفيرها سنوياً في الكويت بقيمة ‪ 240‬دوالرا ً‬
‫والمملكة العربية السعودية بقيمة ‪ 648‬دوالرا ً‪ ،‬وتلك التي يمكن تحقيقها للوافدين في دبي بقيمة ‪ 2,254‬دوالرا ً‪ ،‬وبقيمة ‪7,920‬‬
‫دوالرا ً في األردن‪ .‬ويؤكد ذلك على أن تحقيق الكفاءة في المباني السكنية وباستخدام الطاقة الشمسية أجدى حيثما تكون‬
‫التعرفة أقرب إلى تكاليف اإلمداد‪ .‬وستبقى الغالبية العظمى من األسر في الكويت والمملكة العربية السعودية ضمن شريحة‬
‫االستهالك األولى (التسعير المنخفض)‪ ،‬كما أنه في ظل التعرفة التي يدفعها المواطن القطري‪ ،‬أو التعرفة الكويتية‪ ،‬يضمحل‬
‫الطلب على الكفاءة أو ينعدم تماماً‪ ،‬وال يمكن للشركات تحقيق الربح من تقديم خدمات الكفاءة‪ .‬وكذلك تحتاج إصالحات‬
‫قطاع الكهرباء السعودي إلى التقدم أشواط أبعد بكثير قبل أن تنجح في التأثير على خيارات األفراد والمؤسسات‪ .‬وتجدر اإلشارة‬
‫إلى أن تطبيق التعرفة الجديدة على المياه والكهرباء معاً يعطي الحكومة الركيزة المطلوبة إلقامة سوق تعتمد على عقود األداء‬
‫إلعادة تهيئة األصول العقارية المملوكة للدولة‪.‬‬

‫[ ‏ ‏‏ أنظر على سبيل المثال‪Ürge-Vorsatz, D. et al. (2007), An Assessment of on Energy Service Companies (ESCOs) Worldwide, World Energy Council- ADEME Project on Energy Efficiency ،‬‬
‫‪( Policies‬تقييم شركات خدمات الطاقة حول العالم)‪( http://www.diva-portal.org/smash/get/diva2:532017/FULLTEXT01.pdf ،‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪)2016‬؛ وكذلك ‪Ferroukhi, R. et al. (2016),‬‬
‫‪( Renewable Energy Market Analysis: GCC Region, UAE: IRENA‬تحليل سوق الطاقة المتجددة‪ :‬منطقة دول مجلس التعاون الخليجي)‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏ رؤية ‪ ،2030‬المملكة العربية السعودية (‪ ،)2016‬ص‪( http://vision2030.gov.sa ،47‬االطالع بتاريخ‪ 28 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ ‪January 2016 19-Alkhateeb, E. et al. (2016), 'Building Refurbishment Strategies and their Impact on Saving Energy in the United Arab Emirates', Proceedings of SBE16 Dubai, 17‬‬
‫(استراتيجيات إعادة تأهيل المباني وأثرها على توفير الطاقة في دولة اإلمارات العربية المتحدة)‪( http://content.buid.ac.ae/events/Proceedings/SBE16D154.pdf ،‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 20‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫الشكل ‪ :13‬فواتير الكهرباء* في المساكن عالية االستهالك مقارنة بالمساكن الكفؤة في بلدان مختارة (‪)2016‬‬

‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪١٠‬‬ ‫‪١,٢٠٠‬‬


‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٩‬‬ ‫‪١,١٠٠‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٨‬‬
‫‪١,٠٠٠‬‬

‫ﻓﺎﺗﻮرة اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ )ﺑﺎﻟﺪوﻻر اﻷﻣﺮﻳيك(‬


‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٧‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٦‬‬ ‫‪٩٠٠‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٥‬‬ ‫‪٨٠٠‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٤‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٣‬‬ ‫‪٧٠٠‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪٢‬‬ ‫‪٦٠٠‬‬
‫اﻟﴩﻳﺤﺔ ‪١‬‬
‫‪٥٠٠‬‬
‫‪٤٠٠‬‬
‫‪٣٠٠‬‬
‫‪٢٠٠‬‬
‫‪١٠٠‬‬
‫‪٠‬‬
‫اﻷرد رﻳﻮ‬

‫ﻣﺎﻟﻴ‬

‫ﻣ‬
‫اﳌ ﻓﺪ‬

‫ﻋ اﻓﺪ‬

‫اﻟﻜ اﻃﻨ‬
‫اﻟ‬

‫دﺑـ اﻓﺪ‬

‫ا‬

‫ا )ﻣﻮا ون(‬
‫دﺑـﻲ اﻓﺪ‬

‫أﺑ‬

‫ﻗ ق ) ون(‬
‫ا ﻳﻦ ) ﻮن( ﻮن(‬
‫اﻟ )ﻣ )ﻣﻮ‬
‫اﻟﺸ ﻷﺧ‬

‫اﻹ دﻳﺔ ﻮن(‬


‫اﻟ ﻲ )ﻣ ﻮن(‬
‫أﺑ )ﻣﻮ‬

‫ا‬

‫ﻗ‬
‫ﻟﺸﺎ‬

‫ﻹﻣﺎ ﻃﻨ‬

‫ﻟ و‬

‫ﻟﺒﺤ‬
‫ﻄﺮ ﻮا(‬

‫ﻄﺮ‬
‫ﴫ‬
‫ﱪازﻳ‬

‫ﻌﺮا اﻓﺪ‬
‫ﺒﺤﺮ ﻮاﻃﻨ اﻃﻨ‬

‫ﺴﻌﻮ اﻃﻨ‬
‫امن ون(‬
‫ﻮﻇ‬

‫ﻮﻇﺒ اﻃﻨ‬
‫ﻐﺮب ون(‬

‫ﻣﺎرا‬

‫ﻮﻳﺖ ﻮن(‬
‫ﻲ )وا ون(‬

‫ﺎرﻗﺔ ﺮى‬
‫ﺰﻳﺎ‬

‫ﺮﻳﻦ‬
‫رﻗﺔ‬

‫رات ا ﻮن(‬

‫ﺒﻲ‬
‫ن‬

‫)ﻣﻮ‬
‫)و‬
‫ﻞ)‬

‫تا‬
‫)و‬
‫)و‬

‫ﻴ‬‫ﻧ‬
‫ﻷﺧ‬

‫ﻨ‬

‫ﻮ‬
‫ﺮى‬
‫دي‬
‫ﺟﺎﻧ‬

‫)و‬
‫اﻓﺪ‬
‫ريو(‬

‫ون(‬

‫* لمعدل ‪ 2,000‬كيلوواط ساعة و‪ 4,000‬كيلوواط ساعة‪ ،‬على التوالي‪.‬‬


‫مالحظة‪ :‬تمثل الشرائح التعرفة السارية في كل بلد مع شرائح استهالك متتالية تطبق بمعدل معين لكل وحدة (كيلوواط ساعة)‪ ،‬وكلما ارتفعت الشريحة كلما زادت التكلفة لكل وحدة‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬الهيئات الوطنية للمياه والكهرباء‪ ،‬وشركات المرافق العامة‪.‬‬

‫يحتاج تطوير خدمات الكفاءة إلى توفير الدعم الالزم من الدولة‪ .‬وتعد حكومة دبي حالياً الجهة الوحيدة ضمن بلدان‬
‫مجلس التعاون الخليجي التي تسعى بنشاط إلى تطوير سوق لخدمات الطاقة‪ ،‬بدءا ً من عقود األداء للمباني المملوكة‬
‫للحكومة والتي تقوم على أساس عالقة مبتكرة بين شركة جديدة لخدمات الطاقة تابعة للدولة (والتي تقدم العطاءات‬
‫للعقود القائمة على األداء لخدمة عقارات الدولة) ومكتب التنظيم واإلشراف (الذي يمنح االعتماد لشركة خدمات الطاقة)‪.‬‬
‫وتعتزم المملكة العربية السعودية اتخاذ تدابير مماثلة‪ .‬وإذا تواصل إصالح الرسوم في أبوظبي واإلمارات األخرى‪ ،‬فإن دولة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة ستضم سوقاً مربحة لخدمات الكفاءة‪ ،‬خاصة إذا تم تمرير زيادة تكاليف الغاز إلى تعرفة خدمات‬
‫المرافق المقدمة للمساكن‪ .‬ولكن‪ ،‬إذا لم يتواصل إصالح نظام التعرفة‪ ،‬سواء في دولة اإلمارات أو في دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي األخرى‪ ،‬فسيظل من مصلحة الحكومة أن تسدد تكلفة تحسين الكفاءة بنفسها من أجل كبح نمو الطلب وخفض‬
‫اإلنفاق غير المستدام على توسيع إمدادات المياه والكهرباء‪.‬‬

‫أين ستذهب الوفورات؟‬


‫تم في كل بلد تغليف خطاب اإلصالح إما بضرورات خفض العجز وإعادة ترتيب اإلعانات‪ ،‬أو بلزوم إعادة توجيه اإلعانات‬
‫بعيدا ً عن االستهالك المهدر واستهداف أشد األفراد حاجة لإلعانة‪ .‬وتُع ِّبر رؤية ‪ 2030‬السعودية عن ذلك صراحة‪ ،‬إذ تقول‪:‬‬
‫“سنواصل تطوير منظومة الخدمات االجتماعية لتكون أكثر كفاءة وتمكيناً وعدالة‪ ،‬حيث سنعمل على تعظيم االستفادة‬
‫من دعم الغذاء والوقود والمياه والكهرباء من خالل توجيه الدعم لمستحقيه”‪ [.‬‏ ‏‏ وسيتوقف مدى نجاح الحكومات‬
‫في تحقيق ذلك على كيفية إنفاقها للوفورات التي تجنيها من خفض الدعم وزيادة األسعار‪ ،‬كما يرتهن النجاح بقدرتها‬
‫على تفادي المشكلة التي واجهت إيران عندما فاقت قيمة التحويالت النقدية الموعودة إلى المواطنين والشركات قيمة‬
‫الوفورات المتحققة‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬ستتوقف قيمة الوفورات على أسلوب حساب التكاليف وطريقة قياس الدعم‪ ،‬وفقاً‬
‫لما استعرضناه أعاله‪ ،‬ولكن بعض األرقام الرسمية يشير إلى تحقيق وفورات كبيرة ستغطي‪ ،‬على أقل تقدير‪ ،‬الدين العام‬
‫في بعض البلدان‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬أعلن وزير الطاقة البحريني‪ ،‬الدكتور‪ /‬عبدالحسين ميرزا‪ ،‬أن الحكومة تتوقع توفير‬

‫[ ‏ ‏‏ رؤية ‪ ،2030‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪ | 21‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫ما قيمته ‪ 620‬مليون دينار بحريني (‪ 1.6‬مليار دوالر) بحلول عام ‪ 2019‬بفضل إصالح هيكل اإلعانات‪ ،‬وهو مبلغ يكاد يناهز‬
‫نصف العجز المتوقع في ميزانية الدولة لسنة ‪ .2016‬كما أن الوفورات المتوقعة من إصالح الدعم في عمان والكويت تتراوح‬
‫بين ‪ 1.2‬و‪ 2.3‬مليار دوالر سنوياً‪ [.‬‏ ‏‏ وكانت البحرين قد بدأت‪ ،‬في نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‪ ،‬صرف «عالوة الغالء» للمواطنين‬
‫المستحقين المسجلين لدى وزارة العمل والتنمية االجتماعية‪ ،‬إثر رفع الدعم عن اللحوم‪ ،‬وهو إجراء يمكن التوسع في‬
‫تطبيقه‪ [.‬‏ ‏‏ وفي المملكة العربية السعودية‪ ،‬تتعاون وكاالت حكومية عدة فيما بينها على وضع آلية لمنح التحويالت النقدية‬
‫إلى السعوديين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط‪.‬‬

‫ما الفارق هذه المرة؟‬


‫ال ت ُع ّد نوايا وخطط إصالح أسعار الوقود والمياه أمرا ً جديدا ً على دول مجلس التعاون الخليجي‪ .‬فقد وضعت الدوائر‬
‫الحكومية بشكل دوري خططاً بهذا الشأن‪ ،‬على األقل منذ أواخر تسعينات القرن العشرين‪ ،‬ولكن في كل مرة تدخلت‬
‫مجموعات المصالح المنتفعة‪ ،‬أو تدخلت زيادة أسعار النفط أو هواجس االستقرار السياسي‪ ،‬لتضعف عزيمة القيادات‬
‫المعنية‪ .‬ولكن األمر يختلف هذه المرة‪ ،‬وفقاً ألولئك الذين يدافعون عن إصالح األسعار في المنطقة‪ ،‬وذلك لثالثة أسباب‬
‫رئيسية‪:‬‬
‫‪ -1‬االرتفاع الحاد في أسعار النفط مكّن حكومات المنطقة من تحقيق توازن الميزانية العامة للدولة على مدى العقد‬
‫الماضي‪ .‬نما االعتماد الحكومي على إيرادات النفط في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي إبان حقبة ارتفاع أسعار‬
‫السلع األساسية‪ ،‬كما زاد اعتماد مالية الدولة على عائدات النفط في كل بلد‪ [.‬‏ ‏‏ وبينما سجلت اإلمارات العربية المتحدة‬
‫نجاحاً نسبياً في تنويع الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬أشار صندوق النقد الدولي إلى أن‪“ :‬القطاعات غير النفطية في دول مجلس‬
‫التعاون الخليجي تعتمد على قطاع النفط‪ ،‬سواء بشكل مباشر أو من خالل اإلنفاق”‪ [.‬‏ ‏‏ وفي الوقت نفسه‪ ،‬رفعت الحكومات‬
‫قيمة ميزانية الدولة‪ ،‬وذلك ألسباب عدة ليس آخرها تغطية التكاليف غير المرنة‪ ،‬ومنها أجور موظفي الخدمة المدنية‬
‫ومختلف المزايا واإلعانات‪ ،‬والتي يصعب الحد منها ألن الناس سرعان ما تعتادها وتغدو تراها حقاً من حقوقها‪ .‬وما يسمى‬
‫بسعر التعادل للنفط المص َّدر (أي السعر الالزم لتحقيق توازن الميزانية العامة للدولة)‪ ،‬زاد بمقدار الضعف أو الضعفين بين‬
‫عامي ‪ 2004‬و‪ 2014‬وفقاً لحسابات صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏‬

‫ينبغي تناول أسعار التعادل لمالية الدولة بقدر من الحذر‪ [.‬‏ ‏‏ فثمة دول في مجلس التعاون الخليجي تتميز عن غيرها بارتفاع‬
‫مستوى التنويع االقتصادي (اإلمارات العربية المتحدة) ولديها هامش حركة ضخم من صناديق الثروة السيادية (اإلمارات‬
‫العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر)‪ ،‬بينما يُع ّد العجز غير المستدام من مميزات البحرين وسلطنة‬
‫عمان‪ .‬ولكن ال شك أن عودة أسعار النفط إلى مستويات عام ‪ 2004‬تطرح مشكلة خطيرة أمام جميع مخططي االقتصاد‬
‫ووزارات المالية في المنطقة‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بأنواع اإلنفاق التي يسهل خفضها عن غيرها‪ ،‬فإن المفترض بشكل عام أن اإلنفاق الرأسمالي هو األسهل‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فإن إنفاق الدولة على المشاريع الكبرى هو المحرك الذي يدفع عجلة النمو ويستقطب االستثمار األجنبي المباشر في‬
‫دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬بل ويع ّد الناتج المحلي اإلجمالي ذاته نابعاً عن إنفاق الدولة في المقام األول‪ ،‬لذلك فإن تباطؤ‬
‫اإلنفاق يعني تقليص نمو االقتصاد غير النفطي‪ .‬يضاف إلى ذلك أن اإلنفاق على الدفاع ال يزال مرتفعاً في المنطقة‪ ،‬حيث‬

‫[ ‏ ‏‏  ‪( ArabianBusiness.com (2016), 'Bahrain to save $1.6bn from subsidy cuts by 2019', 16 April 2016‬البحرين ستوفر ‪ 1.6‬مليار دوالر بحلول ‪ 2019‬من خالل خفض الدعم)‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏  يقال إن قيمته تعادل ‪ 13‬دوالرا ً في الشهر‪( Chatham House (2016), 'The Social Contract in the GCC', Workshop Summary, April 2016 .‬العقد االجتماعي في مجلس التعاون الخليجي)‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للكويت وعمان‪ ،‬انظر ‪Fattouh, B., Sen, A. and Moerenhout, T. (2016), Striking the Right Balance? GCC Energy Price Reforms in a Low Price Environment, Oxford Institute for Energy‬‬
‫‪( ،Studies‬تحقيق التوازن الصحيح؟ إصالح أسعار الطاقة في مجلس التعاون الخليجي في ظل تدني السعر)‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫[ ‏ ‏‏  لالطالع على تقييم ممتاز عن الضغوط المالية التي تحفز اإلصالحات‪ ،‬أنظر )‪ ،Fattouh et al. (2016‬ص ‪.5-3‬‬
‫[ ‏ ‏‏  ‪IMF (2015a), Oil Prices, Financial Stability and Use of Countercyclical Macroprudential Policies in the GCC, Annual Meeting of Ministers and Central Bank Governors, 10‬‬
‫‪( November 2015‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬أسعار النفط‪ ،‬االستقرار المالي واستخدام السياسات المحافظة في االقتصاد الكلي المعاكسة للدورة االقتصادية في مجلس التعاون الخليجي‪https://www.imf.org/external/ ،‬‬
‫‪( np/pp/eng/2015/111015a.pdf‬االطالع بتاريخ‪ 18 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏  ‪( IMF (2015b), Regional Economic Outlook Update: Middle East and Central Asia: Statistical Appendix‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬تحديث التوقعات االقتصادية اإلقليمية‪ :‬الشرق األوسط وآسيا الوسطى‪:‬‬
‫الملحق اإلحصائي)‪( https://www.imf.org/external/pubs/ft/ reo/2015/mcd/eng/pdf/mreost0115.pdf ،‬االطالع بتاريخ‪ 19 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏  أنظر‪ ،‬على سبيل المثال‪Clayton, B. and Levi, M. A. (2015), Fiscal Breakeven Oil Prices: Uses, Abuses, and Opportunities for Improvement, New York: Council on Foreign Relations ،‬‬
‫(أسعار النفط للتعادل المالي‪ :‬استخدام واستغالل وفرص التحسين)‪ ،‬وكذلك ‪Aissaoui, A. (2013), 'Modelling OPEC Fiscal Break-even Oil Prices: New Findings and Policy Insights', Economic‬‬
‫)‪( Commentary, 8: pp. 9-10, Arab Petroleum Investments Corporation (APICORP‬نمذجة أسعار النفط للتعادل المالي بدول أوبك‪ :‬نتائج جديدة وفهم للسياسات)‪.‬‬

‫‪ | 22‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫تندرج المملكة العربية السعودية واإلمارات العربية المتحدة ضمن أعلى ‪ 15‬دولة إنفاقاً في الميدان العسكري عام ‪ [2015‬‏ ‏‏‪،‬‬
‫ومن المرجح أن تتواصل هذه المستويات خالل العامين المقبلين‪ ،‬نظرا ً لألزمات األمنية في المنطقة‪ .‬وال يعتبر خفض أجور‬
‫العاملين في القطاع العام خيارا ً متاحاً‪ ،‬بينما يُع ّد خفض اإلنفاق على دعم المياه والكهرباء والزراعة من المجاالت القليلة التي‬
‫تتوافق عليها اآلراء‪.‬‬
‫‪ -2‬توقع حقبة تقل فيها األسعار عن ‪ 50‬دوالراً للبرميل‪ .‬تضم الواليات المتحدة عددا ً كبيرا ً من اآلبار التي تم حفرها ولكن‬
‫لم يستكمل العمل فيها (ما يعرف باسم ‪ ،)fracklog‬ويمكن لهذه اآلبار أن تضخ في السوق ما يقدر بحوالي ‪ 2‬إلى ‪ 3‬مليون‬
‫برميل يومياً في غضون مهلة قصيرة نسبياً إذا وصل سعر السوق إلى المستوى المالئم‪ [.‬‏ ‏‏ ولذلك يمكن القول بوجود سقف‬
‫للسعر‪ .‬وكذلك فإن األسعار قد ترتفع مؤقتاً ألسباب جيوسياسية‪ ،‬ولكن ارتفاع مستويات المخزونات الدولية‪ ،‬وعدم وجود نقص‬
‫كبير في المعروض على المدى الطويل‪ ،‬يعني أن االتجاه العام في السنوات القليلة القادمة هو نحو وفرة العرض في السوق‪.‬‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬فإن األسئلة الرئيسية التي تواجه حكومات دول مجلس التعاون الخليجي اليوم تتعلق بكيفية تحقيق أقصى‬
‫استفادة من مواردها‪ ،‬وشراء المزيد من الوقت لتنويع مصادر دخلها‪ ،‬وهي أهداف تقتضي تعزيز الكفاءة وتوفير الحوافز‬
‫لزيادة اإلنتاجية والنمو في القطاعات غير الهيدروكربونية‪ ،‬وجميعها خطوات مرهونة بتغيير طريقة تقييم وتسعير الموارد‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬فإن حكومات تلك الدول الخليجية التي تتميز عن غيرها بانخفاض إيرادات النفط للفرد الواحد وارتفاع‬
‫نسبة عجز ميزانية الدولة إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬أي المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وسلطنة عمان‪ ،‬تضاف‬
‫إليها اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬أعربت جميعاً عن قناعتها بضرورة تعديل األسعار على المدى الطويل كجزء من استراتيجيات‬
‫التنويع االقتصادي‪ .‬ففي المملكة العربية السعودية‪ ،‬ذكرت وزارة المالية إبان إعالن ميزانية الدولة أنها ستع ِّدل أسعار الوقود‬
‫بشكل تدريجي على مدى خمس سنوات[ ‏ ‏‏ في إطار خطة التحول االقتصادي في المملكة (رؤية ‪ .)2030‬وفي البحرين‪ ،‬يدور‬
‫الحديث عن إصالح اإلعانات أيضاً كجزء من «برنامج شامل لإلصالح االقتصادي والمالي»‪ .‬بينما تخطط سلطنة عمان لعملية‬
‫إعادة هيكلة شبيهة بدولة اإلمارات‪ ،‬حيث تربط سعر وقود النقل بأسعار السوق وصوالً إلى إلغاء اإلعانات كليةً‪ [.‬‏ ‏‏ أما في‬
‫دولتي الكويت وقطر الصغيرتين‪ ،‬المتمتعتان بارتفاع عائدات النفط للفرد الواحد‪ ،‬فإن التزامهما على المدى الطويل أقل‬
‫وضوحاً‪ ،‬رغم أن قطر تحولت إلى نظام التسعير المرتبط بالسوق بالنسبة لوقود النقل‪ ،‬ما يشير إلى استعدادها للتحرك في‬
‫اتجاه يتماشى مع البلدان األخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬تتوفر كتلة حرجة من الدعم داخل الحكومات لتحقيق التحول في مزيج الطاقة وزيادة الكفاءة في جانبي عرض الطاقة‬
‫واستخدامها‪ .‬ويعكس هذا الدعم الحكومي التحوالت السائدة حول العالم نحو اعتماد نظم طاقة أنظف وأذكى‪ .‬ولكن‪ ،‬على‬
‫عكس التحوالت التي شهدتها بلدان منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ابتدا ًء من سبعينات وثمانينات القرن العشرين‪ ،‬فإن‬
‫توجهات دول مجلس التعاون الخليجي ليست مدفوعة بارتفاع أسعار االستيراد أو االعتناء بتقليص انبعاثات ثاني أكسيد‬
‫الكربون‪ ،‬بل جاء الدافع من اعتبارات تتعلق بمواجهة التحديات الناشئة خالل فترة الطفرة التي شهدتها تلك البلدان‪ ،‬عندما‬
‫كادت شبكات الكهرباء تعجز عن مواكبة االرتفاع السريع في االستهالك‪ ،‬وبدأ بعضها (اإلمارات العربية المتحدة والكويت‬
‫وعمان) استيراد الغاز الطبيعي المسال‪ ،‬وانكشف مستوى هدر منظوماتها في استخدام الوقود‪ .‬ولم يعد من السهل ص ّد‬
‫الخطاب المنتشر عن ضرورة تحقيق االستدامة والكفاءة‪ ،‬الذين لهما تبعات بالغة على شريحة السكان الذين يقل عمرهم عن‬
‫‪ 30‬سنة‪ ،‬وهي شريحة تشكل غالبية سكان دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬

‫[ ‏ ‏‏  ‪( Stockholm International Peace Research Institute (SIPRI), SIPRI Military Expenditure Database‬قاعدة بيانات اإلنفاق العسكري)‪http://www.sipri.org/research/armaments/ milex/ ،‬‬
‫‪( milex_database/milex_database‬االطالع بتاريخ‪ 15 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏  ‪( Stevens, P. (2016), Oil Prices: How Low Can You Go, Presentation at the Fossil Fuels Expert Roundtable Annual Forecasting Forum, Chatham House, February 2016‬أسعار النفط‪:‬‬
‫ما أقل مستوى يمكن بلوغه؟)‪.‬‬
‫[ ‏ ‏‏ صحيفة الوطن (‪" ،)2015‬المملكة العربية السعودية تعتزم مراجعة دعم المنتجات البترولية والمياه والكهرباء"‪ 28 ،‬ديسمبر‪/‬كانون األول ‪( http://www.elwatannews.com/news/details/885022 ،2015‬االطالع‬
‫بتاريخ‪ 17 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ ‪( Alarimi, F. (2015), 'Oman plans spending cuts, tax rises, fuel price changes', Reuters, 30 December 2015‬عمان تعتزم خفض اإلنفاق وزيادة الضرائب وتعديل أسعار الوقود)‪Reuters, 30 ،‬‬
‫‪( http://www.reuters.com/article/us-oman-budget-idUSKBN0UD1EV20151230‬االطالع بتاريخ‪ 19 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 23‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫الخالصة‪ :‬هل تدل اإلصالحات على قطع مستدام مع الماضي؟‬


‫­­­تشير اإلصالحات األخيرة في األسعار المحلية بدول مجلس التعاون الخليجي إلى أن التغيير ممكن إذ تقدم اإلصالح خطوة‬
‫بخطوة‪ .‬ونظرا ً لتالقي المصالح حول ضرورة اإلصالح‪ ،‬بالتزامن مع تزايد الضغوط االقتصادية‪ ،‬فإن اإلمارات العربية المتحدة‬
‫والمملكة العربية السعودية وعمان والبحرين تجاوزت مرحلة جس التربة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يمكن الجزم بأن عملية إصالح األسعار‬
‫ستمضي على نحو سلس‪ ،‬بل قد تواجه بعض العثرات القديمة على الطريق‪ ،‬ومنها تبعات اإلصالح بالنسبة لتنافسية القطاع‬
‫الصناعي وهوامش ربح الشركات‪ ،‬فضالً عن التأثير التدرجي على أسعار المستهلك النهائي وميزانية األسرة‪ .‬ومن األمثلة‬
‫على ذلك أن المملكة العربية السعودية أضحت بالفعل تعاني التضخم بسبب ارتفاع األسعار المحلية‪ :‬فوفقاً لشركة جدوى‬
‫لالستثمار‪“ ،‬ارتفع معدل التضخم الشامل السنوي في المملكة العربية السعودية بشدة إلى ‪ 3,4‬بالمائة في يناير‪ ،‬مسجالً أعلى‬
‫مستوى له في خمس سنوات‪ ،‬حيث تسببت زيادة أسعار الطاقة في ارتفاع واضح في تضخم فئتي «السكن والمياه والكهرباء‬
‫والغاز» و«النقل»”‪ .‬ومن المتوقع أن هذا االتجاه سيتواصل ويتكثف طوال عام ‪ ،2016‬بما يترتب عليه من تداعيات على‬
‫إصالحات أسعار الطاقة‪ [.‬‏ ‏‏ وفي البحرين‪ ،‬يسود القلق حيال التأثيرات التضخمية المترتبة على مواصلة عملية إصالح الدعم‬
‫وتبعاته على العمال الوافدين منخفضي الدخل الذين ال يحق لهم الحصول على التحويالت النقدية المقترحة‪ [.‬‏ ‏‏ ويثير ذلك‬
‫مسألة مهمة حول تأثر تكلفة العمالة الوافدة من فئة العامل بأجر‪ ،‬والتي ظلت رخيصة لمدة طويلة بفضل انخفاض ودعم‬
‫تكاليف المعيشة‪ .‬فهل سيكون المواطن مستعدا ً لدفع تكلفة أعلى لتشغيل عمال البناء والسائقين والمربيات والطباخين‬
‫وعمال النظافة؟ أما فيما يتعلق بارتفاع أسعار النفط‪ ،‬فإنه قد يسبب الشلل أو التراجع إذا لم تكن الحكومات قد مأسست‬
‫بعد هياكل الحوكمة الضرورية لتنفيذ اإلصالحات‪.‬‬
‫يتعين على الحكومات الساعية إلى ترشيد استخدام الوقود ضمان أن برامج رفع األسعار‬
‫تدريجياً تترافق مع تدعيم المساندة المؤسسية والتشريعية لكفاءة الطاقة‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالقبول السياسي‪ ،‬أشار البعض في المنطقة إلى أن األزمات الراهنة في العراق وسوريا واليمن تر ِّجح شعور‬
‫المواطن الخليجي باالمتنان لما ينعم به من أمان‪ ،‬وسيقبل راضياً ببعض التكاليف اإلضافية‪ ،‬ذلك على عكس الرأي الزاعم‬
‫بأن تفاقم االضطراب في عموم الشرق األوسط معناه زيادة الحساسية السياسية الداخلية تجاه اإلصالحات‪ .‬ولكن‪ ،‬يجب‬
‫في المستقبل أن يترافق إصالح األسعار مع الخوض بشكل أعمق في عملية اإلصالحات بشكل عام‪ ،‬مع ما يرافق ذلك من‬
‫احتماالت فرض ضرائب على الوقود والغذاء‪ .‬واألسئلة الرئيسية التي تتوجب معالجتها هي‪( :‬أ) هل يمكن تقديم تعويض‬
‫كاف ألفقر فئات المجتمع‪ ،‬وخاصة في السعودية والبحرين وعمان‪ ،‬إذا أثرت اإلصالحات سلباً على مستويات الدخل؟ وتجري‬
‫الوزارات في البحرين والسعودية اختبارا ً لآلليات الالزمة لتحويل قيمة اإلعانات مباشرة إلى المواطنين‪ ،‬حيث تشير االستجابة‬
‫لفواتير المياه في السعودية إلى أنه من األفضل بدء هذه العملية قبل إصالح التعرفة‪( .‬ب) هل يمكن إظهار أن أثرى شرائح‬
‫المجتمع والقطاع الصناعي تتحمل نصيبها العادل من «الضربة»‪ ،‬لكي ينظر إلى اإلصالحات على أنها تزيد المساواة في‬
‫البلد وليس العكس؟ (ج) هل يمكن خفض التكاليف التشغيلية على المدى الطويل والمساهمة في تحقيق أهداف التنويع‬
‫االقتصادي من خالل تسخير الفرص المترتبة على زيادة أسعار الموارد من أجل تطوير قطاعات اقتصادية جديدة وتعزيز‬
‫االستثمار في ميادين مثل كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة؟ تكشف المقارنة بين فواتير الكهرباء أن اإلمكانية متوفرة لتطوير‬
‫قطاع اقتصادي جديد إذا حظي بالمساندة وخضع للتنظيم السليم‪.‬‬

‫[ ‏ ‏‏ شركة جدوى لالستثمار (‪ ،)2016‬تقرير التضخم‪ :‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪( http://www.jadwa.com/ar/download/inflation-report-january-2016-arabic/research-11-4-2-2-1-4-1-2-1-1 ،2016‬االطالع‬
‫بتاريخ‪ 27 :‬فبراير‪/‬شباط ‪.)2016‬‬
‫[ ‏ ‏‏ ‪( Trade Arabia News Service online (2015), 'Subsidies cut to hit low-income expats', 10 April 2015‬خفض اإلعانات المالية سوف يلحق الضرر بالعمالة الوافدة منخفضة الدخل)‪http://the-mea. ،‬‬
‫‪( co.uk/news/subsidies-cut-hit-low-income-expats-bahrain‬االطالع بتاريخ‪ 19 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪.)2016‬‬

‫‪ | 24‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫يتعلق السؤال األخير بمصلحة دول مجلس التعاون الخليجي في حفظ وحماية النفط والغاز‪ :‬ففي حين أن زيادة األسعار‬
‫مؤخرا ً ستساعد على خفض فواتير الدعم الحكومي‪ ،‬فإنها على األرجح لن تؤثر كثيرا ً في مستوى نمو الطلب على الوقود‪ ،‬نظرا ً‬
‫لمعدالت «تكلفة الطاقة إلى الدخل» في المرحلة الراهنة‪ .‬ولهذا‪ ،‬يقتضي ترشيد استخدام الوقود أن تعمل الحكومات على‬
‫ضمان ارتفاق خطط التدرج في زيادة األسعار بمساندة مؤسسية وتشريعية قوية لجهود االرتقاء بكفاءة الطاقة‪ .‬والطريقة‬
‫التي يتم بها تطويع هذا النهج المزدوج بغرض إفادة قطاع األعمال ت ُع ّد مسألة مهمة‪ ،‬وخاصة بالنسبة ألجندات النمو األخضر‬
‫حول العالم‪ ،‬ومن هنا فإن التطورات في هذه المنطقة‪ ،‬التي تتميز ببعض من أعلى مستويات كثافة الكربون للفرد الواحد في‬
‫العالم‪ ،‬تستحق المتابعة‪.‬‬

‫‪ | 25‬تشاتام هاوس‬
‫إصالح أسعار الوقود والغذاء وخدمات املرافق العامة يف دول مجلس التعاون الخليجي‪ :‬جرس تنبيه لقطاع األعامل‬

‫نبذة عن المؤلفة‬
‫غاليدا الن‪ ،‬زميلة باحثة في إدارة الطاقة والبيئة والموارد‪ ،‬في تشاتام هاوس‪.‬‬

‫شكر وتقدير‬
‫استفاد هذا البحث من النقاش مع عدد كبير من األفراد في دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬وكذلك ورش العمل المنعقدة‬
‫في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية ومعهد مصدر‪ ،‬والبحوث التي أجريت أثناء العمل كزميل زائر في مركز‬
‫الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية بالمملكة العربية السعودية خالل شهر يناير‪/‬كانون الثاني عام ‪ .2015‬وأود‪ ،‬على‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬التوجه بالشكر إلى الدكتور ماجد المنيف‪ ،‬وبروس سميث‪ ،‬والدكتور علي الطخيس‪ ،‬ومايك وود‪ ،‬على تخصيص‬
‫قسم من وقتهم الثمين لالجتماعات واالتصاالت المتعلقة بهذا البحث‪ ،‬والدكتور أنيس العزوني‪ ،‬وديفيد باتر‪ ،‬والمهندس‪/‬‬
‫حسين مكي لتقديمهم المشورة الخبيرة‪ .‬وأتوجه بالشكر على المالحظات والتوجيهات المتبصرة من عديد المراجعين‬
‫المختصين‪ ،‬وإلى زميالي روب بيلي وبول ستيفنز‪ .‬وأخص بالشكر بشرى المسكري لمساعدتها المتفانية في البحوث ولخبرتها‬
‫المتخصصة في مجال تعرفة المرافق العامة خالل صيف عام ‪ ،2015‬وإلى فيليب أنغليدس لعمله السابق معي في دراسة‬
‫فوترة المرافق العامة‪ ،‬وإلى تينا مارشان لمساعدتها في تحديث هذا العمل‪ ،‬وإلى إلهام حسن للمعلومات عن إيران‪ .‬وأتوجه‬
‫كذلك بالشكر إلى مايك تسانغ الذي أسهم بالتحرير‪ .‬وتتحمل المؤلفة المسؤولية عن كل سهو وخطأ‪ .‬وأخيرا ً وليس آخرا ً‪،‬‬
‫أسجل امتناني لصندوق البرنامج الثنائي بين وزارة الخارجية والكومنولث البريطانية والوزارة البريطانية للطاقة وتغير المناخ‪،‬‬
‫ومؤسسة مافا (‪ )MAVA‬على دعم هذا البحث ونشره‪.‬‬

‫‪ | 26‬تشاتام هاوس‬
‫التفكير المستقل منذ عام ‪1920‬‬

‫تشاتام هاوس‪ ،‬المعهد الملكي للشؤون الدولية‪ ،‬معهد مستقل مختص بالسياسات مقره في لندن‪ .‬مهمتنا هي المساهمة في بناء‬
‫عالم آمن ومزدهر وعادل على الدوام‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‪ .‬ال يجوز استنساخ أي جزء من هذا التقرير أو نقله بأي شكل أو بأي وسيلة‪ ،‬سواء أكانت إلكترونية أم‬
‫ميكانيكية‪ ،‬بما في ذلك النسخ الضوئي أو التسجيل أو أي نظام لتخزين المعلومات أو استعادتها‪ ،‬دون الحصول على إذن كتابي‬
‫مسبق من مالك حقوق النشر‪ .‬يرجى توجيه جميع االستفسارات إلى الناشر‪.‬‬

‫معهد تشاتام هاوس ال يعبر عن آرائه الذاتية‪ ،‬واآلراء الواردة في هذا التقرير هي على مسؤولية المؤلف‪.‬‬

‫حقوق التأليف والنشر © المعهد الملكي للشؤون الدولية‪2016 ،‬‬


‫الترجمة العربية‪ :‬أشرف إبراهيم‬
‫جميع حقوق استخدام الترجمة العربية محفوظة للمترجم‪.‬‬
‫صف الحروف وإنتاج النسخة العربية‪ :‬أشرف إبراهيم ‪ArabicGlobe.com -‬‬
‫صورة الغالف‪ :‬رجل سعودي يمر بجوار مضخة في محطة وقود بمدينة جدة‪.‬‬
‫الحقوق محفوظة لعامر الهالبي‪/‬إيه إف بي‪/‬غيتي‬
‫‪ISBN 978 1 78413 170 8‬‬
‫طبع هذا التقرير على الورق المعاد تدويره‪.‬‬

‫المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)‬


‫‪Chatham House‬‬
‫‪10 St James's Square, London SW1Y 4LE, UK‬‬
‫هاتف‪ +44 (0) 20 7957 5700 :‬فاكس‪+44 (0) 20 7957 5710 :‬‬
‫‪www.chathamhouse.org contact@chathamhouse.org‬‬
‫رقم تسجيل الجمعية الخيرية‪208223 :‬‬

You might also like