Professional Documents
Culture Documents
الطبونيميا الأمازيغية نماذج من أسماء الاماكن
الطبونيميا الأمازيغية نماذج من أسماء الاماكن
1
تحت مبدأ اإلكراه حتى يترك إرثا ماديا ملموسا .و يسعى بذلك إلى تخريب
كل المأثر المادية و المعنوية.
ومن بين الموروث الثقافي اللذي يتعرض للتحريف و التزوير أسماء
األماكن ،التي تعد رأسماال رمزيا زاخر بحمولة ثقافية و تاريخية و
انثربولوجية ،و ضلت اللغة الواصفة والمعبرة لهذا البعد في مختلف تجلياته
وعلى هذا األساس فإن الطبونيميا هي تفاعل اإلنسان مع الفضاء عبر اللغة
بوصفها جسرا ،لهذا كان من الطبيعي ان تستمد هذه األماكن من أودية
وجبال وهضاب وقرى ومدن معانيها من اللغة األم التي نطقها اإلنسان هنا
منذ قرون وهي اللغة األمازيغية اللغة األولى لشمال أفريقيا .إال أنه بسبب
سياسة التعريب الممنهجة في المنطقة تغيرت أسماء كثيرة فقد أصبحت
ثيطاوين تطوان و ثيوجدا وجدة و امور ن واكوش مراكش و اشاون
شفشاون ،...وفي هذا الصدد البد لنا من التعريف بالمجال الجغرافي اللذي
ستتم دراسته في هذا البحث وهي قبيلة ثمسمان.
تقع ثمسمان في الشمال الشرقي للمغرب وهي قبيلة مترامية األطراف تابعة
إداريا إلقليم الدريوش بعدما كانت تابعة إلقليم الناظور سابقا ،3يحدها من
الشمال البحر األبيض المتوسط ومن الجنوب قبيلتي ايث توزين
وثفارسيث ،ومن الشرق قبيلتي ايث وريسش وايت سعيد ومن الغرب قبيلة
ايث ورياغل ، 4وهي أكبر القبائل الريفية وتتميز بالعديد من الشواطئ
الخالبة ،وتنقسم إلى قرى وبلدات متنوعة التضاريس ،منها مناطق جبلية
كأيث بويعقوب و ادهار ابران وهضاب كبلدة كرونة وايث مرغنين
وثقسفت ،ومناطق منخفضة كمعمران وبودينار المركز اإلداري للمنطقة،
وهناك المناطق الساحلية المطلة على ضفاف البحر األبيض المتوسط
كإشنيون و أزغار ،فالمنطقة تقع في موقع استراتيجي مهم فهي بوابة بين
إفريقيا واروبا لكن لم يتم استغاللها بالشكل المناسب.
2
أما في الجانب التاريخي للمنطقة فقبيلة ثمسمان تعود إلى أقدم العصور
التاريخية في المغرب ،وذلك من خالل الموقع االركيولجي الفينيقي اللذي
يعود إلى القرنين الخامس والسادس قبل الميالد ،بهذا تكون ثمسمان قد
عرفت استيطان بشري يعود إلى الزمن الغابر .و مع انتشار اإلسالم عرفت
ثمسمان أول إمارة إسالمية في شمال إفريقيا سنة 91هجرية وهي إمارة
بنو صالح أو إمارة النكور ،وقد عرفت المنطقة العديد من المحطات
التاريخية فهي من احتضنت المقاومة الريفية في عهد الشهيد محمد بن عبد
الكريم الخطابي ،ومن أهم المعارك التي حدثت في المنطقة موقعة ادهار
ابران وسيدي دريس و إغريبن وصوال إلى الهزيمة التاريخية لإلسبان في
معركة انوال يوم 1يوليوز .1921وتتميز المنطقة كذلك بوجود العديد
من المأثر التاريخية لعل أهمها محكمة محمد بن عبد الكريم الخطابي
والعديد من األضرحة أهمها ضريح "سيدي محمد حمامة" اللذي يعد من
أبرز علماء المنطقة في القرن الثامن عشر ،وايضا العديد من األبنية
والجسور التي تعود إلى عهد االستعمار اإلسباني .أما من الناحية
االقتصادية فثمسمان ليس لها مداخالقتصادية كثيرة فال مصانع وال معامل
واقتصادها يرتكز باألساس على النشاط الفالحي والصيد البحري بشكل
أقل وذلك بسبب قلة البنية التحتية بالرغم من توفرها على شريط ساحلي
مهم أما أهم مداخيل المنطقة فتأتي من التحويالت المالية ألبنائها من خارج
الوطن كباقي مناطق الريف.5
بالرغم من كل ما قدمته المنطقة من شهداء في سبيل االنعتاق والتحرر إال
أنها شهدت غياب االنتاجات األدبية و الفكرية والتوثيق لتراثها الشفوي
اللذي يسير نحو االندثار ،فاألبحاث حول المنطقة في مختلف المجاالت
اللغوية والفكرية واألدبية معدودة على رؤوس األصابع ،وهي أبحاث قام
بها إما مهتمين بالمنطقة او طلبة جامعيين ،أما الكتب فهي منعدمة حول
المنطقة اللهم بعض اإلشارات إليهافي بعض الكتب ،ككتاب دافيد هارت
3
المعنون بأيث ورياغل قبيلة من الريف المغربي و كتاب المغرب المجهول
الجزء األول إكتشاف الريف للكاتب اوغيست موراليس.
ونظرا لما سبق ذكره أي غياب االنتاجات األدبية حول المنطقة توجهنا
نحو اختيار االشتغال على هذا البحث المعنون ب(الطبونيميا األمازيغية:
نماذج من أسماء األماكن بثمسمان ) وتعد البحوث حول هذا الموضوع
منعدمة فقط بعض المقاالت القليلة التي نشرت على المواقع اإللكترونية.
4
الفصل األول:اإلطارالنظري لموضوع الطبونيميا
سنقوم في هذا الفصل باإلحاطة بموضوع الطبونيميا وتقديم تعريفات
وأقوال لمختلف المساهمين و األساتذة في هذا الحقل العلمي،ومن ثم
سنتطرق إلى أهمية وادوار هذا العلم اللذي هو جزء هام من العلوم اإلنسانية
بشكل عام واللسانيات بشكل خاص ،وسنشير إلى األبعاد المرتبطة بهذا
العلم .في البداية سنورد تعاريف وأقول قدمها بعض الباحثين و األساتذة
لعلم الطبونيميا.
يقول األستاذ محمد بركة أن "الطبونيميا ال تستمد فوتهامن الدراسات
اللسانية فقط ،بل أيضا من البحث التاريخي و االركيولجي ،فإن كانت
الطبونيميا حسب البعض أداة لسنية تنير بعض الجوانب المعتمة من
النصوص المصدرية التي هي أساس األبحاث التاريخية و األثرية ،فإنها
أيضا أداة تاريخية و أثرية تفيد البحث اللسني في تحديد مضامين أسماء
األماكن و رسم مبيان التطور اللذي لحق اإلنسان المتحدث به و تحديد
صيغ كتابتها و نقلها".6
فيما يرى االستاذ كمال سعيد أن "الطبونيميا تلعب دورا مهما لدى الشعوب
التي تبحث عن تاريخها،باعتباره عنصرا من العناصر التي تساعد في
الحفاظ على الذاكرة الجماعيةو إغنائها وبناء هويتها الثقافية وتساهم في
الكشف عن عمق اللغات المندثرة أو في طور االندثار ،وهذا المفهوم يترجم
أصل البلد وهويته و اللذي من خالله نستطيع كشف خصائص و مميزات
الشعوب".7
ويعتبر االستاذ أحمد الهاشمي أن "أسماء األماكن في أي مجال جغرافيقرأة
لمشده اللغوي وتطور بنياته اللغوية عبر التاريخ ،وتكشف دراسة أسماء
االعالم المكانية المغربية عن أن اللغة األمازيغية هي أسس وضع االعالم،
و أن لغات أخرى كاللغة العربية تفاعلت معها األمازيغية و قد تأثرت بها
)6محمد بركةوآخرون ،الطبونيميا بالغرب اإلسالمي او ضبط األعالم الجغرافية،مقدمات في المنهج والعالئق ،منشورات إفريقيا الشرق،2012 ،
ص2
7 )said Kamal, signification des des toponymes de la région Meknès tafilalet journal twiza N59 Mars 2002
5
وأثرت فيها ،لذا فإن المهتم بالمصطلح الجغرافي في طبونيما المنطقة
يحتاج إلى اإللمام بما يقتضي هذا الوضع اللغوي من مقتضيات لسانية".8
وحسب حسين رشيد فإن "األسماء الموقعية هي إحدى مقومات الحياة
للشعوب ،حيث تزخر بها وسائل اإلعالم والكتب المدرسية والبيانات
السياسية و الخرائط والنصوص القانونية و دالئل الهاتف ،...ومن الواجهة
التراثية يجدر القول بأنها ال تقل أهمية عن مدلوالتها التيتنصهر معها،
9
سواء كانت عناصر بيئية و آثار بشرية مرئية أو شفوية".
فيما يرى الباحث محمد أيث بود أن "األعالم الجغرافية تلعب دورا أساسيا
في الحفاظ على الشخصية الثقافية للمجموعة البشرية التي تقطن مجاال
جغرافيا معينا ،ذلك نظرا لكونها تختزل الذاكرة الجماعية و التاريخ
المشترك للمجموعة البشرية ،فاألعالم الجغرافية من حيث كونها تمتح من
لغة و ثقافة الشعب المعني ،فإنها تمكن هذا األخير من الحفاظ على
شخصيته في إطار التنوع اللذي هو سنة من سنن الحياة ،وأي تحريف لها
سواء كان مقصود أو غير مقصود فإنهسيؤثر على كينونة المجموعة
البشرية ومستقبلها".10
ويقول الباحث جعفر الخابوري أن "هناك أسباب عديدة يتداخل فيها ما هو
سياسي و ديني وتاريخي و عاطفي وغيرها التي تحدد إختيار تسميات دون
غيرها لألماكن ،و أن أسماء األماكن يلحقها الكثير من التغييرات في فترات
11
زمنية وأنها قد تندثر بعد رحيل أصحابها".
فيما يعرف عبد القادر السالمي "الطبونيميا أنها ذاكرة جماعية في صورة
ناطقة ،ومن ثم يصبح مجال بحثها نافذة أساسية على المجتمع بمختلف
12
تجلياته اللغوية و السياسية والحضارية".
(8احمد الهاشمي ،مدخل لدراسة المصطلح الجغرافيفي طبونيما الجنوب المغربي ،المصطلحات الجغرافية لألمازيغية ،تنسيق حسن رامو ،الجزء
الثالث ،منشورات إركم ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،2011ص2.
(9رشيد الحسين ،وشم الذاكرة معالم امازيغية في الثقافة الوطنية ،مطابع امبلاير ،الرباط ، 2002ص 14 _11
(10محمد أيث بود ،األعالم الجغرافية بالمغرب :األمازيغية نموذجا ،الموقع اإللكتروني www.azilal24.com
(11جعفر الخابوري ،األماكن ودالالت التسمية ،الموقع اإللكتروني ،www.udgfue.ba7r.org
)12عبد القادر السالمي ،األندلس في عصر الطوائف عرض طبونيمي لألعالم و المدن مجلة الوحدات للبحوث والدراسات العدد 2012 16
ص 240
6
إن هذه التعاريف رغم آختالفها ظاهرا ،إال أنها تلتقي وتتفق في جانب مهم
وهو حداثة هذا العلم و أهميته في فهم هويات الشعوب في كل أبعاده اللغوية
والتاريخية واالتثربولجية .ويمكن القول أيضا بأن الطبونيميا هي أداة
تاريخية و أثرية تفيد الباحث اللسني و تساعد في فهم خصوصيات الشعوب
و إشكالتها وتفاعلها داخل محيطها.
و إرتباطا بما سبق سنحاول شرح بعض المصطلحات التى لها عالقة
بموضوع إشتغالنا لنتمكن من فهم معانيها و داللتها.
أنومستيك : Onomastiqueجزء من علم اللسانيات يقوم بدراسة أصل
األسماء و األعالم وينقسم هذا العلم لعدة فروع.
الطبونيميا : Toponomieعلم يهتم بدراسة أصل أسماء األماكن و
عالقتهما مع اللغات المحلية أو االجنبية أو المختفية.
هيدرونيميا : hydronymieعلم يهتم بدراسة األسماء التي ها عالقة
بالماء.
أودينيميا : Odonymieعلم يهتم بدراسة المسالك والطرق.
أورونيميا : Oronymieعلم يهتم بدراسة أسماء الجبال و المرتفعات.
من خالل هذه المفاهيم نستنتج أن علم الطبونيميا علم ذو تفرعات
متعددة،يبحث في مجاالت مختلفة كمعاني ودالالت األماكن ،وكذالك
الجانب الطبيعي الجغرافي المتعلق بالتضاريس والمرتفعات والمسالك
الطرقية
7
-لماذا البحث في موضوع الطبونيميا؟ وما اإلضافات التى سيقدمها لنا
البحث؟
-ما هي األدوار التى و جد من أجلها هذا العلم؟
-وماهي األبعاد المرتبطة بعلم الطبونيميا؟
-وماهوالوضع الطبونومي المغربي بشكل عام؟
-و ماهي مساهمة الدارسين و الباحثين المغاربة في علم الطبونيميا؟
8
البحث في موضوع الطبونيميا و اإلضافات التي يقدمها
إن مجموعة من العناصر الثقافية والحضارية تشكل جوانب مهمة تنفرد
بها ثقافات الشعوب ،مما يعطي لها تمييزا عن الحضارات و الثقافات
األخرى والثقافة األمازيغية من هذه الثقافات التى حافضت على
إستمراريتها ،و إستطاعت البقاء والتفاعل مع كل الحضارات الوافدة إليها
و قد ترك اإلنسان األمازيغي أسماء أعالم وأماكن في هذا المجال الجغرافي
اللذي عاش فيه .وتعد أسماء األماكن حاملة لثقافة ذات دالالت لغوية و
سوسيو ثقافية و إتثروبولجية .إن البحث في موضوع الطبونيميا هو بحث
في ثقافة ضلت شفوية منذ زمن بعيد وهي معرضة لإلندثار والضياع ،ألن
ال ثقافة الشفوية تعتمد على الذاكرة بشكل أساسي لتنتقل من جيل ألخر ،و
بالتالي قد تتعرض للزيادة أو النقصان لهذا يجب األسراع في صون هذا
الجزء المهم من ثقاقتنا عبر الجرد و التدوين.
ومن اإلضافات التي يقدمها البحث في علم الطبونيميا يتجلى في النبش عن
الحضارات والثقافات التى تتعرض للنسيان ،والتعرف على هذا الجزء و
الجانب المهم اللذي تفاعل فيه اإلنسان مع محيطه وقديما قال
إبن خلدون إن اإلنسان إبن بيئته وضل اإلنسان األمازيغي يطلق صفات
وتسميات على كل شبر من أرضه ،وهذا ما يعبر عن مدى تجذره و إنتمائه
الهوياتي .وأيضا يساهم علم الطبونيميا في الكشف عن المصطلحات
المنقرضة أو القليلة التداول و محاولة الوصول إلى معانيها.
9
أهمية و أدوار دراسة أسماء األماكن
مما الشك فيه أن أسماء االماكن لم تضع إعتباطيا بل وضعت عن
قصدمنطرف شخص أو جماعة معينة للتعريف بإسم المكانوتميبزه و
إطالق التسميات على األماكن يساهم فيه نمط العيش واللغة المتداولة بشكل
أساسي وهذا ما يؤكده األستاذ الحسين رشيد بقوله "األعالم الجغرافية
مضهر من مظاهر إحتفاظ األمة بمقومتها ورمز من رموز هويتها " 13
وتختلف أسماء األماكن في القرى والمدن بشكل واضح فغالبية األسماء
ساهمت الذاكرة الجماعية في تشكلها و تسميتها إال أن اإلختالف يكمن في
طبيعة األسم فكلما كان لمكان كبير كلما كان إنتشاره أكبر و عندما يكون
لمكان صغير يكون إنتشاره محدودا ويمكن اإلشارة ايضا إلى أن إسم
المكان قد يجعلك تكشف مجموعة من المعلومات التي قد ال تكون في
المصادر أو المراجع المكتوبة مما قد يفتح مجاال للباحث
من أجل شق طريق البحث والدراسة ألنه بمثابة توقيع لألحداث والوقائع
التاريخية " ،وهي أيضا إنفتاح على قضايا قديمة برؤيا جديدة تكون فيه
األولية لإلسم و أصله ضبطا ودراسة وتفسيرا" .14وفي هذا اإلطار يمكن
أن نصادف مجموعة من أسماء األماكن لكن معانيها و داللتها تضل غير
معروفة ،إما ألن اإلسم قديم وفقد معناه بسبب ضاهرة الشفهية و ينقرض
معنى المصطلح ،وإما نتيجة فقدان المكان ألدواره اإلجتماعية والثقافية
التى يلعبها .بهذا نستنتج أنه قد يكون هناك بعض أسماء األماكن متداولة
لكنها مجهولة المعنى.15
مما سبق ذكره نقول أن أسماء األماكن تلعب أهمية بالغة في البحث العلمي،
فدراستها قد يؤدي إلى فهم مضاهر الحياة ونمط التفكير وطبيعة العالقات
10
اإلجتماعية داخل المجتمع المدروس ،كما تساهم في الحفاظ على مفردات
لغوية وتسليط الضوء على أجزاء من تاريخ المنطقة كون بعض األسماء
ترتبط بأحداث تاريخية
األبعاد المرتبطة بعلم الطبونيميا
أ.البعد التاريخي
يضهر البعد التاريخي إلسم مكان ما من خالل األحداث و الوقائع التي
حدثت فيه و ساهمت في بقاء هذا اإلسم حيا و إنتشاره ،فكم من إسم مكان
يكون صغيرا لكن بفعل األحداث و الوقائع التاريخية يصبح منتشرا في كل
مكان ،و نأخذ مثالين من المنطقة التى نشتغل عليها وهي قبيلة ثمسمان،
المثال األول أنوال فهي مجرد قرية صغيرة إال أنه إسمها إنتشر بشكل
واسع ،بفضل معركة أنوال الشهيرة التي قادها محمد بن عبد الكريم
الخطابي سنة 1921ضد اإلستعمار اإلسباني ،فبفضل هذه المعركة
التاريخية التي هزم فيها اإلسبان أصبحت أنوال معروفة بسبب توثيق تاريخ
المعركة في المصادر و المراجيع التاريخية ،والمثال الثاني أدهار أبران
فهو فقط عبارة عن جبل صغير لم يكن معروفا إال عند سكان المناطق
المجاورة،إال أنه إشتهر أيضا بفضل المعركة التي وقعت فيه بين اإلسبان
و الريفيين بقيادة الشهيد عمار التمسماني في نفس سنة معركة أنوال" ،إذا
فاإلعتماد على علم دراسة األماكن لفهم التاريخ خطوة تأتي بنتائج مهمة
فال يمكن أن تتصور تاريخا دون مكان ،مما يعني أن السعي للتعرف على
أسماء األماكن عملية قد تسهل من فهم التاريخ".16
إذا فالبعد التاريخي يكون حاضرا بشكل قوي في إسم المكان بفضل
األحداث والوقائع التي شهدها هذا المكان ،بل و أنه أحيانا قد يكون السبب
الرئيسي في تسميته
11
الجغرافي البعد
يتجلى هذا البعد في تسمية األماكن وفي طبيعة األشكال الموجودة في
الوسط الطبيعي للمنطقة المدروسة ،كا األنهار و نوعية الجبال و كذلك
نوعية التربة الموجودة في األراضي وأيضا نوع األشجار و النباتات
المنتشرة في المكان المدروس ...إلخ ،و تختلف طبيعة التسمية من مكان
ألخر ومن مساحة ألخرى وذلك بسبب طبيعة األشكال الخارجية المتميزة.
إذا اإلهتمام بأسماء األماكن في البعد الجغرافي هو إهتمام بأسماء أماكن
تفصح عن شكلها الطبوغرافي و غطائها النباتي و نشاطها الفالحي و
17
مجاريها المائية و مظهرها الجغرافي.
فالعديد من أسماء األماكن أصبحت معروفة بفضل شكلها الجغرافي ،وكم
من أسماء أعالم لمساحات أرضية تغيرت بفعل تغير أسماء مالكها فإسم
المكان في تغير مستمر بفعل تغير األدوار األجتماعية والثقافية التي يلعبها.
البعد اللغوي
تعد اللغة األمازيغية اللغة األصلية لساكنة شمال إفريقيا ،فعبرها أبدعو
ثقافة حافلة باإلنتاجات فككل اللغات تعد األمازيغية الوسيلة التي بفعلها
راكم الشعب األمازيغي مجموعة من اإلنتاجات الالمادية عبر التاريخ
إن إ تقان اللغة المنتمية للمجال المدروس امر ضروري لفك شفرة أسماء
األماكن وفهم معانيها وإدراك داللتها ،ويجب إتقان اللغة من مختلف
جوانبها للتمكن من تحليل ودراسة أسماء األماكن ،وهذا ما يقوله األستاذ
محند الركيك " :ال أحد ينكر أهمية اللغة المرتبطة بالمكان و الزمان فهي
18
والجغرافياداخاللتاريخ اإلنسان بين الرابط الجسر
ولكن قد تشكل اللغة عائقا إذ تعرضت لمحاولة التبديل او التحريف لإلسم
المقصود وهو ما وقع للكثير من أسماء األماكن المغربية ،إذ تم تعريبها
17محمد بركة وآخرون من .س ص 19
18محند الركبك .دالالت ومعاني اسماء بعض مناطق غياتة ضمن كتاب تازة ومحيطها الموارد الترابية وأفاق التنمية المستدامة،اعمال ندوة
تنسيق وتقديم عبد الواحد بوبرية وابراهيم عمري منشورات ماريا 2013ص 84
12
ويقول االستاذ محمد زاهد أنه إذ "كانت عدة عوامل اقتصادية وسياسية
وتاريخية تحدد وضعية لغة ما ،فإن وضعية اللغة األمازيغية بالنسبة
لموضوع البحث إحدى مقومات عناصر الدراسات اإلجتماعية و االنسانية
التي تهتم بما يتعلق بموضوع البحث التاريخي رغم ما تعرضت له معالم
19
األمازيغة" الهوية
و باإلضافة لألمازيغية يجب التسلح أيضا باللغات الوافدة على شمال أفريقيا
والتي أثرت في تسمية األماكن كونها استقرت لمئات السنوات في المنطقة،
إذ يقول محمد زاهد :أن شمال أفريقيا بالد المثقافة بإمتياز تتعايش فيه إلى
اليوم لغتين األمازيغية و العربية ،ويمكننا أن نزيد اللغة اإلسبانية كونها
أثرت بشكل كبير على أسماء األماكن في الريف بشكل عام.
الوضع الطبونومي المغربي
يعرف األستاذ لحسن امقران الوضع الطبونيمي المغربي ويقول":الشك أن
الطوبونيميا في جوهرها علم محايد ،إال أن دورها األساس في بناء
الشخصية وحفظ الذاكرة الجماعية جعلها تتأدلج إلى درجة أصبحت معها
أداة للهيمنة الفكرية ،فهي ال تخلو من التغليف اإلديولوجي حينا والتأويل
السياسي ذي البعد اإلستراتيجي أحيانا أخرى .لقد كانت األعالم المغربية
بشتى تالوينها موسومة بوسام أمازيغي منذ فجر التاريخ ،وهو ما تدل عليه
األبحاث األركيولوجية واألنتروبولوجية في هذا الصدد ،إال أن توافد
حضارات وأمم عديدة على المغرب بفعل موقعه اإلستراتيجي جعل كل
حضارة وافدة تعمل جاهدة في وسم األعالم المغربية بوسامها ،وهنا يجب
أال ننكر الدور الفعال الذي لعبه األمازيغ أنفسهم في تشويه موروثهم
واحتقاره ،حيث وعبر التاريخ ،ظل األمازيغ أوفياء النبهارهم بالوافد من
الثقافات واللغات ،فأبدعوا في تطويرها واجتهدوا في تبنّيها ،إلى درجة
تجاهل وإهمال لغتهم وثقافتهم ،مما ولّد نظرة دونية إلى كل ما يعود إليهم
في مقابل تبجيل ما يعود لغيرهم من الشرق والغرب.
19محمد زاهد ،الطبونيميا األمازيغية من خالل بعض المصادر التاريخية ،جريدة ثويزا عدد 139نونبر 2008
13
ال شك أن من يتفحص أسماء المدن والقرى والقبائل والجبال والمجاري
المائية يجدها وقد طالها الكثير من التحريف والطمس ،وهنا قد يكون
الطمس كليا حيث تم:
نسب أماكن إلى أولياء وصالحين من دفناء هذه المواقع ،ومثال ذلك سيدي
بنور ،سيدي اسماعيل ،سيدي يحيى ،موالي بوسلهام ،سيدي حرازم…
تبركية أو تكريمية ،ومن ذلك الرشيدية،
كما تمت تسمية أماكن بأسماء ّ
المحمدية ،الوليدية ،المهدية ،اليويفسفية،
تعرضت أسماؤها إلى التعريب بشكل تام كما هو
إلى جانب ذلك نجد أماكن ّ
الحال في مدينة القنيطرة ،الجديدة ،الصويرة ،نهر أم الربيع…
من جهة أخرى قد يكون التحريف جزئيا حيث:
يتعرض االسم إلى ترجمة نصفية ومن ذلك كلتة زمور ،بئر انزران ،واد
زم ،عين تاوجضات ،عين نزار،عين أسردون ،قلعة السراغنة ،قلعة
مكونة…
كما قد نجد بعض التحريف الفاضح حينما نجد المعنى يتكرر من قبيل عين
غبيلة ،عين أغبال ،عين غبولة…
كما أن التحريف قد يطال التركيب الصرفي ومن ذلك كزناية ،مكونة،
ز ّكوطة ،شيشاوة ،زواغة…
تعوض ببني
في أحوال أخرى نجد أن التحريف قد يطال لفظة “أيت” التي ّ
(للقبائل األمازيغية) أو أوالد أو ذوي (للقبائل العربية) ومن ذلك بني مالل،
بني شيكر ،بني يزناسن ،أوالد تدرارين ،أوالد ملول ،بني كدور…
من جهة أخرى قد نجد أسماء أخرى يطالها التأويل المغرض ،ومن ذلك
الريف ،الريش،طنجة ،فاس ،أصيلة ،وليلي وآسفي…
14
كل هذه األشكال التحريفية ال تنفي احتفاظ مدن وقرى مغربية بأصالتها
األمازيغية ومن ذلك أكادير ،تاوريرت ،أزرو ،تافوغالت ،أكلموس
وإفران…
في األخير نجد أن مناطق أخرى يتم االستغناء فيها عن اسمها الحقيقي في
مقابل حملها السم يوم سوقها األسبوعي ،ومن ذلك:
سوق الربع ،سوق الخميس ......
كلها إذا أمثلة من صميم ما شهدته الطوبونيميا المغربية من أشكال التحريف
والتزوير والتشويه ،والذي ال يقل خطورة من التجليات األخرى لمسح
20
هوية المغرب وجعلها تستجيب لنزوات أكل عليها الدهر وشرب"
مساهمة الدارسين المغاربة في ميدان الطبونيميا
ظهر هذا العلم في شمال افريقيا عامة وبالمغرب خاصة ،تزامنا مع دخول
اإلستعمار ،لذلك فمن البديهي أن يكون معظم الدارسين لهذا الجانب هم
أجانب ،من بينهم نجد الدارس الفرانكفوني إميل الوس تصاحب "كلمات و
أشياء بربرية"21عمل فيه على جمع مجموعة من األسماء حسب دااللتها
صنفها حسبا الستعماالت اليومية للسكان ،وبالتالي مقارنتها بمثيلتها في
مختلف المناطق ،ليقوم بعد ذلك بدراسة الحياة السكانية انطالقا من لهجات
هؤالء السكان ،فرغما إلنتقادات التي يمكن أن توجه لمثل هذه األعمال ،إال
أنها تبقى من بين المراجع المهمة للباحثين في هذا الميدان بشكل خاص
وللباحثين في فترة ا إلستعمار .
اما عن مساهة المغاربة في مجال االماكنية ،المالحظ أن هذا الحقل ظل
مهمل حتى العقود اآلخيرة ،تنقسم هذه المحاوالت إلىقسمين.
الباحثين في التاريخ :فقد قاموا بتحقيق بعض المصادرالتاريخية،
كاألستاذ أحمد التوفيق،على صدقي أزايكو،فغالبا مايرفقان كتابتهما
بهوامش وشروح لمعان أسماء األماكن واألعالم ،كذا كتابات المختار
20لحسن أمقران ،المواقعية المغربية أو الهوية األمازيغية التي ال تبلى،الموقع اإللكتروني www.amadalamazigh.press.ma
21Emile LAOUST : "mots et choses berbères 1920 édition challamel "Pris".
15
السوس ،حيث عمل على تعريب بعض األماكن خصوصا في كتاباته حول
جزولة
محاولة الباحثين في الجغرافيا :وعلى رأسهم أحمد الغرباوي في أطروحته
22اعتمد فيها على األماكنية للتمييز بين مختلف مراحل التعمير في
طنجة ،كما أن األستاذ نبيل لحسن من خالل مقاله المنشور بمجلة كلية
األدب بتطوان ،حاول شرح بعض أسماء األماكن ذات المدلول الجغرافي
بمنطقة األطلس المتوسط لشرقي،باإلضافة إال أن مؤلفي قراءة و تحليل
الخريطة الطبوغرافية 23األماكنية للتعبيرعن بعض الظواهر التي تطبع
المجال الجغرافي الريفي بالخصوص.
يضاف ذلك أعمال بعض الدكاترة واألساتذة الباحثين و المتخصصين
مثل األستاذ أحمد شفيق من خالل مقاله "أسماءاألماكن في المغرب جلها
أمازيغية"،ثم نجد أيضا الدكتور أحمد صابر الذي أصدر مقال حول جزر
الكناري،والدكتور أحمد الهاشمي الذي قدم أطروحة دكتوراه الدولة في
اللسانيات تخصص الطبونيميا...
باإلضافة إلىمجموعة من الدراسات التي قام بها باحثون في هذا
الميدان،كما ال ننسى أن نشير إلى بحوث الطلبة التي تعتبر أساسية في هذا
الجانب.
22 ELGHARBAOUI Ahmed "la terre et l’homme dans la péninsule tingitane, étude sur
l’homme et le milieu naturel", travaux de l’institut scientifique robât, PP 113-127
23بريان محمد و آخرون " 1982قراءة وتحليل الخريطة طبوغرافية"،مطبعة فضالة المحمدية،ص264
16
الفصل الثاني:الجانب الجانب التطبيقي على قبيلة ثمسمان
من خالل المنطلقات واألسس التي تطرقنا إليها سواء في المدخل العام أو
اإلطار النظري ،سنعمل في هذا الفصل على جرد وتدوين أسماء األماكن
المتداولة بشكل عام في قبيلة ثمسمان ودراستها بمقاربة جغرافية ولسانية
و إتثربولوجية ...إلخ ،من أجل محاولة الوصول للمعنى الدقيق لإلسم
المبني على معطيات عديدة مستقاة من مراجع عديدة شفوية باألساس.
وسنحاول تصنيف هذه األسماء على حسب سبب تسميتها ،إما يسبب
تضاريسها أو سميس نسبة ألحد األعالم ،أو وجود نوع من النباتات او
....
17
أسماء أماكن لها عالقة بالنباتات و الحيوانات
taqsaft n dhar ثقسفت ن دهار
قرية متوسطة من حيث المساحة وعدد السكان،تبعد حوالي سبعة
كيلوميترات على البحر األبيض المتوسط ،لديها تسميتان األولى ثقسفت
ندهار و هي مركبة تركيبا إضافيا بواسطة الحرف nفثقسفت كانت في
القديم ثقصبت أي القصب وتحولت مع مرور الزمن الى ثقسفت و أدهار
تعني التل كون القرية تقع على تلة .أما عن سبب التسمية فهو أنه المنطقة
كانت مشهورة بكثرة القصب 24.أما عن اإلسم الثاني للقرية وهو إعواذن
فهي كلمة مشتقة من العربية أيضا (العود) أي إكشوضن باألمازيغية وقد
جاءت جمع مذكر.وسبب التسمية هو نفسه أي كثرة القصب واللذي يسمى
25
ايضا العود.
taqsaft n waday ثقسفت ن واداي
قرية صغيرة تقع أسفل ثقسفت ندهار التي ذكرنها سابقا ،وتحمل تقريبا
نفس التسم ية و هي أيضا مركبة تركيبا إضافيا بواسطة الحرف nفكلمة
ثقسفت كما أوردنا سابقا تعني القصب فهي أيضا كانت مشهورة بوجود
القصب أما واداي ويعني تحت فقد سميت بها لإلشارة لمكنها اللذي يقع
أسفل ثقسفت ندهار.
Ayt mayt أيت مايت
قرية صغيرة تقع وسط قبيلة ثمسمان مكونة من إسمين ،أيت وتعني باللغة
العربية أهل ،ومايت هي نوع من النباتات ،تكتب ايت مايت لكن تنطق
18
ايت ماشت بتحويل (ي)الي (ش) ،وقد سميت المنطقة بهذه التسمية نسبة
26
الى نوع من النباتات المنتشرة بغابة صغيرة مجاورة للقرية
talilit ثليليت
قرية كبيرة من حيث المساحة و صغيرة من حيث عدد السكان ،تقع
القرية على حدود قبيلة ايث وريسش،وقد جاء اإلسم على شكل
مؤنثمذكره أليلي ،aliliولكن في النطق المتداول بين الناس يتم تحويل (ل)
الى (ر) فينطق ثريرث،ويقال أنه في القديم المنطقة كاملة كانت تسمى
أنوال إال أنه تم تغييرها لثليليث ألسباب سياسية ،أما عن سبب تسمية
القرية بهذه التسمية فهوا راجع إلى كثرة نوع من النباتات فيها تسمى
هكذا وتستعمل في عالج بعض األمراض.
ucanan أوشانن
قرية تقع في وسط قبيلة ثمسمان متوسطة من حيث المساحو وعدد الساكنة،
اما التسمية فقد جاءت جمع مذكر سالم يعني تعني باللغة العربية الذئاب،
مفرده أوشن ucanويرجع سبب التسمية أنه في قديم الزمان كانت القرية
مشهورة بكثرة الذئاب فيها.
tara n wucanan ثارا ن وشانن
عبارة عن منطقة فالحية غنية بالماء ،تسميتها مكونة من كلمتين مركبة
تركيبا إضافيا بواسطة الحرف ،nاإلسم األول ثارا اي العين باللغة العربية
و واإلسم الثاني أوشانن أي الذئاب ،وقد سميت المنطقة بهذا اإلسم بسسب
وجود عين مشهورة كانت تجتمع إليها الذئاب لتروي عطشها ،27ونشير
اال أن الذئاب أصبحت نادرة الوجود بالمنطقة األن.
19
tara n yiraf ثارا ن ييرف
عين تقع قرب جبل أدهار أبران ،تسميتها مركبة تركيبا إضافيا بواسطة
الحرف ،nاإلسم األول ثارا أي العين و اإلسم الثاني إرف اي الخنزير،
سميت العين بهذه التسمية لوجود العديد من الخنازير في دهار أبران تأتى
لترتوي هناك.
أسماء أماكن لها عالقة بالتضاريس
ijuman إجومان
منطقة خالية من السكان فيها بعض األراضي الصالحة للزراعة،
تقع على بعد حوالي اربعة كيلومترات من البحر األبيضالمتوسط،
والتسمية أمازيغية تعني مكان على شكل قبة28و سميت المنطقة بهذه
نسبة لشكلها المميزعلى شكل قبة ،والمثير لالهتمام أن كلمة إجومان
غير متداولة في المنطقة ،إال أن إسم هذا المكان يؤكد على أن كلمة
إجومان كانت موجود وإنقرضت.
ta3rot n tyazit ثعروث نتياريت
تلة صغيرة توجد على ضفة الواد الكبير (إغزار أمقران) .تسميتها
مكونة من آسمين مركبة تركيبا إضافيا بواسطة الحرف nالكلمة
األولي هي إسم مؤنث مذكرها أعرور a3rurأي الضهر والكلمة
الثانية ثيازيت أي الدجاجة (ظهر الدجاجة ) وقد سميت التلة بهذه
التسمية نسبة لشكلها الذي هو على شكل ظهر دجاجة.
tiwririn ثيوريرين
قرية صغيرة اليتجاوز عدد سكانها اربعون فردا،وتسميتها جاءت
على شكل جمع مؤنث مفردها tawrirtومذكره ،awrirويطلق
28ماسين مهدي 28،سنة ،باحث في تاريخ المنطقة،رواية شفوية دونت بتاريخ 2017/12/21
20
اإلسم على األشكال التضاريسية المنعزلة ذات اإلرتفاع المتوسط
ويقصد بها التلة أو الهضبة الصغيرة ،وأطلق هذا اإلسم من طرف
الساكنة على القرية نسبة إلى شكل تضاريسها و موقعها الجغرافي.
ajdir اجذير
قرية صغيرة تقع على حدود قبيلة ايث وريسش،والتسمية عبارة عن كلمة
امازيغية اصيلة تعني باللغة العربية مطمورة ،وتنطق عند الساكنة اجذا
بحذف حرف الراء ،وقد سميت بهذه التسمية لوجود الكثير من المطامير
فيها ،وهناك مرادف اخر للكلمة وهو ثسرافت وكانت تستعمل هذه
المطامير في القديم من طرف الساكنة لخرن الحبوب كالقمح والشعيىر،29
وهو ربما سبب إستقرار الساكنة في القرية ،وهناك إسم مكان اخر في قبيلة
ايث ورياغل وهو العاصمة التاريخية لجمهورية الريف.
Ijati إجطي
قرية تقع على ضفاف البحر األبيض المتوسط وتعد من أكبر القرى
بثمسمان ،إذ تقدر ساكنتها بحوالي 5000سنة وتنقسم لدواوير صغيرة
سنأتي على ذكرها الحقا ،اما عن التسمية فقد جاءت على شكل مفرد مذكر،
والكلمة كانت في األصل إجذي أي الرمل ثم تحولت بعد ذلك الى إجطي
و أطلقت هذه التسمية على القرية لكثرة الرمال المحيطة بها30إذ يحيط بها
من الشمال شاطئ سيذي دريس و ومن الغرب أغرار امقران اللذي يمتاز
هو األخر بكثرة رماله.
ighzar n madis إغزار ن مديس
واد صغير يقطع قرية إشنيون ،تسميته مكونة من اسمين مركبة تركيبا
إضافيا بواسطة الحرف nوتنطق ايضا إغزار مديس بحذف النون،و
المعنى للكلمة األولى إغزار هي الوادي أما مديس فتعني نوع من
29كريم الطاهري 47سنة،من ساكنة القرية رواية شفوية دونت بتاريخ 2018/12/1
30ماسين مهدي 28،سنة ،باحث في تاريخ المنطقة،رواية شفوية دونت بتاريخ 2017/12/21
21
التضاريس المنتشرة بالمنطقة وهو عبارة عن مرتفع صغير تكثر فيه
النباتات واألشجار وسبب التسمية هو كثرة هذه التضاريس قرب الواد.
ighzar amqran إغزار امقران
هو اكبر واد بمنطقة ثمسمان إذ يبلغ عرضه اكثر من مئة متر وطوله
عشرات الكيلوميترات ،ينبع من جبال أيث تورين و تتجمع إليه المياه عبر
الكثير من المسيالت الصغيرة و يصب في البحر األبيض المتوسط بشاطئ
سيذي دريس ،وتسميته مركبة من إسمين إغزار أي النهر و أمقران تعني
الكبير (الواد الكبير) ،وسبب هذه التسمية هو الحجم الكبير للواد ،ونشير
ان الواد مصدر رزق للمئات من ساكنة المنطقة إذ يعد مقلع الرما
azaragh ازارغ
حقل شاسع يستعمل لزراعه الحبوب و اسمه جاء على شكل مفرد مذكر
مؤنثه ثزراغت ويعني باالمازيغيه حقل لزراعه وتجدر االشاره الى ان
هذا االسم شاسع كل مناطق الريف ل الوحيد في ثمسمان.
أسماء أماكن لها عالقة باألعالم البشرية
icniwan إشنيون
قرية تقع على ضفاف البحر األبيض المتوسط و هي كبيرة من حيث
المساحة،اما عن التسمية فإشنيون تعني التوأمين باللغة العربية وسبب هذه
التسمية حسب الرواية المتداولة بين الساكنة هي أنه في قديم الزمان حل
بالمنطقة توأمين واستقرا بها وتروجا هناك و أصبحواعائالت كبيرة و
الدليل على الصحة الرواية هي أن كل ساكنة القرية تقريبا لديها عالقات
31
عائلية فيما بينها
tarbi3at تربيعث
قرية متوسطة من حيث المساحة و عدد السكان ،تقع وسط قبيلة ثمسمان
قرب قرية أنوال التاريخية ،تسميتها جاءت على شكل مفرد مؤنث جمعها
31ماسين مهدي 30سنة مهتم بتاريخ القرية رواية شفوية دونت بتاريخ 2017/12/31
22
ثيربيعين وتعني الجماعة او الفرقة باللغة العربية ،وقد سميت بهذا اإلسم
نسبة الى مجموعة من الرحل إستقرت هناك و مان ينادونهم بثربيعت.32
awlad amghar أوالد امغار
قرية تقع على ضفاف البحر األبيض المتوسط و هي قرية كبيرة من حيث
المساحة،تسميتها مركبة من إسمين اإلسم األول أوالد وهو عربي يعني
ثاوا باللغة األمازيغية ،واإلسم الثاني أمغار إسم أمازيغي يعني شيخ القبيلة
أو كبيير القبيلة .التسمية كانت في األول ثاوا ن أمغار إال أنه تم تعريبها
من طرف الدولة ومع مرور الوقت أصبحت حتى الساكنة تتداولها ،وعن
أصل هذا اإلسم فيقال أنها سميت نسبة الى أحد كبار القوم اللذي أستقر
33
هناك وكان يملك أراضي زراعية كثيرة وقد عينته الساكنة شيخا للقبيلة.
ifassiyan إفاسين
قرية صغيرة تقع وسط قبيلة ثمسمان ،جاءت تسميتها على شكل جمع
إفاسين اي الفاسيون باللغة العربية ،مفرده أفاسي أي الفاسي ،وقد سميت
القرية بعذه التسمية نسبة الى سكانها اللذين قدمو من فاس في قديم الزمان
و استقرو هناك.
bu jatuyan بوجطوين
مدشر صغير من حيث المساحة وعدد السكان إذ ال يتجاوز عدد سكانه
150فرداو المدشر تابع لقرية اشنيون ،اما التسمية فهي مركبة من أدة
وهي buواسم ،jatuyanوقد سمي المدشر بهذه التسمية نسبة الى جدهم
الكبير اللذي كان يحلق شعره و يترك ضفيرة كبيرة ملفوفة في مؤخرة
34
رأسه ما يسمى باألمازيغية أجطوي.
ituhamiyan إتوهامين
هي أيضا قرية صغيرة جدا تقع قرب إشنيون اليتجاوز عدد سكانها 100
32ابراهيم طلحاوي 38،سنة،من ساكتة القرية ،رواية شفوية دونت بتاريخ 2018/12/15
33المرابط محمد 23 ،سنة طالب من ساكنة القرية ،رواية شفوية دونت بتاريخ 2018/1/22
34الوردي كمال 45سنة ،من ساكنة القرية ،رواية شفوية دونت بتاريخ 2018/1/26
23
شخص وهم عائلة واحدة ،وعن أصل التسمية فقد سميت هكذا نسبة الى
جدهم توهامي اللذي كان أول من استقر هناك وتزوج35فأصبحو يلقبون
بإتوهامين بصيغة الجمع و مفردها توهامي.
imziran إمزيرن
قرية صغيرة تقع البحر االبيض المتوسط تسميتها جاءت على شكل جمع
مفرده امزير اي الحداد وا قد سميت بهذا االسم بسبب انه ساكنة القرية
تشتغل في الحدادة
sab3a n sadat سبعة ن سادات
منطقة صغيرة جدا خالية من السكان تقع و سط قرية عين مكثير ،تسميتها
مكونة من إسمين عربيين مركبا تركيبا إضافيا بواسطة الحرف nوهما
الرقم سبعةوالسادة وقد سميت بهذه التسمية نسبة لحكاية متداولة بين الساكنة
تقول انه دفن هناك سبعة من األولياء الصالحين لكنهم مجهولي اإلسم.
adhar ubaran ادهار ابران
جبل مشهور في الريف إذ كان احد اهم معارك المقاومة الريفية ضد
اإلستعمار اإلسباني ،وقد سميت بمعركة ادهار ابران ،وهناك قصيد
مشهورة جدا حول هذه المعركة وهي قصيدة ايا دهار ابران ايا سوس
نيخسان ،والتسمية مكونة من إسمين االسم األول دهار ويعني التلة و ابران
اي الغريب عن المنطقة ،وسبب التسمية يقال انه جاء احد الغرباء و استقر
بالمنطقة ،36وهناك رواية ثانية هي ان المقصود بأبران ليس الغريب بل
أحد الطيور الموجودة في المنطقة وتسمى ابران و قد سمي بها الجبل لكون
37
شكله يشبه ضهر هذا الطائر.
tarba n tarba ثارا ن طربا
عين متواجدة قرب قرية اشنيوت وتسميتها مركبة تركيبا اضافيا بواسطة
الحرف ،nاإلسم األول ثارا أي العين و اإلسم الثاني طربا و هو باللغة
35اليوسفي محمد30،سنة ،من ساكنة القرية ،رواية شفوية دونت بتاريخ2018/1/28
36عبد هللا يعلى طالب و باحث في تاريخ الريف ،روية شفوية دونت بتاريخ 2017/8/20
37نفسه
24
العربية و تم تمزيغه فقط و يعني الطلبة ،وسميت العين بهذه النسمية نسبة
الى طلبة القرأن اللذين كانو يدرسون بأحدى المساجد القريبة ،وكان هناك
38
فقيه يدعوهم لإلستفادة من مياهها التى كانت تجري على سطح األرض.
ighzar n wudayn اغزار ن و ذاين
واد صغير يعبر بعدة قرى بقبيلة ثمسمان ويصب في إغرار أمقران،
التسمية مكونة من إسمين ومركبة تركيبا إضافيا بواسطة الحرف nاإلسم
األول إغزار أي الواد و اإلسم الثاني أوذاين أي اليهود،و قد سمي الوادي
بهذه التسمية لكونه كان في القديم مقبرة لليهود إذ الزلت هناك أثر لهذه
المقابر ليومنا هذا.
39العامري احمد 76سنة ،من ساكنة القرية ،رواية شفوية دونت بتاريخ 2018/2/31
25
tara n waz ثارا ن واز
عين صغيرة تقع وسط قرية عين مكثير تعد المورد األساسي للمياه في
القرية،اسمها مركب من اسمين تركيبا اضافيا بواسطة الحرف ،nوتنطق
ثارا وازرو بحذف حرف النون ،ثارا أي العين و أزرو أي الحجر ،وقد
سميت العين بهذا اإلسم نسبة لمصدر مياهها اللذي ينبح من الحجر ،وتتميز
العين بعدم جفافها في طوال الموسم.
ain maktir عين مكثير
قرية متوسطة من حيث المساحة وعدد السكان تبعد عن البحر األبيض
المتوسط بحوالي اربعة كيلومترات ،تسميتها عربية من األسماء العربية
النادرة في المنطقة ،وهي مركبة من كلمتين عين اي العين و مكثير التى
كانت ماء كثير و تم حذف الهمزة للتسهيل من عملية النطق ،وتنطق ايضا
بين الساكنة عيمشتير .وقد سميت القرية بهذه التسمية لوجود الكثير من
العيون فقد كانت في القديم اغنى قرية بالمياه في قبيلة ثمسمان 40و لكن
حاليا لم يبقى اال القليل منها.
Aghbar اغبار
هناك الكثير من األماكن بثمسمان بهذا اإلسم ويتم التمييز بينها بآضافة إسم
القرية اللذي تتواجد فيه،مثال أغبار ن إشنيون او أغبار ن تقسفت ،وهو
إسم أمازيغي يعنى منبع المياه،وتكون غالبية هذه المناطق غنية
بالمياه،وتمارس فيها األنشطة الفالحية وهو إسم شاسع في كل بقاع ثمازغا.
أسماء اماكن لها عالقة بالحكايات
Tara n tamant ثارا ن تامنت
عين تقع في جبل أدهار أبران تسميتها مكونة من إسمين ثارا اي العين و
ثامنت اي العسل ،ويعود سبب التسمية الى حكاية اسطورية تقول انه كان
مر من هناك احد األولياء الصالحين ،و كان قد أكل عسال حرا وجده هناك
40الملوكي سعيد 75سنة ،من ساكنة القرية ،رواية شفوية دونت بتاريخ 2018/1/29
26
فبدء يبحث عن مكان يغسل فيه يده فلما لم يجده فضرب بعصاه في األرض
وخرجت المياه.
ijar umawas إجار أماوس
قرية متوسطة الحجم تقع على حدود قبيلة ثمسمان وتسميتها مركبة من
اسمين اإلسم األول إجار ويعني قطعة األرض باللغة العربية واإلسم الثاني
أماواس أي الدين ،وتنطق إجار أماواس أو إيار أماواس بتحويل jإلى y
أما عن أصل التسمية فهناك رواية متفق عليها بين الساكنة وهي أنه في
قديم الزمان حل بالمنطقة طفل قدم من مكان بعيد يطلب العمل فعمل عند
فالح من فالحي القرية حيث استغرق مدة طويلة وهو يشتغل عنده في
إحدى الضيعات دون أخذ راتب عن عمله و عندما قرر الطفل الذهاب الى
حال سبيله طلب مشغله أن يدفع له أجره منذ اليوم األول إلى اليوم األخير
فاستجاب له المشغل إال انه بدل أداء أجره نقدا إقتطع له قطعة من أراضيه
مقابل الخدمات التى قدمها و منذ ذلك الوقت أصبحت القرية تسمى ب إجار
أماواس أي أرض الدين.
27
خاتمة
رغم الدراسات و البحوث التي تناولت الريف من مختلف الجوانب فإن
موضوع الطبونيميا لم ينل االهتمام اللذي يستحقه فبإستثناء بحوث الطلبة
ليس هناك اي إهتمام بهذا العلم هذا ما دفعنا الختيار هاذا الموضوع الذي
يعتمد الذي اساسا على النزول الى الميدان لعدم تواجد مصادر ومراجع
تخص طبونيميا قبيلة ثمسمان وهذا ما جعلنا نزور العديد من االماكن
المهمشه الصعبه الوصول اليها لدراسه معانيها و دالالتها و اكتشاف هذه
المناطق ثقافيا وما يخفيه المكان من تاريخ راسخ في الذاكرة وبعد الجرد
و تدوين اهم االماكن في قبيله تمسمان ومحاوله البحث عن
داللتها وتسميتها وانطالقا من ذلك تم بلورة لمحه موضوعيه وعلميه عن
المكان و ما يخفيه من موروث شفوي مازال ينتقل من جيل آلخر اسم
المكان يشكل بدايه لفهم سلسله تاريخه و الوقائع التي حدثت فيه
وقد توقفنا في البحث عند اسماء اماكن مستوحات من ماله عالقه
بالتضاريس و االعالم الجغرافيه التي كانت من االسماء الغالبه على طبيعه
المنطقه وكذلك اسماء لها عالقه بالماء و الحيوان و النباتات و القصص
الخيالية
وكخالصة لكل ما ذكرناه تبقى نتائج هذا البحث أولية و قابله للتطوير
بواسطه طلبه الدراسات االمازيغيه المنتمين لكل المناطق الذين عليهم
البحث في إلعطاء مثل هذه المواضيع القيمه المستحقة التي تحتاج للتنقيب
على ما هو ميداني بخصوص
28
الفهرس
تقديم عام 1 ........................................................
الفصل األول اإلطار النضري لموضوع الطبونيميا5 ..........
البحث في موضوع الطبونيميا و اإلضافات التي يقدمها 9 ....
اهمية و ادوار دراسة اسماء األماكن 10...........................
األبعاد المرتبطة بعلم الطبونيميا 11.................................
الوضع الطبونيمي المغربي 13..........................................
مساهمة الداريسين المغاربة في موضوع الطبونيميا15..............
الفصل الثاني :الجانب النضري لموضوع الطبونيميا 17............
اسماء لها عالقة بالنباتات و الحيوانات18............................
اسماء لها عالقة بالتضاريس20.......................................
اسماء لها عالقة باألعالم البشرية22.................................
اسماء لها عالقة بالثرة المائية25......................................
اسماء لها عالقة بالحكايات28........................................
خاتمة29...............................................................
29