Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

2018 ‫ديسمرب‬/06 ‫ – العدد‬ISSN 2543-3490 ‫مجلة التنمية االقتصادية‬

‫ المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية‬: ‫ما بعد النفط‬

Beyond Oil: Participating in Global Value Chains as a Strategy To promote the Euro-Algerian
partnership

.2 ‫ بوشول السعيد‬،*1 ‫جرمون سعاد‬


1
djermoun-souad@univ-eloued.dz ،)‫ (اجلازا ر‬، ‫جامعة الوادي‬
said.bouchoul@gmail.com ،)‫ (اجلازا ر‬، ‫ جامعة الوادي‬2

2019/01/12 :‫؛ تاريخ القبول‬2018/10/18 :‫؛ تاريخ المراجعة‬2018/10/12 :‫تاريخ االستالم‬

.‫ من قيمتها‬%70 ‫ شلا أدى إىل فقدان ما يقرب من‬،2016 ‫ وحىت مطلع‬2014 ‫ شهدت أسعار النفط العادلية تراجعا حادا منذ صيف‬:‫ملخص‬
‫ دفع الًتاجع احلايل ألسعار النفط إىل ادلطالبة دبراجعة جوىرية تستهدف التنويع االقتصادي‬، ‫واليت أثرت سلبا على اقتصادات دول ادلصدرة للنفط‬
‫وذلك هبدف إنعاش االقتصاد الوطٍت ودعم احلركة التنموية ومن مث هتيئة األرضية ادلناسبة جلذب ادلازيد من االستثمارات األجنبية تعد اجلازا ر من بُت‬
‫وخاصة مع تازايد أعلية سالسل‬، ‫الدول الّنامية اليت اقتنعت بعدم قدرهتا على ربقيق تنميتها االقتصادية دبعازل عن مشاركة االستثمار األجنيب ادلباشر‬
‫أفريل‬22 ‫ وتعترب االتفاقيات اليت وقعتها اجلازا ر مع االرباد األورويب‬، ‫القيمة العادلية يف تنظيم وتنسيق اإلنتاج والروابط التجارية بُت البلدان‬
‫ فرص اسًتاتيجية للجازا ر لالندماج و تعازياز ادلشاركة يف روابط االنتاج عرب سالسل‬، 2005 ‫ والذي دخل حياز التنفيذ بداية من سبتمرب‬2002
‫ إىل أي مدى ؽلكن للجازا ر كمخازون اسًتاذبي للموارد الطبيعية أن‬: ‫ سنحاول من خالل الورقة البحثية االجابة عن االشكالية التالية‬. ‫القيمة العادلية‬
‫يندمج ضمن الروابط االنتاج العادلية عرب بوابة االرباد االوريب ؟‬
. ‫ الشراكة األورجازا رية‬، ‫ سالسل القيمة العادلية‬، ‫ النفط‬: ‫الكلمات المفتاح‬
.F21، F23 : JEL ‫تصنيف‬
Abstract: Global oil prices have fallen sharply since the summer of 2014 to the beginning of 2016,
resulting in the loss of nearly 70% of their value. Which has negatively affected the economies of
the oil-exporting countries, pushed the current decline in oil prices to demand a substantial revision
aimed at economic diversification in order to revive the national economy and support the
development movement and thus create the appropriate ground to attract more foreign investments
Algeria is among the developing countries, To achieve their economic development in isolation
from the participation of foreign direct investment, especially as the importance of global value
chains in regulating and coordinating production and trade links between countries is growing. The
agreements signed by Algeria and the European Union 22 April 2002, which came into effect as of
September 2005, provides strategic opportunities for Algeria to integrate and promote participation
in production linkages across global value chains. In the paper we will try to answer the following
problem: To what extent can Algeria as a strategic resource for natural resources be integrated into
the global production linkages through the EU portal?
Keywords: Oil, global value chains, Euro-Algerian partnership.
Jel Classification Codes : F23، F21.

djermoun-souad@univ-eloued.dz :‫ اإليميل‬: ‫* جرمون سعاد‬


‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬
‫‪ -‬تمهيد ‪:‬‬

‫شهدت أسعار النفط العادلية تراجعا حادا منذ صيف ‪ 2014‬وحىت مطلع ‪ ،2016‬شلا أدى إىل فقدان ما يقرب من ‪ %70‬من قيمتها‪.‬‬
‫ويرجع االطلفاض يف أسعار النفط كنتيجة للعديد من العوامل بعضها متعلق بالعرض والطلب‪ ،‬واليت أثرت سلبا على اقتصادات دول‬
‫ادلصدرة للنفط ‪ ،‬تعد اجلازا ر من بُت الدول الّنامية اليت اقتنعت بعدم قدرهتا على ربقيق تنميتها االقتصادية دبعازل عن مشاركة االستثمار‬
‫األجنيب ادلباشر ‪ ،‬وتعترب ادلشاركة يف سالسل القيمة العادلية آلية من االندماج االقتصاد العادلي ‪ ،‬وتعترب اتفاقية الشراكة االور جازا رية فرص‬
‫للجازا ر لتعازياز مشاركتها ضمن سالسل القيمة العادلية عرب االرباد االوريب ‪ ،‬سنحاول من خالل الورقة البحثية االجابة عن االشكالية التالية‬
‫‪ :‬إىل أي مدى ؽلكن للجازا ر كمخازون اسًتاذبي للموارد الطبيعية أن يندمج ضمن الروابط االنتاج العادلية عرب بوابة االرباد االوريب ؟‬
‫سنحاول االجابة على اإلشكالية وفقا للمحاور التالية ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قراءة في أسباب انخفاض أسعار النفط ‪. 0272‬‬
‫زبضع تغَتات سعر النفط لعدة عوامل مًتاكبة و متشابكة ‪ ،‬منها ما ىو اقتصادي الطابع ويتعلق بآلية العرض و الطلب و التفاعل‬
‫بينهما ‪ ،‬إذ يتأثر حجم ادلعروض العادلي من النفط بالقدرات االنتاجية وتوزيع احلصص اإلنتاجية بُت ادلنتجُت العادلينن من داخل األوبك‬
‫وخارجها ( جانب العرض ) ‪ ،‬ويف ادلقابل ‪ ،‬يتأثر مستوى الطلب العادلي على النفط دبستويات أداء االقتصاد العادلي ونشاطو ( مكونات‬
‫الطلب ) ‪ ،‬كما تؤثر العوامل اجليو سياسية يف اسعار النفط ‪ ،‬من خالل تأثَتىا يف حجم اإلنتاج ‪،‬وكميات ادلعروض العادلي ‪ ،‬ويف مستوى‬
‫الط لب ايضا ‪ ،‬ذلك أن الكوارث الطبيعية و احلروب والنازاعات اليت هتدد اماكن اإلنتاج ‪ ،‬أو طرق النقل و التوزيع ‪ ،‬أو أماكن االستهالك‬
‫‪ ،‬تؤثر يف أسعار النفط ‪ ،‬كما تتأثر االسعار بدرجة االستقرار السياسي يف الدول ادلنتجة للنفط وبعض الدول الر يسة ادلستهلكة لو ‪،‬وعلى‬
‫الصعي دين اإلقليمي و العادلي ‪ ،‬حبيث أن حدوث أي نوع من االضطربات السياسية على أي من تلك االصعدة من شأنو أن يؤثر يف‬
‫مستويات أسعار النفط ‪ ،‬ويضاف إىل ىذه العوامل مجلة عوامل اخرى ؽلكن توصيفها بالسلوكية ‪،‬ونعتقد اهنا ذات شأن مهم جد يف‬
‫تقلبات أسعار النفط ‪ ،‬كوهنا تتعلق بسلوك العمالء االقتصاديُت و ادلستثمرين ادلاليُت يف ما ؼلص قرارات شراء عقود النفط و الغاز أو‬
‫اعتمادا على عوامل الثقة و التوقع و ادلضاربة و الرغبة يف ربقيق األارباح ‪،‬وغالبا ما تتأثر ىذه القرارات‬
‫ً‬ ‫بيعها ( النتعددة آجال ) ‪،‬‬
‫صعودا أو ىبوطاً ‪.1‬‬
‫باألوضاع اجليوسياسية وبالتوقعات حول اذباه تغَتات االسعار ً‬

‫قد كان للمخاوف بشأن تباطؤ ويرة ظلو االقتصاد العادلي ‪،‬و وفرة االمدادات و تباطؤ ظلو الطلب على النفط يف الصُت دورا ر يسا يف‬
‫استمرار تراجع األسعار خالل شهر جانفي ‪، 2015‬ويف الوقت ذاتو ‪ ،‬كان لازيادة سلازونات النفط العام يف الواليات ادلتحدة و ارتفاع‬
‫الدوالر مدعومات بتوقعات ربسن االقتصاد االمريكي دورا يف حدوث ىذا الًتاجع‪. 2‬‬

‫شهدت أسعار سلة أوبك اطلفاضا أكثر من النصف منذ أواسط عام ‪ 2014‬حىت بداية عام ‪ ، 2015‬فقد اطلفض سعر الربميل الواحد‬
‫من ‪ 105.4‬دوالر يف جوان ‪ 44.4 2014‬دوالر يف جانفي عام ‪، 2015‬وىو أكرب اطلفاض تشهده األسعار منذ اهنيارىا عام‬
‫‪ ، 2008‬ادلوقت بسبب األزمة ادلالية العادلية ( وصل الربميل الواحد من النفط إىل ‪ 37‬دوالر يف ديسمرب ‪ ، ) 2008‬واجلدول التايل‬
‫يوضح التغَت يف اسعار سلة أوبك مقارنة بالشهر السابق ‪ ،‬و بالشهر ادلماثل من العام السابق ‪.‬‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬ ‫‪811‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)27‬التغير في اسعار سلة أوبك مقارنة بالشهر السابق ‪ ،‬و بالشهر المماثل من العام السابق ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول ‪ ،‬تقرير شهري حول التطورات البترولية في االسواق العالمية و الدول األعضاء ‪ ،‬مارس ‪. 0272‬‬

‫لفهم أسباب انهيار أسعار النفط تتطلب منا ربليل اآليت ‪:‬‬

‫يوضح اجلدول رقم ‪ 02‬أسفلو األولية ادلتعلقة بإمجايل الطلب العادلي على النفط خالل شهر جانفي ‪ 2015‬إىل اطلفاضو دبقدار ‪1.4‬‬
‫مليون برميل يوميا ‪ ،‬أي بنسبة ‪ % 1.5‬مقارنة دبستويات الشهر السابق لتصل إىل ‪ 93.2‬مليون برميل يوميا ‪ ،‬وىو مستوى مرتفع حبوايل‬
‫‪ 0.8‬مليون برميل يوميا مقارنة بالشهر ادلناظر من العام السابق ‪.‬‬

‫اطلفض طلب رلموعة الدول الصناعية خالل شهر جانفي ‪ 2015‬دبقدار ‪ 1.2‬مليون برميل يوميا ‪ ،‬أي بنسبة ‪ % 2.6‬مقارنة دبستويات‬
‫الشهر السابق لتصل إىل ‪ 45.5‬مليون برميل يوميا ‪ ،‬مرتفعا حبوايل ‪ 0.2‬مليون برميل يوميا مقارنة بالشهر ادلناظر من العام ادلاضي ‪ ،‬كما‬
‫اطلفض طلب بقية العامل دبقدار ‪ 0.2‬مليون برميل يوميا ‪ ،‬أي بنسبة ‪ %0.4‬دبستويات الشهر السابق لتصل إىل ‪ 47.7‬مليون برميل‬
‫يوميا ‪ ،‬مرتفعا حبوايل ‪ 0.6‬مليون برميل مقارنة بالشهر ادلنظر من العام ادلاضي ‪ .‬بينما تشَت التقديرات االولية إىل ارتفاع الكميات ادلعروضة‬
‫من النفط خالل شهر جانفي ‪ 2015‬دبقدار ‪ 0.1‬مليون برميل يوميا أي بنسبة ‪ % 0.1‬مقارنة دبستويات الشهر السابق لتصل إىل‬
‫‪ 96.6‬مليون برميل يوميا ‪ ،‬وىو مستوى مرتفع حبوايل ‪ 3.8‬برميل يوميا مقارنة بالشهر ادلناظر من العام السابق ‪ .‬وتظهر البيانات االولية‬
‫دلستوى الطلب والعرض من النفط العام خالل شهر جانفي ‪ 2015‬فا ضا قدره ‪ 3.4‬مليون برميل ‪ ،‬مقارنة بفا ض قدره ‪ 1.9‬مليون‬
‫برميل خالل الشهر السابق ‪ ،‬وفا ضا قدره ‪ 0.4‬مليون برميل يوميا خالل الشهر ادلماثل من العام السابق ‪.‬‬

‫‪811‬‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫الجدو ل رقم ‪ : 20‬موازنة العرض و الطلب على النفط ‪.‬‬

‫التغير عن‬ ‫التغير عن‬


‫جانفي ‪2014‬‬ ‫جانفي ‪ 2015‬ديسمبر ‪2014‬‬
‫جانفي ‪2014‬‬ ‫ديسمبر ‪2014‬‬
‫‪0.2‬‬ ‫‪45.3‬‬ ‫‪-1.2‬‬ ‫‪46.7‬‬ ‫‪45.5‬‬ ‫طلب الدول الصناعية‬
‫‪0.6‬‬ ‫‪47.1‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪47.9‬‬ ‫‪47.7‬‬ ‫باقي دول العالم‬
‫‪0.8‬‬ ‫‪92.4‬‬ ‫‪-1.4‬‬ ‫‪94.6‬‬ ‫‪93.2‬‬ ‫إجمالي الطلب العالمي‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪37.1‬‬ ‫إمدادات أوبك‬
‫‪0.7‬‬ ‫‪29.6‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪30.5‬‬ ‫‪30.3‬‬ ‫نفط الخام‬
‫‪0.4‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫سوائل الغاز و مكثفات‬
‫‪2.8‬‬ ‫‪54.4‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪57.2‬‬ ‫إمدادات من خارج أوبك‬
‫‪-0.1‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫عوائد التكرير‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪92.8‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪96.5‬‬ ‫‪96.6‬‬ ‫إجمالي العرض العالمي‬
‫‪0.4‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫الموازنة‬
‫المصدر ‪ :‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪.‬‬

‫ويعازى اهنيار أسعار النفط إىل أسباب متعلقة جبانب العرض حيث حدث زيادة يف إنتاج األمريكي من النفط الصخري ‪ ،‬وربول يف‬
‫سياسية منظمة أوبك من استهداف سعر معُت إىل احلفاظ على حصتها يف السوق‪. 3‬‬
‫بالنسبة للعوامل ادلتعلقة بالطلب ‪ ،‬فإن اطلفاض يف أسعار النفط حبسب وكالة الطاقة الدولية ( من ‪ 20‬إىل ‪ ) % 35‬ما بُت جوان إىل‬
‫ديسمرب ‪ ، 2014‬يرجع إىل اطلفاض الطلب بالنظر إىل ما يلي‪: 4‬‬
‫‪ .1‬ركود يف أوربا ؛‬
‫‪ .2‬تراجع يف الصُت بعدة فًتة من االداء القوي ؛‬
‫‪ .3‬ركود يف الطلب يف مناطق اخرى من العامل ؛‬
‫‪ .4‬ارتفاع تطبيقات معايَت الكفاءة يف استهالك الوقود ‪ ،‬يف أمريكا و غَتىا منالدول ادلتقدمة ؛‬
‫‪ .5‬ارتفاع سعر صرف الدوالر األمريكي ‪،‬وىو ما يساىم يف ضعف الطلب يف دول أخرى ( مثل أوربا و اليابان) ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬سالسل القيمة العالمية ( مفهوم ‪ ،‬عوامل المشاركة في سالسل القيمة ‪ ،‬السياسات المتبعة ) ‪.‬‬
‫‪ .7‬المفهوم ‪:‬‬
‫سالسل القيمة العادلية مفهوم حديث وصيغة جديدة للتجارة الدولية تقوم دبوجبها عدة بلدان باالشًتاك يف انتاج السلع واخلدمات‬
‫التوزع اجلغرايف ألنشطة اإلنتاج يف إطار‬
‫حيث تكتسي «ادلازايا النسبية وادلطلقة» و«وفرة وندرة عناصر اإلنتاج» دورا ىاما يف ّ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫«سالسل القيمة» ومؽلثل كل اقتصاد أو صناعة «حلقة» يف سلسلة انتاج دولية تقوم على التبادل يف السلع وادلنتجات الوسيطة‪ .‬وتعود‬
‫القيمة ادلضافة على طول ىذه السلسلة إىل عوامل اإلنتاج وادلتمثلة يف‪« :‬العمل»‪« ،‬رأس ادلال»‪« ،‬األرض» و«التنظيم» دبا يف ذلك‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬ ‫‪811‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫«التكنولوجيا» و«رأس ادلال الفكري»‪ . ‬وحىت نفهم طبيعة سالسل القيمة العادلية ينبغي أوال ربليل عناصرىا وىي‪« :‬القيمة ادلضافة»‪،‬‬
‫«سلسلة القيمة» و«ذباز ة عملية االنتاج»‪.‬‬
‫عرف «القيمة المضافة» بأهنا القيمة اإلضافية اليت مخلقت خالل مرحلة معينة من مراحل اإلنتاج أو من خالل التسويق‪ ،‬فمن‬
‫وتم ّ‬
‫وجهة نظر االقتصاد الكالسيكي وخصوصا على مستوى االقتصاد الكلي يعود معٌت القيمة ادلضافة إىل مساعلة عناصر اإلنتاج يف زيادة‬
‫قيمة ادلنتج أو اخلدمة‪.5‬‬
‫ومن الناحية االقتصادية ؽلكن تعريف ا لقيمة ادلضافة دبا يضيفو أي نشاط اقتصادي على إنتاج معُت من قيم قابلة للتقييم النقدي‬
‫وذلك من خالل مراحل التصنيع أو التسويق‪...‬إخل فإنتاج كل سلعة يتطلب استعمال مادة أولية أو أكثر وؽلر إنتاج ىذه السلعة بعدة‬
‫مراحل تصنيعية قبل أن تصبح بشكلها النها ي كبضاعة جاىازة للبيع‪.6‬‬
‫وتعرف ادلنظمة العادلية للتجارة (‪ )WTO‬القيمة ادلضافة دلنتج مص ّدر بأهنا الفرق بُت القيمة اإلمجالية للمنتج وقيمة ادلدخالت‬ ‫ّ‬
‫ادلباشرة وغَت ادلباشرة ادلستوردة‪ ،‬باعتبار مجيع السلع واخلدمات الوسيطة الوطنية ادلستخدمة يف تصنيع ادلنتج ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫تتألف نسبة ‪ % 06‬من التجارة العادلية ‪ ،‬اليت تتجاوز حاليا ‪ 06‬ترليون دوالر ‪ ،‬من التجارة يف السلع و اخلدمات الوسيطة اليت‬
‫تدمج ‪ ،‬خالل مراحل سلتلفة ‪ ،‬يف عملية إنتاج السلع و اخلدمات ادلوجهة إىل االستهالك النها ي ‪،‬وقد أدى ذبازؤ عمليات اإلنتاج‬
‫وتشتت ادلهام و االنشطة فيها على ادلستوى الدويل إىل ظهور نظم إنتاجية عبارة للحدود ‪،‬وؽلكن أن تتخذ ىذه النظم شكل سالسل‬
‫تعاقبية أو شبكات معقدة ‪،‬وؽلكن أن يكون نطاقها عادليا أو اقليميا ‪،‬ويشار إليها عادة باسم سالسل القيمة العادلية ‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 01‬القيمة ادلضافة يف الصادرات العادلية ‪2010‬‬

‫المصدر ‪ :‬أونتكاد ‪ ،‬تقرير االستثمار العادلي ‪. 2013‬‬


‫‪ .0‬العوامل الرئيسية التي تشكل قرارات سلسلة القيمة ‪.‬‬
‫بوصفها ظاىرة اقتصادية عادلية حديثة‪ ،‬فإن سالسل القيمة العادلية تظهر بوضوح إغلابيات وسلبيات التكثيف والتفاعالت ادلتبادلة بُت‬
‫البلدان‪ ،‬وؽلكن أن تكون دبثابة استجابة للتحديات اليت تواجهها يف االقتصاد ادلعومل‪ ،‬فإنو ال ؽلكن فقط أن توجو اىتماما خاصا للمنتج‬
‫النها ي يف حد ذاتو من وجهة نظر العمالة والتنمية‪ ،‬ولكن أيضا غلب االىتمام بأداء الشركات ادلشاركة يف إنشاء ادلنتج النها ي‪ .‬وكثَتا ما‬

‫‪818‬‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫ترى البلدان النامية أن تصبح جازءا من سالسل القيمة العادلية كفرصة إلضافة القيمة يف ادلنتج وتعازياز قدرهتا التنافسية عن طريق ربسُت‬
‫‪9‬‬
‫الظروف الدولية‪ 8.‬لذلك ىناك عدة معايَت تساىم يف تشكيل قرارات سلسلة القيمة نذكر األكثر تأثَتا منها‪:‬‬

‫• إمكانات السوق المحلية‪ :‬الواقع أن ىذا احلجم يهم عندما يتعلق األمر بالقرارات من حيث قاعدة التصنيع أو اخلدمة أو‬
‫االبتكار‪ ،‬واحلالة التجارية جلعل ىذه االستثمارات ببساطة أكثر إحلاحا عندما ؽلثل البلد ادلعٍت سوقا كبَتة‪ ،‬ويف ظل غياب اإلنتاج احمللي‬
‫وقدرة اخلدمة واالبتكار يف ىذه البلدان‪ ،‬قد ال يكون ىناك منافسة يف تلبية احتياجات العمالء احملليُت الكبار‪ ،‬وسيؤدي التواجد احمللي‬
‫غالبا إىل تعازياز الفرص التجارية بطرق أخرى‪ ،‬وكذلك من خالل تعازياز االعًتاف بالعالمة التجارية كمثال‪ .‬وذبدر اإلشارة إىل أنو يف‬
‫احلاالت اليت يكون فيها العمالء حكومات أو مؤسسات تابعة للدولة‪ ،‬قد تكون ىذه االستثمارات مطلوبة أيضا ‪ -‬حبكم القانون أو‬
‫حبكم الواقع ‪ -‬ألسباب سياسية ‪.‬‬

‫• الموارد البشرية ‪ :‬بالنسبة لشركات التصنيع ادلتقدمة مثل جنرال إلكًتيك‪ ،‬فإن اإلنتاجية تتغلب عموما على تكلفة اليد العاملة ‪،‬‬
‫على سبيل ادلثال ربتفظ جنرال إلكًتيك دبرافق خدمة زلركات الطا رات يف الواليات ذات التكلفة ادلرتفعة نسبيا مثل ادلملكة ادلتحدة‬
‫وسنغافورة‪ .‬وتواصل ىذه ادلرافق تقدمي قيمة ذبارية ىامة دلؤسسة الطَتان لديها ‪ ،‬وتؤمن بأن اإلنتاج غلب أن ينجرف إىل الواليات ذات‬
‫األجور ادلنخفضة‪ .‬ومع ذلك فإن ىذا ال يعٍت أن الواليات ذات التكلفة ادلنخفضة ال ؽلكن أن تكون مثمرة سباما‪ .‬ففي سنوات قليلة‬
‫مضت على سبيل ادلثال افتتحت شركة جنرال الكًتيك منشأة إنتاج بقيمة ‪ 100‬مليون دوالر يف ىايفونغ‪ ،‬فييتنام‪ ،‬لتصنيع مولدات‬
‫خاصة بالرياح؛ وأصبح ادلرفق بالفعل واحدا من األكثر إنتاجية يف العامل‪ .‬وينظر الباحثون عن كثب إىل رأس ادلال البشري الذي يقدمو كل‬
‫بلد‪ ،‬وما إذا كان ؽلكن أن يليب احتياجات البلد ويصدق ىذا بشكل خاص على مراكاز البحوث العادلية اليت ربتاج إىل االعتماد على‬
‫قاعدة من ذوي ادلهارات العالية من العلماء وادلهندسُت و الدكاترة‪.‬‬

‫• البنية التحتية الطبيعية ‪ :‬لكي تكون الدولة تسعى إىل اجتذاب الصناعات التحويلية واخلدمات واالبتكارات الراقية‪ ،‬غلب أن‬
‫تكون لديها بنية ربتية مادية ‪ -‬طاقة موثوقة‪ ،‬ووسا ل نقل‪ ،‬واتصاالت ‪ -‬لتمكُت ادلنشأة من االتصال بعمليات اإلنتاج العادلية يف الوقت‬
‫ادلناسب‪ .‬وغالبا ما تكون البنية التحتية ادلادية أحد العوامل الر يسية للتميياز بُت األسواق اليت قد تكون ذلا نقاط قوة شلاثلة (على سبيل‬
‫ادلثال‪ ،‬اذلند مقابل الصُت)‪.‬‬

‫• البيئات القانونية و السياسية ‪ :‬وردبا كانت البيئة القانونية والسياسية ىي أىم احملددات األساسية لقرارات سلسلة القيمة‪ ،‬وقد‬
‫يؤدي ضعف سيادة القانون ‪ -‬دبا يف ذلك ارتفاع مستويات الفساد‪ ،‬وضعف معايَت العمل أو ادلعايَت البيئية‪ ،‬أو ضعف حقوق ادللكية‬
‫الفكرية ‪ -‬إىل استبعاد بعض البلدان من سلسلة القيمة كليا أو إخضاعها لقيود ىامة (على سبيل ادلثال‪ ،‬التكنولوجيا اليت ستنقل إىل‬
‫البلد) ‪ .‬على النقيض من ذلك‪ ،‬السياسات اليت تدعم التصنيع واخلدمات واالبتكار ‪ -‬االستثمار يف التعليم ورأس ادلال البشري‪ ،‬البيئات‬
‫التنظيمية الصديقة للتنبؤ والعمل‪ ،‬السياسات العملية القابلة للتطبيق ‪ -‬ؽلکن أن تساعد يف التغلب علی االضلرافات يف رلاالت أخرى‪.‬‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬ ‫‪811‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫ومن التحديات ادلتازايدة على ضلو متازايد يف عملية ازباذ القرارات ادلتعلقة بسلسلة القيمة رلموعة متازايدة من السياسات احلكومية الرامية إىل‬
‫فرض نقل التكنولوجيا (مثل سياسة "ابتكار السكان األصليُت") أو إنتاج اخلدمات (مثل احملتوى احمللي أو سياسات "الشراء الوطنية")‪،‬‬
‫كشرط للوصول إىل ادلشًتيات احلكومية أو األسواق األخرى‪ .‬وىذه السياسات ‪ -‬اليت هتدف إىل تعازياز فرص الوصول إىل االسواق‬
‫للحصول على حصة أكرب من سلسلة القيمة ‪ -‬ؽلكن أن تؤثر بالتأكيد على ازباذ القرارات ادلتعلقة بسلسلة القيمة يف الشركات متعددة‬
‫اجلنسيات‪ ،‬خاصة عندما يكون لدى البلد مسات أخرى جذابة‪ .‬ومن ادلؤكد أن ىذه السياسات قد تثبت يف هناية ادلطاف أهنا غَت رلدية‬
‫أو تعمل على حساب البلدان اليت تفرضها‪.‬‬

‫ويف غياب الظروف األساسية الالزمة للتصنيع واخلدمات واالبتكار لتحقيق النجاح ‪ -‬رأس ادلال البشري ادلناسب‪ ،‬والبنية األساسية ادلادية‪،‬‬
‫والبيئات القانونية والسياسية ‪ -‬ستًتدد الشركات متعددة اجلنسيات يف االلتازام الكامل هبذه األسواق‪ .‬ويف حُت أن البعض قد يكون على‬
‫استعداد لتحديد جازء زلدود من سلسلة القيمة اخلاصة بو كقاعدة للوصول إىل األسواق‪ ،‬فإن قلة منها ستكون على استعداد دلخاطرة‬
‫قدرهتا التنافسية على ادلدى الطويل من خالل نقل قدرات االبتكار أو اإلنتاج األساسية إىل واليات قضا ية ال ؽلكن أن تدعمها ‪ ،‬غَت أن‬
‫ىذه السياسات تشكل ربديا خطَتا للنظام التجاري العادلي يف األجل القريب‪ ،‬حيث أهنا هتدد بتشويو القرارات ذات القيمة العالية‬
‫وزبصيص ادلوارد فيما بُت البلدان على ضلو غَت فعال ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬السياسات المتبعة هي مفتاح استفادة التنمية من سالسل القيمة العالمية ‪.‬‬

‫إذا قررت البلدان أن تعازز بنشاط ادلشاركة يف سالسل القيمة العادلية ‪ ،‬فينبغي لواضعي السياسات أن يعملوا ‪ ،‬يف ادلقام االول ‪ ،‬على ربديد‬
‫درجة تطور االوضاع التجارية و القدرات الصناعية يف بلداهنم ‪،‬وتقييم ادلسارات الواقعية لتنمية تلك السالسل من أجل التمركاز‬
‫االسًتاتيجي ‪ ،‬والنفاذ إىل السالسل القيمة العادلية ‪ ،‬و االستفادة من ادلشاركة فيها ‪ ،‬و القدرة على االرتقاء فيها ‪ ،‬عناصر تتطلب اتباع‬
‫هنج منظم يشمل ‪:10‬‬

‫‪ -‬ادماج سالسل القيمة العادلية يف اسًتاتيجات التنمةي الشاملة و سياسات التنمية الصناعية ؛‬
‫‪ -‬تسَت ظلو سالسل القيمة العادلية بتهئية بيئة مواتية لالستثمار و التجارة و احلفاظ عليها ‪ ،‬وتوفَت اذلياكل االساسية الداعمة ؛‬
‫‪ -‬بناء القدرات االنتاجية يف الشركات احمللية ‪،‬ويتطلب التخفيف من ادلخاطر اليت ربف ادلشاركة يف سالسل القيمة العادلية ؛‬
‫‪ -‬وجود إطار بيئي واجتماعي وإداري متُت ‪ ،‬وتنطوي مواءمة سياسات التجارة و االستثمار ؛‬
‫ربقيق التوافق بُت السياسات و مؤسسات التجارة و االستثمار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪811‬‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫الجدول‪ : 23‬بناء إطار سياساتي إنمائي لسالسل القيمة العالمية‬

‫المصدر ‪ :‬أونتكاد ‪ ،‬تقرير االستثمار العادلي ‪. 2013‬‬

‫المحور الخامس ‪ :‬اندماج الجزائر في سالسل القيمة العالمية ‪.‬‬

‫تعترب االستثمارات األجنية ادلباشرة عامال ىاما لنجاح ادلشروع ادلتوسطي ‪ ،‬كوهنا عامل انعاش لنمو اقتصاديات دول جنوب ادلتوسط ‪،‬‬
‫ألهنا تؤدي إىل تدفق رؤوس األموال األجنبية إليها وخلق فرص عمل وربريك اآللة اإلنتاجية ‪ ،‬وبالتايل االرتقاء دبستوى ادلبادالت التجارية‬
‫‪،‬ومنو تعويض عدم التوازن يف ميازان ادلدفوعات على ادلدى القصَت ‪،‬و ربفياز العرض على ادلدى ادلتوسط ‪ ،‬كما أهنا تعترب مصدر للمعرفة و‬
‫التكنولوجيا ‪،‬وىو ما ؽلكن من انطالقة حقيقية لالقتصاد الوطٍت‪ 11‬من أجل ادلساعلة يف التنمية احمللية للبلد ادلضيف رباول اجلازا ر جذب‬
‫االستثمار األجنيب ادلباشر ‪ ،‬و ذلك من خالل إتباع سياسات اقتصادية مناسبة العاملة على دفع عجلة التنمية بالرغم من العراقيل اليت ربد‬
‫من جاذبيتها لو‪ .‬ذلذا شرعت اجلازا ر دبسَتة من اإلصالحات وقد شكل جازء كبَت من اإلصالحات ادلستهدفة وسيلة لتهيئة ادلناخ قصد‬
‫استقطاب رؤوس األموال األجنبية الالزمة الستعادة ديناميكية عملية التنمية‪ ،‬ن خالل قيامها بإصالحات جذرية دبا يتال م ومتطلبات‬
‫ادلستثمر األجنيب حيث مشلت االصالحات ‪- : 12‬إصالح ادلؤسسة العمومية االقتصادية (استقاللية ادلؤسسات العمومية‪ -‬إقرار عملية‬
‫خوصصة ادلؤسسات العمومية )؛‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬ ‫‪811‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫‪-‬سياسات التحرير االقتصادي (ربرير التجارة اخلارجية ‪ ،‬ربرير األسعار والتخلي عن الدعم ) ؛‬

‫‪ -‬إعادة تنشيط النظام البنكي اجلازا ري ؛ إصالح النظام احملاسيب ؛ توفَت و تدعيم ادلرافق العامة ؛‬

‫‪ -‬أجهازة تطوير االستثمارات و تنظيمها حيث صدرت العديد من القوانُت وادلراسيم التشريعية التنظيمية والتحضَتية‪ ،‬ومن أعلها قانون‬
‫االستثمار ( ‪ ) 25 - 88‬وقانون ( ‪ ) 12 - 93‬ادلتعلق بًتقية االستثمارات‪ ،‬فأسندت ادلهمة ذليئة جديدة تابعة للدولة تساىم يف إنعاش‬
‫االستثمار يف القطاع اخلاص ىي وكالة ترقية االستثمارات ودعمها ومتابعتو ‪ APSI‬تنشيط ربت وصاية الدولة‪ .‬أما القانون ( ‪01 - 03‬‬
‫) ادلتعلق بتطوير االستثمار‪ :‬فأسندت ادلهمة إىل الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ‪. ANDI‬‬

‫وضعت اجلازا ر مؤخرا اسًتاتيجية جديدة لإلنعاش الصناعي و اليت هتدف إىل تطوير وربديث وإدماج متازايد للصناعة اجلازا رية‪ .‬يف ىذا‬
‫ادلنظور‪ ،‬تسعى احلكومة لتحسُت جاذبية اجلازا ر كوجهة استثمارية من أجل بعث النشاط الصناعي‪ ،‬خلق فرص األعمال وتشجيع إنشاء‬
‫إستثمارات جديدة‪ .‬كما هتدف ىذه ادلبادرة أيضا إىل ترقية االقتصاد الرقمي‪ ,‬التنمية و وضع أليات جديدة مرنة ومبتكرة لتمويل ادلشاريع‬
‫و تشجيع الصناعيُت من أجل ربديث معداهتم اإلنتاجية‪.‬‬

‫وهتدف ىذه االسًتاتيجية إىل ربسُت االندماج يف سالسل القيمة العادلية عرب ما يلي‪: 13‬‬

‫‪ -1‬مواءمة تشريعات النفط والغاز الستقطاب ادلازيد من االستثمارات ادلباشرة األجنبية يف التنقيب عن احتياطيات جديدة‪ ،‬دبا يف ذلك‬
‫االحتياطيات غَت التقليدية والبحرية ؛‬
‫‪ -2‬ربسُت سبوقع سوناطراك يف أنشطة ادلصب اخلاصة بالنفط والغاز عرب ادلشاريع الدولية اجلديدة يف مشال أفريقيا وغَتىا؛‬
‫‪ -3‬تطوير صناعة ادلصب اخلاصة بالنفط والغاز‪ ،‬ومشتقات ادلواد الكيميا ية واحملروقات ؛‬
‫‪ -4‬إعادة تأىيل قطاع ادلقاوالت العمومية لبناء رلموعات كربى من ادلقاوالت اإلقليمية‪/‬العادلية وإنشاء مشاريع مشًتكة مع الشركات‬
‫الرا دة عادليا (أرسيلور ميطال‪ ،‬قطر للصلب‪ ،‬الفارج‪ ،‬رونو‪ ،‬دؽللر‪ ،‬ماسي فَتغيسون‪ ).‬وسيتم تطوير بعض ادلشاريع عرب الًتكياز على‬
‫الصادرات مثل صناعة الصلب‪ ،‬مع أرسيلور ميطال أو قطر للصلب‪ ،‬أو يف اإلمسنت مع الفارج ؛‬
‫‪ -5‬تطوير البنيات األساسية الصناعية عرب ‪42‬أرضية أو زلطة صناعية مندرلة توفر مساحة إمجالية سبتد على ‪ 14.000‬ىكتار ستصبح‬
‫جاىازة حبلول ؛‬
‫‪ -6‬اعتماد قانون جديد لتشجيع االستثمارات ادلباشرة األجنبية وتطوير ادلقاوالت الصغَتة وادلتوسطة ؛‬
‫‪ -7‬تطوير اإلمداد بالطاقة وصادرات الكهرباء عرب برنامج الطاقة الشمسية وادلتجددة‪.‬‬

‫‪811‬‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫‪ -‬قراءة تقييمية حول الشركاء التجاريين و االستثمارات األجنبية في الجزائر ( ‪) 0271-0227‬‬

‫يوضح اجلدول رقم أىم الشركاء التجاريُت للجازا ر ( صادرات ‪ ،‬واردات ) حيث يثبت أن االرباد االوريب أىم شريك للجازا ر بنسبة تقدر‬
‫بـ ـ ‪ % 47.5‬واردات ‪ ،‬و ‪ % 58.5‬صادرات ‪ ،‬شلا يوضح أن اتفاق الشراكة االورجازا رية ‪ ،‬لو أثر واضح على ىذه النسب بسبب‬
‫االمتيازات ادلمنوحة للجازا ر يف شكل زبفيضات مجركية وبرامج دعم لتأىيل ادلؤسسات اجلازا رية ‪ .‬تندرج ىذه االتفاقية يف إطار مشوار‬
‫برشلونة الذي دعت إليو اجملموعة األوروبية بغرض تطوير عالقات التعاون مع بلدان الضفة اجلنوبية للبحر األبيض ادلتوسط و بغرض‬
‫إنشاء "منطقة ازدىار مشًتكة" على ادلدى الطويل‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :22‬الشركاء التجارين للجزائر ‪)% ( 0270‬‬
‫الصارات‬ ‫الواردات‬
‫‪58.5‬‬ ‫‪47.5‬‬ ‫االرباد االوريب‬
‫‪11.4‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الصُت‬
‫‪6.2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫امريكا‬
‫‪4.4‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫تركيا‬
‫‪4.4‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫االرجنتُت‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫الربازيل‬
‫‪1.7‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫كوريا اجلنوبية‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اذلند‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫السعودية‬
‫‪1‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫روسيا‬
‫‪European commission, European Union, Trade in goods with Algeria.‬‬
‫‪Source : http://trade.ec.europa.eu‬‬
‫يفرض اتفاق الشراكة ادلوقع مع االرباد االوريب على اجلازا ر توفَت مناخ مال م وجاذب لالستثمارات االجنبية و احمللية على حد سواء ‪،‬‬
‫فالغاية االساسية للجازا ر من إقامة منطقة التابدل احلر تكمن يف السعي إىل الرفع من مستوى جاذبية البلد لالستثمارات األجنبية ادلباشرة‬
‫‪ ،‬كما نالحظ من خالل الشكل رقم ‪ 02‬ابتداء من سنة ‪ 2000‬زيادة يف تدفقات االستثمارات األجنبية ادلباشرة وىذا راجع إىل‬
‫سياسات االصالح ادلنتجهة من خالل الربامج االستثمارية ادلتبعة ‪ ،‬ويالحظ خالل عام ‪ 2014‬قيمة االستثمارات األجنبية ‪1488‬‬
‫مليون دوالر وذلك حسب تقديرات االوتكاند سبثل ما نسبتو ‪ % 3.4‬من اإلمجايل العريب لنفس العام ‪ ،‬أما سنة ‪ 2015‬فشهدت‬
‫اجلازا ر استثمارات أجنبية مباشرة سلبية قيمتها ‪ 587.3‬مليون دوالر وسبثل ضلو ‪ % 18‬من إمجايل التدفقات السلبية اليت شهدهتا‬
‫الدول العربية ‪ . 2015‬ما يعكس عازوف ادلستثمرين عن الوجهة اجلازا رية ‪،‬والذي يعد تراجعا غَت مسبوق للتدفقات ادلالية باذباه اجلازا ر‬
‫‪،‬ادلالحظ أن قطاع الطاقة شكل أحد أىم ادلصادر خالل السنوات ادلاضية‪ ،‬إال أن دخول القطاع يف أزمة وغياب البدا ل جعل‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬ ‫‪811‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫االستثمارات األجنبية ادلباشرة تشح‪،‬أما سنة ‪ 2016‬فقد عرف تدفق االستثمارات األجنبية ادلباشرة باذباه اجلازا ر‪ ،‬ارتفاعا مسجال ما‬
‫قيمتو ‪ 1.5‬مليار دوالر ‪ ،‬وىو مؤشر إغلايب يأيت يف خضم استمرار األزمة اليت ؽلر هبا االقتصاد اجلازا ري ادلتأثر باهنيار أسعار النفط؛ األمر‬
‫تبٍت سلطط عمل جديد‪ ،‬يرمي إىل تنويع االقتصاد وتشجيع االستثمار الوطٍت وخباصة األجنيب الذي ػلظى‬ ‫الذي دفع بادلسؤولُت إىل ّ‬
‫بامتيازات عديدة‪ ،‬إن العودة القوية للجازا ر راجعة إىل العديد من االعتبارات ادلوضوعية‪ ،‬ومنها على سبيل اخلصوص ربسن السياسات‬
‫االستثمارية والتحسن األخَت الذي عرفو اإلنتاج النفطي‪ .‬كما تعد اجلازا ر قانونا جديدا حول االستثمار‪ ،‬التحفيازات اجلبا ية وادلنشآت‬
‫الضرورية للمشاريع االستثمارية ‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :20‬تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الواردة إلى الجزائر الفترة ( ‪) 0270-0222‬‬

‫ادلصدر ‪ :‬من إعداد الباحث بناء على بيانات مؤسبر االمم ادلتحدة للتجارة والتنمية (‪) UNCTAD‬‬

‫أما فيما يتعلق بنشاط اجلازا ر على صعيد االستثمارات االجنبية ادلباشرة اجلديدة (‪ )greenfield‬تشَت قاعدة بيانات ‪FDI‬‬
‫‪ Markets‬التابعة دلؤسسة فاينانشيال تاؽلاز العادلية ‪ 2015‬إىل مايلي‪: 14‬‬

‫‪ ‬خالل الفًتة من جانفي ‪ 2003‬و ديسمرب ‪ 2015‬بلغ عدد ادلشروعات االستثمار األجنيب ادلباشر يف اجلازا ر ‪ 381‬مشروعا‬
‫يتم تنفيذىا من قبل ‪ 315‬شركة عربية و أجنبية وتشَت التقديرات إىل ان التكلفة االستثمارية لتك ادلشروعات تبلغ ضلو ‪60‬‬
‫مليار دوالر وتوظف ضلو ‪ 92‬ألف عامل كما يوضحو اجلدول رقم ‪. 05‬‬
‫‪ ‬خالل الفًتة ما بُت جانفي ‪ 2011‬وديسمرب ‪ 2015‬تًتكاز االستثمارات العربية و االجنبية الواردة إىل اجلازا ر يف قاطاعات‬
‫ادلعادن بقيمة ‪ 3.7‬مليار دوالر و العقارات بقيمة ‪ 1.7‬مليار دوالر مث مواد البناء ‪ 1.3‬مليار دوالر ‪.‬‬
‫‪ ‬منذ جانفي ‪ 2011‬تصدرت اجلازا ر رلموعة أورتاز االسبانية لالنشاءات قا مة أىم ‪ 10‬شركات مستثمرة يف اجلازا ر حيث تنفذ‬
‫‪ 5‬مشروعات ضخمة استثمارية تقدر بنحو ‪ 9.4‬مليارات دوالر ‪.‬‬

‫‪811‬‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫الجدول رقم ‪ :22‬مشروعات االستثمار االجنبي المباشر ‪0272-0223‬‬


‫عدد المشروعات التكلفة ملون دوالر عدد الوظائف عدد الشركات‬ ‫العام‬
‫‪22‬‬ ‫‪4,732‬‬ ‫‪5,046.30‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪3,334‬‬ ‫‪857.20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪11,049‬‬ ‫‪10,545.30‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪9,491‬‬ ‫‪9,686.60‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪5,711‬‬ ‫‪4,070.10‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪27,305‬‬ ‫‪16,408.20‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪5,872‬‬ ‫‪2,605.10‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪3,797‬‬ ‫‪1,367.40‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪2,565‬‬ ‫‪1,431.60‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪4,951‬‬ ‫‪2,376.80‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪7,298‬‬ ‫‪4,284.60‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪2,130‬‬ ‫‪535.50‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪3,758‬‬ ‫‪749.40‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪347‬‬ ‫‪91,993‬‬ ‫‪59,964‬‬ ‫‪381‬‬ ‫االجمالي‬

‫ادلصدر ‪ :‬ادلؤسسة العربية لضمان االستثمار ‪ ،‬تقرير مناخ االستثمار يف الدول العربية ‪. 2016‬‬
‫من خالل الشكل رقم ‪ ، 03‬نالحظ أن قطاع الفحم و النفط و الغاز الطبيعي و قطاع ادلعادن و قطاع العقارات ‪ ،‬أخذة النصيب األوفر‬
‫لالستثمارات األجنبية ادلباشرة خالل الفًتة ‪. 2015- 2003‬‬
‫الشكل رقم ‪ :23‬االستثمارات الواردة إلى الجزائر حسب التوزيع القطاعي من ‪ 0223‬إلى ‪0272‬‬

‫المصدر ‪ :‬المؤسسة العربية لضمان االستثمار ‪ ،‬تقرير مناخ االستثمار في الدول العربية ‪. 0270‬‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬ ‫‪811‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫رابعا ‪ :‬قطاع النفط والغاز في سلسلة القيمة اإلقليمية‬


‫ؽلكن أن يكون تطور سالسل القيمة اإلقليمية ذات الصلة بالنفط والغاز عامال ر يسيا يف تنافسية منطقة مشال أفريقيا‪ .‬وتعد اجلازا ر‬
‫ومصر وليبيا فاعلُت ر يسيُت يف األسواق العادلية للنفط والغاز باحتياطيات وقدرات إنتاجية ىا لة‪ ،‬يف حُت سبلك موريتانيا احتياطيات‬
‫ولكنها ال سبلك اإلنتاج‪ .‬وتعد تونس وادلغرب مستوردين زلضُت وؽللكان احتياطيات زلدودة من النفط والغاز التقليديُت‪ .‬ويمتوقع بأن‬
‫مجيع بلدان مشال أفريقيا سبلك احتياطيات ىا لة غَت تقليدية (النفط احلجري والغاز‪ )،‬ويتعُت التأكد من ىذا ادلعطى عرب التنقيب‬
‫ادليداين‪ .‬وتتضمن الصادرات النفط اخلام والغاز ضلو أوروبا اليت تمعد السوق الرا د ‪.‬‬

‫وربمل ادلنطقة فرصة ىا لة لتطوير أنشطة تنافسية يف منبع سالسل القيمة اإلقليمية اعتمادا على ربويل النفط والغاز‪ ،‬وربط ادلصادر‬
‫الطاقية بسالسل القيمة ادلوجودة‪ ،‬حسبما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إنتاج الكهرباء للتصدير ضلو أوروبا وبلدان ادلشرق (آسيا) عالقة دبشروع سوق الطاقة ادلندرلة األورومتوسطية؛‬
‫‪ -‬إنتاج البالستيك وادلواد ادلختلطة (دبا يف ذلك األجازاء البالستيكية وادلختلفة من أجل صناعات السيارات‬
‫والطا رات؛‬
‫‪ -‬إنتاج األلياف االصطناعية وادلنسوجات لصناعة النسيج؛‬
‫‪ -‬إنتاج الكيماويات واألمسدة من الغاز والنفط‪.‬‬
‫الخالصة ‪:‬‬
‫تواجو اقتصادات الدول ادلصدرة للنفط عاما مليئا بالتحديات حيث تواصل أسعار النفط اضلدارىا شهد عام ‪ 2014‬عدداً من األحداث‬
‫الديناميكية اليت أثرت على اقتصادات دول ادلصدرة للنفط دفع الًتاجع احلايل ألسعار النفط إىل ادلطالبة دبراجعة جوىرية تستهدف زيادة‬
‫التنويع االقتصادي ‪ ،‬حييث دخلت العديد من الدول ادلصدرة للنفط ضلو ازباذ إصالحات اقتصادية غَت مسبوقة تتضمن تنويع مصادر‬
‫الدخل وتقليل االعتماد على اإليرادات النفطية ‪ ،‬وتعترب ادلشاركة سالسل القيمة العادلية رافعة حامسة للتصدي للتحديات عرب عرب ربول‬
‫اقتصاداهتا ىيكليا وتكثيف مشاركتها يف سالسل القيمة العادلية‪ ،‬لتحصل ىذه البلدان على حصة أكرب من القيمة ادلضافة اليت يتم إنتاجها‬
‫على طول سالسل القيمة بواسطة اعتماد على اسًتاتيجيات تنمية تتالءم مع ىذا اإلطار وأن ربتل مركازا اسًتاتيجيا يف احللقات ذات قيمة‬
‫مضافة عالية ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحاالت والمراجع ‪:‬‬

‫ص ‪. 17 :‬‬ ‫‪ 1‬أسامة صلوم ‪ ،‬قراءة يف أسباب اطلفاض أسعار النفط ‪ ،‬قطر ‪ :‬ادلركاز العريب لألحباث ودراسة السياسات ‪،‬مارس ‪،2015‬‬
‫‪ 2‬منظمة األقطار العربية ادلصدرة للبًتول ‪ ،‬تقرير شهري حول التطورات البًتولية يف االسواق العادلية و الدول األعضاء ‪ ،‬مارس ‪. 2015‬‬
‫‪ 3‬البنـك الـدويل ‪ ،‬اطلفـاض أســعار الـنفط ‪ ،‬منطقـة الشـرق االوســط و مشـال افريقـا ‪ ،‬ادلـوجاز االقتصــادي الفصـلي دلنطقـة الشـرق االوســط و مشـال افريقـا ‪ ،‬العــدد‬
‫الربع ‪ ،‬جانفي ‪. 2015‬‬
‫خالد بن راشد ‪ ،‬ربديات اهن يار أسعار النفط والتنويع االقتصادي يف دول رللس التعاون ‪ ،‬ادلركاز العريب لألحباث و دراسة والسياسات ‪ ،‬قطر ‪ ،‬أوت ‪. 2015‬‬ ‫‪4‬‬

‫أصل ذلا «دفيد ريكاردو»‪،‬‬‫أصل ذلا را د ادلدرسة الكالسيكية «آدم مسيث» أما اعتبارات ادليازة أو النفقة النسبية اليت ّ‬ ‫‪ .‬اعتبارات ادليازة أو النفقة ادلطلقة واليت ّ‬
‫‪‬‬

‫واليت مثّلت ممرتكازات الفكر الكالسيكي يف تفسَت التجارة اخلارجية‪ ،‬ومثلت ادلرجعية النظرية للتنافسية الدولية‪ .‬فواقع حال التنافسية الدولية الراىنة يتجلى بصيغة‬

‫‪811‬‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬
‫ما بعد النفط ‪ :‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية كاستراتيجية لتعزيز الشراكة األورو جزائرية (ص ص‪)022-721‬‬

‫ميازات نسبية أحيانا وميازات نسبية ومطلقة أحايُت أخرى‪ ،‬وأ ّن عملية االستحواذ على ادليازات النسبية وادلطلقة معاً أصبحت اليوم معلماً ر يسياً للنقلة النوعية يف‬
‫وظيفة رأس ادلال‪ ،‬يتجلى ذلك يف كفاءة األداء االقتصادي يف منظوريو العادلي واحمللي‪.‬‬
‫‪ .‬ارتكازا على نظرية «برتيل أولُت» والذي بٌت تأصيالهتا النظرية ارتكازا على أفكار مواطنو االقتصادي السويدي «إيلي ىيكشر» الذي أ ّكد على‬
‫االختالفات يف ىبات الدول من عوامل اإلنتاج كشرط أساسي لقيام التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ . ‬مربدد النظرية االقتصادية عناصر اإلنتاج ضمن العوامل األربعة ادلعروفة‪ ،‬يف حُت يمدرج كل من «التكنولوجيا» و«رأس ادلال الفكري» ضمن عاملي «التنظيم»‬
‫و«العمل» ترتيبا‪ ،‬إالّ أننا خصصناعلا بالتميياز ألعليتهم النسبية يف ربديد سبوضع الدول ضمن حلقات ومستويات سالسل القيمة العادلية‪.‬‬
‫‪ .5‬ماجذة عزث حسيه بكير عبذه‪ ،‬الجىدة المذركت لخذمت المىاقع االلكترونيت وأثرها في تحقيق القيمت المضافت من وجهت نظر‬
‫طلبت الجامعاث الخاصت‪ ،‬رسالت ماجستير تخصض األعمال اإللكتروويت‪ ،‬جامعت الشرق األوسط‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص‪.32‬‬
‫(‪)2012/01/22‬‬
‫‪http://www.meu.edu.jo/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=1385:2013-01-16-12-‬‬
‫‪24-43&catid=172&Itemid=877‬‬
‫‪ .6‬عالء درويش‪ ،‬ماهيت القيمت المضافت في التسىيق‪ ،‬رسالت ماجستير‪ ،‬تخصصض تسصقي ‪ ،‬يةيصت اصاتصصاد‪ ،‬جامعصت دمشص ‪ ،‬سصقريا‪،‬‬
‫‪ ،2010-2002‬ص‪2:‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.OMC, IDE-JETRO, la structure des échanges et les chaines de valeur mondiale en l’Asie de‬‬
‫‪l’Est : du commerce des marchandises au commerce des taches, Imprimé par le secrétariat de‬‬
‫)‪l'OMC, Genève, 2011, p 96 (13/11/2015‬‬
‫‪https://www.wto.org/french/res_f/booksp_f/stat_tradepat_globvalchains_f.pdf‬‬
‫‪8‬‬
‫‪Meshkova T., Moiseichev E. (2016) Foresight Applications to the Analysis of Global Value‬‬
‫‪Chains , Foresight and STI Governance, vol. 10, no 1 , DOI: 10.17323/1995-459x.2016.1.69.82 ,‬‬
‫‪p70 .‬‬
‫‪9‬‬
‫‪World Economic Forum, The Shifting Geography of Global Value Chains: Implications for‬‬
‫‪Developing Countries and Trade Policy , 2012,p25.‬‬
‫‪ 10‬أونتكاد ‪ ،‬تقرير االستثمار العادلي ‪ ، 2013‬ص ‪. 26 :‬‬
‫‪ 11‬أمساء سي علي ‪ ،‬انعكاسات اتفاقية الشراكة االورو متوسطتية على تنافسية االقتصاد اجلازا ري يف ظل ربرير التجارة اخلارجية ( آفاق ما بعد ‪ ، ) 2017‬أطروحة دكتوراه يف العلوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬جامعة شلف ‪ ، 2017 ،‬ص‪. 343 :‬‬
‫‪ 12‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ‪. www.andi.dz ،‬‬
‫‪ 13‬جلنة األمم ادلتحدة االقتصادية ألفريقيا ‪ ،‬تشجيع سالسل القيمة اإلقليمية يف مشال أفريقيا ‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مارس ‪ ، 2016‬أديس أبابا – إثيوبيا‬
‫‪ 14‬ادلؤسسة العربية لضمان االستثمار ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،20‬ديسمبر ‪0272‬‬ ‫« مجلة التنمية االقتصادية »‪،‬‬ ‫‪111‬‬

You might also like