Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 29

‫تقديم عام‬

‫علم أسماء األماكن الجغرافية و األعالم أو الطبونيميا ‪la toponomy‬‬


‫والكلمة يونانية األصل تتشكل من لفظين ‪ topo‬أي المكان و ‪ Nomi‬أي‬
‫اإلسم‪ ،1‬وهو علم يهتم اساسا بدراسة األصل اللغوي و األنثروبولوجي‬
‫ألسماء األماكن والمناطق الجغرافية‪ .‬ويبحث علم الطبونيميا في مدى قدم‬
‫تلك األسماء ومعانيها و اشتقاقها اللغوي و أصلها و تطورها و عالقتها‬
‫باللغة المستعملة أو التي كانت تستعمل في تلك المنطقة‪ ،‬وعالقة ذلك‬
‫بالمجتمع‪ .‬ويصنف علم الطبونيميا ضمن العلوم الحقة‪ ،‬وأيضا يرتبط‬
‫ارتباطا وثيقا بعلم اللسانيات‪ ،‬وعلم الطبونيميا ال يهتم اساسا بالدراسات‬
‫الجغرافية أو الدراسات التاريخية‪ ،‬بل يتموقع فقط كعلم مساعد لهما‪ ،‬ورغم‬
‫أن الكتب التي تناولت األسماء قديمة و كثيرة وال يمكن عدها‪ ،‬إال أن علم‬
‫الطبونيميا لم يكتسب صفة علم إال سنة ‪ 1820‬وأول من أهتم بهذا العلم‬
‫هو العالم الفرنسي اوغست لونيون اللذي يعتبر المؤسس األول للطبونيميا‬
‫المنظمة و المنسقة وقد أصدر كتاب أسماء أماكن فرنسا سنة ‪ 1920‬وبعد‬
‫ذلك قام باحثون آخرون بتطوير أعماله منهم ألبرت دوزا‪.2‬‬
‫إن المجال العالمي ال توجد فيه منطقة من دون إسم‪ ،‬وكلها تحمل معاني و‬
‫دالالت وهذه التسميات تكون مرتبطة في الغالب بالتفاعالت التي تحدث‬
‫بين اإلنسان ومجاله وتوفر هذه التسميات معلومات هامة للباحثين في مجال‬
‫التاريخ و الجغرافيا و االنثروبولوجيا‪ .‬و الفضاء المغاربي بشكل خاص و‬
‫شمال افريقيا ب شكل عام ليس بمعزل عن هذا المجال‪ ،‬فهذه المنطقة التي‬
‫شكلت مسرحا خصبا وموقعا استراتيجيا لكل األطماع االستعمارية التي‬
‫تفكر بمنطق الهيمنة واالستحواذ‪ ،‬وقد ضل اإلنسان األمازيغي في موقع‬
‫الدفاع عن أرضه و كرامته وكان سدا منيعا بالرغم من الغارات المتكررة‬
‫فبعد االنتصار المادي يشرع المستعمر في تنفيذ مشروعه المبني على هدم‬
‫كل ماله عالقة بما هو حضاري وإنساني في مقابل تعويضه بثقافته الوافدة‬

‫‪)1‬عبد الرزاق القرقروري‪ ،‬الطبونيمية المائية بثساوت الموقع االلكتروني ‪www.anfasse.org‬‬


‫‪ )2‬نقار هجيرة‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماجستير تحت عنوان إعداد مدونة معجم طبونيمي حاسوبي لمدينة تلمسان‪ ،‬ص‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫تحت مبدأ اإلكراه حتى يترك إرثا ماديا ملموسا‪ .‬و يسعى بذلك إلى تخريب‬
‫كل المأثر المادية و المعنوية‪.‬‬
‫ومن بين الموروث الثقافي اللذي يتعرض للتحريف و التزوير أسماء‬
‫األماكن‪ ،‬التي تعد رأسماال رمزيا زاخر بحمولة ثقافية و تاريخية و‬
‫انثربولوجية‪ ،‬و ضلت اللغة الواصفة والمعبرة لهذا البعد في مختلف تجلياته‬
‫وعلى هذا األساس فإن الطبونيميا هي تفاعل اإلنسان مع الفضاء عبر اللغة‬
‫بوصفها جسرا‪ ،‬لهذا كان من الطبيعي ان تستمد هذه األماكن من أودية‬
‫وجبال وهضاب وقرى ومدن معانيها من اللغة األم التي نطقها اإلنسان هنا‬
‫منذ قرون وهي اللغة األمازيغية اللغة األولى لشمال أفريقيا‪ .‬إال أنه بسبب‬
‫سياسة التعريب الممنهجة في المنطقة تغيرت أسماء كثيرة فقد أصبحت‬
‫ثيطاوين تطوان و ثيوجدا وجدة و امور ن واكوش مراكش و اشاون‬
‫شفشاون ‪ ،...‬وفي هذا الصدد البد لنا من التعريف بالمجال الجغرافي اللذي‬
‫ستتم دراسته في هذا البحث وهي قبيلة ثمسمان‪.‬‬
‫تقع ثمسمان في الشمال الشرقي للمغرب وهي قبيلة مترامية األطراف تابعة‬
‫إداريا إلقليم الدريوش بعدما كانت تابعة إلقليم الناظور سابقا‪ ،3‬يحدها من‬
‫الشمال البحر األبيض المتوسط ومن الجنوب قبيلتي ايث توزين‬
‫وثفارسيث‪ ،‬ومن الشرق قبيلتي ايث وريسش وايت سعيد ومن الغرب قبيلة‬
‫ايث ورياغل‪ ، 4‬وهي أكبر القبائل الريفية وتتميز بالعديد من الشواطئ‬
‫الخالبة‪ ،‬وتنقسم إلى قرى وبلدات متنوعة التضاريس‪ ،‬منها مناطق جبلية‬
‫كأيث بويعقوب و ادهار ابران وهضاب كبلدة كرونة وايث مرغنين‬
‫وثقسفت‪ ،‬ومناطق منخفضة كمعمران وبودينار المركز اإلداري للمنطقة‪،‬‬
‫وهناك المناطق الساحلية المطلة على ضفاف البحر األبيض المتوسط‬
‫كإشنيون و أزغار‪ ،‬فالمنطقة تقع في موقع استراتيجي مهم فهي بوابة بين‬
‫إفريقيا واروبا لكن لم يتم استغاللها بالشكل المناسب‪.‬‬

‫‪(3‬الموسوعة الحرة ويكيبيديا‬


‫‪)4‬اوغيست موراليس‪ ،‬المغرب المجهول‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬إكتشاف الريف‪ ،‬ص ‪111‬‬

‫‪2‬‬
‫أما في الجانب التاريخي للمنطقة فقبيلة ثمسمان تعود إلى أقدم العصور‬
‫التاريخية في المغرب‪ ،‬وذلك من خالل الموقع االركيولجي الفينيقي اللذي‬
‫يعود إلى القرنين الخامس والسادس قبل الميالد‪ ،‬بهذا تكون ثمسمان قد‬
‫عرفت استيطان بشري يعود إلى الزمن الغابر‪ .‬و مع انتشار اإلسالم عرفت‬
‫ثمسمان أول إمارة إسالمية في شمال إفريقيا سنة ‪ 91‬هجرية وهي إمارة‬
‫بنو صالح أو إمارة النكور‪ ،‬وقد عرفت المنطقة العديد من المحطات‬
‫التاريخية فهي من احتضنت المقاومة الريفية في عهد الشهيد محمد بن عبد‬
‫الكريم الخطابي‪ ،‬ومن أهم المعارك التي حدثت في المنطقة موقعة ادهار‬
‫ابران وسيدي دريس و إغريبن وصوال إلى الهزيمة التاريخية لإلسبان في‬
‫معركة انوال يوم ‪ 1‬يوليوز ‪ .1921‬وتتميز المنطقة كذلك بوجود العديد‬
‫من المأثر التاريخية لعل أهمها محكمة محمد بن عبد الكريم الخطابي‬
‫والعديد من األضرحة أهمها ضريح "سيدي محمد حمامة" اللذي يعد من‬
‫أبرز علماء المنطقة في القرن الثامن عشر‪ ،‬وايضا العديد من األبنية‬
‫والجسور التي تعود إلى عهد االستعمار اإلسباني‪ .‬أما من الناحية‬
‫االقتصادية فثمسمان ليس لها مداخالقتصادية كثيرة فال مصانع وال معامل‬
‫واقتصادها يرتكز باألساس على النشاط الفالحي والصيد البحري بشكل‬
‫أقل وذلك بسبب قلة البنية التحتية بالرغم من توفرها على شريط ساحلي‬
‫مهم أما أهم مداخيل المنطقة فتأتي من التحويالت المالية ألبنائها من خارج‬
‫الوطن كباقي مناطق الريف‪.5‬‬
‫بالرغم من كل ما قدمته المنطقة من شهداء في سبيل االنعتاق والتحرر إال‬
‫أنها شهدت غياب االنتاجات األدبية و الفكرية والتوثيق لتراثها الشفوي‬
‫اللذي يسير نحو االندثار‪ ،‬فاألبحاث حول المنطقة في مختلف المجاالت‬
‫اللغوية والفكرية واألدبية معدودة على رؤوس األصابع‪ ،‬وهي أبحاث قام‬
‫بها إما مهتمين بالمنطقة او طلبة جامعيين‪ ،‬أما الكتب فهي منعدمة حول‬
‫المنطقة اللهم بعض اإلشارات إليهافي بعض الكتب‪ ،‬ككتاب دافيد هارت‬

‫‪(5‬الموسوعة الحرة ويكيبيديا‬

‫‪3‬‬
‫المعنون بأيث ورياغل قبيلة من الريف المغربي و كتاب المغرب المجهول‬
‫الجزء األول إكتشاف الريف للكاتب اوغيست موراليس‪.‬‬
‫ونظرا لما سبق ذكره أي غياب االنتاجات األدبية حول المنطقة توجهنا‬
‫نحو اختيار االشتغال على هذا البحث المعنون ب(الطبونيميا األمازيغية‪:‬‬
‫نماذج من أسماء األماكن بثمسمان ) وتعد البحوث حول هذا الموضوع‬
‫منعدمة فقط بعض المقاالت القليلة التي نشرت على المواقع اإللكترونية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪:‬اإلطارالنظري لموضوع الطبونيميا‬
‫سنقوم في هذا الفصل باإلحاطة بموضوع الطبونيميا وتقديم تعريفات‬
‫وأقوال لمختلف المساهمين و األساتذة في هذا الحقل العلمي‪،‬ومن ثم‬
‫سنتطرق إلى أهمية وادوار هذا العلم اللذي هو جزء هام من العلوم اإلنسانية‬
‫بشكل عام واللسانيات بشكل خاص‪ ،‬وسنشير إلى األبعاد المرتبطة بهذا‬
‫العلم‪ .‬في البداية سنورد تعاريف وأقول قدمها بعض الباحثين و األساتذة‬
‫لعلم الطبونيميا‪.‬‬
‫يقول األستاذ محمد بركة أن "الطبونيميا ال تستمد فوتهامن الدراسات‬
‫اللسانية فقط‪ ،‬بل أيضا من البحث التاريخي و االركيولجي‪ ،‬فإن كانت‬
‫الطبونيميا حسب البعض أداة لسنية تنير بعض الجوانب المعتمة من‬
‫النصوص المصدرية التي هي أساس األبحاث التاريخية و األثرية‪ ،‬فإنها‬
‫أيضا أداة تاريخية و أثرية تفيد البحث اللسني في تحديد مضامين أسماء‬
‫األماكن و رسم مبيان التطور اللذي لحق اإلنسان المتحدث به و تحديد‬
‫صيغ كتابتها و نقلها"‪.6‬‬
‫فيما يرى االستاذ كمال سعيد أن "الطبونيميا تلعب دورا مهما لدى الشعوب‬
‫التي تبحث عن تاريخها‪،‬باعتباره عنصرا من العناصر التي تساعد في‬
‫الحفاظ على الذاكرة الجماعيةو إغنائها وبناء هويتها الثقافية وتساهم في‬
‫الكشف عن عمق اللغات المندثرة أو في طور االندثار‪ ،‬وهذا المفهوم يترجم‬
‫أصل البلد وهويته و اللذي من خالله نستطيع كشف خصائص و مميزات‬
‫الشعوب"‪.7‬‬
‫ويعتبر االستاذ أحمد الهاشمي أن "أسماء األماكن في أي مجال جغرافيقرأة‬
‫لمشده اللغوي وتطور بنياته اللغوية عبر التاريخ‪ ،‬وتكشف دراسة أسماء‬
‫االعالم المكانية المغربية عن أن اللغة األمازيغية هي أسس وضع االعالم‪،‬‬
‫و أن لغات أخرى كاللغة العربية تفاعلت معها األمازيغية و قد تأثرت بها‬

‫‪)6‬محمد بركةوآخرون‪ ،‬الطبونيميا بالغرب اإلسالمي او ضبط األعالم الجغرافية‪،‬مقدمات في المنهج والعالئق‪ ،‬منشورات إفريقيا الشرق‪،2012 ،‬‬
‫ص‪2‬‬
‫‪7 )said Kamal, signification des des toponymes de la région Meknès tafilalet journal twiza N59 Mars 2002‬‬

‫‪5‬‬
‫وأثرت فيها‪ ،‬لذا فإن المهتم بالمصطلح الجغرافي في طبونيما المنطقة‬
‫يحتاج إلى اإللمام بما يقتضي هذا الوضع اللغوي من مقتضيات لسانية"‪.8‬‬
‫وحسب حسين رشيد فإن "األسماء الموقعية هي إحدى مقومات الحياة‬
‫للشعوب‪ ،‬حيث تزخر بها وسائل اإلعالم والكتب المدرسية والبيانات‬
‫السياسية و الخرائط والنصوص القانونية و دالئل الهاتف‪ ،...‬ومن الواجهة‬
‫التراثية يجدر القول بأنها ال تقل أهمية عن مدلوالتها التيتنصهر معها‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫سواء كانت عناصر بيئية و آثار بشرية مرئية أو شفوية"‪.‬‬
‫فيما يرى الباحث محمد أيث بود أن "األعالم الجغرافية تلعب دورا أساسيا‬
‫في الحفاظ على الشخصية الثقافية للمجموعة البشرية التي تقطن مجاال‬
‫جغرافيا معينا‪ ،‬ذلك نظرا لكونها تختزل الذاكرة الجماعية و التاريخ‬
‫المشترك للمجموعة البشرية‪ ،‬فاألعالم الجغرافية من حيث كونها تمتح من‬
‫لغة و ثقافة الشعب المعني‪ ،‬فإنها تمكن هذا األخير من الحفاظ على‬
‫شخصيته في إطار التنوع اللذي هو سنة من سنن الحياة‪ ،‬وأي تحريف لها‬
‫سواء كان مقصود أو غير مقصود فإنهسيؤثر على كينونة المجموعة‬
‫البشرية ومستقبلها"‪.10‬‬
‫ويقول الباحث جعفر الخابوري أن "هناك أسباب عديدة يتداخل فيها ما هو‬
‫سياسي و ديني وتاريخي و عاطفي وغيرها التي تحدد إختيار تسميات دون‬
‫غيرها لألماكن‪ ،‬و أن أسماء األماكن يلحقها الكثير من التغييرات في فترات‬
‫‪11‬‬
‫زمنية وأنها قد تندثر بعد رحيل أصحابها"‪.‬‬
‫فيما يعرف عبد القادر السالمي "الطبونيميا أنها ذاكرة جماعية في صورة‬
‫ناطقة‪ ،‬ومن ثم يصبح مجال بحثها نافذة أساسية على المجتمع بمختلف‬
‫‪12‬‬
‫تجلياته اللغوية و السياسية والحضارية"‪.‬‬

‫‪(8‬احمد الهاشمي‪ ،‬مدخل لدراسة المصطلح الجغرافيفي طبونيما الجنوب المغربي‪ ،‬المصطلحات الجغرافية لألمازيغية ‪ ،‬تنسيق حسن رامو‪ ،‬الجزء‬
‫الثالث‪ ،‬منشورات إركم‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪ ،2011‬ص‪2.‬‬
‫‪(9‬رشيد الحسين‪ ،‬وشم الذاكرة معالم امازيغية في الثقافة الوطنية‪ ،‬مطابع امبلاير‪ ،‬الرباط ‪ ، 2002‬ص ‪14 _11‬‬
‫‪(10‬محمد أيث بود‪ ،‬األعالم الجغرافية بالمغرب ‪ :‬األمازيغية نموذجا ‪ ،‬الموقع اإللكتروني ‪www.azilal24.com‬‬
‫‪(11‬جعفر الخابوري‪ ،‬األماكن ودالالت التسمية ‪ ،‬الموقع اإللكتروني ‪،www.udgfue.ba7r.org‬‬
‫‪ )12‬عبد القادر السالمي ‪ ،‬األندلس في عصر الطوائف عرض طبونيمي لألعالم و المدن مجلة الوحدات للبحوث والدراسات العدد ‪2012 16‬‬
‫ص ‪240‬‬

‫‪6‬‬
‫إن هذه التعاريف رغم آختالفها ظاهرا‪ ،‬إال أنها تلتقي وتتفق في جانب مهم‬
‫وهو حداثة هذا العلم و أهميته في فهم هويات الشعوب في كل أبعاده اللغوية‬
‫والتاريخية واالتثربولجية‪ .‬ويمكن القول أيضا بأن الطبونيميا هي أداة‬
‫تاريخية و أثرية تفيد الباحث اللسني و تساعد في فهم خصوصيات الشعوب‬
‫و إشكالتها وتفاعلها داخل محيطها‪.‬‬
‫و إرتباطا بما سبق سنحاول شرح بعض المصطلحات التى لها عالقة‬
‫بموضوع إشتغالنا لنتمكن من فهم معانيها و داللتها‪.‬‬
‫أنومستيك ‪ : Onomastique‬جزء من علم اللسانيات يقوم بدراسة أصل‬
‫األسماء و األعالم وينقسم هذا العلم لعدة فروع‪.‬‬
‫الطبونيميا ‪ : Toponomie‬علم يهتم بدراسة أصل أسماء األماكن و‬
‫عالقتهما مع اللغات المحلية أو االجنبية أو المختفية‪.‬‬
‫هيدرونيميا ‪ : hydronymie‬علم يهتم بدراسة األسماء التي ها عالقة‬
‫بالماء‪.‬‬
‫أودينيميا ‪ : Odonymie‬علم يهتم بدراسة المسالك والطرق‪.‬‬
‫أورونيميا ‪ : Oronymie‬علم يهتم بدراسة أسماء الجبال و المرتفعات‪.‬‬
‫من خالل هذه المفاهيم نستنتج أن علم الطبونيميا علم ذو تفرعات‬
‫متعددة‪،‬يبحث في مجاالت مختلفة كمعاني ودالالت األماكن‪ ،‬وكذالك‬
‫الجانب الطبيعي الجغرافي المتعلق بالتضاريس والمرتفعات والمسالك‬
‫الطرقية‬

‫والمغارات و الفجاج و أسماء المدن والقري‪،‬و كذلك الجانب البشري كحقل‬


‫أسماء األعالم البشرية‪.‬‬
‫لذا سنحاول طرح مجموعة من األسئلة و األجابة عليها لكي نحيط‬
‫بموضوع الطبونيميا من مختلف جوانبه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-‬لماذا البحث في موضوع الطبونيميا؟ وما اإلضافات التى سيقدمها لنا‬
‫البحث؟‬
‫‪-‬ما هي األدوار التى و جد من أجلها هذا العلم؟‬
‫‪-‬وماهي األبعاد المرتبطة بعلم الطبونيميا؟‬
‫‪-‬وماهوالوضع الطبونومي المغربي بشكل عام؟‬
‫‪-‬و ماهي مساهمة الدارسين و الباحثين المغاربة في علم الطبونيميا؟‬

‫‪8‬‬
‫البحث في موضوع الطبونيميا و اإلضافات التي يقدمها‬
‫إن مجموعة من العناصر الثقافية والحضارية تشكل جوانب مهمة تنفرد‬
‫بها ثقافات الشعوب‪ ،‬مما يعطي لها تمييزا عن الحضارات و الثقافات‬
‫األخرى والثقافة األمازيغية من هذه الثقافات التى حافضت على‬
‫إستمراريتها‪ ،‬و إستطاعت البقاء والتفاعل مع كل الحضارات الوافدة إليها‬
‫و قد ترك اإلنسان األمازيغي أسماء أعالم وأماكن في هذا المجال الجغرافي‬
‫اللذي عاش فيه‪ .‬وتعد أسماء األماكن حاملة لثقافة ذات دالالت لغوية و‬
‫سوسيو ثقافية و إتثروبولجية‪ .‬إن البحث في موضوع الطبونيميا هو بحث‬
‫في ثقافة ضلت شفوية منذ زمن بعيد وهي معرضة لإلندثار والضياع‪ ،‬ألن‬
‫ال ثقافة الشفوية تعتمد على الذاكرة بشكل أساسي لتنتقل من جيل ألخر‪ ،‬و‬
‫بالتالي قد تتعرض للزيادة أو النقصان لهذا يجب األسراع في صون هذا‬
‫الجزء المهم من ثقاقتنا عبر الجرد و التدوين‪.‬‬
‫ومن اإلضافات التي يقدمها البحث في علم الطبونيميا يتجلى في النبش عن‬
‫الحضارات والثقافات التى تتعرض للنسيان‪ ،‬والتعرف على هذا الجزء و‬
‫الجانب المهم اللذي تفاعل فيه اإلنسان مع محيطه وقديما قال‬
‫إبن خلدون إن اإلنسان إبن بيئته وضل اإلنسان األمازيغي يطلق صفات‬
‫وتسميات على كل شبر من أرضه‪ ،‬وهذا ما يعبر عن مدى تجذره و إنتمائه‬
‫الهوياتي‪ .‬وأيضا يساهم علم الطبونيميا في الكشف عن المصطلحات‬
‫المنقرضة أو القليلة التداول و محاولة الوصول إلى معانيها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أهمية و أدوار دراسة أسماء األماكن‬
‫مما الشك فيه أن أسماء االماكن لم تضع إعتباطيا بل وضعت عن‬
‫قصدمنطرف شخص أو جماعة معينة للتعريف بإسم المكانوتميبزه و‬
‫إطالق التسميات على األماكن يساهم فيه نمط العيش واللغة المتداولة بشكل‬
‫أساسي وهذا ما يؤكده األستاذ الحسين رشيد بقوله "األعالم الجغرافية‬
‫مضهر من مظاهر إحتفاظ األمة بمقومتها ورمز من رموز هويتها ‪" 13‬‬
‫وتختلف أسماء األماكن في القرى والمدن بشكل واضح فغالبية األسماء‬
‫ساهمت الذاكرة الجماعية في تشكلها و تسميتها إال أن اإلختالف يكمن في‬
‫طبيعة األسم فكلما كان لمكان كبير كلما كان إنتشاره أكبر و عندما يكون‬
‫لمكان صغير يكون إنتشاره محدودا ويمكن اإلشارة ايضا إلى أن إسم‬
‫المكان قد يجعلك تكشف مجموعة من المعلومات التي قد ال تكون في‬
‫المصادر أو المراجع المكتوبة مما قد يفتح مجاال للباحث‬
‫من أجل شق طريق البحث والدراسة ألنه بمثابة توقيع لألحداث والوقائع‬
‫التاريخية‪ " ،‬وهي أيضا إنفتاح على قضايا قديمة برؤيا جديدة تكون فيه‬
‫األولية لإلسم و أصله ضبطا ودراسة وتفسيرا"‪ .14‬وفي هذا اإلطار يمكن‬
‫أن نصادف مجموعة من أسماء األماكن لكن معانيها و داللتها تضل غير‬
‫معروفة‪ ،‬إما ألن اإلسم قديم وفقد معناه بسبب ضاهرة الشفهية و ينقرض‬
‫معنى المصطلح‪ ،‬وإما نتيجة فقدان المكان ألدواره اإلجتماعية والثقافية‬
‫التى يلعبها‪ .‬بهذا نستنتج أنه قد يكون هناك بعض أسماء األماكن متداولة‬
‫لكنها مجهولة المعنى‪.15‬‬
‫مما سبق ذكره نقول أن أسماء األماكن تلعب أهمية بالغة في البحث العلمي‪،‬‬
‫فدراستها قد يؤدي إلى فهم مضاهر الحياة ونمط التفكير وطبيعة العالقات‬

‫‪)13‬رشيد الحسين ‪ ،2002،‬م س ص ‪16‬‬


‫‪14‬محمد بركة وأخرون م‪.‬س ص ‪16‬‬
‫‪15‬نفسه ص ‪17‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلجتماعية داخل المجتمع المدروس‪ ،‬كما تساهم في الحفاظ على مفردات‬
‫لغوية وتسليط الضوء على أجزاء من تاريخ المنطقة كون بعض األسماء‬
‫ترتبط بأحداث تاريخية‬
‫األبعاد المرتبطة بعلم الطبونيميا‬
‫أ‪.‬البعد التاريخي‬
‫يضهر البعد التاريخي إلسم مكان ما من خالل األحداث و الوقائع التي‬
‫حدثت فيه و ساهمت في بقاء هذا اإلسم حيا و إنتشاره‪ ،‬فكم من إسم مكان‬
‫يكون صغيرا لكن بفعل األحداث و الوقائع التاريخية يصبح منتشرا في كل‬
‫مكان‪ ،‬و نأخذ مثالين من المنطقة التى نشتغل عليها وهي قبيلة ثمسمان‪،‬‬
‫المثال األول أنوال فهي مجرد قرية صغيرة إال أنه إسمها إنتشر بشكل‬
‫واسع‪ ،‬بفضل معركة أنوال الشهيرة التي قادها محمد بن عبد الكريم‬
‫الخطابي سنة ‪ 1921‬ضد اإلستعمار اإلسباني‪ ،‬فبفضل هذه المعركة‬
‫التاريخية التي هزم فيها اإلسبان أصبحت أنوال معروفة بسبب توثيق تاريخ‬
‫المعركة في المصادر و المراجيع التاريخية‪ ،‬والمثال الثاني أدهار أبران‬
‫فهو فقط عبارة عن جبل صغير لم يكن معروفا إال عند سكان المناطق‬
‫المجاورة‪،‬إال أنه إشتهر أيضا بفضل المعركة التي وقعت فيه بين اإلسبان‬
‫و الريفيين بقيادة الشهيد عمار التمسماني في نفس سنة معركة أنوال‪" ،‬إذا‬
‫فاإلعتماد على علم دراسة األماكن لفهم التاريخ خطوة تأتي بنتائج مهمة‬
‫فال يمكن أن تتصور تاريخا دون مكان‪ ،‬مما يعني أن السعي للتعرف على‬
‫أسماء األماكن عملية قد تسهل من فهم التاريخ"‪.16‬‬
‫إذا فالبعد التاريخي يكون حاضرا بشكل قوي في إسم المكان بفضل‬
‫األحداث والوقائع التي شهدها هذا المكان‪ ،‬بل و أنه أحيانا قد يكون السبب‬
‫الرئيسي في تسميته‬

‫‪16‬محمد البركة و أخرون م‪.‬س ص ‪19‬‬

‫‪11‬‬
‫الجغرافي‬ ‫البعد‬
‫يتجلى هذا البعد في تسمية األماكن وفي طبيعة األشكال الموجودة في‬
‫الوسط الطبيعي للمنطقة المدروسة‪ ،‬كا األنهار و نوعية الجبال و كذلك‬
‫نوعية التربة الموجودة في األراضي وأيضا نوع األشجار و النباتات‬
‫المنتشرة في المكان المدروس‪ ...‬إلخ‪ ،‬و تختلف طبيعة التسمية من مكان‬
‫ألخر ومن مساحة ألخرى وذلك بسبب طبيعة األشكال الخارجية المتميزة‪.‬‬
‫إذا اإلهتمام بأسماء األماكن في البعد الجغرافي هو إهتمام بأسماء أماكن‬
‫تفصح عن شكلها الطبوغرافي و غطائها النباتي و نشاطها الفالحي و‬
‫‪17‬‬
‫مجاريها المائية و مظهرها الجغرافي‪.‬‬
‫فالعديد من أسماء األماكن أصبحت معروفة بفضل شكلها الجغرافي‪ ،‬وكم‬
‫من أسماء أعالم لمساحات أرضية تغيرت بفعل تغير أسماء مالكها فإسم‬
‫المكان في تغير مستمر بفعل تغير األدوار األجتماعية والثقافية التي يلعبها‪.‬‬
‫البعد اللغوي‬
‫تعد اللغة األمازيغية اللغة األصلية لساكنة شمال إفريقيا‪ ،‬فعبرها أبدعو‬
‫ثقافة حافلة باإلنتاجات فككل اللغات تعد األمازيغية الوسيلة التي بفعلها‬
‫راكم الشعب األمازيغي مجموعة من اإلنتاجات الالمادية عبر التاريخ‬
‫إن إ تقان اللغة المنتمية للمجال المدروس امر ضروري لفك شفرة أسماء‬
‫األماكن وفهم معانيها وإدراك داللتها‪ ،‬ويجب إتقان اللغة من مختلف‬
‫جوانبها للتمكن من تحليل ودراسة أسماء األماكن‪ ،‬وهذا ما يقوله األستاذ‬
‫محند الركيك‪ " :‬ال أحد ينكر أهمية اللغة المرتبطة بالمكان و الزمان فهي‬
‫‪18‬‬
‫والجغرافياداخاللتاريخ‬ ‫اإلنسان‬ ‫بين‬ ‫الرابط‬ ‫الجسر‬
‫ولكن قد تشكل اللغة عائقا إذ تعرضت لمحاولة التبديل او التحريف لإلسم‬
‫المقصود وهو ما وقع للكثير من أسماء األماكن المغربية‪ ،‬إذ تم تعريبها‬
‫‪17‬محمد بركة وآخرون من‪ .‬س ص ‪19‬‬
‫‪18‬محند الركبك ‪ .‬دالالت ومعاني اسماء بعض مناطق غياتة ضمن كتاب تازة ومحيطها الموارد الترابية وأفاق التنمية المستدامة‪،‬اعمال ندوة‬
‫تنسيق وتقديم عبد الواحد بوبرية وابراهيم عمري منشورات ماريا ‪ 2013‬ص ‪84‬‬

‫‪12‬‬
‫ويقول االستاذ محمد زاهد أنه إذ "كانت عدة عوامل اقتصادية وسياسية‬
‫وتاريخية تحدد وضعية لغة ما‪ ،‬فإن وضعية اللغة األمازيغية بالنسبة‬
‫لموضوع البحث إحدى مقومات عناصر الدراسات اإلجتماعية و االنسانية‬
‫التي تهتم بما يتعلق بموضوع البحث التاريخي رغم ما تعرضت له معالم‬
‫‪19‬‬
‫األمازيغة"‬ ‫الهوية‬
‫و باإلضافة لألمازيغية يجب التسلح أيضا باللغات الوافدة على شمال أفريقيا‬
‫والتي أثرت في تسمية األماكن كونها استقرت لمئات السنوات في المنطقة‪،‬‬
‫إذ يقول محمد زاهد‪ :‬أن شمال أفريقيا بالد المثقافة بإمتياز تتعايش فيه إلى‬
‫اليوم لغتين األمازيغية و العربية‪ ،‬ويمكننا أن نزيد اللغة اإلسبانية كونها‬
‫أثرت بشكل كبير على أسماء األماكن في الريف بشكل عام‪.‬‬
‫الوضع الطبونومي المغربي‬
‫يعرف األستاذ لحسن امقران الوضع الطبونيمي المغربي ويقول‪":‬الشك أن‬
‫الطوبونيميا في جوهرها علم محايد‪ ،‬إال أن دورها األساس في بناء‬
‫الشخصية وحفظ الذاكرة الجماعية جعلها تتأدلج إلى درجة أصبحت معها‬
‫أداة للهيمنة الفكرية‪ ،‬فهي ال تخلو من التغليف اإلديولوجي حينا والتأويل‬
‫السياسي ذي البعد اإلستراتيجي أحيانا أخرى‪ .‬لقد كانت األعالم المغربية‬
‫بشتى تالوينها موسومة بوسام أمازيغي منذ فجر التاريخ‪ ،‬وهو ما تدل عليه‬
‫األبحاث األركيولوجية واألنتروبولوجية في هذا الصدد‪ ،‬إال أن توافد‬
‫حضارات وأمم عديدة على المغرب بفعل موقعه اإلستراتيجي جعل كل‬
‫حضارة وافدة تعمل جاهدة في وسم األعالم المغربية بوسامها‪ ،‬وهنا يجب‬
‫أال ننكر الدور الفعال الذي لعبه األمازيغ أنفسهم في تشويه موروثهم‬
‫واحتقاره‪ ،‬حيث وعبر التاريخ‪ ،‬ظل األمازيغ أوفياء النبهارهم بالوافد من‬
‫الثقافات واللغات‪ ،‬فأبدعوا في تطويرها واجتهدوا في تبنّيها‪ ،‬إلى درجة‬
‫تجاهل وإهمال لغتهم وثقافتهم‪ ،‬مما ولّد نظرة دونية إلى كل ما يعود إليهم‬
‫في مقابل تبجيل ما يعود لغيرهم من الشرق والغرب‪.‬‬

‫‪19‬محمد زاهد‪ ،‬الطبونيميا األمازيغية من خالل بعض المصادر التاريخية‪ ،‬جريدة ثويزا عدد ‪ 139‬نونبر ‪2008‬‬

‫‪13‬‬
‫ال شك أن من يتفحص أسماء المدن والقرى والقبائل والجبال والمجاري‬
‫المائية يجدها وقد طالها الكثير من التحريف والطمس‪ ،‬وهنا قد يكون‬
‫الطمس كليا حيث تم‪:‬‬
‫نسب أماكن إلى أولياء وصالحين من دفناء هذه المواقع‪ ،‬ومثال ذلك سيدي‬
‫بنور‪ ،‬سيدي اسماعيل‪ ،‬سيدي يحيى‪ ،‬موالي بوسلهام‪ ،‬سيدي حرازم…‬
‫تبركية أو تكريمية‪ ،‬ومن ذلك الرشيدية‪،‬‬
‫كما تمت تسمية أماكن بأسماء ّ‬
‫المحمدية‪ ،‬الوليدية‪ ،‬المهدية‪ ،‬اليويفسفية‪،‬‬
‫تعرضت أسماؤها إلى التعريب بشكل تام كما هو‬
‫إلى جانب ذلك نجد أماكن ّ‬
‫الحال في مدينة القنيطرة‪ ،‬الجديدة‪ ،‬الصويرة‪ ،‬نهر أم الربيع…‬
‫من جهة أخرى قد يكون التحريف جزئيا حيث‪:‬‬
‫يتعرض االسم إلى ترجمة نصفية ومن ذلك كلتة زمور‪ ،‬بئر انزران‪ ،‬واد‬
‫زم‪ ،‬عين تاوجضات‪ ،‬عين نزار‪،‬عين أسردون‪ ،‬قلعة السراغنة‪ ،‬قلعة‬
‫مكونة…‬
‫كما قد نجد بعض التحريف الفاضح حينما نجد المعنى يتكرر من قبيل عين‬
‫غبيلة‪ ،‬عين أغبال‪ ،‬عين غبولة…‬
‫كما أن التحريف قد يطال التركيب الصرفي ومن ذلك كزناية‪ ،‬مكونة‪،‬‬
‫ز ّكوطة‪ ،‬شيشاوة‪ ،‬زواغة…‬
‫تعوض ببني‬
‫في أحوال أخرى نجد أن التحريف قد يطال لفظة “أيت” التي ّ‬
‫(للقبائل األمازيغية) أو أوالد أو ذوي (للقبائل العربية) ومن ذلك بني مالل‪،‬‬
‫بني شيكر‪ ،‬بني يزناسن‪ ،‬أوالد تدرارين‪ ،‬أوالد ملول‪ ،‬بني كدور…‬
‫من جهة أخرى قد نجد أسماء أخرى يطالها التأويل المغرض‪ ،‬ومن ذلك‬
‫الريف‪ ،‬الريش‪،‬طنجة‪ ،‬فاس‪ ،‬أصيلة‪ ،‬وليلي وآسفي…‬

‫‪14‬‬
‫كل هذه األشكال التحريفية ال تنفي احتفاظ مدن وقرى مغربية بأصالتها‬
‫األمازيغية ومن ذلك أكادير‪ ،‬تاوريرت‪ ،‬أزرو‪ ،‬تافوغالت‪ ،‬أكلموس‬
‫وإفران…‬
‫في األخير نجد أن مناطق أخرى يتم االستغناء فيها عن اسمها الحقيقي في‬
‫مقابل حملها السم يوم سوقها األسبوعي‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫سوق الربع ‪ ،‬سوق الخميس ‪......‬‬
‫كلها إذا أمثلة من صميم ما شهدته الطوبونيميا المغربية من أشكال التحريف‬
‫والتزوير والتشويه‪ ،‬والذي ال يقل خطورة من التجليات األخرى لمسح‬
‫‪20‬‬
‫هوية المغرب وجعلها تستجيب لنزوات أكل عليها الدهر وشرب"‬
‫مساهمة الدارسين المغاربة في ميدان الطبونيميا‬
‫ظهر هذا العلم في شمال افريقيا عامة وبالمغرب خاصة‪ ،‬تزامنا مع دخول‬
‫اإلستعمار ‪ ،‬لذلك فمن البديهي أن يكون معظم الدارسين لهذا الجانب هم‬
‫أجانب‪ ،‬من بينهم نجد الدارس الفرانكفوني إميل الوس تصاحب "كلمات و‬
‫أشياء بربرية"‪21‬عمل فيه على جمع مجموعة من األسماء حسب دااللتها‬
‫صنفها حسبا الستعماالت اليومية للسكان‪ ،‬وبالتالي مقارنتها بمثيلتها في‬
‫مختلف المناطق‪ ،‬ليقوم بعد ذلك بدراسة الحياة السكانية انطالقا من لهجات‬
‫هؤالء السكان‪ ،‬فرغما إلنتقادات التي يمكن أن توجه لمثل هذه األعمال‪ ،‬إال‬
‫أنها تبقى من بين المراجع المهمة للباحثين في هذا الميدان بشكل خاص‬
‫وللباحثين في فترة ا إلستعمار ‪.‬‬
‫اما عن مساهة المغاربة في مجال االماكنية‪ ،‬المالحظ أن هذا الحقل ظل‬
‫مهمل حتى العقود اآلخيرة‪ ،‬تنقسم هذه المحاوالت إلىقسمين‪.‬‬
‫الباحثين في التاريخ‪ :‬فقد قاموا بتحقيق بعض المصادرالتاريخية‪،‬‬
‫كاألستاذ أحمد التوفيق‪،‬على صدقي أزايكو‪،‬فغالبا مايرفقان كتابتهما‬
‫بهوامش وشروح لمعان أسماء األماكن واألعالم‪ ،‬كذا كتابات المختار‬

‫‪20‬لحسن أمقران‪ ،‬المواقعية المغربية أو الهوية األمازيغية التي ال تبلى‪،‬الموقع اإللكتروني ‪www.amadalamazigh.press.ma‬‬
‫‪21Emile‬‬ ‫‪LAOUST : "mots et choses berbères 1920 édition challamel "Pris".‬‬

‫‪15‬‬
‫السوس ‪،‬حيث عمل على تعريب بعض األماكن خصوصا في كتاباته حول‬
‫جزولة‬
‫محاولة الباحثين في الجغرافيا‪ :‬وعلى رأسهم أحمد الغرباوي في أطروحته‬
‫‪ 22‬اعتمد فيها على األماكنية للتمييز بين مختلف مراحل التعمير في‬
‫طنجة‪ ،‬كما أن األستاذ نبيل لحسن من خالل مقاله المنشور بمجلة كلية‬
‫األدب بتطوان‪ ،‬حاول شرح بعض أسماء األماكن ذات المدلول الجغرافي‬
‫بمنطقة األطلس المتوسط لشرقي‪،‬باإلضافة إال أن مؤلفي قراءة و تحليل‬
‫الخريطة الطبوغرافية‪ 23‬األماكنية للتعبيرعن بعض الظواهر التي تطبع‬
‫المجال الجغرافي الريفي بالخصوص‪.‬‬
‫يضاف ذلك أعمال بعض الدكاترة واألساتذة الباحثين و المتخصصين‬
‫مثل األستاذ أحمد شفيق من خالل مقاله "أسماءاألماكن في المغرب جلها‬
‫أمازيغية"‪،‬ثم نجد أيضا الدكتور أحمد صابر الذي أصدر مقال حول جزر‬
‫الكناري‪،‬والدكتور أحمد الهاشمي الذي قدم أطروحة دكتوراه الدولة في‬
‫اللسانيات تخصص الطبونيميا‪...‬‬
‫باإلضافة إلىمجموعة من الدراسات التي قام بها باحثون في هذا‬
‫الميدان‪،‬كما ال ننسى أن نشير إلى بحوث الطلبة التي تعتبر أساسية في هذا‬
‫الجانب‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪ELGHARBAOUI Ahmed "la terre et l’homme dans la péninsule tingitane, étude sur‬‬
‫‪l’homme et le milieu naturel", travaux de l’institut scientifique robât, PP 113-127‬‬
‫‪23‬بريان محمد و آخرون ‪ " 1982‬قراءة وتحليل الخريطة طبوغرافية"‪،‬مطبعة فضالة المحمدية‪،‬ص‪264‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجانب الجانب التطبيقي على قبيلة ثمسمان‬
‫من خالل المنطلقات واألسس التي تطرقنا إليها سواء في المدخل العام أو‬
‫اإلطار النظري‪ ،‬سنعمل في هذا الفصل على جرد وتدوين أسماء األماكن‬
‫المتداولة بشكل عام في قبيلة ثمسمان ودراستها بمقاربة جغرافية ولسانية‬
‫و إتثربولوجية‪ ...‬إلخ‪ ،‬من أجل محاولة الوصول للمعنى الدقيق لإلسم‬
‫المبني على معطيات عديدة مستقاة من مراجع عديدة شفوية باألساس‪.‬‬
‫وسنحاول تصنيف هذه األسماء على حسب سبب تسميتها‪ ،‬إما يسبب‬
‫تضاريسها أو سميس نسبة ألحد األعالم‪ ،‬أو وجود نوع من النباتات او‬
‫‪....‬‬

‫‪17‬‬
‫أسماء أماكن لها عالقة بالنباتات و الحيوانات‬
‫‪taqsaft n dhar‬‬ ‫ثقسفت ن دهار‬
‫قرية متوسطة من حيث المساحة وعدد السكان‪،‬تبعد حوالي سبعة‬
‫كيلوميترات على البحر األبيض المتوسط‪ ،‬لديها تسميتان األولى ثقسفت‬
‫ندهار و هي مركبة تركيبا إضافيا بواسطة الحرف ‪ n‬فثقسفت كانت في‬
‫القديم ثقصبت أي القصب وتحولت مع مرور الزمن الى ثقسفت و أدهار‬
‫تعني التل كون القرية تقع على تلة‪ .‬أما عن سبب التسمية فهو أنه المنطقة‬
‫كانت مشهورة بكثرة القصب‪ 24.‬أما عن اإلسم الثاني للقرية وهو إعواذن‬
‫فهي كلمة مشتقة من العربية أيضا (العود) أي إكشوضن باألمازيغية وقد‬
‫جاءت جمع مذكر‪.‬وسبب التسمية هو نفسه أي كثرة القصب واللذي يسمى‬
‫‪25‬‬
‫ايضا العود‪.‬‬
‫‪taqsaft n waday‬‬ ‫ثقسفت ن واداي‬
‫قرية صغيرة تقع أسفل ثقسفت ندهار التي ذكرنها سابقا‪ ،‬وتحمل تقريبا‬
‫نفس التسم ية و هي أيضا مركبة تركيبا إضافيا بواسطة الحرف ‪ n‬فكلمة‬
‫ثقسفت كما أوردنا سابقا تعني القصب فهي أيضا كانت مشهورة بوجود‬
‫القصب أما واداي ويعني تحت فقد سميت بها لإلشارة لمكنها اللذي يقع‬
‫أسفل ثقسفت ندهار‪.‬‬
‫‪Ayt mayt‬‬ ‫أيت مايت‬
‫قرية صغيرة تقع وسط قبيلة ثمسمان مكونة من إسمين‪ ،‬أيت وتعني باللغة‬
‫العربية أهل‪ ،‬ومايت هي نوع من النباتات‪ ،‬تكتب ايت مايت لكن تنطق‬

‫‪24‬المرابط مصطفى‪ 54 ،‬سنة‪ ،‬رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2017/11/21‬‬


‫‪25‬نفسه‬

‫‪18‬‬
‫ايت ماشت بتحويل (ي)الي (ش)‪ ،‬وقد سميت المنطقة بهذه التسمية نسبة‬
‫‪26‬‬
‫الى نوع من النباتات المنتشرة بغابة صغيرة مجاورة للقرية‬
‫‪talilit‬‬ ‫ثليليت‬
‫قرية كبيرة من حيث المساحة و صغيرة من حيث عدد السكان‪ ،‬تقع‬
‫القرية على حدود قبيلة ايث وريسش‪،‬وقد جاء اإلسم على شكل‬
‫مؤنثمذكره أليلي ‪،alili‬ولكن في النطق المتداول بين الناس يتم تحويل (ل)‬
‫الى (ر) فينطق ثريرث‪،‬ويقال أنه في القديم المنطقة كاملة كانت تسمى‬
‫أنوال إال أنه تم تغييرها لثليليث ألسباب سياسية‪ ،‬أما عن سبب تسمية‬
‫القرية بهذه التسمية فهوا راجع إلى كثرة نوع من النباتات فيها تسمى‬
‫هكذا وتستعمل في عالج بعض األمراض‪.‬‬
‫‪ucanan‬‬ ‫أوشانن‬
‫قرية تقع في وسط قبيلة ثمسمان متوسطة من حيث المساحو وعدد الساكنة‪،‬‬
‫اما التسمية فقد جاءت جمع مذكر سالم يعني تعني باللغة العربية الذئاب‪،‬‬
‫مفرده أوشن ‪ucan‬ويرجع سبب التسمية أنه في قديم الزمان كانت القرية‬
‫مشهورة بكثرة الذئاب فيها‪.‬‬
‫‪tara n wucanan‬‬ ‫ثارا ن وشانن‬
‫عبارة عن منطقة فالحية غنية بالماء‪ ،‬تسميتها مكونة من كلمتين مركبة‬
‫تركيبا إضافيا بواسطة الحرف ‪ ،n‬اإلسم األول ثارا اي العين باللغة العربية‬
‫و واإلسم الثاني أوشانن أي الذئاب‪ ،‬وقد سميت المنطقة بهذا اإلسم بسسب‬
‫وجود عين مشهورة كانت تجتمع إليها الذئاب لتروي عطشها‪ ،27‬ونشير‬
‫اال أن الذئاب أصبحت نادرة الوجود بالمنطقة األن‪.‬‬

‫‪26‬القدوري سعيد‪ 32 ،‬سنة ‪ ،‬رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2017 /11/21‬‬


‫‪27‬محمد عطوشي‪34،‬سنة‪ ،‬رواية شفوية دونت يتاريخ‪2018/2/1‬‬

‫‪19‬‬
‫‪tara n yiraf‬‬ ‫ثارا ن ييرف‬
‫عين تقع قرب جبل أدهار أبران‪ ،‬تسميتها مركبة تركيبا إضافيا بواسطة‬
‫الحرف ‪ ،n‬اإلسم األول ثارا أي العين و اإلسم الثاني إرف اي الخنزير‪،‬‬
‫سميت العين بهذه التسمية لوجود العديد من الخنازير في دهار أبران تأتى‬
‫لترتوي هناك‪.‬‬
‫أسماء أماكن لها عالقة بالتضاريس‬
‫‪ijuman‬‬ ‫إجومان‬
‫منطقة خالية من السكان فيها بعض األراضي الصالحة للزراعة‪،‬‬
‫تقع على بعد حوالي اربعة كيلومترات من البحر األبيضالمتوسط‪،‬‬
‫والتسمية أمازيغية تعني مكان على شكل قبة‪28‬و سميت المنطقة بهذه‬
‫نسبة لشكلها المميزعلى شكل قبة‪ ،‬والمثير لالهتمام أن كلمة إجومان‬
‫غير متداولة في المنطقة‪ ،‬إال أن إسم هذا المكان يؤكد على أن كلمة‬
‫إجومان كانت موجود وإنقرضت‪.‬‬
‫‪ta3rot n tyazit‬‬ ‫ثعروث نتياريت‬
‫تلة صغيرة توجد على ضفة الواد الكبير (إغزار أمقران)‪ .‬تسميتها‬
‫مكونة من آسمين مركبة تركيبا إضافيا بواسطة الحرف ‪ n‬الكلمة‬
‫األولي هي إسم مؤنث مذكرها أعرور ‪ a3rur‬أي الضهر والكلمة‬
‫الثانية ثيازيت أي الدجاجة (ظهر الدجاجة ) وقد سميت التلة بهذه‬
‫التسمية نسبة لشكلها الذي هو على شكل ظهر دجاجة‪.‬‬
‫‪tiwririn‬‬ ‫ثيوريرين‬
‫قرية صغيرة اليتجاوز عدد سكانها اربعون فردا‪،‬وتسميتها جاءت‬
‫على شكل جمع مؤنث مفردها ‪ tawrirt‬ومذكره ‪ ،awrir‬ويطلق‬
‫‪28‬ماسين مهدي‪ 28،‬سنة ‪ ،‬باحث في تاريخ المنطقة‪،‬رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2017/12/21‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلسم على األشكال التضاريسية المنعزلة ذات اإلرتفاع المتوسط‬
‫ويقصد بها التلة أو الهضبة الصغيرة‪ ،‬وأطلق هذا اإلسم من طرف‬
‫الساكنة على القرية نسبة إلى شكل تضاريسها و موقعها الجغرافي‪.‬‬
‫‪ajdir‬‬ ‫اجذير‬
‫قرية صغيرة تقع على حدود قبيلة ايث وريسش‪،‬والتسمية عبارة عن كلمة‬
‫امازيغية اصيلة تعني باللغة العربية مطمورة‪ ،‬وتنطق عند الساكنة اجذا‬
‫بحذف حرف الراء‪ ،‬وقد سميت بهذه التسمية لوجود الكثير من المطامير‬
‫فيها‪ ،‬وهناك مرادف اخر للكلمة وهو ثسرافت وكانت تستعمل هذه‬
‫المطامير في القديم من طرف الساكنة لخرن الحبوب كالقمح والشعيىر‪،29‬‬
‫وهو ربما سبب إستقرار الساكنة في القرية‪ ،‬وهناك إسم مكان اخر في قبيلة‬
‫ايث ورياغل وهو العاصمة التاريخية لجمهورية الريف‪.‬‬
‫‪Ijati‬‬ ‫إجطي‬
‫قرية تقع على ضفاف البحر األبيض المتوسط وتعد من أكبر القرى‬
‫بثمسمان‪ ،‬إذ تقدر ساكنتها بحوالي ‪ 5000‬سنة وتنقسم لدواوير صغيرة‬
‫سنأتي على ذكرها الحقا‪ ،‬اما عن التسمية فقد جاءت على شكل مفرد مذكر‪،‬‬
‫والكلمة كانت في األصل إجذي أي الرمل ثم تحولت بعد ذلك الى إجطي‬
‫و أطلقت هذه التسمية على القرية لكثرة الرمال المحيطة بها‪30‬إذ يحيط بها‬
‫من الشمال شاطئ سيذي دريس و ومن الغرب أغرار امقران اللذي يمتاز‬
‫هو األخر بكثرة رماله‪.‬‬
‫‪ighzar n madis‬‬ ‫إغزار ن مديس‬
‫واد صغير يقطع قرية إشنيون‪ ،‬تسميته مكونة من اسمين مركبة تركيبا‬
‫إضافيا بواسطة الحرف ‪ n‬وتنطق ايضا إغزار مديس بحذف النون‪،‬و‬
‫المعنى للكلمة األولى إغزار هي الوادي أما مديس فتعني نوع من‬

‫‪29‬كريم الطاهري ‪47‬سنة‪،‬من ساكنة القرية رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2018/12/1‬‬
‫‪30‬ماسين مهدي‪ 28،‬سنة ‪ ،‬باحث في تاريخ المنطقة‪،‬رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2017/12/21‬‬

‫‪21‬‬
‫التضاريس المنتشرة بالمنطقة وهو عبارة عن مرتفع صغير تكثر فيه‬
‫النباتات واألشجار وسبب التسمية هو كثرة هذه التضاريس قرب الواد‪.‬‬
‫‪ighzar amqran‬‬ ‫إغزار امقران‬
‫هو اكبر واد بمنطقة ثمسمان إذ يبلغ عرضه اكثر من مئة متر وطوله‬
‫عشرات الكيلوميترات‪ ،‬ينبع من جبال أيث تورين و تتجمع إليه المياه عبر‬
‫الكثير من المسيالت الصغيرة و يصب في البحر األبيض المتوسط بشاطئ‬
‫سيذي دريس‪ ،‬وتسميته مركبة من إسمين إغزار أي النهر و أمقران تعني‬
‫الكبير (الواد الكبير)‪ ،‬وسبب هذه التسمية هو الحجم الكبير للواد‪ ،‬ونشير‬
‫ان الواد مصدر رزق للمئات من ساكنة المنطقة إذ يعد مقلع الرما‬
‫‪azaragh‬‬ ‫ازارغ‬
‫حقل شاسع يستعمل لزراعه الحبوب و اسمه جاء على شكل مفرد مذكر‬
‫مؤنثه ثزراغت ويعني باالمازيغيه حقل لزراعه وتجدر االشاره الى ان‬
‫هذا االسم شاسع كل مناطق الريف ل الوحيد في ثمسمان‪.‬‬
‫أسماء أماكن لها عالقة باألعالم البشرية‬
‫‪icniwan‬‬ ‫إشنيون‬
‫قرية تقع على ضفاف البحر األبيض المتوسط و هي كبيرة من حيث‬
‫المساحة‪،‬اما عن التسمية فإشنيون تعني التوأمين باللغة العربية وسبب هذه‬
‫التسمية حسب الرواية المتداولة بين الساكنة هي أنه في قديم الزمان حل‬
‫بالمنطقة توأمين واستقرا بها وتروجا هناك و أصبحواعائالت كبيرة و‬
‫الدليل على الصحة الرواية هي أن كل ساكنة القرية تقريبا لديها عالقات‬
‫‪31‬‬
‫عائلية فيما بينها‬
‫‪tarbi3at‬‬ ‫تربيعث‬
‫قرية متوسطة من حيث المساحة و عدد السكان‪ ،‬تقع وسط قبيلة ثمسمان‬
‫قرب قرية أنوال التاريخية‪ ،‬تسميتها جاءت على شكل مفرد مؤنث جمعها‬
‫‪31‬ماسين مهدي ‪ 30‬سنة مهتم بتاريخ القرية رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2017/12/31‬‬

‫‪22‬‬
‫ثيربيعين وتعني الجماعة او الفرقة باللغة العربية‪ ،‬وقد سميت بهذا اإلسم‬
‫نسبة الى مجموعة من الرحل إستقرت هناك و مان ينادونهم بثربيعت‪.32‬‬
‫‪awlad amghar‬‬ ‫أوالد امغار‬
‫قرية تقع على ضفاف البحر األبيض المتوسط و هي قرية كبيرة من حيث‬
‫المساحة‪،‬تسميتها مركبة من إسمين اإلسم األول أوالد وهو عربي يعني‬
‫ثاوا باللغة األمازيغية‪ ،‬واإلسم الثاني أمغار إسم أمازيغي يعني شيخ القبيلة‬
‫أو كبيير القبيلة‪ .‬التسمية كانت في األول ثاوا ن أمغار إال أنه تم تعريبها‬
‫من طرف الدولة ومع مرور الوقت أصبحت حتى الساكنة تتداولها‪ ،‬وعن‬
‫أصل هذا اإلسم فيقال أنها سميت نسبة الى أحد كبار القوم اللذي أستقر‬
‫‪33‬‬
‫هناك وكان يملك أراضي زراعية كثيرة وقد عينته الساكنة شيخا للقبيلة‪.‬‬
‫‪ifassiyan‬‬ ‫إفاسين‬
‫قرية صغيرة تقع وسط قبيلة ثمسمان‪ ،‬جاءت تسميتها على شكل جمع‬
‫إفاسين اي الفاسيون باللغة العربية‪ ،‬مفرده أفاسي أي الفاسي‪ ،‬وقد سميت‬
‫القرية بعذه التسمية نسبة الى سكانها اللذين قدمو من فاس في قديم الزمان‬
‫و استقرو هناك‪.‬‬
‫‪bu jatuyan‬‬ ‫بوجطوين‬
‫مدشر صغير من حيث المساحة وعدد السكان إذ ال يتجاوز عدد سكانه‬
‫‪ 150‬فرداو المدشر تابع لقرية اشنيون‪ ،‬اما التسمية فهي مركبة من أدة‬
‫وهي ‪ bu‬واسم ‪ ،jatuyan‬وقد سمي المدشر بهذه التسمية نسبة الى جدهم‬
‫الكبير اللذي كان يحلق شعره و يترك ضفيرة كبيرة ملفوفة في مؤخرة‬
‫‪34‬‬
‫رأسه ما يسمى باألمازيغية أجطوي‪.‬‬
‫‪ituhamiyan‬‬ ‫إتوهامين‬
‫هي أيضا قرية صغيرة جدا تقع قرب إشنيون اليتجاوز عدد سكانها ‪100‬‬

‫‪32‬ابراهيم طلحاوي‪ 38،‬سنة‪،‬من ساكتة القرية‪ ،‬رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2018/12/15‬‬
‫‪33‬المرابط محمد‪ 23 ،‬سنة طالب من ساكنة القرية‪ ،‬رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2018/1/22‬‬
‫‪34‬الوردي كمال ‪ 45‬سنة‪ ،‬من ساكنة القرية‪ ،‬رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2018/1/26‬‬

‫‪23‬‬
‫شخص وهم عائلة واحدة‪ ،‬وعن أصل التسمية فقد سميت هكذا نسبة الى‬
‫جدهم توهامي اللذي كان أول من استقر هناك وتزوج‪35‬فأصبحو يلقبون‬
‫بإتوهامين بصيغة الجمع و مفردها توهامي‪.‬‬
‫‪imziran‬‬ ‫إمزيرن‬
‫قرية صغيرة تقع البحر االبيض المتوسط تسميتها جاءت على شكل جمع‬
‫مفرده امزير اي الحداد وا قد سميت بهذا االسم بسبب انه ساكنة القرية‬
‫تشتغل في الحدادة‬
‫‪sab3a n sadat‬‬ ‫سبعة ن سادات‬
‫منطقة صغيرة جدا خالية من السكان تقع و سط قرية عين مكثير‪ ،‬تسميتها‬
‫مكونة من إسمين عربيين مركبا تركيبا إضافيا بواسطة الحرف ‪ n‬وهما‬
‫الرقم سبعةوالسادة وقد سميت بهذه التسمية نسبة لحكاية متداولة بين الساكنة‬
‫تقول انه دفن هناك سبعة من األولياء الصالحين لكنهم مجهولي اإلسم‪.‬‬
‫‪adhar ubaran‬‬ ‫ادهار ابران‬
‫جبل مشهور في الريف إذ كان احد اهم معارك المقاومة الريفية ضد‬
‫اإلستعمار اإلسباني‪ ،‬وقد سميت بمعركة ادهار ابران‪ ،‬وهناك قصيد‬
‫مشهورة جدا حول هذه المعركة وهي قصيدة ايا دهار ابران ايا سوس‬
‫نيخسان‪ ،‬والتسمية مكونة من إسمين االسم األول دهار ويعني التلة و ابران‬
‫اي الغريب عن المنطقة‪ ،‬وسبب التسمية يقال انه جاء احد الغرباء و استقر‬
‫بالمنطقة‪ ،36‬وهناك رواية ثانية هي ان المقصود بأبران ليس الغريب بل‬
‫أحد الطيور الموجودة في المنطقة وتسمى ابران و قد سمي بها الجبل لكون‬
‫‪37‬‬
‫شكله يشبه ضهر هذا الطائر‪.‬‬
‫‪tarba n tarba‬‬ ‫ثارا ن طربا‬
‫عين متواجدة قرب قرية اشنيوت وتسميتها مركبة تركيبا اضافيا بواسطة‬
‫الحرف ‪ ،n‬اإلسم األول ثارا أي العين و اإلسم الثاني طربا و هو باللغة‬
‫‪35‬اليوسفي محمد‪30،‬سنة ‪ ،‬من ساكنة القرية ‪ ،‬رواية شفوية دونت بتاريخ‪2018/1/28‬‬
‫‪36‬عبد هللا يعلى طالب و باحث في تاريخ الريف‪ ،‬روية شفوية دونت بتاريخ ‪2017/8/20‬‬
‫‪37‬نفسه‬

‫‪24‬‬
‫العربية و تم تمزيغه فقط و يعني الطلبة‪ ،‬وسميت العين بهذه النسمية نسبة‬
‫الى طلبة القرأن اللذين كانو يدرسون بأحدى المساجد القريبة‪ ،‬وكان هناك‬
‫‪38‬‬
‫فقيه يدعوهم لإلستفادة من مياهها التى كانت تجري على سطح األرض‪.‬‬
‫‪ighzar n wudayn‬‬ ‫اغزار ن و ذاين‬
‫واد صغير يعبر بعدة قرى بقبيلة ثمسمان ويصب في إغرار أمقران‪،‬‬
‫التسمية مكونة من إسمين ومركبة تركيبا إضافيا بواسطة الحرف ‪n‬اإلسم‬
‫األول إغزار أي الواد و اإلسم الثاني أوذاين أي اليهود‪،‬و قد سمي الوادي‬
‫بهذه التسمية لكونه كان في القديم مقبرة لليهود إذ الزلت هناك أثر لهذه‬
‫المقابر ليومنا هذا‪.‬‬

‫أسماء أماكن لها عالقة بالثروة المائية‬


‫‪ighzar amdja7‬‬ ‫إغزار امدجاح‬
‫من أكبر األودية بمنطقة ثمسمان إذ يمر بالعديد من القرى وهو جاف من‬
‫الماء‪،‬و التسمية مركبة من إسمين إغزار أي الواد و أمدجاح اي المالح‪،‬‬
‫وقد سمي النهر بهذه التسمية لوجود بقايا بحرية مالحة و حتى األبار‬
‫الموجودة بالقرب من هاته األودية مالحة‪،‬‬
‫‪tara tamdja7t‬‬ ‫ثارا ثامدجاحت‬
‫عين تقع في إحدى القرى الصغيرة‪ ،‬تسميتها مركبة من إسمين ثارا اي‬
‫العين و ثامدجاحت اي المالحة‪ ،‬وقد سميت العين بهذه التسمية نسبة لملوحة‬
‫مياهها‪ 39‬وتجدر اإلشارة اال أن العين جافة منذ وقت طويل‪.‬‬

‫‪38‬محمد ورياغلي من سكان المنطقة‪ ،‬رواية شقوية دونت بتاريخ‪2018/12/21‬‬

‫‪39‬العامري احمد ‪ 76‬سنة ‪ ،‬من ساكنة القرية ‪ ،‬رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2018/2/31‬‬

‫‪25‬‬
‫‪tara n waz‬‬ ‫ثارا ن واز‬
‫عين صغيرة تقع وسط قرية عين مكثير تعد المورد األساسي للمياه في‬
‫القرية‪،‬اسمها مركب من اسمين تركيبا اضافيا بواسطة الحرف ‪ ،n‬وتنطق‬
‫ثارا وازرو بحذف حرف النون‪ ،‬ثارا أي العين و أزرو أي الحجر‪ ،‬وقد‬
‫سميت العين بهذا اإلسم نسبة لمصدر مياهها اللذي ينبح من الحجر‪ ،‬وتتميز‬
‫العين بعدم جفافها في طوال الموسم‪.‬‬
‫‪ain maktir‬‬ ‫عين مكثير‬
‫قرية متوسطة من حيث المساحة وعدد السكان تبعد عن البحر األبيض‬
‫المتوسط بحوالي اربعة كيلومترات‪ ،‬تسميتها عربية من األسماء العربية‬
‫النادرة في المنطقة‪ ،‬وهي مركبة من كلمتين عين اي العين و مكثير التى‬
‫كانت ماء كثير و تم حذف الهمزة للتسهيل من عملية النطق‪ ،‬وتنطق ايضا‬
‫بين الساكنة عيمشتير‪ .‬وقد سميت القرية بهذه التسمية لوجود الكثير من‬
‫العيون فقد كانت في القديم اغنى قرية بالمياه في قبيلة ثمسمان‪ 40‬و لكن‬
‫حاليا لم يبقى اال القليل منها‪.‬‬
‫‪Aghbar‬‬ ‫اغبار‬
‫هناك الكثير من األماكن بثمسمان بهذا اإلسم ويتم التمييز بينها بآضافة إسم‬
‫القرية اللذي تتواجد فيه‪،‬مثال أغبار ن إشنيون او أغبار ن تقسفت‪ ،‬وهو‬
‫إسم أمازيغي يعنى منبع المياه‪،‬وتكون غالبية هذه المناطق غنية‬
‫بالمياه‪،‬وتمارس فيها األنشطة الفالحية وهو إسم شاسع في كل بقاع ثمازغا‪.‬‬
‫أسماء اماكن لها عالقة بالحكايات‬
‫‪Tara n tamant‬‬ ‫ثارا ن تامنت‬
‫عين تقع في جبل أدهار أبران تسميتها مكونة من إسمين ثارا اي العين و‬
‫ثامنت اي العسل‪ ،‬ويعود سبب التسمية الى حكاية اسطورية تقول انه كان‬
‫مر من هناك احد األولياء الصالحين‪ ،‬و كان قد أكل عسال حرا وجده هناك‬

‫‪40‬الملوكي سعيد ‪75‬سنة‪ ،‬من ساكنة القرية‪ ،‬رواية شفوية دونت بتاريخ ‪2018/1/29‬‬

‫‪26‬‬
‫فبدء يبحث عن مكان يغسل فيه يده فلما لم يجده فضرب بعصاه في األرض‬
‫وخرجت المياه‪.‬‬
‫‪ijar umawas‬‬ ‫إجار أماوس‬
‫قرية متوسطة الحجم تقع على حدود قبيلة ثمسمان وتسميتها مركبة من‬
‫اسمين اإلسم األول إجار ويعني قطعة األرض باللغة العربية واإلسم الثاني‬
‫أماواس أي الدين‪ ،‬وتنطق إجار أماواس أو إيار أماواس بتحويل ‪j‬إلى ‪y‬‬
‫أما عن أصل التسمية فهناك رواية متفق عليها بين الساكنة وهي أنه في‬
‫قديم الزمان حل بالمنطقة طفل قدم من مكان بعيد يطلب العمل فعمل عند‬
‫فالح من فالحي القرية حيث استغرق مدة طويلة وهو يشتغل عنده في‬
‫إحدى الضيعات دون أخذ راتب عن عمله و عندما قرر الطفل الذهاب الى‬
‫حال سبيله طلب مشغله أن يدفع له أجره منذ اليوم األول إلى اليوم األخير‬
‫فاستجاب له المشغل إال انه بدل أداء أجره نقدا إقتطع له قطعة من أراضيه‬
‫مقابل الخدمات التى قدمها و منذ ذلك الوقت أصبحت القرية تسمى ب إجار‬
‫أماواس أي أرض الدين‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫خاتمة‬
‫رغم الدراسات و البحوث التي تناولت الريف من مختلف الجوانب فإن‬
‫موضوع الطبونيميا لم ينل االهتمام اللذي يستحقه فبإستثناء بحوث الطلبة‬
‫ليس هناك اي إهتمام بهذا العلم هذا ما دفعنا الختيار هاذا الموضوع الذي‬
‫يعتمد الذي اساسا على النزول الى الميدان لعدم تواجد مصادر ومراجع‬
‫تخص طبونيميا قبيلة ثمسمان وهذا ما جعلنا نزور العديد من االماكن‬
‫المهمشه الصعبه الوصول اليها لدراسه معانيها و دالالتها و اكتشاف هذه‬
‫المناطق ثقافيا وما يخفيه المكان من تاريخ راسخ في الذاكرة وبعد الجرد‬
‫و تدوين اهم االماكن في قبيله تمسمان ومحاوله البحث عن‬
‫داللتها وتسميتها وانطالقا من ذلك تم بلورة لمحه موضوعيه وعلميه عن‬
‫المكان و ما يخفيه من موروث شفوي مازال ينتقل من جيل آلخر اسم‬
‫المكان يشكل بدايه لفهم سلسله تاريخه و الوقائع التي حدثت فيه‬
‫وقد توقفنا في البحث عند اسماء اماكن مستوحات من ماله عالقه‬
‫بالتضاريس و االعالم الجغرافيه التي كانت من االسماء الغالبه على طبيعه‬
‫المنطقه وكذلك اسماء لها عالقه بالماء و الحيوان و النباتات و القصص‬
‫الخيالية‬
‫وكخالصة لكل ما ذكرناه تبقى نتائج هذا البحث أولية و قابله للتطوير‬
‫بواسطه طلبه الدراسات االمازيغيه المنتمين لكل المناطق الذين عليهم‬
‫البحث في إلعطاء مثل هذه المواضيع القيمه المستحقة التي تحتاج للتنقيب‬
‫على ما هو ميداني بخصوص‬

‫‪28‬‬
‫الفهرس‬
‫تقديم عام ‪1 ........................................................‬‬
‫الفصل األول اإلطار النضري لموضوع الطبونيميا‪5 ..........‬‬
‫البحث في موضوع الطبونيميا و اإلضافات التي يقدمها ‪9 ....‬‬
‫اهمية و ادوار دراسة اسماء األماكن ‪10...........................‬‬
‫األبعاد المرتبطة بعلم الطبونيميا ‪11.................................‬‬
‫الوضع الطبونيمي المغربي ‪13..........................................‬‬
‫مساهمة الداريسين المغاربة في موضوع الطبونيميا‪15..............‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الجانب النضري لموضوع الطبونيميا ‪17............‬‬
‫اسماء لها عالقة بالنباتات و الحيوانات‪18............................‬‬
‫اسماء لها عالقة بالتضاريس‪20.......................................‬‬
‫اسماء لها عالقة باألعالم البشرية‪22.................................‬‬
‫اسماء لها عالقة بالثرة المائية‪25......................................‬‬
‫اسماء لها عالقة بالحكايات‪28........................................‬‬
‫خاتمة‪29...............................................................‬‬

‫‪29‬‬

You might also like